451127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153

الإحصائيات

سورة الصافات
ترتيب المصحف37ترتيب النزول56
التصنيفمكيّةعدد الصفحات7.00
عدد الآيات182عدد الأجزاء0.35
عدد الأحزاب0.70عدد الأرباع2.90
ترتيب الطول28تبدأ في الجزء23
تنتهي في الجزء23عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 1/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (127) الى الآية رقم (138) عدد الآيات (12)

تكذيبُ قومِ إلياسَ عليه السلام به، وثناءُ اللهِ عليه، ثُمَّ القصَّةُ الخامسةُ: قصَّةُ لوطٍ عليه السلام لمَّا نجَّاهُ اللهُ وأهلَه إلا امرأتَه ودمَّرَ الباقينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (139) الى الآية رقم (148) عدد الآيات (10)

القصَّةُ السادسةُ والأخيرةُ: قصَّةُ يونسَ عليه السلام لمَّا تركَ قومَهُ وركِبَ السفينةَ، فلمَّا خافُوا من غرقِها ألقَوه في البحرِ بعدَ أن وقعتْ القُرعةُ عليهِ، فابتلعَهُ الحوتُ ثُمَّ نجَّاهُ اللهُ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (149) الى الآية رقم (153) عدد الآيات (5)

بعدَ قصصِ الأنبياءِ عادَ الحديثُ عن بعضِ عقائدِ المشركينَ كقولِهم: الملائكةُ بناتُ اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الصافات

استسلم لأوامر الله حتى لو لم تدرك الحكمة منها/ عزة أولياء الله وذُل وصَغَار أعداء الله

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • رسالة سورة الصافات: استسلم لأوامر الله حتى لو لم تدرك الحكمة منها.:   لذلك تأتي السورة بمثل رائع: سيدنا إبراهيم، لما طلب منه ذبح ابنه إسماعيل، فتلقى الأمر دون أي تردد أو سؤال عن الحكمة والغاية من هذا الطلب، وكأن السورة تقول لنا: سيأتيكم يا مسلمون عدد من الأوامر التي لن تفهموا الحكمة منها، فاقتدوا بسيدنا إبراهيم في تنفيذه للأوامر الربانية. مثال يوضح الأمر: إن الواحد منا يستجيب لرأي طبيبه، ويرى أنه هو الصواب، وينفذ تعليماته بكل دقة، وهو بشر لا يملك أن يضر أو ينفع إلا بإذن الله، ولا يسأله ما الحكمة من وراء هذا العلاج بالذات، بل ينفذ أوامره ويخضع لأمره دون مناقشة، ثم نفس هذا الشخص تجده يعترض على خالق الخلق، ألم يكن الأولى أن يستجيب لأوامر ربه العليم الحكيم ولو لم تظهر له حكمة الأمر؟! استسلام الأب والابن: وبالعودة لإبراهيم، فإننا نرى في قصته استسلامًا كاملًا لله تعالى، فهو قد ترك قومه وهاجر إلى الغربة في سبيل الله: ﴿وَقَالَ إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى سَيَهْدِينِ﴾ (99)، ثم تصوّر لنا السورة اشتياقه وحاجته للولد: ﴿رَبّ هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينِ﴾ (100)، فاستجاب الله لدعائه: ﴿فَبَشَّرْنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِيمٍ﴾ (101). تخيل فرحة قلبه! رجل كبير عجوز مهاجر وبعيد عن بلده، تخيّل تعلّقه بهذا الولد، الذي ليس غلامًا عاديًا، بل أنه (غلام حليم)، فماذا بعد؟ نرى في الآية (102): ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ﴾، لما كبر الولد أمام عيني والده، رأى إبراهيم في منامه رؤيا صعبة: ﴿قَالَ يٰبُنَىَّ إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ،﴾ ليس أمرًا مباشرًا من الله أو عن طريق جبريل، بل عن طريق الرؤيا، ومع ذلك لم يتذرع إبراهيم بذلك؛ لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق. ولم يطلب إبراهيم معرفة الحكمة من هذا الطلب، بل لم يسأل عنها أصلاً، لكنه قال لابنه بكل استسلام: ﴿إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ﴾، وهذا السؤال ليس ترددًا لأنه سيذبحه أصلًا، لكن إبراهيم ذاك النبي المستسلم لله تعالى في كل أوامره، أراد أن يشارك ابنه في الأجر، فماذا قال إسماعيل؟ إن أباه تركه وهو طفل في صحراء قاحلة، ويأتي اليوم ليخبره أنه سيذبحه: ﴿قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱلله مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ﴾. وهنا تأتي الآية المحورية: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ (103)، وهنا يأتي سؤال: ألم يكونا مسلمين قبل هذا الطلب؟ طبعًا، لكن ﴿أَسْلَمَا﴾ هنا تصور معنى الإسلام الكامل، وهو الاستسلام لله تعالى دون أي تردد. وليس هذا غريبًا على إبراهيم عليه السلام، فهو الذي أُلقى في النار فاستسلم، وأُمر بترك زوجته وولده في مكان موحش لا أنيس فيه ولا جليس فاستسلم. مثال عكسي: استكبار الرجل الذي كان يشكك قرينه في البعث ويدعوه إلى التكذيب، فما التفت إليه بل آمن: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ (51-57).
  • • لماذا سميت السورة بالصافات؟:   ما هي الصافات؟ هي الملائكة التي تصطف بين يدي الله تعالى استسلامًا له، لذلك بدأت السورة بداية رائعة بذكر هؤلاء العباد المخلصين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الصافات».
  • • معنى الاسم ::   الصافات: الملائكة التي تصف في السماء للعبادة كصفوف الناس في الصلاة في الأرض، أو هم الملائكة التي تصف أجنحتها في الهواء واقفة حتى يأمرها الله بما يريد.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بالقسم الإلهي بالصافات، وهم ‏الملائكة.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الخضوع لله والاستسلام له ولشرعه وأحكامه، حتى لو لم ندرك الحكمة منها.
  • • علمتني السورة ::   عزة أولياء الله وذُل وصَغَار أعداء الله.
  • • علمتني السورة ::   : احفظ لسانك وأفعالك، حتى لا تقف موقفًا يسوؤك بين يدي الله: ﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أنه لا مجيب إلا الله، ولا مغيث إلا هو: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عن ابن عمر قال: «إن كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليأمُرُنَا بالتخفيف في الصلاة، وإن كان ليؤُمُّنا في الصبح بالصَّافَّات».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الصافات من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- تفتتح بالقسم، وعدد هذه السور 17 سورة، وهي: الصافات، والذاريات، والطور، والنجم، والقيامة، والمرسلات، والنازعات، والبروج، والطارق، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والتين، والعاديات، والعصر، وكلها سور مكية.
    • يبلغ عدد آيات سورة الصافات 182 آية، فهي تعتبر -من حيث كثرة عدد الآيات- في الترتيب الخامس من سور القرآن الكريم، فهي تأتي بعد سور: البقرة 286 آية، والشعراء 227 آية، والأعراف 206 آية، وآل عمران 200 آية.
    • ألحقت حلقات سلسلة قصص نوح، وإبراهيم، وموسى وهارون، وإلياس عليهم السلام بلازمة تكررت عقب كل قصة من هذه القصص الأربع -مثل حلقات سورة الشعراء-، وهي قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ (79-81)، وهذه اللازمة تؤكد تأييد الله تعالى ونصره لعباده، وأن سبب ذلك هو الإحسان في العبادة.
    • خُتمت السورة بثلاث آيات اشتهرت بتلاوتها عند ختم المجلس، وهي قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (180-182)، وقد ذُكِرَ في ذلك بعض الأحاديث، ولكنها ضعيفة.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستسلم لأوامر الله؛ حتى لو لم ندرك الحكمة منها.
    • أن نتذكر نصيحة سمعناها ونبادر بالامتثال لها: ﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ﴾ (13).
    • ألا نسلم عقولنا لأحد ونتبعه دون علم؛ فإنه سيتبرأ منا يوم القيامة: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (27-29).
    • أن نحذر من الكبر؛ فإنه خطيئة إبليس: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (35).
    • أن نتجنب ظلم الناس؛ فشجرة الزقوم عذاب الظالمين: ﴿أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ۞ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ﴾ (62).
    • أن نطهر قلوبنا من كل دنس، ونستعذ بالله من أمراض الشهوات والشبهات: ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (84).
    • أن نستسلم دومًا لأقدار الله تعالى، ونصبر عليها: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (102).
    • أن نكثر من ذكر الله وتسبيحه: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (143، 144).
    • أن ندخر لأنفسنا خبيئة تنجينا في الملمات، يونس عليه السلام لم يكن ليخرج من بطن الحوت لولا تسبيحه: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ۞ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (143، 144).
    • أن نعتقد اعتقادًا جازمًا أن دين الله تعالى منصور لا محالة: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ۞ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ۞ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (171-173).

تمرين حفظ الصفحة : 451

451

مدارسة الآية : [127] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ

التفسير :

[127] فكذب قوم إلياس نبيهم، فليجمعنهم الله يوم القيامة للحساب والعقاب،

{ "فَكَذَّبُوهُ"} فيما دعاهم إليه، فلم ينقادوا له، قال اللّه متوعدا لهم:{ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} أي يوم القيامة في العذاب، ولم يذكر لهم عقوبة دنيوية.

وقوله - تعالى - ( فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) بيان لموقفهم من نبيهم ، ولما حل بهم من عذاب بسبب إعراضهم عن دعوته .

أى : دعا إلياس قومه على عبادة الله - تعالى - وحده ، فكذبوه وأعرضوا عن دعوته ، وسيترتب على تكذيبهم هذا ، إحضارهم إلى جهنم إحضارا فيه ذلهم وهوانهم .

أي للعذاب يوم الحساب.

القول في تأويل قوله تعالى : فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)

وقوله ( فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) يقول: فكَذّب إلياس قَومُهُ، فإنهم لمحضرون: يقول: فإنهم لمحضرون في عذاب الله فيشهدونه.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) في عذاب الله..

التدبر :

وقفة
[127] ﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ مهما كان صدق دعوتك، وحسن عرضك لفكرتك، ستظل طائفة من الناس خياراتهم محسومة، ومفاتيح هدايتهم مفقودة.
وقفة
[127] ﴿فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ لاحظ الإهانة في أسلوب الإحضار، وكيف نسوقهم الملائكة إلى جحيم النار.
وقفة
[127] تأمل في الوعيد الشديد لكل من كذب الرسل وآذاهم ﴿فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَذَّبُوهُ:
  • الفاء استئنافية او عاطفة على فعل محذوف اختصارا. كذبوه: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ:
  • الفاء استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» واللام لام التوكيد -المزحلقة-.محضرون: خبر «ان» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. والكلمة اسم مفعول. اي يحضرون للعذاب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [127] لما قبلها :     وبعد أن دعا إلياس عليه السلام قومَه إلى عبادة الله؛ كذبوه وأعرضوا عن دعوته، وسيترتب على تكذيبهم هذا، إحضارهم إلى جهنم إحضارًا فيه ذُلُّهم وهَوانُهم، قال تعالى:
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [128] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

التفسير :

[128]إلا عباد الله الذين أخلصوا دينهم لله، فإنهم ناجون من عذابه.

{ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} أي:الذين أخلصهم اللّه، ومنَّ عليهم باتباع نبيهم، فإنهم غير محضرين في العذاب، وإنما لهم من اللّه جزيل الثواب.

( إِلاَّ عِبَادَ الله المخلصين ) فإنهم ناجون من الإِحضار الأليم ، لأنهم سيكونون يوم القيامة محل تكريمنا وإحساننا .

أي الموحدين منهم وهذا استثناء منقطع من مثبت.

( إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) يقول: فإنهم يحضرون في عذاب الله، إلا عباد الله الذين أخلصهم من العذاب .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[128] ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ قل: اللهم اجعلني من عبادك المخلَصين.
وقفة
[128] ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ أخلصهم الله لإخلاصهم، فإخلاصهم هو سر اصطفائهم واستخلاصهم.
وقفة
[128] ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ عملية الاستخلاص تستدعي سعيًا دؤوبًا، ومراحل متعددة تشمل اختبارت واجتياز عقبات، وهي بمثابة تصفيات، حتى لا يصل في نهايتها إلى أعالي الدرجات إلا أخلص العُبَّاد.

الإعراب :

  • ﴿
  • إِلاّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ
  • ﴿ هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الأربعين.'

المتشابهات :

الصافات: 169﴿ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 40﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 74﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 128﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 160﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [128] لما قبلها :     وبعد بيان إحضارهم إلى جهنم؛ استثنى اللهُ من ذلك عبادَ الله المخلَصون، وهم الذين اتبعوا إلياس عليه السلام، قال تعالى:
﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [129] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ

التفسير :

[129] وجعلنا لإلياس ثناءً جميلاً في الأمم بعده.

{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ} أي:على إلياس{ فِي الْآخِرِينَ} ثناء حسنا.

( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين ) أى : وأبقينا على إلياس فى الأمم الآخرين .

أي ثناء جميلا.

( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ) يقول: وأبقينا عليه الثناء الحسن في الآخرين من الأمم بعده.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[129] ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ الذِّكر الجميل والثَّناء الجزيل من الفضل الجليل لله رب العالمين.

الإعراب :

  • ﴿ وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة والسبعين.'

المتشابهات :

الصافات: 119﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ
الصافات: 78﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ
الصافات: 108﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ
الصافات: 129﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [129] لما قبلها :     ولَمَّا جاهَدَ إلياس عليه السلام في اللهِ، وقام بما يجِبُ عليه؛ جازاه اللهُ بأن جعل له الذكرَ الحسنَ بين الناس في جميع الأمم، قال تعالى:
﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [130] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ

التفسير :

[130]تحية من الله، وثناءٌ على إلياس.

{ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} أي:تحية من اللّه، ومن عباده عليه.

( سَلاَمٌ على إِلْ يَاسِينَ ) أى : أمان وتحية منا ومنهم على إلياس ومن آمن معه .

( سلام على إل ياسين ) كما يقال في إسماعيل : إسماعين . وهي لغة بني أسد . وأنشد بعض بني نمير في ضب صاده .

يقول رب السوق لما جينا هذا ورب البيت إسرائينا

ويقال : ميكال ، وميكائيل ، وميكائين ، وإبراهيم وإبراهام ، وإسرائيل وإسرائين ، وطور سيناء ، وطور سينين . وهو موضع واحد ، وكل هذا سائغ

وقرأ آخرون : " سلام على إدراسين " ، وهي قراءة عبد الله بن مسعود . وآخرون : " سلام على آل ياسين " يعني : آل محمد - صلى الله عليه وسلم - .

القول في تأويل قوله تعالى : سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)

يقول تعالى ذكره: أمنة من الله لآل ياسين.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) فقرأته عامة قرّاء مكة والبصرة والكوفة: ( سَلامُ عَلى إلْياسِينَ ) بكسر الألف من إلياسين ، فكان بعضهم يقول: هو اسم إلياس، ويقول: إنه كان يُسمى باسمين: إلياس، وإليا سين مثل إبراهيم، وإبراهام; يُستشهد على ذلك أن ذلك كذلك بأن جميع ما في السورة من قوله ( سَلامٌ ) فإنه سلام على النبي الذي ذكر دون آله، فكذلك إلياسين ، إنما هو سلام على إلياس دون آله. وكان بعض أهل العربية يقول: إلياس: اسم من أسماء العبرانية، كقولهم: إسماعيل وإسحاق، والألف واللام منه، ويقول: لو جعلته عربيا من الإلس، فتجعله إفعالا مثل الإخراج، والإدخال أجْري ; ويقول: قال: سلام على إلياسين، فتجعله بالنون، والعجمي من الأسماء قد تفعل به هذا العرب، تقول: ميكال وميكائيل وميكائيل، وهي في بني أسد تقول: هذا إسماعين قد جاء، وسائر العرب باللام; قال: وأنشدني بعض بني نمير لضب صاده:

يَقُــولُ رَبُّ السُّــوقِ لَمَّــا جِيْنـا

هَـــذَا وَرَبّ البَيْـــتِ إسْــرَائِينا (1)

قال: فهذا كقوله إلياسين; قال: وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعا، فتجعل أصحابه داخلين في اسمه، كما تقول لقوم رئيسهم المهلب: قد جاءتكم المهالبة والمهلبون، فيكون بمنـزلة قولهم الأشعرين بالتخفيف، والسعدين بالتخفيف وشبهه، قال الشاعر :

أنا ابْنُ سَعْدٍ سَيِّدِ السَّعْدِينَا (2)

قال: وهو في الاثنين أن يضمّ أحدهما إلى صاحبه إذا كان أشهر منه اسما كقول الشاعر :

جَــزَانِي الزَّهْدَمَــانِ جَـزاءَ سَـوْءٍ

وكُــنتُ المَــرْءَ يُجْـزَى بالكَرَامَـةْ (3)

واسم أحدهما: زهدم; وقال الآخر:

جَـزَى اللـه فِيهـا الأعْـوَرَيْنِ ذَمَامَةً

وَفَــرْوَةَ ثَفْــرَ الثَّـوْرَةِ المُتَضَـاجِمِ (4)

واسم أحدهما أعور.

وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة: " سَلام عَلى آل يَاسِينَ" بقطع آل من ياسين، فكان بعضهم يتأول ذلك بمعنى: سلام على آل محمد. وذُكر عن بعض القرّاء أنه كان يقرأ قوله وَإِنَّ إِلْيَاسَ بترك الهمز في إلياس ويجعل الألف واللام داخلتين على " ياس " للتعريف، ويقول: إنما كان اسمه " ياس " أدخلت عليه ألف ولام ثم يقرأ على ذلك: " سلام على إلياسين ".

والصواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأه: ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) بكسر ألفها على مثال إدراسين، لأن الله تعالى ذكره إنما أخبر عن كل موضع ذكر فيه نبيا من أنبيائه صلوات الله عليهم في هذه السورة بأن عليه سلاما لا على آله، فكذلك السلام في هذا الموضع ينبغي أن يكون على إلياس كسلامه على غيره من أنبيائه، لا على آله، على نحو ما بيَّنا من معنى ذلك.

فإن ظنّ ظانّ أن إلياسين غير إلياس، فإن فيما حكينا من احتجاج من احتج بأن إلياسين هو إلياس غني عن الزيادة فيه.

مع أن فيما حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) قال: إلياس.

وفي قراءة عبد الله بن مسعود: " سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ" دلالة واضحة على خطأ قول من قال: عنى بذلك سلام على آل محمد، وفساد قراءة من قرأ: " وإنَّ إلياسَ" بوصل &; 21-104 &; النون من " إن " بالياس، وتوجيه الألف واللام فيه إلى أنهما أدخلتا تعريفا للاسم الذي هو ياس، وذلك أن عبد الله كان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: " وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ"، ثم يقرأ على ذلك: " سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ"، كما قرأ الآخرون: ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) بقطع الآل من ياسين. ونظير تسمية إلياس بإل ياسين : وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ [ثم قال في موضع آخر: وَطُورِ سِينِينَ وهو موضع واحد سمي بذلك.

------------------------

الهوامش:

(1) هذان البيتان من شواهد الفراء في معاني القرآن (مصورة الجامعة ص 274) قال : وقوله :" وإن إلياس لمن المرسلين" : ذكر أنه نبي ، وأن هذا الاسم اسم من أسماء العبرانية ، كقولهم : إسماعيل وإسحاق ، والألف واللام منه . ولو جعلته عربيا من الألف فتعجل إفعالا . مثل الإخراج والإدخال ، لجرى (أي صرف) . ثم قال :" سلام على إلياسين" ، فجعله بالنون ، والعجمي من الأسماء قد يفعل به هذا العرب ، تقول : ميكال وميكائيل وميكائين ، بالنون ، وهي في بني أسد ، يقولون : هذا إسماعين قد جاء ، بالنون ، وسائر العرب باللام . قال : وأنشدني بعض بني نمير لضب صاده بعضهم :"يقول أهل السوق .... البيتين . فهذا وجه لقوله" إلياسين" في (مجاز القرآن : مصورة الجامعة الورقة 210 - 1) قال أبو عبيدة :"سلام على إلياسين" : أي سلام على إلياس وأهله ، وعلى أهل دينه جميعهم ، بغير إضافة إلياء على العدد . قال الشاعر

قـدني مـن نصـر الحـبيبين قـدي

فجعل عبدالله بن الزبير أبا خبيب" مصغرا" ومن كان على رأيه عددا ولم يضفهما بالياء" أي لم ينسبهم إليه بياء النسب" فيقول خبيبيون وقال أبو عمر وبن العلاء : نادى مناد يوم الكلاب فقال : هلك اليزيدون . يعني يزيد بن عبدالمدان ، ويزيد بن هوبر ، ويزيد بن مخرمة الحارثيون .

ويقال : جاءك الحارثون والأشعرون .

(2) وهذا أيضا من شواهد الفراء في معاني القرآن ، جاء بعد الشاهد الذي قبله . قال الفراء بعد كلامه السابق في أن إلياسين لغة في إلياس عند بني أسد : وإن شئت ذهبت" بإلياسين" على أن تجعله جمعا ، فتجعل أصحابه داخلين في اسمه ، كما تقول للقوم رئيسهم المهلب : قد جاءتكم المهالبة والمهلبون ، فيكون بمنزلة قوله : الأشعرين والسعدين وشبهه . قال الشاعر :" أنا ابن سعد ..." البيت . وهذا يشبه كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن ، وقد نقلناه في آخر الشاهد السابق على هذا.

(3) هذا الشاهد الثالث على قراءة قوله تعالى" سلام على إلياسين" . نقله الفراء وأبو عبيدة في كتابيهما . قال الفراء بعد كلامه السابق : وهو في الاثنين أكثر أن يضم أحدهما إلى صاحبه ، إذا كان أشهر منه اسما ، كقول الشاعر :" جزاني الزهدمان ... البيت" . واسم أحدهما زهدم . وقال أبو عبيدة : وكذلك يقال في الاثنين . وأنشد البيت ، ونسبه إلى قيس بن زهير . ثم قال بعده : وإنما هو زهدم وكردم العبسيان : أخوان . وقيل لعلي بن أبي طالب : نسألك سنة العمرين : يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما . ثم ذكر أبو عبيدة بعد ذلك وجها آخر فقال : إن أهل المدينة يقولون :" سلام على آل ياسن" أي على أهل ياسين . فقال سعد بن أبي وقاص وأبو عمرو وأهل الشام : هم قومه ومن كان معه على دينه . وقالت الشيعة : آل محمد : أهل بيته . واحتجوا بأنك تصغر الآل ، فتجعله أهيلا. ا هـ . وذكر بعد كلامه السابق في الموضوع وجها آخر فقال : وقد قرأ بعضهم :" وإن إلياس" يجعل اسمه" ياسا" أدخل عليه الألف واللام . ثم يقرءون :" سلام على آل ياسين" . جاء التفسير في تفسير الكلبي : على آل ياسين : على آل محمد صلى الله عليه وسلم والأول أشبه بالصواب والله أعلم ، لأن في قراءة عبدالله (يعني ابن مسعود) :" وإن إدريس لمن المرسلين"" سلام على إدراسين" . وقد يشهد على صواب هذا قوله :" وشجرة تخرج من طور سيناء" . ثم قال في موضع آخر :" وطور سينين" . وهو معنى واحد . والله أعلم .

(4) هذا هو الشاهد الرابع في الموضوع نفسه ، أنشده الفراء في معاني القرآن بعد سابقه . وأنشده صاحب اللسان في ضجم ، ونسبه إلى الأخطل ، وروايته فيه" ملامة" في موضع" ذمامة" . وقال : الضجم : العوج في الأنف ، يميل إلى أحد شقيه . والمتضاجم : المعوج الفم قال الأخطل :" جزى الله ... البيت" . وفروة : اسم رجل . ا هـ . وموضع الشاهد فيه قوله" الأعورين" كالذي قبله تماما .

التدبر :

وقفة
[130، 131] ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: 79]، ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ﴾ [الصافات: 109]، ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ﴾، قال بعد كل سلام ذكره عنهم: ﴿إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾، فكم للإحسان من فضل!

الإعراب :

  • ﴿ سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة التاسعة والسبعين. و إِلْ ياسِينَ» وردت منفصلة في معناها واعرابها إشكال وقد اختلف العلماء في اقوالهم. وقرئ على إلياسين وإدريسين على أنها لغات في إلياس وإدريس. ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى. وقيل إن «إلياسين» اسم مثل ابراهيم. وقيل هي جمع «الياس» والمقصود بها قوم ياسين. ومع ذلك فعلمها عند الله وحده.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [130] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ السَّلامُ اسْمًا جامِعًا لِكُلِّ خَيْرٍ؛ لِأنَّهُ إظْهارُ الشَّرَفِ؛ والإقْبالِ عَلى المُسَلَّمِ عَلَيْهِ بِكُلِّ ما يُرِيدُ؛ أنْتَجَ ذَلِكَ قَوْلَهُ تعالى:
﴿ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

آل ياسين:
قرئ:
1- آل ياسين، على أن «أل» مفصولة فى المصحف، و «ياسين» : اسم لإلياس، أو لأبيه، وهى قراءة زيد بن على، ونافع، وابن عامر.
2- إلياسين، بهمزة مكسورة، جمع المنسوبين إلى «إلياس» ، وهى قراءة باقى السبعة.
3- الياسين، بوصل الألف، على أنه جمع يراد به «إلياس» وقومه المؤمنون، وحذفت ياء النسب، كما قالوا الأشعرون، وهى قراءة أبى رجاء، والجسن.

مدارسة الآية : [131] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

التفسير :

[131]وكما جزينا إلياس الجزاء الحسن على طاعته، نجزي المحسنين من عبادنا المؤمنين

إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

وقوله تعالى "إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين" قد تقدم تفسيره والله تعالى أعلم.

وقوله ( إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) يقول تعالى ذكره: إنا هكذا نجزي أهل طاعتنا والمحسنين أعمالا

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الخامسة بعد المائة.'

المتشابهات :

الصافات: 80﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
الصافات: 105﴿قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
الصافات: 121﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
الصافات: 131﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
المرسلات: 44﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [131] لما قبلها :     وبعد ذكرِ الجزاء الكريم الذي جازى اللهُ به إلياس عليه السلام؛ بَيَّنَ اللهُ هنا السبب، وهو الإحسان، وبمثل هذا الجزاء الكريم نجازي كل من كان محسنًا، قال تعالى:
﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [132] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ

التفسير :

[132]إنه من عباد الله المؤمنين المخلصين له العاملين بأوامره.

[إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} فأثنى اللّه عليه كما أثنى على إخوانه صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.

إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ

وقوله تعالى "إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين" قد تقدم تفسيره والله تعالى أعلم.

وقوله ( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) يقول: إن إلياس عبد من عبادنا الذين آمنوا، فوحَّدونا، وأطاعونا، ولم يشركوا بنا شيئا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[132] ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ من رغب عن عبودية الله ابتلي بعبودية الخلق، وصدق ابن القيم حين قال: هربوا من الرق الذي خلقوا له، وبلوا برق النفس والشيطان.
وقفة
[130-132] ﴿سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ وفي قصة إلياس إنباء بأن الرسول عليه أداء الرسالة، ولا يلزم من ذلك أن يشاهد عقاب المكذِّبين ولا هلاكَهم للرد على المشركين الذين قالوا: ﴿مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [يونس: 48]؛ قال تعالى: ﴿قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ﴾ [المؤمنون: 93 – 95].

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الحادية والثمانين.'

المتشابهات :

الصافات: 122﴿ إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
الصافات: 81﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
الصافات: 111﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
الصافات: 132﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [132] لما قبلها :     وبعد أن وصفَ اللهُ إلياس عليه السلام بالإحسان؛ وصفَه هنا بالإيمان، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [133] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[133] وإن عبدنا لوطاً اصطفيناه، فجعلناه من المرسلين،

وهذا ثناء منه تعالى على عبده ورسوله، لوط بالنبوة والرسالة، ودعوته إلى اللّه قومه، ونهيهم عن الشرك، وفعل الفاحشة.

ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك جانبا من قصة لوط مع قوم . فقال - تعالى - :

( وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ . . . ) .

لوط - عليه السلام - هو ابن أخ لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - وكان قد آمن به وهاجر معه ، كما فى قوله - تعالى - ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إلى ربي ) وقد أرسل الله - تعالى - لوطا إلى قرية سدوم - من قرى الشام - وكان أهلها يعبدون الأصنام ويرتكبون الفاحشة ، التى لم يسبقهم إليها أحد من العالمين .

أى : ( لَّمِنَ المرسلين ) الذين أرسلناهم لهداية الناس .

يخبر تعالى عن عبده ورسوله لوط رضي الله عنهما أنه بعثه إلى قومه.

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133)

يقول تعالى ذكره: وإن لوطا المرسل من المرسلين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[133] ﴿وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ هذه هي القصة الخامسة في هذه السورة، وإن الله تعالى إنما ذكر هذه القصة ليعتبر بها مشكرو العرب؛ فإن الذين كفروا من قومه هلكوا، والذين آمنوا نجوا.
وقفة
[133] ﴿وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ لوط عليه السلام من أكثر الأنبياء ذكرًا في القرآن الكريم، حتى أنه ذُكِر أكثر من عيسى بن مريم، فقد ذكر عيسى خمسًا وعشرين مرة، وأما لوط فقد ذكر سبعًا وعشرين مرة، والسبب أن مهمة لوط عليه السلام كانت من أشد المهام، وهي تعديل سلوك القوم الذين شذوا عن الطبيعة البشرية، في موضوع التناسل والنكاح، وردهم إلى الخلق الحسن، والتكاثر الطبيعي.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة الثالثة والعشرين بعد المائة. و «لوطا» صرف رغم عجمته لخفته ولانه ثلاثي اوسطه ساكن.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [133] لما قبلها :     القصَّةُ الخامسةُ: قصَّةُ لوطٍ عليه السلام لما دعا قومَه إلى عبادة اللهِ، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [134] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ

التفسير :

[134]إذ نجيناه وأهله أجمعين من العذاب،

فلما لم ينتهوا، نجاه اللّه وأهله أجمعين، فسروا ليلا فنجوا.

( إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ) أى : اذكر - أيها العاقل - وقت أن نجيناه وجميع المؤمنين معه ، بفضلنا ورحمتنا .

فكذبوه فنجاه الله تعالى من بين أظهرهم هو وأهله.

( إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ) يقول: إذ نجَّينا لوطا وأهله أجمَعينَ من العذاب الذي أحللناه بقومه، فأهلكناهم به.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[134] ﴿إِذ نَجَّيناهُ وَأَهلَهُ أَجمَعينَ﴾ لم ينج الله أهل لوط عليه السلام بسبب صلة القرابة به عليه السلام، إنما بإيمانهم وعملهم الصالح.
وقفة
[134، 135] ﴿إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾ من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه، وهو ما قاله النبي ﷺ في بداية دعوته، حيث قال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا». [البخاري 2753].

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ نَجَّيْناهُ:
  • ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بما في خبر «ان» وهو لمن المرسلين. او هي اسم في محل نصب مفعول به بفعل مضمر تقديره «اذكر».نجى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة «نجيناه» في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ:
  • معطوفة بالواو على الهاء في «نجيناه» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة وهي مضافة. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.أجمعين: توكيد معنوي لما قبله منصوب وعلامة نصبه الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من الحركة في المفرد'

المتشابهات :

الشعراء: 170﴿فَـ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
الصافات: 134﴿إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [134] لما قبلها :     ولَمَّا دعا لوطٌ عليه السلام قومَه إلى عبادة اللهِ، ولم ينتهوا؛ نجَّاهُ اللهُ وأهلَه، قال تعالى:
﴿ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [135] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ

التفسير :

[135] إلا عجوزاً هَرِمة، هي زوجته، هلكت مع الذين هلكوا من قومها لكفرها.

{ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} أي:الباقين المعذبين، وهي زوجة لوط لم تكن على دينه.

( إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين ) والمراد بالعجوز : أمرأته التى بقيت على كفرها وكانت تفشى أسرار زوجها ، أى : نجينا لوطا والمؤمنين معه من أهله ، إلا عجوزا بقيت فى العذاب مع القوم الغابرين أى : مع الباقين فى العذاب .

إلا امرأته فإنها هلكت مع من هلك من قومها.

( إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ) يقول: إلا عجوزا في الباقين، وهي امرأة لوط، وقد ذكرنا خبرها فيما مضى، واختلاف المختلفين في معنى قوله ( فِي الْغَابِرِينَ ) ، والصواب من القول في ذلك عندنا.

وقد حُدثت عن المسيِّب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك ( إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ) يقول: إلا امرأته تخلَّفت فمسخت حجرا، وكانت تسمى هيشفع. (5)

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ) قال: الهالكين.

------------------------

الهوامش:

(5) في عرائس المجالس للثعالبي ، طبعة الحلبي 106 : وكانت تسمى هلسفع .

التدبر :

وقفة
[135] ﴿إِلّا عَجوزًا فِي الغابِرينَ﴾ عدم إظهارها الضيق من فعل قوم لوط جعلها مستحقة للعذاب مثلهم تمامًا.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ عَجُوزاً:
  • اداة استثناء. عجوزا: مستثى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي إلا امرأته العجوز.
  • ﴿ فِي الْغابِرِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لعجوز وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى:بقيت مع الهالكين.'

المتشابهات :

الشعراء: 171﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ
الصافات: 135﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [135] لما قبلها :     ولَمَّا كان الكُفرُ قاطِعًا للسَّبَبِ القَريبِ، كما أنَّ الإيمانَ واصلٌ للسَّبَبِ البَعيدِ؛ استثنى اللهُ هنا امرأة لوط التي هلكت مع الذين هلكوا من قومها لكفرها، قال تعالى:
﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [136] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ

التفسير :

[136] ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه.

{ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ} بأن قلبنا عليهم ديارهم{ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} حتى همدوا وخمدوا.

( ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخرين ) أى : ثم دمرنا القوم الآخرين الباقين على كفرهم ، كما دمرنا من بقى على كفره من أهل لوط ، كامرأته التى أعرضت عن دعوة الحق ، وانحازت إلى قومها المفسدين .

فإن الله تعالى أهلكهم بأنواع من العقوبات وجعل محلتهم من الأرض بحيرة منتنة قبيحة المنظر والطعم والريح وجعلها بسبيل مقيم يمر بها المسافرون ليلا ونهارا.

وقوله ( ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ ) يقول: ثم قذفناهم بالحجارة من فوقهم، فأهلكناهم بذلك.

التدبر :

وقفة
[136] ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ﴾ الإيمان هو جواز المرور الوحيد إلى شط النجاة، فكل من لم يؤمن فهو من الآخَرين الهالكين، ولو كانت امرأة نبي.
تفاعل
[136] ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا:
  • حرف عطف للتراخي. دمر: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ الْآخَرِينَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة في المفرد.'

المتشابهات :

الشعراء: 172﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
الصافات: 136﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [136] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ نجاة لوط عليه السلام وأهله إلا امرأته؛ ذكرَ هنا أنه دَمَّرَ القوم الآخرين الباقين على كفرهم، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [137] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ

التفسير :

[137] وإنكم -يا أهل «مكة»- لتمرون في أسفاركم على منازل قوم لوط وآثارهم وقت الصباح،

{ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ} أي:على ديار قوم لوط{ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ}

ثم وجه - سبحانه - الخطاب لمشركى قريش فقال : ( وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ . وبالليل أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) ؟

أى : وإنكم يا أهل مكة لتمرون على مساكن قوم لوط المهلكين ، وأنتم سائرون إلى بلاد الشام ، تارة تمرون عليهم وأنتم داخلون فى وقت الصباح ، تارة تمرون عليهم وأنتم داخلون فى وقت الليل ، وترون بأعينكم ما حل بهم من دمار .

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137)

يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: وإنكم لتمرون على قوم لوط الذين دمرناهم عند إصباحكم نهارا وبالليل. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ) قالوا: نعم والله صباحا ومساء يطئونها وطْئًا، من أخذ من المدينة إلى الشام، أخذ على سدوم قرية قوم لوط.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ في قوله ( لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ) قال: في أسفاركم.

التدبر :

وقفة
[137] ﴿وَإِنَّكُم لَتَمُرّونَ عَلَيهِم مُصبِحينَ﴾ أن يصبح مشهدًا كهذا عاديًّا أمامك، فلا يلفت نظرك ولا تتعظ به فتلك طامة كبرى، فلم يذكره جل شأنه من أجل أن تمر به لاهيًا عنه.
وقفة
[137، 138] ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ﴾ بقايا ديار الأمم الهالكة ليست متعة وآثارًا للسياحة؛ بل حجة وعبرة على نهاية الظلم.
وقفة
[137، 138] ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ سُنَّة الله التي لا تتبدل ولا تتغير: إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين.
وقفة
[137، 138] ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ كانوا يمرون على قوم لوط في سفرهم للشام ويرجعون، كانوا يمرون على آثارهم في سدوم، الخطاب لأهل مكة كانوا يمرون عليهم في تجارتهم.
وقفة
[137، 138] ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ﴾ تمرون بالنهار والليل عليهم؛ إذا ذهبتم إلى أسفاركم ورجعتم، ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ فتعتبرون بهم.
وقفة
[137، 138] ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ كم مـرَرنا وما اتَّعظنا!
وقفة
[137، 138] ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ ضرورة العظة والاعتبار بمصير الذين كذبوا الرسل؛ حتى لا يحل بنا ما حل بغيرنا.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّكُمْ:
  • الواو استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ان» واللام لام التوكيد -المزحلقة-.تمرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بتمرون بمعنى: لتمرون على آثار بيوتهم المدمرة.
  • ﴿ مُصْبِحِينَ:
  • حال من واو الجماعة منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: داخلين في الصباح.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [137] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ هلاكَ قوم لوط؛ حَذَّرَ هنا مشركي مكة أن يحل بهم ما حل بهؤلاء، وهم يمرون على آثار ديارهم في طريقم إلى بلاد الشام، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [138] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

التفسير :

[138]وتمرون عليها ليلاً. أفلا تعقلون، فتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم؟

أي:في هذه الأوقات، يكثر ترددكم إليها ومروركم بها، فلم تقبل الشك والمرية{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} الآيات والعبر، وتنزجرون عما يوجب الهلاك؟

وقوله ( أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) معطوف على مقدر ، أى : أتشاهدون ذلك فلا تعقلون ، فالاستفهام للتوبيخ والحض على الاعتبار بأحوال الماضين .

ولهذا قال تعالى "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون" أي أفلا تعتبرون بهم كيف دمر الله عليهم وتعلمون أن للكافرين أمثالها؟.

وقوله ( أَفَلا تَعْقِلُونَ ) يقول: أفليس لكم عقول تتدبرون بها وتتفكَّرون، فتعلمون أن من سلك من عباد الله في الكفر به، وتكذيب رسله، مسلك هؤلاء الذين وصف صفتهم من قوم لوط، نازل بهم من عقوبة الله، مثل الذي نـزل بهم على كفرهم بالله، وتكذيب رسوله، فيزجركم ذلك عما أنتم عليه من الشرك بالله، وتكذيب محمد عليه الصلاة والسلام.

كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( أَفَلا تَعْقِلُونَ ) قال: أفلا تتفكَّرون ما أصابهم في معاصي الله أن يصيبكم ما أصابهم، قال: وذلك المرور أن يمر عليهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[137، 138] اعلم أن العقل السوي يقود العبد المؤمن للاعتبار والتفكر في سنن الله تعالى ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَبِاللَّيْلِ:
  • الواو عاطفة. باللّيل: جار ومجرور متعلق بتمرون معطوف على معنى «مصبحين» اي تمرون على اطلالهم في الصباح وفي الليل.
  • ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ:
  • الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. الفاء زائدة-تزيينية-.لا: نافية لا عمل لها. تعقلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. اي أفلا تتعظون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [138] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ لِلَّيْلِ مَنظَرٌ في الهَوْلِ غَيْرُ مَنظَرِ النَّهارِ؛ قال تعالى:
﴿ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [139] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[139] وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين،

وهذا ثناء منه تعالى، على عبده ورسوله، يونس بن متى، كما أثنى على إخوانه المرسلين، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى اللّه، وذكر تعالى عنه، أنه عاقبه عقوبة دنيوية، أنجاه منها بسبب إيمانه وأعماله الصالحة،

ثم ختم - سبحانه - هذه القصص ، بذكر جانب من قصة يونس - عليه السلام - فقال :

( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ . . . ) .

يونس - عليه السلام - : هو ابن متى ، وقد ثبت فى الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما ينبغى لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى " .

وملخص قصته أن الله - تعالى - أرسله إلى أهل نينوى بالعراق ، وفى حوالى القرن الثامن قبل الميلاد ، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله - فاستعصوا عليه ، فضاق بهم ذرعا ، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الثالث خرج يونس من بلدة قومه ، قبل أن يأذن الله له بالخروج ، فلما افتقده قومه ، آمنوا وتابوا ، وتضرعوا بالدعاء إلى الله قبل أن ينزل بهم العذاب .

فلما لم ير يونس نزول العذاب ، استحى أن يرجع إليهم وقال : لا أرجع إليهم كذابا أبدا ، ومضى على وجهه فأتى سفينة فركبها فلما وصلت اللجنة وقفت ولم تتحرك .

فقال صاحبها : ما يمنعها أن تسير إلا أن فيكم رجلا مشئوما ، فاقترعوا ليلقوا فى البحر من وقعت عليه القرعة ، فكانت على يونس ثم أعادوها فوقعت عليه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فى البحر ، فالتقمه الحوت .

والمعنى : وإن يونس - عليه السلام - لمن المرسلين الذين اصطفيناهم لحمل رسالتنا وتبليغها إلى الناس .

قد تقدمت قصة يونس - عليه السلام - في سورة الأنبياء . وفي الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ما ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أمه " وفي رواية قيل : " إلى أبيه " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)

يقول تعالى ذكره: وإن يونس لمرسل من المرسلين إلى أقوامهم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[139] ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ قوافل المرسلين لا تتوقف؛ لأن هداية الخلق أحب شيء إلى رب العالمين.
وقفة
[139] ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ إياك أن تقدح في نبي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» [البخاري 3416]، قال الإمام الصنعاني: «المراد أنه لا يقول أحد من الناس نزل في ضيق وكرب من تكذيب الناس للحق الذي يأتي به، فصبر على تكذيبهم وأذاهم، هو خير من يونس، لأجل ما حكي عنه من قلة صبره على أذى قومه؛ لأن له مقامًا عند الله رفيعًا، ينغمر فيه ما وقع من قلة صبره».
وقفة
[139، 140] ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ ولم يذكر الله ما غاضب عليه، ولا ذنبه الذي ارتكبه؛ لعدم فائدتنا بذكره، وإنما فائدتنا بما ذُكّرنا عنه أنه أذنب، وعاقبه الله مع كونه من الرسل الكرام، وأنه نجاه بعد ذلك، وأزال عنه الملام، وقيَّض له ما هو سبب صلاحه.
عمل
[139، 140] تذكر أحدًا من معارفك دعوته حتى يئست من هدايته، ثم استغفر الله من يأسك؛ فإنه معصية لله سبحانه ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة الثالثة والعشرين بعد المائة.'

المتشابهات :

الصافات: 123﴿ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
الصافات: 133﴿ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ
الصافات: 139﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [139] لما قبلها :     القصَّةُ السادسةُ والأخيرةُ: قصَّةُ يونسَ عليه السلام لما دعا قومَه إلى عبادة اللهِ، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [140] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

التفسير :

[140]إذ هرب من بلده غاضباً على قومه، وركب سفينة مملوءة ركاباً وأمتعة.

{ إِذْ أَبَقَ} أي:من ربه مغاضبا له، ظانا أنه لا يقدر عليه، ويحبسه في بطن الحوت، ولم يذكر اللّه ما غاضب عليه، ولا ذنبه الذي ارتكبه، لعدم فائدتنا بذكره، وإنما فائدتنا بما ذُكِّرنا عنه أنه أذنب، وعاقبه اللّه مع كونه من الرسل الكرام، وأنه نجاه بعد ذلك، وأزال عنه الملام، وقيض له ما هو سبب صلاحه.

فلما أبق لجأ{ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} بالركاب والأمتعة، فلما ركب مع غيره، والفلك شاحن، ثقلت السفينة، فاحتاجوا إلى إلقاء بعض الركبان، وكأنهم لم يجدوا لأحد مزية في ذلك، فاقترعوا على أن من قرع وغلب، ألقي في البحر عدلا من أهل السفينة، وإذا أراد اللّه أمرا هيأ أسبابه.

( إِذْ أَبَقَ ) أى : هرب من قومه بغير إذن من ربه - يقال : أبق العبد - كضرب ومنع - إذا هرب من سيده فهو آبق .

( إِلَى الفلك المشحون ) أى : هرب من قومه إلى الفلك الملئ بالناس والأمتعة.

قوله تعالى "إذا أبق إلى الفلك المشحون" قال ابن عباس رضي الله عنهما هو الموقر أي المملوء بالأمتعة.

( إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) يقول: حين فرّ إلى الفُلك، وهو السفينة، المشحون: وهو المملوء من الحمولة المُوقَر.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) كنَّا نحدّث أنه الموقر من الفُلك.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال: الموقر. وقوله ( فَسَاهَمَ ) يقول: فَقَارَعَ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فَسَاهَمَ ) يقول أقْرَعَ.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة .

التدبر :

وقفة
[140] ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ لا يوصف بالإباق إلا العبد، هنيئًا ليونس عليه السلام وصفَ العبودية إذن!
وقفة
[140] ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ أي: أراد الهروب، ودخل في البحر، وعبر عن هروبه بالإباق من حيث هو عبد الله، فر عن غير إذن مولاه؛ فهذه حقيقة الإباق.
وقفة
[140] ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ أي: هرب إلى السفينة، و(الفلك) هنا واحد، و(المشحون): المملوء، وسبب هروبه غضبه على قومه حين لم يؤمنوا.
وقفة
[140] ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ عبر عن هروب يونس من قومه بهروب العبد الأبق من مولاها؛ لأن يونس ترك قومه دون إذن ربه، فاشترك مع العبد الآبق في نفس الفعل.
اسقاط
[140] ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ يونس عليه السلام وُصف بالآبق حين ترك دعوة قومه، فمتى ما تركنا الدعوة صرنا كالعبد الآبق عن طاعة سيده.

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ أَبَقَ:
  • اذ: سبق اعرابها. ابق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى «هرب» من قومه. وقد سمي هربه من قومه بغير إذن ربه إباقة مجازا.
  • ﴿ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ:
  • جار ومجرور متعلق بأبق. المشحون: صفة-نعت- للفلك مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة بمعنى: الى السفينة الملأى بالناس وحاجاتهم. وجملة أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف «اذ».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [140] لما قبلها :     ولَمَّا دعاهم إلى عبادة اللهِ فكذبوه؛ خَرَجَ عَنْهم وقَصَدَ البَحْرَ ورَكِبَ السَّفِينَةَ؛ فَكانَ بِذَهابِهِ إلى البَحْرِ كالفارِّ مِن مَوْلاهُ، فَوُصِفَ بِالإباقِ، قال تعالى:
﴿ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [141] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ

التفسير :

[141] وأحاطت بها الأمواج العظيمة، فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق، فكان يونس من المغلوبين بالقُرْعة.

فلما [اقترعوا] أصابت القرعة يونس{ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} أي:المغلوبين.

( فَسَاهَمَ ) أى : فقارع من فى السفينة بالسهام ، يقال : استهم القوم إذا اقترعوا ( فَكَانَ مِنَ المدحضين ) .

أى : من المغلوبين حيث وقعت عليه القرعة دون سواء . يقال : دحضت حجة فلان ، إذا بطلت وخسرت .

( فساهم ) أي : قارع ( فكان من المدحضين ) أي : المغلوبين . وذلك أن السفينة تلعبت بها الأمواج من كل جانب ، وأشرفوا على الغرق ، فساهموا على من تقع عليه القرعة يلقى في البحر ، لتخف بهم السفينة ، فوقعت القرعة على نبي الله يونس ، عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات ، وهم يضنون به أن يلقى من بينهم ، فتجرد من ثيابه ليلقي نفسه وهم يأبون عليه ذلك .

( فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) قال: فاحتبست السفينة، فعلم القوم أنما احتبست من حدث أحدثوه، فتساهموا، فقُرِعَ يونس، فرمى بنفسه، فالتقمه الحوت.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( فَسَاهَمَ ) قال: قارع.

وقوله ( فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) يعني: فكان من المسهومين المغلوبين، يقال منه: أدحض الله حجة فلان فدحضت: أي أبطلها فبطلت، والدَّحْض: أصله الزلق في الماء والطين، وقد ذُكر عنهم: دَحَض الله حجته، وهي قليلة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) يقول: من المقروعين.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) قال: من المسهومين.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قوله ( فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) قال: من المقرعين.

التدبر :

وقفة
[141] ﴿فَسَاهَمَ﴾ لم يستثنِ نفسَه لأنَّه نبيٌّ، لم يقل أنا فوقكم منزلةً فلا أقْتَرِعُ معكم، أيُّ عدل هذا؟!
وقفة
[141] ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ فيه دليل على الحكم بالقرعة.
وقفة
[141] ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ حين يعتب الله عليك؛ حتى القرعة تأتي لغير صالحك.
وقفة
[141] ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ لن ينفع الإنسان عند الله منزلة ولا شرفًا إن خالف أمره.
وقفة
[141] ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ فيه جواز ارتكاب أدنى الضررين لدفع أعلاهما، فهلاك بعض الركاب أولى من هلاك الكل.
وقفة
[141] ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ أي وضع له رمزًا حتى يتميز كل شخص عن الآخر في القرعة، فوقعت القرعة التي اتَّفق عليها أهل السفينة على يونس.
وقفة
[141] ﴿فَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدحَضينَ﴾ أرى فيها: ﴿فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾ [النساء: ١٩].
وقفة
[141] جواز القُرْعة شرعًا لقوله تعالى: ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾.
وقفة
[141] ﴿فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ يونس u أحبُّ من في السفينةِ إلى اللهِ، ولكنه خسرَ القرعةَ، قد تخسرُ ويربحُ غيرُك، وتبقى أحبَّهم إلى اللهِ.
وقفة
[141] كل ما في القرآن العظيم من (الدحض): فالباطل, إلا ﴿كَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾, فمعناه: من المقروعين, أي: المغلوبين.

الإعراب :

  • ﴿ فَساهَمَ:
  • الفاء استئنافية او معطوفة على محذوف بمعنى: فاقترع الركاب فيما بينهم لمعرفة من الهارب فقارع يونس. ساهم: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ فَكانَ:
  • الفاء استئنافية. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو
  • ﴿ مِنَ الْمُدْحَضِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. اي من المغلوبين في القرعة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [141] لما قبلها :     ولَمَّا تركَ قومَهُ وركِبَ السفينةَ؛ أحاطت بها الأمواج العظيمة، فاقترع ركاب السفينة؛ لتخفيف الحمولة خوف الغرق، فكان يونس عليه السلام من المغلوبين، قال تعالى:
﴿ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [142] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ

التفسير :

[142] فأُلقي في البحر، فابتلعه الحوت، ويونس عليه السلام آتٍ بما يُلام عليه.

فألقي في البحر{ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ} وقت التقامه{ مُلِيمٌ} أي:فاعل ما يلام عليه، وهو مغاضبته لربه.

( فالتقمه الحوت وَهُوَ مُلِيمٌ ) أى بعد أن وقعت القرعة عليه ، ألقى بنفسه فى البحر ، ( فالتقمه الحوت ) أى : ابتلعه بسرعة : يقال : لَقِم فلان الطعام - كسمع - والتقمه ، إذا ابتلعه بسرعة ، وتَلَّقمه إذا ابتلعه على مهل .

وجملة ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) حالية فى محل نصب ، أى : فالتقمه الحوت وهو مكتسب من الأفعال ما يلام عليه ، حيث غادر قومه بدون إذن من ربه .

يقال : رجل مليم ، إذا أتى من الأقوال أو الأفعال ما يلام عليه ، وهو اسم فاعل من ألاَم الرجل ، إذا أتى ما يلام عليه .

وأمر الله تعالى حوتا من البحر الأخضر أن يشق البحار ، وأن يلتقم ، يونس - عليه السلام - فلا يهشم له لحما ، ولا يكسر له عظما . فجاء ذلك الحوت وألقى يونس - عليه السلام - نفسه فالتقمه الحوت وذهب به فطاف به البحار كلها . ولما استقر يونس في بطن الحوت ، حسب أنه قد مات ثم حرك رأسه ورجليه وأطرافه فإذا هو حي ، فقام يصلي في بطن الحوت ، وكان من جملة دعائه : " يا رب ، اتخذت لك مسجدا في موضع لم يبلغه أحد من الناس " واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت ، فقيل : ثلاثة أيام ، قاله قتادة . وقيل جمعة قاله جعفر الصادق . وقيل : أربعين يوما ، قاله أبو مالك .

وقال مجالد ، عن الشعبي : التقمه ضحى ، وقذفه عشية .

والله أعلم بمقدار ذلك . وفي شعر أمية بن أبي الصلت :

وأنت بفضل منك نجيت يونسا وقد بات في أضعاف حوت لياليا

وقوله ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ ) يقول: فابتلعه الحوت; وهو افتعل من اللَّقْم. وقوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) يقول: وهو مكتسب اللوم، يقال: قد ألام الرجل، إذا أتى ما يُلام عليه من الأمر وإن لم يُلَم، كما يقال: أصبحت مُحْمِقا مُعْطِشا: أي عندك الحمق والعطش; ومنه قول لبيد:

سَــفَها عَـذَلْتَ ولُمْـتَ غـيرَ مُلِيـمِ

وَهَــداكَ قَبـلَ الْيـومِ غـيرُ حَـكيمِ (6)

فأما الملوم فهو الذي يلام باللسان، ويعذل بالقول.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثني أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) قال: مذنب.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) : أي في صنعه.

حدثني يونس، قال. أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) قال: وهو مذنب، قال: والمليم: المذنب.

------------------------

الهوامش:

(6) البيت للبيد بن ربيعة العامري . استشهد به أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 211 - 1) قال في قوله تعالى" وهو مليم" يقول العرب : ألام فلان في أمره : وذاك إذا أتى أمرا يلام عليه . وقال لبيد :" سفها ... البيت" . ا هـ . واستشهد به في ( اللسان : لوم ) على مثل ما استشهد به أبو عبيدة . وقال : لام فلان غير مليم .

التدبر :

وقفة
[142] ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾ من يدري؟ ربما التقمك الألم ليعيدك الله إلى شواطئ السعادة، فقط ثق بربك.
عمل
[142] ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾ لا تحزن حين تبتلعك المحنة، إنها ستحملك إلى شطآن الأجور.
وقفة
[142] ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾ سخَّر الله الحوت أن يحوم حول السفينة حتى يُتِم أمره وحكمته في يونس عليه السلام، التقمه الحوت وغطس فيه بأعماق البحر.
وقفة
[142] ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ مُليم أي مُذنب، وهنا نرجع لقوله تعالى: ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ﴾: أبق أي هرب من قومه، وهنا عاتبه الله لعدم إستئذانه الله الخروج.
وقفة
[142] ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ أي آتِ بما يلام عليه من السفر بغير إذن ربه.
وقفة
[142] ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ المليم من أتي ما يستحق اللوم عليه، وأما الملوم فهو الذي يلام، استحق أو لم يستحق.
وقفة
[140-142] لما خرج يونس من قومه دون إستئذان الله، ابتلاه الله في خبر السفينة والبحر ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ:
  • الفاء عاطفة على محذوف اختصارا بمعنى: ورمى بنفسه في الماء فالتقمه اي فابتلعه. وهي فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. الحوت: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَهُوَ مُلِيمٌ:
  • الواو حالية. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال.هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مليم: خبر «هو» مرفوع بالضمة.و«مليم» بضم الميم اسم فاعل بمعنى: داخل في الملامة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [142] لما قبلها :     ولَمَّا وقعتْ القُرعةُ على يونس عليه السلام، وألقوه في البحر؛ ابتلعه الحوت، وهو آتٍ بما يُلام عليه، قال تعالى:
﴿ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [143] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ

التفسير :

[143] فلولا ما تقدَّم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه في بطن الحوت، وتسبيحه، وهو في بطن الحوت بقوله: ﴿ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾

{ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} أي:في وقته السابق بكثرة عبادته لربه، وتسبيحه، وتحميده، وفي بطن الحوت حيث قال:{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}

( فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) أى : فلولا أن يونس - عليه السلام - كان من المسبحين لله - تعالى - المداومين على ذكره . لولا هذا التسبيح للبث يونس فى تفريج الكروب ، وإزالة الهموم ، بإذن الله ورحمته . وفى الحديث الشريف : " تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة " .

ورحم الله الإِمام القرطبى فقد قال : " أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذا قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثَر .

وفى الحديث الشريف : " من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " فليجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويسترها عن خلق الله ، لكى يصل إليه نفعها وهو أحوج ما يكون إليه .

وقوله : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) ، قيل : لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء . قاله الضحاك بن قيس ، وأبو العالية ، ووهب بن منبه ، وقتادة ، وغير واحد . واختاره ابن جرير . وقد ورد في الحديث الذي سنورده ما يدل على ذلك إن صح الخبر . وفي حديث عن ابن عباس : " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة "

وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وعطاء بن السائب ، والسدي ، والحسن ، وقتادة : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) يعني : المصلين .

وصرح بعضهم بأنه كان من المصلين قبل ذلك . وقال بعضهم : كان من المسبحين في جوف أبويه . وقيل : المراد : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) هو قوله : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) [ الأنبياء : 87 ، 88 ] قاله سعيد بن جبير وغيره .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي حدثنا أبو صخر : أن يزيد الرقاشي حدثه : أنه سمع أنس بن مالك - ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أن يونس النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات ، وهو في بطن الحوت ، فقال : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين . فأقبلت الدعوة تحف بالعرش ، قالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة ؟ فقال : أما تعرفون ذلك ؟ قالوا : يا رب ، ومن هو ؟ قال : عبدي يونس . قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ، ودعوة مستجابة ؟ قالوا : يا رب ، أولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه في البلاء ؟ قال : بلى . فأمر الحوت فطرحه بالعراء " .

ورواه ابن جرير ، عن يونس ، عن ابن وهب ، به زاد ابن أبي حاتم : قال أبو صخر حميد بن زياد : فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث : أنه سمع أبا هريرة يقول : طرح بالعراء ، وأنبت الله عليه اليقطينة . قلنا : يا أبا هريرة ، وما اليقطينة ، قال : شجرة الدباء . قال أبو هريرة : وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو قال : هشاش الأرض - قال : فتتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت .

وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره :

فأنبت يقطينا عليه برحمة من الله لولا الله ألفي ضاحيا

وقد تقدم حديث أبي هريرة مسندا مرفوعا في تفسير سورة " الأنبياء " .

القول في تأويل قوله تعالى : فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)

يقول تعالى ذكره: ( فَلَوْلا أَنَّهُ ) يعني يونس ( كَانَ مِنَ ) المُصَلِّينَ لله قبل البلاء الذي ابتُلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت .

التدبر :

وقفة
[143] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ أخبر الله عز وجل أن يونس كان من المسبحين، وأن تسبيحه كان سبب نجاته، ولذلك قيل: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر، قال الحسن: «ما كان له صلاة في بطن الحوت، ولكنه قدم عملًا صالحًا في حال الرخاء؛ فذكره الله به في حال البلاء».
تفاعل
[143] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ سَبِّح الله الآن.
عمل
[143] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ سبِّح الله كثيرًا وأكثر من الدعاء؛ يأتك الفرج وإن عَظُم البلاء.
وقفة
[143] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ التسبيحات تنجي من المصارع والمهلكات.
وقفة
[143] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ فيه بيان فضل التسبيح والعمل في الرخاء.
وقفة
[143] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ قال الحسن: «ما كان له صلاة في بطن الحوت، ولكنه قدم عملًا صالحًا في حال الرخاء، فذكره الله به في حال البلاء» .
عمل
[143] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ اجتهد أن يكون لك خصلة من عمل صالح، وأخلص فيها بينك وبين ربك، وادخرها ليوم بلائك وفقرك، واسترها عن عيون الخلق يصل إليك نفعها أحوج ما تكون إليه.
وقفة
[143] قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ فمعناها هنا: كثير العبادة والتقرُّب إلى الله؛ قال وهب بن منبه: المسبحين: أي العابدين.
وقفة
[143] ﴿كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ لم ينسَ التسبيحَ في بطنِ الحوتِ.

الإعراب :

  • ﴿ فَلَوْلا أَنَّهُ:
  • الفاء استئنافية تفيد التعليل. لولا: حرف شرط‍ غير جازم- حرف امتناع لوجود-.ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «ان».والجملة الفعلية بعدها من «كان» مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر «أن» و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ بتقدير: فلولا كونه من المسبحين.وخبر المبتدأ محذوف.
  • ﴿ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ:
  • فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. من المسبحين: جار ومجرور متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى من المصلين اي من الذاكرين الله كثيرا المنزهين له سبحانه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [143] لما قبلها :     ولَمَّا ألقوه في البحر؛ أنجاه اللهُ لما كان له من عمل صالح، قال تعالى:
﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [144] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ ..

التفسير :

[144]لمكث في بطن الحوت، وصار له قبراً إلى يوم القيامة.

{ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أي:لكانت مقبرته، ولكن بسبب تسبيحه وعبادته للّه، نجاه اللّه تعالى، وكذلك ينجي اللّه المؤمنين، عند وقوعهم في الشدائد.

( فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) أى : فلولا أن يونس - عليه السلام - كان من المسبحين لله - تعالى - المداومين على ذكره . لولا هذا التسبيح للبث يونس فى تفريج الكروب ، وإزالة الهموم ، بإذن الله ورحمته . وفى الحديث الشريف : " تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة " .

ورحم الله الإِمام القرطبى فقد قال : " أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذا قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثَر .

وفى الحديث الشريف : " من استطاع منكم أن تكون له خبيثة من عمل صالح فليفعل " فليجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويسترها عن خلق الله ، لكى يصل إليه نفعها وهو أحوج ما يكون إليه .

وقوله : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) ، قيل : لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء . قاله الضحاك بن قيس ، وأبو العالية ، ووهب بن منبه ، وقتادة ، وغير واحد . واختاره ابن جرير . وقد ورد في الحديث الذي سنورده ما يدل على ذلك إن صح الخبر . وفي حديث عن ابن عباس : " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة "

وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وعطاء بن السائب ، والسدي ، والحسن ، وقتادة : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) يعني : المصلين .

وصرح بعضهم بأنه كان من المصلين قبل ذلك . وقال بعضهم : كان من المسبحين في جوف أبويه . وقيل : المراد : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) هو قوله : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) [ الأنبياء : 87 ، 88 ] قاله سعيد بن جبير وغيره .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي حدثنا أبو صخر : أن يزيد الرقاشي حدثه : أنه سمع أنس بن مالك - ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أن يونس النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات ، وهو في بطن الحوت ، فقال : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين . فأقبلت الدعوة تحف بالعرش ، قالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة ؟ فقال : أما تعرفون ذلك ؟ قالوا : يا رب ، ومن هو ؟ قال : عبدي يونس . قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ، ودعوة مستجابة ؟ قالوا : يا رب ، أولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه في البلاء ؟ قال : بلى . فأمر الحوت فطرحه بالعراء " .

ورواه ابن جرير ، عن يونس ، عن ابن وهب ، به زاد ابن أبي حاتم : قال أبو صخر حميد بن زياد : فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث : أنه سمع أبا هريرة يقول : طرح بالعراء ، وأنبت الله عليه اليقطينة . قلنا : يا أبا هريرة ، وما اليقطينة ، قال : شجرة الدباء . قال أبو هريرة : وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو قال : هشاش الأرض - قال : فتتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت .

وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره :

فأنبت يقطينا عليه برحمة من الله لولا الله ألفي ضاحيا

وقد تقدم حديث أبي هريرة مسندا مرفوعا في تفسير سورة " الأنبياء " .

( لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) يقول: لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، يوم يبعث الله فيه خلقه محبوسا، ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجَّاه.

وقد اختلف أهل التأويل في وقت تسبيح يونس الذي ذكره الله به، فقال ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) فقال بعضهم نحو الذي قلنا في ذلك، وقالوا مثل قولنا في معنى قوله ( مِنَ الْمُسَبِّحِينَ )

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) كان كثير الصَّلاةِ في الرّخاء، فنجَّاه الله بذلك; قال: وقد كان يقال في الحكمة: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا ما عَثَر، فإذا صُرع وجد متكئا.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَيَّة، عن بعض أصحابه، عن قتادة، في قوله ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) قال: كان طويل الصلاة في الرّخاء; قال: وإنّ العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر، إذا صرع وجد متكئا .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا أبو ضحر، أن يزيد الرَّقاشي، حدثه، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " أنَّ يُونُسَ النَّبِيّ حِينَ بَدَا لَهُ أنْ يَدْعُوَ الله بالكَلِماتِ حِينَ نَادَاهُ وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا إلهَ إلا أنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَقْبَلَتِ الدَّعْوَةُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَقَالَتِ المَلائِكَةُ: يَا رَبِّ هَذَا صَوْتٌ ضَعِيفٌ مَعْرُوفٌ فِي بِلادٍ غَرِيبَة، قَالَ: أما تَعْرِفُونَ ذلكَ؟ قَالُوا يَا رَبّ وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: ذَلكَ عَبْدِي يُونُسُ، قَالُوا: عَبْدُكَ يُونُسُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ مُتَقَبَّلٌ وَدَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، قَالُوا: يَا رَبّ أوَلا يُرْحَمُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي الرَّخَاءِ فَتُنَجِّيهِ مِنَ البَلاءِ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ الْحُوتَ فَطَرَحَهُ بالعَرَاءِ" .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) قال: من المصلِّين.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جُبَير ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) قال: من المصلين.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) قال: كان له عمل صالح فيما خلا.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) قال: المصلين.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا كثير بن هشام، قال: ثنا جعفر، قال: ثنا ميمون بن مهران، قال: سمعت الضحاك بن قيس يقول على منبره: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدّة، إن يونس كان عبدًا لله ذاكرا، فلما أصابته الشدّة دعا الله فقال الله: ( لَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) فذكره الله بما كان منه، وكان فرعون طاغيا باغيا فلمَّا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ قال الضحاك: فاذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدّة.

قال أبو جعفر: وقيل: إنما أحدث الصلاة التي أخبر الله عنه بها، فقال: ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) في بطن الحوت.

وقال بعضهم: كان ذلك تسبيحا، لا صلاة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا عمران القطان، قال: سمعت الحسن يقول في قوله ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) قال: فوالله ما كانت إلا صلاة أحدثها في بطن الحوت; قال عمران: فذكرت ذلك لقتادة، فأنكر ذلك وقال: كان والله يكثر الصلاة في الرخاء.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جُبَير: فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ قال: قال لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فلما قالها، قذفه الحوت، وهو مغرب.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) : لصار له بطن الحوت قبرًا إلى يوم القيامة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن السديّ، عن أبي مالك، قال: لبث يونس في بطن الحوت أربعين يوما.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ كثرة التسبيح والذكر أثره عظيم في الملمات والكروب، داوم على التسبيح في الرخاء؛ يرفع عنك الشدة والبلاء.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَولا أَنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحينَ * لَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾ الذكر منجاة.
اسقاط
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ أكثر من التسبيح وذكر الله، فهو الذي أخرج يونس من بطن الحوت، أفلا يخرجك مما أهمك!
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ رصيدك يشفع لك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ أهل التسبيح كتب الله علي نفسه أن كربهم لا يطول، وضيقهم لابد يزول.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ الذكر نجاة.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ كثرة الذكر في الرخاء تحفظ العبد في الشدائد، والتسبيح من أفضل أنواع الذكر.
اسقاط
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ عليك بالتسبيح فهو نجاة.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ تسابيح الرخاء من أوثق عرى النجاة في الشدة، فلا تستهن بلحظات التسبيح، فلا تدري كيف أثرها عليك، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين.
عمل
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ لقد كان نبيًّا ولكنّ اللهَ لم يذكرْ سوى التسبيحِ لتفريجِ كربتِه، إذا أحببتَ أن يُفرّجَ اللهُ كربتَك سبِّح، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ في التسبيح لله عز وجل والمداومة على ذلك؛ نجاة من المصائب والمصاعب والمتاعب.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ من أعظم أسباب الفرج: كثرة التسبيح.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ كان كثير الصلاة في الرخاء فنجاه الله بذلك.
عمل
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ سبِّح الله أيها المبتلى، يأتيك الفرج وإن عَظُم البلاء.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ لا يفرج (الكربات) مثل: التسبيحات.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ التسبيح في وقت الرخاء، نجاة لك إذا أشتد البلاء!
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ التسبيح من أسباب النجاة من المهالك.
وقفة
[143، 144] ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ في كثرة التسبيح تفريج لكربك ومصيبتك!
وقفة
[143، 144] قال الضحاك بن قيس: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة؛ إن يونس عليه السلام كان عبدًا صالحًا، وكان يذكر الله، فلما وقع في بطن الحوت سأل الله، فقال الله: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، وإن فرعون كان عبدًا طاغيًا، ناسيًا لذكر الله تعالى، فلما أدركه الغرق قال: ﴿آمَنْتُ﴾ [يونس: 90]، فقال الله: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ﴾ [يونس: 91]، فاجعل لك ذخائر خيرٍ من تقوى، تجد تأثيرها.
وقفة
[143، 144] وقفة تدبرية حول قوله تعالى عن نبيه يونس عليه السلام: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ فكل ما حاصرك الهم والغم والحزن؛ واشتد عليك الكرب؛ فعليك بكثرة التسبيح فإنه نجاة ورحمة؛ وطمأنينة للقلب؛ وراحة للبال؛ وانشراح للصدر.
وقفة
[143، 144] لا يفك قيد الكرب إلا من قدّره، وأعظم أسباب الفرج تعظيم الله بذكره وتسبيحه والسجود له ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.
وقفة
[143، 144] من رحمة الله بعباده أنه لا ينسى أعمالهم الصالحة ولو نسوها أنفسهم ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.
وقفة
[143، 144] نجَّى يونس من البحر عمله الصالح في الرخاء ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ العمل الصالح خير ما تستجلب به رحمة الله.
عمل
[143، 144] ادخر لنفسك خبيئة تنجيك في الملمات، يونس عليه السلام لم يكن ليخرج من بطن الحوت لولا تسبيحه ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.
اسقاط
[143، 144] سبح أيها المهموم، فالتسبيح يخرج من بطن الحوت، أفلا يخرجك من همك؟! ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.
وقفة
[143، 144] سابقة الإحسان تغفر لاحقة النقصان ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع.
عمل
[143، 144] سبح الله تعالى؛ لعل الله يدفع عنك البلاء بذلك ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.
وقفة
[139-144] اعلم أن الغرض من ذكر يونس هنا تسلية النبي ﷺ فيما يلقاه من ثقل الرسالة؛ بأن ذلك قد أثقل الرسل من قبله، فظهرت مرتبة النبي ﷺ في صبره على ذلك، وعدم تذمّره، ولإِعلام جميع الناس بأنه مأمور من الله تعالى بمداومة الدعوة للدين؛ لأن المشركين كانوا يلومونه على إلحاحِه عليهم، ودعوته إياهم في مختلف الأزمان والأحوال.

الإعراب :

  • ﴿ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ:
  • اللام واقعة في جواب «لولا».لبث: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في بطنه: جار ومجرور متعلق بلبث والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: لبقي في بطن الحوت. وجملة لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ» جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها.
  • ﴿ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بلبث. يبعثون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.وجملة «يبعثون» في محل جر بالاضافة.'

المتشابهات :

الأعراف: 14﴿قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
الحجر: 36﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
المؤمنون: 100﴿كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
الصافات: 144﴿لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
ص: 79﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [144] لما قبلها :     وبعد ذكرِ تسبيحه؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنه لو لم يكن من المسبِّحين لمكث في بطن الحوت، وصار له قبرًا إلى يوم القيامة، قال تعالى:
﴿ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [145] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ

التفسير :

[145] فطرحناه من بطن الحوت، وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء، وهو ضعيف البدن.

{ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} بأن قذفه الحوت من بطنه بالعراء، وهي الأرض الخالية العارية من كل أحد، بل ربما كانت عارية من الأشجار والظلال.{ وَهُوَ سَقِيمٌ} أي:قد سقم ومرض، بسبب حبسه في بطن الحوت، حتى صار مثل الفرخ الممعوط من البيضة.

فنبذناه بالعراء وهو سقيم ، والنبذ : الطرح ، والعراء ، الخلاء .

أى : أن يونس - عليه السلام - بعد أن التقمه الحوت أخذ فى الإِكثار من تسبيحنا ومن دعائنا ، فاستجبنا له دعاءه ، وأمرنا الحوت بطرحه فى الفضاء الواسع من الأرض .

وجملة ( وَهُوَ سَقِيمٌ ) حالية . أى : ألقيناه بالأرض الفضاء حالة كونه عليلا سقيما ، لشدة ما لحقه من تعب وهو فى بطن الحوت .

ولهذا قال تعالى : ( فنبذناه ) أي : ألقيناه ) بالعراء ) قال ابن عباس ، وغيره : وهي الأرض التي ليس بها نبت ولا بناء . قيل : على جانب دجلة . وقيل : بأرض اليمن . فالله أعلم .

( وهو سقيم ) أي : ضعيف البدن . قال ابن مسعود ، رضي الله عنه : كهيئة الفرخ ليس عليه ريش . وقال السدي : كهيئة الصبي : حين يولد ، وهو المنفوس . وقاله ابن عباس ، وابن زيد أيضا .

وقوله ( فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ ) يقول: فقذفناه بالفضاء من الأرض، حيث لا يواريه شيء من شجر ولا غيره; ومنه قول الشاعر:

ورَفَعْـتُ رِجْـلا لا أخـافُ عِثارَهـا

وَنَبَــذْتُ بــالبَلدِ العَــرَاءِ ثِيـابِي (7)

يعني بالبلد: الفضاء.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثني أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ ) يقول: ألقيناه بالساحل.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ ) بأرض ليس فيها شيء ولا نبات.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( بِالْعَرَاءِ ) قال: بالأرض. وقوله ( وَهُوَ سَقِيمٌ ) يقول: وهو كالصبي المنفوس: لحم نِيء.

كما حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( وَهُوَ سَقِيمٌ ) كهيئة الصبيّ.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، قال: خرج به، يعني الحوت، حتى لفظه في ساحل البحر، فطرحه مثل الصبيّ المنفوس، لم ينقص من خلقه شيء.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: ما لَفَظَه الحوت حتى صار مثل الصبيّ المنفوس، قد نشر اللحم والعظم، فصار مثل الصبيّ المنفوس، فألقاه في موضع، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.

------------------------

الهوامش:

(7) البيت من شواهد أبي عبيدة في" مجاز القرآن ، الورقة 211 - ب) . قال في قوله تعالى :" فنبذناه بالعراء" : تقول العرب :" نبذته بالعراء" : أي الأرض الفضاء . قال الخزاعي :" ورفعت رجلا ... إلخ البيت" . العراء : لا شيء يواريه من شجر ولا من غيره اهـ . ، أنشده صاحب (اللسان : عرا) ولم ينسبه . قال : وقال أبو عبيده إنما قيل له عراء ، لأنه لا شجر فيه، ولا شيء يغطيه . وقيل : عن العراء وجه الأرض الخالي وأنشد :" ورفعته رجلا ... البيت" . ونقل بعد ذلك كلام الزجاج في معنى العراء ، فراجعه ثمة .

التدبر :

وقفة
[145] ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ من باطن البحر وبطن الحوت؛ لصحراء لا نبت فيها ولا بناء، مع مرض وجروح ثم (تكتب له السلامة) سليم الله يسلم.
وقفة
[145] ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ أضاف الله النبذ إلى نفسه، وإنما حصل بفعل الحوت، ليدل على أن الأمور كلها بيد الله، وأن الحوت ما هو إلا عبد مأمور.
وقفة
[145، 146] ﴿فَنَبَذناهُ بِالعَراءِ وَهُوَ سَقيمٌ﴾ لم يلفظه الحوت إلا بأمر ربك، ﴿وَأَنبَتنا عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطينٍ﴾ ولم تنبت اليقطينة إلا بأمر ربك؛ فثق بربك يُفَرج كربك.

الإعراب :

  • ﴿ فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ:
  • الفاء سببية. نبذناه: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به بمعنى فلفظناه بأن حملنا الحوت على لفظ‍ يونس من بطنه. بالعراء: جار ومجرور متعلق بنبذناه. اي بالارض الجرداء الخالية من النبات
  • ﴿ وَهُوَ سَقِيمٌ:
  • الواو حالية. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. سقيم: خبر «هو» مرفوع بالضمة بمعنى: وهو مريض نتيجة بقائه في بطن الحوت'

المتشابهات :

الصافات: 145﴿ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ
القلم: 49﴿لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [145] لما قبلها :     ولَمَّا كان يونس عليه السلام ذكارًا لله في حال الرخاء؛ ذكرَه اللهُ في حال الشدة، فأمر الحوت أن يلقيه على الشاطئ، وهو ضعيف البدن، قال تعالى:
﴿ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [146] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ

التفسير :

[146] وأنبتنا عليه شجرة من القَرْع تظلُّه، وينتفع بها.

{ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} تظله بظلها الظليل، لأنها بادرة باردة الظلال، ولا يسقط عليها ذباب، وهذا من لطفه به، وبره.

( وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ) أى : ومن مظاهر رحمتنا به ، أننا جعلنا فوقه شجرة من يقطين لكى تظلل عليه وتمنع عنه الحر .

واليقطين : يطلق على كل شجر لا يقوم على ساق ، كالبطيخ والقثاء والقرع وهو مأخوذ من قطن بالمكان إذا أقام به .

وقد قالوا إن المراد بهذه الشجرة ، هى شجرة القرع ، وقيل غير ذلك .

( وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ) قال ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ووهب بن منبه ، وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم : اليقطين هو القرع .

وقال هشيم ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير : كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين .

وفي رواية عنه : كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين .

وذكر بعضهم في القرع فوائد ، منها : سرعة نباته ، وتظليل ورقه لكبره ، ونعومته ، وأنه لا يقربها الذباب ، وجودة أغذية ثمره ، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا بلبه وقشره أيضا . وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الدباء ، ويتتبعه من حواشي الصحفة .

وقوله ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) يقول تعالى ذكره: وأنبتنا على يونس شجرة من الشجر التي لا تقوم على ساق، وكل شجرة لا تقوم على ساق كالدُّباء والبِطِّيخ والحَنْظَل ونحو ذلك، فهي عند العرب يَقْطِين.

واختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم نحو الذي قلنا في ذلك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جُبَير، في قوله ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: هو كل شيء ينبت على وجه الأرض ليس له ساق.

حدثني مطر بن محمد الضبي، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا الأصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جُبَير، في قوله ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: كلّ شيء ينبت ثم يموت من عامه.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، قال: ( شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) فقالوا عنده: القرع; قال: وما يجعله أحقّ من البطيخ.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: غير ذات أصل من الدُّبَّاء، أو غيره من نحوه. وقال آخرون: هو القرع.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: القرع.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، أنه قال في هذه الآية: ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: القرع.

حدثني مطر بن محمد الضبيّ، قال: ثنا عبد الله بن داود الواسطي، قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي، في قوله ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: القرع.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) : كنَّا نحدَّث أنها الدُّبَّاء، هذا القرع الذي رأيتم أنبتها الله عليه يأكل منها.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني أبو صخر، قال: ثني ابن قسيط، أنه سمع أبا هُرَيرة يقول: طرح بالعراء، فأنبت الله عليه يقطينة، فقلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال: الشجرة الدُّبَّاء، هيأ الله له أروية وحشية تأكل من خَشاش الأرض -أو هَشاش- فتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت. وقال ابن أبي الصلت قبل الإسلام في ذلك بيتا من شعر:

فَــأَنْبَتَ يَقْطِينــا عَلَيْــه برَحْمَـةٍ

مِـنَ اللـه لَـوْلا اللـه أُلْفِـيَ ضَاحِيـا (8)

حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن مغيرة في قوله ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: القرع.

حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: القرع.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: أنبت الله عليه شجرة من يقطين; قال: فكان لا يتناول منها ورقة فيأخذها إلا أروته لبنا، أو قال: شرب منها ما شاء حتى نبت.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: هو القرع، والعرب تسميه الدُّبَّاء.

حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، عن سعيد بن جُبَير في قول الله: ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: هو القرع.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قوله ( وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) قال: القرع.

وقال آخرون: كان اليقطين شجرة أظلَّت يونس.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب عن سعيد بن جُبَير، قال: اليقطين: شجرة سماها الله يقطينا أظلته، وليس بالقرع. قال: فيما ذُكر أرسل الله عليه دابة الأرض، فجعلت تقرض عروقها، وجعل ورقها يتساقط حتى أفضت إليه الشمس وشكاها، فقال: يا يونس جزعت من حرّ الشمس، ولم تجزع لمئة ألف أو يزيدون تابوا إليّ، فتبت عليهم؟

------------------------

الهوامش:

(8) البيت لأمية بن أبي الصلت كما قال المؤلف ، ولم أجده في شعراء النصرانية ولا في ترجمته في الأغاني . وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 211 - ب) : في قوله تعالى" شجرة من يقطين) : كل شجرة لا تقوم على ساق فهي يقطين ، مثل الدباء والحنظل والبطيخ . اهـ . وفي (اللسان : قطن) : قال الفراء قيل عند ابن عباس : هو ورق القرع . وما جعل القرع من بين الشجر يقطينا ؛ كل ورقة اتسعت وشترت فهي يقطين . قال الفراء : وقال مجاهد : كل شيء ذهب بسطا في الأرض : يقطين . ونحو ذلك قال الكلبي . قال : ومنه القرع ، والبطيخ ، والقثاء والشريان . وقال سعيد بن جبير : كل شيء ينبت ثم يموت من عامه فهو يقطين . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[146] ﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾ العناية الربانية حين تُكتَب للعبد!
وقفة
[146] ﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾ حين تدهمك الآلام وتضجرك الأسقام تحسس يقطين الأمل فهو ينبت حولك، اللطيف لا يترك عباده.
وقفة
[146] ﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾ كان الله قادرًا على رعايته والعناية به من غير شجرة، لكنه أراد أن يعلّمنا أن الأمور بأسبابها.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَنْبَتْنا:
  • الواو عاطفة. انبت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا.و«نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ عَلَيْهِ شَجَرَةً:
  • جار ومجرور متعلق بأنبتنا. شجرة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ مِنْ يَقْطِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لشجرة. و «من» حرف جر بياني بتقدير: حالة كونها من يقطين. بمعنى: وانبتنا فوقه مظلة له.و«اليقطين» شجر من القرع. والمعنى: لتغطيه بورقها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [146] لما قبلها :     ولَمَّا خرجَ يونس عليه السلام من بطن الحوت وهو ضعيف البدن؛ أنبتَ اللهُ عليه شجرةً من القَرْع تظلُّه وينتفع بها، قال تعالى:
﴿ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [147] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ ..

التفسير :

[147] وأرسلناه إلى مائة ألف من قومه بل يزيدون،

ثم لطف به لطفا آخر، وامْتَنَّ عليه مِنّة عظمى، وهو أنه أرسله{ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ} من الناس{ أَوْ يَزِيدُونَ} عنها، والمعنى أنهم إن ما زادوا لم ينقصوا، فدعاهم إلى اللّه تعالى.

( وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ . فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إلى حِينٍ ) أى : وبعد أن تداركته رحمتنا ، وأخرجناه من بطن الحوت ، ورعيناه برعايتنا ، أرسلناه إلى مائة ألف من الناس أو يزيدون على ذلك فى نظر الناظر إليهم .

وقوله تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) روى شهر بن حوشب ، عن ابن عباس أنه قال : إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت . رواه ابن جرير : حدثني الحارث قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا أبو هلال عن شهر ، به .

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت .

قلت : ولا مانع أن يكون الذين أرسل إليهم أولا أمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت ، فصدقوه كلهم وآمنوا به . وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت ، كانوا مائة ألف أو يزيدون .

وقوله : ( أو يزيدون ) قال ابن عباس - في رواية عنه - : بل يزيدون ، وكانوا مائة وثلاثين ألفا . وعنه : مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا . وعنه : مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا .

وقال سعيد بن جبير : يزيدون سبعين ألفا .

وقال مكحول : كانوا مائة ألف وعشرة آلاف . رواه ابن أبي حاتم .

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال : سمعت زهيرا عمن سمع أبا العالية قال : حدثني أبي بن كعب : أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) ، قال : " يزيدون عشرين ألفا " .

ورواه الترمذي عن علي بن حجر ، عن الوليد بن مسلم ، عن زهير ، عن رجل ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، به ، وقال : غريب . ورواه ابن أبي حاتم من حديث زهير ، به .

قال ابن جرير : وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في ذلك : معناه إلى المائة الألف ، أو كانوا يزيدون عندكم ، يقول : كذلك كانوا عندكم .

وهكذا سلك ابن جرير هاهنا ما سلكه عند قوله تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) [ البقرة : 74 ] ، وقوله ( إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية ) [ النساء : 77 ] ، وقوله : ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) [ النجم : 9 ] أن المراد ليس أنقص من ذلك ، بل أزيد .

القول في تأويل قوله تعالى : وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)

يقول تعالى ذكره: فأرسلنا يونس إلى مئة ألف من الناس، أو يزيدون على مئة ألف. وذكر عن ابن عباس أنه كان يقول: معنى قوله ( أوْ ) : بل يزيدون.

* ذكر الرواية بذلك:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن الحكم بن عبد الله بن الأزور، عن ابن عباس، في قوله ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) قال: بل يزيدون، كانوا مئة ألف وثلاثين ألفا.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جُبَير، في قوله ( مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) قال: يزيدون سبعين ألفا، وقد كان العذاب أرسل عليهم، فلما فرقوا بين النساء وأولادها، والبهائم وأولادها، وعجُّوا إلى الله، كشف عنهم العذاب، وأمطرت السماء دما.

حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت زهيرا، عمن سمع أبا العالية، قال: ثني أبيّ بن كعب، أنه سأل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عن قوله ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) قال: يزيدون عشرون ألفا.

وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في ذلك: معناه إلى مئة ألف أو كانوا يزيدون عندكم، يقول: كذلك كانوا عندكم.

وإنما عنى بقوله ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) أنه أرسله إلى قومه الذين وعدهم العذاب، فلما أظلهم تابوا، فكشف الله عنهم. وقيل: إنهم أهل نينَوَى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل، قال: قال الحسن: بعثه الله قبل أن يصيبه ما أصابه ( فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ )

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) قال: قوم يونس الذين أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت.

وقيل: إن يونس أرسل إلى أهل نِيْنَوَى بعد ما نبذه الحوت بالعراء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: سمعت أبا هلال محمد بن سليمان، قال: ثنا شهر بن حوشب، قال: ( أتاه جبرائيل، يعني يونس، وقال: انطلق إلى أهل نِينَوَى فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم; قال: ألتمس دابة; قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: ألتمس حذاء، قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: فغضب فانطلق إلى السفينة فركب; فلما ركب احتبست السفينة لا تُقدم ولا تُؤخر; قال: فتساهموا، قال: فسُهم، فجاء الحوت يبصبص بذنبه، فنودي الحوت: أيا حوت إنا لم نجعل يونس لك رزقا، إنما جعلناك له حوزا ومسجدا; قال: فالتقمه الحوت، فانطلق به من ذلك المكان حتى مر به على الأيْلة، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة، ثم انطلق به حتى ألقاه في نينوى ).

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا شهر بن حوشب، عن ابن عباس قال: إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت.

التدبر :

وقفة
[147] ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ داعية أقام الحجة أمام 100 ألف شخص، فكيف إذا كانوا جماعة مسجده 10 أشخاص؟!
وقفة
[147] ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ رجل واحد فتح الله له قلوب ما زاد على مائة ألف من القوم، فكم سيفتح الله على يديك من القلوب اليوم؟
وقفة
[147] ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ ليست شكًا أو جهلًا، بل هي للتأكيد، أي أنهم لا ينقصون عن المائة ألفٍ، وهذا الاستعمال شائع في لغة العرب.
عمل
[147، 148] ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا﴾ تستطيع تحقيق الكثير من الإنجازات بمفردك، لا تحقر نفسك، استعن بالله.
وقفة
[147، 148] قد يُصلح الله بالواحد أُمة إذا صحت نيّته وقويت حجته ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾.
وقفة
[147، 148] قد تقر عين الداعية برؤية آثار دعوته وهو حي ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا﴾، وقد لا يقع ذلك وإن طالت مدة الدعوة ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [هود: 40].

الإعراب :

  • ﴿ وَأَرْسَلْناهُ:
  • الواو عاطفة. ارسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلناه. ألف: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة و «ألف» في الاصل تمييز جر بالاضافة لأنه أتى بعد مائة وهي من الفاظ‍ العقود.
  • ﴿ أَوْ يَزِيدُونَ:
  • او حرف عطف يفيد الابهام في مرأى الناظر والغرض الوصف بالكثرة. يزيدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «يزيدون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: او هم يزيدون على ذلك عند الناس'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [147] لما قبلها :     ولَمَّا شفاه اللهُ من سقمه، ونجا من الهلاك؛ لطفَ به لطفًا آخرَ، وامتَنَّ عليه مِنَّةً أخرى، فأرسله إلى قومه؛ ليتمَّ دعوته، ويبلغ رسالته، قال تعالى:
﴿ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [148] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ

التفسير :

[148]فصدَّقوا وعملوا بما جاء به، فمتعناهم بحياتهم إلى وقت بلوغ آجالهم.

{ فَآمَنُوا} فصاروا في موازينه، لأنه الداعي لهم.

{ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} بأن صرف اللّه عنهم العذاب بعدما انعقدت أسبابه، قال تعالى:{ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}

فآمنوا جميعا ( فَمَتَّعْنَاهُمْ ) بالحياة ( إلى حِينٍ ) انتهاء آجالهم .

قال الإِمام ابن كثير : ولا مانع من أن يكون الذين أرسل إليهم أولا ، أمر بالعودة إليهم بعد خروجه من بطن الحوت ، فصدقوه كلهم ، وآمنوا به ، وحكى البغوى أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من بطن الحوت ، فصدقوه كلهم ، وآمنوا به ، كانوا مائة ألف ما أو يزيدون .

هذا ومن العبر التى نأخذها من هذه القصة ، أن رحمة الله - تعالى - قريب من المحسنين ، وأن العبد إذا تاب توبة صادقة نصوحا ، وفى الوقت الذى تقبل فيه التوبة ، قبل الله - تعالى - توبته ، وفرج عنه كربه ، وأن التسبيح يكون سببا فى رفع البلاء .

وبعد هذه الجولة مع قصص بعض الأنبياء، أمر الله- تعالى- رسوله صلّى الله عليه وسلم أن يسأل هؤلاء المشركين، سؤال توبيخ وتأنيب، عما قالوه في شأن الملائكة من باطل وزور، وأن يرد على أكاذيبهم ردا يخرص ألسنتهم فقال- تعالى-:

وقوله : ( فآمنوا ) أي : فآمن هؤلاء القوم الذين أرسل إليهم يونس - عليه السلام - جميعهم . ( فمتعناهم إلى حين ) أي : إلى وقت آجالهم ، كقوله : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) [ يونس : 98 ] .

وقوله ( فَآمَنُوا ) يقول: فوحدوا الله الذي أرسل إليهم يونس، وصدقوا بحقيقة ما جاءهم به يونس من عند الله.

وقوله ( فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) يقول: فأخرنا عنهم العذاب، ومتعناهم إلى حين بحياتهم إلى بلوغ آجالهم من الموت.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) : الموت.

حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) قال: الموت.

التدبر :

وقفة
[148] ﴿فَآمَنوا فَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ﴾ أى تمتعوا بما كتبه الله لهم فى اللوح المحفوظ من الرزق والعمر والسعادة والشقاء، كما جاء فى قوله تعالى: ﴿أُولئِكَ يَنالُهُم نَصيبُهُم مِنَ الكِتابِ حَتّى إِذا جاءَتهُم رُسُلُنا يَتَوَفَّونَهُم﴾ [الأعراف: ٣٧].
وقفة
[148] ﴿فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴾ فيها قولان، الأول: أن العذاب تأجَّل للآخرة، القول الثاني: قبِل الله توبتهم وعفا عنهم في الدنيا والآخرة وهي الأصل.
وقفة
[148] ﴿فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴾ لا تنسيك نجاتك من الهلاك؛ أن الساعة أمامك لتحاسب فيها على ما قدّمت وملأت به أيامك.

الإعراب :

  • ﴿ فَآمَنُوا:
  • الفاء استئنافية. آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. اي فآمنوا به وحذفت الصلة اختصارا.
  • ﴿ فَمَتَّعْناهُمْ:
  • الفاء عاطفة للتسبيب. متع: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.و«هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ إِلى حِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بمتعناهم بمعنى: الى اجل مسمى.'

المتشابهات :

يونس: 98﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ مَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ
الصافات: 148﴿فَآمَنُوا فَـ مَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [148] لما قبلها :     ولَمَّا أرسله اللهُ إلى قومه؛ ليتمَّ دعوته، ويبلغ رسالته؛ ذكرَ هنا أنهم استجابوا لدعوته، قال تعالى:
﴿ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [149] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ

التفسير :

[149] فاسأل -أيها الرسول- قومك:كيف جعلوا لله البنات اللاتي يكرهونهنَّ، ولأنفسهم البنين الذين يريدونهم؟

يقول تعالى لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم:{ فَاسْتَفْتِهِمْ} أي:اسأل المشركين باللّه غيره، الذين عبدوا الملائكة، وزعموا أنها بنات اللّه، فجمعوا بين الشرك باللّه، ووصفه بما لا يليق بجلاله،{ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} أي:هذه قسمة ضيزى، وقول جائر، من جهة جعلهم الولد للّه تعالى، ومن جهة جعلهم أردأ القسمين وأخسهما له وهو البنات التي لا يرضونهن لأنفسهم، كما قال في الآية الأخرى{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} ومن جهة جعلهم الملائكة بنات اللّه، وحكمهم بذلك.

وبعد هذه الجولة مع قصص بعض الأنبياء ، أمر الله - تعالى - رسولة صلى الله عليه وسلم أن يسأل هؤلاء المشركين ، سؤال توبيخ وتأنيب ، عما قالوه فى شأن الملائكة من باطل وزور ، وأن يرد على أكاذيبهم ردا يخرص ألسنتهم فقال - تعالى - :

( فاستفتهم أَلِرَبِّكَ البنات . . . ) .

قوله - تعالى - ( فاستفتهم . . . ) معطوف على قوله - تعالى - فى أوائل السورة ( فاستفتهم أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ . . . ) عطف جملة على جملة . والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والاستفتاء : الاستخبار والاستفهام وطلب الفتيا من المفتى .

أى : أسأل - أيها الرسول - هؤلاء المشركين سؤال تقريع وتأنيب : ( أَلِرَبِّكَ البنات وَلَهُمُ البنون ) أى : أسأله بأى وجه من وجوه القسمة جعلوا لربك البنات وجعلوا لأنفسهم البنين؟ إن قسمتهم هذه لهى قسمة جائرة وفاسدة عند كل عاقل ، لأنه لا يليق فى أى عقل أن يجعلوا لله - تعالى - الجنس الأدنى وهو جنس الإِناث ، بينما يجعلون لأنفسهم الجنس الأعلى .

وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - ( أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى . تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى ) قال صاحب الكشاف : ( فاستفتهم ) معطوف على مثله فى أول السورة ، وإن تباعدت بينهما المسافة ، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم باستفتاء قريش عن وجه إنكارهم البعث أولا . ثم ساق الكلام موصولا بعضه ببعض ، ثم أمره باستفتائهم عن وجه القسمة الضيزى التى قسموها ، حيث جعلوا لله الإِناث ولأنفسهم الذكور ، فى قولهم الملائكة بنات الله ، مع كراهتهم الشديدة لهن . ولقد ارتكبوا فى ذلك ثلاثة أنواع من الكفر :

أحدها : التجسيم ، لأن الولادة مختصة بالأجسام .

والثانى : تفضيل أنفسهم على ربهم ، حيث جعلوا أوضع الجنسين له ، وأرفعهما لهم .

والثالث : أنهم استهانوا بأكرم خلق الله ، وأقربهم إليه ، حيث أنثوهم . ولو قيل لأقلهم وأدناهم : فيك أنوثة ، أو شكلك شكل النساء ، للبس لقائله جلد النمور ، ولا انقلبت حماليقه - أى : أجفان عينيه .

يقول تعالى منكرا على هؤلاء المشركين في جعلهم لله البنات ، سبحانه ، ولهم ما يشتهون ، أي : من الذكور ، أي : يودون لأنفسهم الجيد . ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) [ النحل : 58 ] أي : يسوءه ذلك ، ولا يختار لنفسه إلا البنين . يقول تعالى : فكيف نسبوا إلى الله [ تعالى ] القسم الذي لا يختارونه لأنفسهم ؟ ولهذا قال : ( فاستفتهم ) أي : سلهم على سبيل الإنكار عليهم : ( ألربك البنات ولهم البنون ) كقوله : ( ألكم الذكر وله الأنثى . تلك إذا قسمة ضيزى ) [ النجم : 21 ، 22 ] .

وقوله ( فَاسْتَفْتِهِمْ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : سل يا محمد مشركي قومك من قريش.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) : يعني مشركي قريش.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) قال: سلهم، وقرأ: وَيَسْتَفْتُونَكَ قال: يسألونك.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ ( فَاسْتَفْتِهِمْ ) يقول: يا محمد سلهم.

وقوله ( أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) : ذكر أن مشركي قريش كانوا يقولون: الملائكة بنات الله، وكانوا يعبدونها، فقال الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام : سلهم، وقل لهم: ألربي البنات ولكم البنون؟.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، ( أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) ؟ لأنهم قالوا: يعني مشركي قريش: لله البنات، ولهم البنون.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ) قال: كانوا يعبدون الملائكة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[149] ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ﴾ كان العرب يستنكفون من البنات، والشيء الذي يستنكف منه المخلوق كيف يمكن إثباته للخالق؟!
وقفة
[149] ﴿فَاستَفتِهِم أَلِرَبِّكَ البَناتُ وَلَهُمُ البَنونَ﴾ يستنكفون من البنات ثم ينسبونها للخالق، مالهم كيف يحكمون؟

الإعراب :

  • ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ:
  • معطوفة بالفاء على «فاستفتهم» الواردة في الآية الحادية عشرة وان جاءت بعيدة عنها وتعرب اعرابها بمعنى: فاسألهم يا محمد معنفا إياهم.
  • ﴿ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ:
  • الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. لربك: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. البنات: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. اي اسألهم عن هذه القسمة الجائرة التي قسموها حيث جعلوا لله الاناث ولانفسهم الذكور في قولهم الملائكة بنات الله مع كراهيتهم الشديدة لهن وو ادهن واستنكافهن من ذكرهن مع ان الملائكة اكرم خلق الله عليه.
  • ﴿ وَلَهُمُ الْبَنُونَ:
  • معطوفة بالواو على لِرَبِّكَ الْبَناتُ».لهم: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. البنون: مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

الصافات: 149﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ
الطور: 39﴿ أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [149] لما قبلها :     وبعد قصصِ الأنبياءِ؛ عادَ الحديثُ هنا إلى شَرحِ مَذاهِبِ المُشرِكينَ، وبيانِ قُبحِها وسَخافتِها، ومِن جُملةِ أقوالِهم الباطِلةِ أنَّهم أثبَتوا الأولادَ للهِ سُبحانَه وتعالَى، ثمَّ زَعَموا أنَّها مِن جِنسِ الإناثِ، لا مِن جِنسِ الذُّكورِ، قال تعالى:
﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [150] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ ..

التفسير :

[150] واسألهم أخَلَقْنا الملائكة إناثاً، وهم حاضرون؟

قال تعالى في بيان كذبهم:{ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ} خلقهم؟ أي:ليس الأمر كذلك، فإنهم ما شهدوا خلقهم، فدل على أنهم قالوا هذا القول، بلا علم، بل افتراء على اللّه،

وقوله - سبحانه - : ( أَمْ خَلَقْنَا الملائكة إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ ) تقريع آخر لهم على جهالاتهم وسفههم ، حيث أضرب - سبحانه - عن الكلام الأول إلى ما هو أشد منه فى التبكيت والتأنيب .

أى : إنهم زعموا أنه لربك البنات ولهم البنون ، فهل كانوا حاضرين وقت أن خلقنا الملائكة حتى يعرفوا أنهم إناث؟ كلا إنهم لم يكونوا حاضرين وإنما هم يهرفون بما لا يعرفون .

وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( وَجَعَلُواْ الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) قال صاحب الكشاف : فإن قلت : لم قال : ( وَهُمْ شَاهِدُونَ ) فخص علم المشاهدة .

قلت : ما هو إلا الاستهزاء بهم وتجهيل . . وذلك لأنهم كما لم يعلموا ذلك بطريق المشاهدة ، لم يعلموه بخلق علمه فى قلوبهم ، ولا بإخبار صادق ، ولا بطريق استدلال ونظر .

وقوله : ( أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ) أي : كيف حكموا على الملائكة أنهم إناث وما شاهدوا خلقهم ؟ كقوله : ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ) [ الزخرف : 19 ] أي : يسألون عن ذلك يوم القيامة .

القول في تأويل قوله تعالى : أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150)

يعني تعالى ذكره: أم شهد هؤلاء القائلون من المشركين: الملائكة بنات الله خلقي الملائكة وأنا أخلقهم إناثا، فشهدوا هذه الشهادة، ووصفوا الملائكة بأنها إناث.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[150] ﴿أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ﴾ من أخبر هؤلاء أن الملائكة إناث؟ لا حس، ولا خبر، ولا نظر بين أيديهم دل على هذا، فمن أين استقوه؟!
وقفة
[150] ﴿أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ﴾ قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لِمَ قال: (وَهُمْ شَاهِدُونَ)، فخصَّ علم المشاهدة؟ قلت: ما هو إلا استهزاء بهم وتجهيل؛ وذلك لأنهم كما لم يعلموا ذلك بطريق المشاهدة، لم يعلموه بخلق علمه في قلوبهم، ولا بإخبار صادق، ولا بطريق استدلال ونظر».

الإعراب :

  • ﴿ أَمْ خَلَقْنَا:
  • أم: حرف اضراب بمعنى أبل وهي حرف عطف. خلق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ الْمَلائِكَةَ إِناثاً:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اناثا: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة.
  • ﴿ وَهُمْ شاهِدُونَ:
  • الواو حالية. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال.هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ و «شاهدون» خبر «هم» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: وهم حاضرون؟'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [150] لما قبلها :     وبعد تَوْبِيخِهِمْ؛ زادَ اللهُ هنا في تَوْبِيخِهِمْ وتَقْرِيعِهِمْ، قال تعالى:
﴿ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [151] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ

التفسير :

[151] وإنَّ مِن كذبهم قولهم:

{ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ} أي:كذبهم الواضح{ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}

ثم أخبر - سبحانه - عن كذبهم فقال : ( أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ . وَلَدَ الله وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) والإِفك : أشنع الكذب وأقبحه . يقال : أفِك فلان كضرب وعلم - إِفْكا وأَفْكاً ، إذا كذب كذبا فاحشا .

أى : ألا إن هؤلاء الكافرين .

وقوله : ( ألا إنهم من إفكهم ) أي : من كذبهم ( ليقولون . ولد الله ) أي : صدر منه الولد ( وإنهم لكاذبون ) فذكر الله عنهم في الملائكة ثلاثة أقوال في غاية الكفر والكذب ، فأولا جعلوهم بنات الله ، فجعلوا لله ولدا . وجعلوا ذلك الولد أنثى ، ثم عبدوهم من دون الله . وكل منها كاف في التخليد في نار جهنم .

وقوله ( أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ ) يقول تعالى ذكره: ألا إن هؤلاء المشركين من كذبهم ( لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) في قيلهم ذلك.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ) يقول: من كذبهم.

التدبر :

لمسة
[151] ﴿أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ﴾ هذه كذبة واحدة من جملة أكاذيبهم، واستعمال (من) للتبعيض.
وقفة
[151، 152] اعلم أن أعظم الإفــك ما كان متعلقًا بحق الله تعـــالى ﴿أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّـهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَلا إِنَّهُمْ:
  • حرف استفتاح لا عمل له. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسمها.
  • ﴿ مِنْ إِفْكِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بيقولون. او متعلق بحال محذوفة بتقدير:ليقولون كاذبين. ويجوز ان يتعلق بمفعول له-لاجله-بتقدير: نتيجة إفكهم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَيَقُولُونَ:
  • اللام لام التوكيد-المزحلقة-.يقولون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «يقولون» في محل رفع خبر «ان».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [151] لما قبلها :     وبعد تَوْبِيخِهِمْ؛ أخْبَرَ هنا عَنْ كَذِبِهِمْ، قال تعالى:
﴿ أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [152] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ

التفسير :

[152]ولَد الله، وإنهم لكاذبون؛ لأنهم يقولون ما لا يعلمون.

{ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ} أي:كذبهم الواضح{ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}

من شدة كذبهم ، وشناعة جهلهم ليقولون زوراً وبهتانا : ( وَلَدَ الله ) أى : اتخذ الله ولدا ( وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) فى ذلك كذبا ( تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً ) وافتتحت الآية الكريمة بأداة الاستفتاح " ألا " لتأكيد قولهم ، وأنهم كانوا مصرين على هذا القول الذى لا نهاية لبطلانه .

وقوله : ( ألا إنهم من إفكهم ) أي : من كذبهم ( ليقولون . ولد الله ) أي : صدر منه الولد ( وإنهم لكاذبون ) فذكر الله عنهم في الملائكة ثلاثة أقوال في غاية الكفر والكذب ، فأولا جعلوهم بنات الله ، فجعلوا لله ولدا . وجعلوا ذلك الولد أنثى ، ثم عبدوهم من دون الله . وكل منها كاف في التخليد في نار جهنم .

وقوله ( أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ ) يقول تعالى ذكره: ألا إن هؤلاء المشركين من كذبهم ( لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) في قيلهم ذلك.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ) يقول: من كذبهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[151، 152] ﴿أَلا إِنَّهُم مِن إِفكِهِم لَيَقولونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾ من فرط الضلال والإفك يتنفسون كذبًا.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَدَ اللهُ:
  • فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة اي الملائكة ولده. والفعل «ولد» فعل بمعنى: مفعول. والجملة في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ:
  • الواو استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان».اللام لام التوكيد -المزحلقة-.كاذبون: خبر «ان» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد'

المتشابهات :

الأنعام: 28﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
المؤمنون: 90﴿بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
الصافات: 152﴿أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّـهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [152] لما قبلها :     ولَمَّا أخْبَرَ اللهُ عَنْ كَذِبِهِمْ؛ بَيَّنَ هنا أن صفةَ الكذبِ ثابتةٌ عندهم ومستمرة، قال تعالى:
﴿ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [153] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ

التفسير :

[153] لأي شيء يختار الله البنات دون البنين؟

{ أَصْطَفَى} أي:اختار{ الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ}

ثم كرر - سبحانه - توبيخهم وتقريعهم فقال : ( أَصْطَفَى البنات على البنين ) والاصطفاء : الاختيار والانتفاء . والاستفهام للإِنكار والنفى ، أى : هل اختار الله البنات على البنين فى زعمهم؟ كلا إن الله - تعالى - لم : يفعل شيئا من ذلك لأنه - سبحانه - غنى عن العالمين .

ثم قال منكرا عليهم : ( أصطفى البنات على البنين ) أي : أي شيء يحمله عن أن يختار البنات دون البنين ؟ كقوله : ( أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما ) [ الإسراء : 40 ] ;

القول في تأويل قوله تعالى : أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)

يقول تعالى ذكره موَبّخا هؤلاء القائلين لله البنات من مشركي قريش: ( أَصْطَفَى ) الله أيها القوم ( الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ) ؟ والعرب إذا وجهوا الاستفهام إلى التوبيخ أثبتوا ألف الاستفهام أحيانا وطرحوها أحيانا، كما قيل: أَذْهَبْتُمْ بالقصر طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا يستفهم بها، ولا يستفهم بها، والمعنى في الحالين واحد، وإذا لم يستفهم في قوله ( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ ) ذهبت ألف اصطفى في الوصل، ويبتدأ بها بالكسر، وإذا استفهم فتحت وقطعت.

وقد ذُكر عن بعض أهل المدينة أنه قرأ ذلك بترك الاستفهام والوصل. فأما قرّاء الكوفة والبصرة، فإنهم في ذلك على قراءته بالاستفهام، وفتح ألفه في الأحوال كلها، وهي القراءة التي نختار لإجماع الحجة من القرّاء عليها.

التدبر :

لمسة
[153] ﴿أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ﴾ توبيخ وتقريع؛ أي هل اختار جل وعلا البنات وفضلهن على البنين؟!

الإعراب :

  • ﴿ أَصْطَفَى:
  • بفتح الهمزة استفهام على طريق الانكار والتوبيخ والاستبعاد.اصطفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ الْبَناتِ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لانه جمع مؤنث سالم.
  • ﴿ عَلَى الْبَنِينَ:
  • جار ومجرور متعلق باصطفى وعلامة جر الاسم الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم بمعنى: هل اختار لنفسه البنات على البنين؟'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [153] لما قبلها :     وبعد بيان أن صفةَ الكذبِ ثابتةٌ عندهم ومستمرة؛ أنكر عليهم هنا ووبخهم، قال تعالى:
﴿ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أصطفى:
1- بهمزة الاستفهام، على الإنكار والاستبعاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بوصل الألف، وهى قراءة نافع، فى رواية إسماعيل، وابن جماز، وجماعة، وإسماعيل، عن أبى جعفر، وشيبة.

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف