15858596061626364656667

الإحصائيات

سورة الأعراف
ترتيب المصحف7ترتيب النزول39
التصنيفمكيّةعدد الصفحات26.00
عدد الآيات206عدد الأجزاء1.25
عدد الأحزاب2.50عدد الأرباع10.00
ترتيب الطول4تبدأ في الجزء8
تنتهي في الجزء9عدد السجدات1
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 3/29آلمص: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (59) الى الآية رقم (64) عدد الآيات (6)

بدايةُ الحديثِ عن قصصِ الأنبياءِ في هذه السورةِ، القصَّةُ الأولى: نوحٌ عليه السلام ، دعا قومَه إلى التوحيدِ فاتَّهمُوه بالضَّلالِ وكذَّبُوه، فأنجاه اللهُ من الطوفانِ ومن معه في السفينةِ، وأغرقَ الذينَ كفرُوا.

فيديو المقطع


المقطع الثاني

من الآية رقم (65) الى الآية رقم (67) عدد الآيات (3)

القصَّةُ الثانيةُ: هودٌ عليه السلام ، دعا قومَه عَادًا إلى التوحيدِ، فاتَّهمُوه بالسَّفاهةِ وكذَّبُوه.

فيديو المقطع


مدارسة السورة

سورة الأعراف

الصراع بين الحق والباطل/ احسم موقفك ولا تكن سلبيًّا

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • بدأت السورة ::   بالصراع بين آدم وإبليس، وأتبعته بالحوار بين أهل الجنة وأهل النار. وكأنها تنادينا: هذه هي بداية الصراع، أو أول صراع: (آدم وإبليس)، وهذه هي النتيجة: (فريق في الجنة وفريق في النار).
  • • ثم عرضت السورة ::   الصراع في تاريخ البشرية بين كل نبي وقومه، ويظهر أن نهاية الصراع دائمًا هي هلاك الظالمين بسبب فسادهم، ونجاة المؤمنين بسبب إيمانهم.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الأعراف».
  • • معنى الاسم ::   الأعراف: جمع عُرْفٍ، وعُرْف الجبل ونحوه: أعلاه، ويطلق على السور ونحوه، وقيل لعرف الديك: عُرف، لارتفاعه على ما سواه من جسده، والأعراف: هو ‏السور ‏الذي ‏بين ‏الجنة ‏والنار يحول بين أهليهما. وأهل الأعراف: من تساوت حسناتهم وسيئاتهم يوم القيامة، إذ يوقفون على أعالي سور بين الجنة والنار، ثم يدخلهم الله الجنة بفضله ورحمته.
  • • سبب التسمية ::   لورود لفظ "‏الأعراف" ‏فيها، ولم يذكر في غيرها من السور.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   ‏‏«سورة الميقات»، و«سورة الميثاق»، «أَطْوَلُ الطُّولَيَيْنِ» (الطُّولَيَيْن: الأنعام والأعراف، فهما أطول السور المكية).
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن الصراع دائم ومستمر بين الحق والباطل، من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق، مرورًا بنوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام، وفي قصص هؤلاء الأنبياء ظهر لنا كيف أن الله ينجي أولياءه ويهلك أعداءه.
  • • علمتني السورة ::   وجوب اتباع الوحي، وحرمة اتباع ما يدعو إليه أصحاب الأهواء والمبتدعة: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الوزن يوم القيامة لأعمال العباد يكون بالعدل والقسط: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن من أشبه آدم بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع إذا صدرت منه الذنوب اجتباه ربه وهداه‏، ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب، فإنه لن يزداد من اللّه إلا بعدًا‏.
رابعًا : فضل السورة :
  • • عن مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: «مَا لِى أَرَاكَ تَقْرَأُ فِى الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ السُّوَرِ؟ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِيهَا بِأَطْوَلِ الطُّولَيَيْنِ»، قُلْتُ (القائل ابن أَبِي مُلَيْكَة): «يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا أَطْوَلُ الطُّولَيَيْنِ؟»، قَالَ: «الأَعْرَافُ».
    • عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها «أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ سُورَةَ الأَعْرَافِ فِى صَلاَةِ الْمَغْرِبِ، فَرَّقَهَا فِى رَكْعَتَيْنِ».
    • عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَل مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ حَبْرٌ». السبعُ الأُوَل هي: «البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة»، وأَخَذَ السَّبْعَ: أي من حفظها وعلمها وعمل بها، والحَبْر: العالم المتبحر في العلم؛ وذلك لكثرة ما فيها من أحكام شرعية.
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الأعراف من السبع الطِّوَال التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان التوراة.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • أطول سورة مكية (وكما سبق فهي أَطْوَلُ الطُّولَيَيْنِ (الأنعام والأعراف)، فهما أطول السور المكية).
    • أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء: آدم ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى.
    • بها أول سجدة تلاوة -بحسب ترتيب المصحف-، ويبلغ عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم 15 سجدة.
    • اشتملت على 4 نداءات متتالية لبني آدم من أصل 5 نداءات ذُكرت في القرآن الكريم، وهذه النداءات الأربعة ذُكرت في الآيات (26، 27، 31، 35)، وكلها بعد سرد قصة آدم في بداية السورة، والنداء الخامس ذُكِرَ في الآية (60) من سورة يس.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نبذل قصارى جهدنا في دعوة النَّاس إلى الله كما فعل الأنبياء الكرام.
    • أن نحسم موقفنا من الصراع بين الحق والباطل، فأصحاب الأعراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي الله فيهم.
    • ألا يكون طموحنا أدني المنازل في الجنان؛ حتى لا نكن ممن سيقفون على الأعراف ينتظرون وغيرهم سبق وفاز، ولا نرضى في العبادة أدناها.
    • ألا نتحرج في تبليغ هذا الدين وأداء فرائضه فهو الدين الحق: ﴿كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (2).
    • ألا نتكبر على عباد الله؛ فالكبر سبب معصية إبليس: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ (12).
    • أن نلبس الحسن من الثياب إذا ذهبنا إلى المساجد، ولا نسرف في الأكل والشرب: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (31).
    • أن نجتنب هذه الأمور التي حرمها الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (33).
    • أن نُذَكِّر أنفسنا ومن حولنا بأهمية سلامة القلب، وأنه من صفات أهل الجنة: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ﴾ (43).
    • ألا نغتر بالحياة الدنيا؛ فهي دار لهو ولعب: ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ...﴾ (51).
    • أن نُذَكِّر بعض البائعين -بأسلوب طيب- بأهمية العدل في الميزان: ﴿فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ (85).
    • أن نجمع في الدنيا بين الخوف والرجاء: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّـهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (99).
    • أن نحافظ على الصلاة مع الجماعة؛ فهي من العهد الذي بينك وبين الله: ﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾ (102).
    • أن نضمّ أسماء أحبابِنا في الدُّعاء: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي﴾ (151).
    • أن نتذكر سنة كنا غافلين عنها من سنن النبي ﷺ، ونطبقها: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾ (157).
    • ألا نتهاون في الأخذِ بنصيحةِ من يعظنا ويذكِّرنا بالله: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ (165).
    • أن نطلب دومًا الثبات على الصراط المستقيم، ونتعوذ من نزغات الشياطين والكفر بعد الإيمان: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ...﴾ (175).
    • أن نسأل الله تعالى صلاح قلوبنا، وأن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا في طاعته: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ (179).
    • أن نحذر من مكر الله فيما أنعم به علينا: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (182).
    • أن نتيقن ويستقر في قلوبنا أنه لن ينفعنا أو يضرنا أحد إلا بإذن الله: ﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ...﴾ (188).
    • أن نقابل وسوسة الشيطان بالاستعاذة بالله منه: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ...﴾ (200).
    • أن نستمع وننصت أثناء قراءة القرآن: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (204).
    • أن نداوم على أذكار الصباح والمساء، ونُذَكِّر بهـا غيرنا: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ ... وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ﴾ (205).

تمرين حفظ الصفحة : 158

158

مدارسة الآية : [58] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ ..

التفسير :

[58] والأرض النقية إذا نزل عليها المطر تُخرج نباتاً -بإذن الله ومشيئته- طيباً ميسراً، وكذلك المؤمن إذا نزلت عليه آيات الله انتفع بها، وأثمرت فيه حياة صالحة، أما الأرض السَّبِخة الرديئة فإنها لا تُخرج النبات إلا عسراً رديئاً لا نفع فيه، ولا تُخرج نباتاً طي

ثم ذكر تفاوت الأراضي، التي ينزل عليها المطر، فقال:{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ} أي:طيب التربة والمادة، إذا نزل عليه مطر{ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ} الذي هو مستعد له{ بِإِذْنِ رَبِّهِ} أي:بإرادة اللّه ومشيئته، فليست الأسباب مستقلة بوجود الأشياء، حتى يأذن اللّه بذلك.{ وَالَّذِي خَبُثَ} من الأراضي{ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} أي:إلا نباتا خاسا لا نفع فيه ولا بركة.{ كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} أي:ننوعها ونبينها ونضرب فيها الأمثال ونسوقها لقوم يشكرون اللّه بالاعتراف بنعمه، والإقرار بها، وصرفها في مرضاة اللّه، فهم الذين ينتفعون بما فصل اللّه في كتابه من الأحكام والمطالب الإلهية، لأنهم يرونها من أكبر النعم الواصلة إليهم من ربهم، فيتلقونها مفتقرين إليها فرحين بها، فيتدبرونها ويتأملونها، فيبين لهم من معانيها بحسب استعدادهم، وهذا مثال للقلوب حين ينزل عليها الوحي الذي هو مادة الحياة، كما أن الغيث مادة الحيا، فإن القلوب الطيبة حين يجيئها الوحي، تقبله وتعلمه وتنبت بحسب طيب أصلها، وحسن عنصرها. وأما القلوب الخبيثة التي لا خير فيها، فإذا جاءها الوحي لم يجد محلا قابلا، بل يجدها غافلة معرضة، أو معارضة، فيكون كالمطر الذي يمر على السباخ والرمال والصخور، فلا يؤثر فيها شيئا، وهذا كقوله تعالى:{ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا} الآيات.

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً.

أصل النكد: العسر القليل الذي لا يخرج إلا بعناء ومشقة. يقال: نكد عيشه ينكد، اشتد وعسر. ونكدت البئر: قل ماؤها، ومنه: رجل نكد، ونكد وأنكد، شؤم عسر. وهم أنكاد ومناكيد.

وقال في اللسان: والنكد: قلة العطاء، قال الشاعر:

لا تنجز الوعد إن وعدت وإن ... أعطيت، أعطيت تافها نكدا

أى: عطاء قليلا لا جدوى منه.

والمعنى: أن الأرض الكريمة التربة يخرج نباتها وافيا حسنا غزير النفع بمشيئة الله وتيسيره، والذي خبث من الأرض كالسبخة منها لا يخرج نباته إلا قليلا عديم الفائدة.

فالأول: مثل ضربه الله للمؤمن يقول: هو طيب وعمله طيب.

والثاني: مثل للكافر، يقول: هو خبيث وعمله خبيث، وفيهما بيان أن القرآن يثمر في القلوب التي تشبه الأرض الطيبة التربة، ولا يثمر في القلوب التي تشبه الأرض الرديئة السبخة.

ونكدا منصوب على أنه حال أو على أنه نعت لمصدر محذوف والتقدير: والذي خبث لا يخرج إلا خروجا نكدا.

قال صاحب الكشاف: «وهذا مثل لمن ينجح فيه الوعظ والتذكير من المكلفين، ولمن لا يؤثر فيه شيء من ذلك. وعن مجاهد: آدم وذريته منهم خبيث وطيب. وعن قتادة: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه بعقله وانتفع به، كالأرض الطيبة أصابها الغيث فأنبتت. والكافر بخلاف ذلك. وهذا التمثيل واقع على أثر ذكر المطر. وإنزاله بالبلد الميت، وإخراج الثمرات به على طريق الاستطراد» .

وقريب من معنى الآية الكريمة ما رواه الشيخان عن أبى موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» .

وقوله: كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ أصل التصريف: تبديل حال بحال ومنه تصريف الرياح. والآيات: الدلائل الدالة على قدرة الله.

أى: مثل ذلك التصريف البديع والتنويع الحكيم نصرف الآيات الدالة على علمنا وحكمتنا ورحمتنا بالإتيان بها على أنواع جلية واضحة لقوم يشكرون نعمنا، باستعمالها فيما خلقت له، فيستحقون مزيدنا منها وإثابتنا عليها.

وعبر هنا بالشكر لأن هذه الآية موضوعها الاهتداء بالعلم والعمل والإرشاد، بينما عبر في الآية السابقة عليها بالتذكر لأن موضوعها يتعلق بالاعتبار والاستدلال على قدرة الله- تعالى- في إحياء الموتى.

وإلى هنا تكون السورة الكريمة قد حدثتنا- من بين ما حدثتنا- عن عظمة القرآن الكريم وعن وجوب اتباعه، وعن قصة آدم وما فيها من عبر وعظات، وعما أحله الله وحرمه، وعما يدور بين أهل النار من مجادلات واتهامات، وعن العاقبة الطيبة التي أعدها الله للصالحين من عباده، وعن المحاورات التي تدور بينهم وبين أهل النار، ثم عن مظاهر قدرة الله، وأدلة وحدانيته.

وبعد كل ذلك تبدأ السورة جولة جديدة مع الأمم الخالية، والقرى المهلكة التي جاء ذكرها في مطلعها.

وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ.

فتحدثنا السورة الكريمة عن مصارع قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، ثم حديثا مستفيضا عن قصة موسى مع فرعون ومع بنى إسرائيل.

وقد تكلم الإمام الرازي عن فوائد مجيء قصص هؤلاء الأنبياء مع أقوامهم في هذه السورة بعد أن تحدثت عن أدلة توحيده وربوبيته- سبحانه- فقال: اعلم أنه- تعالى- لما ذكر في تقرير المبدأ والمعاد دلائل ظاهرة، وبينات قاهرة، وبراهين باهرة أتبعها بذكر قصص الأنبياء وفيه فوائد:

أحدها: التنبيه على أن إعراض الناس عن قبول هذه الدلائل والبينات. ليس من خواص قوم النبي صلى الله عليه وسلم بل هذه العادة المذمومة كانت حاصلة في جميع الأمم السالفة، والمصيبة إذا عمت خفت، فكان ذكر قصصهم، وحكاية إصرارهم وعنادهم، يفيد تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتخفيف ذلك على قلبه.

ثانيها: أنه- تعالى- يحكى في هذه القصص أن عاقبة أمر أولئك المنكرين كان إلى اللعن في الدنيا، والخسارة في الآخرة، وعاقبة أمر المحقين إلى الدولة في الدنيا، والسعادة في الآخرة، وذلك يقوى قلوب المحقين، ويكسر قلوب المبطلين.

وثالثها: التنبيه على أنه- تعالى- وإن كان يمهل هؤلاء المبطلين، ولكنه لا يمهلهم، بل ينتقم منهم على أكمل الوجوه.

ورابعها: بيان أن هذه القصص دالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان أميّا. وما طالع كتابا ولا تتلمذ على أستاذ. فإذا ذكر هذه القصص على هذا الوجه من غير تحريف ولا خطأ دل ذلك على أنه إنما عرفها بالوحي من الله- تعالى-» .

والآن فلنستمع بتدبر واعتبار إلى السورة الكريمة وهي تحدثنا عن قصة نوح مع قومه فتقول:

وقوله : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) أي : والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا حسنا ، كما قال : ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) [ آل عمران : 37 ] .

( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) قال مجاهد وغيره : كالسباخ ونحوها .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في الآية : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر .

وقال البخاري : حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكانت منها نقية قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس ، فشربوا وسقوا وزرعوا . وأصاب منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا . ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " .

رواه مسلم والنسائي من طرق ، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، به

القول في تأويل قوله : وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: والبلدُ الطيبة تربته، العذبةُ مشاربه، يخرج نباته إذا أنـزل الله الغيث وأرسل عليه الحيا، بإذنه، طيبًا ثمرُه في حينه ووقته. والذي خَبُث فردؤت تربته، وملحت مشاربه، لا يخرج نباته إلا نكدًا =

= يقول: إلا عَسِرًا في شدة، كما قال الشاعر: (1)

لا تُنْجِــزُ الوعْـدَ, إِنْ وَعَـدْتَ, وإن

أَعْطَيْــتَ أَعْطَيْــتَ تَافِهًــا نَكِـدَا (2)

يعني بـ" التافه "، القليل، وبـ" النكد " العسر. يقال منه: " نكِد يَنْكَد نكَدًا، ونَكْدًا = فهو نَكَدٌ ونَكِدٌ"، والنُّكْد، المصدر. ومن أمثالهم: " نَكْدًا وجحدًا "،" ونُكدًا وجُحْدا ". و " الجحد "، الشدة والضيق. ويقال: " إذا شُفِه وسئل: (3) قد نَكَدوه ينكَدُونه نَكْدًا "، كما قال الشاعر: (4)

وَأَعْـــطِ مَــا أَعْطَيْتَــهُ طَيِّبًــا

لا خَــيْرَ فِــي المَنْكُــودِ والنَّـاكِدِ (5)

* * *

واختلفت القرأة في قراءة ذلك.

فقرأه بعض أهل المدينة: ( إلا نَكَدًا ) ، بفتح الكاف.

* * *

وقرأه بعض الكوفيين بسكون الكاف: ( نَكْدًا ).

* * *

وخالفهما بعد سائر القرأة في الأمصار، فقرؤوه: ( إلا نَكِدًا )، بكسر الكاف.

* * *

كأن من قرأه: " نكَدًا " بنصب الكاف أراد المصدر.

وكأنّ من قرأه بسكون الكاف أراد كسرها، فسكنها على لغة من قال: " هذه فِخْذ وكِبْد "، وكان الذي يجب عليه إذا أراد ذلك أن يكسر " النون " من " نكد " حتى يكون قد أصاب القياس.

* * *

قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا، قراءةُ من قرأهُ: ( نَكِدًا )، بفتح " النون " وكسر " الكاف "، لإجماع الحجة من قرأة الأمصار عليه.

* * *

وقوله: " كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون " ، يقول: كذلك: نُبين آية بعد آية، وندلي بحجة بعد حجة، ونضرب مثلا بعد مثل، (6) لقوم يشكرون الله على إنعامه عليهم بالهداية، وتبصيره إياهم سبيل أهل الضلالة، باتباعهم ما أمرَهم باتباعه، وتجنُّبهم ما أمرهم بتجنبه من سبل الضلالة. وهذا مثل ضرَبه الله للمؤمن والكافر، فالبلد الطيب الذي يخرج نباته بإذن ربه، مثل للمؤمن = والذي خَبُث فلا يخرج نباته إلا نكدًا، مثلٌ للكافر.

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

14786 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس قوله: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، فهذا مثل ضربه الله للمؤمن. يقول: هو طيب، وعمله طيب، كما البلد الطيب ثمره طيب. ثم ضرب مثلَ الكافر كالبلدة السَّبِخة المالحة التي يخرج منها النـز (7) فالكافر هو الخبيث، وعمله خبيث.

14787 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " والبلد الطيب " ، و " الذي خبث " قال: كل ذلك من الأرض السِّباخ وغيرها، مثل آدم وذريته، فيهم طيب وخبيث.

14788 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه.

14789 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، قال: هذا مثل ضربه الله في الكافر والمؤمن.

14790 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثني أحمد = يعني ابن المفضل = قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث " ، هي السبخة لا يخرج نباتها إلا نكدًا = و " النكد "، الشيء القليل الذي لا ينفع. فكذلك القلوب لما نـزل القرآن، فالقلب المؤمن لما دخله القرآن آمن به وثبت الإيمان فيه، والقلب الكافر لما دخله القرآن لم يتعلق منه بشيء ينفعه، ولم يثبت فيه من الإيمان شيء إلا ما لا ينفع، كما لم يُخْرِج هذا البلد إلا ما لا ينفع من النبات.

14791 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد، عن مجاهد: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا " ، قال: الطيب ينفعه المطر فينبت،" والذي خبث " السباخُ، لا ينفعه المطر، لا يخرج نباته إلا نكدًا. قال: هذا مثل ضربه الله لآدم وذريته كلهم، إنما خلقوا من نفس واحدة، فمنهم من آمن بالله وكتابه، فطابَ. ومنهم من كفر بالله وكتابه، فخَبُث.

---------------------

الهوامش :

(1) م أعرف قائله.

(2) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 217 ولسان العرب (تفه).

(3) "شفه الرجل" (بالبناء للمجهول) ، إذا كثر سؤال الناس إياه فأعطى حتى نفد ما عنده فأفنى ماله."فهو مشفوه" ومثله"منكود ، ومثمود ، ومعروك ، ومعجوز ، ومصفوف ، ومكثور عليه". ويقال: "ماء مشفوه" ، كثير الشاربة ، وكذلك الماء والطعام.

(4) م أعرف قائله.

(5) اللسان (نكد) ، وقد ذكرت البيت آنفًا 1: 442 ، تعليق: 1

(6) انظر تفسير"التصريف" فيما سلف 3: 275 ، 276/ 11: 356 ، 433/ 12: 25

= وتفسير"الآية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).

(7) في المطبوعة: "التي تخرج منها البركة" ، زاد"لا" ، وليست في المخطوطة اتباعًا لما في الدر 3: 93. وفي المخطوطة مثلها أنه كتب"النزله" غير المنقوطة. وهو غير مفهوم إذا قرئ: "تخرج منها البركة". وصفة الأرض"السبخة" أنها أرض ذات ملح ونز ، وهو الماء تتحلب عنه الأرض ، فيصير مناقع. ومن أجل ذلك صار راجحًا عندي أن ما أثبته هو الصواب ، وأن ما في المخطوطة من فعل الناسخ.

التدبر :

وقفة
[58] هذا مثال للقلوب حين ينزل عليها الوحي، فإن القلوب الطيبة حين يأتيها الوحي تقبله، وتعلمه، وتنبت بحسب طيب أصلها، وحسن عنصرها, وأما القلوب الخبيثة التي لا خير فيها، فإذا جاءها الوحي لم يجد محلًا قابلًا، بل يجدها غافلة معرضة، أو معارضة، فيكون كالمطر الذي يمر على السباخ والرمال والصخور، فلا يؤثر فيها شيئًا.
وقفة
[58] ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ ﻻ يكفي طيب (التربة) حتى يجتمع معها (طيب البشر)، فكم بيننا وبين اﻷرض من علاقة (تفاعل)؟!
وقفة
[58] ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ إذا زكا الأصل طاب الفرع، وإذا خبث لم يطب ما خرج منه، فالمظهر يدل على الجوهر، ومن صفا باطن قلبه زکا ظاهر فعله، ومن كان بالعكس فحاله بالضد.
وقفة
[58] ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ من مفاهيم الآية: الغرس بالمكان المناسب (يثمر) ولو بعد حين.
وقفة
[58] ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ لغرس الخلق القويم في أولادنا لابد من تطييب قلوبهم بالإستغفار، فمن أهم ما نعلمهم هو الإستغفار، فتطيب قلوبهم فيسهل الغرس.
وقفة
[58] ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا﴾ أعظم من إنزال الغيث إنزال القرآن، فلينظر المسلم إلى مدى تأثر قلبه وحياته به.
وقفة
[58] أرض وقلب: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا﴾، فشبه سبحانه الوحي الذي أنزله من السماء على القلوب، بالماء الذي أنزله على الأرض بحصول الحياة بهذا وهذا؛ فالمؤمن إذا سمع القرآن وعقله وتدبره؛ بان أثره عليه، فشبه بالبلد الطيب الذي يمرع ويخصب ويحسن أثر المطر عليه؛ فينبت من كل زوج كريم، والمعرض عن الوحي عكسه.
وقفة
[58] ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا﴾ أينما وجد الخبث في النبات والحيوان والإنسان ظهر النكد.
عمل
[58] اشكر الله تعالى بقلبك ولسانك وعملك، وأكثر من ذلك؛ فإن شكر النعم من أسبابِ حصول العلم والفهم، وزيادة الإيمان، ﴿كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ:
  • الواو استئنافية. البلد: مبتدأ مرفوع بالضمة. الطيب:صفة- نعت- للبلد مرفوعة مثله بالضمة.
  • ﴿ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ:
  • الجملة في محل رفع خبر «الْبَلَدُ». يخرج: فعل مضارع مرفوع بالضمة. نباته: فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. بإذن: جار ومجرور متعلق بيخرج.ربه: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.
  • ﴿ وَالَّذِي خَبُثَ:
  • الواو عاطفة. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ معطوف على المبتدأ «الْبَلَدُ». خبث: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. وجملة «خَبُثَ» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً:
  • الجملة: في محل رفع خبر «الَّذِي» لا: نافية لا عمل لها. يخرج: أعربت. وفاعلها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إلا: أداة حصر. نكدا: صفة للمصدر «نائب مفعول مطلق» بمعنى لا يخرج الّا خروجا قليلا ويجوز أن تعرب حالا. ويجوز إعراب «وَالَّذِي خَبُثَ» في محل رفع صفة للبلد بمعنى: والبلد الخبيث لا يخرج نباته إلا نكدا. فحذف المضاف الذي هو «النبات» وأقيم المضاف إليه الذى هو الضمير الراجع إلى البلد مقامه. إلّا أنه كان مجرورا بارزا فانقلب مرفوعا متمكنا لوقوعه موقع الفاعل. أو يقدر: ونبات الذي خبث. ويجوز أن تكون جملة «يَخْرُجُ نَباتُهُ» مع المبتدأ في موضع الحال بتقدير: يخرج نباته حسنا وافيا لأنه واقع في مقابلة «نَكِداً» هذا تخريج الزمخشري.
  • ﴿ كَذلِكَ نُصَرِّفُ:
  • بمعنى: مثل ذلك التصرف: تعرب إعراب «كَذلِكَ نُخْرِجُ» في الآية الكريمة السابقة.
  • ﴿ الْآياتِ لِقَوْمٍ:
  • مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. لقوم: جار ومجرور متعلق بنصرف.
  • ﴿ يَشْكُرُونَ:
  • الجملة: في محل جر صفة لقوم. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف معموله وهو بمعنى: يشكرون نعمة الله عليهم. '

المتشابهات :

الأنعام: 105﴿وَ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
الأعراف: 58﴿وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [58] لما قبلها :     وبعد أن ضربَ اللهُ عز وجل إحياءَ البلاد بالمطر مثلًا لبعث الموتى؛ ضرب اختلاف نتاج البلاد مثلًا لما في البشر من اختلاف الاستعداد لكل من الهدى والكفر والرشاد والغى، قال تعالى:
﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يخرج:
وقرئ:
يخرج، مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وأبى حيوة، وعيسى بن عمر.
نكدا:
وقرئ:
1- بفتح الكاف، وهى قراءة ابن القعقاع.
2- بسكونها، وهى قراءة ابن مصرف.
نصرف:
قرئ:
يصرف، بالياء، مراعاة للغيبة.

مدارسة الآية : [59] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ ..

التفسير :

[59] لقد بعثنا نوحاً إلى قومه؛ ليدعوَهم إلى توحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة له، فقال:يا قوم اعبدوا الله وحده، واخضعوا له بالطاعة، ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره جل وعلا، فأخلصوا له العبادة، فإن لم تفعلوا وبقيتم على عبادة أوثانكم، فإنني أخاف أن يحلَّ

لما ذكر تعالى من أدلة توحيده جملة صالحة، أيد ذلك بذكر ما جرى للأنبياء الداعين إلى توحيده مع أممهم المنكرين لذلك، وكيف أيد اللّه أهل التوحيد، وأهلك من عاندهم ولم يَنْقَدْ لهم، وكيف اتفقت دعوة المرسلين على دين واحد ومعتقد واحد، فقال عن نوح - أول المرسلين -:{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} يدعوهم إلى عبادة اللّه وحده، حين كانوا يعبدون الأوثان{ فَقَالَ} لهم:{ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} أي:وحده{ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} لأنه الخالق الرازق المدبِّر لجميع الأمور، وما سواه مخلوق مدبَّر، ليس له من الأمر شيء، ثم خوفهم إن لم يطيعوه عذاب اللّه، فقال:{ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} وهذا من نصحه عليه الصلاة والسلام وشفقته عليهم، حيث خاف عليهم العذاب الأبدي، والشقاء السرمدي، كإخوانه من المرسلين الذين يشفقون على الخلق أعظم من شفقة آبائهم وأمهاتهم، فلما قال لهم هذه المقالة، ردوا عليه أقبح رد.

تلك هي قصة نوح مع قومه كما وردت في هذه السورة، وقد وردت بصورة أكثر تفصيلا في سورة هود، والمؤمنون، ونوح وغيرها.

وقوله: لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ جواب قسم محذوف، أى: والله لقد أرسلنا نوحا إلى قومه والدليل على هذا القسم وجود لامه في بدء الجملة.

قال الآلوسى: «واطرد استعمال هذه اللام مع قد في الماضي- على ما قال الزمخشري- وقل الاكتفاء بها وحدها. والسر في ذلك أن الجملة القسمية لا تساق إلا تأكيدا للجملة المقسم عليها التي هي جوابها، فكانت مظنة لتوقع المخاطب حصول المقسم عليه، لأن القسم دل على الاهتمام فناسب ذلك إدخال قد» .

وينتهى نسب نوح- عليه السلام- إلى شيث بن آدم- عليه السلام- وقد ذكر نوح في القرآن في ثلاث وأربعين موضعا.

وقوم الرجل أقرباؤه الذين يجتمعون معه في جد واحد. وقد يقيم الرجل بين الأجانب فيسميهم قومه مجازا للمجاورة.

وكان قوم نوح يعبدون الأصنام فأرسل الله إليهم نوحا ليدلهم على طريق الرشاد.

قال ابن كثير: قال عبد الله بن عباس وغير واحد من علماء التفسير: كان أول ما عبدت الأصنام أن قوما صالحين ماتوا، فبنى قومهم عليهم مساجد، وصوروا صور أولئك الصالحين فيها ليتذكروا حالهم وعبادتهم فيتشبهوا بهم، فلما طال الزمان جعلوا أجسادا على تلك الصور، فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام وسموها بأسماء أولئك الصالحين: ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا فلما تفاقم الأمر بعث الله- تعالى- رسوله نوحا فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له» .

وقوله: فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ حكاية لما وجهه نوح لقومه من إرشادات، أى: قال لهم بتلطف وأدب تلك الكلمة التي وجهها كل رسول لمن أرسل إليهم:

اعبدوا الله وحده لا شريك له، فإنه هو المستحق للعبادة، أما سواه فلا يملك نفعا أو ضرا.

وكلمة غَيْرُهُ قرئت بالحركات الثلاث، بالرفع على أنها صفة لإله باعتبار محله الذي هو الرفع على الابتداء أو الفاعلية. وقرأ الكسائي بالجر باعتبار اللفظ، وقرئ بالنصب على الاستثناء بمعنى، ما لكم من إله إلا إياه.

ثم حكى القرآن أن نوحا حذر قومه من سوء عاقبة التكذيب، وأظهر لهم شفقته بهم وخوفه عليهم فقال: إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ أى: إنى أخاف عليكم إذا ما سرتم في طريق الكفر والضلال وتركتم عبادة الله وحده عذاب يوم عظيم، ووصف اليوم بالعظم لبيان عظم ما يقع فيه ولتكميل الإنذار.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت ما موقع الجملتين بعد قوله: اعْبُدُوا اللَّهَ قلت: الأولى- وهي ما لكم من إله غيره- بيان لوجه اختصاصه بالعبادة، والثانية وهي- إنى أخاف ...

إلخ- بيان الداعي إلى عبادته لأنه هو المحذور عقابه دون ما كانوا يعبدونه من دون الله. واليوم العظيم: يوم القيامة، أو يوم نزول العذاب بهم وهو الطوفان» .

بهذا الأسلوب المقنع المهذب دعا نوح قومه إلى وحدانية الله. فكيف كان ردهم عليه؟

لما ذكر تعالى قصة آدم في أول السورة ، وما يتعلق بذلك وما يتصل به ، وفرغ منه ، شرع تعالى في ذكر قصص الأنبياء ، عليهم السلام ، الأول فالأول ، فابتدأ بذكر نوح ، عليه السلام ، فإنه أول رسول إلى أهل الأرض بعد آدم ، عليه السلام ، وهو : نوح بن لامك بن متوشلح بن خنوخ - وهو إدريس [ النبي ] عليه السلام - فيما ، يزعمون ، وهو أول من خط بالقلم - ابن برد بن مهليل بن قنين بن يانش بن شيث بن آدم ، عليه السلام .

هكذا نسبه محمد بن إسحاق وغير واحد من أئمة النسب ، قال محمد بن إسحاق : ولم يلق نبي من قومه من الأذى مثل نوح إلا نبي قتل .

وقال يزيد الرقاشي : إنما سمي نوحا لكثرة ما ناح على نفسه .

وقد كان بين آدم إلى زمن نوح ، عليهما السلام ، عشرة قرون ، كلهم على الإسلام قاله عبد الله بن عباس

قال عبد الله بن عباس وغير واحد من علماء التفسير : وكان أول ما عبدت الأصنام ، أن قوما صالحين ماتوا ، فبنى قومهم عليهم مساجد وصوروا صور أولئك فيها ، ليتذكروا حالهم وعبادتهم ، فيتشبهوا بهم . فلما طال الزمان ، جعلوا تلك الصور أجسادا على تلك الصور . فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام وسموها بأسماء أولئك الصالحين " ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا " . فلما تفاقم الأمر بعث الله ، سبحانه وتعالى - وله الحمد والمنة - رسوله نوحا يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، فقال : ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) أي : من عذاب يوم القيامة إن لقيتم الله وأنتم مشركون به

القول في تأويل قوله : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)

قال أبو جعفر: أقسم ربنا جل ثناؤه للمخاطبين بهذه الآية: أنه أرسل نوحًا إلى قومه، منذرَهم بأسَه، ومخوِّفَهم سَخَطه، على عبادتهم غيره، فقال لمن كفر منهم: يا قوم، اعبدوا الله الذي له العبادة، وذِلُّوا له بالطاعة، واخضعوا له بالاستكانة، ودعوا عبادة ما سواه من الأنداد والآلهة، فإنه ليس لكم معبودٌ يستوجب عليكم العبادةَ غيرُه، فإني أخاف عليكم إن لم تفعلوا ذلك " عذابَ يوم عظيم " ، يعني: عذابَ يوم يعظم فيه بلاؤكم بمجيئه إياكم بسخط ربِّكم.

* * *

وقد اختلفت القَرَأة في قراءة قوله: " غيره ".

فقرأ ذلك بعض أهل المدينة والكوفة: ( مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرِهِ )، بخفض " غير " على النعت لـ" إله ".

* * *

وقرأه جماعة من أهل المدينة والبصرة والكوفة: ( مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه )، برفع " غير "، ردًّا لها على موضع " من "، لأن موضعها رفع، لو نـزعت من الكلام لكان الكلام رفعًا، وقيل: " ما لكم إله غيرُ الله ". (8) فالعرب [ لما وصفت من أن المعلوم بالكلام ] (9) أدخلت " من " فيه أو أخرجت، وأنها تدخلها أحيانًا في مثل هذا من الكلام، وتخرجها منه أحيانًا، تردّ ما نعتت به الاسم الذي عملت فيه على لفظه، فإذا خفضت، فعلى كلام واحد، لأنها نعت لـ" الإله ". وأما إذا رفعت، فعلى كلامين: " ما لكم غيره من إله "، وهذا قول يستضعفه أهل العربية.

------------------

الهوامش :

(8) انظر معاني القرآن للفراء 1: 382 ، 383.

(9) هكذا جاءت العبارة في المطبوعة والمخطوطة ، وفي الكلام سقط لا شك فيه ، لم أستطع أن أرده إلى أصله ، ولذلك وضعت هذه العبارة بين القوسين. والظاهر أن السقط طويل ، لأن أبا جعفر خالف هنا في هذا السياق ما درج عليه من ذكر أولي القراءتين بالصواب عنده.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[59] ما فائدة تكرار ذكر الأنبياء في القرآن؟! قال الرازي: «وفيه فوائد: أحدها: التنبيه على أن إعراض الناس عن قبول هذه الدلائل والبينات، ليس من خواص قوم النبي ﷺ، بل هذه العادة المذمومة كانت حاصلة في جميع الأمم السالفة، والمصيبة إذا عمت خفت. ثانيها: أنه تعالى يحكي في هذه القصص أن عاقبة أمر أولئك المنکرین کان إلى اللعن في الدنيا، والخسارة في الآخرة، وعاقبة أمر المُحقِّين إلى الدولة في الدنيا، والسعادة في الآخرة، وذلك يقوي قلوب المحقين، ويكسر قلوب المبطلين. وثالثها: التنبيه على أنه تعالى وإن كان يمهل هؤلاء المبطلين، ولكنه لا يهملهم، بل ينتقم منهم على أكمل الوجوه. ورابعها: بيان هذه القصص دالة على نبوة محمد ﷺ، لأنه كان أميًّا، وما طالع کتابًا، ولا تلمذ أستاذًا، فإذا ذكر هذه القصص على الوجه من غير تحريف ولا خطأ؛ دل ذلك على أنه إنما عرفها بالوحي من الله تعالى».
عمل
[59] اتفقت دعوة الأنبياء على التوحيد، فاحرص على هذا الأصل العظيم تعلمًا وتعليمًا وتطبيقًا ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ﴾.
وقفة
[59] ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ الأنبياء والمرسلون يشفقون على الخلق أعظم من شفقة آبائهم وأمهاتهم.
عمل
[59] ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ عبر عن مشاعرك بحرارة تجاه قومك ووطنك، أظهر مشاعرك الحقيقية على مستقبلهم، حدثهم عن حبك لمستقبل باسم لهم.
وقفة
[59] الناصحون الصادقون على الناس خائفون: ﴿إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن﴾ [مريم: 45]، ﴿إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم﴾، ﴿ويقوم إني أخاف عليكم يوم التناد﴾ [غافر: 32].
تفاعل
[59] ﴿عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ استعذ بالله من عذابه الآن.

الإعراب :

  • ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً:
  • الجملة: واقعة في جواب قسم محذوف لا محل لها.لقد: اللام: لتوكيد الجملة المقسم عليها التي هي جوابها. قد: حرف تحقيق. أرسلنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. نوحا: مفعول به منصوب بالفتحة وصرف لأنه ثلاثي اوسطه ساكن.
  • ﴿ إِلى قَوْمِهِ فَقالَ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلنا أو بحال محذوفة من «نُوحاً» بتقدير «مبعوثا» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. الفاء: استئنافية. قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي فقال لهم.
  • ﴿ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ:
  • يا: أداة نداء. قوم: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة التي هي الحركة الدالة على ياء المتكلم المحذوفة اختصارا والياء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. اعبدوا: فعل أمر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.الله لفظ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.
  • ﴿ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ:
  • ما: نافية لا عمل لها. لكم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. من: حرف جر زائد للتوكيد مسبوق بنفي. إله: اسم مجرور للتعظيم لفظا مرفوع محلا لانه مبتدأ مؤخر. غيره:صفة- نعت- لإله أو بدل منه مرفوع على المحل لا على اللفظ بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». أخاف: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. وجملة «أَخافُ» في محل رفع خبر «إن». عليكم: جار ومجرور متعلق بأخاف والميم علامة جمع الذكور أي بسبب شرككم.
  • ﴿ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ:
  • عذاب: مفعول به منصوب بالفتحة. يوم: مضاف اليه مجرور بالكسرة. عظيم: صفة ليوم مجرورة مثله بالكسرة. '

المتشابهات :

الأعراف: 59﴿فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
الشعراء: 135﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
الأحقاف: 21﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [59] لما قبلها :     وبعد الحديث عن إعراض الكفار عن التصديق بالقرآن، وذكر أدلة قدرة الله التي توجب استحقاقه للعبادة؛ يأتي الحديث هنا عن قَصَصِ الأنبياءِ، لبيان أنَّ إعراضَ النَّاسِ عَن قَبُولِ هذه الأدلة ليس مِن خَواصِّ أمة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فقط، بل هي عادة جميعِ الأُمَمِ السَّابقةِ، فكان في ذِكْرِ قَصَصِهم تَسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وتخفيف عنه: القصَّةُ الأولى: نوحٌ عليه السلام ، دعا قومَه إلى التوحيدِ، قال تعالى:
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

غيره:
قرئ:
1- بالجر، على البدل من لفظ «إله» ، أو على النعت، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش، وأبى صفر، والكسائي.
2- بالرفع، عطفا على موضع «من إله» ، لأن «من» زائدة، وهى قراءة باقى السبعة.
3- بالنصب، على الاستثناء، وهى قراءة عيسى بن عمر.

مدارسة الآية : [60] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا ..

التفسير :

[60] قال له سادتهم وكبراؤهم:إنا لنعتقد -يا نوح- أنك في ضلال بيِّن عن طريق الصواب.

{ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ} أي:الرؤساء الأغنياء المتبوعون الذين قد جرت العادة باستكبارهم على الحق، وعدم انقيادهم للرسل،{ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} فلم يكفهم - قبحهم اللّه - أنهم لم ينقادوا له، بل استكبروا عن الانقياد له، وقدحوا فيه أعظم قدح، ونسبوه إلى الضلال، ولم يكتفوا بمجرد الضلال حتى جعلوه ضلالا مبينا واضحا لكل أحد.

لقد ردوا عليه ردا سقيما حكاه القرآن في قوله: قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.

الملأ: الأشراف والسادة من القوم. سموا بذلك لأنهم يملؤون العيون مهابة. وقيل: هم الرجال ليس فيهم نساء. والملأ: اسم جمع لا واحد له من لفظه: كرهط.

والجملة الكريمة مستأنفة، كأنه قيل فماذا قالوا له؟ فقيل: قال الملأ ... إلخ والرؤية هنا قلبية ومفعولاها الضمير والظرف، وقيل: بصرية فيكون الظرف في موضع الحال. أى: قال الأشراف من قوم نوح له عند ما دعاهم إلى وحدانية الله: إنا لنراك بأمرك لنا بعبادة الله وحده وترك آلهتنا في انحراف بين عن طريق الحق والرشاد.

يقال: ضل الطريق يضل وضل عنه ضلالا وضلالة، أى زل عنه فلم يهتد إليه، وجعلوا الضلال ظرفا له فِي ضَلالٍ مُبِينٍ مبالغة في وصفهم له بذلك وزادوا في المبالغة بأن أكدوا ذلك بالجملة المصدرة بإن ولام التأكيد.

ورحم الله ابن كثير فقد قال عند تفسيره لهذه الآية. وهكذا حال الفجار، إنما يرون الأبرار في ضلالة، كقوله- تعالى-: وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ .

وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ، وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ إلى غير ذلك من الآيات .

( قال الملأ من قومه ) أي : الجمهور والسادة والقادة والكبراء منهم : ( إنا لنراك في ضلال مبين ) أي : في دعوتك إيانا إلى ترك عبادة هذه الأصنام التي وجدنا عليها آباءنا . وهكذا حال الفجار إنما يرون الأبرار في ضلالة ، كما قال تعالى : ( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون ) [ المطففين : 32 ] ، ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم ) [ الأحقاف : 11 ] إلى غير ذلك من الآيات .

القول في تأويل قوله : قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (60)

قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه، عن جواب مشركي قوم نوح لنوح، وهم " الملأ " = و " الملأ "، الجماعة من الرجال، لا امرأة فيهم (10) = أنهم قالوا له حين دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له: " إنا لنراك " ، يا نوح =" في ضلال مبين " ، (11) يعنون في أمر زائل عن الحق، مبين زوالهُ عن قصد الحقّ لمن تأمله. (12)

------------------

الهوامش :

(10) انظر تفسير"الملأ" فيما سلف 5: 291 ، وقد فسره هناك بما فسرته كتب اللغة ، أنهم وجوه القوم ورؤساؤهم وأشرافهم. وأما التفسير الذي هنا ، فلم يرد فيها ، وهو شيء ينبغي أن يقيد. وهذا نص الفراء في معاني القرآن 1: 383.

(11) انظر تفسير"الضلال" و"مبين" فيما سلف من فهارس اللغة (ضلل) و (بين).

(12) في المطبوعة: "عن قصد الحد" ، وهو لا معنى له ، وهي في المخطوطة سيئة الكتابة ، وهذا صواب قراءتها. وانظر تفسير الآية التالية.

التدبر :

وقفة
[60] الآية تصور ما يقع علي الدعاة من اتهامات, فالملأ يفتَرون, والأتباع يَنشرون, والسفهاء يصدقون.
لمسة
[60] لماذا في قصة نوح هنا قال: ﴿قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ﴾ بينما في سورة هود: ﴿فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ﴾ [هود: ۲٧]، مع أنهم نفس القوم؟ لأن تلك كانت في بداية الدعوة، ما كان فيهم مؤمنون، لكن مع تطاول القرون قِسْم آمن، فقال: (الَّذِينَ كَفَرُواْ) إشارة إلى أن هنالك من آمن.
وقفة
[60] ﴿قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ﴾ أي: الجمهور والسادة والقادة والكبراء منهم، ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ أي: في دعوتك إيانا إلى ترك عبادة هذه الأصنام التي وجدنا عليها آباءنا، وهكذا حال الفجار: إنما يرون الأبرار في ضلالة؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴾ [المطففين: 32]، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ﴾ [الأحقاف: 11].
وقفة
[60] ﴿قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ الملأ وعلية القوم والأثرياء دائمًا ما يكونون رأس الحربة في مواجهة المصلحين.
عمل
[60] ﴿قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ استمروا يا أهل الحق في دعوتِكُم؛ فأنبياء الله من قبلكم أوذوا كثيرًا من أجل دعوتهم، ورغم هذا فقد بلغوا دعوة الله.
وقفة
[60] ﴿قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ أكثَرُ مَن يقاوم دعوة الرسل هم أصحاب المصالح الشخصية والمتعلقين بالدنيا وزينتها.
وقفة
[60] الضالون من أصحاب المنافع والنفوذ هم أكثر من يردون دعوة الحق؛ لمنافاتها شهواتهم ﴿قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
وقفة
[60] ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ﴾ قال ابن كثير: «وهكذا حال الفجار إنما يرون الأبرار في ضلالة»، تأمَّل حال الفجار مع الأبرار اليوم لتقف على هذه الحقيقة.
وقفة
[60، 61] قال قوم نوح له: ﴿إنا لنراك في ضلال مبين﴾، فرد عليهم: ﴿قال يا قوم ليس بي ضلالة﴾، وقال قوم هود له: ﴿إنا لنراك في سفاهة﴾ [66]، ورد عليهم: ﴿قال يا قوم ليس بي سفاهة﴾ [67]؛ ما أجمل ردود الأنبياء عليهم السلام، لا سب فيها ولا شتم، ولنا فيهم أسوة حسنة.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ:
  • فعل ماض مبني على الفتح. الملأ: فاعل مرفوع بالضمة. من قومه: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الْمَلَأُ» و «مِنْ» بيانية والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
  • الجملة: في محل نصب مفعول به- مقول القول- إنّا: إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» لنراك: اللام: لام الابتداء مزحلقة لا عمل لها. نرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. الكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والفعل «نرى» هنا من رؤية القلب.في ضلال: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة. التقدير: نراك كائنا في ضلال مبين أو «ضالا» مبين: صفة- نعت- لضلال مجرورة مثلها. والجملة الفعلية «لَنَراكَ» في محل رفع خبر «إن». '

المتشابهات :

الأعراف: 60﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
المؤمنون: 33﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [60] لما قبلها :     وبعد أن دعا نوحٌ عليه السلام قومَه إلى التوحيدِ؛ بماذا ردوا عليه؟ قال تعالى:
﴿ قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الملأ:
وقرئ:
الملو، بالواو، وكذلك هى فى مصاحف أهل الشام، وهى قراءة ابن عامر.
وقيل: إن هذا ليس مشهورا عن ابن عامر، وقراءته كقراءة باقى السبعة بهمزة.

مدارسة الآية : [61] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ..

التفسير :

[61] قال نوح:يا قوم لست ضالّاً في مسألة من المسائل بوجه من الوجوه، ولكني رسول من رب العالمين ربي وربكم ورب جميع الخلق.

وهذا من أعظم أنواع المكابرة، التي لا تروج على أضعف الناس عقلا، وإنما هذا الوصف منطبق على قوم نوح، الذين جاءوا إلى أصنام قد صوروها ونحتوها بأيديهم، من الجمادات التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تغني عنهم شيئا، فنزلوها منزلة فاطر السماوات، وصرفوا لها ما أمكنهم من أنواع القربات، فلولا أن لهم أذهانا تقوم بها حجة اللّه عليهم لحكم عليهم بأن المجانين أهدى منهم، بل هم أهدى منهم وأعقل، فرد نوح عليهم ردا لطيفا، وترقق لهم لعلهم ينقادون له فقال:{ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ}{ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ} أي:لست ضالا في مسألة من المسائل بوجه من الوجوه، وإنما أنا هاد مهتد، بل هدايته عليه الصلاة والسلام من جنس هداية إخوانه، أولي العزم من المرسلين، أعلى أنواع الهدايات وأكملها وأتمها، وهي هداية الرسالة التامة الكاملة، ولهذا قال:{ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي:ربي وربكم ورب جميع الخلق، الذي ربى جميع الخلق بأنواع التربية، الذي من أعظم تربيته أن أرسل إلى عباده رسلا تأمرهم بالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والعقائد الحسنة وتنهاهم عن أضدادها، ولهذا قال:

ويرد نوح على قومه بأسلوب عف مهذب، فينفى عن نفسه الضلالة، ويكشف لهم عن حقيقة دعوته ومصدرها فيقول- كما حكى القرآن عنه-:

قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ أى: قال نوح لقومه مستميلا لقلوبهم: يا قوم ليس بي أدنى شيء مما يسمى بالضلال فضلا عن الضلال المبين الذي رميتمونى به، فقد نفى الضلال عن نفسه الكريمة على أبلغ وجه، لأن التاء في- ضلالة- للمرة الواحدة منه، ونفى الأدنى أبلغ من نفى الأعلى، والمقام يقتضى ذلك، لأنهم لما بالغوا في رميه بالضلال المبين، رد عليهم بما يبرئه من أى لون من ألوانه. وفي تقديم الظرف (بي) تعريض بأنهم هم في ضلال واضح.

( قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ) أي : ما أنا ضال ، ولكن أنا رسول من رب كل شيء ومليكه

القول في تأويل قوله : قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال نوح لقومه مجيبًا لهم: يا قوم، لم آمركم بما أمرتكم به من إخلاص التوحيد لله، وإفراده بالطاعة دون الأنداد والآلهة، زوالا مني عن محجة الحقّ، وضلالا لسبيل الصواب، وما بي ما تظنون من الضلال، ولكنّي رسول إليكم من رب العالمين بما أمرتكم به: من إفراده بالطاعة، والإقرار له بالوحدانية، والبراءة من الأنداد والآلهة.

* * *

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[61] ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حلم وأدب وصبر على سفاهات القوم.
وقفة
[61] ﴿لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ﴾، ﴿ليس بي سفاهة﴾ [67]؛ أصحاب الهمم العالية لا يلتفتون للعبارات السفلية.
وقفة
[61] وقوله لهم جوابًا عن هذا: ﴿لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ﴾ مبالغة في حسن الأدب، والإعراض عن الجفاء منهم، وتناول رفيق، وسعة صدر حسبما يقتضيه خُلُق النبوة.
وقفة
[61] ﴿ليس بي ضلالة ولكني رسول رب العالمين﴾، ﴿ليس بي سفاهة ولكني رسول رب العالمين﴾ [67]؛ عندما يكون الهدف واضحًا في قلب الداعية إلى الله؛ لن تثنيه اتهامات المدعويين الشخصية، فالرسالة أعظم من الثأر للنفس.
وقفة
[61] ﴿ليس بي ضلالة ولكني رسول رب العالمين﴾، ﴿ليس بي سفاهة ولكني رسول رب العالمين﴾ [67]؛ من فقه الأولويات في الدعوة: الدفاع عن الدعوة مقدم على الدفاع عن الداعية.
وقفة
[61، 62] ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ وهذا شأن الرسول، أن يكون مُبلِّغًا، فصيحًا، ناصحًا، عالمًا بالله.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ:
  • قال يا قوم: أعربت في الآية الكريمة التاسعة والخمسين. ليس: فعل ماض ناقص. بي: جار ومجرور متعلق بخبر «لَيْسَ» مقدم. ضلالة: اسم «لَيْسَ»مؤخر مرفوع بالضمة والضلالة أخص من الضلال فكانت أبلغ في نفي الضلال كأنه قال: ليس بي شيء من الضلالة.
  • ﴿ وَلكِنِّي رَسُولٌ:
  • الواو: استئنافية تفيد الاستدراك. لكنّ: مشبه بالفعل من أخوات إنّ. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «لكن». رسول: خبرها مرفوع بالضمة.
  • ﴿ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة لرسول. العالمين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. '

المتشابهات :

الأعراف: 61﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
الأعراف: 67﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     ولَمَّا اتهموا نوح عليه السلام بالضلال؛ رد عليهم هنا ردًّا لطيفًا، وترقق لهم لعلهم ينقادون له، ونفى عن نفسه الضلال، قال تعالى:
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [62] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ ..

التفسير :

[62] أبلِّغكم ما أُرسلت به من ربي، وأنصح لكم، محذراً لكم من عذاب الله ومبشراً بثوابه، وأعلم من شريعته ما لا تعلمون.

{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ} أي:وظيفتي تبليغكم، ببيان توحيده وأوامره ونواهيه، على وجه النصيحة لكم والشفقة عليكم،{ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فالذي يتعين أن تطيعوني وتنقادوا لأمري إن كنتم تعلمون.

ثم قفى على نفى الضلالة عنه بإثبات مقابلها لنفسه وهي الهداية والتبليغ عن الله- تعالى- فقال: وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي، وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ.

فأنت ترى أن نوحا- عليه السلام- بعد أن نفى عن نفسه أى لون من ألوان الضلالة وصف نفسه بأربع صفات كريمة:

أولها: قوله: وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أى: لست بمنجاة من الضلال الذي أنتم فيه فحسب، ولكني فضلا عن ذلك رسول من رب العالمين إليكم لهدايتكم وإنقاذكم مما أنتم فيه من شرك وكفر.

قال الجمل: (وقد جاءت لكن هنا أحسن مجيء لأنها بين نقيضين، لأن الإنسان لا يخلو من أحد شيئين: ضلال أو هدى، والرسالة لا تجامع الضلال ومِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ صفة لرسول ومن لابتداء الغاية) .

وثانيها: قوله: أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي أى: أبلغكم ما أوحاه الله إلى من الأوامر والنواهي، والمواعظ والزواجر، والبشائر والنذائر، والعبادات والمعاملات.

قال الآلوسى: وجمع الرسالات مع أن رسالة كل نبي واحدة، رعاية لاختلاف أوقاتها أو تنوع معاني ما أرسل- عليه السلام- به من العبادات والمعاملات- أو أنه أراد رسالته ورسالة غيره ممن قبله من الأنبياء كإدريس- عليه السلام-) والجملة الكريمة مستأنفة لتقرير رسالته وتقرير أحكامها.

وثالثها: قوله: وَأَنْصَحُ لَكُمْ أى: أبلغكم جميع تكاليف الله وأتحرى ما فيه صلاحكم وخيركم فأرشدكم إليه وآخذكم نحوه.

وأنصح: مأخوذ من النصح- وهو كما قال القرطبي- إخلاص النية من شوائب الفساد، يقال: نصحته ونصحت له نصيحة ونصاحة- أى أرشدته إلى ما فيه صلاحه- ويقال: رجل ناصح الجيب، أى: نقى القلب. والناصح الخالص من العسل وغيره، مثل الناصع. وكل شيء خلص فقد نصح .

والفرق بين تبليغ الرسالة وبين النصح، هو أن تبليغ الرسالة معناه أن يعرفهم جميع أوامر الله ونواهيه وجميع أنواع التكاليف التي كلفهم الله بها، وأما النصح فمعناه أن يرغبهم في قبول تلك الأوامر والنواهي والعبادات ويحذرهم من عذاب الله إن عصوه.

وأما الصفة الرابعة فهي قوله: وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أى: أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم عن إخلاص، وأعلم في الوقت نفسه من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا عن طريق الوحى أشياء لا علم لكم بها، لأن الله قد خصنى بها.

أو المعنى: وأعلم من قدرة الله الباهرة، وشدة بطشه على أعدائه، ما لا تعلمونه فأنا أحذركم عن علم، وأنذركم عن بينة فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.

قال ابن كثير: وهذا شأن الرسول أن يكون مبلغا نصيحا عالما بالله لا يدركه أحد من خلق الله في هذه الصفات كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم عرفة وهم أوفر ما كانوا وأكثر جمعا: «أيها الناس، إنكم مسئولون عنى، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكسها عليهم، ويقول:

اللهم اشهد، اللهم اشهد .

( أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون ) وهذا شأن الرسول ، أن يكون بليغا فصيحا ناصحا بالله ، لا يدركهم أحد من خلق الله في هذه الصفات ، كما جاء في صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم عرفة ، وهم أوفر ما كانوا وأكثر جمعا : " أيها الناس ، إنكم مسئولون عني ، فما أنتم قائلون ؟ " قالوا : نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت ، فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها عليهم ويقول : " اللهم اشهد ، اللهم اشهد "

القول في تأويل قوله : أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (62)

قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال لقومه الذين كفروا بالله وكذبوه: وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أرسلني إليكم، فأنا أبلغكم رسالات ربي، وأنصح لكم في تحذيري إياكم عقابَ الله على كفركم به، وتكذيبكم إياي، وردّكم نصيحتي =" وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ"، من أن عقابه لا يردُّ عن القوم المجرمين.

* * *

التدبر :

وقفة
[62] ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي﴾ لماذا جمع رسالات؟! قالوا: إنه يريد رسالات الله إليه وإلى الأنبياء من قبله، ومنها صحف جده إدريس عليه السلام.
وقفة
[62] هذه الآية تتكلم عن نوح عليه السلام، وهو أول رسول فكيف يقول: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي﴾؟ والجواب: - يبلغ رسالات الأنبياء من قبله، إدريس وإشيعيا وآدم عليهم السلام. - كل ما جاءه من أمر من الله عز وجل فهو يبلغه، فتكون الأوامر كلها رسالات الله. - أن مجموع ما جاء به كله رسالات، فالعقائد رسالة، والأخلاق رسالة، والأحكام وغيرها رسالة.
وقفة
[62] ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ﴾ ما الفارق بين تبليغ الرسالة والنصح؟ تبليغ الرسالة أن يعرفهم أوامر الله ونواهيه، وأما النصح فترغيبهم في قبول تلك الأوامر والنواهي، وتحذيرهم من عقوبة مخالفتها.
وقفة
[62] ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ﴾ أي: وظيفتي تبليغكم ببيان توحيده وأوامره ونواهيه، على وجه النصيحة لكم والشفقة عليكم، ﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ فالذي يتعين أن تطيعوني وتنقادوا لأمري إن كنتم تعلمون.
وقفة
[62] صفتان ما تحلى بهما داعية إلا أوتي البركة والقبول: النصيحة الصادقة، والعلم؛ فاجتهد في تربية نفسك عليهما ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.
وقفة
[62] ﴿وَأَنصَحُ لَكُمْ﴾ قال القرطبي: «النصح: إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة، ويقال: رجل ناصح الجيب، أي: نقي القلب، والناصح: الخالص من العسل وغيره».
عمل
[62] ﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ قال قتادة: «إني أعلم من إحسان الله تعالى إلي ما يوجب حسن الظن به»؛ راجع ملفاتك القديمة في تعاملاتك مع الله، وأنعِش روح الأمل.
وقفة
[62] ﴿وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُون﴾ لفتة تفتح أبواب الأمل لأصحاب البلاء.

الإعراب :

  • ﴿ أُبَلِّغُكُمْ:
  • الجملة: في محل صفة- نعت- لرسول الواردة في الآية الكريمة السابقة. ويجوز أن تكون خبرا ثانيا لحرف الاستدراك «لكن» أو في محل رفع نصب حالا من ضمير المتكلم في «لكِنِّي» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. الكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة الجمع.
  • ﴿ رِسالاتِ رَبِّي:
  • مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. رب: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة وهو مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.
  • ﴿ وَأَنْصَحُ لَكُمْ:
  • معطوفة بالواو على «ابلغ» وتعرب اعرابها. لكم: جار ومجرور متعلق بأنصح والميم علامة جمع الذكور والأصل أنصحكم وجيء باللام الزائدة مبالغة ودلالة على خلوصها للمنصوح.
  • ﴿ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ:
  • الواو: استئنافية لأن المعنى: وأنا أعلم. أعلم: تعرب إعراب «أبلغ». من الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بأعلم.
  • ﴿ ما لا:
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا: نافية لا عمل لها.
  • ﴿ تَعْلَمُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «لا تَعْلَمُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: ما لا تعلمونه. '

المتشابهات :

الأعراف: 62﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
الأعراف: 68﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ
الأعراف: 93﴿لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     ولَمَّا نَفى نُوحٌ عليه السلام الضلال، وبَيَّنَ أنه رسول إليهم مِن ربِّ العالَمينَ؛ ذَكَرَ لهم هنا مهمته ووظيفته، قال تعالى:
﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أبلغكم:
وقرئ:
1- بالتخفيف، وهى قراءة أبى عمرو.
2- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [63] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن ..

التفسير :

[63] وهل أثار عجبكم أن أنزل الله تعالى إليكم ما يذكركم بما فيه الخير لكم، على لسان رجل منكم، تعرفون نسبه وصدقه؛ ليخوِّفكم بأس الله تعالى وعقابه، ولتتقوا سخطه بالإيمان به، ورجاء أن تظفروا برحمته وجزيل ثوابه؟

{ أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ} أي:كيف تعجبون من حالة لا ينبغي العجب منها، وهو أن جاءكم التذكير والموعظة والنصيحة، على يد رجل منكم، تعرفون حقيقته وصدقه وحاله؟"فهذه الحال من عناية اللّه بكم وبره وإحسانه الذي يتلقى بالقبول والشكر، وقوله:{ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي:لينذركم العذاب الأليم، وتفعلوا الأسباب المنجية من استعمال تقوى اللّه ظاهرا وباطنا، وبذلك تحصل عليهم وتنزل رحمة اللّه الواسعة.

وبعد أن وصف نوح نفسه بتلك الصفات الأربع، وبين لهم وظيفته أكمل بيان أخذ ينكر عليهم استبعادهم أن يخصه الله بالنبوة فقال:

أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ، وَلِتَتَّقُوا، وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الهمزة في أول الجملة للاستفهام الإنكارى، والواو بعدها للعطف على محذوف مقدر بعد الهمزة.

والمعنى: أكذبتم وعجبتم من أن جاءكم ذكر أى موعظة من ربكم وخالقكم على لسان رجل من جنسكم، تعرفون مولده ونشأته.

ولقد حكى القرآن عن قوم نوح أنهم عجبوا من أن يختار الله رسولا منهم، قال- تعالى-:

فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ .

وقوله: لِيُنْذِرَكُمْ علة للمجيء، أى: وليحذركم العذاب والعقاب على الكفر والمعاصي.

وقوله: وَلِتَتَّقُوا علة ثانية مرتبة على العلة التي قبلها، أى: ولتوجد منكم التقوى، وهي الخشية من الله بسبب الإنذار.

وقوله: وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ علة ثالثة مترتبة على التي قبلها. أى: ولترحموا بسبب التقوى إن وجدت منكم.

قال بعض العلماء: وهذا الترتيب في غاية الحسن، لأن المقصود من الإرسال الإنذار، ومن الإنذار التقوى. ومن التقوى الفوز بالرحمة.

وفائدة حرف الترجي وَلَعَلَّكُمْ التنبيه على عزة المطلب، وأن التقوى غير موجبة للرحمة، بل هي منوطة بفضل الله، وأن المتقى ينبغي ألا يعتمد على تقواه ولا يأمن عذاب الله» .

وإلى هنا نكون قد عرفنا أسلوب نوح في دعوته كما جاء في هذه السورة الكريمة، فماذا كان موقف قومه؟

لقد صرحت السورة الكريمة بأن موقفهم كان قبيحا، ولذا عوقبوا بما يناسب جرمهم قال- تعالى-: فَكَذَّبُوهُ أى: فكذب قوم نوح نبيهم ومرشدهم نوحا، وأصروا على التكذيب مع أنه دعاهم إلى الهدى ليلا ونهارا، وسرا وجهارا، ومع أنه مكث فيهم «ألف سنة إلا خمسين عاما» كانت نتيجة ذلك- كما حكى القرآن:

فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ أى: فأنجيناه من الغرق هو والذين آمنوا معه بأن حملناهم في السفينة التي صنعها. والفاء في فَأَنْجَيْناهُ للسببية.

قيل كان عدد الذين آمنوا معه أربعين رجلا وأربعين امرأة. وقيل غير ذلك. والقرآن قد صرح بأن المؤمنين به كانوا قلة، فقال: وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ.

وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ عمين: جمع عم صفة مشبهة، يقال:

هو عم- كفرح- لأعمى البصيرة.

أى: وأغرقنا بالطوفان أولئك الذين كذبوا بآياتنا من قوم نوح لأنهم كانوا قوما عمى البصائر عن الحق والإيمان لا تنفع فيهم المواعظ ولم يجد معهم التذكير.

وهذه سنة الله في خلقه أن جعل حسن العاقبة للمؤمنين، وسوء العذاب للجاحدين.

ثم تحكى لنا السورة بعد ذلك قصة هود- عليه السلام- مع قومه، فيقول الله- تعالى:

يقول تعالى إخبارا عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه : ( أوعجبتم [ أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون ] ) أي لا تعجبوا من هذا ، فإن هذا ليس يعجب أن يوحي الله إلى رجل منكم ، رحمة بكم ولطفا وإحسانا إليكم ، لإنذاركم ولتتقوا نقمة الله ولا تشركوا به ، ( ولعلكم ترحمون )

القول في تأويل قوله : أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)

قال أبو جعفر: وهذا أيضًا خبر من الله عز ذكره عن قِيل نوح لقومه أنه قال لهم، إذ ردُّوا عليه النصيحة في الله، وأنكروا أن يكون الله بعثه نبيًّا، وقالوا له: مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ، [ سورة هود : 27 ] = : " أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم " ، يقول: أوعجبتم أن جاءكم تذكير من الله وعِظة، يذكركم بما أنـزل ربكم =" على رجل منكم "، قيل: معنى قوله: " على رجل منكم " ، مع رجل منكم (13) =" لينذركم " ، يقول: لينذركم بأس الله ويخوِّفكم عقابه على كفركم به (14) =" ولتتقوا " ، يقول: وكي تتقوا عقابَ الله وبأسه، بتوحيده وإخلاص الإيمان به، والعمل بطاعته =" ولعلكم ترحمون " ، يقول: وليرحمكم ربكم إن اتقيتم الله، وخفتموه وحَذِرتم بأسه.

* * *

وفتحت " الواو " من قوله: " أوعجبتم " ، لأنها واو عطف، دخلت عليها ألف استفهام. (15)

-----------------

الهوامش :

(13) انظر معاني القرآن للفراء 1: 383.

(14) انظر تفسير"الإنذار" فيما سلف من فهارس اللغة (نذر).

(15) انظر معاني القرآن للفراء 1: 383.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[63] ﴿أَوَ عَجِبْتُمْ﴾ من سُنَّة الله إرسال كل رسول من قومه وبلسانهم؛ تأليفًا لقلوب الذين لم تفسد فطرتهم، وتيسيرًا على البشر.
وقفة
[63] ﴿لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ قالوا: هذا الترتيب في غاية الحسن؛ لأن المقصود من الإرسال: الإنذار، ومن الإنذار: التقوى، ومن التقوى: الفوز بالرحمة.
وقفة
[63] ﴿وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ قال أبو السعود: «وفائدة حرف الترجي (وَلَعَلَّكُمْ): التنبيه علي عزة المطلب، وأن التقوى غير موجبة للرحمة، بل هي منوطة بفضل الله، وأن المتقي ينبغي ألا يعتمد على تقواه ولا يأمن عذاب الله».
اسقاط
[63] ﴿وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ على قدر تقواك تُرحم، الأمر متوقف عليك.

الإعراب :

  • ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ:
  • الهمزة همزة تقرير بلفظ استفهام. الواو حرف عطف.عجبتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.وجملة «عَجِبْتُمْ» معطوفة على معطوف عليه محذوف كأنه قيل أكذبتم وعجبتم من أن جاءكم. أن: حرف مصدري.
  • ﴿ جاءَكُمْ ذِكْرٌ:
  • جاء: فعل ماض مبني على الفتح. الكاف: ضمير متصل مبني علي الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور.ذكر: فاعل مرفوع بالضمة. و «أَنْ» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف أي من مجيء وجملة «جاءَكُمْ ذِكْرٌ» صلة «أَنْ»المصدرية لا محل لها. والمصدر بعد حذف «من» في محل نصب بعجبتم.
  • ﴿ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذِكْرٌ» والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور. على رجل: جار ومجرور متعلق بجاء بمعنى على لسان رجل أو مع رجل. منكم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رَجُلٍ» والميم للجمع.
  • ﴿ لِيُنْذِرَكُمْ:
  • اللام: حرف جر للتعليل. ينذر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور و «أن» المضمرة وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بجاء وجملة «ينذركم» صلة «أن» المصدرية لا محل لها.
  • ﴿ وَلِتَتَّقُوا:
  • الواو عاطفة. لتتقوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والمعنى: ولتتقوا الله، وحذف المفعول اختصارا لأنه معلوم.
  • ﴿ وَلَعَلَّكُمْ:
  • الواو: استئنافية. لعلّ: حرف مشبّه بالفعل والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل». والميم علامة الجمع.
  • ﴿ تُرْحَمُونَ:
  • الجملة: في محل رفع خبر «لعل» ترحمون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل '

المتشابهات :

الأعراف: 63﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
الأعراف: 69﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ نوح عليه السلام المقصود مِن الرِّسالةِ؛ أخذ ينكر عليهم هنا استبعادهم أن يخصه الله بالنبوة، فقال لهم:
﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [64] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي ..

التفسير :

[64] فكذبوا نوحاً فأنجيناه ومَن آمن معه في السفينة، وأغرقنا الكفار الذين كذبوا بحججنا الواضحة. إنهم كانوا عُمْيَ القلوب عن رؤية الحق.

فلم يفد فيهم، ولا نجح{ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} أي:السفينة التي أمر اللّه نوحا عليه الصلاة والسلام بصنعتها، وأوحى إليه أن يحمل من كل صنف من الحيوانات، زوجين اثنين وأهله ومن آمن معه، فحملهم فيها ونجاهم اللّه بها.{ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ} عن الهدى، أبصروا الحق، وأراهم اللّه - على يد نوح - من الآيات البينات، ما بهم يؤمن أولوا الألباب، فسخروا منه، واستهزءوا به وكفروا.

لقد صرحت السورة الكريمة بأن موقفهم كان قبيحا ، ولذا عوقبوا بما يناسب جرمهم قال - تعالى - : ( فَكَذَّبُوهُ ) أى : فكذب قوم نوح نبيهم ومرشدهم نوحا ، وأصروا على التكذيب مع أنه دعاهم إلى الهدى ليلا ونهاراً ، وسراً وجهاراً ، ومع أنه مكث فيهم " ألف سنة إلا خمسين عاما " كانت نتيجة ذلك - كما حكى القرآن :

( فَأَنجَيْنَاهُ والذين مَعَهُ فِي الفلك ) أى : فأنجيناه من الغرق هو والذين آمنوا معه بأن حملناهم فى السفينة التى صنعها . والفاء فى ( فَأَنجَيْنَاهُ ) للسببية .

قيل كان عدد الذين آمنوا معه أربعين رجلا وأربعين امرأة . وقيل غير ذلك . والقرآن قد صرح بأن المؤمنين به كانوا قلة ، فقال : ( وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) ( وَأَغْرَقْنَا الذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ ) عمين : جمع عم صفة مشبهة ، يقال : هو عم - كفرح - لأعمى البصيرة .

أى : وأغرقنا بالطوفان أولئك الذين كذبوا بآياتنا من قوم نوح لأنهم كانوا قوماً عمى البصائر عن الحق والإيمان لا تنفع فيهم المواعظ ولم يجد معهم التذكير .

قال الله تعالى : ( فكذبوه ) أي : فتمادوا على تكذيبه ومخالفته ، وما آمن معه منهم إلا قليل ، كما نص عليه في موضع آخر ، ( فأنجيناه والذين معه في الفلك ) وهي السفينة ، كما قال : ( فأنجيناه وأصحاب السفينة ) [ العنكبوت : 15 ] ( وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ) كما قال : ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا ) [ نوح : 25 ]

وقوله : ( إنهم كانوا قوما عمين ) أي : عن الحق ، لا يبصرونه ولا يهتدون له .

فبين تعالى في هذه القصة أنه انتقم لأوليائه من أعدائه ، وأنجى رسوله والمؤمنين ، وأهلك أعداءهم من الكافرين ، كما قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا [ والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ] ولهم سوء الدار ) [ غافر : 51 ، 52 ]

وهذه سنة الله في عباده في الدنيا والآخرة ، أن العاقبة للمتقين والظفر والغلب لهم ، كما أهلك قوم نوح [ عليه السلام ] بالغرق ونجى نوحا وأصحابه المؤمنين .

قال مالك ، عن زيد بن أسلم : كان قوم نوح قد ضاق بهم السهل والجبل .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ما عذب الله قوم نوح عليه السلام إلا والأرض ملأى بهم ، وليس بقعة من الأرض إلا ولها مالك وحائز .

وقال ابن وهب : بلغني عن ابن عباس : أنه نجا مع نوح عليه السلام في السفينة ثمانون رجلا أحدهم " جرهم " ، وكان لسانه عربيا .

رواهن ابن أبي حاتم . وقد روي هذا الأثر الأخير من وجه آخر متصلا عن ابن عباس ، رضي الله عنهما .

القول في تأويل قوله : فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فكذب نوحًا قومه إذ أخبرهم أنه لله رسولٌ إليهم، يأمرهم بخلع الأنداد، والإقرار بوحدانية الله، والعمل بطاعته، وخالفوا أمر ربهم، ولجُّوا في طغيانهم يعمهون، فأنجاه الله في الفلك والذين معه من المؤمنين به، وكانوا بنوح عليه السلام أنفسًا عشرة، (16) فيما:-

14792 - حدثني به ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: نوح، وبنوه الثلاثة سامٌ وحام ويافث، وأزواجهم، وستة أناسيّ ممن كان آمن به.

* * *

وكان حمل معه في الفلك من كل زوجين اثنين، كما قال تبارك وتعالى: وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ [ سورة هود: 40 ].

* * *

و " الفلك " ، هو السفينة.

* * *

" وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا " ، يقول: وأغرق الله الذين كذبوا بحججه، ولم يتبعوا رسله، ولم يقبلوا نصيحته إياهم في الله بالطوفان.

=" إنهم كانوا قومًا عمين " ، يقول: عمين عن الحق، كما:-

14793 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " عمين " ، قال: عن الحق.

14794 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " قوما عمين " ، قال: العَمَى، العامي عن الحق. (17)

----------------

الهوامش :

(16) في المخطوطة ما أثبت ، ولكن ناشر المطبوعة اجتهد فكتب"وكانوا بنوح عليه السلام ثلاث عشرة" ، وهو تصرف معيب ، فإن خبر ابن إسحاق هذا سيأتي في تفسير"سورة هود" 12: 26 (بولاق) ، وفيه: "فكانوا عشرة نفر بنوح وبنيه وأزواجهم" ، فنوح وبنوه أربعة ، وستة أناسي ، فهذه عشرة. أما الأزواج فإنه لم يدخلهن في العدة كما ترى ، وإنما عنى عدد الرجال دون النساء.

(17) انظر تفسير"العمى" فيما سلف 11: 372 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.

التدبر :

لمسة
[64] ﴿فَأَنجَيْنَاهُ ... وَأَغْرَقْنَا﴾ قُدِّم الإخبار بالإنجاء على الإخبار بالإغراق، مع أن مقتضى مقام العبرة تقديم الإخبار بإغراق المنکرین؛ للاهتمام بإنجاء المؤمنين، وتعجيلًا لمسرة السامعين من المؤمنين بأن عادة الله إذا أهلك المشركين أن ينجي الرسول والمؤمنين.
وقفة
[64] ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ وهذه سنة الله في عباده في الدنيا والآخرة: أن العاقبة فيها للمتقين، والظفر والغلب لهم؛ كما أهلك قوم نوح بالغرق، ونجى نوحًا وأصحابه المؤمنين.
وقفة
[64] ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾، ﴿فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ﴾ [يونس: 73]: لأن أنجينا ونجينا للتعدي لكن التشديد يدل على الكثرة والمبالغة فكان في يونس ﴿وَمَن مَّعَهُ﴾ [يونس: 73] ولفظ (من) يقع على كثرة مما يقع عليه ﴿الذين﴾ لأن من يصلح للواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث بخلاف الذين فإنه لجمع المذكر فحسب فكان التشديد مع من أليق.
عمل
[64] سل الله تعالى أن ينَجِّي المستضعفين الموحدين، وأن يهلك الظالمين الطغاة المعتدين ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾.
تفاعل
[64] ﴿وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَذَّبُوهُ:
  • الفاء: استئنافية. كذبوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والضمير يعود الى نوح.
  • ﴿ فَأَنْجَيْناهُ:
  • الفاء: استئنافية. أنجينا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ:
  • الواو: عاطفة. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب معطوف على الضمير. معه: مع: ظرف مكان يدل على المصاحبة والاجتماع في محل نصب والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. في الفلك: جار ومجرور وشبه الجملة «مَعَهُ» متعلق بصلة الموصول المحذوفة بتقدير والذين استقروا أو كانوا معه وجملة «استقروا معه» صلة الموصول لا محل لها. والجار والمجرور «فِي الْفُلْكِ» متعلق بمعه كأنه قيل: والذين استقروا معه في الفلك أو صحبوه في الفلك. ويجوز أن يتعلق بفعل الإنجاء. بمعنى: انجيناهم في السفينة من الطوفان.
  • ﴿ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا:
  • وأغرقنا: معطوفة بالواو على «أنجينا» وتعرب إعرابها. الذين كذبوا: سبق إعرابهما. بآياتنا: جار ومجرور متعلق بكذبوا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. وجملة «كَذَّبُوا بِآياتِنا» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» قوما: خبر «كان» منصوب بالفتحة. عمين: جمع «عم» بمعنى «أعمى» صفة- نعت- لقوما منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. وجملة «كانُوا قَوْماً عَمِينَ» في محل رفع خبر «إن» '

المتشابهات :

الأعراف: 64﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
يونس: 73﴿ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     ومع كل ما فعله نوح عليه السلام ؛ كذَّبوه، وأصرُّوا على كفرهم؛ فأنجاه الله هو والذين ركبوا معه في الفُلك من الطوفان، وأغرق المكذبين، قال تعالى:
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [65] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ ..

التفسير :

[65] ولقد أرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم هوداً حين عبدوا الأوثان من دون الله، فقال لهم:اعبدوا الله وحده، ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره جل وعلا، فأخلصوا له العبادة، أفلا تتقون عذاب الله وسخطه عليكم؟

أي:{ و} أرسلنا{ إِلَى عَادٍ} الأولى، الذين كانوا في أرض اليمن{ أَخَاهُمْ} في النسب{ هُودًا} عليه السلام، يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك والطغيان في الأرض. فـ{ قَالَ} لهم:{ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} سخطه وعذابه، إن أقمتم على ما أنتم عليه، فلم يستجيبوا ولا انقادوا.

تلك هي قصة هود- عليه السلام- مع قومه كما حكتها سورة الأعراف. وقد وردت- أيضا- في سورة أخرى، منها: سورة هود، والشعراء، والأحقاف ... إلخ.

وينتهى نسب هود إلى نوح- عليهما السلام- كما قال بعض المؤرخين. فهو هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح .

وقومه هم قبيلة عاد- نسبة إلى أبيهم الذي كان يسمى بهذا الاسم- وكانت مساكنهم بالأحقاف باليمن- والأحقاف جمع حقف وهو الرمل الكثير المائل.

وكانوا يعبدون الأصنام من دون الله، فأرسل الله إليهم هودا لهدايتهم، ويقال بأن هودا- عليه السلام- قد أرسله الله إلى عاد الأولى، أما عاد الثانية فهم قوم صالح، وبينهما مائة سنة.

وقوله: وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إلخ معطوف على قوله- تعالى-: لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ والمعنى:

وأرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم هودا فقال لهم ما قاله كل نبي لقومه: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.

ووصفه بأنه أخاهم لأنه من قبيلتهم نسبا، أو لأنه أخوهم في الإنسانية. ثم حكى القرآن أن هودا أنكر على قومه عبادتهم لغير الله، وحضهم على إفراده بالعبادة فقال: أَفَلا تَتَّقُونَ أى:

أفلا تخافون عذاب الله فتبتعدوا عن طريق الشرك والضلال لتنجوا من عقابه.

قال أبو حيان: وفي قوله: أَفَلا تَتَّقُونَ استعطاف وتحضيض على تحصيل التقوى. ولما كان ما حل بقوم نوح من أمر الطوفان واقعة لم يظهر في العالم مثلها قال لهم: إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ وواقعة هود كانت مسبوقة بواقعة نوح وعهد الناس قريب بها فاكتفى هود بقوله لهم: أَفَلا تَتَّقُونَ. والمعنى تعرفون أن قوم نوح لما لم يتقوا الله وعبدوا غيره حل بهم ذلك العذاب الذي اشتهر خبره في الدنيا، فقوله: أَفَلا تَتَّقُونَ إشارة إلى التخويف بتلك الواقعة المشهورة » .

يقول تعالى : وكما أرسلنا إلى قوم نوح نوحا ، كذلك أرسلنا إلى عاد أخاهم هودا .

قال محمد بن إسحاق : هم من ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح .

قلت : وهؤلاء هم عاد الأولى ، الذين ذكرهم الله تعالى وهم أولاد عاد بن إرم الذين كانوا يأوون إلى العمد في البر ، كما قال تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ) [ الفجر : 6 - 8 ] وذلك لشدة بأسهم وقوتهم ، كما قال تعالى : ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ) [ فصلت : 15 ] .

وقد كانت مساكنهم باليمن بالأحقاف ، وهي جبال الرمل .

قال محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عبد الله بن أبي سعيد الخزاعي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لرجل من حضرموت : هل رأيت كثيبا أحمر تخالطه مدرة حمراء ذا أراك وسدر كثير بناحية كذا وكذا من أرض حضرموت ، هل رأيته ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين . والله إنك لتنعته نعت رجل قد رآه . قال : لا ولكني قد حدثت عنه . فقال الحضرمي : وما شأنه يا أمير المؤمنين ؟ قال : فيه قبر هود ، عليه السلام .

رواه ابن جرير وهذا فيه فائدة أن مساكنهم كانت باليمن ، وأن هودا ، عليه السلام ، دفن هناك ، وقد كان من أشرف قومه نسبا ; لأن الرسل صلوات الله عليهم إنما يبعثهم الله من أفضل القبائل وأشرفهم ، ولكن كان قومه كما شدد خلقهم شدد على قلوبهم ، وكانوا من أشد الأمم تكذيبا للحق ; ولهذا دعاهم هود ، عليه السلام ، إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وإلى طاعته وتقواه .

القول في تأويل قوله : وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (65)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا إلى عاد أخاهم هودًا = ولذلك نصب " هودًا "، لأنه معطوف به على " نوح " عليهما السلام = قال هود: يا قوم، اعبدوا الله فأفردوا له العبادة، ولا تجعلوا معه إلهًا غيره، فإنه ليس لكم إله غيره =" أفلا تتقون " ، ربكم فتحذرونه، وتخافون عقابه بعبادتكم غيره، وهو خالقكم ورازقكم دون كل ما سواه.

* * *

التدبر :

عمل
[65] اقرأ عن مسائل تحتاجها في التوحيد، وذكر بها من حولك ﴿اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُه﴾.
وقفة
[65] ﴿أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ لماذا أمرهم بالتقوى؟! كانت واقعة هود مسبوقة بواقعة إغراق قوم نوح، وعهد الناس بها قريب، فقوله: (أفلا تتقون) تعريض وتخويف لهم بهذه الواقعة الشهيرة، أي إن لم تتقوا الله سيحل بكم مثل ما حل بهم من العذاب الذي اشتهر خبره في أرجاء الدنيا.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً:
  • الواو: عاطفة. إلى عاد: جار ومجرور متعلق بأرسلنا. أخا: معطوفة على «نُوحاً» الواردة في الآية الكريمة التاسعة والخمسين منصوب مثله وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة. هودا: عطف بيان لأخاهم منصوب بالفتحة المنونة.
  • ﴿ قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ:
  • سبق إعرابها في الآية الكريمة التاسعة والخمسين. وحذف حرف العطف «الغاء» من «قالَ» لأن الجواب جاء على تقدير سؤال سائل: قال فما قال لهم هود؟ فقيل: قال يا قوم اعبدوا الله. ويجوز أن تكون الواو العاطفة حذفت لسر الله أعلم به.وهو أنّ العاطف ينتظم الجمل حتى يصيرها كالجملة الواحدة فاجتنب حرف العطف لارادة استقلال كل واحدة منها في معناها. وصرف «هود» لأنه مثل «نوح» من ثلاثة أحرف اوسطه ساكن.
  • ﴿ أَفَلا تَتَّقُونَ:
  • الألف: ألف توبيخ في لفظ استفهام. الفاء: زائدة «تزيينية».لا: نافية لا عمل لها. تتقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف المفعول اختصارا أي أفلا تتقون الله. '

المتشابهات :

الأعراف: 65﴿ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ
هود: 50﴿ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     القصَّةُ الثانيةُ: هودٌ عليه السلام ، دعا قومَه عَادًا إلى التوحيدِ، قال تعالى:
﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [66] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن ..

التفسير :

[66] قال الكبراء الذين كفروا من قوم هود:إنا لنعلم أنك بدعوتك إيانا إلى ترك عبادة آلهتنا وعبادة الله وحده ناقصُ العقل، وإنا لنعتقد أنك من الكاذبين على الله فيما تقول.

فـ{ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ} رادين لدعوته، قادحين في رأيه:{ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} أي:ما نراك إلا سفيها غير رشيد، ويغلب على ظننا أنك من جملة الكاذبين، وقد انقلبت عليهم الحقيقة، واستحكم عماهم حيث رموا نبيهم عليه السلام بما هم متصفون به، وهو أبعد الناس عنه، فإنهم السفهاء حقا الكاذبون. وأي سفه أعظم ممن قابل أحق الحق بالرد والإنكار، وتكبر عن الانقياد للمرشدين والنصحاء، وانقاد قلبه وقالبه لكل شيطان مريد، ووضع العبادة في غير موضعها، فعبد من لا يغني عنه شيئا من الأشجار والأحجار؟"وأي:كذب أبلغ من كذب من نسب هذه الأمور إلى اللّه تعالى؟"

وكأنما عظم على هؤلاء الطغاة أن يستنكر عليهم هود- عليه السلام- عبادتهم لغير الله، فردوا عليه ردا قبيحا حكاه القرآن في قوله:

قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ، إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ أى: قال الأغنياء الذين كفروا من قوم هود له: إنه لنراك متمكنا في خفة العقل، راسخا فيها، حيث هجرت دين قومك إلى دين آخر. وجعلت السفاهة ظرفا على طريق المجاز، فقد أرادوا أنه متمكن فيها، غير منفك عنها.

وأصل السفه: الخفة والرقة والتحرك والاضطراب، يقال: ثوب سفيه إذا كان رديء النسج خفيفه، أو كان باليا رقيقا: تسفهت الريح الشجر: مالت به. وزمام سفيه: كثير الاضطراب لمنازعة الناقة إياه. وشاع السفه في خفة العقل وضعف الرأى.

ولم يكتفوا بوصفه بالسفه بل أضافوا إلى ذلك قولهم: وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ أى: وإنا لنظنك من الكاذبين في دعوى التبليغ عن الله تعالى.

وأكدوا ظنهم الآثم كما أكدوا اتهامهم له بالسفه مبالغة منهم في الإساءة إليه. ويرجح بعض العلماء أن الظن هنا على حقيقته، لأنهم لو قالوا وإنا لنعتقد أنك من الكاذبين، لكانوا كاذبين على أنفسهم في ذلك، لأنهم يعلمون منه الصدق وحسن السيرة.

ومن بلاغة القرآن وإنصافه في أحكامه أنه قيد القائلين لهود هذا القول الباطل بأنهم «الملأ الذين كفروا من قومه» ليخرج منهم الملأ- أى الأشراف الذين آمنوا من قومه.

( قال الملأ الذين كفروا من قومه ) - والملأ هم : الجمهور والسادة والقادة منهم - : ( إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) أي : في ضلالة حيث دعوتنا إلى ترك عبادة الأصنام ، والإقبال إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما تعجب الملأ من قريش من الدعوة إلى إله واحد ) فقالوا ) ( أجعل الآلهة إلها واحدا [ إن هذا لشيء عجاب ] ) .

القول في تأويل قوله : قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: مخبرًا عما أجاب هودًا به قومُه الذين كفروا بالله: " قال الملأ الذين كفروا " ، يعني: الذين جحدوا توحيد الله وأنكروا رسالة الله إليهم (18)

=" إِنَّا لَنَرَاكَ" ، يا هود " في سفاهة " ، يعنون: في ضلالة عن الحق والصواب بتركك ديننا وعبادة آلهتنا (19) =" وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" .

التدبر :

وقفة
[66] ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِين﴾ هولاء هم أنبياء الله صفوة الخلق وأهل الحق أوذوا كثيرًا من أهل الباطل، ورغم هذا لم يتراجعوا وبلَّغوا دعوة الله.
وقفة
[66] يقررون أن فكرهم فضفاض يسع الجميع، ويقبل المخالف المجتهد، فإذا قال أحد خلاف قولهم رموه بألسنة حداد ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾!
وقفة
[66] خصوم الحق لا يألون جهدًا في صد الناس عن كل ناصح رأوا له قبولًا ونفعًا، فيصفونه كما وصف اﻷقدمون رسلهم ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾.
وقفة
[66، 67] قال له قومه: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ﴾، فأجابهم: ﴿يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ﴾، ولم يقل: بل أنتم السفهاء! فما أجمل رقيّ الأخلاق في تعامل الأنبياء!
وقفة
[66، 67] لما قيل لنبي الله (هود): ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ﴾، قال: ﴿لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ﴾، من عرف (نفسه) ﻻ يرد على كل ما يقال.
عمل
[66، 67] لا ترُد الإساءةَ بالإساءة، فقوم نوح قالوا له: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ﴾، فأجابهُم: ﴿يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَة﴾، ولم يشتُمُهُم أو يرُد عليهم ويقول: بل أنتم السُّفهاء، هذه هي أخلَاقُ الأنبياء؛ فلنقتِدي بِها.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ:
  • هذا القول سبق إعرابه في الآية الكريمة الستين. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة للملأ. كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «كَفَرُوا» صلة الموصول.
  • ﴿ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ:
  • الواو عاطفة. إنّا: إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». لنظنك:اللام: لام الابتداء مزحلقة. نظن: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ مِنَ الْكاذِبِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة. التقدير: نظنّك كائنا من الكاذبين. أو مفعول به ثان للفعل «يظن» بتقدير: نظنك كاذبا من الكاذبين. '

المتشابهات :

الأعراف: 66﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
الأعراف: 90﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ
هود: 27﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا
المؤمنون: 24﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     وبعد أن دعا هود عليه السلام قومَه عَادًا إلى التوحيدِ؛ اتَّهمُوه بالسَّفاهةِ وكذَّبُوه، قال تعالى:
﴿ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [67] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ..

التفسير :

[67] قال هود:يا قوم ليس بي نقص في عقلي، ولكني رسول إليكم من رب الخلق أجمعين.

{ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ} بوجه من الوجوه، بل هو الرسول المرشد الرشيد،{ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} فالواجب عليكم أن تتلقوا ذلك بالقبول والانقياد وطاعة رب العباد.

وبعد هذا الرد القبيح منهم، أخذ هود يدافع عن نفسه ويبين لهم وظيفته بأسلوب حكيم فقال: يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ أى: ليس بي أى نوع من أنواع السفاهة كما تزعمون وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ.

فأنت ترى أن هودا في هذا الرد الحكيم على قومه، قد نفى عن نفسه تهمة السفاهة كما نفى أخوه نوح من قبله عن نفسه تهمة الضلالة، ثم بين لهم بعد ذلك وظيفته وطبيعة رسالته، ثم أخبرهم بعد ذلك بمقتضى أخوته لهم ليس معقولا أن يكذب عليهم أو يخدعهم- فإن الرائد لا يكذب أهله-، وإنما هو ناصح أمين يهديهم إلى ما يصلحهم ويبعدهم عما يسوءهم:

قال صاحب الكشاف: «وفي إجابة الأنبياء- عليهم السلام- على من نسبهم إلى الضلالة والسفاهة بما أجابوهم به من الكلام الصادر عن الحلم والإغضاء، وترك المقابلة بما قالوا لهم، مع علمهم بأن خصومهم أضل الناس وأسفههم- في إجابتهم هذه أدب حسن، وخلق عظيم، وحكاية الله- عز وجل- ذلك، تعليم لعباده كيف يخاطبون السفهاء، وكيف يغضون عنهم ويسبلون أذيالهم على ما يكون منهم» .

( قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ) أي : لست كما تزعمون ، بل جئتكم بالحق من الله الذي خلق كل شيء ، فهو رب كل شيء ومليكه

في قيلك: إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ = قال: " يا قوم ليس بي سفاهة " ، يقول: أي ضلالة عن الحق والصواب =" ولكني رسول من رب العالمين " ، أرسلني، فأنا أبلغكم رسالات ربي، وأؤدّيها إليكم كما أمرني أن أؤدِّيَها.

-----------------

الهوامش :

(18) انظر تفسير الملأ" فيما سلف قريبًا ص: 499 ، تعليق: 3 ، والمراجع هناك.

(19) انظر تفسير"السفاهة" فيما سلف ص: 153 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[67] ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ﴾ ما ألطف ردود اﻷنبياء حين (ينتصرون ﻷنفسهم)!
وقفة
[67] ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ﴾ لما ولي عمر بن عبد العزيز خرج ليلة ومعه الحرس، فدخل المسجد فمر في الظلمة برجل نائم فتعثر به، فرفع رأسه إليه، فقال الرجل: «أمجنون أنت؟»، قال: «لا»، فهمَّ به الحرس، فقال لهم عمر: «مه! إنه سألني أمجنون أنت؟ فقلت: لا».
وقفة
[67] ﴿لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ﴾ [61]، ﴿ليس بي سفاهة﴾ أصحاب الهمم العالية لا يلتفتون للعبارات السفلية.
وقفة
[67] ﴿ليس بي ضلالة ولكني رسول رب العالمين﴾ [61]، ﴿ليس بي سفاهة ولكني رسول رب العالمين﴾ عندما يكون الهدف واضحًا في قلب الداعية إلى الله لن تثنيه اتهامات المدعويين الشخصية فالرسالة أعظم من الثأر للنفس.
وقفة
[67] ﴿ليس بي ضلالة ولكني رسول رب العالمين﴾ [61]، ﴿ليس بي سفاهة ولكني رسول رب العالمين﴾ من فقه الأولويات في الدعوة، الدفاع عن الدعوة مقدم على الدفاع عن الداعية.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ
  • هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الحادية والستين. '

المتشابهات :

الأعراف: 61﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
الأعراف: 67﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     ولَمَّا اتهموا هود عليه السلام بالسفاهة؛ رد عليهم هنا ردًّا لطيفًا، وترقق لهم لعلهم ينقادون له، ونفى عن نفسه السفاهة، قال تعالى:
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف