5942324252627282930123456789101112131415161718

الإحصائيات

سورة الفجر
ترتيب المصحف89ترتيب النزول10
التصنيفمكيّةعدد الصفحات1.30
عدد الآيات30عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.50
ترتيب الطول80تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 10/17_
سورة البلد
ترتيب المصحف90ترتيب النزول35
التصنيفمكيّةعدد الصفحات0.70
عدد الآيات20عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.30
ترتيب الطول87تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 11/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (24) الى الآية رقم (30) عدد الآيات (7)

= وبيانُ ندمِ الإنسانِ الغافلِ الحريصِ على الدُّنيا، وفوزِ المطيعِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (1) الى الآية رقم (10) عدد الآيات (10)

القَسَمُ بأنَّ حالَ الإنسانِ في الدُّنيا في نَصَبٍ وتعبٍ، وذَمُّ الغُرورِ والتَّباهي بالمالِ، ثُمَّ تذكيرُ الإنسانِ بنعمِ اللهِ عليه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (11) الى الآية رقم (20) عدد الآيات (10)

بعدَ ذِكرِ النِّعمِ دعا اللهُ عبدَه هنا لشكرِ هذه النِّعمِ، وتجاوزِ مشقَّةِ الآخرةِ بإنفاقِ المالِ، ودلَّه على الوجوهِ التي ينفقُ فيها المالَ، ثُمَّ قارنَ له بينَ حالِ السُّعداءِ وحالِ الأشقياءِ في الآخرةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الفجر

لكل مقدمة خاتمة/ إهلاك الطغاة والجبابرة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نقاط السورة:   السورة تدور حول: مقدمة الشيء عنوان يقود إلى الخاتمة، والخاتمة هي النتيجة الطبيعية للمقدمة، وفي قول الإنسان: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ (24) دليل واضح أن الدنيا هي المقدمة، وأن الآخرة هي الخاتمة، وإذا كانت المقدمة من صنع الإنسان فهو الذي يختار ويعمل، وهو الذي يصوغها كما يشاء؛ فإن الخاتمة والنتائج النهائية من صناعة الخالق، فهو الذي يقوم بها، وهي نتائج واضحة سلفًا لا تحتاج إلى فكر وروية، وكل إنسان يرى خاتمته التي تنتظره في ضوء مقدمته التي اختارها.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الفجر».
  • • معنى الاسم ::   الفجر: هو ضوء الصباح قبل ظهور الشمس.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بالقسم بالفجر.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها أسماء آخرى
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   إهلاك الله للطغاة والجبابرة.
  • • علمتني السورة ::   فضل العشر من ذي الحِجَّة: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن كثرة فساد الظالم في الأرض؛ مؤذنٌ بقرب عقوبته وزواله: ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ۞ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾
  • • علمتني السورة ::   ازجر نفسَك وهدِّد من ظلمَك بـ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة الفجر من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة الفجر من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة الفجر من أوائل ما نزل من القرآن الكريم.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نطمئن؛ فهذا الليل الذي يحياه المؤمنون إلى زوال، مهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر.
    • أن نستشعر أن كل ما نقوم به فالله يرصده وسيحاسبنا عليه: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ (14).
    • أن نرضى بقضاء الله وقدره: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ (16).
    • أن نكرم اليتامى والفقراء والمساكين؛ ولا نكتفي بتقديم الطعام والشراب فقط: ﴿كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ (17).
    • أن نحض غيرنا على الإنفاق والإحسان للمحتاجين: ﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ (18).
    • أن نقسم المواريث بحسب الشرع: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا﴾ (19).
    • أن نتذكر دومًا عرض جهنم يوم القيامة: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ (23، 24).
    • أن نغتنِم الحياةَ، فإنَّما هي ساعاتٌ قبل أن يحِلَّ زمانُ الأمنياتِ: ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ (24).
    • أن نسأل الله حسن الخاتمة: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ۞ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ (27، 28).
سورة البلد

اقتحام العقبة (المسارعة في الخيرات)

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نقاط السورة:   السورة تدور حول: خلق الله الإنسان، وأرسل إليه الرسل، وأعطاه أدوات المعرفة، وبيّن له معالم الخير والشر، والحق والباطل، ومنحه حرية الاختيار، فإما أن يختار طريق الخير فيسيطر على رغباته وشهواته فيفوز ويفلح، وإما أن يختار طريق الشر إرضاءً لأهوائه وشهواته فيخسر ويهلك.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «البلد».
  • • معنى الاسم ::   البلد: المكان المحدود يستوطنه جماعات، والمقصود بالبلد هنا مكة المكرمة.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بالقسم بالبلد.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ»، و«لَا أُقْسِمُ».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   المسارعة في الخيرات.
  • • علمتني السورة ::   أن الكبد والعناء طبيعة الحياة الدنيا.
  • • علمتني السورة ::   فضل مكة وما حباها الله من خصائص: ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَـٰذَا الْبَلَدِ﴾
  • • علمتني السورة ::   الدُّنيا لا تصفو لأحَدٍ، ولا راحةَ للمؤمنِ إلَّا في الجِنانِ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة البلد من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة البلد من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • قال الزركشي: «اخْتُلِفَ في أَرْجَى آية في القرآن على بِضْعَةَ عَشَرَ قَوْلًا»، فذهب الشَّافِعِي إلى أن أرجى آية هي قوله تعالى: ﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ (15، 16).
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نعظم بيت الله الحرام في نفوسنا: ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ (1).
    • أن نوطِّنَ أنفسنا على الصبر على مصاعب الدنيا؛ فالدنيا دار ابتلاء واختبار: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ (4).
    • أن نراقب الله في السرِّ والعَلَنَ: ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ (7).
    • أن نحرص على هذه الأعمال التي ينجينا الله بها يوم القيامة: عتق الرقاب، إطعام الطعام في الشدائد، صدق الإيمان بالله، التواصي بالصبر، التواصي بالمرحمة: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ...﴾ (11-17).
    • أن نحسن إلى الأقارب، ونحتسب أن الصدقة عليهم أفضل منها على غيرهم: ﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ (15).

تمرين حفظ الصفحة : 594

594

مدارسة الآية : [23] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ..

التفسير :

[23] وجيء في ذلك اليوم العظيم بجهنم، يومئذ يتعظ الكافر ويتوب، وكيف ينفعه الاتعاظ والتوبة، وقد فرَّط فيهما في الدنيا، وفات أوانهما؟

{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} تقودها الملائكة بالسلاسل.

فإذا وقعت هذه الأمور فـ{ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ} ما قدمه من خير وشر.

{ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} فقد فات أوانها، وذهب زمانها.

وقوله- تعالى-: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ أى: وأحضرت جهنم وظهرت وبرزت للكافرين والفاسقين يوم القيامة، يوم تدك الأرض دكا.

وقوله: يَوْمَئِذٍ منصوب بقوله جِيءَ. وقوله بِجَهَنَّمَ قائم مقام الفاعل.

روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.. .

يَوْمَئِذٍ أى: في هذا اليوم العسير، وهو يوم القيامة- وهو بدل من قوله- تعالى-: إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ- يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ أى: يتذكر ما فرط منه من ذنوب، وما ارتكبه من سيئات، وما وقع فيه من كفر وفسوق عن أمر ربه.

وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى أى: ومن أين له الانتفاع بهذا التذكر، لأنه تذكر قد جاء في غير وقت الانتفاع به، وهو وقت الحساب على الأعمال، لا وقت التوبة من السيئ منها.

وقوله : ( وجيء يومئذ بجهنم ) قال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، عن العلاء بن خالد الكاهلي ، عن شقيق ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " .

وهكذا رواه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن عمر بن حفص ، به ورواه أيضا عن عبد بن حميد ، عن أبي عامر ، عن سفيان الثوري ، عن العلاء بن خالد ، عن شقيق بن سلمة - وهو أبو وائل - عن عبد الله بن مسعود ، قوله ولم يرفعه وكذا رواه ابن جرير ، عن الحسن بن عرفة ، عن مروان بن معاوية الفزاري ، عن العلاء بن خالد ، عن شقيق ، عن عبد الله ، قوله .

وقوله : ( يومئذ يتذكر الإنسان ) أي : عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه ، ( وأنى له الذكرى ) أي : وكيف تنفعه الذكرى ؟

وقوله: ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) يقول تعالى ذكره: وجاء الله يومئذ بجهنم.

كما حدثنا الحسن بن عرفة قال: ثنا مروان الفزاريّ، عن العلاء بن خالد الأسديّ، عن شقيق بن سلمة، قال: قال عبد الله بن مسعود، في قوله: ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) قال: جيء بها تُقاد بسبعين ألف زمام، مع كلّ زمام سبعون ألف ملك يقودونها.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) قال: يُجاء بها يوم القيامة تُقاد بسبعين ألف زمام، مع كلّ زمام سبعون ألف ملك.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم بن بشير، قال: ثنا عمرو بن قيس، عن قتادة، قال: جَنْبتيه: الجنة والنار؛ قال: هذا حين ينـزل من عرشه إلى كرسيه لحساب خلقه، وقرأ: ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) قال: جيء بها مزمومة.

وقوله: ( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ ) يقول تعالى ذكره: يومئذ يتذكر الإنسان تفريطه في الدنيا في طاعة الله، وفيما يقرّب إليه من صالح الأعمال ( وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) يقول: من أيّ وجه له التذكير.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) يقول: وكيف له

التدبر :

تفاعل
[23] ﴿ٰوَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ استعذ بالله من جهنم.
وقفة
[23] ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ﴾ في الأوقات الحرجة ستتذكر ما تخاف منه؛ فتخلص منه في أوقات الرخاء.
وقفة
[23] ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ﴾ تذكر تقصيره لأن بعض أفعاله ما زالت مستقرة في قلبه لم ينسها؛ فتش فيما تكابر نسيانه لن ينسيه إلا التوبة.
وقفة
[23] من أهمته ذنوبه صارت نصب عينيه ولم ينسها، ومن لم تهمه ذنوبه، هانت عليه فنسيها ولم يذكرها إلى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ﴾.
وقفة
[23، 24] الحياة الحقيقية هي حياة الخلود الأبدي في جنات النعيم، فما أعظم حسرة مغبونٍ باع الجنة ونعيمها الدائم بنعيم الدنيا الزائل ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ:
  • الواو عاطفة. جيء: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بجيء وهو مضاف و «اذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين: سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر مضاف اليه وهو مضاف ايضا والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر مضاف اليه. التقدير: ويومئذ يجاء بجهنم وتدك الأرض ويجئ أمر ربك والملك يتذكر الانسان.
  • ﴿ بِجَهَنَّمَ:
  • جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل للفعل «جيء» وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف للتأنيث والتعريف او تكون الباء حرف جر زائدا. و «جهنم» اسما مجرورا لفظا مرفوعا محلا لانه نائب فاعل اي وبرزت جهنم للناظرين.
  • ﴿ يَوْمَئِذٍ:
  • اعربت. او تكون بدلا من جملة «إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ» وعامل النصب فيهما يتذكر ....
  • ﴿ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة. الانسان: فاعل مرفوع بالضمة وحذف المفعول اختصارا لانه معلوم اي يتذكر الانسان ما فرط فيه من الاعمال ويتعظ.
  • ﴿ وَأَنَّى لَهُ:
  • الواو عاطفة. أنى: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان بمعنى من أين له متعلق بخبر مقدم محذوف. له: جار ومجرور متعلق بالخبر المحذوف.
  • ﴿ الذِّكْرى:
  • مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر. اي من أين له منفعة الذكرى ولا بد من تقدير حذف مضاف وإلا فبين يوم يتذكر وبين وانى له الذكرى تناف وتناقض

المتشابهات :

النازعات: 35﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ
الفجر: 23﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ٣- جيء في ذلك اليوم بجهنم لها سبعون ألف زِمام، مع كل زِمام سبعون ألف ملك يجرُّونها، قال تعالى:
﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي

التفسير :

[24] يقول:يا ليتني قدَّمتُ في الدنيا من الأعمال ما ينفعني لحياتي في الآخرة.

يقول متحسرًا على ما فرط في جنب الله:{ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} الدائمة الباقية، عملًا صالحًا، كما قال تعالى:{ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} .

وفي الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها، وفي تتميم لذاتها، هي الحياة في دار القرار، فإنها دار الخلد والبقاء.

يَقُولُ هذا الإنسان الشقي يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي أى: يقول حين يرى العذاب ماثلا أمامه، يقول- على سبيل التحسر والتفجع-: يا ليتني قدمت أعمالا صالحة لأجل حياتي هذه في الآخرة، فاللام للتعليل، وقدمت أعمالا صالحة في وقت حياتي في الدنيا لأنتفع بها في هذا اليوم، فتكون اللام للتوقيت.

( يقول ياليتني قدمت لحياتي ) يعني : يندم على ما كان سلف منه من المعاصي - إن كان عاصيا - ويود لو كان ازداد من الطاعات - إن كان طائعا - كما قال الإمام أحمد بن حنبل :

حدثنا علي بن إسحاق ، حدثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - حدثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير ، عن محمد بن أبي عميرة - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرما في طاعة الله ، لحقره يوم القيامة ، ولود أنه يرد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب .

ورواه بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن عتبة بن عبد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

القول في تأويل قوله تعالى : يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)

وقوله: ( يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن تلهُّف ابن آدم يوم القيامة، وتندّمه على تفريطه في الصَّالِحات من الأعمال في الدنيا التي تورثه بقاء الأبد في نعيم لا انقطاع له، يا ليتني قدمت لحياتي في الدنيا من صالح الأعمال لحياتي هذه، التي لا موت بعدها، ما ينجيني من غضب الله، ويوجب لي رضوانه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هَوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله: يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي قال: علم الله أنه صادق، هناك حياة طويلة لا موت فيها آخر ما عليه.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) هُناكُم والله الحياة الطويلة.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) قال: الآخرة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ إنما قال: (لحياتي)، ولم يقل: (لهذه الحياة) على معنى أن الحياة كأنها ليست إلا الحياة في الدار الآخرة، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 64] أي لهي الحياة.
عمل
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ اغتنِم الحياةَ، فإنَّما هي ساعاتٌ قبل أن يحِلَّ زمانُ الأمنياتِ.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾، ﴿يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾ [الأحزاب: 66] أمنيات أهل القبور بين يديك فتداركها ما دامت الروح في الجسد.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ التمني مع الحسرة أقصى ما نملكه يوم الحساب حيث تبدأ الحياة الحقيقية التي تستحق الإدخار والتضحية.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ حين انكشف الغطاء وزالت الشهوات والأماني أبصر الحقيقة وعلم أن الدنيا لم تكن إلا نموذجًا للحياة الحقيقية.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ أُمنيات انطلقت وقت فوات الفرص.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ أمُنيات أهل القبور بين يدينا عظة لنا ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر: 2]، الدنيا دار عمل؛ فلنعمل من أجل رضا الله، ثم الفردوس.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ يعني: يندم على كل ما سلف منه من المعاصي إن كان عاصيًا، ويود لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعًا.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ اكتشف عند الموت أن حياته الحقيقية لم تبدأ بعد! وأن كل ما عاشه كان أضغاث أحلام وبضعة أوهام! للأسف اكتشاف متأخر.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ كل حياة تنتهي بالموت ليست حياة، الحياة الحقيقية هي التي لا موت فيها.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ هي العظة البالغة التي على الجميع الاتعاظ بها قبل فوات الأوان.
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ ما أتعس من أضاع حياته بــ حياتهِ!
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ حتى الكافر سيعلم! ولكن بعد فوات الأوان أن الحياة الحقيقية إنما هي مع الله ولله، تأمل: (لِحَيَاتِي).
وقفة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ حياتك الحقيقية ليست هنا.
عمل
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ احرص على أنفاسك في هذه الدنيا، املأها بالإيمان والعمل الصالح من أجل حياتك.
لمسة
[24] ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ لاحظ التعبير القرآني: ‏(لحياتي)، ولم يقل: (في حياتي)؛ لأن حياتنا الحقيقية والتي لا موت بعدها، لم تبدأ بعد.
عمل
[24] احرص على حياتك أشد من حرصك على الطعام، والشراب، والهواء، ولا تقدمن على حياتك أي شيء مهما كبر، أتدري أي حياة أعني؟ ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾.
عمل
[24] اعمل بحاضرك قبل أن يصبح ماضيًا فتندم؛ ﻷن الماضي ﻻ يعود ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾.
عمل
[24] تقصيرك في العمل لأخراك وأنت تتلو: ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾؛ يؤكد أن استيعابك محدود، حقق هذه الأمنية الآن قبل فوات الأوان.
وقفة
[24] ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ حياتي ليست هنا، حياتي لا زالت قادمة، كيف لا أعد لها، وأفني وقتي في ترتيبات للزائلة؟!
وقفة
[24] تعريف الاغترار بالدنيا: قال سعيد بن جبير: «الغرة في الحياة الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة، أن يمهد لها ويعمل لها، كقول العبد إذا أفضى إلى الآخرة: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾.
وقفة
[24] العبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي؛ ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية، التي يجد غب إضاعتها يوم يقول: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾.
عمل
[24] كلما شق عليك طول الطريق وأرهقك عناء التكليف وحدثتك نفسك بالتوقف؛ تذكر موقفك بين يدي الجبار، وأنت تنادي: ﴿يا ليتني قدمت لحياتي﴾.
عمل
[24] أكثر الصرخات ألمًا يوم القيامة: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾، انتهت مدة إقامتهم وذهبوا ليروا أعمالهم، فبادروا قبل أن تغادروا.

الإعراب :

  • ﴿ يَقُولُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة بعده في محل نصب مفعول به ليقول.
  • ﴿ يا لَيْتَنِي:
  • اداة تنبيه او نداء والمنادى به محذوف والتقدير يا هؤلاء مثلا.وقيل: نودي «ليت» وهو غير عاقل للتعجب والامر الشديد. ليت:حرف تمن من اخوات «ان» اي حرف ناصب والله تعالى يعبر عن حال من تمنى ان يقدم اعمالا صالحة فالتمني مصحوب بحسرة ولوعة والنون نون الوقاية والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم- في محل نصب اسم «ليت».
  • ﴿ قَدَّمْتُ لِحَياتِي:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ليت» وهي فعل ماض مبني السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل- ضمير المتكلم- مبني على الضم في محل رفع فاعل وحذف المفعول اختصارا اي قدمت خيرا او عملا صالحا. لحياتي: جار ومجرور متعلق بقدمت والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم- في محل جر بالاضافة اي في حياتي في الدنيا أي في حياتي هذه وهي حياة الآخرة او وقت حياتي في الدنيا.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     وبعد وصف اليوم؛ ذكرَ هنا ما يَقُولُهُ الإنْسانُ الشقي على سبيل التحسر، قال تعالى:
﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ

التفسير :

[25] ففي ذلك اليوم العصيب لا يستطيع أحدٌ ولا يقدر أن يُعذِّبَ مثل تعذيب الله من عصاه

{ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} لمن أهمل ذلك اليوم ونسي العمل له.

فَيَوْمَئِذٍ أى: ففي هذا اليوم لا ينفعه الندم ولا التحسر، ولا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ والوثاق: الرباط الذي يقيد به الأسير.

أى: ففي هذا اليوم لا يعذّب كعذاب الله أحد، ولا يوثق كوثاقه أحد، فالضمير في قوله: عَذابَهُ ووَثاقَهُ يعود إلى الله- تعالى- ولفظ «أحد» فاعل.

وقرأ الكسائي: لا يُعَذِّبُ ولا يُوثِقُ- بفتح الذال المشددة، وفتح الثاء- على البناء للمفعول، والضمير في قوله عَذابَهُ ووَثاقَهُ يعود للكافر.

أى: فيومئذ لا يعذب أحد مثل عذاب ذلك الإنسان الكافر المتحسر، ولا يوثق أحد مثل وثاقه، ولفظ «أحد» هنا نائب فاعل.

وشبيه بهاتين الآيتين قوله- تعالى-: قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ- أى: المائدة- فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ.

أي ليس أحد أشد عذابا من تعذيب الله من عصاه.

وقوله: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) أجمعت القرّاء قرّاء الأمصار في قراءة ذلك على كسر الذال من يعذّب، والثاء من يوثق، خلا الكسائي، &; 24-422 &; فإنه قرأ ذلك بفتح الذال والثاء اعتلالا منه بخبر - رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأه كذلك - واهي الإسناد.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن خارجة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قِلابة، قال: ثني من أقرأه النبيّ صلى الله عليه وسلم ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ) .

والصواب من القول في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، وذلك كسر الذال والثاء لإجماع الحجة من القرّاء عليه. فإذَا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: فيومئذ لا يعذَّب بعذاب الله أحد في الدنيا، ولا يوثق كوثاقه يومئذ أحد في الدنيا. وكذلك تأوّله قارئو ذلك كذلك من أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ) ولا يوثِق كوثاق الله أحد.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) قال: قد علم الله أن في الدنيا عذابا وَوَثاقا، فقال: فيومئذ لا يعذّب عذابه أحد في الدنيا، ولا يُوثِق وثاقه أحد في الدنيا.

وأما الذي قرأ ذلك بالفتح، فإنه وجَّه تأويله إلى: فيومئذ لا يعذَّب أحد في الدنيا كعذاب الله يومئذ ولا يوثق أحد في الدنيا كوثاقه يومئذ. وقد تأوّل ذلك بعض من قرأ ذلك كذلك بالفتح من المتأخرين، فيومئذ لا يعذَّب عذاب الكافر أحَد ولا يُوثَق وثاق الكافر أحد. وقال: كيف يجوز الكسر، ولا معذّب يومئذ سوى الله وهذا من التأويل غلط؛ لأن أهل التأويل تأوّلوه بخلاف ذلك، مع إجماع الحجة من القرّاء على قراءته بالمعنى الذي جاء به تأويل أهل التأويل، وما أحسبه دعاه إلى قراءة ذلك كذلك، إلا ذهابه عن وجه صحته في التأويل.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[25] ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ لا أحد أشد عذابًا من تعذيب الله لمن عصاه.
وقفة
[25] ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ لا تجعل عذرك لفعل المعاصي أن الناس يفعلون، ففي يوم القيامة، الناس لن يعذبوا مكانك.
تفاعل
[25] ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ:
  • الفاء استئنافية. يومئذ: سبق اعرابها. لا: نافية لا عمل لها. يعذب: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
  • ﴿ عَذابَهُ أَحَدٌ:
  • مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أحد: فاعل مرفوع بالضمة أي لا يتولى عذاب الله احد لأن الأمر له سبحانه في ذلك اليوم.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     وبعد ذكرِ ما يَقُولُهُ الإنْسانُ الشقي على سبيل التحسر؛ بَيَّنَ مآلَه وعاقبةَ أمره، قال تعالى:
﴿ فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لا يعذب:
وقرئ:
1- بفتح الذال، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن سيرين، وابن أبى إسحاق، وسوار القاضي، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى بحرية، وسلام، والكسائي، ويعقوب، وسهل، وخارجة، عن أبى عمرو.

مدارسة الآية : [26] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ

التفسير :

[26] ولا يستطيع أحد أن يوثِقَ مثل وثاق الله، ولا يبلغ أحدٌ مبلغه في ذلك.

{ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} فإنهم يقرنون بسلاسل من نار، ويسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون، فهذا جزاء المجرمين.

فَيَوْمَئِذٍ أى: ففي هذا اليوم لا ينفعه الندم ولا التحسر، ولا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ والوثاق: الرباط الذي يقيد به الأسير.

أى: ففي هذا اليوم لا يعذّب كعذاب الله أحد، ولا يوثق كوثاقه أحد، فالضمير في قوله: عَذابَهُ ووَثاقَهُ يعود إلى الله- تعالى- ولفظ «أحد» فاعل.

وقرأ الكسائي: لا يُعَذِّبُ ولا يُوثِقُ- بفتح الذال المشددة، وفتح الثاء- على البناء للمفعول، والضمير في قوله عَذابَهُ ووَثاقَهُ يعود للكافر.

أى: فيومئذ لا يعذب أحد مثل عذاب ذلك الإنسان الكافر المتحسر، ولا يوثق أحد مثل وثاقه، ولفظ «أحد» هنا نائب فاعل.

وشبيه بهاتين الآيتين قوله- تعالى-: قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ- أى: المائدة- فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ.

أي وليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم عز وجل وهذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين.

وقوله: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) أجمعت القرّاء قرّاء الأمصار في قراءة ذلك على كسر الذال من يعذّب، والثاء من يوثق، خلا الكسائي، فإنه قرأ ذلك بفتح الذال والثاء اعتلالا منه بخبر - رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأه كذلك - واهي الإسناد.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن خارجة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قِلابة، قال: ثني من أقرأه النبيّ صلى الله عليه وسلم ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ) .

والصواب من القول في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، وذلك كسر الذال والثاء لإجماع الحجة من القرّاء عليه. فإذَا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: فيومئذ لا يعذَّب بعذاب الله أحد في الدنيا، ولا يوثق كوثاقه يومئذ أحد في الدنيا. وكذلك تأوّله قارئو ذلك كذلك من أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ) ولا يوثِق كوثاق الله أحد.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) قال: قد علم الله أن في الدنيا عذابا وَوَثاقا، فقال: فيومئذ لا يعذّب عذابه أحد في الدنيا، ولا يُوثِق وثاقه أحد في الدنيا.

وأما الذي قرأ ذلك بالفتح، فإنه وجَّه تأويله إلى: فيومئذ لا يعذَّب أحد في الدنيا كعذاب الله يومئذ ولا يوثق أحد في الدنيا كوثاقه يومئذ. وقد تأوّل ذلك بعض من قرأ ذلك كذلك بالفتح من المتأخرين، فيومئذ لا يعذَّب عذاب الكافر أحَد ولا يُوثَق وثاق الكافر أحد. وقال: كيف يجوز الكسر، ولا معذّب يومئذ سوى الله وهذا من التأويل غلط؛ لأن أهل التأويل تأوّلوه بخلاف ذلك، مع إجماع الحجة من القرّاء على قراءته بالمعنى الذي جاء به تأويل أهل التأويل، وما أحسبه دعاه إلى قراءة ذلك كذلك، إلا ذهابه عن وجه صحته في التأويل.

التدبر :

وقفة
[25، 26] ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾ المعنى لا يعذب أحد تعذيبًا مثل تعذيب الله لهذا الكافر، ولا يوثق أحد إيثاقًا مثل إيثاق الله إياه بالسلاسل والأغلال، فنفي المماثلة في الشدة معناه تعذيبه أشدُّ عذاب يعذبُ به العصاة.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي لا يشد وثاقه احد غير الله سبحانه.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ولَمَّا جَرَتِ العادَةُ بِأنَّ المُعَذَّبَ يَسْتَوْثِقُ مِنهُ بِسَجْنٍ أوْ غَيْرِهِ، ويُمْنَعُ مِن كُلِّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أنْ يَقْتُلَ بِهِ نَفْسَهُ، خَوْفًا مِن أنْ يَهْرُبَ أوْ يَهْلَكَ نَفْسَهُ؛ قالَ:
﴿ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يوثق:
وقرئ:
بفتح الثاء، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن سيرين، وابن أبى إسحاق، وسوار القاضي، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى بحرية، وسلام، والكسائي، ويعقوب، وسهل، وخارجة، عن أبى عمرو.
وثاقه:
1- بفتح الواو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسرها، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، ونافع، بخلاف عنهم.

مدارسة الآية : [27] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

التفسير :

[27] يا أيتها النفس المطمئنة إلى ذِكر الله والإيمان به، وبما أعدَّه من النعيم للمؤمنين

وأما من اطمأن إلى الله وآمن به وصدق رسله، فيقال له:{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى ذكر الله، الساكنة [إلى] حبه، التي قرت عينها بالله.

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بهذه البشارة العظيمة للمؤمنين فقال: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي.

والنفس المطمئنة: هي النفس الآمنة من الخوف أو الحزن في يوم القيامة. بسبب إيمانها الصادق، وعملها الصالح، والكلام على إرادة القول. أى: يقول الله- تعالى- على لسان ملائكته، إكراما للمؤمنين، عند وفاتهم، أو عند تمام حسابهم: يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة، الناعمة بروح اليقين، الواثقة بفضل الله- تعالى- ورحمته.

وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق.

وقوله: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الملائكة لأوليائه يوم القيامة: يا أيتها النفس المطمئنة، يعني بالمطمئنة: التي اطمأنت إلى وعد الله الذي وعد أهل الإيمان به في الدنيا من الكرامة في الآخرة، فصدّقت بذلك.

وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) يقول: المصدّقة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة والحسن، في قوله: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: المطمئنة إلى ما قال الله، والمصدّقة بما قال.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: المصدّقة الموقِنة بأن الله ربها، المسلمة لأمره فيما هو فاعل بها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: النفس التي أيقنت أن الله ربها، وضربت جأشا لأمره وطاعته.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: أيقنت بأن الله ربها، وضربت لأمره جأشا.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: المنيبة المخبتة التي قد أيقنت أن الله ربها، وضربت لأمره جأشا.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: أيقنت بأن الله ربها، وضربت لأمره جأشا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( المُطْمَئِنَّةُ ) قال: المُخبِتة والمطمئنة إلى الله.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: التي قد أيقنت بأن الله ربها، وضربت لأمره جأشا.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُليَّة، قال: ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: المخبِتة.

حدثني سعيد بن الرييع الرازيّ، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد &; 24-424 &; ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: التي أيقنت بلقاء الله، وضربت له جأشا.

وُذكر أن ذلك في قراءة أُبيّ( يا أيَّتُها النَّفْسُ الآمِنَةُ ) .

* ذكر الرواية بذلك:

حدثنا خلاد بن أسلم قال: أخبرنا النضر، عن هارون القاري قال: ثني هلال، عن أبي شيخ الهنائي في قراءة أُبيّ( يا أيَّتُها النَّفْسُ الآمِنَةُ المُطْمَئِنَّةُ ) وقال الكلبي: إن الآمنة في هذا الموضع، يعني به: المؤمنة.

وقيل: إن ذلك قول الملك للعبد عند خروج نفسه مبشرة برضا ربه عنه، وإعداده ما أعدّ له من الكرامة عنده.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد، قال: قُرئت: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) عند النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: إن هذا لحسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما إنَّ المَلَكَ سَيَقُولُهَا لَكَ عِنْدَ المَوتِ".

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ) قال هذا عند الموت ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) قال هذا يوم القيامة.

وقال آخرون في ذلك بما حدثنا به أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أُسامة بن زيد، عن أبيه في قوله: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) قال: بُشِّرت بالجنة عند الموت، ويوم الجمع، وعند البعث.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[27] ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ هنا الراحة الحقيقية الدائمة الجنة.
لمسة
[27] ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ لم يقل: (اطمئني)؛ لأنه من إقبالها على الله انتقل الاطمئنان من كونه حالةً للنفس المؤمنة إلى كونه صفةً ملازمةً لها إلى الوفاة.
وقفة
[27] فجر حقيقي يبعث الأمل في سورة الفجر، فهل تخيلت نفسك والرب يناديك بقوله: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾.
وقفة
[27] تأمل كيف ذكر الله عز وجل ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ في سورة الفجر، لذا من أراد انشراح الصدر واطمئنان النفس فليصل الفجر.
وقفة
[27] يا مكتوم تنفَّس بالقرآن ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ:
  • حرف نداء. اية: منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. النفس: صفة- نعت- للموصوف «أية» مرفوعة بالضمة على لفظ المنادى.
  • ﴿ الْمُطْمَئِنَّةُ:
  • صفة- نعت- للنفس مرفوعة مثلها بالضمة اي المطمئنة الى الحق او النفس المؤمنة الآمنة والجملة المنادى بها في محل نصب مفعول به- مقول القول- اي ويقول الله تعالى للمؤمن ذلك.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     وبعد أن وصَفَ اللهُ حالَ مَنِ اطْمَأنَّ إلى الدُّنْيا، فاتَّهم اللهَ في إغنائِه وإفقارِه؛ وصَفَ حالَ مَنِ اطْمَأنَّ إلى مَعْرِفَتِهِ وعُبُودِيَّتِهِ، فسَلَّم لأمْرِه، واتَّكَل عليه، قال تعالى:
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يا أيتها:
1- بتاء التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بغير تاء، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [28] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

التفسير :

[28] ارجعي إلى ربك راضية بإكرام الله لك، والله سبحانه قد رضي عنك

{ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه{ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي:راضية عن الله، وعن ما أكرمها به من الثواب، والله قد رضي عنها.

ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً أى: ارجعي إلى ربك الذي خلقك، وأنت راضية تمام الرضا بما أعطاك- سبحانه- من ثواب، ومرضى عنك منه- تعالى- بسبب إيمانك الصادق، وعملك الصالح.

أي إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته راضية أي في نفسها مرضية أي قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها.

وقوله: ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: هذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن قيل الملائكة لنفس المؤمن عند البعث، تأمرها أن ترجع في جسد صاحبها؛ قالوا: وعُنِيَ بالردّ هاهنا صاحبها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) قال: تردّ الأرواح المطمئنة يوم القيامة في الأجساد.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) يأمر الله الأرواح يوم القيامة أن ترجع إلى الأجساد، فيأتون الله كما خلقهم أول مرّة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرِمة في هذه الآية ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ) إلى الجسد.

وقال آخرون: بل يقال ذلك لها عند الموت.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[27، 28] ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ أي الموقنة يقينًا قد اطمأنت به؛ بحيث لا يتطرق إليها شك في الإيمان، وقيل: المطمئنة التي لا تخاف حينئذ.
تفاعل
[27، 28] ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ قل: «رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا ورسولًا».
تفاعل
[27، 28] ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ سَل الله حسن الخاتمة.
عمل
[27، 28] ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ أصْبِح راضيًا عن ربك، وعن قدرك، وعن حظك ونصيبك، صافح ذاتك واعتنقها ورحب بها.
وقفة
[29، 30] ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ قال الآلوسي: «وكأن الأمر بالدخول في جملة عباد الله تعالى الصالحين إشارة إلى السعادة الروحانية؛ لكمال استئناس النفس بالجليس الصالح، والأمر بدخول الجنة إشارة إلى السعادة الجسمانية».

الإعراب :

  • ﴿ ارْجِعِي:
  • فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والياء ضمير متصل- ضمير المخاطبة- في محل رفع فاعل
  • ﴿ إِلى رَبِّكِ راضِيَةً:
  • جار ومجرور متعلق بارجعي والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبة- في محل جر بالاضافة. راضية: حال منصوبة بالفتحة اي راضية بما اوتيت.
  • ﴿ مَرْضِيَّةً:
  • حال ثانية او توكيد للحال الاولى «راضية» اي مرضية عند الله سبحانه.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     وبعد أن أثنى عليها؛ بَشَّرَها، قال تعالى:
﴿ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي

التفسير :

[29] فادخلي في عداد عباد الله الصالحين

{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت[والحمد لله رب العالمين].

( فادخلي فِي عِبَادِي ) أى فادخلى فى زمرة عبادى الصالحين المرضين .

أي في جملتهم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ) قال: هذا عند الموت ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) قال: هذا يوم القيامة.

وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن عباس والضحاك، أن ذلك إنما يقال لهم عند ردّ الأرواح في الأجساد يوم البعث لدلالة قوله: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي).

اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: فادخلي في عبادي الصالحين، وادخلي جنتي.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[29، 30] ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ هل تأملت سر تقديم ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾؟ رفقة عباد الله نعيم في حد ذاته، فكيف إذا كانت هذه الرفقة في جنة الله؟
تفاعل
[29، 30] ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[29، 30] ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ قدم نعمة العبودية لله ﷻ على نعمة الجنة نفسها، يا رب ارزقنا صدق العبودية لك.

الإعراب :

  • ﴿ فَادْخُلِي فِي عِبادِي
  • معطوفة بالفاء على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. أي في جملة عبادي الصالحين وانتظمي في سلكهم وقيل: اي مع عبادي لان «في» تفيد المصاحبة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     وبَعْدَ الإجْمالِ؛ جاء التَفْصِيل؛ لِتَكْرِيرِ إدْخالِ السُّرُورِ عَلى أهْلِها، قال تعالى:
﴿ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

عبادى:
1- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- عبدى، على الإفراد، وهى قراءة ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، ومجاهد، وأبى جعفر، وأبى صالح، والكلبي، وأبى شيخ الهنائى، واليماني.

مدارسة الآية : [30] :الفجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي

التفسير :

[30]وادخلي معهم جنتي.

{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت[والحمد لله رب العالمين].

وَادْخُلِي جَنَّتِي التي وعدتهم بها، والتي أعددتها لنعيمهم الدائم المقيم.

وقد ذكروا أن هذه الآيات الكريمة نزلت في شأن عثمان بن عفان لمّا تصدق ببئر رومة.

وقيل: نزلت في حمزة بن عبد المطلب حين استشهد.

قال القرطبي: والصحيح أنها عامة في نفس كل مؤمن مخلص طائع..

نسأل الله- تعالى- أن يجعلنا جميعا من أصحاب النفوس المطمئنة.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

( وادخلي جنتي ) وهذا يقال لها عند الاحتضار ، وفي يوم القيامة أيضا ، كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره ، وكذلك هاهنا .

ثم اختلف المفسرون فيمن نزلت هذه الآية ، فروى الضحاك ، عن ابن عباس : نزلت في عثمان بن عفان . وعن بريدة بن الحصيب : نزلت في حمزة بن عبد المطلب ، رضي الله عنه .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : يقال للأرواح المطمئنة يوم القيامة : ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ) يعني : صاحبك ، وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا ، ( راضية مرضية )

وروي عنه أنه كان يقرؤها : " فادخلي في عبدي وادخلي جنتي " . وكذا قال عكرمة والكلبي ، واختاره ابن جرير ، وهو غريب ، والظاهر الأول ; لقوله : ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ) [ الأنعام : 62 ] ( وأن مردنا إلى الله ) [ غافر : 43 ] أي : إلى حكمه والوقوف بين يديه .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) قال : نزلت وأبو بكر جالس ، فقال : يا رسول الله ، ما أحسن هذا . فقال : " أما إنه سيقال لك هذا " .

ثم قال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن سعيد بن جبير قال : قرأت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) فقال أبو بكر ، رضي الله عنه : إن هذا حسن . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أما إن الملك سيقول لك هذا عند الموت " .

وكذا رواه ابن جرير ، عن أبي كريب ، عن ابن يمان ، به . وهذا مرسل حسن .

ثم قال ابن أبي حاتم : وحدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا مروان بن شجاع الجزري ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير قال : مات ابن عباس بالطائف ، فجاء طير لم ير على خلقه فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر ، ما يدرى من تلاها : ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .

رواه الطبراني عن عبد الله بن أحمد عن أبيه ، عن مروان بن شجاع ، عن سالم بن عجلان الأفطس ، به فذكره .

وقد ذكر الحافظ محمد بن المنذر الهروي - المعروف بشكر - في كتاب " العجائب " بسنده عن قباث بن رزين أبي هاشم قال : أسرت في بلاد الروم ، فجمعنا الملك وعرض علينا دينه ، على أن من امتنع ضربت عنقه . فارتد ثلاثة ، وجاء الرابع فامتنع ، فضربت عنقه ، وألقي رأسه في نهر هناك ، فرسب في الماء ثم طفا على وجه الماء ، ونظر إلى أولئك الثلاثة فقال : يا فلان ، ويا فلان ، ويا فلان - يناديهم بأسمائهم - قال الله تعالى في كتابه : ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) ثم غاص في الماء ، [ قال ] فكادت النصارى أن يسلموا ، ووقع سرير الملك ، ورجع أولئك الثلاثة إلى الإسلام . قال : وجاء الفداء من عند الخليفة أبي جعفر المنصور فخلصنا .

وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة رواحة بنت أبي عمرو الأوزاعي ، عن أبيها : حدثني سليمان بن حبيب المحاربي ، حدثني أبو أمامة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل : " قل اللهم ، إني أسألك نفسا بك مطمئنة ، تؤمن بلقائك ، وترضى بقضائك ، وتقنع بعطائك "

ثم روى عن أبي سليمان بن زبر أنه قال : حديث رواحة هذا واحد أمه .

آخر تفسير سورة " الفجر " ولله الحمد [ والمنة ] .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) قال: ادخلي في عبادي الصالحين ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .

وقال آخرون: معنى ذلك: فادْخُلِي فِي طاعَتِي وادْخُلِي جَنَّتِي .

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن نعيم بن ضمضم، عن محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مُزاحم ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) قال: في طاعتي ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) قال: في رحمتي.

وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يوجِّه معنى قوله: ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) إلى: فادخلي في حزبي.

وكان بعض أهل العربية من أهل الكوفة يتأوّل ذلك ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) بالإيمان والمصدقة بالثواب والبعث ارجعي، تقول لهم الملائكة: إذا أُعطوا كتبهم بأيمانهم ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ) إلى ما أعدّ الله لك من الثواب؛ قال: وقد يكون أن تقول لهم: شِبْه هذا القول ينوون ارجعوا من الدنيا إلى هذا المرجع؛ قال: وأنت تقول للرجل ممن أنت؟ فيقول: مُضَريّ، فتقول: كن تميميا أو قيسيا، أي: أنت من أحد هذين، فتكون كن صلة، كذلك الرجوع يكون صلة، لأنه قد صار إلى يوم القيامة، فكان الأمر بمعنى الخبر، كأنه قال: أيتها النفس أنت راضية مرضية.

وقد رُوي عن بعض السلف أنه كان يقرأ ذلك: ( فادْخُلِي فِي عبدِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .

* ذكر من قال ذلك:

حدثني أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم بن سلام، قال: ثنا حجاج، عن هارون، عن أبان بن أبي عياش، عن سليمان بن قَتَّةَ عن ابن عباس، أنه قرأها( فادْخُلِي فِي عَبْدي ) على التوحيد.

حدثني خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، عن هارون القاري، قال: ثني هلال، عن أبي الشيخ الهنائي ( فادْخُلِي فِي عَبْدِي ) . وفي قول الكلبي ( فادْخُلِي فِي عَبْدِي وَادْخُلِي فِي جَنَّتِي ) يعني: الروح ترجع في الجسد.

والصواب من القراءة في ذلك ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) بمعنى: فادخلي في عبادي الصالحين. لإجماع الحجة من القرّاء عليه.

آخر تفسير سورة والفجر

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[30] ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ أيتها النفس: كلما أوهنك التعب, وأوجعك الألم, تصبري بتذكر لحظة يقول لك فيها ربك: (ادخلي جنتي).
عمل
[27-30] من لم تطمئن نفسه في هذه الدنيا بشريعة الله وحكمه، فلن يكون مطمئنًا في الآخرة، ولن يستمع لذلك النداء العظيم: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾، فاطمئن هنا لتطمئن هناك.

الإعراب :

  • ﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي
  • معطوفة بالواو على الآية السابقة وتعرب اعرابها. جنتي: مفعول به منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ولَمَّا أمرها بالدُّخولِ في جملةِ عبادِه الصَّالحين؛ أمرها بالدُّخولِ في جنَّتِه التي أَعَدَّها لهم، فقال تعالى:
﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [1] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ

التفسير :

[1] أقسم الله بهذا البلد الحرام، وهو «مكة»

يقسم تعالى{ بِهَذَا الْبَلَدِ} الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها.

تفسير سورة البلد

مقدمة وتمهيد

1- سورة «البلد» وتسمى سورة «لا أقسم» من السور المكية الخالصة، وعلى ذلك سار المحققون من المفسرين.

قال القرطبي: سورة «البلد» مكية باتفاق. .

وقال الآلوسى: مكية في قول الجمهور بتمامها، وقيل: مدنية بتمامها. وقيل: مدنية إلا أربع آيات من أولها. واعترض كلا القولين بأنه يأباهما قوله بِهذَا الْبَلَدِ- إذ المقصود بهذا البلد مكة-، ولقوة الاعتراض ادعى الزمخشري الإجماع على مكيتها.. .

والذي تطمئن إليه النفس، أن هذه السورة من السور المكية الخالصة، ولا يوجد دليل يعتمد عليه يخالف ذلك.

قال الشوكانى: سورة «البلد» ، ويقال لها سورة «لا أقسم» وهي عشرون آية. وهي مكية بلا خلاف. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة «لا أقسم» بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.

2- وهي السورة الخامسة والثلاثون في ترتيب نزول السور، فقد كان نزولها بعد سورة «ق» ، وقبل سورة «الطارق» ، أما ترتيبها في المصحف فهي السورة التسعون.

ومن مقاصدها: التنويه بشأن مكة، لشرفها وحرمتها ووجود البيت المعظم بها، وتعداد نعم الله- تعالى- على الإنسان حتى يرجع عن عصيانه وغروره، ويخلص العبادة لخالقه، وبيان حسن عاقبة الأخيار، وسوء عاقبة الأشرار..

افتتحت السورة الكريمة بالقسم ، تشويقا لما يرد بعده ، وتأكيدا للمقسم عليه .

و " لا " فى مثل هذا التركيب ، يرى المحققون أنها مزيدة للتأكيد ، والمعنى : أقسم بهذا البلد . أى : مكة المكرمة ، وقد جاء القسم بها فى قوله - تعالى - : ( والتين والزيتون . وَطُورِ سِينِينَ . وهذا البلد الأمين ) قال الشيخ محمد عبده - رحمه الله - : قوله : ( لاَ أُقْسِمُ . . ) عبارة من عبارات العرب فى القسم ، يراد بها تأكيد الخبر ، كأنه فى ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم . ويقال إنه يؤتى بها فى القسم إذا أريد تعظيم المقسم به . كأن القائل يقول : إنى لا أعظمه بالقسم ، لأنه عظيم فى نفسه ، والمعنى فى كل حال على القسم . .

وقال بعض العلماء : " لا " هذه للنفى ، وهذه عبارة تعود العرب أن يقولوها عندما يكون المقسم عليه ظاهر أمره ، كأنه - تعالى - يقول : أنا لا أقسم بهذه الأشياء ، على إثبات هذا المطلوب الذى أذكره بعد ، لأن إثباته أظهر وأجلى وأقوى من أن يحاول محاول إثباته بالقسم .

ويقال : معناه : أنا لا أقسم بهذه الأشياء على إثبات المطلوب ، لأنه أعظم وأجل وأكبر من أن يقسم عليه ، بهذه الأمور الهينة الشأن ، والغرض على هذا الوجه ، تعظيم المقسم عليه ، وتفخيم شأنه . .

والإِشارة بلفظ " هذا " مع بيانه بالبلد ، إشارة إلى حاضر فى أذهان السامعين ، لأن مكة بعضهم كان يعيش فيها . وبعضهم كان يعرفها معرفة لاخفاء معها ، وشبيه بذلك قوله - تعالى - : ( إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البلدة الذي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ ) وفائدة الإِتيان باسم الإِشارة هنا : تمييز المقسم به أكمل تمييز لقصد التنويه به .

هذا قسم من الله تبارك وتعالي بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حلالا لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها قال خصيف عن مجاهد "لا أقسم بهذا البلد" لا رد عليهم أقسم بهذا اتفسير سورة البلد وهي مكية .

هذا قسم من الله - عز وجل - بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالا ; لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها .

قال خصيف ، عن مجاهد : ( لا أقسم بهذا البلد ) لا رد عليهم ; أقسم بهذا البلد .

وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( لا أقسم بهذا البلد ) يعني : مكة ،

القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)

يقول تعالى ذكره: أقسم يا محمد بهذا البلد الحرام، وهو مكة، وكذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) يعني: مكة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: مكة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: الحرام.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: مكة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: البلد مكة.

حدثنا سوار بن عبد الله، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك، عن عطاء، في قوله: ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) يعني مكة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: مكة.

التدبر :

وقفة
[1] فضل مكة وما حباها الله من خصائص ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَـٰذَا الْبَلَدِ﴾.
وقفة
[1، 2] ﴿لا أُقسِمُ بِهذَا البَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهذَا البَلَدِ﴾ هى مكة البلد الحرام.

الإعراب :

  • ﴿ لا أُقْسِمُ بِهذَا:
  • لا صلة زائدة. وشرحت بصورة مفصلة في الآية الاولى من سورة «القيامة» والباء حرف جر. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بلا أقسم. وقيل عن «لا» للتأكيد ونفي ما قبلها لا ما بعدها.
  • ﴿ الْبَلَدِ:
  • بدل من اسم الاشارة مجرور وعلامة جره الكسرة ويجوز ان يكون صفة- نعتا- لاسم الاشارة اي أقسم سبحانه بالبلد الحرام اي مكة المكرمة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [1] لما قبلها :     بدأت السورةُ بالقَسَمِ بالبَلَدِ الحَرامِ العَظيمِ القَدْرِ، وهو مَكَّةُ المكَرَّمةُ، قال تعالى:
﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [2] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ

التفسير :

[2] وأنت -أيها النبي- حلالٌ في هذا «البلد الحرام» تصنع فيه ما شئتَ، ولم يُحَلَّ له إلَّا ساعة من نهار. وفي الآية بشارة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بفتح «مكة» على يديه، وحلِّها له في القتال

وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ

وجملة: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ معترضة بين القسم وجوابه.

وقوله- تعالى- حِلٌّ اسم مصدر أحل بمعنى أباح، فيكون المعنى: وأنت- أيها الرسول الكريم- قد استحل كفار مكة إيذاءك ومحاربتك.. مع أنهم يحرمون ذلك النسبة لغيرك، في هذا البلد الأمين.

ويصح أن يكون لفظ «حل» هنا بمعنى الحلال الذي هو ضد الحرام يقال: هو حل وحلال، وحرم وحرام.. فيكون المعنى: وأنت أيها الرسول الكريم- قد أحل الله- تعالى- لك أن تفعل بهؤلاء المشركين ما شئت من القتل أو العفو.

وتكون الجملة الكريمة، بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بأن الله- تعالى- سينصره على مشركي قريش، ويمكنه من رقابهم.. وقد أنجز له- سبحانه- ذلك يوم الفتح الأكبر.

قال صاحب الكشاف: أقسم الله- تعالى- بالبلد الحرام وما بعده، على أن الإنسان خلق مغمورا في مكابدة المشاق والشدائد، واعترض بين القسم والمقسم عليه بقوله: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ يعنى: ومن المكابدة أن مثلك- يا محمد- على عظم حرمتك، يستحلّ بهذا البلد الحرام، كما يستحل الصيد في غير الحرم.

وفيه تثبيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة، وتعجيب من حالهم في عداوته.

أو سلى صلى الله عليه وسلم بالقسم ببلده، على أن الإنسان لا يخلو من مقاساة الشدائد، واعترض بأن وعده فتح مكة تتميما للتسلية والتنفيس عليه فقال: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ.

يعنى: وأنت حل به في المستقبل، تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر.

فإن قلت: أين نظير قوله: وَأَنْتَ حِلٌّ في معنى الاستقبال؟ قلت: قوله- تعالى- إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ.

وكفاك دليلا قاطعا على أنه للاستقبال، وأن تفسيره بالحال محال، أن السورة بالاتفاق مكية، وأين الهجرة من وقت نزولها؟ فما بال الفتح؟.

ويرى بعضهم أن معنى قوله- تعالى-: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ: وأنت مقيم بهذا البلد، ونازل فيه، وحال به، وكفى فخرا لمكة أن تنزل فيها- أيها الرسول الكريم- فإن الأمكنة الشريفة تزداد شرفا بنزول رسل الله- تعالى- فيها، فكيف وأنت خاتمهم وإمامهم؟.

قال بعض العلماء: وحكى ابن عطية عن بعض المتأولين: أن معنى «وأنت حل بهذا البلد» وأنت ساكن بهذا البلد، حال فيه.. وهو يقتضى أن تكون هذه الآية موضع الحال من ضمير «أقسم» فيكون القسم بالبلد مقيدا باعتبار بلد محمد صلى الله عليه وسلم وهو تأويل جميل، لو ساعد عليه ثبوت استعمال «حل» بمعنى حالّ، أى: مقيم في مكان، فإن هذا لم يرد في كتب اللغة.. ولذا لم يذكر هذا المعنى صاحب الكشاف...

ويبدو لنا أن هذه الأقوال لا تعارض بينها، بل يؤيد بعضها بعضا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد آذاه أهل مكة، بينما حرموا إيذاء غيره، وأن الله- تعالى- قد مكن رسوله صلى الله عليه وسلم منهم. كما حدث في غزوة الفتح، وأنه صلى الله عليه وسلم قد أقام معهم في مكة أكثر من خمسين سنة، وكان يلقب عندهم بالصادق الأمين..

( وأنت حل بهذا البلد ) قال : أنت - يا محمد - يحل لك أن تقابل به . وكذا روي عن سعيد بن جبير ، وأبي صالح ، وعطية ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد .

وقال مجاهد : ما أصبت فيه فهو حلال لك .

وقال قتادة : ( وأنت حل بهذا البلد ) قال : أنت به من غير حرج ولا إثم .

وقال الحسن البصري : أحلها الله له ساعة من نهار .

وهذا المعنى الذي قالوه قد ورد به الحديث المتفق على صحته : " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شجره ولا يختلى خلاه . وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب " . وفي لفظ [ آخر ] فإن أحد ترخص بقتال رسول الله فقولوا : إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم " .

وقوله: ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) يعني: بمكة؛ يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وأنت يا محمد حِلٌّ بهذا البلد، يعني بمكة؛ يقول: أنت به حلال تصنع فيه من قَتْلِ من أردت قتلَه، وأَسْرِ من أردت أسره، مُطْلَقٌ ذلك لك؛ يقال منه: هو حِلّ، وهو حلال، وهو حِرْم، وهو حرام، وهو محلّ، وهو محرم، وأحللنا، وأحرمنا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) يعني بذلك: نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، أحلّ الله له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء، ويستحْيِي من شاء؛ فقتل يومئذ ابن خَطَل صَبْرا وهو آخذ بأستار الكعبة، فلم تحِل لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فيها حراما حرّمه الله، فأحلّ الله له ما صنع بأهل مكة، ألم تسمع أن الله قال في تحريم الحرم: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا يعني بالناس أهل القبلة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: ما صنعت فأنت في حلّ من أمر القتال.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: أحلّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع فيه ساعة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: أحل له أن يصنع فيه ما شاء.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: أُحِلَّت للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: اصنع فيها ما شئت.

حدثني موسى بن عبد الرحمن، قال: ثنا حسين الجُعْفِيّ، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد، في قول الله ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: أنت حِلّ مما صنعت فيه.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: أحلّ الله لك يا محمد ما صنعت في هذا البلد من شيء، يعني مكة.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: لا تؤاخَذ بما عملت فيه، وليس عليك فيه ما على الناس.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) يقول: بريء عن الحرج والإثم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) يقول: أنت به حلّ لست بآثم.

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: لم يكن بها أحد حلا غير النبيّ صلى الله عليه وسلم، كلّ من كان بها حراما، لم يحلّ لهم أن يقاتلوا فيها، ولا يستحلوا حرمه، فأحله الله لرسوله، فقاتل المشركين فيه.

حدثنا سوار بن عبد الله، قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك، عن عطاء ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) قال: إن الله حرّم مكة، لم تحلّ لنبيّ إلا نبيكم ساعة من نهار.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) يعني محمدا، يقول: أنت حلّ بالحرم، فاقتل إن شئت، أو دع.

التدبر :

وقفة
[2] ﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا الْبَلَدِ﴾ من دلائل النبوة: إخباره أن مكة ستكون حلالًا له ساعة من نهار.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَنْتَ حِلٌّ:
  • الواو اعتراضية والجملة الاسمية بعدها اعتراضية لا محل لها من الاعراب. او تكون الواو حالية. أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. حل: خبر «أنت» مرفوع بالضمة. اي وانت حال والجملة اعتراض بين القسم والمقسم عليه.
  • ﴿ بِهذَا الْبَلَدِ:
  • اعربت في الآية الكريمة الاولى والجار والمجرور «بهذا» متعلق بحل.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [2] لما قبلها :     ولَمَّا عَظُمَ البَلَدُ بِالإقْسامِ بِهِ؛ زادَهُ عِظَمًا بِالحالِ بِهِ إشْعارًا بِأنَّ شَرَفَ المَكانِ بِشَرَفِ السُّكّانِ، قال تعالى:
﴿ وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [3] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ

التفسير :

[3] وأقسم بوالد البشرية -وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد

{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} أي:آدم وذريته.

وقوله- سبحانه-: وَوالِدٍ وَما وَلَدَ معطوف على المقسم به الأول وهو قوله- تعالى-: بِهذَا الْبَلَدِ. وداخل في حيز القسم. والمراد بالوالد آدم- عليه السلام-، والمراد بما ولد: ذريته من بعده.

أى: أقسم بهذا البلد الذي له ماله من الشرف، والمكانة السامية بين البلاد.. وأقسم بأبيكم آدم، وبذريته من بعده.. أو أقسم بكل والد وبكل مولود.

وجيء باسم الموصول «ما» في قوله وَما وَلَدَ دون «من» مع أنها أكثر استعمالا في العاقل الذي هو مراد هنا، لأن «ما» أشد إبهاما، وشدة الإبهام المقصود بها هنا التفخيم والتعظيم.. وشبيه بذلك قوله- تعالى-: فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ ... كما أن تنكير لفظ «والد» هنا للتعظيم أيضا.

وقيل المراد بالوالد هنا: ابراهيم- عليه السلام- وبما ولد: الصالحون من ذريته.

وقيل المراد بالوالد: من يولد له، وبقوله وَما وَلَدَ الذي لم يولد له وعليه تكون ما نافية.

وقد رجح الإمام ابن جرير المعنى الأول فقال: والصواب من القول في ذلك، ما قاله الذين قالوا: إن الله- تعالى- أقسم بكل والد وولده، لأن الله- تعالى- عم كل والد وما ولد، وغير جائز أن يخص ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر أو عقل. ولا خبر بخصوص ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه.. .

وقوله : ( ووالد وما ولد ) قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا ابن عطية ، عن شريك ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( ووالد وما ولد ) الوالد : الذي يلد ، وما ولد : العاقر الذي لا يولد له .

ورواه [ ابن جرير و ] ابن أبي حاتم ، من حديث شريك - وهو ابن عبد الله القاضي - به .

وقال عكرمة : الوالد : العاقر ، وما ولد : الذي يلد . رواه ابن أبي حاتم .

وقال مجاهد ، وأبو صالح ، وقتادة ، والضحاك ، وسفيان الثوري ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، والحسن البصري ، وخصيف ، وشرحبيل بن سعد وغيرهم : يعني بالوالد آدم ، وما ولد ولده .

وهذا الذي ذهب إليه مجاهد وأصحابه حسن قوي ; لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن ، وهو آدم أبو البشر وولده .

وقال أبو عمران الجوني : هو إبراهيم وذريته . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم .

واختار ابن جرير أنه عام في كل والد وولده . وهو محتمل أيضا .

وقوله: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) يقول تعالى ذكره: فأقسم بوالد وبولده الذي وَلَد.

ثم اختلف أهل التأويل في المعنّي بذلك من الوالد وما ولد، فقال بعضهم: عُنِي بالوالد: كلّ والد، وما ولد: كلّ عاقر لم يلد.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن عطية، عن شريك، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس في: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: الوالد: الذي يلد، وما ولد: العاقر الذي لا يولد له.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: العاقر، والتي تلد.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن النضر بن عربي، عن عكرِمة ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: العاقر، والتي تلد.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: هو الوالد وولده.

وقال آخرون: عُنِي بذلك: آدم وولده.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: الوالد: آدم، وما ولد: ولده.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: ولده.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: آدم وما ولد .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: آدم وما ولد.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي خالد، عن أبي صالح في قول الله ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: آدم وما ولد.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: الوالد: آدم، وما ولد: ولده.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قوله: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: آدم وما ولد.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: آدم وما ولد.

وقال آخرون: عُنِي بذلك: إبراهيم وما ولد.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن موسى الحَرَشيّ، قال: ثنا جعفر بن سليمان، قال: سمعت أبا عمران الجَوْنِيّ يقرأ: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال: إبراهيم وما ولد.

والصواب من القول في ذلك: ما قاله الذي قالوا: إن الله أقسم بكلّ والد وولده، لأن الله عم كلّ والد وما ولد. وغير جائز أن يخصّ ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر، أو عقل، ولا خبر بخصوص ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه كما عمه.

التدبر :

وقفة
[3] ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ﴾ المراد بالوالد عند فريق من العلماء آدم عليه السلام، (وَمَا وَلَدَ) ذريته، وقال فريق آخر من العلماء: إن (وَالِدٍ) هو إبراهيم ﷺ، (وَمَا وَلَدَ) الأنبياء من سلالة إبراهيم، فكل الذين جاءوا بعده من ذريته، قول ثالث: أن الوالد إبراهيم، (وَمَا وَلَدَ) إسماعيل وثم أقوال أخر، واختار الطبري رحمه الله تعالى العموم، فقال: إن الله أقسم بكل والد وما ولد، فإن (ما) هنا بمعنى الذي، فالمعنى: ووالد والذي ولده.

الإعراب :

  • ﴿ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ:
  • معطوفة بالواو على «البلد» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة والواو عاطفة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على «والد». ولد: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «ولد» صلة «ما» لا محل لها من الاعراب والعائد- الراجع- الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به التقدير: وما ولده. اي رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) ومن ولده. أقسم ببلده وحرم أبيه ابراهيم وبمن ولده وبه. ويجوز ان تكون «ما» مصدرية فيكون التقدير:بوالد وولادته وهو آدم او ابراهيم وبمن ولد الى يوم القيامة وقيل كل والد وولد.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [3] لما قبلها :     ولَمَّا أَفهَمَتْ هذه الحالُ أنَّ القَسَمَ إنَّما هو في الحقيقةِ به صلى الله عليه وسلم؛ كرَّر الإقسامَ به على وجهٍ يشملُ غيرَه، فقال تعالى:
﴿ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [4] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ

التفسير :

[4] لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.

والمقسم عليه قوله:{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم.

وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.

ويحتمل أن المعنى:لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدرعلى التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك، [فإنه] لم يشكر الله على هذه النعمة [العظيمة]، بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه، فحسب بجهله وظلمه أن هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل،

وقوله- تعالى-: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ جواب القسم. والمراد بالإنسان:

جنسه، والكبد: الشدة والتعب والمشقة، من المكابدة للشيء، بمعنى تحمل المشاق والمتاعب في فعله. وأصله من كبد الرجل- بزنة طرب- فهو أكبد، إذا أصيبت كبده بالمرض، ثم اتسع فيه فاستعمل في كل تعب ومشقة تنال الإنسان.

والمعنى: لقد خلقنا الإنسان لهذه الشدائد والآلام، التي هي من طبيعة هذه الحياة الدنيا، والتي لا يزال يكابدها وينوء بها، ويتفاعل معها.. حتى تنتهي حياته، ولا فرق في ذلك بين غنى أو فقير، وحاكم أو محكوم وصالح أو صالح.. فالكل يجاهد ويكابد ويتعب، من أجل بلوغ الغاية التي يبتغيها.

قال الآلوسى ما ملخصه: قوله: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ أى: في تعب ومشقة، فإنه لا يزال يقاسى فنون الشدائد من وقت نفخ الروح إلى حين نزعها.

وعن ابن عمر- رضى الله عنهما- يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء.

وقيل: لقد خلقناه منتصب القامة واقفا، ولم نجعله منكبا على وجهه.

وقيل: جعلناه منتصبا رأسه في بطن أمه، فإذا أذن له في الخروج قلب رأسه إلى قدمي أمه.. وهذه الأقوال ضعيفة لا يعول عليها، والصحيح الأول.. .

والحق أن تفسير الكبد بالمشقة والتعب، هو الذي تطمئن إليه النفس لأنه لا يوجد في هذه الحياة إنسان إلا وهو مهموم ومشغول بمطالب حياته، وفي كبد وتعب للحصول على آماله ورغباته وغاياته، ورحم الله القائل:

تعب كلها الحياة فما أعجب ... إلا من راغب في ازدياد

وقال- سبحانه- فِي كَبَدٍ للإشعار بأنه لشدة مقاساته ومكابدته للمشاق والمتاعب، وعدم انفكاكه عنها.. كالظرف بداخل المظروف فهو في محن ومتاعب، حتى يصير إلى عالم آخر تغاير أحواله أحوال هذا العالم.

وقوله : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) روي عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وخيثمة ، والضحاك ، وغيرهم : يعني منتصبا - زاد ابن عباس في رواية عنه - في بطن أمه .

والكبد : الاستواء والاستقامة . ومعنى هذا القول : لقد خلقنا الإنسان سويا مستقيما كقوله : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك ) [ الانفطار : 6 ، 7 ] ، وكقوله ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) [ التين : 4 ] .

وقال ابن [ أبي نجيح ] عن جريج وعطاء عن ابن عباس : في كبد ، قال : في شدة خلق ، ألم تر إليه . . وذكر مولده ونبات أسنانه .

قال مجاهد : ( في كبد ) نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة يتكبد في الخلق - قال مجاهد : وهو كقوله : ( حملته أمه كرها ووضعته كرها ) وأرضعته كرها ، ومعيشته كره ، فهو يكابد ذلك .

وقال سعيد بن جبير : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) في شدة وطلب معيشة . وقال عكرمة : في شدة وطول . وقال قتادة : في مشقة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام ، حدثنا أبو عاصم ، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر ، سمعت محمد بن علي أبا جعفر الباقر سأل رجلا من الأنصار عن قول الله : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : في قيامه واعتداله . فلم ينكر عليه أبو جعفر .

وروى من طريق أبي مودود : سمعت الحسن قرأ هذه الآية : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : يكابد أمرا من أمر الدنيا ، وأمرا من أمر الآخرة - وفي رواية : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة .

وقال ابن زيد : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : آدم خلق في السماء ، فسمي ذلك الكبد .

واختار ابن جرير أن المراد [ بذلك ] مكابدة الأمور ومشاقها .

وقوله: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) وهذا هو جواب القسم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: وقع ها هنا القسم ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) .

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: لقد خلقنا ابن آدم في شدّة وعناء ونصب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) يقول: في نَصَب.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، أنه قال في هذه الآية: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) يقول: في شدّة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) حين خُلِق في مشقة لا يُلَقى ابن آدم إلا مكابد أمر الدنيا والآخرة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( فِي كَبَدٍ ) قال: يكابد أمر الدنيا والآخرة.

وقال بعضهم: خُلِق خَلْقا لم نَخْلق خلقه شيئا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن عليّ بن رفاعة، قال: سمعت الحسن يقول: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يُكابد ابن آدم.

قال: ثنا وكيع، عن عليّ بن رفاعة، قال: سمعت سعيد بن أبي الحسن يقول: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: يكابد مصائب الدنيا، وشدائد الآخرة.

قال: ثنا وكيع، عن النضر، عن عكرِمة قال: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: في شدّة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: في شدّة.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: في شدّة معيشته، وحمله وحياته، ونبات أسنانه.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: قال مجاهد ( الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: شدة خروج أسنانه.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: شدّة.

وقال آخرون: معنى ذلك أنه خُلِق منتصبا معتدل القامة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: في انتصاب، ويقال: في شدّة.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا حرمى بن عمارة، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عمارة، عن عكرِمة، في قوله: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: في انتصاب، يعني القامة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: منتصبا.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران؛ وحدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، جميعا عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن شَدَّاد، في قوله: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: معتدلا بالقامة، قال أبو صالح: معتدلا في القامة.

حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل، عن أبي صالح ( خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: قائما.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: ( فِي كَبَدٍ ) خُلِق منتصبا على رجلين، لم تخلق دابة على خلقه

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مُغيرة، عن مجاهد ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: في صَعَد.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنه خُلق في السماء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) قال: في السماء، يسمى ذلك الكَبَد.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: قول من قال: معنى ذلك أنه خلق يُكابد الأمور ويُعالجها، فقوله: ( فِي كَبَدٍ ) معناه: في شدّة.

وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب؛ لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب من معاني الكَبَد، ومنه قول لبيد بن ربيعة:

عَيْــنِ هَــلا بَكَــيْتِ أرْبَــدَ إذْ

قُمْنــا وَقَــامَ الخُـصُومِ فِـي كَبَـد (1)

------------------------

الهوامش:

(1) ‌البيت للبيد يرثى أخاه أربد ، وقد هلك على دين الجاهلية . قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 187 ) : { خلقنا الإنسان في كبد } . في شدة . قال لبيد : " عين هلا ... " البيت . وفي ( اللسان : كبد ) الرجل يكابد الليل : إذا ركب هوله وصعوبته . ويقال : كابدت ظلمة الليلة مكابدة شديدة . وقال لبيد : " عين هلا ... " البيت أي في شدة وعناء . ويقال : تكبده الأمر : قصدته . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم، وإن لم يفعل فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ هكذا الدُّنيا لا تصفوا لأحَدٍ، فلا راحةَ للمؤمنِ إلَّا في الجِنانِ.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها ... صفوًا من الأقذاءِ والأكدارِ ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها ... متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ
وقفة
[4] ﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ﴾ هكذا هى الحياة الدنيا.
وقفة
[4] ﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ﴾ الراحة سنجدها عند أول قدم نضعها فى الجنة.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ الكبد هو طبيعة الحياة الدنيا، مهما اختلفت أشكاله وأسبابه، فأخسر الخاسرين من جمع على نفسه كبد الدنيا وكبد الآخرة، وهو الأشق.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ لكن شتان بين من يكدح للأمر الجليل، ومن يكدح للأمر الحقير، وبين من يموت في سبيل دعوة، ومن يموت في سبيل نزوة وشهوة، بين من يكدح ليدخل الجنة، ومن يكدح سعيًا وراء النار.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ قال الحسن: «يكابد الشكر على السَّرَّاء، ويكابد الصبرَ على الضَّرَّاء؛ لأنه لا يخلو من أحدهما».
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ فتش في حياة الناس؛ سترى كل منحة محفوفة بتعب قبلها أو بعدها، فالدنيا دار تعب وشقاء، والجنة دار الراحة للأبد.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ السعادة لحظة استراحة بين تعِبَين، وليس في الدنيا ما ليس فيه تعب.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ حتى الأغنياء يكابدون في تحصيل ثروتهم.
وقفة
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ الدنيا دار ابتلاء واختبار, وعلي المسلم أن يوطن نفسه علي الصبر علي لأوائها, وتحمل مصاعبها, قابضًا علي دينه كما يقبض علي الجمر.
عمل
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ الحياة جهاد وتعب ومشقة، ولو صفيت لأحد لصفيت لنبي الرحمة؛ فيجب علينا مجاهدة النفس فيها، واحتساب الأجر.
عمل
[4] ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ حياتك كلها كبَد؛ فكابِد هنا لترتاح هناك.
وقفة
[4] على العبد مجاهدة نفسه في هذه الدنيا ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾.
وقفة
[4] الدنيا مبنية على تكبد المشاق ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾، أما الجنة فهي مبنية على الطلب، اطلب تعطَ ولكم فيها ما تَدّعون، تدعون: تطلبون.
وقفة
[4] لكل داعية أو طالب علم ترك طريقه طلبًا للراحة: قد تظنه قرارًا مريحًا، وهيهات ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾، كل الناس يغدو، فبائع نفسه أو موبقها.
وقفة
[4] من أكثر الكتابات انتشارًا تلك التي تدعو لطرد الهمِّ والحزن، قال ﷻ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾، فمن الكبد: الحزن على ما مضى، والاهتمام للمستقبل.
وقفة
[4] تأمل قول الله تعالى: ﴿لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر: 48]، وقارن بينه وبين قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾، تجد أن مما رغب الله تعالى به في الدار الآخرة: أن بيَّن أنَّ الحياة الدنيا مليئة بالتعب، وبيَّن مقابل ذلك: أنَّ الجنةَ لا تعب فيها.
وقفة
[4] ﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد﴾ إذا علم العبد أن الدنيا دار كدر ونكد؛ سلم أمره لله ورضي بقضائه ولم يحزن على شيئ أصابه أو فاته.
وقفة
[4] كلنا متعبون، أو على شفا تعب، أو خرجنا للتو من تعب، أو كما قال تعالى: ﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد﴾.
وقفة
[4] تقول إحدى الأخوات: «إن آية: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ أعطتني هذه الآية يقينًا أن هذه الدنيا ممر امتحان وعبور، فهنيئًا لمن صبر وحمد ربه وشكر، وأنه لا تكتمل فرحة فيها، ولا بد من نكد، إما من: زوج، أولاد، جار، مرض، فقر؛ فارتحت ورضيت بما قسم لي ربي من الابتلاءات؛ لأن غايتي رضي الله».

الإعراب :

  • ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا:
  • اللام واقعة في جواب القسم والجملة بعدها لا محل لها من الاعراب. قد: حرف تحقيق «توقع». خلق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. في كبد: جار ومجرور في محل نصب متعلق بحال محذوفة اي مكابدا اي في شدة وتعب.وقيل: في كبد اي منتصبا.

المتشابهات :

الحجر: 26﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ
المؤمنون: 12﴿وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ
ق: 16﴿وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ
البلد: 4﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
التين: 4﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [4] لما قبلها :     وبعد القَسَمِ؛ جاء هنا جوابُ القَسَمِ، وهو الغرضُ من السورةِ، قال تعالى:
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [5] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ ..

التفسير :

[5] أيظنُّ بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟

{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه.

والاستفهام في قوله- تعالى- بعد ذلك: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ. يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً. أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ للإنكار والتوبيخ.

أى: أيظن هذا الإنسان الذي هو في تعب ومشقة طول حياته، أنه قد بلغ من القوة والمنعة.. بحيث لا يقدر عليه أحد.

إن كان يتوهم ذلك، فهو في ضلال مبين، لأن الله- تعالى- الذي خلقه، قادر على إهلاكه في لمح البصر، وقادر على أن يسلط عليه من يذله، ويقضى عليه.

ويدخل في هذا التوبيخ دخولا أوليا، أولئك المشركون الذين اغتروا بقوتهم، فآذوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إيذاء شديدا.

وقوله : ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) قال الحسن البصري : يعني أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يأخذ ماله .

وقال قتادة : ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) قال : ابن آدم يظن أن لن يسأل عن هذا المال : من أين اكتسبه ؟ وأين أنفقه ؟

وقال السدي : ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) قال : الله - عز وجل - .

وقوله: ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) ذُكر أن ذلك نـزل في رجل بعينه من بني جُمح، كان يُدعى أبا الأشدّ، وكان شديدًا، فقال جلّ ثناؤه: أيحسب هذا القويّ بجَلَده وقوّته، أن لن يقهره أحد ويغلبه، فالله غالبه وقاهره.

التدبر :

وقفة
[5] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾ مراقبة الله في السر والعلن.
وقفة
[5] يستقوي المرء أحيانًا بماله وسطوته وأولاده ويظن ﴿أَن لَن يَقدِرَ عَلَيهِ أَحَدٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَيَحْسَبُ:
  • الالف ألف توبيخ في لفظ استفهام. يحسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على بعض صناديد قريش الذين كان الرسول الكريم محمد (صلّى الله عليه وسلم) يكابد منهم ما يكابد. اي أيظن هذا الصنديد القوي في قومه.
  • ﴿ أَنْ لَنْ:
  • مخففة من «أنّ» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن مستتر جوازا تقديره انه. والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره. و «أن» المخففة مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «يحسب». لن:حرف نصب وتوكيد واستقبال.
  • ﴿ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ:
  • فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. عليه:جار ومجرور متعلق بيقدر. احد: فاعل مرفوع بالضمة و «احد» هنا هو الله سبحانه.

المتشابهات :

البلد: 5﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ
البلد: 7﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [5] لما قبلها :     وبعد بيان أنَّ حالَ الإنسانِ في الدُّنيا في نَصَبٍ وتعبٍ؛ جاء هنا الإنكار عليه: أيظن هذا الإِنسان الذي هو في تعب ومشقة طول حياته، أنه قد بلغ من القوة والمنعة، بحيث لا يقدر عليه أحد؟!، قال تعالى:
﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [6] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا

التفسير :

[6] يقول -متباهياً-:أنفقت مالاً كثيراً

فـ{ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} أي:كثيًرا، بعضه فوق بعض.

وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.

ثم حكى- سبحانه- جانبا من أقوال هذا النوع الجاحد المغرور من بنى آدم فقال:

يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً. أى: يقول هذا الإنسان المغرور بقوته، والمفتون بماله، المتفاخر بما معه من حطام الدنيا. يقول- على سبيل التباهي والتعالي على غيره- لقد أنفقت مالا كثيرا، في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إيذاء أتباعه، وفي غير ذلك من الوجوه التي كان أهل الجاهلية يظنونها خيرا، وما هي إلا شر محض. وعبر- سبحانه- عن إنفاق هذا الشقي لما له بقوله: يَقُولُ أَهْلَكْتُ.... للإشعار، بأن ما أنفقه من مال هو شيء هالك، لأنه لم ينفق في الخير، وإنما أنفق في الشر.

والمال اللّبد: هو المال الكثير الذي تلبد والتصق بعضه ببعض لكثرته وهو جمع لبدة- بضم اللام وسكون الباء- كغرفة وغرف، وهي ما تلبد من صوف أو شعر، أى: تجمع والتصق بعضه بعض.

قوله تعالى "يقول أهلكت مالا لبدا" أي يقول ابن آدم أنفقت مالا لبدا أي كثيرا قاله مجاهد والحسن وقتادة والسدي وغيرهم.

وقوله: ( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ) يقول هذا الجليد الشديد: أهلكت مالا كثيرا، في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم، فأنفقت ذلك فيه، وهو كاذب في قوله ذلك، وهو فعل من التلبُّد، وهو الكثير، بعضه على بعض، يقال منه: لبد بالأرض يَلْبُد: إذا لصق بها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( مَالا لُبَدًا ) يعني باللبد: المال الكثير.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مَالا لُبَدًا ) قال: كثيرا.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ). قال: مالا كثيرا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ) : أي كثيرا.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( مَالا لُبَدًا ) قال: اللبد: الكثير.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار: ( مَالا لُبَدًا ) بتخفيف الباء. وقرأه أبو جعفر بتشديدها.

والصواب بتخفيفها، لإجماع الحجة عليه.

التدبر :

وقفة
[6] ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ سمى الله الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا؛ لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الخسارة.
وقفة
[6] ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ أي يقول: (اشتريت وبنيت ودفعت), مسكين ابن آدم حين يفخر بمجرد كثرة استهلاكه للأموال, وهذا عين المذمة لو كان يتعقل، لكنه انقلاب الموازين.
وقفة
[6] ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ الفخر بصرف المال في غير المشروع من أخص صفات المشركين.
وقفة
[6] ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ إنفاق المال في الشهوات والمعاصي إتلاف له وإهلاك؛ لأنه لا يرجع علي صاحبه إلا بالندامة والخسار.

الإعراب :

  • ﴿ يَقُولُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة بعده في محل نصب مفعول به ليقول.
  • ﴿ أَهْلَكْتُ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل- ضمير المتكلم- مبني على الضم في محل رفع فاعل اي انفقت. يقول هذا من باب التفاخر والتباهي.
  • ﴿ مالًا لُبَداً:
  • فعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لبدا: صفة- نعت- لمالا منصوبة مثلها بالفتحة. أي مالا كثيرا وهو جمع «لبدة».

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     وبعد ذمِّ الجاحد المغرور؛ ذكرَ مقالَ هذا الإنسان، قال تعالى:
﴿ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لبدا:
1- بضم اللام وفتح الباء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بشد الباء، وهى قراءة أبى جعفر.
3- بسكون الباء، وهى قراءة زيد بن على.
4- بضمها، وهى قراءة ابن أبى الزناد.

مدارسة الآية : [7] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ

التفسير :

[7] أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه، ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟

قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات:{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} أي:أيحسبفي فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟

بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله من خير وشر.

وقوله- سبحانه-: أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ توبيخ لهذا المغرور إثر توبيخ، وتجهيل في أعقاب تجهيل. أى: أيظن هذا الجاهل المغرور، حين أنفق المال الكثير في المعاصي والسيئات، أن الله- تعالى- غير مطلع عليه؟ إن كان يظن ذلك فهو في نهاية الجهالة وانطماس البصيرة، لأن الله- تعالى- مطلع عليه، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وسيحاسبه على ذلك حسابا عسيرا.

وفي الحديث الشريف: لن تزل قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيم أبلاه، وعن عمره فيم أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه.

قال مجاهد أي أيحسب أن لم يره الله عز وجل وكذا قال غيره من السلف.

وقوله: ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ) يقول تعالى ذكره: أيظن هذا القائل ( أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ) أن لم يره أحد في حال إنفاقه يزعم أنه أنفقه.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ) ابن آدم إنك مسئول عن هذا المال، من أين اكتسبته، وأين أنفقته.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[7] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ الغبن: أن تظن أمورك خافية على الناس، وهم ﻻ زالوا يأخذون منها عبرًا.
وقفة
[7] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾؟ أي موعظة هذه التي تقول للمرائي: قف! وللزاني: عف! وللسارق: كف! ولكل عاص: خف ثم خف! أما تستشعر نظر من لا يخفى عليه شيء جَلَّ أو لطف؟
وقفة
[7] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ لو ما أنزل الله موعظة على عباده إلا هذه الآية لكفتهـم.
وقفة
[7] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ مراقبةُ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ.
وقفة
[7] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ كل بقعة تحلُّ فيها ستتحدثُ عن صنيعك يومًا؛ فدوّن فيها ما ترضى أن يراه الله منك.
وقفة
[7] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾، ﴿أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ [العلق: 14]، لا تجعلِ الله أهون النَّاظرين إليك، فتختبئ عن النَّاس لفعل المعاصي والمنكرات، وتتجاهل الذي خلقك، ويعلم جميع الأمور، ما ظهر منها وما بطن.
وقفة
[7] ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ كم من قلوب تعافت حين تدبرت هذه الآية من ذنوب الخلوات, وبرئت من آثار المنكرات!
وقفة
[7] واعلم أنه تعالى لما حكى عن ذلك الكافر قوله: ﴿أَيَحسَبُ أَن لَم يَرَهُ أَحَدٌ﴾ أقام الدلالة على كمال قدرته جل شأنه.
وقفة
[7] يطغى الظالم بماله وقوته، فبالقوة يبطش، وبالمال يشتري الذمم، والله هو القوي ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة الخامسة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يره: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره- حرف العلة- والهاء ضمير متصل- ضمير الغائب- في محل نصب مفعول به مقدم.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     وبعد التوبيخ؛ يأتي توبيخ آخر، قال تعالى:
﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ

التفسير :

[8] ألم نجعل له عينين يبصر بهما

ثم قرره بنعمه، فقال:{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ} للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا.

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك جانبا من مظاهر نعمه، على هذا الإنسان الجاهل المغرور.

فقال- تعالى-: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ. وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ. وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ.

والاستفهام هنا للتقرير، لأن الله- تعالى- قد جعل له كل ذلك، ولكنه لم يشكر الله- تعالى- على هذه النعم، بل قابلها بالجحود والبطر..

أى: لقد جعلنا لهذا الإنسان عينين، يبصر بهما، وجعلنا له لسانا ينطق به، وشفتين- وهما الجلدتان اللتان تستران الفم والأسنان- تساعدانه على النطق الواضح السليم.

واقتصر- سبحانه- على العينين، لأنهما أنفع المشاعر، ولأن المقصود إنكار ظنه أنه لم يره أحد، ولأن الإبصار حاصل بذاتهما.

وذكر- سبحانه- اللسان وذكر معه الشفتين. للدلالة على أن النطق السليم، لا يتأتى إلا بوجودهما معا، فاللسان لا ينطق نطقا صحيحا بدون الشفتين، وهما لا ينطقان بدونه.

أى يبصر بهما فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك وإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما.

القول في تأويل قوله تعالى : أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)

يقول تعالى ذكره: ألم نجعل لهذا القائل أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا عينين يبصر بهما حجج الله عليه، ولسانا يعبر به عن نفسه ما أراد، وشفتين، نعمة منا بذلك عليه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[8] ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ﴾ تحسس مكان عينيك ثم امتلئ بالثقة، أنت قادر على أن تعرف الحقيقة وحدك.
تفاعل
[8] ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ﴾ قل: اللهم لا تشغل هذه الجوارح عنك.
وقفة
[8] ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ﴾ الأهم من العين الانتفاع بالعين؟ قال عز الدين أحمد بن عبد الدائم وقد أصابه العمي: إن يُذهبِ الله من عينَيّ نورَهما ... فإنّ قلبـي بصيـرٌ مـا به ضررُ أرى بقـلبي دنيـاي وآخرتي ... والقلبُ يُدرك مـا لا يدرك البصرُ
عمل
[8، 9] ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ﴾، ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 21]، تَأمَّلْ جميع النعَم الَّتي أنعَم اللهُ عليك بها وتذكَّر أن الله أخَذَها مِن غيرك؛ فاشْكُر ربَّك على ما أعطاك مِن نِعم، واستغلَّ هذهِ النعَم بِفعلِ ما يُرضِيه سُبحانه.
اسقاط
[8، 9] تدبر تترجمه الدموع: قرأ الفضيل رحمه الله هذه الآية: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ﴾ فبكى، فسئل عن بكائه، فقال: «هل بتَّ ليلةً شاكرًا لله أن جعل لك عينين تبصر بهما؟ هل بتَّ ليلةً شاكرًا لله أن جعل لك لسانًا تنطق به؟»، وجعل يعدِّدُ من هذا الضرب.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ:
  • الألف ألف توبيخ في لفظ استفهام. لم: حرف نفي وجزم وقلب. نجعل: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
  • ﴿ لَهُ عَيْنَيْنِ:
  • جار ومجرور متعلق بنجعل. عينين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد اي يبصر بهما المرئيات.

المتشابهات :

الفيل: 2﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ
المرسلات: 25﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا
النبإ: 6﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا
البلد: 8﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     وبعد ذمِّ المفتونين بقوة أبدانهم، المغرورين بواسع جاههم؛ وَبَّخَهم هنا على الاغترار بقوتهم، وذَكَّرَهم بما أنعم به عليهم من النعم الكثيرة: ١- العينين، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ

التفسير :

[9] ولساناً وشفتين ينطق بهما

ثم قرره بنعمه، فقال:{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ} للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا.

وذكر- سبحانه- اللسان وذكر معه الشفتين. للدلالة على أن النطق السليم، لا يتأتى إلا بوجودهما معا، فاللسان لا ينطق نطقا صحيحا بدون الشفتين، وهما لا ينطقان بدونه.

( ولسانا ) أي : ينطق به ، فيعبر عما في ضميره ، ( وشفتين ) يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام ، وجمالا لوجهه وفمه .

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي ، عن مكحول قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يقول الله تعالى : يا ابن آدم ، قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها ، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما ، وجعلت لهما غطاء ، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك ، وإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما . وجعلت لك لسانا ، وجعلت له غلافا ، فانطق بما أمرتك وأحللت لك ، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك . وجعلت لك فرجا ، وجعلت لك سترا ، فأصب بفرجك ما أحللت لك ، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك . يا ابن آدم ، إنك لا تحمل سخطي ، ولا تطيق انتقامي " .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ) نِعَم من الله متظاهرة، يقررك بها كيما تشكره.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[9] ﴿ولسانا وشفتين﴾ حتى تطبق وتسكت وتتعلم الصمت، لولا الشفتان لبقي اللسان فالتًا، ولأوقعك أيها الإنسان في ورطات.

الإعراب :

  • ﴿ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ
  • معطوفة بواوي العطف على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها وعلامة نصب «لسانا» الفتحة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     ٢- اللسان. ٣- الشفتين، قال تعالى:
﴿ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [10] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ

التفسير :

[10] وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟

ثم قال في نعم الدين:{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن} أي:طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي.

فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.

وقوله- تعالى-: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ بيان لنعمة أخرى هي أجل النعم وأعظمها.

والنجد: الأرض المرتفعة، وجمعه نجود، ومنه سميت بلاد نجد بهذا الإسم، لأنها مرتفعة عن غيرها ... والمراد بالنجدين هنا: طريق الخير. وطريق الشر، أى: وهدينا هذا الإنسان وأرشدناه إلى طريق الخير والشر، عن طريق رسلنا الكرام، وعن طريق ما منحناه من عقل، يميز به بين الحق والباطل، ثم وهبناه الاختيار لأحدهما، كما قال- تعالى-: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً.

قال بعض العلماء: وكأنهما إنما سميا نجدين- أى: سبيل الخير والشر: لأنهما لما وضحت الدلائل، وقربت الحجج، وظهرت البراهين، جعلا كالطريق المرتفعة العالية، في أنها واضحة لذوي الأبصار.

أو إنما سميا بذلك، للإشارة إلى أن في كل منهما وعورة يشق معها السلوك، ولا يصبر عليها إلا من جاهد نفسه وراضها، وليس سلوك طريق الشر بأهون من سلوك الخير، بل الغالب أن يكون طريق الشر، أشق وأصعب، وأحوج إلى الجهد. .

( وهديناه النجدين ) قال سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - : ( وهديناه النجدين ) قال : الخير والشر . وكذا روي عن علي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبي وائل ، وأبي صالح ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، وعطاء الخراساني في آخرين .

وقال عبد الله بن وهب : أخبرني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هما نجدان ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

تفرد به سنان بن سعد - ويقال : سعد بن سنان - وقد وثقه ابن معين . وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني : منكر الحديث . وقال أحمد : تركت حديثه لاضطرابه . وروى خمسة عشر حديثا منكرة كلها ، ما أعرف منها حديثا واحدا . يشبه حديثه حديث الحسن - يعني البصري - لا يشبه حديث أنس .

وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء قال : سمعت الحسن يقول : ( وهديناه النجدين ) قال : ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : " يا أيها الناس ، إنهما النجدان ، نجد الخير ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " .

وكذا رواه حبيب بن الشهيد ، ويونس بن عبيد ، وأبو وهب ، عن الحسن مرسلا . وهكذا أرسله قتادة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا عيسى بن عقال عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله : ( وهديناه النجدين ) قال : الثديين .

وروي عن الربيع بن خثيم وقتادة وأبي حازم ، مثل ذلك . ورواه ابن جرير عن أبي كريب ، عن وكيع ، عن عيسى بن عقال ، به . ثم قال : والصواب القول الأول .

ونظير هذه الآية قوله : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) [ سورة الإنسان : 2 ، 3 ] .

وقوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) يقول تعالى ذكره: وهديناه الطريقين، ونجد: طريق في ارتفاع.

واختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: عُنِي بذلك: نَجْد الخير، ونَجْد الشرّ، كما قال: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا .

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: الخير والشرّ.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله، مثله.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن منذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، قال: ليسا بالثديين.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان؛ وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عمران، جميعا عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: نجد الخير، ونجد الشرّ.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا هشام بن عبد الملك، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عاصم، قال: سمعت أبا وائل يقول: كان عبد الله يقول في: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: نجد الخير، ونجد الشرّ.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) يقول: الهدى والضلالة.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) يقول: سبيل الخير والشرّ.

حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرِمة، في قوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: الخير والشرّ.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن أبي بُردة، قال: مرّ بنا الربيع بن خثيم، فسألناه عن هذه الآية: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) فقال: أما إنهما ليسا بالثديين.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: الخير والشرّ.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: سبيل الخير والشرّ.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) نجد الخير، ونجد الشرّ.

حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ خَيْرٍ، وَنَجْدُ شَرّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرّ أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ".

حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عطية أبو وهب، قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا إنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرّ، فَمَا يَجَعَلُ نَجْدَ الشَّرِّ أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ".

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا هشام بن عبد الملك، قال: ثنا شعبة، عن حبيب، عن الحسن، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، نحوه.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، قال: سمعت الحسن يقول ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " يا أيُّها النَّاسُ إنَّمَا هُمَا النَجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرّ أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ".

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) : ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أيُّها النَّاسُ إنَّمَا هُمَا النَجْدَانِ: نَجْدُ الخَيْرِ، وَنَجْدُ الشَّرّ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرّ أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ".

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، في قوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرّ أحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ".

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قاطع طريق الخير والشرّ. وقرأ قول الله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهديناه الثَّديين: سبيلي اللبن الذي يتغذّى به، وينبت عليه لحمه وجسمه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا عيسى بن عقال، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: هما الثديان.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن المبارك بن مجاهد، عن جُويبر، عن الضحاك، قال: الثديان.

وأولى القولين بالصواب في ذلك عندنا: قول من قال: عُنِي بذلك طريق الخير والشرّ، وذلك أنه لا قول في ذلك نعلمه غير القولين اللذين ذكرنا، والثديان وإن كانا سبيلي اللبن، فإن الله تعالى ذكْره إذ عدّد على العبد نِعَمه بقوله: إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إنما عدّد عليه هدايته إياه إلى سبيل الخير من نعمه، فكذلك قوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ).

التدبر :

وقفة
[10] ﴿وَهَدَيناهُ النَّجدَينِ﴾ يا ابن آدم أمامك طريقان؛ فاختر ما تشاء.
وقفة
[10] ﴿وَهَدَيناهُ النَّجدَينِ﴾ اختيار كلمة (النجدين) في هذه السورة، بينما في السور الأخرى جاء التعبير: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾ [الإنسان: 3]، و﴿ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ﴾ [عبس: 20]، لماذا؟ الجواب: اختيار كلمة (النجدين) هنا مناسب لجو السورة، فإن سلوك النجد فيه مشقة وصعوبة؛ لما فيه من صعود وارتفاع، فهو مناسب للمكابدة والمشقة التي خلق الإنسان فيها، ومناسب لاقتحام العقبة وما فيه من مشقة وشدة.
وقفة
[8-10] ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ فهذه المنن الجزيلة تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه.
وقفة
[8-10] تُقيَّد الأيدي والأقدام، ولكن لا تقيد العين أن تُبصر الحق، ولا اللسان أن ينطق بالصدق ﴿ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَهَدَيْناهُ:
  • الواو عاطفة. هدى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل- ضمير الغائب- مبني على الضم في محل نصب مفعول به اول.
  • ﴿ النَّجْدَيْنِ:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الياء لانه مثنى والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. اي طريقي الخير والشر. والفعل «هدى» هنا معدى بنفسه وفي آيات اخرى عدي الى مفعولين وتعدى الى الثاني منهما بأحد حرفي الجر: الى واللام.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ٤- بيان طريق الحقِّ من طريق الضلال، قال تعالى:
﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [11] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ

التفسير :

[11] فهلَّا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن.

{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} أي:لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته.

وبعد بيان هذه النعم الجليلة التي أنعم الله بها- سبحانه- على الإنسان، أتبع- سبحانه- ذلك بحضه على المداومة على فعل الخير، وعلى إصلاح نفسه، فقال- تعالى-: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ.

والفاء في قوله- سبحانه-: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ للتفريع على ما تقدم، والمقصود بهذه الآية الحض على فعل الخير بدل الشر.

وقوله: اقْتَحَمَ من الاقتحام للشيء، بمعنى دخوله بشدة. يقال: اقتحم الجنود أرض العدو، إذا دخلوها بقوة وسرعة، وبدون مبالاة بارتكاب المخاطر.

والعقبة في الأصل: الطريق الوعر في الجبل، والمراد بها هنا: مجاهدة النفس، وقسرها على مخالفة هواها وشهوتها، وحملها على القول والفعل الذي يرضى الله تعالى-.

والمعنى: لقد جعلنا للإنسان عينين ولسانا وشفتين. وهديناه النجدين. فهلا بعد كل هذه النعم، فعل ما يرضينا، بأن جاهد نفسه وهواه، وبأن قدم ماله في فك الرقاب، وإطعام اليتامى والمساكين.

قال الجمل: وقوله: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أى: فهلا اقتحم العقبة، فلا بمعنى هلا التي للتحضيض. أى: الذي أنفق ماله في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم هلا أنفقه في اقتحام العقبة فيأمن.. .

وقد استعيرت العقبة لمجاهدة النفس، وحملها على الإنفاق في سبيل الخير، لأن هذه الأعمال شاقة على النفس، فجعلت كالذي يتكلف سلوك طريق وعر..

ويصح أن تكون «لا» هنا، على معناها الحقيقي وهو النفي، فيكون المعنى: أن هذا الإنسان الذي جعلنا له عينين.. لم يشكرنا على نعمنا، فلا هو اقتحم العقبة، ولا هو فعل شيئا ينجيه من عذابنا.

وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله: قوله: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ يعنى: فلم يشكر تلك الأيادى والنعم بالأعمال الصالحة: من فك الرقاب، وإطعام اليتامى والمساكين..

بل غمط النعم، وكفر بالمنعم..

فإن قلت: قلما تقع «لا» الداخلة على الماضي، غير مكررة، فما لها لم تكرر في الكلام الأفصح؟. قلت: هي متكررة في المعنى، لأن المعنى فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ.. فلا فكّ رقبة، ولا أطعم مسكينا. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك.. .

قال ابن جرير حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد حدثنا عبدالله بن إدريس عن أبيه عن أبي عطية عن ابن عمر في قوله تعالى "فلا اقتحم" أي دخل "العقبة" قال جبل في جهنم وقال كعب الأحبار "فلا اقتحم العقبة" هو سبعون درجة في جهنم وقال الحسن البصري "فلا اقتحم العقبة" قال عقبة في جهنم وقال قتادة إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها.

وقوله: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) يقول تعالى ذكره: فلم يركب العقبة فيقطعها ويحوزها.

وذُكر أن العقبة: جبل في جهنم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يحيى بن كثير، قال: ثنا شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قول الله: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال: عَقَبةٌ في جهنم.

حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال: ثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن عطية، عن ابن عمر، في قوله: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) جبل من جهنم.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَيَّة، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال: جهنم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) إنها قحمة شديدة، فاقتحموها بطاعة الله.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال: للنار عقبة دون الجسر.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدّث عن يزيد بن أبى حبيب، عن شعيب بن زُرْعة، عن حنش، عن كعب، أنه قال: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال: هو سبعون درجة في جهنم.

وأفرد قوله: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) بذكر " لا " مرّة واحدة، والعرب لا تكاد تفردها في كلام في مثل هذا الموضع، حتى يكرّرها مع كلام آخر، كما قال: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وإنما فعل ذلك كذلك في هذا الموضع، استغناء بدلالة آخر الكلام على معناه، من إعادتها مرّة أخرى، وذلك قوله إذ فسَّر اقتحام العقبة، فقال: فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ، ففسر ذلك بأشياء ثلاثة، فكان كأنه في أوّل الكلام، قال: فلا فَعَل ذا وَلا ذا ولا ذا. وتأوّل ذلك ابن زيد، بمعنى: أفلا ومن تأوّله كذلك، لم يكن به حاجة إلى أن يزعم أن في الكلام متروكا. * ذكر الخبر بذلك عن ابن زيد:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، وقرأ قول الله: ( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال: أفلا سلك الطريق التي منها النجاة والخير، ثم قال: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ) .

التدبر :

وقفة
[11] ﴿فَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ﴾ هل (لا) زائدة في هذا الموضع بحيث أنَّ المعنى فاقتحم هذه العقبة؟ الجواب: المعنى: فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن، وليست زائدة.
وقفة
[11، 12] ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ والعقبة عبارة عن الأعمال الصالحة المذكورة بعد، وجعلها عقبة استعارة من عقبة الجبل؛ لأنها تصعب ويشق صعودها على النفوس.
وقفة
[11، 12] ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ بعض بلاد المسلمين تموت بردًا الآن وتعيش المسغبة، الآن هي فرصتك لاقتحام العقبة.
وقفة
[11، 12] ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ الأمور الصعبة تتجاوزها بالصدقة، وتفريج الكربة.

الإعراب :

  • ﴿ فَلَا:
  • الفاء استئنافية. لا: نافية لا عمل لها بمعنى «لم» اي فلم يقتحم العقبة كما في قوله تعالى «فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى» اي فلم يصدق ولم يصل. و «لا» تكرر اذا دخلت على فعل ماض وهي هنا مكررة لان المعنى فلا اقتحم العقبة فلا فك رقبة ولا اطعم مسكينا. وقال الزجاج قوله «ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا» يدل على معنى فلا اقتحم العقبة ولا آمن.
  • ﴿ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. العقبة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة اي فلم يشكر تلك الايادي والنعم بالاعمال الصالحة والاقتحام: الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     وبَعْدَ أن بَيَّنَ اللهُ ما أنعَمَ به على الإنسانِ مِنَ النِّعَمِ الجليلةِ؛ أتْبَعَ سُبحانَه ذلك بحَضِّه على المُداوَمةِ على فِعلِ الخَيرِ، وعلى إصلاحِ نَفْسِه، قال تعالى:
﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [12] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ

التفسير :

[12] وأيُّ شيء أعلمك:ما مشقة الآخرة، وما يعين على تجاوزها؟

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ

والاستفهام فى قوله - سبحانه - : ( وَمَآ أَدْرَاكَ مَا العقبة ) لتفخيم شأنها ، والتهويل من أمرها ، والتشويق إلى معرفتها .

والكلام على حذف مضاف ، والتقدير : وما أدراك ما اقتحام العقبة؟

وقال قتادة "وما أدراك ما العقبة".

ثم أخبر تعالى عن اقتحامها.

وقوله: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ) يقول تعالى ذكره: وأيّ شيء أشعرك يا محمد ما العقبة.

ثم بين جلّ ثناؤه له، ما العقبة، وما النجاة منها، وما وجه اقتحامها؟ فقال: اقتحامها وقطعها فكّ رقبة من الرقّ، وأسر العبودة.

كما حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُليَّة، عن أبي رجاء، عن الحسن (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ) قال: ذُكر لنا أنه ليس مسلم يعتق رقبة مسلمة، إلا كانت فداءه من النار.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ) ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن الرقاب أيها أعظم أجرا؟ قال: " أكثرها ثمنا ".

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ثنا سالم بن أبي الجعد، عن مَعْدانِ بن أبي طلحة، عن أبي نجيح، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيُّمَا مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلا مُسْلِمًا، فإنَّ اللهَ جَاعِلٌ وَفَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ، عَظْما مِنْ عِظامِ مُحَرّرِهِ مِنْ النَّار؛ وأيُّمَا امْرأةٍ مُسْلِمَةٍ أعْتَقَتِ امْرَأةً مُسْلِمَةً، فإنَّ اللهَ جَاعِلٌ وَفَاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِنَ عِظَامِهَا، عَظْما مِنَ عِظامِ مُحَرّرِها مِنَ النَّار ".

قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن قيس الجذاميّ، عن عقبة بن عامر الجهنيّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ أعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ ".

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[12] قال يحيى بن سلام: «بلغني أن كل شيء في القرآن ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ فقد أدراه إياه وعلمه، وكل شيء قال: (وَمَا يُدْرِيكَ) فهو مما لم يعلمه».

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة الثالثة من سورة «الحاقة» والواو هنا اعتراضية والجملة بعدها اعتراضية لا محل لها من الاعراب.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ أنَّه لا خَلاصَ مِنَ النَّكَدِ إلَّا بهذا الاقتحامِ؛ شرَعَ في ذكر ما يعين على تجاوز العَقَبةِ بادِئًا بتهويلِ أمْرِها؛ لعَظيمِ قَدْرِها، قال تعالى:
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [13] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ

التفسير :

[13] إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.

وهذه العقبة شديدة عليه، ثم فسر [هذه] العقبة{ فَكُّ رَقَبَةٍ} أي:فكها من الرق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفار.

ثم فسر- سبحانه- ذلك بقوله: فَكُّ رَقَبَةٍ. والمراد بفك الرقبة إعتاقها وتخليصها من الرق والعبودية. إذ الفك معناه: تخليص الشيء من الشيء..

وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية، جملة من الأحاديث التي وردت في فضل عتق الرقاب، وتحريرها من الرق..

ومن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم «من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل إرب منها- أى عضو منها- إربا منه من النار ... » .

وقوله صلى الله عليه وسلم: «ومن أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار ... » .

وقراءة الجمهور فَكُّ رَقَبَةٍ برفع «فك» وإضافته إلى «رقبة» .

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: «فك» بفتح الكاف على أنه فعل ماض، ونصب لفظ «رقبة» على أنه مفعول به.

وقد ذهب جمع من المفسرين إلى أن المراد بفك الرقبة: أن يخلص الإنسان نفسه من المعاصي والسيئات، التي تكون سببا في دخوله النار.

فقال : ( فك رقبة أو إطعام )

وقال ابن زيد : ( اقتحم العقبة ) أي : أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير . ثم بينها فقال : ( وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام )

قرئ : ( فك رقبة ) بالإضافة ، وقرئ على أنه فعل ، وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعوله وكلتا القراءتين معناهما متقارب .

قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله - يعني ابن سعيد بن أبي هند - عن إسماعيل بن أبي حكيم - مولى آل الزبير - عن سعيد بن مرجانة : أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار ، حتى إنه ليعتق باليد اليد ، وبالرجل الرجل ، وبالفرج الفرج " . فقال علي بن الحسين : أنت سمعت هذا من أبي هريرة ؟ فقال سعيد : نعم . فقال علي بن الحسين لغلام له - أفره غلمانه - : ادع مطرفا . فلما قام بين يديه قال : اذهب فأنت حر لوجه الله .

وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، من طرق ، عن سعيد بن مرجانة ، به وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم .

وقال قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي نجيح قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أيما مسلم أعتق رجلا مسلما ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار ، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظما من عظامها من النار " .

رواه ابن جرير هكذا وأبو نجيح هذا هو عمرو بن عبسة السلمي ، رضي الله عنه .

قال الإمام أحمد : حدثنا حيوة بن شريح ، حدثنا بقية ، حدثني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة ، عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من بنى مسجدا ليذكر الله فيه ، بنى الله له بيتا في الجنة . ومن أعتق نفسا مسلمة ، كانت فديته من جهنم . ومن شاب شيبة في الإسلام ، كانت له نورا يوم القيامة " .

طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا حريز ; عن سليم بن عامر : أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة حدثنا حديثا ليس فيه تزيد ولا نسيان . قال عمرو : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار ، عضوا بعضو . ومن شاب شيبة في سبيل الله ، كانت له نورا يوم القيامة ، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ ، كان كمعتق رقبة من بني إسماعيل " .

وروى أبو داود ، والنسائي بعضه .

طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا الفرج ، حدثنا لقمان ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة قال السلمي قلت له : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه انتقاص ولا وهم . قال : سمعته يقول : " من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث ، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ، ومن رمى بسهم في سبيل الله ، بلغ به العدو ، أصاب أو أخطأ ، كان له عتق رقبة . ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار ، ومن أنفق زوجين في سبيل الله ، فإن للجنة ثمانية أبواب ، يدخله الله من أي باب شاء منها " .

وهذه أسانيد جيدة قوية ، ولله الحمد [ والمنة ] .

حديث آخر : قال أبو داود : حدثنا عيسى بن محمد الرملي ، حدثنا ضمرة ، عن ابن أبي عبلة ، عن الغريف بن الديلمي قال : أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له : حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان . فغضب وقال : إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته ، فيزيد وينقص . قلنا : إنما أردنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صاحب لنا قد أوجب - يعني النار - بالقتل ، فقال : " أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار " .

وكذا رواه النسائي من حديث إبراهيم بن أبي عبلة ، عن الغريف بن عياش الديلمي ، عن واثلة ، به .

حديث آخر : قال أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن قيس الجذامي ، عن عقبة بن عامر الجهني : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار " .

وحدثنا عبد الوهاب الخفاف ، عن سعيد ، عن قتادة قال : ذكر أن قيسا الجذامي حدث عن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار " .

تفرد به أحمد من هذا الوجه .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي - من بني بجيلة - من بني سليم - عن طلحة - قال أبو أحمد : حدثنا طلحة بن مصرف - عن عبد الرحمن بن عوسجة ، عن البراء بن عازب قال : جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، علمني عملا يدخلني الجنة . فقال : " لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة . أعتق النسمة ، وفك الرقبة " . فقال : يا رسول الله ، أوليستا بواحدة ؟ قال : " لا إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها . والمنحة الوكوف ، والفيء على ذي الرحم الظالم ; فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع ، واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير " .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ) ثم أخبر عن اقتحامها فقال: (فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ).

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء البصرة، عن ابن أبي إسحاق، ومن الكوفيين: الكسائي ( فَكُّ رَقَبَةٍ أوْ أطْعَمَ ) وكان أبو عمرو بن العلاء يحتجّ فيما بلغني فيه بقوله: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا كأن معناه: كان عنده، فلا فكّ رقبة ولا أطعم، ثم كان من الذين آمنوا. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة والشام ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) على الإضافة (أَوْ إِطْعَامٌ) على وجه المصدر.

والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء، وتأويل مفهوم، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. فقراءته إذا قرئ على وجه الفعل تأويله: فلا اقتحم العقبة، لا فكّ رقبة، ولا أطعم، ثم كان من الذين آمنوا، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ) على التعجب والتعظيم وهذه القراءة أحسن مخرجا في العربية، لأن الإطعام اسم، وقوله: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا فعل، والعرب تُؤثِر ردّ الأسماء على الأسماء مثلها، والأفعال على الأفعال، ولو كان مجيء التَّنـزيل ثم إن كان من الذين آمنوا، كان أحسن، وأشبه بالإطعام والفكّ من ثم كان، ولذلك قلت: ( فَكُّ رَقَبَةٍ أوْ أطْعَمَ ) أوجه في العربية من الآخر، وإن كان للآخر وجه معروف، ووجهه أنْ تضمر " أنْ " ثم تلقي، كما قال طرفة بن العبد:

ألا أيُّهَـا ذَا الزَّاجِـرِي أحْـضُرَ الْوَغَى

وأنْ أشْـهَدَ اللَّـذَّاتِ هـلْ أنتَ مُخْلِدي (2)

بمعنى: ألا أيهاذا الزاجري أن أحضر الوغى. وفي قوله: " أن أشهد " الدلالة البينة على أنها معطوفة على أن أخرى مثلها، قد تقدّمت قبلها، فذلك وجه جوازه. وإذا وُجِّه الكلام إلى هذا الوجه كان قوله: (فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ) تفسيرًا لقوله: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ) كأنه قيل: وما أدراك ما العقبة؟ هي فكّ رقبة ( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) كما قال جلّ ثناؤه: وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ، ثم قال: نَارٌ حَامِيَةٌ مفسرا لقوله: فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ، ثم قال: وما أدراك ما الهاوية؟ هي نار حامية.

------------------------

الهوامش:

(2) ‌البيت من معلقة طرفة بن العبد البكري ( مختار من الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي 317 ) قال : أحضر : رواه البصريون برفع الراء ، ورواه الكوفيون بنصبها ، على تقدير ( أن ) في غير المواضع العشرة المعروفة . والوغى : الحرب . وأصله أصوات المحاربين . يقول : أيها الإنسان الذي يلومني على حضور الحرب ، وحصول اللذات ، هل تخلدني في الدنيا إذا كففت عنها . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[13] ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ لما ضيق الله طرق الرق؛ وسع طرق العتق، فجعل الإعتاق من القربات والكفارات.
وقفة
[13] ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ ترغب شريعة الإسلام في إعتاق الرقاب المملوكة؛ تحريرًا للبشر من ربقة العبودية لغير الله؛ لئلا يخضعوا لغير سلطانه.
وقفة
[13] ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ ما الفرق بين فك رقبة وتحرير رقبة؟ تحرير رقبة تقال في الرِّق والاسترقاق، وهذا غير موجود الآن، لذلك تحرير الرقبة لم يأتي إلا في الفِداء: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ [المجادلة: 3]، فك رقبة يعني تخليصها من إعسار، من قَوَد، من أسر وغيره، يعني فك عسرها، أنت تفكها مما هي واقعة فيه، وهذه باقية إلى يوم الدين.

الإعراب :

  • ﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ:
  • خبر مبتدأ محذوف تقديره هي مرفوع بالضمة. رقبة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة والجملة الاسمية تفسيرية لا محل لها من الاعراب اي فسر اقتحام العقبة بفك رقبة. وفك الرقبة: تخليصها من رق او غيره.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     وبعد تهويلِ أمْرِها؛ أرشدَ هنا إلى أن اقتحامها يكون بفعل صنوف من الخير؛ لينجو صاحبها من النَّار: ١- عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق، قال تعالى:
﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فك:
قرئ:
1- فعلا ماضيا، وهى قراءة ابن كثير، والنحويين.
2- مرفوعا، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [14] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي ..

التفسير :

[14] أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة

{ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} أي:مجاعة شديدة، بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.

وقوله- سبحانه-: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ بيان لفضيلة ثانية من الفضائل التي تؤدى إلى مجاهدة النفس، وحملها على طاعة الله- تعالى-.

والمسغبة: المجاعة، مصدر ميمى بمعنى السّغب، يقال: سغب الرجل- كفرح ونصر- إذا أصابه الجوع. ووصف اليوم بذلك على سبيل المبالغة كما في قولهم: نهاره صائم..

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي «أطعم» بصيغة الفعل الماضي.

أى: اقتحام العقبة. أى: التمكن من حمل النفس على طاعة الله- تعالى- يتمثل في فك الرقاب. وفي إطعام المحتاجين في يوم يشتد فيه جوعهم.

وقوله : ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) قال ابن عباس : ذي مجاعة . وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وغير واحد . والسغب : هو الجوع .

وقال إبراهيم النخعي : في يوم الطعام فيه عزيز .

وقال قتادة : في يوم يشتهى فيه الطعام .

وقوله: ( أَوْ أَطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ )

يقول: أو أطعم في يوم ذي مجاعة، والساغب: الجائع.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( أو أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) يوم مجاعة.

حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثني خالد بن حيان الرقي أبو يزيد، عن جعفر بن برقان، عن عكرِمة في قول الله ( أو أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) قال: ذي مجاعة.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) قال: الجوع.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( أو أطْعَمَ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) يقول: يوم يُشْتَهَى فيه الطعام.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عثمان الثقفي، عن مجاهد، عن ابن عباس ( فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) قال: مجاعة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن المُغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: في قوله: ( فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) قال: مجاعة.

التدبر :

وقفة
[14] ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ كلَّما كانت حاجةُ الفقيرِ أشدَّ؛ كانت الصَّدقةُ عليه عند اللهِ أعظمُ.
وقفة
[14] ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ المسغبة: المجاعة، أَسْغَبَ الرجل: إذا دخل في المجاعة، وقيل لا يكون السَّغَب إلا مع التعب.
وقفة
[14] ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ قال النخعي: «قيَّد الإطعام بيوم المجاعة؛ لأن إخراج المال في ذلك الوقت أثقل على النفس وأوجب للأجر».
وقفة
[14] ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ قال ابن المنكدر: «من موجبات المغفرة: إطعام المسلم السغبان، أي: الجائع»، فإذا كان الله غفر لمن سقى كلبًا على شدة ظمئه؛ فكيف بمن سقى وأطعم وكسى عراة المسلمين؟!
وقفة
[14] ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ علي المحك تظهر معادن الرجال, وفي زمن القحط والجدب يزداد الشح والبخل, فلا يجود بماله حينئذ إلا سخي كريم يؤثر الآخرة علي الدنيا.
وقفة
[14] لا ينزع الله نعمة الشاكر وأعظم الشكر الإنفاق، ومن أعظم الأعمال الإطعام في أيام المجاعة ﴿أو إطعام في يوم ذي مسغبة﴾.
وقفة
[12-14] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ المشكلات الصعبة والمشاق الشديدة لا تستطيع تجاوزها إلا بالصدقات وتفريج الكُرُبات.

الإعراب :

  • ﴿ أَوْ إِطْعامٌ:
  • معطوفة بأو على «فك» وتعرب اعرابها والكلمتان مصدرا فك واطعم.
  • ﴿ فِي يَوْمٍ ذِي:
  • جار ومجرور متعلق باطعام. ذي: صفة- نعت- ليوم مجرورة بالياء لانها من الاسماء الخمسة.
  • ﴿ مَسْغَبَةٍ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة اي ذي مجاعة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     ٢- إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة، قال تعالى:
﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [15] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ

التفسير :

[15] يتيماً -مات أبوه وهو صغير- من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم

{ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ} أي:جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.

وقوله- سبحانه-: يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ بيان لفضيلة ثالثة من الفضائل التي تؤدى إلى رضا الله- تعالى-.

وقوله: يَتِيماً منصوب على أنه مفعول به لقوله «إطعام» أو أطعم على القراءة الثانية. واليتيم: هو الشخص الذي مات أبوه وهو صغير..

والمقربة: بمعنى القرابة، مصدر ميمى، من قرب فلان من فلان، إذا كان بينهما نسب قريب..

والمتربة: الحاجة والافتقار الشديد، مصدر ميمى من ترب الرجل- كطرب- إذا افتقر، حتى لكأنه قد لصق بالتراب من شدة الفقر، وأنه ليس له مأوى سوى التراب.

وأما قولهم: أترب فلان، فمعناه استغنى، حتى لكأن ماله قد صار كالتراب من كثرته.

أى: اقتحام العقبة من أكبر مظاهره: فك الرقاب، وإطعام الطعام لليتامى الأقارب، وللمساكين المحتاجين إلى العون والمساعدة.

وخص- سبحانه- الإطعام بكونه في يوم ذي مجاعة، لأن إخراج المال في وقت القحط، أثقل على النفس، وأوجب لجزيل الأجر، كما قال- تعالى-: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ.

وقيد- سبحانه- اليتيم بكونه ذا مقربة، لأنه في هذه الحالة يكون له حقان: حق القرابة، وحق اليتم، ومن كان كذلك فهو أولى بالمساعدة من غيره.

وقوله : ( يتيما ) أي : أطعم في مثل هذا اليوم يتيما ، ( ذا مقربة ) أي : ذا قرابة منه . قاله ابن عباس ، وعكرمة ، والحسن ، والضحاك ، والسدي . كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد :

حدثنا يزيد ، أخبرنا هشام ، عن حفصة بنت سيرين ، عن سليمان بن عامر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الصدقة على المسكين صدقة ، وعلى ذي الرحم اثنتان ، صدقة وصلة " .

وقد رواه الترمذي والنسائي وهذا إسناد صحيح .

وقوله: ( يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ) يقول: أو أطعم في يوم مجاعة صغيرًا لا أب له من قرابته، وهو اليتيم ذو المقرَبة؛ وعُنِي بذي المقربة: ذا القرابة.

كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ) قال: ذَا قرابة.

التدبر :

وقفة
[15] ﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ قد جمع مع يتمه القرابة؛ إلا أن بعض الظالمين لا يرعون يتمًا ولا مقربة.
وقفة
[15] ﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ, وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ» [الترمذي 658، وصححه الألباني].
وقفة
[15] ﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ لو أن كل مقتدر تكفل بأهل قرابته من المحتاجين؛ لما اضطر يتيم، ولا فقير أن يريق ماء وجهه في تكفف الأبعدين.
وقفة
[15] ﴿ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ أي: قرابة، وخُصَّ به لأن الإطعام في حقه أفضل وأولى من غيره، وفيه الحديث: إن الصدقة على القريب صدقة وصلة، وعلى البعيد صدقة فقط.

الإعراب :

  • ﴿ يَتِيماً:
  • مفعول به للمصدر «اطعام» منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأن المصدر يعمل عمل فعله عند البصريين وعند الكوفيين منصوب بأن يطعم يتيما اي بمشتق من المصدر.
  • ﴿ ذا مَقْرَبَةٍ:
  • صفة- نعت- ليتيما منصوبة بالالف لانها من الاسماء الخمسة وهي مضافة. مقربة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة اي ذا قرابة او نسب.

المتشابهات :

الواقعة: 75﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ
الحاقة: 38﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ
المعارج: 40﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ
التكوير: 15﴿ فَلَا أُقْسِمُ ِالْخُنَّسِ
الإنشقاق: 16﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
القيامة: 1﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ *
القيامة: 2﴿وَ لَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
البلد: 1﴿ لَا أُقْسِمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ الإطعام؛ خصَّص أصنافًا معينة للإطعام، فذكرَ اليتيم، قال تعالى:
﴿ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [16] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ

التفسير :

[16] أو فقيراً معدماً لا شيء عنده.

{ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} أي:قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.

وقوله- سبحانه-: يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ بيان لفضيلة ثالثة من الفضائل التي تؤدى إلى رضا الله- تعالى-.

وقوله: يَتِيماً منصوب على أنه مفعول به لقوله «إطعام» أو أطعم على القراءة الثانية. واليتيم: هو الشخص الذي مات أبوه وهو صغير..

والمقربة: بمعنى القرابة، مصدر ميمى، من قرب فلان من فلان، إذا كان بينهما نسب قريب..

والمتربة: الحاجة والافتقار الشديد، مصدر ميمى من ترب الرجل- كطرب- إذا افتقر، حتى لكأنه قد لصق بالتراب من شدة الفقر، وأنه ليس له مأوى سوى التراب.

وأما قولهم: أترب فلان، فمعناه استغنى، حتى لكأن ماله قد صار كالتراب من كثرته.

أى: اقتحام العقبة من أكبر مظاهره: فك الرقاب، وإطعام الطعام لليتامى الأقارب، وللمساكين المحتاجين إلى العون والمساعدة.

وخص- سبحانه- الإطعام بكونه في يوم ذي مجاعة، لأن إخراج المال في وقت القحط، أثقل على النفس، وأوجب لجزيل الأجر، كما قال- تعالى-: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ.

وقيد- سبحانه- اليتيم بكونه ذا مقربة، لأنه في هذه الحالة يكون له حقان: حق القرابة، وحق اليتم، ومن كان كذلك فهو أولى بالمساعدة من غيره.

وقوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) أي : فقيرا مدقعا لاصقا بالتراب ، وهو الدقعاء أيضا .

قال ابن عباس : ( ذا متربة ) هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له ، ولا شيء يقيه من التراب - وفي رواية : هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة ، ليس له شيء - وفي رواية عنه : هو البعيد التربة .

قال ابن أبي حاتم : يعني الغريب عن وطنه .

وقال عكرمة : هو الفقير المديون المحتاج .

وقال سعيد بن جبير : هو الذي لا أحد له .

وقال ابن عباس ، وسعيد ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان : هو ذو العيال .

وكل هذه قريبة المعنى .

وقوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( ذَا مَتْرَبَةٍ ) فقال بعضهم: عُنِيَ بذلك: ذو اللصوق بالتراب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، قال: أخبرني المُغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي ليس له مأوى إلا التراب.

حدثنا مطرِّف بن محمد الضبيّ، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا شعبة، عن المُغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن حُصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قول الله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي لا يُواريه إلا التراب.

حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا أبو عاصم، عن شعبة، عن المُغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس ( ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي ليس له مَأوًى إلا التراب.

حدثنا ابن حميد، قال: ثني جرير، عن مغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس ( مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي ليس له مَأوًى إلا التراب.

قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: المسكين؛ المطروح في التراب.

حدثني أبو حصين قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن يونس، قال: ثنا عَبْثَرٌ، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي لا يقيه من التراب شيء.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: ثنا حصين والمغيرة كلاهما، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو اللازق بالتراب من شدّة الفقر.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: التراب الملقى على الطريق على الكُناسة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا طَلق بن غنام، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو المسكين الملقى بالطريق بالتراب.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الحصين، عن مجاهد ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: المطروح في الأرض، الذي لا يقيه شيء دون التراب.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو المُلزق بالأرض، لا يقيه شيء من التراب.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن حصين وعثمان بن المُغيرة، عن مجاهد عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال الذي ليس له شيء يقيه من التراب.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: ساقط في التراب.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن جعفر بن برقان، قال: سمع عكرِمة ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الملتزق بالأرض من الحاجة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن عكرِمة، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: التراب اللاصق بالأرض.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن المُغيرة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: المُلقى في الطريق الذي ليس له بيت إلا التراب.

وقال آخرون: بل هو المحتاج، كان لاصقا بالتراب، أو غير لاصق؛ وقالوا: إنما هو من قولهم: تَرِب الرجل: إذا افتقر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) يقول: شديد الحاجة.

حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا أبو الأحوص، عن حصين، عن عكرِمة، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو المحارَف الذي لا مال له.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: ذا حاجة، الترب: المحتاج.

وقال آخرون: بل هو ذو العيال الكثير الذين قد لصقوا بالتراب من الضرّ وشدّة الحاجة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) يقول: مسكين ذو بنين وعيال، ليس بينك وبينه قرابة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر بن أبي المُغيرة، عن سعيد بن جُبير، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: ذا عِيال.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) كنا نحدّث أن الترب هو ذو العيال الذي لا شيء له.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) ذا عيال لاصقين بالأرض، من المسكنة والجهد.

وأولى الأقوال في ذلك بالصحة قول من قال: عُنِيَ به: أو مسكينا قد لصق بالتراب من الفقر والحاجة؛ لأن ذلك هو الظاهر من معانيه. وأن قوله: ( مَتْرَبَةٍ ) إنما هي" مَفْعَلةٍ " من ترب الرجل: إذا أصابه التراب.

التدبر :

وقفة
[16] ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ هو الفقير إذا اشتد فقره، كأنه لصق بالتراب من فقره وضره، فليس فوقه ما يستره، ولا تحته ما يفترشه، قال مجاهد: «هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره».
وقفة
[16] ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ قال ابن عباس: «ذا متربة هو المطروح في الطريق، الذي لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب».
وقفة
[16] كلما كانت حاجة الفقير أشد، فالصدقة عليه عند الله أعظم ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ
  • معطوفة بأو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. أي ذا فقر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [16] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ معدومَ الأب؛ ذكرَ بعده معدومَ المال، قال تعالى:
﴿ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [17] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ..

التفسير :

[17] ثم كان مع فِعْل ما ذُكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله، وأوصى بعضهم بعضاً بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه، وتواصوا بالرحمة بالخلق.

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}أي:آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قولوفعل واجب أو مستحب.{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.

{ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.

وقوله- تعالى-: ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ، وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ معطوف على قوله- تعالى- قبل ذلك فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ...

و «ثم» هنا للتراخي الرتبى، للدلالة على أن ما بعدها أصل لقبول ما قبلها.

والمعنى: هلا كان هذا الإنسان ممن فكوا الرقاب، وأطعموا الطعام لليتامى والمساكين.. ثم كان- فضلا عن كل ذلك- من الذين آمنوا بالله- تعالى- إيمانا حقا، وممن أوصى بعضهم بعضا بفضيلة الصبر، وفضيلة التراحم والتعاطف..

لقد كان من الواجب عليه.. لو كان عاقلا- أن يكون من المؤمنين الصادقين، ولكنه لتعاسته وشقائه وغروره لم يكن كذلك، لأنه لا هو اقتحم العقبة، ولا هو آمن..

وخص- سبحانه- من أوصاف المؤمنين تواصيهم بالصبر، وتواصيهم بالمرحمة، لأن هاتين الصفتين على رأس الصفات الفاضلة بعد الإيمان بالله- تعالى-:

وقوله : ( ثم كان من الذين آمنوا ) أي : ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه ، محتسب ثواب ذلك عند الله - عز وجل - . كما قال تعالى : ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ) [ الإسراء : 19 ] وقال ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ) الآية [ النحل : 97 ] .

وقوله : ( وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) أي : كان من المؤمنين العاملين صالحا ، المتواصين بالصبر على أذى الناس ، وعلى الرحمة بهم . كما جاء في الحديث : " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " وفي الحديث الآخر : " لا يرحم الله من لا يرحم الناس " .

وقال أبو داود : حدثنا [ أبو بكر ] بن أبي شيبة ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن ابن عامر عن عبد الله بن عمرو - يرويه - قال : " من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ، فليس منا " .

القول في تأويل قوله تعالى : ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)

يقول تعالى ذكره: ثم كان هذا الذي قال: أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا من الذين آمنوا بالله ورسوله، فيؤمن معهم كما آمنوا( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) يقول: وممن أوصى بعضهم بعضا بالصبر على ما نابهم في ذات الله ( وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ) يقول: وأوصى بعضهم بعضًا بالمرحمة.

كما حدثنا محمد بن سنان والقزّاز، قال: ثنا أبو عاصم عن شبيب، عن عكرِمة، عن ابن عباس ( وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ) قال: مَرْحَمة الناس.

التدبر :

عمل
[17] أوص بعض من تعرف بالصبر على طاعة الله، أو الصبر عن معصية الله، أو الصبر على أقدار الله، وأوصهم برحمة الخلق ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾.
وقفة
[17] ليست النصيحة تصيُّد أخطاءٍ، وهتك مستورٍ، ونشر معايب، وتعمُّد إحراج وإهانة، وإنما النصيحة، هدية محبة، ورسالة رحمة، وحقٌّ مبذول لكل مسلم سرًّا، وأفضل النصيحة ما كان تلميحًا ما دام المقام لا يحتاج للتصريح. قال الله تعالى: ﴿ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة﴾.
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ التخلق بالصبر ملاك فضال الأخلاق كلها، فإن الارتياض بالأخلاق الحميدة لا يخلو من حمل المرء نفسه على مخالفة شهوات كثيرة، ففي مخالفتها تعب يقتضي الصبر عليها؛ حتى تصير مكارم الأخلاق ملكة لمن راض نفسه عليها.
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ البعض يرحم ويعطف, والآية تدل على أعلى من ذلك، وهي الانتقال من الرحمة الذاتية بالخلق إلي التواصي بذلك.
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ العلامة الفارقة لأهل الإيمان، واسألوا سورة البلد.
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ ما أحسنهم التقوا بجراحاتهم وآلامهم فأوصى بعضهم بعضًا بالصبر ورحمة من آذاهم، لله درهم!
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ عقب بالرحمة بعد الصبر ليبين: أن الصبر يصنع الرحمة، الصابرون ليسوا قساة.
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ من العقبات: عقبة الدعوة. قال الرازي: «وهذا يدلُّ على أنه يجب على المرء أن يدُلُّ غيره على طريق الحق، ويمنعه من سلوك طريق الشر والباطل ما أمكنه».
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ الصبر والرحمة صنوان لا يفترقان، فإن الذي يصبر سيرحم، وأن من لا يرحم ستجد أنه لا صبر له.
وقفة
[17] ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ مدار أمر الطاعات علي أصلين جليلين: تعظيم أمر الله تعالي والتواصي بالصبر عليه, والشفقة علي الضعفاء والتواصي برحمتهم.
وقفة
[17] يأمرنا الله كثيرًا أن نستعين بالصبر، لكن ما الذي يعيننا عليه؟ والجواب: التواصي: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾، والدعاء: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾ [البقرة: 250]، واليقين: ﴿لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]، والاستعانة: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا﴾ [الأعراف: 128].
وقفة
[13-17] ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ عتق الرقاب، وإطعام المحتاجين في وقت الشدة، والإيمان بالله، والتواصي بالصبر والرحمة: من أسباب دخول الجنّة.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ كانَ:
  • حرف عطف بمعنى «الواو» هنا. اي وكان. وكان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ مِنَ الَّذِينَ:
  • حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخبر «كان».
  • ﴿ آمَنُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة والجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ:
  • معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب اعرابها. واصله:تواصيوا حذفت الياء لسكونها وسكون الواو. بالصبر: جار ومجرور متعلق بتواصوا اي اوصى بعضهم بعضا بالصبر.
  • ﴿ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ:
  • معطوفة بالواو على «تَواصَوْا بِالصَّبْرِ» وتعرب اعرابها اي بالرحمة ولم يقل بالرحمة مجاراة لرؤوس الآيات.

المتشابهات :

البلد: 17﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
العصر: 3﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     3- إيمان بالله ورسوله. 4- تواصي بالصبر وتواصي بالمرحمة، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :البلد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

التفسير :

[18] الذين فعلوا هذه الأفعال، هم أصحاب اليمين، الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.

أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة{ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها.

واسم الإشارة في قوله: أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ يعود على الذين آمنوا وتواصوا بالصبر، وتواصوا بالمرحمة. أى: أولئك الموصوفون بتلك الصفات الكريمة، هم أصحاب الجهة اليمنى التي فيها السعداء الذين يؤتون كتابهم بأيمانهم، فالمراد بالميمنة: جهة اليمين..

قوله تعالى "أولئك أصحاب الميمنة" أى المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين.

وقوله: ( أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) يقول: الذين فعلوا هذه الأفعال التي ذكرتها، من فكّ الرقاب، وإطعام اليتيم، وغير ذلك، أصحاب اليمين، الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.

التدبر :

وقفة
[18] ﴿أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ لن تكون من أصحاب الميمنة أو أصحاب اليمين كما جاء في آيات أخرى حتى تتجاوز العقبات التي عرضتها هذه الآيات.
وقفة
[18] ﴿أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ الإحسان إلي خلق الله باب عظيم من أبواب الفلاح في الدنيا والآخرة, وبمقدار إحسانك يكون قربك من السعداء أهل اليمين.
تفاعل
[18] ﴿أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
عمل
[18] ﴿أُولئِكَ أَصحابُ المَيمَنَةِ﴾ أعد قراءة الآية الكريمة، ثم ابحث فيما سبقها، كيف صاروا من أصحاب الميمنة، واقتدِ بهم.

الإعراب :

  • ﴿ أُولئِكَ:
  • اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب.
  • ﴿ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ:
  • خبر «اولئك» مرفوع بالضمة ويصح ان يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره هم. وجملة «هم اصحاب» في محل رفع خبر «اولئك».الميمنة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة اي اصحاب اليمين وهم اصحاب الجنة. والوجه الثاني أفصح بدليل ورودها في الآية التالية.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     ولَمَّا نَوَّهَ بالَّذين آمَنوا؛ أعقَبَ التَّنويهَ بالثَّناءِ عليهم وبِشارتِهم، قال تعالى:
﴿ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف