569111213141516171819202122232425262728293031323334353637383940

الإحصائيات

سورة المعارج
ترتيب المصحف70ترتيب النزول79
التصنيفمكيّةعدد الصفحات1.70
عدد الآيات44عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.65
ترتيب الطول70تبدأ في الجزء29
تنتهي في الجزء29عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 14/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (11) الى الآية رقم (18) عدد الآيات (8)

= وتَمنِّى الكافرِ لو يفدي نفسَه من عذابِ يومِ القيامةِ بأبنائِه وزوجِه وأخيِه وعشيرتِه ومَنْ في الأرضِ جميعًا لينجوَ من عذابِ اللهِ، فلا يُقْبَلُ منه فداءٌ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (19) الى الآية رقم (39) عدد الآيات (21)

ثُمَّ بَيَّنَ اللهُ هنا طبيعةَ الإنسانِ: الجزعُ عندَ الشدَّةِ، والمنعُ عندَ النِّعمةِ، ثُمَّ استثنَى اللهُ المؤمنينَ وذكرَ صفاتِهم، ثُمَّ بَيَّنَ طمعَ الكافرينَ في دخولِ الجَنَّةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة المعارج

أهمية حسن عبادة الله إلى جانب الأخلاق/ بيان طول يوم القيامة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سورة المعارج تعرض لبعض أهوال القيامة، فأين المتدبرون؟:   سورة المعارج تتحدث عن طبيعة الإنسان: الجزع عند الشدة، والمنع عند النعمة، ثم تستثنى السورة من ذلك المؤمنين، وتصفهم بتسع صفات، وهي: 1- المداومة على الصلاة. 2- إخراج الزكاة. 3- الإيمان بيوم القيامة. 4- الخوف من الله. 5- حفظ الفرج. 6- أداء الأمانة. 7- الوفاء بالعهد. 8- عدم كتمان الشهادة. 9- المحافظة على الصلاة. ونلاحظ فيما سبق: 1- جمعت صفات المؤمنين السابقة بين: العبادات وأعمال القلوب والأخلاق، للدلالة على تكامل شخصية المؤمن. 2- أول صفة ذَكَرَتها: الصلاة، وآخر صفة كذلك، للدلالة على أن من حافظ على صلاته سهل الله له باقي هذه العبادات والأخلاق.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «المعَارج».
  • • معنى الاسم ::   عرج: ارتقى وارتفع وعلا، والمعَارِجُ جمع مِعراج، والمِعْرَاجُ: المِصْعَدُ والسُّلَّمُ، والمعارج: المصاعد والدرجات، ومنه ليلة الإسراء والمعراج، وذو المعارج اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُعْرج إليه بالأرواح والأعمال.
  • • سبب التسمية ::   لذكر هذا اللفظ في الآية (3).
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سُورَةُ سَأَلَ سَائِلٌ»، و«سُورَةُ سَأَلَ»؛ لافتتاحها بهذا اللفظ، و«سورة الواقع».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أهمية حسن عبادة الله إلى جانب الأخلاق.
  • • علمتني السورة ::   طول يوم القيامة، وغفلة الكافرين عنه، واستعداد المؤمنين له.
  • • علمتني السورة ::   أن دعوات الأنبياء قائمة على الصبر والعفو والحب والإحسان، أما التربية التي تقتات على الحقد فلا تمت لدعوتهم بصلة: ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾
  • • علمتني السورة ::   أن اليقين باليومِ الآخرِ وشدَّةِ قربِه يدعو أهلَ الإيمانِ للعملِ: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ۞ وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة المعَارج من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة المعَارج من المفصل.
    • سورة المعَارج من سور القرائن أو النظائر، وهي 20 سورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها، كل سورتين في ركعة، والنظائر: السور المتشابهات والمتماثلات في الطول.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن سورة المعَارج مع سورة النازعات، ويقرأهما في ركعة واحدة.
    عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالَا: «أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّى أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِى رَكْعَةٍ، فَقَالَ: أَهَذًّاكَهَذِّ الشِّعْرِ، وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ؟! لَكِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: السُّورَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، الرَّحْمَنَ وَالنَّجْمَ فِى رَكْعَةٍ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِى رَكْعَةٍ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِى رَكْعَةٍ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِى رَكْعَةٍ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِى رَكْعَةٍ، وَهَلْ أَتَى وَلاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِى رَكْعَةٍ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلاَتِ فِى رَكْعَةٍ، وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِى رَكْعَةٍ».
    وأصل الحديث في الصحيحين -ولكن دون سرد السور- وهو: عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «إِنِّى لأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، عِشْرِينَ سُورَةً فِى عَشْرِ رَكَعَاتٍ».
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة المعارج احتوت على 17 آية تعتبر من الآيات الجوامع؛ حيث جمعت أوصاف المؤمنين وبينت جزاءهم، وقارنت بين حال الإنسان العادي والإنسان المؤمن عند وقوع المصائب وحصول النعم، وهي الآيات: (19-35).
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نتيقن من وقوع العذاب على الكافرين، وحصول النعيم للمصدقين بيوم الدين.
    • أن نحرص على الترقي في درجات الإيمان.
    • أن نحذر من الانسياق خلف خطرات النفس؛ إذ يغلب عليها الانفعال والهلع والشح والبخل والاضطراب.
    • أن نحذر أن نكون ممن تطلبهم النار يوم القيامة، وهم: من أعرض عن دين الله تعالى، ومن جمع المال ولم ينفق في سبيل الله: ﴿نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ * وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ﴾ (16-18).
    • أن نحافظ على الصَّلاةِ؛ فإنها من أعظم أسبابِ الاستقرارِ النَّفسي: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ...إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ (19-22).
    • أن نتصدق من أموالنا على الفقراء والمحتاجين: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ۞ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (24، 25).
    • أن نتحلى بصفة الوفاء بالعهد وعدم خيانة الأمانة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ (32).
    • أن نحذر أن تغرنا الحياة الدنيا: ﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ (42).

تمرين حفظ الصفحة : 569

569

مدارسة الآية : [11] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي ..

التفسير :

[11] يرونهم ويعرفونهم، ولا يستطيع أحد أن ينفع أحداً. يتمنى الكافر لو يفدي نفسه من عذاب يوم القيامة بأبنائه

[ يُبَصَّرُونَهُمْ} أي:يشاهد الحميم، وهو القريب حميمه، فلا يبقى في قلبه متسع لسؤال حميمه عن حاله، ولا فيما يتعلق بعشرتهم ومودتهم، ولا يهمه إلا نفسه،{ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ} الذي حق عليه العذاب{ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ}

وضمير الجمع في قوله- سبحانه- يُبَصَّرُونَهُمْ يعود إلى الحميمين، نظرا لعمومهما، لأنه ليس المقصود صديقين مخصوصين، وإنما المقصود كل صديق مع صديقه.

والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا، إجابة عن سؤال تقديره: ولماذا لا يسأل الصديق صديقه في هذا اليوم؟ ألأنه لا يراه؟ فكان الجواب: لا، إنه يراه ويشاهده، ويعرف كل قريب قريبه، وكل صديق صديقه في هذا اليوم.. ولكن كل واحد منهم مشغول بهمومه.

قال صاحب الكشاف: يُبَصَّرُونَهُمْ أى: يبصر الأحماء الأحماء، فلا يخفون عليهم، فلا يمنعهم من المساءلة أن بعضهم لا يبصر بعضا، وإنما يمنعهم التشاغل.

فإن قلت: ما موقع يبصرونهم؟ قلت: هو كلام مستأنف، كأنه لمّا قال: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً قيل: لعله لا يبصره، فقيل في الجواب: يبصرونهم، ولكنهم لتشاغلهم لم يتمكنوا من تساؤلهم.

فإن قلت: لم جمع الضميرين في يُبَصَّرُونَهُمْ وهي للحميمين؟ قلت: المعنى على العموم لكل حميمين، لا لحميمين اثنين .

ثم بين- سبحانه- حالة المجرمين في هذا اليوم فقال: يوم المجرم أى: يحب المجرم في هذا اليوم ويتمنى.

لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ أى: يتمنى ويحب لو يفتدى نفسه من عذاب هذا اليوم بأقرب الناس إليه، وألصقهم بنفسه.. وهم بنوه وأولاده.

وقوله : ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا ) أي : لا يقبل منه فداء ولو جاء بأهل الأرض ، وبأعز ما يجده من المال ، ولو بملء الأرض ذهبا ، أو من ولده الذي كان في الدنيا حشاشة كبده ، يود يوم القيامة إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب الله به ، ولا يقبل منه .

وقوله: (وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُمْ ) يقول تعالى ذكره: ولا يسأل قريب قريبه عن شأنه لشغله بشأن نفسه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال؛ ثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ) يشغل كلّ إنسان بنفسه عن الناس.

التدبر :

وقفة
[11] ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾ قال صاحب الكشاف: «أي يبصر الأحماء الأحماء، فلا يخفون عليهم، فلا يمنعهم من المساءلة أن بعضهم لا يبصر بعضًا، وإنما يمنعهم التشاغل، فإن قلتَ: ما موقع يبصرونهم؟ قلت: هو كلام مستأنف، كأنه لما قال: ﴿وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا﴾ [10]، قيل: لعله لا يبصره، فقيل في الجواب: يبصرونهم، ولكنهم لتشاغلهم لم يتمكنوا من تساؤلهم».
لمسة
[11] ﴿يُبَصَّرونَهُم﴾ يشاهد كل إنسان قريبه لا يخفى عليه، ومع ذلك لا يسأل أحد أحدًا، تأمل الشدة على حرف الصاد، أى سيراهم جبرًا، ويرونه جبرًا ولا حيلة لهم، والفعل مبنى للمجهول لزيادة الرهبة والخوف.
وقفة
[11] ﴿يُبَصَّرونَهُم يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدي مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنيهِ﴾ اكتشف المجرم وقتها فداحة وعِظم جرمه، حتى أنه يتمنى لو افتدى نفسه بأولاده فلذات أكباده.
وقفة
[12] وصف الله ﷻ الزوجة: ﴿وَصَاحِبَتِهِ﴾؛ فمن أفضل الطرق لنجاح العلاقة الزوجية أن تكون صحبة وصداقة، لا سلطة وبجاحة، ولنا في تعامل النبي ﷺ أسوة.
وقفة
[11-13] ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ﴾ بدأ جل ثناؤه بذكر البنين، ثم الصاحبة، ثم الأخ، إعلامًا منه عباده أن الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلًا بأحب الناس إليه كان في الدنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
وقفة
[11-13] ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ﴾ شدة عذاب النار حيث يود أهل النار أن ينجوا منها بكل وسيلة مما كانوا يعرفونه من وسائل الدنيا.
وقفة
[14] عندما تصل الفدية والرغبة في النجاة إلى درجة التضحية بالابناء والزوجة بل ﴿ومن في الأرض جميعا﴾ فهي علامة رهيبة لشدة الهول.
وقفة
[11-14] ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ﴾ يود أن يفتدي نفسَه مِن العذابِ بزوجتِه وأخيه وعشيرتِه ولم يذكر الأم والأب، لأنَّه يعلمُ أنَّ ذلك يُغضِبُ ربَّه إذ أمَرَه بالإحسانِ إليهما؛ فكيف يفتدِي بِهِما.
وقفة
[11-14] لم يذكر أنه يفتدي بأبويه لعظم منزلتهما، مع أنه يفر منهما لهول الأمر، وخوفًا من مطالبته بحقهما.
عمل
[11-14] أهوال يوم القيامة تذيب أواصر الحب والمودة بكل أشكالها؛ فاحرص في دينك على ما ينفعك.
وقفة
[11-14] أرأيت إلى أحب الخلق إليك، من كنت تضعهم بين أهداب عينيك، إنهم أولُ من لو أُتيح لك أن تفتدي بهم من العذاب لفعلت.
وقفة
[11-14] العلاقات والقرابات التي جرت العادة في الدنيا أن يتناصر أصحابها، ويعين بعضهم بعضًا، تتلاشى يوم القيامة، فلا ينفع أحد أحدًا، بل لو افتدى المجرم بجميع من في الأرض لم ينفعه ذلك.
وقفة
[11-14] يا له من مشهدٍ مَهول! حين تبصر بعينيك فلذات أكبادك يهيمون في فزع الحشر على وجوههم، فتُشيح عنهم مشغولًا بهمِّك، وهواجس نفسِك.

الإعراب :

  • ﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ:
  • فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. أي يبصر الأحماء الأحماء «الاصدقاء الأصدقاء» فلا يخفون عليهم أي فيعرفونهم. والجملة الفعلية استئنافية لا محل لها من الإعراب. ويجوز أن تكون في محل نصب صفة أي حميما مبصرين معرفين اياهم. وجمع الضميران في «يبصرونهم» وهما للحميمين لأن المعنى على العموم لكل حميمين لا لحميمين آثنين.
  • ﴿ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة. المجرم: فاعل مرفوع بالضمة. لو: حرف مصدرية لا عمل له.
  • ﴿ يَفْتَدِي:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يفتدي» صلة «لو» لا محل لها من الإعراب. و «لو» وما بعدها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «يود» التقدير: يود المجرم افتداء نفسه. وحذف مفعوله اختصارا لأنه معلوم.
  • ﴿ مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ:
  • جار ومجرور متعلق بيفتدي. يوم: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. و «اذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين «سكونه وسكون التنوين» وهو في محل جر بالاضافة
  • ﴿ بِبَنِيهِ:
  • جار ومجرور متعلق بيفتدي. وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للاضافة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ عَدَمُ السُّؤالِ قَدْ يَكُونُ لِعَدَمِ رُؤْيَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا لِكَثْرَةِ الجَمْعِ وشِدَّةِ الزِّحامِ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنه يشاهد كل إنسان قريبه، لا يخفى عليه، ومع ذلك لا يسأل أحد أحدًا؛ لهول الموقف، فيتمنى من استحق النَّار أن يقدم أولاده للعذاب بدلًا منه، قال تعالى:
﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يبصرونهم:
وقرئ:
مخففا مع كسر الصاد، أي: يبصر المؤمن الكافر فى النار، وهى قراءة قتادة.
عذاب يومئذ:
1- بالإضافة وكسر الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح الميم، وهى قراءة أبى حيوة.

مدارسة الآية : [12] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ

التفسير :

[12] وزوجه وأخيه

[ وَصَاحِبَتِهِ} أي:زوجته{ وَأَخِيهِ}

ويود- أيضا- لو يفتدى نفسه ب صاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ أى: بزوجته التي هي أحب الناس إليه، وبأخيه الذي يستعين به في النوائب.

وقوله : ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا ) أي : لا يقبل منه فداء ولو جاء بأهل الأرض ، وبأعز ما يجده من المال ، ولو بملء الأرض ذهبا ، أو من ولده الذي كان في الدنيا حشاشة كبده ، يود يوم القيامة إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب الله به ، ولا يقبل منه .

وقوله: (يُبَصَّرُونَهُمْ ) اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بالهاء والميم في قوله: (يُبَصَّرُونَهُمْ ) فقال بعضهم: عني بذلك الأقرباء انهم يعرّفون أقرباءهم، ويعرّف كلّ إنسان قريبه، فذلك تبصير الله إياهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (يُبَصَّرُونَهُمْ ) قال: يَعرف بعضهم بعضا، ويتعارفون بينهم، ثم يفرّ بعضهم من بعض، يقول: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ).

حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (يُبَصَّرُونَهُمْ ) يعرفونهم يعلمون، والله ليعرِّفَنَّ قوم قوما، وأناس أناسا.

وقال آخرون: بل عني بذلك المؤمنون أنهم يبصرون الكفار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (يُبَصَّرُونَهُمْ ) المؤمنون يبصرون الكافرين.

وقال آخرون: بل عني بذلك الكفار، الذين كانوا أتباعا لآخرين في الدنيا على الكفر، أنهم يعرفون المتبوعين في النار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (يُبَصَّرُونَهُمْ ) قال: يبصرون الذين أضلوهم في الدنيا في النار.

وأولى الأقوال في ذلك بالصحة، قول من قال: معنى ذلك: ولا يسأل حميم حميما عن شأنه، ولكنهم يبصرونهم فيعرفونهم، ثم يفرّ بعضهم من بعض، كما قال جلّ ثناؤه: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .

وإنما قلنا ذلك أولى التأويلات بالصواب، لأن ذلك أشبهها بما دل عليه ظاهر التنـزيل، وذلك أن قوله: (يُبَصَّرُونَهُمْ ) تلا قوله: (وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا )، فلأن تكون الهاء والميم من ذكرهم أشبه منها بأن تكون من ذكر غيرهم.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (وَلا يُسْأَلُ ) فقرأ ذلك عامة قرّاة الأمصار سوى أبي جعفر القارئ وشَيبة بفتح الياء؛ وقرأه أبو جعفر وشيبة ( وَلا يُسْئَلُ ) بضم الياء، يعني: لا يقال لحميم أين حميمك ؟ ولا يطلب بعضهم من بعض.

والصواب من القراءة عندنا فتح الياء، بمعنى: لا يسأل الناس بعضهم بعضا عن شأنه، لصحة معنى ذلك، ولإجماع الحجة من القرّاء عليه.

القول في تأويل قوله تعالى : يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)

يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذ ويتمنى أنه يفتدي من عذاب الله إياه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه وفصيلته، وهم عشيرته التي تؤويه، يعني التي تضمه إلى رحله، وتنـزل فيه امرأته، لقربة ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعا من الخلق، ثم ينجيه ذلك من عذاب الله إياه ذلك اليوم، وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثم الصاحبة، ثم الأخ، إعلاما منه عباده أن الكافر من عظيم ما ينـزل به يومئذ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيل بأحب الناس إليه، كان في الدنيا، وأقربهم إليه نسبا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ:
  • معطوفتان بواوي العطف على «بنيه» وتعربان إعرابها وعلامة جر الأولى الكسرة أي وامرأته. وعلامة جر الثانية الياء لأنها من الأسماء الخمسة.'

المتشابهات :

المعارج: 12﴿ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ
عبس: 36﴿ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ ألْصَقَ النَّاسِ بِالفُؤادِ، وأعَزَّ مَن يَلْزَمُهُ لِنَصْرِهِ والذَّبِّ عَنْهُ؛ أتْبَعُهُ ما يَلِيهِ في الرُّتْبَةِ والمَوَدَّةِ، وما الِافْتِداءُ بِهِ لا سِيَّما عِنْدَ العَرَبِ مِن أقْبَحِ العارِ، فقال تعالى:وَصَاحِبَتِهِ ولَمَّا ذكرَ الصاحبةَ لما لها من تمام الوصلة؛ أتبعها الشقيق الذي لا يلزمُ من الذَّبِّ عنه ما يلزمُ من الذَّبِّ عن الحريمِ، وربما كان مُبايِنًا، فقال:
﴿ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [13] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ

التفسير :

[13]وعشيرته التي تضمه وينتمي إليها في القرابة

[وَفَصِيلَتِهِ} أي:قرابته{ الَّتِي تُؤْوِيهِ} أي:التي جرت عادتها في الدنيا أن تتناصر ويعين بعضها بعضا، ففي يوم القيامة، لا ينفع أحد أحدا، ولا يشفع أحد إلا بإذن الله.

وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ أى: ويود كذلك أن ينقذ نفسه، من العذاب بأقرب الأقرباء إليه. وهم أهله وعشيرته التي ينتسب إليها، إذا الفصيلة هم الأقرباء الأدنون من القبيلة، والذين هو واحد منهم.

ومعنى تُؤْوِيهِ تضمه إليها، وتعتبره فردا منها، وتدافع عنه بكل وسيلة.

قال مجاهد والسدي : ( فصيلته ) قبيلته وعشيرته . وقال عكرمة : فخذه الذي هو منهم . وقال أشهب ، عن مالك : ( فصيلته ) أمه .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ) الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ) قال: قبيلته.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَصَاحِبَتِهِ ) قال: الصاحبة الزوجة، (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ) قال: فصيلته: عشيرته.

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي:
  • تعرب إعراب «وَصاحِبَتِهِ» التي: اسم مبني على السكون في محل جر صفة لفصيلة.
  • ﴿ تُؤْوِيهِ:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي وعشيرته الأدنين الذين فصل عنهم التي تضمه اننتماء اليها أو لياذا بها للنوائب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ولَمَّا كان مَن بَقِيَ مِن الأقاربِ بعد ذلك مُتقارِبينَ في الرُّتبةِ؛ ذَكَرَ هنا أقرَبَهم، فقال تعالى:
﴿ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تؤويه:
وقرئ:
بضم الهاء، وهى قراءة الزهري.

مدارسة الآية : [14] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ ..

التفسير :

[14]وبجميع مَن في الأرض مِنَ البشر وغيرهم، ثم ينجو من عذاب الله.

بل لو يفتدي [المجرم المستحق للعذاب] بجميع ما في الأرضِ ثم ينجيه لم ينفعه ذلك.

وقوله: وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ داخل في إطار ما يتمناه ويوده.

أى: يود هذا المجرم أن يفتدى نفسه من عذاب هذا اليوم، بأولاده، ويصاحبته، وبأخيه، وبعشيرته التي هو فرد منها، وبأهل الأرض جميعا من الجن والإنس.

ثم يتمنى- أيضا- أن يقبل منه هذا الافتداء، لكي ينجو بنفسه من هذا العذاب.

فقوله ثُمَّ يُنْجِيهِ معطوف على قوله يَفْتَدِي، أى: يود لو يفتدى ثم لو ينجيه الافتداء. وكان العطف بثم، للإشعار باستبعاد هذا الافتداء، وأنه عسير المنال.

وقوله: وَمَنْ فِي الْأَرْضِ معطوف على بِبَنِيهِ أى: ويفتدى نفسه بجميع أهل الأرض.

وهكذا نرى الآيات الكريمة تحكى لنا بهذا الأسلوب المؤثر، حالة المجرم في هذا اليوم، وأنه يتمنى أن يفتدى نفسه مما حل به من عذاب، بأقرب وأحب الناس إليه، بل بأهل الأرض جميعا.. ولكن هيهات أن يقبل منه شيء من ذلك.

وقوله : ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا ) أي : لا يقبل منه فداء ولو جاء بأهل الأرض ، وبأعز ما يجده من المال ، ولو بملء الأرض ذهبا ، أو من ولده الذي كان في الدنيا حشاشة كبده ، يود يوم القيامة إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب الله به ، ولا يقبل منه .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ:
  • الواو عاطفة. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور و «فِي الْأَرْضِ» جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة التي لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ جَمِيعاً:
  • توكيد لمن أو حال منصوبة بمعنى «مجتمعين».
  • ﴿ ثُمَّ يُنْجِيهِ:
  • حرف عطف. ينجيه: معطوفة على «يفتدي» وتعرب إعرابها وفاعل الفعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. أي الافتداء لأن ما قبله وهو «يفتدي» يدل عليه. أي ثم ينجيه الافتداء والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أو على تقديره لو ينجيه من في الأرض و «ثم» لاستبعاد الإنجاء يعني تمنى لو كان هؤلاء جميعا تحت يده وبذلهم في فداء نفسه ثم ينجيه ذلك وهيهات أن ينجيه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     ولَمَّا كانَتْ هَذِهِ الآيَةُ في الفِدْيَةِ؛ قَدَّمَ الأبْعَدَ عَنْ ذَلِكَ فالأبْعَدَ مِن جِهَةِ النَّفْعِ والمَعَرَّةِ، ولَمَّا كانَتْ آيَةُ عَبَسَ في الفِرارِ والنَّفْرَةِ؛ قَدَّمَ الألْصَقَ فالألْصَقَ، والأعْلَقَ في الأُنْسِ فالأعْلَقِ، ولَمَّا خَصَّ هنا عمَّ، قال تعالى:
﴿ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ينجيه:
بضم الهاء، وهى قراءة الزهري.

مدارسة الآية : [15] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى

التفسير :

[15] ليس الأمر كما تتمناه -أيها الكافر- من الافتداء، إنها جهنم تتلظى نارها وتلتهب

{ كلًّا} أي:لا حيلة ولا مناص لهم، قد حقت عليهم كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون، وذهب نفع الأقارب والأصدقاء{ إِنَّهَا لَظَى}.

ولذا جاء الرد الزاجر له عما تمناه في قوله- تعالى- كَلَّا إِنَّها لَظى وكلا حرف ردع وزجر، وإبطال لكلام سابق، وهو هنا ما كان يتمناه ويحبه.. من أن يفتدى نفسه ببنيه، وبصاحبته وأخيه.. إلخ.

و «لظى» علم لجهنم، أو لطبقة من طبقاتها. واللظى: اللهب الخالص، والضمير للنار المدلول عنها بذكر العذاب.

أى: كلا- أيها المجرم- ليس الأمر كما وددت وتمنيت.. وإنما الذي في انتظارك، هو النار التي هي أشد ما تكون اشتعالا.

وقوله : ( إنها لظى ) يصف النار وشدة حرها

القول في تأويل قوله تعالى : كَلا إِنَّهَا لَظَى (15)

يقول تعالى ذكره: كلا ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب الله شيء. ثم ابتدأ الخبر عما أعدّه له هنالك جلّ ثناؤه، فقال: (إِنَّهَا لَظَى ) ولظى: اسم من أسماء جهنم، ولذلك لم يجر.

واختلف أهل العربية في موضعها، فقال بعض نحويي البصرة: موضعها نصب على البدل من الهاء، وخبر إن: (نـزاعَةً ) ؛ قال: وان شئت جعلت لظَى رفعا على خبر إن، ورفعت (نـزاعَةً ) على الابتداء، وقال بعض من أنكر ذلك: لا ينبغي أن يتبع الظاهر المكنى إلا في الشذوذ؛ قال: والاختيار (إِنَّهَا لَظَى * نـزاعَةً لِلشَّوَى ) لظى الخبر، ونـزاعة حال، قال: ومن رفع استأنف، لأنه مدح أو ذمّ، قال: ولا تكون ابتداء إلا كذلك.

والصواب من القول في ذلك عندنا، أن (لَظَى ) الخبر، و (نـزاعَةً ) ابتداء، فذلك رفع، ولا يجوز النصب في القراءة لإجماع قرّاء الأمصار على رفعها، ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب؛ وإن كان للنصب في العربية وجه؛ وقد يجوز أن تكون الهاء من قوله: " إنها " عمادا، ولظى مرفوعة بنـزاعة، ونـزاعة بلظَى، كما يقال: إنها هند قائمة، وإنه هند قائمة، والهاء عماد في الوجهين.

التدبر :

وقفة
[15] ما هي معاني لفظة ﴿كلا﴾ الواردة في القرآن الكريم؟ الجواب: (كلا) وردت في 33 موضعًا في القرآن، وهي بمعنى الردع والزجر في معظم المواضع، وتأتي بمعنى التهديد والوعيد.
لمسة
[15] ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى﴾ (كلا) أداة زجر وتعنيف، أي لينزجر هذا الكافر، وليرتدع عن هذه الأماني، فليس ينجيه من عذاب الله فداء، بل أمامه جهنم تتلظى نيرانها وتلتهب.
تفاعل
[15] ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[15، 16] ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ﴾ أيها المتعلِّق بحبال الأوهام، هلاَّ صحوتَ من غفلتك! إن نار الجحيم تذهب أولَ ما تذهب بما تظنُّ نفسك تدفع به العذاب من أطرافك!

الإعراب :

  • ﴿ كَلَّا:
  • حرف جواب للردع والزجر وهنا هو ردع للمجرم عن الودادة وتنبيه على أنه لا ينفعه الافتداء ولا ينجيه من العذاب.
  • ﴿ إِنَّها لَظى:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» والضمير للنار ولم يجر لها ذكر لأن العذاب دل عليها. ويجوز أن يكون ضميرا مبهما دل عليه الخبر أو ضمير القصة. لظى: خبر «إن» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وهو علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللهب ويجوز أن يراد اللهب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     وبعد ما تمناه المجرم؛ يقال له: «ليس الأمرُ كما تتمنى، إن في انتظارك نار الآخرة تلتهب وتشتعل»، قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [16] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى

التفسير :

[16]تنزع بشدة حرها جلدة الرأس وسائر أطراف البدن

[ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} أي:للأعضاء الظاهرة والباطنة من شدة عذابها.

والتي من صفاتها كونها نَزَّاعَةً لِلشَّوى.. أى: قلاعة لجلدة الرأس وأطراف البدن، كاليد والرجل، ثم تعود هذه الجلدة والأطراف كما كانت.

فقوله: نَزَّاعَةً صيغة مبالغة من النزع بمعنى القلع والفصل. والشوى: جمع شواة- بفتح الشين-، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا، مثل اليد والرجل. والجمع باعتبار ما لكل أحد من جوارح وأطراف. يقال: فلان رمى فأشوى، إذا لم يصب مقتلا ممن رماه.

وقيل: الشواة: جلدة الرأس. والجمع باعتبار كثرة الناس.

نزاعة للشوى ) قال ابن عباس ومجاهد : جلدة الرأس . وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( نزاعة للشوى ) الجلود والهام . وقال مجاهد : ما دون العظم من اللحم . وقال سعيد بن جبير : العصب ، والعقب . وقال أبو صالح : ( نزاعة للشوى ) يعني : أطراف اليدين والرجلين . وقال أيضا : نزاعة لحم الساقين . وقال الحسن البصري وثابت البناني : ( نزاعة للشوى ) أي : مكارم وجهه . وقال الحسن أيضا : تحرق كل شيء فيه ، ويبقى فؤاده يصيح . وقال قتادة : ( نزاعة للشوى ) أي : نزاعة لهامته ومكارم وجهه وخلقه وأطرافه . وقال الضحاك : تبري اللحم والجلد عن العظم ، حتى لا تترك منه شيئا . وقال ابن زيد : الشوى : الآراب العظام ، فقوله : نزاعة ، قال : تقطع عظامهم ، ثم يجدد خلقهم وتبدل جلودهم .

وقوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن لظَى: إنها تنـزع جلدة الرأس وأطراف البدن، والشَّوَى: جمع شواة، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا يقال: رمى فأشوى إذا لم يصب مَقْتلا فربما وصف الواصف بذلك جلدة الرأس كما قال الأعشى:

قـــالَتْ قُتَيْلَـــةُ مـــا لَـــهُ

قَـــدْ جُـــلِّلَتْ شَــيْبا شَــوَاتُهُ (1)

وربما وصف بذلك الساق كقولهم في صفة الفرس:

عبْلُ الشَّوَى نَهْدُ الجُزَارَة (2)

يعني بذلك: قوائمه، وأصل ذلك كله ما وصفت.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني سليمان بن عبد الحبار، قال: ثنا محمد بن الصلت، قال: ثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، قال: سألت ابن عباس عن: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ): قال: تنـزع أمّ الرأس.

حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: ثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال: ثنا يحيى بن مهلب أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال: تنـزع الرأس.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) : يعني الجلود والهام.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال: لجلود الرأس.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) فلم يخبر، فسألت عنها مجاهدًا، فقلت: اللحم دون العظم ؟ فقال: نعم.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال: لحم الساق.

حدثني محمد بن عُمارة الأسديّ، قال: ثنا قبيصة بن عقبة السُّوائّي، قال: ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالح في قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال: نـزاعة للحم الساقين.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن خارجة، عن قرة بن خالد، عن الحسن (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال: للهام تحرق كلّ شيء منه، ويبقى فؤاده نضيجا.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا قرة، عن الحسن، في قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) ثم ذكر نحوه.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ): أي نـزاعة لهامته ومكارم خَلْقِهِ وأطرافه.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ): تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (نـزاعَةً لِلشَّوَى ) قال: الشوى: الآراب العظام، ذاك الشوى.

وقوله: (نـزاعَةً ) قال: تقطع عظامهم كما ترى، ثم يجدّد خلقهم، وتبدّل جلودهم.

التدبر :

وقفة
[16] ﴿نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ﴾ قال المفسرون: لظى تنزع فروة رأس الكافر من شدتها، اللهم لطفك ورحمتك.
وقفة
[16] ﴿نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ﴾ قال قتادة: «تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك فيه شيئًا»، ثم يعود اللحم والجلد كما كانا، ليعود إليها العذاب، فهي هكذا إلى ما شاء الله.
وقفة
[16] ﴿نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ﴾ أي: تنزع الأعضاء الظاهرة والباطنة من شدة عذابها.

الإعراب :

  • ﴿ نَزَّاعَةً:
  • حال مؤكدة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة أو منصوبة على الاختصاص للتهويل.
  • ﴿ لِلشَّوى:
  • جار ومجرور متعلق بنزاعة وهي من تعدية اسم الفاعل لمفعوله باللام وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. بمعنى الأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [16] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ النَّارَ؛ بَيَّنَ هنا شِدَّةَ إحراقِها، قال تعالى:
﴿ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [17] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى

التفسير :

[17]تنادي مَن أعرض عن الحق في الدنيا، وترك طاعة الله ورسوله

{ تَدْعُوا} إليها{ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وجمع فأوعى} أي:أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه، فليس له فيه غرض، وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها، فلم ينفق منها، فإن النار تدعوهم إلى نفسها، وتستعد للالتهاب بهم.

وهذه النار الملتهبة من صفاتها- أيضا- أنها تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى أى: تدعو لدخولها والاصطلاء بحرها، من أدبر وأعرض وتولى عن الحق والرشد، ونأى بجانبه عن طريق الهدى والاستقامة.

قال ابن كثير: هذه النار تدعو إليها أبناءها الذين خلقهم الله- تعالى- لها وقدر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها، فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذلق- أى: فصيح بليغ- ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر، كما يلتقط الطير الحب، وذلك أنهم كانوا كما قال- سبحانه- ممن أدبر وتولى. أى: ممن كذب بقلبه، وترك العمل بجوارحه .

وقوله : ( تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى ) أي : تدعو النار إليها أبناءها الذين خلقهم الله لها ، وقدر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها ، فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذلق ، ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطير الحب . وذلك أنهم - كما قال الله ، عز وجل - كانوا ممن ) أدبر وتولى ) أي : كذب بقلبه ، وترك العمل بجوارحه )

وقوله: (تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ) يقول: تدعو لظى إلى نفسها من أدبر في الدنيا عن طاعة الله، وتولى عن الإيمان بكتابه ورسله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ) قال: عن طاعة الله، (وَتَوَلَّى ) قال: عن كتاب الله، وعن حقه.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ) قال: عن الحق.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ) قال: ليس لها سلطان إلا على هوانِ مَنْ كفر وتولى وأدبر عن الله، فأما من آمن بالله ورسوله، فليس لها عليه سلطان.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[17] ﴿تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى﴾ النار كائن حي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ ادَّعَى مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَالْمُصَوِّرِينَ. [أحمد 2/336، وصححه الألباني].
وقفة
[17، 18] ﴿تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾ كان يُدعى من قبلُ إلى الهدى فيُدبر ويتولى، وها هو ذا اليوم تدعوه جهنم ليصطلي بحرِّها ولا يملك أن يُدبر أو يتولى!
وقفة
[17، 18] ﴿تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾ من شغله الحرص على الدنيا، وجمع المال وكنزُه عن العمل للآخرة، لم يملك أن ينشغلَ عن الاستجابة لدعوة جهنم إلى عذابها!

الإعراب :

  • ﴿ تَدْعُوا:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب حال من ضمير النار في «إِنَّها لَظى» أو في محل رفع صفة للظى على معنى اللهب والتأنيث وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي والدعوة هنا مجازا عن احضارهم كأنها تدعوهم فتحضرهم ويجوز أن تكون الدعوة حقيقية أي يخلق الله فيها كلاما أو يكون دعاء الزبانية وقيل هي بمعنى: تهلك.
  • ﴿ مَنْ أَدْبَرَ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أدبر: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وجملة «أدبر» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ وَتَوَلَّى:
  • معطوفة بالواو على «أدبر» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. أي أدبر عن الحق وتولى عنه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ الخَلاصُ غَيْرَ مُمْكِنٍ مِنَ الدّاعِي القادِرِ عَلى الإحْضارِ؛ كَنَّى عَنْ إحْضارِها إيَّاهم وجَذْبِها لَهم بِقَوْلِهِ تعالى:
﴿ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَمَعَ فَأَوْعَى

التفسير :

[18]وجمع المال، فوضعه في خزائنه، ولم يؤدِّ حق الله فيه.

{ تَدْعُوا} إليها{ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وجمع فأوعى} أي:أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه، فليس له فيه غرض، وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها، فلم ينفق منها، فإن النار تدعوهم إلى نفسها، وتستعد للالتهاب بهم.

وَجَمَعَ فَأَوْعى أى جمع المال بعضه على بعض فأوعاه، أى: فأمسكه في وعائه وكنزه ومنع حق الله- تعالى- فيه، وبخل به على مستحقيه. فقوله فَأَوْعى أى: فجعله في وعاء. وفي الحديث الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا توعى- أى لا تجمع مالك في الوعاء على سبيل الكنز- فيوعى الله عليك» - أى: فيمنع الله- تعالى- فضله عنك، كما منعت وقترت.

قال ابن كثير: هذه النار تدعو إليها أبناءها الذين خلقهم الله- تعالى- لها وقدر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها، فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذلق- أى: فصيح بليغ- ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر، كما يلتقط الطير الحب، وذلك أنهم كانوا كما قال- سبحانه- ممن أدبر وتولى. أى: ممن كذب بقلبه، وترك العمل بجوارحه .

وَجَمَعَ فَأَوْعى أى جمع المال بعضه على بعض فأوعاه، أى: فأمسكه في وعائه وكنزه ومنع حق الله- تعالى- فيه، وبخل به على مستحقيه. فقوله فَأَوْعى أى: فجعله في وعاء. وفي الحديث الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا توعى- أى لا تجمع مالك في الوعاء على سبيل الكنز- فيوعى الله عليك» - أى: فيمنع الله- تعالى- فضله عنك، كما منعت وقترت.

وفي قوله- سبحانه- وَجَمَعَ إشارة إلى الحرص والطمع، وفي قوله فَأَوْعى إشارة إلى بخله وطول أمله.

قال قتادة: جَمَعَ فَأَوْعى: كان جموعا للخبيث من المال.

وبعد هذا البيان المؤثر الحكيم عن طبائع المجرمين، وعن أهوال يوم الدين، وعن سوء عاقبة المكذبين.. اتجهت السورة الكريمة إلى الحديث عن سجايا النفوس البشرية في حالتي الخير والشر، والغنى والفقر، والشكر والجحود.. واستثنت من تلك السجايا نفوس المؤمنين الصادقين، فقال- تعالى-.

(وجمع فأوعى ) أي : جمع المال بعضه على بعض فأوعاه ، أي : أوكاه ومنع حق الله منه من الواجب عليه في النفقات ومن إخراج الزكاة . وقد ورد في الحديث : " ولا توعي فيوعي الله عليك " وكان عبد الله بن عكيم لا يربط له كيسا ويقول : سمعت الله يقول : ( وجمع فأوعى )

وقال الحسن البصري : يا ابن آدم سمعت وعيد الله ثم أوعيت الدنيا .

وقال قتادة في قوله : ( وجمع فأوعى ) قال : كان جموعا قموما للخبيث .

وقوله: (وَجَمَعَ فَأَوْعَى ) يقول: وجمع مالا فجعله في وعاء، ومنع حق الله منه، فلم يزك ولم ينفق فيما أوجب الله عليه إنفاقه فيه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (وَجَمَعَ فَأَوْعَى ) قال: جمع المال.

حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا أبو قطن، قال: ثنا المسعودي، عن الحكم، قال: كان عبد الله بن عكيم، لا يربط كيسه، يقول: سمعت الله يقول: (وَجَمَعَ فَأَوْعَى ).

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَجَمَعَ فَأَوْعَى ) كان جموعا قموما للخبيث.

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)

يقول تعالى ذكره: (إِنَّ الإنْسَانَ ) الكافر (خُلِقَ هَلُوعًا ) والهلع: شدّة الجَزَع مع شدّة الحرص والضجر.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

التدبر :

وقفة
[18] كان عبد الله بن عُكَيْم لا يربط كيسه، ويقول: «سمعتُ الله تعالى يقول: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾»؛ قرؤوا ففهموا، وفهموا فعمِلوا.
وقفة
[18] ﴿وَجَمَعَ فَأَوعى﴾ زكاتكم يرحمكم الله.

الإعراب :

  • ﴿ وَجَمَعَ فَأَوْعى
  • معطوفة بالواو على الاية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها وحذف مفعول «جمع» اختصارا أي وجمع المال فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤد الزكاة والحقوق الواجبة فيه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     ولَمَّا كانت الدنيا والآخرةُ ضَرَّتينِ، فكان الإقبالُ على إحداهما دالاًّ على الإعراضِ عن الأخرى؛ قال دالاًّ على إدبارِه بقلبه:
﴿ وَجَمَعَ فَأَوْعَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [19] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا

التفسير :

[19] إن الإنسان جُبِلَ على الجزع وشدة الحرص

وهذا الوصف للإنسان من حيث هو وصف طبيعته الأصلية، أنه هلوع.

والمراد بالإنسان في قوله- تعالى-: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً جنسه لا فرد معين منه، كما في قوله- تعالى-:

وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ.. وكما في قوله- سبحانه-: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ.

ويدخل فيه الكافر دخولا أوليا، لأن معظم الصفات التي استثنيت بعد ذلك من صفات المؤمنين الصادقين، وعلى رأسها قوله- سبحانه-: إِلَّا الْمُصَلِّينَ.

وقوله: هَلُوعاً صيغة مبالغة من الهلع، وهو إفراط النفس، وخروجها عن التوسط والاعتدال، عند ما ينزل بها ما يضرها، أو عند ما تنال ما يسرها.

والمراد بالشر: ما يشمل الفقر والمرض وغيرهما مما يتأذى به الإنسان.

والمراد بالخير: ما يشمل الغنى والصحة وغير ذلك مما يحبه الإنسان، وتميل إليه نفسه.

والجزوع: هو الكثير الجزع. أى: الخوف. والمنوع: هو الكثير المنع لنعم الله- تعالى- وعدم إعطاء شيء منها للمحتاجين إليها.

قال الآلوسى ما ملخصه: قوله: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً الهلع: سرعة الجزع عند مس المكروه، وسرعة المنع عند مس الخير، من قولهم: ناقة هلوع، أى: سريعة السير.

وسئل ابن عباس عن الهلوع فقال: هو كما قال الله- تعالى-: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً.

ولا تفسير أبين من تفسيره- سبحانه-.

والإنسان: المراد به الجنس، أو الكافر.. وأل في الشر والخير للجنس- أيضا .

والتعبير بقوله: خُلِقَ هَلُوعاً يشير إلى أن جنس الإنسان- إلا من عصم الله- مفطور ومطبوع، على أنه إذا أصابه الشر جزع، وإذا مسه الخير بخل.. وأن هاتين الصفتين ليستا من الصفات التي يحبها الله- تعالى- بدليل أنه- سبحانه- قد استثنى المصلين وغيرهم من التلبس بهاتين الصفتين.

وبدليل أن من صفات المؤمن الصادق أن يكون شكورا عند الرخاء صبورا عند الضراء.

وفي الحديث الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم: «شر ما في الرجل: شح هالع، وجبن خالع» وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» .

قال الجمل: وقوله: جَزُوعاً ومَنُوعاً فيهما ثلاثة أوجه: أحدها: أنهما منصوبان على الحال من الضمير في هَلُوعاً، وهو العامل فيهما. والتقدير: هلوعا حال كونه جزوعا وقت مس الشر، ومنوعا وقت مس الخير: الثاني: أنهما خبران لكان أو صار مضمرة. أى: إذا مسه الشر كان أو صار جزوعا، وإذا مسه الخير كان أو صار منوعا.

الثالث: أنهما نعتان لقوله: «هلوعا» .

يقول تعالى مخبرا عن الإنسان وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة : ( إن الإنسان خلق هلوعا )

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبى عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) قال: هو الذي قال الله (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ) ويقال: الهَلُوع: هو الجَزُوع الحريص، وهذا في أهل الشرك.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) قال: شحيحا جَزُوعا.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد عن عكرمة (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) قال: ضَجُورًا.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: (إِنَّ الإنْسَانَ ) يعني: الكافر، (خُلِقَ هَلُوعًا ) يقول: هو بخيل منوع للخير، جَزُوع إذا نـزل به البلاء، فهذا الهلوع.

حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: ثنا خالد بن الحارث، قال: ثنا شعبة، عن حصين، قال يحيى، قال خالد: وسألت شعبة عن قوله: (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) فحدثني شعبة عن حصين أنه قال: الهلوع: الحريص.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، قال: سألت حصينا عن هذه الآية: (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) قال: حريصا.

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) قال: الهلوع: الجزوع.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (خُلِقَ هَلُوعًا ) قال: جزوعا.

التدبر :

وقفة
[19] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ إذا أردت معرفة الرجل الهلوع فهو: الذي إذا أصابه الجوع مثلًا أظهر الاستجاعة، وإذا أصابه الألم أسرع الشكاية، وإذا أصابه القهر أظهر الاستكانة، فلا احتمال لديه ولا إفضال.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ الْإِنْسانَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الانسان: اسم «ان» منصوب بالفتحة أريد به الناس فلذلك استثنى منه الا المصلين. والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر «ان».
  • ﴿ خُلِقَ هَلُوعاً:
  • فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. هلوعا: حال منصوبة بالفتحة أي شديد الهلع.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     وبعد هذا البيان المؤثر عن أهوال يوم الدين، وعن سوء عاقبة المكذبين؛ اتجهت السورة إلى الحديث عن سجايا النفوس البشرية في حالتي الخير والشر، والغنى والفقر، والشكر والجحود، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [20] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا

التفسير :

[20]إذا أصابه المكروه والعسر فهو كثير الجزع والأسى

وفسر الهلوع بأنه:{ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} فيجزع إن أصابه فقر أو مرض، أو ذهاب محبوب له، من مال أو أهل أو ولد، ولا يستعمل في ذلك الصبر والرضا بما قضى الله.

وسئل ابن عباس عن الهلوع فقال: هو كما قال الله- تعالى-: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً.

ولا تفسير أبين من تفسيره- سبحانه-.

والإنسان: المراد به الجنس، أو الكافر.. وأل في الشر والخير للجنس- أيضا .

والتعبير بقوله: خُلِقَ هَلُوعاً يشير إلى أن جنس الإنسان- إلا من عصم الله- مفطور ومطبوع، على أنه إذا أصابه الشر جزع، وإذا مسه الخير بخل.. وأن هاتين الصفتين ليستا من الصفات التي يحبها الله- تعالى- بدليل أنه- سبحانه- قد استثنى المصلين وغيرهم من التلبس بهاتين الصفتين.

وبدليل أن من صفات المؤمن الصادق أن يكون شكورا عند الرخاء صبورا عند الضراء.

وفي الحديث الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم: «شر ما في الرجل: شح هالع، وجبن خالع» وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» .

قال الجمل: وقوله: جَزُوعاً ومَنُوعاً فيهما ثلاثة أوجه: أحدها: أنهما منصوبان على الحال من الضمير في هَلُوعاً، وهو العامل فيهما. والتقدير: هلوعا حال كونه جزوعا وقت مس الشر، ومنوعا وقت مس الخير: الثاني: أنهما خبران لكان أو صار مضمرة. أى: إذا مسه الشر كان أو صار جزوعا، وإذا مسه الخير كان أو صار منوعا.

الثالث: أنهما نعتان لقوله: «هلوعا» .

ثم فسره بقوله : ( إذا مسه الشر جزوعا ) أي : إذا أصابه الضر فزع وجزع وانخلع قلبه من شدة الرعب ، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير .

وقوله: (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ) يقول: إذا قلّ ماله وناله الفقر والعدم فهو جزوع من ذلك، لا صبر له عليه :

التدبر :

وقفة
[20، 21] ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ بيان لطغيان الإنسان: إذا أصابه المكروه والعسر فهو كثير الجزع والأسى، وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك.
وقفة
[21، 22] ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ من يقيم الصلاة حق إقامتها، لن يكون بخيلًا.
وقفة
[21، 22] ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾، ﴿عن صلاتهم ساهون .. ويمنعون الماعون﴾ [الماعون: 5-7] تنضبط الأخلاق بانضباط الصلاة.
اسقاط
[22] ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ كيف أنت في صلاتك؟
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ الصلاة تضبط إيقاع حياتك.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ إذا كنت لا تعيش جيدًا؛ فاعلم أنك لا تُصلي جيدًا.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ الصلاة تهذب الأخلاق وتصلح الأطباع وتسكن القلب الرضى والطمأنينة.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ المداومة علي الصلاة من أعظم ما يزيل عن المرء هلعه وجزعه وبخله.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ الصلاة تحمل على عدم الاكتراث بالدنيا؛ فلا يجزع المصلي من شرها.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ حين تكسف الشمس نصلي، حين يُمسك المطر نصلي، فالصلاة تحل المشكلات الكونية، فكيف لا تحل مشكلات شخصية؟!
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ الصلاة لها القدرة على تغيير الطبائع, فمن أدام صلاته تغيرت عاداته, فيصبح إن أصابه الخير راضيًا، وإن مسه الشر صابرًا.
عمل
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ إلى من يشتكي سرعة الإنفعال والهموم: اضبط صلاتك تنضبط انفعالاتك.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ المصلُّون: أعظم الناس طمأنينةً وراحةَ بال.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ من أعظم أسبابِ الاستقرارِ النَّفسي المُداومَةُ على الصَّلاةِ.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ كثرة الصلاة تُثبِّت عند المصائب، وتُهذِّب النفس من الطمع والجزع.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ الصلاة قرار النفوس وميزانها عند تقلبات الدنيا وتغيرها.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ صلاتك تضبط انفعالاتك.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ الصلاة راحة يسكن إلى ظلها المؤمن كلما مسه تعب الحياة.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ أعظم ما يزكي النفس من الأخلاق الرديئة: المداومة على الصلاة والمحافظة عليها.
وقفة
[19-22] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ الصلاة الخاشعة تقي من الجزع واليأس.
وقفة
[19-22] فالنفس لا تكون إلا مريدة عاملة، فإن لم توفق للإرادة الصالحة وإلا وقعت في الإِرادة الفاسدة والعمل الضار؛ وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ فأَخبر تعالى أَن الإنسان خلق على هذه الصفة، وأن من كان على غيرها فلأَجل ما زكاه الله به من فضله وإِحسانه.
عمل
[22، 23] حافظ على الصلوات جماعة في المسجد ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾.
وقفة
[22، 23] وصف الله اﻹنسان بأنه: ﴿خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [19]، و﴿لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: 2]، و﴿لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: 34]، و﴿لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ [العاديات: 6]، وهذا أصل فيه، واستثنى الله القلة: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾.
وقفة
[22، 23] ﴿إِلَّا المُصَلّينَ * الَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم دائِمونَ﴾ ليست أى صلاة تلك التى تزيل ما ذكر قبلها، بل لها ضوابط وشروط ، وأولها المداومة عليها بدون انقطاع.

الإعراب :

  • ﴿ إِذا:
  • ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط.
  • ﴿ مَسَّهُ الشَّرُّ:
  • الجملة الفعلية: في محل جر بالاضافة. وهي فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. الشر: فاعل مرفوع بالضمة أي متى مسه الشر بمعنى اذا ظهر له شر أظهر شدة الجزع. والشر المرض والفقر.
  • ﴿ جَزُوعاً:
  • حال منصوبة لفعل مضمر يفسره المعنى. أي ظهر جزوعا أو صار جزوعا والجملة المقدرة «ظهر جزوعا» جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. والجملة الشرطية من «اذا» وما بعدها لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية لقوله هلوعا.'

المتشابهات :

فصلت: 49﴿لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَ إِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ
الإسراء: 83﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
فصلت: 51﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ
المعارج: 20﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن الإنسانَ خُلِق هَلُوعًا؛ فسَّرَ هنا الهَلُوع، قال تعالى:
﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [21] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا

التفسير :

[21] ، وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك

{ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} فلا ينفق مما آتاه الله، ولا يشكر الله على نعمه وبره، فيجزع في الضراء، ويمنع في السراء.

وسئل ابن عباس عن الهلوع فقال: هو كما قال الله- تعالى-: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً.

ولا تفسير أبين من تفسيره- سبحانه-.

والإنسان: المراد به الجنس، أو الكافر.. وأل في الشر والخير للجنس- أيضا .

والتعبير بقوله: خُلِقَ هَلُوعاً يشير إلى أن جنس الإنسان- إلا من عصم الله- مفطور ومطبوع، على أنه إذا أصابه الشر جزع، وإذا مسه الخير بخل.. وأن هاتين الصفتين ليستا من الصفات التي يحبها الله- تعالى- بدليل أنه- سبحانه- قد استثنى المصلين وغيرهم من التلبس بهاتين الصفتين.

وبدليل أن من صفات المؤمن الصادق أن يكون شكورا عند الرخاء صبورا عند الضراء.

وفي الحديث الشريف، يقول صلى الله عليه وسلم: «شر ما في الرجل: شح هالع، وجبن خالع» وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» .

قال الجمل: وقوله: جَزُوعاً ومَنُوعاً فيهما ثلاثة أوجه: أحدها: أنهما منصوبان على الحال من الضمير في هَلُوعاً، وهو العامل فيهما. والتقدير: هلوعا حال كونه جزوعا وقت مس الشر، ومنوعا وقت مس الخير: الثاني: أنهما خبران لكان أو صار مضمرة. أى: إذا مسه الشر كان أو صار جزوعا، وإذا مسه الخير كان أو صار منوعا.

الثالث: أنهما نعتان لقوله: «هلوعا» .

( وإذا مسه الخير منوعا ) أي : إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره ، ومنع حق الله فيها .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا موسى بن علي بن رباح : سمعت أبي يحدث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال : سمعت أبا هريرة‌ يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شر ما في رجل شح هالع ، وجبن خالع " .

ورواه أبو داود ، عن عبد الله بن الجراح ، عن أبي عبد الرحمن المقري به ، وليس لعبد العزيز عنده سواه .

يقول: وإذا كثر ماله، ونال الغنى فهو منوع لما في يده، بخيل به، لا ينفقه في طاعة الله، ولا يؤدّي حق الله منه.

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي واذا ناله خير بخل به ومنعه عن الناس والخير: الغنى والصحة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ حالَ الإنسانِ إذا مَسَّهُ الشَّرِّ؛ ذكرَ هنا حالَ الإنسان إذا مَسَّهُ الخير، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [22] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ

التفسير :

[22]إلا المقيمين للصلاة

{ إِلَّا الْمُصَلِّينَ} الموصوفين بتلك الأوصاف فإنهم إذا مسهم الخير شكروا الله، وأنفقوا مما خولهم الله، وإذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا.

ثم وصف- سبحانه- من استثناهم من الإنسان الهلوع، بجملة من الصفات الكريمة، فقال: إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ.

أى: إن الناس جميعا قد جبلوا على الجزع عند الضراء، وعلى المنع عند السراء.. إلا المصلين منهم، الذين يواظبون على أدائها مواظبة تامة، دون أن يشغلهم عن أدائها: عسر أو يسر، أو غنى أو فقر، أو إقامة أو سفر.

فهم ممن قال- سبحانه- في شأنهم: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ.

ثم قال : ( إلا المصلين ) أي : الإنسان من حيث هو متصف بصفات الذم إلا من عصمه الله ووفقه ، وهداه إلى الخير ويسر له أسبابه ، وهم المصلون

وقوله: (إِلا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) يقول: إلا الذين يطيعون الله بأداء ما افترض عليهم من الصلاة، وهم على أداء ذلك مقيمون لا يضيعون منها شيئا، فإن أولئك غير داخلين في عداد من خلق هلوعا، وهو مع ذلك بربه كافر لا يصلي لله.

وقيل: عُني بقوله: (إِلا الْمُصَلِّينَ ) المؤمنون الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: عُنِي به كلّ من صلى الخمس.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ:
  • أداة استثناء. المصلين: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     وبعد وصفِ الإنسانِ بالهَلع؛ استثنى اللهُ هنا المصلين، فهم سالمون من تلك الصفات الذميمة، قال تعالى:
﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ

التفسير :

[23]الذين يحافظون على أدائها في جميع الأوقات، ولا يَشْغَلهم عنها شاغل

وقوله [في وصفهم]{ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} أي:مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها.

وليسوا كمن لا يفعلها، أو يفعلها وقتا دون وقت، أو يفعلها على وجه ناقص.

وقال- سبحانه-: عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ للإشارة إلى أنهم لا يشغلهم عنها شاغل، إذ الدوام على الشيء عدم تركه.

وفي إضافة «الصلاة» إلى ضمير «المصلين» تنويه بشأنهم، وإشعار باختصاصها بهم، إذ هم أصحابها الملازمون لها.

( الذين هم على صلاتهم دائمون ) قيل : معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم . قاله ابن مسعود ومسروق وإبراهيم النخعي .

وقيل : المراد بالدوام هاهنا السكون والخشوع ، كقوله : ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) [ المؤمنون : 1 ، 2 ] . قاله عتبة بن عامر . ومنه الماء الدائم ، أي : الساكن الراكد .

وقيل : المراد بذلك الذين إذا عملوا عملا داوموا عليه وأثبتوه ، كما جاء في الصحيح عن عائشة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل " . وفي لفظ : " ما داوم عليه صاحبه " ، قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا داوم عليه . وفي لفظ : أثبته .

وقال قتادة في قوله : ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) ذكر لنا أن دانيال عليه السلام ، نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال : يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما غرقوا ، أو قوم عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم ، أو ثمود ما أخذتهم الصيحة ، فعليكم بالصلاة فإنها خلق للمؤمنين حسن .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن ومؤمل، قالا ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) قال: المكتوبة.

حدثني زريق بن السخب، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا زائدة، عن منصور، عن إبراهيم (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) قال: الصلوات الخمس.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... ) إلى قوله: (دَائِمُونَ ) ذكر لنا أن دانيال نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال: يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما غرقوا، أو عاد ما أُرسلت عليهم الريح العقيم، أو ثمود ما أخذتهم الصيحة، فعليكم بالصلاة فإنها خُلُقٌ للمؤمنين حسن.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم (عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) قال: الصلاة المكتوبة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) قال: هؤلاء المؤمنون الذين مع النبيّ صلى الله عليه وسلم على صلاتهم دائمون.

قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا حَيْوة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير أنه سأل عقبة بن عامر الجُهَنّي، عن: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) قال: هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا خَلْفَهم، ولا عن أيمانهم، ولا عن شمائلهم.

حدثني العباس بن الوليد، قال: أخبرنا أبي، قال: ثنا الأوزاعي، قال: ثني يحيى بن أبي كثير، قال: ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثتني عائشة -زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خُذُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ الله لا يَمَلُّ حَتى تَمَلُّوا " قالت: وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دُووم عليه. قال: يقول أبو سلمة: إن الله يقول: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ).

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[23] ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [34] وكرر ذكر الصلاة لاختلاف ما وصفهم به أولًا وما وصفهم به ثانيًا؛ فإن معنى الدوام هو أن لا يشتغل عنها بشيء من الشواغل -كما سلف-، ومعنى المحافظة أن يراعى الأمور التي لا تكون صلاة بدونها.
وقفة
[19-23] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ... إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذينَ هُم عَلى صَلاتِهِم دائِمونَ﴾ أعظم ما يزكِّي المسلم ويخلِّصه من مساويء الأخلاق، المداومةُ على الصلاة، فما أحرانا أن نبتهلَ إلى الله بالدعاء: «رَبِّ اجعلني مقيمَ الصلاةِ ومن ذريَّتي، رَبَّنا وتقبَّلْ دعاء».

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِينَ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة- نعت- للمصلين والجملة الاسمية بعده صلته لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ:
  • ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. على صلاة: جار ومجرور متعلق بخبر «هم» و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ دائِمُونَ:
  • خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد أي مواظبون عليها أي على أدائها لا يخلون بها.'

المتشابهات :

المؤمنون: 9﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
الأنعام: 92﴿ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
المعارج: 34﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
المعارج: 23﴿ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ولَمَّا استثنى اللهُ المصلين؛ وَصَفَهم هنا بتسع صفات، وهي: ١- إقامةُ الصلاة، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ

التفسير :

[24]والذين في أموالهم نصيب معيَّن فرضه الله عليهم، وهو الزكاة

{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} من زكاة وصدقة

ثم وصفهم- سبحانه- بصفة ثانية فقال: وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ.

والمراد بالحق المعلوم: ما أوجبوه على أنفسهم من دفع جزء من أموالهم للمحتاجين، على سبيل التقرب إلى الله- تعالى- وشكره على نعمه، ويدخل في هذا الحق المعلوم دخولا أوليا ما فرضه- سبحانه- عليهم من زكاة أموالهم.

قالوا: ولا يمنع ذلك من أن تكون السورة مكية، فقد يكون أصل مشروعية الزكاة بمكة، ثم أتى تفصيل أحكامها بالمدينة، عن طريق السنة النبوية المطهرة.

وقوله : ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) أي : في أموالهم نصيب مقرر لذوي الحاجات . وقد تقدم الكلام على ذلك في " سورة الذاريات " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)

يقول تعالى ذكره: وإلا الذين في أموالهم حقّ مؤقت، وهو الزكاة للسائل الذي يسأله من ماله، والمحروم الذي قد حرم الغنى، فهو فقير لا يسأل.

واختلف أهل التأويل في المعنيّ بالحقّ المعلوم الذي ذكره الله في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو الزكاة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني ابن بشار، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: الحقّ المعلوم: الزكاة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) : قال: الزكاة المفروضة.

وقال آخرون: بل ذلك حقّ سوى الزكاة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس في قوله: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) يقول: هو سوى الصدقة يصل بها رحمه، أو يقري بها ضيفا، أو يحمل بها كلا أو يُعِين بها محرومًا.

حدثني ابن المثنى، قال: ثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن أبي يونس، عن رباح بن عبيدة، عن قزعة، أن ابن عمر سُئل عن قوله: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) أهي الزكاة؟ فقال: إن عليك حقوقا سوى ذلك.

حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا بيان، عن الشعبيّ، قال: إن في المال حقا سوى الزكاة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: في المال حقّ سوى الزكاة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهد: (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) قال: سوى الزكاة، وأجمعوا على أن السائل هو الذي وصفت صفته.

واختلفوا أيضا في معنى المحروم في هذا الموضع، نحو اختلافهم فيه في الذاريات، وقد ذكرنا ما قالوا فيه هنالك، ودللنا على الصحيح منه عندنا، غير أن نذكر بعض ما لم نذكر من الأخبار هنالك.

* ذكر من قال: هو المحارَف (3) .

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا الحجاج، عن الوليد بن العيزار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: المحروم: هو المحارَف.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: المحروم: المحارَف.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

اسقاط
[24] ﴿وَالَّذينَ في أَموالِهِم حَقٌّ مَعلومٌ﴾ وأنت؟!
وقفة
[24، 25] ﴿وَالَّذينَ في أَموالِهِم حَقٌّ مَعلومٌ * لِلسّائِلِ وَالمَحرومِ﴾ شعورك أيها المسلم أن للمحتاجين حقًّا في مالك هو شعور بفضل الله عليك من جهة، وشعور بآصرة الأخوة الإنسانية من جهة أخري.
وقفة
[24، 25] للعاطلين حق مالي يجب أن يُعطوه ﴿في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم﴾، قالت عائشة: «المحروم الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه»، ومعلوم: مؤقَّت كالمرتب.
عمل
[24، 25] ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ تصدق بصدقة.
وقفة
[24، 25] ﴿وَالَّذينَ في أَموالِهِم حَقٌّ مَعلومٌ * لِلسّائِلِ وَالمَحرومِ﴾ تحرى أين تضع صدقاتك.
وقفة
[24، 25] ﴿وَالَّذينَ في أَموالِهِم حَقٌّ مَعلومٌ * لِلسّائِلِ وَالمَحرومِ﴾ هكذا نقل الإسلام إسعاف البائسين من أن يكون منَّة تذل كرامتهم إلى أن يكون حقًّا يأخذونه مرفوعي الرأس، موفوري الكرامة.
وقفة
[24، 25] من حق العاطل الذي لا يجد عملًا في الإسلام إعانته ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ أي من حُرِم العمل، وهو واجب دائم لقوله: (حق معلوم).

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. و «فِي أَمْوالِهِمْ» جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. حق: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. معلوم: صفة- نعت- لحق مرفوعة بالضمة بمعنى زكاة مقدرة معلومة أو صدقة يوظفها الرجل على نفسه يؤديها في أوقات معلومة.'

المتشابهات :

الذاريات: 19﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
المعارج: 24﴿وَالَّذِينَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ٢- إخراجُ الزكاة، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ

التفسير :

[25]لمن يسألهم المعونة، ولمن يتعفف عن سؤالها

{ لِلسَّائِلِ} الذي يتعرض للسؤال{ وَالْمَحْرُومِ} وهو المسكين الذي لا يسأل الناس فيعطوه، ولا يفطن له فيتصدق عليه.

والسائل: هو الذي يسأل غيره الصدقة، والمحروم: هو الذي لا يسأل غيره تعففا، وإن كان في حاجة إلى العون والمساعدة.

أى: ومن الذين استثناهم- سبحانه- من صفة الهلع: أولئك المؤمنون الصادقون الذين جعلوا في أموالهم حقا معينا، يخرجونه عن إخلاص وطيب خاطر، لمن يستحقونه من السائلين والمحرومين.. على سبيل الشكر لخالقهم على ما أنعم عليهم من نعم.

ووصف- سبحانه- ما يعطونه من أموالهم بأنه حَقٌّ للاشارة إلى أنهم- لصفاء أنفسهم- قد جعلوا السائل والمحروم، كأنه شريك لهم في أموالهم، وكأن ما يعطونه له إنما هو بمثابة الحق الثابت عندهم له.

وقوله : ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) أي : في أموالهم نصيب مقرر لذوي الحاجات . وقد تقدم الكلام على ذلك في " سورة الذاريات " .

حدثنا سهل بن موسى الرازي، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، عن ابن عباس قال: (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) : المحارف الذي ليس له في الإسلام نصيب.

قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، عن ابن عباس أنه قال: المحروم المحارَف الذي ليس له في الإسلام سهم.

حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، عن ابن عباس، في هذه الآية (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: السائل الذي يسأل، والمحروم: المحَارف.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق يحدّث عن قيس بن كركم، عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: السائل: الذي يسأل والمحروم: المحارَف.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، قال: سألت ابن عباس، عن قوله: (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: السائل: الذي يسأل، والمحروم: المحارَف الذي ليس له في الإسلام سهم.

حدثني محمد بن عمر بن عليّ المقدمي، قال: ثنا قريش بن أنس، عن سليمان، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب: المحروم: المحارف.

حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا ثنا قريش، عن سليمان، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، مثله.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، قال: سألت سعيد بن جبير، عن المحروم، فلم يقل فيه شيئا؛ قال: وقال عطاء: هو المحدود المحارف.

حدثنا ابن حميد، ثنا مهران عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركم، عن ابن عباس، قال: السائل: الذي يسأل الناس، والمحروم: الذي لا سهم له في الإسلام، وهو محارف من الناس.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: المحروم: الذي لا يُهدى له شيء وهو محارف.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قال: المحروم: هو المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه، فلا يسأل الناس.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، قال في المحروم: هو المحارف الذي ليس له أحد يعطف عليه، أو يعطيه شيئا.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عمرو، عن منصور، عن إبراهيم، قال: المحروم: الذي لا فيء له في الإسلام، وهو محارف في الناس.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: أخبرنا أيوب، عن نافع: المحروم: هو المحارف.

وقال آخرون: هو الذي لا سهم له في الغنيمة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم أن ناسا قَدِموا على عليّ رضي الله عنه الكوفة بعد وقعة الجمل، فقال: اقسموا لهم، وقال: هذا المحروم.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: المحروم: المحارف الذي ليس له في الغنيمة شيء.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن مسلم الجدّلي، عن الحسن بن محمد ابن الحنفية أن النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث سرية، فغنموا، وفتح عليهم، فجاء قوم لم يشهدوا، فنـزلت: (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) يعني: هؤلاء.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن الحسن بن محمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية، فغنموا، فجاء قوم لم يشهدوا الغنائم، فنـزلت: (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ).

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا يحيى بن أبي زائدة، عن سفيان، عن قيس بن مسلم الجدلي، عن الحسن بن محمد، قال: بعثت سرية فغنموا، ثم جاء قوم من بعدهم، قال: فنـزلت (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ).

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن الحسن بن محمد " أن قوما في زمان النبيّ صلى الله عليه وسلم أصابوا غنيمة، فجاء قوم بعد، فنـزلت: (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )".

وقال آخرون: هو الذي لا ينمي له مال.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، عن حصين، قال: سألت عكرِمة عن السائل والمحروم، قال: السائل: الذي يسألك، والمحروم: الذي لا ينمي له مال.

وقال آخرون: هو الذي قد اجتيح ماله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم، عن أبي قلابة، قال: جاء سيل باليمامة، فذهب بمال رجل، فقال رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم: هذا المحروم.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَالْمَحْرُومِ قال: المحروم: المصاب ثمره وزرعه، وقرأ: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ ... حتى بلغ مَحْرُومُونَ وقال أصحاب الجنة: إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ .

وقال الشعبي ما حدثني به يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن ابن عون، قال، قال الشعبيّ: أعياني أن أعلم ما المحروم.

وقال قتادة، ما حدثني به ابن بشار، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: السائل: الذي يسأل بكفه، والمحروم: المتعفف، ولكليهما عليك حقّ يا ابن آدم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) وهو سائل يسألك في كفه، وفقير متعفِّف لا يسأل الناس، ولكليهما عليك حقّ.

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ:
  • جار ومجرور متعلق بمعلوم والمحروم: معطوفة بالواو على «السائل» وتعرب إعرابها. السائل: الذي يسأل. والمحروم: الذي يتعفف عن السؤال فيحسب غنيا فيحرم'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ إخراجَ الزكاة؛ بَيَّنَ هنا لمن تُعطى، قال تعالى:
﴿ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [26] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ

التفسير :

[26]والذين يؤمنون بيوم الحساب والجزاء فيستعدون له بالأعمال الصالحة

{ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} أي:يؤمنون بما أخبر الله به، وأخبرت به رسله، من الجزاء والبعث، ويتيقنون ذلك فيستعدون للآخرة، ويسعون لها سعيها. والتصديق بيوم الدين يلزم منه التصديق بالرسل، وبما جاءوا به من الكتب.

ثم وصفهم- سبحانه- بصفات كريمة أخرى فقال: وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ والتصديق بيوم الدين معناه: الإيمان الجازم باليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وجزاء.

وقوله : ( والذين يصدقون بيوم الدين ) أي : يوقنون بالمعاد والحساب والجزاء ، فهم يعملون عمل من يرجو الثواب ويخاف العقاب

وقوله: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) يقول: وإلا الذين يقرّون بالبعث يوم البعث والمجازاة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[26] ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ الأهم: التصديق العملي، التصديق به بالأعمال، حيث يتعبون أنفسهم في الطاعات البدنية؛ طمعًا في المثوبة الأخروية.
وقفة
[26] ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ الأهم: التصديق العملي، قال الآلوسى: «المراد التصديق به بالأعمال حيث يتعبون أنفسهم في الطاعات البدنية طمعًا في المثوبة الأخروية؛ لأن التصديق القلبي عام لجميع المسلمين لا امتياز فيه لأحد منهم».
وقفة
[26] ﴿وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ المؤمن الصادق لا يغترُّ بما عليه من صلاح، فهو يشعر دومًا بالتقصير، في جناب المتعالي الكبير.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ:
  • تعرب إعراب «وَالَّذِينَ» في الاية الكريمة الرابعة والعشرين. والجملة الفعلية بعده صلته لا محل لها.
  • ﴿ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بيوم: جار ومجرور متعلق بيصدقون. الدين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ٣- الإيمانُ باليوم الآخر، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [27] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم ..

التفسير :

[27]والذين هم خائفون من عذاب الله

{ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} أي:خائفون وجلون، فيتركون لذلك كل ما يقربهم من عذاب الله.

وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ أى: أن من صفاتهم: أنهم مع قوة إيمانهم، وكثرة أعمالهم الصالحة، لا يجزمون بنجاتهم من عذاب الله- تعالى- وإنما دائما أحوالهم مبنية على الخوف والرجاء، إذ الإشفاق توقع حصول المكروه وأخذ الحذر منه.

ولهذا قال : ( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ) أي : خائفون وجلون

وقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ) يقول: والذين هم في الدنيا من عذاب ربهم وجلون أن يعذبهم في الآخرة، فهم من خشية ذلك لا يضيعون له فرضا، ولا يتعدّون له حدّا.

التدبر :

وقفة
[27] ﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ خائفون على أنفسهم مع ما لهم من الأعمال الفاضلة؛ استقصارًا لها، واستعظامًا لجنابه عز وجل؛ كقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ [المؤمنون: 60].
وقفة
[27] ﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ الخوف من عذاب الله دافع للعمل الصالح.
وقفة
[27] ﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ الخوف النافع، مشفقون أن يعذبهم في الآخرة، فهم من خشية ذلك لا يضيعون فرضًا، ولا يتعدُّون حَدًّا.
وقفة
[27] ﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ يتصدقون ويصلون ومع ذلك هم مشفقون، ومن لم يعمل أولى بالخوف والإشفاق!
وقفة
[27] في بيان صفة أهل الجنة: ﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾، متى خلا القلب من هذه الحال الإيمانية فسد.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثالثة والعشرين وتعرب إعرابها. رب: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة أي خائفون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     ٤- الخوفُ من عذاب الله، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ

التفسير :

[28]إن عذاب ربهم لا ينبغي أن يأمنه أحد

{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} أي:هو العذاب الذي يخشى ويحذر.

وجملة إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ تعليلية، ومقررة لمضمون ما قبلها، أى: إنهم مشفقون من عذاب ربهم.. لأن العاقل لا يأمن عذابه- عز وجل- مهما أتى من طاعات، وقدم من أعمال صالحة.

وشبيه بهذه الآية قوله- سبحانه- وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ .

( إن عذاب ربهم غير مأمون ) أي : لا يأمنه أحد ممن عقل عن الله أمره إلا بأمان من الله تبارك وتعالى .

وقوله: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ) أن ينال من عصاه وخالف أمره.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[28] ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ الآية تربي في قلب المؤمن: عدم الأمن من مكر الله, ومن تأمل جميع الخطايا والذنوب وجد الدافع لها أمن فاعلها من مكر الله.
وقفة
[28] ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ لماذا يُشفق المؤمن؟! قال الرازي: «والمراد أن الإنسان لا يمكنه القطع بأنه أدى الواجبات كما ينبغي، واحترز عن المحظورات بالكلية، بل يجوز أن يكون قد وقع منه تقصير في شيء من ذلك، فلا جرم يكون خائفًا أبدًا».
تفاعل
[28] ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[28] آية مفزعة ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾، جاء السياق باسم الرب الذي يدل في أصله على العناية بالمربوب، وأضافه إليهم ومع ذلك قال: غير مأمون، يا رب رحمتك.
عمل
[28] إياك أن تأمن من عذاب الله، وتطمئن من محاسبته؛ فإنه سبحانه لما ذكر صفات المؤمنين في سورة المعارج، أعقبها بقوله: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾، فلا يأمن عذابه أحد، ولو بلغ من العبادة ما بلغ، إلا من أمنه الله.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. عذاب: اسم «إنّ» منصوب بالفتحة، رب: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ غَيْرُ مَأْمُونٍ:
  • خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. مأمون: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. بمعنى: لا ينبغي لأحد وان بالغ في الطاعة والاجتهاد أن يأمن العذاب وينبغي أن يكون مترجحا بين الخوف والرجاء والآية الكريمة اعتراضية.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ خوفهم؛ ذكرَ الداعي لهم إلى هذا الخوف، قال تعالى:
﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ

التفسير :

[29]والذين هم حافظون لفروجهم عن كل ما حرَّم الله عليهم

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} فلا يطأون بها وطأ محرما، من زنى أو لواط، أو وطء في دبر، أو حيض، ونحو ذلك، ويحفظونها أيضا من النظر إليها ومسها، ممن لا يجوز له ذلك، ويتركون أيضا وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة.

ثم قال- تعالى-: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ.

أى: أن من صفاتهم- أيضا- أنهم أعفاء، ممسكون لشهواتهم، لا يستعملونها إلا مع زوجاتهم اللائي أحلهن- سبحانه- لهم أو مع ما ملكت أيمانهم من الإماء والسراري.

وجملة فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ تعليل للاستثناء. أى: هم حافظون لفروجهم، فلا يستعملون شهواتهم إلا مع أزواجهم. أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير مؤاخذين على ذلك، لأن معاشرة الأزواج وما ملكت الأيمان مما أحله الله- تعالى-.

وقوله : ( والذين هم لفروجهم حافظون ) أي : يكفونها عن الحرام ويمنعونها أن توضع في غير ما أذن الله [ فيه ] ولهذا قال :

القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)

يقول تعالى ذكره: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ) يعني: أقبالهم حافظون عن كلّ ما حرم الله عليهم وضعها فيه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[29، 30] ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ الإسلام دين واقعي، يلبي دواعي الفطرة، ولا يكبتها كفعل الرهبان والمتبتِّلين.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثالثة والعشرين وتعرب إعرابها.'

المتشابهات :

المؤمنون: 5﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو
المؤمنون: 6﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو
المؤمنون: 7﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو
المؤمنون: 8﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو
المعارج: 29﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو
المعارج: 30﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو
المعارج: 31﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو
المعارج: 32﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُو

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ٥- حفظ الفَرْج، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا ..

التفسير :

[30]إلا على أزواجهم وإمائهم، فإنهم غير مؤاخذين.

{ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} أي:سرياتهم{ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} في وطئهن في المحل الذي هو محل الحرث.

ثم قال- تعالى-: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ.

أى: أن من صفاتهم- أيضا- أنهم أعفاء، ممسكون لشهواتهم، لا يستعملونها إلا مع زوجاتهم اللائي أحلهن- سبحانه- لهم أو مع ما ملكت أيمانهم من الإماء والسراري.

وجملة فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ تعليل للاستثناء. أى: هم حافظون لفروجهم، فلا يستعملون شهواتهم إلا مع أزواجهم. أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير مؤاخذين على ذلك، لأن معاشرة الأزواج وما ملكت الأيمان مما أحله الله- تعالى-.

( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) أي : من الإماء ، ( فإنهم غير ملومين)

(إِلا ) أنهم غير ملومين في ترك حفظها، (عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) من إمائهم. وقيل: (لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ) ولم يتقدم ذلك جحد لدلالة قوله: (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )، على أن في الكلام معنى جحد، وذلك كقول القائل: اعمل ما بدا لك إلا على ارتكاب المعصية، فإنك معاقب عليه، ومعناه: اعمل ما بدا لك إلا أنك معاقب على ارتكاب المعصية.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ:
  • أداة استثناء لا عمل لها- ملغاة- تفيد النفي. على ازواج: جار ومجرور متعلق بحافظون. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. أي الا من أزواجهم.
  • ﴿ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ:
  • حرف عطف. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على «أزواجهم» ملكت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. أيمان: فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة «مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد- الراجع- الى الموصول محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: الا ما ملكته أيمانهم.
  • ﴿ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ:
  • الفاء: استئنافية تفيد هنا التعليل. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» غير: خبرها مرفع بالضمة.
  • ﴿ مَلُومِينَ:
  • مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ أنهم لفروجهم حافظون؛ استثنى هنا زوجاتهم أو ما ملكوا من الإماء، قال تعالى:
﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [31] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ ..

التفسير :

[31] فمن طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات، فأولئك هم المتجاوزون الحلال إلى الحرام

{ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ} أي:غير الزوجة وملك اليمين،{ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} أي:المتجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله، ودلت هذه الآية على تحريم [نكاح] المتعة، لكونها غير زوجة مقصودة، ولا ملك يمين.

وقوله: فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ أى: فمن طلب خلاف ذلك الذي أحله- سبحانه-. فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ أى: فأولئك هم المعتدون المتجاوزون حدود خالقهم، الوالغون في الحرام الذي نهى الله- تعالى- عنه.

يقال: عدا فلان الشيء يعدوه عدوا، إذا جاوزه وتركه. أى: أنهم تجاوزوا الحلال وتركوه خلف ظهورهم، واتجهوا ناحية الحرام فولغوا فيه.

وقد تقدم تفسير ذلك في أول سورة ( قد أفلح المؤمنون ) بما أغنى عني إعادته ها هنا .

قوله: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) فمن التمس لفرجه منكحا سوى زوجته، أو ملك يمينه، ففاعلو ذلك هم العادون، الذي عدوا ما أحل الله لهم إلى ما حرّم عليهم فهم الملومون.

التدبر :

وقفة
[31] هل هناك ألطف وأجمل من هذا القول: ﴿فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ﴾، وقد دخل في هذه الآية مئات الانحرافات الأخلاقية.
وقفة
[29-31] من عظمة الإسلام أنه حث علي النكاح؛ لتبقي الشهوات منضبطة بضابط العفة والحلال، فيا عجبًا لمن يصر علي إفراغها بالحرام!

الإعراب :

  • ﴿ فَمَنِ ابْتَغى:
  • الفاء استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل رفع مبتدأ والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» ابتغى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر فعل لا شرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ وَراءَ ذلِكَ:
  • ظرف مكان منصوب- مفعول فيه- متعلق بابتغى. وهو بمعنى «سوى» ناب مناب المفعول للفعل «ابتغى» أي فمن ابتغى أمرا سوى ذلك أو صفة لمفعول محذوف. وقيل هو بمعنى زيادة عن ذلك وهو مضاف. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة اللام للبعد والكاف للخطاب.
  • ﴿ فَأُولئِكَ:
  • الفاء واقعة في جواب الشرط. والجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاد في محل جزم بمن. أولاء اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب.
  • ﴿ هُمُ العادُونَ:
  • الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «أولئك». هم: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. العادون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي المعتدون ويجوز أن تكون «هم» ضمير فصل- عماد- لا محل لها من الإعراب. و«العادون» خبر «أولئك» والوجه الأول أعرب وأفصح.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا أفْهَمَ ذَلِكَ تَحْرِيمُ غَيْرِ المُسْتَثْنى، وأوْجَبَ الحِفْظَ لِلْفُرُوجِ عَنْهُ؛ صَرَّحَ بِهِ عَلى وجْهٍ يَشْمَلُ المُقَدِّماتِ، فَقالَ مُسَبِّبًا عَنْهُ:
﴿ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ

التفسير :

[32]والذين هم حافظون لأمانات الله وأمانات العباد، وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} أي:مراعون لها، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها، وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربه، كالتكاليف السرية، التي لا يطلع عليها إلا الله، والأمانات التي بين العبد وبين الخلق، في الأموال والأسرار، وكذلك العهد، شامل للعهد الذي عاهد عليه الله، والعهد الذي عاهد عليه الخلق، فإن العهد يسأل عنه العبد، هل قام به ووفاه، أم رفضه وخانه فلم يقم به؟.

قوله: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ أى: أن من صفات هؤلاء المؤمنين الصادقين، الذين إذا مسهم الشر لا يجزعون، وإذا مسهم الخير لا يمنعون.. أنهم لا يخلون بشيء من الأمانات التي يؤتمنون عليها، ولا ينقضون شيئا من العهود التي يعاهدون غيرهم عليها، وإنما هم يراعون ذلك ويحفظونه حفظا تاما.

فقوله راعُونَ جمع راع، وهو الذي يرعى الحقوق والأمانات والعهود ويحفظها ويحرسها، كما يحرس الراعي غنمه وإبله حراسة تامة.

وقوله : ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) أي : إذا اؤتمنوا لم يخونوا ، وإذا عاهدوا لم يغدروا . وهذه صفات المؤمنين ، وضدها صفات المنافقين ، كما ورد في الحديث الصحيح : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان " . وفي رواية : " إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ

يقول تعالى ذكره: وإلا الذين هم لأمانات الله التي ائتمنهم عليها من فرائضه، وأمانات عباده التي ائتُمِنُوا عليها، وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم، وعهود عباده التي أعطاهم على ما عقده لهم على نفسه راعون، يرقبون ذلك، ويحفظونه فلا يضيعونه، ولكنهم يؤدّونها ويتعاهدونها على ما ألزمهم الله وأوجب عليهم حفظها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[32] ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ فيها وجوب أداء كل أمانة، والوفاء بكل عهد، والقيام بكل شهادة تحملها الإنسان.
وقفة
[32] ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ قال القرطبي: «والأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولًا وفعلًا، وهذا يعُمُ معاشرة الناس والمواعيد وغير ذلك، وغاية ذلك حفظه والقيام به».
وقفة
[32] الوفاء بالعهد وعدم خيانة الأمانة ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾.
عمل
[32] تذكر أمانة أو عهدًا عليك لأحد وأوف به ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثالثة والعشرين وتعرب إعرابها. وعهدهم: معطوفة بالواو على «أماناتهم» وتعرب إعرابها. و «راعون» أي حافظون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ٦- أداء الأمانة. ٧- الوفاء بالعهود، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ

التفسير :

[33] ، والذين يؤدُّون شهاداتهم بالحق دون تغيير أو كتمان

{ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} أي:لا يشهدون إلا بما يعلمونه، من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان، ولا يحابي فيها قريبا ولا صديقا ونحوه، ويكون القصد بهاوجه الله.

قال تعالى:{ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ}{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} .

وقوله: وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ أى: والذين هم من صفاتهم أنهم يؤدون الشهادة على وجهها الحق، فلا يشهدون بالزور أو الباطل، ولا يكتمون الشهادة إذا طلب منهم أن يؤدوها، عملا بقوله- تعالى- وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ.

فالشهادات: جمع شهادة. والمراد بالقيام بها: أداؤها على أتم وجه وأكمله وأعدله، إذ القيام بها يشمل الاهتمام بشأنها، وحفظها إلى أن يؤديها صاحبها على الوجه الذي يحبه- سبحانه-.

وقوله : ( والذين هم بشهاداتهم قائمون ) أي : محافظون عليها لا يزيدون فيها ، ولا ينقصون منها ، ولا يكتمونها ، ( ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) [ البقرة : 283 ] .

(وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ) يقول: والذين لا يكتمون ما استشهدوا عليه، ولكنهم يقومون بأدائها، حيث يلزمهم أداؤها غير مغيرة ولا مبدّلة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[33] ﴿وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ﴾ المؤمنون لا يشهدون إلا بما يعلمون، بلا زيادة أو نقصان أو كتمان، وبلا محاباة لقريب أو صديق أو إخوان.
وقفة
[33] ﴿وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ﴾ كتمانُ الشهادة موجبٌ لغضب الرب سبحانه؛ لما فيه من إفسادٍ للقلوب، وإثارةٍ للخلاف؛ بحرمان الناس حقوقهم، و إيقاع الظلم بهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثالثة والعشرين وتعرب إعرابها. والشهادة من جملة الأمانات أي لا ينكرونها ولا يخفونها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ٨- القيام بالشهادة، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ

التفسير :

[34] ، والذين يحافظون على أداء الصلاة ولا يُخِلُّون بشيء من واجباتها

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} بمداومتها على أكمل وجوهها.

وكما افتتح- سبحانه- هذه الصفات الكريمة بمدح الذين هم على صلاتهم دائمون، فقد ختمها بمدح الذين يحافظون عليها فقال: وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ أى: يؤدونها كاملة غير منقوصة. لا في خشوعها، ولا في القراءة فيها، ولا في شيء من أركانها وسننها.

وهذا الافتتاح والختام، يدل على شرفها وعلو قدرها، واهتمام الشارع بشأنها.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: كيف قال: عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ثم عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ؟. قلت: معنى دوامهم عليها، أن يواظبوا على أدائها، لا يخلون بها، ولا يشتغلون عنها بشيء من الشواغل.

ومحافظتهم عليها: أن يراعوا إسباغ الوضوء لها، ومواقيتها، وسننها، وآدابها.. فالدوام يرجع إلى نفس الصلاة، والمحافظة تعود إلى أحوالها .

فأنت ترى أن الله- تعالى- قد وصف هؤلاء المؤمنين الصادقين، الذين حماهم- سبحانه- من صفة الهلع.. وصفهم بثماني صفات كريمة، منها: المداومة على الصلاة، والمحافظة على الإنفاق في وجوه الخير، والتصديق بيوم القيامة وما فيه من ثواب وعقاب، والحفظ لفروجهم، وأداء الأمانات والشهادات.

م قال : ( والذين هم على صلاتهم يحافظون ) أي : على مواقيتها وأركانها وواجباتها ومستحباتها ، فافتتح الكلام بذكر الصلاة واختتمه بذكرها ، فدل على الاعتناء بها والتنويه بشرفها ، كما تقدم في أول سورة : ( قد أفلح المؤمنون ) ; سواء لهذا قال هناك : ( أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) [ المؤمنون : 10 ، 11 ] وقال هاهنا :

(وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) يقول: والذين هم على مواقيت صلاتهم التي فرضها الله عليهم وحدودها التي أوجبها عليهم يحافظون، ولا يضيعون لها ميقاتا ولا حدّا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[34] ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ الدوام ليس هو المحافظة، فدوامهم عليها أن يحافظوا عليها، ولا ينشغلون عنها، وأما محافظتهم عليها فأن يُراعوا خشوعها ومواقيتها، فالدوام يرجع إلى نفس الصلوات، والمحافظة إلى أحوالها.
وقفة
[34] لماذا قال تعالى: ﴿الذين هم على صلاتهم دائمون﴾ [23]، وقال بعد ذلك: ﴿على صلاتهم يحافظون﴾؟ الجواب: أنه إما توكيد لأمر الصلاة والمحافظة عليها، أو أن المراد بالدوام: إدامتها، وبالمحافظة: القيام بشروطها وفروضها وسننها.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثالثة والعشرين وتعرب إعرابها. يحافظون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يحافظون» في محل رفع خبر «هم».'

المتشابهات :

المؤمنون: 9﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
المعارج: 34﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ٩- المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ

التفسير :

[35]أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة مستقرُّون في جنات النعيم، مكرمون فيها بكل أنواع التكريم.

{ أُولَئِكَ} أي:الموصوفون بتلك الصفات{ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} أي:قد أوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون.

وحاصل هذا، أن الله وصف أهل السعادة والخير بهذه الأوصاف الكاملة، والأخلاق الفاضلة، من العبادات البدنية، كالصلاة، والمداومة عليها، والأعمال القلبية، كخشية الله الداعية لكل خير، والعبادات المالية، والعقائد النافعة، والأخلاق الفاضلة، ومعاملة الله، ومعاملة خلقه، أحسن معاملة من إنصافهم، وحفظ عهودهم وأسرارهم، والعفة التامة بحفظ الفروج عما يكره الله تعالى.

ثم بين- سبحانه- ما أعده لهم من عطاء جزيل فقال: أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ أى: أولئك المتصفون بذلك في جنات عظيمة، يستقبلون فيها بالتعظيم والحفاوة.. حيث تقول لهم الملائكة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.

وبعد هذه الصورة المشرقة لهؤلاء المكرمين.. أخذت السورة في تصوير موقف المشركين من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إياهم إلى الحق، وفي تسليته عما لحقه منهم من أذى، وفي بيان أحوالهم السيئة عند ما يعرضون للحساب.. فقال- تعالى-.

( أولئك في جنات مكرمون ) أي : مكرمون بأنواع الملاذ والمسار .

وقوله: (أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ) يقول عزّ وجل: هؤلاء الذين يفعلون هذه الأفعال في بساتين مكرمون، يكرمهم الله بكرامته.

القول في تأويل قوله تعالى : فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)

يقول تعالى ذكره: فما شأن الذين كفروا بالله قبلك يا محمد مهطعين؛ وقد بيَّنا معنى الإهطاع، وما قال أهل التأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، غير أنا نذكر في هذا الموضع بعض ما لم نذكره هنالك.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[35] ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ أكرمهم الله فيها بأنواع الكرامات كلها، فالكرامة الحسية والروحية والبصرية، وغير ذلك مما لا نعرف من كرامات الجنة.
وقفة
[35] ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ أرأيتَ إلى أصحاب تلك الصفات الحميدة؟ لمَّا ارتقَوا إلى عليائها، مترفعين عن السفاسف والدنايا، رفعهم الله إلى جنات النعيم، ومَنَّ عليهم فيها بألوان التكريم.
تفاعل
[35] ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ:
  • اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب. فِي جَنَّاتٍ: جار ومجرور متعلق بالخبر.
  • ﴿ مُكْرَمُونَ:
  • خبر «أولئك» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     ولَمَّا أُجرِيَت على المؤمِنينَ هذه الصِّفاتُ الجليلةُ؛ أخبَرَ عن جزائِهم عليها، بأنَّهم مُكْرَمونَ في الجنَّةِ، قال تعالى:
﴿ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [36] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ

التفسير :

[36] فأيُّ دافع دفع هؤلاء الكفرة إلى أن يسيروا نحوك -أيها الرسول- مسرعين، وقد مدُّوا أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم عليك

يقول تعالى، مبينا اغترار الكافرين:{ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} أي:مسرعين.

والاستفهام في قوله- تعالى-: فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ، عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ للتعجيب من حال هؤلاء الذين كفروا، ومن تصرفاتهم التي تدل على منتهى الغفلة والجهل. و «ما» مبتدأ. و «الذين كفروا» خبره.

وقوله مُهْطِعِينَ من الإهطاع، وهو السير بسرعة، مع مد العنق، واتجاه البصر نحو شيء معين.

وعِزِينَ جمع عزة- كفئة- وهي الجماعة. وأصلها عزوة- بكسر العين- من العزو، لأن كل فرقة تعتزى إلى غير من تعتزى إليه الأخرى، فلامها واو، وقيل: لامها هاء، والأصل عزهة.

قال القرطبي: والعزين: جماعات متفرقة. ومنه الحديث الذي خرجه مسلم وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فرآهم حلقا فقال: مالي أراكم عزين: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف .

وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآيات، أن المشركين كانوا يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم ويستمعون إليه، ثم يكذبونه ويستهزئون به وبالمؤمنين، ويقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم فلندخلنها قبلهم، وليكونن لنا فيها أكثر مما لهم .

والمعنى: ما بال هؤلاء الكافرين مسرعين نحوك- أيها الرسول الكريم- وناظرين إليك بعيون لا تكاد تفارقك، وملتفين من حولك عن يمينك وعن شمالك، جماعات متعددة، ومظهرين التهكم والاستهزاء بك وبأصحابك؟

ما بالهم يفعلون ذلك مع علمهم في قرارة أنفسهم بأنك أنت الصادق الأمين» وقدم- سبحانه- الظرف قِبَلَكَ الذي بمعنى جهتك، على قوله مُهْطِعِينَ للاهتمام، حيث إن مقصدهم الأساسى من الإسراع هو الاتجاه نحو النبي صلى الله عليه وسلم للاستهزاء به وبأصحابه.

يقول تعالى منكرا على الكفار الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهم مشاهدون له ، ولما أرسله الله به من الهدى وما أيده الله به من المعجزات الباهرات ، ثم هم مع هذا كله فارون منه ، متفرقون عنه ، شاردون يمينا وشمالا فرقا فرقا ، وشيعا شيعا ، كما قال تعالى : ( فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة ) [ المدثر : 49 ، 51 ] الآية ، وهذه مثلها ; فإنه قال تعالى : ( فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ) أي : فما لهؤلاء الكفار الذين عندك يا محمد ) مهطعين ) أي مسرعين نافرين منك ، كما قال الحسن البصري : ( مهطعين ) أي : منطلقين

فقال قتادة فيه ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) يقول: عامدين.

وقال ابن زيد فيه ما حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، قوله: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) قال: المهطع: الذي لا يطرف.وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول: معناه: مسرعين.

ورُوي فيه عن الحسن ما حدثنا به ابن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا قُرة، عن الحسن، في قوله: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) قال: منطلقين.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا حماد بن مسعدة، قال: ثنا قرة، عن الحسن، مثله.

التدبر :

وقفة
[36] ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ﴾ أي مسرعين، وفي سبب نزولها قال الواحدي والبغوي: كان المشركون يجتمعون حول النبي ﷺ، ويستمعون كلامه ويكذبونه ويستهزئون بالمؤمنين، ويقولون: «لئن دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنها قبلهم، وليكونن لنا فيها أكثر مما لهم»؛ فأنزل الله هذه الآية.
وقفة
[36، 37] ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ﴾ أي ما بال الذين كفروا يُسرِعون إلى السماع منك، ومقصدهم من هذا السماع أن يعيبوك ويستهزئوا بك!
وقفة
[36، 37] ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ﴾ لا يكف النفس عن غرورها إلا استحضار أصلها, فما كان من ماء مهين لا يليق به أن يتغرطس ويتكبر.
وقفة
[36، 37] ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ﴾ يا له من بيان معجز؛ بألفاظ يسيرة قليلة مسح كبرياء الكافرين مسحًا, ونكس خيلاءهم تنكيسًا, دون كلمة نابية واحدة.

الإعراب :

  • ﴿ فَمالِ الَّذِينَ:
  • الفاء استئنافية. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ يفيد الانكار والتعجب اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «ما» والجملة الفعلية بعده: صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ كَفَرُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ قِبَلَكَ:
  • ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بمهطعين وهو مضاف والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل جر بالاضافة أي نحوك. أو من جهتك.
  • ﴿ مُهْطِعِينَ:
  • حال منصوبة بالياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. أي مسرعين.'

المتشابهات :

ابراهيم: 43﴿ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ
القمر: 8﴿ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ۖ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ
المعارج: 36﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     وبعد أن وعد المؤمنين بجنات النعيم مع الكرامة والإجلال؛ أردف ذلك بذكر أحوال الكافرين مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبان لهم خطأهم فيما يرجون من جنات النعيم على ما هم عليه من كفر وجحود، قال تعالى:
﴿ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ

التفسير :

[37]يتجمعون عن يمينك وعن شمالك حلقاً متعددة وجماعات متفرقة يتحدثون ويتعجبون؟

{ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} أي:قطعا متفرقة وجماعات متوزعة، كل منهم بما لديه فرح.

والمراد بقوله: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ: جميع الجهات، إلا أنه عبر بهاتين الجهتين، لأنهما الجهتان اللتان يغلب الجلوس فيهما حول الشخص.

وقوله: عِزِينَ تصوير بديع لالتفافهم من حوله جماعات متفرقة في مشاربها، وفي مآربها، وفي طباعها.

( عن اليمين وعن الشمال عزين ) واحدها عزة ، أي : متفرقين . وهو حال من مهطعين ، أي : في حال تفرقهم واختلافهم ، كما قال الإمام أحمد في أهل الأهواء : فهم مخالفون للكتاب ، مختلفون في الكتاب ، متفقون على مخالفة الكتاب .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ) قال : قبلك ينظرون ، ( عن اليمين وعن الشمال عزين ) قال : العزين : العصب من الناس ، عن يمين وشمال معرضين يستهزئون به .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار . حدثنا أبو عامر ، حدثنا قرة ، عن الحسن في قوله : ( عن اليمين وعن الشمال عزين ) متفرقين ، يأخذون يمينا وشمالا يقولون : ما قال هذا الرجل ؟

وقال قتادة : ( مهطعين ) عامدين ، ( عن اليمين وعن الشمال عزين ) أي : فرقا حول النبي صلى الله عليه وسلم لا يرغبون في كتاب الله ، ولا في نبيه صلى الله عليه وسلم .

وقال الثوري ، وشعبة ، وعيسى بن يونس ، وعبثر بن القاسم ، ومحمد بن فضيل ، ووكيع ، ويحيى القطان ، وأبو معاوية ، كلهم عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم حلق ، فقال : " ما لي أراكم عزين؟ "

رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير من حديث الأعمش به

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا مؤمل ، حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة‌ رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حلق حلق ، فقال : " ما لي أراكم عزين؟ " .

وهذا إسناد جيد ، ولم أره في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه .

وقوله: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) يقول: عن يمينك يا محمد، وعن شمالك متفرّقين حلقا ومجالس، جماعة جماعة، معرضين عنك وعن كتاب الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) قال: قبلك ينظرون، (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) قال: العزين: العصب من الناس عن يمين وشمال، معرضين عنه، يستهزئون به.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) قال: مجالس مجنبين.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) يقول: عامدين، (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) : أي فرقا حول نبيّ الله صلى الله عليه وسلم لا يرغبون في كتاب الله ولا في نبيه.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: (عِزِينَ ) قال: العزين: الحلق المجالس.

حدثنا عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (عِزِينَ ) قال: حلقا ورفقاء.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) قال: المجلس الذي فيه الثلاثة والأربعة، والمجالس الثلاثة والأربعة أولئك العزون.

حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: أخبرنا أبو الأحوص، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يرفعه قال: " مالي أرَاكُمْ عِزِينَ" والعزين: الحلق المتفرّقة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا شقيق، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حِلَق حِلَق، فقال: " مالي أرَاكمْ عِزِينَ".

حدثني أبو حصين، قال: ثنا عبثر، قال: ثنا الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة الطائي، عن جابر بن سمرة، قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متفرّقون، فقال: " ما لَكُمْ عِزِينَ".

حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي، قال: ثنا الفريابي، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس، فقال: " مالي أرَاكُمْ عِزِينَ حِلقَا ".

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس، فقال: " مالي أرَاكُمْ عِزِينَ حِلقَا ".

حدثني ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة الطائي، قال: ثنا جابر بن سمرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم حلق، فقال: " مالي أرَاكُمْ عِزِينَ" يقول: حلقا، يعني قوله: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ).

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا قرة، عن الحسن، في قوله: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ) قال: عزين: متفرّقين، يأخذون يمينا وشمالا يقولون: ما قال هذا الرجل.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا حماد بن مسعدة، قال: ثنا قرة، عن الحسن، مثله . وواحد العزين: عزة، كما واحد الثبين ثبة، وواحد الكُرين كرة. ومن العزين قول راعي الإبل:

أخَلِيفَــة الرَّحْــمَنِ إنَّ عَشِــيرَتِي

أمسَــى سَــوَامُهُمُ عِــزِينَ فُلُـولا (4)

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ:
  • جار ومجرور متعلق بعزين. وعن الشمال: معطوفة بالواو على «عن اليمن» وتعرب إعرابها وكسر آخر «عن» لالتقاء الساكنين.
  • ﴿ عِزِينَ:
  • تعرب إعراب «مهطعين» في الآية الكريمة السابقة. أي فرقا شتى جمع عزة وهي الفرقة من الناس والكلمة ملحقة بجمع المذكر السالم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     وبعد التعجب من إسراعهم؛ يأتي هنا التعجب من تكذيبهم واستهزائهم، قال تعالى:
﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن ..

التفسير :

[38]أيطمع كل واحد من هؤلاء الكفار أن يدخله الله جنة النعيم الدائم؟

{ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} بأي:سبب أطمعهم، وهم لم يقدموا سوى الكفر، والجحود برب العالمين.

والاستفهام في قوله- تعالى- أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ للنفي والإنكار.

أى: أيطمع كل واحد من هؤلاء الكافرين أن يدخل الجنة التي هي محل نعيمنا وكرامتنا بدون إيمان صادق، وبدون عمل نافع..؟

وقوله- سبحانه- كَلَّا ردع لهم وزجر عن هذا الطمع، أى: كلا ليس الأمر كما يزعمون من أنهم سيدخلون الجنة قبل المؤمنين أو معهم أو بعدهم.. وإنما هم سيكون مأواهم جهنم وبئس المصير.

وقال- سبحانه-: أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ ولم يقل: أيطمعون أن يدخلوا الجنة، للإشعار بأن كل واحد من هؤلاء الكافرين كان طامعا في دخولها، لاستيلاء الغرور والجهالة على قلبه.

وقوله : ( أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ) أي : أيطمع هؤلاء - والحالة هذه - من فرارهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونفارهم عن الحق - أن يدخلوا جنات النعيم ؟ كلا بل مأواهم الجحيم .

وقوله: (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) يقول: أيطمع كلّ امرئ من هؤلاء الذين كفروا قبلك مهطعين أن يدخله الله جنة نعيم: أي بساتين نعيم ينعم فيها.

واختلف القرّاء في قراءة قوله: (أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار: (يَدْخُلَ ) بضمّ الياء على وجه ما لم يسمّ فاعله، غير الحسن وطلحة بن مصرف، فإنه ذكر عنهما أنهما كانا يقرآنه بفتح الياء، بمعنى: أيطمع كلّ امرئ منهم أن يدخل كلّ امرئ منهم جنة نعيم.

والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار، وهي ضم الياء لإجماع الحجة من القرّاء عليه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[38] ﴿أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ﴾ طمعك بالجنة لا يكفي لدخولها.
وقفة
[38] ﴿أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ﴾ الطمع الكاذب! لم يتصفوا بصفات أهل الجنة، وطمعوا في اللحاق بأهلها.

الإعراب :

  • ﴿ أَيَطْمَعُ:
  • الهمزة همزة انكار بلفظ استفهام. يطمع: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • ﴿ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. امرئ: مصاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. من: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة لامرئ. و «من» حرف جر بياني.
  • ﴿ أَنْ يُدْخَلَ:
  • حرف مصدري ناصب. يدخل: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يدخل» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الإعراب. و«أن» المصدرية وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر. أي في دخول.
  • ﴿ جَنَّةَ نَعِيمٍ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. نعيم: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿أيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهم أن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: كانَ المُشْرِكُونَ يَجْتَمِعُونَ حَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ ويَسْتَمِعُونَ كَلامَهُ ولا يَنْتَفِعُونَ بِهِ، بَلْ يُكَذِّبُونَ بِهِ ويَسْتَهْزِئُونَ، ويَقُولُونَ: لَئِنْ دَخَلَ هَؤُلاءِ الجَنَّةَ لَنَدْخُلَنَّها قَبْلَهم، ولَيَكُونَنَّ لَنا فِيها أكْثَرُ مِمّا لَهم. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     وبعد التعجب من إسراعهم؛ يأتي هنا تعجب آخر من طمع كل واحد من هؤلاء الكفار أن يدخله اللهُ جنة النعيم، قال تعالى:
﴿ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يدخل:
1- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مبنيا للفاعل، وهى قراءة ابن يعمر، والحسن، وأبى رجاء، وزيد بن على، وطلحة، والمفضل، عن عاصم.

مدارسة الآية : [39] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ

التفسير :

[39]ليس الأمر كما يطمعون، فإنهم لا يدخلونها أبداً. إنَّا خلقناهم مما يعلمون مِن ماء مهين كغيرهم، فلم يؤمنوا، فمن أين يتشرفون بدخول جنة النعيم؟

قال:{ كلَّا} [أي:] ليس الأمر بأمانيهم ولا إدراك ما يشتهون بقوتهم.

{ إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} أي:من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب، فهم ضعفاء، لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.

وجملة إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ تأكيد لهذا الردع والزجر، وتهوين من شأنهم، وإبطال لغرورهم، وتنكيس لخيلائهم بأسلوب بديع مهذب.. لأنه مما لا شك فيه أنهم يعلمون أنهم قد خلقوا من ماء مهين، ومن كان كذلك فلا يليق به- متى كان عاقلا- أن يغتر أو يتطاول.

قال صاحب الكشاف ما ملخصه: ويجوز أن يراد بقوله: إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ أى: من النطفة المذرة، وهي منصبهم الذي لا منصب أوضع منه. ولذلك أبهم وأخفى:

إشعارا بأنه منصب يستحيا من ذكره، فمن أين يتشرفون ويدعون التقدم، ويقولون:

لندخلن الجنة قبلهم.

وقيل: معناه إنا خلقناهم من نطفة كما خلقنا بنى آدم كلهم، ومن حكمنا أن لا يدخل أحد الجنة، إلا بالإيمان والعمل الصالح، فكيف يطمع في دخولها من ليس له إيمان وعمل .

ثم قال تعالى مقررا لوقوع المعاد والعذاب بهم الذي أنكروا كونه واستبعدوا وجوده ، مستدلا عليهم بالبداءة التي الإعادة أهون منها وهم معترفون بها ، فقال ( إنا خلقناهم مما يعلمون ) أي : من المني الضعيف ، كما قال : ( ألم نخلقكم من ماء مهين ) [ المرسلات : 20 ] . وقال : ( فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر ) [ الطارق : 5 - 10 ] .

وقوله: (كَلا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) يقول عزّ وجلّ: ليس الأمر كما يطمع فيه هؤلاء الكفار من أن يدخل كل امرئ منهم جنة نعيم.

وقوله: (إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) يقول جلّ وعزّ: أنا خلقناهم من منيّ قذر، وإنما يستوجب دخول الجنة من يستوجبه منهم بالطاعة، لا بأنه مخلوق، فكيف يطمعون في دخول الجنة وهم عصاة كفرة.

وقد حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: (إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) إنما خُلقتَ من قَذرٍ يا ابن آدم، فاتق الله.

التدبر :

وقفة
[39] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ﴾ وفي المقصود بهذا الكلام ثلاثة أوجه؛ أحدها: تحقير الإنسان والردُّ على المتكبرين. الثاني: الردُّ على الكفار في طمعهم أن يدخلوا الجنة؛ كأنه يقول: إنا خلقناكم مما خلقنا منه الناس، فلا يدخل أحد الجنة إلا بالعمل الصالح؛ لأنكم سواء في الخلقة. الثالث: الاحتجاج على البعث بأن الله خلقهم من ماء مهين، فهو قادر على أن يعيدهم؛ كقوله: ﴿أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى﴾ [القيامة: 37].
وقفة
[39] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ﴾ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أنه نَظَرَ إلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ يَسْحَبُهَا وَيَمْشِي الْخُيَلَاءَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْمِشْيَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَقَالَ: بَلْ أَعْرِفُك، أَوَّلُك نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ، وَآخِرُك جِيفَةٌ قَذِرَةٌ، وَحَشْوُك فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَوْلٌ وَعَذِرَةٌ، فمضى الْمُهَلَّب وترك مشيته.

الإعراب :

  • ﴿ كَلَّا:
  • حرف جواب للردع والزجر أي ردع لهم عن طمعهم في دخول الجنة لأنهم منكرون للبعث والجزاء.
  • ﴿ إِنَّا خَلَقْناهُمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد تعليل عدم دخولهم الجنة. و «نا» ضمير متصل مدغم مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» خلق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. وجملة» خلقناهم» في محل رفع خبر «ان».
  • ﴿ مِمَّا يَعْلَمُونَ:
  • أصلها: من: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يعلمون» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والعائد- الراجع- الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: مما يعلمونه. و «ما» مبهمة وقيل المعنى: خلقناهم من نطفة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     ولَمَّا كانوا يَستحقِرونَ المؤمنينَ؛ أخبَرَ اللهُ أنَّ هؤلاء المسْتهزِئين مَخلوقونَ ممَّا خُلِقوا؛ فكيف يَليقُ بهم هذا الاحتقارُ؟!، قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :المعارج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ..

التفسير :

[40] أقسمَ تعالى بنفسه، وهو ربُّ المشارق والمغارب للشمس والقمر وسائر الكواكب؛ لما فيها من الآيات الباهرات الدالَّةِ على البعث، إنا لقادرون قدرةً تامة.

هذا إقسام منه تعالى بالمشارق والمغارب، للشمس والقمر والكواكب، لما فيها من الآيات الباهرات على البعث

ثم ساق- سبحانه- ما يدل على كمال قدرته، وعلى زيادة التهوين من شأن هؤلاء الكافرين، والتحقير من أمرهم فقال: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ. عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ.

وجمع- سبحانه- هنا المشارق والمغارب، باعتبار أن لها في كل يوم من أيام السنة مشرقا معينا تشرق منه، ومغربا معينا تغرب فيه.

وقال في سورة الرحمن رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ أى: مشرق ومغرب الشتاء والصيف.

وقال في سورة المزمل: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ والمراد بهما هنا: جنسهما، فهما صادقان على كل مشرق من مشارق الشمس، وعلى كل مغرب من مغاربها.

وبذلك يتبين أنه لا تعارض بين مجيء هذه الألفاظ تارة مفردة، وتارة بصيغة المثنى، وتارة بصيغة الجمع.

ثم قال : ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) أي : الذي خلق السماوات والأرض ، وجعل مشرقا ومغربا ، وسخر الكواكب تبدو من مشارقها وتغيب في مغاربها . وتقدير الكلام : ليس الأمر كما يزعمون أن لا معاد ولا حساب ، ولا بعث ولا نشور ، بل كل ذلك واقع وكائن لا محالة . ولهذا أتى ب " لا " في ابتداء القسم ليدل على أن المقسم عليه نفي ، وهو مضمون الكلام ، وهو الرد على زعمهم الفاسد في نفي يوم القيامة ، وقد شاهدوا من عظيم قدرة الله تعالى ما هو أبلغ من إقامة القيامة ، وهو خلق السماوات والأرض ، وتسخير ما فيهما من المخلوقات من الحيوانات والجمادات ، وسائر صنوف الموجودات ; ولهذا قال تعالى : ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ) [ غافر : 57 ] وقال تعالى : ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ) [ الأحقاف : 33 ] . وقال تعالى في الآية الأخرى : ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) [ يس : 81 ، 82 ] . وقال هاهنا : ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون )

القول في تأويل قوله تعالى : فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ

يقول تعالى ذكره: فلا أقسم بربّ مشارق الأرض ومغاربها.

التدبر :

وقفة
[40] ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ﴾ أي مشارق الشمس ومغاربها باعتبار مشرقها ومغربها كل يوم، لأنها في كل يوم لها مشرق ومغرب غير مشرقها ومغربها بالأمس.
وقفة
[40، 41] أقسم الله بنفسه وهو ربُّ مشارق الشمس والقمر والكواكب ومغاربها، إنا القادرون على إهلاك المجرمين، والإتيان بآخرين صالحين، فما أهون هذا الأمر علينا، لكن مشيئتنا القائمة على حكمتنا اقتضت تأخير العقوبة.
وقفة
[40، 41] عظيم قدرة الله تعالى.

الإعراب :

  • ﴿ فَلا أُقْسِمُ:
  • الفاء: استئنافية. لا: مزيدة مؤكدة. أقسم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. وقيل لا يجوز أن تكون «لا» زائدة لأنها في أول الكلام فيكون المعنى على هذا نفي القسم لعدم الضرورة ولوضوح الأمر اذ ليس من المتعذر على الله تعالى أن يهلك الكافرين وقد شرحت في سورة القيامة.
  • ﴿ بِرَبِّ:
  • الباء حرف جر. رب: اسم مقسم به مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بأقسم.
  • ﴿ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ:
  • مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. والمغارب: معطوفة بالواو على «المشارق» وتعرب إعرابها.
  • ﴿ إِنَّا لَقادِرُونَ:
  • الجملة: جواب القسم لا محل لها من الإعراب. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» اللام لام التوكيد- المزحلقة- قادرون: خبر «ان» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الرحمن: 17﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ
المعارج: 40﴿فَلَا أُقْسِمُ بِ رَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ
الشعراء: 28﴿قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
المزمل: 9﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     وبعد توبيخهم؛ توعدهم اللهُ بأنهم إن لم يثوبوا إلى رشدهم أهلكهم واستبدل بهم قومًا غيرهم خيرًا منهم، قال تعالى:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف