3706162636465666768697071727374757677787980818283

الإحصائيات

سورة الشعراء
ترتيب المصحف26ترتيب النزول47
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات227عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول17تبدأ في الجزء19
تنتهي في الجزء19عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 12/29طسم: 1/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (61) الى الآية رقم (68) عدد الآيات (8)

لمَّا تقابلَ الجمعانِ أمرَ اللهُ موسى أن يضربَ البحرَ بعصاهُ فانشقَّ، وأنجى اللهُ موسى ومن معَه، وأغرقَ فرعونَ وجندَه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (69) الى الآية رقم (76) عدد الآيات (8)

القصَّةُ الثانيةُ: قصَّةُ إبراهيمَ عليه السلام لمَّا بَيَّنَ لأبيِه وقومِه بُطلانَ عبادةِ الأصنامِ: لا تسمعُ، لا تنفعُ، لا تضرُ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (77) الى الآية رقم (82) عدد الآيات (6)

إبراهيمُ عليه السلام يعلنُ لقومِه عداوتَه للأصنامِ، ويُعَرّفهم بربِّه: الذي خلقَنِي ويهدِينِي ويُطعمُنِى ويسقِينِى ويشفِينِي ...

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الشعراء

مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان/ العناد والعقاب توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة (خطورة الإعلام)/ دعوة الأنبياء كلهم واحدة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • كما جاءت سورة الشعراء تذكر بـ::   فجاءت سورة الشعراء تذم من كفر ببلاغة القرآن منهم ولم تنفعه فصاحته، وتمدح من آمن منهم وسخّر فصاحته لخدمة الدين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الشعراء».
  • • معنى الاسم ::   الشعراء: جمعُ شاعر، وهو قائل وناظم الشعر.
  • • سبب التسمية ::   لأنها تفردت من بين سور القرآن بذكر كلمة الشعراء في آخر السورة، بينما جاءت مفردة (شاعر) في عدة سور، وبلفظ الشعر مرة واحدة في سورة يس.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   : «طسم»، و«طسم الشعراء» تسمية للسورة بمفتتحها، و«طسم المائتين».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة.
  • • علمتني السورة ::   أنه مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان.
  • • علمتني السورة ::   أن آيات القرآن واضحة الحجة بينة الدلالة: ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ولو مع الأعداء؛ هذا موسى نبي الله يعترف بخطأه لفرعون: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الشعراء من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • خُتمت كل قصة من قصص الأنبياء -بالإضافة لمقدمة السورة- بلازمة مكررة، وهي: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، تكررت 8 مرات؛ ليكون ذلك أبلغ في الاعتبار.
    • توحدت الآيات التي افتتحت بها قصة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ (105-110)، مع تغير أسماء الأقوام ونبيهم؛ وذلك للتأكيد على وحدة دعوة الرسل.
    • ركزت السورة على فن الحوار بين الرسل الكرام وأقوامهم، فالسورة نزلت في وقت الجهر بالدعوة؛ وذلك توجيهًا وتدريبًا للصحابة والدعاة من بعدهم على كيفية الحوار مع قومهم.
    • تعتبر سورة الشعراء ثاني سورة في القرآن من حيث كثرة عدد الآيات، فعدد آياتها 227 آية، فهي تأتي بعد سورة البقرة التي عدد آياتها 286 آية، ولكن من حيث الطول فهي تأتي في المرتبة الـ 17 بسبب قصر آياتها.
    • سورة الشعراء هي أول سور (الطواسين أو الطواسيم)، وهي ثلاث سور جاءت في المصحف مرتبة: الشعراء، النمل، القصص، وسميت بذلك؛ لأنها افتتحت بالحروف المقطعة طسم (في الشعراء والقصص)، وطس (في النمل).
    • هي أول سورة -بترتيب النزول- ذكر بها كلمة (الكتاب المبين).
    • سورة الشعراء هي آخر سورة في قسم المئين.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نسخر الإعلام ليكون من وسائل الدعوة إلى الله، لا أن يستخدم في الترويج للمعاصي والفتن والفواحش.
    • أن نبحث عن أفضل الطرق التي نؤثر بها في الناس، مقتدين في ذلك بالحوار الراقي لأنبياء الله مع أقوامهم خلال السورة.
    • أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في حرصه على هداية الناس: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (3).
    • أن نعترف بالخطأ سريعًا، ولا نكابر ونبرر: ﴿قال فعلتها﴾ (20).
    • أن نتدرب على المناظرة وإقامة الحجج: ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ﴾ (30).
    • أن ندعو الله أن يغفر لنا ذنوبنا، ويثبتنا على الإيمان: ﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (51).
    • ألا نجعل اليأس يتسلل إلى قلوبنا وقلوب من معنا: ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (61، 61).
    • أن نتعلم التواضع من إبراهيم عليه السلام النبي الأواه الحليم الذي قال: ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ (83)، فلا نغتر بأعمالنا الصالحة بعد الآن.
    • أن نراقب قلوبنا، ونصلح من شأننا؛ فلن ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (88، 89).
    • ألا نفرق بين غني وفقير في الدعوة إلى الله: ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (111-114).
    • أن نعلم أحد المسلمين سورة من سور القرآن الكريم، أو الوضوء، أو الصلاة ابتغاء وجه الله: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (145).
    • أن ندرس متنًا في اللغة العربية بنية تفهم كتاب الله تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ (195).
    • أن نحذر الناس من السحرة وأعمالهم: ﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ (222-223).
    • أن نحذر من الشعر الذي يضل عن الصراط المستقيم: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ...﴾ (224-227).
    • أن نحذر من ظلم الآخرين، ونتذكر سوء عاقبة الظالمين: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (227).

تمرين حفظ الصفحة : 370

370

مدارسة الآية : [61] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ ..

التفسير :

[61] فلما رأى كل واحد من الفريقين الآخر قال أصحاب موسى:إنَّ جَمْعَ فرعون مُدْرِكنا ومهلكنا.

فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِأي رأى كل منهما صاحبه،قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىشاكين لموسى وحزنينإِنَّا لَمُدْرَكُونَ

فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ أى: تقاربا بحيث يرى كل فريق خصمه.

قالَ بنو إسرائيل لنبيهم موسى- عليه السلام- والخوف يملأ نفوسهم: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ أى: سيدركنا بعد قليل فرعون وجنوده، ولا قدرة لنا.. على قتالهم..

"فلما تراءى الجمعان" أي رأى كل من الفريقين صاحبه فعند ذلك "قال أصحاب موسى إنا لمدركون" وذلك أنهم انتهى بهم السير إلى سيف البحر وهو بحر القلزم فصار أمامهم البحر وقد أدركهم فرعون بجنوده.

يقول تعالى ذكره: فلما تناظر الجمعان: جمع موسى وهم بنو إسرائيل, وجمع فرعون وهم القبط ( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) أي إنا لملحقون, الآن يلحقنا فرعون وجنوده فيقتلوننا, وذكر أنهم قالوا ذلك لموسى, تشاؤما بموسى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه, قال: قلت لعبد الرحمن ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) قال: تشاءموا بموسى, وقالوا: أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا .

حدثنا موسى, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ) فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد رمقهم قالوا (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (قالوا) يَامُوسَى (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا, إنا لمدركون; البحر بين أيدينا, وفرعون من خلفنا.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر, عن شهر بن حوشب, عن ابن عباس, قال: لما انتهى موسى إلى البحر, وهاجت الريح العاصف, فنظر أصحاب موسى خلفهم إلى الريح, وإلى البحر أمامهم (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى الأعرج ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ), وقرأه الأعرج: " إنَّا لَمُدَرَّكُونَ" كما يقال نـزلت, وأنـزلت. والقراءة عندنا التي عليها قرّاء الأمصار, لإجماع الحجة من القرّاء عليها.

التدبر :

وقفة
[61] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾ قد تقوم بكل الاحتياطات اللازمة ويقع المحذور، لكرامة يريدها الله بك، أدركهم فرعون ففلق لهم البحر.
وقفة
[61] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾ أي: رأى بعضهم بعضًا، فرج الله ينزل حينما لا يبقى في القلوب من تعتمد عليه إلا الله.
وقفة
[61] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾ قد تقومُ بكلِّ الاحتياطاتِ اللازمةِ ويقعُ المحذور؛ لكرامةٍ يريدها اللهُ بك، أدركهم فرعونُ ففلقَ لهم البحر!
وقفة
[61] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ قد يتأخر انتقام الله من الباطل؛ لتتميز الصفوف أكثر، وليكون الانتقام أشد وأعظم.
وقفة
[61] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ﴾ في اللحظة الحرجة: ‏﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾، ما أصعب أن يأتي (خذلانك) من قبل (خلانك)!
وقفة
[61] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ حين يفقد كل من حولك الأمل؛ فتلك لحظة الثقة التي تشرق في قلبك.
وقفة
[61] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ لم يقلق موسى من البحر مثلهم؛ لأنه يعلم أن أمه قد ألقته رضيعًا وهو ملتف في أثواب مهده في البحر ونجا.
وقفة
[61] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ﴾ وهم طلابه وأتباعه وأصحابه ‏﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ اﻷوقات الصعبة قد تكون فيها زﻻت اﻷقوياء.
وقفة
[61، 62] ﴿فَلَمّا تَراءَى الجَمعانِ قالَ أَصحابُ موسى إِنّا لَمُدرَكونَ﴾ قليلو الإيمان يغلبهم الخوف، ولكن عميقى الإيمان يملؤهم الثبات واليقين ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ مقياس ضعفاء الإيمان دنيوي بحت، أما المؤمن فلا يعدل بمعية الله شيئًا ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[61، 62] قال قوم موسي: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾، فقال موسي: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، فانتظر فرج الله حين يتخلي عنك الناس وأنت أحوج ما تكون، لأن قلبك حينها سيتجرد تعلقه بالله وحده.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ قالها موسى عليه السلام والبحر أمامه والعدو خلفه، في لحظات عصيبة، وموقف رهيب؛ لكنه قالها بعد أخذه بكل أسباب النجاة، وقد اهتز في تلك اللحظة من اهتز، وارتاب من ارتاب، فإذا هو يعلن بكل قوة ويقين: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، فتتحقق الآية الكبرى التي لا زالت تدوي أبد الدهر، فلا نامت أعين اليائسين.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ القائد الحقيقي هو من يزرع الثقة بالله في نفوس مقوديه.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ أعمق وألذ لحظات الإيمان بمعية الله حين يفقد من حولك الأمل وأنت موقن بمعية الله لك.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ حق لموسى أن يكون من أولي العزم بهذا اليقين.
عمل
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا﴾ لا تجعل اليأس، يتسلل إلى قلوب أصحابك.
وقفة
[61، 62] ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ حسنُ الظَّنَّ باللهِ والتفاؤلُ مهما كانت الأحوالُ.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا﴾ ستجد في الأمة من يبث روح الهزيمة فيمن حوله، حتى في أحلك الظروف.
وقفة
[61، 62] ‏﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ لا يدري كليم الله كيف سيكون المخرج، لكن إحسان ظنه ولَّد صدق توكله وكمال يقينه بأن الله ناصره ولن يخذله ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[61، 62] قال قوم موسى: ‏﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ فقال موسى بكل يقين: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ مع ربي ﷻ، لا البحر يُغرق، ولا النار تُحرق.
وقفة
[61، 62] قال أصحاب موسى: ‏﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾، بينما تمسك موسى باليقين: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾، تمسك بالمحكمات ولو زعزعك من حولك.
وقفة
[61، 62] حسن الظن بالله والتفاؤل مهما كانت الأحوال، فما بين قولهم: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ وغرق عدوهم إلا قول موسى بيقين: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[61، 62] لن يهلك الفراعنة إلا إذا بلغت الأمة مرحلة اليأس من كل قوة بشرية ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ واعتصم من يقودها بقوة الله وحده ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إن معي ربي﴾ أكدوا بـ (إن) و(اللام)، مهما بدا من حولك متأكدين من تشاؤمهم؛ كن متأكدًا أنت أن الله معك.
وقفة
[61، 62] لما لحق فرعون بموسى ومن معه قال أصحاب موسى: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾، قال موسى: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، هكذا يكون الواثق بوعد ربه.
وقفة
[61، 62] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا﴾ مئات الألوف من المتشائمين والمتفائل كان وحده على حق، كن متفائلًا مهما أحاطوا بك.
وقفة
[61، 62] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ يقين الهلاك قابله يقين التوكل، فانقلب الهلاك نجاة، والهزيمة نصرًا.
لمسة
[61، 62] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، إنها كلمات الواثق بنصر ربه، قال: ﴿ﱎ﴾ ولم يذكر قومه معه، بينما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40] بضمير الجمع، ولم يكن معه إلا أبو بكر t، أليس ذلك يوحي بأن أبا بكر يعدل أمة؟
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا﴾ القائد العظيم يزرع الثقة في نفوس أتباعه، ويقتلع اليأس.
وقفة
[61، 62] عندما قال موسى عليه السلام: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، قال غيره: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾، المشهد واحد والعدو واحد، ولكن الإيمان هو الفارق.
عمل
[61، 62] أحسن الظن بربك دائمًا، فقومُ موسى قد خافوا وقالوا لموسى: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾، فأجابهُم وقال: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، فتحقَّق ما قَال ونصرهُ الله على حسنِ ظنِّه بربِّه.
وقفة
[61، 62] ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ تأمل ماذا تصنع العقيدة زمن الأزمات.

الإعراب :

  • ﴿ فَلَمّا:
  • الفاء استئنافية. لما: اسم شرط‍ غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب. وهي مضافة والجملة الفعلية بعدها في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ تَراءَا الْجَمْعانِ:
  • فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الالف المقصورة. الجمعان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الالف لا نه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى حين تقارب الجمعان.
  • ﴿ قالَ أَصْحابُ مُوسى:
  • الجملة الفعلية جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. قال: فعل ماض مبني على الفتح. اصحاب: فاعل مرفوع بالضمة. موسى: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لا نه ممنوع من الصرف وقدرت الحركة على الالف للتعذر.
  • ﴿ إِنّا لَمُدْرَكُونَ:
  • ان مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به -مقول القول -.ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».لمدركون: اللام لائم التوكيد-المزحلقة -.مدركون: خبر «ان» مرفوع بالوا ولا نه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: إنا لملحقون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     ولَمَّا اقتربَ فرعونُ وقومُه من بني إسرائيل، ورأى كلٌّ منهما الآخر؛ ذكر اللهُ هنا ما أصاب بني إسرائيل من الخوف، قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تراءى:
1- مثل: تراعى، وهى قراءة الجمهور، وهو الصواب.
وقرئ:
2- تراى، بغير همز، على مذهب التخفيف بين بين، ولا يصح القلب لوقوع الهمزة بين ألفين أحدهما ألف «تفاعل» الزائدة بعد الفاء، والثانية اللام المعتلة من الفعل، فلو خففت بالقلب لاجتمع ثلاث ألفات متسقة، وذلك مما لا يكون أبدا، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب.
3- ترئ، بكسر الراء ويمد ثم يهمز، وهى قراءة حمزة.
لمدركون:
1- بإسكان الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح الدال مشددة وكسر الراء، على وزن «مفتعلون» ، وهى قراءة الأعرج، وعبيد بن عمير.

مدارسة الآية : [62] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي ..

التفسير :

[62] قال موسى لهم:كَلَّا ليس الأمر كما ذكرتم فلن تُدْرَكوا؛ إن معي ربي بالنصر، سيهديني لما فيه نجاتي ونجاتكم.

قَالَموسى, مثبتا لهم, ومخبرا لهم بوعد ربه الصادق: كُلاأي:ليس الأمر كما ذكرتم, أنكم مدركون،إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِلما فيه نجاتي ونجاتكم.

وهنا رد عليهم موسى- عليه السلام- بثقة وثبات بقوله: كَلَّا أى: كلا لن يدركوكم، فاثبتوا ولا تجزعوا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ.

بهذا الجزم والتأكيد رد موسى على بنى إسرائيل، وهو رد يدل على قوة إيمانه، وثبات يقينه، وثقته التي لا حدود لها في نصر الله- تعالى- له، وفي هدايته إياه إلى طريق الفوز والفلاح.

( قال كلا إن معي ربي سيهدين ) أي : لا يصل إليكم شيء مما تحذرون ، فإن الله ، سبحانه ، هو الذي أمرني أن أسير هاهنا بكم ، وهو لا يخلف الميعاد .

وكان هارون ، عليه السلام ، في المقدمة ، ومعه يوشع بن نون ، [ ومؤمن آل فرعون وموسى ، عليه السلام ، في الساقة ، وقد ذكر غير واحد من المفسرين : أنهم وقفوا لا يدرون ما يصنعون ، وجعل يوشع بن نون ] ، أو مؤمن آل فرعون يقول لموسى ، عليه السلام : يا نبي الله ، هاهنا أمرك الله أن تسير؟ فيقول : نعم ، واقترب فرعون وجنوده ، ولم يبق إلا القليل ، فعند ذلك أمر الله نبيه موسى أن يضرب بعصاه البحر ، فضربه ، وقال : انفلق بإذن الله .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد ، حدثنا محمد بن حمزة [ بن محمد ] بن يوسف بن عبد الله بن سلام : أن موسى ، عليه السلام ، لما انتهى إلى البحر قال : يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء ، والكائن قبل كل شيء ، اجعل لنا مخرجا .

وقوله: ( كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) قال موسى لقومه: ليس الأمر كما ذكرتم, كلا لن تدركوا إن معي ربي سيهدين, يقول: سيهدين لطريق أنجو فيه من فرعون وقومه.

كما حدثني ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن محمد بن كعب القرظي, عن عبد الله بن شداد بن الهاد, قال: لقد ذكر لي أنه خرج فرعون في طلب موسى على سبعين ألفا من دُهم الخيل, سوى ما في جنده من شية الخيل, وخرج موسى حتى إذا قابله البحر, ولم يكن عنه منصرف, طلع فرعون في جنده من خلفهم ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) أي للنجاة, وقد وعدني ذلك, ولا خُلف لموعوده.

حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: ( قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) يقول: سيكفيني, وقال: عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[62] ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ تذكر موسى وعد ربه: ﴿إنني معكما أسمع وأرى﴾ [طه: 46]، فتذكر أيها المؤمن معية الله لك كلما ضاقت بك الدنيا.
وقفة
[62] ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ رغم أن موسى لا يعلم كيف سيهديه ربه، لكنه قالها بثقة ويقين بالله؛ فهداه سبحانه، وكان معه.
وقفة
[62] ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ إذا كان الله معك؛ كفاك ووقاك ويسر لك ونجاك.
وقفة
[62] ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ القائد الناجح يزرع الثقة بالله وقوة التوكل في نفوس من معه، مهما صعبت الظروف.
وقفة
[62] ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ اكتفى موسى عليه السلام بالتعلق بمعية الله تعالى له ولم يعرف كيف تكون النجاة، قل: «يا رب»، ولا تهتم بالطريقة التي سوف يخلصك الله بها، دع ذلك لربك وانتظر الفرج القريب بإذن الله تعالى.
وقفة
[62] ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ يُحدّثنا القرآن عن الذين لم يجدوا سوى الله ملاذًا في شدائدهم، وكيف أن الله لم يتخلى عنهم.
وقفة
[62] ﴿قَالَ﴾ موسى عليه السلام ردعًا لهم عن ذلك، وإرشادًا إلى أن تدبير الله عز وجل يغني عن تدبيره: ﴿كَلَّاَ﴾ لن يدركوكم، ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ بالحفظ والنصرة، (سَيَهْدِينِ) قريبًا إلى ما فيه نجاتكم منهم، ونصركم عليهم.
عمل
[62] ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾ عندما يسلك المؤمن سبل النجاة، فتنقطع به السبل، عليه أن يتجه إلى ربه، غير ملتفت للخلق، فسيجعل له فرجًا ومخرجًا.
وقفة
[62] عند البحر: ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، عند فرعون: ﴿فَوَهَبَ لِي رَبِّي﴾ [21]، فى المحاورة: ﴿قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي﴾ [طه: 52]، عند الميقات: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ [طه: 84]؛ هل علمت لِمَ كلمه ربه.
وقفة
[62] كل الأشياء ترافقك لفترات معينة في حياتك، ومن ثم تدفعك لتواصل حياتك بمفردك، وحده الله من يرعاك حتى النهاية ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] التفاؤل أن تتعلق بفرج الله مع أن المعطيات كلها ضدك، البحر أمامه والعدو خلفه ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] التفاؤل هو أن تتعلق بفرج الله، ولو كانت كل المعطيات ضدك، فالبحر أمام موسى عليه السلام والعدو خلفه ﴿قال كلا ان معي ربي سيهدين﴾.
عمل
[62] ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾ ﻗﻠﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻚ، ﻭﺍﺟﻪ ﺑها ﻛﻞ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﺣﻮﻟﻚ ﻗﻞ: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ دعونى من كل مثبطاتكم؛ فمن عرف الله حق معرفته؛ أيقن بمعيته.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ متى ما كنت (مع) الله كما يريد؛ فسيكون (معك) في أحلك المواقف ويهديك.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا إنّ معيَ ربّي سيهدين﴾ هذا ما قاله موسى عليه السلام والبحر أمامه والعدو خلفه؛ التَّفاؤل هو أن تتعلّق بفرج الله تعالى، حتّى ولو كانت المعطيات كلَّها ضدَّك، فثق بربك دومًا.
وقفة
‌[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ إذا تخلى عنك الناس وتكالبت عليك الكروب؛ ما عليك إلا قولها كما قالها موسى عليه السلام بنفس القوة واليقين والإيمان بالله.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قلها من أعماق قلبك.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ الثقة بالله، بها فُلق البحر الخِضَم لموسى.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ اكتفى بموسى بالتعلق بالمعية، ولم يعرف كيف تكون النجاة، قل يا رب: ولا تهتم بالطريقة التي سوف يخلصك الله بها، دع ذلك لربك.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ لتطرق سمعك وليتعلق بها قلبك وليوقن بها عقلك كلما كثرت العوائق.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قالها موسى بقلبٍ واثق بربه فجاء نصره، لِنقلها بقلوب واثقة؛ لعل الله أن يرفع بها ذلنا وينصر أمتنا.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ لقد كان مع موسى صالحون ومتفائلون، لكن أملهم نفد في لحظة عصيبة، لا تضطرب ولو ضعف المتفائلون، ربك خير من ظنونهم.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ كان الله مع بني إسرائيل جميعًا في محنتهم تلك؛ لكن موسى كان أعظمهم يقينًا بمعية ربه، هذا هو الفرق.
وقفة
[62]‏ ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قالها موسى واثقًا حين انقطعت به أسباب النجاة من فرعون وجنوده، فانشق له البحر؛ أعظم قوة: توكلك على الله.
عمل
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ متى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ومن الخلوة معه إلى الخلوة مع الأغيار؛ فاعلم أنك لا تصلح له.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ القلوب المتعلقة بالله هي وحدها التي تحافظ على سكونها وقت الأزمات؛ لأن ثقتها بالله كبيرة.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ كان معه ستمائة ألف من بنى إسرائيل، ولكن موسى علية السلام ذكر المعية التي تنفعه.
وقفة
[62] ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ الله رفيق المؤمن.
وقفة
[62] قوة المؤمن بإيمانه وحسن ظنه بالله، فهذا موسى عليه السلام في البداية: ﴿خرج منها خائفا يترقب﴾ [القصص: 21]، وفي النهاية قال بكل ثقة: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] إذا اشتد الابتلاء وساءت منك الظنون وأيقنت الهلاك فاسمع نداء الموقنين: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] في مثل هذا اليوم العظيم -عاشوراء- قال موسى عليه السلام: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، فما أحوجنا إلى مثل هذا الإيمان الراسخ الذي ينبئ عن ثقة بالله وتفاؤل بالمستقبل، وإن هذه الآية لقوة ردع وزجر لمن يجعل ثقته بالأحوال المحيطة، والأسباب الظاهرة أقوى من حسن ظنه بالله، فهل يدرك ذلك ضعاف الإيمان؟ والمنهزمون الذين تزلزل إيمانهم أمام استكبار وطغيان القوى الظالمة؟ إن رب موسى وصحبه، هو ربنا لو كانوا يعقلون: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 88].
وقفة
[62] في أشد المحن يأتي الفرج مباشرة بإذن الله إذا كان القلب معلقًا به سبحانه ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] البحرُ لا يُغْرِقُ كليم الرحمن، لأن الصوت القويَّ الصادق نطق بـ ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] من كانت حاله مع الله في الرخاء قوية، فسيرى أثر هذه المعيّة في الشدائد، ألم تر إلى يقين موسى حين قال: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] في كل أزمة احلولك ظلامها وطال ليلها واشتد بلاؤها؛ واجه جنود اليأس والتيئيس بـ: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، فسينفتح طريق للنجاة من حيث لا تحتسب.
وقفة
[62] لم ينفلق البحر حتى قال الكليم: ﴿كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، ولم ينج المصطفى ﷺ حتى قال: ﴿لا تحزن إن الله معنا﴾ [التوبة: 40]، الثقة بالله معنى كبير وقوة نافذة.
اسقاط
[62] ﴿إنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾ لديك أسباب تبرر حزنك، وتكدر خاطرك، ومشاكل معقدة، لكن ماذا لو أحسست بصدق أن الله معك.
وقفة
[62] ﴿إنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾ كلمة عظيمة تربي في المسلم الثبات واليقين والتأييد والحفظ.
وقفة
[62] ﴿إنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (سيهدين) سين التفاؤل التي فلق بها البحر، قل: (سيرزقني)، (سيعطيني)، اسكب كل يقينك في هذه السين.
وقفة
[62] ﴿إنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ كان مع موسى عليه السلام عشرات الألوف من بني إسرائيل، لكنه لم يعول على أحد منهم، (إنَّ مَعِيَ رَبِّي) ربي فحسب.
وقفة
[62] ﴿إن معي ربي سيهدين﴾ مهما قالوا لك: رحل من حياتنا كل شيء جميل؛ فتذكر أن الله الجميل لا يزال معك.
وقفة
[62] ﴿إن معي ربي سيهدين﴾ بقدر إيمانك بربك يكن يقينك بنصرته وتأييده ومعيته في أقسى الظروف حين تنقطع بك كل الأسباب.
وقفة
[62] ﴿إن معي ربي سيهدين﴾ قاعدة يحتاجها الداعية كثيرًا.
وقفة
[62] ﴿إن معي ربي سيهدين﴾، ﴿لا تحزن إن الله معنا﴾ [التوبة: 40] ضعُف إيمان بني إسرائيل فاستقلّ موسى بالمعيّة، وقوي إيمان الصدّيق فأُدخل فيها.
لمسة
[62] قال موسى: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ ولم يقل: (سينصرني)؛ ﻷننا كثيرًا ما نوقن بالنصر ونجهل اﻻهتداء إليه.
وقفة
[62] قال موسى في الشدة: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ في أوقات الشدائد ينطق الموقنون ويصمت المرجفون.
وقفة
[62] عاشوراء يرسم طريق الخلاص، فبينما بنى اسرائيل ضعفاء وفرعون فى جبروته, ما هى إلا ساعات ينجو فيها الضعيف ويغرق الظالم وسر ذلك: ﴿إن معي ربي سيهدين﴾.
وقفة
[62] فى الحياة إلى الطرق الوعرة والخطوات الصعبة والقرارات الجريئة ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وقفة
[62] ﴿رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ قالها إبراهيم وموسى عليهما السلام، هل عرفت الآن معنى الثقة بالله؟
وقفة
[62، 63]‏ ﴿قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ﴾ ما إن انتهى كليم الرحمن عليه السلام من نون (سَيَهْدِينِ) إلا وجاء الفرج الفوري (فَأَوْحَيْنَا)؛ من صدق مع الله في توكله كفاه، وعلى قدر اليقين تكون الكفاية.
وقفة
[62، 63]‏ ﴿قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ﴾ افلق بحار همومك بعصا اليقين.
وقفة
[62، 63]‏ ﴿قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ على قدر يقينك بربك وثقتك به؛ تأتيك الفتوحات وتُمَنح الكرامات.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ كَلاّ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو اي موسى. كلا: حرف جواب بمعنى الردع والزجر اي لا تخافوا.
  • ﴿ إِنَّ مَعِي رَبِّي:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. معي: ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر إِنَّ» المقدم المحذوف وهو مضاف والياء ضمير متصل -ضمير المتكلم -في محل جر بالاضافة. ربي: اسم إِنَّ» مؤخر منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء اعربت في مَعِي».
  • ﴿ سَيَهْدِينِ:
  • السين: حرف استقبال -تسويف-للقريب: يهدين: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والنون للوقاية. والكسرة دالة على حذف الياء خطا واختصارا اكتفاء بالكسرة وهي ياء المتكلم في محل نصب مفعول به اول وحذف المفعول الثاني. بمعنى: سيهديني طريق النجاة من ادراكهم واضرارهم. ويجوز ان يكتفي الفعل بمفعول واحد بمعنى: سيهديني الى طريق نجاتكم. والجملة الفعلية سَيَهْدِينِ» في محل رفع خبر ثان لإن.'

المتشابهات :

الشعراء: 15﴿ قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا
الشعراء: 62﴿ قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     ولَمَّا خافَ بنو إسرائيل من فرعون وقومه؛ رَدَّ عليهم موسى عليه السلام، وذكَّرَهم بوَعد اللهِ له بالهِدَايةِ والظَّفَرِ، قال تعالى:
﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [63] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب ..

التفسير :

[63] فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر، فضرب، فانفلق البحر إلى اثني عشر طريقاً بعدد قبائل بني إسرائيل، فكانت كل قطعة انفصلت من البحر كالجبل العظيم.

فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَفضربهفَانْفَلَقَاثني عشر طريقافَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِأي:الجبلالْعَظِيمِفدخله موسى وقومه.

ولم يطل انتظار موسى لنصر الله- تعالى- بل جاءه سريعا متمثلا في قوله- سبحانه- فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ أى: البحر الأحمر- على أرجح الأقوال- وهو الذي كان يسمى ببحر القلزم..

فضربه فَانْفَلَقَ إلى اثنى عشر طريقا فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ أى: قسم منه كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أى: كالجبل الشامخ الكبير.

وسار موسى ومن معه في الطريق اليابس بين أمواج البحر- بقدرة الله- تعالى-،

فأوحى الله إليه : ( أن اضرب بعصاك البحر ) .

وقال قتادة : أوحى الله تلك الليلة إلى البحر : أن إذا ضربك موسى بعصاه فاسمع له وأطع ، فبات البحر تلك الليلة ، وله اضطراب ، ولا يدري من أي جانب يضربه موسى ، فلما انتهى إليه موسى قال له فتاه يوشع بن نون : يا نبي الله ، أين أمرك ربك؟ قال : أمرني أن أضرب البحر . قال : فاضربه .

وقال محمد بن إسحاق : أوحى الله - فيما ذكر لي - إلى البحر : أن إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له . قال : فبات البحر يضرب بعضه بعضا ، فرقا من الله تعالى ، وانتظارا لما أمره الله ، وأوحى الله إلى موسى : ( أن اضرب بعصاك البحر ) ، فضربه بها وفيها ، سلطان الله الذي أعطاه ، فانفلق .

وذكر غير واحد أنه كناه فقال : انفلق علي أبا خالد بحول الله . قال الله تعالى : ( فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) أي : كالجبل الكبير . قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، وقتادة ، وغيرهم .

وقال عطاء الخراساني : هو الفج بين الجبلين .

وقال ابن عباس : صار البحر اثني عشر طريقا ، لكل سبط طريق - وزاد السدي : وصار فيه طاقات ينظر بعضهم إلى بعض ، وقام الماء على حيله كالحيطان ، وبعث الله الريح إلى قعر البحر فلفحته ، فصار يبسا كوجه الأرض ، قال الله تعالى : ( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ) [ طه : 77 ] .

وقوله ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ ) ذكر أن الله كان قد أمر البحر أن لا ينفلق حتى يضربه موسى بعصاه.

حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: فتقدم هارون فضرب البحر, فأبى أن ينفتح, وقال: من هذا الجبار الذي يضربني, حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد, وضربه فانفلق.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, قال: ثني محمد بن إسحاق, قال: أوحى الله فيما ذكر إلى البحر: إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له, قال: فبات البحر يضرب بعضه بعضا فرقا من الله, وانتظار أمره, وأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر, فضربه بها وفيها سلطان الله الذي أعطاه, فانفلق.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أبو أحمد, قال: ثنا سفيان, ظن سليمان التيمي, عن أبي السليل, قال: لما ضرب موسى بعصاه البحر, قال: إيها أبا خالد, فأخذه إفْكَلُ.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا حجاج, عن ابن جُرَيج, وحجاج عن أبي: بكر بن عبد الله وغيره, قالوا: لما انتهى موسى إلى البحر وهاجت الريح والبحر يرمي بتياره, ويموج مثل الجبال, وقد أوحى الله إلى البحر أن لا ينفلق حتى يضربه موسى بالعصا, فقال له يوشع: يا كليم الله أين أمرت؟ قال: ههنا, قال: فجاز البحر ما يواري حافره الماء, فذهب القوم يصنعون مثل ذلك, فلم يقدروا, وقال له الذي يكتم إيمانه: يا كليم الله أين أمرت؟ قال: ههنا, فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه, ثم قحمه البحر فأرسب في الماء, فأوحى الله إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر, فضرب بعصاه موسى البحر فانفلق, فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتلّ سرجه ولا لبده.

وقوله: ( فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) يقول تعالى ذكره: فكان كل طائفة من البحر لما ضربه موسى كالجبل العظيم. وذُكر أنه انفلق اثنتي عشرة فلقة على عدد الأسباط, لكل سبط منهم فرق.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: ( فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) يقول: كالجبل العظيم, فدخلت بنو إسرائيل, وكان في البحر اثنا عشر طريقا, في كل طريق سبط, وكان الطريق كما إذا انفلقت الجدران, فقال: كل سبط قد قتل أصحابنا; فلما رأى ذلك موسى دعا الله فجعلها قناطر كهيئة الطيقان, فنظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, وحجاج, عن أبي بكر بن عبد الله وغيره قالوا: انفلق البحر, فكان كل فرق كالطود العظيم, اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط, وكان بنو إسرائيل اثني عشر سبطا, وكانت الطرق بجدران, فقال كل سبط: قد قتل أصحابنا; فلما رأى ذلك موسى, دعا الله فجعلها لهم بقناطر كهيئة الطيقان, ينظر بعضهم إلى بعض, وعلى أرض يابسة كأن الماء لم يصبها قطّ حتى عبر.

قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: لما انفلق البحر لهم صار فيه كوى ينظر بعضهم إلى بعض.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, قال: ثني محمد بن إسحاق: ( فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) أي كالجبل على نشز من الأرض.

حدثني عليّ, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) يقول: كالجبل.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: ( كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) قال: كالجبل العظيم.

ومنه قول الأسود بن يعفر:

حَــلُّوا بــأنْقِرَةٍ يَســيلُ عَلَيْهِــمُ

مــاء الفُـرَاتِ يَجـيءُ مِـنْ أطْـوادِ (1)

يعني بالأطواد: جمع طود, وهو الجبل.

------------------------

الهوامش :

(1) البيت للأسود بن يعفر، قاله المؤلف. وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (مخطوطة الجامعة ص 172) قال: كالطود العظيم: أي الجبل. قال: "حلوا بأنقرة.." البيت وفي (اللسان: طود): الطود: الجبل العظيم. وفي حديث عائشة تصف أباها (رضي الله عنهما): ذاك طود منيف: أي جبل عال. والطود: الهضبة. عن ابن الأعرابي. والجمع: أطواد. ا ه. وفي رواية أبي عبيدة في مجاز القرآن: "يجيش" في موضع "يسيل" ورواية البكري في معجم ما استعجم ص 204 طبعة القاهرة: "يسيل" كرواية المؤلف. وأنقرة: موضع بظهر الكوفة، أسفل من الخورنق، كانت إياد تنزله في الدهر الأول، إذا غلبوا على ما بين الكوفة والبصرة. قال البكري: وفيه اليوم طيئ وسليح، وفي بارق إلى هيث وما يليها، كلها منازل طيئ وسليح. هذا قول عمر بن شبة. وقال غيره: أنقرة: موضع بالحيرة. وقد صرحوا بأن أنقرة هذه. غير أنقرة التي في بلاد الروم (الأناضول) وهي الآن قاعدة دولة الترك.

التدبر :

وقفة
[63] ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ﴾ إذا كانت آية موسى أبطلت سحرهم مع وصف الله له بأنه سحر عظيم، فآيات القرآن أعظم من العصا، فألقها بيقين، فستبطل كيد المجرمين، مهما عظم بأعين الناظرين.
وقفة
[63] من حِكَم الله البالغة ارتباط عاشوراء بابتلاءين: أحدهما قبل هذه الأمة، وآخر في صدر هذه الأمة، أما موسى فنجَّاه الله بحسن الظن بربه، وقوة يقينه، والعمل الجاد: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ﴾، وأما الحسين، فقضى الله في أمره ما قضى، فمن ظنَّ أن نجاة الأمة بالأحزان واللطم على مصيبته، فقد أخطأ طريق الأنبياء! فما ثمة إلا اليقين، والفأل، مع العمل الدؤوب.
عمل
[63] ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ﴾ لا تحزن مهما كانت الأبواب مقفلة، فتأكد أن الذي شق البحر لموسى قادر على أن يفتح لك كل الأبواب المغلقة، اللهم افتح لنا أبواب رحمتك.
وقفة
[63] إنها قدرة الله في نصر عباده المستضعفين ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم﴾، اللهم انصر عبادك المستضعفين.
وقفة
[63] ﴿فَأَوحَينا إِلى موسى أَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَ فَانفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرقٍ كَالطَّودِ العَظيمِ﴾ اتباعك لأمر الله، وتنفيذك لأوامره، ويقينك القوى، يجعل وسيلتك الضعيفة فالقةً لبحر عظيم.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ:
  • اعربت في الآية الكريمة الثانية والخمسين وكسرت نون أَنِ» لالتقاء الساكنين. وعلامة بناء الفعل اِضْرِبْ» السكون الظاهر.
  • ﴿ بِعَصاكَ الْبَحْرَ:
  • جار ومجرور متعلق باضرب وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الالف للتعذر. والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطب -مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. البحر: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ فَانْفَلَقَ:
  • الفاء سببية. انفلق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ:
  • الفاء عاطفة. كان: فعل ماض مبني على الفتح وهو فعل ناقص. كل: اسم «كان» مرفوع بالضمة. فرق: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بمعنى: فتفلق اي فانشق الى اقسام فكان كل قسم منه.
  • ﴿ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ:
  • الكاف اسم بمعنى «مثل» يفيد التشبيه مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان».الطود: أي الجبل مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. العظيم: صفة -نعت -للطود مجرورة مثلها.'

المتشابهات :

الشعراء: 63﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
البقرة: 60﴿وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا
الأعراف: 160﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     ولَمَّا أعلنَ موسى عليه السلام أن اللهَ معه سيهديه ويدله إلى طريق النجاة؛ بَيَّنَ اللهُ هنا كيف هَداه ونجَّاه، حيث أمرَه أن يضربَ البحرَ بعصاه فانشقَّ، قال تعالى:
﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فرق:
وقرئ:
فلق، باللام، عوض الراء، حكاها يعقوب عن بعض القراء.

مدارسة الآية : [64] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ

التفسير :

[64] وقرَّبْنا هناك فرعون وقومه حتى دخلوا البحر،

وَأَزْلَفْنَا ثَمَّفي ذلك المكانالآخَرِينَأي فرعون وقومه, قربناهم, وأدخلناهم في ذلك الطريق, الذي سلك منه موسى وقومه.

وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ أى: وقربنا- بقدرتنا وحكمتنا- هنالك القوم الآخرين وهم فرعون وجنوده. أى: قربناهم من موسى وقومه فدخلوا وراءهم في الطريق الذي سلكوه بين أمواج البحر، فماذا كانت النتيجة؟

كانت النتيجة أن خرج موسى ومن معه سالمين، أما فرعون وجنوده فقد انطبق عليهم البحر فأغرقهم أجمعين.

وقال في هذه القصة : ( وأزلفنا ) أي : هنالك ( الآخرين ) .

قال ابن عباس ، وعطاء الخراساني ، وقتادة ، والسدي : ( وأزلفنا ) أي : قربنا فرعون وجنوده من البحر وأدنيناهم إليه .

يعني بقول تعالى ذكره: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) : وقرّبنا هنالك آل فرعون من البحر, وقدمناهم إليه, ومنه قوله: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ بمعنى: قربت وأُدنيت; ومنه قول العجاج:

طَـــيّ اللَّيــالي زُلَفــا فَزُلَفــا

سَــماوَةَ الهِــلالِ حـتى احْقَوْقَفَـا (2)

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عطاء الخراساني, عن ابن عباس, قوله: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) قال: قرّبنا.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) قال: هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر.

حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: دنا فرعون وأصحابه بعد ما قطع موسى ببني إسرائيل البحر من البحر; فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا, قال: ألا ترون البحر فرق مني, قد تفتح لي حتى أدرك أعدائي فأقتلهم, فذلك قول الله ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) يقول: قربنا ثم الآخرين هم آل فرعون; فلما قام فرعون على الطرق, وأبت خيله أن تتقحم, فنـزل جبرائيل صلى الله عليه وسلم على ماذيانة, فتشامَّتْ الحُصُن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم أن يخرج ودخل آخرهم, أمر البحر أن يأخذهم, فالتطم عليهم, وتفرد جبرائيل بمقلة من مقل البحر, فجعل يدسها في فيه.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر بن عبد الله, قال: أقبل فرعون فلما أشرف على الماء, قال أصحاب موسى: يا مكلم الله إن القوم يتبعوننا في الطريق, فاضرب بعصاك البحر فاخلطه, فأراد موسى أن يفعل, فأوحى الله إليه: أن اترك البحر رَهْوا يقول: أمره على سكناته إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ إنما أمكر بهم, فإذا سلكوا طريقكم غرقتهم; فلما نظر فرعون إلى البحر قال: ألا ترون البحر فرق مني حتى تفتح لي, حتى أدرك أعدائي فأقتلهم; فلما وقف على أفواه الطرق وهو على حصان, فرأى الحصان البحر فيه أمثال الجبال هاب وخاف, وقال فرعون: أنا راجع, فمكر به جبرائيل عليه السلام, فأقبل على فرس أنثى, فأدناها من حصان فرعون, فطفق فرسه لا يقرّ, وجعل جبرائيل يقول: تقدم, ويقول: ليس أحد أحق بالطريق منك, فتشامت الحصن الماذيانة, فما ملك فرعون فرسه أن ولج على أثره; فلما انتهى فرعون إلى وسط البحر, أوحى الله إلى البحر: خذ عبدي الظَّالم وعبادي الظلمة, سلطاني فيك, فإني قد سلطتك عليهم, قال: فتغطمطت تلك الفرق من الأمواج كأنها الجبال, وضرب بعضها بعضا; فلما أدركه الغرق قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وكان جبرائيل صلى الله عليه وسلم شديد الأسف عليه لما ردّ من آيات الله, ولطول علاج موسى إياه, فدخل في أسفل البحر, فأخرج طينا, فحشاه في فم فرعون لكيلا يقولها الثانية, فتدركه الرحمة, قال: فبعث الله إليه ميكائيل يعيره: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وقال جبرائيل: يا محمد ما أبغضت أحدا من خلق الله ما أبغضت اثنين أحدهما من الجن وهو إبليس, والآخر فرعون فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى : ولقد رأيتني يا محمد, وأنا أحشو في فيه مخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها.

وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) وجمعنا, قال: ومنه ليلة المزدلفة, قال: ومعنى ذلك: أنها ليلة جمع. وقال بعضهم: وأزلفنا ثَمَّ وأهلكنا.

------------------------

الهوامش:

(2) البيت من مشطور الرجز، وهما للعجاج، من أرجوزة مطولة له، وصف ارتحاله في ظلال الليل، وجملا ناجيًا حمله. (انظر اللسان: زلف. وأراجيز العرب للسيد البكري ص 52). وقبل البيتين بيت متصل بمعناهما، وهو قوله: * نـاج طـواه الأيـن ممـا وجفا *

قال في اللسان: يقول: منزلة بعد منزلة، ودرجة بعد درجة. وقال السيد البكري: زلفًا فزلفًا: أي درجة فدرجة. وسماوة: أي أعلى. واحقوقف: اعوج. يريد طواه السير كما تطوى الليالي الأهلة حتى تنحل (من النحول) وتعوج ا ه. وفي اللسان: الزلف (كسبب) والزلفة والزلفى: القربة، والدرجة، والمنزلة. وأزلف الشيء: قربه. وفي التنزيل (وأُزلفت الجنة للمتقين): أي قربت. قال الزجاج: وتأويله: أي قريب دخولهم فيها، ونظرهم إليها. وقوله عز وجل: (وأزلفنا ثم الآخرين) معنى (أزلفنا): جمعنا، وقيل: قربنا الآخرين من الغرق، وهم أصحاب فرعون، وكلاهما حسن جميل؛ لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض. والبيتان من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (ص 172 من مخطوطة جامعة القاهرة).

التدبر :

وقفة
[64] ﴿وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ﴾ يد الله تعمل! أي قرَّبناهم من موسى وقومه، فدخلوا وراءهم في الطريق الذي سلكوه بين أمواج البحر، حتى أغرقناهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَزْلَفْنا:
  • الواو عاطفة. ازلف: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و«نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. اي وقربنا.
  • ﴿ ثَمَّ:
  • ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بأزلفنا بمعنى «هناك» وهو اسم يشار به الى المكان البعيد. اي وقربنا هناك حيث انفلق البحر.
  • ﴿ الْآخَرِينَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لا نه جمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد ومفرده غير منون على وزن أفعل ممنوع من الصرف. والآخرون: هم فرعون وجنوده.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     ولَمَّا سار موسى عليه السلام ومن معه في الطريق اليابس بين أمواج البحر؛ قَرَّبَ اللهُ فرعونَ وقومَه حتَّى دخلوا البحرَ ظانين أن الطريق سالك، قال تعالى:
﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وأزلفنا:
وقرئ:
1- وزلفنا، بغير ألف، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة.
2- وأزلفنا، بالقاف عوض الفاء، أي: أزللنا، وهى قراءة أبى، وابن عباس، وعبد الله بن الحارث.

مدارسة الآية : [65] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ

التفسير :

[65] وأنجينا موسى ومَن معه أجمعين. فاستمر البحر على انفلاقه حتى عبروا إلى البر،

وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَاستكملوا خارجين, لم يتخلف منهم أحد.

وصدق الله إذ يقول: وَأَنْجَيْنا- أى: بقدرتنا ورحمتنا- مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ من الغرق ومن لحاق فرعون بهم

"وأنجينا موسى ومن معه أجمعين" أي أنجينا موسى وبني إسرائيل ومن اتبعهم على دينهم فلم يهلك منهم أحد.

وقوله: ( وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ) يقول تعالى ذكره: وأنجينا موسى مما أتبعنا به فرعون وقومه من الغرق في البحر ومن مع موسى من بني إسرائيل أجمعين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[65] ﴿وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ﴾ الله مع عباده المؤمنين بالنصر والتأييد والإنجاء من الشدائد.
وقفة
[65، 66] ﴿وأنْجيْنَا مُوسى ومَنْ مَعَهُ أَجْمَعينَ * ثُمَّ أغْرقْنا الآخَرين﴾‏ صيام عاشوراء مع فضله هو ‏عبادةٌ لله الذي نجى عباده، وتعظيم لشرعه، وغرس للإيمان برسله، وتربية على النصر، وتذكير بالشكر.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَنْجَيْنا مُوسى:
  • الواو عاطفة. أنجى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. موسى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الالف للتعذر.
  • ﴿ وَمَنْ مَعَهُ:
  • الواو عاطفة. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على موسى اي وانجينا من معه. مع: ظرف مكان منصوب على الظرفية بمعنى الاجتماع والمصاحبة متعلق بفعل محذوف تقديره: استقر او سار وهو مضاف والهاء ضمير متصل -ضمير الغائب -في محل جر بالاضافة. وجملة «استقر معه» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ أَجْمَعِينَ:
  • توكيد لموسى وقومه منصوب لان المؤكد منصوب وعلامة نصبه الياء لا نه ملحق بجمع المذكر السالم. وهو جمع «أجمع» و «أجمع» واحد وليس له مفرد من لفظه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     وبعد أن دخلَ الفريقان البحرَ، ذكرَ اللهُ هنا مصيرَ كلِّ فريق، قال تعالى:
﴿ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [66] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ

التفسير :

[66]ثم أغرقنا فرعون ومن معه بإطباق البحر عليهم بعد أن دخلوا فيه متبعين موسى وقومه.

ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَلم يتخلف منهم عن الغرق أحد.

ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ وهم فرعون وجنوده.

( وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين ) أي : أنجينا موسى وبني إسرائيل ومن معهم على دينهم فلم يهلك منهم أحد ، وأغرق فرعون وجنوده ، فلم يبق منهم رجل إلا هلك .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا شبابة ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - أن موسى ، عليه السلام ، حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون ذلك ، فأمر بشاة فذبحت ، ثم قال : لا والله لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط . فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر ، فقال له : انفرق . فقال البحر : لقد استكبرت يا موسى ، وهل انفرقت لأحد من ولد آدم فأنفرق لك؟ قال : ومع موسى رجل على حصان له ، فقال له ذلك الرجل : أين أمرت يا نبي الله؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه [ يعني : البحر ، فأقحم فرسه ، فسبح به فخرج ، فقال : أين أمرت يا نبي الله؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ] . قال : والله ما كذبت ولا كذبت . ثم اقتحم الثانية فسبح ، ثم خرج فقال : أين أمرت يا نبي الله؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه؟ قال : والله ما كذبت ولا كذبت . قال : فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه موسى بعصاه ، فانفلق ، فكان فيه اثنا عشر طريقا ، لكل سبط طريق يتراءون ، فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون ، التقى البحر عليهم فأغرقهم .

وفي رواية إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله قال : فلما خرج آخر أصحاب موسى ، وتكامل أصحاب فرعون ، اضطم عليهم البحر ، فما رئي سواد أكثر من يومئذ ، وغرق فرعون لعنه الله .

وقوله: ( ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ ) يقول: ثم أغرقنا فرعون وقومه من القبط في البحر بعد أن أنجينا موسى منه ومن معه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[66] ﴿ﱫ ﱬ ﱭ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[44-66] من علق أمره بعزة مخلوق أذله الله، تأمل قوله تعالى: ﴿فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾، إلى قوله: ﴿ثُمَّ أغْرقْنا الآخَرين﴾.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ:
  • حرف عطف. اغرقنا الآخرين: تعرب اعراب «أزلفنا الآخرين» الواردة في الآية الكريمة الرابعة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 120﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ
الشعراء: 66﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ
الصافات: 82﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ أنه أنجى موسى عليه السلام ومن معَه؛ ذكرَ هنا أنه أغرقَ فرعونَ ومن معَه، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [67] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا ..

التفسير :

[67] إن في ذلك الذي حدث لَعبرة عجيبة دالة على قدرة الله، وما صار أكثر أتباع فرعون مؤمنين مع هذه العلامة الباهرة.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةًعظيمة, على صدق ما جاء به موسى عليه السلام, وبطلان ما عليه فرعون وقومه،وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَمع هذه الآيات المقتضية للإيمان, لفساد قلوبكم.

ثم ختم- سبحانه- هذه القصة- كما ختم غيرها- بقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.

أى: إن في ذلك الذي قصصناه عليك- أيها الرسول الكريم- من قصة موسى وفرعون، لَآيَةً عظيمة تدعو إلى إخلاص العبادة والطاعة لنا، ومع ذلك فلم يؤمن بما جاء به نبينا موسى، إلا عدد قليل

ثم قال تعالى : ( إن في ذلك لآية ) أي : في هذه القصة وما فيها من العجائب والنصر والتأييد لعباد الله المؤمنين; لدلالة وحجة قاطعة وحكمة بالغة ، ( وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) تقدم تفسيره .

وقوله: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ) يقول تعالى ذكره: إن فيما فعلت بفرعون ومن معه تغريقي إياهم في البحر إذ كذبوا رسولي موسى, وخالفوا أمري بعد الإعذار إليهم, والإنذار لدلالة بينة يا محمد لقومك من قريش على أن ذلك سنتي فيمن سلك سبيلهم من تكذيب رسلي, وعظة لهم وعبرة أن ادكروا واعتبروا أن يفعلوا مثل فعلهم من تكذيبك مع البرهان والآيات التي قد أتيتهم, فيحلّ بهم من العقوبة نظير ما حل بهم, ولك آية في فعلي بموسى, وتنجيتي إياه بعد طول علاجه فرعون وقومه منه, وإظهاري إياه وتوريثه وقومه دورهم وأرضهم وأموالهم, على أني سالك فيك سبيله, إن أنت صبرت صبره, وقمت من تبليغ الرسالة إلى من أرسلتك إليه قيامه, ومظهرك على مكذّبيك, ومعليك عليهم.( وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) يقول: وما كان أكثر قومك يا محمد مؤمنين بما أتاك الله من الحقّ المبين, فسابق في علمي أنهم لا يؤمنون.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[67] ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ سنتي فيمن سلك سبيلهم أن يناله مثل عذابهم، فاعتبروا بمن سبقكم، بدلًا من أن يعتبر بكم غيركم.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
  • هذه الآية الكريمة مكررة اعربت في الآية الكريمة الثامنة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     وبعد غرق فرعون ومن معَه؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن في ذلك عبرة عجيبة دالة على قدرة الله تعالى، وتدعو إلى الإيمان به سبحانه، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [68] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

التفسير :

[68] وإن ربك لهو العزيز الرحيم، بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته نجَّى موسى ومَن معه أجمعين.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُبعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته نجى موسى, ومن معه أجمعين.

وَإِنَّ رَبَّكَ- أيها الرسول الكريم- لَهُوَ الْعَزِيزُ. أى: الغالب المنتقم من أعدائه الرَّحِيمُ أى: الواسع الرحمة بأوليائه، حيث جعل العاقبة لهم.

وهكذا ساق لنا- سبحانه- هنا جانبا من قصة موسى- عليه السلام- بهذا الأسلوب البديع، لتكون عبرة وعظة لقوم يؤمنون.

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك جانبا من قصة إبراهيم- عليه السلام- فقال- تعالى-:

ثم قال تعالى "إن في ذلك لآية" أي في هذه القصة وما فيها من العجائب والنصر والتأييد لعباد الله المؤمنين لدلالة وحجة قاطعة وحكمة بالغة "وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم" تقدم تفسيره.

( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ) في انتقامه ممن كفر به وكذّب رسله من أعدائه,( الرَّحِيمُ ) بمن أنجى من رسله, وأتباعهم من الغرق والعذاب الذي عذب به الكفرة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[68] ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ قال القرطبي: «العزيز معناه: المنيع الذي لا يُنال ولا يُغالَب»، فلا أحد يستطيع أن يُغالب الله عز وجل.
وقفة
[68] ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ عزة الله وقوته لا يقف في وجهها شيء، ولو كان مرضًا عضالًا، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى الْعَاصِ -يقص علينا خبره مع الله (العزيز)-: أَنَّهُ أَتَى النَّبِىَّ ﷺ ، قَالَ عُثْمَانُ: «وَبِى وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِى»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ: «أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ»، قَالَ: «فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ بِى فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِى وَغَيْرَهُمْ». [أبو داود 3891، وصححه الألباني].

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ:
  • الواو: عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. رب: اسم إِنَّ» منصوب للتعظيم بالفتحة والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطب -مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَهُوَ الْعَزِيزُ:
  • اللام لائم التوكيد-المزحلقة -.هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. العزيز: خبر «هو» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ الرَّحِيمُ:
  • صفة -نعت -للعزيز او خبر ثان للمبتدإ مرفوع بالضمة. بمعنى المنتقم من اعدائه الرءوف بأوليائه. والجملة الاسمية «هو العزيز الرحيم» في محل رفع خبر إِنَّ».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [68] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن في انفلاق البحر وهلاك فرعون وقومه لَآيةً دالة على صدق موسى عليه السلام، ومع ذلك لم يؤمن الناس؛ بَيَّنَ هنا أنه بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته أنجى المؤمنين، وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن عصاه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [69] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ

التفسير :

[69] واقصص على الكافرين -أيها الرسول- خبر إبراهيم

أي:واتل يا محمد على الناس, نبأ إبراهيم الخليل, وخبره الجليل, في هذه الحالة بخصوصها, وإلا فله أنباء كثيرة، ولكن من أعجب أنبائه, وأفضلها, هذا النبأ المتضمن لرسالته, ودعوته قومه, ومحاجته إياهم, وإبطاله ما هم عليه.

وقصة إبراهيم- عليه السلام- قد وردت في القرآن في سور متعددة، وبأساليب متنوعة، وردت في سورة البقرة، وكان معظم الحديث فيها، يدور حول بنائه للبيت الحرام هو وابنه إسماعيل، وحكاية تلك الدعوات الخاشعات التي تضرع بها إلى ربه.

ووردت في سورة الأنعام، وكان معظم الحديث فيها يدور حول إقامته الأدلة على وحدانية الله- تعالى- عن طريق التأمل في مشاهد هذا الكون.

ووردت في سورة هود، وكان معظم الحديث فيها يدور حول تبشيره بإسحاق..

ووردت في سورة إبراهيم، وكان معظم الحديث فيها بدور حول ما توجه به إلى ربه من دعاء بعد أن ترك بعض ذريته في جوار بيت الله الحرام.

ووردت في سورة الحجر. وكان معظم الحديث فيها يدور حول ما دار بينه وبين الملائكة من مناقشات..

ووردت في سورة مريم، وفيها حكى القرآن تلك النصائح الحكيمة التي وجهها لأبيه وهو يدعوه لعبادة الله- تعالى- وحده.

ووردت في سورة الأنبياء. وفيها عرض القرآن لما دار بينه وبين قومه من مجادلات ومن تحطيم للأصنام، ومن إلقائهم إياه في النار فصارت بأمر الله- تعالى- بردا وسلاما عليه.

أما هنا في سورة الشعراء، فيحكى لنا- سبحانه- ما دار بينه وبين قومه من مناقشات، وما توجه به إلى خالقه من دعوات.

لقد افتتحت بقوله- تعالى-: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ أى: واقرأ- أيها الرسول الكريم- على قومك- أيضا- نبأ رسولنا إبراهيم- عليه السلام- الذي يزعم قومك أنهم ورثته، وأنهم يتبعونه في ديانته، مع أن إبراهيم برىء منهم ومن شركهم، لأنه ما أرسل إلا لنهى أمثالهم عن الإشراك بالله- تعالى-.

هذا إخبار من الله تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء أمر الله تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتلوه على أمته ليقتدوا به في الإخلاص والتوكل وعبادة الله وحده لا شريك له والتبري من الشرك وأهله.

يقول تعالى ذكره: واقصص على قومك من المشركين يا محمد خبر إبراهيم

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[69، 70] ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾ أي: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ﴾ يا محمد على الناس: ﴿نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ﴾ الخليل، وخبره الجليل، في هذه الحالة بخصوصها، وإلا فله أنباء كثيرة، ولكن من أعجب أنبائه وأفضلها هذا النبأ المتضمن لرسالته ودعوته قومه، ومحاجته إياهم، وإبطاله ما هم عليه، ولذلك قيده بالظرف، فقال: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ:
  • الواو استئنافية. اتل: اي اقرأ يا محمد: فعل امر مبني على حذف آخره -حرف العلة -والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بالفعل اُتْلُ» اي واقرأ ما نوحيه اليك.
  • ﴿ نَبَأَ إِبْراهِيمَ:
  • اي خبر: مفعول به منصوب وهو مضاف وعلامة نصبه الفتحة. ابراهيم: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لا نه ممنوع من الصرف-التنوين -لانه اسم اعجمي.'

المتشابهات :

المائدة: 27﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا
الأعراف: 175﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا
يونس: 71﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي
الشعراء: 69﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إبراهيم

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [69] لما قبلها :     القصَّةُ الثانيةُ: قصَّةُ إبراهيمَ عليه السلام، قال تعالى :
﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [70] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا ..

التفسير :

[70] حين قال لأبيه وقومه:أي شيء تعبدونه؟

ولذلك قيده بالظرف فقال: إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ

وقوله: إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ منصوب على الظرفية. أى: اقرأ عليهم نبأه وقت أن قال لأبيه وقومه على سيل التبكيت وإلزامهم الحجة: أى شيء هذا الذي تعبدونه من دون الله- عز وجل-؟

فإن الله تعالى آتى إبراهيم رشده من قبل أي من صغره إلى كبره فإنه من وقت نشأ وشب أنكر على قومه عبادة الأصنام مع الله عز وجل فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أي ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟.

حين قال لأبيه وقومه: أيّ شيء تعبدون؟

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[70] ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾ أجمع تعريف للعبادة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية: «العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة»، وعرف ابن القيم العبادة، بأنها: كمال المحبة مع كمال الذل، ومن هنا قال في النونية: وَعِبَادَةُ الرَّحْمنِ غَايةُ حُبِّهِ ... مَعْ ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطْبَانِ

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ:
  • ظرف للزمن الماضي بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق باتل عليهم. ويجوز ان يكون اسما مبنيا على السكون في محل نصب بفعل مضمر تقديره: اتل عليهم واذكر اذ.
  • ﴿ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ:
  • الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد إِذْ».قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لابيه: جار ومجرور متعلق بقال وعلامة جر الاسم الياء لا نه من الاسماء الخامسة وهو مضاف والهاء ضمير متصل -ضمير الغائب -في محل جر بالاضافة. وقومه: معطوفة بالواو على لِأَبِيهِ» وتعرب اعرابها وعلامة الجر الكسرة الظاهرة.
  • ﴿ ما تَعْبُدُونَ:
  • ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. تعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. اي ماذا تعبدون وهو عن مبهم. والجملة في محل نصب مفعول به «مقول القول».'

المتشابهات :

مريم: 42﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ
الأنبياء: 52﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ
الشعراء: 70﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
الصافات: 85﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [70] لما قبلها :     وبعد أن أمرَ اللهُ نبيَّه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقص على الكافرين خبر إبراهيم عليه السلام؛ ذكر هنا ما دار بينه وبين أبيه وقومه، قال تعالى:
﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [71] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا ..

التفسير :

[71] قالوا:نعبد أصناماً، فنَعْكُف على عبادتها.

قَالُوامتبجحين بعبادتهم: نَعْبُدُ أَصْنَامًاننحتها ونعملها بأيدينا.فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَأي مقيمين على عبادتها في كثير من أوقاتنا.

فأجابوه بقولهم: نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ وكان يكفيهم في الجواب أن يقولوا:

نعبد أصناما، ولكنهم لغبائهم وجهلهم قصدوا التباهي والتفاخر بهذه العبادة الباطلة أى: نعبد أصناما منحوتة من الحجر أو مما يشبهه، ونداوم على عبادتها ليلا ونهارا، ونعكف على التقرب لها كما يتقرب الحبيب إلى حبيبه وهكذا، عند ما تنحط الأفهام، تتباهى بما يجب البعد عنه، وتفتخر بالمرذول من القول والفعل..

فإن الله تعالى آتى إبراهيم رشده من قبل أي من صغره إلى كبره فإنه من وقت نشأ وشب أنكر على قومه عبادة الأصنام مع الله عز وجل فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أي ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟.

(قالوا) لَهُ: (نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ) يقول: فنظلّ لها خدما مقيمين على عبادتها وخدمتها.

وقد بيَّنا معنى العكوف بشواهده فيما مضى قبل, بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

وكان ابن عباس فيما روي عنه يقول في معنى ذلك ما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال ابن عباس, قوله: ( قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ) قال: الصلاة لأصنامهم.

التدبر :

وقفة
[71] ﴿قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ﴾ حاجة اﻹنسان للعبادة فطرية، لو لم يعبد الله لعكف على عبادة غيره.
وقفة
[71] ﴿قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ﴾ كانوا يعكفون على أصنامهم؛ لأن حاجة اﻹنسان للعبادة فطرية لو لم يعبد الله لعكف على عبادة غيره.
وقفة
[71] سألهم ماذا يعبدون، فلم يقتصروا على ذكره فقط، بل أسهبوا في الإجابة على سبيل الابتهاج والافتخار، فقالوا: ﴿قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ نَعْبُدُ أَصْناماً:
  • الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به -مقول القول -. نعبد: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. اصناما: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ فَنَظَلُّ لَها:
  • معطوفة بالفاء على نَعْبُدُ» وتعرب اعرابها. وهي فعل ناقص من اخوات «كان».لها: جار ومجرور متعلق بالخبر والضمير في «نظل» في محل رفع اسمها. بمعنى: فنبقى او ندوم لها.
  • ﴿ عاكِفِينَ:
  • خبر «نظل» منصوب وعلامة نصبه الياء لا نه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: مواظبين على عبادتها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [71] لما قبلها :     ولَمَّا سألَ إبراهيمُ عليه السلام أباه وقومَه عن الذي يعبدونه؛ أجابوه، قال تعالى:
﴿ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [72] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ

التفسير :

[72] قال إبراهيم منبهاً على فساد مذهبهم:هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم،

فقال لهم إبراهيم, مبينا لعدم استحقاقها للعبادة: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَفيستجيبون دعاءكم, ويفرجون كربكم, ويزيلون عنكم كل مكروه؟.

وقد رد عليهم إبراهيم- عليه السلام- بما يوقظهم من جهلهم لو كانوا يعقلون، فقال لهم: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ. أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ.

أى: قال لهم إبراهيم على سبيل التنبيه والتبكيت: هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله، هل تسمع دعاءكم إذا دعوتموها، وهل تحس بعبادتكم لها إذا عبدتموها،

"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" يعني اعترفوا بأن أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال لهم إبراهيم.

يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لهم: هل تسمع دعاءكم هؤلاء الآلهة إذ تدعونهم؟ واختلف أهل العربية في معنى ذلك: فقال بعض نحويي البصرة معناه: هل يسمعون منكم أو هل يسمعون دعاءكم. فحذف الدعاء, كما قال زُهَير:

القــائِدُ الخَــيْلَ مَنْكُوبًـا دَوَابِرُهـا

قـدْ أُحْـكِمَتْ حَكمـاتِ القِـدّ والأبَقـا (3)

وقال: يريد أحكمت حكمات الأبق, فألقى الحكمات وأقام الأبق مُقامها. وقال بعض من أنكر ذلك من قوله من أهل العربية: الفصيح من الكلام في ذلك هو ما جاء في القرآن, لأن العرب تقول: سمعت زيدا متكلما, يريدون: سمعت كلام زيد, ثم تعلم أن السمع لا يقع على الأناسيّ. إنما يقع على كلامهم ثم يقولون: سمعت زيدا: أي سمعت كلامه. قال: ولو لم يقدم في بيت زهير حكمات القدّ لم يجز أن يسبق بالأبق عليها, لأنه لا يقال: رأيت الأبق, وهو يريد الحكمة.

------------------------

الهوامش :

(3) البيت لزهير بن أبي سلمى المزني، من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان (مختار الشعر الجاهلي، بشرح مصطفى السقا، طبعة الحلبي 248) قال شارحه: الدوابر: الحوافر، أي تأكلها الأرض وتؤثر فيها. (وفي اللسان: دبر): دابرة الحافر مؤخرة، وقيل: هي التي تلي مؤخر الرسغ. وجمعها: دوابر. (وأحكمت): جعل لها حكمات. والحكمة: التي تكون على الأنف من الرسن. والقد: ما قطع من الجلد. والأبق: شبه الكتان، وقيل: هو القنب. ا ه. وفي (اللسان: حكم): والحكمة: حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحنكه تمنعه عن مخالفة راكبه وحكم الفرس حكمًا (بفتح الحاء) ، وأحكمه بالحكمة: جعل للجامه حكمة، وكانت العرب تتخذها من القد والأبق، لأن قصدهم الشجاعة، لا الزينة؛ قال زهير: "القائد الخيل.." البيت. يريد قد أحكمت بحكمات القد، وبحكمات الأبق. فحذف الحكمات، وأقام الأبق مكانها. ويروي: "محكومة حكمات القد والأبقا" على اللغتين جميعًا. قال أبو الحسن: عُدِّي: "قد أحكمت" لأن فيه معنى قلدت، وقلدت متعدية إلى مفعولين، الأزهري: وفرس محكومة في رأسها حكمة، وأنشد * محكوكـة حكمـات القـد والأبق *

ابن شميل: الحكمة: خلقة تكون في فم الفرس.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[72] ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾ احتج على بطلان أصنامهم أنها لا تسمع دعاءهم، لكن الإله الحق يسمعك حين تدعو.
وقفة
[72] ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾ أما ربك أنت فهو يسمعك إذا دعوته.
وقفة
[72، 73] ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾؟ لن تجد كالمسلم يستخدم عقله استخدامًا راشدًا، وإن تشدق المتشدقون.
وقفة
[72، 73] ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾ لو قالوا: «يسمعوننا وينفعوننا ويضروننا»؛ لفضحوا أنفسهم بالكذب الصراح، ولو قالوا: «يسمعوننا ولا ينفعوننا ولا يضروننا»؛ لأقروا على أنفسهم بالخطأ المحض، فعدلوا إلى التصريح بتقليد آبائهم في عبادتها من غير برهان ولاحجة.
عمل
[72، 73] اكتب عن ظاهرة الدعاء والذبح لغير الله، وخطرها على الفرد والمجتمع, في موقع إلكتروني، أو رسالة هاتف جوال، وأرسلها لمن تفيده ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾.
وقفة
[72، 73] مخاطبة العقل: مهما كان سقوط حجة خصمك؛ فأنت محتاج لخطاب عقله ببعض الأسئلة، ألم تر كيف قال الخليل عليه السلام لقومه: ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾؟

الإعراب :

  • ﴿ قالَ هَلْ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. هل: حرف استفهام لا عمل له.
  • ﴿ يَسْمَعُونَكُمْ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين -مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ إِذْ تَدْعُونَ:
  • اذ: ظرف للزمن الماضي بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بيسمعونكم وهو مضاف. تدعون: تعرب اعراب«يسمعون».وجملة تَدْعُونَ» في محل جر بالاضافة. وجملة يَسْمَعُونَكُمْ» بمعنى: هل يسمعون دعاءكم؟ فحذف المضاف المنصوب وحل الضمير محله.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [72] لما قبلها :     ولَمَّا أجابوا إبراهيمَ عليه السلام؛ ردَّ عليهم بما يوقظهم من جهلهم لو كانوا يعقلون، وبَيَّنَ لهم بُطلانَ عبادةِ الأصنامِ؛ لأنها: 1- لا تسمعُ، قال تعالى:
﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يسمعونكم:
وقرئ:
بضم الياء وكسر الميم، من «أسمع» ، والمفعول الثاني محذوف، تقديره الجواب، أو الكلام، وهى قراءة قتادة، ويحيى بن يعمر.
إذ تدعون:
وقرئ:
بإظهار ذال «إذ» ، وبإدغامها فى «تاء» «تدعون» .

مدارسة الآية : [73] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ

التفسير :

[73]أو يقدِّمون لكم نفعاً إذا عبدتموهم، أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟

أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَفأقروا أن ذلك كله, غير موجود فيها, فلا تسمع دعاء, ولا تنفع, ولا تضر، ولهذا لما كسرها وقال: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَقالوا له: لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ أي:هذا أمر متقرر من حالها, لا يقبل الإشكال والشك.

وهل تملك أن تنفعكم بشيء من النفع أو تضركم بشيء من الضر؟.

"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" يعني اعترفوا بأن أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال لهم إبراهيم.

وقوله: ( أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ) يقول: أو تنفعكم هذه الأصنام, فيرزقونكم شيئا على عبادتكموها, أو يضرّونكم فيعاقبونكم على ترككم عبادتها بأن يسلبوكم أموالكم, أو يهلكوكم إذا هلكتم وأولادكم ( قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ). وفي الكلام متروك استغني بدلالة ما ذكر عما ترك, وذلك جوابهم إبراهيم عن مسألته إياهم: (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) فكان جوابهم إياه: لا ما يسمعوننا إذا دعوناهم, ولا ينفعوننا ولا يضرّون, يدل على أنهم بذلك أجابوه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[73] ﴿أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾ النفع يريده الإنسان لنفسه، أما الضرّ فلا يريده الإنسان لنفسه، إنما يُريده لعدوّه أو أنه يخشى أن يُلحق به الضرر، وعلى هذا فالنفع موقع تقييد، والضر موضع إطلاق.

الإعراب :

  • ﴿ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ
  • معطوفة بأو حرف العطف للتخيير على يَسْمَعُونَكُمْ» وتعرب اعرابها. و أَوْ يَضُرُّونَ» معطوفة بأو على يَنْفَعُونَكُمْ» بمعنى: او يضرونكم فحذف ضمير المخاطب المنصوب لا نه معلوم من السياق. وكذلك حذف مفعول تَدْعُونَ» في الآية الكريمة السابقة بمعنى: اذ تدعونهم اي حين تنادونهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [73] لما قبلها :     2- لا تنفعُ. 3- لا تضرُ، قال تعالى:
﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [74] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ ..

التفسير :

[74] قالوا:لا يكون منهم شيء من ذلك، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم، فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.

فلجأوا إلى تقليد آبائهم الضالين, فقالوا: بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَفتبعناهم على ذلك, وسلكنا سبيلهم, وحافظنا على عاداتهم، فقال لهم إبراهيم:أنتم وآباءكم, كلكم خصوم في الأمر, والكلام مع الجميع واحد.

ولم يستطع القوم أن يواجهوا إبراهيم بجواب. بعد أن ألقمهم حجرا بنصاعة حجته، فلجأوا إلى التمسح بآبائهم فقالوا: بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ.

أى: قالوا له: إن هذه الأصنام هي كما قلت يا إبراهيم لا تسمع دعاءنا، ولا تنفعنا ولا تضرنا، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونها، فسرنا على طريقتهم في عبادتها، فهم قالوا ما قاله أمثالهم في الجهالة في كل زمان ومكان.. إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ.

"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" يعني أعترفوا بأن أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال لهم إبراهيم.

قولهم: ( بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) وذلك رجوع عن مجحود, كقول القائل: ما كان كذا بل كذا وكذا, ومعنى قولهم: ( وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) وجدنا من قبلنا ولا يضرّون, يدّل على أنهم بذلك أجابوه، قولهم من آبائنا يعبدونها ويعكفون عليها لخدمتها وعبادتها, فنحن نفعل ذلك اقتداء بهم, واتباعا لمنهاجهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[74] ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ خطر التقليد الأعمى.
وقفة
[74] ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ ليس كل ما يفعله الكبار قدوة!
وقفة
[74] ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ السبب الأساسي لإعراض الكثير عن الإلتزام بكلام الله وسنة نبيه.
عمل
[74] احذر التقليد المحرم الذي كان سببًا في هلاك الأمم؛ فإن الكفار إنمــا ضلـوا عـن صـراط اللـه بسبـب تقليـد الآباء والأجداد ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾.
وقفة
[74] من حيل خصوم الحق إذا كان ماضي آبائهم باطلًا قالوا للناصح: ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾، وإن كان ماضي آبائهم حقًا قالوا: ﴿تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [يوسف: 95].
وقفة
[74] ﴿قالوا بَل وَجَدنا آباءَنا كَذلِكَ يَفعَلونَ﴾ بكل أسف ما زلنا نسمع تلك الجملة حتى يومنا هذا، وتقال من باب الاستسهال وعدم الرغبة فى بذل أى مجهود يذكر فى التفكير.
وقفة
[74] علَّمني القرآنُ أن أحاولَ -ما استطعتُ- النظرَ للأمور، وفهمَ الأشياء مُتَحرّرًا من الأفكار المسبقة، وليس ذلك بالأمر السهل، ﴿وجدنا آباءنا﴾ فقد كانوا يُحاكمون الفكرةَ الجديدة (الإسلام) لقناعاتهم السابقة، القبول عندهم افتراضاتٌ وقناعات مسبقة.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ بَلْ وَجَدْنا:
  • بل: حرف اضراب بمعنى الاستئناف بعد جوابهم عن السؤال اي قالوا: لا. بل. وجد: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و«نا» ضمير متصل -ضمير المتكلمين -في محل رفع فاعل.
  • ﴿ آباءَنا:
  • مفعول به اول منصوب بالفتحة. و «نا» ضمير المتكلمين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ كَذلِكَ:
  • الكاف: اسم مبني على الفتح بمعنى «مثل» في محل نصب صفة لمصدر محذوف او نائبة عنه بتقدير: وجدنا آباءنا وجودا مثل ذلك. او على تقدير:يفعلون فعلا مثل ذلك فسرنا على منوالهم اي قلدناهم اي وجدنا آباءنا يعبدونها فقلدناهم. و «ذا» اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب.
  • ﴿ يَفْعَلُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان. بتقدير: وجدنا آباءنا فاعلين اي عابدين لها.'

المتشابهات :

الأنبياء: 53﴿ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
الشعراء: 74﴿ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [74] لما قبلها :     وبعد أن ألقمهم إبراهيمُ عليه السلام حجرًا؛ لم يستطيعوا الرد عليه، فلجأوا إلى التمسُّح بآبائهم، قال تعالى:
﴿ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [75] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ

التفسير :

[75] قال إبراهيم:أفأبصرتم بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر،

أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ

وأمام هذا التقليد الأعمى، نرى إبراهيم- عليه السلام- يعلن عداوته لهم ولمعبوداتهم الباطلة، ويجاهرهم بأن عبادته إنما هي لله- تعالى- وحده فيقول:

أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ. فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ.

أى: قال لهم إبراهيم على سبيل الإنكار والتأنيب: أفرأيتم وشاهدتم هذه الأصنام التي عبدتموها

( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) أي : إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير ، فلتخلص إلي بالمساءة ، فإني عدو لها لا أباليها ولا أفكر فيها . وهذا كما قال تعالى مخبرا عن نوح ، عليه السلام : ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ) [ يونس : 71 ] وقال هود ، عليه السلام : ( إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [ هود : 54 - 56 ] وهكذا تبرأ إبراهيم من آلهتهم وقال : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) [ الأنعام : 81 ] وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [ الممتحنة : 4 ] وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) [ الزخرف : 26 - 28 ] يعني : لا إله إلا الله .

يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لقومه: أفرأيتم أيها القوم ما كنتم تعبدون من هذه الأصنام

التدبر :

وقفة
[75] ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾ أي: أنظرتُم فأبصرتُم، أو أتأمَّلتمُ فعلمتم ما كنتُم تعبدونَهُ؟!
لمسة
[75] وجملة: ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾ مفرعة على جمل كلام القوم المتضمنة عبادتهم الأصنام، وأنهم مقتدون في ذلك بآبائهم، فالفاء في (أَفَرَأَيْتُمْ) للتفريع، وقدم عليها همزة الاستفهام اتباعًا للاستعمال المعروف، وهو صدارة أدوات الاستفهام، وفعل الرؤية قلبي. ومثل هذا التركيب يستعمل في التنبيه على ما يجب أن يعلم على إرادة التعجيب مما يعلم من شأنه.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ أَفَرَأَيْتُمْ:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو اي قال لهم ابراهيم. أفرأيتم: الهمزة: حرف استفهام لا محل له. الفاء زائدة. رأى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ:
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل -ضمير المخاطبين -مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف مفعول الفعل لا نه معلوم بمعنى: ما كنتم تعبدونه. وجملة تَعْبُدُونَ» في محل نصب خبر «كان».وجملة كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [75] لما قبلها :     ولَمَّا لجأوا إلى الاحتجاج بتقليد آبائهم الضالين؛ أعلن إبراهيمُ عليه السلام عداوته لهم ولمعبوداتهم الباطلة، قال تعالى:
﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [76] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ

التفسير :

[76]أنتم وآباؤكم الأقدمون من قبلكم؟

أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ

أنتم وآباؤكم الأقدمون من دون الله- تعالى-

( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) أي : إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير ، فلتخلص إلي بالمساءة ، فإني عدو لها لا أباليها ولا أفكر فيها . وهذا كما قال تعالى مخبرا عن نوح ، عليه السلام : ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ) [ يونس : 71 ] وقال هود ، عليه السلام : ( إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [ هود : 54 - 56 ] وهكذا تبرأ إبراهيم من آلهتهم وقال : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) [ الأنعام : 81 ] وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [ الممتحنة : 4 ] وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) [ الزخرف : 26 - 28 ] يعني : لا إله إلا الله .

أنتم وآباؤكم الأقدمون, يعني بالأقدمين: الأقدمين من الذين كان إبراهيم يخاطبهم, وهم الأوّلون قبلهم ممن كان على مثل ما كان عليه الذين كلمهم إبراهيم من عبادة الأصنام

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[76] ﴿أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ﴾ ووصف الآباء بالأقدمية إيغال في قلة الاكتراث بتقليدهم؛ لأن عرف الأمم أن الآباء كلما تقادم عهدهم كان تقليدهم آكد.

الإعراب :

  • ﴿ أَنْتُمْ:
  • ضمير منفصل -ضمير المخاطبين -في محل رفع توكيد للضمير المرفوع في تَعْبُدُونَ».
  • ﴿ وَآباؤُكُمُ:
  • معطوفة بالواو على الضمير المرفوع المؤكد في تَعْبُدُونَ» وعلامة رفعها الضمة والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ الْأَقْدَمُونَ:
  • صفة -نعت -للآباء مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لا نها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [76] لما قبلها :     ولَمَّا سألهم؛ بَيَّنَ هنا أن الباطل لا يتغير بأن يكون قديمًا أو حديثًا، قال تعالى:
﴿ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [77] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ ..

التفسير :

[77]فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي، لكن رب العالمين ومالك أمرهم هو وحده الذي أعبده.

فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيفليضروني بأدنى شيء من الضرر, وليكيدوني, فلا يقدرون.

إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ

إنها عدو لي لأن عبادتها باطلة لكن الله- تعالى- رب العالمين هو وليي وصاحب الفضل على في الدنيا والآخرة، فلذا أعبده وحده.

فقوله إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ استثناء منقطع من ضمير فَإِنَّهُمْ.

قال صاحب الكشاف: وإنما قال: عَدُوٌّ لِي تصويرا للمسألة في نفسه، على معنى:

أنى فكرت في أمرى فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو فاجتنبتها وآثرت عبادة الذي الخير كله منه، وأراهم بذلك أنها نصيحة نصح بها نفسه أولا، وبنى عليها تدبير أمره، لينظروا فيقولوا:

ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، ليكون أدعى لهم إلى القبول. ولو قال: فإنهم عدو لكم لم يكن بتلك المثابة، ولأنه دخل في باب من التعريض، وقد يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح، لأنه يتأمل فيه، فربما قاده التأمل إلى التقبل ومنه ما يحكى عن الشافعى- رحمه الله-: أن رجلا واجهه بشيء، فقال: لو كنت بحيث أنت، لاحتجت إلى الأدب. وسمع رجل ناسا يتحدثون في الحجر فقال: ما هو بيتي ولا بيتكم.. .

( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) أي : إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير ، فلتخلص إلي بالمساءة ، فإني عدو لها لا أباليها ولا أفكر فيها . وهذا كما قال تعالى مخبرا عن نوح ، عليه السلام : ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ) [ يونس : 71 ] وقال هود ، عليه السلام : ( إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [ هود : 54 - 56 ] وهكذا تبرأ إبراهيم من آلهتهم وقال : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) [ الأنعام : 81 ] وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [ الممتحنة : 4 ] وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) [ الزخرف : 26 - 28 ] يعني : لا إله إلا الله .

( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ). يقول قائل: وكيف يوصف الخشب والحديد والنحاس بعداوة ابن آدم؟ فإن معنى ذلك: فإنهم عدوّ لي لو عبدتهم يوم القيامة, كما قال جلّ ثناؤه وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا .

وقوله: ( إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ ) نصبا على الاستثناء, والعدوّ بمعنى الجمع, ووحد لأنه أخرج مخرج المصدر, مثل القعود والجلوس.

ومعنى الكلام: أفرأيتم كل معبود لكم ولآبائكم, فإني منه بريء لا أعبده, إلا رب العالمين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[77] ﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ إبراهيم عليه السلام يتحدى، فإنْ كانوا قادرين على ضُري فليفعلوا، وبالطبع لم يصبه منها شيء، وبذا قويت حجته، ونجحت دعوته.
وقفة
[77] ﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ عندما أعلن عداوته للخلق من أجل الله؛ اتخذه الله خليلًا.

الإعراب :

  • ﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي:
  • الفاء واقعة في جواب الشرط‍ لان «ما» الاسم الموصول في الآية ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ» متضمن معنى الشرط‍.ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان».عدو: خبرها مرفوع بالضمة. لي: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من عدو بمعنى فانهم اعداء لي اي اعدائي. والعدو يجيء في معنى الواحد والجمع كقوله تعالى: وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ.
  • ﴿ إِلاّ رَبَّ:
  • الا: اداة استثناء. رب: مستثنى بإلا «استثناء منقطعا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ الْعالَمِينَ:
  • مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لا نه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [77] لما قبلها :     وبعد ذمهم وتوبيخهم؛ أعلنَ إبراهيمُ عليه السلام لقومِه عداوتَه للأصنامِ، وبَيَّنَ المستحق للعبادة، فقال:
﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [78] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ

التفسير :

[78]هو الذي خلقني في أحسن صورة فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة،

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِهو المنفرد بنعمة الخلق, ونعمة الهداية للمصالح الدينية والدنيوية.

ثم حكى القرآن الكريم، ما وصف به إبراهيم خالقه من صفات كريمة تليق بجلاله- سبحانه- فقال: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ أى: أخلص عبادتي لرب العالمين، الذي أوجدنى بقدرته، والذي يهديني وحده إلى ما يصلح شأنى في دنياى وفي آخرتي.

قال الجمل وقوله: الَّذِي خَلَقَنِي يجوز فيه أوجه: النصب على النعت لرب العالمين أو البدل أو عطف البيان.. أو الرفع على الابتداء. وقوله فَهُوَ يَهْدِينِ جملة اسمية في محل رفع خبر له .

يعني لا أعبد إلا الذي يفعل هذه الأشياء "الذي خلقني فهو يهدين" أي هو الخالق الذي قدر قدرا وهدى الخلائق إليه فكل يجري على ما قدر له وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء.

يقول: فإنهم عدوّ لي إلا ربّ العالمين ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) للصواب من القول والعمل, ويسددني للرشاد.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[78] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ أول نعمة على الإطلاق أن تكون مهتديًا إلى الله، حتى إن بعض العلماء قال: تمام النعمة الهدى.
وقفة
[78] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ الهداية مطالب الجميع حتى الأنبياء.
وقفة
[78] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ استعمال (هُوَ) فائدته حصر الهداية في منهج الحق، لا بقوانين الخلق، فلا سعادة إلا في الاهتداء بقوانين شرعه.
لمسة
[78] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ ذكر (خلقني) بلفظ الماضي، وذكر (يهدين) بلفظ المستقبل، والسبب أن خلق الذات لا يتجدد، وأما هدايته سبحانه فهي مما يتكرر كل حين، سواء كان ذلك هداية في المنافع الدنيوية لما فيه نفعك ومصلحتك، أو في المنافع الدينية، بأن يحكم العقل بتمييز الحق عن الباطل، والخير عن الشر.
وقفة
[78] الصانع أعلم بما صنع، قال ﷻ: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾، خالقك سبحانه هو أعلم بهدايتك، فمن يبحث عن الهداية عند غير خالقه إنما يبحث عن سراب.
وقفة
[78، 79] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ﴾ قدم الفاقة إلى الهداية على الطعام؛ فاقتنا الكبرى الهداية، رب اهدنا.
وقفة
[78، 79] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ﴾ قدمت الهداية؛ ﻷن حاجتنا للهداية تفوق حاجتنا للطعام والسقاية.
لمسة
[78، 79] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ﴾ قدَّمَ نعمةَ الهدايةِ على نعمتي الطَّعامِ والشَّرابِ ﻷننا نحتاجُها أكثرَ.
وقفة
[78، 79] تأدب العارفون فأضافوا النعم إليه والشر إلى محله؛ كما قال إمام الحنفاء: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة -نعت -لرب العالمين الواردة في الآية الكريمة السابقة. والجملة الفعلية بعده صلته لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ خَلَقَنِي:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. النون نون الوقاية لا محل لها. والياء ضمير متصل -ضمير المتكلم -في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فَهُوَ يَهْدِينِ:
  • الفاء استئنافية ويجوز ان تكون واقعة في جواب شرط‍ على معنى تضمين اسم الموصول اسم شرط‍.يهدين: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. النون نون الوقاية لا محل لها والكسرة دالة على حذف الياء خطا واختصارا ومراعاة لرءوس الآي ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به. و«هو» ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. وجملة يَهْدِينِ» في محل رفع خبر «هو» وثمة وجه آخر لاعراب الجملة وهو الاصح ان تكون الفاء عاطفة و «هو» ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف لانه معلوم بتقدير: فهو الذي يهدين. وجملة يَهْدِينِ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. او تكون فَهُوَ» معطوفة بالفاء على الَّذِي» وتعرب اعرابها بتقدير: والذي هو يهدين.'

المتشابهات :

الشعراء: 78﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ
الزخرف: 27﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [78] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ إبراهيمُ عليه السلام أن اللهَ هو المستحقُّ للعبادة وحده؛ بَيَّنَ هنا صفات الإله الحق المستحق للعبادة دون سواه: 1- الذي خلقَنِي. 2- الذي يهدِينِي، قال:
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [79] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

التفسير :

[79] وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب،

ثم خصص منها بعض الضروريات فقال: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

وقوله: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ معطوف على ما قبله. أى: وهو- سبحانه- وحده الذي يطعمنى ويسقيني من فضله، ولو شاء لأمسك عنى ذلك.

"والذي هو يطعمني ويسقين" أي هو خالقي ورازقي بما سخر ويسر من الأسباب السماوية والأرضية فساق المزن وأنزل الماء وأحيا به الأرض وأخرج به من كل الثمرات رزقا للعباد وأنزل الماء عذبا زلالا يسقيه مما خلق أنعاما وأناسي كثيرا.

( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ) يقول: والذي يغذوني بالطعام والشراب, ويرزقني الأرزاق.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[79] ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ﴾، ﴿وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ﴾ [الشعراء: 81]، لماذا جاء بكلمة (هُوَ) في الأولى ولم يأت بها في الثانية؟ الجواب: لتأكيد الفعل الإلهي وصرف ادعاء المدّعين أنهم سبب الإطعام، بينما في الثانية لن يدعي أحد أنه سبب خلق الإنسان وإماتته وإحيائه، فلم تكن ضرورة للتوكيد.
وقفة
[79] ﴿وَالَّذي هُوَ يُطعِمُني وَيَسقينِ﴾ أي يطعمني لذة الإيمان ويسقيني حلاوة القبول.
وقفة
[79، 80] ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ انظر إلى هذا التأدّب مع الله، فقد أسند إبراهيم الخليل فعل المرض إلى نفسه تأدبًا مع الله عز وجل فقال: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ﴾ فراعى فيه الإسناد إلى الأسباب الظاهرة، بينما أسند الإطعام والشراب إلى الله فقال: ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها على التقدير: والذي هو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين. وعلامة رفع يُطْعِمُنِي» الضمة الظاهرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [79] لما قبلها :     3- الذي يُطعمُنِى. 4- الذي يسقِينِى، قال:
﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [80] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ

التفسير :

[80]وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه،

وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ

وأضاف المرض إلى نفسه في قوله وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وإن كان الكل من الله- تعالى- تأدبا مع خالقه- عز وجل- وشكرا له- سبحانه- على نعمة الخلق والهداية.

والإطعام والإسقاء والشفاء..

وقوله : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) أسند المرض إلى نفسه ، وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلقه ، ولكن أضافه إلى نفسه أدبا ، كما قال تعالى آمرا للمصلي أن يقول : ( اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) [ الفاتحة : 6 ، 7 ] فأسند الإنعام إلى الله ، سبحانه وتعالى ، والغضب حذف فاعله أدبا ، وأسند الضلال إلى العبيد ، كما قالت الجن : ( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) [ الجن : 10 ] ; ولهذا قال إبراهيم : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) أي : إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره ، بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه .

( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) يقول: وإذا سقم جسمي واعتل, فهو يبرئه ويعافيه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ شفاك الله، مرضك لا يعني أن الله لا يحبك، حتى خليل الرحمن يمرض.
عمل
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ أسند المرض إلى نفسه، وأسند الشفاء إلى الله؛ تأدبًا مع الله.
تفاعل
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ قل الآن: «اللَّهُمَّ عَافِنِى فِي بَدَنِى، اللَّهُمَّ عَافِنِى فِي سَمْعِى، اللَّهُمَّ عَافِنِى فِي بَصَرِى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ». [أبو داود 5090، وحسنه الألباني].
لمسة
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ لم يقل: (ثم يشفين)؛ الشفاء يبدأ مع المرض وليس بعده، في داخلك هذا الدعم الرباني الذي يقاوم أوجاع روحك وجسدك، الله معك.
عمل
[80] تيقن أنه لو نزل بك مرض فلا يستطيع دفعه لا الأنبياء ولا الأولياء إلا الله تعالى وحده سبحانه ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾.
عمل
[80] تذكّر أن الشافي هو الله وحده وليس الراقي، وخير لك أن ترقي نفسك من أن يرقيك غيرك؛ قال إبراهيم: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾؛ توكّل على الله حق التوكل.
تفاعل
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ ربي إن هنالك أجساد أنهكها المرض، وأرواح أتعبها الأنين، وأحبة ينتظرون شفاءهم، ربي اشف مرضانا ومرضى المسلمين.
عمل
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ فهو يشفيك ﷻ، لا الطبيب ولا المستشفى ولا غيره؛ ترقب ساعات الإجابة أكثر من انتظارك موعد الطبيب، وألح على الله بالشفاء، وأبشر.
وقفة
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ ولو كنت بين يدي أمهر الأطباء، وفي أكبر المراكز الطبية أن لم يأذن بشفائك الشافي سبحانه؛ فلن تشفى.
عمل
[80] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ تذكر كم مرة أخذنا الدواء ولم يذهب الصداع، رغم أن الصداع ذهب عندما أخذناه في المرة السابقة! الله هو الشافي ومسبب الأسباب، يعمل الأسباب في وقت فنشفى، ويبطلها في وقت آخر فيبقى الصداع؛ لندع الله بالشفاء قبل أن نأخذ الدواء.
وقفة
[80] الأدب مع الله من أجمل صفات المؤمنين: استعمال الأدب مع الله تعالى حتى فى ألفاظهم، فإبراهيم نسب المرض إليه والشفاء إلى الله: ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾.
عمل
[78-80] عدد ثلاثًا من نعم الله عليك، ثم اشكره عليها؛ فإن ذلك من أسباب زيادة محبتك لله سبحانه؛ كما قال خليل الله عليه الصلاة والسلام: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾.
اسقاط
[78-80] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ يهدي ويُغنى ويُشفي؛ فهل علِمت ممن تطلب حاجتك.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا:
  • الواو عاطفة. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط‍ خافض لشرطه متعلق بجوابه. والجملة الفعلية بعده: في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ مَرِضْتُ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الضم في محل رفع فاعل وهو قول ابراهيم (ع).
  • ﴿ فَهُوَ يَشْفِينِ:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط‍.هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. يشفين: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. النون للوقاية لا محل لها. وياء المتكلم المحذوفة اكتفاء بالكسرة الدالة عليها ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة يَشْفِينِ» في محل رفع خبر «هو».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [80] لما قبلها :     5- الذي يشفِينِي، قال:
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [81] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ

التفسير :

[81]وهو الذي يميتني في الدنيا بقبض روحي، ثم يحييني يوم القيامة، لا يقدر على ذلك أحد سواه،

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ

والمراد بالإحياء في قوله: وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ إعادة الحياة إلى الميت يوم القيامة أى: ومن صفات رب العالمين الذي أخلص له العبادة، أنه- سبحانه- الذي بقدرته وحده أن يميتني عند حضور أجلى، ثم يعيدني إلى الحياة مرة أخرى يوم البعث والحساب.

وجاء العطف ب ثُمَّ في قوله ثُمَّ يُحْيِينِ لاتساع الأمر بين الإماتة في الدنيا والإحياء في الآخرة.

( والذي يميتني ثم يحيين ) أي : هو الذي يحيي ويميت ، لا يقدر على ذلك أحد سواه ، فإنه هو الذي يبدئ ويعيد .

يقول: والذي يميتني إذا شاء ثم يحييني إذا أراد بعد مماتي.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[78-81] ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ﴾ إن وجدتَ غير الله يصنع لك مثل هذا؛ فاعبده.
وقفة
[80، 81] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ﴾ ولم يقل: أمرضني، كما قال قبله: (خلقني، ويهدين)؛ لأنه كان في معرِض الثناء على الله تعالى، وتعدادِ نعمه، فأضاف ذَيْنِكَ إليه تعالى، ثم أضاف المرض إلى نفسه تأدبًا مع الله تعالى، كما في قول الخضر: ﴿فأردتُ أن أعيبها﴾ [الكهف: 79]، وإِنما أضاف الموت إلى الله تعالى في قوله: ﴿والَّذي يميتُني﴾؛ لكونه سببًا لِلِقائِه الذي هو من أعظم النِّعم.
وقفة
[80، 81] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ من أدب إبراهيم مع ربه أنه أسند المرض إلى نفسه، لكنه قال: ﴿وَالَّذِي يُمِيتُنِي﴾؛ لأن موت المؤمن نعمة له كالحياة.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة التاسعة والسبعين. ثم: حرف عطف.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [81] لما قبلها :     6- الذي يميتني بعد انقضاء أجلي. 7- الذي يحييني يوم القيامة للحساب والجزاء، قال:
﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [82] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي ..

التفسير :

[82] والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.

وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِفهذا هو وحده المنفرد بذلك, فيجب أن يفرد بالعبادة والطاعة, وتترك هذه الأصنام, التي لا تخلق, ولا تهدي, ولا تمرض, ولا تشفي, ولا تطعم ولا تسقي, ولا تميت, ولا تحيي, ولا تنفع عابديها, بكشف الكروب, ولا مغفرة الذنوب.

فهذا دليل قاطع, وحجة باهرة, لا تقدرون أنتم وآباؤكم على معارضتها، فدل على اشتراككم في الضلال, وترككم طريق الهدى والرشد. قال الله تعالى: وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِالآيات.

ثم ختم إبراهيم هذه الصفات الكريمة بقوله: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ أى: وهو وحده الذي أطمع أن يغفر لي ذنوبي يوم ألقاه لأنه لا يقدر على ذلك أحد سواه- عز وجل-.

وفي هذه الآية أسمى درجات الأدب من إبراهيم مع ربه- سبحانه-، لأنه يوجه طمعه في المغفرة إليه وحده، ويستعظم- عليه السلام- ما صدر منه من أمور قد تكون خلاف الأولى، ويعتبرها خطايا، هضما لنفسه، وتعليما للأمة أن تجتنب المعاصي، وأن تكون منها على حذر وأن تفوض رجاءها إلى الله- تعالى- وحده.

( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) أي : هو الذي لا يقدر على غفر الذنوب في الدنيا والآخرة ، إلا هو ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، وهو الفعال لما يشاء .

( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) فربي هذا الذي بيده نفعي وضرّي, وله القدرة والسلطان, وله الدنيا والآخرة, لا الذي لا يسمع إذا دعي, ولا ينفع ولا يضرّ. وإنما كان هذا الكلام من إبراهيم احتجاجا على قومه, في أنه لا تصلح الألوهة, ولا ينبغي أن تكون العبودة إلا لمن يفعل هذه الأفعال, لا لمن لا يطيق نفعا ولا ضرّا.

وقيل: إن إبراهيم صلوات الله عليه, عني بقوله: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) : والذي أرجو أن يغفر لي قولي: إِنِّي سَقِيمٌ وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وقولي لسارة: إنها أختي.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: ( أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) قال: قوله: إِنِّي سَقِيمٌ وقوله: فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وقوله لسارة: إنها أختي, حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) قال: قوله إِنِّي سَقِيمٌ وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وقوله لسارة: إنها أختي.

قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو تُمَيلة, عن أبي حمزة, عن جابر, عن عكرمة ومجاهد نحوه.

ويعني بقوله ( يَوْمِ الدِّينِ ) يوم الحساب, يوم المجازاة. وقد بيَّنا ذلك بشواهده فيما مضى.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ لا بأسَ بالطَّمَع هنا، هنا فقط.
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ مع كل أعمال إبراهيم عليه السلام هو يطمع طمعًا بالمغفرة، لتكن ثقتك برحمة الله أرجى من عملك.
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ الطمع فطرة في النفوس الإنسانية، الصالحون وحدهم عرفوا فيم يطمعون، وكيف يطمعون.
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ إذا كان خليل الرحمن يطمع بغفران خطيئته غير جازم بها على ربه؛ فمن بعده أحرى أن يكون أشد خوفًا!
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ مع كل أعمال إبراهيم عليه السلام هو يطمع طمعًا بالمغفرة؛ لتكن ثقتك برحمة الله أرجى من عملك.
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ قال أبو السعود: «ذكره عليه الصلاة والسلام هضمًا لنفسه، وتعليمًا للأمة أن يجتنبوا المعاصي، ويكونوا على حذر وطلب مغفرة؛ لما يفرط منهم، وتنبيهًا لأبيه وقومه على أن يتأملوا في أمرهم، فيقفوا على أنهم من سوء الحال في درجة لا يقادر قدرها، فإن حاله عليه السلام مع كونه في طاعة الله تعالى وعبادته في الغاية القاضية، فما ظنك بحال أولئك المغمورين في الكفر، وفنون المعاصي والخطايا؟».
لمسة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ لماذا علق المغفرة بيوم الدين مع أنها تحصل في الدنيا؟ والجواب: لأن أثرها يتبين يوم القيامة، ولأن في ذلك تهويلًا للذنب وتخويفًا منه إن لم يغفر.
تفاعل
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ ادعُ الله الآن أن يغفر لك.
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ بعد أن قَدَّمَ عبوديته لله تعالى، ونعمه عليه، دعا لنفسه، وكذلك المؤمن يفعل في دعائه.
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ خليل الله يطمع ويرجو! والبعض أقام ليلة يظن نفسه فوق العباد، وأنه ضمن مقعده في الجنة.
اسقاط
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ إبراهيم عليه السلام على إخلاصه وحسن عمله يطمع في مغفرة الله، فما نقول نحن؟!
عمل
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾، ﴿قال رب اغفر لي وهب لي مُلكًا﴾ [ص: 35]، أزِلْ حجر الذَنْب من طريق العطايا الإلهية.
وقفة
[82] ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ إذا كان الخليل طامعًا في غفران خطيئته، غير جازم بها على ربه، فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكونوا أشد خوفًا من خطاياهم.
اسقاط
[82] موسى: ﴿إني ظلمت نفسي فاغفر لي﴾ [القصص: 16]، إبراهيم: ﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي﴾، الأنبياء العظام يستغفرون ربهم؛ فكيف لا نستغفره؟!
وقفة
[82] الخليل إمام الموحدين وقدوة المحققين يقول: ﴿أطمع أن يغفر لي خطيئتي﴾؛ هضمًا لنفسه وتعليمًا لغيره وتلافيًا إن فرط في شي؛ فماذا نقول؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ:
  • اعربت. اطمع: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انا. والجملة صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ أَنْ يَغْفِرَ:
  • حرف مصدرية ونصب. يغفر: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة يَغْفِرَ» صلة أَنْ» لا محل لها. و أَنْ» وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر اي اطمع في غفرانه لخطيئتي. او بغفرانه. بمعنى احرص على غفرانه لخطاياي. والمصدر المجرور بحرف الجر متعلق بأطمع.
  • ﴿ لِي خَطِيئَتِي:
  • جار ومجرور متعلق بيغفر. خطيئتي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يَوْمَ الدِّينِ:
  • مفعول فيه-ظرف زمان-متعلق بيغفر منصوب بالفتحة. الدين: مضاف إليه مجرور بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [82] لما قبلها :     8- الذي أطمع أن يغفر لي ذنوبي يوم القيامة، قال:
﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

خطيئتى:
1- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2-، على الجمع، وهى قراءة الحسن.

مدارسة الآية : [83] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي ..

التفسير :

[83] قال إبراهيم داعياً ربه:ربِّ امنحني العلم والفهم، وألحقني بالصالحين، واجمع بيني وبينهم في الجنة.

ثم دعا عليه السلام ربه فقال: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًاأي:علما كثيرا, أعرف به الأحكام, والحلال والحرام, وأحكم به بين الأنام،وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَمن إخوانه الأنبياء والمرسلين.

وبعد أن أثنى إبراهيم- عليه السلام- على ربه بهذا الثناء الجميل، أتبع ذلك بتلك الدعوات الخاشعات فقال: رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً أى: علما واسعا مصحوبا بعمل نافع.

وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ من عبادك الذين رضيت عنهم- ورضوا عنك، بحيث ترافقنى بهم في جنتك.

وهذا سؤال من إبراهيم ، عليه السلام ، أن يؤتيه ربه حكما .

قال ابن عباس : وهو العلم . وقال عكرمة : هو اللب . وقال مجاهد : هو القرآن . وقال السدي : هو النبوة . وقوله : ( وألحقني بالصالحين ) أي : اجعلني مع الصالحين في الدنيا والآخرة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار : " [ اللهم الرفيق الأعلى " قالها ثلاثا . وفي الحديث في الدعاء ] : اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مبدلين " .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن مسألة خليله إبراهيم إياه ( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا ) يقول: رب هب لي نبوّة.( وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) يقول: واجعلني رسولا إلى خلقك, حتى تلحقني بذلك بعداد من أرسلته من رسلك إلى خلقك, وائتمنته على وحيك, واصطفيته لنفسك.

التدبر :

وقفة
[83] لو اكتفى بحد علمه وعقله أحد لاكتفى إبراهيم؛ لكنه علم أن العلم والحكمة لا تنتهي مراتبها إلا عند واهبها فلهج بـ: ﴿رب هب لي حكما﴾.
وقفة
[83] ﴿هَبْ لِي﴾ كلمة (هب) معناها أني لم أعمل عملًا صالحًا، أستحق به فضلك، بل إني أريد عطاءً من عندك.
وقفة
[83] ﴿هَبْ لِي﴾ هل هناك فرق بين: (ارزقني)، و(هب لي) في القرآن الكريم؟ الجواب: الرزق: عطاء متكرر، الهبة: العطاء بدون مقابل، وغالبًا يكون لمرة واحدة.
وقفة
[83] ﴿حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ الحكم: هو معرفة الخير والعمل به، وأن أعمل بعمل الصالحين، وأسعى للغاية التي يعمل لها الصالحون، فأجابه الله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [النحل: 122].
وقفة
[83] ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ يقولها إبراهيم عليه السلام النبي الأواه الحليم!
اسقاط
[83] ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ إذا كان قول إبراهيم (ألحقني)! فما نقول نحن؟؟
تفاعل
[83] ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من الصالحين.
وقفة
[83] في دعاء إبراهيم ويوسف عليهما السلام: ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ إمامان في الصلاح يدعوان بهذه الصيغة، ما أعظم مقام التواضع لله!
وقفة
[83] من أعجب باستقامته؛ فليخش على نفسه، وليسأل الله صلاح قلبه، الخليل وهو هو، ما كان قبله مثله، ومع ذلك يقول: ﴿وألحقني بالصالحين﴾!
عمل
[83-85] ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ ما أبلغها وأجمعها من دعوات! فلتكن على لسانك.

الإعراب :

  • ﴿ رَبِّ:
  • منادى بأداة نداء محذوفة بتقدير يا رب. منصوب للتعظيم وهو مضاف وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ هَبْ لِي:
  • فعل دعاء وتوسل مبني على السكون بصيغة طلب. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. لي: جار ومجرور متعلق بهب.
  • ﴿ حُكْماً وَأَلْحِقْنِي:
  • مفعول به بمعنى «حكمة» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وألحقني: معطوفة بالواو على هَبْ» وتعرب اعرابها. النون للوقاية لا محل لها. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بِالصّالِحِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بألحقني. وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

آل عمران: 38﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً
الشعراء: 83﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
الصافات: 100﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [83] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ إبراهيمُ عليه السلام صفات الإله الحق المستحق للعبادة دون سواه، وأثنى عليه، أتبعَ ذلك بالدعاءِ (تقديم الثَّناءِ على الدعاءِ)، فدعا بست دعوات: 1- امنحني العلم والفهم. 2- ألحقني بالصالحين، اجمع بيني وبينهم في الجنة، قال:
﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف