344282930313233343536373839404142

الإحصائيات

سورة المؤمنون
ترتيب المصحف23ترتيب النزول74
التصنيفمكيّةعدد الصفحات8.00
عدد الآيات118عدد الأجزاء0.37
عدد الأحزاب0.75عدد الأرباع3.00
ترتيب الطول25تبدأ في الجزء18
تنتهي في الجزء18عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 5/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (28) الى الآية رقم (35) عدد الآيات (8)

غرقُ الكافرينَ ونجاةُ نوحٍ عليه السلام ومن معَه، ثُمَّ القصَّةُ الثانيةُ: قصَّةُ هودٍ عليه السلام ، دعا قومَه عادًا لتوحيدِ اللهِ، فكفرُوا بدعوى أنَّه بشرٌ مثلُهم، وأنكرُوا البعثَ بعدَ الموتِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (36) الى الآية رقم (43) عدد الآيات (8)

لمَّا أنكرُوا البعثَ أكَّدُوا هنا أنَّه لا حياةَ إلا هذه الحياةُ، ولا بعثَ بعدَ الموتِ، ثُمَّ اتَّهمُوا نبيَهم بالكذبِ، فدعا هودٌ عليه السلام ربَّه أن ينصرَه، فأهلكَهم اللهُ بالصيحةِ الشديدةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة المؤمنون

المؤمنون؛ أين أنت من صفاتهم؟

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • أين أنت من هذه الصفات؟:   هذه السورة تذكر لك أهم صفات المؤمنين؛ لتراجع تصرفاتك وتقيم أعمالك. وكأنها تسأل قارئ القرآن: أين أنت من صفات هؤلاء المؤمنين المفلحين الذين عُرضت عليك صفاتهم؟ كما أنها تلفت نظرك إلى معنى مهم: وهو أن هذه الصفات تجمع ما بين الأخلاق والعبادات، فترى أول صفة هي صفة عبادة، ثم التي بعدها صفة خلق وهكذا.
  • • تعالوا بنا الآن نعرض الآيات والصفات على أنفسنا (الإسقاط)::   تبدأ السورة بقوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ﴾ (1)، فمن هم؟ وكيف نكون منهم؟ تعالوا نبدأ الرحلة، نعرض صفات المؤمنين على أنفسنا (ونعطي لكل صفة تحققت فينا درجة من 10): 1- ﴿ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ﴾ (2): كيف تؤدي صلاتك؟ هل تخشع فيها أم لا؟ كم نقطة تعطي نفسك عن هذا السؤال؟ 2- ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ﴾ (3): هل تمسك لسانك عما لا يفيد من الكلام؟ هل تعرض عن مجالس الغيبة؟ هل تقع في النميمة؟ 3- ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ (4): هل أخرجت زكاة مالك أم لا؟ متى تصدقت آخر مرة؟ وبكم؟ 4- ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ﴾ (5): كيف أنت مع حفظ الفرج؟ والعفة والبعد عن كل ما يؤدي إلى الزنا؟ 5، 6- ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رٰعُونَ﴾ (8): كيف حفظك للأمانة؟ من أبسط الأمانات (مبلغ صغير أو كتاب استعرته من صديق)، إلى أمانة الدين وحفظه ونشره بين الناس؟ هل تحافظ على عهودك؟ 7- ﴿وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ﴾ (9): هل تحافظ على الصلاة في أول وقتها؟ وتحافظ على الجماعة؟ كم نقطة تعطي نفسك على أداء الصلاة والمحافظة عليها؟
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «المؤمنون».
  • • معنى الاسم ::   المؤمنون: هم مَن آمن بأركان الإيمان الستة؛ اعتقادًا وقولًا وعملًا.
  • • سبب التسمية ::   : لافتتاحها بفلاح المؤمنين، وصفاتهم، وجزائهم في الآخرة.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سورة قد أفلح»؛ لافتتاحها بهذا.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   صفات المؤمنين الصادقين, وأصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث.
  • • علمتني السورة ::   أن التدرج في الخلق والشرع سُنَّة إلهية: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ...﴾
  • • علمتني السورة ::   أن عاقبة الكافر الندامة والخسران: ﴿قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن من طاب مطعمه طاب عمله، ثمرة أكل الحلال الطيب العمل الصالح: ﴿أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: «حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ فَصَلَّى فِي قُبُلِ الْكَعْبَةِ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى أَوْ عِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ. وسورة المؤمنون من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • احتوت سورة المؤمنون على 11 آية تعتبر من الآيات الجوامع؛ حيث جمعت أوصاف المؤمنين وأخلاقهم وبيان ما يجب عليهم تجاه ربهم وتجاه الناس، وهي الآيات (من 1 إلى 11).
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نجاهد أنفسنا للاتصاف بصفات المؤمنين؛ فنكون: ممن يخشع في صلاته، وممن يبتعد عن الكلام الذي لا فائدة منه، ويخرج زكاة ماله، ويبتعد عن الزنا، ويحافظ على الأمانة، والعهود والوعود، والصلوات: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ (1-9).
    • أن نتذكر عند الشرب أو الغسل أن نعمة الماء العذب من أكثر نعم الله الدنيوية علينا، ونكثر من شكر الله عليها: ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ (18).
    • ألا نتكل على نسبنا؛ فالأنساب لا تنجي من عذاب الله: ﴿فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ﴾ (27).
    • أن نتذكر موقفًا أنقذنا الله فيه من حرج أو خطر، ونحمد الله على ذلك: ﴿فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (28).
    • أن نتدبر قصص المرسلين، ونتأملها؛ فإن الله ما ذكرها إلا لما فيها من الدروس والعبر: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ (30).
    • أن نستعيذ بالله أن يلهينا النعيم عن طاعته والقرب منه: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾ (33).
    • أن نحذر من الخروج عن جماعة المسلمين: ﴿وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ (52-53).
    • أن ننتبه من غفلتنا؛ فقد تكون النعم المنزلة علينا استدراجًا: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ﴾ (55-56).
    • ألا نغتر بعملنا الصالح؛ بل نبقى خائفين من الله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ (57).
    • أن نكون من المسارعين في الخيرات؛ الذين من صفاتهم: الخشية والخوف من الله تعالى، الإيمان بآيات الله تعالى، عدم الإشراك بالله، الإنفاق والعطاء في سبيل الله والخوف منه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ (57-61).
    • أن نحذر اتباع الهوى؛ فإنه مفسدة: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾ (71).
    • أن نتضرع إلى الله أن يكشف الكرب والضر عن المسلمين: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾.
    • أن نقرأ ونتفكر في نعمة السمع، والبصر، والعقل، ثم نشكر الله عليها: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ﴾ (78).
    • أن نحسِن إلى شخصٍ أساءَ إلينا بمسامحتِه وإهداءِ هديةٍ له: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ (96).
    • أن نستعيذ بالله من همزات الشياطين: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾ (97).
    • أن نعمل الصالحات في حياتنا؛ حتى لا تكون أمنياتنا عند الممات: ﴿حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا﴾ (99-100).
    • أن ندعو الله بهذا الدعاء: ﴿رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ (109).
    • أن ننصح من يسخر من الدعاةِ إلى اللهِ, ونقرأْ عليه قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ۞ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ (109، 110). • ألا نصرف شيئًا من الدعاء لغير الله: ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ (117).

تمرين حفظ الصفحة : 344

344

مدارسة الآية : [28] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ ..

التفسير :

[28] فإذا علوت السفينة مستقراً عليها أنت ومن معك آمنين من الغرق، فقل:الحمد لله الذي نجَّانا من القوم الكافرين.

{ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} أي:علوتم عليها، واستقلت بكم في تيار الأمواج، ولجج اليم، فاحمدوا الله على النجاة والسلامة. فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين، وهذا تعليم منه له ولمن معه، أن يقولوا هذا شكرا له وحمدا على نجاتهم من القوم الظالمين في عملهم وعذابهم.

ثم أرشد الله- تعالى- نبيه نوحا إلى ما يقوله بعد أن يستقر في السفينة فقال- سبحانه-: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ من أهلك وأتباعك المؤمنين عَلَى الْفُلْكِ.

أى: السفينة التي علمناك عن طريق وحينا كيفية صنعها بإحكام وإتقان فَقُلِ يا نوح على سبيل الشكر لنا، والتقدير لذاتنا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا بفضله وكرمه مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ الذين استحبوا العمى على الهدى، وآثروا الضلالة على الهداية، وتطاولوا على نبيهم الذي جاء لسعادتهم.

وقوله : ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) ، كما قال : ( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون . لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) [ الزخرف : 12 14 ] . وقد امتثل نوح ، عليه السلام ، هذا ، كما قال تعالى : ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ) [ هود : 41 ] . فذكر الله تعالى عند ابتداء سيره وعند انتهائه

يعني تعالى ذكره بقوله: ( فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ ) فإذا اعتدلت في السفينة أنت ومن معك ، ممن حملته معك من أهلك، راكبا فيها عاليا فوقها( فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يعني من المشركين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[28] ﴿فَإِذَا استَوَيتَ أَنتَ وَمَن مَعَكَ عَلَى الفُلكِ﴾ من علامات القائد رفيع الشأن: الاطمئنان على من معه دائمًا، وتفقد أحوالهم.
وقفة
[28] ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ﴾ فتح له أبواب السماء وفجر له ينابيع الأرض، ورضي منه أن يقول فقط: «الحمد لله»، سبحانك ما أكرمك.
عمل
[28] ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ﴾ احمل هم الرفاق، لا تنشغل بنفسك عنهم.
وقفة
[28] ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ ذكر النعمة ونسبتها للمنعم سبيل الشاكرين.
عمل
[28] ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ في ذروةِ سعادتِك وغمرةِ أفراحِك لا تنسَ: «الحمدُ للهِ».
وقفة
[28] ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ قال الخفاجي: «إن في ذلك إشارة إلى أنه لا ينبغي المسرة بمصيبة أحد؛ ولو عدوًا من حيث كونها مصيبة له؛ بل لما تضمنته من السلامة من ضرره، أو تطهير الأرض من وسخ شركه وإضلاله».
لمسة
[28] قال: ﴿اسْتَوَيْتَ﴾ ولم يقل: (استقررت)؛ لأن هذا اللفظ يبين لنا تمكّن نوح عليه السلام من السفينة، فعبّر عن ذلك بالاستواء الذي يعني الاعتلاء، وأكّد ذلك التمكين بحرف الجر فقال: (عَلَى الْفُلْكِ) مع أن الاستقرار يكون في السفينة لا عليها.
وقفة
[28] ﴿فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ﴾ وجوب حمد الله على النعم.
وقفة
[28] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ما أجملها من كلمة حين تسمعها بأصوات المرضى الخافتة، وعلى شفاه النفوس المتعبة، يقولون: «يا رب لك الحمد» في غمرات الألم!
عمل
[28] ﴿فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ إذا نجوت من مصيبة، أو من ظلم ظالم؛ فلا تنس أن تحمد الله سبحانه وتعالى.
عمل
[28] ﴿فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ تذكر موقفًا أنقذك الله فيه من حرج أو خطر، واحمد الله على ذلك.
وقفة
[28] ﴿فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ الظلم سبب في البعد عن رحمة الله.
لمسة
[28] ﴿فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ الحمد لله على نعمة الإنجاء، ولم يقل: (فقل الحمد لله الذي أهلك القوم الظالمين)؛ لأن نعمة الإنجاء أتم.
وقفة
[28] من النعم الكبرى: السلامة من الأعداء وكيدهم ﴿فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين﴾.
وقفة
[28] ﴿فَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي نَجّانا مِنَ القَومِ الظّالِمينَ﴾ سينجينا يقينًا؛ فهى سنة إلهية.
تفاعل
[28] ﴿فَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ﴾ الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.

الإعراب :

  • ﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ:
  • الفاء: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه أداة شرط‍ غير جازمة. استويت: أي استقررت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-وهو نوح-في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «استويت» في محل جر مضاف اليه لوقوعها بعد «اذا».
  • ﴿ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ:
  • أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد من ضمير المخاطب في «استويت» ومن: الواو عاطفة. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع لأنه معطوف على مرفوع وهو «أنت» ضمير«استويت».مع: ظرف مكان متعلق بمضمر تقديره: استقر معك. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل جر مضاف اليه. وجملة «استقر معك» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ عَلَى الْفُلْكِ:
  • جار ومجرور متعلق باستويت أو بصلة الموصول بمعنى الذين استقروا معك في السفينة أو صحبوك فيها.
  • ﴿ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها. الفاء: واقعة في جواب الشرط‍.قل: فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين وحذفت الواو لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به-مقول القول-الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ.
  • ﴿ الَّذِي نَجّانا:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة-نعت- للفظ‍ الجلالة. نجى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وجملة «نجانا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بنجى. الظالمين: صفة-نعت- للقوم مجرورة مثلها وعلامة جرها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.'

المتشابهات :

الإسراء: 111﴿وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ
المؤمنون: 28﴿فَإِذَا ٱسۡتَوَيۡتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلۡفُلۡكِ فَـ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ ٱلَّذِي نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ
النمل: 59﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ
النمل: 93﴿وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ
العنكبوت: 63﴿فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ
لقمان: 25﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     : وبعد أن بَيَّنَ اللهُ لنوح عليه السلام ما يصنع إذا بدأ الطوفان؛ علَّمه هنا ما يقول إذا ركب السفينة، قال تعالى:
﴿ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا ..

التفسير :

[29] وقل:رب يَسِّر لي النزول المبارك الآمن، وأنت خير المنزلين. وفي هذا تعليم من الله عز وجل لعباده إذا نزلوا أن يقولوا هذا الدعاء.

{ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} أي:وبقيت عليكم نعمة أخرى، فادعوا الله فيها، وهي أن ييسر الله لكم منزلا مباركا، فاستجاب الله دعاءه، قال الله:{ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} إلى أن قال:{ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ} الآية.

وَقُلْ- أيضا- يا نوح رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً أى: أنزلنى إنزالا، أو مكان إنزال مباركا- أى مليئا بالخيرات والبركات، خاليا مما حل بالظالمين من إغراق وإهلاك.

وَأَنْتَ يا إلهى خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ بفضلك وكرمك في المكان الطيب المبارك.

وقال تعالى : ( وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) .

وقوله : ( إن في ذلك لآيات ) أي : إن في هذا الصنيع وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين ) لآيات ) أي : لحججا ودلالات واضحات على صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن الله تعالى ، وأنه تعالى فاعل لما يشاء ، وقادر على كل شيء ، عليم بكل شيء .

وقوله : ( وإن كنا لمبتلين ) أي : لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين .

يقول تعالى ذكره لنبيه نوح عليه السلام: وقل إذا سلمك الله ، وأخرجك من الفلك ، فنـزلت عنها: ( رَبِّ أَنْـزِلْنِي مُنْـزَلا ) من الأرض ( مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ ) من أنـزل عباده المنازل.

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: مُنْـزَلا مُبَارَكًا قال: لنوح حين نـزل من السفينة.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين. قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن &; 19-28 &; مجاهد، مثله.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار: رَبِّ أَنْـزِلْنِي مُنْـزَلا مُبَارَكًا بضم الميم وفتح الزاي، بمعنى: أنـزلني إنـزالا مباركا. وقرأه عاصم مُنْـزَلا بفتح الميم وكسر الزاي. بمعنى: أنـزلني مكانًا مباركًا وموضعا.

التدبر :

عمل
[29] ﴿وَقُل رَبِّ أَنزِلني مُنزَلًا مُبارَكًا وَأَنتَ خَيرُ المُنزِلينَ﴾ لا تنس فى دعائك أن تدعو وتطلب الطيب المبارك، كما فعل ذكريا حين قال: ﴿رَبِّ هَب لي مِن لَدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ﴾ [آل عمران: ٣٨]
عمل
[29] ﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا﴾ كن دائمًا عالي الهمة في دعائك.
عمل
[29] ﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا﴾ هدي رباني للدعاء ببركة الشيء وحصول المنفعة منه؛ فانهج نهج القرآن بارك الله فيك.
وقفة
[29] ﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾ تعليم من الله عز وجل لعباده إذا ركبوا وإذا نزلوا أن يقولوا هذا، بل وإذا دخلوا بيوتهم وسلموا.
عمل
[29] ﴿وَأَنتَ خَيرُ المُنزِلينَ﴾ لا تنس الثناء على الله فى دعائك.

الإعراب :

  • ﴿ وَقُلْ:
  • الواو عاطفة. قل: فعل أمر مبني على السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
  • ﴿ رَبِّ:
  • منادى بحرف نداء محذوف. والأصل: يا ربّ: وهو منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة اكتفاء بكسر ما قبلها منع من ظهورها-أي الفتحة-حركة المناسبة-والياء المحذوفة ضمير متصل في محل جر مضاف اليه.
  • ﴿ أَنْزِلْنِي:
  • فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. النون للوقاية. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ مُنْزَلاً مُبارَكاً:
  • منزلا: مفعول مطلق-مصدر-منصوب بالفتحة أي انزالا. مباركا: صفة-نعت-للمصدر منصوبة مثله بالفتحة. بمعنى: انزالا خيرا في السفينة أو في الأرض عند خروجه منها.
  • ﴿ وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ:
  • الواو: استئنافية. أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. المنزلين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     وبعد أن عَلَّمَ اللهُ نوحًا عليه السلام ما يقول إذا ركب السفينة؛ علَّمه هنا ما يقول إذا نزل من السفينة، قال تعالى:
﴿ وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

منزلا:
1- بضم الميم وفتح الزاى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح الميم وكسر الزاى، أي: مكان النزول، وهى قراءة أبى بكر، والمفضل، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبان.

مدارسة الآية : [30] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن ..

التفسير :

[30] إنَّ في إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين لَدلالات واضحات على صدق رسل الله فيما جاؤوا به من الله، وإن كنا لمختبرين الأمم بإرسال الرسل إليهم قبل وقوع العقوبة بهم.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ} أي:في هذه القصة{ لَآيَاتٍ} تدل على أن الله وحده المعبود، وعلى أن رسوله نوحا صادق، وأن قومه كاذبون، وعلى رحمة الله بعباده، حيث حملهم في صلب أبيهم نوح، في الفلك لما غرق أهل الأرض.

والفلك أيضا من آيات الله، قال تعالى:{ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ولهذا جمعها هنا لأنها تدل على عدة آيات ومطالب.{ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ}

ثم عقب- سبحانه- على ما اشتملت عليه قصة نوح من حكم وآداب بقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ.

أى: إن في ذلك الذي ذكرناه لك- أيها الرسول الكريم- عن نوح وقومه لَآياتٍ بينات، ودلالات واضحات، على أن هذا القرآن من عندنا لا من عند غيرنا، وعلى أن العاقبة للمؤمنين، وسوء المنقلب للكافرين.

و «إن» في قوله وَإِنْ كُنَّا هي المخففة من الثقيلة، واللام في قوله لَمُبْتَلِينَ هي الفارقة بينها وبين إن النافية، والجملة حالية، والابتلاء: الاختبار والامتحان ...

أى: إن في ذلك الذي ذكرناه عن نوح وقومه لآيات واضحات على وحدانيتنا وقدرتنا، والحال والشأن أن من سنتنا أن نبتلى الناس بالنعم وبالنقم، وبالخير وبالشر. ليتبين من يعتبر ويتعظ، وليتميز الخبيث من الطيب، وليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم.

ثم تمضى السورة في حديثها عن قصص الأولين، فتحكى لنا قصة أقوام آخرين مع نبي من أنبيائهم فتقول:

وقوله : ( إن في ذلك لآيات ) أي : إن في هذا الصنيع وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين ) لآيات ) أي : لحججا ودلالات واضحات على صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن الله تعالى ، وأنه تعالى فاعل لما يشاء ، وقادر على كل شيء ، عليم بكل شيء .

وقوله : ( وإن كنا لمبتلين ) أي : لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين .

وقوله: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ ) يقول تعالى ذكره: إن فيما فعلنا بقوم نوح يا محمد ، من إهلاكناهم إذ كذبوا رسلنا ، وجحدوا وحدانيتنا وعبدوا الآلهة والأصنام- لعبرا لقومك من مشركي قريش، وعظات وحُجَجا لنا، يستدلون بها على سنتنا في أمثالهم، فينـزجروا عن كفرهم ، ويرتدعوا عن تكذيبك، حذرا أن يصيبهم مثل الذي أصابهم من العذاب.

وقوله: ( وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ) يقول تعالى ذكره: وكنا مختبريهم بتذكيرنا إياهم بآياتنا، لننظر ما هم عاملون قبل نـزول عقوبتنا بهم.

التدبر :

عمل
[30] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ عليك بتدبر قصص المرسلين، وتأملها؛ فإن الله ما ذكرها إلا لما فيها من الدروس والعبر.
وقفة
[30] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ الكل يبتلى والابتلاء کما يكون انتقامًا من الكافرين والظالمين، فإنه تمحيص لإيمان المؤمنين، ورفع لدرجاتهم.
وقفة
[30] ﴿وَإِن كُنّا لَمُبتَلينَ﴾ لا تظن أنك وحدك المُبتلى؛ فهى سنة إلهية.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في: حرف جر. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار والمجرور في محل رفع خبر «ان» المقدم أي في ذلك الحادث. لآيات: اللام: لام التوكيد-المزحلقة-آيات: اسم «ان» مؤخر منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. أي لمعجزات.
  • ﴿ وَإِنْ كُنّا لَمُبْتَلِينَ:
  • الواو عاطفة. إن: مخففة من «إن» الثقيلة لا عمل لها لدخلوها على جملة فعلية. كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» اللام: فارقة وقد سميت اللام فارقة لأنها تفرق وتميز «ان» المخففة من الثقيلة ومن «إن» النافية التي بمعنى «ليس» مبتلين: خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: إن الشأن والقصة أو إننا كنا مصيبين قوم نوح ببلاء عظيم وعقاب شديد أو مختبرين بهذه الآيات عبادنا. وحذف مفعول اسم الفاعل «مبتلين» المقدر وهو لمبتلين عبادنا أو لمبتلين نوحا وقومه. أي لممتحنيهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ولَمَّا كانت هذه القصة من أغرب القصص؛ حَثَّ اللهُ هنا على تدبرها، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [31] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا ..

التفسير :

[31] ثم أنشأنا من بعد قوم نوح جيلاً آخر هم قوم عاد.

لما ذكر نوحا وقومه، وكيف أهلكهم قال:{ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} الظاهر أنهم "ثمود "قوم صالح عليه السلام، لأن هذه القصة تشبه قصتهم.

أى: ثم أنشأنا من بعد أولئك القوم المغرقين الذين كذبوا نبيهم نوحا- عليه السلام-، قَرْناً آخَرِينَ غيرهم، وهم على الأرجح- قوم هود- عليه السلام- بدليل قوله- تعالى- في آية أخرى في شأنهم: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ....

كما أن قصة هود مع قومه، كثيرا ما تأتى بعد قصة نوح مع قومه.

وقيل: هم قوم صالح- عليه السلام-.

وعلى أية حال فإن سورة «المؤمنون» في عرضها لقصص الأنبياء تحرص على بيان أن استقبال المكذبين لأنبيائهم كان متشابها في القبح والتكذيب.

وقال- سبحانه- قَرْناً آخَرِينَ للإشعار بأنهم كانوا يعيشون في زمان واحد مع نبيهم، وأنهم كانوا معاصرين له، ومشاهدين لأحواله قبل البعثة وبعدها.

يخبر تعالى أنه أنشأ بعد قوم نوح قرنا آخرين قيل المراد بهم عاد فإنهم كانوا مستخلفين بعدهم وقيل المراد بهؤلاء ثمود لقوله " فأخذتهم الصيحة بالحق ".

يقول تعالى ذكره: ثم أحدثنا من بعد مَهْلِك قوم نوح ، قرنا آخرين ، فأوجدناهم .

التدبر :

وقفة
[31] ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾ هم قوم عاد، وإليهم أرسل الله نبيه هود، فتتابعت القرون على طريقة واحدة في الإعراض والتكذيب.
وقفة
[31] ﴿قَرْنًا آخَرِينَ﴾ ولم يقل: (قرنًا آخر)؛ لأن القرن أهل زمان واحد.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنا:
  • ثم: حرف عطف. أنشأ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا، و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً:
  • جار ومجرور متعلق بأنشأ. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. قرنا: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ آخَرِينَ:
  • صفة-نعت-لقرنا منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم. أي جيلا آخر عن عاد قوم هود. والنون عوض من حركة المفرد.'

المتشابهات :

الأنبياء: 11﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَ أَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ
المؤمنون: 42﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ
الأنعام: 6﴿فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
المؤمنون: 31﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     وبعد هلاك قوم نوح؛ أنشأ اللهُ جيلًا آخر، وهم عاد، وهذه هي القصَّةُ الثانيةُ: قصَّةُ هودٍ عليه السلام، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ ..

التفسير :

[32] فأرسلنا فيهم رسولاً منهم هو هود عليه السلام، فقال لهم:اعبدوا الله وحده ليس لكم معبود بحق غيره، أفلا تخافون عقابه إذا عبدتم غيره؟

{ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} من جنسهم، يعرفون نسبه وحسبه وصدقه، ليكون ذلك أسرع لانقيادهم، إذا كان منهم، وأبعد عن اشمئزازهم، فدعا إلى ما دعت إليه الرسل أممهم{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فكلهم اتفقوا على هذه الدعوة، وهي أول دعوة يدعون بها أممهم، الأمر بعبادة الله، والإخبار أنه المستحق لذلك، والنهي عن عبادة ما سواه، والإخبار ببطلان ذلك وفساده، ولهذا قال:{ أَفَلَا تَتَّقُونَ} ربكم، فتجتنبوا هذه الأوثان والأصنام.

ثم بين- سبحانه- أنه امتن عليهم بإرسال رسول فيهم فقال: فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ...

أى: كان من مظاهر رحمتنا ومنتنا على هؤلاء القوم الآخرين الذين جاءوا بعد إهلاك قوم نوح، أن أرسلنا فيهم رسولا منهم نشأ بين أظهرهم وعرفوا حسبه ونسبه، فقال لهم ما قاله كل نبي لقومه: اعبدوا الله وحده، فإنكم ليس لكم من إله سواه، لأنه- سبحانه- هو الذي أوجدكم في هذه الحياة.. أَفَلا تَتَّقُونَ بأسه وعقابه إذا ما عبدتم غيره؟!.

وأنه تعالى أرسل فيهم رسولا منهم فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

( فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ ) داعيا لهم، ( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ) يا قوم، وأطيعوه دون الآلهة والأصنام، فإن العبادة لا تنبغي إلا له ( مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) يقول: ما لكم من معبود يصلح أن تعبدوا سواه ( أَفَلا تَتَّقُونَ ) أفلا تخافون عقاب الله بعبادتكم شيئا دونه، وهو الإله الذي لا إله لكم سواه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[32] ﴿فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ دعوتك في أهلك وقومك أقرب للقبول، والغريب بعيد، ومن عرف نسبك وتاريخك كان أكثر قبولًا لقولك.
لمسة
[32] ﴿فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ عدّى الفعل (أرسلنا) بـ (في) دون (إلى)؛ للإشارة إلى أن الرسول كان منهم ونشأ فيهم، وفي هذا إيماء إلى أن حالهم مماثلة لحال القوم الذين بُعِث فيهم المصطفى ، فالنبي  كان من قريش وأُرسِل فيهم.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَرْسَلْنا:
  • الفاء: عاطفة. أرسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ:
  • في: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بفي أي في عاد. والجار والمجرور «فيهم» متعلق بأرسلنا و «رسولا» مفعول به منصوب بالفتحة. منهم: يعرب اعراب «فيهم» والجار والمجرور متعلق بصفة لرسولا.
  • ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ:
  • ان: حرف تفسير لا عمل له والجملة بعده: مفسرة لا عمل لها وهي مفسرة لأرسلنا أي قلنا لهم على لسان الرسول: اعبدوا الله. أو فقال لهم اعبدوا الله. اعبدوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.
  • ﴿ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ:
  • ما: نافية لا عمل لها. لكم: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. من: حرف جر زائد لتوكيد النفي. إله: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. غيره: صفة «لإله» على الموضع «المحل» مرفوعة مثله بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. بمعنى ما لكم إله غيره. أي إله إلاّ هو.
  • ﴿ أَفَلا تَتَّقُونَ:
  • الألف الف توبيخ بلفظ‍ استفهام. الفاء: زائدة-تزيينية- لا: نافية لا عمل لها. تتقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعولها بمعنى: أفلا تخافون عذابه.'

المتشابهات :

المؤمنون: 23﴿فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ
المؤمنون: 32﴿فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا أنشأ اللهُ من بعد قوم نوح جيلًا آخر، وهم عاد؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنه امتنَّ عليهم بإرسال رسول منهم يدعوهم إلى توحيدِ اللهِ، قال تعالى:
﴿ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ ..

التفسير :

[33] وقال الأشراف والوجهاء من قومه الذين كفروا بالله، وأنكروا الحياة الآخرة، وأطغاهم ما أُنعم به عليهم في الدنيا من ترف العيش:ما هذا الذي يدعوكم إلى توحيد الله تعالى إلا بشر مثلكم، يأكل من جنس طعامكم، ويشرب من جنس شرابكم.

{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي:قال الرؤساء الذين جمعوا بين الكفر والمعاندة، وأطغاهم ترفهم في الحياة الدنيا، معارضة لنبيهم، وتكذيبا وتحذيرا منه:{ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} أي:من جنسكم{ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} فما الذي يفضله عليكم؟ فهلا كان ملكا لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك ما رد به هؤلاء المشركون الجاحدون على نبيهم فقال:

وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ، وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا، ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ...

أى: وقال الأغنياء والزعماء من قوم هذا النبي، الذين كفروا بالحق لما جاءهم، وكذبوا بالبعث والجزاء الذي يكون في الآخرة، والذين أبطرتهم النعمة التي أنعمنا عليهم بها في دنياهم ...

قالوا لنبيهم بجفاء وسوء أدب لكي يصرفوا غيرهم عن الإيمان به: ما هذا الذي يدعى النبوة إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وكأنهم يرون- لغبائهم وانطماس عقولهم- أن الرسول لا يكون من البشر، أو يرون جواز كونه من البشر، إلا أنهم قالوا ذلك على سبيل المكر ليصدوا أتباعهم وعامة الناس عن دعوته.

ثم أضافوا إلى هذا القول الباطل ما يؤكده في نفوس الناس فقالوا: يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ من طعام، وغذاء، وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ من ماء وما يشبه الماء.

ثم أضافوا إلى ذلك قولهم وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ أيها الناس بَشَراً مِثْلَكُمْ في المأكل والمشرب والملبس والعادات.. أَنَّكُمْ إِذا بسبب هذه الطاعة لَخاسِرُونَ خسارة ليس بعدها خسارة.

والمتأمل في هذه الآية الكريمة يرى أن الله- تعالى- وصف هؤلاء الجاحدين بالغنى والجاه، وأنهم من قوم هذا النبي فازداد حسدهم له وحقدهم عليه، وأنهم أصلاء في الكفر، وفي التكذيب باليوم الآخر، وأنهم- فوق كل ذلك- من المترفين الذين عاشوا حياتهم في اللهو واللعب والتقلب في ألوان الملذات.. ولا شيء يفسد الفطرة، ويطمس القلوب، ويعمى النفوس والمشاعر عن سماع كلمة الحق. كالترف والتمرغ في شهوات الحياة.

لذا تراهم في شبهتهم الأولى يحاولون أن يصرفوا الناس عن هذا النبي، بزعمهم أنه بشر، يأكل مما يأكل منه الناس، ويشرب مما يشربون منه، والعقلاء في زعمهم- لا يتبعون نبيّا من البشر، لأن اتباعه يؤدى إلى الخسران المبين.

ولقد نهجوا في قولهم الباطل هذا، نهج قوم نوح من قبلهم، فقد قالوا في شأنه: ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ...

فكذبوه وخالفوه وأبوا عن اتباعه لكونه بشرا مثلهم واستنكفوا عن اتباع رسول بشري وكذبوا بلقاء الله في القيامة وأنكروا المعاد الجثماني.

يقول تعالى ذكره: وقالت الأشراف من قوم الرسول الذي أرسلنا بعد نوح، وعَنَى بالرسول في هذا الموضع: صالحًا، وبقومه: ثمود.( الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ ) يقول: الذين جحدوا توحيد الله، وكذبوا بلقاء الآخرة، يعني ، كذّبوا بلقاء الله في الآخرة. وقوله: ( وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يقول: ونعَّمناهم في حياتهم الدنيا بما وسَّعنا عليهم &; 19-29 &; من المعاش ، وبسطنا لهم من الرزق، حتى بَطِرُوا وعَتوْا على ربهم ، وكفروا، ومنه قول الراجز:

وَقَدْ أُرَانِي بِالدِّيَارِ مُتْرَفا (1)

وقوله: ( مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) يقول: قالوا: بعث الله صالحا إلينا رسولا من بيننا، وخصه بالرسالة دوننا، وهو إنسان مثلنا ، يأكل مما نأكل منه من الطعام ، ويشرب مما نشرب، وكيف لم يرسل ملكا من عنده يبلغنا رسالته، قال: ( وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ) معناه: مما تشربون منه، فحذف من الكلام " منه "؛ لأن معنى الكلام: ويشرب من شرابكم، وذلك أن العرب تقول: شربت من شرابك.

------------------------

الهوامش :

(1) البيت للعجاج ( أراجيز العرب للسيد محمد توفيق البكري ص 19 ) قال في شرحه له : وقد أراني أي قد كنت أرني . والمترف من الترف ، وهو النعيم والرفه . وفي (اللسان : ترف) : والمترف : المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهوتها . ورجل مترف ، ومترف كمعظم : موسع عليه . وترف الرجل وأترفه : دلّله وملكه . وقوله تعالى { إلا قال مترفوها } : أي أولوا الترف وأراد رؤساءها وقادة الشر منها .

التدبر :

تفاعل
[33] استعذ بالله تعالى أن يلهيك النعيم عن طاعته والقرب منه ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾.
وقفة
[33] ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ﴾ بيان سنة من سنن البشر؛ وهي أن دعوة الحق أول من يردها الكبراء من أهل الكفر.
وقفة
[33] ﴿وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ أكثر الناس غفلة عن الآخرة هم أهل الترف.
وقفة
[33] ﴿وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ الترف في الدنيا من أسباب الغفلة أو الاستكبار عن الحق.
لمسة
[33] قال تعالى: ﴿بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ﴾، ولم يقل: (بموعد الآخرة)، فجعل الله تعالى الآخرة شخصًا يلاقى ويشاهد ويؤتى إليه، وهذا التشخيص يدخل الروع في نفس السامع والهلع مما فعله المكذبون مقابل هذا اللقاء الذي لا يدرون ما فيه من أبعاد.
وقفة
[33] ﴿وَأَترَفناهُم فِي الحَياةِ الدُّني﴾ رغم وفرة النعم التى عاشوا فيها إلا أنهم كفروا، فأحيانًا كثرة النعم تورث البطر.
وقفة
[33] ﴿ما هذا إلا بشر مثلكم﴾ كفار عقولهم فاسدة يعبدون الحجر والشجر، وينكرون النبوة للبشر!

الإعراب :

  • ﴿ وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ:
  • الواو عاطفة. قال: فعل ماض مبني على الفتح. الملأ: فاعل مرفوع بالضمة. من قومه: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الملأ» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا:
  • الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة- نعت-للقوم. ويجوز أن يكون مجرورا مثلها بمعنى: من الذين كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «كفروا» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ:
  • معطوفة بالواو على «كفروا» وتعرب إعرابها. بلقاء: جار ومجرور متعلق بكذبوا. الآخرة: مضاف اليه مجرور بالكسرة. بمعنى: بالحياة الآخرة أو بلقاء ما في الآخرة من الحساب والثواب والعقاب.
  • ﴿ وَأَتْرَفْناهُمْ:
  • الواو عاطفة. أترف: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به «أي»: نعمناهم أو أبطرناهم.
  • ﴿ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا:
  • جار ومجرور متعلق بأترفنا. الدنيا: صفة للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
  • ﴿ ما هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ:
  • أعربت في الآية الرابعة والعشرين.
  • ﴿ مِمّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ:
  • ممّا: أصلها: من حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بيأكل أو تكون «ما» مصدرية. تأكلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تأكلون» صلة الموصول لا محل لها والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. أو صلة «ما» المصدرية لا محل لها. منه: جار ومجرور متعلق بتأكلون.
  • ﴿ وَيَشْرَبُ مِمّا تَشْرَبُونَ:
  • معطوفة بالواو على يَأْكُلُ مِمّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ» وتعرب إعرابها. وحذفت الصلة «منه» من «تشربون» والمعنى من أكلكم ومشروبكم.'

المتشابهات :

المؤمنون: 33﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ
الأعراف: 147﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
الروم: 16﴿وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَـٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ولَمَّا أرسلَ اللهُ هودًا عليه السلام إلى عاد؛ كفروا وكذبوا بيوم القيامة وانغمسوا في حب الدنيا وشهواتها، ورأوْا أن كونه بشرًا مثلهم ينافي الرسالة، قال تعالى:
﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ ..

التفسير :

[34] ولئن اتبعتم فرداً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون بترككم آلهتكم واتباعكم إياه.

{ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} أي:إن تبعتموه وجعلتموه لكم رئيسا، وهو مثلكم إنكم لمسلوبو العقل، نادمون على ما فعلتم. وهذا من العجب، فإن الخسارة والندامة حقيقة لمن لم يتابعه ولم ينقد له. والجهل والسفه العظيم لمن تكبر عن الانقياد لبشر، خصه الله بوحيه، وفضله برسالته، وابتلي بعبادة الشجر والحجر.وهذا نظير قولهم:{ قَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}

ثم أضافوا إلى ذلك قولهم ( وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ ) أيها الناس ( بَشَراً مِّثْلَكُمْ ) فى المأكل والمشرب والملبس والعادات . . . ( إِنَّكُمْ إِذاً ) بسبب هذه الطاعة ( لَّخَاسِرُونَ ) خسارة ليس بعدها خسارة .

والمتأمل فى هذه الآية الكريمة يرى أن الله - تعالى - وصف هؤلاء الجاحدين بالغنى والجاه ، وأنهم من قوم هذا النبى فازداد حسدهم له وحقدهم عليه ، وأنهم أصلاء فى الكفر ، وفى التكذيب باليوم الآخر ، وأنهم - فوق كل ذلك - من المترفين الذين عاشوا حياتهم فى اللهو واللعب والتقلب فى ألوان الملذات .

. . ولا شىء يفسد الفطرة ، ويطمس القلوب ، ويعمى النفوس والمشاعر عن سماع كلمة الحق . كالترف والتمرغ فى شهوات الحياة .

لذا تراهم فى شبهتهم الأولى يحاولون أن يصرفوا لناس عن هذا النبى ، بزعمهم أنه بشر ، يأكل مما يأكل منه الناس ، ويشرب مما يشربون منه ، والعقلاء فى زعمهم - لا يتبعون نبيًّا من البشر ، لأن اتباعه يؤدى إلى الخسران المبين .

فكذبوه وخالفوه وأبوا عن اتباعه لكونه بشرا مثلهم واستنكفوا عن اتباع رسول بشري وكذبوا بلقاء الله في القيامة وأنكروا المعاد الجثماني.

يقول تعالى ذكره ، مخبرا عن قيل الملأ من قوم صالح لقومهم: ( وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ ) فاتبعتموه ، وقبلتم ما يقول وصدّقتموه. ( إِنَّكُمْ ) أيها القوم ( إِذًا لَخَاسِرُونَ ) يقول: قالوا: إنكم إذن لمغبونون حظوظكم من الشرف والرفعة في الدنيا، باتباعكم إياه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[34] من ضعيف حُجج الملأ وغريبها، قولهم لأقوامهم -تكذيبًا للرسل-: ﴿وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ﴾، فيقال لهم: فإن اتبعوكم في تحذيركم هذا هل سيخرجون عن أن يتبعوا بشرًا مثلهم؟!
وقفة
[34] ﴿وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ﴾ لو كان الرسول ملكًا أو من جنس غير البشر؛ لقال الناس: «لا نطيق ما كلفتنا به يا رب؛ لأن رسولك فوق مستوى البشر، ومقهور على طاعتك»؛ لذا كانت بشرية الرسول حتمية، ومن شروط الرسالة.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ:
  • الواو: استئنافية. اللام موطئة للقسم-اللام المؤذنة-إن: حرف شرط‍ جازم. اطعتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك في محل جزم بإن لأنه فعل الشرط‍.التاء ضمير المخاطبين -ضمير متصل-مبني على الضم في محل رفع فاعل. والميم علامة جمع الذكور. وجملة «إن أطعتم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ بَشَراً مِثْلَكُمْ:
  • مفعول به منصوب بالفتحة. مثل: صفة-نعت-لبشرا منصوبة مثله بالفتحة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. اذا: حرف جواب لا عمل له واقع في جواب- جزاء-الشرط‍ وهو جواب للذين قاولوهم أو حرف مكافأة وجواب دال على أن ما بعده وهو «لخاسرون» جواب عن مقالة المشركين وجزاء لإن. لخاسرون اللام: واقعة في جواب إن. خاسرون: خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: تخسرون عقولكم. وقد حذف مفعول اسم الفاعل «خاسرون» وهو عقولكم. و«إنّ» مع ما في حيزها: جواب القسم لا محل لها من الاعراب. وجواب الشرط‍ محذوف دل عليه جواب القسم.'

المتشابهات :

الأعراف: 90﴿وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ
المؤمنون: 34﴿وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا رأوْا أن كونه بشرًا مثلهم ينافي الرسالة؛ لذا جعلوا اتباعه خسرانًا، رغم أنهم من لم يجعلوا عبادة الأصنام خسرانًا، قال تعالى:
﴿ وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ ..

التفسير :

[35] كيف تُصَدِّقون ما يَعِدُكم به من أنكم إذا متُّم، وصرتم تراباً وعظاماً مفتتة، تُخْرَجون من قبوركم أحياء؟

فلما أنكروا رسالته وردوها، أنكروا ما جاء به من البعث بعد الموت، والمجازاة على الأعمال فقالوا:{ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}

أما شبهتهم الثانية التي أثاروها لصرف الناس عن الحق. فقد حكاها القرآن في قوله عنهم: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ... أى: أيعدكم هذا الذي يدعى النبوة- وهو بشر مثلكم- أنكم إذا فارقتم هذه الحياة وصرتم أمواتا، وصارت بعض أجزاء أجسامكم ترابا وبعضها عظاما نخرة، أنكم مخرجون من قبوركم إلى الحياة مرة أخرى للحساب والجزاء؟.

والاستفهام في قوله أَيَعِدُكُمْ للإنكار والتحذير من اتباع هذا النبي، والجملة مستأنفة مقررة لمضمون ما قبلها من الصد عن الاستماع إلى ما جاءهم به نبيهم، لأنه- في زعمهم- يؤدى إلى الخسران.

وكرر- سبحانه- لفظ أَنَّكُمْ لبيان حرصهم على تأكيد أقوالهم الباطلة في نفوس الناس، حتى يفروا من وجه نبيهم.

وقالوا ( أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون .

قوله: ( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا ) الآية، يقول تعالى ذكره: قالوا لهم: أيعدكم صالح أنكم إذا متم وكنتم ترابًا في قبوركم ، وعظاما قد ذهبت لحوم أجسادكم، وبقيت عظامها - أنكم مخرجون من قبوركم أحياء ، كما كنتم قبل مماتكم؟ وأعيدت ( أنكم ) مرّتين، والمعنى: أيعدكم أنكم إذا متم ، وكنتم ترابًا وعظامًا - مخرجون مرة واحدة، لما فرق بين ( أنكم ) الأولى ، وبين خبرها بإذا، وكذلك تفعل العرب بكل اسم أوقعت عليه الظنّ وأخواته، ثم اعترضت بالجزاء دون خبره، فتكرّر اسمه مرّة وتحذفه أخرى، فتقول: أظن أنك إن جالستنا أنك محسن، فإن حذفت أنك الأولى أو الثانية صلح، وإن أثبتهما صلح، وإن لم تعترض بينهما بشيء لم يجز خطأ أن يقال: أظنّ أنك أنك جالس، وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: ( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ).

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[35] ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ﴾ رد ابن الجوزي على هذه الشبهة، فقال: «الله سبحانه تعالى لم يخلق شيئًا مستحسنًا إلا من مادة سخيفة، فإنه أخرج هذا الآدمي من نطفة، والطاووس من البيضة المدرة، والشجرة الخضراء من الحبة العفنة، فالنظر ينبغي أن يكون إلى قوة الفاعل وقدرته، لا إلى ضعف المواد».
لمسة
[35] ﴿مِتُّمْ﴾ ما الفرق بين (مُتُّمْ) بالضم و(مِتم) بالكسر؟ (مُتم) مسندة إلى المعلوم، أي مُتُّمْ أنتم، والتاء ضمير مبني في محل رفع فاعل، أما (مِتُّمْ) بالكسر مبنية للمجهول، بمعني من وقع عليه الموت، بمعنى أُمِتُّم.

الإعراب :

  • ﴿ أَيَعِدُكُمْ:
  • الألف: ألف تعجيب واستغراب بلفظ‍ استفهام. يعد: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «أن» والميم علامة جمع الذكور. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه وهو أداة شرط‍ غير جازمة. متم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. وجملة «متم» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف.
  • ﴿ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً:
  • الواو عاطفة. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. ترابا: خبر «كان» منصوب بالفتحة. وعظاما: معطوفة بالواو على «ترابا» منصوبة مثلها بمعنى: وصرتم ترابا وعظاما رميما.
  • ﴿ أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ:
  • أنكم: أعربت. وقد كررت للتوكيد. مخرجون: خبر «أنكم» الأولى مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل مضمر تقديره: وقع أو حدث أو جرى. والجملة الفعلية من الفعل المضمر والتأويل لا محل لها لأنها جواب شرط‍ غير جازم. أي اذا متم وقع إخراجكم. أي بعثتم من جديد أي أحييتم فتحاسبون على أعمالكم.'

المتشابهات :

الرعد: 5﴿وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ
النمل: 67﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ
ق: 3﴿ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيد
المؤمنون: 35﴿أَيَعِدُكُمۡ أَنَّكُمۡ إِذَا مِتُّمۡ وَكُنتُمۡ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخۡرَجُونَ
المؤمنون: 82﴿قَالُوٓاْ أَءِذَا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ
الصافات: 16﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَ تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ
الصافات: 53﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ
الواقعة: 47﴿وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد أن أنكرُوا رسالةَ نبيِّهم؛ أنكرُوا هنا البعثَ بعدَ الموتِ، قال تعالى:
﴿ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [36] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ

التفسير :

[36] بعيد حقّاً ما توعدون به أيها القوم من أنكم بعد موتكم تُخْرَجون أحياء من قبوركم.

أي:بعيد بعيد ما يعدكم به، من البعث، بعد أن تمزقتم وكنتم ترابا وعظاما، فنظروا نظرا قاصرا، ورأوا هذا بالنسبة إلى قدرهم غير ممكن، فقاسوا قدرة الخالق بقدرهم، تعالى الله. فأنكروا قدرته على إحياء الموتى، وعجزوه غاية التعجيز، ونسوا خلقهم أول مرة، وأن الذي أنشأهم من العدم، فإعادته لهم بعد البلى أهون عليه، وكلاهما هين لديه، فلم لا ينكرون أول خلقهم، ويكابرون المحسوسات، ويقولون:إننا لم نزل موجودين، حتى يسلم لهم إنكارهم للبعث، وينتقلوا معهم إلى الاحتجاج على إثبات وجود الخالق العظيم؟.

وهنا دليل آخر، وهو:أن الذي أحيا الأرض بعد موتها، إن ذلك لمحيي الموتى، إنه على كل شيء قدير، وثم دليل آخر، وهو ما أجاب به المنكرين للبعث في قوله:{ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} فقال في جوابهم:{ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} أي في البلى،{ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ}

ثم حكى- سبحانه- أنهم لم يكتفوا بكل ما أثاروه من شبه لصرف أتباعهم عن الحق بل أضافوا إلى ذلك. أن ما يقوله هذا النبي مستبعد في العقول، وأنه رجل افترى على الله كذبا..

فقال- تعالى-: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ.

ولفظ «هيهات» اسم فعل ماض، معناه: بعد بعدا شديدا، والغالب في استعمال هذا اللفظ مكررا، ويكون اللفظ الثاني مؤكدا تأكيدا لفظيا للأول.

أى: قال الملأ من قوم هذا النبي لغيرهم، على سبيل التحذير من اتباعه: بعد بعدا كبيرا ما يعدكم به هذا الرجل من أن هناك بعثا وحسابا وجزاء بعد الموت، وأن هناك جنة ونارا يوم القيامة.

قال الآلوسى: «وقوله- سبحانه-: هَيْهاتَ اسم بمعنى بعد.

وهو في الأصل اسم صوت، وفاعله مستتر فيه يرجع للتصديق أو للصحة أو للوقوع أو نحو ذلك مما يفهم من السياق. والغالب في هذه الكلمة مجيئها مكررة.. وقوله لِما تُوعَدُونَ بيان لمرجع ذلك الضمير، فاللام متعلقة بمقدر، كما في قولهم: سقيا له. أى:

التصديق أو الوقوع المتصف بالبعد كائن لما توعدون.. .

" هيهات هيهات لما توعدون " أي بَعُدَ بَعُدَ ذلك.

وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن قول الملأ من ثمود أنهم قالوا: هيهات هيهات : أي بعيد ما توعدون أيه القوم، من أنكم بعد موتكم ومصيركم ترابا وعظاما مخرجون أحياءً من قبوركم، يقولون: ذلك غير كائن.

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ يقول: بعيد بعيد.

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، في قوله: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ قال: يعني البعث. والعرب تُدخل اللام مع هيهات في الاسم الذي يصحبها وتنـزعها منه، تقول: هيهات لك هيهات، وهيهاتَ ما تبتغي هيهات; وإذا أسقطت اللام رفعت الاسم بمعنى هيهات، كأنه قال: بعيد ما ينبغي لك; كما قال جرير:

فَهَيْهَـاتَ هَيْهَـات العَقِيـقُ وَمَـنْ بِـهِ

وهَيْهَــاتَ خِـلٌّ بـالْعَقِيقِ نُواصِلُـهْ (2)

كأنه قال: العقيق وأهله، وإنما أدخلت اللام مع هيهات في الاسم ، لأنهم قالوا: هيهات أداة غير مأخوذة من فعل، فأدخلوا معها في الاسم اللام، كما أدخلوها مع هلمّ &; 19-31 &; لك، إذ لم تكن مأخوذة من فعل، فإذا قالوا : أقبل، لم يقولوا لك، لاحتمال الفعل ضمير الاسم.

واختلف أهل العربية في كيفية الوقف على هيهات، فكان الكسائي يختار الوقوف فيها بالهاء؛ لأنها منصوبة، وكان الفرّاء يختار الوقوف عليها بالتاء، ويقول: من العرب من يخفض التاء، فدلّ على أنها ليست بهاء التأنيث، فصارت بمنـزلة دراك ونظار، وأما نصب التاء فيهما؛ فلأنهما أداتان، فصارتا بمنـزلة خمسة عشر، وكان الفرّاء يقول: إن قيل : إن كل واحدة مستغنية بنفسها ، يجوز الوقوف عليها، وإن نصبها كنصب قوله: ثمت جلست; وبمنـزلة قوله الشاعر.

مـــاوِيَّ يـــا رُبَّتَمــا غــارَةٍ

شَـــعْوَاءَ كاللَّذْعَـــة بالمِيســمِ (3)

قال: فنصب هيهات بمنـزلة هذه الهاء التي في " ربت " لأنها دخلت على حرف، على ربّ وعلى ثم، وكانا أداتين، فلم تغيرهما عن أداتهما فنصبا.

واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته قرّاء الأمصار غير أبي جعفر: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ بفتح التاء فيهما. وقرأ ذلك أبو جعفر: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ بكسر التاء فيهما. والفتح فيهما هو القراءة عندنا؛ لإجماع الحجة من القراء عليه.

------------------------

الهوامش :

(2) البيت لجرير بن عطية الخطفي ( لسان العرب : هيه) . والرواية فيه : "العقيق وأهله " وفي الديوان (طبعة الصاوي ص479) .

فأيهـاتَ أيهـاتَ العَقِيـقُ وَمَـنْ بِـهِ

وأيهــاتَ وَصْـلٍّ بـالعَقِيقِ نُوَاصِلُـهْ

وهو من قصيدة يجيب بها الفرزدق . والعقيق : واد لبنى كلاب ، نقله البكري في معجم ما استعجم ، عن عمارة بن عقيل ، وهيهات وأيهات : كلمة معناها البعد ، وقيل هيهات كلمة تبعيد قال جرير : " فهيهات ... " البيت . والتاء مفتوحة مثل كيف ، وأصلها هاء ، وناس يكسرونها على كل حال ، قال حميد الأرقط يصف إبلا قطعت بلادًا حتى صارت في القفار:

هَيْهــاتَ مَــنْ مُصْبَحُهَـا هيهـات

هَيْهَــات حَجْــرٌ مِـنْ صُنَيْبِعَـاتِ

وقال الفراء : نصب هيهات بمنزلة نصب ربة وثمة ، وأنشد :

مَـــاوِيَّ يـــا رُبَّتَمــا غَــارَةٍ

شَـــعْوَاءَ كاللَّذْعَـــةِ بِالمِيسَــمِ

(3) البيت في ( اللسان :هيه، رب ) قال في الثاني : الفرق بين ربما ورب أن رب لا يليها غير الاسم ، وأما ربما فإنه زيدت (ما) مع (رب) ليليها الفعل ، تقول رب رجل جاءني ، وربما جاءني زيد ، وكذلك ربتما ، وأنشد ابن الأعرابي " ماوي... " إلخ وقال الكسائي : أظنهم امتنعوا من جزم الباء ( أي تسكين باء رب ) لكثرة دخول التاء فيها في قولهم : ربت رجل . يريد أن تاء التأنيث لا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا أو في نية الفتح ، فلما كانت تاء التأنيث تدخلها كثيرًا امتنعوا من إسكان ما قبل هاء التأنيث ، وآثروا النصب ( يعني بالنصب الفتح) . ا هـ . وقال في شعا : أشعى القوم الغارة إشعاء أشعلوها ، وغارة شعواء . فاشية متفرقة وأنشد ابن الأعرابي : " ماوي .... البيت : والميسم : المكواة . أو الشيء الذي يوسم به الدواب ، والجمع : مواسم ومياسم .

التدبر :

وقفة
[36] ﴿هَيْهات هَيْهات﴾ عن ابن عباس: «بعيد بعيد».
لمسة
[36] ﴿هَيْهات هَيْهات﴾ اسم فعل ماض بمعنى مصدر: أي بعد ﴿لِمَا تُوعَدُونَ﴾ من الإخراج من القبور، واللام زائدة للبيان .

الإعراب :

  • ﴿ هَيْهاتَ هَيْهاتَ:
  • اسم فعل ماض بمعنى «بعد» وكررت توكيدا وهو توكيد لفظي. واللفظة: مبنية على الفتح.
  • ﴿ لِما تُوعَدُونَ:
  • اللام: بيانية زائدة لبيان المستبعد. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل هيهات. ويجوز أن تكون كما قال الزجاج بمعنى: البعد لما توعدون: فتكون اللام حرف جر والجار والمجرور في محل رفع خبر «هيهات» بجعل «هيهات» مبنية على الفتح في محل رفع مبتدأ بمعنى: البعد. توعدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وهو مبني للمجهول. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وحذف الجار. أي لما توعدون به.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     وبعد أن أنكرُوا البعثَ؛ لم يقتصروا على هذا القدر حتى قرنوا به الاستبعاد العظيم، قال تعالى:
﴿ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

هيهات هيهات:
1- بفتح التاءين، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
وقرئا:
2- بفتحهما منونتين، وهى قراءة هارون، عن أبى عمرو.
3- بضمهما من غير تنوين، وهى قراءة أبى حيوة.
4- بضمهما منونتين، ورويت عن أبى حيوة، أيضا، وعن الأحمر.
5- بكسرهما من غير تنوين، وهى قراءة أبى جعفر.
6- بكسرهما وبالتنوين، ورويت عن خالد بن إلياس.
7- بإسكانهما، وهى قراءة خارجة بن مصعب، عن أبى عمرو.
8- هيهات هيهات ما توعدون، وهى قراءة ابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [37] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ..

التفسير :

[37] ما حياتنا إلا في هذه الدنيا، يموت الآباء منا ويحيا الأبناء، وما نحن بمخرجين أحياء مرة أخرى.

{ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} أي:يموت أناس، ويحيا أناس{ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}

وقوله- سبحانه- إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا.. بيان لتماديهم في جحودهم وجهلهم وغرورهم.

أى: إنهم لم يكتفوا باستبعاد حصول البعث والجزاء يوم القيامة بل أضافوا إلى ذلك الإنكار الشديد لحصولهما فقالوا: ما الحياة الحقيقية التي لا حياة بعدها إلا حياتنا الدنيا التي نحياها، ولا وجود لحياة أخرى، كما يقول هذا النبي- فنحن نموت كما مات آباؤنا، ونحيا كما يولد أبناؤنا. وهكذا الدنيا فيها موت لبعض الناس، وفيها حياة لغيرهم وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ بعد الموت على الإطلاق.

وقوله: ( إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ) يقول: ما حياة إلا حياتنا الدنيا التي نحن فيها( نَمُوتُ وَنَحْيَا ) يقول: تموت الأحياء منا فلا تحيا ، ويحدث آخرون منا فيولدون أحياء ( وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) يقول: قالوا: وما نحن بمبعوثين بعد الممات.

كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) قال: يقول ليس آخرة ولا بعث، يكفرون بالبعث، يقولون: إنما هي حياتنا هذه ثم نموت ولا نحيا، يموت هؤلاء ويحيا هؤلاء، يقولون: إنما الناس كالزرع يحصد هذا ، وينبت هذا، يقولون: يموت هؤلاء ، ويأتي آخرون، وقرأ: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ وقرأ: لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[37] ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ قال القرطبي: «كيف قالوا نموت ونحيا، وهم لا يُقِرّون بالبعث؟ ففي هذا أجوبة، منها أن يكون المعنى: نكون مواتًا أي نطفًا ثم نحيا في الدنيا، وقيل: فيه تقديم وتأخير، أي إن هي إلا حياتنا الدنيا نحيا فيها ونموت، كما قال: ﴿وَاسْجُدِي وَارْكَعِي﴾ [آل عمران: 43]».
لمسة
[37] ﴿نَمُوتُ وَنَحْيَا﴾ لماذا قدم الموت على الحياة، ما قال: (نحيا ونموت)؟ مع أنهم لا يؤمنون بالآخرة، الواو لا تفيد التعقيب ولا الترتيب، أي: يموت بعض ويحيا بعض، يموت من يموت ويحيا من يحيا.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ هِيَ:
  • إن: حرف مهمل لأنه مخفف بمعنى «ما» النافية. هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. وهو ضمير مبهم يفسره ما يليه لبيان أصله وهو إِلاّ حَياتُنَا» الذي أخبر ودل عليه. أي ان الحياة.
  • ﴿ إِلاّ حَياتُنَا:
  • إلاّ: أداة حصر لا عمل لها. حياة: خبر «هي» مرفوع بالضمة. و «نا» ضمير متصل-ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا:
  • الدنيا: صفة-نعت-لحياتنا مرفوعة مثلها بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. نموت: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والجملة الفعلية «نموت» في محل نصب حال. ونحيا: معطوفة بالواو على «نموت» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الألف للتعذر. بمعنى: يموت بعض ويولد بعض أي تتلاشى أجسامنا ولا نبعث بعدها لحياة أخرى حيث ينقرض قرن ويأتي قرن آخر.
  • ﴿ وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ:
  • الواو استئنافية. ما: نافية تعمل عمل «ليس» عند الحجازين ولا عمل لها عند بني تميم. نحن: ضمير منفصل-ضمير المتكلمين-في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى ومبتدأ على اللغة الثانية. بمبعوثين: الباء حرف جر زائد. مبعوثين: اسم مجرور لفظا بالباء منصوب محلا على أنه خبر «ما» على اللغة الأولى. ومرفوع محلا على أنه خبر «نحن» على اللغة الثانية. وعلامة جر «مبعوثين» الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الأنعام: 29﴿وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
المؤمنون: 37﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
الجاثية: 24﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     وبعد إنكار البعث؛ أكَّدُوا هنا هذا الإنكار، فلا حياةَ إلا هذه الحياة، ولا بعثَ بعد الموتِ، قال تعالى:
﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى ..

التفسير :

[38] وما هذا الداعي لكم إلى الإيمان إلا رجل اختلق على الله كذباً، ولسنا بمصدقين ما قاله لنا.

إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فلهذا أتى بما أتى به من توحيد الله وإثبات المعاد فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ أي ارفعوا عنه العقوبة بالقتل وغيره احتراما له ولأنه مجنون غير مؤاخذ بما يتكلم به أي فلم يبق بزعمهم الباطل مجادلة معه لصحة ما جاء به فإنهم قد عرفوا بطلانه وإنما بقي الكلام هل يوقعون به أم لا؟ فبزعمهم أن عقولهم الرزينة اقتضت الإبقاء عليه وترك الإيقاع به مع قيام الموجب فهل فوق هذا العناد والكفر غاية؟ « ولهذا لما اشتد كفرهم ولم ينفع فيهم الإنذار دعا عليهم نبيهم فقال:

ثم أضافوا إلى إنكارهم هذا للدار الآخرة، تطاولا على نبيهم، واتهاما له بما هو برىء منه، فقالوا: إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ... أى ما هذا النبي الذي أمركم بترك عبادة آلهتكم، وأخبركم بأن هناك بعثا وحسابا، إلا رجل اختلق على الله الكذب فيما يقوله ويدعو إليه وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ في يوم من الأيام، فكونوا مثلنا- أيها الناس- في عدم الإيمان به، وفي الانصراف عنه.

وهكذا يصور لنا القرآن الكريم بأسلوبه البليغ، موقف الطغاة من دعوة الحق، وكيف أنهم لا يكتفون بالانصراف عنها وحدهم، بل يؤلبون غيرهم بكل وسيلة على الانقياد لهم، وعلى محاربة من جاء بهذه الدعوة بمختلف السبل وشتى الطرق.

( إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا ) أي : فيما جاءكم به من الرسالة والنذارة والإخبار بالمعاد . ( وما نحن له بمؤمنين )

يقول تعالى ذكره: قالوا ما صالح إلا رجل اختلق على الله كذبا في قوله : مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وفي وعده إياكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مُخرجون. وقوله: هُوَ من ذكر الرسول، وهو صالح. وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ يقول: وما نحن له بمصدقين فيما يقول : إنه لا إله لنا غير الله، وفيما يعدنا من البعث بعد الممات.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[38] ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ﴾ الكاذب يرى الناس من منظوره، فلا يرى حوله صادقًا.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ هُوَ إِلاّ رَجُلٌ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (
  • هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة. افترى: أي اختلق: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «افترى» في محل رفع صفة-نعت-لرجل.
  • ﴿ عَلَى اللهِ كَذِباً:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بافترى. كذبا: مفعول به منصوب بالفتحة. أي مفتر على الله فيما يدعيه.'

المتشابهات :

المؤمنون: 25﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ
المؤمنون: 38﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     وبعد أن فرغوا من إنكار البعث؛ تطاولوا على نبيهم واتَّهمُوه بالكذبِ، قال تعالى:
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [39] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ

التفسير :

[39] فدعا رسولهم ربه قائلاً:رب انصرني عليهم؛ بسبب تكذيبهم لي.

لما اشتد كفرهم، ولم ينفع فيهم الإنذار، دعا عليهم نبيهم فقال:{ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} أي:بإهلاكهم، وخزيهم الدنيوي، قبل الآخرة.

ثم يحكى لنا القرآن بعد ذلك موقف النبي الذي أرسله الله- تعالى- لهؤلاء القوم الظالمين فيقول: قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ.

أى: قال ما قاله أخوه نوح من قبله: رب انصرني على هؤلاء الجاحدين، فأنت تعلم-

يا إلهى- أنهم كذبوا ما جئتهم به من عندك.

( قال رب انصرني بما كذبون ) أي : استفتح عليهم الرسول واستنصر ربه عليهم ، فأجاب دعاءه ،

وقوله: قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ يقول: قال صالح لما أيس من إيمان قومه بالله ، ومن تصديقهم إياه بقولهم : وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ربّ انصرني على هؤلاء بما كذّبون يقول: بتكذيبهم إياي فيما دعوتهم إليه من الحقِّ، فاستغاث صلوات الله عليه بربه من أذاهم إياه ، وتكذيبهم له.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[39] ﴿قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ﴾حدد مطلبًا شق عليك، ثم تضرع إلى الله تعالى وسله التيسير فيه.
وقفة
[39] ﴿قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ﴾ لولا الله ما تيسر أمر! عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سَلُوا اللَّهَ كُلَّ شَيءٍ حَتَّى الشِّسعَ، فَإِنَّ اللَّهَ إِن لَمْ يُيَسِّرهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ» [أبو يعلى 8/44، قال في مجمع الزوائد 10/150: رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني في الضعيفة 1363: وهذا سند موقوف جيد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم]، والشِّسْعُ: سَورُ النعل الذي تدخل بين الأصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ رَبِّ اُنْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ
  • هذه الآية الكريمة مكررة. أعربت في الآية الكريمة السادسة والعشرين.'

المتشابهات :

العنكبوت: 30﴿ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ
المؤمنون: 26﴿ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ
المؤمنون: 39﴿ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     ولَمَّا اشتَدَّ كفرُهم ويئسَ هودٌ عليه السلام من إيمانهم؛ دعا ربَّه أن ينصرَه، قال تعالى:
﴿ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ

التفسير :

[40] وقال الله مجيباً لدعوته:عَمَّا قليل ليصبحُنَّ نادمين، أي:بعد زمن قريب سيصير هؤلاء المكذبون نادمين.

.{ قَالَ} الله مجيبا لدعوته:{ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}

وجاءت الاستجابة من الله- تعالى- لهذا النبي، كما جاءت لأخيه نوح من قبله، ويحكى القرآن ذلك فيقول: قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ.

أى: قال الله- عز وجل- لنبيه: لقد أجبنا دعاءك أيها النبي الكريم، وبعد وقت قليل من الزمان. ليصبحن نادمين أشد الندم على أقوالهم الباطلة، وأفعالهم القبيحة، ولكن هذا الندم لن ينفعهم لأنه جاء في غير أوانه.

والجار والمجرور في قوله عَمَّا قَلِيلٍ متعلق بقوله: لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ أى:

ليصبحن عن زمن قليل نادمين، و «عن» هنا بمعنى بعد، و «ما» جيء بها لتأكيد معنى القلة.

وأكد- سبحانه- قوله لَيُصْبِحُنَّ بلام القسم ونون التوكيد، لبيان أن هذا الوعيد آت لا ريب فيه، وفي وقت قريب.

( قال عما قليل ليصبحن نادمين ) أي : بمخالفتك وعنادك فيما جئتهم به ،

قال الله له مجيبًا في مسألته إياه ما سأله: عن قليل يا صالح ليصبحن مكذبوك من قومك على تكذيبهم إياك نادمين، وذلك حين تَنـزل بهم فتنتنا فلا ينفعهم الندم.

التدبر :

وقفة
[40] ﴿قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ﴾ عاقبة الكافر الندامة والخسران.
وقفة
[40] ﴿قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ﴾ عاقبة الظالمين قريبة وإن طال الزمان.
وقفة
[40] إذا تأملتَ: ﴿قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ﴾؛ علمت يقينًا أن الظالم والظلم سريع زوالهم.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ عَمّا قَلِيلٍ:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. أي قال الله. عما: أصلها «عن» حرف جر و «ما» زائدة لتوكيد معنى القلة أي قلة المدة وقصرها بمعنى: بعد قليل و «قليل» اسم مجرور بعن وعلامة جره الكسرة ويجوز أن يكون صفة-نعت-لموصوف محذوف مقدر مجرور بعن. بمعنى: عن وقت أو زمان قليل أي قريب فحذف الموصوف المجرور وحلت الصفة محله.
  • ﴿ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ:
  • اللام واقعة في جواب قسم مقدر. يصبحن: فعل مضارع ناقص مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة. وواو الجماعة-المحذوفة- لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع اسم «يصبح» ونون التوكيد لا محل لها من الاعراب. نادمين: خبر «يصبح» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: ليصبحن على ما كذبوك نادمين. والجار والمجرور عَمّا قَلِيلٍ» متعلق بيصبحن. وجملة لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ» جواب القسم المقدر لا محل لها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     ولَمَّا دعا هودٌ عليه السلام؛ أجابه اللهُ فيما سأل، قال تعالى:
﴿ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [41] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء ..

التفسير :

[41] ولم يلبثوا أن جاءتهم صيحة شديدة مع ريح، أهلكهم الله بها، فماتوا جميعاً، وأصبحوا كغثاء السيل الذي يطفو على الماء، فهلاكاً لهؤلاء الظالمين وبُعْداً لهم من رحمة الله. فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم، فيحل بهم ما حل بسابقيهم.

{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ} لا بالظلم والجور، بل بالعدل وظلمهم، أخذتهم الصيحة، فأهلكتهم عن آخرهم.

{ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} أي:هشيما يبسا بمنزلة غثاء السيل الملقى في جنبات الوادي، وقال في الآية الأخرى{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}

{ فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} أي:أتبعوا مع عذابهم، البعد واللعنة والذم من العالمين{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ}

وجاء الوعيد فعلا. وأخبر- سبحانه- عن ذلك فقال: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ ... أى: فأهلكناهم إهلاكا تامّا، بالصيحة التي صاحها بهم جبريل- عليه السلام- حيث صاح بهم مع الريح العاتية التي أرسلها الله عليهم فدمروا تدميرا.

وذكر- سبحانه- هنا الصيحة فقط مع أن قوم هود قد أهلكوا بها وبالريح الصرصر العاتية للإشعار بأن إحدى هاتين العقوبتين لو انفردت كافية لإهلاكهم، فقد قال- سبحانه- في شأن الريح التي أرسلها عليهم: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ .

وقوله بِالْحَقِّ حال من الصيحة، وهو متعلق بمحذوف، والتقدير، فأخذتهم الصيحة حالة كونها بالعدل الذي لا ظلم معه، وإنما هم الذين ظلموا أنفسهم بتكذيبهم لنبيهم.

وقوله سبحانه-: فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ بيان لمصيرهم الأليم.

والغثاء: الرميم الهامد الذي يحمله السيل من ورق الشجر وغيره، يقال: غثا الوادي يغثو إذا كثر غثاؤه.

أى: فصيرناهم هلكى هامدين كغثاء السيل البالي، الذي اختلط بزبده، فهلاكا وبعدا لهؤلاء القوم الظالمين، كما هلك وبعد من قبلهم قوم نوح- عليه السلام-.

ثم تمضى السورة في استعراضها- على سبيل الإجمال- لقصص بعض الأنبياء، قال- تعالى-:

( فأخذتهم الصيحة بالحق ) أي : وكانوا يستحقون ذلك من الله لكفرهم وطغيانهم .

والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصرصر العاصف القوي الباردة ، ( تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ) [ الأحقاف : 25 ] .

وقوله : ( فجعلناهم غثاء ) أي : صرعى هلكى كغثاء السيل ، وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا ينتفع بشيء منه . ( فبعدا للقوم الظالمين ) ، كقوله : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ) [ الزخرف : 76 ] أي : بكفرهم وعنادهم ومخالفة رسول الله ، فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم .

يقول تعالى ذكره: فانتقمنا منهم، فأرسلنا عليهم الصيحة، فأخذتهم بالحقّ، وذلك أن الله عاقبهم باستحقاقهم العقاب منه بكفرهم به ، وتكذيبهم رسوله ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) يقول: فصيرناهم بمنـزلة الغثاء، وهو ما ارتفع على السيل ونحوه، كما لا ينتفع به في شيء فإنما هذا مثل، والمعنى: فأهلكناهم فجعلناهم كالشيء الذي لا منفعة فيه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يقول: جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( غُثَاءً ) كالرميم الهامد، الذي يحتمل السيل.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج: ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال: كالرميم الهامد الذي يحتمل السيل.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال: هو الشيء البالي.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. عن قتادة، مثله.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال: هذا مثل ضربه الله.

وقوله: ( فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يقول: فأبعد الله القوم الكافرين بهلاكهم؛ إذ كفروا بربهم ، وعصوا رسله ، وظلموا أنفسهم.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قال: أولئك ثمود، يعني قوله: ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ).

التدبر :

لمسة
[41] ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ﴾ تأمل هذا الأخذ المهيب المُفزِع، فالصيحة هي التي أخذت الظالمين، وهذا التصوير للصيحة فيه غاية التهويل، فلئن كانت الصيحة قد نالت من الظالمين، فما بالك بما يرافق تلك الصيحة؟!
وقفة
[41] ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ هي نهاية قصة كل ظالم ومعاند، ستجد الحكم القرآني عامًا، فالدعاء هنا على ثمود وأمثالهم من القوم الظالمين؛ لأن القصص القرآني ليس للتسلية والأسمار، بل للعظة والاعتبار.
تفاعل
[41] ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ:
  • الفاء: سببية. أخذت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم وحركت الميم بالضم للوصل.
  • ﴿ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ:
  • فاعل مرفوع بالضمة وهي صوت أو صيحة جبريل. بالحق: جار ومجرور في محل نصب صفة لمصدر محذوف أي فأخذتهم الصيحة أخذا ملتبسا بالحق. أو حال من الصيحة. أي الصيحة ملتبسة بالحق.
  • ﴿ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً:
  • الفاء عاطفة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أول. غثاء: مفعول به ثان لجعلناهم لأن المعنى: فصيرناهم كورق الشجر البالي. والكلمة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة.
  • ﴿ فَبُعْداً:
  • الفاء: استئنافية. بعدا: مفعول مطلق-مصدر-منصوب بفعل مضمر من جنس المصدر تقديره فبعدوا بعدا بمعنى: فهلاكا أي فهلكوا هلاكا. أي فأبعدهم الله بعدا عن رحمته.
  • ﴿ لِلْقَوْمِ:
  • جار ومجرور متعلق ببعدا. واللام: حرف الجر بيانية لمن دعي عليه بالبعد أي الهلاك.
  • ﴿ الظّالِمِينَ:
  • صفة-نعت-للقوم مجرورة مثلها وعلامة جرها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الحجر: 73﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ
الحجر: 83﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ
المؤمنون: 41﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     وبعد أن توعدهم اللهُ؛ أخبرَ هنا أنه أنجزَ وعيدَه فيهم، قال تعالى:
﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :المؤمنون     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا ..

التفسير :

[42] ثم أنشأنا من بعد هؤلاء المكذبين أمماً وخلائق آخرين كأقوام:لوط وشعيب وأيوب ويونس صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

أي:ثم أنشأنا من بعد هؤلاء المكذبين المعاندين قرونا آخرين

أى: ثُمَّ أَنْشَأْنا من بعد قوم نوح وقوم هود قُرُوناً آخَرِينَ أى: أقواما آخرين من الناس، كل قوم كانوا مجتمعين في زمان واحد، كقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب وغيرهم.

يقول تعالى : ( ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ) أي : أمما وخلائق

يقول تعالى ذكره: ثم أحدثنا من بعد هلاك ثمود قوما آخرين.

التدبر :

وقفة
[42] ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ﴾ القليل من يعتبر بغيره! قال ابن عباس: «يريد بني إسرائيل، وفي الكلام حذف تقديره: فكذَّبوا أنبياءهم فأهلكناهم».

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الحادية والثلاثين و «قرونا» جمع «قرن» أي أجيالا.'

المتشابهات :

الأنبياء: 11﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَ أَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ
المؤمنون: 42﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ
الأنعام: 6﴿فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ
المؤمنون: 31﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     القصَّةُ الثالثةُ: قصَّةُ صالحٍ ولوطٍ وشعيبٍ وغيرِهم عليهم السلام، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف