58120212223242526272829303132333435363738394041424344454647484950

الإحصائيات

سورة المرسلات
ترتيب المصحف77ترتيب النزول33
التصنيفمكيّةعدد الصفحات1.50
عدد الآيات50عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.65
ترتيب الطول73تبدأ في الجزء29
تنتهي في الجزء29عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 6/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (20) الى الآية رقم (28) عدد الآيات (9)

= ثُمَّ بيانُ الأدلَّةِ على البعثِ وقدرةِ اللهِ على إعادةِ الإنسانِ بعدَ الموتِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (29) الى الآية رقم (40) عدد الآيات (12)

بعدَ أن خوّفَ اللهُ الكُفَّارَ بعذابِ القيامةِ وبهلاكِ الأممِ السَّابقةِ، بَيَّنَ هنا كيفيةَ عذابِهم في الآخرةِ، وأنَّه لا إذنَ لهم في الكلامِ فيعتذرونَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (41) الى الآية رقم (50) عدد الآيات (10)

بعدَ ذِكْرِ عذابِ الكافرينَ ذكَرَ نعيمَ المُتَّقينَ لتتضاعفَ حسرةُ الكافرينَ، وخُتِمَتْ السُّورةُ بتوبيخِ الكُفَّارِ وتهديدِهم بزوالِ نِعَمِ الدُّنيا في وقتٍ قصيرٍ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة المرسلات

تحذير المكذبين

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سورة المرسلات ترسل تحذيرًا شديدًا مباشرًا للمكذبين::   سورة المرسلات من السور القرآنية التي تسلِّط الضوء على يوم القيامة، هذا اليوم الرهيب على المكذبين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «المرسلات».
  • • معنى الاسم ::   المرسلات: الرياح المتتابعة.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاح السورة بالقسم بها.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سُورَةُ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا»‏، ‏و«العُرْف».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   التذكير باليوم الرهيب على المكذبين، وملاحقتهم بالتهديد والوعيد.
  • • علمتني السورة ::   أن الله يقسم بنفسه، وبما شاء من خلقه: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا﴾
  • • علمتني السورة ::   الله يقسم بوقوع يوم البعث والجزاء؛ فاعمل لذلك اليوم: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ﴾
  • • علمتني السورة ::   شدة أهوالِ يومِ القيامةِ: ﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ * وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ شِبْت»، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كَوِّرَتْ».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة المرسلات من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة المرسلات من المفصل.
    • سورة المرسلات من سور القرائن أو النظائر، وهي 20 سورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها، كل سورتين في ركعة، والنظائر: السور المتشابهات والمتماثلات في الطول.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن سورة المرسلات مع سورة النبأ، ويقرأهما في ركعة واحدة.
    عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالَا: «أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّى أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِى رَكْعَةٍ، فَقَالَ: أَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ؟! لَكِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: السُّورَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، الرَّحْمَنَ وَالنَّجْمَ فِى رَكْعَةٍ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِى رَكْعَةٍ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِى رَكْعَةٍ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِى رَكْعَةٍ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِى رَكْعَةٍ، وَهَلْ أَتَى وَلاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِى رَكْعَةٍ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلاَتِ فِى رَكْعَةٍ، وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِى رَكْعَةٍ».
    وأصل الحديث في الصحيحين -ولكن دون سرد السور- وهو: عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «إِنِّى لأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، عِشْرِينَ سُورَةً فِى عَشْرِ رَكَعَاتٍ».
خامسًا : خصائص السورة :
  • • من السور الخمس التي شيبت النبي صلى الله عليه وسلم.
    • احتوت السورة على أكثر لازمة تكررت في القرآن الكريم بعد سورة الرحمن، وهي: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ﴾، فقد تكررت 10 مرات؛ لأن محور السورة هو توعد المكذبين لله ورسوله.
    • سورة المرسلات آخر سورة -بحسب ترتيب المصحف- من سور طوال المفصل، التي ابتدأت بسورة (ق)، وهي 28 سورة.
    • هذه السورة حادة الملامح، عنيفة المشاهد، شديدة الإيقاع، كأنها سياط لاذعة من نار.
    • من آداب التلاوة أن يقول القارئ بعد قوله تعالى في آخر سورة المرسلات: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾، يقول: آمنت بالله وكتابه، وهذا من باب التدبر وشعور القارئ أنه مخاطب بما يقرأ.
    • عن أبي هريرة قال: «وإذا قرأ: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ﴾ فانتهى إلى آخرها: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾؛ فليقل: آمنت بالله وما أنزل».
    • لاحظ في سور: الإنسان والمرسلات والنبأ: في الإنسان: ذكر الله جزاء الكافرين في آية واحدة فقط، وفي 18 آية بين جزاء المؤمنين (كما سبق).
    وهنا في المرسلات: أكثر الكلام على جزاء الكافرين، وجزاء المؤمنين في آيات يسيرة.
    أما في النبأ: الكلام على جزاء الكافرين وجزاء المؤمنين بقدرٍ متقارب.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نعمل ليوم القيامة: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ﴾ (7).
    • أن نتذَكّر أصل خِلْقتنا قبلَ أن نتكَّبرَ على أحد: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾ (20).
    • أن نتفكر في خلق الإنسان، ودلالة الخلق على البعث: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ۞ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِين﴾ (20، 21).
    • أن نزور المقابر، ونتعظ بتلك الزيارة: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا﴾ (25).
    • أن نسأل الله أن يسقينا وينزل الغيث: ﴿وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا﴾ (27).
    • أن نستعيذ باللهِ من عذابِ جهنَّمَ ثلاثًا: ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾ (32).
    • أن نتذكر ذلك اليوم الذي نقف فيه بين يدي الله تعالى لا حول لنا ولا قوة: ﴿هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ * فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ﴾ (38، 39).
    • ألا نغتر بظاهر حال المجرمين, فهم يأكلون ويتمتعون: ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ﴾ (46)، وكم فتنت هذه الشبهة من إنسان؟!

تمرين حفظ الصفحة : 581

581

مدارسة الآية : [20] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ

التفسير :

[20] ألم نخلقكم -يا معشر الكفار- من ماء ضعيف حقير وهو النطفة

أي:أما خلقناكم أيها الآدميون{ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} أي:في غاية الحقارة، خرج من بين الصلب والترائب.

ثم قال - سبحانه - ممتنا على خلقه بإيجادهم فى هذه الحياة ، ومحتجا على إمكان الإِعادة بخلقهم ولم يكونوا شيئا مذكورا ، فقال : ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ ) .

أى : لقد خلقناكم - أيها الناس - من نطفة حقيرة ضعيفة ، من مَهُن الشئ - بفتح الميم وضم الهاء - إذا ضعف ، وميمه أصلية ، وليس هو من مادة هان ، و " من " ابتدائية .

ثم قال ممتنا على خلقه ومحتجا على الإعادة بالبداءة : ( ألم نخلقكم من ماء مهين ) ؟ أي : ضعيف حقير بالنسبة إلى قدرة البارئ عز وجل ، كما تقدم في سورة " يس " في حديث بسر بن جحاش : " ابن آدم ، أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه؟ " .

يقول تعالى ذكره: ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ ) أيها الناس ( مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) يعني: من نطفة ضعيفة.

كما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ يعنى بالمهين: الضعيف.

التدبر :

عمل
[20] ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾ قبلَ أن تتكَبَّر على أحد تذَكَّر أصل خِلْقتك.
عمل
[20] ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾ إنْ دَعَتك نفسك لتعصي خالقك، فتذَكَّر أصل خِلْقتك.
عمل
[20] ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾ ذكَّرهم بأصلهم كي لا يُعجَبوا بأحوالهم.
وقفة
[20] ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾ قال ابن عاشور: «هذا الوصف كناية رمزية عن عظيم قدرة الله تعالى؛ إذ خلق من هذا الماء الضعيف إنسانًا شديد القوة عقلًا وجسمًا».
وقفة
[20] مهما علا نسبك فأصلك: ﴿مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾.
وقفة
[20، 21] التفكر في خلق الإنسان، ودلالة الخلق على البعث ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِين﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ:
  • أعربت في الآية الكريمة السادسة عشرة. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بنخلق. مهين: صفة- نعت- لماء مجرورة مثلها بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ الإهلاكَ على ذلك الوَجْهِ الدَّالِّ على القُدرةِ التَّامَّةِ على البَعثِ؛ ذكرَ هنا الأدلَّةَ على البعثِ وقدرةِ اللهِ على إعادةِ الإنسانِ بعدَ الموتِ: ١- خلق الإنسان، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [21] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ

التفسير :

[21] فجعلنا هذا الماء في مكان حصين، وهو رحم المرأة

حتى جعله الله{ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} وهو الرحم، به يستقر وينمو.

وقوله: فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ تفصيل لكيفية الخلق على سبيل الإدماج، والقرار:

اسم للمكان الذي يستقر فيه الماء، والمراد به رحم المرأة. والمكين صفة له.

أى: خلقناكم من ماء ضعيف، ومن مظاهر قدرتنا وحكمتنا ولطفنا بكم أننا جعلنا هذا الماء الذي خلقتم منه، في مكان حصين، قد بلغ النهاية في تمكنه وثباته.

فقوله مَكِينٍ بمعنى متمكن، من مكن الشيء مكانة، إذا ثبت ورسخ.

فجعلناه في قرار مكين ) يعني : جمعناه في الرحم ، وهو قرار الماء من الرجل والمرأة ، والرحم معد لذلك ، حافظ لما أودع فيه من الماء .

وقوله: ( فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ) يقول: فجعلنا الماء المَهِين في رحمٍ استقرّ فيها فتمكن.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ) قال: الرحم.

التدبر :

وقفة
[21] ﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِين﴾ رعاية الله للإنسان في بطن أمه.

الإعراب :

  • ﴿ فَجَعَلْناهُ:
  • الفاء عاطفة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا.و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فِي قَرارٍ مَكِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بجعلناه وهو في مقام المفعول الثاني لأن المعنى فصيرناه في موضع أو مكان حصين أو منيع. مكين: صفة- نعت- لقرار مجرورة مثلها بالكسرة.'

المتشابهات :

المؤمنون: 13﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
المرسلات: 21﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ الماء الحقير وهو النُّطْفة؛ ذكرَ هنا محلَّه الذي يستقرُّ فيه، قال تعالى:
﴿ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [22] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ

التفسير :

[22] إلى وقت محدود ومعلوم عند الله تعالى؟

{ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ} ووقت مقدر.

وقوله: إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ بيان لبديع حكمته، والقدر بمعنى المقدار المحدد المنضبط، الذي لا يتخلف.

أى: جعلنا هذا الماء في قرار مكين، إلى وقت معين محدد في علم الله- تعالى- يأذن عنده بخروج هذا المخلوق من رحم أمه، إلى الحياة، وهذا الوقت هو مدة الحمل.

إلى مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر.

وقوله: ( إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ) يقول: إلى وقت معلوم لخروجه من الرحم عند الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[22] ﴿إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ القدر المعلوم هو مدة الحمل إلى السقط أو الولادة.
وقفة
[20-22] ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾ من أنجع أدوية العجب والغرور: التفكر في النفس، وتدبر أصل الخلق, فإنه يرد المرء إلي فطرته عبدًا لله متواضعًا.

الإعراب :

  • ﴿ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ:
  • جار ومجرور متعلق بجعلناه. معلوم: صفة- نعت- لقدر مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. أي الى مقدار من الوقت معلوم قد علمه الله وحكم به.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ محلَّه؛ ذكرَ هنا مُدَّةَ حملِه، قال تعالى:
﴿ إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ

التفسير :

[23] فقدَرنا على خلقه وتصويره وإخراجه، فنعم القادرون نحن.

{ فَقَدَرْنَا} أي:قدرنا ودبرنا ذلك الجنين، في تلك الظلمات، ونقلناه من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة، إلى أن جعله الله جسدا، ثم نفخ فيه الروح، ومنهم من يموت قبل ذلك.

{ فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [يعني بذلك نفسه المقدسة] حيث كان قدرا تابعا للحكمة، موافق للحمد.

وقوله- تعالى-: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ ثناء منه- تعالى- على ذاته بما هو أهله. أى: فقدّرنا ذلك الخلق تقديرا حكيما منضبطا، وتمكنا من إيجاده في أطوار متعددة، فنعم المقدرون نحن، ونعم الموجدون نحن لما نوجده من مخلوقات.

( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة ( فَقَدَّرْنا ) بالتشديد. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بالتخفيف.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وإن كنت أوثر التخفيف لقوله: ( فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) إذ كانت العرب قد تجمع بين اللغتين، كما قال: فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا فجمع بين التشديد والتخفيف، كما قال الأعشى:

وأنْكَـرَتْنِي ومـا كـانَ الَّـذِي نَكِـرَتْ

مِـنَ الْحَـوَادِثِ إلا الشَّـيْبَ والصَّلعَـا (1)

وقد يجوز أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحدا. فإنه محكيّ عن العرب، قُدِر عليه الموت، وقُدِّر - بالتخفيف والتشديد.

وعني بقوله: ( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) ما حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن ابن المبارك غن جويبر، عن الضحاك ( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) قال: فملكنا فنعم المالكون.

التدبر :

وقفة
[23] ﴿فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾ فيه التمدح بالقدرة على ذلك، وهو حق، ولا يقدر عليه إلا الله.
وقفة
[23] ﴿فَقَدَرنا فَنِعمَ القادِرونَ﴾ رب العزة يمدح نفسه سبحانه جل شأنه؛ لنتعلم نحن.
وقفة
[21-23] ﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾ أنكرتم البعث، وقد علمتم أن الله خلقكم من نطفة مهينة حقيرة، فلماذا لم تقيسوا أمر البعث على ذلك؟!
وقفة
[21-23] ﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَصَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا إِصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي وقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ، قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ. [أحمد 4/210، وصححه الألباني].

الإعراب :

  • ﴿ فَقَدَرْنا:
  • الفاء عاطفة. قدر: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أي فقدرنا على ذلك.
  • ﴿ فَنِعْمَ الْقادِرُونَ:
  • الفاء استئنافية. نعم: فعل ماض جامد مبني على الفتح لانشاء المدح. القادرون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في المفرد وحذف المخصوص بالمدح اختصارا لأنه معلوم. أي فنعم القادرون عليه نحن.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ هَذا أمرًا عَظِيمًا؛ تَرْجَمَهُ وبَيَّنَهُ مُعَظِّمًا لَهُ بِقَوْلِهِ تعالى:
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فقدرنا:
وقرئ:
بشد الدال، من التقدير، وهى قراءة على بن أبي طالب.

مدارسة الآية : [24] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[24] هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بقدرتنا.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات.

وما دام الأمر كذلك فويل وهلاك يوم القيامة ، للمكذبين بوحدانيتنا وقدرتنا .

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول جلّ ثناؤه: ويل يومئذ للمكذّبين بأن الله خلقهم من ماء مهين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[24] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.
تفاعل
[24] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ لهم هذه الآيات؛ توعدهم هنا، قال تعالى:
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا

التفسير :

[25] ألم نجعل هذه الأرض التي تعيشون عليها، تضم على ظهرها

أي:أما امتنناعليكم وأنعمنا، بتسخير الأرض لمصالحكم، فجعلناها{ كِفَاتًا} لكم.

ثم انتقل- سبحانه- إلى الاستدلال على إمكانية البعث بطريق ثالث فقال: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً، أَحْياءً وَأَمْواتاً، وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ.

والكفات: اسم للمكان الذي يكفت فيه الشيء. أى يجمع ويضم ويوضع فيه.

يقال: كفت فلان الشيء يكفته كفتا، من باب ضرب- إذا جمعه ووضعه بداخل شيء معين، ومنه سمى الوعاء كفاتا، لأن الشيء يوضع بداخله، وهو منصوب على أنه مفعول ثان لقوله نَجْعَلِ، لأن الجعل هنا بمعنى التصيير.

قال ابن عباس كفاتا كنا وقال مجاهد يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم.

يقول تعالى ذكره: منبها عباده على نعمه عليهم: ( أَلَمْ نَجْعَلِ ) أيها الناس ( الأَرْضَ ) لكم ( كِفَاتًا ) يقول: وعاء، تقول: هذا كفت هذا وكفيته، إذا كان وعاءه.

وإنما معنى الكلام: ألم نجعل الأرض كِفاتَ أحيائكم وأمواتكم، تكْفِت أحياءكم في المساكن والمنازل، فتضمهم فيها وتجمعهم، وأمواتَكم في بطونها في القبور، فيُدفَنون فيها.

التدبر :

وقفة
[25] ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا﴾ تضم الأحياء على ظهرها، والأموات في بطنها، وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه.
عمل
[25] زُر المقابر واتعظ بتلك الزيارة ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا﴾.
وقفة
[25، 26] ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ اتساع الأرض لمن عليها من الأحياء، ولمن فيها من الأموات.
وقفة
[25، 26] ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ كما أن الدور من نعم الله علي عباده الأحياء, فكذلك القبور هي من نعم الله علي عباده الأموات؛ حفظًا لأجسادهم, وكرامة لأرواحهم.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً
  • أعربت في الآية الكريمة السادسة عشرة. الأرض كفاتا: مفعولا «نجعل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة و «كفاتا» من كفت الشيء: اذا ضمه وجمعه وهو الموضع الذي يكفت فيه الشيء: أي يضم.'

المتشابهات :

المرسلات: 25﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا
النبإ: 6﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     وبعد أن ذكَّرَهم بالأدلةِ التي في الأنفس؛ ذكَّرَهم هنا بالأدلة التي في الآفاق، فأشارَ إلى أمور ثلاثة: ١- الأرض، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [26] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا

التفسير :

[26] أحياء لا يحصون، وفي بطنها أمواتاً لا يحصرون

{ أَحْيَاءً} في الدور،{ وَأَمْوَاتًا} في القبور، فكما أن الدور والقصور من نعم الله على عباده ومنته، فكذلك القبور، رحمة في حقهم، وسترا لهم، عن كون أجسادهم بادية للسباع وغيرها.

وقوله: أَحْياءً وَأَمْواتاً منصوبان على أنهما مفعولان به، لقوله كِفاتاً. أو مفعولان لفعل محذوف.

أى: لقد جعلنا الأرض وعاء ومكانا تجتمع فيه الخلائق: الأحياء منهم يعيشون فوقها، والأموات منهم يدفنون في باطنها،

وقال مجاهد يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم.

وجائز أن يكون عُني بقوله: ( كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) تكفت أذاهم في حال حياتهم، وجيفهم بعد مماتهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا ) يقول: كِنًّا.

حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا خالد، عن مسلم، عن زاذان أبي عمر، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود، أنه وجد قملة في ثوبه، فدفنها في المسجد ثم قال: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) .

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا مسلم الأعور، عن زاذان، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله، مثله.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن ليث، قال: قال مجاهد في الذي يرى القملة في ثوبه وهو في المسجد، ولا أدري قال في صلاة أم لا إن شئت فألقها، وإن شئت فوارها ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) .

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن شريك، عن بيان، عن الشعبيّ ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا* أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) قال: بطنها لأمواتكم، وظهرها لأحيائكم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا ) قال: تكفت أذاهم ( أَحْيَاءً ) تواريه ( ‎وَأَمْوَاتًا ) يدفنون: تكفتهم.

وقد حدثني به ابن حميد مرّة أخرى، فقال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا ) قال: تكفت أذاهم وما يخرج منهم ( أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) قال: تكفتهم في الأحياء والأموات.

حدثني محمد بن عمرو، قال: تنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) قال: أحياء يكونون فيها، قال محمد بن عمرو: يغيبون فيها ما أرادوا، وقال الحارث: ويغيبون فيها ما أرادوا. وقوله: ( أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) قال: يدفنون فيها.

&; 24-135 &;

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) يسكن فيها حيهم، ويدفن فيها ميتهم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) قال: أحياء فوقها على ظهرها، وأمواتا يُقبرون فيها.

واختلف أهل العربية في الذي نصب ( أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا ) فقال بعض نحويي البصرة: نصب على الحال. وقال بعض نحويي الكوفة: بل نصب ذلك بوقوع الكفات عليه، كأنك قلت: ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات، فإذا نوّنت نصبت كما يقرأ من يقرأ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ وهذا القول أشبه عندي بالصواب.

التدبر :

وقفة
[25، 26] ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ أليس لكم في الأرض عبرة؟ إنها تجمع الخلائق كلهم؛ الأحياء علي ظهرها, والأموات في بطنها, ثم لا تلبث أن تتخلي عنهم ليقوم الجميع للحساب.

الإعراب :

  • ﴿ أَحْياءً وَأَمْواتاً:
  • مفعول به منصوب بكفات. بتقدير: كافتة أحياء وأمواتا أو بفعل مضمر يدل عليه وهو تكفت. وأمواتا: معطوفة بالواو على «أحياء» وتعرب اعربها أي تكفت أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها. ويجوز أن تكونا حالين من الضمير على معنى «تكفتكم أحياء وأمواتا».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ الأرضَ؛ بَيَّنَ هنا أنها تضم على ظهرها أحياء لا يحصون، وفي بطنها أمواتًا لا يحصرون، قال تعالى:
﴿ أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [27] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم ..

التفسير :

[27] وجعلنا فيها جبالاً ثوابت عاليات؛ لئلا تضطرب بكم، وأسقيناكم ماءً عذباً سائغاً؟

{ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} أي:جبالا ترسي الأرض، لئلا تميد بأهلها، فثبتها الله بالجبال الراسيات الشامخات أي:الطوال العراض،{ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} أي:عذبا زلالا، قال تعالى:{ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}

وَجَعَلْنا فِيها- أيضا- جبالا رَواسِيَ أى:

ثوابت شامِخاتٍ أى: مرتفعات ارتفاعا كبيرا، جمع شامخ وهو الشديد الارتفاع.

قال صاحب الكشاف: الكفات: من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه.. وبه انتصب أَحْياءً وَأَمْواتاً كأنه قيل: كافتة أحياء وأمواتا، أو انتصبا بفعل مضمر يدل عليه، وهو تكفت.

والمعنى: تكفت أحياء على ظهرها، وأمواتا في بطنها.

فإن قلت: لم قيل أحياء وأمواتا على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعا؟

قلت: هو من تنكير التفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتا لا يحصرون.. .

وقوله- سبحانه- وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً بيان لنعمة أخرى من أجل نعمه على خلقه، أى: وأسقيناكم- بفضلنا ورحمتنا- ماء فُراتاً أى: عذبا سائغا للشاربين.

يعني الجبال رسى بها الأرض لئلا تميد وتضطرب "وأسقيناكم ماء فراتا" أي عذبا زلالا من السحاب أو مما أنبعه من عيون الأرض.

وقوله: ( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ) يقول تعالى ذكره: وجعلنا في الأرض جبالا ثابتات فيها، باذخات شاهقات.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ) يعني الجبال.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ) يقول: جبالا مشرفات.

وقوله: ( وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) يقول: وأسقيناكم ماء عذبا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا ) يقول: عذبا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثني أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( مَاءً فُرَاتًا ) قال: عذبا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا ) : أي ماء عذبا.

حدثنا محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرِمة، عن ابن عباس: ( وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) قال: من أربعة أنهار: سيحانَ، وجيحان، &; 24-136 &; والنيلِ، والفراتِ، وكل ماء يشربه ابن آدم، فهو من هذه الأنهار، وهي تخرج من تحت صخرة من عند بيت المقدس، وأما سيحان فهو ببلخ، وأما جيحان فدجلة، وأما الفرات ففرات الكوفة، وأما النيل فهو بمصر.

التدبر :

وقفة
[27] ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا﴾ تذكُّر النَّعَم يعين على شكرها، قال سلام بن أبي مطيع: «دخلت على مريض أعوده، فإذا هو يئنَ»، فقلتُ له: «اذكر المطروحين في الطريق، اذكر الذين لا مأوى لهم، ولا لهم من يخدمهم»، قال: «ثم دخلتُ عليه بعد ذلك، فلم أسمعه يئنّ، وجعل يقول: اذكر المطروحين في الطريق، اذكر من لا مأوى له، ولا له من يخدمه».
وقفة
[27] ﴿وَجَعَلنا فيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسقَيناكُم ماءً فُراتًا﴾ فى الآية دعوة للتأمل فى بديع خلق الله.
وقفة
[27] ﴿وَأَسْقَيْنَاكُم﴾ الفرق بين سقى وأسقى، (سقى): سقاهم ماءً يشربونه الآن، كقوله تعالى: ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ [الإنسان: 21]، وقوله تعالى: ﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: 24]، (أسقى): أوجد لهم ماءً يشربونه بعد حين، مثل آية المرسلات.
وقفة
[27] ﴿وَأَسقَيناكُم ماءً فُراتًا﴾ أى الصافي العذب، ولا يقال للملح فرات، وهي لفظة تجمع ماء المطر ومياه الأنهار.
عمل
[27] اطلب من الله أن يسقيكم وينزل الغيث ﴿وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَجَعَلْنا فِيها:
  • الواو عاطفة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. فيها: جار ومجرور متعلق بجعلنا.
  • ﴿ رَواسِيَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكلمة ممنوعة من الصرف على وزن «مفاعل» أي جبالا رواسخ ثابتات فحذف الموصوف وحلت الصفة محله.
  • ﴿ شامِخاتٍ
  • صفة- نعت- ثان للموصوف المقدر- المحذوف- منصوبة وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم.
  • ﴿ وَأَسْقَيْناكُمْ:
  • معطوفة بالواو على «جعلنا» وتعرب إعرابها والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول والميم علامة جمع الذكور أي جعلنا لكم سقيا
  • ﴿ ماءً فُراتاً:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. فراتا: صفة- نعت- لماء منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. أي ماء عذبا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     ٢- الجبال الثوابت العاليات. ٣ - الماء العذب السائغ، قال تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[28] هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بهذه النعم.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} مع ما أراهم الله من النعم التي انفرد الله بها، واختصهم بها، فقابلوها بالتكذيب.

وقوله- تعالى- وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ تكرير للتوبيخ والتقريع على جحودهم لنعم الله، التي يرونها بأعينهم، ويحسونها بحواسهم ويستعملونها لمنفعتهم.

ثم انتقلت السورة الكريمة إلى بيان المصير الأليم الذي ينتظر هؤلاء المكذبين، فقال- تعالى-: انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ. لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ. إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ.

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول: ويل يومئذ للمكذّبين بهذه النعم التي أنعمتها عليكم من خلقي الكافرين بها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[28] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ في هَذا دَلالَةٌ عَلى ظاهِرَةِ قُدْرَتِهِ عَلى البَعْثِ وغَيْرِهِ قالَ تعالى:
﴿ وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ ..

التفسير :

[29] يقال للكافرين يوم القيامة:سيروا إلى عذاب جهنم الذي كنتم به تكذبون في الدنيا

هذا من الويل الذي أعد [للمجرمين] للمكذبين، أن يقال لهم يوم القيامة:{ انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}

وقوله- سبحانه-: انْطَلِقُوا مفعول لقول محذوف. أى: يقال للكافرين يوم القيامة- على سبيل الإهانة والإذلال-: انطلقوا إلى ما كنتم تكذبون به في الدنيا من العذاب.

يقول تعالى مخبرا عن الكفار المكذبين بالمعاد والجزاء والجنة والنار أنهم يقال لهم يوم القيامة "انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ".

يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بهذه النَّعم والحجج التي احتجّ بها عليهم يوم القيامة: ( انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ ) في الدنيا ( تُكَذِّبُونَ ) من عذاب الله لأهل الكفر به.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[29] ﴿انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ اذهبوا طلقاء بعد الارتهان والحبس الطويل في يوم الفصل العظيم، والممتد لآلاف السنين، ولكن إلى أين؟!

الإعراب :

  • ﴿ انْطَلِقُوا:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف. أي يقال لهم.
  • ﴿ إِلى ما كُنْتُمْ:
  • حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بفعل «انطلقوا» كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. وجملة «كنتم مع خبرها» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ بِهِ تُكَذِّبُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «كنتم» تكذبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تكذبون» في محل نصب خبر «كنتم» أي يقال لهم انطلقوا الى ما كذبتم به من العذاب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     وبعد أنْ ذكَرَ اللهُ أنَّ لهؤلاء المُكَذِّبينَ العذابَ في يومِ الفَصلِ والجزاءِ؛ بَيَّنَ هنا المصير المؤلم الذي ينتظر هؤلاء المكذبين، قال تعالى:
﴿ انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ ..

التفسير :

[30] سيروا فاستظلوا بدخان جهنم الذي يتفرع منه ثلاث قطع

{ انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} أي:إلى ظل نار جهنم، التي تتمايز في خلاله ثلاث شعب أي:قطع من النار أي:تتعاوره وتتناوبه وتجتمع به.

وقوله: انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ.. بدل مما قبله، وأعيد فعل انْطَلِقُوا.. على سبيل التوكيد، لقصد الزيادة في تقريعهم وتوبيخهم.

والمراد بالظل: دخان جهنم، وسمى بذلك لشدة كثافته، أى: انطلقوا- أيها المشركون- إلى ظل من دخان جهنم الذي يتصاعد من وقودها، ثم يتفرق بعد ذلك إلى ثلاث شعب، شأن الدخان العظيم عند ما يرتفع.

وسمى هذا الدخان العظيم الخانق بالظل، على سبيل التهكم بهم، إذ هم في هذه الحالة يكونون في حاجة شديدة إلى ظل يأوون إلى برده.

يعني لهب النار إذا ارتفع وصعد معه دخان فمن شدته وقوته أن له ثلاث شعب.

( انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) يعني تعالى ذكره: إلى ظلّ دخان ذي ثلاث شعب ( لا ظَلِيلٍ ) ، وذلك أنه يرتفع من وقودها الدخان فيما ذُكر، فإذا تصاعد تفرّق شعبا ثلاثا، فذلك قوله: ( ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) قال: دخان جهنم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) قال: هو كقوله: نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا قال: والسرادق: دخان النار، فأحاط بهم سرادقها، ثم تفرّق، فكان ثلاث شعب، فقال: انطلقوا إلى ظلّ ذي ثلاث شعب: شعبة هاهنا، وشعبة هاهنا، وشعبة هاهنا .

التدبر :

وقفة
[30] ﴿انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ﴾ كونه ثلاث شعب دليل على قوة النار الباعثة للدخان, إذ المعتاد أن دخان النار واحد، وإنما كان ثلاثة لشدة ضغط النار, فنعوذ بالله منها ومن دخانها.
وقفة
[30، 31] ﴿انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّـهَبِ﴾ انطلقوا -أيها المشركون- إلى ظلٍّ من دخان جهنم، والذي تفرَّق من ضخامته إلى ثلاث شعب، وسماه بالظل على سبيل التهكم بهم، إذ يكونون في أمس الحاجة إلى ظل يأوون إليه، فيجدونه نارًا.

الإعراب :

  • ﴿ انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ:
  • أعربت في الآية الكريمة السابقة. ظل: مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة أي الى دخان.
  • ﴿ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ:
  • صفة- نعت- لظل مجرورة مثلها وعلامة جرها الياء لأنها من الأسماء الخمسة وهي مضافة. ثلاث: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضافة. شعب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة أي ثلاثة أفرع جمع شعبة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ المُرادُ زِيادَةَ تَبْكِيتِهِمْ وتَقْرِيعِهِمْ والتَّهْوِيلِ عَلَيْهِمْ؛ كَرَّرَ هنا الأمْرَ واصِفًا ما أمَرُوا بِالِانْطِلاقِ إلَيْهِ، قال تعالى:
﴿ انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [31] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ ..

التفسير :

[31] لا يُظِل ذلك الظل من حر ذلك اليوم، ولا يدفع من حر اللهب شيئاً

{ لَا ظَلِيلٍ} ذلك الظل أي:لا راحة فيه ولا طمأنينة،{ وَلَا يُغْنِي} من مكث فيه{ مِنَ اللَّهَبِ} بل اللهب قد أحاط به، يمنة ويسرة ومن كل جانب، كما قال تعالى:{ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}

{ لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين}

ثم وصف- سبحانه- هذا الظل بصفة ثانية فقال: لا ظَلِيلٍ أى: ليس هو بظل على سبيل الحقيقة، وإنما هو دخان خانق لا برد فيه.

ثم وصفه بصفة ثالثة فقال: وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ أى: أن هذا الظل الذي تنطلقون إليه لا يغنى شيئا من الإغناء، من حر لهب جهنم التي هي مأواكم ونهايتكم.

وبهذه الصفات يكون لفظ الظل، قد فقد خصائصه المعروفة من البرودة والشعور عنده بالراحة.. وصار المقصود به ظلا آخر، لا برد فيه، ولا يدفع عنهم شيئا من حر اللهب.

وهذه الصفات إنما جيء بها لدفع ما يوهمه لفظ «ظل» .

وعدى الفعل «يغنى» بحرف من، لتضمنه معنى يبعد.

أي ظل الدخان المقابل للهب لا ظليل هو في نفسه ولا يغني من اللهب يعني ولا يقيهم حر اللهب.

( لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ) .

وقوله: ( لا ظَلِيلٍ ) يقول: لا هو يظلهم من حرّها ( وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ) ولا يُكِنُّهم من لهبها.

التدبر :

عمل
[30، 31] تفكر في ظل الكفار: ﴿انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّـهَبِ﴾، وظل المؤمنين: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ لا ظَلِيلٍ:
  • نافية لا عمل لها. ظليل: صفة- نعت- لظل. وهو تهكم أي أن ظلهم غير ظل المؤمنين
  • ﴿ وَلا يُغْنِي:
  • الواو عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. يغنى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «وَلا يُغْنِي» في محل جر صفة ثانية لظل.
  • ﴿ مِنَ اللَّهَبِ:
  • جار ومجرور متعلق بلا يغني. أي وغير مغن عنهم من حر اللهب شيئا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا كان المُتبادِرُ من الظِّلِّ ما يُسْتَروَحُ إليه، فلما ظَنُّوا ذلك؛ أزالَ اللهُ عنهم هذا التَّوهُّم على طريقِ التَّهكُّم بهم؛ ليكونَ أشدَّ في النَّكالِ، فقال تعالى:
﴿ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ

التفسير :

[32] إن جهنم تقذف من النار بشرر عظيم، كل شرارة منه كالبناء المشيد في العِظم والارتفاع

ثم ذكر عظم شرر النار، الدال على عظمها وفظاعتها وسوء منظرها، فقال:

{ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} وهي السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة، وهذا يدل على أن النار مظلمة، لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداء، كريهة المرأى، شديدة الحرارة، نسأل الله العافية منها [من الأعمال المقربة منها].

والشرر : واحده شررَه ، وهى القطعة التى تتطاير من النار لشدة اشتعالها .

والقصر: البناء العالي المرتفع. وقيل: هو الغليظ من الشجر. أو هو قطع من الخشب، يجمعها الجامعون للاستدفاء بها من البرد. وقوله: جِمالَتٌ جمع جمل- كحجارة وحجر.

قال الآلوسى: «جمالة» بكسر الجيم- كما قرأ به حمزة والكسائي وحفص وهو جمع جمل.

والتاء لتأنيث الجمع. يقال: جمل وجمال وجمالة.. والتنوين للتكثير.

وقرأ الجمهور جمالات- بكسر الجيم مع الألف والتاء- جمع جمال.. فيكون جمع الجمع.. .

والمعنى: إنها- أى: جهنم- ترمى المكذبين بالحق، الذين هم وقودها، ترميهم بشرر متطاير منها لشدة اشتعالها، كل واحدة من هذا الشرر كأنها البناء المرتفع في عظمها وارتفاعها.

أي يتطاير الشرر من لهبها كالقصر قال ابن مسعود كالحصون وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم وغيرهم يعني أصول الشجر.

وقوله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) يقول تعالى ذكره: إن جهنم ترمي بشرر كالقصر، فقرأ ذلك قرّاء الأمصار: ( كَالْقَصْرِ ) بجزم الصاد.

واختلف الذين قرءوا ذلك كذلك في معناه، فقال بعضهم: هو واحد القصور.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) يقول: كالقصر العظيم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: ذكر القصر (2) .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يزيد بن يونس، عن أبي صخر في قول الله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: كان القرظي يقول: إن على جهنم سورا فما خرج من وراء السور مما يرجع فيها في عظم القصر، ولون القار.

وقال آخرون: بل هو الغليظ من الخشب، كأصول النخل وما أشبه ذلك.

* ذكر من قال ذلك.

حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: سألت ابن عباس عن قوله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: القصر: خشب كنا ندّخره للشتاء ثلاث أذرع، وفوق ذلك، ودون ذلك كنا نسميه القصر.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت عبد الرحمن بن عابس، قال: سمعت ابن عباس يقول في قوله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: القصر: خشب كان يُقْطع في الجاهلية ذراعا وأقلّ أو أكثر، يُعْمَد به.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: سمعت ابن عباس يقول في قوله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: كنا في الجاهلية نقصر ذراعين أو ثلاث أذرع، وفوق ذلك ودون ذلك نسميه القصر.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) فالقصر: الشجر المقطع، ويقال: القصر: النخل المقطوع.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( كَالْقَصْرِ ) قال: حزم الشجر، يعني الحزمة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس في هذه الآية ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: مثل قَصْر النخلة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) أصول الشجر، وأصول النخل.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: كأصل الشجر.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) القصر: أصول الشجر العظام، كأنها أجواز الإبل الصفر وسط كل شيء جوزُه، وهي الأجواز.

حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا حجاج، عن هارون، قال: قرأها الحسن: ( كَالْقَصْرِ ) وقال: هو الجزل من الخشب قال: واحدته: قصرة وقصر، مثله: جمرة وجمر، وتمرة وتمر.

وذُكر عن ابن عباس أنه قرأ ذلك ( كَالْقَصْرِ ) بتحريك الصاد.

حدثني أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا حجاج، عن هارون، قال: أخبرني حسين المعلم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس أنه قرأها ( كَالْقَصْرِ ) بفتح القاف والصاد.

قال: وقال هارون: أخبرني أبو عمر أن ابن عباس قرأها: ( كَالْقَصْرِ ) وقال: قصر النخل، يعني الأعناق.

وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، وهو سكون الصاد، وأولى التأويلات به أنه القصر من القصور، وذلك لدلالة قوله: ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) على صحته، والعرب تشبه الإبل بالقصور المبنية، كما قال الأخطل في صفة ناقة: &; 24-139 &;

كأنهــا بُــرْجُ رُومــيٍّ يُشَــيِّدُه

لُــزَّ بِجــصّ وآجُــرٍّ وأحْجــارِ (3)

وقيل: ( بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) ولم يقل كالقصور، والشرر جمع، كما قيل: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ولم يقل الأدبار، لأن الدبر بمعنى الأدبار، وفعل ذلك توفيقا بين رءوس الآيات ومقاطع الكلام، لأن العرب تفعل ذلك كذلك، وبلسانها نـزل القرآن. وقيل: كالقصر، ومعنى الكلام: كعظم القصر، كما قيل: تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ولم يقل: كعيون الذي يغشى عليه، لأن المراد في التشبيه الفعل لا العين.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، أنه سأل الأسود عن هذه الآية: ( تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) فقال: مثل القصر.

وقوله: ( جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: كأن الشرر الذي ترمي به جهنم كالقصر جِمالات سود: أي أينق سود؛ وقالوا: الصفر في هذا الموضع، بمعنى السود قالوا: وإنما قيل لها صفر وهِي سود، لأن ألوان الإبل سود تضرب إلى الصفرة، ولذلك قيل لها صُفْر، كما سميت الظباء أدما، لما يعلوها في بياضها من الظلمة.

* ذكر من قال ذلك:

التدبر :

تفاعل
[32] ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾ استعذْ باللهِ من عذابِ جهنَّمَ ثلاثًا.
وقفة
[32] ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ﴾ ترتفع شرارات النار في الهواء، ثم تسقط على رأس الكافر، لتكون كل شرارة منها كأنها قصر ضخم أصابه في مقتل.
وقفة
[32] تخيل الشرارة التي تخرج من النار بحجم قصر عظيم، فكيف بضخامة النار ذاتها؟! ﴿إنها ترمي بشرر كالقصر﴾.
وقفة
[32، 33] ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ هنا تشبيهان: شبَّه شرر النار في عظمته وضخامته بالقصر وهو البناء العظيم العالي، وشبّهه في اللون والكثرة والتتابع وسرعة الحركة بالجمال الصفراء.
وقفة
[32، 33] ﴿إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ اصح أيها الساهي اللاهي, وانتبه للخطر المحدق؛ فإن شرر النار في جهنم قد بلغ الغاية في الضخامة والارتفاع, فما ظنك بالنار نفسها؟!

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّها:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها.
  • ﴿ تَرْمِي بِشَرَرٍ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «انّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي: بشرر: جار ومجرور متعلق بترمي. وشبه بالقصر للتعظيم والتخويف من النار وارهاب الكفرة
  • ﴿ كَالْقَصْرِ:
  • الكاف حرف جر للتشبيه. القصر: اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلق بصفة لشرر أو تكون الكاف اسما للتشبيه بمعنى «مثل» مبنيا على الفتح في محل جر صفة- نعت- لشرر.القصر: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ أنَّ هذا الظِّلَّ زيادة في العذاب، وكان من المعلوم أنَّه لا يكونُ دُخانٌ إلَّا من نارِ؛ قال تعالى مبينًا أنَّه لو كان هناك ظِلٌّ ما أغنى:
﴿ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

بشرر:
1- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بشرار، بألف بين الراءين، وهى قراءة عيسى.
3- على القراءة السابقة، وبكسر الشين، وهى قراءة ابن عباس، وابن مقسم.
كالقصر:
1- بفتح فسكون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح القاف والصاد، وهى قراءة ابن عباس، وابن جبير، ومجاهد، والحسن، وابن مقسم.
3- بكسر القاف وفتح الصاد، وهى قراءة ابن جبير أيضا، والحسن أيضا.
4- بفتح القاف وكسر الصاد، وهى قراءة لبعض القراء.
5- بضمهما، وهى قراءة ابن مسعود.

مدارسة الآية : [33] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ

التفسير :

[33] . كأن شرر جهنم المتطاير منها إبل سود يميل لونها إلى الصُّفْرة.

ثم ذكر عظم شرر النار، الدال على عظمها وفظاعتها وسوء منظرها، فقال:

{ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} وهي السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة، وهذا يدل على أن النار مظلمة، لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداء، كريهة المرأى، شديدة الحرارة، نسأل الله العافية منها [من الأعمال المقربة منها].

وقوله- تعالى-: كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ وصف آخر للشرر، أى: كأن هذا الشرر في هيئته ولونه وسرعة حركته.. جمال لونها أصفر.

واختير اللون الأصفر للجمال، لأن شرر النار عند ما يشتد اشتعالها يكون مائلا إلى الصفرة.

وقيل المراد بالصفر هنا: السواد، لأن سواد الإبل يضرب إلى الصفرة.

فأنت ترى أن الله- تعالى- قد شبه الشرر الذي ينفصل عن النار في عظمته وضخامته بالقصر، وهو البناء العالي المرتفع، وشبهه- أيضا- حين يأخذ في الارتفاع والتفرق..

بالجمال الصفر، في هيئتها ولونها وسرعة حركتها، وتزاحمها.

والمقصود بهذا التشبيه: زيادة الترويع والتهويل، فإن هؤلاء الكافرين لما كذبوا بالحساب والجزاء، وصف الله- تعالى- لهم نار الآخرة بتلك الصفات المرعبة، لعلهم يقلعون عن شركهم، لا سيما وأنهم يرون النار في دنياهم، ويرون شررها حين يتطاير ... وإن كان الفرق شاسعا بين نار الدنيا ونار الآخرة.

( كأنه جمالة صفر ) أي : كالإبل السود . قاله مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك . واختاره ابن جرير .

وعن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير : ( جمالة صفر ) يعني : حبال السفن . وعنه - أعني ابن عباس - : ( جمالة صفر ) قطع نحاس .

وقال البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، أخبرنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن عابس قال : سمعت ابن عباس : ( إنها ترمي بشرر كالقصر ) قال : كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك ، فنرفعه للشتاء ، فنسميه القصر ، ( كأنه جمالة صفر ) حبال السفن ، تجمع حتى تكون كأوساط الرجال

حدثني أحمد بن عمرو البصري، قال: ثنا بدل بن المحبِّر، قال: ثنا عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن الحسن ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: الأينق السود.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) كالنوق السود الذي رأيتم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: نوق سود.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران؛ وحدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، جميعا عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: هي الإبل.

قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: كالنوق السود الذي رأيتم.

وقال آخرون: بل عُني بذلك: قُلُوس السفن، شبَّه بها الشرر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعيد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) فالجِمالات الصفر: قلوس السفن التي تجمع فتوثق بها السفن.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سعيد، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: سألت ابن عباس عن قوله: ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: قُلُوس سفن البحر يجمل بعضها على بعض، حتى تكون كأوساط الرجال.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: سمعت ابن عباس سئل عن ( جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) فقال: حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت عبد الرحمن بن عابس، قال: ثنا عبد الملك بن عبد الله، قال: ثنا هلال بن خباب، عن سعيد بن جُبير، في قوله: ( جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: قُلوس الجِسر.

حدثني محمد بن حويرة بن محمد المنقري، قال: ثنا عبد الملك بن عبد الله القطان، قال: ثنا هلال بن خَبَّاب، عن سعيد بن جُبير، مثله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر وابن أبي عديّ، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: الحبال.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن عبد الله، عن ابن عباس ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: قلوس سفن البحر.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) قال: حبال الجسور.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: كأنه قطع النُّحاس.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) يقول: قطع النحاس.

وأولى الأقوال عندي بالصواب قول من قال: عُنِي بالجمالات الصفر: الإبل السود، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وأن الجِمالات جمع جِمال، نظير رِجال ورِجالات، وبُيوت وبُيوتات.

وقد اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين ( جِمالاتٍ ) بكسر الجيم والتاء على أنها جمع جِمال وقد يجوز أن يكون أريد بها جمع جِمالة، والجمالة جمع جَمَل كما الحجارة جمع حَجَر، والذِّكارة جمع ذَكَر. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفيين ( كأنه جمالات ) بكسر الجيم على أنها جمع جمل جُمع على جمالة، كما ذكرت مِن جمع حجَر حِجارة. ورُوي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ( جُمالاتٌ ) بالتاء وضمّ الجيم كأنه جمع جُمالة من الشيء المجمل.

حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال. ثنا حجاج، عن هارون، عن الحسين المعلم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس.

والصواب من القول في ذلك، أن لقارئ ذلك اختيارَ أيّ القراءتين شاء من كسر الجيم وقراءتها بالتاء، وكسر الجيم وقراءتها بالهاء التي تصير في الوصل تاء، لأنهما القراءتان المعروفتان في قرّاء الأمصار، فأما ضم الجيم فلا أستجيزه لإجماع الحجة من القرّاء على خلافه.

التدبر :

وقفة
[33] ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ وهي: السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة، وهذا يدل على أن النار مظلمة؛ لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداء، كريهة المرأى، شديدة الحرارة، نسأل الله العافية منها.
وقفة
[33] ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ جمع الجمال غرضه تصوير تشديد العذاب؟ قال الآلوسي: «الجمال إذا انفردت واختلط بعضها بالبعض، فكل من وقع فيها بين أيديها وأرجلها في ذلك الوقت نال بلاء شديدًا وألمًا عظيمًا، فتشبيه الشرارات بها حال تتابعها يفيد حصول كمال الضرر».

الإعراب :

  • ﴿ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ:
  • لجملة: في محل جر صفة ثانية لشرر. كأنه: حرف مشبه بالفعل يفيد التشبيه. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «كأن» جمالة: خبرها مرفوع بالضمة. أي بمعنى «جمال» وهي جمع «جمل».
  • ﴿ صُفْرٌ:
  • صفة- نعت- لجماله مرفوعة مثلها بالضمة أي جمال صفراء. وقال «صفر» على ارادة الجنس. وقيل: صفر سود تضرب الى الصفرة'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ولَمَّا شَبَّهَهُ في عَظْمِهِ؛ شَبَّهَهُ في لَوْنِهِ، قال تعالى:
﴿ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

جمالة:
قرئ:
1- بكسر الجيم، وبالألف والتاء، جمع الجمع ل «جمال» ، وهى قراءة الجمهور، ومنهم: عمر بن الخطاب.
2- بضم الجيم، وهى قراءة ابن عباس، وقتادة، وابن جبير، والحسن، وأبى رجاء، بخلاف عنهم.
3- جمالة، بكسر الجيم، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وحفص، وأبى عمرو، فى رواية الأصمعى وهارون، عنه.
4- جمالة، بضم الجيم، وهى قراءة ابن عباس، والسلمى، والأعمش، وأبى حيوة، وأبى بحرية، وابن أبى عبلة، ورويس.
صفر:
1- بإسكان الفاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها، وهى قراءة الحسن.

مدارسة الآية : [34] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[34] هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بوعيد الله.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات.

وزيادة فى التخويف والإنذار ختمت هذه الآيات - أيضا - بقوله - تعالى - ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) .

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول تعالى ذكره: ويل يوم القيامة للمكذّبين هذا الوعيد الذي توعد الله به المكذّيين من عباده.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[34] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.
تفاعل
[34] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ هَذا أمْرًا هائِلًا؛ كانَتْ تَرْجَمَتُهُ:
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ

التفسير :

[35] هذا يوم القيامة الذي لا ينطق فيه المكذبون بكلام ينفعهم

أي:هذا اليوم العظيم الشديد على المكذبين، لا ينطقون فيه من الخوف والوجل الشديد.

ثم صور- سبحانه- حالهم عند ما يردون على النار، ويوشكون على القذف بهم فيها، فقال- تعالى- هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ، وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ. هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ. فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

أى: ويقال لهؤلاء المجرمين- أيضا- عند الإلقاء بهم في النار: هذا يوم لا ينطقون فيه بشيء ينفعهم، أو لا ينطقون فيه إطلاقا لشدة دهشتهم، وعظم حيرتهم.

ويكون في الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة، فإنهم بعد أن خوطبوا خطاب إهانة وإذلال بقوله- تعالى-: انْطَلِقُوا أعرض المخاطبون لهم، على سبيل الإهمال لهؤلاء الكافرين، وقالوا لهم: هذا يوم القيامة الذي لا يصح لكم النطق فيه.

وهذا لا يتعارض مع الآيات التي تفيد نطقهم، كما في قوله- تعالى-: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ لأن في يوم القيامة مواطن متعددة، فهم قد ينطقون في موطن، ولا ينطقون في موطن آخر.

أي لا يتكلمون.

يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بثواب الله وعقابه: ( هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ) أهل التكذيب بثواب الله وعقابه ( وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) مما اجترموا في الدنيا من الذنوب.

فإن قال قائل: وكيف قيل: ( هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ) وقد علمت بخبر الله عنهم أنهم يقولون: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا وأنهم يقولون: رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ في نظائر ذلك مما أخبر الله ورسوله عنهم أنهم يقولونه. قيل: إن ذلك في بعض الأحوال دون بعض.

وقوله: ( هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ) يخبر عنهم أنهم لا ينطقون في بعض أحوال ذلك اليوم، لا أنهم لا ينطقون ذلك اليوم كله.

فإن قال: فهل من بُرهان يعلم به حقيقة ذلك؟ قيل: نعم، وذلك إضافة يوم إلى قوله: ( لا يَنْطِقُونَ ) والعرب لا تُضيف اليوم إلى فعل يفعل، إلا إذا أرادت الساعة من اليوم والوقت منه، وذلك كقولهم: آتيك يومَ يقدمُ فلان، وأتيتك يوم زارك أخوك، فمعلوم أن معنى ذلك: أتيتك ساعة زارك، أو آتيك ساعة يقدُم، وأنه لم يكن إتيانه إياه اليوم كله، لأن ذلك لو كان أخذ اليوم كله لم يضف اليوم إلى فعل ويفعل، ولكن فعل ذلك إذ كان اليوم بمعنى إذ وإذا اللتين يطلبان الأفعال دون الأسماء.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[35] ﴿هذا يَومُ لا يَنطِقونَ﴾ قضوا أعمارهم فى الحياة الدنيا، لا يكفون عن الكلام بكل ما فيه من مساوئ، وحان وقت الصمت ويتكلم فقط الحق.
وقفة
[35، 36] ﴿هَـٰذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ انتهت فُرَصُ قبولِ الأعذارِ، فُرَصُ الاعتذارِ في الدُّنيا فقط.
وقفة
[35، 36] ﴿هَـٰذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ ولا تتعارض هاتان الآيتان مع الآيات التي تفيد نطقهم يوم القيامة؛ لأن يوم القيامة فيه مواطن كثيرة، فقد ينطقون في موطن، ولا ينطقون في آخر، أو المعنى: لا ينطقون بحجة نافعة، ومن نطق بما لا ينفع، فكأنه ما نطق.

الإعراب :

  • ﴿ هذا يَوْمُ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يوم: خبر «هذا» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ لا يَنْطِقُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل جر بالاضافة. لا: نافية لا عمل لها.ينطقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد ما سبق من عذابِهم؛ صَوَّرَ اللهُ هنا حالَهم عندما يردون على النَّار، ويوشكون على القذف بهم فيها، قال تعالى:
﴿ هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يوم:
1- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالنصب، وهى قراءة الأعمش، والأعرج، وزيد بن على، وعيسى، وأبى حيوة، وعاصم، فى رواية.

مدارسة الآية : [36] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ

التفسير :

[36] ولا يكون لهم إذن في الكلام فيعتذرون؛ لأنه لا عذر لهم.

{ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} أي:لا تقبل معذرتهم، ولو اعتذروا:{ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}

وقوله- تعالى- وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ معطوف على ما قبله. أى: في يوم القيامة لا ينطق هؤلاء المجرمون نطقا يفيدهم، ولا يؤذن لهم في الاعتذار عما ارتكبوه من سوء، حتى يقبل اعتذارهم، وإنما يرفض اعتذارهم رفضا تاما، لأنه قد جاء في غير وقته وأوانه.

يقال: اعتذرت إلى فلان، إذا أتيت له بعذر يترتب عليه محو الإساءة.

( ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) أي : لا يقدرون على الكلام ، ولا يؤذن لهم فيه ليعتذروا ، بل قد قامت عليهم الحجة ، ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون . وعرصات القيامة حالات ، والرب تعالى يخبر عن هذه الحالة تارة ، وعن هذه الحالة تارة ; ليدل على شدة الأهوال والزلازل يومئذ . ولهذا يقول بعد كل فصل من هذا الكلام : ( ويل يومئذ للمكذبين )

وقوله: ( فَيَعْتَذِرُونَ ) رفعا عطفا على قوله: ( وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ ) وإنما اختير ذلك على النصب وقبله جحد، لأنه رأس آية قرن بينه وبين سائر رءوس التي قبلها، ولو كان جاء نصبا كان جائزا، كما قال: لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وكلّ ذلك جائز فيه، أعني الرفع والنصب، كما قيل: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ رفعا ونصبا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[35، 36] كثيرًا ما تجد العصاة يتعذرون اليوم بأعذار، وغدًا لا سبيل لهم للاعتذار، فحذار حذار ﴿هَـٰذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ:
  • الواو: عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. يؤذن: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل.
  • ﴿ فَيَعْتَذِرُونَ:
  • الفاء عاطفة. يعتذرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون معطوف على «يؤذن» منخرط في سلك النفي. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي ولا يكون لهم إذن واعتذار متعقب له. أو تكون الفاء استئنافية وجملة «يعتذرون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره فهم يعتذرون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     ولَمَّا نفى عنهم النُّطقَ؛ نفى عنهم الإذنَ في الاعتذارِ، قال تعالى:
﴿ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[37] هلاك وعذاب شديد يومئذ للمكذبين بهذا اليوم وما فيه.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات.

وقوله - تعالى - ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) تكرير للتوبيخ والتقريع على جحودهم لنعم الله ، التى يرونها بأعينهم ، ويحسونها بحواسهم ويستعملونها لمنفعتهم .

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول تعالى ذكره: ويل يومئذ للمكذّبين بخبر الله عن هؤلاء القوم، وما هو فاعل بهم يوم القيامة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[37] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ هَذا أمْرًا هائِلًا؛ كانَتْ تَرْجَمَتُهُ:
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ

التفسير :

[38] هذا يوم يفصل الله فيه بين الخلائق، ويتميز فيه الحق من الباطل، جمعناكم فيه -يا معشر كفار هذه الأمة- مع الكفار الأولين من الأمم الماضية

{ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} لنفصل بينكم، ونحكم بين الخلائق،

ثم يقال لهم - أيضا - على سبيل التحدى والتقريع ( هذا ) هو يوم القيامة ( يَوْمُ الفصل ) بين المحقين والمبطين ( جَمَعْنَاكُمْ ) فيه - أيها الكافرون - مع من تقدمكم من الكفار ( والأولين ) .

وهذه مخاطبة من الخالق تعالى لعباده يقول لهم "هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين" يعني أنه جمعهم بقدرته في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر.

وقوله: ( هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ ) يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بالبعث يوم يبعثون: هذا يوم الفصل الذي يَفْصل الله فيه بالحقّ بين عباده ( جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ ) يقول: جمعناكم فيه لموعدكم الذي كنا نعدكم في الدنيا، الجمع فيه بينكم وبين سائر من كان قبلكم من الأمم الهالكة. فقد وفَّينا لكم بذلك .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[38] ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ﴾ هذا يوم الفصل لا يوم الاعتذار، وسيُفصَل فيه بين الخلائق، ليتبين المحق من المبطل، والمظلوم من الظالم، وأهل الجنة من أهل النار، فلا ينجو جبار عنيد، ولا شيطان مريد.

الإعراب :

  • ﴿ هذا يَوْمُ الْفَصْلِ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يوم: خبر «هذا» مرفوع بالضمة. الفصل: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. أي هذا يوم الحكم
  • ﴿ جَمَعْناكُمْ:
  • الجملة الفعلية تفسيرية لجملة «هذا يَوْمُ الْفَصْلِ» لا محل لها من الإعراب. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ وَالْأَوَّلِينَ:
  • معطوفة بالواو على ضمير المخاطبين «كم» في «جمعناكم» منصوبة مثله وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

الصافات: 21﴿ هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ
المرسلات: 38﴿ هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     وبعد توبيخهم بقوله تعالى: ﴿انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾؛ تكرر هنا توبيخهم بقوله تعالى:
﴿ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [39] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ

التفسير :

[39] فإن كان لكم حيلة في الخلاص من العذاب فاحتالوا، وأنقذوا أنفسكم مِن بطش الله وانتقامه.

{ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ} تقدرون على الخروج من ملكي وتنجون به من عذابي،{ فَكِيدُونِ} أي:ليس لكم قدرة ولا سلطان، كما قال تعالى:{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}

فَإِنْ كانَ لَكُمْ- أيها الكافرون- كَيْدٌ أى: مخرج وحيلة ومنفذ من العذاب الذي حل بكم فَكِيدُونِ أى: فافعلوه وقوموا به فأنتم الآن في أشد حالات الاحتياج إلى من يخفف العذاب عنكم.

أو المعنى: فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ أى: قدرة على كيد ديني ورسلي والمؤمنين، كما كنتم تفعلون في الدنيا فَكِيدُونِ أى: فأظهروه اليوم. والأمر للتعجيز، لأنه من المعروف أنهم في يوم القيامة لا قدرة لهم ولا حيلة.

وهكذا نجد أن هذه الآيات الكريمة، قد ساقت ألوانا من الأدلة على وحدانية الله- تعالى-، وعلى أن يوم البعث حق، وعلى العاقبة السيئة التي سيكون عليها الكافرون يوم القيامة.

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بالموازنة بين حال المتقين، وحال المجرمين، فقال:

وقوله : ( فإن كان لكم كيد فكيدون ) تهديد شديد ووعيد أكيد ، أي : إن قدرتم على أن تتخلصوا من قبضتي ، وتنجوا من حكمي فافعلوا ، فإنكم لا تقدرون على ذلك ، كما قال تعالى ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) [ الرحمن : 33 ] ، وقال تعالى : ( ولا تضرونه شيئا ) [ هود : 57 ] وفي الحديث : " يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، ولن تبلغوا ضري فتضروني " .

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن المنذر الطريقي الأودي ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا حصين بن عبد الرحمن ، عن حسان بن أبي المخارق ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : أتيت بيت المقدس ، فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس ، فقال عبادة : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين بصعيد واحد ، ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ، ويقول الله : ( هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ) اليوم لا ينجو مني جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، فقال عبد الله بن عمرو : فإنا نحدث يومئذ أنه يخرج عنق من النار فتنطلق حتى إذا كانت بين ظهراني الناس نادت : أيها الناس ، إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الأب بولده ومن الأخ بأخيه ، لا يغيبهم عني وزر ، ولا تخفيهم عني خافية : الذي جعل مع الله إلها آخر ، وكل جبار عنيد ، وكل شيطان مريد ، فتنطوي عليهم فتقذف بهم في النار قبل الحساب بأربعين سنة .

( فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ) يقول: والله منجز لكم ما وعدكم في الدنيا من العقاب على تكذيبكم إياه بأنكم مبعوثون لهذا اليوم إن كانت لكم حيلة تحتالونها في التخلص من عقابه اليوم فاحتالوا.

التدبر :

وقفة
[39] ﴿فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ﴾ تعجيز لهم، وتعريض بكيدهم في الدنيا، وتقريع عليه.
وقفة
[39] ﴿فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ﴾ الحيل يوم القيامة منقطعة، والتلبيسات غير ممكنة، فاحتالوا لأنفسكم إن كنتم تقدرون، وهو خطاب تقريعي من أنواع العذاب النفسي.
وقفة
[39] ﴿فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ﴾ هكذا تدبروا القرآن: صلى سعيد بن المسيب يومًا في المسجد ركعتين، ثم اضطجع، فجاء غلام، فقام يصلي فافتتح المرسلات، فقرأ الغلام وسعيد يسمع، حتى إذا بلغ: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ [28، 29]، فوثب سعيد بن المسيب، وهو يقول: «اللهم لا كيد لي، ولا قوة إلا بك، ولا حول ولا قوة إلا بالله».

الإعراب :

  • ﴿ فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ:
  • الفاء استئنافية. ان: حرف شرط جازم. كان:فعل ماض ناقص فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على الفتح. لكم:جار ومجرور متعلق بخبر «كان» المقدم والميم علامة جمع الذكور. كيد: اسم «كان» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ فَكِيدُونِ:
  • الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بإن. الفاء واقعة في جواب الشرط. كيدون: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون: نون الوقاية لا محل لها من الإعراب. والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها لأنها رأس آية ولتتفق مع الآيات ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وفي القول الكريم تقريع لهم وتوبيخ على كيدهم لدين الله وتسجيل عليهم بالعجز والاستكانة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     وبعد تكرار توبيخهم؛ أتبعه بتقريعهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا، وإظهار لعجزهم وقصورهم حينئذ، قال تعالى:
﴿ فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[40] هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بيوم القيامة.

ففي ذلك اليوم، تبطل حيل الظالمين، ويضمحل مكرهم وكيدهم، ويستسلمون لعذاب الله، ويبين لهم كذبهم في تكذيبهم{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}

وقوله - تعالى - ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) تكرير للتوبيخ والتقريع على جحودهم لنعم الله ، التى يرونها بأعينهم ، ويحسونها بحواسهم ويستعملونها لمنفعتهم .

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول: ويل يومئذ للمكذّبين بهذا الخبر.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[40] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.
تفاعل
[40] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     ولَمَّا كانُوا أقَلَّ مِن أنْ يُجِيبُوا عَنْ هَذا، وأحْقَرَ مِن أنْ يُمْهَلُوا لِلْكَلامِ؛ قالَ تعالى مُتَرْجِمًا لِحالِهِمْ بَعْدَ هَذا الكَلامِ:
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [41] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ

التفسير :

[41] إن الذين خافوا ربهم في الدنيا، واتقوا عذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، هم يوم القيامة في ظلال الأشجار الوارفة وعيون الماء الجارية

لما ذكر عقوبة المكذبين، ذكر ثوابالمحسنين، فقال:{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ} [أي:] للتكذيب، المتصفين بالتصديق في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم، ولا يكونون كذلك إلا بأدائهم الواجبات، وتركهم المحرمات.

{ فِي ظِلَالٍ} من كثرة الأشجار المتنوعة، الزاهية البهية.{ وَعُيُونٍ} جارية من السلسبيل، والرحيق وغيرهما،

أى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين صانوا في دنياهم أنفسهم عن الكفر والفسوق والعصيان، واعتصموا بالرشد والهدى والإيمان.

سيكونون يوم القيامة فِي ظِلالٍ الأشجار والقصور، جمع ظل: وهو كل موضع لا تصل إليه الشمس. وفي عُيُونٍ من ماء وعسل ولبن وخمر.

يقول تعالى مخبرا عن عباده المتقين الذين عبدوه بأداء الواجبات وترك المحرمات إنهم يوم القيامة يكونون في جنات وعيون أي بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه من ظل اليحموم وهو الدخان الأسود المنتن.

يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا عقاب الله بأداء فرائضه في الدنيا، واجتناب معاصيه ( فِي ظِلالٍ ) ظليلة، وكِنّ كَنِين، لا يصيبهم أذى حرّ ولا قرّ، إذ كان الكافرون بالله في ظلّ ذي ثلاث شعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب ( وَعُيُونٍ ) أنهار تجري خلال أشجار جناتهم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[41] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾ هل هي ظلال الأشجار؟ أم ظلال القصور؟ أم ظلال من جنسٍ آخر لا نعلمه؟
وقفة
[41] ﴿إِنَّ المُتَّقينَ في ظِلالٍ وَعُيونٍ﴾ قل: «اللهم اجمعنا ومن نحب تحت ظلك، يوم لا ظل إلا ظلك».
وقفة
[41] ﴿إِنَّ المُتَّقينَ في ظِلالٍ وَعُيونٍ﴾ الظل من النعيم.
وقفة
[41] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الحجر: 45]، ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾ [الدخان: 51]، ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ [الطور: 17]، ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ [القمر: 54]، ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾، تعددُ مقام المتقين في الجنة لشرف هذه الطائفة عند الله جلَّ وعلا، وأعلى هذه المقامات ما جاء في سورة القمر؛ لأنه قال بعدها: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾ [القمر: 55].
وقفة
[41] ذكر الله تعالى أنه: ﴿لا يَرَونَ فيها شَمسًا وَلا زَمهَريرًا﴾ [الإنسان: ١٣]، وذكر هنا: ﴿إِنَّ المُتَّقينَ في ظِلالٍ وَعُيونٍ﴾، فكيف نجمع بين الآيتين؟ الجواب: ليس بين الآيات تعارض، فحرارة الشمس لا تصيبهم، ولكن يصيبهم الضوء والنور، ويحجب عنهم الحر، والمقصود بالرؤية الشعور بحرها والذوق له.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المتقين: اسم «ان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي أن المتقين مستقرون في ظلال وعيون.
  • ﴿ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «ان» وعيون: معطوفة بالواو على «ظلال» وتعرب إعرابها.'

المتشابهات :

الحجر: 45﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الذاريات: 15﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الدخان: 51﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
الطور: 17﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ
القمر: 54﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
المرسلات: 41﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     وبعد ذِكْرِ عذابِ الكافرينَ؛ ذكَرَ اللهُ هنا. نعيمَ المُتَّقينَ؛ لتتضاعفَ حسرةُ الكافرينَ، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ

التفسير :

[42] وفواكه كثيرة مما تشتهيه أنفسهم يتنعمون

{ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} أي:من خيار الفواكه وطيبها،

وهم- أيضا- في فَواكِهَ وهي ما يتفكه به ويتنعم. جمع فاكهة مِمَّا يَشْتَهُونَ أى: يأكلون من تلك الفواكه ما يشتهونه منها، بدون تعب في طلبها، فهي تحت أيديهم.

أي من سائر أنواع الثمار مهما طلبوا وجدوا.

( وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) يأكلون منها كلما اشتهوا لا يخافون ضرّها، ولا عاقبة مكروهها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[42، 43] ﴿وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ قارِنوا بين طعام أهل الجنة وطعام أهل النار، ليعينكم هذا على حسن اتخاذ القرار، فتتنزَّهوا عن الأوزار، وتلحقوا بركب الأبرار.
وقفة
[42، 43] ﴿وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ لما اتقى المتقون ما يحبون، كافأهم الله بما لا يتخيَّلون، قال الثوري: «إنما سموا متقين؛ لأنهم اتقوا ما لا يُتقى»، أي ما لا يتقيه أكثر الناس من المحرّمات والشبهات.

الإعراب :

  • ﴿ وَفَواكِهَ مِمَّا:
  • معطوفة بالواو على «ظِلالٍ وَعُيُونٍ» مجرورة مثلهما وعلامة جرها الفتحة بدلا من الكسرة لأنها اسم ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» من: حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن.
  • ﴿ يَشْتَهُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يشتهون» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والعائد- الراجع- الى الموصول ضمير محذوف اختصارا منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: مما يشتهونه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ العُيونَ؛ أتْبَعَها بما يَنشَأُ عنها، مشيرًا إلى أنَّ عَيْشَهم كلَّه لَذَّةٌ، قال تعالى:
﴿ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ ..

التفسير :

[43] يقال لهم:كلوا أكلاً لذيذاً، واشربوا شرباً هنيئاً؛ بسبب ما قدمتم في الدنيا من صالح الأعمال

ويقال لهم:{ كُلُوا وَاشْرَبُوا} من المآكل الشهية، والأشربة اللذيذة{ هَنِيئًا} أي:من غير منغص ولا مكدر، ولا يتم هناؤه حتى يسلم الطعام والشراب من كل آفة ونقص، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ولا زائل،{ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيمالمقيم، وهكذا كل من أحسن في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله،

ويقال لهم- على سبيل التكريم والتشريف- كُلُوا أكلا مريئا وَاشْرَبُوا شربا هَنِيئاً جزاء بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ في الدنيا من أعمال صالحة.

يقال لهم ذلك على سبيل الإحسان إليهم.

وقوله: ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول تعالى ذكره: يقال لهم: كلوا أيها القوم من هذه الفواكه، واشربوا من هذه العيون كلما اشتهيتم هنيئا: يقول: لا تكدير عليكم، ولا تنغيص فيما تأكلونه وتشربون منه، ولكنه لكم دائم، لا يزول، ومريء لا يورثكم أذى في أبدانكم.

وقوله: ( بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول جلّ ثناؤه: يقال لهم: هذا جزاء بما كنتم في الدنيا تعملون من طاعة الله، وتجتهدون فيما يقرّبكم منه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[43] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فيه النص على أن عملهم في الدنيا سبب في تمتعهم بنعيم الجنة في الآخرة, وجاء في الحديث: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ» [البخاري 5673]، ولا معارضة بين النصين؛ إذ الدخول بفضل من الله، وبعد الدخول يكون التوارث، وتكون الدرجات، ويكون التمتع بسبب الأعمال، فكلهم يشتركون في التفضل من الله عليهم بدخول الجنة، ولكنهم بعد الدخول يتفاوتون في الدرجات بسبب الأعمال.

الإعراب :

  • ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة«كلوا» في محل نصب حال من ضمير المتقين في الظرف الذي هو في ظلال:أي هم مستقرون في ظلال مقولا لهم كلوا. واشربوا وجملة «اشربوا» معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب إعرابها
  • ﴿ هَنِيئاً:
  • صفة- نعت- للمصدر- المفعول المطلق- المحذوف. أي أكلا وشربا هنيئا بمعنى سائغا ويجوز أن تكون حالا من الضمير أي كلوه واشربوه وهو هنيء.
  • ﴿ بِما كُنْتُمْ
  • الباء حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكلوا اذا كان التقدير: هنأ الاكل والشرب. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور أي بسبب ما كنتم فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه.
  • ﴿ تَعْمَلُونَ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب خبر «كنتم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «كنتم» تعملون صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد- الراجع- الى الموصول ضمير محذوف اختصارا منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير:بما كنتم تعملونه. ويجوز أن تكون الباء زائدة و «ما» في محل رفع فاعل بمعنى هنأكم ما كنتم تعملون أو هنأكم الأكل والشرب.'

المتشابهات :

الطور: 19﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
الحاقة: 24﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ
المرسلات: 43﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     وبعد ذكرِ الظِلَالِ والعُيُون والفَوَاكِهَ؛ ذكرَ اللهُ هنا ما يقال لهم على سبيل التكريم والتشريف، قال تعالى:
﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [44] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ

التفسير :

[44] إنا بمثل ذلك الجزاء العظيم نجزي أهل الإحسان في أعمالهم وطاعتهم لنا

{ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} ولو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم، لكفى به حرمانا وخسرانا.

( إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين ) أى : إنا من شأننا أننا نعطى مثل هذا الجزاء الطيب للمؤمنين الذين أحسنوا أقوالهم وأفعالهم ، وصانوا أنفسهم عن كل مالا يرضينا ، هذا هو جزاء المتقين المحسنين .

خبرا مستأنفا أي هذا جزاؤنا لمن أحسن العمل.

وقوله: ( إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) يقول: إنا كما جزينا هؤلاء المتقين بما وصفنا من الجزاء على طاعتهم إيانا في الدنيا، كذلك نجزي ونثيب أهل الإحسان فى طاعتهم إيانا، وعبادتهم لنا في الدنيا على إحسانهم لا نضيع في الآخرة أجرهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[44] ﴿إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ المقصود منه تبكيت الكافرين وتذكيرهم بما فاتهم من النعيم العظيم، ليتحسروا أنهم لم يكونوا من المتقين، وإلا لفازوا بهذا النعيم.
تفاعل
[44] ﴿إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من المحسنين.
وقفة
[44] فضل عاقبة المحسنين يوم القيامة ﴿إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّا كَذلِكَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» الكاف: اسم مبني على الفتح في محل نصب صفة- نعت- لمصدر محذوف تقديره: إنا نجزي جزاء كذلك أي مثل ذلك. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. وجملة «نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» في محل رفع خبر إن.
  • ﴿ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن. المحسنين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. أي نجزيهم في أعمالهم.'

المتشابهات :

الصافات: 80﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
الصافات: 105﴿قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
الصافات: 121﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
الصافات: 131﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
المرسلات: 44﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ رُبَّما تَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أنَّ هَذا لِناسٍ معيَّنِين في زَمَنٍ مَخْصُوصٍ؛ قالَ تعالى مُعْلِمًا بِالتَّعْمِيمِ مُؤَكِّدًا رَدًّا عَلى مَن يُنْكِرُ:
﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [45] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[45] هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بيوم الجزاء والحساب، وما فيه من النعيم والعذاب.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات.

وقوله - تعالى - ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) تكرير للتوبيخ والتقريع على جحودهم لنعم الله ، التى يرونها بأعينهم ، ويحسونها بحواسهم ويستعملونها لمنفعتهم .

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول: ويل للذين يكذّبون خبر الله عما أخبرهم به به من تكريمه هؤلاء المتقين بما أكرمهم به يوم القيامة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[45] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ هَذا النَّعِيمُ عَذابًا عَظِيمًا عَلى مَن لا يَنالُهُ؛ قالَ تعالى:
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [46] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ

التفسير :

[46] ثم هدَّد الله الكافرين فقال:كلوا من لذائذ الدنيا، واستمتعوا بشهواتها الفانية زمناً قليلاً؛ إنكم مجرمون بإشراككم بالله.

هذا تهديد ووعيد للمكذبين، أنهم وإن أكلوا في الدنيا وشربوا وتمتعوا باللذات، وغفلوا عن القربات، فإنهم مجرمون، يستحقون ما يستحقه المجرمون، فستنقطع عنهم اللذات، وتبقى عليهم التبعات.

أى: كُلُوا في دنياكم كما تأكل الأنعام وَتَمَتَّعُوا بملذاتكم متاعا قَلِيلًا سينتهي عما قريب، وستلقون في آخرتكم أشد أنواع العذاب. بسبب أنكم كنتم في الدنيا دأبكم الإجرام، والإصرار على الكفر والفسوق والعصيان.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: كيف صح أن يقال لهم ذلك في الآخرة؟ قلت: يقال لهم ذلك في الآخرة إيذانا بأنهم كانوا في الدنيا أحقاء بأن يقال لهم، وكانوا من أهله، تذكيرا بحالهم السمجة، وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل، على النعيم والملك الخالد.

وعلل ذلك بكونهم مجرمين، دلالة على أن كل مجرم ماله إلا الأكل والتمتع أياما قليلة، ثم البقاء في الهلاك أبدا. ويجوز أن يكون كُلُوا وَتَمَتَّعُوا كلاما مستأنفا خطابا للمكذبين في الدنيا.. .

أي مدة قليلة قريبة قصيرة أي ثم تساقون إلى نار جهنم التي تقدم ذكرها.

يقول تعالى ذكره تهدّدا ووعيدا منه للمكذبين بالبعث: كلوا في بقية آجالكم، وتمتعوا ببقية أعماركم ( إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ) مَسْنُونٌ بكم سنة من قبلكم من مجرمي الأمم الخالية التي متعت بأعمارها إلى بلوغ كتبها آجالها، ثم انتقم الله منها بكفرها، وتكذبيها رسلها.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فى قوله: ( كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ) قال: عُني به أهل الكفر.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[46] ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ﴾ فيه دلالة على أن كل مجرم نهايته تمتع أيام قليلة، ثم يبقى في عذاب وهلاك أبداً.
وقفة
[46] ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ﴾ من فوائد الآية: ألا تغتر بظاهر الحال, فهؤلاء يأكلون ويتمتعون مع أنهم مجرمون, وكم فتنت هذه الشبهة من إنسان؟!
وقفة
[46] ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ﴾ يُقال لكل مجرم نسي الحساب، وأذاق العباد ألوان العذاب، وظن أنه يُعجز رب الأرباب.
وقفة
[46] ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ﴾ قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: كيف صحَّ أن يقال لهم ذلك في الآخرة؟ قلتُ: يقال لهم ذلك في الآخرة إيذانًا بأنهم كانوا في الدنيا أحقاء بأن يُقال لهم، وكانوا من أهله، تذكيرًا بحالهم السَّمجة، وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل، على النعيم والملك الخالد».
وقفة
[46] ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ﴾ كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة، واحترق كبد يتيم، وجرت دمعة مسكين!؟

الإعراب :

  • ﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة والأربعين. والجملة في محل نصب حال.من المكذبين: أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم في الآخرة كلوا وتمتعوا تذكيرا بحالهم من ايثار المتاع القليل على النعيم الخالد. ويجوز أن تكون الجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب. أي خطابا للمكذبين في الدنيا.
  • ﴿ إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ:
  • حرف مصدري وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل دلالة على أن كل مجرم ماله الا الأكل والتمتع أياما قلائل. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» والميم علامة جمع الذكور. مجرمون: خبر «ان» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ ما يقال للمتقين في الآخرة على سبيل التكريم والتشريف؛ ذكرَ هنا ما يقال للمكذبين في الدنيا على سبيل التهديد والتوبيخ، قال تعالى:
﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [47] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[47] هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بيوم الحساب والجزاء.

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات.

وقوله- سبحانه-: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ أى: هلاك دائم وعذاب مقيم يوم القيامة للمكذبين، الذين آثروا المتاع القليل الفاني في الدنيا، على النعيم الدائم في الآخرة.

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول تعالى ذكره: ويل يومئذ للمكذيين الذين كذّبوا خبر الله الذي أخبرهم به عما هو فاعل بهم في هذه الآية.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[47] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.
تفاعل
[47] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ هَذا أمْرًا فَظِيعًا؛ كانَتْ تَرْجَمَتُهُ:
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [48] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا ..

التفسير :

[48] وإذا قيل لهؤلاء المشركين:صلُّوا لله واخشعوا له، لا يخشعون ولا يصلُّون، بل يصرُّون على استكبارهم.

ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات، وقيل لهم:{ ارْكَعُوا} امتنعوا من ذلك.

فأي إجرام فوق هذا؟ وأي تكذيب يزيد على هذا؟"

وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ أى: وإذا قيل لهؤلاء المجرمين اركعوا في الدنيا مع الراكعين، وأدوا فريضة الصلاة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع المؤمنين.

إذا قيل لهم ذلك- على سبيل النصح والإرشاد- صموا آذانهم، وأصروا واستكبروا استكبارا، وأبوا أن يصلوا مع المصلين.

وعبر عن الصلاة بالركوع، باعتبار أن الركوع من أهم أركانها، فهو من باب التعبير بالجزء عن الكل.

أي إذا أمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة امتنعوا من ذلك واستكبروا عنه.

وقوله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المجرمين المكذّبين بوعيد الله أهل التكذيب به: اركعوا؛ لا يركعون.

واختلف أهل التأويل في الحين الذي يقال لهم فيه، فقال بعضهم: يقال ذلك في الآخرة حين يُدعون إلى السجود فلا يستطيعون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) يقول: يُدْعون يوم القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا.

وقال آخرون: بل قيل ذلك لهم في الدنيا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) عليكم بحسن الركوع، فإن الصلاة من الله بمكان. وقال قتادة عن ابن مسعود، أنه رأى رجلا يصلي ولا يركع، وآخر يجرّ إزاره، فضحك، قالوا: ما يُضحكك؟ قال: أضحكني رجلان، أما أحدهما فلا يقبل الله صلاته، وأما الآخر فلا ينظر الله إليه.

وقيل: عُني بالركوع في هذا الموضع الصلاة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) قال: صَلَّوا.

وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء القوم المجرمين أنهم كانوا له مخالفين في أمره ونهيه، لا يأتمرون بأمره، ولا ينتهون عما نهاهم عنه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[48] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ﴾ أي أطيعوا الله تعالى واخشعوا وتواضعوا له عز وجل بقبول وحيه تعالى واتباع دينه سبحانه، وارفضوا هذا الاستكبار والنخوة، ﴿لَا يَرْكَعُونَ﴾ لا يخشعون ولا يقبلون ذلك ويصرون على ما هم عليه من الاستكبار.
وقفة
[48] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ﴾ قال قتادة: «عليكم بحسن الركوع؛ فإن الصلاة من الله بمكان».
وقفة
[48] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ﴾ ذكر الركوع دون السجود؛ لأنه أدني الخضوع لله تعالي, فمن استكبر عن الركوع؛ فهو عن السجود أشد استكبارًا.
وقفة
[48، 49] ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات وقيل لهم: (اركعوا) امتنعوا من ذلك، فأيُّ إجرام فوق هذا، وأي تكذيب فوق هذا!

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا:
  • الواو: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه.
  • ﴿ قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا:
  • الجملة: في محل جر بالاضافة. قيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بقيل. اركعوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «اركعوا» في محل رفع نائب فاعل. أي اخشعوا لله وتواضعوا له باتباع دينه.
  • ﴿ لا يَرْكَعُونَ:
  • الجملة: جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.لا: نافية لا عمل لها. يركعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي لا يصلون'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     ولَمَّا كان التقديرُ: فإنَّهم كانوا في دارِ العمل إذا قيل لهم: آمنوا، لا يؤمنون؛ عطف عليه قوله تعالى:
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [49] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

التفسير :

[49] هلاك وعذاب شديد يوم القيامة للمكذبين بآيات الله. إن لم يؤمنوا بهذا القرآن

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} ومن الويل عليهم أنهم تنسد عليهم أبواب التوفيق، ويحرمون كل خير، فإنهم إذا كذبوا هذا القرآن الكريم، الذي هو أعلى مراتب الصدق واليقين على الإطلاق.

( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) أى : هلاك شديد يوم القيامة لهؤلاء المكذبين .

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

وقوله: ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) يقول: ويل للذين كذّبوا رسل الله، فردّوا عليهم ما بلغوا من أمر الله إياهم، ونهيه لهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[49] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ خطورة التكذيب بآيات الله، والوعيد الشديد لمن فعل ذلك.
تفاعل
[49] ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     ولَمَّا امتنعوا عن الركوع؛ أنتج عن ذلك الدعاء عليهم بالويل:
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [50] :المرسلات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ

التفسير :

[50] فبأي كتاب وكلام بعده يؤمنون؟ وهو المبيِّن لكل شيء، الواضح في حِكَمه وأحكامه وأخباره، المعجز في ألفاظه ومعانيه.

{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} أبالباطل الذي هو كاسمه، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل؟ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين؟.

فليس بعد النور المبين إلا دياجى الظلمات، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه.

فتبا لهم ما أعماهم! وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم!

نسأل الله العفو والعافية [إنه جواد كريم. تمت].

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بهذا التعجيب من أحوالهم التي بلغت النهاية في القبح والجحود والعناد فقال- تعالى-: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ.

والفاء للإفصاح، أى: إذا كانوا لم يؤمنوا بهذا القرآن المشتمل على أسمى أنواع الهدايات وأحكمها وأوضحها.. فبأى حديث بعد القرآن يؤمنون؟ إنه من المستبعد إيمانهم بعد أن أعرضوا عن كل الحجج التي تهدى إلى الإيمان، فالاستفهام في قوله: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ ...

مستعمل في الإنكار التعجيبى من حالهم، والضمير في «بعده» يعود إلى القرآن، وهو وإن لم يسبق له ذكر، فإنه ملحوظ في أذهانهم، إذ في كل وقت يذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم به.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ.

وبعد: فهذا تفسير لسورة «المرسلات» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ثم قال : ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) ؟ أي : إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن ، فبأي كلام يؤمنون به ؟! كقوله تعالى : ( فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ) [ الجاثية : 6 ] .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية : سمعت رجلا أعرابيا بدويا يقول : سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ : ( والمرسلات عرفا ) فقرأ : ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) ؟ فليقل : آمنت بالله وبما أنزل .

وقد تقدم هذا الحديث في سورة " القيامة " .

آخر تفسير سورة " والمرسلات " [ ولله الحمد والمنة ]

يقول تعالى ذكره: فبأي حديث بعد هذا القرآن، أي أنتم أيها القوم كذبتم به مع وضوح برهانه، وصحة دلائله، أنه حق من عند الله تؤمنون: يقول: تصدّقون.

وإنما أعلمهم تعالى ذكره أنهم إن لم يصدّقوا بهذه الأخبار التي أخبرهم بها في هذا القرآن مع صحة حججه على حقيقته لم يمكنهم الإقرار بحقيقة شيء من الأخبار التي لم يشاهدوا المخبَر عنه، ولم يعاينوه، وأنهم إن صدّقوا بشيء مما غاب عنهم لدليل قام عليه لزمهم مثل ذلك في أخبار هذا القرآن، والله أعلم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[50] ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ تعجب من أحوال المشركين، فإذا بلغتَ هذه الآية في صلاتك فانوِ مخالفتهم وقل: آمنتُ بالله.
وقفة
[50] ﴿فَبِأَيِّ حَديثٍ بَعدَهُ يُؤمِنونَ﴾ لا حديث.
وقفة
[50] ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ إن القرآن أحسن حديث؛ في بيانه، وحججه، ومواعظه، ووعده، ووعيده، وشرائعه، وأخباره، فمن لم يهتد بالقرآن، لم ينفعه أيُّ حديث بعده، فلا هدى بعد هدى القرآن، ولا بيان بعد بيانه.
وقفة
[50] ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ إذا كان هذا القرآن المعجز في ألفاظه ومعانيه, البين في حكمه وأحكامه, المبين لكل شئ, لم يقنع عقولهم, فاي شئ يقنعها؟! ولكنه الكبر, وويل للمتكبرين.
وقفة
[50] إذا لم تؤثر عليك مواعظ القرآن ويحدوك الشوق بآياته للجنان؛ فبالله عليك ماذا يحفزك؟! ﴿فبأي حديث بعده يؤمنون﴾.
تفاعل
[50] من آداب التلاوة أن يقول القارئ بعد قوله تعالى في آخر سورة المرسلات: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾، يقول: «آمنت بالله وكتابه»، وهذا من باب التدبر وشعور القارئ أنه مخاطب بما يقرأ، عن أبي هريرة قال: وإذا قرأ: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ﴾ فانتهى إلى آخرها: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ فليقل: «آمنت بالله وما أنزل». [أبو عبيد في فضائل القرآن 195، وصححه محقق الكتاب].

الإعراب :

  • ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ:
  • الفاء استئنافية ويجوز أن تكون واقعة في جواب شرط مقدر. أي اذا لم يؤمنوا بالقرآن وهو من الكتب المنزلة آية مبصرة ومعجزة باهرة. فبأي: الباء حرف جر. أي: اسم استفهام مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. حديث: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور «بأي» متعلق بيؤمنون.
  • ﴿ بَعْدَهُ:
  • ظرف زمان- مفعول فيه- منصوب على الظرفية متعلق بيؤمنون وهو مضاف والهاء ضمير متصل يعود على القرآن في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يُؤْمِنُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

الأعراف: 185﴿وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
المرسلات: 50﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
الجاثية: 6﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [50] لما قبلها :     وبعد أن بالَغَ اللهَ في زَجْرِ الكُفَّارِ مِن أوَّلِ هذه السُّورةِ إلى آخِرِها، وحَثَّ على الانقيادِ للدِّينِ الحَقِّ؛ خَتَم السُّورةَ بالتَّعَجُّبِ مِن الكُفَّارِ، وبَيَّنَ أنَّهم إذا لم يُؤمِنوا بهذه الدَّلائِلِ اللَّطيفةِ مع تجَلِّيها ووُضوحِها، فبأيِّ حديثٍ بَعْدَه يُؤمِنونَ؟!، قال تعالى:
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يؤمنون:
1- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- تؤمنون، بتاء الخطاب، وهى قراءة يعقوب، وابن عامر.

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف