374160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183

الإحصائيات

سورة الشعراء
ترتيب المصحف26ترتيب النزول47
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات227عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول17تبدأ في الجزء19
تنتهي في الجزء19عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 12/29طسم: 1/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (160) الى الآية رقم (175) عدد الآيات (16)

القصَّةُ السادسةُ: قصَّةُ لوطٍ عليه السلام دعا قومَه إلى تقوى اللهِ، ونهاهُم عن فاحشةِ إتيانِ الذكورِ دونَ الإناثِ، فهدِّدُوه بالطَّردِ من القريةِ (سَدُوم)، فنجَّاه اللهُ وأهلَهُ إلَّا امرأتَهُ، وأنزلَ على الكافرينَ حجارةً من السَّماءِ، عبرةً للمعتبرينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (176) الى الآية رقم (184) عدد الآيات (9)

القصَّةُ السابعةُ والأخيرةُ: قصَّةُ شعيبٍ عليه السلام دعا قومَه إلى تقوى اللهِ، وإيفاءِ الكيلِ والميزانِ بالقسطِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الشعراء

مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان/ العناد والعقاب توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة (خطورة الإعلام)/ دعوة الأنبياء كلهم واحدة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • كما جاءت سورة الشعراء تذكر بـ::   فجاءت سورة الشعراء تذم من كفر ببلاغة القرآن منهم ولم تنفعه فصاحته، وتمدح من آمن منهم وسخّر فصاحته لخدمة الدين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الشعراء».
  • • معنى الاسم ::   الشعراء: جمعُ شاعر، وهو قائل وناظم الشعر.
  • • سبب التسمية ::   لأنها تفردت من بين سور القرآن بذكر كلمة الشعراء في آخر السورة، بينما جاءت مفردة (شاعر) في عدة سور، وبلفظ الشعر مرة واحدة في سورة يس.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   : «طسم»، و«طسم الشعراء» تسمية للسورة بمفتتحها، و«طسم المائتين».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة.
  • • علمتني السورة ::   أنه مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان.
  • • علمتني السورة ::   أن آيات القرآن واضحة الحجة بينة الدلالة: ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ولو مع الأعداء؛ هذا موسى نبي الله يعترف بخطأه لفرعون: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الشعراء من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • خُتمت كل قصة من قصص الأنبياء -بالإضافة لمقدمة السورة- بلازمة مكررة، وهي: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، تكررت 8 مرات؛ ليكون ذلك أبلغ في الاعتبار.
    • توحدت الآيات التي افتتحت بها قصة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ (105-110)، مع تغير أسماء الأقوام ونبيهم؛ وذلك للتأكيد على وحدة دعوة الرسل.
    • ركزت السورة على فن الحوار بين الرسل الكرام وأقوامهم، فالسورة نزلت في وقت الجهر بالدعوة؛ وذلك توجيهًا وتدريبًا للصحابة والدعاة من بعدهم على كيفية الحوار مع قومهم.
    • تعتبر سورة الشعراء ثاني سورة في القرآن من حيث كثرة عدد الآيات، فعدد آياتها 227 آية، فهي تأتي بعد سورة البقرة التي عدد آياتها 286 آية، ولكن من حيث الطول فهي تأتي في المرتبة الـ 17 بسبب قصر آياتها.
    • سورة الشعراء هي أول سور (الطواسين أو الطواسيم)، وهي ثلاث سور جاءت في المصحف مرتبة: الشعراء، النمل، القصص، وسميت بذلك؛ لأنها افتتحت بالحروف المقطعة طسم (في الشعراء والقصص)، وطس (في النمل).
    • هي أول سورة -بترتيب النزول- ذكر بها كلمة (الكتاب المبين).
    • سورة الشعراء هي آخر سورة في قسم المئين.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نسخر الإعلام ليكون من وسائل الدعوة إلى الله، لا أن يستخدم في الترويج للمعاصي والفتن والفواحش.
    • أن نبحث عن أفضل الطرق التي نؤثر بها في الناس، مقتدين في ذلك بالحوار الراقي لأنبياء الله مع أقوامهم خلال السورة.
    • أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في حرصه على هداية الناس: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (3).
    • أن نعترف بالخطأ سريعًا، ولا نكابر ونبرر: ﴿قال فعلتها﴾ (20).
    • أن نتدرب على المناظرة وإقامة الحجج: ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ﴾ (30).
    • أن ندعو الله أن يغفر لنا ذنوبنا، ويثبتنا على الإيمان: ﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (51).
    • ألا نجعل اليأس يتسلل إلى قلوبنا وقلوب من معنا: ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (61، 61).
    • أن نتعلم التواضع من إبراهيم عليه السلام النبي الأواه الحليم الذي قال: ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ (83)، فلا نغتر بأعمالنا الصالحة بعد الآن.
    • أن نراقب قلوبنا، ونصلح من شأننا؛ فلن ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (88، 89).
    • ألا نفرق بين غني وفقير في الدعوة إلى الله: ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (111-114).
    • أن نعلم أحد المسلمين سورة من سور القرآن الكريم، أو الوضوء، أو الصلاة ابتغاء وجه الله: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (145).
    • أن ندرس متنًا في اللغة العربية بنية تفهم كتاب الله تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ (195).
    • أن نحذر الناس من السحرة وأعمالهم: ﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ (222-223).
    • أن نحذر من الشعر الذي يضل عن الصراط المستقيم: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ...﴾ (224-227).
    • أن نحذر من ظلم الآخرين، ونتذكر سوء عاقبة الظالمين: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (227).

تمرين حفظ الصفحة : 374

374

مدارسة الآية : [160] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[160] كَذَّبت قوم لوط برسالته، فكانوا بهذا مكذبين لسائر رسل الله؛ لأن ما جاؤوا به من التوحيد وأصول الشرائع واحد.

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ

يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله لوط ، عليه السلام ، وهو : لوط بن هاران بن آزر ، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل ، وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم ، وكانوا يسكنون " سدوم " وأعمالها التي أهلكها الله بها ، وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة ، وهي مشهورة ببلاد الغور ، متاخمة لجبال البيت المقدس ، بينها وبين بلاد الكرك والشوبك ، فدعاهم إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم ، ونهاهم عن معصية الله ، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم ، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله ، من إتيان الذكران دون الإناث ; ولهذا قال تعالى :

يقول تعالى ذكره: ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ) من أرسله الله إليهم من الرسل حين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[160] كذبوا لوطًا فقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، التَّكذيب برسولٍ واحدٍ يعني التَّكذيب بكلِّ الرُّسُلِ.
وقفة
[160] من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل، ولذا قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل، ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه.

الإعراب :

  • ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة الخامسة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [160] لما قبلها :     القصَّةُ السادسةُ: قصَّةُ لوطٍ عليه السلام، قال تعالى:
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [161] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ ..

التفسير :

[161] إذ قال لهم أخوهم لوط:ألا تخشون عذاب الله؟

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

ثم جاءت بعد ذلك قصة لوط . مع قومه ، فقال - تعالى - : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المرسلين . . . ) .

قال ابن كثير - رحمه الله - : ولوط هو ابن هاران بن آزر ، وهو ابن أخى إبراهيم ، وكان قد آمن مع إبراهيم ، وهاجر معه إلى أرض الشام ، فبعثه الله إلى أهل سدوم وما حولها من القرى ، يدعوهم إلى الله - تعالى - وبأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، وهو إتيان الذكور دون الإناث ، وهذا شىء لم يكن بنو آدم تعهده ولا تألفه ، ولا يخطر ببالهم ، حتى صنع ذلك أهل سدوم - وهى قرية بوادى الأردن - عليهم لعائن الله .

يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله لوط ، عليه السلام ، وهو : لوط بن هاران بن آزر ، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل ، وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم ، وكانوا يسكنون " سدوم " وأعمالها التي أهلكها الله بها ، وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة ، وهي مشهورة ببلاد الغور ، متاخمة لجبال البيت المقدس ، بينها وبين بلاد الكرك والشوبك ، فدعاهم إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم ، ونهاهم عن معصية الله ، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم ، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله ، من إتيان الذكران دون الإناث

( قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ) الله أيها القوم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[161] ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ في النسب ﴿لُوطٌ﴾، وإنما ابتعث الله الرسل من نسب من أرسل إليهم؛ لئلا يشمئزوا من الانقياد له، ولأنهم يعرفون حقيقته؛ فلا يحتاجون أن يبحثوا عنه.
وقفة
[161] ﴿إِذ قالَ لَهُم أَخوهُم لوطٌ أَلا تَتَّقونَ﴾ مهما كان جرم (أخيك، صديقك، جارك)، ومهما كان ذنبه فلا تبتعد عنه، ولا تتوقف عن موعظته.

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة السادسة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 106﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 124﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 142﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 161﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [161] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن قوم لوط كذبوه؛ بَيَّنَ هنا ما قاله لهم ناصحًا ومنذرًا، قال تعالى:
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [162] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

التفسير :

[162]إني رسول من ربكم، أمين على تبليغ رسالته إليكم،

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

ولقد بدأ لوط - عليه السلام - دعوته لقومه يأمرهم بتقوى الله .

يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله لوط ، عليه السلام ، وهو : لوط بن هاران بن آزر ، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل ، وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم ، وكانوا يسكنون " سدوم " وأعمالها التي أهلكها الله بها ، وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة ، وهي مشهورة ببلاد الغور ، متاخمة لجبال البيت المقدس ، بينها وبين بلاد الكرك والشوبك ، فدعاهم إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم ، ونهاهم عن معصية الله ، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم ، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله ، من إتيان الذكران دون الإناث

( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ ) من ربكم ( أمِينٌ ) على وحيه, وتبليغ رسالته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[162] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ الأمانةُ شعارُ الرُّسلِ والدُّعاةِ الصَّادقين في كلِّ الأممِ والعصُّورِ.
وقفة
[162] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ أهم شرط وصفة للداعية الحق: الأمانة والإخلاص.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة السابعة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 107﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 125﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 143﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 162﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 178﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الدخان: 18﴿أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [162] لما قبلها :     ولَمَّا نصحهم بتقوى الله؛ عَلَّلَ هنا نُصحَه لهم بقوله:
﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [163] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[163]فاحذروا عقاب الله على تكذيبكم رسوله، واتبعوني فيما دعوتكم إليه،

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

وبإخبارهم بأنه رسول أمين من الله - تعالى - إليهم .

يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله لوط ، عليه السلام ، وهو : لوط بن هاران بن آزر ، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل ، وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم ، وكانوا يسكنون " سدوم " وأعمالها التي أهلكها الله بها ، وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة ، وهي مشهورة ببلاد الغور ، متاخمة لجبال البيت المقدس ، بينها وبين بلاد الكرك والشوبك ، فدعاهم إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم ، ونهاهم عن معصية الله ، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم ، مما لم يسبقهم الخلائق إلى فعله ، من إتيان الذكران دون الإناث

( فَاتَّقُوا اللَّهَ ) في أنفسكم, أن يحلّ بكم عقابه على تكذيبكم رسوله ( وأطيعون ) فيما دعوتكم إليه أهدكم سبيل الرشاد.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[163] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطيعونِ﴾ استعن على الطاعة بالتقوى.
وقفة
[163، 164] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كررت الآيات للتنبيه على أن دعوة الرسل واحدة، فكل رسول يذكر قومه بالغاية من بعثته ورسالته، وأنها لصالح البشر.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [163] لما قبلها :     ولَمَّا عَرَضَ عَلَيْهِمْ بِرِفْقٍ تَقْوى اللَّهِ؛ انْتَقَلَ هنا مِنَ العَرْضِ إلى الأمْرِ، فقال:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [164] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ..

التفسير :

[164] وما أسألكم على دعوتي لهدايتكم أيَّ أجر، ما أجري إلا على رب العالمين.

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

وبأنه لا يسألهم أجرا على دعوته لهم إلى الحق والفضيلة .

( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ من أجر ) يقول: وما أسألكم على نصيحتي لكم ودعايتكم إلى ربي جزاء ولا ثوابا. يقول: ما جزائي على دعايتكم إلى الله, وعلى نصحي لكم وتبليغ رسالات الله إليكم, إلا على ربّ العالمين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[164] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ المشاريع العلمية والدعوية ينبغي أن تكون بلا أجر ورسوم مالية؛ تأمل سنة المرسلين.
عمل
[164] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ التقدير الاجتماعي أجر أيضًا؛ يجب أن نوطن نفوسنا على الاستغناء عنه.
وقفة
[164] اتهام الدعاة بأنهم يطلبون عطايا الحكام تهمة ليست جديدة، وجوابها ملقن للأنبياء في: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقفة
[164] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ سيماء الدعوات النقية إبداء استغناء مطلق عن الخلق، وإظهار أعظم حالة من الرفض لأي ثمن لدعواتهم، ونفور فطري من أي معني يوحي بانتظار ردود أفعالهم.
عمل
[164] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لا ينبغي للدعاة النظر لما في أيدي الناس.
عمل
[164] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ علم أحدًا من المسلمين سورة من سور القرآن الكريم ابتغاء وجه الله.
اسقاط
[164] ﴿وَما أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِن أَجرِيَ إِلّا عَلى رَبِّ العالَمينَ﴾ قد تأتى بالعمل -أى عمل- وفى داخل نفسك تنتظر شكرًا أو مدحًا أو حتى إعجابًا ? أو إعادة نشر بلغة مواقع التواصل الآن؛ فاحترس فالأجر ليس مالًا فقط.
عمل
[164] ﴿وَما أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِن أَجرِيَ إِلّا عَلى رَبِّ العالَمينَ﴾ الأجر ليس مالًا فقط، فانتظار التقدير والشكر يدخل تحت هذا الأجر؛ فراقب نفسك، ولا تنتظره، ولك فى الرسل الكرام أسوة حسنة.
وقفة
[164] ﴿وَما أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِن أَجرِيَ إِلّا عَلى رَبِّ العالَمينَ﴾ فعندما يستشعر المدعو والمتلقى أن من أمامه لا هم له إلا وجه الله تعالى؛ يقع فى قلوبه الأمن له والإستئناس به.
عمل
[164] ﴿إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ علِّمْ مسلمًا بعضَ أذكارِ اليومِ والليلةِ محتسبًا في ذلكَ الأجرِ من اللهِ.
عمل
[164] ﴿إن أجريَ إلاعلى رب العالمين﴾ لتكن دعوتك ونصحك احتسابًا، وإلا كان عملك رياءً، وكان عند ربك هباءً.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة التاسعة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 109﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 127﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 145﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 164﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 180﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [164] لما قبلها :     ولَمَّا أثْبَتَ أمانَتَهُ؛ نَفى هنا تُهْمَتَهُ، فقال:
﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [165] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ

التفسير :

[165]أتنكحون الذكور مِن بني آدم،

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

ثم نهاهم عن أبرز الرذائل التى ، كانت متفشية فيهم فقال : ( أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) .

والاستفهام للإنكار والتقريع والذكران : جمع ذكر وهو ضد الأنثى .

والعادون جمع عاد . يقال : عدا فلان فى الأمر يعدو ، إذا تجاوز الحد فى الظلم .

أى : قال لوط لقومه : أبلغ بكم انحطاط الفطرة ، وانتكاس الطبيعة ، أنكم تأتون الذكور الفاحشة ، وتتركون نساءكم اللائى أحلهن الله - تعالى - لكم ، وجعلهن الطريق الطبيعى للنسل وعمارة الكون .

إنكم بهذا الفعل القبيح الذميم ، تكونون قد تعديتم حدود الله - تعالى - وتجاوزتم ما أحله الله لكم ، إلى ما حرمه عليكم .

لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش وغشيانهم الذكور وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم ما كان جوابهم له.

يعني بقوله: ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ) : أتنكحون الذكران من بني آدم في أدبارهم.

التدبر :

وقفة
[165] ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ والمعنى: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ) مخالفين جميع العالمين من الأنواع التي فيها ذكور وإناث؛ فإنها لا يوجد فيها ما يأتي الذكور، فهذا تنبيه على أن هذا الفعل الفظيع مخالف للفطرة، لا يقع من الحيوان العُجْم، فهو عمل ابتدعوه ما فعله غيرهم.
تفاعل
[165، 166] ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ قل الآن: اللهم كرِّه إليَّ الكفر والفسوق والعصيان.

الإعراب :

  • ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ:
  • الالف ألف توبيخ وتعجيب بلفظ‍ استفهام. تأتون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الذكران: مفعول به منصوب بالفتحة وهي جمع ذكر.
  • ﴿ مِنَ الْعالَمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بحال من الذكران وعلامة جر الاسم الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [165] لما قبلها :     ولَمَّا وُجِدَ المُقْتَضى لِاتِّباعِهِ، وانْتَفى المانِعُ؛ وَبَّخَهم على قبيح ما ابتدعوه، فقال لهم:
﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [166] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ ..

التفسير :

[166] وتتركون ما خلق الله لاستمتاعكم وتناسلكم مِن أزواجكم؟ بل أنتم قوم -بهذه المعصية- متجاوزون ما أباحه الله لكم من الحلال إلى الحرام.

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

ثم نهاهم عن أبرز الرذائل التى ، كانت متفشية فيهم فقال : ( أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) .

والاستفهام للإنكار والتقريع والذكران : جمع ذكر وهو ضد الأنثى .

والعادون جمع عاد . يقال : عدا فلان فى الأمر يعدو ، إذا تجاوز الحد فى الظلم .

أى : قال لوط لقومه : أبلغ بكم انحطاط الفطرة ، وانتكاس الطبيعة ، أنكم تأتون الذكور الفاحشة ، وتتركون نساءكم اللائى أحلهن الله - تعالى - لكم ، وجعلهن الطريق الطبيعى للنسل وعمارة الكون .

إنكم بهذا الفعل القبيح الذميم ، تكونون قد تعديتم حدود الله - تعالى - وتجاوزتم ما أحله الله لكم ، إلى ما حرمه عليكم .

لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش وغشيانهم الذكور وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم ما كان جوابهم له.

وقوله: ( وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ) يقول: وتدعون الذي خلق لكم ربكم من أزواجكم من فروجهنّ, فأحله لكم. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله: " وَتَذَرُونَ ما أصْلَحَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أزْوَاجِكُمْ".

وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ) قال: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد بنحوه.

وقوله: ( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) يقول: بل أنتم قوم تتجاوزون ما أباح لكم ربكم, وأحله لكم من الفروج إلى ما حرّم عليكم منها.

كما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج: ( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) قال: قوم معتدون.

التدبر :

وقفة
[166] ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ ما أغلق الله بابًا من الحرام إلا وفتح للعبد مثله في الحلال.
وقفة
[166] ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ لو قال لوط عليه السلام بل أنتم عادون لتم المعنى، فلمَ أخبر عنهم بقوله: (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ)؟ في جعل الخبر: (قَوْمٌ عَادُونَ) دون الاقتصار على (عادون) تنبيه على أن العدوان سجيّة فيهم حتى كانت من مقومات قوميتهم وخصلة من خصالهم التي يتميزون بها عن سائر الأقوام.
وقفة
[166] إذا عدمت محبة الله في القلب فحدث ولا حرج عن انعدام الفطرة ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾.
وقفة
[166] ﴿بَل أَنتُم قَومٌ عادونَ﴾ من الاعتداء تجاوز الحلال إلى الحرام كما فى قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُم وَلا تَعتَدوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ﴾ [87].

الإعراب :

  • ﴿ وَتَذَرُونَ ما:
  • معطوفة بالواو على تَأْتُونَ» وتعرب اعرابها. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير منصوب محلا لانه مفعول به. التقدير: ما خلقه. خلق: فعل ماض مبني على الفتح. لكم: جار ومجرور متعلق بخلق والميم علامة جمع الذكور. ربكم: فاعل مرفوع بالضمة. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين- في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ مِنْ أَزواجِكُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ما» التقدير: وتذرون اي تدعون وتتركون ما خلقه لكم ربكم حالة كونه من ازواجكم اي من الاناث. و «كم» اعربت.
  • ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ:
  • بل: حرف اضراب لا عمل له للاستئناف. انتم: ضمير منفصل-ضمير المخاطبين-في محل رفع مبتدأ. قوم: خبر أَنْتُمْ» مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
  • ﴿ عادُونَ:
  • صفة-نعت-لقوم مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لانها جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد. وهي جمع «عادي» بمعنى: المتعدي في ظلمه المتجاوز فيه الحد. اي أترتكبون هذه المعصية على عظمها بل انتم قوم عادون في جميع المعاصي.'

المتشابهات :

الأعراف: 81﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
يس: 19﴿قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
الشعراء: 166﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ
النمل: 47﴿قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّـهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ
النمل: 55﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [166] لما قبلها :     ولَمَّا نهاهم عن إتيان الذكور؛ أنكرَ عليهم عدم إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم، فقال لهم:
﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [167] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا ..

التفسير :

[167] قال قوم لوط:لئن لم تترك يا لوط نَهْيَنا عن إتيان الذكور وتقبيح فعله، لتكونن من المطرودين من بلادنا.

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

وقد ردوا عليه بما يدل على شذوذهم وعلى انتكاس فطرتهم ، فقد قالوا له على سبيل التهديد والوعيد : ( لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يالوط لَتَكُونَنَّ مِنَ المخرجين ) .

أى : قالوا له متوعدين : لئن لم تسكت يا لوط عن نهيك إيانا عما نحن فيه ، لتكونن من المخرجين من قريتنا إخراجا تاما ، ولنطردنك خارج ديارنا .

وهكذا النفوس عندما تنحدر فى الرذيلة وتنغمس فى المنكر ، تعادى من يدعوها إلى الفضيلة وإلى الطهر والعفاف .

"إلا أن قالوا لئن لم تنته يا لوط" أي عما جئتنا به "لتكونن من المخرجين" أي ننفيك من بين أظهرنا كما قال تعالى "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" فلما رأى أنهم لا يرتدعون عما هم فيه وأنهم مستمرون على ضلالتهم تبرأ منهم.

يقول تعالى ذكره: قال قوم لوط: ( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ ) عن نهينا عن إتيان الذكران ( لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ) من بين أظهرنا وبلدنا.

التدبر :

وقفة
[167] ﴿قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ قالوا كما قال من قبلهم؛ تشابهت قلوبهم في الكفر فتشابهت أقوالهم.
وقفة
[167] ﴿قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ تهديد الأبرار من سمات الفجار.
وقفة
[167] ﴿قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ هدد قوم نوح نبيّهم بالقتل والرجم، فقالوا: ﴿قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾ [116]، بينما نرى قوم لوط يهددون نبيهم بالإخراج، فلِمَ ههدوه بالإخراج من بين ظهرانيهم؟ هدد قوم لوط نبيهم لوطًا عليه السلام بالإخراج من مدينتهم؛ لأنه كان من غير أهل المدينة، بل كان مهاجرًا بينهم وله صهر فيهم، فكان إخراجه من بينهم سهل المنال؛ لعدم وجود النصير له من عشيرته.
وقفة
[167] ﴿قالوا لَئِن لَم تَنتَهِ يا لوطُ لَتَكونَنَّ مِنَ المُخرَجينَ﴾ من الواضح أن سمتهم نفى وإخراج كل من ليس على شاكلتهم أو يخالفهم الرأى.
عمل
[167] انه عن منكر، ثم أرسل رسالة تبين فيها أنه إذا تساهلت الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انتشر فيها الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف والعياذ بالله ﴿قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾.
وقفة
[167] كل أنبياء الله تعالى هددوا بالقتل أو الإخراج أو السجن: ﴿لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ﴾ [القصص: 20]، ﴿أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾ [الأنفال: 30]، ﴿لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ﴾ [88]، ﴿لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾، ﴿لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ [29]، ﴿لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [يوسف: 32]، ﴿لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا﴾ [إبراهيم: 13]، ﴿أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ﴾ [الأعراف: 82]، ﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ﴾ [النمل: 49]؛ الحق والباطل لا يجتمعان.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة السادسة عشرة بعد المائة. بمعنى: لئن لم تنته يا لوط‍ عن نهينا وتقبيح امرنا لنخرجنك من عصبتنا.'

المتشابهات :

الشعراء: 116﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ
الشعراء: 167﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [167] لما قبلها :     ولَمَّا اتضح لهم وجه الحقِّ وانقطعت حجتُهم؛ لجؤوا إلى التهديد واستعمال القوة، قال تعالى:
﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [168] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ

التفسير :

[168] قال لوط لهم:إني لِعملكم الذي تعملونه من إتيان الذكور، لمن المبغضين له بغضاً شديداً.

قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم, تشابهت قلوبهم في الكفر, فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران, المستقذر الخبيث, ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتىقَالُوالهلَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَأي:من البلد، فلما رأى استمرارهم عليهقَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَأي:المبغضين له الناهين عنه، المحذرين.

وقد رد لوط - عليه السلام - على سفاهتهم وسوء أدبهم ( قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ القالين ) .

والقالين : جمع قال . يقال : قليت فلانا أقليه - كرميته أرميه - إذا كرهته كرها شديدا .

أى : قال لهم لوط موبخا ومؤنبا : إنى لعملكم القبيح الذى ترتكبونه مع الذكور ، من المبغضين له أشد البغض ، المنكرين له أشد الإنكار .

وقال "إني لعملكم من القالين" أي المبغضين لا أحبه ولا أرضى به وإني بريء منكم ثم دعا الله عليهم.

( قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ ) يقول لهم لوط: إني لعملكم الذي تعملونه من إتيان الذكران في أدبارهم من القالين, يعني من المبغضين, المنكرين فعله.

التدبر :

وقفة
[168] ﴿قَالَ إِنِّى لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلْقَالِينَ﴾ أسلوب قرآني تربوي فيه نقد السلوك دون التجريح بالذات.
وقفة
[168] ﴿قَالَ إِنِّى لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلْقَالِينَ﴾ أي الكارهين، فهو لم يكتف باعتزال عملهم، فقد يفهم من اعتزاله أن لا يكره عملهم، بل هو صرح بكرهه لعملهم.
وقفة
[168] كل من لم تكن له قوة في تغيير المنكرات؛ فأقل أحواله أن يبغضها ﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ﴾.
وقفة
[168] قال لوط عليه السلام: ﴿إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ﴾ والقلي: بغضه وهجره، والأنبياء أولياء الله؛ يحبون ما يحب، ويبغضون ما يبغض.
وقفة
[168، 169] ﴿قالَ إِنّي لِعَمَلِكُم مِنَ القالينَ * رَبِّ نَجِّني وَأَهلي مِمّا يَعمَلونَ﴾ بعد النصح والنهى لمن غيرك لا تنس نفسك وأهلك من الدعاء.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة بعده بعد تأويلها في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ:
  • ان حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم-في محل نصب اسمها. لعملكم: جار ومجرور متعلق بخبر «ان».والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ مِنَ الْقالِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «ان» بمعنى: قال، وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: من الكارهين او المبغضين. وقوله مِنَ الْقالِينَ» ابلغ من القول قالَ» لانه في هذه الحالة يكون معدودا في زمرتهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [168] لما قبلها :     ولَمَّا رَأَى أنَّهم لَا يَرْتَدِعُونَ عَمَّا هُمْ فِيهِ، وَأَنَّهُمْ مُسْتَمِرُّونَ عَلَى ضَلَالَتِهِمْ؛ تَبَرَّأَ مِنْهُمْ، قال تعالى:
﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [169] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ

التفسير :

[169] ثم دعا لوط ربه حينما يئس من استجابتهم له قائلاً:ربِّ أنقذني وأنقذ أهلي مما يعمله قومي مِن هذه المعصية القبيحة، ومِن عقوبتك التي ستصيبهم.

رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَمن فعله وعقوبته فاستجاب الله له.

ثم توجه إلى ربه - تعالى - بقوله . ( رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ) أى : نجنى يا رب ، ونج أهلى المؤمنين معى ، مما يعمل هؤلاء الأشرار من منكر لم يسبقهم إليه أحد.

فقال "رب نجني وأهلي مما يعملون" قال الله تعالى "فنجيناه وأهله أجمعين" أي كلهم.

يقول تعالى ذكره: فاستغاث لوط حين توعده قومه بالإخراج من بلدهم إن هو لم ينته عن نهيهم عن ركوب الفاحشة, فقال ( رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي ) من عقوبتك إياهم على ما يعملون من إتيان الذكران.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[169] ﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ أي: من عذاب عملهم؛ دعا الله لما آيس من إيمانهم ألا يصيبه من عذابهم.
وقفة
[169] ﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ نبي يخاف عقوبة ذنب لم يعمله؛ فكيف لا يخاف العقوبة أصحاب الذنوب؟!
وقفة
[169] توقع العذاب إذا انتشر الشر، وعظم الظلم والفساد ﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ رَبِّ:
  • منادى بأداة نداء محذوفة تقديره: يا رب. وهو منصوب للتعظيم بأداة النداء وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف والياء المحذوفة خطا واختصارا اكتفاء بالكسرة الدالة عليها ضمير المتكلم في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ نَجِّنِي وَأَهْلِي:
  • الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به-مقول القول-لفعل محذوف بمعنى: فلما يئس منهم تضرع الى الله قائلا: نجني: فعل دعاء وتوسل بصيغة طلب مبني على حذف آخره-حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت وبقيت الكسرة دالة على حذف آخره-الياء- والنون نون الوقاية لا محل لها. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به. واهلي: معطوفة بالواو على ضمير المتكلم منصوبة ايضا وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ مِمّا يَعْمَلُونَ:
  • اصلها: من: حرف جر. و «ما» مصدرية. يعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة يَعْمَلُونَ» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «ما» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بنجني. التقدير: نجني واهلي من عقوبة عملهم. فحذف المجرور المضاف المقدر «عقوبة» وحل محله المضاف إليه الظاهر «عملهم» او تكون «ما» موصولة فتكون مبنية على السكون في محل جر بمن. وجملة يَعْمَلُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد ضمير منصوب محلا لانه مفعول به. التقدير: مما يعملونه بمعنى: اعصمني مما يعملونه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [169] لما قبلها :     ولَمَّا تَوَعَّدُوهُ بِالإخْراجِ، وأخْبَرَهم بِبُغْضِ عَمَلِهِمْ؛ استغاثَ برَبِّه، فقال:
﴿ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [170] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ

التفسير :

[170] فنجيناه وأهل بيته والمستجيبين لدعوته أجمعين

فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ

فأجاب الله - تعالى - دعاءه فقال : ( فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين ) .

والمراد بهذه العجوز ، امرأته وكانت كافرة وراضية عن فعل قومها .

والغابرين : جمع غابر وهو الباقى بعد غيره . يقال غبر الشىء يغبر غبورا . إذا بقى .

فقال "رب نجني وأهلي مما يعملون" قال الله تعالى "فنجيناه وأهله أجمعين" أي كلهم.

( فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ) من عقوبتنا التي عاقبنا بها قوم لوط .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[170] ﴿فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ﴾ الدعاء سبب النجاة من العقوبة والبلاء.
وقفة
[170، 171] ﴿فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾ (إِلَّا عَجُوزًا) وهي امرأته، كائنة فِي حكم (الْغَابِرِينَ) أي: الماكثين الذين تلحقهم الغبرة بما يكون من الداهية، فإننا لن ننجيها لقضائنا بذلك في الأزل؛ لكونها لم تتابعه في الدين، وكان هواها مع قومها.

الإعراب :

  • ﴿ فَنَجَّيْناهُ:
  • الفاء سببية. نجى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل -ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَأَهْلَهُ:
  • معطوفة بالواو على ضمير الغائب منصوبة وعلامة نصبها الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ أَجْمَعِينَ:
  • توكيد للاهل منصوب وعلامة نصبه الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم. ومفرده «أجمع» وهو واحد في معنى «جمع» وليس له مفرد من لفظه. ومؤنثه: جمعاء.'

المتشابهات :

الشعراء: 170﴿فَـ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
الصافات: 134﴿إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [170] لما قبلها :     ولَمَّا استغاثَ برَبِّه؛ أغاثه، قال تعالى:
﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [171] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ

التفسير :

[171]إلا عجوزاً من أهله، وهي امرأته لم تشاركهم في الإيمان، فكانت من الباقين في العذاب والهلاك.

إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَأي الباقين في العذاب وهي امرأته.

وقوله : ( إِلاَّ عَجُوزاً ) استثناء من أهله .

أى : فاستجبنا للوط دعاءه ، فأنجيناه وأهله المؤمنين جميعا ، إلا امرأته العجوز فإننا لم ننجها بل بقيت مع المهلكين لخبثها وعدم إيمانها .

"إلا عجوزا في الغابرين" وهي امرأته وكانت عجوزَ سوء بقيت.

فهلكت مع من بقي من قومها وذلك كما أخبر الله تعالى عنهم في سورة الأعراف وهود وكذا في الحجر حين أمره الله أن يسري بأهله إلا امرأته وأنهم لا يلتفتوا إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه فصبروا لأمر الله واستمروا.

( أَجْمَعِينَ إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ) يعني في الباقين, لطول مرور السنين عليها, فصارت هرمة, فإنها أهلكت من بين أهل لوط, لأنها كانت تدلّ قومها على الأضياف. وقد قيل: إنما قيل من الغابرين لأنها لم تهلك مع قومها في قريتهم, وأنها إنما أصابها الحجر بعد ما خرجت عن قريتهم مع لوط وابنتيه, فكانت من الغابرين بعد قومها, ثم أهلكها الله بما أمطر على بقايا قوم لوط من الحجارة, وقد بيَّنا ذلك فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها.

التدبر :

وقفة
[171] ﴿إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾ داعية التحرر من العفاف، طال عمرها فأصبحت هرمة من تأمل داعيات تحرير المرأة وجدهن عجائز، وهذا من خذلان الله للقضية.
وقفة
[171] ﴿إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾ من الابتلاء للداعية أن يكون أهل بيته من أصحاب الكفر أو المعاصي.
وقفة
[171] ﴿إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾ العلاقات الأرضية ما لم يصحبها الإيمان، لا تنفع صاحبها إذا نزل العذاب.
وقفة
[171] إلا امرأته ﴿إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾، حتى رقة الأنثى ولطف فطرتها تزول إذا كانت من الضالين.
وقفة
[171] ﴿إِلّا عَجوزًا فِي الغابِرينَ﴾ قد يظن البعض أن ناج لكبر سنه؛ هيهات هيهات!
وقفة
[169-171] استجابــة دعوة المظلـــوم؛ لاسيما إن كـــان من الصالحــين ﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ عَجُوزاً:
  • إلا: اداة استثناء. عجوزا: مستثنى بإلا من «الاهل» منصوب على الاستثناء بالفتحة.
  • ﴿ فِي الْغابِرِينَ:
  • جار ومجرور في محل نصب صفة-نعت-لعجوزا. بتقدير: إلا عجوزا غابرة بمعنى: الا عجوزا-هي امرأته-مقدرا غبورها او بقاؤها في الهلاك والعذاب وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الشعراء: 171﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
الشعراء: 172﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
الصافات: 135﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
الصافات: 136﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [171] لما قبلها :     ولَمَّا كانت زوجتُه مُندَرِجةً في الأهلِ، وكان ظاهرُ دعائِه دخولَها في التَّنجيةِ؛ استُثنيَتْ هنا؛ لأنها كانت كافرةً، قال تعالى:
﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [172] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ

التفسير :

[172] ثم أهلكنا مَن عداهم من الكفرة أشدَّ إهلاك،

ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ

( ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخرين ) أى : ثم أهلكنا قوم لوط المصرين على كفرهم وعلى إتيانهم المنكر ، تدميرا شديدا ، فإنا جعلنا أعلى قريتهم سافلها ، وأبدناهم عن آخرهم .

وأنزل الله على أولئك العذاب الذي عم جميعهم وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود.

ولهذا قال تعالى "ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا" - إلى قوله - "وإن ربك لهو العزيز الرحيم".

التدبر :

تفاعل
[172] ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[172، 173] اللواط شذوذ عن الفطرة ومنكر عظيم ﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ﴾

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا:
  • حرف عطف. دمر: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ الْآخَرِينَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم بمعنى: الباقين. والنون عوض عن حركة المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [172] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ نجاتَه المُفهِمةَ لهلاكِهم؛ صَرَّح به على وجهٍ هَوَّلَه بأداةِ التَّراخي؛ لِما عُلِمَ أنَّه كان عَقِبَ خُروجِه، لم تَتخلَّلْ بيْنَهما مُهلةٌ، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [173] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ ..

التفسير :

[173] ، وأنزلنا عليهم حجارة من السماء كالمطر أهلكتهم، فقَبُحَ مطرُ مَن أنذرهم رسلهم ولم يستجيبوا لهم؛ فقد أُنزل بهم أشدُّ أنواع الهلاك والتدمير.

وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًاأي حجارة من سجيلفَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَأهلكهم الله عن آخرهم.

( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم ) بعد ذلك الإهلاك ( مَّطَراً ) عجيبا أمره فقد كان نوعا من الحجارة ، كما جاء فى آية أخرى فى قوله : - تعالى - : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ ) وقوله - سبحانه - : ( فَسَآءَ مَطَرُ المنذرين ) بيان لسوء مصيرهم .

أى : دمرنا هؤلاء القوم ، وأمطرنا عليهم مطرا من الحجارة زيادة فى إهانتهم ، فساءت عاقبتهم ، وتحقق ما أنذرناهم به من دمار .

وأنزل الله على أولئك العذاب الذي عم جميعهم وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود.

ولهذا قال تعالى "ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا" - إلى قوله - "وإن ربك لهو العزيز الرحيم".

يقول تعالى ذكره: ثم أهلكنا الآخرين من قوم لوط بالتدمير.( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ) وذلك إرسال الله عليهم حجارة من سجيل من السماء.( فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ) يقول: فبئس ذلك المطر مطر القوم الذين أنذرهم نبيهم فكذّبوه.

التدبر :

وقفة
[173] ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ﴾ لعل حكمة إمطارهم بالحجارة لوجهين: الأول: لوصول العذاب إلى الجميع كما يصل المطر. الثاني: ما أومأ إليه بعض المفسرين كالقرطبي وغيره: أن في ذلك دليلًا على أن من فعل فعلهم حكمه الرجم.
تفاعل
[173] ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَمْطَرْنا:
  • الواو عاطفة. امطر: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و«نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ عَلَيْهِمْ مَطَراً:
  • جار ومجرور متعلق بأمطرنا. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. مطرا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى: دمرنا الباقين بأن امطرنا عليهم مطرا من حجارة.
  • ﴿ فَساءَ مَطَرُ:
  • الفاء استئنافية. ساء: فعل ماض مبني على الفتح لانشاء الذم لانها بمعنى «بئس» و مَطَرُ» فاعل «ساء» مرفوع بالضمة. والمخصوص بالذم محذوف لتقدم معناه وهو مطرهم.
  • ﴿ الْمُنْذَرِينَ:
  • مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. والكلمة: اسم مفعول اي الذين انذروا ولم يرتدعوا.'

المتشابهات :

الأعراف: 84﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ
الشعراء: 173﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ
النمل: 58﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [173] لما قبلها :     ولَمَّا أخبرَ اللهُ بتدميرهم؛ بَيَّنَ هنا الطريقةَ التي تم تدميرُهم بها، قال تعالى:
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [174] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا ..

التفسير :

[174] إن في ذلك العقاب الذي نزل بقوم لوط لَعبرة وموعظة، يتعظ بها المكذبون. وما كان أكثرهم مؤمنين.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ

ثم ختم - سحبانه - قصة لوط - عليه السلام - مع قومه ، بمثل ما ختم به القصص السابقة فقال : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم ) .

( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ) يقول تعالى ذكره: إن في إهلاكنا قوم لوط الهلاك الذي وصفنا بتكذيبهم رسولنا, لعبرة وموعظة لقومك يا محمد, يتعظون بها في تكذيبهم إياك, وردهم عليك ما جئتهم به من عند ربك من الحقّ( وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) في سابق علم الله .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[174] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ تأمل في إخبار الله تعالى عن حال أكثر الناس، وأنهم غير مؤمنين، وحينها لا تأمن على نفسك من الضلالة، فأكثر من دعاء الله بالثبات.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآيتين الكريمتين الثامنة والسابعة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 8﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 67﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 103﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 121﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 139﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 158﴿فَأَخَذَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 174﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 190﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [174] لما قبلها :     وبعد بيان هلاك قوم لوط؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن في ذلك عبرة عجيبة دالة على قدرة الله تعالى، وتدعو إلى الإيمان به سبحانه، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [175] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

التفسير :

[175] وإن ربك لهو العزيز الغالب الذي يقهر المكذبين، الرحيم بعباده المؤمنين.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) بمن آمن به .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[175] ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ إثبات صفة العزة والرحمة لله.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآيتين الكريمتين التاسعة والثامنة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 9﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 68﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 104﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 122﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 140﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 159﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 175﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 191﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [175] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن في هلاك قوم لوط لآية دالة على صدق لوط عليه السلام، ومع ذلك لم يؤمن الناس؛ بَيَّنَ هنا أنه بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته أنجى المؤمنين، وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن عصاه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [176] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[176] كذَّب أصحابُ الأرض ذات الشجر الملتف رسولَهم شعيباً في رسالته، فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسالات.

كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ .

أصحاب الأيكة:أي:البساتين الملتفة أشجارهاوهم أصحاب مدين, فكذبوا نبيهم شعيبا, الذي جاء بما جاء به المرسلون.

ثم جاتء فى نهاية هذه القصص ، قصة شعيب - عليه السلام - مع قومه . فقال - تعالى - : ( كَذَّبَ أَصْحَابُ . . . ) .

الأيكة : منطقة مليئة بالأشجار ، كانت - فى الغالب - بين الحجاز وفلسطين حول خليج العقبة ، ولعلها المنطقة التى تسمى بمعان .

وشعيب ينتهى نسبه إلى إبراهيم - عليهما السلام - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا قال : " ذلك خطيب الأنبياء " لحسن مراجعته لقومه ، وقوة حجته .

وكان قومه أهل كفر وبخس للمكيال والميزان ، وقطع الطريق ، فدعاهم إلى وحدانية الله - تعالى - وإلى مكارم الأخلاق .

قال ابن كثير : " هؤلاء - أعنى أصحاب الأيكة - هم أهل مدين على الصحيح ، وكان نبى الله شعيب من أنفسهم وإنما لم يقل ها هنا : أخوهم شعيب ، لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة وهى شجرة .

هؤلاء - أعني أصحاب الأيكة - هم أهل مدين على الصحيح . وكان نبي الله شعيب من أنفسهم ، وإنما لم يقل هنا أخوهم شعيب ; لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة ، وهي شجرة . وقيل : شجر ملتف كالغيضة ، كانوا يعبدونها ; فلهذا لما قال : كذب أصحاب الأيكة المرسلين ، لم يقل : " إذ قال لهم أخوهم شعيب " ،

يقول تعالى ذكره: ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ ). والأيكة: الشجر الملتفّ, وهي واحدة الأيك, وكل شجر ملتفّ فهو عند العرب أيكة; ومنه قول نابغة بني ذبيان:

تَجْــلُو بِقــادمَتَيْ حَمَامَــةِ أيْكَـةٍ

بَــرَدًا أُسِــفّ لِثاتُــهُ بــالإثْمِدِ (1)

وأصحاب الأيكة: هم أهل مدين فيما ذُكر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ) يقول: أصحاب الغيضة.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ) قال: الأيكة: مجمع الشجر.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال ابن عباس, قوله: ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ) قال: أهل مدين, والأيكة: الملتف من الشجر.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ) قال: الأيكة: الشجر, بعث الله شعيبا إلى قومه من أهل مدين, وإلى أهل البادية, قال: وهم أصحاب ليكة, وليكة والأيكة: واحد.

------------------------

الهوامش :

(1) البيت للنابغة الذبياني زياد بن معاوية (مختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي ص 185) قال شارحه: تجلو: تكشف. والقوادم: الريش المقدم في جناح الطائر. ويكون شديد السواد. شبه سواد شفتيها بالقوادم؛ وشبه بياض ثغرها ببياض البرد. واللثاث: مغارز الأسنان، ومن عاداتهم أن يذروا عليها الإثمد، ليبين بياض الأسنان. ا ه. والأيكة: الشجر الكثير الملتف. وقيل: هي الغيضة تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر. وخص بعضهم به منبت الأثل ومجتمعه. وقال أبو حنيفة الدينوري: قد تكون الأيكة: الجماعة من الشجر، حتى من النخل. قال: والأول أعرف. والجمع أيك. القول في تأويل قوله تعالى : وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)

التدبر :

وقفة
[176] ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ﴾ استنبط علماء التفسير من جمع المرسلين أن الذي يكذب رسولًا واحدًا يكذب كل المرسلين؛ لأن رسالات الأنبياء كلها واحدة.
وقفة
[176] كذبوا شعيبًا فقال تعالى: ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ﴾، التَّكذيب برسولٍ واحدٍ يعني التَّكذيب بكلِّ الرُّسُلِ.

الإعراب :

  • ﴿ كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ:
  • فعل ماض مبني على الفتح. اصحاب: فاعل مرفوع بالضمة. الأيكة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ الْمُرْسَلِينَ:
  • مفعول به منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الحجر: 78﴿وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَٰلِمِينَ
الشعراء: 176﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ
ص: 13﴿وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ
ق: 14﴿وَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعٖۚ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [176] لما قبلها :     القصَّةُ السابعةُ والأخيرةُ: قصَّةُ شعيبٍ عليه السلام، قال تعالى:
﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الأيكة:
وقرئ:
1- ليكة، بغير لام التعريف، ممنوع من الصرف، وهى قراءة الحرميين، وابن عامر.
2- الأيكة، بلام التعريف، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [177] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا ..

التفسير :

[177]إذ قال لهم شعيب:ألا تخشون عقاب الله على شرككم ومعاصيكم؟

إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَالله تعالى, فتتركون ما يسخطه; ويغضبه, من الكفر والمعاصي.

وقيل شجر ملتف كالغيضة . كانوا يعبدونها ، فلهذا لما قال : كذب أصحاب الأيكة المرسلين ، لم يقل : إذ قال لهم أخوهم شعيب ، وإنما قال : ( إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ ) فقطع نسبة الأخوة بينهم ، للمعنى الذى نسبوا إليه ، وإن كان أخاهم نسبا ، ومن الناس من لم يتفطن لهذه النكتة ، فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين ، فزعم أن شعيبا - عليه السلام - بعثه الله إلى أمتين . . . والصحيح أنهم أمة واحدة وصفوا فى كل مقام بشىء ، ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان ، كما فى قصة مدين سواء بسواء . . . " .

وإنما قال : ( إذ قال لهم شعيب ) ، فقطع نسبة الأخوة بينهم ; للمعنى الذي نسبوا إليه ، وإن كان أخاهم نسبا . ومن الناس من لم يتفطن لهذه النكتة ، فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين ، فزعم أن شعيبا عليه السلام ، بعثه الله إلى أمتين ، ومنهم من قال : ثلاث أمم .

وقد روى إسحاق بن بشر الكاهلي - وهو ضعيف - حدثني ابن السدي ، عن أبيه - وزكريا بن عمر ، عن خصيف ، عن عكرمة قالا : ما بعث الله نبيا مرتين إلا شعيبا ، مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة ، ومرة إلى أصحاب الأيكة فأخذهم الله بعذاب يوم الظلة .

وروى أبو القاسم البغوي ، عن هدبة ، عن همام ، عن قتادة في قوله تعالى : ( وأصحاب الرس ) . [ ق : 12 ] قوم شعيب ، وقوله : ( وأصحاب الأيكة ) . [ ق : 14 ] قوم شعيب .

قال إسحاق بن بشر : وقال غير جويبر : أصحاب الأيكة ومدين هما واحد . والله أعلم .

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة " شعيب " ، من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه ، عن معاوية بن هشام ، عن هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان ، بعث الله إليهما شعيبا النبي ، عليه السلام " .

وهذا غريب ، وفي رفعه نظر ، والأشبه أن يكون موقوفا . والصحيح أنهم أمة واحدة ، وصفوا في كل مقام بشيء ; ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان ، كما في قصة مدين سواء بسواء ، فدل ذلك على أنهم أمة واحدة .

وقوله ( إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ ) يقول تعالى ذكره: قال لهم شعيب: ألا تتقون عقاب الله على معصيتكم ربكم؟.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[177] هنا في سورة الشعراء ذكر عدد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكل واحد ذكر بلفظ الأخ لقومه، إلا سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام، فما سبب ذلك؟ الجواب: لم يصفه بوصف الأخ؛ لأنه نسبهم إلى الأيكة، أي الشجرة التي كانوا يشركون بالله بعبادتهم لها، فلم ينسبه لهم لذكره الأيكة.

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة السادسة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [177] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن قوم شعيب كذبوه؛ بَيَّنَ هنا ما قاله لهم ناصحًا ومنذرًا، قال تعالى:
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [178] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

التفسير :

[178]إني مرسَل إليكم مِنَ الله لهدايتكم، حفيظ على ما أوحى الله به إليَّ من الرسالة،

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌيترتب على ذلك, أن تتقوا الله وتطيعون.

وقد افتتح شعيب - عليه السلام - دعوته لقومه . بأمرهم بتقوى الله - تعالى - وببيان أنه أمين فى تبليغهم ما أمره الله بتبليغه إليهم .

( إِنِّي لَكُمْ مِنَ اللَّهِ رَسُولٌ أَمِينٌ ) على وحيه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[178] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ الأمانةُ شعارُ الرُّسلِ والدُّعاةِ الصَّادقين في كلِّ الأممِ والعصُّورِ.
وقفة
[178] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ أهم شرط وصفة للداعية الحق: الأمانة والإخلاص.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة السابعة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 107﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 125﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 143﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 162﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 178﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الدخان: 18﴿أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [178] لما قبلها :     ولَمَّا نصحهم بتقوى الله؛ عَلَّلَ هنا نُصحَه لهم بقوله:
﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [179] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[179]فخافوا عقاب الله، واتبعوا ما دعوتكم إليه مِن هداية الله؛ لترشُدوا،

أن تتقوا الله وتطيعون.

وقد افتتح شعيب - عليه السلام - دعوته لقومه . بأمرهم بتقوى الله - تعالى - وببيان أنه أمين فى تبليغهم ما أمره الله بتبليغه إليهم .

( فاتقوا ) عقاب ( الله ) على خلافكم أمره ( وأطيعون ) ترشدوا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[179، 180] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كررت الآيات للتنبيه على أن دعوة الرسل واحدة، فكل رسول يذكر قومه بالغاية من بعثته ورسالته، وأنها لصالح البشر.
وقفة
[179، 180] في ظلال سورة الشعراء: الداعية يحتاج إلى أمور تساعده وهذه نعرفها من خلال تكرار الآيات في السورة: ﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾ يتقي الله ويدعو إلى طاعة الله ويراقب نيّته، ﴿وما أسألكم عليه من أجر﴾ لا يطلب مالًا على دعوته ولا مكافأة؛ بل عمله لله خالص.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [179] لما قبلها :     ولَمَّا عَرَضَ عَلَيْهِمْ بِرِفْقٍ تَقْوى اللَّهِ؛ انْتَقَلَ هنا مِنَ العَرْضِ إلى الأمْرِ، فقال لهم:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [180] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ..

التفسير :

[180]وما أطلب منكم على دعائي لكم إلى الإيمان بالله أيَّ جزاء، ما جزائي إلا على رب العالمين.

وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ

وبمصارحتهم بأنه لا يسألهم أجراً على دعوته إياهم إلى ما يسعدهم .

يقول: ( وَمَا أَسْأَلُكُمْ ) على نصحي لكم من جزاء وثواب, ما جزائي وثوابي على ذلك ( إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَوْفُوا الْكَيْلَ ).

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[180] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ المشاريع العلمية والدعوية ينبغي أن تكون بلا أجر ورسوم مالية؛ تأمل سنة المرسلين.
عمل
[180] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ التقدير الاجتماعي أجر أيضًا؛ يجب أن نوطن نفوسنا على الاستغناء عنه.
وقفة
[180] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ سيماء الدعوات النقية إبداء استغناء مطلق عن الخلق، وإظهار أعظم حالة من الرفض لأي ثمن لدعواتهم، ونفور فطري من أي معني يوحي بانتظار ردود أفعالهم.
عمل
[180] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لا ينبغي للدعاة النظر لما في أيدي الناس.
عمل
[180] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ علم أحدًا من المسلمين سورة من سور القرآن الكريم ابتغاء وجه الله.
وقفة
[180] اتهام الدعاة الناشرين لمذهب السلف بأنهم يطلبون عطايا الحكام تهمة ليست جديدة جوابها ملقن للأنبياء في ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقفة
[180] ﴿إن أجريَ إلا على رب العالمين﴾ لتكن دعوتك ونصحك احتسابًا، وإلا كان عملك رياءً، وكان عند ربك هباءً.
وقفة
[178-180] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وإنما كانت دعوة هؤلاء الأنبياء كلهم فيما حكى اللّه عنهم على صيغة واحدة لاتفاقهم على الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على الدعوة، وتبليغ الرسالة.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة التاسعة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 109﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 127﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 145﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 164﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 180﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [180] لما قبلها :     ولَمَّا أثْبَتَ أمانَتَهُ؛ نَفى هنا تُهْمَتَهُ، فقال:
﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [181] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ ..

التفسير :

[181] قال لهم شعيب -وقد كانوا يُنْقِصون الكيل والميزان-:أتمُّوا الكيل للناس وافياً لهم، ولا تكونوا ممن يُنْقِصون الناس حقوقهم،

وكانوا - مع شركهم - يبخسون المكاييل والموازين, فلذلك قال لهم: أَوْفُوا الْكَيْلَأي:أتموه وأكملوهوَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَالذين ينقصون الناس أموالهم ويسلبونها ببخس المكيال والميزان.

ثم نهاهم عن أفحش الرذائل التى كانت منتشرة فيهم فقال لهم : ( أَوْفُواْ الكيل وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ المخسرين وَزِنُواْ بالقسطاس المستقيم وَلاَ تَبْخَسُواْ الناس أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ واتقوا الذي خَلَقَكُمْ والجبلة الأولين . . . ) .

والجبلة : الجماعة الكثيرة من الناس الذين كانوا من قبل قوم شعيب . والمقصود بهم أولئك الذين كانوا ذوى قوة كأنها الجبال فى صلابتها ، كقوم هود وأمثالهم ممن اغتروا بقوتهم ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر .

قال القرطبى : وقوله : ( واتقوا الذي خَلَقَكُمْ والجبلة الأولين ) .

الجبلة : هى الخليقة . ويقال : جبل فلان على كذا ، أى : خلق ، فالخُلُق جِبِلة وجُبُلة - بكسر الجيم والباء وضمهما - والجبلة : هو الجمع ذو العدد الكثير من الناس ، ومنه قوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً . . . ) والمعنى : قال شعيب - عليه السلام - لقومه ناصحا ومرشدا : يا قوم . أوفوا الكيل أى : أتموه ( وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ المخسرين ) الذين يأكلون حقوق غيرهم عن طريق التطفيف فى الكيل والميزان .

يأمرهم تعالى بإيفاء المكيال والميزان ، وينهاهم عن التطفيف فيهما ، فقال : ( أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ) أي : إذا دفعتم إلى الناس فكملوا الكيل لهم ، ولا تخسروا الكيل فتعطوه ناقصا ، وتأخذوه - إذا كان لكم - تاما وافيا ، ولكن خذوا كما تعطون ، وأعطوا كما تأخذون .

يقول: أوفوا الناس حقوقهم من الكيل.( وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ) يقول: ولا تكونوا ممن نقصهم حقوقهم.

التدبر :

وقفة
[181] ﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ﴾ وجوب وفاء الكيل وحرمة التَّطْفِيف.
عمل
[181] اكتب كلمة عن خطر التطفيف في الوزن، وعقوبته، ووزعها على الباعة الذين في حيِّك ﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. الكيل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ وَلا تَكُونُوا:
  • الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. تكونوا: فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والالف فارقة.
  • ﴿ مِنَ الْمُخْسِرِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «تكون» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى ولا تنقصوا الميزان. و الْمُخْسِرِينَ» اسم فاعل حذف مفعوله لانه معلوم اي من المخسرين المضيعين حقوق الناس. او من المنقصين الميزان.'

المتشابهات :

هود: 85﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
الأنعام: 152﴿وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
الأعراف: 85﴿فَـ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
الإسراء: 35﴿وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ
الشعراء: 181﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [181] لما قبلها :     ولَمَّا انْتَفَتِ التُّهْمَةُ؛ نهاهم عن أفحش الرذائل التي كانت منتشرة فيهم، فقال لهم:( أَوْفُوا الْكَيْلَ ) ولَمَّا أمَرَهم بالإيفاءِ؛ نهاهم عن النقصِ على وجْهٍ أعمَّ، فقال:( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ )
﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [182] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ

التفسير :

[182]وَزِنوا بالميزان العدل المستقيم،

وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِأي:بالميزان العادل, الذي لا يميل.

ثم أكد نصحه هذا بنصح آخر فقال : ( وَزِنُواْ ) للناس الذين تتعاملون معهم ( بالقسطاس المستقيم ) أى : بالعدل الذى لا جور معه ولا ظلم .

( وزنوا بالقسطاس المستقيم ) : والقسطاس هو : الميزان ، وقيل : القبان . قال بعضهم : هو معرب من الرومية .

قال : مجاهد : القسطاس المستقيم : العدل - بالرومية . وقال قتادة : القسطاس : العدل .

يعني بقوله ( وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ ) وزنوا بالميزان ( الْمُسْتقِيمِ ) الذي لا بخس فيه على من وزنتم له.

التدبر :

وقفة
[181، 182] ﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾ والمراد: الأمر بوفاء الوزن، وإتمامه، والنهي عن النقص دون النهي عن الزيادة، والظاهر أنه لم ينه عنها، ولم يؤمر بها في الكيل والوزن، وكأن ذلك دليل على أن من فعلها فقد أحسن، ومن لم يفعلها فلا عليه.

الإعراب :

  • ﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ:
  • معطوفة بالواو على أَوْفُوا» وتعرب مثلها. بالقسطاس: جار ومجرور متعلق بزنوا. المستقيم: صفة-نعت- للقسطاس مجرورة مثلها. بمعنى: وزنوا بالميزان العادل.'

المتشابهات :

الإسراء: 35﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ
الشعراء: 182﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [182] لما قبلها :     ولَمَّا أمرَ بوفاءِ الكَيلِ؛ أتبَعَه بمِثلِ ذلك في الوَزنِ، فقال:
﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [183] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا ..

التفسير :

[183]ولا تنقصوا الناس شيئاً مِن حقوقهم في كيل أو وزن أو غير ذلك، ولا تكثروا في الأرض الفساد، بالشرك والقتل والنهب وتخويف الناس وارتكاب المعاصي.

ثم أتبع هذا الأمر بالنهى فقال : ( وَلاَ تَبْخَسُواْ الناس أَشْيَآءَهُمْ ) أى : ولا تنقصوا للناس شيئا من حقوقهم ، أيا كان مقدرا هذا الشىء .

( وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ ) والعُثُو : أشد أنواع الفساد . يقال : عثَا فلان فى الأرض يعثُو ، إذا اشتد فساده .

أى : ولا تنتشروا فى الأرض حالة كونكم مفسدين فيها بالقتل وقطع الطريق ، وتهديد الآمنين .

فقوله ( مُفْسِدِينَ ) حال مؤكدة لضمير الجمع فى قوله ( تَعْثَوْاْ ) .

وقوله "ولا تبخسوا الناس أشياءهم" أي لا تنقصوهم أموالهم "ولا تعثوا في الأرض مفسدين" يعني قطع الطريق كما قال في الآية الأخرى "ولا تقعدوا بكل صراط توعدون".

( وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ) يقول: ولا تنقصوا الناس حقوقهم في الكيل والوزن.( وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ ) يقول: ولا تكثروا في الأرض الفساد. قد بيَّنا ذلك كله بشواهده, واختلاف أهل التأويل فيه فيما مضى, فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.

التدبر :

عمل
[183] ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ لا تقللْ من شأنِ أخيكَ، ولو كان بينكَ وبينَه خلافٌ.
وقفة
[183] ﴿وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم﴾ حقهم في التعبير، حقهم في الشكوى، حقهم في التطلع لحياة أفضل.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا تَبْخَسُوا:
  • الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. تبخسوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ النّاسَ أَشْياءَهُمْ:
  • مفعولا تَبْخَسُوا» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة. و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى: ولا تنقصوا الناس حقوقهم.
  • ﴿ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ:
  • معطوفة بالواو على وَلا تَبْخَسُوا» وتعرب اعرابها. في الارض: جار ومجرور متعلق بلا تعثوا.
  • ﴿ مُفْسِدِينَ:
  • حال من ضمير المخاطبين منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. والحال هنا جاءت مؤكدة لعاملها في المعنى فقط‍.'

المتشابهات :

الأعراف: 85﴿فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
هود: 85﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
الشعراء: 183﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [183] لما قبلها :     وبعد أن أمرَ شعيبٌ عليه السلام قومَه بوفاءِ الكَيلِ والميزان؛ نهاهم هنا نهيًا عامًّا أن ينقصوا النَّاس شيئًا من حقوقهم في كيل أو وزن أو غيرهما، ثم نهاهم عن الفساد في الأرض بجميع أشكاله، فقال لهم:
﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف