44852535455565758596061626364656667686970717273747576

الإحصائيات

سورة الصافات
ترتيب المصحف37ترتيب النزول56
التصنيفمكيّةعدد الصفحات7.00
عدد الآيات182عدد الأجزاء0.35
عدد الأحزاب0.70عدد الأرباع2.90
ترتيب الطول28تبدأ في الجزء23
تنتهي في الجزء23عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 1/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (50) الى الآية رقم (61) عدد الآيات (12)

لمَّا تساءلَ أحدُ أهلِ الجَنَّةِ عن مصيرِ صاحبِه المُنكرِ للبعثِ اطَّلعَ فرآهُ في سواءِ الجحيمِ، فشكرَ اللهَ على نعمةِ الهدايةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (62) الى الآية رقم (74) عدد الآيات (13)

بعدَ ذكرِ ما أعدَّهُ اللهُ للمؤمنينَ ذكَرَ هنا ما أعدَّهُ للكافرينَ كشجرةِ الزَّقَّومِ، ثُمَّ ذكرَ قصصَ بعضِ الأنبياءِ:

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (75) الى الآية رقم (76) عدد الآيات (2)

القصَّةُ الأولى: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام لمَّا دعَا ربَّهُ فنجَّاهُ وأهلَه، =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الصافات

استسلم لأوامر الله حتى لو لم تدرك الحكمة منها/ عزة أولياء الله وذُل وصَغَار أعداء الله

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • رسالة سورة الصافات: استسلم لأوامر الله حتى لو لم تدرك الحكمة منها.:   لذلك تأتي السورة بمثل رائع: سيدنا إبراهيم، لما طلب منه ذبح ابنه إسماعيل، فتلقى الأمر دون أي تردد أو سؤال عن الحكمة والغاية من هذا الطلب، وكأن السورة تقول لنا: سيأتيكم يا مسلمون عدد من الأوامر التي لن تفهموا الحكمة منها، فاقتدوا بسيدنا إبراهيم في تنفيذه للأوامر الربانية. مثال يوضح الأمر: إن الواحد منا يستجيب لرأي طبيبه، ويرى أنه هو الصواب، وينفذ تعليماته بكل دقة، وهو بشر لا يملك أن يضر أو ينفع إلا بإذن الله، ولا يسأله ما الحكمة من وراء هذا العلاج بالذات، بل ينفذ أوامره ويخضع لأمره دون مناقشة، ثم نفس هذا الشخص تجده يعترض على خالق الخلق، ألم يكن الأولى أن يستجيب لأوامر ربه العليم الحكيم ولو لم تظهر له حكمة الأمر؟! استسلام الأب والابن: وبالعودة لإبراهيم، فإننا نرى في قصته استسلامًا كاملًا لله تعالى، فهو قد ترك قومه وهاجر إلى الغربة في سبيل الله: ﴿وَقَالَ إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى سَيَهْدِينِ﴾ (99)، ثم تصوّر لنا السورة اشتياقه وحاجته للولد: ﴿رَبّ هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينِ﴾ (100)، فاستجاب الله لدعائه: ﴿فَبَشَّرْنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِيمٍ﴾ (101). تخيل فرحة قلبه! رجل كبير عجوز مهاجر وبعيد عن بلده، تخيّل تعلّقه بهذا الولد، الذي ليس غلامًا عاديًا، بل أنه (غلام حليم)، فماذا بعد؟ نرى في الآية (102): ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ﴾، لما كبر الولد أمام عيني والده، رأى إبراهيم في منامه رؤيا صعبة: ﴿قَالَ يٰبُنَىَّ إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ،﴾ ليس أمرًا مباشرًا من الله أو عن طريق جبريل، بل عن طريق الرؤيا، ومع ذلك لم يتذرع إبراهيم بذلك؛ لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق. ولم يطلب إبراهيم معرفة الحكمة من هذا الطلب، بل لم يسأل عنها أصلاً، لكنه قال لابنه بكل استسلام: ﴿إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ﴾، وهذا السؤال ليس ترددًا لأنه سيذبحه أصلًا، لكن إبراهيم ذاك النبي المستسلم لله تعالى في كل أوامره، أراد أن يشارك ابنه في الأجر، فماذا قال إسماعيل؟ إن أباه تركه وهو طفل في صحراء قاحلة، ويأتي اليوم ليخبره أنه سيذبحه: ﴿قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱلله مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ﴾. وهنا تأتي الآية المحورية: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ (103)، وهنا يأتي سؤال: ألم يكونا مسلمين قبل هذا الطلب؟ طبعًا، لكن ﴿أَسْلَمَا﴾ هنا تصور معنى الإسلام الكامل، وهو الاستسلام لله تعالى دون أي تردد. وليس هذا غريبًا على إبراهيم عليه السلام، فهو الذي أُلقى في النار فاستسلم، وأُمر بترك زوجته وولده في مكان موحش لا أنيس فيه ولا جليس فاستسلم. مثال عكسي: استكبار الرجل الذي كان يشكك قرينه في البعث ويدعوه إلى التكذيب، فما التفت إليه بل آمن: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ (51-57).
  • • لماذا سميت السورة بالصافات؟:   ما هي الصافات؟ هي الملائكة التي تصطف بين يدي الله تعالى استسلامًا له، لذلك بدأت السورة بداية رائعة بذكر هؤلاء العباد المخلصين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الصافات».
  • • معنى الاسم ::   الصافات: الملائكة التي تصف في السماء للعبادة كصفوف الناس في الصلاة في الأرض، أو هم الملائكة التي تصف أجنحتها في الهواء واقفة حتى يأمرها الله بما يريد.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بالقسم الإلهي بالصافات، وهم ‏الملائكة.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الخضوع لله والاستسلام له ولشرعه وأحكامه، حتى لو لم ندرك الحكمة منها.
  • • علمتني السورة ::   عزة أولياء الله وذُل وصَغَار أعداء الله.
  • • علمتني السورة ::   : احفظ لسانك وأفعالك، حتى لا تقف موقفًا يسوؤك بين يدي الله: ﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أنه لا مجيب إلا الله، ولا مغيث إلا هو: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عن ابن عمر قال: «إن كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليأمُرُنَا بالتخفيف في الصلاة، وإن كان ليؤُمُّنا في الصبح بالصَّافَّات».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الصافات من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- تفتتح بالقسم، وعدد هذه السور 17 سورة، وهي: الصافات، والذاريات، والطور، والنجم، والقيامة، والمرسلات، والنازعات، والبروج، والطارق، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والتين، والعاديات، والعصر، وكلها سور مكية.
    • يبلغ عدد آيات سورة الصافات 182 آية، فهي تعتبر -من حيث كثرة عدد الآيات- في الترتيب الخامس من سور القرآن الكريم، فهي تأتي بعد سور: البقرة 286 آية، والشعراء 227 آية، والأعراف 206 آية، وآل عمران 200 آية.
    • ألحقت حلقات سلسلة قصص نوح، وإبراهيم، وموسى وهارون، وإلياس عليهم السلام بلازمة تكررت عقب كل قصة من هذه القصص الأربع -مثل حلقات سورة الشعراء-، وهي قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ (79-81)، وهذه اللازمة تؤكد تأييد الله تعالى ونصره لعباده، وأن سبب ذلك هو الإحسان في العبادة.
    • خُتمت السورة بثلاث آيات اشتهرت بتلاوتها عند ختم المجلس، وهي قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (180-182)، وقد ذُكِرَ في ذلك بعض الأحاديث، ولكنها ضعيفة.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستسلم لأوامر الله؛ حتى لو لم ندرك الحكمة منها.
    • أن نتذكر نصيحة سمعناها ونبادر بالامتثال لها: ﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ﴾ (13).
    • ألا نسلم عقولنا لأحد ونتبعه دون علم؛ فإنه سيتبرأ منا يوم القيامة: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (27-29).
    • أن نحذر من الكبر؛ فإنه خطيئة إبليس: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (35).
    • أن نتجنب ظلم الناس؛ فشجرة الزقوم عذاب الظالمين: ﴿أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ۞ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ﴾ (62).
    • أن نطهر قلوبنا من كل دنس، ونستعذ بالله من أمراض الشهوات والشبهات: ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (84).
    • أن نستسلم دومًا لأقدار الله تعالى، ونصبر عليها: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (102).
    • أن نكثر من ذكر الله وتسبيحه: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (143، 144).
    • أن ندخر لأنفسنا خبيئة تنجينا في الملمات، يونس عليه السلام لم يكن ليخرج من بطن الحوت لولا تسبيحه: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ۞ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (143، 144).
    • أن نعتقد اعتقادًا جازمًا أن دين الله تعالى منصور لا محالة: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ۞ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ۞ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (171-173).

تمرين حفظ الصفحة : 448

448

مدارسة الآية : [52] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ

التفسير :

[52] يقول:كيف تصدِّق بالبعث الذي هو في غاية الاستغراب؟

و{ يَقُولُ} لي{ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ}

أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أى: أإنك- أيها الرجل- لمن المصدقين بأن هناك بعثا وحسابا، وثوابا وعقابا، وجنة ونارا.

ولهذا ( قال قائل منهم إني كان لي قرين . يقول أئنك لمن المصدقين ) أي : أأنت تصدق بالبعث والنشور والحساب والجزاء ؟ ! يعني : يقول ذلك على وجه التعجب والتكذيب والاستبعاد ، والكفر والعناد .

القول في تأويل قوله تعالى : يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52)

حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: ثنا عتاب بن بشير، عن خَصِيف، عن فُرات بن ثعلبة البهراني في قوله ( إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ) قال: إن رجلين كانا شريكين، فاجتمع لهما ثمانية آلاف دينار، وكان أحدهما له حرفة، والآخر ليس له حرفة، فقال الذي له حرفة للآخر: ليس لك حرفة، ما أُراني &; 21-46 &; إلا مفارقك ومُقاسمك، فقاسمه وفارقه; ثم إن الرجل اشترى دارًا بألف دينار كانت لملك قد مات فدعا صاحبه فأراه، فقال: كيف ترى هذه الدار ابتعتُها بألف دينار؟ قال: ما أحسنها; فلما خرج قال: اللهم إن صاحبي هذا قد ابتاع هذه الدار بألف دينار، وإني أسألك دارًا من دور الجنة، فتَصَدَّقَ بألف دينار; ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه تزوج امرأة بألف دينار، فدعاه وصنع له طعاما; فلما أتاه قال: إني تزوجت هذه المرأة بألف دينار; قال: ما أحسن هذا; فلما انصرف قال: يا رب إن صاحبي تزوج امرأة بألف دينار، وإني أسألك امرأة من الحُور العين، فتصدق بألف دينار; ثم إنه مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم اشترى بستانين بألفي دينار، ثم دعاه فأراه، فقال: إني ابتعت هذين البستانين، فقال: ما أحسن هذا; فلما خرج قال: يا رب إن صاحبي قد اشترى بستانين بألفي دينار، وأنا أسألك بستانين من الجنة، فتصدقَ بألفي دينار; ثم إن الملك أتاهما فتوفَّاهما; ثم انطلق بهذا المتصدق فأدخله دارًا تعجبه، فإذا امرأة تطلع يضيء ما تحتها من حُسنها، ثم أدخله بستانين، وشيئا الله به عليم، فقال عند ذلك: ما أشبه هذا برجل كان من أمره كذا وكذا. قال: فإنه ذاك، ولك هذا المنـزل والبستانان والمرأة. قال: فإنه كان لي صاحب يقول: ( أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ) قيل له: فإنه في الجحيم، قال: فهل أنتم مُطَّلِعون ؟ فاطَّلَعَ فرآه في سواء الجحيم، فقال عند ذلك: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . ...الآيات. وهذا التأويل الذي تأوله فرات بن ثعلبة يقوي قراءة من قرأ " إنَّكَ لَمِنَ المُصَّدِّقِينَ" بتشديد الصاد بمعنى: لمن المتصدقين، لأنه يذكر أن الله تعالى ذكره إنما أعطاه ما أعطاه على الصدقة لا على التصديق، وقراءة قراء الأمصار على خلاف ذلك، بل قراءتها بتخفيف الصاد وتشديد الدال، بمعنى: إنكار قرينه عليه التصديق أنه يبعث بعد الموت، كأنه قال: أتصدق بأنك تبعث بعد مماتك، وتُجْزَى بعملك، وتحاسَب؟.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[51، 52] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ كثير من الآباء لا يدركون خطورة القرناء على أبنائهم، فلا يتحققون من أفكارهم وتوجهاتهم، بل قد يكتفون بمظاهر قد تخدعهم، تدبر قصة هذا القرين: ﴿قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ﴾ [56]، وتحقق من قرناء ابنك قبل فوات الأوان.
وقفة
[51، 52] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ بعض الشبهات التي يرددها البعض قد يكون مصدرها صحبة سوء.
عمل
[51، 52] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ تفقد أصدقائك؛ ربما أحدهم على شاكلة هذا.
وقفة
[53] ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ﴾ استبعادًا للبعث، وقضية البعث يفترق فيها المسلمون عن غيرهم من أهل الديانات، وإن كان بعض أهل الممل كاليهود يقرون بالبعث، لكن تصورهم للبعث تصور خاطئ، فقد زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه، وزعموا أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودات، أحسنوا العمل أم لم يحسنوه، قالوا بزعمهم: إن النار تمسهم سبعة أيام، وهي تلكم الأيام التي عبدوا فيها العجل، ثم يخلفهم فيها المسلمون بزعمهم!

الإعراب :

  • ﴿ يَقُولُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يقول» في محل رفع صفة لقرين.
  • ﴿ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ:
  • الهمزة همزة انكار واستهزاء بلفظ‍ استفهام. ان:حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل نصب اسم «ان».اللام: لام التوكيد-المزحلقة-. من المصدقين: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. و «ان» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به-مقول القول-.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [52] لما قبلها :     ولَمَّا أخبرَ أحدُهم أنه كان له قرين؛ ذكرَ هنا ما قاله القرين باستهزاء وتهكم، قال تعالى:
﴿ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

المصدقين:
1- بتخفيف الصاد، من «التصديق» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بشدها، من «التصدق» ، وهى قراءة فرقة.

مدارسة الآية : [53] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا ..

التفسير :

[53]أإذا متنا وتمزقنا وصرنا تراباً وعظاماً، نُبعث ونُحاسب ونُجازى بأعمالنا؟

} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} أي:مجازون بأعمالنا؟ أي:كيف تصدق بهذا الأمر البعيد، الذي في غاية الاستغراب، وهو أننا إذا تمزقنا، فصرنا ترابا وعظاما، أننا نبعث ونعاد، ثم نحاسب ونجازى بأعمالنا؟".

أي:يقول صاحب الجنة لإخوانه:هذه قصتي، وهذا خبري، أنا وقريني، ما زلت أنا مؤمنا مصدقا، وهو ما زال مكذبا منكرا للبعث، حتى متنا، ثم بعثنا، فوصلت أنا إلى ما ترون، من النعيم، الذي أخبرتنا به الرسل، وهو لا شك، أنه قد وصل إلى العذاب.

ثم يضيف إلى ذلك قوله: أَإِذا مِتْنا وانتهت حياتنا في هذه الدنيا، ووضعنا في قبورنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أى: وصارت أجسادنا مثل التراب ومثل العظام البالية. أَإِنَّا لَمَدِينُونَ أى: أإنا بعد كل ذلك لمبعوثون ومعادون إلى الحياة مرة أخرى، ومجزيون بأعمالنا. فقوله- تعالى-: لَمَدِينُونَ من الدين بمعنى الجزاء، ومنه قوله- تعالى-: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ والاستفهام: للاستبعاد والإنكار من ذلك القرين للبعث والحساب.

( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ) قال مجاهد ، والسدي : لمحاسبون ؟ وقال ابن عباس ، ومحمد بن كعب القرظي : لمجزيون بأعمالنا ؟ .

يدل على ذلك قول الله: ( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) وهي القراءة الصحيحة عندنا التي لا يجوز خِلافُها لإجماع الحجة من القرّاء عليها.

وقوله ( أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) يقول: أإنا لمحاسبون ومجزيُّون بعد مصيرنا عظاما ولحومنا ترابا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) يقول: أئنا لمجازوْن بالعمل، كما تَدِين تُدان.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) : أئنا لمحاسبون.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي ( أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) محاسبون.

التدبر :

وقفة
[53] ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ﴾ أي: أإنا لمحاسبون، والدينونة هي الحساب.
وقفة
[53] ﴿أَإِذا مِتنا وَكُنّا تُرابًا وَعِظامًا أَإِنّا لَمَدينونَ﴾ يظل عقل الإنسان قاصرًا عن استيعاب أمور غيبية، لكن لا يطمئن قلبه إلا بيقين كامل وإيمان قوى وثبات لا يتزعزع.

الإعراب :

  • ﴿ أَإِذا مِتْنا وَكُنّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنّا لَمَدِينُونَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة الثانية والثمانين من سورة المؤمنين. لمدينون: بمعنى: لمجزيون والتقدير: أتصدق بأنا مدينون وحذفت الباء وكسرت همزة «ان» واقترن خبرها باللام المزحلقة.'

المتشابهات :

الصافات: 53﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ
المؤمنون: 82﴿قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
الصافات: 16﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [53] لما قبلها :     وبعد الإنكار المُجمل؛ جاء هنا تفصيلُه، قال تعالى:
﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [54] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ

التفسير :

[54] قال هذا المؤمن الذي أُدخل الجنة لأصحابه:هل أنتم مُطَّلعون لنرى مصير ذلك القرين؟

فـ{ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} لننظر إليه، فنزداد غبطة وسرورا بما نحن فيه، ويكون ذلك رَأْيَ عين؟ والظاهر من حال أهل الجنة، وسرور بعضهم ببعض، وموافقة بعضهم بعضا، أنهم أجابوه لما قال، وذهبوا تبعا له، للاطلاع على قرينه.

وهنا يعرض هذا المؤمن على إخوانه، أن يشاركوه في الاطلاع على مصير هذا القرين الكافر بالبعث فيقول لهم: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ أى: هل أنتم مطلعون معى على أهل النار لنرى جميعا حال ذلك القرين الذي حكيت لكم حاله؟ والاستفهام للتخصيص، أى: هيا صاحبونى في الاطلاع على هذا القرين الكافر.

قال : ( قال هل أنتم مطلعون ) أي : مشرفون . يقول المؤمن لأصحابه وجلسائه من أهل الجنة .

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)

يقول تعالى ذكره: قال هذا المؤمن الذي أدخل الجنة لأصحابه: ( هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ) في النار، لعلي أرى قريني الذي كان يقول لي: إنك لمن المُصَدِّقين بأنا مبعوثون بعد الممات.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[54] ﴿قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ﴾ من نعيم أهل الجنة: رؤية أعداء الله في سواء الجحيم.
وقفة
[54] ﴿قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ﴾ مشاهدة عذاب أهل النار يضاعف إحساس أهل الجنة بقيمة ما هم فيه من النعيم، وفضل الله عليهم بالنجاة من الجحيم.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ:
  • حرف استفهام لا عمل له. انتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مطلعون: خبر «انتم» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: هل تطلعون معي الى النار لاريكم ذلك القرين اي الصاحب المستهزئ بيوم البعث.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [54] لما قبلها :     وبعد ما حكى الرجلُ المؤمنُ لإخوانِه في الجنَّةِ كلامَ القرين الكافر بالبعث؛ عرضَ على إخوانه هنا أن يشاركوه في الاطلاع على مصير هذا القرين الكافر، قال تعالى:
﴿ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

مطلعون:
1- بتشديد الطاء المفتوحة، وفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بإسكان الطاء وفتح النون، وهى قراءة أبى عمرو، فى رواية حسين الجعفي، وابن عباس، وابن محيصن، وعمار بن أبى عمار، وأبى سراج.
3- بتخفيف الطاء وكسر النون، وهى قراءة أبى البرهسم، وعمار بن أبى عمار أيضا.
ورد هذه القراءة أبو حاتم، لجمعها بين نون الجمع وياء المتكلم.

مدارسة الآية : [55] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ

التفسير :

[55]فاطلع فرأى قرينه في وسط النار.

{ فَاطَّلَعَ} فرأى قرينه{ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} أي:في وسط العذاب وغمراته، والعذاب قد أحاط به.

فَاطَّلَعَ ذلك الرجل المؤمن ومعه إخوانه على أهل النار. فرآه في سواء الجحيم، أى: فرأى ذلك الرجل الذي كان قرينه وصاحبه الملازم له في الدنيا، ملقى به في «سواء الجحيم» أى: في وسط النار، وسمى الوسط سواء لاستواء المسافة منه إلى باقى الجوانب.

قال الآلوسى: واطلاع أهل الجنة على أهل النار، ومعرفة من فيها، مع ما بينهما من التباعد غير بعيد بأن يخلق الله- تعالى- فيهم حدة النظر، ويعرفهم من أرادوا الاطلاع عليه.

ولعلهم- إن أرادوا ذلك- وقفوا على الأعراف. فاطلعوا على من أرادوا الاطلاع عليه من أهل النار. وقبل: إن لهم طاقات في الجنة ينظرون منها من علو إلى أهل النار، وعلم القائل بأن القرين من أهل النار، لأنه كان منكرا للبعث .

( فاطلع فرآه في سواء الجحيم ) قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وخليد العصري وقتادة ، والسدي ، وعطاء الخراساني [ وغيرهم ] يعني في وسط الجحيم .

وقال الحسن البصري : في وسط الجحيم كأنه شهاب يتقد .

وقال قتادة : ذكر لنا أنه اطلع فرأى جماجم القوم تغلي . وذكر لنا أن كعب الأحبار قال : في الجنة كوى إذا أراد أحد من أهلها أن ينظر إلى عدوه في النار اطلع فيها ، فازداد شكرا .

وقوله ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) يقول: فاطلع في النار فرآه في وسط الجحيم. وفي الكلام متروك استغني بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو فقالوا: نعم.

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) يعني: في وَسَط الجحيم.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) يعني: في وَسَط الجحيم.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال ثنا عباد بن راشد، عن الحسن، في قوله ( فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) يقول: في وسط الجحيم.

حدثنا ابن سنان، قال: ثنا عبد الصمد، قال ثنا عباد بن راشد، قال: سمعت الحسن، فذكر مثله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، في قوله ( سَوَاءِ الْجَحِيم ) قال: وَسَطها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ( هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ) قال: سأل ربه أن يطلعه، قال ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) : أي في وسط الجحيم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن خليد العصري، قال: لولا أن الله عرفه إياه ما عرفه، لقد تغير حبره وسبرة بعده، وذُكر لنا أنه اطلع فرأى جماجم القوم، فقال: (تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا إبراهيم بن أبي الوزير، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله، في قوله ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) قال: والله لولا أنه عرفه ما عرفه، لقد غيرت النار حِبْره وسِبْره (1) .

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قوله ( هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ) قال: كان ابن عباس يقرؤها: " هَلْ أنتُمْ مُطْلِعُونِى فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ " قال: في وسط الجحيم.

وهذه القراءة التي ذكرها السدي، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ في (مُطَّلِعُونَ) إن كانت محفوظة عنه، فإنها من شواذ الحروف، وذلك أن العرب لا تؤثر في المكنى من الأسماء إذا اتصل بفاعل على الإضافة في جمع أو توحيد، لا يكادون أن يقولوا أنت مُكَلِّمُني ولا أنتما مكلماني ولا أنتم مكلِّموني ولا مكلِّمونني، وإنما يقولون أنت مكلِّمي، وأنتما مكلِّماي، وأنتم مكلمي; وإن قال قائل منهم ذلك قاله على وجه الغلط توهما به: أنت تكلمني، وأنتما تكلمانني، وأنتم تكلمونني، كما قال الشاعر:

وَمــا أدْرِي وَظَنِّــي كُــلَّ ظَـن

أَمُسْــلِمُنِي إلــى قَـوْمي شَـرَاحِي? (2)

فقال: مسلمني، وليس ذلك وجه الكلام، بل وجه الكلام أمسلمي; فأما إذا كان الكلام ظاهرا ولم يكن متصلا بالفاعل، فإنهم ربما أضافوا، وربما لم يضيفوا، فيقال: هذا مكلم أخاك، ومكلم أخيك، وهذان مكلما أخيك، ومكلمان أخاك، وهؤلاء مكلمو أخيك، ومكلمون أخاك; وإنما تختار الإضافة في المكنى المتصل بفاعل لمصير الحرفين باتصال أحدهما بصاحبه كالحرف الواحد.

التدبر :

وقفة
[55] ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾ قال بعض العلماء: «لولا أن الله جل وعز عرفه إياه لما عرفه، لقد تغير حِبره وسِبره»، يعني: لونه وهيئته.
وقفة
[55] ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾ قال الآلوسى: «واطلاع أهل الجنة على أهل النار، ومعرفة من فيها، مع ما بينهما من التباعد غير بعيد بأن يخلق الله تعالى فيهم حدّة النظر، ويُعرّفهم من أرادوا الاطلاع عليه، وقيل: إن لهم طاقات (فتحات) في الجنة ينظرون منها من علو إلى أهل النار».
تفاعل
[55] ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.

الإعراب :

  • ﴿ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ:
  • الفاء استئنافية. اطلع: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. فرآه: معطوفة بالفاء على «اطلع» وتعرب اعرابها وعلامة بناء الفعل الفتح المقدر على الالف للتعذر والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير الغائب في «رآه» التقدير والمعنى: فنظر فأبصره كائنا في وسط‍ الجحيم. الجحيم:مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [55] لما قبلها :     ولَمَّا نظرَ الرجلُ المؤمنُ على أهل النار؛ رأى قرينَه الكافرَ في وسط النار، قال تعالى:
﴿ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [56] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ

التفسير :

[56] قال المؤمن لقرينه المنكر للبعث:لقد قاربْتَ أن تهلكني بصدك إياي عن الإيمان لو أطعتك.

فـ{ قَالَ} له لائما على حاله، وشاكرا للّه على نعمته أن نجاه من كيده:{ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} أي:تهلكني بسبب ما أدخلت عليَّ من الشُّبَه بزعمك.

ثم يحكى القرآن بعد ذلك ما قاله ذلك الرجل المؤمن لقرينه في الدنيا بعد أن رآه في وسط الجحيم فيقول. قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ، وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ.

وقوله: تَاللَّهِ قسم فيه معنى التعجب، وإِنْ مخففة من الثقيلة. واللام في قوله: لَتُرْدِينِ هي الفارقة بين إن المخففة والنافية، والجملة جواب القسم، وتردين:

أى تهلكني يقال: أردى فلان فلانا إذا أهلكه. وردى فلان- من باب رضى- إذا هلك.

( قال تالله إن كدت لتردين ) يقول المؤمن مخاطبا للكافر : والله إن كدت لتهلكني لو أطعتك .

وقوله ( تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ) يقول: فلما رأى قرينه في النار قال: تالله إن كدت في الدنيا لتهلكني بصدك إياي عن الإيمان بالبعث والثواب والعقاب.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي قوله ( إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ) قال: لتهلكني، يقال منه: أردى فلان فلانا: إذا أهلكه، وردي فلان: إذا هلك، كما قال الأعشى.

أفِـي الطَّـوْفِ خِـفْتِ عـليّ الـرَّدَى

وَكَــمْ مِــنْ رَدٍ أهْلَــهُ لَـمْ يَـرِمْ (3)

يعني بقوله: " وكم من رَد ": وكم من هالك.

------------------------

الهوامش:

(1) في ( اللسان: حبر ) الحبر والسبر، الحسن والبهاء.

(2) البيت من شواهد الفرّاء في معاني القرآن ( مصورة الجامعة ص 272 ) قال في قوله تعالى " هل أنتم مطلعون" وقرأ بعض القراء " هل أنتم مطلعون فاطلع" فكسر النون، وهو شاذ؛ لأن العرب لا تختار على الإضافة إذا أسندوا فاعلا مجموعا أو موحدا، إلى مكنى عنه. فمن ذلك أن يقولوا: أنت ضاربي ويقولون للاثنين: أنتما ضارباي، وللجميع: أنتم ضاربي ولا يقولون للاثنين أنتما ضاربانني، ولا للجميع: أنتم ضاربونني، وإنما تكون هذه النون يضربونني يضربني، وربما غلط الشاعر، فيذهب إلى المعنى، فيقول: أنت ضاربني يتوهم أنه أراد: هل تضربني، فيكون ذلك على غير صحة قال الشاعر:" وما أدري وظني ......البيت"، يريد شراحيل، ولم يقل: أمسلمي، وهو وجه الكلام. وقال آخر:

هــم القــائلون الخـير والفاعلونـه

إذا مـا خشوا من محدث الأمر معظما

ولم يقل:" الفاعلوه"، وهو وجه الكلام. وإنما اختاروا ( العرب ) الإضافة في الاسم المكنى، لأنه يختلط بما قبله ( أي يلتصق به ) فيصير الحرفان كالحرف الواحد، استحبوا الإضافة في المكنى، وقالوا هما ضاربان زيدا، وضاربا زيد، لأن زيدا في ظهوره لا يختلط بما قبله، لأنه ليس بحرف واحد، والمكنى ( الضمير ): حرف. فأما قوله"فاطلع" فإنه على جهة فعل ذلك به، كما تقول: دعا فأجيب يا هذا. ويكون: هل أنتم مطلعون فاطلع أنا، فيكون منصوبا بجواب الفاء . اهـ.

(3) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوانه طبع القاهرة 41 ) من قصيدة ميمية مطولة يمدح بها قيس بن معد يكرب. والبيت من أبيات في آخرها يخاطب الشاعر بها ابنته التي تخشى عليه الموت بسبب طول أسفاره وكثرتها، فيرد عليها قائلا: أخفت عليّ الموت بسبب السفر؟ فانظري كم إنسان يموت ولا يبرح ديار أهله! والردى الهلاك، وهو محل الشاهد على قوله تعالى:" إن كدت لتردين" أي إنك كدت تهلكني. قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( مصورة الجامعة الورقة 209 - ب ): أرديته: أهلكته وردي هو: أي هلك. اهـ.

وقال الفراء في معاني القرآن ( مصورة الجامعة 272 ) قال:" هل أنتم مطلعون": هذا رجل من أهل الجنة، قد كان له أخ من أهل الكفر، فأحب أن يرى مكانه، فيأذن الله له، فيطلع في النار ويخاطبه، فإذا رآه قال" تالله إن كدت لتردين". وفي قراءة عبد الله . هو بن مسعود:" إن كدت لتغوين، ولولا رحمة ربي لكنت من المحضرين": أي معك في النار محضرا.

التدبر :

وقفة
[56] ﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ﴾ الهلاك الحقيقي هو ضياع الدين، وللأسف كثيرون لا يكتشفون هذه الحقيقة إلا على أبواب الجحيم.
وقفة
[56] ﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ﴾ ماذا حصل حين اطلع؟ رأي قرينه في لجة العذاب، فانطلق يوبخه على محاولاته التي كادت تقذفه معه في النار.
وقفة
[56] كثير من الآباء لا يدركون خطورة القرناء على أبنائهم؛ فلا يتحققون من أفكارهم وتوجُّهاتهم، بل قد يكتفون بمظاهر قد تخدعهم، أو أسباب قدرية للعلاقة لا تنفعهم: كالقرابة والزمالة والجوار، وينسون أنَّ الحمو الموت، فتدبر قصة هذا القرين: ﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ﴾، وتحقق من قرناء ابنك قبل فوات الأوان.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ تَاللهِ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. تالله: التاء حرف جر للقسم. ولفظ‍ الجلالة: مقسم به مجرور للتعظيم بتاء القسم بمعنى والله. والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف اي اقسم او أحلف.
  • ﴿ إِنْ كِدْتَ:
  • ان: مخففة من «ان» الثقيلة لا عمل لها لدخولها على جملة فعلية.كدت: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع اسمها.
  • ﴿ لَتُرْدِينِ:
  • اللام فارقة بين «ان» المخففة من الثقيلة و «إن» النافية. تردين:فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت والنون نون الوقاية. والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به.والجملة الفعلية «تردين» في محل نصب خبر «كاد» بمعنى: والله لقد كدت تسقطني او توقعني في الجحيم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [56] لما قبلها :     ولَمَّا رآي قرينَه في وسطِ النَّارِ؛ وَبَّخَه هنا على ما كان منه، قال تعالى:
﴿ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [57] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ..

التفسير :

[57] ولولا فضل ربي بهدايتي إلى الإيمان وتثبيتي عليه، لكنت من المحضرين في العذاب معك.

{ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي} على أن ثبتني على الإسلام{ لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} في العذاب معك.

والْمُحْضَرِينَ من الإحضار، يقال: أحضر المجرم ليلقى جزاءه، وهذا اللفظ يستعمل عند الإطلاق في الشر، إذ يدل على السوق مع الإكراه والقسر.

أى: قال الرجل المؤمن لقرينه الملقى في وسط جهنم. وحق الله- تعالى- لقد كدت أيها القرين أن تهلكني بصدك إياى عن الإيمان بالبعث والحساب ولولا نعمة ربي علىّ، حيث عصمنى من طاعتك، ووفقني للإيمان ... لكنت اليوم من الذين أحضروا للعذاب مثلك ومثل أشباهك، ولساقنى ملائكة العذاب إلى هذا المصير الأليم الذي أنت فيه اليوم، فحمدا لله- تعالى- على الإيمان والهداية.

( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) أي : ولولا فضل الله علي لكنت مثلك في سواء الجحيم حيث أنت ، محضر معك في العذاب ، ولكنه تفضل [ علي ] ورحمني فهداني للإيمان ، وأرشدني إلى توحيده ( وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) [ الأعراف : 43 ] .

وقوله ( وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) يقول: ولولا أن الله أنعم عليّ بهدايته، والتوفيق للإيمان بالبعث بعد الموت، لكنتُ من المحضَرِين معك في عذاب الله.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) : أي في عذاب الله.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قوله ( لَكُنْتُ مِنَ المُحْضَرِينَ ) قال: من المعذبين.

التدبر :

وقفة
[57] ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي﴾: رحمته وإنعامه على بالإسلام، ﴿لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾: معك في النار.
وقفة
[57] ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ نجاتك من العذاب هي فضل نعمة من الوهاب، لا هي بطول اجتهاد ولا فنطنة أو ذكاء.
وقفة
[57] ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ النعمة الباقية والنعمة الحقيقية هي نعمة الإيمان، كل نعمة غير الإيمان إلى زوال.
وقفة
[57] الإسلام نعمة وفضل من الله، فله الحمد والشكر، والهداية للخير رحمة وتوفيق منه على عبادة ﴿ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين﴾.
وقفة
[57] ﴿وَلَولا نِعمَةُ رَبّي لَكُنتُ مِنَ المُحضَرينَ﴾ نعم، نعمة الله فقط هى التى تنجيك، لا عملك ولا مهارتك ولا ذكائك ولا مالك ولا حسبك ونسبك ولا أهلك، اللهم لا تحرمنا أنعمك.
وقفة
[55-57] ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ وفي هذه الآية عبرة من الحذر من قرناء السوء، ووجوب الاحتراس مما يدعون إليه، ويزيِّنونه من المهالك.
وقفة
[55-57] صديق صالح خير من عشرات الغافلين ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي:
  • الواو استئنافية. لولا: حرف شرط‍ غير جازم.نعمة: مبتدأ مرفوع بالضمة وخبره محذوف وجوبا. ربي: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَكُنْتُ:
  • اللام واقعة في جواب «لولا».كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المتكلم- مبني على الضم في محل رفع اسم «كان».
  • ﴿ مِنَ الْمُحْضَرِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. وجملة «كنت من المحضرين» جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [57] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ سُوءَ ما كانَ يَأْتِي إلَيْهِ؛ ذَكَرَ هنا حُسْنَ أثَرِ اللَّهِ عِنْدَهُ؛ فَقالَ لافِتًا الكَلامَ إلى صِفَةِ الإحْسانِ:
﴿ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [58] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ

التفسير :

[58] أحقّاً أننا مخلَّدون منعَّمون، فما نحن بميتين

{ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [أي:يقوله المؤمن، مبتهجا بنعمة اللّه على أهل الجنة بالخلود الدائم فيها والسلامة من العذاب; استفهام بمعنى الإثبات والتقرير] أي:يقول لقرينه المعذب:أفتزعم أننا لسنا نموت سوى الموتة الأولى، ولا بعث بعدها ولا عذاب

وقوله- تعالى-: أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ بيان لما يقوله هذا الرجل المؤمن لأصحابه الذين معه في الجنة، وبعد أن انتهى من كلامه مع قرينه.

وهذا الكلام يقوله على سبيل التلذذ والتحدث بنعمة الله عليهم.

والاستفهام للتقرير، والفاء للعطف على مقدر يستدعيه المقام، والمعطوف عليه محذوف.

والمعنى: أنحن مخلدون في هذا النعيم، ولن يلحقنا موت مرة أخرى بعد موتتنا الأولى التي لحقتنا في الدنيا، ولن يصيبنا شيء من العذاب كما أصاب غيرنا؟

إننا لنشعر جميعا بأننا لن نموت مرة أخرى، وسنبقى في هذا النعيم الدائم بفضل الله ورحمته.

وبعضهم يرى أن هذا السؤال من أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت.

قال القرطبي: قوله: أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى: هو من قول أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت، ويقال: «يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت» .

وقوله : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ) هذا من كلام المؤمن مغبطا نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة والإقامة في دار الكرامة ، لا موت فيها ولا عذاب ; ولهذا قال : ( إن هذا لهو الفوز العظيم )

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، حدثنا حفص بن عمر العدني ، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما ، في قول الله تبارك وتعالى لأهل الجنة : ( كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ) [ الطور : 19 ] ، قال ابن عباس ، رضي الله عنهما : قوله : ( هنيئا ) أي : لا يموتون فيها . فعندها قالوا : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين )

وقال الحسن البصري : علموا أن كل نعيم فإن الموت يقطعه ، فقالوا : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ) ، قيل [ لهم ] : لا . قالوا : ( إن هذا لهو الفوز العظيم )

القول في تأويل قوله تعالى : أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هذا المؤمن الذي أعطاه الله ما أعطاه من كرامته في جنته سرورا منه بما أعطاه فيها(أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلا مَوْتَتَنَا الأُولَى) يقول: أفما نحن بميتين غير موتتنا الأولى في الدنيا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[58] ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ﴾ هذا استفهام تلذذ من أهل الجنة، وتحدث بنعمة الخلود غير المحدود، وهو من أعظم أسباب سرور أهل الجنة.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَما نَحْنُ:
  • الهمزة همزة استفهام والفاء عاطفة والمعطوف عليه محذوف بمعنى: أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين ولا معذبين. ما: نافية بمنزلة «ليس» عند اهل الحجاز ونافية لا عمل لها عند بني تميم. نحن:ضمير منفصل في محل رفع اسم «ما» على اللغة الاولى ومبتدأ على اللغة الثانية
  • ﴿ بِمَيِّتِينَ:
  • الباء حرف جر زائد. ميتين: خبر «ما» او خبر المبتدأ. وهو اسم مجرور لفظا منصوب محلا على اللغة الاولى ومرفوع محلا على اللغة الثانية وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [58] لما قبلها :     ولَمَّا تَمَّم الرجلُ المؤمنُ كَلامَه مع الرَّجُلِ الَّذي كان قَرينًا له في الدُّنيا، وهو الآنَ مِن أهلِ النَّارِ؛ عاد إلى مُخاطَبةِ جُلَسائِه مِن أهلِ الجنَّةِ، قال تعالى:
﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [59] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ ..

التفسير :

[59]إلا موتتنا الأولى في الدنيا، وما نحن بمعذَّبين بعد دخولنا الجنة؟

{ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [أي:يقوله المؤمن، مبتهجا بنعمة اللّه على أهل الجنة بالخلود الدائم فيها والسلامة من العذاب; استفهام بمعنى الإثبات والتقرير] أي:يقول لقرينه المعذب:أفتزعم أننا لسنا نموت سوى الموتة الأولى، ولا بعث بعدها ولا عذاب

وقوله- تعالى-: أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ بيان لما يقوله هذا الرجل المؤمن لأصحابه الذين معه في الجنة، وبعد أن انتهى من كلامه مع قرينه.

وهذا الكلام يقوله على سبيل التلذذ والتحدث بنعمة الله عليهم.

والاستفهام للتقرير، والفاء للعطف على مقدر يستدعيه المقام، والمعطوف عليه محذوف.

والمعنى: أنحن مخلدون في هذا النعيم، ولن يلحقنا موت مرة أخرى بعد موتتنا الأولى التي لحقتنا في الدنيا، ولن يصيبنا شيء من العذاب كما أصاب غيرنا؟

إننا لنشعر جميعا بأننا لن نموت مرة أخرى، وسنبقى في هذا النعيم الدائم بفضل الله ورحمته.

وبعضهم يرى أن هذا السؤال من أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت.

قال القرطبي: قوله: أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى: هو من قول أهل الجنة للملائكة حين يذبح الموت، ويقال: «يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت» .

وقوله : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ) هذا من كلام المؤمن مغبطا نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة والإقامة في دار الكرامة ، لا موت فيها ولا عذاب ; ولهذا قال : ( إن هذا لهو الفوز العظيم )

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، حدثنا حفص بن عمر العدني ، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما ، في قول الله تبارك وتعالى لأهل الجنة : ( كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ) [ الطور : 19 ] ، قال ابن عباس ، رضي الله عنهما : قوله : ( هنيئا ) أي : لا يموتون فيها . فعندها قالوا : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين )

وقال الحسن البصري : علموا أن كل نعيم فإن الموت يقطعه ، فقالوا : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ) ، قيل [ لهم ] : لا . قالوا : ( إن هذا لهو الفوز العظيم )

( وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) يقول: وما نحن بمعذبين بعد دخولنا الجنة .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[59] ﴿إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ الموت في الآخرة فعل ماضٍ، لا علاقة له بالحال ولا الاستقبال، فهنيئًا لصاحبه إن كان من أصحاب الجنة.
وقفة
[59] ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ هذا تعريض من المؤمنين بالمشركين؛ لأنهم أيضًا ما هم بميتين، لكنهم من المعذبين، فحالهم شر من الموت، قيل لبعض الحكماء: ما شر من الموت؟ فقال: الذي يتمنى فيه الموت.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ مَوْتَتَنَا الْأُولى:
  • إلا: أداة استثناء. موتة: مستثنى بإلا استثناء منقطعا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة. الاولى: صفة-نعت- للموتة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الالف للتعذر ويجوز ان تكون «الموتة» مفعولا مطلقا منصوبة على المصدر والعامل فيها اسم الفاعل «ميتين».وفي هذا الوجه من الاعراب تكون-إلاّ-أداة حصر لا عمل لها.
  • ﴿ وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ:
  • معطوفة بالواو على «ما نحن بميتين» وتعرب اعرابها.'

المتشابهات :

الشعراء: 138﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
سبإ: 35﴿وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
الصافات: 59﴿إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [59] لما قبلها :     وبعد ما قاله الرجلُ المؤمنُ لجُلَسائِه مِن أهلِ الجنَّةِ على سبيل التلذذ والتحدث بنعمة الله عليهم، أنهم مخلدون في هذا النعيم، ولن يلحقهم موت مرة أخرى؛ استثنى هنا الموتة الأولى التى كانت في الدنيا، فقال:
﴿ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [60] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

التفسير :

[60] إنَّ ما نحن فيه من نعيم لهُوَ الظَّفَر العظيم.

وقوله:{ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} وحذف المعمول، والمقام مقام لذة وسرور، فدل ذلك على أنهم يتساءلون بكل ما يلتذون بالتحدث به، والمسائل التي وقع فيها النزاع والإشكال.

ومن المعلوم أن لذة أهل العلم بالتساؤل عن العلم، والبحث عنه، فوق اللذات الجارية في أحاديث الدنيا، فلهم من هذا النوع النصيب الوافر، ويحصل لهم من انكشاف الحقائق العلمية في الجنة ما لا يمكن التعبير عنه.

فلما ذكر تعالى نعيم الجنة، ووصفه بهذه الأوصاف الجميلة، مدحه، وشوَّق العاملين، وحثَّهم على العمل فقال:{ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الذي حصل لهم به كل خير، وكل ما تهوى النفوس وتشتهي، واندفع عنهم به كل محذور ومكروه، فهل فوز يطلب فوقه؟ أم هو غاية الغايات، ونهاية النهايات، حيث حل عليهم رضا رب الأرض والسماوات، وفرحوا بقربه، وتنعموا بمعرفته واستروا برؤيته، وطربوا لكلامه؟

والإشارة في قوله- تعالى-: إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لما سبق الإخبار به من نفى الموت والعذاب عن أهل الجنة. وهذا القول- أيضا- حكاية لما يقوله ذلك المؤمن لمن معه في الجنة، أى: إن هذا النعيم الدائم الذي نحن فيه- يا أهل الجنة- لهو الفوز العظيم، الذي لا يدانيه فوز، ولا يقاربه فلاح.

وقوله : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ) هذا من كلام المؤمن مغبطا نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة والإقامة في دار الكرامة ، لا موت فيها ولا عذاب ; ولهذا قال : ( إن هذا لهو الفوز العظيم )

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، حدثنا حفص بن عمر العدني ، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما ، في قول الله تبارك وتعالى لأهل الجنة : ( كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ) [ الطور : 19 ] ، قال ابن عباس ، رضي الله عنهما : قوله : ( هنيئا ) أي : لا يموتون فيها . فعندها قالوا : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين )

وقال الحسن البصري : علموا أن كل نعيم فإن الموت يقطعه ، فقالوا : ( أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ) ، قيل [ لهم ] : لا . قالوا : ( إن هذا لهو الفوز العظيم )

( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يقول: إن هذا الذي أعطاناه الله من الكرامة في الجنة، أنا لا نعذب ولا نموت لهو النَّجاء العظيم مما كنا في الدنيا نحذر من عقاب الله، وإدراك ما كنا فيها، نؤمل بإيماننا، وطاعتنا ربنا.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة، قوله ( أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ) إلى قوله ( الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) قال: هذا قول أهل الجنة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[60] ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ من تكامل نعيمه، عظم خوفه من زواله، وحينها يتساءل: أيدوم هذا لي؟ أيبقى ولا يفنى؟ لذا يصيح عند معرفة حقيقة الخلود: إن هذا لهو الفوز العظيم.
وقفة
[60] ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ هذه هي الآية الوحيدة بهذا اللفظ في القرآن الكريم، وهذا الفوز هو أعظم فوز جاء في القرآن الكريم؛ لأنه أفضى بصاحبه إلى الجنة، نسأل الله تعالى من فضله العظيم.
وقفة
[60] يومًا ما سيَموت الموت، ونحيا في الجنة مُخَلَّدِين؛ عش على هذا الأمل إن شئت أن تعيش ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ هذا:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» اي ان هذا الامر الذي نحن فيه. وقيل يجوز ان يكون من قول الله سبحانه تقريرا لقولهم وتصديقا له.
  • ﴿ لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ:
  • اللام لام التوكيد-المزحلقة-.هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الفوز: خبر «هو» مرفوع بالضمة. العظيم: صفة -نعت-للفوز مرفوعة مثلها بالضمة. والجملة الاسمية «هو الفوز العظيم» في محل رفع خبر «ان».'

المتشابهات :

آل عمران: 62﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ
النمل: 16﴿وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ
الصافات: 60﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ لْفَوْزُ الْعَظِيمُ
الصافات: 106﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ
الواقعة: 95﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [60] لما قبلها :     ولَمَّا وصَفَ اللهُ نعيمَ الجنَّةِ بهذه الأوصافِ الجَميلةِ؛ بَيَّنَ هنا أن هذا هو الفوز الأكبر الذي لا يضاهيه فوز، قال تعالى:
﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [61] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ

التفسير :

[61] لمثل هذا النعيم الكامل، والخلود الدائم، والفوز العظيم، فليعمل العاملون في الدنيا؛ ليصيروا إليه في الآخرة.

{ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} فهو أحق ما أنفقت فيه نفائس الأنفاس وأولى ما شمر إليه العارفون الأكياس، والحسرة كل الحسرة، أن يمضي على الحازم، وقت من أوقاته، وهو غير مشتغل بالعمل، الذي يقرب لهذه الدار، فكيف إذا كان يسير بخطاياه إلى دار البوار؟"

ثم يقول لهم- أيضا-: لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ أى: لمثل هذا العطاء الجزيل، والنعيم المقيم، فليعمل العاملون، لا لغير ذلك من الأعمال الدنيوية الزائلة الفانية.

ثم ساق- سبحانه- ما يدل على البون الشاسع. بين النعيم المقيم الذي يعيش فيه عباد الله المخلصون. وبين الشقاء الدائم الذي يعيش فيه الكافرون، فقال- تعالى-:

وقوله : ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) قال قتادة : هذا من كلام أهل الجنة .

وقال ابن جرير : هو من كلام الله تعالى ، ومعناه : لمثل هذا النعيم وهذا الفوز فليعمل العاملون في الدنيا ، ليصيروا إليه في الآخرة .

وقد ذكروا قصة رجلين كانا شريكين في بني إسرائيل ، تدخل في ضمن عموم هذه الآية الكريمة .

قال أبو جعفر بن جرير : حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، حدثنا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، عن فرات بن ثعلبة البهراني في قوله : ( إني كان لي قرين ) قال : إن رجلين كانا شريكين ، فاجتمع لهما ثمانية آلاف دينار ، وكان أحدهما له حرفة ، والآخر ليس له حرفة ، فقال الذي له حرفة للآخر : ليس عندك حرفة ، ما أراني إلا مفارقك ومقاسمك ، فقاسمه وفارقه ، ثم إن الرجل اشترى دارا بألف دينار كانت لملك ، مات ، فدعا صاحبه فأراه فقال : كيف ترى هذه الدار ؟ ابتعتها بألف دينار ؟ قال : ما أحسنها ! فلما خرج قال : اللهم إن صاحبي ابتاع هذه الدار بألف دينار ، وإني أسألك دارا من دور الجنة ، فتصدق بألف دينار ، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم إنه تزوج بامرأة بألف دينار ، فدعاه وصنع له طعاما . فلما أتاه قال : إني تزوجت امرأة بألف دينار . قال : ما أحسن هذا ! فلما انصرف قال : يا رب ، إن صاحبي تزوج امرأة بألف دينار ، وإني أسألك امرأة من الحور العين . فتصدق بألف دينار ، ثم إنه مكث ما شاء الله أن يمكث . ثم اشترى بستانين بألفي دينار ، ثم دعاه فأراه فقال : إني ابتعت هذين البستانين . فقال : ما أحسن هذا ! فلما خرج قال : يا رب ، إن صاحبي قد اشترى بستانين بألفي دينار ، وأنا أسألك بستانين في الجنة . فتصدق بألفي دينار ، ثم إن الملك أتاهما فتوفاهما ، ثم انطلق بهذا المتصدق ، فأدخله دارا تعجبه ، وإذا امرأة تطلع يضيء ما تحتها من حسنها ، ثم أدخله بستانين وشيئا الله به عليم ، فقال عند ذلك : ما أشبه هذا برجل كان من أمره كذا وكذا . قال : فإنه ذاك ، ولك هذا المنزل والبستانان والمرأة . قال : فإنه كان لي صاحب يقول : أئنك لمن المصدقين ؟ قيل له : فإنه في الجحيم . قال : هل أنتم مطلعون ؟ فاطلع فرآه في سواء الجحيم . فقال عند ذلك : ( تالله إن كدت لتردين . ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) الآيات .

قال ابن جرير : وهذا يقوي قراءة من قرأ : " أئنك لمن المصدقين " بالتشديد .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار أبو حفص قال : سألت إسماعيل السدي عن هذه الآية : ( قال قائل منهم إني كان لي قرين . يقول أئنك لمن المصدقين ) ؟ قال : فقال لي : ما ذكرك هذا ؟ قلت : قرأته آنفا فأحببت أن أسألك عنه ؟ فقال : أما فاحفظ ، كان شريكان في بني إسرائيل ، أحدهما مؤمن والآخر كافر ، فافترقا على ستة آلاف دينار ، كل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار ، فمكثا ما شاء الله أن يمكثا ، ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت في مالك ؟ أضربت به شيئا ؟ أتجرت به في شيء ؟ فقال له المؤمن : لا فما صنعت أنت ؟ فقال : اشتريت به أرضا ونخلا وثمارا وأنهارا قال : فقال له المؤمن : أو فعلت ؟ قال : نعم . فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلي ، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ، ثم قال : اللهم إن فلانا - يعني شريكه الكافر - اشترى أرضا ونخلا وثمارا وأنهارا بألف دينار ، ثم يموت غدا ويتركها ، اللهم إني اشتريت منك بهذه الألف دينار أرضا ونخلا وثمارا وأنهارا في الجنة . قال : ثم أصبح فقسمها في المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا ، ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت في مالك ، أضربت به في شيء ؟ أتجرت به في شيء ؟ قال : لا فما صنعت أنت . قال : كانت ضيعتي قد اشتد علي مؤنتها ، فاشتريت رقيقا بألف دينار ، يقومون بي فيها ، ويعملون لي فيها . فقال له المؤمن : أوفعلت ؟ قال : نعم . قال : فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلي ، فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ، ثم قال : اللهم إن فلانا - يعني شريكه الكافر - اشترى رقيقا من رقيق الدنيا بألف دينار ، يموت غدا ويتركهم ، أو يموتون فيتركونه ، اللهم ، وإني أشتري منك بهذه الألف الدينار رقيقا في الجنة . ثم أصبح فقسمها في المساكين . قال : ثم مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا ، ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن : ما صنعت في مالك ؟ أضربت به في شيء ؟ أتجرت به في شيء ؟ قال لا فما صنعت أنت ؟ قال : أمري كله قد تم إلا شيئا واحدا ، فلانة قد مات عنها زوجها ، فأصدقتها ألف دينار ، فجاءتني بها ومثلها معها . فقال له المؤمن : أوفعلت ؟ قال : نعم . فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلي ، فلما انصرف أخذ الألف الدينار الباقية ، فوضعها بين يديه ، وقال : اللهم إن فلانا - يعني شريكه الكافر - تزوج زوجة من أزواج الدنيا فيموت غدا فيتركها ، أو يموت فتتركه ، اللهم وإني أخطب إليك بهذه الألف الدينار حوراء عيناء في الجنة . ثم أصبح فقسمها بين المساكين . قال : فبقي المؤمن ليس عنده شيء . قال : فلبس قميصا من قطن ، وكساء من صوف ، ثم أخذ مرا فجعله على رقبته ، يعمل الشيء ويحفر الشيء بقوته . قال : فجاءه رجل فقال : يا عبد الله ، أتؤاجرني نفسك مشاهرة ، شهرا بشهر ، تقوم على دواب لي تعلفها وتكنس سرقينها ؟ قال : نعم . قال : فواجره نفسه مشاهرة ، شهرا بشهر ، يقوم على دوابه . قال : فكان صاحب الدواب يغدو كل يوم ينظر إلى دوابه ، فإذا رأى منها دابة ضامرة ، أخذ برأسه فوجأ عنقه ، ثم يقول له : سرقت شعير هذه البارحة ؟ فلما رأى المؤمن هذه الشدة قال : لآتين شريكي الكافر ، فلأعملن في أرضه فيطعمني هذه الكسرة يوما ، ويكسوني هذين الثوبين إذا بليا . قال : فانطلق يريده ، فلما انتهى إلى بابه وهو ممس ، فإذا قصر مشيد في السماء ، وإذا حوله البوابون فقال لهم : استأذنوا لي صاحب هذا القصر فإنكم إذا فعلتم سره ذلك ، فقالوا له : انطلق إن كنت صادقا فنم في ناحية ، فإذا أصبحت فتعرض له . قال : فانطلق المؤمن ، فألقى نصف كسائه تحته ، ونصفه فوقه ، ثم نام . فلما أصبح أتى شريكه فتعرض له ، فخرج شريكه الكافر وهو راكب ، فلما رآه عرفه فوقف عليه وسلم عليه وصافحه ، ثم قال له : ألم تأخذ من المال مثل ما أخذت ؟ قال : بلى وهذه حالي وهذه حالك . قال : أخبرني ما صنعت في مالك ؟ قال : لا تسألني عنه . قال : فما جاء بك ؟ قال : جئت أعمل في أرضك هذه ، فتطعمني هذه الكسرة يوما بيوم ، وتكسوني هذين الثوبين إذا بليا . قال : لا ولكن أصنع بك ما هو خير من هذا ، ولكن لا ترى مني خيرا حتى تخبرني ما صنعت في مالك ؟ قال : أقرضته : قال : من ؟ قال : المليء الوفي . قال : من ؟ قال : الله ربي . قال : وهو مصافحه فانتزع يده من يده ، ثم قال : ( أئنك لمن المصدقين . أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ) - قال السدي : محاسبون - قال : فانطلق الكافر وتركه . قال : فلما رآه المؤمن ليس يلوي عليه ، رجع وتركه ، يعيش المؤمن في شدة من الزمان ، ويعيش الكافر في رخاء من الزمان . قال : فإذا كان يوم القيامة وأدخل الله المؤمن الجنة ، يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار ، فيقول : لمن هذا ؟ فيقال : هذا لك . فيقول : يا سبحان الله ! أوبلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا ؟ ! قال : ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم ، فيقول : لمن هذا ؟ فيقال : هؤلاء لك . فيقول : يا سبحان الله ! أوبلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا ؟ ! قال : ثم يمر فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء مجوفة ، فيها حوراء عيناء ، فيقول : لمن هذه ؟ فيقال : هذه لك . فيقول : يا سبحان الله ! أوبلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا ؟ ! قال : ثم يذكر المؤمن شريكه الكافر فيقول : ( إني كان لي قرين . يقول أئنك لمن المصدقين . أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ) قال : فالجنة عالية ، والنار هاوية . قال : فيريه الله شريكه في وسط الجحيم ، من بين أهل النار ، فإذا رآه المؤمن عرفه ، فيقول ( تالله إن كدت لتردين . ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين . أفما نحن بميتين . إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين . إن هذا لهو الفوز العظيم . لمثل هذا فليعمل العاملون ) بمثل ما من عليه . قال : فيتذكر المؤمن ما مر عليه في الدنيا من الشدة ، فلا يذكر مما مر عليه في الدنيا من الشدة ، أشد عليه من الموت .

وقوله ( لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) يقول تعالى ذكره: لمثل هذا الذي أعْطَيتُ هؤلاء المؤمنين من الكرامة في الآخرة، فليعمل في الدنيا لأنفسهم العاملون، ليدركوا ما أدرك هؤلاء بطاعة ربهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[61] ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ ليس كل هدف يستحق أن تبذل له الجهد والوقت، اختر أهدافك بعناية.
عمل
[61] ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ صُم يومًا تقرُّبًا إلى اللهِ؛ لتنجوَ من حَرِّ يومِ القيامةِ.
وقفة
[61] ﴿ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ﴾ ينبغي للعاقل أن يُذهِبَ أنفاسَه ونفيسَه في العمل لهذه الغاية الحميدة.
عمل
[61] ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ ليس كل ميدان يستحق أن تسعى فيه، ادَّخر جهدك للأهداف السامية.
وقفة
[61] ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ أهداف المؤمن منتقاة، وعمله مدروس.
وقفة
[61] ﴿ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ﴾ لمثل هذا، وليس لغير هذا، فالمؤمن ينتقي أهدافه لتكون الأعظم أجرًا والأكثر نفعًا، ولا يخبط خبط عشواء في طاعاته أو حركاته.
اسقاط
[61] ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ هل تتعب وتجتهد في شيء يستحق؟ تأكد من سمو أهدافك.
وقفة
[61] ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ اللهمَّ اجعلنا من الذين ازدادوا إليك قربًا وصرفت عنهم مصائب الدنيا، اللهمَّ لا تصعب علينا أمرًا وارزقنا حظ الدنيا ونعيمّ الآخرة.
وقفة
[61] ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ الحسرة كل الحسرة، أن يمضي على الحازم وقت من أوقاته، وهو غير مشتغل بالعمل الذي يقرب لهذه الدار، فكيف إذا كان يسير بخطاياه إلى دار البوار؟
وقفة
‏‏[61] تطور، استفد، تقدم، تعلم، أنجز، أبدع، فالقُرآن يقول: ﴿وَسَارِعُوا﴾ [آل عمران: 133]، و﴿سَابِقُوا﴾ [الحديد: 21]، و﴿فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26]، و﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.
وقفة
[61] الظفر بنعيم الجنان هو الفوز الأعظم، ولمثل هذا العطاء والفضل ينبغي أن يعمل العاملون ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.
عمل
[61] ساعد والدتك في عملها لهذا اليوم ﴿لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.
وقفة
[61] من علم ضخامة وعظم الثمرة هانت عليه المشقة ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾.
وقفة
[61] ألا تشتاق للجنة؟! ألم تتخيل أنك مع أهلها في النعيم المقيم؟! عملك لن يذهب سدى ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ لِمِثْلِ هذا:
  • جار ومجرور متعلق بيعمل. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ:
  • الفاء استئنافية. اللام لام الامر. يعمل: فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين العاملون: فاعل مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     وبعد بيان أن نعيمَ الجنَّةِ هو الفوز الأكبر؛ شَوَّق العامِلينَ هنا، وحَثَّهم على العَمَلِ، فلمثل هذا الفوز العظيم ينبغي أن يعمل العاملون، لا من أجل حطام الدنيا الزائلة، قال تعالى:
﴿ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [62] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ ..

التفسير :

[62] أذلك الذي سبق وصفه مِن نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من الله، أم شجرة الزقوم الخبيثة الملعونة، طعام أهل النار؟

{ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا} أي:ذلك النعيم الذي وصفناه لأهل الجنة خير، أم العذاب الذي يكون في الجحيم من جميع أصناف العذاب؟ فأي الطعامين أولى؟ الذي وصف في الجنة{ أَمْ} طعام أهل النار؟ وهو{ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ{

واسم الإشارة «ذلك» في قوله- تعالى-: أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ يعود إلى نعيم الجنة الذي سبق الحديث عنه، والذي يشمل الرزق المعلوم وما عطف عليه.

والاستفهام للتوبيخ والتأنيب. والنزل: ما يقدم للضيف وغيره من طعام ومكان ينزل به.

و «ذلك» مبتدأ، و «خير» خبره، و «نزلا» : تمييز لخير، والخيرية بالنسبة لما اختاره الكفار على غيره. والجملة مقول لقول محذوف.

وشجرة الزقوم هي شجرة لا وجود لها في الدنيا، وإنما يخلقها الله- تعالى- في النار، كما يخلق غيرها من أصناف العذاب كالحيات والعقارب.

وقيل: هي شجرة سامة متى مست جسد أحد تورم ومات، وتوجد في الأراضي المجدية المجاورة للصحراء.

والزقوم: من التزقم، وهو ابتلاع الشيء الكريه، بمشقة شديدة.

والمعنى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء الكافرين أذلك النعيم الدائم الذي ينزل به المؤمنون في الجنة خير، أم شجرة الزقوم التي يتبلغ بها الكافرون وهم في النار، فلا يجدون من ورائها إلا الغم والكرب لمرارة طعمها، وقبح رائحتها وهيئتها.

ومعلوم أنه لا خير في شجرة الزقوم، ولكن المؤمنين لما اختاروا ما أدى بهم إلى نعيم الجنة وهو الإيمان والعمل الصالح، واختار الكافرون ما أدى بهم إلى النار وبئس القرار، قيل لهم ذلك على سبيل التوبيخ والتقريع، لسوء اختيارهم.

يقول الله تعالى : أهذا الذي ذكره من نعيم الجنة وما فيها من مآكل ومشارب ومناكح وغير ذلك من الملاذ - خير ضيافة وعطاء ( أم شجرة الزقوم ) ؟ أي : التي في جهنم .

وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك شجرة واحدة معينة ، كما قال بعضهم من أنها شجرة تمتد فروعها إلى جميع محال جهنم كما أن شجرة طوبى ما من دار في الجنة إلا وفيها منها غصن .

وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك جنس شجر ، يقال له : الزقوم ، كقوله تعالى : ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) [ المؤمنون : 20 ] ، يعني الزيتونة . ويؤيد ذلك قوله تعالى : ( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون . لآكلون من شجر من زقوم ) [ الواقعة : 51 ، 52 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)

يقول تعالى ذكره: أهذا الذي أعطيت هؤلاء المؤمنين الذين وصفت صفتهم من كرامتي في الجنة، ورزقتهم فيها من النعيم خير، أو ما أعددت لأهل النار من الزَّقُّوم. وعُنِي بالنـزل: الفضل، وفيه لغتان: نـزل ونـزل; يقال للطعام الذي له ريع: هو طعام له نـزل ونـزل. وقوله ( أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ) ذكر أن الله تعالى لما أنـزل هذه الآية قال المشركون: كيف ينبت الشجر في النار، والنار تحرق الشجر؟ .

التدبر :

عمل
[62] لا تظلم أحدًا من الناس؛ فشجرة الزقوم عذاب الظالمين ﴿أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ﴾.
وقفة
[62] ﴿أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾ إن طعام أهل النار هو الزقُّوم ذو الثمر المر الكريه الطعم والرائحة، العسير البلع، المؤلم الأكل.
وقفة
[62] ﴿أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾ في الحديث: «لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ؟!» [أحمد 1/300، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين].

الإعراب :

  • ﴿ أَذلِكَ:
  • الهمزة همزة استفهام. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب.
  • ﴿ خَيْرٌ نُزُلاً:
  • خبر «ذلك» مرفوع بالضمة واصله: أخير. وحذف الالف أفصح. نزلا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى: أذلك الرزق خير حاصلا. لان اصل «النزل» الفضل والريع في الطعام فاستعير للحاصل من الشيء. وحاصل الرزق المعلوم اللذة والسرور وحاصل شجرة الزقوم الألم والفم. ويجوز ان يكون «نزلا» منصوبا على الحال بمعنى: في كونه نزلا.
  • ﴿ أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ:
  • أم: حرف عطف وهي «أم» المتصلة لانها مسبوقة بهمزة استفهام. شجرة: معطوفة على «ذلك» مرفوعة مثلها على الابتداء وخبرها محذوف لان معنى ما قبلها يدل عليه اي أم شجرة الزقوم خير نزلا.الزقوم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. و «الزقوم» اسم شجرة مرة صغيرة الاوراق. والكلمة استعارة عن البلع بصعوبة لمرارة الشجرة الشديدة.'

المتشابهات :

الفرقان: 15﴿قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ
الصافات: 62﴿ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     وبعد ذكرِ ما أعدَّهُ اللهُ للمؤمنينَ؛ ذكَرَ هنا ما أعدَّهُ للكافرينَ كشجرةِ الزَّقَّومِ، قال تعالى:
﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [63] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ

التفسير :

[63] إنا جعلناها فتنة افتتن بها الظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي، وقالوا مستنكرين:إن صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجر.

}إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً} أي عذابا ونكالا{ لِلظَّالِمِينَ} أنفسهم بالكفر والمعاصي.

ثم بين- سبحانه- شيئا عن هذه الشجرة فقال: إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ أى:

إنا جعلنا هذه الشجرة محنة وابتلاء وامتحانا لهؤلاء الكافرين الظالمين، لأنهم لما أخبرهم رسولنا صلّى الله عليه وسلم بوجود هذه الشجرة في النار. كذبوه واستهزءوا به، فحق عليهم عذابنا بسبب هذا التكذيب والاستهزاء.

قال القرطبي ما ملخصه قوله- تعالى- إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ أى، المشركين. وذلك أنهم قالوا. كيف تكون في النار شجرة، مع أن النار تحرق الشجر..؟

وكان هذا القول جهلا منهم، إذ لا يستحيل في العقل أن يخلق الله في النار شجرا من جنسها لا تأكله النار، كما يخلق الله فيها الأغلال والقيود والحيات والعقارب...

وقوله : ( إنا جعلناها فتنة للظالمين ) ، قال قتادة : ذكرت شجرة الزقوم ، فافتتن بها أهل الضلالة ، وقالوا : صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة ، والنار تأكل الشجر ، فأنزل الله - عز وجل - : ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) غذت من النار ، ومنها خلقت .

وقال مجاهد : ( إنا جعلناها فتنة للظالمين ) قال أبو جهل - لعنه الله - : إنما الزقوم التمر والزبد أتزقمه .

قلت : ومعنى الآية : إنما أخبرناك يا محمد بشجرة الزقوم اختبارا تختبر به الناس ، من يصدق منهم ممن يكذب ، كقوله تعالى : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) [ الإسراء : 60 ] .

فقال الله: ( إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ) يعني لهؤلاء المشركين الذين قالوا في ذلك ما قالوا.

التدبر :

وقفة
[63] ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ﴾ الفتنة هنا هي اختبار الإيمان، قال ابن كثير: «ومعنى الآية: إنما أخبرناك يا محمد بشجرة الزقوم اختبارًا، نختبر به الناس؛ من يُصدِّق منهم ممن يكذب»، وقد كان، وذلك أن الكفار لما سمعوا هذه الآية قالوا: «كيف يكون في النار شجرة، والنار تحرق الأشجار؟!».

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا جَعَلْناها:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.وجملة جَعَلْناها فِتْنَةً» في محل رفع خبر «ان
  • ﴿ فِتْنَةً لِلظّالِمِينَ:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى:عذابا. للظالمين: جار ومجرور متعلق بفتنة او بجعلناها وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     ولَمَّا قالوا: كيف تكون في النار شجرة، والنار تحرق الشجر؟ ذكرَ اللهُ هنا أنها محنة وابتلاء لهؤلاء الكافرين الظالمين، قال تعالى:
﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [64] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ ..

التفسير :

[64] إنها شجرة تنبت في قعر جهنم،

{ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} أي:وسطه فهذا مخرجها، ومعدنها أشر المعادن وأسوؤها، وشر المغرس، يدل على شر الغراس وخسته، ولهذا نبهنا اللّه على شرها بما ذكر أين تنبت به، وبما ذكر من صفة ثمرتها.

ثم بين- سبحانه- أصل هذه الشجرة ومنبتها فقال: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ أى: منبتها وأصلها يخرج من أسفل الجحيم، أما أغصانها وفروعها فترتفع إلى دركاتها.

وقوله : ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) أي : أصل منبتها في قرار النار ،

ثم أخبرهم بصفة هذه الشجرة فقال ( إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ )

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَذَلِكَ خَيْرٌ نـزلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ) حتى بلغ ( فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ) قال: لما ذكر شجرة الزقوم افتتن الظلَمة، فقالوا: ينبئكم صاحبكم هذا أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجر، فأنـزل الله ما تسمعون: إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم، غُذِيت بالنار ومنها خُلقت.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: قال أبو جهل لما نـزلت إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ قال: تعرفونها في كلام العرب: أنا آتيكم بها، فدعا جارية فقال: ائتيني بتمر وزُبد، فقال: دونكم تَزَقَّموا، فهذا الزَّقوم الذي يخوفكم به محمد، فأنـزل الله تفسيرها: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) قال: لأبي جهل وأصحابه.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ) قال: قول أبي جهل: إنما الزَّقوم التمر والزبد أَتَزَقَّمه.

التدبر :

وقفة
[64] ﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ﴾ شجرة عجيبة! منبتها في قعر جهنم، وأغصانها تمتد إلى دركاتها.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّها شَجَرَةٌ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان».شجرة: خبرها مرفوع بالضمة
  • ﴿ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع صفة-نعت- لشجرة. ويجوز ان تكون خبرا ثانيا لان. تخرج: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. في اصل: جار ومجرور متعلق بتخرج. الجحيم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى: تنبت في قاع النار.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ شجرةَ الزَّقَّومِ؛ بَيَّنَ هنا أصلَ هذه الشجرة، فهذه الشجرة تنبت في قعر جهنم، قال تعالى:
﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [65] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ

التفسير :

[65]ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين، فإذا كانت كذلك فلا تَسْألْ بعد هذا عن طعمها،

وأنها كـ{ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} فلا تسأل بعد هذا عن طعمها، وما تفعل في أجوافهم وبطونهم، وليس لهم عنها مندوحة ولا معدل

ثم بين- سبحانه- ثمرها فقال: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ أى: ثمرها الذي يخرج منها، وحملها الذي يتولد عنها، يشبه في تناهى قبحه وكراهيته، رؤوس الشياطين التي هي أقبح ما يتصوره العقل، وأبغض شيء يرد على الخاطر.

قال صاحب الكشاف ما ملخصه: شبه حمل شجرة الزقوم برءوس الشياطين، للدلالة على تناهيه في الكراهة وقبح المنظر، لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس، لاعتقادهم أنه شر محض لا يخالطه خير، فيقولون في القبيح الصورة: كأنه وجه شيطان، أو كأنه رأس شيطان، وإذا صوره المصورون صوروه على أقبح صورة.

كما أنهم اعتقدوا في الملك أنه خير محض لا شر فيه، فشبهوا به الصورة الحسنة، قال الله- تعالى-: ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ. وهذا تشبيه تخييلى.

وقيل: الشيطان حية عرفاء لها صورة قبيحة المنظر.. فجاء التشبيه بها.. .

( طلعها كأنه رءوس الشياطين ) تبشيع [ لها ] وتكريه لذكرها .

قال وهب بن منبه : شعور الشياطين قائمة إلى السماء .

وإنما شبهها برءوس الشياطين وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين ; لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر .

وقيل : المراد بذلك ضرب من الحيات ، رءوسها بشعة المنظر .

وقيل : جنس من النبات ، طلعه في غاية الفحاشة .

وفي هذين الاحتمالين نظر ، وقد ذكرهما ابن جرير ، والأول أقوى وأولى ، والله أعلم .

وقوله ( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ) يقول تعالى ذكره: كأن طلع هذه الشجرة، يعني شجرة الزقوم في قُبحه وسماجته رءوس الشياطين في قبحها.

وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: " إنَّهَا شَجَرَةٌ نَابِتَةُ فِي أصْلِ الجَحِيم.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ) قال: شبهه بذلك.

فإن قال قائل: وما وجه تشبيهه طلع هذه الشجرة برءوس الشياطين في القبح، ولا علم عندنا بمبلغ قبح رءوس الشياطين، وإنما يمثَّل الشيء بالشيء تعريفا من المُمَثِّل له قُرب اشتباه الممثَّل أحدهما بصاحبه مع معرفة المُمَثَّل له الشيئين كليهما، أو أحدهما، ومعلوم أن الذين خوطبوا بهذه الآية من المشركين، لم يكونوا عارفين شَجَرة الزقوم، ولا برءوس الشياطين، ولا كانوا رأوهما، ولا واحدا منهما؟.

قيل له: أما شجرة الزقوم فقد وصفها الله تعالى ذكره لهم وبينها حتى عرفوها ما هي وما صفتها، فقال لهم: ( شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ) فلم يتركهم في عَماء منها. وأما في تمثيله طلعها برءوس الشياطين، فأقول لكل منها وجه مفهوم: أحدها أن يكون مثل ذلك برءوس الشياطين على نحو ما قد جرى به استعمال المخاطبين بالآية بينهم وذلك أن استعمال الناس قد جرى بينهم في مبالغتهم إذا أراد أحدهم المبالغة في تقبيح الشيء، قال: كأنه شيطان، فذلك أحد الأقوال. والثاني أن يكون مثل برأس حية معروفة عند العرب تسمى شيطانا، وهي حية لها عرف فيما ذكر قبيح الوجه والمنظر، وإياه عنى الراجز بقوله

عَنْجَــرِدٌ تَحْــلِفُ حِــينَ أحْـلِفُ

كمِثْــلِ شَــيْطَانِ الحَمـاطِ أعْـرَفُ (4)

ويروى عُجَيِّزٌ. والثالث: أن يكون مثل نبت معروف برءوس الشياطين ذُكِر أنه قبيح الرأس .

------------------------

الهوامش:

(4) هذان البيتان من مشطور الرجز ، أنشدهما الفرّاء في معاني القرآن ( مصورة الجامعة 273 ) عند تفسير قوله تعالى:" كأنه رءوس الشياطين" قال: فإن فيه في العربية ثلاثة أوجه: أحدها: أن تشبه طلعها في قبحه برءوس الشياطين، لأنها موصوفة بالقبح، كانت لا ترى، وأنت قائل للرجل كأنه شيطان: إذا استقبحته. والآخر أن: العرب تسمي بعض الحيات شيطانا، وهو حية ذو عرف، قال الشاعر وهو يذم امرأة له:" عنجرد تحلف ... البيت". ويقال: إنه بيت قبيح يسمى برءوس الشياطين. والأوجه الثلاثة إلى معنى واحد في القبح .اهـ. وفي ( اللسان: عنجرد ): الأزهري - الفرّاء: امرأة عنجرد خبيثة سيئة الخلق وأنشد بيت الشاهد. وقال غيره: امرأة عنجرد: سليطة. وفي ( اللسان: حمط ) عن الجوهري: الحماط يبيس الأفاعي، يألفه الحيات، يقال شيطان حماط، كما يقال ذئب غضبى، وتيس حلب. وقال الأزهري العرب تقول لجنس من الحيات: شيطان الحماط. وقيل الحماط بلغة هذيل: شجرة عظام تنبت في بلادهم، تألفها الحيات، والحماط تبن الذرة خاصة عن أبي حنيفة. اهـ.

التدبر :

وقفة
[65] ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ تبشيع لها، وتكريه لذكرها، وإنما شبهها برؤوس الشياطين وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين؛ لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر.
وقفة
[65] ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ تشبيهُ شيءٍ غيبي بشيءٍ غيبي، وذلك لما استقرَّ في النُّفوس من قبحِ الثَّاني.
وقفة
[65] ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ ومع أنه لم ير أحد الشيطان حتى يخاف منه، لكن كفي بصورته الغائبة المجهولة رعبًا، فليس الطعم المريع ما ينتظر المعذب فحسب، بل معه المنظر الفظيع والشكل المخيف، وهذا من العذاب النفسي الذي يضاعف أثر العذاب الحسي.
وقفة
[65] ﴿طَلعُها كَأَنَّهُ رُءوسُ الشَّياطينِ﴾ لم نرها ولا نعرف كيف تكون، لكن فى مخيلة كل منا تصور لها، وهو من البشاعة بمكان؛ لهذا ضرب بها المثل فى البشاعة.
وقفة
[62-65] شبهةٌ وجوابها: يزعم بعضهم أنكم أيها المسلمون تقولون أن القرآن كتاب البلاغة والفصاحة، فكيف يذكر شجرة الزقوم، ويصف طلعها كأنه رؤوس الشياطين، ونحن لم نر شجرة الزقوم، ولم نر رؤوس الشياطين، فكيف يشبه مجهولاً بمجهول؟ والجواب: أن هذا من باب ترك المجال لكل التخيلات، والتصورات في نفوس الناس عن بشاعة هذه الشجرة، ولكل إنسان تصوره الخاص عن هذه البشاعة، وما يؤثر في شخصٍ قد لا يؤثر في غيره، وإنما تؤثر فيه صورة أخرى، وهذا هو عين البلاغة، حيث ترك المجال لتخيل هيئة هذه الشجرة، لتصور كل مستمع لهذه الآيات، تصورًا يختلف عن تصور غيره.

الإعراب :

  • ﴿ طَلْعُها:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة بمعنى: حملها والطلع للنخلة فاستعير لما طلع من شجرة الزقوم من حملها اما استعارة لفظية او معنوية.
  • ﴿ كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «طلعها».كأن: حرف مشبه بالفعل للتشبيه والهاء ضمير الغائب المتصل في محل نصب اسم «كأن».رءوس: خبرها مرفوع بالضمة. الشياطين: مضاف اليه مجرور بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ أصلَ هذه الشجرة؛ بَيَّنَ هنا ثمرها، قال تعالى:
﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [66] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا ..

التفسير :

[66]فإن المشركين لآكلون من تلك الشجرة فمالئون منها بطونهم.

ولهذا قال:{ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} فهذا طعام أهل النار، فبئس الطعام طعامهم.

وقوله- تعالى-: فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ تفريع على ما تقدم من كونها فتنة لهم.

أى: هذا هو حال تلك الشجرة، وهذا هو أصلها وثمرها، وإن هؤلاء الكفار الذين يستهزئون بمن يحدثهم عنها لآكلون من ثمارها حتى تمتلئ بطونهم، رغما عنهم، وإذلالا لهم.

وقوله : ( فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ) ، ذكر تعالى أنهم يأكلون من هذه الشجرة التي لا أبشع منها ، ولا أقبح من منظرها ، مع ما هي عليه من سوء الطعم والريح والطبع ، فإنهم ليضطرون إلى الأكل منها ، لأنهم لا يجدون إلا إياها ، وما في معناها ، كما قال [ تعالى ] : ( ليس لهم طعام إلا من ضريع . لا يسمن ولا يغني من جوع ) [ الغاشية : 6 ، 7 ] .

وقال ابن أبي حاتم ، رحمه الله : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن مرزوق ، حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية ، وقال : " اتقوا الله حق تقاته ، فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا ، لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه ؟ " .

ورواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث شعبة ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

( فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ) يقول تعالى ذكره: فإن هؤلاء المشركين الذين جعل الله هذه الشجرة لهم فتنة، لآكلون من هذه الشجرة التي هي شجرة الزقوم، فمالئون من زقومها بطونهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[66] ﴿فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾ جوع أهل النار شديد، لذا يفزعون في إزالته بتناول أي شيء أمامهم ولو كان شجر الزقوم، أو أن زبانية النار يُكرِهونهم على الأكل من تلك الشجرة؛ تكميلًا لعذابهم.
وقفة
[66] ﴿فَإِنَّهُم لَآكِلونَ مِنها فَمالِئونَ مِنهَا البُطونَ﴾ عند الشعور بالجوع الشديد تأكل ما تصل إليه يدك، أيا كان نوعه حتى ولو كان خبزًا يابسًا وفقط، والبعض سيملأ بطنه بسبب الجوع من هذه الشجرة فى جهنم، يا رب سلم.

الإعراب :

  • ﴿ فَإِنَّهُمْ:
  • الفاء استئنافية او سببية لان أكلهم منها بسبب الجوع الشديد. ان:حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان».
  • ﴿ لَآكِلُونَ:
  • اللام لام التوكيد-المزحلقة-.آكلون: خبر «ان» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.
  • ﴿ مِنْها:
  • جار ومجرور متعلق بآكلون. اي من الشجرة اي من طلعها او «من» تبعيضية وحذف مفعول اسم الفاعل «آكلون» لان «من» التبعيضية دالة عليه.
  • ﴿ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ:
  • معطوفة بالفاء على «آكلون منها» وتعرب اعرابها. البطون: مفعول به لاسم الفاعل «مالئون» منصوب بالفتحة اي يملأون بطونهم منها لما يغلبهم من الجوع الشديد او يقسرون على أكلها وان كرهوها ليعذبوا.'

المتشابهات :

الصافات: 66﴿فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
الواقعة: 53﴿ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ أصلَ هذه الشجرة وثمرها؛ ذكَرَ هنا أنَّ أهل النار يَملَؤونَ بُطونَهم مِن الشَجَرةِ، قال تعالى:
﴿ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [67] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا ..

التفسير :

[67] . ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شراباً خليطاً قبيحاً حارّاً

ثم ذكر شرابهم فقال:{ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا} أي:على أثر هذا الطعام{ لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} أي:ماء حارا، قد انتهى، كما قال تعالى:{ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} وكما قال تعالى:{ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}

ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها أى: على ما يأكلونه منها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ أى: لشرابا مخلوطا بماء شديد الحرارة يقطع الأحشاء، كما قال- تعالى-: وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ.

فالشوب: الخلط يقال: شاب فلان طعامه، إذا خلطه بغيره.

والحميم: الماء الذي بلغ الغاية في الحرارة. فطعامهم- والعياذ بالله- قد اجتمع فيه مرارة الزقوم وحرارة الماء وهذا أشنع ما يكون عليه الطعام.

وقوله تعالى : ( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ) قال ابن عباس : يعني شرب الحميم على الزقوم .

وقال في رواية عنه : ( شوبا من حميم ) مزجا من حميم .

وقال غيره : يعني يمزج لهم الحميم بصديد وغساق ، مما يسيل من فروجهم وعيونهم .

وقال ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، أخبرني عبيد بن بسر عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول : " يقرب - يعني إلى أهل النار - ماء فيتكرهه ، فإذا أدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه فيه . فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن رافع ، حدثنا يعقوب بن عبد الله ، عن جعفر وهارون بن عنترة ، عن سعيد بن جبير قال : إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم ، فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم [ فيها ] . فلو أن مارا يمر بهم يعرفهم لعرف وجوههم فيها ، ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل - وهو الذي قد انتهى حره - فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود ، ويصهر ما في بطونهم ، فيمشون تسيل أمعاؤهم وتتساقط جلودهم ، ثم يضربون بمقامع من حديد ، فيسقط كل عضو على حياله ، يدعون بالثبور .

القول في تأويل قوله تعالى : ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)

يقول تعالى ذكره: ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) ثم إن لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من هذه الشجرة شجرة الزقوم شَوْبا، وهو الخلط من قول العرب: شاب فلان طعامه فهو يشوبه شَوْبا وشيابا(من حميم) والحميم: الماء المحموم، وهو الذي أسخن فانتهى حره، وأصله مفعول صرف إلى فعيل.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) يقول: لَمَزْجا.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) يعني: شرب الحميم على الزَّقوم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) قال: مِزاجا من حميم.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) قال: الشَّوب: الخلط، وهو المَزْج.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) قال: حميم يُشاب لهم بغساق مما تَغْسِق أعينهم، وصديد من قيحهم ودمائهم مما يخرج من أجسادهم.

التدبر :

لمسة
[67] ﴿ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ﴾ ما فائدة (ثُمَّ) في الآية؟! قال الرازي: «فيه وجهان: الأول: أنهم يملؤون بطونهم من شجرة الزقوم، وهو حارٌّ يحرِق بطونهم، فيعظم عشطهم، ثم إنهم لا يسقون إلا بعد مدة مديدة، والغرض: تكميل التعذيب، والثاني: أنه تعالى ذكر الطعام بتلك البشاعة والكراهة، ثم وصف الشراب بما هو أبشع منه، فكان المقصود من كلمة (ثُمَّ) بيان أن حال المشروب في البشاعة أعظم من حال المأكول».

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ:
  • ثم: حرف عطف للتراخي اي للدلالة على تراخي حال الشراب عن حال الطعام. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لهم:اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بخبر «ان» المقدم.
  • ﴿ عَلَيْها لَشَوْباً:
  • جار ومجرور بمعنى على هذا الاكل من تلك الشجرة.لشوبا: اللام لام التوكيد-المزحلقة-.شوبا: اسم «ان» مؤخر منصوب بالفتحة. بمعنى: لشرابا مخلوطا اي خراجه. و «الشوب» مصدر شاب الشراب او غيره يشوبه شوبا اذا خلطه.
  • ﴿ مِنْ حَمِيمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لشوبا. بمعنى: من ماء حار يشوي وجوههم ويقطع امعاءهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ أنَّهم يَملَؤونَ بُطونَهم مِن شَجَرةِ الزَّقُّومِ، والكُفَّارُ إذا شَبِعوا اشتَدَّ عَطَشُهم، ويحتاجُونَ إلى الشَّرابِ؛ هنا وَصَفَ اللهُ شَرابَهم، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لشوبا:
1- بفتح الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها، وهى قراءة شيبان النحوي.

مدارسة الآية : [68] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ

التفسير :

[68]ثم إن مردَّهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار.

{ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ} أي:مآلهم ومقرهم [ومأواهم]{ لَإِلَى الْجَحِيمِ} ليذوقوا من عذابه الشديد، وحره العظيم، ما ليس عليه مزيد من الشقاء.

ثم بين- سبحانه- مصيرهم الدائم فقال. ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ أى: ثم إن مرجعهم ومصيرهم ومقرهم الدائم بعد كل ذلك لإلى دركات الجحيم لا إلى غيرها.

وقوله : ( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) أي : ثم إن مردهم بعد هذا الفصل لإلى نار تتأجج ، وجحيم تتوقد ، وسعير تتوهج ، فتارة في هذا وتارة في هذا ، كما قال تعالى : ( يطوفون بينها وبين حميم آن ) [ الرحمن : 44 ] . هكذا تلا قتادة هذه الآية عند هذه الآية ، وهو تفسير حسن قوي .

وقال السدي في قراءة عبد الله : " ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم " وكان عبد الله يقول : والذي نفسي بيده لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار . ثم قرأ : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) [ الفرقان : 24 ] .

وروى الثوري ، عن ميسرة ، عن المنهال بن عمرو ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال : لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء ويقيل هؤلاء . قال سفيان : أراه ، ثم قرأ : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) ، ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم " .

قلت : على هذا التفسير تكون " ثم " عاطفة لخبر على خبر .

وقوله ( ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ ) يقول تعالى ذكره: ثم إن مآبهم ومصيرهم لإلى الجحيم.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ ) فهم في عناء وعذاب من نار جهنم، وتلا هذه الآية: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ ) قال: في قراءة عبد الله: " ثم إن منقلبهم لإلى الجحيم " وكان عبد الله يقول: والذي نفسي بيده، لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يَقِيلَ أهلُ الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، ثم قال: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإلَى الْجَحِيمِ ) قال: موتهم (5) .

------------------------

الهوامش:

(5) لعله: مقرهم أو مآلهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[68] ﴿ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ﴾ قال ابن كثير: «أي ثم إن مردَّهم بعد هذا الفصل لإلى نار تتأجج وسعير تتوهج، فتارة في هذا وتارة في هذا، كما قال تعالى: ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن: 44].
تفاعل
[68] ﴿ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[68، 69] ﴿ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ﴾ وكأنه قيل: «ما الذي أوصلهم إلى هذه الدار؟»، فقال: ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ:
  • حرف عطف للتراخي. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. مرجع: اسم «ان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَإِلَى الْجَحِيمِ:
  • اللام لام التوكيد-المزحلقة-.الى الجحيم: جار ومجرور متعلق بخبر «ان».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [68] لما قبلها :     وبعد ما ذُكرَ من العذابِ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنهم بعد هذا وذاك لا مأوى لهم إلا نار جهنم، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [69] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ

التفسير :

[69] إنهم وجدوا آباءهم على الشرك والضلال،

وكأنه قيل:ما الذي أوصلهم إلى هذه الدار؟ فقال:{ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا} أي:وجدوا{ آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ{

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك الأسباب التي أدت بهم إلى هذا المصير السيئ فقال- تعالى-: إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ.

وقوله: أَلْفَوْا من الإلف للشيء بمعنى التعود عليه بعد وجوده وحصوله.

وقوله: يُهْرَعُونَ من الإهراع بمعنى الإسراع الشديد، أو الإسراع الذي تصحبه رعدة وفزع، يقال: هرع وأهرع- بالبناء للمجهول فيهما- إذا استحث وأزعج، ويقال:

فلان يهرع- بضم الياء- إذا جاء مسرعا في غضب أو ضعف أو خوف.

أى: إن ما أصاب هؤلاء الكافرين من عذاب أليم، سببه أنهم وجدوا آباءهم مقيمين على الضلال، فاقتدوا بهم اقتداء أعمى، وساروا خلفهم وعلى آثارهم بسرعة وبغير تدبر أو تعقل، كما يسير الأعمى خلف من يذهب به إلى طريق هلاكه.

فالآيتان الكريمتان توبيخ شديد لهؤلاء الكافرين، لأنهم لم يكتفوا بتقليد آبائهم في الضلال، بل أسرعوا إلى ذلك إسراعا لا تمهل معه ولا تدبر.

وقوله : ( إنهم ألفوا آباءهم ضالين ) أي : إنما جازيناهم بذلك لأنهم وجدوا آباءهم على الضلالة فاتبعوهم فيها بمجرد ذلك ، من غير دليل ولا برهان ; ولهذا قال :

وقوله ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ) يقول: إن هؤلاء المشركين الذين إذا قيل لهم: قولوا لا إله إلا الله يستكبرون، وجدوا آباءهم ضلالا عن قصد السبيل، غير سالكين مَحَجَّة الحق.

التدبر :

وقفة
[69] ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ﴾ فيه فائدة: إطلاق لفظ الآباء على الأجداد، كما قال الله لنا عن إبراهيم عليه السلام ﴿مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ﴾ [الحج: 78].
وقفة
[69] ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ﴾ إنما جازيناهم بذلك؛ لأنهم وجدوا آباءهم على ضلالة فاتبعوهم فيها بمجرد ذلك، من غير دليل ولا برهان.
وقفة
[69] ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ﴾ يجب إنكار المنكر في أوله وعدم السكوت عليه؛ كي لا يتحول إلى عادة متبعة ومألوفة.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان».الفوا: فعل ماض مبني على الفتح او الضم المقدر للتعذر على الالف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. والجملة «ألفوا» مع مفعوليها في محل رفع خبر «ان» بمعنى: وجدوا.
  • ﴿ آباءَهُمْ ضالِّينَ:
  • مفعولا «ألفوا» منصوبان وعلامة نصب الاول الفتحة وعلامة نصب الثاني الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [69] لما قبلها :     ولَمَّا أخبَرَ اللهُ عن عذابِهم؛ بَيَّنَ هنا الأسبابَ التى أدت بهم إلى هذا المصير السيئ، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [70] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ

التفسير :

[70]فسارعوا إلى متابعتهم على ذلك.

{هُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} أي:يسرعون في الضلال، فلم يلتفتوا إلى ما دعتهم إليه الرسل، ولا إلى ما حذرتهم عنه الكتب، ولا إلى أقوال الناصحين، بل عارضوهم بأن قالوا:{ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك الأسباب التي أدت بهم إلى هذا المصير السيئ فقال- تعالى-: إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ.

وقوله: يُهْرَعُونَ من الإهراع بمعنى الإسراع الشديد، أو الإسراع الذي تصحبه رعدة وفزع، يقال: هرع وأهرع- بالبناء للمجهول فيهما- إذا استحث وأزعج، ويقال:

فلان يهرع- بضم الياء- إذا جاء مسرعا في غضب أو ضعف أو خوف.

أى: إن ما أصاب هؤلاء الكافرين من عذاب أليم، سببه أنهم وجدوا آباءهم مقيمين على الضلال، فاقتدوا بهم اقتداء أعمى، وساروا خلفهم وعلى آثارهم بسرعة وبغير تدبر أو تعقل، كما يسير الأعمى خلف من يذهب به إلى طريق هلاكه.

فالآيتان الكريمتان توبيخ شديد لهؤلاء الكافرين، لأنهم لم يكتفوا بتقليد آبائهم في الضلال، بل أسرعوا إلى ذلك إسراعا لا تمهل معه ولا تدبر.

( فهم على آثارهم يهرعون ) قال مجاهد : شبيهة بالهرولة . وقال سعيد بن جبير : يسفهون .

( فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ) يقول: فهؤلاء يُسْرع بهم في طريقهم، ليقتفوا آثارهم وسنتهم; يقال منه: أهرع فلان: إذا سار سيرا حثيثا فيه شبه بالرعدة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ )أي وجدوا آباءهم.

حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (إنهم ألفوا آباءهم) : أي وجدوا آباءهم.

وبنحو الذي قلنا في يهرعون أيضا، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ) قال: كهيئة الهرْولَة.

حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ) : أي يُسرعون إسراعا في ذلك.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( يُهْرَعُونَ ) قال: يُسْرِعون.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فى قوله يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ قال: يستعجلون إليه

التدبر :

وقفة
[70] ﴿فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ﴾ العامي فرضه التقليد، وصاحب العالم فرضه الاجتهاد، وهذا هو الرأي الوسط في مسألة الاجتهاد والتقليد.

الإعراب :

  • ﴿ فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ:
  • الفاء سببية. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.على آثار: جار ومجرور متعلق بالخبر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. اي يترسمون خطى آبائهم.
  • ﴿ يُهْرَعُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى: يسرعون. وماضيه: أهرع.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [70] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ أنَّهم وجدوا آباءهم مقيمين على الضلال بَيَّنَ هنا أنهم ساروا خلفهم بسرعة وبغير نظر أو تعقل، كما يسير الأعمى خلف من يذهب به إلى طريق هلاكه، قال تعالى:
﴿ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [71] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ

التفسير :

[71] ولقد ضلَّ عن الحق قبل قومك -أيها الرسول- أكثر الأمم السابقة.

{ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ} أي:قبل هؤلاء المخاطبين{ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ} وقليل منهم آمن واهتدى.

ثم بين- سبحانه- أحوال السابقين عليهم فقال: وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ.

أى: ولقد ضل قبل هؤلاء الظالمين من قومك- أيها الرسول الكريم- أكثر الأقوام السابقين الذين أرسلنا إليهم رسلنا لهدايتهم.

وفي التعبير بقوله: أَكْثَرُ إنصاف ومدح للقلة المؤمنة التي اتبعت الحق.

يخبر تعالى عن الأمم الماضية أن أكثرهم كانوا ضالين يجعلون مع الله آلهة أخرى .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ (71)

يقول تعالى ذكره: ولقد ضل يا محمد عن قصد السبيل ومَحجة الحق قبل مشركي قومك من قريش أكثر الأمم الخالية من قبلهم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[71] ﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ﴾ ووصف الذين ضلُّوا قبلهم بأنهم (أكثر الأولين) لئلا يَغترُّ ضعفاء العقول بكثرة المشركين ولا يعتزُّوا بها، ليعلموا أن كثرة العدد لا تبرِّر ضلال الضالِّين ولا خطأ المخطئين، فإذا عرضت لإِحداهما كثرة أو قلة؛ فلا تكونان فتنة لقصار الأنظار وضعفاء التفكير؛ قال تعالى: ﴿قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ﴾ [المائدة: 100].
وقفة
[71] ﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ﴾ هنيئًا للقلة التي اهتدت على هذا المدح الإلهي الخالد في صفحات القرآن.
وقفة
[71] ﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ﴾ الزم الحق، وكن على المنهج الصحيح، ولو كنت وحدك.
عمل
[71] ﴿وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ﴾ لا تغتروا بكثرة المنحرفين، فكثرة أعدادهم لا تبرر ضلال الضالين، ولا خطأ المخطئين، ولكنها فتنة لقصار النظر وضعاف الإيمان.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ ضَلَّ:
  • الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق.ضل: فعل ماض مبني على الفتح.
  • ﴿ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ:
  • ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بضل وهو مضاف. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. اكثر:فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف.
  • ﴿ الْأَوَّلِينَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [71] لما قبلها :     وبعد أن ذكَرَ اللهُ أنَّ المشركين يُهرَعون على آثارِ آبائِهم الأوَّلِينَ دونَ نظَرٍ ولا تَدَبُّرٍ؛ ذكرَ هنا ما يوجِبُ التَّسليةِ لرَسولِه على كفرِهم وتكذيبِهم، فقد ضلَّ عن الحق قبل هؤلاء أكثر الأمم السابقة، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [72] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ

التفسير :

[72] ولقد أرسلنا في تلك الأمم مرسلين أنذروهم بالعذاب فكفروا.

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ} ينذرونهم عن غيهم وضلالهم.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ أى: ولقد أرسلنا في هؤلاء الأقوام السابقين أنبياء كثيرين ينذرونهم ويخوفونهم من عاقبة الكفر والشرك، ولكن أكثر هؤلاء الأقوام لم يستجيبوا للحق.

وذكر تعالى أنه أرسل فيهم منذرين ، ينذرون بأس الله ، ويحذرونهم سطوته ونقمته ، ممن كفر به وعبد غيره ، وأنهم تمادوا على مخالفة رسلهم وتكذيبهم . فأهلك المكذبين ودمرهم ، ونجى المؤمنين ونصرهم وظفرهم ، ولهذا قال : ( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين . إلا عباد الله المخلصين )

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ ) يقول: ولقد أرسلنا في الأمم التي خلت من قبل أمتك، ومن قبل قومك المكذبيك منذرين تنذرهم بأسنا على كفرهم بنا، فكذبوهم ولم يقبلوا منهم نصائحهم، فأحللنا بهم بأسنا وعقوبتنا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[72] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ﴾ من لم تبلغه الرسالة والإنذار فلم تقم عليه الحُجَّة؛ لذا يمتحِنه الله في الآخرة، فإن أطاع دخل الجنة، وإن عصى دخل النار.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا:
  • اعربت. ارسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ فِيهِمْ مُنْذِرِينَ:
  • حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بفي. والجار والمجرور متعلق بأرسلنا. منذرين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [72] لما قبلها :     ولَمَّا كان ربما ظن أحدٌ أن ذلك لعدم إرسال الرسل إليهم؛ نفى اللهُ ذلك هنا، فقال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [73] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ

التفسير :

[73] فتأمَّل كيف كانت نهاية تلك الأمم التي أُنذرت، فكفرت؟ فقد عُذِّبت، وصارت للناس عبرة.

{ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} كانت عاقبتهم الهلاك، والخزي، والفضيحة، فليحذر هؤلاء أن يستمروا على ضلالهم، فيصيبهم مثل ما أصابهم.

فَانْظُرْ- أيها الرسول الكريم- كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ أى: فانظر وتأمل كيف كانت عاقبة هؤلاء الذين أنذروا فلم يستجيبوا للحق، لقد كانت عاقبتهم أن دمرناهم تدميرا

وذكر تعالى أنه أرسل فيهم منذرين ، ينذرون بأس الله ، ويحذرونهم سطوته ونقمته ، ممن كفر به وعبد غيره ، وأنهم تمادوا على مخالفة رسلهم وتكذيبهم . فأهلك المكذبين ودمرهم ، ونجى المؤمنين ونصرهم وظفرهم ، ولهذا قال : ( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين . إلا عباد الله المخلصين )

( فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ) يقول: فتأمل وتبين كيف كان غِبُّ أمر الذين أنذرتهم أنبياؤنا، وإلام صار أمرهم، وما الذي أعقبهم كفرهم بالله، ألم نهلكهم فنصيرهم للعباد عبرة ولمن بعدهم عظة؟.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[73] ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ﴾ النظر نوعان: بصري: بالنظر إلى آثار هلاكهم في الدنيا، وقلبي: بالنظر إلى عاقبتهم في الآخرة.
وقفة
[73] ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ﴾ قال الألوسي: «والخطاب إما لسيد المخاطبين ﷺ، أو لكل من يتأتى منه مشاهدة آثارهم».

الإعراب :

  • ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثالثة والسبعين من سورة يونس وفي سور عديدة.'

المتشابهات :

يونس: 73﴿وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ
الصافات: 73﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [73] لما قبلها :     ولَمَّا كانت عاقبةُ الأمم المكذبة الهلاك؛ جاء هنا التحذيرُ لمشركي مكة أن يستمروا على كفرهم، فيصيبهم مثل ما أصابهم، وقد سمعت قريش بأنباء قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم، قال تعالى:
﴿ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [74] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

التفسير :

[74] إلا عباد الله الذين أخلصهم الله، وخصَّهم برحمته لإخلاصهم له.

ولما كان المنذرون ليسواكلهم ضالين، بل منهم من آمن وأخلص الدين للّه، استثناه اللّه من الهلاك فقال:{ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} أي:الذين أخلصهم اللّه، وخصهم برحمته لإخلاصهم، فإن عواقبهم صارت حميدة.

ثم ذكر أنموذجا من عواقب الأمم المكذبين فقال:

إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أى: دمرنا هؤلاء الأقوام إلا عبادنا الذين أخلصوا لنا العبادة والطاعة فقد أنجيناهم بفضلنا ورحمتنا.

ثم ذكر- سبحانه- بعد ذلك قصص بعض الأنبياء السابقين مع أقوامهم لتثبيت فؤاد النبي صلّى الله عليه وسلم وتسليته عما أصابه من قومه، وابتدأ تلك القصص ببيان جانب من قصة نوح- عليه السلام- مع قومه فقال- تعالى-:

وذكر تعالى أنه أرسل فيهم منذرين ، ينذرون بأس الله ، ويحذرونهم سطوته ونقمته ، ممن كفر به وعبد غيره ، وأنهم تمادوا على مخالفة رسلهم وتكذيبهم . فأهلك المكذبين ودمرهم ، ونجى المؤمنين ونصرهم وظفرهم ، ولهذا قال : ( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين . إلا عباد الله المخلصين )

وقوله ( إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) يقول تعالى: فانظر كيف كان عاقبة المنذَرين، إلا عباد الله الذين أخلصناهم للإيمان بالله وبرسله; واستثنى عباد الله من المنذَرين، لأن معنى الكلام: فانظر كيف أهلكنا المنذَرين إلا عباد الله المؤمنين، فلذلك حسن استثناؤهم منهم.

وبنحو الذي قلنا في قوله ( إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) قال: الذين استخلصهم الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[74] ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ من الذي أخلصهم لطاعته وهدايته؟ إنه الله رب العالمين، ولولا الله لهلكوا مع الهالكين.
وقفة
[74] ﴿إِلّا عِبادَ اللَّهِ المُخلَصينَ﴾ كُلنا عبادُ الله، ولكن مَن مِنا المخلَصين الذين سينالون هذا الإستثناء؟

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الأربعين.'

المتشابهات :

الصافات: 169﴿ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 40﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 74﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 128﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 160﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [74] لما قبلها :     ولَمَّا كان المُنذَرونَ لَيسُوا كُلُّهم ضالِّينَ، بل مِنهم مَنْ آمَنَ وأخلَصَ الدِّينَ لله؛ استثناه اللهُ هنا مِن الهلاكِ، قال تعالى:
﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [75] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ

التفسير :

[75] ولقد نادانا نبينا نوح؛ لننصره على قومه، فلنعم المجيبون له نحن.

يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام، أول الرسل، أنه لما دعا قومه إلى اللّه، تلك المدة الطويلة فلم يزدهم دعاؤه، إلا فرارا، أنه نادى ربه فقال:{ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} الآية.

وقصة نوح- عليه السلام- قد وردت في القرآن الكريم في سور متعددة منها: سورة الأعراف، وسورة هود، وسورة نوح، وسورة المؤمنون.

وهنا يحدثنا القرآن عن جانب من النعم التي أنعم بها الله- تعالى- على نبيه نوح- عليه السلام- حيث أجاب له دعاءه، ونجاه وأهله من الكرب العظيم وأهلك أعداءه المكذبين.

واللام في قوله: وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ ... واقعة في جواب قسم محذوف والمراد بالنداء الدعاء الذي تضرع به نوح- عليه السلام- وطلب منا أن ننصره على قومه الكافرين فاستجبنا له أحسن إجابة، ونعم المجيبون نحن، فقد أهلكنا أعداءه بالطوفان.

أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: كان النبي- صلّى الله عليه وسلم- إذا صلّى في بيتي فمر بهذه الآية، قال: «صدقت ربنا، أنت أقرب من دعى، وأقرب من بغى- أى طلب لإجابة الدعاء- فنعم المدعو أنت، ونعم المعطى أنت. ونعم المسئول أنت ربنا ونعم النصير» .

لما ذكر تعالى عن أكثر الأولين أنهم ضلوا عن سبيل النجاة ، شرع يبين ذلك مفصلا فذكر نوحا - عليه السلام - وما لقي من قومه من التكذيب ، وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول المدة ، [ فإنه ] لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، فلما طال عليه ذلك واشتد عليه تكذيبهم ، وكلما دعاهم ازدادوا نفرة ، فدعى ربه أني مغلوب فانتصر ، فغضب الله لغضبه عليهم ; ولهذا قال : ( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ) أي : فلنعم المجيبون له .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)

يقول تعالى ذكره: لقد نادانا نوح بمسألته إيانا هلاك قومه، فقال: رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا ...إلى قوله رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا وقوله ( فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ) يقول: فلنعم المجيبون كنا له إذ دعانا، فأجبنا له دعاءه، فأهلكنا قومه .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ عند حلول المصائب أعرف من تنادي، فليس الكل يسمع ويُجيب ندآءك.
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ بقدر ما تناديه تقترب من الإجابة، لا تتوقف عن نداء ربك.
عمل
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ أطلق لسانك دومًا بالدعوات، مهما كثرت أو عظمت فربك كريم قريب، نعم المجيب.
عمل
[75]‏ ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ إذا كان لك رصيد من العمل لأجل الله فناديت ربك في حوائجك فأبشر، «تَعَرَّفْ إلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» [أحمد 1/307، وقال شعيب الأرنؤوط: صحيح].
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ هو سبحانه الله محيط بأحوال عباده، لكنه يحب أن ينادوه ويظهروا الافتقار، رباه! نعم المجيب أنت.
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ «أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي» [البخاري ٧٤٠٥].
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ بقدرِ ما تناديه تقترب من الإجابةِ، لا تتوقفْ عن نداءِ ربِّك.
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ النداء قرين الإجابة، فإذا توقف الدعاء انقطعت الإجابة.
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ نعم المجيب أنت يا رباه، فليبشر بالخير العميم كل من دعاه.
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ من تنادي إذا كنت من البلاء تعاني؟ من الأعلم بك؟ من الأرحم بحالك؟ من الأقدر على كشف ضرك للوصول إلى راحة بالك؟
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ عند الشدة لن يقف إلى جوارك إلا من يحبك حقًا.
وقفة
‏[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ يا سامعًا لكل شكوى، ويا عالمًا بكل نجوى، اكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم غم، وأخرجنا من كل حزن وكرب.
عمل
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ اطرق الباب وادع الله بصدق، وستأتيك الإجابة.
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ نادِ، نادِ، نادِ، وادع بكل ما تريد وما ترجو، فالله نعم المجيب والقريب والقادر.
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ حين يحل الهم بقلبك؛ اختصر الدمع والشكوى ونادي من يجيب وينعمـ سيجعل لك من كربك مخرجًا، فقط قل: «يا رب».
وقفة
[75] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ لم يقل هنا: (نعم المنادي) ولا: (نعم النداء)! ادع الله؛ لأنه الله إن لم تكن أنت نعم الداعي، فلا تيأس؛ فإنه نعم المجيب.
عمل
[75] اعلم أنه لا مجيب إلا الله، ولا مغيث إلا هو ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾.
تفاعل
[75] ادع الله الآن مناديًا متضرعًا إليه ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾.
وقفة
[75] فى الأزمات دعك من البشر، فهم لا يستطيعون فعل شئ لا يريده الملك، أقبل إليه فهو القائل: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾.
وقفة
[75] ﴿فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ أجاب الله تعالى دعاء نوح عليه السلام بإهلاك قومه، والله نعم المقصود المجيب.
وقفة
[75] صدق الله حين وصَفَ نفسه بـ ﴿فَلِنِعْمَ المجيبون﴾ تناديه نداءً واحدًا، فيعدِّد لك وعليك الإجابات.
وقفة
[75، 76] ﴿ولقد نادانا نوح﴾ عند الكرب لا تنادي إلا ربك، فما أسرع استجابته! ﴿فلنعم المجيبون * ونجيناه وأهله من الكرب العظيم﴾.
وقفة
[75، 76] من أخصِّ صفات من يستجيب الله دعواتهم: القيام بعبادة الإحسان، ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾ جاء عقبها: ﴿إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [80].
وقفة
[75، 76] ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾ سرعة الاستجابة بعد المناجاه تحتاج قلبًا صادقًا متوكلًا متيقنًا بفرج الله.
وقفة
[75، 76] 950 سنة مجاهدة طواها نداء افتقار لله عز وجل: ﴿ولقد نادانا نوح﴾، فتحققت الإجابة: ﴿ونجيناه وأهله من الكرب العظيم﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ:
  • اعربت. نادى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. نوح: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ:
  • الفاء استئنافية. اللام واقعة في جواب قسم محذوف.نعم: فعل ماض مبني على الفتح لانشاء المدح. المجيبون: فاعل مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. والمخصوص بالمدح محذوف تقديره: فو الله لنعم المجيبون نحن. وجملة «لنعم المجيبون» جواب القسم المحذوف لا محل لها من الاعراب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [75] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ على سبيل الإجمال ضلال كثير من الأمم السالفة؛ شرع يفصل ذلك: القصَّةُ الأولى: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام لمَّا دعَا ربَّهُ، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [76] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ

التفسير :

[76] ونجيناه وأهله والمؤمنين معه مِن أذى المشركين، ومن الغرق بالطوفان العظيم.

وقال:{ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} فاستجاب اللّه له، ومدح تعالى نفسه فقال:{ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} لدعاء الداعين، وسماع تبتلهم وتضرعهم، أجابه إجابة طابق ما سأل، نجاه وأهله من الكرب العظيم، وأغرق جميع الكافرين، وأبقى نسله وذريته متسلسلين، فجميع الناس من ذرية نوح عليه السلام، وجعل له ثناء حسنا مستمرا إلى وقت الآخرين، وذلك لأنه محسن في عبادة الخالق، محسن إلى الخلق، وهذه سنته تعالى في المحسنين، أن ينشر لهم من الثناء على حسب إحسانهم.

والمراد بأهله في قوله- تعالى-: وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ الذين آمنوا معه.

أى: ونجيناه وأهله الذين آمنوا معه- بفضلنا وإحساننا- من الكرب العظيم، الذي حل بأعدائه الكافرين، حيث أغرقناهم أجمعين.

( ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ) ، وهو التكذيب والأذى ،

( وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ) يعني: أهل نوح الذين ركبوا معه السفينة. وقد ذكرناهم فيما مضى، وبيَّنا اختلاف العلماء في عددهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ) قال: أجابه الله. وقوله ( مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) يقول: من الأذى والمكروه الذي كان فيه &; 21-59 &; من الكافرين، ومن كرب الطُّوفان والغرق الذي هلك به قوم نوح.

كما حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضَّل، قال: ثنا أسباط عن السديّ، ( وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) قال: من الغرق.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[76] ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾ يصل أثر عملك لأهلك فيما ينالهم من الخيرات والسلامة من الكربات؛ بسبب ما تقدمه لدين الله.
وقفة
[76] ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾ في قصة نوح عليه السلام لم يستثنى من أهله ولده الذي غرق في الطوفان، لماذا؟ الجواب: المقام مقام امتنان، فأخبر سبحانه أنه نجا أهله وهم من آمن مِن عائلته وقومه.

الإعراب :

  • ﴿ وَنَجَّيْناهُ:
  • الواو عاطفة او سببية بمعنى: فنجيناه. نجى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَأَهْلَهُ:
  • معطوفة بالواو على ضمير الغائب في «نجيناه» منصوبة مثله وعلامة نصبها الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: فنجيناه ونجينا أهله.
  • ﴿ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ:
  • جار ومجرور متعلق بنجينا. العظيم: صفة-نعت- للكرب مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.'

المتشابهات :

الأنبياء: 76﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَـ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
الصافات: 76﴿وَ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [76] لما قبلها :     ولَمَّا دعَا نوحٌ عليه السلام ربَّهُ، وذكرَ اللهُ أنَّه نِعمَ المُجيبُ؛ بَيَّنَ هنا أنه أجاب دعاء نوح عليه السلام، ونجاه وأهله من الكرب العظيم، قال تعالى:
﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف