4434142434445464748495051525354

الإحصائيات

سورة يس
ترتيب المصحف36ترتيب النزول41
التصنيفمكيّةعدد الصفحات5.80
عدد الآيات83عدد الأجزاء0.30
عدد الأحزاب0.60عدد الأرباع2.30
ترتيب الطول38تبدأ في الجزء22
تنتهي في الجزء23عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 19/29يس: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (41) الى الآية رقم (47) عدد الآيات (7)

ومن أدلَّةِ قدرتِه أيضًا: حملُ مَن نجَا مِن الطوفانِ من ذريةِ آدمَ في سفينةِ نوحٍ، ومعَ هذا يُعرِضُ الكُفَّارُ عن آياتِ اللهِ، ويَسْخَرُونَ ممَّن يحثُّهم على النَّفَقَةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (48) الى الآية رقم (54) عدد الآيات (7)

لمَّا أعرضَ الكُفَّارُ بَيَّنَ اللهُ سببَ ذلك وهو إنكارُهُم للبعثِ، ثُمَّ بَيَّنَ اللهُ أنَّ الموتَ سيأتيهم بغتةً، وأن البعثَ أمرٌ يسيرٌ على اللهِ لا يحتاجُ إلَّا إلى نَفْخَةٍ واحدةٍ في الصُّورِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة يس

الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات/ قدرة الله على البعث

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • لماذا الاستمرار في الدعوة إلى الله؟:   لماذا يبقى المرء مصرًا على الدعوة إلى الله سواء اهتدى الناس أم لم يهتدوا: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ... لِتُنْذِرَ قَوْمًا ...﴾ (1-6)؟ لأن الدعوة إلى الله عبادة لله، وأنت تتقرب إلى الله بهذه العبادة سواء أرأيت النتائج أمامك أم لم ترها. عليك أن تستمر في الدعوة إلى الله؛ لأن الناس مهما كانوا بعيدين عن الحق فقد تكون قلوبهم حيّة، وقد يستجيبون للدعوة في وقت ما، فعلينا ألّا نفقد الأمل من دعوتهم.وتخبر السورة أن المهمة ليست يسيرة، بل صعبة: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ (6).
  • • نموذج رائع للاستمرار في الدعوة رغم الصعوبات::   نرى في هذه السورة القصة الشهيرة، قصة القرية التي أرسل الله لها ثلاثة من المرسلين: ﴿وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلًا أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ﴾ (13–14)، رغم أنه قد أرسل إليها ثلاثة أنبياء، لكن هناك رجلًا أحس بمسؤوليته عن هذا الدين وكان موقفه رائعًا: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ * ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (20–22)، إنها قصة رجل لم يقف مكتوف اليدين دون أن يدعو إلى الله، بحجة وجود الأنبياء في هذه القرية، لكنه أصر على الاستمرار في دعوة قومه رغم أنهم لم يستجيبوا للأنبياء الذين هم أفضل منه بكثير، وهكذا نرى أن هذه القصة تصب في محور السورة مباشرة: إياك واليأس من دعوة الناس إلى الله.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «يس».
  • • معنى الاسم ::   حرفان من حروف هجائية أو مقطعة، ابتدأت بها 29 سورة من سور القرآن، وتنطق (يا سين).
  • • سبب التسمية ::   لأن ‏الله ‏افتتح ‏السورة ‏الكريمة ‏بهما، وقد انفردت السورة بافتتاحها بهذين الحرفين‏‏.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   1. «قَلْبُ القُرآن» وجاء هذا الوصف للسورة في حديث، ولكنه ضعيف. 2. «سورة حبيب النجار»؛ لأنها اشتملت على قصته، وإن كان لم يثبت في حديث صحيح أن الرجل المقصود في الآية: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ ...﴾ (20) أن اسمه حبيب النجار، وإنما اشتهر ذلك عند بعض المفسرين.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات.
  • • علمتني السورة ::   أن التذكير والإنذار ينفع الذين اتبعوا القرآن وخافوا من الله تعالى في الغيب: ﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن أذهب إلى مجموعة من الغافلين عن الصلاة، وأنصحهم بأدائها: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾
  • • علمتني السورة ::   لا تَدَعْ الحقَّ من أجل الاستهزاء به؛ لأنَّ أهلَ الباطلِ لا يزالون يستهزئون بالحقِّ وقائلِه: ﴿إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بـ: (يس)».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة يس من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • اشتهر في كتب السيرة أن الكفار لما أحاطوا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ليقتلوه، خرج عليهم صلى الله عليه وسلم وفي يده حفنة من التراب، وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو صدر سورة يس إلى قوله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (9).
    • يذكر العوام أن «يس» و«طه» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح
    • قال الشيخ ابن باز رحمه الله: وليس «طه» و«يس» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في أصح قولي العلماء، بل هما من الحروف المقطعة في أوائل السور؛ مثل «ص» و«ق» و«ن» ونحوها.
    • ذهب جمهور العلماء (منهم: الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى استحباب قراءة سورة يس عند المحتضر, واستدلوا على ذلك ببعض الأدلة: منها: عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ».
    • وسئل ابن عثيمين: هل قراءة سورة (يس) عند المحتضر ثابتة في السنة أم لا؟ فأجاب: قراءة (يس) عند المحتضر سنة عند كثير من العلماء, لقوله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ»، لكن هذا الحديث تكلم فيه بعضهم وضعفه، فعند من صححه تكون قراءة هذه السورة سنة، وعند من ضعفه لا تكون سنة، والله أعلم.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستمر في الدعوة الله؛ حتى لو كان ظاهر الناس لا يبشّر بالخير.
    • أن نتق الله تعالى في السر والعلن؛ فجميع أعمالنا محصاة علينا: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾ (12).
    • أن نفكر في مخلوقات الله تعالى، في الأرض وثمارها، وفي السماء وكواكبها: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ (33).
    • أن نكثر من شكر الله تعالى على نعمه وفضله: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ ...﴾ (34، 35).
    • أن نتأمَّل لو لم توجدْ وسائلُ النَّقلِ الحديثةِ! ثم نشكر اللهَ على تسخيرِها لنا: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾ (41، 42).
    • أن ننفق في سبيل الله تعالى ولا نبخل: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (47).
    • أن ننتبه، فجميع أعمالنا محصاة علينا من خير وشر: ﴿فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (54).
    • أن نحذر من اتباع خطوات الشيطان، ونستعذ بالله منه: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ (60).
    • أن نتبع صراط الله المستقيم؛ وهو: عبادة الله وحده لا شريك له: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ (61).
    • أن نحذر من أقرب الشهود علينا: اليدان والرجلان: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (65).

تمرين حفظ الصفحة : 443

443

مدارسة الآية : [41] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ ..

التفسير :

[41] ودليل لهم وبرهان على أن الله وحده المستحق للعبادة، المنعم بالنعم، أنَّا حملنا مَن نجا مِن ولد آدم في سفينة نوح المملوءة بأجناس المخلوقات؛ لاستمرار الحياة بعد الطوفان.

أي:ودليل لهم وبرهان، على أن اللّه وحده المعبود، لأنه المنعم بالنعم، الصارف للنقم، الذي من جملة نعمه{ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ} قال كثير من المفسرين:المراد بذلك:آباؤهم.

ثم ذكر- سبحانه- نوعا آخر من النعم التي امتن بها على عباده فقال: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ.

وللمفسرين في تفسير هذه الآية أقوال منها: أن الضمير في «لهم» يعود إلى أهل مكة، والمراد بذريتهم: أولادهم صغارا أو كبارا، والمراد بالفلك المشحون: جنس السفن.

فيكون المعنى: ومن العلامات الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا، أننا حملنا- بفضلنا ورحمتنا- أولادهم صغارا وكبارا في السفن المملوءة بما ينفعهم دون أن يصيبهم أذى، وسخرنا لهم هذه السفن لينتقلوا فيها من مكان إلى آخر.

ويرى بعضهم أن الضمير في «لهم» يعود إلى الناس عامة، والمراد بذريتهم آباؤهم الأقدمون، والمراد بالفلك المشحون: سفينة نوح- عليه السلام- التي أنجاه الله- تعالى- فيها بمن معه من المؤمنين، الذين لم يبق على وجه الأرض من ذرية آدم غيرهم.

فيكون المعنى: وعلامة ودليل واضح للناس جميعا على قدرتنا، أننا حملنا- بفضلنا ورحمتنا- آباءهم الأقدمين الذين آمنوا بنوح- عليه السلام- في السفينة التي أمرناه بصنعها، والتي كانت مليئة ومشحونة، بما ينتفعون به في حياتهم.

قال الجمل: وإطلاق الذرية على الأصول صحيح، فإن لفظ الذرية مشترك بين الضدين، الأصول والفروع لأن الذرية من الذرء بمعنى الخلق. والفروع مخلوقون من الأصول، والأصول خلقت منها الفروع. فاسم الذرية يقع على الآباء كما يقع على الأولاد .

وهذا الرأى الثاني قد اختاره الإمام ابن كثير ولم يذكر سواه، فقد قال رحمه الله: يقول- تعالى-: ودلالة لهم- أيضا- على قدرته- تعالى- تسخيره البحر ليحمل السفن، فمن ذلك- بل أوله- سفينة نوح التي أنجاه الله فيها بمن معه من المؤمنين، ولهذا قال: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ أى: آباءهم.

فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ أى: في السفينة المملوءة بالأمتعة والحيوانات، التي أمره الله أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين .

يقول تعالى : ودلالة لهم أيضا على قدرته تعالى : تسخيره البحر ليحمل السفن ، فمن ذلك - بل أوله - سفينة نوح ، عليه السلام ، التي أنجاه الله تعالى فيها بمن معه من المؤمنين ، الذين لم يبق على وجه الأرض من ذريةآدم غيرهم ; ولهذا قال : ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم ) أي : آباءهم ، ( في الفلك المشحون ) أي : في السفينة [ الموقرة ] المملوءة من الأمتعة والحيوانات ، التي أمره الله أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين .

قال ابن عباس : المشحون : الموقر . وكذا قال سعيد بن جبير ، والشعبي ، وقتادة ، [ والضحاك ] والسدي .

وقال الضحاك ، وقتادة ، وابن زيد : وهي سفينة نوح ، عليه السلام .

القول في تأويل قوله تعالى : وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)

يقول تعالى ذكره: ودليل لهم أيضًا، وعلامة على قُدرتنا على كلّ ما نشاء، حملنا ذرّيتهم ، يعني من نجا من ولد آدم في سفينة نوح، وإياها عنى جلّ ثناؤه بالفُلك المشحون؛ والفلك: هي السفينة، والمشحون: المملوء الموقر.

&; 20-522 &; وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله ( أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) يقول: الممتلئ .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) يعني المثقل .

حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: ثنا محمد بن الصلت، قال: ثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد ( الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال: الموقَر .

حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا يونس، عن الحسن، في قوله ( الْمَشْحُونِ ) قال: المحمول .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) يعني: سفينة نوح عليه السلام .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) الموقر، يعني سفينة نوح .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال: الفلك المشحون: المَرْكَب الذي كان فيه نوح، والذرية التي كانت في ذلك المركب؛ قال: والمشحون: الذي قد شُحِن، الذي قد جعل فيه ليركبه أهله، جعلوا فيه ما يريدون، فربما امتلأ وربما لم يمتلىء .

حدثنا الفضل بن الصباح، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: أتدرون ما الفُلك المشحون؟ قلنا: لا قال: هو المُوقَر .

حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآمُلِي، قال: ثنا هارون، عن جُوَيبر، عن &; 20-523 &; الضحاك، في قوله ( الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال: المُوقَر .

التدبر :

وقفة
[41] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ من معاني الذرية: الآباء والأجداد، فالآباء ذرية والأبناء ذرية.
وقفة
[41] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ السفينة هي سفينة نوح، ولم يوصف فلك غير فلك نوح بهذا الوصف.
وقفة
[41] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ (آية) في الآية تحتمل ثلاثة معاني: أحدها عبرة لهم، والثاني: نعمة عليهم، والثالث: إنذار لهم، وكلها بادية في آية سفينة نوح.
وقفة
[41] من ضعف البشرية أنها احتاجت إلى سفينة واحدة لبقاء نسلها في زمن نوح عليه السلام ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾.
وقفة
[41] من أساليب تربية الله لعباده: أنه جعل بين أيديهم الآيات التي يستدلون بها على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾.
وقفة
[41] كلمة (الفلك) مذكر أو مؤنث وكيف نجمعها؟ الجواب: لفظ (الفلك) تطلق على المفرد والمثنى والجمع والمؤنث على حد سواء، نقول: هذا فلك، وهذه فلك، وهذان فلك، وهاتان فلك، فإذا أريد به واحدًا ذكَّر، كقوله تعالى: ﴿فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾، وإذا أريد به الجمع أنِّث، كقوله تعالى: ﴿والفلك التي تجري﴾ [البقرة: 164].

الإعراب :

  • ﴿ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنّا:
  • الواو عاطفة. آية لهم: أعربت في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين. انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان».
  • ﴿ حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «أنّ» وأنّ مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع خبر «آية» حمل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. ذرية: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ:
  • جار ومجرور متعلق بحملنا. المشحون: صفة-نعت- للفلك مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. أي في المركب أو السفينة المملوءة بالبضائع التجارية.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     الدليلُ السادسُ: حملُ مَن نجَا مِن الطوفانِ من ذريةِ آدمَ في سفينةِ نوحٍ، قال تعالى:
﴿ وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ذريتهم:
قرئ:
1- ذرياتهم، بالجمع، وهى قراءة نافع، وابن عامر، والأعمش.
2- بالجمع وكسر الذال، وهى قراءة زيد بن على، وأبان.
3- بالإفراد، وهى قراءة باقى السبعة، وعيسى.

مدارسة الآية : [42] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا ..

التفسير :

[42] وخلقنا لهؤلاء المشركين وغيرهم مثل سفينة نوح من السفن وغيرها من المراكب التي يركبونها وتبلِّغهم أوطانهم.

{ وَخَلَقْنَا لَهُمْ} أي:للموجودين منبعدهم{ مِنْ مِثْلِهِ} أي:من مثل ذلك الفلك، أي:جنسه{ مَا يَرْكَبُونَ} به، فذكر نعمته على الآباء بحملهم في السفن، لأن النعمة عليهم، نعمة على الذرية. وهذا الموضع من أشكل المواضع عليَّ في التفسير، فإن ما ذكره كثير من المفسرين، من أن المراد بالذرية الآباء، مما لا يعهد في القرآن إطلاق الذرية على الآباء، بل فيها من الإيهام، وإخراج الكلام عن موضوعه، ما يأباه كلام رب العالمين، وإرادته البيان والتوضيح لعباده.

وثَمَّ احتمال أحسن من هذا، وهو أن المراد بالذرية الجنس، وأنهم هم بأنفسهم، لأنهم هم من ذرية [بني] آدم، ولكن ينقض هذا المعنى قوله:{ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} إن أريد:وخلقنا من مثل ذلك الفلك، أي:لهؤلاء المخاطبين، ما يركبون من أنواع الفلك، فيكون ذلك تكريرا للمعنى، تأباه فصاحة القرآن. فإن أريد بقوله:{ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} الإبل، التي هي سفن البر، استقام المعنى واتضح، إلا أنه يبقى أيضا، أن يكون الكلام فيه تشويش، فإنه لو أريد هذا المعنى، لقال:وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَاهم فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون،ِ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ، فأما أن يقول في الأول:وحملنا ذريتهم، وفي الثاني:حملناهم، فإنه لا يظهر المعنى، إلا أن يقال:الضمير عائد إلى الذرية، واللّه أعلم بحقيقة الحال.

فلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد اللّه تعالى، وذلك أن من عرف جلالة كتاب اللّه وبيانه التام من كل وجه، للأمور الحاضرة والماضية والمستقبلة، وأنه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله، وكانت الفلك من آياته تعالى ونعمه على عباده، من حين أنعم عليهم بتعلمها إلى يوم القيامة، ولم تزل موجودة في كل زمان، إلى زمان المواجهين بالقرآن.

وقوله- تعالى-: وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ بيان لنعمة أخرى من نعمه- تعالى- على عباده.

والضمير في قوله- تعالى-: مِنْ مِثْلِهِ يعود على السفن المشبهة لسفينة نوح- عليه السلام-.

قال القرطبي: ما ملخصه قوله- تعالى-: وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ والأصل ما يركبونه ... والضمير في «من مثله» للإبل. خلقها لهم للركوب في البر، مثل السفن المركوبة في البحر، والعرب تشبه الإبل بالسفن. وقيل إنه للإبل والدواب وكل ما يركب.

والأصح أنه للسفن. أى: خلقنا لهم سفنا أمثالها، أى: أمثال سفينة نوح يركبون فيها.

قال الضحاك وغيره: هي السفن المتخذة بعد سفينة نوح- عليه السلام- .

وقوله : ( وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) : قال العوفي ، عن ابن عباس : يعني بذلك : الإبل ، فإنها سفن البر يحملون عليها ويركبونها . وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة - في رواية - عبد الله بن شداد ، وغيرهم .

وقال السدي - في رواية - : هي الأنعام .

وقال ابن جرير : حدثنا الفضل بن الصباح ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : تدرون ما ( وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) ؟ قلنا : لا . قال : هي السفن ، جعلت من بعد سفينة نوح على مثلها .

وكذا قال [ غير واحد و ] أبو مالك ، والضحاك ، وقتادة ، وأبو صالح ، والسدي أيضا : المراد بقوله : ( وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) : أي السفن .

ويقوي هذا المذهب في المعنى قوله تعالى : ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ) [ الحاقة : 11 ، 12 ] .

وقوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) يقول تعالى ذكره: وخلقنا لهؤلاء المشركين المكذّبيك يا محمد، تفضلا منا عليهم، من مثل ذلك الفلك الذي كنا حملنا من ذرية آدم مَنْ حملنا فيه الذي يركبونه من المراكب.

ثم اختلف أهل التأويل في الذي عني بقوله ( مَا يَرْكَبُونَ ) فقال بعضهم: هي السفن.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الفضل بن الصباح، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: تدرون ما( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) ؟ قلنا: لا. قال: هي السفن جُعِلت من بعد سفينة نوح على مِثْلها .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن السديّ، عن أبي مالك في قوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: السفن الصغار .

قال: ثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن السديّ، عن أبي مالك، في قوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: السفن الصغار، ألا ترى أنه قال ( وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ ) ؟

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن في هذه الآية ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: السفن الصغار .

حدثنا حاتم بن بكر الضَّبي، قال: ثنا عثمان بن عمر، عن شعبة، عن إسماعيل، عن أبي صالح: ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: السفن الصغار .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) يعني: السفن التي اتخذت &; 20-524 &; بعدها، يعني بعد سفينة نوح .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: هي السفن التي ينتفع بها .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: وهي هذه الفلك .

حدثني يونس، قال: ثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: نعم من مثل سفينة .

وقال آخرون: بل عني بذلك الإبل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثنا أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) يعني: الإبل، خَلَقها الله كما رأيت، فهي سفن البر، يحملون عليها ويركبونها .

حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثنا غندر، عن عثمان بن غياث، عن عكرمة ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: الإبل .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن السديّ، قال: قال عبد الله بن شداد ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) هي الإبل .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ) قال: من الأنعام .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن: هي الإبل .

وأشبه القولين بتأويل ذلك قول من قال: عُنِي بذلك السفن، وذلك لدلالة &; 20-525 &; قوله ( وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ ) على أن ذلك كذلك، وذلك أن الغرق معلوم أن لا يكون إلا في الماء، ولا غرق في البرّ.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[41، 42] ﴿حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ ... مَا يَرْكَبُونَ﴾ تأمَّل لو لم توجدْ وسائلُ النَّقلِ الحديثةِ! ثم اشكر اللهَ على تسخيرِها لنا.
وقفة
[41، 42] ﴿حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ ... مَا يَرْكَبُونَ﴾ كلما ركبت سفينة أو مركبًا أو سيارة أو طائرة، فلا تنس حمد الله الذي سخرها لك، لتعبر بها الأجواء والبحار والمحيطات إلى وجهك.

الإعراب :

  • ﴿ وَخَلَقْنا لَهُمْ:
  • الواو عاطفة. خلق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخلقنا.
  • ﴿ مِنْ مِثْلِهِ:
  • جار ومجرور متعلق بخلقنا والهاء يعود على الفلك ضمير متصل في محل جر بالاضافة. وهي الإبل.
  • ﴿ ما يَرْكَبُونَ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يركبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يركبون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد -الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير ما يركبونه من مثل المركب ما يركبونه من الإبل وهي سفائن البر أو بمعنى مراكب مماثلة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     وبعد ذكرِ سفينةِ نوحٍ؛ ذكرَ اللهُ هنا أنه خلقَ للبشر وسائل كثيرة يركبون عليها مثل السفن: كالإبل والبغال والحمير والسيارات والطائرات وغير ذلك، قال تعالى:
﴿ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ ..

التفسير :

[43] وإن نشأ نغرقهم، فلا يجدون مغيثاً لهم مِن غرقهم، ولا هم يخلصون من الغرق.

فلما خاطبهم اللّه تعالى بالقرآن، وذكر حالة الفلك، وعلم تعالى أنه سيكون أعظم آيات الفلك في غير وقتهم، وفي غير زمانهم، حين يعلمهم [صنعة] الفلك [البحرية] الشراعية منها والنارية، والجوية السابحة في الجو، كالطيور ونحوها، [والمراكب البرية] مما كانت الآية العظمى فيه لم توجد إلا في الذرية، نبَّه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياتها فقال:

{ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} أي:المملوء ركبانا وأمتعة. فحملهم اللّه تعالى، ونجاهم بالأسباب التي علمهم اللّه بها، من الغرق، و[لهذا] نبههم على نعمته عليهم حيثأنجاهم مع قدرته على ذلك، فقال:{ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ} أي:لا أحد يصرخ لهم فيعاونهم على الشدة، ولا يزيل عنهم المشقة،{ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ} مما هم فيه

ثم بين- سبحانه- مظهرا آخر من مظاهر فضله على الناس فقال: وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ. إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ.

الصريخ: المغيث. أى: فلا مغيث لهم. أو فلا إغاثة لهم، على أنه مصدر كالصراخ، لأن المستغيث الخائف ينادى من ينقذه، فيصرخ المغيث له قائلا: جاءك الغوث والعون.

والاستثناء هنا مفرغ من أعم العلل.

أى: وإن نشأ أن نغرق هؤلاء المحمولين في السفن أغرقناهم، دون أن يجدوا من يغيثهم منا، أو من ينقذهم من الغرق، سوى رحمتنا بهم، وفضلنا عليهم، وتمتيعنا إياهم بالحياة إلى وقت معين تنقضي عنده حياتهم.

فالآيتان الكريمتان تصوران مظاهر قدرة الله ورحمته بعباده أكمل تصوير وذلك لأن السفن التي تجرى في البحر- مهما عظمت- تصير عند ما تشتد أمواجه في حالة شديدة من الاضطراب، ويغشى الراكبين فيها من الهول والفزع ما يغشاهم، وفي تلك الظروف العصيبة لا نجاة لهم مما هم فيه إلا عن طريق رعاية الله- تعالى- ورحمته بهم.

وقوله : ( وإن نشأ نغرقهم ) يعني : الذين في السفن ، ( فلا صريخ لهم ) أي : فلا مغيث لهم مما هم فيه ، ( ولا هم ينقذون ) أي : مما أصابهم .

وقوله ( وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ ) يقول تعالى ذكره: وإن نشأ نغرق هؤلاء المشركين إذا ركبوا الفُلك في البحر ( فَلا صَرِيخَ لَهُمْ ) يقول: فلا مُغِيث لهم إذا نحن غرّقناهم يُغِيثهم، فينجيهم من الغرق.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ ) أي: لا مُغِيث

وقوله ( وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ ) يقول: ولا هو ينقذهم من الغرق شيء إن نحن أغرقناهم في البحر، إلا أن ننقذهم نحن رحمة منا لهم، فننجيهم منه.

التدبر :

تفاعل
[43] ﴿وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[43] ﴿وَإِن نَشَأ نُغرِقهُم فَلا صَريخَ لَهُم وَلا هُم يُنقَذونَ﴾ قدر الله نافذ.
وقفة
[43، 44] ﴿وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ * إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ﴾ كل نجاة من الغرق ووصول للشط نعمة تستحق الشكر.
وقفة
[43، 44] ﴿وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ * إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ﴾ لولا جوده وفضله لغرقنا كما غرق كثيرون، لكنه بحسن الأفضال وجميل الإمهال، حفظنا رينا في كل الأحوال.
تفاعل
[43، 44] ﴿وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ * إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ﴾ سل الله، وألح عليه بقولك: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك».

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ:
  • الواو استئنافية. إن: حرف شرط‍ جازم. نشأ: فعل مضارع فعل الشرط‍ مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. نغرق: فعل مضارع جواب الشرط‍ تعرب اعراب «نشأ» و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. وجملة «نغرقهم» جواب شرط‍ جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها وحذف مفعول «نشأ» اختصارا.
  • ﴿ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ:
  • الفاء استئنافية. لا: نافية للجنس تعمل عمل «انّ» صريخ: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا بمعنى: فلا مغيث. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف.
  • ﴿ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ:
  • الواو عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ينقذون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وجملة «ينقذون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى: ولا هم ينجون من الموت بالغرق.'

المتشابهات :

يس: 23﴿إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ
يس: 43﴿وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     وبعد ذِكرِ السفنِ وغيرِها؛ ذكرَ اللهُ هنا لطفَه بعبادِه حين ركوبهم تلك السفن، ولو شاءَ لأغرقَ النَّاسَ في البحرِ، قال تعالى:
﴿ وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

نغرقهم:
1- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالتشديد، وهى قراءة الحسن.

مدارسة الآية : [44] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى ..

التفسير :

[44] إلا أن نرحمهم فننجيهم ونمتعهم إلى أجل؛ لعلهم يرجعون ويستدركون ما فرَّطوا فيه.

{ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} حيث لم نغرقهم، لطفا بهم، وتمتيعا لهم إلى حين، لعلهم يرجعون، أو يستدركون ما فرط منهم.

ثم بين- سبحانه- مظهرا آخر من مظاهر فضله على الناس فقال: وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ. إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ.

الصريخ: المغيث. أى: فلا مغيث لهم. أو فلا إغاثة لهم، على أنه مصدر كالصراخ، لأن المستغيث الخائف ينادى من ينقذه، فيصرخ المغيث له قائلا: جاءك الغوث والعون.

والاستثناء هنا مفرغ من أعم العلل.

أى: وإن نشأ أن نغرق هؤلاء المحمولين في السفن أغرقناهم، دون أن يجدوا من يغيثهم منا، أو من ينقذهم من الغرق، سوى رحمتنا بهم، وفضلنا عليهم، وتمتيعنا إياهم بالحياة إلى وقت معين تنقضي عنده حياتهم.

فالآيتان الكريمتان تصوران مظاهر قدرة الله ورحمته بعباده أكمل تصوير وذلك لأن السفن التي تجرى في البحر- مهما عظمت- تصير عند ما تشتد أمواجه في حالة شديدة من الاضطراب، ويغشى الراكبين فيها من الهول والفزع ما يغشاهم، وفي تلك الظروف العصيبة لا نجاة لهم مما هم فيه إلا عن طريق رعاية الله- تعالى- ورحمته بهم.

ثم ذكر- سبحانه- جانبا من رد المشركين السيئ على من يدعوهم إلى الخير، ومن جهالاتهم حيث تعجلوا العذاب الذي لا محيص لهم عنه، ومن أحوالهم عند قيام الساعة، فقال- تعالى-:

( إلا رحمة منا ) وهذا استثناء منقطع ، تقديره : ولكن برحمتنا نسيركم في البر والبحر ، ونسلمكم إلى أجل مسمى ; ولهذا قال : ( ومتاعا إلى حين ) أي : إلى وقت معلوم عند الله .

وقوله ( وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ) يقول: ولنمتعهم إلى أجل هم بالغوه، فكأنه قال: ولا هم يُنْقذُونَ، إلا أن نرحمهم فنمتعهم إلى أجل .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ) أي: إلى الموت .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[44] ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ﴾ الدنيا في أحد أقصر تعريفاتها: (متاع إلى حين).
وقفة
[44] لا ينجي العبد من العذاب الدنيوي والأخروي إلا رحمة الله تعالى ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ﴾.
تفاعل
[44] ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا﴾ ادعُ الله الآن أن يرحمك.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ رَحْمَةً مِنّا:
  • أداة استثناء. رحمة: مستثنى منصوب بإلا وهو استثناء منقطع وعلامة نصبه الفتحة. منا: جار ومجرور متعلق بصفة-نعت- لرحمة. ويجوز أن تكون «إلا» أداة حصر لا عمل لها. و «رحمة» مفعولا لأجله «من أجله» منصوبا بالفتحة.
  • ﴿ وَمَتاعاً إِلى حِينٍ:
  • معطوفة بالواو على رحمة منا» وتعرب إعرابها. بمعنى: الا لرحمة منا وتمتيع الى أجل مقدر.'

المتشابهات :

النحل: 80﴿وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ
يس: 44﴿إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     ولَمَّا كان اللهُ يستجيب لمن يشاء فينجيه، وكانت (لا) نافية نفيًا مستغرقًا؛ استثنى هنا ما كان منه سبحانه، فقال تعالى:
﴿ إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [45] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا ..

التفسير :

[45] وإذا قيل للمشركين:احذروا أمر الآخرة وأهوالها وأحوال الدنيا وعقابها؛ رجاء رحمة الله لكم، أعرضوا ولم يجيبوا إلى ذلك.

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ} أي:من أحوال البرزخ والقيامة، وما في الدنيا من العقوبات{ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أعرضوا عن ذلك، فلم يرفعوا به رأسا، ولو جاءتهم كل آية.

وقوله- تعالى-: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ.. حكاية لموقف المشركين من الناصحين لهم، وكيف أنهم صموا آذانهم عن سماع الآيات التنزيلية، بعد صممهم عن التفكر في الآيات التكوينية.

أى: وإذا قال قائل لهؤلاء المشركين على سبيل النصح والإرشاد: اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ أى: احذروا ما تقدم من ذنوبكم وما تأخر، وصونوا أنفسكم عن ارتكاب المعاصي التي ارتكبها الظالمون من قبلكم، فأهلكوا بسببها وأبيدوا، وآمنوا بالله ورسوله واعملوا العمل الصالح، لعلكم بسبب ذلك تنالون الرحمة من الله- تعالى-.

وجواب «إذا» محذوف دل عليه ما بعده، والتقدير: إذا قيل لهم ذلك أعرضوا عن الناصح، واستخفوا به، وتطاولوا عليه.

يقول تعالى مخبرا عن تمادي المشركين في غيهم وضلالهم ، وعدم اكتراثهم بذنوبهم التي أسلفوها ، وما هم يستقبلون بين أيديهم يوم القيامة : ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم ) قال مجاهد : من الذنوب . وقال غيره بالعكس ، ( لعلكم ترحمون ) أي : لعل الله باتقائكم ذلك يرحمكم ويؤمنكم من عذابه . وتقدير كلامه : أنهم لا يجيبون إلى ذلك ويعرضون عنه .

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)

يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المشركين بالله، المكذّبين رسوله محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : احذروا ما مضى بين أيديكم من نقم الله وَمثُلاته بمن حلّ ذلك به من الأمم قبلكم أن يحلّ مثله بكم بشرككم وتكذيبكم رسوله.( وَمَا خَلْفَكُمْ ) &; 20-526 &; يقول: وما بعد هلاككم مما أنتم لاقوه إن هلكتم على كفركم الذي أنتم عليه ( لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) يقول: ليرحمكم ربكم إن أنتم حذرتم ذلك، واتقيتموه بالتوبة من شرككم والإيمان به، ولزوم طاعته فيما أوجب عليكم من فرائضه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ) : وقائع الله فيمن خلا قبلهم من الأمم وما خلفهم من أمر الساعة.

وكان مجاهد يقول في ذلك ما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ) قال: ما مضى من ذنوبهم ، وهذا القول قريب المعنى من القول الذي قلنا، لأن معناه: اتقوا عقوبة ما بين أيديكم من ذنوبكم، وما خلفكم مما تعملون من الذنوب ولم تعملوه بعد، فذلك بعد تخويف لهم العقاب على كفرهم.

التدبر :

وقفة
[45] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ الخوف سبب الرحمة، خُوِّفوا بما مضي من ذنوبهم أي ما تقدَّم منها، وما سيأتي منها أي ما تأخر، قاله مجاهد والحسن.
وقفة
[45] ﴿وَإِذا قيلَ لَهُمُ اتَّقوا ما بَينَ أَيديكُم وَما خَلفَكُم لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾ التقوى واجبة فى السر والعلن، التقوى واجبة وسط الناس وفى الخلوات، التقوى واجبة فى أمور الدين والدنيا، التقوى واجبة بينك وبين الله وبينك وبين نفسك وبينك وبين الناس، ومحصلة ذلك كله تنل الرحمة من رب عفو غفور رحيم.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ:
  • الواو استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط‍ مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه. قيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل. وجملة قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا» في محل جر بالاضافة. وجواب «اذا» محذوف دل عليه القول إِلاّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ» أي أعرضوا بمعنى صدوا.
  • ﴿ اتَّقُوا ما:
  • جملة القول في محل رفع نائب فاعل. اتقوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وجملة «استقر أو كان بين أيديكم»: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ:
  • ظرف مكان متعلق بصلة الموصول المحذوفة منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. أيديكم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ:
  • معطوفة بالواو على ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ» وتعرب إعرابها. لعل: حرف مشبه بالفعل الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. والجملة الفعلية بعدها في محل رفع خبر «لعل» بمعنى: لتكونوا على رجاء رحمة الله.
  • ﴿ تُرْحَمُونَ:
  • فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     وبعد أن عدَّدَ اللهُ هذه الأدلة على وَحدانيته وقدرته؛ بَيَّنَ هنا عَدَم انتِفاعِهم بهذه الأدلَّةِ، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [46] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ ..

التفسير :

[46] وما تجيء هؤلاء المشركين من علامة واضحة من عند ربهم؛ لتهديهم للحق، وتبيِّن لهم صدق الرسول، إلا أعرضوا عنها، ولم ينتفعوا بها.

{ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} وفي إضافة الآيات إلى ربهم، دليل على كمالها ووضوحها، لأنه ما أبين من آية من آيات اللّه، ولا أعظم بيانا.

وإن من جملة تربية اللّه لعباده، أن أوصل إليهم الآيات التي يستدلون بها على ما ينفعهم، في دينهم ودنياهم.

ويشهد لهذا الجواب المحذوف قوله- تعالى- بعد ذلك: وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ.

و «من» الأولى مزيدة لتأكيد إعراضهم وصممهم عن سماع الحق، والثانية للتبعيض.

أى: ولقد بلغ الجحود والجهل والعناد عند هؤلاء المشركين، أنهم ما تأتيهم آية من الآيات التي تدل على وحدانية الله- تعالى- وقدرته، وعلى أن الرسول صلّى الله عليه وسلم صادق في دعوته، إلا كانوا عن كل ذلك معرضين إعراضا تاما، شأنهم في ذلك شأن الجاحدين من قبلهم.

وأضاف- سبحانه- إليه الآيات التي أتتهم، لتفخيم شأنها، وبيان أنها آيات عظيمة، كان من شأنهم- لو كانوا يعقلون- أن يتدبروها، ويتبعوا من جاء بها.

واكتفى عن ذلك بقوله : ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم ) أي : على التوحيد وصدق الرسل ( إلا كانوا عنها معرضين ) أي : لا يتأملونها ولا ينتفعون بها .

وقوله ( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ) يقول تعالى ذكره: وما تجيء هؤلاء المشركين من قريش آية، يعني حجة من حُجَج الله، وعلامة من علاماته على حقيقة توحيده، وتصديق رَسُوله، إلا كانوا عنها معرضين، لا يتفكرون فيها، ولا يتدبرونها، فيعلموا بها ما احتجّ الله عليهم بها.

فإن قال قائل: وأين جواب قوله ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ ) ؟ قيل: جوابه وجواب قوله ( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ ) ... قوله ( إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ) لأن الإعراض منهم كان عن كل آية لله، فاكتفي بالجواب عن قوله ( اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ) وعن قوله ( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ ) بالخبر عن إعراضهم عنها لذلك، لأن معنى الكلام: وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم أعرضوا، وإذا أتتهم آية أعرضوا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[46] ﴿وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾ لا يتَّعظون من الآيات الكونية المشهودة ولا من قصص تاريخهم ويُكذِّبونها.
وقفة
[46] ﴿وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾ الآيات نوعان: شرعية: ما جاء به الرسل، والإعراض عنها بتكذيب الأخبار، والاستكبار عن العمل بالأحكام، وكونية: وهي دلائل قدرة الله في الكون، والإعراض عنها بعدم الالتفات إليها، ولا التأمل في عظمة الله فيها.
عمل
[46] إذا سمعت الآية والموعظة فأقبل عليها بقلبك، واعمل بما فيها ﴿وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾.
وقفة
[46] ﴿وَما تَأتيهِم مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبِّهِم إِلّا كانوا عَنها مُعرِضينَ﴾ وفي إضافة الآيات إلى ربهم، دليل على كمالها ووضوحها؛ لأنه ما أبين من آية من آيات اللّه، ولا أعظم بيانًا.

الإعراب :

  • ﴿ وَما تَأْتِيهِمْ:
  • الواو عاطفة. ما نافية لا عمل لها. تأتي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم.
  • ﴿ مِنْ آيَةٍ:
  • حرف جر زائد لتاكيد معنى النفي. آية اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل «تأتي».
  • ﴿ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة-نعت-لآية. رب: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِلاّ كانُوا عَنْها:
  • أداة تحقيق بعد النفي. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. عنها: جار ومجرور متعلق بخبر «كان».
  • ﴿ مُعْرِضِينَ:
  • خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الأنعام: 4﴿ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ
يس: 46﴿ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     وبعد بيان عَدَم انتِفاعِهم بالآيات؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن الإعراض ديدنهم، وليس بأمر جديد منهم، قال تعالى:
﴿ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [47] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا ..

التفسير :

[47] وإذا قيل للكافرين:أنفقوا من الرزق الذي مَنَّ به الله عليكم، قالوا للمؤمنين مُحْتجِّين:أنطعم من لو شاء الله أطعمه؟ ما أنتم -أيها المؤمنون- إلا في بُعْدٍ واضح عن الحق؛ إذ تأمروننا بذلك.

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} أي:من الرزق الذي منَّ به اللّه عليكم، ولو شاء لسلبكم إياه،{ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا} معارضين للحق، محتجين بالمشيئة:{ أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ} أيها المؤمنون{ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} حيث تأمروننا بذلك.

وهذا مما يدل على جهلهم العظيم، أو تجاهلهم الوخيم، فإن المشيئة، ليست حجة لعاص أبدا، فإنه وإن كان ما شاء اللّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فإنه تعالى مكَّن العباد، وأعطاهم من القوة ما يقدرون على فعل الأمر واجتناب النهي، فإذا تركوا ما أمروا به، كان ذلك اختيارا منهم، لا جبرا لهم ولا قهرا.

ثم حكى- سبحانه- موقفا آخر، من مواقفهم القبيحة ممن نصحهم وأرشدهم إلى الصواب، فقال- تعالى-: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ....

وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآية روايات منها: أن أبا بكر الصديق- رضى الله عنه- كان يطعم مساكين المسلمين، فلقيه أبو جهل فقال له: يا أبا بكر: أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء؟.

قال نعم. قال: فما باله لم يطعمهم؟ قال أبو بكر: ابتلى- سبحانه- قوما بالفقر، وقوما بالغنى، وأمر الفقراء بالصبر، وأمر الأغنياء بالإعطاء.

فقال أبو جهل: والله يا أبا بكر: إن أنت إلا في ضلال، أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء وهو لا يطعمهم، ثم تطعمهم أنت.. فنزلت هذه الآية.

وقيل: كان العاصي بن وائل السهمي، إذا سأله المسكين قال له: اذهب إلى ربك فهو أولى منى بك. ثم يقول: قد منعه الله فأطعمه أنا.. .

والمعنى. وإذا قال قائل من المؤمنين لهؤلاء الكافرين: أنفقوا على المحتاجين شيئا من الخير الكثير الذي رزقكم الله- تعالى- إياه.

قال الكافرون- على سبيل الاستهزاء والسخرية- للمؤمنين: هؤلاء الفقراء الذين طلبتم منا أن ننفق عليهم، لو شاء الله لأطعمهم ولأغناهم كما أغنانا.

إِنْ أَنْتُمْ أيها المؤمنون إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ في أمركم لنا بالإنفاق عليهم أو على غيرهم.

قال الشوكانى ما ملخصه: وقوله: أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ حكاية لتهكم الكافرين، وقد كانوا سمعوا المؤمنين يقولون: إن الرزاق هو الله، وإنه يغنى من يشاء، ويفقر من يشاء، فكأنهم حاولوا بهذا القول الإلزام للمؤمنين، وقالوا: نحن نوافق مشيئة الله فلا نطعم من لم يطعمه الله. وهذا غلط منهم ومكابرة ومجادلة بالباطل، فإن الله- سبحانه- أغنى بعض خلقه وأفقر بعضا، وأمر الغنى أن يطعم الفقير، وابتلاه به فيما فرض له من ماله من الصدقة، وقولهم: مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ هو وإن كان كلاما صحيحا في نفسه، ولكنهم لما قصدوا به الإنكار لقدرة الله، وإنكار جواز الأمر بالإنفاق مع قدرة الله، كان احتجاجهم من هذه الحيثية باطلا.

وقوله: إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ من تتمة كلام الكفار. وقيل: هو رد من الله عليهم.. .

وقوله : ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله ) أي : وإذا أمروا بالإنفاق مما رزقهم الله على الفقراء والمحاويج من المسلمين ( قال الذين كفروا للذين آمنوا ) أي : عن الذين آمنوا من الفقراء ، أي : قالوا لمن أمرهم من المؤمنين بالإنفاق محاجين لهم فيما أمروهم به : ( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) أي : وهؤلاء الذين أمرتمونا بالإنفاق عليهم ، لو شاء الله لأغناهم ولأطعمهم من رزقه ، فنحن نوافق مشيئة الله فيهم ، ( إن أنتم إلا في ضلال مبين ) أي : في أمركم لنا بذلك .

قال ابن جرير : ويحتمل أن يكون من قول الله للكفار حين ناظروا المسلمين وردوا عليهم ، فقال لهم : ( إن أنتم إلا في ضلال مبين ) ، وفي هذا نظر .

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47)

يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المشركين بالله: أنفقوا من رزق الله الذي رزقكم، فأدوا منه ما فرض الله عليكم فيه لأهل حاجتكم ومسكنتكم، قال الذين أنكروا وحدانية الله، وعبدوا من دونه للذين آمنوا بالله ورسوله: أنطعم أموالنا وطعامنا مَنْ لو يشاء الله أطعمه.

وفي قوله ( إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) وجهان: أحدهما أن يكون من قيل الكفار للمؤمنين، فيكون تأويل الكلام حينئذ: ما أنتم أيها القومُ في قيلكم لنا: أنفقوا مما رزقكم الله على مساكينكم، إلا في ذهاب عن الحق، وجور عن الرشد مُبين لمن تأمله وتدبره، أنه في ضلال ، وهذا أولى وجهيه بتأويله. والوجه الآخر: أن يكون ذلك من قيل الله للمشركين، فيكون تأويله حينئذ: ما أنتم أيها الكافرون في قيلكم للمؤمنين: أنطعم من لو يشاء الله أطعمه، إلا في ضلال مبين، عن أن قيلكم ذلك لهم ضلال.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[47] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا﴾ تصدَّق اليوم على مُحتاجٍ.
وقفة
[47] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا﴾ كان العاصي بن وائل السهمي إذا سأله المسكين قال له: «اذهب إلى ربك، فهو أولى مني بك»، ثم يقول: «قد منعه الله فأطعمه أنا؟».
وقفة
[47] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا﴾ تعامى هؤلاء عن أن الله جعل الدنيا داء ابتلاء لا دار جزاء، وأنه اختبر فيها الأغنياء بالفقراء، ليعطوهم مما أعطاهم الله، وإلا حرمهم الله.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا:
  • معطوفة بالواو على وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا» الواردة في الآية الخامسة والأربعين وتعرب إعرابها.
  • ﴿ مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ:
  • أصلها: من: التبعيضية وهي حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن وحذف مفعول «أنفقوا» لأن «من» التبعيضية تدل عليه. بمعنى: بعض ما رزقكم الله من اعمال البر. رزق: فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. وجملة رَزَقَكُمُ اللهُ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به ثان التقدير: مما رزقكموه الله.
  • ﴿ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا:
  • الجملة الفعلية: جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. قال: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «كفروا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُوا:
  • اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. آمنوا: تعرب اعراب «كفروا» والجملة الفعلية بعدها أَنُطْعِمُ مَنْ» في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ أَنُطْعِمُ مَنْ:
  • الهمزة همزة استهزاء وانكار بلفظ‍ استفهام. نطعم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ:
  • الجملة الشرطية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. لو: حرف شرط‍ غير جازم. يشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. أطعمه: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة «أطعمه» بمعنى «لأطعمه» باسقاط‍ اللام جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها.
  • ﴿ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ:
  • إن: مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. انتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الا: أداة حصر لا عمل لها.
  • ﴿ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «أنتم» مبين: صفة-نعت- لضلال مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.'

المتشابهات :

مريم: 73﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا
العنكبوت: 12﴿وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ
يس: 47﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ
الأحقاف: 11﴿وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     وبعد أنْ ذكَرَ اللهُ إعراضَهم عن الخالِقِ؛ بَيَّنَ هنا قسوتَهم على المخلوقينَ، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [48] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن ..

التفسير :

[48] ويقول هؤلاء الكفار على وجه التكذيب والاستعجال:متى يكون البعث إن كنتم صادقين فيما تقولونه عنه؟

{ وَيَقُولُونَ} على وجه التكذيب والاستعجال:{ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} قال اللّه تعالى:لا يستبعدوا ذلك، فإنه [عن] قريب

ثم يحكى القرآن إنكارهم للبعث، واستهزاءهم بمن يؤمن به فيقول: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.

أى: ويقول الكافرون للمؤمنين- على سبيل الاستهزاء والتكذيب بالبعث- مَتى هذَا الْوَعْدُ الذي تعدوننا به من أن هناك بعثا، وحسابا وجزاء ... أحضروه لنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فيما تعدوننا به.

يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم : ( متى هذا الوعد [ إن كنتم صادقين ] ) ؟ ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) [ الشورى : 18 ] ،

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)

يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون المكذبون وعيد الله، والبعثَ بعد الممات، يستعجلون ربهم بالعذاب ( مَتَى هَذَا الْوَعْدُ ) أي: الوعد بقيام الساعة ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أيها القوم، وهذا قولهم لأهل الإيمان بالله ورسوله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[48] ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ وعد الله هذا يتبين بعد الموت، حيث يبدأ الوبال بعد انتهاء الإمهال.
وقفة
[48] ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ أي متى إنجازه؟ وإلَّا فالوعدُ بالبعث كان واقعًا لا منتظرًا، أو أراد بالوعد: الموعود.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في السور الكريمة: «يونس» في الآية الثامنة والأربعين. و «الأنبياء» في الآية الثامنة والثلاثين. و «النمل» في الآية الحادية والسبعين. و «سبأ» في الآية التاسعة والعشرين.'

المتشابهات :

السجدة: 28﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
يونس: 48﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
الأنبياء: 38﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
النمل: 71﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
سبإ: 29﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
يس: 8﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
الملك: 25﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     ولَمَّا أعرضَ الكُفَّارُ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا سببَ ذلك، وهو إنكارُهُم للبعثِ، قال تعالى:
﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [49] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً ..

التفسير :

[49] ما ينتظر هؤلاء المشركون الذين يستعجلون بوعيد الله إياهم إلا نفخة الفَزَع عند قيام الساعة، تأخذهم فجأة، وهم يختصمون في شؤون حياتهم.

{ مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} وهي نفخة الصور{ تَأْخُذُهُمْ} أي:تصيبهم{ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} أي:وهم لا هون عنها، لم تخطر على قلوبهم في حال خصومتهم، وتشاجرهم بينهم، الذي لا يوجد في الغالب إلا وقت الغفلة.

وهنا يجيء الرد الذي يزلزلهم، عن طريق بيان بعض مشاهد يوم القيامة، فيقول- سبحانه-: ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ. فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ.

المراد بالصيحة هنا: النفخة الأولى التي ينفخها إسرافيل بأمر الله- تعالى- فيموت جميع الخلائق.

وقوله يَخِصِّمُونَ أى: يختصمون في أمور دنياهم. وفي هذا اللفظ عدة قراءات سبعية.

منها قراءة أبو عمرو وابن كثير: وَهُمْ يَخِصِّمُونَ- بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد مع الفتح- ومنها قراءة عاصم والكسائي: وَهُمْ يَخِصِّمُونَ بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد مع الكسر.

ومنها قراءة حمزة يَخِصِّمُونَ بإسكان الخاء وكسر الصاد مع التخفيف.

أى: أن هؤلاء الكافرين الذين يستنكرون قيام الساعة، ويستبعدون حصولها، جاهلون غافلون، فإن الساعة آتية لا ريب فيها، وستحل بهم بغتة فإنهم ما ينتظرون إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً يصيحها إسرافيل بأمرنا، فتأخذهم هذه الصيحة وتصعقهم وتهلكهم وَهُمْ يَخِصِّمُونَ أى: وهم يتخاصمون ويتنازعون في أمور دنياهم.

وعند ما تنزل بهم هذه الصيحة، لا يستطيع بعضهم أن يوصى بعضا بما يريد أن يقول له ولا يستطيعون جميعا الرجوع إلى أهليهم، لأنهم يصعقون في أماكنهم التي يكونون فيها عند حدوث هذه الصيحة.

فأنت ترى أن الآيتين الكريمتين قد اشتملتا على أبلغ تصوير لأهوال علامات يوم القيامة، ولسرعة مجيء هذه الأهوال.

أخرج الشيخان عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومن الساعة والرجل يليط حوضه- أى يسده بالطين- فلا يسقى منه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن ناقته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها»

قال الله تعالى : ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ) أي : ما ينتظرون إلا صيحة واحدة ، وهذه - والله أعلم - نفخة الفزع ، ينفخ في الصور نفخة الفزع ، والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم ، فبينما هم كذلك إذ أمر الله تعالى إسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدها ، فلا يبقى أحد على وجه الأرض إلا أصغى ليتا ، ورفع ليتا - وهي صفحة العنق - يتسمع الصوت من قبل السماء . ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار ، تحيط بهم من جوانبهم ; ولهذا قال :

القول في تأويل قوله تعالى : مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49)

يقول تعالى ذكره: ما ينتظر هؤلاء المشركون الذين يستعجلون بوعيد الله إياهم، إلا صيحة واحدة تأخذهم، وذلك نفخة الفَزَع عند قيام الساعة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وجاءت الآثار.

* ذكر من قال ذلك، وما فيه من الأثر: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر، قالا ثنا عوف بن أبي جميلة عن أبي المغيرة القواس، عن عبد الله بن عمرو، قال: ليُنْفَخَنّ في الصور، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يُرسله أحدهما من يده حتى يُنفَخ في الصور، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصُّور، وهي التي قال الله ( مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ) ... الآية " .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) ذُكر لنا أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقول: " تَهِيجُ السَّاعَةُ بالنَّاسِ وَالرَّجُلُ يَسْقِي ماشِيَتَهُ، والرَّجُلُ يُصْلِحُ حَوْضَهُ، والرَّجُلُ يُقِيمُ سِلْعَتَهُ فِي سُوقِهِ والرَّجُلُ يَخْفِضُ مِيزَانَهُ وَيَرْفَعُهُ، وَتَهِيجُ بِهِمْ وَهُمْ كَذلكَ، فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ولا إلى أهْلِهِمْ يَرْجِعُونِ " .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً ) قال: النفخة نفخة واحدة .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع، عمن ذكره، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة، &; 20-529 &; قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " إِنَّ الله لمَّا فَرَغَ مِنْ خَلْقِ السَّمواتِ والأرْضِ خَلَقَ الصُّورَ، فأعْطاهُ إسْرافِيلَ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلى فِيهِ شَاخِصٌ بِبَصَرِهِ إلى العَرْش يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ ، قال أبو هريرة: يا رسول الله: وما الصور؟ قال: قَرْنٌ قال: وكَيْفَ هُوَ؟ قال: قَرْنٌ عَظِيمٌ يُنْفَخُ فِيهِ ثَلاثُ نَفَخاتٍ، الأولى نَفْخَةُ الفَزَعِ، والثَّانِيِةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، والثَّالِثَةُ نَفْخَةُ القِيام لِرَب العالَمِينَ، يَأْمُرُ الله إسْرَافِيلَ بالنَّفْخَةِ الأولى فَيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الفَزَعِ، فَيَفْزَعُ أهْلُ السَّمَاوَاتِ وأهْلُ الأرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللهُ، ويَأْمُرُهُ اللهُ فَيُدِيمُهَا ويُطَوِّلُها، فَلا يَفْتُرُ، وَهِيَ التي يَقُولُ اللهُ وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ ثُمَّ يَأْمُرُ الله إسْرَافِيلَ بنَفْخَةِ الصَّعْقِ، فَيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فَيَصْعَقُ أهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللهُ، فإذَا هُمْ خَامِدُونَ، ثُمَّ يُمِيتُ مَنْ بَقِيَ، فَإِذاَ لمَْ يَبْقَ إِلا اللَّه الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، بَدَّلَ الأرْضَ غَيْرَ الأرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، فَيَبْسُطُهَا وَيَسْطَحُهَا، وَيَمُدُّهَا مَدَّ الأدِيمِ الْعُكَاظِي، لا تَرَى فِيهَا عِوَجا وَلا أَمْتا، ثُمَّ يَزْجُرُ اللَّهُ الْخَلْقَ زَجْرَةً، فَإِذَا هُمْ فِي هَذِهِ الْمُبَدَّلَةِ فِي مِثْلِ مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الأولى ما كانَ في بَطْنها كان في بَطْنِها، وَما كانَ على ظَهْرِها كانَ عَلى ظَهْرِها " .

واختلفت القراء في قراءة قوله ( وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) فقرأ ذلك بعض قراء المدينة: (وَهُمْ يَخْصّمُون) بسكون الخاء وتشديد الصاد، فجمع بين الساكنين، بمعنى: يختصمون، ثم أدغم التاء في الصاد فجعلها صادا مشددة، وترك الخاء على سكونها في الأصل. وقرأ ذلك بعض المكيين والبصريين: (وَهُمْ يَخَصّمُون) بفتح الخاء وتشديد الصاد بمعنى: يختصمون، غير أنهم نقلوا حركة التاء وهي الفتحة التي في يفتعلون إلى الخاء منها، فحرّكوها بتحريكها، وأدغموا التاء في الصاد وشددوها. وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة: ( يَخِصِّمُونَ ) بكسر الخاء وتشديد الصاد، فكسروا الخاء بكسر الصاد وأدغموا التاء في الصاد وشددوها. وقرأ ذلك آخرون منهم: (يَخْصِمُون) بسكون الخاء وتخفيف الصاد، بمعنى (يَفْعِلُون) من الخصومة، وكأن معنى قارئ ذلك كذلك: كأنهم يتكلمون، أو يكون معناه عنده: كان وهم عند أنفسهم يَخْصِمُون مَن وعدهم مجيء الساعة، وقيام القيامة، ويغلبونه بالجدل في ذلك.

والصواب من القول في ذلك عندنا أن هذه قراءات مشهورات معروفات في قرّاء الأمصار، متقاربات المعاني، فبأيتهنّ قرأ القارئ فمصيب.

التدبر :

وقفة
[49] الإنسان لن يتوقف عن المخاصمة والجدل ولو رأى علامات الساعة الكبرى كلها حتى تقوم الساعة وهو يُخاصِم ﴿ما ينظُرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصِّمون﴾.
وقفة
[49] ﴿وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ أي: وهم لاهون عنها، لم تخطر على قلوبهم في حال خصومتهم وتشاجرهم بينهم، الذي لا يوجد في الغالب إلا وقت الغفلة.
وقفة
[49] ﴿وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ يعني: يختصمون في أمر الدنيا من البيع والشراء، ويتكلمون في المجالس والأسواق.
وقفة
[49، 50] أما تستحي من استبطائك هجوم الموت اقتداء برعاع الغافلين الذين ﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾، فيأتيهم المرض؛ نذيرًا من الموت فلا ينزجرون، ويأتيهم الشيب رسولًا منه فما يعتبرون ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [30].

الإعراب :

  • ﴿ ما يَنْظُرُونَ:
  • نافية لا عمل لها. ينظرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل أي ما ينتظرون.
  • ﴿ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً:
  • أداة حصر لا عمل لها. صيحة: مفعول به منصوب بالفتحة. واحدة: صفة-نعت-لصيحة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة بمعنى: الا صرخة واحدة.
  • ﴿ تَأْخُذُهُمْ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية لصيحة. وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به بمعنى: تهلكهم.
  • ﴿ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ:
  • الواو حالية. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. يخصمون: تعرب اعراب «ينظرون» وجملة «يخصمون» في محل رفع خبر «هم» والجملة الاسمية هُمْ يَخِصِّمُونَ» في محل نصب حال من ضمير الغائبين في «تأخذهم» بمعنى: بعضهم بعضا. وأصلها: يختصمون فأدغمت التاء في الصاد واتباع الخاء الصاد في الكسر.'

المتشابهات :

يس: 49﴿ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ
ص: 15﴿ وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     ولَمَّا كان استِهزاءُ الكافرينَ هذا يَسوءُ المُسلِمينَ؛ أعلَمَ اللهُ رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمُؤمِنينَ بأنَّ الوَعدَ واقِعٌ لا مَحالةَ، وأنَّهم ما يَنتَظِرونَ إلَّا صَيحةً تَأخُذُهم، فلا يُفلِتونَ مِن أخذَتِها، قال تعالى:
﴿ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يخصمون:
قرئ:
1- يختصمون، على الأصل، وهى قراءة أبى.
2- بإدغام التاء فى الصاد ونقل حركتها إلى الخاء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، والأعرج، وشبل.
3- بكسر الخاء وشد الصاد، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [50] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى ..

التفسير :

[50] فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النفخ في «القَرْن» أن يوصوا أحداً بشيء، ولا يستطيعون الرجوع إلى أهلهم، بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم.

وإذا أخذتهم وقت غفلتهم، فإنهم لا ينظرون ولا يمهلون{ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} أي:لا قليلة ولا كثيرة{ وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ}

وهنا يجيء الرد الذي يزلزلهم، عن طريق بيان بعض مشاهد يوم القيامة، فيقول- سبحانه-: ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ. فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ.

المراد بالصيحة هنا: النفخة الأولى التي ينفخها إسرافيل بأمر الله- تعالى- فيموت جميع الخلائق.

وقوله يَخِصِّمُونَ أى: يختصمون في أمور دنياهم. وفي هذا اللفظ عدة قراءات سبعية.

منها قراءة أبو عمرو وابن كثير: وَهُمْ يَخِصِّمُونَ- بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد مع الفتح- ومنها قراءة عاصم والكسائي: وَهُمْ يَخِصِّمُونَ بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد مع الكسر.

ومنها قراءة حمزة يَخِصِّمُونَ بإسكان الخاء وكسر الصاد مع التخفيف.

أى: أن هؤلاء الكافرين الذين يستنكرون قيام الساعة، ويستبعدون حصولها، جاهلون غافلون، فإن الساعة آتية لا ريب فيها، وستحل بهم بغتة فإنهم ما ينتظرون إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً يصيحها إسرافيل بأمرنا، فتأخذهم هذه الصيحة وتصعقهم وتهلكهم وَهُمْ يَخِصِّمُونَ أى: وهم يتخاصمون ويتنازعون في أمور دنياهم.

وعند ما تنزل بهم هذه الصيحة، لا يستطيع بعضهم أن يوصى بعضا بما يريد أن يقول له ولا يستطيعون جميعا الرجوع إلى أهليهم، لأنهم يصعقون في أماكنهم التي يكونون فيها عند حدوث هذه الصيحة.

فأنت ترى أن الآيتين الكريمتين قد اشتملتا على أبلغ تصوير لأهوال علامات يوم القيامة، ولسرعة مجيء هذه الأهوال.

أخرج الشيخان عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومن الساعة والرجل يليط حوضه- أى يسده بالطين- فلا يسقى منه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن ناقته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها»

( فلا يستطيعون توصية ) أي : على ما يملكونه ، الأمر أهم من ذلك ، ( ولا إلى أهلهم يرجعون ) .

وقد وردت هاهنا آثار وأحاديث ذكرناها في موضع آخر ثم يكون بعد هذا نفخة الصعق ، التي تموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيوم ، ثم بعد ذلك نفخة البعث .

وقوله ( فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ) يقول تعالى ذكره: فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النفخ في الصُّور أن يوصوا في أموالهم أحدا( وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) يقول: ولا يستطيع من كان منهم خارجا عن أهله أن يرجع إليهم، لأنهم لا يُمْهَلون بذلك. ولكن يُعَجَّلون بالهلاك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ) أي: فيما في أيديهم ( وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) قال: أُعْجِلوا عن ذلك .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً ... الآية، قال: هذا مبتدأ يوم القيامة، وقرأ ( فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ) حتى بلغ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ .

التدبر :

وقفة
[50] ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾ وخص الأهل بالذكر؛ لأن القول معهم في ذلك الوقت أهم على الإنسان من الأجنبيين، وأوكد في نفوس البشر.
وقفة
[50] ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾ ملَك الموت لن يُمكِّنَ أحدًا من فعل شيءٍ حتى الوصيَّة، جاءَ لقبض الروح فقط!
وقفة
[50] ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾ كأن الوصية أهم ما يعنى به من يفجؤه الموت، فبادر إلى كتابة وصيتك من الآن؛ فإنك لا تدري ما يعرض لك.

الإعراب :

  • ﴿ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً:
  • الفاء سببية. لا: نافية لا عمل لها. يستطيعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. توصية: مفعول به منصوب بالفتحة. أي توصية بأولادهم.
  • ﴿ وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ:
  • الواو عاطفة. لا: نافية. الى اهل: جار ومجرور متعلق بيرجعون و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. يرجعون: تعرب اعراب «يستطيعون».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [50] لما قبلها :     وبعد بيان أن الوَعدَ واقِعٌ لا مَحالةَ، وأنَّهم ما يَنتَظِرونَ إلَّا صَيحةً تَأخُذُهم، فلا يُفلِتونَ مِن أخذَتِها؛ بَيَّنَ هنا سرعة حدوثها، فلا يستطيعون أن يوصوا في أموالهم أحدًا، ولا الرجوع إلى أهلهم وبيوتهم، بل يموتون حيث يسمعون الصيحة، قال تعالى:
﴿ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يرجعون:
وقرئ:
بضم الياء وفتح الجيم، وهى قراءة ابن محيصن.

مدارسة الآية : [51] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم ..

التفسير :

[51] ونُفِخ في «القَرْن» النفخةُ الثانية، فتُرَدُّ أرواحهم إلى أجسادهم، فإذا هم من قبورهم يخرجون إلى ربهم سراعاً.

النفخة الأولى، هي نفخة الفزع والموت، وهذه نفخة البعث والنشور، فإذا نفخ في الصور، خرجوا من الأجداث والقبور، ينسلون إلى ربهم، أي:يسرعون للحضور بين يديه، لا يتمكنون من التأنِّي والتأخر، وفي تلك الحال، يحزن المكذبون، ويظهرون الحسرة والندم.

ثم بين- سبحانه- حالهم عند النفخة الثانية فقال: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ..

والمراد بالنفخ هنا: النفخة الثانية التي يكون معها البعث والحساب.

والصور: القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل، ولا يعلم كيفيته سوى الله- تعالى-:

والأجداث: جمع جدث- بفتحتين- كفرس وأفراس- وهي القبور.

وينسلون: أى: يسرعون بطريق الجبر والقهر لا بطريق الاختيار، والنّسلان: الإسراع في السير.

أى: ونفخ في الصور النفخة الثانية، فإذا بهؤلاء الكافرين الذين كانوا يستبعدون البعث وينكرونه، يخرجون من قبورهم سراعا- وبدون اختيار منهم- متجهين إلى ربهم ومالك أمرهم ليقضى فيهم بقضائه العادل.

قالُوا بعد خروجهم من قبورهم بسرعة وفزع يا وَيْلَنا أى: يا هلاكنا احضر فهذا أوان حضورك.

هذه هي النفخة الثالثة ، وهي نفخة البعث والنشور للقيام من الأجداث والقبور ; ولهذا قال : ( فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ) والنسلان هو : المشي السريع ، كما قال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) [ المعارج : 43 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51)

يقول تعالى ذكره ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) وقد ذكرنا اختلاف المختلفين &; 20-531 &; والصواب من القول فيه بشواهده فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، ويُعْنَى بهذه النفخة، نفخة البعث.

وقوله ( فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ ) يعني من أجداثهم، وهي قبورهم، واحدها جدث، وفيها لغتان، فأما أهل العالية، فتقوله بالثاء: جَدَث، وأما أهل السافلة فتقوله بالفاء جَدَف.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) يقول: من القبور.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ ) أي: من القبور .

وقوله ( إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) يقول: إلى ربهم يخرجون سراعا، والنَّسَلان: الإسراع في المشي.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( يَنْسِلُونَ ) يقول: يخرجون .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) أي: يخرجون .

التدبر :

وقفة
[51] ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ هذه هي النفخة الثانية، وهي نفخة القيام من القبور، فسبحان من جعل النفختين المتماثلتين مؤثرتين في أمرين متضادين: الإحياء والإماتة؟!
وقفة
[51] ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ سبحان من جعل النفختين المتماثلتين مؤثرتين في أمرين متضادين: الإحياء والإماتة؟
وقفة
[51] ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ قال الرازي: «الموضع موضع ذكر الهيبة، والكلام عن الكافر، ولفظ الرب يدل على الرحمة، فلو قال بدال الرب لفظًا دالًّا على الخيبة، هل يكون أليق أم لا؟ قلنا: هذا اللفظ أحسن ما يكون؛ لأن من أساء واضطر إلى التوجه إلى من أحسن إليه، يكون ذلك أشد ألمًا وأكثر ندمًا من غيره».
وقفة
[51] ﴿ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض﴾ [النمل: 87]، ﴿ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض﴾ [الزمر: 68]، ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ الأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة الصعق، والثالثة نفخة البعث.
وقفة
[51] ﴿وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَإِذا هُم مِنَ الأَجداثِ إِلى رَبِّهِم يَنسِلونَ﴾ بلا حول لهم ولا قوة، فقط يتحركون مسرعين مطيعين خاضعين.

الإعراب :

  • ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ:
  • الواو استئنافية. نفخ: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. في الصور: جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل. بمعنى: نفخ في البوق أو في القرن. وهو كناية عن استدعاء الناس ليوم الحشر.
  • ﴿ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ:
  • الفاء استئنافية. اذا: حرف فجاءة لا محل له من الاعراب ولا عمل له. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. من الأجداث: جار ومجرور متعلق بالخبر. أي من القبور مفردها: جدث.
  • ﴿ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بالخبر ايضا. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. ينسلون: أي يسرعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «ينسلون» في محل رفع خبر «هم» والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.'

المتشابهات :

الأنعام: 73﴿وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
طه: 102﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا
النبإ: 18﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا
النمل: 87﴿وَ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ
الكهف: 99﴿وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا
الزمر: 68﴿ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ
يس: 51﴿ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ
ق: 20﴿ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ
المؤمنون: 101﴿ فَإذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ
الحاقة: 13﴿ فَإذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَة

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [51] لما قبلها :     ولَمَّا دل ذلك على الموت قطعًا؛ أتبعه هنا بالبعث، قال تعالى:
﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الأجداث:
1- بالثاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالفاء، بدل الثاء.
ينسلون:
1- بكسر السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وأبى عمرو، بخلاف عنهما.

مدارسة الآية : [52] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا ..

التفسير :

[52] قال المكذبون بالبعث نادمين:يا هلاكنا مَن أخرجنا مِن قبورنا؟ فيجابون ويقال لهم:هذا ما وعد به الرحمن، وأخبر عنه المرسلون الصادقون.

ويقولون:{ يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} أي:من رقدتنا في القبور، لأنه ورد في بعض الأحاديث، أن لأهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور، فيجابون، فيقال [لهم:]{ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} أي:هذا الذي وعدكم اللّه به، ووعدتكم به الرسل، فظهر صدقهم رَأْيَ عين.

ولا تحسب أن ذكر الرحمن في هذا الموضع، لمجرد الخبر عن وعده، وإنما ذلك للإخبار بأنه في ذلك اليوم العظيم، سيرون من رحمته ما لا يخطر على الظنون، ولا حسب به الحاسبون، كقوله:{ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ}{ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} ونحو ذلك، مما يذكر اسمه الرحمن، في هذا.

ثم يقولون بفزع أشد: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا أى من أثارنا من رقادنا، وكأنهم لهول ما شاهدوا قد اختلطت عقولهم، وأصيبت بالهول، فتوهموا أنهم كانوا نياما.

قال ابن كثير- رحمه الله- قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا يعنون قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم قالوا:

يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، وهذا لا ينفى عذابهم في قبورهم، لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد.

وقوله: هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ رد من الملائكة أو من المؤمنين عليهم.

أو هو حكاية لكلام الكفرة في رد بعضهم على بعض على سبيل الحسرة واليأس.

و «ما» موصولة والعائد محذوف، أى: هذا الذي وعده الرحمن والذي صدّقه المرسلون.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: إذا جعلت «ما» مصدرية، كان المعنى: هذا وعد الرحمن، وصدق المرسلين، على تسمية الموعود والمصدق فيه بالوعد والصدق، فما وجه قوله:

وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ؟ إذا جعلتها موصولة؟.

قلت: تقديره: هذا الذي وعده الرحمن، والذي صدقه المرسلون، بمعنى: والذي صدق فيه المرسلون، من قولهم: صدقوهم الحديث والقتال ...

( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ) ؟ يعنون : [ من ] قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها ، فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ) ، وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم ; لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد .

وقال أبي بن كعب ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة : ينامون نومة قبل البعث .

قال قتادة : وذلك بين النفختين .

فلذلك يقولون : ( من بعثنا من مرقدنا ) ، فإذا قالوا ذلك أجابهم المؤمنون - قاله غير واحد من السلف - : ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) . وقال الحسن : إنما يجيبهم بذلك الملائكة .

ولا منافاة إذ الجمع ممكن ، والله أعلم .

وقال عبد الرحمن بن زيد : الجميع من قول الكفار : ( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) .

نقله ابن جرير ، واختار الأول ، وهو أصح ، وذلك كقوله تعالى في الصافات : ( وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ) [ الصافات : 20 ، 21 ] ، وقال [ الله ] تعالى : ( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ) [ الروم : 55 ، 56 ] .

وقوله ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون لما نفخ في الصور نفخة البعث لموقف القيامة فردت أرواحهم إلى أجسامهم، وذلك بعد نومة ناموها( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) وقد قيل: إن ذلك نومة بين النفختين.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن الحسن، عن أُبي بن كعب، في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ناموا نومة قبل البعث .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن رجل يقال له خيثمة في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ينامون نومة قبل البعث .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) هذا قول أهل الضلالة. والرَّقدة: ما بين النفختين.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) قال: الكافرون يقولونه .

ويعني بقوله ( مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) من أيقظنا من منامنا، وهو من قولهم: بعث فلان ناقته فانبعثت، إذا أثارها فثارت. وقد ذُكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود: (مِنْ أّهَبَّنَاِ مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا) .. وفي قوله (هَذَا) وجهان: أحدهما: أن تكون إشارة إلى " ما "، ويكون ذلك كلاما مبتدأ بعد تناهي الخبر الأول بقوله ( مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) فتكون " ما " حينئذ مرفوعة بهذا، ويكون معنى الكلام: هذا وعد الرحمن وصدق المرسلون. والوجه الآخر: أن تكون من صفة المرقد، وتكون خفضا وردا على المرقد، وعند تمام الخبر عن الأول، فيكون معنى الكلام: من بعثنا من مرقدنا هذا، ثم يبتدىء الكلام فيقال: ما وعد الرحمن، بمعنى: بعثكم وعد الرحمن، فتكون " ما " حينئذ رفعا على هذا المعنى.

وقد اختلف أهل التأويل في الذي يقول حينئذ: هذا ما وعد الرحمن، فقال بعضهم: يقول ذلك أهل الإيمان بالله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ) مما سر المؤمنون يقولون هذا حين البعث .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) قال: قال أهل الهدى: هذا ما وعد الرَّحْمَنُ وصدق المرسلون .

وقال آخرون: بل كلا القولين، أعني ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) : من قول الكفار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) ثم قال بعضهم لبعض ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) كانوا أخبرونا أنا نبعث بعد الموت، ونُحاسب ونُجازَى .

والقول الأول أشبه بظاهر التنـزيل، وهو أن يكون من كلام المؤمنين، لأن الكفار في قيلهم ( مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) دليل على أنهم كانوا بمن بعثهم من مَرْقَدهم جُهَّالا ولذلك من جهلهم استثبتوا، ومحال أن يكونوا استثبتوا ذلك إلا من غيرهم، ممن خالفت صفته صفتهم في ذلك.

التدبر :

وقفة
[52] ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا﴾ الكُفَّار إذا عاينوا جهنَّمَ وأنواعَ عذابِها صارَ عذابُ القبرِ في جنبِها كأنَّه نومٌ وراحةٌ.
وقفة
[52] لما عاينوا ما كذبوا به في محشرهم ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا﴾، وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم؛ لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد.
وقفة
[52] ﴿قالوا يا وَيلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحمنُ﴾ رغم فرط رعب المشهد يأتى اسم الله (الرحمن) فينزل بردًا وسلامًا وبشارة على قلوب المؤمنين.
وقفة
[52] ﴿قَالُوا﴾ أي الكفار بعضهم لبعض: ﴿يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا﴾ صدقوا الرسل لما عاينوا ما أخبروهم به، ثم قالوا: ﴿هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ فكذبنا به؛ أقروا حين لم ينفعهم الإقرار.
وقفة
[52] ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَأَ مِنْ مَرْقَدِنا﴾ إن قلتَ: قولُهم ذلك سؤال عن الباعث، فكيف طابقَه الجواب بقوله: ﴿هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾؟ قلتُ: معناه: بعثكم الرحمنُ الذي وعدكم بالبعث، وأخبركم به الرسول، وإنما جيء به على هذه الطريقة؛ تبكيتًا لهم وتوبيخًا.
وقفة
[52] ﴿هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ ولا تحسب أن ذكر الرحمن في هذا الموضع لمجرد الخبر عن وعده، وإنما ذلك للإخبار بأنه في ذلك اليوم العظيم سيرون من رحمته ما لا يخطر على الظنون، ولا حسب به الحاسبون، كقوله: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ﴾ [الفرقان: 26]، ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ﴾ [طه: 108]، ونحو ذلك مما يذكر اسمه الرحمن في هذا.
وقفة
[52] ﴿هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ بعد فوات الأوان، يرجو رحمة الرحمن؟!
وقفة
[52] ﴿وَصَدَقَ المُرسَلونَ﴾ تأملوا من يشهد لهم بالصدق؟ الآية هى ضربة قاصمة لكل من سولت له نفسه تكذيب الرسل.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ يا وَيْلَنا:
  • يا: أداة نداء. ويل: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون-ضمير المتكلمين-في محل جر بالاضافة. ويجوز أن تكون الكلمة منصوبة على معنى المصدر على اضمار فعل ويكون المنادى محذوفا مثل قولنا: يا ليتني بحذف المنادى. وقيل ان «الويل» في الأصل مصدر لا فعل له معناه: تحسر وهلك لأنه لا يشتق منه فعل فينصب نصب المصادر ثم يرفع رفعها لأن الويل اسم بمعنى الهلاك.
  • ﴿ مَنْ بَعَثَنا:
  • من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بعث: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وجملة «بعثنا» في محل رفع خبر «من» أي قالوا من أيقظنا؟ ولجملة الاسمية: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ مِنْ مَرْقَدِنا:
  • جار ومجرور متعلق ببعثنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ:
  • الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-لأنها جواب عن سؤال بتقدير: قال لهم الملائكة مجيبين عن سؤالهم. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ما: اسم موصول أو مصدرية. مبني على السكون في محل رفع خبر «هذا» على كونها موصولة. وعد: فعل ماض مبني على الفتح. الرحمن: فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية وَعَدَ الرَّحْمنُ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: هذا ما وعدكم به الرحمن .. وتكون الجملة صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «ما» وما بعدها» بتأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ «هذا» التقدير: هذا وعد الرحمن. ويجوز أن تكون «هذا» اسم اشارة مبنيا على السكون في محل جر صفة-نعتا-لمرقدنا. وفي هذه الحالة تكون ما وَعَدَ الرَّحْمنُ» خبر لمبتدإ محذوف تقديره: وهذا وعد الرحمن. أو تكون مبتدأ محذوف الخبر: التقدير: ما وعد (الرحمن وصدق المرسلون) حق. أي وعد الرحمن وصدق المرسلين حق.
  • ﴿ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ:
  • معطوفة بالواو على وَعَدَ الرَّحْمنُ» وتعرب اعرابها وعلامة رفع «المرسلون» الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. ويكون معنى وتقدير الكلام في حالة جعل «ما» مصدرية: هذا وعد الرحمن وصدق المرسلين على تسمية الموعود والمصدوق فيه بالوعد والصدق. أما في قوله-صدق المرسلون-أي في حالة جعل «ما» موصولة فيكون التقدير: هذا الذي. وعده الرحمن والذي صدقه المرسلون بمعنى والذي صدق فيه المرسلون من قولهم صدقوهم الحديث والقتال.'

المتشابهات :

الكهف: 49﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ
الأنبياء: 14﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ
الأنبياء: 46﴿وَلَئِن مَّسَّتۡهُمۡ نَفۡحَةٞ مِّنۡ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ
الأنبياء: 97﴿وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَا وَيْلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ
يس: 52﴿قَالُواْ يَا وَيْلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ
الصافات: 20﴿وَقَالُواْ يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ
القلم: 31﴿قَالُواْ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَٰغِينَ
يس: 52﴿هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
الصافات: 37﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [52] لما قبلها :     ولَمَّا تشوَّفَت النَّفسُ إلى سَماعِ ما يقولونَ إذا عايَنوا ما كانوا يُنكِرونَ؛ ذكرَ اللهُ هنا ندمَهم، وما يقولون عند الخروج من القبور للبعث، قال تعالى:
﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يا ويلنا:
وقرئ:
يا ويلتنا، بتاء التأنيث، وهى قراءة ابن أبى ليلى.

مدارسة الآية : [53] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً ..

التفسير :

[53] ما كان البعث من القبور إلا نتيجة نفخة واحدة في «القَرْن»، فإذا جميع الخلق لدينا ماثلون للحساب والجزاء.

{ إِنْ كَانَتْ} البعثة من القبور{ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} ينفخ فيها إسرافيل في الصور، فتحيا الأجساد،{ فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} الأولون والآخرون، والإنس والجن، ليحاسبوا على أعمالهم.

ثم بين- سبحانه- سرعة امتثالهم وحضورهم للحساب فقال: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ.

أى: ما كانت النفخة التي حكيت عنهم آنفا إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً صاحها إسرافيل بإذننا وأمرهم فيها بالقيام من قبورهم فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ دون أن يتخلف أحد منهم لدينا محضرون ومجموعون للحساب والجزاء.

وقوله : ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ) ، كقوله : ( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة ) [ النازعات : 13 ، 14 ] . وقال تعالى : ( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ) [ النحل : 77 ] ، وقال : ( يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ) [ الإسراء : 52 ] .

أي : إنما نأمرهم أمرا واحدا ، فإذا الجميع محضرون ،

وقوله ( إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) يقول تعالى ذكره: إن كانت إعادتهم أحياء بعد مماتهم إلا صيحة واحدة، وهي النفخة الثالثة في الصور ( فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) يقول: فإذا هم مجتمعون لدينا قد أُحْضروا، فأشهدوا مَوْقفَ العرض والحساب، لم يتخلف عنه منهم أحد. وقد بينا اختلاف المختلفين في قراءتهم ( إِلا صَيْحَةً ) بالنصب والرفع فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

التدبر :

وقفة
[53] ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ تهوينٌ لأمر البعث والحشر، فالبعث بمجرد صيحة واحدة من إسرافيل، والحشر استدعاء إجباري لا اختياري لجميع الخلائق.
وقفة
[53] ﴿فَإِذا هُم جَميعٌ لَدَينا مُحضَرونَ﴾ تأملوا الآية الكريمة، ففى بضع كلمات وضحت لنا القوة والشمول والجبروت والهيمنة الكاملة والسيطرة التامة لله عز وجل، وأيضًا الإذعان والاستسلام والخضوع من جميع خلقه.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ
  • هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة التاسعة والعشرين. جميع: خبر «هم» مرفوع بالضمة. لدينا: ظرف مكان أو زمان على المعنى لأن هناك معنى يحضرون يوم القيامة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية. و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. محضرون: صفة-نعت-لجميع مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

يس: 29﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
يس: 53﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ
يس: 49﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ
ص: 15﴿وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [53] لما قبلها :     وبعد ذِكرِ البعث؛ هَوَّنَ اللهُ هنا مِن أمْرِ البَعثِ بالنِّسبةِ إلى قُدرتِه، فما كان البعث من القبور إلا نتيجة نفخة واحدة، قال تعالى:
﴿ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [54] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ..

التفسير :

[54] في ذلك اليوم يتم الحساب بالعدل، فلا تُظْلم نفس شيئاً بنقص حسناتها أو زيادة سيئاتها، ولا تُجْزون إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا.

{ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} لا ينقص من حسناتها، ولا يزاد في سيئاتها،{ وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} من خير أو شر، فمن وجد خيرا فليحمد اللّه على ذلك، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

فَالْيَوْمَ وهو يوم القيامة لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً من الظلم، وإنما كل نفس توفى حقها.

وقوله- تعالى- وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أى: ولا تجزون إلا جزاء ما كنتم تعملونه في الدنيا، فالجملة الكريمة تأكيد وتقرير لما قبلها.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً، وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ .

وبعد هذا الحديث المتنوع عن أحوال الكافرين يوم القيامة، جاء الحديث عما أعده الله- تعالى- بفضله وكرمه للمؤمنين، وعما يقال للكافرين في هذا اليوم من تبكيت وتأنيب فقال- تعالى-:

( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ) أي : من عملها ، ( ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون )

القول في تأويل قوله تعالى : فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)

يقول تعالى ذكره ( فَالْيَوْمَ) يعني يوم القيامة ( لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ) كذلك ربنا لا يظلم نفسا شيئا، فلا يوفيها جزاء عملها الصالح، ولا يحمل عليها وِزْر غيرها، ولكنه يوفي كلّ نفس أجر ما عملت من صالح، ولا يعاقبها إلا بما اجترمت واكتسبت من شيء ( وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول: ولا تكافئون إلا مكافأة أعمالكم التي كنتم تعملونها في الدنيا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[54] ﴿فَاليَومَ لا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا﴾ إن أصابك ظلم فى الحياة الدنيا أوجعك وتسبب فى إيقاع الأذى بك؛ فكن على يقين أن يوم الحساب سيقتص الله لك.
لمسة
[54] ﴿فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ نكَّر كلمة (نفس) ليشمل جميع النفوس، سواء أحبها الله أو أبغضها، ولا يصيبها أدنى ظلم في هذا اليوم، فلا يُنقَص من حسناتها، ولا يُزاد في سيئاتها.
وقفة
[54] ﴿وَلا تُجزَونَ إِلّا ما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ الله عدل.

الإعراب :

  • ﴿ فَالْيَوْمَ:
  • الفاء استئنافية. اليوم: ظرف زمان-مفعول فيه متعلق بلا تظلم وقد قدم الظرف على عامله منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً:
  • لا: نافية لا عمل لها. تظلم: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. نفس: نائب فاعل مرفوع بالضمة. شيئا: نائب عن المصدر-المفعول المطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ وَلا تُجْزَوْنَ إِلاّ:
  • الواو عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. تجزون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. الا أداة حصر لا عمل لها.
  • ﴿ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير منصوب المحل محذوف التقدير ما كنتم تعملون. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به التقدير: ولا تجزون إلا عملكم. في حالة اعراب «ما» حرفا مصدريا وجملة «تعملون» في محل نصب خبر «كنتم».'

المتشابهات :

يونس: 52﴿ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ هَلۡ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
النمل: 90﴿وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
يس: 54﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
الصافات: 39﴿وَ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [54] لما قبلها :     ولَمَّا كان هذا الإحضارُ بسبَبِ العَدلِ، وإظهارِ جَميعِ صِفاتِ الكَمالِ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا ما يكون في ذلك اليوم من الحساب بالعدل، قال تعالى:
﴿ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف