372112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136

الإحصائيات

سورة الشعراء
ترتيب المصحف26ترتيب النزول47
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات227عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول17تبدأ في الجزء19
تنتهي في الجزء19عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 12/29طسم: 1/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (112) الى الآية رقم (122) عدد الآيات (11)

نوحٌ عليه السلام يرفضُ طردَ الفقراءِ، فهدَّدَه الكفارُ بالقتلِ رميًا بالحجارةِ إن لم يرجعْ عمَّا يقولُ، فيدعو اللهَ ليحكمَ بينهُ وبينهُم، فنجاه اللهُ ومن معَه في السفينةِ، وأغرقَ الكافرينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (123) الى الآية رقم (135) عدد الآيات (13)

القصَّةُ الرابعةُ: قصَّةُ هودٍ عليه السلام دعا قومَه عادًا إلى تقوى اللهِ، وكانوا يسكنُونَ الأحقافَ في حَضْرَ مَوْتَ باليمنِ، فَذَكَّرَهم بنعمِ اللهِ عليهم.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الشعراء

مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان/ العناد والعقاب توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة (خطورة الإعلام)/ دعوة الأنبياء كلهم واحدة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • كما جاءت سورة الشعراء تذكر بـ::   فجاءت سورة الشعراء تذم من كفر ببلاغة القرآن منهم ولم تنفعه فصاحته، وتمدح من آمن منهم وسخّر فصاحته لخدمة الدين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الشعراء».
  • • معنى الاسم ::   الشعراء: جمعُ شاعر، وهو قائل وناظم الشعر.
  • • سبب التسمية ::   لأنها تفردت من بين سور القرآن بذكر كلمة الشعراء في آخر السورة، بينما جاءت مفردة (شاعر) في عدة سور، وبلفظ الشعر مرة واحدة في سورة يس.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   : «طسم»، و«طسم الشعراء» تسمية للسورة بمفتتحها، و«طسم المائتين».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة.
  • • علمتني السورة ::   أنه مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان.
  • • علمتني السورة ::   أن آيات القرآن واضحة الحجة بينة الدلالة: ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ولو مع الأعداء؛ هذا موسى نبي الله يعترف بخطأه لفرعون: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الشعراء من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • خُتمت كل قصة من قصص الأنبياء -بالإضافة لمقدمة السورة- بلازمة مكررة، وهي: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، تكررت 8 مرات؛ ليكون ذلك أبلغ في الاعتبار.
    • توحدت الآيات التي افتتحت بها قصة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ (105-110)، مع تغير أسماء الأقوام ونبيهم؛ وذلك للتأكيد على وحدة دعوة الرسل.
    • ركزت السورة على فن الحوار بين الرسل الكرام وأقوامهم، فالسورة نزلت في وقت الجهر بالدعوة؛ وذلك توجيهًا وتدريبًا للصحابة والدعاة من بعدهم على كيفية الحوار مع قومهم.
    • تعتبر سورة الشعراء ثاني سورة في القرآن من حيث كثرة عدد الآيات، فعدد آياتها 227 آية، فهي تأتي بعد سورة البقرة التي عدد آياتها 286 آية، ولكن من حيث الطول فهي تأتي في المرتبة الـ 17 بسبب قصر آياتها.
    • سورة الشعراء هي أول سور (الطواسين أو الطواسيم)، وهي ثلاث سور جاءت في المصحف مرتبة: الشعراء، النمل، القصص، وسميت بذلك؛ لأنها افتتحت بالحروف المقطعة طسم (في الشعراء والقصص)، وطس (في النمل).
    • هي أول سورة -بترتيب النزول- ذكر بها كلمة (الكتاب المبين).
    • سورة الشعراء هي آخر سورة في قسم المئين.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نسخر الإعلام ليكون من وسائل الدعوة إلى الله، لا أن يستخدم في الترويج للمعاصي والفتن والفواحش.
    • أن نبحث عن أفضل الطرق التي نؤثر بها في الناس، مقتدين في ذلك بالحوار الراقي لأنبياء الله مع أقوامهم خلال السورة.
    • أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في حرصه على هداية الناس: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (3).
    • أن نعترف بالخطأ سريعًا، ولا نكابر ونبرر: ﴿قال فعلتها﴾ (20).
    • أن نتدرب على المناظرة وإقامة الحجج: ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ﴾ (30).
    • أن ندعو الله أن يغفر لنا ذنوبنا، ويثبتنا على الإيمان: ﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (51).
    • ألا نجعل اليأس يتسلل إلى قلوبنا وقلوب من معنا: ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (61، 61).
    • أن نتعلم التواضع من إبراهيم عليه السلام النبي الأواه الحليم الذي قال: ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ (83)، فلا نغتر بأعمالنا الصالحة بعد الآن.
    • أن نراقب قلوبنا، ونصلح من شأننا؛ فلن ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (88، 89).
    • ألا نفرق بين غني وفقير في الدعوة إلى الله: ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (111-114).
    • أن نعلم أحد المسلمين سورة من سور القرآن الكريم، أو الوضوء، أو الصلاة ابتغاء وجه الله: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (145).
    • أن ندرس متنًا في اللغة العربية بنية تفهم كتاب الله تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ (195).
    • أن نحذر الناس من السحرة وأعمالهم: ﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ (222-223).
    • أن نحذر من الشعر الذي يضل عن الصراط المستقيم: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ...﴾ (224-227).
    • أن نحذر من ظلم الآخرين، ونتذكر سوء عاقبة الظالمين: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (227).

تمرين حفظ الصفحة : 372

372

مدارسة الآية : [112] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا ..

التفسير :

[112] فأجابهم نوح -عليه السلام- بقوله:لست مكلفاً بمعرفة أعمالهم، إنما كُلِّفت أن أدعوهم إلى الإيمان. والاعتبار بالإيمان، لا بالحسب والنسب والحِرَف والصنائع.

فقال نوح عليه السلام: وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

وهنا يرد عليهم نوح ردا حكيما قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي..

أى: قال لهم على سبيل الاستنكار لما واجهوه به: وأى علم لي بأعمال أتباعى، إن الذي يعلم حقيقة نواياهم وأعمالهم هو الله- تعالى- أما أنا فوظيفتى قبول أعمال الناس على حسب ظواهرها.

يقولون : أنؤمن لك ونتبعك ، ونتساوى في ذلك بهؤلاء الأراذل الذين اتبعوك وصدقوك ، وهم أراذلنا ; ولهذا قالوا : ( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون . قال وما علمي بما كانوا يعملون ) ؟ أي : وأي شيء يلزمني من اتباع هؤلاء لي ، ولو كانوا على أي شيء كانوا عليه لا يلزمني التنقيب عنه والبحث والفحص ، إنما علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي ، وأكل سرائرهم إلى الله ، عز وجل .

( قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) قال نوح لقومه: وما علمي بما كان أتباعي يعملون, إنما لي منهم ظاهر أمرهم دون باطنه, ولم أكَلَّفْ علم باطنهم, وإنما كلّفت الظاهر, فمن أظهر حسنا ظننت به حسنا, ومن أظهر سيئا ظننت به سيئا. يقول: إن حساب باطن أمرهم الذي خفي عني إلا على ربي لو تشعرون, فإنه يعلم سرّ أمرهم وعلانيته.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[112] ﴿قالَ وَما عِلمي بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ فى الآية الكريمة درسٌ بليغٌ فى الأخذ بظاهر الأمور عند الناس وترك بواطنها لخالقهم.
عمل
[112] ﴿قال وما علمي بماكانوا يعملون﴾ تعاملك مع إخوانك المؤمنين يكون دائمًا بلين الجانب وبالرحمة، لا بالتفتيش عن مقصد فعالهم ولا بكشف ماضيهم.
وقفة
[112] من الدروس المستفادة: عدم الانسياق وراء نقاط تُبعد عن الهدف الأصلى من الدعوة، وهذا فى قوله تعالى: ﴿قالَ وَما عِلمي بِما كانوا يَعمَلونَ﴾
وقفة
[112] قال محمد ﷺ: ﴿وما أدري ما يُفعل بي﴾ [الأحقاف: 9] وقال نوح: ﴿وما علمي بما كانوا يعملون﴾، وقال موسى: ﴿عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي﴾ [طه: 52]؛ (لا أعلم) لا تنقص من قدرك؛ قالها العُظماء.
وقفة
[112، 113] ﴿وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ﴾ ليس للعظماء وقت للتنقيب عن سرائر الناس.
وقفة
[112، 113] ﴿وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ﴾ وما علمي بما كان أتباعي يعملون، إنما لي منهم ظاهر أمرهم دون باطنه، ولم أكلف علم باطنهم، وإنما كلفت الظاهر، فمن أظهر حسنًا ظننت به حسنًا، ومن أظهر سيئًا ظننت به سيئًا، إن حساب باطن أمرهم الذي خفي عني إلا على ربي لو تشعرون؛ فإنه يعلم سر أمرهم وعلانيته.
وقفة
[112، 113] ﴿وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ﴾ أفضلية أهلِ السبق للإيمان، حتَّى لو كانوا فقراء أو ضعفاء.
وقفة
[112، 113] معاملة الناس على ظواهرهم وإيكال نواياهم إلى الله منهجٌ نبوي ﴿وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ وَما عِلْمِي:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الواو استئنافية. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. علمي: خبر ما» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة بمعنى: واي شيء علمي.
  • ﴿ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بعلمي و ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة. يعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية يَعْمَلُونَ» في محل نصب خبر «كان». وجملة كانُوا يَعْمَلُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد ضمير منصوب محلا لانه مفعول به. التقدير «كانوا يعملونه» او تكون ما» مصدرية. فتكون الجملة بعدها صلتها لا محل لها. و ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير: وما علمي بعملهم المراد انتفاء علمه باخلاص اعمالهم لله واطلاعه على سر امرهم وباطنه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [112] لما قبلها :     ولَمَّا تكبروا: كيف نتبعك، والذين اتبعوك أراذل الناس وأسافلهم؟؛ رَدَّ عليهم نوحٌ عليه السلام ردًّا حكيمًا، قال تعالى:
﴿ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [113] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي ..

التفسير :

[113] ما حسابهم للجزاء على أعمالهم وبواطنهم إلا على ربي المطَّلِع على السرائر. لو كنتم تشعرون بذلك لما قلتم هذا الكلام.

إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَأي أعمالهم وحسابهم على الله إنما علي التبليغ وأنتم دعوهم عنكم إن كان ما جئتكم به الحق فانقادوا له وكل له عمله

وهؤلاء الضعفاء- الأرذلون في زعمكم- ليس حسابهم إلا على الله- تعالى- وحده، فهو أعلم ببواطنهم وبأحوالهم منى ومنكم لَوْ تَشْعُرُونَ أى: لو كنتم من أهل الفهم والشعور بحقائق الأمور لا بزيفها، لعلمتم سلامة ردى عليكم ولكنكم قوم تزنون الناس بميزان غير عادل، لذا قلتم ما قلتم.

( إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين ) ، كأنهم سألوا منه أن يبعدهم عنه ليتابعوه ، فأبى عليهم ذلك ،

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: ( إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ) قال: هو أعلم بما في نفوسهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[113] ﴿إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي﴾ أنتم دعاة وهداة، ولستم قضاة.
وقفة
[113] ﴿إِن حِسابُهُم إِلّا عَلى رَبّي لَو تَشعُرونَ﴾ هى طمأنة للنفس أن الحق لن يضيع عند رب كريم عليم حسيب.
عمل
[113] رجلٌ سأل سفيان عن امرأة زنت وقتلت ولدها وهي مسلمة، هل يقطع لها بالنار؟ فقال: ﴿إِن حِسابُهُم إِلّا عَلى رَبّي لَو تَشعُرونَ﴾؛ فلا تنشغلوا إلا بأنفسكم.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ حِسابُهُمْ:
  • ان مخففة مهملة بمعنى «ما» نافية. حساب: مبتدأ مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِلاّ عَلى رَبِّي:
  • الا اداة حصر لا عمل لها. على ربي: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ والياء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَوْ تَشْعُرُونَ:
  • لو: حرف شرط‍ غير جازم. تشعرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف مفعولها والمعنى: لو تشعرون ذلك. وحذف جواب لَوْ» والتقدير: لو تشعرون ذلك اي ان ربي يعلم بواطن الامور لعلمتم ذلك ولكنكم تجهلون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [113] لما قبلها :     ولَمَّا رَدَّ عليهم نوحٌ عليه السلام ردًا حكيمًا؛ أضافَ هنا أن أمرَ جزائِهم وحسابِهم على ربهم، لا عليه، فقال:
﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تشعرون:
1- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بياء الغيبة، وهى قراءة الأعرج، وأبى زرعة، وعيسى بن عمر الهمداني.

مدارسة الآية : [114] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ

التفسير :

[114] وما أنا بطارد الذين يؤمنون بدعوتي، مهما تكن حالهم؛ تلبية لرغبتكم كي تؤمنوا بي

وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَكأنهم - قبحهم الله - طلبوا منه أن يطردهم عنه تكبرا وتجبرا ليؤمنوا فقالوَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَفإنهم لا يستحقون الطرد والإهانة وإنما يستحقون الإكرام القولي والفعلي كما قال تعالىوَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ

ثم يحسم الأمر معهم في هذه القضية فيقول: وَما أَنَا بحال من الأحوال بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ الذين اتبعونى وصدقونى وآمنوا بدعوتي سواء أكانوا من الأرذلين- في زعمكم- أم من غيرهم،

وقال : ( وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين ) أي : إنما بعثت نذيرا ، فمن أطاعني واتبعني وصدقني كان مني وكنت منه ، سواء كان شريفا أو وضيعا ، أو جليلا أو حقيرا .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح لقومه: وما أنا بطارد من آمن بالله واتبعني على التصديق بما جئت به من عند الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[114] من علامات الصادق ثباته على الحق، فلا يتزحزح وﻻ تعتريه الرهبة ليتبرأ من أهل اﻹيمان حينما يشيطنهم لسان كاذب أو قلم مأجور ﴿وما أنا بطارد المؤمنين﴾.
وقفة
[114] ﴿وما أنا بطارد الذين آمنوا﴾ [هود: 29] (آمنوا) بالصيغة الفعلية التي تدل على التجدد وعدم الثبوت وذلك في صدر الدعوة، ﴿وما أنا بطارد المؤمنين﴾ (المؤمنين) بالصيغة الاسمية التي تدل على الثبوت والاستقرار بعد أن مضى على الدعوة دهر واستقر إيمانهم.
وقفة
[114، 115] ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ وكأنهم طلبوا منه طرد الضعفاء كما طلبته قريش، (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) يعنى: إن الله ما أرسلني أخص ذوي الغنى دون الفقراء، إنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به، فمن أطاعني فذلك السعيد عند الله وإن كان فقيرًا.
عمل
[114، 115] اذهب إلى الضعفاء والفقراء الصالحين وجالسهم، وقدم لهم الهدايا ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَنَا:
  • الواو عاطفة. ما: نافية بمنزلة «ليس» اي تعمل عملها في لغة اهل الحجاز ونافية لا عمل لها في لغة اهل نجد. انا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم ما» على اللغة الاولى. ومبتدأ على اللغة الثانية.
  • ﴿ بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ:
  • الباء: زائدة. طارد: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه خبر ما» في محل نصب على اللغة الاولى. ومتعلق بخبر المبتدأ أَنَا» في محل رفع على اللغة الثانية. وكلمة «طارد» اسم فاعل اضيف الى مفعوله. المؤمنين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [114] لما قبلها :     ولَمَّا جعلوا من موانع إيمانهم اتباع هؤلاء الأراذل؛ كانوا كأنهم طلبوا طردهم؛ فحَسَمَ معهم الأمرَ في هذه القضية، فقال لهم:
﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [115] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ

التفسير :

[115]ما أنا إلا نذير بيِّن الإنذار

إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌأي ما أنا إلا منذر ومبلغ عن الله ومجتهد في نصح العباد وليس لي من الأمر شيء إن الأمر إلا لله .

إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ أى: ليست وظيفتي إلا الإنذار الواضح للناس بسوء المصير، إذا ما استمروا على كفرهم، سواء أكانوا من الأغنياء أم من الفقراء.

فأنت ترى أن نوحا- عليه السلام- قد جمع في رده عليهم، بين المنطق الرصين الحكيم، وبين الحزم والشجاعة والزجر الذي يخرس ألسنتهم.

وقال : ( وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين ) أي : إنما بعثت نذيرا ، فمن أطاعني واتبعني وصدقني كان مني وكنت منه ، سواء كان شريفا أو وضيعا ، أو جليلا أو حقيرا .

( إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) يقول: ما أنا إلا نذير لكم من عند ربكم أنذركم بأسه, وسطوته على كفركم به مبين: يقول: نذير قد أبان لكم إنذاره, ولم يكتمكم نصيحته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[115] ﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ ليس عملي أن أقرب أناسًا وأبعد أناسًا، أو أرفع أقوامًا وأضع أقوامًا، ولكن عملي أن أنذر الجميع، فمن استجاب فله الجنة، ومن أبی دخل النار.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ أَنَا:
  • ان مخففة مهملة نافية بمعنى «ما».انا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ إِلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ:
  • الا اداة حصر لا عمل لها. نذير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لنذير مرفوعة بالضمة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [115] لما قبلها :     ولَمَّا حَسَمَ معهم الأمرَ؛ علل ذلك بقوله:
﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [116] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا ..

التفسير :

[116] عدل قوم نوح عن المحاورة إلى التهديد، فقالوا له:لئن لم ترجع -يا نوح- عن دعوتك لتكوننَّ مِنَ المقتولين رمياً بالحجارة.

فاستمر نوح عليه الصلاة والسلام على دعوتهم ليلا ونهارا سرا وجهارا فلم يزدادوا إلا نفورا وقَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُمن دعوتك إيانا إلى الله وحدهلَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَأي لنقتلك شر قتلة بالرمي بالحجارة كما يقتل الكلب فتبا لهم ما أقبح هذه المقابلة يقابلون الناصح الأمين الذي هو أشفق عليهم من أنفسهم بشر مقابلة لا جرم لما انتهى ظلمهم واشتد كفرهم دعا عليهم نبيهم بدعوة أحاطت بهم فقالرَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًاالآيات.

لذا نراهم وقد أخرسهم المنطق المستقيم الذي سلكه نوح معهم، يلجئون إلى التهديد والوعيد لنبيهم- عليه السلام-: قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ.

أى: إذا لم تكف يا نوح عن مجادلتك لنا، ومن دعوتك إيانا إلى ترك عبادة آلهتنا، لتكونن من المرجومين منا بالحجارة حتى تموت.

وهكذا الطغاة يلجئون إلى القوة والتهديد والوعيد، عند ما يجدون أنفسهم وقد حاصرهم أصحاب الحق من كل جوانبهم، بالحجة الواضحة، وبالرأى السديد..

لما طال مقام نبي الله بين أظهرهم يدعوهم إلى الله ليلا ونهارا ، وجهرا وإسرارا ، وكلما كرر عليهم الدعوة صمموا على الكفر الغليظ ، والامتناع الشديد ، وقالوا في الآخر : ( لئن لم تنته ) أي : عن دعوتك إيانا إلى دينك يا نوح ( لتكونن من المرجومين ) أي : لنرجمنك . فعند ذلك دعا عليهم دعوة استجاب الله منه ،

( قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ) يقول: قال لنوح قومه: لئن لم تنته يا نوح عما تقول, وتدعو إليه, وتعيب به آلهتنا, لتكوننّ من المشتومين, يقول: لنشتمك.

التدبر :

وقفة
[116] ﴿قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾ جبلت نفوس اللئام على الجحود والنكران، فلا يزيدها الإكرام إلا تمردًا، قال الأصمعي: «سمعت أعرابيًا يقول: أسرع الذنوب عقوبة كفر المعروف».
وقفة
[116] ﴿قالوا لَئِن لَم تَنتَهِ يا نوحُ لَتَكونَنَّ مِنَ المَرجومينَ﴾ من قبيح فعل المجرمين أن رد فعلهم دائمًا يميل إلى العنف.
وقفة
[116] الظلمة والطغاة إذا أعيتهم الحجج؛ لجؤوا إلى القوة ﴿قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ لَئِنْ -لَمْ:
  • اللام: موطئة للقسم-اللام المؤذنة-.ان: حرف شرط‍ جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب.
  • ﴿ تَنْتَهِ:
  • فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره-حرف العلة-في محل جزم بإن. وهو فعل الشرط‍.والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت.
  • ﴿ يا نُوحُ:
  • يا اداة نداء. نوح: منادى بأداة النداء مبني على الضم في محل نصب.
  • ﴿ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ:
  • الجملة جواب القسم لا محل لها من الاعراب.وجواب الشرط‍ محذوف دل عليه جواب القسم. اللام: واقعة في جواب القسم المقدر. تكونن: فعل مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة. النون لا محل لها. واسم «تكون» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. من المرجومين: جار ومجرور متعلق بخبر تكون وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد والجملة «ان لم تنته» اعتراضية بين القسم المحذوف المقدر وجوابه لا محل لها بمعنى: لئن لم ترجع عن دعواك هذه لنقتلنك رميا بالاحجار.'

المتشابهات :

الشعراء: 116﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ
الشعراء: 167﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [116] لما قبلها :     ولَمَّا يئِسوا منه؛ قاموا بتهديده، فقالوا:
﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [117] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ

التفسير :

[117] فلما سمع نوح قولهم هذا دعا ربه بقوله:رب إن قومي أصروا على تكذيبي،

وهناقَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ

ويئس نوح- عليه السلام- من إيمان قومه، بعد أن لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، وبعد أن سمع منهم ما يدل على رسوخهم في الكفر والضلال، تضرع إلى ربه قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ واستمروا على هذا التكذيب تلك القرون المتطاولة

فقال ( رب إن قومي كذبون . فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ) ، كما قال في الآية الأخرى : ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر . ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر . وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر . وحملناه على ذات ألواح ودسر . تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ) [ القمر : 10 - 14 ] .

يقول تعالى ذكره: قال نوح: ( رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ) فيما أتيتهم به من الحقّ من عندك, وردّوا عليّ نصيحتي لهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[117] ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ﴾ كن دائم اللجوء لله تعالى؛ فهو القادر على نصرك.
اسقاط
[117] ﴿قالَ رَبِّ إِنَّ قَومي كَذَّبونِ﴾ تأملوا متى يأس نوح عليه السلام من قومه؟ بعد ألف سنة إلا خمسين! ونحن يصيبنا اليأس ونستسلم بعد يومين، فهل لنا فيه أسوة حسنة؟!
وقفة
[117، 118] مشروعية طلب الفتح من الله عند اشتداد الظلم ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وقفة
[117، 118] ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ﴾ الفتح ضروب: أحدها: ما يدرك بالبصر؛ كفتح الباب والقفل والمتاع. والثاني: ما يدرك بالبصيرة؛ كفتح الهم وهو إزالة الغم، وذلك ضربان: غم يفرج، وفقر يزال. والثالث: فتح المستغلق من العلوم، وذلك على ضربين: الأول بتوفيق الاستكثار من العلوم الظاهرة وتحقيق معانيها، والثاني بفتح باب القلب إلى العلم.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي:
  • اعربت في الآية الكريمة الثانية عشرة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. قومي: اسم ان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ كَذَّبُونِ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر إِنَّ» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون للوقاية والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [117] لما قبلها :     ولَمَّا يئس من إيمان قومه، بعد أن لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا؛ تضرعَ إلى ربِّه شاكيًا، قال تعالى:
﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [118] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي ..

التفسير :

[118]فاحكم بيني وبينهم حكماً تُهلك به مَن جحد توحيدك وكذَّب رسولك، ونجني ومَن معي من المؤمنين مما تعذب به الكافرين.

فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًاأي أهلك الباغي منا وهو يعلم أنهم البغاة الظلمة ولهذا قالوَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أى فاحكم بقدرتك العادلة بيني وبينهم حكما من عندك، تنجي به أهل الحق، وتمحق به أهل الباطل.

وسمى الحكم فتحا، لما فيه من إزالة الإشكال في الأمر، كما أن فتح الشيء المغلق يؤدى إلى إزالة هذا الإغلاق. ولذا قيل للحاكم فاتح لفتحه أغلاق الحق.

فقال ( رب إن قومي كذبون . فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ) ، كما قال في الآية الأخرى : ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر . ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر . وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر . وحملناه على ذات ألواح ودسر . تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ) [ القمر : 10 - 14 ] .

( فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ) يقول: فاحكم بيني وبينهم حكما من عندك تهلك به المبطل, وتنتقم به ممن كفر بك وجحد توحيدك, وكذب رسولك.

كما حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ) قال: فاقض بيني وبينهم قضاء.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ) قال: يقول: اقض بيني وبينهم.( ونجني ) يقول: ونجني من ذلك العذاب الذي تأتي به حكما بيني وبينهم.( وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) يقول: والذين معي من أهل الإيمان بك والتصديق لي.

التدبر :

عمل
[118] ادع الله تعالى أن يهلك الظالمين بالظالمين، وأن يخرج المسلمين من بينهم سالمين ﴿فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وقفة
118 ﴿فَافتَح بَيني وَبَينَهُم فَتحًا وَنَجِّني وَمَن مَعِيَ مِنَ المُؤمِنينَ * فَأَنجَيناهُ وَمَن مَعَهُ فِي الفُلكِ المَشحونِ﴾ الدعاء -بيقين فى الإجابة- سلاح فعال، ولكن أغلب الناس عنه غافلون.
وقفة
[118] ﴿وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ القلوبُ التي امتلأتْ إيمانًا تجدُها ممتلئةً رحمةً للنَّاس وشفقةً عليهم وحرصًا على نجاتهِم من الشرورِ.
وقفة
[118] ﴿وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ قلوب المصلحين تشبه قلوب النبيين، تمتلئ شفقة على الغير، وتتمنی لهم دائمًا الخير.
وقفة
[118] رغم أنهم مؤمنون إلا أنه يسأل الله أن ينجيه وينجيهم معه فهذه أخلاق المؤمن يجمع أهل الخير في دعائه ﴿وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، آية ترتجف لها القلوب لو عقلناها.

الإعراب :

  • ﴿ فَافْتَحْ:
  • الفاء استئنافية. افتح: فعل دعاء وتوسل بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. بمعنى: فاحكم
  • ﴿ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ:
  • ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بافتح وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها حركة المناسبة. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة. وبينهم: معطوفة بالواو على بَيْنِي» وتعرب اعرابها. وعلامة النصب الفتحة الظاهرة. والضمير علامة جمع الذكور.
  • ﴿ فَتْحاً وَنَجِّنِي:
  • مفعول مطلق-مصدر-منصوب وعلامة نصبه الفتحة.ونجني: معطوفة بالواو على «افتح» وتعرب اعرابها. وعلامة بناء الفعل حذف آخره-حرف العلة-النون للوقاية والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَمَنْ مَعِيَ:
  • الواو عاطفة. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على الضمير المنصوب-ياء المتكلم-في نَجِّنِي».مع:ظرف مكان منصوب بمعنى المصاحبة والاجتماع متعلق بفعل مضمر تقديره اِسْتَقَرَّ» اي «كان» او ومن آمن معي. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم- في محل جر بالاضافة. وجملة «كان معي» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من مَنْ» الاسم الموصول.لان حرف الجر مَنْ» هي من البيانية وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [118] لما قبلها :     وبعد أن مَهَّدَ للدعاء عليهم؛ قام بالدعاء عليهم هنا، فقال:
﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [119] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ ..

التفسير :

[119] فأنجيناه ومَن معه في السفينة المملوءة بصنوف المخلوقات التي حملها معه.

فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِأي السفينةالْمَشْحُونِمن الخلق والحيوانات.

ثم حكى- سبحانه- أنه قد استجاب لنوح دعاءه فقال: فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ.

والفلك- كما يقول الآلوسى-: يستعمل للواحد وللجمع. وحيث أتى في القرآن الكريم فاصلة استعمل مفردا. وحيث أتى غير فاصلة استعمل جمعا.

والمشحون: المملوء بهم وبكل ما يحتاجون إليه من وسائل المعيشة.

أى: فاستجبنا لعبدنا نوح دعاءه. فأنجيناه ومن معه من المؤمنين في السفينة المملوءة بهم.

وبما هم في حاجة إليه،

وقال هاهنا ( فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون . ثم أغرقنا بعد الباقين . ) . والمشحون : هو المملوء بالأمتعة والأزواج التي حمل فيه من كل زوجين اثنين ، أي : نجيناه ومن معه كلهم ، وأغرقنا من كذبه وخالف أمره كلهم ،

وقوله ( فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) يقول: فأنجينا نوحا ومن معه من المؤمنين -حين فتحنا بينهم وبين قومهم, وأنـزلنا بأسنا بالقوم الكافرين- في الفلك المشحون, يعني في السفينة الموقرة المملوءة.

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال: يعني الموقر.

حدثنا محمد بن سنان القزاز, قال: ثنا الحسين بن الحسن الأشقر, قال: ثنا أبو كدينة, عن عطاء, عن سعيد بن جُبير, عن ابن عباس, قال: (المشحون): الموقر.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال: المفروغ منه المملوء.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قال: ( المشحون ) المفروغ منه تحميلا.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قول الله: ( الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) قال: هو المحمل.

التدبر :

وقفة
[119] لما كان صبر نوح طويلًا كانت استجابة الله له سريعة ﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾.
عمل
[119، 120] لا تستهن بما معك من التوحيد؛ أغرق الله من في الأرض كلهم من أجل فئة مؤمنة مستضعفة ﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾.
وقفة
[119، 120] إهلاك الظالمين وإنجاء المؤمنين سُنَّة إلهية ﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَنْجَيْناهُ:
  • الفاء سببية. انجى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا.و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل -ضمير الغائب-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَمَنْ مَعَهُ:
  • تعرب اعراب «ومن معي» الواردة في الآية الكريمة السابقة والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-بمعنى: فنجيناه ومن آمن معه في السفينة.
  • ﴿ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ:
  • جار ومجرور متعلق بصلة الموصول. المشحون:صفة-نعت-للفلك مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. و الْفُلْكِ» بمعنى «السفينة» وهو واحد وجمع يذكر ويؤنث وفي هذه الآية الكريمة ذهب بها الى معنى «المركب» لانها مفرد ومذكر. وقيل: اللفظتان تؤديان الى معنى واحد.'

المتشابهات :

الشعراء: 119﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
الأعراف: 64﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
الأعراف: 72﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [119] لما قبلها :     ولَمَّا دعا ربَّه بهذا الدعاء؛ استجابَ اللهُ له، قال تعالى:
﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [120] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ

التفسير :

[120] ثم أغرقنا -بعد إنجاء نوح ومن معه- الباقين الذين لم يؤمنوا مِن قومه وردُّوا عليه النصيحة.

ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُأي بعد نوح ومن معه من المؤمنينالْبَاقِينَأي جميع قومه.

ثم أغرقنا بعد إنجائهم الباقين من قومه على كفرهم وضلالهم .

( ثم أغرقنا بعد الباقين . ) . والمشحون : هو المملوء بالأمتعة والأزواج التي حمل فيه من كل زوجين اثنين ، أي : نجيناه ومن معه كلهم ، وأغرقنا من كذبه وخالف أمره كلهم ،

وقوله: ( ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ) من قومه الذين كذبوه, وردوا عليه النصيحة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[120] ﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنا:
  • حرف عطف. اغرق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ بَعْدُ الْباقِينَ:
  • بعد: ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الاضافة في محل نصب متعلق بأغرقنا. بمعنى: بعد ذلك اي بعد ان نجينا نوحا ومن معه من المؤمنين في السفينة المشحونة من كل صنف اثنين. اغرقنا الباقين. الباقين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الشعراء: 120﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ
الشعراء: 66﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ
الصافات: 82﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [120] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ الله نجاة نوح عليه السلام ومن معه؛ ذكرَ هنا غرقَ الذين كفروا، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [121] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا ..

التفسير :

[121] إن في نبأ نوح وما كان من إنجاء المؤمنين وإهلاك المكذبين لَعلامة وعبرةً عظيمة لمن بعدهم، وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بالله وبرسوله وشرعه.

إِنَّ فِي ذَلِكَأي نجاة نوح وأتباعه وإهلاك من كذبهلآيَةًدالة على صدق رسلنا وصحة ما جاءوا به وبطلان ما عليه أعداؤهم المكذبون بهم .

إِنَّ فِي ذلِكَ الذي ذكرناه لك- أيها الرسول الكريم- عن نوح وقومه لَآيَةً كبرى على وحدانيتنا وقدرتنا وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.

( ثم أغرقنا بعد الباقين . ) . والمشحون : هو المملوء بالأمتعة والأزواج التي حمل فيه من كل زوجين اثنين ، أي : نجيناه ومن معه كلهم ، وأغرقنا من كذبه وخالف أمره كلهم ،

يقول تعالى ذكره: إن فيما فعلنا يا محمد بنوح ومن معه من المؤمنين في الفلك المشحون, حين أنـزلنا بأسنا وسطوتنا, بقومه الذين كذبوه, لآية لك ولقومك المصدّقيك منهم والمكذّبيك, في أن سنتنا تنجية رسلنا وأتباعهم, إذا نـزلت نقمتنا بالمكذبين بهم من قومهم, وإهلاك المكذبين بالله, وكذلك سنتي فيك وفي قومك.( وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) يقول: ولم يكن أكثر قومك بالذين يصدّقونك مما سبق في قضاء الله أنهم لن يؤمنوا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[121] تأمل في إخبار الله تعالى عن حال أكثر الناس، وأنهم غير مؤمنين، وحينها لا تأمن على نفسك من الضلالة، فأكثر من دعاء الله بالثبات ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة. وفي الآية الكريمة السابعة والستين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [121] لما قبلها :     وبعد غرق قوم نوح؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن في ذلك عبرة عجيبة دالة على قدرة الله تعالى، وتدعو إلى الإيمان به سبحانه، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [122] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

التفسير :

[122] و إن ربك لهو العزيز في انتقامه ممن كفر به وخالف أمره، الرحيم بعباده المؤمنين.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُالذي قهر بعزه أعداءه فأغرقهم بالطوفانالرَّحِيمُبأوليائه حيث نجى نوحا ومن معه من أهل الإيمان.

ثم أغرقنا بعد إنجائهم الباقين من قومه على كفرهم وضلالهم..

إِنَّ فِي ذلِكَ الذي ذكرناه لك- أيها الرسول الكريم- عن نوح وقومه لَآيَةً كبرى على وحدانيتنا وقدرتنا وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.

ثم ساقت السورة الكريمة بعد ذلك، جانبا من قصة هود- عليه السلام- مع قومه فقال- تعالى-:

وأغرقنا من كفر به وخالف أمره كلهم أجمعين "إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم".

( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ) في انتقامه ممن كفر به, وخالف أمره ( الرَّحِيمُ ) بالتائب منهم, أن يعاقبه بعد توبته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[122] إثبات صفة العزة والرحمة لله ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة التاسعة. وفي الآية الكريمة الثامنة والستين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [122] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن في غرق قوم نوح آية دالة على صدق نوح عليه السلام، ومع ذلك لم يؤمن الناس؛ بَيَّنَ هنا أنه بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته أنجى المؤمنين، وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن عصاه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [123] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[123] كذَّبت قبيلة عاد رسولهم هوداً -عليه السلام- فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسل؛ لاتحاد دعوتهم في أصولها وغايتها.

أي:كذبت القبيلة المسماة عادا, رسولهم هودا، وتكذيبهم له تكذيب لغيره, لاتفاق الدعوة.

وقد وردت قصة هود مع قومه في سور شتى منها: سورة الأعراف، وهود، والأحقاف..

وينتهى نسب هود- عليه السلام- إلى نوح- عليهما السلام-.

وقومه هم قبيلة عاد- نسبة إلى أبيهم الذي كان يسمى بهذا الاسم- وكانت مساكنهم بالأحقاف باليمن- والأحقاف جمع حقف وهو الرمل الكثير المائل-.

وكانوا يعبدون الأصنام، فأرسل الله- تعالى- نبيهم هودا لينهاهم عن ذلك، وليأمرهم بعبادة الله وحده. وبشكره- سبحانه- على ما وهبهم من قوة وغنى.

وهذا إخبار من [ الله تعالى عن ] عبده ورسوله هود ، عليه السلام ، أنه دعا قومه عادا ، وكانوا قوما يسكنون الأحقاف ، وهي : جبال الرمل قريبا من بلاد حضرموت متاخمة لبلاد اليمن ، وكان زمانهم بعد قوم نوح ، [ كما قال في " سورة الأعراف " : ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ] وزادكم في الخلق بصطة ) [ الأعراف : 69 ] وذلك أنهم كانوا في غاية من قوة التركيب ، والقوة والبطش الشديد ، والطول المديد ، والأرزاق الدارة ، والأموال والجنات والعيون ، والأبناء والزروع والثمار ، وكانوا مع ذلك يعبدون غير الله معه ،

يقول تعالى ذكره: ( كَذَّبَتْ عَادٌ ) رسل الله إليهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[123] ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾ استنبط علماء التفسير من جمع المرسلين أن الذي يكذب رسولًا واحدًا يكذب كل المرسلين؛ لأن رسالات الأنبياء كلها واحدة.
وقفة
[123] ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾ ذكر الله هنا عموم المرسلين مع أنهم إنما كذبوا هودًا فقط؛ لكن تكذيب واحد من الرسل تكذيب للجميع.
وقفة
[123] ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾ التكذيب برسول الله تكذيب بجميع الرسل.
وقفة
[123] كذبوا هودًا فقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾، التَّكذيب برسولٍ واحدٍ يعني التَّكذيب بكلِّ الرُّسُلِ.
وقفة
[123] من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل، ولذا قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾، مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل، ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه.

الإعراب :

  • ﴿ كَذَّبَتْ عادٌ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب. عاد: فاعل كذبت مرفوع بالضمة. وأنث الفعل على معنى «القبيلة» و عادٌ» اسم رجل من العرب الاولى وبه سميت القبيلة قوم هود.
  • ﴿ الْمُرْسَلِينَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [123] لما قبلها :     القصَّةُ الرابعةُ: قصَّةُ هودٍ عليه السلام، وكان قومه يسكنُونَ الأحقافَ في حَضْرَ مَوْتَ باليمنِ، قال تعالى:
﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [124] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ ..

التفسير :

[124] إذ قال لهم أخوهم هود:ألا تخشون الله فتخلصوا له العبادة؟

إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْفي النسبهُودٌبلطف وحسن خطاب: أَلا تَتَّقُونَالله, فتتركون الشرك وعبادة غيره.

وقد افتتح هود نصحه لقومه، بحضهم على تقوى الله وإخلاص العبادة له وبيان أنه أمين في تبليغ رسالة الله- تعالى- إليهم، فهو لا يكذب عليهم ولا يخدعهم، وببيان أنه لا يسألهم أجرا على نصحه لهم، وإنما يلتمس الأجر من الله- تعالى- وحده.

وقد سلك في ذلك المسلك الذي اتبعه جده- عليه السلام- مع قومه، وسار عليه الأنبياء من بعده.

فبعث الله هودا إليهم رجلا منهم رسولا وبشيرا ونذيرا فدعاهم إلى الله وحده وحذرهم نقمته وعذابه في مخالفته وبطشه فقال لهم كما قال نوح لقومه.

( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ ) عقاب الله على كفركم به.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[124] ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ في النسب هود ﴿أَلَا تَتَّقُونَ﴾، وإنما ابتعث الله الرسل من نسب من أرسل إليهم؛ لئلا يشمئزوا من الانقياد له، ولأنهم يعرفون حقيقته؛ فلا يحتاجون أن يبحثوا عنه.

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة السادسة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 106﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 124﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 142﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 161﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [124] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن قوم هود كذبوه؛ بَيَّنَ هنا ما قاله لهم ناصحًا ومنذرًا، قال تعالى:
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [125] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

التفسير :

[125]إني مرسَل إليكم لهدايتكم وإرشادكم، حفيظ على رسالة الله، أبلِّغها لكم كما أمرني ربي،

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌأي:أرسلني الله إليكم, رحمة بكم, واعتناء بكم، وأنا أمين, تعرفون ذلك مني.

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

فبعث الله هودا إليهم رجلا منهم رسولا وبشيرا ونذيرا فدعاهم إلى الله وحده وحذرهم نقمته وعذابه في مخالفته وبطشه فقال لهم كما قال نوح لقومه.

( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ ) من ربي يأمركم بطاعته, ويحذركم على كفركم بأسه,( أَمِينٌ ) على وحيه ورسالته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[125] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ الأمانةُ شعارُ الرُّسلِ والدُّعاةِ الصَّادقين في كلِّ الأممِ والعصُّورِ.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة السابعة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [125] لما قبلها :     ولَمَّا نصحهم بتقوى الله؛ عَلَّلَ هنا نُصحَه لهم بقوله:
﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [126] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[126]فخافوا عقاب الله وأطيعوني فيما جئتكم به مِن عند الله.

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِأي:أدوا حق الله تعالى, وهو التقوى, وأدوا حقي, بطاعتي فيما آمركم به, وأنهاكم عنه, فهذا موجب, لأن تتبعوني وتطيعوني وليس ثَمَّ مانع يمنعكم من الإيمان،

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

فبعث الله هودا إليهم رجلا منهم رسولا وبشيرا ونذيرا فدعاهم إلى الله وحده وحذرهم نقمته وعذابه في مخالفته وبطشه فقال لهم كما قال نوح لقومه.

( فَاتَّقُوا اللَّهَ ) بطاعته والانتهاء إلى ما يأمركم وينهاكم ( وأطيعون ) فيما آمركم به من اتقاء الله وتحذيركم سطوته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[126، 127] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كررت الآيات للتنبيه على أن دعوة الرسل واحدة، فكل رسول يذكر قومه بالغاية من بعثته ورسالته، وأنها لصالح البشر.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [126] لما قبلها :     ولَمَّا عَرَضَ عَلَيْهِمْ بِرِفْقٍ تَقْوى اللَّهِ؛ انْتَقَلَ هنا مِنَ العَرْضِ إلى الأمْرِ، فقال:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [127] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ..

التفسير :

[127] . وما أطلب منكم على إرشادكم إلى التوحيد أيَّ نوع من أنواع الأجر، ما أجري إلا على رب العالمين.

فلست أسألكم على تبليغي إياكم, ونصحي لكم, أجرا, حتى تستثقلوا ذلك المغرم.إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَالذي رباهم بنعمه, وأدرَّ عليهم فضله وكرمه, خصوصا ما ربَّى به أولياءه وأنبياءه.

وببيان أنه لا يسألهم أجرا على نصحه لهم ، وإنما يلتمس الأجر من الله - تعالى - وحده .

وقد سلك فى ذلك المسلك الذى اتبعه جده - عليه السلام - مع قومه ، وسار عليه الأنبياء من بعده .

فبعث الله هودا إليهم رجلا منهم رسولا وبشيرا ونذيرا فدعاهم إلى الله وحده وحذرهم نقمته وعذابه في مخالفته وبطشه فقال لهم كما قال نوح لقومه.

( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ) يقول: وما أطلب منكم على أمري إياكم باتقاء الله جزاء ولا ثوابا.( إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يقول: ما جزائي وثوابي على نصيحتي إياكم إلا على ربّ العالمين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[127] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ المشاريع العلمية والدعوية ينبغي أن تكون بلا أجر ورسوم مالية تأمل سنة المرسلين.
وقفة
[127] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ التقدير الاجتماعي أجر أيضًا يجب أن نوطن نفوسنا على الاستغناء عنه.
وقفة
[127] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ سيماء الدعوات النقية إبداء استغناء مطلق عن الخلق، وإظهار أعظم حالة من الرفض لأي ثمن لدعواتهم، ونفور فطري من أي معني يوحي بانتظار ردود أفعالهم.
وقفة
[127] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ نزه قلبك أخي الداعية في دعوتك عن المطامع الدنية والأغراض الدنيوية بالكلية، كن مقتفيًا آثار الخطى النبوية.
وقفة
[127] اتهام الدعاة الناشرين لمذهب السلف بأنهم يطلبون عطايا الحكام تهمة ليست جديدة جوابها ملقن للأنبياء في ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
عمل
[127] لا ينبغي للدعاة النظر لما في أيدي الناس ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
عمل
[127] علم أحدًا من المسلمين سورة من سور القرآن الكريم ابتغاء وجه الله ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
عمل
[127] ﴿إن أجريَ إلا على رب العالمين﴾ لتكن دعوتك ونصحك احتسابًا وإلا كان عملك رياءً، وكان عند ربك هباءً.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة التاسعة بعد المائة.'

المتشابهات :

هود: 51﴿يا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
يونس: 72﴿فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
هود: 29﴿وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۚ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا
سبإ: 47﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [127] لما قبلها :     ولَمَّا أثْبَتَ أمانَتَهُ؛ نَفى هنا تُهْمَتَهُ، فقال:
﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [128] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ

التفسير :

[128] أتبنون بكل مكان مرتفع بناء عالياً تشرفون منه فتسخرون مِنَ المارة؟ وذلك عبث وإسراف لا يعود عليكم بفائدة في الدين أو الدنيا،

أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍأي:مدخل بين الجبالآيَةًأي:علامةتَعْبَثُونَأي:تفعلون ذلك عبثا لغير فائدة تعود بمصالح دينكم ودنياكم.

ثم استنكر هود- عليه السلام- ما كان عليه قومه من ترف وطغيان فقال لهم:

أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ.

والريع بكسر الراء- جمع ريعة. وهو المكان المرتفع من الأرض أو الجبل المرتفع..

وقيل: المراد به أبراج الحمام كانوا يبنونها للهو واللعب والأكثرون على أن المراد به: المكان المرتفع ومنه: ريع النبات، وهو ارتفاعه بالزيادة.

أى: أتبنون- على سبيل اللهو واللعب- في كل مكان مرتفع، بناء يعتبر آية وعلامة على عبثكم وترفكم، وغروركم.

إلى أن قال : ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ) ، اختلف المفسرون في الريع بما حاصله : أنه المكان المرتفع عند جواد الطرق المشهورة . تبنون هناك بناء محكما باهرا هائلا ; ولهذا قال : ( أتبنون بكل ريع آية ) أي : معلما بناء مشهورا ، تعبثون ، وإنما تفعلون ذلك عبثا لا للاحتياج إليه ; بل لمجرد اللعب واللهو وإظهار القوة ; ولهذا أنكر عليهم نبيهم ، عليه السلام ، ذلك ; لأنه تضييع للزمان وإتعاب للأبدان في غير فائدة ، واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في الآخرة .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه: ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ) والريع: كل مكان مشرف من الأرض مرتفع, أو طريق أو واد; ومنه قول ذي الرُّمَّة:

طِـرَاقُ الخَـوَافِي مُشْـرفٌ فَوْق رِيعَةٍ

نَــدَى لَيْلِـه فِـي ريشِـهِ يَـتَرَقْرَقُ (1)

وقول الأعشى:

وَيهْمـــاءُ قَفْـــرٍ تَجاوَزْتهـــا

إذَا خَـــبَّ فِــي رِيعِهــا آلُهَــا (2)

وفيه لغتان: ريع ورَيع بكسر الراء وفتحها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ) يقول: بكلّ شرف.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( بِكُلِّ رِيعٍ ) قال: فجّ.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ) قال: بكل طريق.

حدثني سليمان بن عبيد الله الغيلاني, قال: ثنا أبو قتيبة, قال: ثنا مسلم بن خالد, قال: ثنا ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ) قال: الريع: الثنية الصغيرة.

حدثني يونس, قال: أخبرنا يحيى بن حسان, عن مسلم بن خالد, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال عكرمة: ( بِكُلِّ رِيعٍ ) قال: فجّ وواد, قال: وقال مجاهد ( بِكُلِّ رِيعٍ ) بين جبلين.

قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ) قال: شرف ومنظر.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, في قوله: ( بِكُلِّ رِيعٍ ) قال: بكلّ طريق.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( بِكُلِّ رِيعٍ ) بكلّ طريق. ويعني بقوله ( آية ) بنيانا, علما.

وقد بينا في غير موضع من كتابنا هذا, أن الآية هي الدلالة والعلامة بالشواهد المغنية عن إعادتها في هذا الموضع.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في ألفاظهم في تأويله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ) قال: الآية: علم.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ) قال: آية: بنيان.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( آية ) : بنيان.

حدثني عليّ بن سهل, قال: ثنا حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, في قوله: ( بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ) قال: بنيان الحمام.

وقوله: ( تعبثون ) قال: تلعبون.

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( تعبثون ) قال: تلعبون.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك, يقول في قوله: ( تعبثون ) قال: تلعبون.

وقوله: ( وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ ) اختلف أهل التأويل في معنى المصانع, فقال بعضهم: هي قصور مشيدة.

------------------------

الهوامش:

(1) البيت لذي الرمة (اللسان: ريع) قال: والريع: الجبل، والجمع أرياع، وريوع، ورياع. وقيل: الواحدة ريعة. والجمع: رياع. وحكى ابن برى عن أبي عبيدة: الريعة: جمع ريع، خلاف قول الجوهري، قال ذو الرمة: * طـراق الخوافي واقعًا فوق ريعة *

والريع: السبيل، سلك أو لم يسلك. وقوله تعالى: (أتبون بكل ريع آية). وقرئ: "بكل ريع"، (بفتح الراء): قيل في تفسيره: بكل مكان مرتفع. وقيل معناه: بكل فج. والفج: الطريق المتفرج في الجبال خاصة. وقيل: بكل طريق. وقال الفراء: الريع والريع (بكسر الراء وفتحها) لغتان، مثل الرير والرير. ا ه. وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن (مصورة الجامعة 173): (بكل ريع)، وهو الارتفاع من الأرض، والطريق. والجمع أرياع وريعة. قال ذو الرمة:

طِـرَاقُ الخَـوَافي مُشْـرِفٌ فَوْقَ رِيعَةٍ

نَــدَى لَيْلِـهِ فِـي رِيشِـهِ يَـتَرَقْرَق

وفي (اللسان: طرق): وطائر طراق الريش: إذا ركب بعضه بعضًا. قال ذو الرمة يصف بازيا:

طِـرَاقُ الخَـوَافي وَاقِـعٌ فَـوْقَ رِيعِه

نَــدَى لَيْلِـهِ فِـي رِيشِـهِ يَـتَرَقْرَق

ويترقرق: يلمع. وكل شيء له بصيص وتلألؤ فهو رقراق. والخوافي: ما تحت القوادم في الطائر من الريش. والقوادم: جمع قادمة، وهي أربع ريشات طويلة في أول جناحه.

(2) البيت نسبه المؤلف للأعشى (أعشى بني قيس بن ثعلبة) وفي ديوانه طبعة القاهرة بشرح الدكتور محمد حسين (ص 163- 169) قصيدة من هذا البحر المتقارب ومن القافية نفسها، عدتها 47 بيتًا، يمدح بها إياس بن قبيصة الطائي. ولكن البيت سقط منها في نسخة الديوان، ولعله يوجد في نسخ أخرى منه قديمة واليهماء القازة لا ماء بها ولا أنيس وخب تحرك واضطراب والريع قد فسرناه في الشاهد قبل هذا، ونقلنا كلام العلماء والآل السراب وخب السراب أي تحرك ولمع وهذا الشاهد كالذي قبله يريد المؤلف أنه كل مكان مشرف من الأرض مرتفع، أو طريق أو واد وفيه لغتان ريع وريع بكسر الراء وفتحها كما قال، وكما قال غيره من أهل اللغة.

التدبر :

وقفة
[128] ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾ ومقام الموعظة أوسع من مقام تغيير المنكر؛ فموعظة هود عليه السلام متوجهة إلى ما في نفوسهم من الأدواء الروحية، وليس في موعظته أمر بتغيير ما بنَوه من العلامات ولا ما اتخذوه من المصانع.
وقفة
[128] ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾ كل عمل يحتاج منك إلى تحديد وتجديد نية، حتى البناء.
وقفة
[128] كل بناء شامخ لا يكون لغاية شريفة محمودة؛ فهو عبث ولهو باطل ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَتَبْنُونَ:
  • الالف الف توبيخ بلفظ‍ استفهام. تبنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً:
  • جار ومجرور متعلق بتبنون. ريع: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. آية: مفعول به منصوب بالفتحة. بمعنى أتبنون بكل مكان مرتفع علما لهدي الناس الى الطريق.
  • ﴿ تَعْبَثُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير تَبْنُونَ» بمعنى: عابثين اي لمعاكستهم والاعتداء عليهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [128] لما قبلها :     ولَمَّا فَرَغَ مِن الدُّعاءِ إلى الأصلِ -وهو الإيمانُ بالرَّسولِ والمُرسِلِ-؛ أتبَعَه إنكارَ بعضِ ما هم عليه، فقال:
﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ريع:
1- بكسر الراء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحها، وهى قراءة ابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [129] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ

التفسير :

[129]وتتخذون قصوراً منيعة وحصوناً مشيَّدة، كأنكم تخلدون في الدنيا ولا تموتون،

وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَأي:بركا ومجابي للحياةلَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَوالحال أنه لا سبيل إلى الخلود لأحد.

وَتَتَّخِذُونَ أى: وتعملون مَصانِعَ أى: قصورا ضخمة متينة، أو حياضا تجمعون فيها مياه الأمطار.. لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ أى: عاملين عمل من يرجو الخلود في هذه الحياة الفانية

ثم قال : ( وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ) . قال مجاهد : المصانع : البروج المشيدة ، والبنيان المخلد . وفي رواية عنه : بروج الحمام .

وقال قتادة : هي مأخذ الماء . قال قتادة : وقرأ بعض القراء : وتتخذون مصانع كأنكم خالدون " .

وفي القراءة المشهورة : ( لعلكم تخلدون ) أي : لكي تقيموا فيها أبدا ، وليس ذلك بحاصل لكم ، بل زائل عنكم ، كما زال عمن كان قبلكم .

وقال ابن أبي حاتم ، رحمه الله : حدثنا أبي ، حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا الوليد ، حدثنا ابن عجلان ، حدثني عون بن عبد الله بن عتبة ، أن أبا الدرداء ، رضي الله عنه ، لما رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشجر ، قام في مسجدهم فنادى : يا أهل دمشق ، فاجتمعوا إليه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ألا تستحيون ! ألا تستحيون ! تجمعون ما لا تأكلون ، وتبنون ما لا تسكنون ، وتأملون ما لا تدركون ، إنه كانت قبلكم قرون ، يجمعون فيرعون ، ويبنون فيوثقون ، ويأملون فيطيلون ، فأصبح أملهم غرورا ، وأصبح جمعهم بورا ، وأصبحت مساكنهم قبورا ، ألا إن عادا ملكت ما بين عدن وعمان خيلا وركابا ، فمن يشتري مني ميراث عاد بدرهمين ؟ .

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ ) قال: قصور مشيدة, وبنيان مخلد.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( مصانع ) : قصور مشيدة وبنيان.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن مجاهد, قال: ( مصانع ) يقول: حصون وقصور.

حدثني يونس, قال: أخبرنا يحيى بن حسان, عن مسلم, عن رجل, عن مجاهد, قوله: ( مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ) قال: أبرجة الحمام.

وقال آخرون: بل هي مآخذ للماء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( مصانع ) قال: مآخذ للماء.

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن المصانع جمع مصنعة, والعرب تسمي كل بناء مصنعة, وجائز أن يكون ذلك البناء كان قصورًا وحصونا مشيدة, وجائز أن يكون كان مآخذ للماء, ولا خبر يقطع العذر بأيّ ذلك كان, ولا هو مما يدرك من جهة العقل. فالصواب أن يقال فيه, ما قال الله: إنهم كانوا يتخذون مصانع.

وقوله: ( لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ) يقول: كأنكم تخلدون, فتبقون في الأرض.

وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثنا معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ) يقول: كأنكم تخلدون.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة: قال في بعض الحروف ( وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ ) كأنكم تخلدون.

وكان ابن زيد يقول: " لعلكم " في هذا الموضع استفهام.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ) قال: هذا استفهام, يقول: لعلكم تخلدون حين تبنون هذه الأشياء؟.

وكان بعض أهل العربية يزعم أن لعلكم في هذا الموضع بمعنى " كيما ".

التدبر :

وقفة
[129] ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ المصانع هنا أي القصور والحصون، وليست المصانع المعروفة الآن.
وقفة
[129] ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ بعد موت الخليفة عبد الرحمن الناصر أعظم ملوك الأرض حينها، وجدوا رقعة في خزائنه، مكتوب عليها: «حکمت خمسين سنة، لم تصف لي منها سوى أربعة عشر يومًا».
وقفة
[129] ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ العلو في البنيان من أسباب طول الأمل ونسيان الموت والوقوف بين يدي الديان.
وقفة
[129] ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ أوصاف قوم عاد في السورة، تدل على أنهم كانوا يريدون العلو والخلود في الدنيا.

الإعراب :

  • ﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ:
  • الواو عاطفة. تتخذون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. مصانع: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ولم تنون لانها ممنوعة من الصرف-التنوين-على وزن-مفاعل-بمعنى: وتتخذون قصورا فخمة لسكناكم.
  • ﴿ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ:
  • حرف مشبه بالفعل من اخوات «ان» للترجي تفيد هنا التشبيه بمعنى كأنكم والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تخلدون: تعرب اعراب تَتَّخِذُونَ» وجملة تَخْلُدُونَ» في محل رفع خبر «لعل» وفي الكلام تأنيب لهم بمعنى: ترجون الخلود في الدنيا او تشبه حالكم حال من كأنه سيخلد في حين انتم فانون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [129] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ مَن يَمُوتُ لا يَنْبَغِي لَهُ إنْكارُ المَوْتِ بِفِعْلٍ ولا قَوْلٍ؛ قالَ:
﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تخلدون:
1- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مبنيا للمفعول، غير مشدد، وهى قراءة قتادة.
3- مبنيا للمفعول، مشددا، وهى قراءة أبى، وعلقمة، وأبى العالية.

مدارسة الآية : [130] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ

التفسير :

[130] وإذا بطشتم بأحد من الخلق قتلاً أو ضرباً، فعلتم ذلك قاهرين ظالمين.

وَإِذَا بَطَشْتُمْبالخلقبَطَشْتُمْ جَبَّارِينَقتلا وضربا, وأخذ أموال. وكان الله تعالى قد أعطاهم قوة عظيمة, وكان الواجب عليهم أن يستعينوا بقوتهم على طاعة الله, ولكنهم فخروا, واستكبروا, وقالوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًواستعملوا قوتهم في معاصي الله, وفي العبث والسفه, فلذلك نهاهم نبيهم عن ذلك.

وَإِذا بَطَشْتُمْ أى: وإذا أردتم السطو والظلم والبغي على غيركم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ.

أى: أخذتموه بعنف وقهر وتسلط دون أن تعرف الرحمة إلى قلوبكم سبيلا.

فأنت ترى أن هودا- عليه السلام- قد استنكر على قومه تطاولهم في البنيان بقصد التباهي والعبث والتفاخر، لا بقصد النفع العام لهم ولغيرهم. كما استنكر عليهم انصرافهم عن العمل الصالح الذي ينفعهم في آخرتهم وانهماكهم في التكاثر من شئون دنياهم حتى لكأنهم مخلدون فيها، كما استنكر عليهم- كذلك- قسوة قلوبهم، وتحجر مشاعرهم، وإنزالهم الضربات القاصمة بغيرهم بدون رأفة أو شفقة.

وقوله : ( وإذا بطشتم بطشتم جبارين ) وصفهم بالقوة والغلظة والجبروت .

وقوله: ( وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ) يقول: وإذا سطوتم سطوتم قتلا بالسيوف, وضربا بالسياط.

كما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, قال: قال ابن جُرَيج: ( وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ) قال: القتل بالسيف والسياط.

التدبر :

وقفة
[130] ﴿وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ دل توبيخه عليه السلام إياهم بما ذكر على استيلاء حب الدنيا والكبر على قلوبهم؛ حتى أخرجهم ذلك عن حد العبودية.
وقفة
[130] ﴿وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ البطش نوعان الأول: ما كان حقًّا، بأن يكون انتصافًا وقصاصًا؛ لإقامة العدل بين الناس. والثاني: بطش الجبارين وهو بطش الظالمين. فلم ينقم منهم البطش لأنه بطش، بل لأنه قام على الظلم.
وقفة
[130] قال هود يلوم قومه: ﴿وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾، الإسلام يهذب كل شيء حتى البطش فبطش العبودية لله غير بطش الكبر.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا بَطَشْتُمْ:
  • الواو استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط‍ خافض لشرطه متعلق بجوابه. بطشتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل -ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. وجملة بَطَشْتُمْ» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف.
  • ﴿ بَطَشْتُمْ:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب وتعرب اعراب الاولى.
  • ﴿ جَبّارِينَ:
  • حال من ضمير المخاطبين منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: واذا اخذتم قوما بسوط‍ او سيف كان ذلك ظلما وعلوا اي بعنف وقسوة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [130] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ أنَّ عمَلَهم عمَلُ مَن لا يترقَّبُ الموتَ؛ أتبَعَه ما يدُلُّ على أنَّهم لا يَظنُّونَ الجزاءَ، فقال:
﴿ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [131] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[131] فخافوا الله، وامتثلوا ما أدعوكم إليه فإنه أنفع لكم،

فَاتَّقُوا اللَّهَواتركوا شرككم وبطركموَأَطِيعُونِحيث علمتم أني رسول الله إليكم, أمين ناصح.

وبعد نهيه إياهم عن تلك الرذائل، أمرهم بتقوى الله وطاعته وشكره على نعمه فقال:

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ. وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.

أى: اتركوا هذه الرذائل، واتقوا الله وأطيعون في كل ما آمركم به. أو أنهاكم عنه،

"فاتقوا الله وأطيعون" أي اعبدوا ربكم وأطيعوا رسولكم ثم شرع يذكرهم نعم الله عليهم.

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه من عاد: اتقوا عقاب الله أيها القوم بطاعتكم إياه فيما أمركم ونهاكم, وانتهوا عن اللهو واللعب, وظلم الناس, وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[131] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ كرره تأكيدًا وتنبيها على أهمية الأمر الذي دعاهم إليه.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [131] لما قبلها :     ولَمَّا نبَّههم ووبَّخهم على أفعالِهم القبيحة؛ كَرَّرَ الأمْرَ بتقوى الله وطاعةِ نبيِّه، فقال:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [132] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ

التفسير :

[132]واخشوا الله الذي أعطاكم من أنواع النعم مالا خفاء فيه عليكم،

وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْأي:أعطاكمبِمَا تَعْلَمُونَأي:أمدكم بما لا يجهل ولا ينكر من الإنعام.

واتقوا الله- تعالى- الذي أمدكم بألوان لا تحصى من النعم، فقد أمدكم بالأنعام- وهي الإبل والبقر والغنم- التي هي أعز أموالكم، وأمدكم بالأولاد ليكونوا قوة لكم، وأمدكم بالبساتين العامرة بالثمار، وبالعيون التي تنتفعون بمائها العذب.

ثم شرع يذكرهم نعم الله عليهم فقال : ( واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين . وجنات وعيون . إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) أي : إن كذبتم وخالفتم ، فدعاهم إلى الله بالترغيب والترهيب ، فما نفع فيهم .

واحذروا سخط الذي أعطاكم من عنده ما تعلمون.

التدبر :

وقفة
[132] خطر الركون إلى الدنيا ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ﴾.
وقفة
[132] ﴿وَاتَّقُوا الَّذي أَمَدَّكُم بِما تَعلَمونَ﴾ تعلمون يقينًا أنه الرزاق، وتعملون أنه من سخر لنا ما فى الأرض جميعًا، وتعلمون أنه وحده من يمدنا بخيرات كثيرة، ثم نجد منا من يقابل هذه النعم بالجحود والنكران.

الإعراب :

  • ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي:
  • اعربت في الآية الكريمة السابقة. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ أَمَدَّكُمْ:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين-في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ بِما تَعْلَمُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بأمدكم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة تَعْلَمُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد ضمير منصوب محلا لانه مفعول به. التقدير والمعنى: وخافوا الذي زودكم من النعم بما تعلمونه.'

المتشابهات :

الشعراء: 132﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ
الشعراء: 184﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [132] لما قبلها :     وبعد أن كَرَّرَ الأمْرَ بتقوى الله وطاعةِ نبيِّه؛ أمرهم ثالثًا بالتقوى؛ تنبيهًا لهم على إحسانه تعالى إليهم، وسبوغ نعمته عليهم، إذ شكر المحسن واجب، وطاعته متعينة، فقال:
﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [133] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ

التفسير :

[133]أعطاكم الأنعام:من الإبل والبقر والغنم، وأعطاكم الأولاد،

أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍمن إبل وبقر وغنموَبَنِينَأي:وكثرة نسل، كثر أموالكم, وكثر أولادكم, خصوصا الذكور, أفضل القسمين.

واتقوا الله- تعالى- الذي أمدكم بألوان لا تحصى من النعم، فقد أمدكم بالأنعام- وهي الإبل والبقر والغنم- التي هي أعز أموالكم، وأمدكم بالأولاد ليكونوا قوة لكم،

فقال: "واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم" أي إن كذبتم وخالفتم فدعاهم إلى الله بالترغيب والترهيب فما نفع فيهم.

وأعانكم به من بين المواشي والبنين.

التدبر :

لمسة
[133] ﴿أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ﴾ ابتدأ في تعداد النعم بذكر الأنعام؛ لأنها أجلُّ نعمة على أهل ذلك البلد؛ لأن منها أقواتَهم، ولباسهم، وعليها أسفارهم.
وقفة
[133] ﴿أَمَدَّكُم بِأَنْعَٰمٍ وَبَنِينَ﴾ ينبغي على الداعية في حواره مع المخالف أن يذكِّره بنعم الله عليه.

الإعراب :

  • ﴿ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ:
  • اعربت في الآية الكريمة السابقة. بأنعام: جار ومجرور متعلق بأمدكم. اي بمواش وابل.
  • ﴿ وَبَنِينَ:
  • معطوفة بالواو على «انعام» مجرورة مثلها وعلامة جرها الياء لانها ملحقة بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى واولاد. والجملة الفعلية في هذه الآية الكريمة بدل من الجملة الاولى في الآية السابقة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [133] لما قبلها :     وبعد أن أجْمَلَ؛ فَصَّلَ هنا، فقال:
﴿ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [134] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

التفسير :

[134]وأعطاكم البساتين المثمرة، وفجَّر لكم الماء من العيون الجارية.

هذا تذكيرهم بالنعم.

وأمدكم بالبساتين العامرة بالثمار، وبالعيون التي تنتفعون بمائها العذب.

فقال: "واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم" أي إن كذبتم وخالفتم فدعاهم إلى الله بالترغيب والترهيب فما نفع فيهم.

والبساتين والأنهار.

التدبر :

وقفة
[133، 134] ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ أي أعطاكم أصول الخيرات من المواشي، والبنين، والبساتين، والأنهار، وأغدق عليكم النعم، فهو الذى يجب أن يعبد ويشكر ولا يكفر.

الإعراب :

  • ﴿ وَجَنّاتٍ وَعُيُونٍ
  • معطوفة بالواو على ما قبلها في الآية الكريمة السابقة. وعيون: معطوفة بالواو على جَنّاتٍ».وتعرب اعرابها.'

المتشابهات :

الحجر: 45﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الشعراء: 57﴿فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الشعراء: 134﴿وَ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الشعراء: 147﴿ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الدخان: 25﴿كَمۡ تَرَكُواْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الدخان: 52﴿ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الذاريات: 15﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [134] لما قبلها :     وبعد ذكرِ الأنعام والبنين؛ ذكرَ الجنات والعيون؛ لأن بها رفاهية حالهم، واتساع رزقهم، وعيش أنعامهم، فقال:
﴿ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [135] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ ..

التفسير :

[135] قال هود -عليه السَّلام- محذراً لهم:إني أخاف إن أصررتم على ما أنتم عليه من التكذيب والظلم وكُفْر النِّعَم، أن ينزل الله بكم عذاباً في يوم تعظم شدته من هول عذابه.

ثم ذكرهم حلول عذاب الله فقال: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.

أي:إني - من شفقتي عليكم وبري بكم - أخاف أن ينزل بكم عذاب يوم عظيم, إذا نزل لا يرد, إن استمريتم على كفركم وبغيكم.

ثم ختم إرشاده لهم، ببيان أنه حريص على مصلحتهم، وأنه يخشى عليهم إذا لم يستجيبوا لدعوته أن ينزل بهم عذاب عظيم في يوم تشتد أهواله ولا تنفعهم فيه أموالهم ولا أولادهم.

وبذلك نرى أن هودا- عليه السلام- قد جمع في نصحه لقومه بين الترهيب والترغيب، وبين الإنذار والتبشير، وبين التعفف عن دنياهم، والحرص على مصلحتهم.

فقال: "واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم" أي إن كذبتم وخالفتم فدعاهم إلى الله بالترغيب والترهيب فما نفع فيهم.

( إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ ) من الله ( عَظِيمٍ ).

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[135] ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ عبر عن مشاعرك بحرارة تجاه قومك ووطنك، أظهر مشاعرك الحقيقية على مستقبلهم، حدثهم عن حبك لمستقبل باسم لهم.
وقفة
[135] ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ أي إني أخشى عليكم إن كذبتم وخالفتم وأصررتم على الكفر عذاب يوم شديد الأهوال، وهذا يدل على أنه دعاهم إلى الإيمان بالله بالحسنى وبالترغيب والترهيب، والتخويف والبيان.
وقفة
[135] ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ رغم تكذيبهم وعنادهم واستكبارهم؛ ظل يعظهم ويذكرهم، تأمل اشفاق ورحمة الرسل بقومهم.
تفاعل
[135] ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب اسم «ان».اخاف: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انا. عليكم: جار ومجرور متعلق بأخاف والميم علامة جمع الذكور. والجملة في محل رفع خبر ان.
  • ﴿ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. يوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عظيم: صفة ليوم مجرورة مثلها.'

المتشابهات :

الأعراف: 59﴿اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
الشعراء: 135﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
الأحقاف: 21﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
هود: 3﴿وَإِن تَوَلَّوْا فَـ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
هود: 26﴿أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٖ
هود: 84﴿إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [135] لما قبلها :     وبعد أن وَعَظَهم؛ بَيَّنَ لهم هنا أنه حريص على مصلحتهم، وأنه يخشى عليهم إن لم يستجيبوا لدعوته أن ينزل بهم عذاب عظيم، في يوم تشتد أهواله، ولا تنفعهم فيه أموالهم ولا أولادهم، فجمع لهم بين الترهيب والترغيب، فقال:
﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [136] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ ..

التفسير :

[136] قالوا له:يستوي عندنا تذكيرك وتخويفك لنا وتركه، فلن نؤمن لك.

فقالوا معاندين للحق مكذبين لنبيهم: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَأي:الجميع على حد سواء، وهذا غاية العتو, فإن قوما بلغت بهم الحال إلى أن صارت مواعظ الله, التي تذيب الجبال الصم الصلاب, وتتصدع لها أفئدة أولي الألباب, وجودها وعدمها -عندهم- على حد سواء، لقوم انتهى ظلمهم, واشتد شقاؤهم, وانقطع الرجاء من هدايتهم، ولهذا قالوا:

ولكن هذه النصائح الحكيمة، لم يستقبلها قومه استقبالا حسنا، ولم تجد منهم قبولا، بل كان ردهم عليه- كما حكى القرآن عنهم-: قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ ...

أى: قال قوم هود له بعد أن وعظهم ونصحهم: قالوا له بكل استهتار وسوء أدب:

يا هود يستوي عندنا وعظك وعدمه، ولا يعنينا أن تكون ممن يجيدون الوعظ أو من غيرهم ممن لا يحسنون الوعظ والإرشاد.

قال صاحب الكشاف: فإن قيل: «أوعظت أو لم تعظ» كان أخصر. والمعنى واحد.

قلت: ليس المعنى بواحد وبينهما فرق، لأن المراد: سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ، أم لم تكن أصلا من أهله ومباشريه، فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه، من قولك:

أم لم تعظ.

يقول تعالى مخبرا عن جواب قوم هود له ، بعدما حذرهم وأنذرهم ، ورغبهم ورهبهم ، وبين لهم الحق ووضحه : ( قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ) أي : لا نرجع عما نحن فيه ، ( وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ) [ هود : 53 ] وهكذا الأمر ; فإن الله تعالى قال : ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) [ البقرة : 6 ] وقال تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] .

يقول تعالى ذكره: قالت عاد لنبيهم هود صلى الله عليه وسلم: معتدل عندنا وعظك إيانا, وتركك الوعظ, فلن نؤمن لك ولن نصدّقك على ما جئتنا به.

التدبر :

وقفة
[136] ﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ كانت عاد قد بلغوا مبلغًا عظيمًا من البأس وعظم السلطان والتغلب على البلاد مما أثار قولهم: ﴿مَن أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ [فصلت: 15] فطال عليهم الأمد، وتفننوا في إرضاء الهوى، وأقبلوا على الملذات واشتد الغرور بأنفسهم فأضاعوا الجانب الأهم للإنسان وهو جانب الدين وزكاء النفس، واستخفوا بجانب الله تعالى، واستحمقوا الناصحين.
وقفة
[136] ﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ كل ذلك عندنا سواء؛ لا نسمع منك، ولا نلوي على ما تقوله.
عمل
[136] ﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ استمع اليومَ إلى درسٍ أو موعظةٍ، وطبِّق ما تسمعُ.
وقفة
[136] ﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ تعنت أهل الباطل، وإصرارهم عليه.
وقفة
[136] ﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لو قيل: (أَوَعَظْتَ أو لم تعظ)؛ كان أخصر، والمعنى واحد، قلت: «ليس المعنى بواحد وبينهما فرق، لأنّ المراد: سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ، أم لم تكن أصلًا من أهله ومباشريه، فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه،، من قولك: أم لم تعظ».
وقفة
[136] ﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ كفر النعمة وقسوة القلب تمنع العبد من قبول الموعظة.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ سَواءٌ عَلَيْنا:
  • سواء خبر مقدم مرفوع بالضمة. علينا: جار ومجرور متعلق بسواء.
  • ﴿ أَوَعَظْتَ أَمْ:
  • الهمزة همزة التسوية. وعظت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع فاعل. والجملة بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر. ام: حرف عطف. وهي أَمْ» المتصلة لانها مسبوقة بهمزة التسوية.
  • ﴿ لَمْ تَكُنْ مِنَ الواعِظِينَ:
  • الجملة بتأويل مصدر في محل رفع معطوف على المصدر المؤول من الجملة الاولى. التقدير: اننا لدعوتك مكذبون سواء علينا وعظك وعدم وعظك. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره انت. من الواعظين: جار ومجرور متعلق بخبر تَكُنْ» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [136] لما قبلها :     وبعد أن فعله هودٌ عليه السلام من ترغيبهم وترهيبهم؛ أجابوه معانِدين للحقِّ مكذِّبين لنبيِّهم: وعظك وعدمه سواء، فقالوا:
﴿ قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أوعظت:
1- بإظهار الظاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بإدغام الظاء فى التاء، ورويت عن أبى عمرو، والكسائي، وعاصم.

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف