37184858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111

الإحصائيات

سورة الشعراء
ترتيب المصحف26ترتيب النزول47
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات227عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول17تبدأ في الجزء19
تنتهي في الجزء19عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 12/29طسم: 1/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (83) الى الآية رقم (89) عدد الآيات (7)

بعدَ أن أثنى إبراهيمُ عليه السلام على ربِّه وعدَّدَ نعمَه، أتبعَ ذلك بالدعاءِ (تقديم الثَّناءِ على الدعاءِ).

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (90) الى الآية رقم (104) عدد الآيات (15)

لمَّا ختمَ إبراهيمُ عليه السلام دعاءَه بألَّا يُخزيه اللهُ يومَ البعثِ، ناسبَه وصفُ يومِ القيامةِ وما فيه من ثوابٍ وعقابٍ، وندمِ المشركينَ وحسرتِهم، وتمني الرجوعِ للدنيا ليؤمنُوا.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (105) الى الآية رقم (111) عدد الآيات (7)

القصَّةُ الثالثةُ: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام دعا قومَه إلى اللهِ، فقالوا: كيفَ نتّبعُك وقد اتّبعَكَ الضعفاءُ والفقراءُ؟!

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الشعراء

مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان/ العناد والعقاب توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة (خطورة الإعلام)/ دعوة الأنبياء كلهم واحدة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • كما جاءت سورة الشعراء تذكر بـ::   فجاءت سورة الشعراء تذم من كفر ببلاغة القرآن منهم ولم تنفعه فصاحته، وتمدح من آمن منهم وسخّر فصاحته لخدمة الدين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الشعراء».
  • • معنى الاسم ::   الشعراء: جمعُ شاعر، وهو قائل وناظم الشعر.
  • • سبب التسمية ::   لأنها تفردت من بين سور القرآن بذكر كلمة الشعراء في آخر السورة، بينما جاءت مفردة (شاعر) في عدة سور، وبلفظ الشعر مرة واحدة في سورة يس.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   : «طسم»، و«طسم الشعراء» تسمية للسورة بمفتتحها، و«طسم المائتين».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة.
  • • علمتني السورة ::   أنه مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان.
  • • علمتني السورة ::   أن آيات القرآن واضحة الحجة بينة الدلالة: ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ولو مع الأعداء؛ هذا موسى نبي الله يعترف بخطأه لفرعون: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الشعراء من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • خُتمت كل قصة من قصص الأنبياء -بالإضافة لمقدمة السورة- بلازمة مكررة، وهي: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، تكررت 8 مرات؛ ليكون ذلك أبلغ في الاعتبار.
    • توحدت الآيات التي افتتحت بها قصة: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ (105-110)، مع تغير أسماء الأقوام ونبيهم؛ وذلك للتأكيد على وحدة دعوة الرسل.
    • ركزت السورة على فن الحوار بين الرسل الكرام وأقوامهم، فالسورة نزلت في وقت الجهر بالدعوة؛ وذلك توجيهًا وتدريبًا للصحابة والدعاة من بعدهم على كيفية الحوار مع قومهم.
    • تعتبر سورة الشعراء ثاني سورة في القرآن من حيث كثرة عدد الآيات، فعدد آياتها 227 آية، فهي تأتي بعد سورة البقرة التي عدد آياتها 286 آية، ولكن من حيث الطول فهي تأتي في المرتبة الـ 17 بسبب قصر آياتها.
    • سورة الشعراء هي أول سور (الطواسين أو الطواسيم)، وهي ثلاث سور جاءت في المصحف مرتبة: الشعراء، النمل، القصص، وسميت بذلك؛ لأنها افتتحت بالحروف المقطعة طسم (في الشعراء والقصص)، وطس (في النمل).
    • هي أول سورة -بترتيب النزول- ذكر بها كلمة (الكتاب المبين).
    • سورة الشعراء هي آخر سورة في قسم المئين.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نسخر الإعلام ليكون من وسائل الدعوة إلى الله، لا أن يستخدم في الترويج للمعاصي والفتن والفواحش.
    • أن نبحث عن أفضل الطرق التي نؤثر بها في الناس، مقتدين في ذلك بالحوار الراقي لأنبياء الله مع أقوامهم خلال السورة.
    • أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في حرصه على هداية الناس: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (3).
    • أن نعترف بالخطأ سريعًا، ولا نكابر ونبرر: ﴿قال فعلتها﴾ (20).
    • أن نتدرب على المناظرة وإقامة الحجج: ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ﴾ (30).
    • أن ندعو الله أن يغفر لنا ذنوبنا، ويثبتنا على الإيمان: ﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (51).
    • ألا نجعل اليأس يتسلل إلى قلوبنا وقلوب من معنا: ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (61، 61).
    • أن نتعلم التواضع من إبراهيم عليه السلام النبي الأواه الحليم الذي قال: ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ (83)، فلا نغتر بأعمالنا الصالحة بعد الآن.
    • أن نراقب قلوبنا، ونصلح من شأننا؛ فلن ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (88، 89).
    • ألا نفرق بين غني وفقير في الدعوة إلى الله: ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي ۖ لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (111-114).
    • أن نعلم أحد المسلمين سورة من سور القرآن الكريم، أو الوضوء، أو الصلاة ابتغاء وجه الله: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (145).
    • أن ندرس متنًا في اللغة العربية بنية تفهم كتاب الله تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ (195).
    • أن نحذر الناس من السحرة وأعمالهم: ﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ (222-223).
    • أن نحذر من الشعر الذي يضل عن الصراط المستقيم: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ...﴾ (224-227).
    • أن نحذر من ظلم الآخرين، ونتذكر سوء عاقبة الظالمين: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (227).

تمرين حفظ الصفحة : 371

371

مدارسة الآية : [84] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ..

التفسير :

[84] واجعل لي ثناء حسناً وذكراً جميلاً في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.

وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَأي:اجعل لي ثناء صدق, مستمر إلى آخر الدهر. فاستجاب الله دعاءه, فوهب له من العلم والحكم, ما كان به من أفضل المرسلين, وألحقه بإخوانه المرسلين, وجعله محبوبا مقبولا معظما مثنًى عليه, في جميع الملل, في كل الأوقات.

قال تعالى: وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ.

وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ أى: واجعل لي ذكرا حسنا، وسمعة طيبة، وأثرا كريما في الأمم الأخرى التي ستأتى من بعدي.

وقد أجاب- سبحانه- له هذه الدعوة، فجعل أثره خالدا، وجعل من ذريته الأنبياء والصالحين، وعلى رأسهم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.

وقوله : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) أي : واجعل لي ذكرا جميلا بعدي أذكر به ، ويقتدى بي في الخير ، كما قال تعالى : ( وتركنا عليه في الآخرين . سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين ) [ الصافات : 108 - 110 ] .

قال مجاهد ، وقتادة : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) يعني : الثناء الحسن . قال مجاهد : وهو كقوله تعالى : ( وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) [ العنكبوت : 27 ] ، وكقوله : ( وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) [ النحل : 122 ] .

قال ليث بن أبي سليم : كل ملة تحبه وتتولاه . وكذا قال عكرمة .

وقوله: ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ) يقول: واجعل لي في الناس ذكرًا جميلا وثناء حسنا, باقيا فيمن يجيء من القرون بعدي.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر, عن عكرمة, قوله: ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) قَوْلُهُ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا . قال: إن الله فضله بالخُلة حين اتخذه خليلا فسأل الله فقال: ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ) حتى لا تكذّبني الأمم, فأعطاه الله ذلك, فإن اليهود آمنت بموسى, وكفرت بعيسى, وإن النصارى آمنت بعيسى, وكفرت بمحمد صلى الله عليه وسلم, وكلهم يتولى إبراهيم; قالت اليهود: هو خليل الله وهو منا, فقطع الله ولايتهم منه بعد ما أقرّوا له بالنبوّة وآمنوا به, فقال: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثم ألحق ولايته بكم فقال: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ فهذا أجره الذي عجل له, وهي الحسنة, إذ يقول: وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وهو اللسان الصدق الذي سأل ربه.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ) قال: اللسان الصدق: الذكر الصدق, والثناء الصالح, والذكر الصالح في الآخرين من الناس, من الأمم.

التدبر :

وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ﴾، ﴿وقل رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق﴾ [الإسراء: 80]، ﴿إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر﴾ [القمر: 54، 55] الصدق جامع لكل خير وفضيلة.
وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ هذا من ألطف الأدعية؛ أن يترك المؤمن وراءه ذكرًا حسنًا يدوم به أجره بعد موته.
وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ ذكرت الآية: (لِسَانَ صِدْقٍ)؛ لأن بعض الألسنة تذكر غيرها وتثني عليهم لكن بلسان كذب ونفاق فلا ينتفع منه المثني والمثني عليه، وذكرت الآية: (الْآخِرِينَ) لأنه أجري للأجر وأبقي للذكر.
وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ قال الإمام مالك: «لا بأس أن يحب الرجل أن يثني عليه صالحًا ويُرى في عمل الصالحين، إذا قصد به وجه الله، وهو الثناء الصالح؛ وقد قال الله: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي﴾ [طه: 39]».
وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ الذكر الجميل قائم مقام الحياة الشريفة، بل الذكر أفضل من الحياة؛ لأن أثر الحياة لا يحصل إلا في مسكن ذلك الحي، أما أثر الذكر الجميل فإنه يحصل في كل مكان وفي كل زمان.
وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ توفيقٌ أن ترحلَ ويبقى ذكرُك الطيبُ، وألسنةٌ صادقةٌ تدعو لك.
وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ ليس شرطًا أن تسمع ذكرك الحسن في حياتك، ربما تثني عليك الأجيال القادمة.
وقفة
[84] ﴿وَاجعَل لي لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرينَ﴾ ما أطيبها من دعوة! ولا تتحقق إلا بنفس سمحة طيبة تتقى الله فى السر قبل العلن.
وقفة
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ قد تُمدح يومًا، المهم أن يكون المدح صدقًا فيك.
تفاعل
[84] ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ ادعُ الله الآن بهذا الدعاء.
وقفة
[84] قال تعالى عن إبراهيم: ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾، وقال أيضًا عنه وعن بنيه: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ [مريم: 50]، وقال لنبيه ﷺ: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح: 4]، فأتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم، وكل من خالفهم فإنه بعيد من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم.
وقفة
[84] من فضل الله على العبد أن يجعل ألسنة الخلق تذكره بخير، قال إبراهيم عليه السلام: ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾.
وقفة
[84] طيب الأثر سبب في بقاء الذكر الجميل بعد الرحيل، وأعظم ما يعين على تحصيله الدعاء، قال ابن كثير في تفسير دعاء الخليل عليه السلام: ﴿وَاجعَل لي لسانَ صدقٍ في الآخِرينَ﴾ أي: واجعل لي ذكرًا جميلًا من بعدي أُذكر به.
وقفة
[84] اعلم أنه ليس من الرياء قصد اشتهار النفس بالعلم لطلب الاقتداء، بل هو من أعظم القربات، فإنه سعي في تكثير الطاعات، وتقليل المخالفات، وكذلك قال إبراهيم عليه السلام:‏ ﴿وَاجعَل لي لسانَ صدقٍ في الآخِرينَ﴾، ‏قال العلماء: «معناه يقتدي بي من بعدي».
عمل
[84] أينما توقفت سفينة حياتك اترك أثرًا نافعًا وامضِ وشعارك: ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾.
وقفة
[84] ﴿لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾: هو الثناء، وخلد المكانة بإجماع من المفسرين.

الإعراب :

  • ﴿ وَاِجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. صدق: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. و لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ» بمعنى: حسن صيت وسمعة او وحسن ذكرى بين الناس: واصلها: في الناس الآخرين. فحذف الموصوف وحلت الصفة محله.'

المتشابهات :

مريم: 50﴿وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
الشعراء: 84﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [84] لما قبلها :     3- اجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلًا، قال:
﴿ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [85] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ

التفسير :

[85] واجعلني من عبادك الذين تورثهم نعيم الجنة.

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِأي:من أهل الجنة, التي يورثهم الله إياها، فأجاب الله دعاءه, فرفع منزلته في جنات النعيم.

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ أى: واجعلنى في الآخرة عند ما ألقاك- يا ربي- للحساب، من عبادك الذين أكرمتهم بدخول جنتك وبوراثتها فضلا منك وكرما.

وقوله تعالى: "واجعلني من ورثة جنة النعيم" أي أنعم علي في الدنيا ببقاء الذكر الجميل بعدي وفي الآخرة بأن تجعلني من ورثة جنة النعيم.

يعني إبراهيم صلوات الله عليه بقوله: ( وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ) أورثني يا ربّ من منازل من هلك من أعدائك المشركين بك من الجنة, وأسكني ذلك.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[85] ﴿وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ الجنة هبة الرحمن لأهل الإيمان، وهي تفضل منه سبحانه، وليست مقابل عملهم، ولذا سماها ميراثًا كما يصل الميراث لأهله دون تعب منهم، وهذا تصديق قوله صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ»، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلاَ أَنَا، إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِىَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ». [مسلم 2818].
وقفة
[85] ﴿وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ الجنة إرث؛ فخذ نصيبًا لك منها.
تفاعل
[85] ﴿وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ ادعُ الله الآن بهذا الدعاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَاِجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة السابقة. النون في اِجْعَلْنِي» للوقاية. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به. من ورثة: جار ومجرور بمقام المفعول الثاني لاجعل. جنة: مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف. النعيم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [85] لما قبلها :     4- اجعلني من عبادك الذين تورثهم نعيم الجنة، قال :
﴿ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [86] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ ..

التفسير :

[86] هذا دعاء من إبراهيم -عليه السلام- أن ينقذ الله أباه من الضلال إلى الهدى، فيغفر له ويتجاوز عنه، كما وعد إبراهيم أباه بالدعاء له، فلما تبيَّن له أنه مستمر في الكفر والشرك إلى أن يموت تبرأ منه.

وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَوهذا الدعاء, بسبب الوعد الذي قال لأبيه: سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّاقال تعالى: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ.

وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ عن طريق الحق، فإنى قد وعدته بأن استغفر له عندك- يا إلهى-.

قال ابن كثير: وهذا مما رجع عنه إبراهيم- عليه السلام- كما قال- تعالى-:

وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ، إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ .

وقد قطع- تعالى- الإلحاق في استغفاره لأبيه، فقال: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ: إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، كَفَرْنا بِكُمْ، وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ، إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ...

وقوله : ( واغفر لأبي إنه كان من الضالين ) كقوله : ( ربنا اغفر لي ولوالدي ) [ إبراهيم : 41 ] ، وهذا مما رجع عنه إبراهيم ، عليه السلام ، كما قال تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) [ التوبة : 114 ] . وقد قطع [ الله ] تعالى الإلحاق في استغفاره لأبيه ، فقال : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ) [ الممتحنة : 4 ] .

( وَاغْفِرْ لأبِي ) يقول: واصفح لأبي عن شركه بك, ولا تعاقبه عليه ( إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ) يقول: إنه كان ممن ضل عن سبيل الهدى, فكفر بك.

وقد بيَّنا المعنى الذي من أجله استغفر إبراهيم لأبيه صلوات الله عليه, واختلاف أهل العلم في ذلك, والصواب عندنا من القول فيه فيما مضى, بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[86] ﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ﴾ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t: عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَرَى أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ الْغَبَرَةُ وَالْقَتَرَةُ» [البخاري 4768].
تفاعل
[86] ﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ﴾ ادع لوالديك بالمغفرة والرحمة.

الإعراب :

  • ﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي:
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. والياء في لِأَبِي» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِنَّهُ كانَ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل بمعنى التعليل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب اسم «إن».والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر «ان» أي كانَ» مع اسمها وخبرها. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو في محل رفع.
  • ﴿ مِنَ الضّالِّينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر كانَ» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [86] لما قبلها :     5- اغفر لأبي (كان ذلك قبل أن يتبين له أنَّه من أصحاب الجحيم)، قال :
﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [87] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ

التفسير :

[87] ولا تُلْحق بي الذل، يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء،

وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَأي:بالتوبيخ على بعض الذنوب, والعقوبة عليها والفضيحة، بل أسعدني في ذلك اليوم .

وَلا تُخْزِنِي أى: ولا تفضحني يَوْمَ يُبْعَثُونَ أى: يوم تبعث عبادك في الآخرة للحساب، بل استرني واجبرني وتجاوز عن تقصيرى.

وقوله : ( ولا تخزني يوم يبعثون ) أي : أجرني من الخزي يوم القيامة و [ يوم ] يبعث الخلائق أولهم وآخرهم .

قال البخاري في قوله : ( ولا تخزني يوم يبعثون ) وقال إبراهيم بن طهمان ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة " .

حدثنا إسماعيل ، حدثنا أخي ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يلقى إبراهيم أباه ، فيقول : يا رب ، إنك وعدتني أنك لا تخزيني يوم يبعثون . فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين " .

هكذا رواه عند هذه الآية . وفي أحاديث الأنبياء بهذا الإسناد بعينه منفردا به ، ولفظه : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة ، وعلى وجه آزر قترة وغبرة ، فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك : لا تعصني فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك . فيقول إبراهيم : يا رب ، إنك وعدتني ألا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى : إني حرمت الجنة على الكافرين . ثم يقال : يا إبراهيم ، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذبح متلطخ ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار .

وقال أبو عبد الرحمن النسائي في التفسير من سننه الكبير قوله : ( ولا تخزني يوم يبعثون ) : أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن إبراهيم رأى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة ، وقال له : قد نهيتك عن هذا فعصيتني . قال : لكني اليوم لا أعصيك واحدة . قال : يا رب ، وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فإن أخزيت أباه فقد أخزيت الأبعد . قال : يا إبراهيم ، إني حرمتها على الكافرين . فأخذ منه ، قال : يا إبراهيم ، أين أبوك؟ قال : أنت أخذته مني . قال : انظر أسفل منك . فنظر فإذا ذيخ يتمرغ في نتنه ، فأخذ بقوائمه فألقي في النار .

هذا إسناد غريب ، وفيه نكارة .

والذيخ : هو الذكر من الضباع ، كأنه حول آزر إلى صورة ذيخ متلطخ بعذرته ، فيلقى في النار كذلك .

وقد رواه البزار من حديث حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه غرابة . ورواه أيضا من حديث قتادة ، عن جعفر بن عبد الغافر ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .

وقوله: ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ) يقول: ولا تذلني بعقابك إياي يوم تبعث عبادك من قبورهم لموقف القيامة.

التدبر :

وقفة
[87] ﴿وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾ من منا يضمن أنه سيبقى عزيزًا يوم القيامة؟! فيا رب لا تخزنا يوم نلقاك.
وقفة
[87] ﴿وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾ النار هي العار الحقيقي، وسبب النار: الأوزار، فالأوزار هي ما ينبغي أن تهرب من خزيه وعاره اليوم.
تفاعل
[87] ﴿وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾ استعذ بالله الآن من خزي يوم القيامة.
عمل
[87] إن أذنبت ذنبًا فلا تُخبر به أحدًا، فالناسُ تفضح والله يستر ويغفر؛ ومن دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾.
وقفة
[87] من تعظيم الله عدم الاغترار بالطاعة ولو كثرت، وعدم احتقار المعصية ولو قلَّت، فإبراهيم يطلب ستر ربه وهو إمام الحنفاء ﴿ولَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾.
وقفة
[87] ليس الفخر أن تنال لقبًا أو تتوج بمنصب أو تتصدر مجلسًا، ولكن الفخر أن تنادي ملائكة السماء أهل الأرض أن الله يحب فلانًا فأحبوه ﴿ولا تخزني يوم يبعثون﴾.
وقفة
[87-89] لا نجاة إلا بقلب سليم، لا شرك فيه، ولا بدعة، ولا غل، ولا حسد، قال الخليل: ﴿ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا تُخْزِنِي:
  • الواو عاطفة. لا: حرف دعاء بصيغة نهي وهو حرف جازم. تخزني: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف آخره-حرف العلة-.والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. النون للوقاية. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ يَوْمَ يُبْعَثُونَ:
  • مفعول فيه-ظرف زمان-متعلق بلا تخزني. وهو منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. يبعثون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية يُبْعَثُونَ» في محل جر بالاضافة. بمعنى: يوم يبعث الاحياء اي الضالون وانا فيهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [87] لما قبلها :     6- لا تفضحني بالعذاب يوم يبعث الناس للحساب، قال :
﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [88] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا ..

التفسير :

[88] يوم لا ينفع المال والبنون أحداً من العباد،

لا يَنْفَعُفيهمَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍفهذا الذي ينفعه عندك وهذا الذي ينجو به من العقاب ويستحق جزيل الثواب

يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ من أحد لديك.

وقوله : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ) أي : لا يقي المرء من عذاب الله ماله ، ولو افتدى بملء الأرض ذهبا : ( ولا بنون ) ولو افتدى بمن في الأرض جميعا ، ولا ينفع يومئذ إلا الإيمان بالله ، وإخلاص الدين له ، والتبري من الشرك; ولهذا قال : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) أي : سالم من الدنس والشرك .

قال محمد بن سيرين : القلب السليم أن يعلم أن الله حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور .

( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ) يقول: لا تخزني يوم لا ينفع من كفر بك وعصاك في الدنيا مال كان له في الدنيا, ولا بنوه الذين كانوا له فيها, فيدفع ذلك عنه عقاب الله إذا عاقبه, ولا ينجيه منه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[88] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾ هذه العملات غير متداولة غدًا في سوق الآخرة، العملة الوحيدة التي يعتد بها هنالك: العمل الصالح.
وقفة
[88، 89] لا ينجو غدًا إلا من لقي الله بقلب سليم، ليس فيه سواه، قال ﷻ: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ المال لا ينفع إلا من أنفقه في طاعة الله.
عمل
[88، 89] راقب قلبك، وأصلح من شأنه؛ فلن ينجو إلا من أتى الله بقلب سليم ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] من حافظ على سلامة قلبه فقد فاز بأحسن ما ينفعه عند لقاء الله ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] بسلامة القلب تنال السعادة الأخروية ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] من دروس التوحيد الغائبة في كثير من الدروس الاعتقادية: ربطها بأعمال القلوب للنجاح في الآخرة ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ سلامة القلب من الحسد والحقد والغلّ من أسباب النجاة يوم القيامة.
وقفة
[88، 89] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ معيار المفاضلة حينذاك.
عمل
[88، 89] سلامة القلب سبيل للنجاة يوم القيامة، فأكثر من الدعاء ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ القلب السليم الخالص المخلص لله هو فقط الذي ينفع يوم القيامة.
عمل
[88، 89] لا تشغل نفسك بما يقول الناس فيك مدحًا أو ذمًا، ولكن أعط اهتمامك لسلامة قلبك وعملك استعدادًا لـ: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[88، 89] القلب هو الوقود الحقيقي لعمل الجوارح، وسلامته هو النجاة والفلاح ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
عمل
[88، 89] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ ‏اجتهد أن لا تغادر الدنيا إلا بقلبٍ سليم، لا يعرف الكره ولا الحقد ولا العداوات.
وقفة
[88، 89] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، فينفعه مالُه الذي أنفقه في الخير، وولدُه الصَالح بدعائه، كما في قوله صَلى الله عَليه وسَلم: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» [مسلم 1631].
وقفة
[88، 89] ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ ما هو القلب السَّليم؟ وكيف يصلُ المُؤمن إلى أن يكون قلبُهُ سليمًا؛ كي يكون مِمَّن نجا يوم القيامة؟ الجواب: هو القلب السليم الخالص من الغل والحقد والحسد وشوائب البدع والشهوات والشُّبهات، فضلًا عن الشرك بأقسامه.

الإعراب :

  • ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ:
  • يوم: بدل من يَوْمَ» الاولى في الآية السابقة. لا: نافية لا عمل لها. ينفع: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
  • ﴿ مالٌ وَلا:
  • فاعل مرفوع بالضمة. وجملة لا يَنْفَعُ مالٌ» في محل جر بالاضافة. الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد النفي.
  • ﴿ بَنُونَ:
  • معطوفة على مالٌ» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لانها ملحقة بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد. اي لا ينفعهم مال ولا أولاد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [88] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ إبراهيمُ عليه السلام يومَ القيامة؛ بَيَّنَ هنا أن في هذا اليوم لا ينفع مال ولا ولد، فقال:
﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [89] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ ..

التفسير :

[89] إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة.

لا يَنْفَعُفيهمَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍفهذا الذي ينفعه عندك وهذا الذي ينجو به من العقاب ويستحق جزيل الثواب

والقلب السليم معناه الذي سلم من الشرك والشك ومحبة الشر والإصرار على البدعة والذنوب ويلزم من سلامته مما ذكر اتصافه بأضدادها من الإخلاص والعلم واليقين ومحبة الخير وتزيينه في قلبه وأن تكون إرادته ومحبته تابعة لمحبة الله وهواه تابعا لما جاء عن الله

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ أى: واسترني- يا إلهى- ولا تفضحني يوم القيامة، يوم لا ينتفع الناس بشيء من أموالهم ولا من أولادهم، ولكنهم ينتفعون بإخلاص قلوبهم

لعبادتك. وبسلامتها من كل شرك أو نفاق، وبصيانتها من الشهوات المرذولة. والأفعال القبيحة.

وهكذا نرى في قصة إبراهيم: الشجاعة في النطق بكلمة الحق، حيث جابه قومه وأباه ببطلان عبادتهم للأصنام.

ونرى الحجة الدامغة التي جعلت قومه لا يجدون عذرا يعتذرون به عن عبادة الأصنام سوى قولهم: وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ.

ونرى الثناء الحسن الجميل منه على ربه- عز وجل-: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ. وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ.

ونرى الدعاء الخاشع الخالص الذي يتضرع به إلى خالقه- عز وجل-، لكي يرزقه العلم والعمل، وبأن يحشره مع الصالحين، وأن يجعل له أثرا طيبا بعد وفاته بين الأمم الأخرى، وبأن يجعله من الوارثين لجنة النعيم، وبأن يستره بستره الجميل يوم القيامة، يوم لا ينفع الناس شيء سوى إخلاص قلوبهم وعملهم الصالح، وهي دعوات يرى المتأمل فيها شدة خوف إبراهيم- وهو الحليم الأواه المنيب- من أهوال يوم الحساب.

نسأل الله- تعالى- بفضله وكرمه، أن يجنبنا إياها، وأن يسترنا بستره الجميل.

ثم يبين- سبحانه- بعد ذلك مشهدا من مشاهد يوم القيامة، ويحكى أقوال الغاوين وحسراتهم.. فيقول:

ولهذا قال : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) أي : سالم من الدنس والشرك .

قال محمد بن سيرين : القلب السليم أن يعلم أن الله حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور .

وقال ابن عباس : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) حيي يشهد أن لا إله إلا الله .

وقال مجاهد ، والحسن ، وغيرهما : ( بقلب سليم ) يعني : من الشرك .

وقال سعيد بن المسيب : القلب السليم : هو القلب الصحيح ، وهو قلب المؤمن; لأن قلب [ الكافر و ] المنافق مريض ، قال الله : ( في قلوبهم مرض ) [ البقرة : 10 ] .

وقال أبو عثمان النيسابوري : هو القلب الخالي من البدعة ، المطمئن إلى السنة .

وقوله: ( إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) يقول: ولا تخزني يوم يبعثون, يوم لا ينفع إلا القلب السليم.

والذي عني به من سلامة القلب في هذا الموضع: هو سلامة القلب من الشكّ في توحيد الله, والبعث بعد الممات.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, عن عون, قال: قلت لمحمد: ما القلب السليم؟ قال: أن يعلم أن الله حقّ, وأن الساعة قائمة, وأن الله يبعث من في القبور.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا سفيان, عن ليث, عن مجاهد: ( إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) قال: لا شك فيه.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) قال: ليس فيه شكّ في الحقّ.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) قال: سليم من الشرك.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: ( إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) قال: سليم من الشرك, فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد.

حدثني عمرو بن عبد الحميد الآملي, قال: ثنا مروان بن معاوية, عن جُوَيْبِر, عن الضحاك, في قول الله: ( إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) قال: هو الخالص.

التدبر :

وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ لا يكون القلب سليمًا إذا كان حقودًا حسودًا، معجبًا متكبرًا، وقد شرط النبي ﷺ في المؤمن أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه والله الموفق برحمته.
وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ نامي واهنئي أيتها القلوب السليمة.
وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ لن يَصل القلب إلى الله حتى يكون سليم.
وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ وخص القلب بالذكر؛ لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح، وإذا فسد فسدت سائر الجوارح.
وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ أهمية سلامة القلب من الأمراض كالحسد والرياء والعُجب.
وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ قال ابن القيم: «وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم، والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلِم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله».
وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ أي: خالص من الشرك والشك؛ فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد، هذا قول أكثر المفسرين.
وقفة
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ قد يعيب الناس عليك بأن قلبك طيب، ويعتبرونه نوع من السذاجة، وهذا القلب هو من يحبه الله؛ ﻷنه مستقيم.
اسقاط
[89] ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ قلبك أعظم شئ ستقابل به ربك؛ فاعتنِ به!
وقفة
[89] أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون سليمة ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[89] السباق إلى الله سباق قلوب ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
عمل
[89] طهـّــرْ قــلـبـكَ قبل يومِ العرضِ، فلن ينجوَ حينَها ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
وقفة
[89] أعظم أسباب السعادة والنجاة: ألا يتعلَّق القلب إلا بالله ويخلو من غيره ﴿إلا من أتى الله بقلب سليم﴾، وقال عن إبراهيم ﴿إذ جاء ربه بقلب سليم﴾ [الصافات: 84].
وقفة
[89] إن الحرمان الحقيقى هو أن تمضي مسرعًا فى خطواتك، قويًا تقطع القفار، ثم تلتفت فإذا قلبك في بدايات الطريق ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، اللهم لا تجعل في قُلوبنا غيرك?!
وقفة
[89] قال ابن أبي الحواري: قلت لسفيان: بلغني في قول الله تبارك وتعالى: ﴿إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ الذي يلقى ربه وليس فيه أحد غيره، فبکی سفيان وقال: ما سمعت منذ ثلاثين سنة أحسن من هذا التفسير.
وقفة
[89] ﴿إلا من أتى الله بقلب سليم﴾﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾ [ق: 18] القلب واللسان مضغتان صغيرتان في العبد ودون ما سواهما، فالأصل اليسر والسهولة في ضبطهما، إلا أنهما أشد على العبد من ضبط سواهما، وأكثر ما يهلك الناس من تفريط أو إفراط فيهما، والله نسأل سلامة القلب واللسان وطهارتهما.
وقفة
[89، 90] حُسن التخلص في قصة إبراهيم من الاستطراد في ذكر القيامة ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، ثم الرجوع إلى خاتمة القصة ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ مَنْ:
  • إلا اداة حصر لا محل لها. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل يَنْفَعُ» بمعنى: لا ينفع مال ولا بنون إلا مَنْ» اي رجلا سلم قلبه مع ماله حيث انفقه في طاعة الله ومع بنيه اي ابنائه حيث ارشدهم الى الطريق القويم ويجوز ان تكون إِلاّ» اداة استثناء فتكون مَنْ» في محل جر بالاضافة بعد تقدير المضاف المستثنى استثناء منقطعا-ليس من الاول-بمعنى: إلا حال من أتى الله بقلب سليم. والمراد بها سلامة القلب وليست هي من جنس المال والبنين حتى يئول المعنى الى ان المال والبنين لا ينفعان وانما ينفع سلامة القلب ويجوز ان يكون المعنى بجعل المال والبنين في معنى «الغنى» فيكون التقدير والمعنى يوم لا ينفع غنى إلا غنى من اتى الله بقلب سليم.
  • ﴿ أَتَى اللهَ:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. أتى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر. الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على مَنْ».
  • ﴿ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة بمعنى: وقلبه سليم «او» سالم القلب. سليم: صفة-نعت-لقلب مجرورة مثلها على اللفظ‍ وعلامة الجر الكسرة.'

المتشابهات :

الشعراء: 89﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
الصافات: 84﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [89] لما قبلها :     وبعد بيان أنه في يوم القيامة لا ينفع مال ولا ولد؛ بَيَّنَ هنا ما ينفع، وهو إخلاص القلوب وسلامتها من الكفر والنفاق والرذيلة، قال تعالى:
﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [90] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ

التفسير :

[90] وقُرِّبت الجنة للذين اجتنبوا الكفر والمعاصي، وأقبلوا على الله بالطاعة.

ثم ذكر من صفات ذلك اليوم العظيم وما فيه من الثواب والعقاب فقالوَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُأي قربتلِلْمُتَّقِينَربهم الذين امتثلوا أوامره واجتنبوا زواجره واتقوا سخطه وعقابه

وقوله- سبحانه-: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ ... من الإزلاف بمعنى القرب والدنو.

أى: وقربت الجنة يوم القيامة للمتقين، الذين صانوا أنفسهم عن كل ما لا يرضاه الله- تعالى-، وصارت بحيث يشاهدونها ويتلذذون برؤيتها.

"وأزلفت الجنة" أي قربت وأدنيت من أهلها مزخرفة مزينة لناظريها وهم المتقون الذين رغبوا فيها على ما في الدنيا وعملوا لها في الدنيا.

يعني جلّ ثناؤه بقوله: ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) وأدنيت الجنة وقرّبت للمتقين, الذين اتقوا عقاب الله في الآخرة بطاعتهم إياه في الدنيا.

التدبر :

وقفة
[90] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ﴾ أي قربت لهم فهم يرونها، وهذا يهون عليهم ما يرونه من مشاهد يوم القيامة التي هم فيها.
تفاعل
[90] ﴿وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ﴾ قل الآن: «اللهم اجعلنا من المتقين».
وقفة
[90] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ هنيئًا لك أيها المتقي لله، تقترب الجنة من أجلك.
وقفة
[90] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ من إحسانه وكرمه سبحانه جل وعلا جعل الجنة هي التي تقترب من المتقين.
تفاعل
[90] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ قل الآن: «اللهم اجعلنا ووالدينا من أهلها».
لمسة
[90] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ أي قُرِّبتْ، فإِن قلتَ: كيف قُرِّبت مع أنها لم تنتقل من مكانها؟ قلتُ: فيه قلبٌ أي وأزلف المتقون إلى الجنة، كما يقول الحاج إذا دنوا إلى مكة: قربت مكة منا.
وقفة
[90] يقرِّب الله لأوليائه الجنة وتدنوا منهم كرامةً وتحيةً لهم ودفعًا لمشقتهم وتيسيرًا لهم للوصول إليها ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[90، 91] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ أي: قربت مخدومون حتى عن تعب المشي، ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾ معذبون حتى في الخطى.
وقفة
[90، 91] ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾ انظر إلى هذا اللطف الإلهي بك أيها المؤمن، وانظر إلى هذا التشويق لمرأى الجنة ودخولها، فالجنة قريبة منك سهلة الولوج والدخول، ولذلك عبّر عنها بقوله: ﴿وَأُزْلِفَتِ﴾؛ إشارة إلى أن المتقين يجدون الجنة حاضرة، لا يتجشمون مشقة الوصول إليها.

الإعراب :

  • ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ:
  • الواو استئنافية. ازلفت: اي قربت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة حركت بالكسر لالتقاء الساكنين لا محل لها. الجنة: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ لِلْمُتَّقِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بأزلفت وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الشعراء: 90﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ
ق: 31﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [90] لما قبلها :     وبعد ذكرِ يوم القيامة؛ ناسبَه وصفُ يوم القيامةِ، وما فيه من ثوابٍ وعقابٍ، قال تعالى:
﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [91] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ

التفسير :

[91] وأُظهرت النار للكافرين الذين ضَلُّوا عن الهدى، وتجرَّؤوا على محارم الله وكذَّبوا رسله.

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُأي برزت واستعدت بجميع ما فيها من العذابلِلْغَاوِينَالذين أوضعوا في معاصي الله وتجرأوا على محارمه وكذبوا رسله وردوا ما جاءوهم به من الحق

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ أى: أما الغاوون الذين استحبوا العمى على الهدى، وآثروا الغواية على الهداية، فقد برزت الجحيم لهم بأهوالها وسعيرها

"وبرزت الجحيم للغاوين" أي أظهرت وكشف عنها وبدت منها عنق فزفرت زفرة بلغت منها القلوب الحناجر وقيل لأهلها تقريعا وتوبيخا.

( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ) يقول: وأظهرت النار للذين غووا فضلوا عن سواء السبيل.

التدبر :

وقفة
[91] ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ﴾ يرون العذاب الذي نجاهم الله منه.
وقفة
[91] ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾ يبدأ عذاب أهل النار قبل وصولهم إليها، فعذاب الرعب يبدأ في قلوب الغاوين بمجرد رؤية أبواب الجحيم.
تفاعل
[91] ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
عمل
[91] احذر سبل الغاوين الذين يضلون الناس؛ فقد جعل الله الجحيم مأوى لهم ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ
  • الآية معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. بمعنى: وقربت النار يوم القيامة-يوم الحساب-الجنة للمتقين ليروها باستبشار وكشفت النار ليراها الضالون.'

المتشابهات :

الشعراء: 91﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ
النازعات: 36﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [91] لما قبلها :     وبعد بيان أن الجنة تكون قريبة من موقف السعداء ينظرون إليها، ويفرحون بأنهم المحشورون إليها؛ جاء هنا بيان أن النار تكون بارزة مكشوفة للأشقياء، يرونها أمامهم، ويَتحسَّرون على أنهم المسُوقون إليها، قال تعالى:
﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وبرزت:
وقرئ:
1- تبرزت، بالتاء، وهى قراءة الأعمش.
2- وبرزت، بالفتح والتخفيف، و «الجحيم» بالرفع، وهى قراءة مالك بن دينار.

مدارسة الآية : [92] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ..

التفسير :

[92] وقيل لهم توبيخاً:أين آلهتكم التي كنتم تعبدونها

وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ

ثم قيل لهؤلاء الكافرين على سبيل التقريع والتأنيب: أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أى: أين الآلهة التي كنتم تعبدونها في الدنيا من دون الله- تعالى- وتزعمون أنها شفعاؤكم عنده؟!

"أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون" أي ليست الآلهة التي عبدتموها من دون الله من تلك الأصنام والأنداد تغني عنكم اليوم شيئا ولا تدفع عن أنفسها فإنكم وإياها اليوم حصب جهنم أنتم لها واردون.

وقيل لِلْغَاوِينَ ( أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) من الأنداد.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[92، 93] ﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ﴾ كيف يدفع شركاؤكم العذاب عنكم، وهم لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم؟! حقيقة يكتشفونها حين يرون أنفسهم مع آلهتهم وقودًا للنار.
وقفة
[92، 93] ﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ تأمل هذا الاستفهام كم يحمل في طياته من التحقير والتهكم والتوبيخ لمن كان يرجو غير الله! فقد أنزل ربنا ما كانوا يدعون من دون الله منزلة العدم، لعدم جدواها فيما كانوا يأملون منها، فقال: ﴿مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ﴾، ولم يقل: (من كنتم تعبدون)، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا نجد ما كنا نأمل من لطف الله ورجمته إنه جواد كريم.

الإعراب :

  • ﴿ وَقِيلَ لَهُمْ:
  • الواو عاطفة. قيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بقيل.
  • ﴿ أَيْنَ ما:
  • اين اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان متعلق بالخبر المحذوف المقدم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. والجملة الاستفهامية في محل رفع نائب فاعل للفعل قِيلَ» والجملة الفعلية بعد ما» صلتها لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ:
  • فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية تَعْبُدُونَ» في محل نصب خبر «كان» وحذف مفعول تَعْبُدُونَ» بمعنى: اين الآلهة التي كنتم تعبدونها من دون الله.'

المتشابهات :

آل عمران: 167﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا
الشعراء: 92﴿ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ
السجدة: 20﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [92] لما قبلها :     وبعد بيان أن النار تكون بارزة مكشوفة للأشقياء، وهم يَتحسَّرون على أنهم المسُوقون إليها؛ جاء هنا ذكرِ ما يقال لهم على سبيل التوبيخ والتأنيب، قال تعالى:
﴿ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [93] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ ..

التفسير :

[93]مِن دون الله، وتزعمون أنها تشفع لكم اليوم؟ هل ينصرونكم، فيدفعون العذاب عنكم، أو ينتصرون بدفع العذاب عن أنفسهم؟ لا شيء من ذلك.

مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَبأنفسهم أي فلم يكن من ذلك من شيء وظهر كذبهم وخزيهم ولاحت خسارتهم وفضيحتهم وبان ندمهم وضل سعيهم

هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ الآن من هذا العذاب المعد لكم أَوْ يَنْتَصِرُونَ هم من العذاب الذي سيحل بهم معكم؟.

كلا ثم كلا، إنكم وهم حصب جهنم، وستدخلونها جميعا خاسئين.

وليس المقصود بالسؤال الاستفهام، وإنما المقصود به التقريع والتوبيخ، ولذا لا يحتاج إلى جواب.

"أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون" أي ليست الآلهة التي عبدتموها من دون الله من تلك الأصنام والأنداد تغني عنكم اليوم شيئا ولا تدفع عن أنفسها فإنكم وإياها اليوم حصب جهنم أنتم لها واردون.

( هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ ) اليوم من الله, فينقذونكم من عذابه ( أَوْ يَنْتَصِرُونَ ) لأنفسهم, فينجونها مما يُرَاد بها؟.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ مِنْ دُونِ اللهِ:
  • جار ومجرور متعلق بتعبدون او بحال محذوفة من «ما».الله لفظ‍ الجلالة: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة.
  • ﴿ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ:
  • هل: حرف استفهام لا عمل له. ينصرونكم: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ أَوْ يَنْتَصِرُونَ:
  • او: حرف عطف للتخيير. ينتصرون: معطوفة على يَنْصُرُونَكُمْ» وتعرب اعرابها وحذف مفعولها لأنه معلوم بمعنى: او ينصرون انفسهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [93] لما قبلها :     وبعد بيان ما يُقال لهؤلاء الأشقياء توبيخًا وتبكيتًا؛ حَقَّرَ اللهُ معبوداتهم هنا، فقال تعالى:
﴿ مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [94] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ

التفسير :

[94] فجُمِعوا وألقُوا في جهنم على رؤوسهم مرَّة بعد مرَّة إلى أن استقرُّوا فيها، هم والذين أضلوهم،

فَكُبْكِبُوا فِيهَاأي ألقوا في النارهُمْأي ما كانوا يعبدونوَالْغَاوُونَالعابدون لها

ثم ذكر- سبحانه- ما حل بهؤلاء الأشقياء من عذاب في أعقاب هذا التأنيب فقال: فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ. وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ.

والكبكبة: تكرير الكب، وهو الإلقاء على الوجه مرة بعد أخرى، وضمير الجمع للآلهة التي عبدها الكافرون من دون الله- تعالى-: وجيء بضمير العقلاء على سبيل التهكم بهم، أى: فألقى المعبودون والعابدون في جهنم، ومعهم جنود إبليس كلهم سواء أكانوا من الشياطين أم من أتباعه من الجن والإنس.

وفي التعبير بكبكبوا تصوير صادق مؤثر لحالة هؤلاء الضالين، وهم يتساقطون- والعياذ بالله- في جهنم، بلا رحمة، ولا عناية، ولا نظام، بل بعضهم فوق بعض وقد تناثرت أشلاؤهم..

وقوله: "فكبكبوا فيها هم والغاوون" قال مجاهد: يعني فدهوروا فيها وقال غيره كبوا فيها والكاف مكررة كما يقال صرصر والمراد أنه ألقي بعضهم على بعض من الكفار وقادتهم الذين دعوهم إلى الشرك.

وقوله: ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ) يقول: فرمي ببعضهم في الجحيم على بعض, وطرح بعضهم على بعض منكبين على وجوههم. وأصل كبكبوا: كببوا, ولكن الكاف كرّرت كما قيل: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ يعني به صرّ, ونهنهني يُنهنهَني, يعني به: نههني.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال. ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( فكبكبوا ) قال: فدهوروا.

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا ) يقول: فجمعوا فيها.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فى قوله: ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا ) قال: طرحوا فيها. فتأويل الكلام: فكبكب هؤلاء الأنداد التي كانت تعبد من دون الله في الجحيم والغاوون.

وذُكر عن قَتادة أنه كان يقول: الغاوون في هذا الموضع. الشياطين.

* ذكر الرواية عمن قال ذلك:

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ) قال: الغاوون: الشياطين.

فتأويل الكلام على هذا القول الذي ذكرنا عن قتادة. فكبكب فيها الكفار الذين كانوا يعبدون من دون الله الأصنام والشياطين.

التدبر :

وقفة
[94] ﴿فَكُبْكِبُوا﴾ أي كبة بعد كبة، كلما نهضوا كبوا فيها مرة أخرى.
لمسة
[94] ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾ قال الزمخشري: «الكبكبة: تكرير الكَبِّ، وجعل التكرير في اللفظ دليلًا على التكرير في المعنى، كأنه: إذا ألقى في جهنم ينكبُّ مرة بعد مرة حتى يستقرَّ في قعرها».
تفاعل
[94] ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[94، 95] الجنود كثيرون، وهم إما جند لله، أو جند ﻹبليس، فأما جند الله: ﴿وإن جندنا لهم الغالبون﴾ [الصافات: 173]، وأما جند إبليس: ﴿فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَكُبْكِبُوا فِيها:
  • الفاء سببية. كبكبوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والالف فارقة. فيها: جار ومجرور متعلق بكبكبوا. بمعنى: كبوا في النار مرة بعد اخرى. والكبكبة: تكرير الكب والتكرير في اللفظ‍ هو التكرير في المعنى. اي بتكرار الكب حتى يستقروا في قعر جهنم.
  • ﴿ هُمْ وَالْغاوُونَ:
  • هم: ضمير منفصل في محل رفع توكيد لضمير الجماعة في «كبكبوا».والغاوون: معطوفة بالواو على الضمير المؤكد مرفوع وعلامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم بمعنى: كبكب الآلهة اي الاصنام وعبدتهم الذين برزت لهم الجحيم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [94] لما قبلها :     ولَمَّا كان السؤال للتوبيخ والتأنيب، ولا يُتوقَّع له جوابٌ؛ ذكرَ اللهُ هنا ما حل بهؤلاء الأشقياء من عذاب في أعقاب هذا التوبيخ والتأنيب، قال تعالى:
﴿ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [95] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ

التفسير :

[95] وأعوان إبليس الذين زيَّنوا لهم الشر، لم يُفْلِت منهم أحد.

وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَمن الإنس والجن الذين أزَّهم إلى المعاصي أزًّا وتسلط عليهم بشركهم وعدم إيمانهم فصاروا من دعاته والساعين في مرضاته وهم ما بين داع لطاعته ومجيب لهم ومقلد لهم على شركهم

ثم ذكر- سبحانه- ما حل بهؤلاء الأشقياء من عذاب في أعقاب هذا التأنيب فقال: فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ. وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ.

والكبكبة: تكرير الكب، وهو الإلقاء على الوجه مرة بعد أخرى، وضمير الجمع للآلهة التي عبدها الكافرون من دون الله- تعالى-: وجيء بضمير العقلاء على سبيل التهكم بهم، أى: فألقى المعبودون والعابدون في جهنم، ومعهم جنود إبليس كلهم سواء أكانوا من الشياطين أم من أتباعه من الجن والإنس.

وفي التعبير بكبكبوا تصوير صادق مؤثر لحالة هؤلاء الضالين، وهم يتساقطون- والعياذ بالله- في جهنم، بلا رحمة، ولا عناية، ولا نظام، بل بعضهم فوق بعض وقد تناثرت أشلاؤهم..

"وجنود إبليس أجمعون" أي ألقوا فيها عن آخرهم.

وقوله: ( وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ) يقول: وكبكب فيها مع الأنداد والغاوين جنود إبليس أجمعون. وجنوده: كل من كان من تباعه, من ذرّيته كان أو من ذرّية آدم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[95] ﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ﴾: نسله، وكل من يتبعه؛ لأنهم جند له وأعوان.
وقفة
[95] ﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ﴾ اجتماع أخروي يجمع إبليس وجنوده على مدار الأجيال والأزمان، من لدن آدم حتى قيام الساعة.
تفاعل
[95] ﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ﴾ استعذ بالله الآن من الشيطان الرجيم.

الإعراب :

  • ﴿ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ:
  • معطوفة بالواو على ضمير «كبكبوا» مرفوعة بالضمة.ابليس: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف-التنوين-للعجمة والعلمية.
  • ﴿ أَجْمَعُونَ:
  • توكيد لجنود ابليس. اي لاتباع إبليس من الجن والإنس مرفوع بالواو لانه ملحق بجمع المذكر السالم وهو توكيد معنوي محض. مفرده؛ أجمع. واحد في معنى جمع لا مفرد له من لفظه ومؤنثه: جمعاء.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [95] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أنه سيلقي بهؤلاء الأشقياء في جهنم؛ بَيَّنَ هنا أنه سيلقى معهم الذين أضلوهم من أعوان إبليس الذين زيَّنوا لهم الشر، قال تعالى:
﴿ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [96] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ

التفسير :

[96] قالوا معترفين بخطئهم، وهم يتنازعون في جهنم مع مَن أضلوهم:

قَالُواأي جنود إبليس الغاوون لأصنامهم وأوثانهم التي عبدوهاتَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَفي العبادة والمحبة والخوف والرجاء وندعوكم كما ندعوه فتبين لهم حينئذ ضلالهم وأقروا بعدل الله في عقوبتهم وأنها في محلها وهم لم يسووهم برب العالمين إلا في العبادة لا في الخلق بدليل قولهمبِرَبِّ الْعَالَمِينَإنهم مقرون أن الله رب العالمين كلهم الذين من جملتهم أصنامهم وأوثانهم

ثم بين - سبحانه - ما قاله الغاوون لآلهتهم فقال : ( قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تالله إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ العالمين ) .

أى : قال العابدون لمعبوديهم على سبيل المخاصمة لهم ، والتبرؤ منهم : تالله ما كنا إلا فى ضلال مبين ، وقت أن كنا فى الدنيا نسويكم برب العالمين فى العبادة مع أنكم خلق من خلقه لا تضرون ولا تنفعون .

( قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) أي : يقول الضعفاء للذين استكبروا : ( إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار ) [ غافر : 47 ] . ويقولون وقد عادوا على أنفسهم بالملامة :

يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء الغاوون والأنداد التي كانوا يعبدونها من دون الله وجنود إبليس, وهم في الجحيم يختصمون.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[96] ﴿قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴾ النار هي موطن الخصومات التي لا تنفض، والعداوات التي لا تهدأ.
وقفة
[96، 97] ﴿قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ ما أصعب أن يعقد الإنسان آماله على سراب خادع ثم ينكشف له زيفه فلا يجد من نفسه إلا أن تتعجب مما اقترفت! وهذا ما حذا بالمشركين بأن يقولوا ﴿تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ دون (والله)؛ لأن القسم بالتاء يختص بالقسم في شيء متعجّب منه، فهم يعجبون من ضلالهم إذ أناطوا آمالهم بحجارة لا تغني عنهم شيئًا، وقد عبّروا عن شدة ضلالهم بقولهم: ﴿إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، ولم يقولوا: (وإن كنا لضالين)؛ ليعبِّروا عن تمكن الضلال منهم، فهم قد توغلوا فيه ودخلوا في أعماقه وتاهوا في لججه، نسأل الله أن يجعلنا في الحق على الباطل، لا في الباطل على الحق.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ وَهُمْ فِيها:
  • الواو حالية. والجملة الاسمية بعده في محل نصب حال. هم:ضمير الغائبين في محل رفع مبتدأ. فيها: جار ومجرور متعلق بالخبر. اي وهم في جهنم.
  • ﴿ يَخْتَصِمُونَ:
  • اي يتخاصمون. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية يَخْتَصِمُونَ» في محل رفع خبر المبتدأ هُمْ».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [96] لما قبلها :     وبعد الجمع بين الأشقياء ومن أضلوهم في جهنم؛ بَيَّنَ اللهُ هنا ما حدث بينهما من تخاصم، كل واحد يُحَمِّل الثاني التبعة والمسؤولية، قال تعالى:
﴿ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [97] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ ..

التفسير :

[97]تالله إننا كنا في الدنيا في ضلال واضح لا خفاء فيه؛

قَالُواأي جنود إبليس الغاوون لأصنامهم وأوثانهم التي عبدوهاتَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَفي العبادة والمحبة والخوف والرجاء وندعوكم كما ندعوه فتبين لهم حينئذ ضلالهم وأقروا بعدل الله في عقوبتهم وأنها في محلها وهم لم يسووهم برب العالمين إلا في العبادة لا في الخلق بدليل قولهمبِرَبِّ الْعَالَمِينَإنهم مقرون أن الله رب العالمين كلهم الذين من جملتهم أصنامهم وأوثانهم

أى: قال العابدون لمعبوديهم على سبيل المخاصمة لهم، والتبرؤ منهم: تالله ما كنا إلا في ضلال مبين، وقت أن كنا في الدنيا نسويكم برب العالمين في العبادة مع أنكم خلق من خلقه لا تضرون ولا تنفعون.

( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) أي : نجعل أمركم مطاعا كما يطاع أمر رب العالمين ، وعبدناكم مع رب العالمين .

( تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) يقول: تالله لقد كنا في ذهاب عن الحقّ, إن كنا لفي ضلال مبين, يبين ذهابنا ذلك عنه عن نفسه, لمن تأمله وتدبره, أنه ضلال وباطل.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[97، 98] هل تعلم أن الرياء أحد صور ندم أهل النار ﴿تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقفة
[97، 98] هل تصورتم سرعة نسيان الناس لنا بعد موتنا؟‏ إذًا لماذا نعيش حياتنا لإرضاء غير الله؟ بل يصل عند البعض أن يعمل الصالحات ‏لأجل الناس‌‏ ﴿‌‏تالله إنْ كُنَّا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ * إذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالمين﴾.
وقفة
[97، 98] ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ دخلوا النار حين سوَّوا بالله غيره، فالمطلوب منك حتى تدخل الجنة أن يكون الله أكبر وأعظم في صدرك من كل شيء.
وقفة
[97، 98] رسالة إلى من يرائي بعمله: تأمل هذا الندم لأشخاص مصيرهم جهنم ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ تَاللهِ:
  • التاء: حرف قسم حرف جر. الله لفظ‍ الجلالة: اسم مجرور للتعظيم بتاء القسم وعلامة الجر الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل «اقسم» المحذوف. وجملة القسم اي أقسم بالله في محل نصب مفعول به لقالوا.
  • ﴿ إِنْ كُنّا:
  • إن مخففة من المشددة اي من إِنْ» الثقيلة مهملة لا عمل لها لدخولها على جملة فعلية. كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
  • ﴿ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
  • اللام فارقة للتوكيد وهي نفسها اللام المزحلقة، وسميت فارقة لانها تفرق وتميز «إن» المخففة من «إنّ» الثقيلة التي هي حرف مشبه بالفعل وبين «إن» النافية. في ضلال: جار ومجرور متعلق بخبر «كان» و مُبِينٍ» صفة-نعت-لضلال مجرورة مثلها بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [97] لما قبلها :     وبعد بيان ما حدث بين الفريقين من تخاصم؛ بَيَّنَ الله هنا ما قاله العابدون للمعبودين، قال تعالى:
﴿ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [98] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ

التفسير :

[98]إذ نسويكم برب العالمين المستحق للعبادة وحده.

قَالُواأي جنود إبليس الغاوون لأصنامهم وأوثانهم التي عبدوهاتَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَفي العبادة والمحبة والخوف والرجاء وندعوكم كما ندعوه فتبين لهم حينئذ ضلالهم وأقروا بعدل الله في عقوبتهم وأنها في محلها وهم لم يسووهم برب العالمين إلا في العبادة لا في الخلق بدليل قولهمبِرَبِّ الْعَالَمِينَإنهم مقرون أن الله رب العالمين كلهم الذين من جملتهم أصنامهم وأوثانهم

ثم بين - سبحانه - ما قاله الغاوون لآلهتهم فقال : ( قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تالله إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ العالمين ) .

أى : قال العابدون لمعبوديهم على سبيل المخاصمة لهم ، والتبرؤ منهم : تالله ما كنا إلا فى ضلال مبين ، وقت أن كنا فى الدنيا نسويكم برب العالمين فى العبادة مع أنكم خلق من خلقه لا تضرون ولا تنفعون .

"تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين" أي نجعل أمركم مطاعا كما يطاع أمر رب العالمين وعبدناكم مع رب العالمين.

وقوله: ( إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) يقول الغاوون للذين يعبدونهم من دون الله: تالله إن كنا لفي ذهاب عن الحقّ حين نعدلكم برب العالمين فنعبدكم من دونه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال: لتلك الآلهة.

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ:
  • ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بفي ضلال.
  • ﴿ نُسَوِّيكُمْ:
  • الجملة في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف. نسويكم:فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ بِرَبِّ الْعالَمِينَ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بنسويكم. العالمين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [98] لما قبلها :     ولَمَّا وصفوا أنفسهم بالضلال؛ بيَّنوا هنا العلَّة التي لأجلِها كانوا في ضَلالٍ واضح ظاهر، قال تعالى:
﴿ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [99] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ

التفسير :

99]وما أوقعنا في هذا المصير السيِّئ إلا المجرمون الذين دعونا إلى عبادة غير الله فاتبعناهم.

وَمَا أَضَلَّنَاعن طريق الهدى والرشد ودعانا إلى طريق الغي والفسقإِلا الْمُجْرِمُونَوهم الأئمة الذين يدعون إلى النار

وَما أَضَلَّنا عن اتباع طريق الحق إِلَّا الْمُجْرِمُونَ من شياطين الإنس والجن.

الذين زينوا لنا الكفر والفسوق والعصيان، وصدونا عن الإيمان والطاعة والهداية.

"وما أضلنا إلا المجرمون" أي ما دعانا إلى ذلك إلا المجرمون.

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء الغاوين في الجحيم: ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلا الْمُجْرِمُونَ ) يعني بالمجرمين إبليس, وابن آدم الذي سنّ القتل.

كما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عكرمة, قوله: ( وَمَا أَضَلَّنَا إِلا الْمُجْرِمُونَ ) قال: إبليس وابن آدم القاتل.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[99] ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾ تعليق المسؤولية عن الضلال على المضلين لا تنفع الضالين.
وقفة
[99] ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾ وظيفة المجرمين في الدنيا هي أن يوهِنوا تعظيم أمر الله في قلب العبد؛ حتى يكون لتعظيم الخلق الغلبة عليه.
وقفة
[99] ﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾ ‏سبحان الله! بينما كان أهل النار يصفون أسيادهم بأعظم الأوصاف والألقاب في الدنيا، ها هم الآن يصفونهم بالإجرام! وليس هذا فحسب بل سيقولون: ﴿رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 68].

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَضَلَّنا:
  • الواو عاطفة. اضل: فعل ماض مبني على الفتح. و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. و ما» نافية لا عمل لها.
  • ﴿ إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ:
  • إلا اداة حصر لا عمل لها. المجرمون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. اي أضلونا بوساوسهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [99] لما قبلها :     ولَمَّا وصفوا أنفسهم بالضلال، وبيَّنوا العلَّة التي لأجلِها كانوا في ضَلالٍ؛ ذكروا هنا من أوقعوهم في طريق الضلال، قال تعالى:
﴿ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [100] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ

التفسير :

[100] فلا أحدَ يشفع لنا، ويخلِّصنا من العذاب،

فَمَا لَنَاحينئذمِنْ شَافِعِينَيشفعون لنا لينقذونامن عذابه

فَما لَنا اليوم مِنْ شافِعِينَ يشفعون لنا عند ربنا.

"فما لنا من شافعين" قال بعضهم يعني من الملائكة كما يقولون "فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل" وكذا قالوا: "فمالنا من شافعين".

وقوله ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ) يقول: فليس لنا شافع فيشفع لنا عند الله من الأباعد, فيعفو عنا, وينجينا من عقابه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[100، 101] ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ قال قتادة: «يعلمون والله أن الصديق إذا كان صالحًا نفع، وأن الحميم إذا كان صالحًا شفع».
عمل
[100، 101] احرص على اتخاذ الرفقة الصالحة؛ فإنهم بعد إذن الله قد ينفعونك بالشفاعة في الآخرة ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾.
لمسة
[100، 101] ما سر الجمع والإفراد في قوله تعالى: ﴿ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ * ﲣ ﲤ ﲥ﴾، وإنما جمع الشافع لكثرة الشافعين، ووحد الصديق لقلته، أي في العامة.
وقفة
[100، 101] ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ علموا أن الصديق الوفي يظهر وقت الشدة.
لمسة
[100، 101] ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ قال الرازي: «جمَع الشفعاء، ووحَّد الصديق؛ لكثرة الشفعاء وقلة الصديق».
عمل
[100، 101] الحبيب يهمه أن يعرف كيف أنت؟ والصديق يهمه أن يعرف أين أنت؟ وصاحب المصلحة يهمه أن يعرف أين هو؟ فاحرص على الصديق المحب ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾.
وقفة
[100، 101] ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ من أعظم المكاسب وأجلّ المغانم: ‏كسب صداقة الأخيار، واغتنام أدعيتهم في الحياة وبعد الممات.

الإعراب :

  • ﴿ فَما لَنا:
  • الفاء استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. لنا: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.
  • ﴿ مِنْ شافِعِينَ:
  • من حرف جر زائد للتوكيد. شافعين: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لانه مبتدأ مؤخر بمعنى وتقدير: فما لنا شافعون اي شفعاء. وعلامة جر الاسم لفظا الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [100] لما قبلها :     وبعد اعترافهم بالضلال؛ اعترفوا هنا بأنه ليس هناك من يشفع لهم كما ينتفع المؤمنون بشفاعة الشافعين، قال تعالى:
﴿ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [101] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ

التفسير :

[101]ولا مَن يَصْدُق في مودتنا ويشفق علينا

وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍأي قريب مصاف ينفعنا بأدنى نفع كما جرت العادة بذلك في الدنيا فأيسوا من كل خير وأبلسوا بما كسبوا وتمنوا العودة إلى الدنيا ليعملوا صالحا

وما لنا- أيضا- من صَدِيقٍ حَمِيمٍ أى: مخلص في صداقته، يدافع عنا عند ربنا، ويهتم بأمرنا في هذا الموقف العصيب.

قال الآلوسى، والمراد التلهف والتأسف على فقد شفيع يشفع لهم مما هم فيه، أو صديق شفيق يهمه ذلك. وقد ترقوا لمزيد انحطاط حالهم في التأسف، حيث نفوا- أولا- أن يكون لهم من ينفعهم في تخليصهم من العذاب بشفاعته، ونفوا- ثانيا- أن يكون لهم من يهمه أمرهم ويشفق عليهم، ويتوجع لهم، أو يخلصهم..

وفَلَوْ في قوله- تعالى- فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً ... للتمني الدال على كمال التحسر.

والكرة: الرجعة إلى الدنيا مرة أخرى لتدارك ما فاتهم من الإيمان.

أى: فيا ليت لنا عودة إلى الدنيا مرة أخرى، فنستدرك ما فاتنا من طاعة الله- تعالى-.

فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الذين أزلفت الجنة لهم، وأبعدت عنهم النار التي نحن مخلدون فيها.

ثم ختم- سبحانه- قصة إبراهيم بما ختم به قصة موسى- عليهما السلام- فقال:

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ...

إن في ذلك الذي ذكرناه لك- أيها الرسول الكريم- عن حال إبراهيم مع قومه ومع أبيه، وعن أهوال يوم القيامة، إن ذلك كله لحجة وعظة لمن أراد أن يؤمن ويعتبر، ومع ذلك فإن أكثر قوم إبراهيم ما كانوا مؤمنين وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك جانبا من قصة نوح مع قومه، فقال- تعالى-:

"ولا صديق حميم" أي قريب ; قال قتادة: يعلمون والله أن الصديق إذا كان صالحا نفع وأن الحميم إذا كان صالحا شفع.

( وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) من الأقارب.

واختلف أهل التأويل في الذين عُنوا بالشافعين, وبالصديق الحميم, فقال بعضهم: عني بالشافعين: الملائكة, وبالصديق الحميم: النسيب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج ,عن ابن جُرَيج: ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ) قال: من الملائكة ( وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) قال: من الناس, قال مجاهد: صديق حميم, قال: شقيق.

وقال آخرون: كل هؤلاء من بني آدم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة, قال: ثنا إسحاق بن سعيد البصري المسمعي, عن أخيه يحيى بن سعيد المسمعي, قال: كان قَتادة إذا قرأ: ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) قال: يعلمون والله أن الصديق إذا كان صالحا نفع, وأن الحميم إذا كان صالحا شفع.

التدبر :

لمسة
[101] ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ لم يكتف بقول صديق! بل إن وصف حميم يدل على أن الصداقة القوية لا تنفع اليوم هنا، فكيف الأمر بالصداقة العادية؟!
وقفة
[101] ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ هذه أهم صفة بالصديق: حميم، بمعنى أنه قريب منك، يدافع عنك، ويحن عليك، وقلبه ملك يديك، كأنه أحد إخوانك، بل أكثر من ذلك.
وقفة
[101] ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ قد كان الصديق الحميم يقف معهم يشد من أزرهم في الدنيا، لذا بحثو عنه هنا.
وقفة
[101] ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ قال علي رضي الله عنه: «عليكم بالإخوان فإنهم عُدّة الدنيا وعُدّة الآخرة».
وقفة
[101] ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ قالَ الحسنُ البصريُّ: «استكثِروا من الأصدقاءِ المؤمنينَ؛ فإنَّ لهم شفاعةً يومَ القيامةِ».
عمل
[101] ﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ صادق من تقربك صداقته إلى الله تعالى.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة. لا: زائدة لتأكيد النفي. حميم: صفة-نعت-لصديق مجرورة مثلها لفظا. و صَدِيقٍ» مجرور لفظا وعلامة جره الكسرة. بمعنى: ولا من اصدقاء مخلصين. و الصِّدِّيقُ» يقع على الواحد وعلى الجمع. ويراد به هنا الجمع.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [101] لما قبلها :     ولَمَّا نفوا أولًا أن يكون لهم من يشفع لهم ويخلصهم من العذاب؛ نفوا ثانيًا أن يكون لهم من يهمه أمرهم ويشفق عليهم ويتوجع لهم، قال تعالى:
﴿ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [102] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ ..

التفسير :

[102] فليت لنا رجعة إلى الدنيا، فنصير من جملة المؤمنين الناجين.

فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةًأي رجعة إلى الدنيا وإعادة إليهافَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَلنسلم من العقاب ونستحق الثواب هيهات هيهات قد حيل بينهم وبين ما يشتهون وقد غلقت منهم الرهون

و ( لَوْ ) فى قوله - تعالى - ( فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً . . . ) للتمنى الدال على كمال التحسر . والكرة : الرجعة إلى الدنيا مرة أخرى لتدارك ما فاتهم من الإيمان .

أى : فياليت لنا عودة إلى الدنيا مرة أخرى ، فنستدرك ما فاتنا من طاعة الله - تعالى ( فَنَكُونَ مِنَ المؤمنين ) الذين أزلفت الجنة لهم ، وأبعدت عنهم النار التى نحن مخلدون فيها .

( فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ) وذلك أنهم يتمنون أنهم يردون إلى الدار الدنيا ، ليعملوا بطاعة ربهم - فيما يزعمون - وهو ، سبحانه وتعالى ، يعلم أنه لو ردهم إلى الدار الدنيا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون . وقد أخبر تعالى عن تخاصم أهل النار في سورة " ص " ، ثم قال : ( إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ) .

وقوله ( فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) يقول: فلو أن لنا رجعة إلى الدنيا فنؤمن بالله فنكون بإيماننا به من المؤمنين.

التدبر :

وقفة
[102] ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ عقارب الزمان لا تعود إلى الوراء، وكل من دخل النار سيتمنى الرجوع إلى الدنيا، والفرصة لا تزال في الإمكان؛ فأدرِك نفسك قبل فوات الأوان.
عمل
[102] ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ تيقن أن عقارب الزمان ﻻ تعود إلى الوراء، وأن الفرصة ما زالت في يدك؛ فأحسن استقبالها، وتب إلى ربك.

الإعراب :

  • ﴿ فَلَوْ:
  • الفاء استئنافية. لو: للتمني لا عمل لها بمعنى: فليت. او هي حرف شرط‍ غير جازم.
  • ﴿ أَنَّ لَنا كَرَّةً:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لنا: جار ومجرور متعلق بخبر أَنَّ» المقدم. كرة: اسم أَنَّ» مؤخر منصوب بالفتحة بمعنى: فلو أن لنا رجعة الى الدنيا.
  • ﴿ فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:
  • الفاء سببية. نكون: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وهو فعل مضارع ناقص وعلامة نصبه الفتحة واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. من المؤمنين: جار ومجرور متعلق بخبر «نكون» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. وجملة «نكون من المؤمنين» صلة أَنَّ» المضمرة لا محل لها. وأَنَّ» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من «لو أن لنا كرة» هذا على الوجه الاول من الاعراب وهو اعراب «لو» للتمني. اما على الوجه الثاني وهو اعراب «لو» حرف شرط‍ غير جازم. فتكون أَنَّ» واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره «ثبت» أو حُصِّلَ» التقدير: فلو حصل لنا رجعة الى الدنيا وجوابها محذوف بمعنى: لكنا من المؤمنين.'

المتشابهات :

البقرة: 167﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا
الشعراء: 102﴿فَـ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [102] لما قبلها :     ولَمَّا يأسوا من الخلاص، وتيقنوا بالهلاك؛ تمنوا المحال، تمنوا أن يُعادُوا إلى الدنيا، فيؤمنوا بالله، قال تعالى:
﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [103] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا ..

التفسير :

[103] إن في نبأ إبراهيم السابق لَعبرة لِمن يعتبر، وما صار أكثر الذين سمعوا هذا النبأ مؤمنين.

إِنَّ فِي ذَلِكَالذي ذكرنا لكم ووصفنالآيَةًلكموَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَمع نزول الآيات

ثم ختم - سبحانه - قصة إبراهيم بما ختم به قصة موسى - عليهما السلام - فقال : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ . . . ) .

ثم قال تعالى : ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) أي : إن في محاجة إبراهيم لقومه وإقامته الحجج عليهم في التوحيد لآية ودلالة واضحة جلية على أنه لا إله إلا الله ( وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) .

يقول تعالى ذكره: إن فيما احتجّ به إبراهيم على قومه من الحجج التي ذكرنا له لدلالة بينة واضحة لمن اعتبر, على أن سنة الله في خلقه الذين يستنون بسنة قوم إبراهيم من عبادة الأصنام والآلهة, ويقتدون بهم في ذلك ما سنّ فيهم في الدار الآخرة, من كبكبتهم وما عبدوا من دونه مع جنود إبليس في الجحيم, وما كان أكثرهم في سابق علمه مؤمنين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[103] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ تأمل في إخبار الله تعالى عن حال أكثر الناس، وأنهم غير مؤمنين، وحينها لا تأمن على نفسك من الضلالة، فأكثر من دعاء الله بالثبات.
وقفة
[103] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ ليس مقتضى ضلال الأكثرين جهلهم بالآيات؛ لكنها مغاليق على القلوب حالت دون تدبرها.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
  • هذه الآية الكريمة مكررة اعربت في الآية الكريمة الثامنة. وفي الآية الكريمة السابعة والستين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [103] لما قبلها :     وبعد ما سبق من قصة إبراهيم عليه السلام؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن فيما ذكرَ عن حال إبراهيم مع قومه ومع أبيه، وعن أهوال يوم القيامة، لعبرةً وعظةً لمن أراد أن يؤمن ويعتبر، ومع ذلك فإن أكثر قوم إبراهيم ما كانوا مؤمنين، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [104] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

التفسير :

[104]وإن ربك لهو العزيز القادر على الانتقام من المكذبين، الرحيم بعباده المؤمنين.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

إن فى ذلك الذى ذكرناه لك - أيها الرسول الكريم - عن حال إبراهيم مع قومه ومع أبيه ، وعن أهواليوم القيامة ، إن ذلك كله لحجة وعظة لمن أراد أن يؤمن ويعتبر ، ومع ذلك فإن أكثر قوم إبراهيم ما كانوا مؤمنين ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم ) .

وإن ربك يا محمد لهو الشديد الانتقام ممن عبد دونه, ثم لم يتب من كفره حتى هلك, الرحيم بمن تاب منهم أن يعاقبه على ما كان سلف منه قبل توبته من إثم وجرم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[104] إثبات صفة العزة والرحمة لله ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
وقفة
[104] ﴿الْعَزِيزُ﴾: القادر على استئصالهم، ﴿الرَّحِيمُ﴾: الذي أخَّر العقوبة عنهم بإمهالهم، ولم يقطع الرزق مع قبح أفعالهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
  • هذه الآية الكريمة مكررة اعربت في الآية الكريمة التاسعة. وفي الآية الكريمة الثامنة والستين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [104] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن في خبر إبراهيم وقومه لعبرة وعظة لمن أراد أن يؤمن ويعتبر، ومع ذلك لم يؤمن الناس؛ بَيَّنَ هنا أنه بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته أنجى المؤمنين، وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن عصاه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [105] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[105] كَذَّبت قوم نوح رسالة نبيهم، فكانوا بهذا مكذبين لجميع الرسل؛ لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل.

يذكر تعالى, تكذيب قوم نوح لرسولهم نوح, وما رد عليهم وردوا عليه, وعاقبة الجميع فقال:( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) جميعهم, وجعل تكذيب نوح, كتكذيب جميع المرسلين، لأنهم كلهم, اتفقوا على دعوة واحدة, وأخبار واحدة، فتكذيب أحدهم, تكذيب, بجميع ما جاءوا به من الحق.

تلك هي قصة نوح مع قومه، كما وردت في هذه السورة، وقد ذكرت في سور أخرى منها سور: الأعراف، وهود، والمؤمنون، ونوح.. ولكن بأساليب أخرى.

وينتهى نسب نوح- عليه السلام- إلى شيث بن آدم، وقد ذكر نوح في القرآن في ثلاث وأربعين موضعا.

وكان قوم نوح يعبدون الأصنام، فأرسل الله- تعالى- إليهم نوحا، ليدلهم على طريق الرشاد.

وقوم الرجل: أقرباؤه الذين يجتمعون معه في جد واحد. وقد يقيم الرجل بين الأجانب فيسميهم قومه مجازا لمجاورته لهم قال الآلوسى: والقوم- كما في المصباح- يذكر ويؤنث، وكذلك كل اسم جمع لا واحد له من لفظه نحو رهط ونفر، ولذا يصغر على قويمة، وقيل: هو مذكر ولحقت فعله علامة التأنيث على إرادة الأمة والجماعة منه.. .

والمراد بالمرسلين في قوله- تعالى-: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ نبيهم نوحا- عليه السلام- وعبر عنه بذلك، لأن تكذيبهم له، بمثابة التكذيب لجميع الرسل، لأنهم قد جاءوا جميعا برسالة واحدة في أصولها التي لا تختلف باختلاف الزمان والمكان.

هذا إخبار من الله ، عز وجل ، عن عبده ورسوله نوح ، عليه السلام ، وهو أول رسول بعث إلى الأرض بعدما عبدت الأصنام والأنداد ، بعثه الله ناهيا عن ذلك ، ومحذرا من وبيل عقابه ، فكذبه قومه واستمروا على ما هم عليه من الفعال الخبيثة في عبادتهم أصنامهم ، ويتنزل تكذيبهم له بمنزلة تكذيب جميع الرسل ; ولهذا قال : ( كذبت قوم نوح المرسلين)

يقول تعالى ذكره: ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ) رسل الله الذين أرسلهم إليهم

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[105] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ استنبط علماء التفسير من جمع المرسلين أن الذي يكذب رسولًا واحدًا يكذب كل المرسلين؛ لأن رسالات الأنبياء كلها واحدة.
وقفة
[105] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ ذكر الله هنا عموم المرسلين مع أنهم إنما كذبوا نوحًا فقط فلم يكن قبله رسول؛ لكن تكذيب واحد من الرسل تكذيب للجميع.
وقفة
[105] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ هم كذبوا نوحًا فقط؛ فكيف يقال أنهم كذبوا المرسلين؟ فيقال: 1- أن كل من كذب رسوله، فقد كذب جميع الرسل؛ لأن الرسل رسالتهم واحدة، في العقائد والأخلاق، وهذه تكون لازمة في جميع من بعده (تكذيب المرسلين). 2- أنهم كذبوا من قبله آدم وشيث وإدريس. 3- أنه لطول مكثه فيهم تسعمائة وخمسين عامًا، فصاروا أجيالًا متعاقبة، وكل جيل كذب بنوح عليه السلام، فهم كذبوا المرسلين.
وقفة
[105] من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل، ولذا قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل، ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه.
وقفة
[105] كذبوا نوحًا فقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، التَّكذيب برسولٍ واحدٍ يعني التَّكذيب بكلِّ الرُّسُلِ.
وقفة
[105، 106] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾، ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

الإعراب :

  • ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. قوم: فاعل مرفوع بالضمة. وانث الفعل لان لفظة قَوْمُ» مؤنث بمعنى الجماعة. نوح: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة ولم يمنع من الصرف رغم عجمته لانه ثلاثي أوسطه ساكن ولخفته.
  • ﴿ الْمُرْسَلِينَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [105] لما قبلها :     القصَّةُ الثالثةُ: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام دعا قومَه إلى اللهِ؛ فكذبوه، قال تعالى:
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [106] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ ..

التفسير :

[106] إذ قال لهم أخوهم نوح:ألا تخشون الله بترك عبادة غيره؟

كذّبوهإِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْفي النسبنُوحٌوإنما ابتعث الله الرسل, من نسب من أرسل إليهم, لئلا يشمئزوا من الانقياد له, ولأنهم يعرفون حقيقته, فلا يحتاجون أن يبحثوا عنه، فقال لهم مخاطبا بألطف خطاب - كما هي طريقة الرسل, صلوات الله وسلامه عليهم -: أَلا تَتَّقُونَالله, تعالى, فتتركون ما أنتم مقيمون عليه, من عبادة الأوثان, وتخلصون العبادة لله وحده.

وإِذْ في قوله- تعالى-: إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أى: كذبوا نبيهم نوحا وقت أن قال لهم ناصحا ومنذرا أَلا تَتَّقُونَ أى: ألا تتقون الله- تعالى- الذي خلقكم ورزقكم، فتخلصوا له العبادة وتتركوا عبادة غيره.

ووصفه- سبحانه- بالأخوة لهم، لأنه كان واحدا منهم يعرفون حسبه ونسبه ونشأته بينهم.

( إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ) أي : ألا تخافون الله في عبادتكم غيره ؟

لما( قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ ) فتحذروا عقابه على كفركم به, وتكذيبكم رسله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[106] ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ في النسب ﴿نُوحٌ﴾، وإنما ابتعث الله الرسل من نسب من أرسل إليهم؛ لئلا يشمئزوا من الانقياد له، ولأنهم يعرفون حقيقته؛ فلا يحتاجون أن يبحثوا عنه.
وقفة
[106] ﴿أَخُوهُمْ نُوحٌ﴾ وصف نوح بأنه أخ لهم ،أي إنه منكم تعرفونه، وتعرفون أخلاقه ، وشئونه ،لم يكذب عليكم قبل ذلك، فمن الأولى أن تصدقوه كما صدقت خديجة وأبوبكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو لم يقرأ عليهما شيئاً من القرآن، لأنهما يعلمان صدقه قبل ذلك.
وقفة
[106] ﴿ألا تتقون﴾ أنكر عليهم عدم التقوى، وفي نفس الوقت هي أمر لهم بتقوى الله تعالى.

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ:
  • ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بكذبت قوم بمعنى «حين».
  • ﴿ قالَ لَهُمْ:
  • الجملة الفعلية مع الفاعل في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف. قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بقال. وقال أَخُوهُمْ» لانه واحد منهم.
  • ﴿ أَخُوهُمْ نُوحٌ:
  • فاعل مرفوع بالواو لانه من الاسماء الخمسة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. نوح: عطف بيان او بدل من أَخُوهُمْ» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ أَلا تَتَّقُونَ:
  • الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. لا: نافية لا محل لها. تتقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف مفعولها بمعنى: ألا تخافون عذاب الله.'

المتشابهات :

الشعراء: 106﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 124﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 142﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 161﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [106] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن قوم نوح كذبوه؛ بَيَّنَ هنا ما قاله لهم ناصحًا ومنذرًا، قال تعالى:
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [107] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

التفسير :

[107]إني لكم رسول أمين فيما أبلغكم،

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌفكونه رسولا إليهم بالخصوص, يوجب لهم تلقي ما أرسل به إليهم, والإيمان به, وأن يشكروا الله تعالى, على أن خصهم بهذا الرسول الكريم، وكونه أمينا يقتضي أنه لا يتقول على الله, ولا يزيد في وحيه, ولا ينقص، وهذا يوجب لهم التصديق بخبره والطاعة لأمره.

ثم علل نصحه لهم بقوله- كما حكى القرآن عنه-: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ آمركم بتقوى الله- تعالى- لأنى رسول معروف بينكم بالأمانة وعدم الخيانة أو الغش أو المخادعة.

( إني لكم رسول أمين ) أي : إني رسول من الله إليكم ، أمين فيما بعثني به ، أبلغكم رسالة الله لا أزيد فيها ولا أنقص منها .

( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ ) من الله ( أمِينٌ ) على وحيه إلي, برسالته إياي إليكم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[107] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ الأمانةُ شعارُ الرُّسلِ والدُّعاةِ الصَّادقين في كلِّ الأممِ والعصُّورِ.
وقفة
[107] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ أهم شرط وصفة للداعية الحق: الأمانة والإخلاص.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي لَكُمْ:
  • ان: حرف مشبه بالفعل حرف نصب وتوكيد والياء ضمير متصل -ضمير المتكلم-في محل نصب اسم «ان».لكم: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» او بحال محذوفة منه والميم علامة جمع الذكور والمخاطب قومه اي يا قومي.
  • ﴿ رَسُولٌ أَمِينٌ:
  • خبر «ان» مرفوع بالضمة. أمين: صفة لرسول مرفوع بالضمة. بمعنى: إنّي رسول أمين عليكم.'

المتشابهات :

الشعراء: 107﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 125﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 143﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 162﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 178﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الدخان: 18﴿أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [107] لما قبلها :     ولَمَّا نصحهم بتقوى الله؛ عَلَّلَ هنا نُصحَه لهم بقوله:
﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [108] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[108]فاجعلوا الإيمان وقاية لكم من عذاب الله وأطيعوني فيما آمركم به من عبادته وحده.

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِفيما آمركم به, وأنهاكم عنه, فإن هذا هو الذي يترتب على كونه رسولا إليهم, أمينا, فلذلك رتبه بالفاء الدالة على السبب، فذكر السبب الموجب.

وما دام أمرى كذلك: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أى على هذا النصح مِنْ أَجْرٍ دنيوى إِنْ أَجْرِيَ فيما أدعوكم إليه إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ فهو الذي أرسلنى إليكم، وهو الذي يتفضل بمنحى أجرى لا أنتم.

ولقد بينت لكم حقيقة أمرى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.

( فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر ) [ إن أجري إلا على رب العالمين ] ) أي : لا أطلب منكم جزاء على نصحي لكم ، بل أدخر ثواب ذلك عند الله ( فاتقوا الله وأطيعون ) فقد وضح لكم وبان صدقي ونصحي وأمانتي فيما بعثني به وائتمنني عليه .

يقول تعالى ذكره: فاتقوا عقاب الله أيها القوم على كفركم به, وأطيعوني في نصيحتي لكم, وأمري إياكم باتقائه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[108] دعوة الأنبياء واحدة: ﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾، وحجج المكذبين المعرضين في كل عصر واحدة: ساحر، مجنون، كذاب، شاعر.
وقفة
[108، 109] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كررت الآيات للتنبيه على أن دعوة الرسل واحدة، فكل رسول يذكر قومه بالغاية من بعثته ورسالته، وأنها لصالح البشر.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا:
  • الفاء سببية. اتقوا: فعل امر مبني على حذف النون. لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة اي فاحذروا وخافوا.
  • ﴿ اللهَ وَأَطِيعُونِ:
  • لفظ‍ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. واطيعون: معطوفة بالواو على «اتقوا» وتعرب اعرابها. النون للوقاية والكسرة دالة على حذف الياء خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة. والياء المحذوفة ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [108] لما قبلها :     ولَمَّا عَرَضَ عَلَيْهِمْ بِرِفْقٍ تَقْوى اللَّهِ؛ انْتَقَلَ هنا مِنَ العَرْضِ إلى الأمْرِ، فقال:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [109] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ..

التفسير :

[109]. وما أطلب منكم أجراً على تبليغ الرسالة، ما أجري إلا على رب العالمين المتصرفِ في خلقه،

ثم ذكر انتفاء المانع فقال: وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ.

فتتكلفون من المغرم الثقيل،إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَأرجو بذلك القرب منه, والثواب الجزيل، وأما أنتم فمنيتي, ومنتهى إرادتي منكم, النصح لكم, وسلوككم الصراط المستقيم.

وهكذا نرى أن نوحا قد سلك مع قومه أحكم الطرق في دعوتهم إلى الله، فهو يحضهم ثلاث مرات على تقوى الله بعد أن يبين لهم أخوته لهم، وأمانته عندهم، وتعففه عن أخذ أجر منهم في مقابل ما يدعوهم إليه من حق وخير، ومصارحته إياهم بأن أجره إنما هو من الله رب العالمين، وليس من أحد سواه.

"فاتقوا الله وأطيعون" فقد وضح لكم وبان صدقي ونصحي وأمانتي فيما بعثني الله به وائتمنني عليه.

( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ) يقول: وما أطلب منكم على نصيحتي لكم وأمري إياكم باتقاء عقاب الله بطاعته فيما أمركم ونهاكم, من ثواب ولا جزاء ( إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) دونكم ودون جميع خلق الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[109] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ الدعوة إلى الله عمل عظيم ثمين لا يستطيع دفع مقابله إلا الله رب العالمين، وكيف لا تكون غالية ثمينة؟! وكلمة واحدة قد تنقذ عبدًا من الخلود في النار.
وقفة
[109] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ المشاريع العلمية والدعوية ينبغي أن تكون بلا أجر ورسوم مالية تأمل سنة المرسلين.
وقفة
[109] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ لا يطلب مالًا على دعوته ولا مكافأة، بل عمله لله خالص.
وقفة
[109] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ التقدير الاجتماعي أجر أيضًا يجب أن نوطن نفوسنا على الاستغناء عنه.
وقفة
[109] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ سيماء الدعوات النقية إبداء استغناء مطلق عن الخلق، وإظهار أعظم حالة من الرفض لأي ثمن لدعواتهم، ونفور فطري من أي معني يوحي بانتظار ردود أفعالهم.
عمل
[109] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ علم أحدًا من المسلمين سورة من سور القرآن الكريم ابتغاء وجه الله.
وقفة
[109] اتهام الدعاة الناشرين لمذهب السلف بأنهم يطلبون عطايا الحكام تهمة ليست جديدة؛ جوابها ملقن للأنبياء في: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
عمل
[109] لا ينبغي للدعاة النظر لما في أيدي الناس ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
عمل
[109] ﴿إن أجريَ إلاعلى رب العالمين﴾ لتكن دعوتك ونصحك احتسابًا وإلا كان عملك رياءً، وكان عند ربك هباءً.
اسقاط
[109] سعيد من لا يرى له على أحد حقًّا أو واجبًا ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَسْئَلُكُمْ:
  • الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. اسألكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انا. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل نصب مفعول به اول. والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ:
  • عليه جار ومجرور متعلق بأسألكم. اي على هذا الامر وما انا فيه يعني: دعاءه ونصحه. من: حرف جر زائد للتأكيد. اجر: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه مفعول به ثان.
  • ﴿ إِنْ أَجْرِيَ:
  • ان: مخففة مهملة نافية بمعنى ما».اجري: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِلاّ عَلى رَبِّ:
  • الا اداة حصر لا عمل لها. على رب: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ أَجْرِيَ».
  • ﴿ الْعالَمِينَ:
  • مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الشعراء: 109﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 127﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 145﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 164﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 180﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [109] لما قبلها :     ولَمَّا أثْبَتَ أمانَتَهُ؛ نَفى هنا تُهْمَتَهُ، فقال:
﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [110] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[110]فاحذروا عقابه، وأطيعوني بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِكرر ذلك عليه السلام, لتكريره دعوة قومه, وطول مكثه في ذلك, كما قال تعالىفَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًاوقال: رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًاالآيات.

ولقد بينت لكم حقيقة أمرى ( فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ ) .

وهكذا نرى أن نوحا قد سلك مع قومه أحكم الطرق فى دعوتهم إلى الله ، فهو يحضهم ثلاث مرات على تقوى الله بعد أن يبين لهم أخوته لهم ، وأمانته عندهم ، وتعففه عن أخذ أجر منهم فى مقابل ما يدعوهم إليه من حق وخير ، ومصارحته إياهم بأن أجره إنما هو من الله رب العالمين ، وليس من أحد سواه .

"فاتقوا الله وأطيعون" فقد وضح لكم وبان صدقي ونصحي وأمانتي فيما بعثني الله به وائتمنني عليه.

فاتقوا عقاب الله على كفركم به, وخافوا حلول سخطه بكم على تكذيبكم رسله, وأطيعون: يقول: وأطيعوني في نصيحتي لكم, وأمري إياكم بإخلاص العبادة لخالقكم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[110] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ كرره؛ تأكيدًا وتنبيها على أهمية الأمر الذي دعاهم إليه.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة. بمعنى: فاتقوا الله في طاعتي وكرره للتأكيد وتقرير ذلك في نفوسهم. في الاولى جعل كونه امينا وفي الثانية حسم طمعه عنهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [110] لما قبلها :     ولَمَّا انْتَفَتِ التُّهْمَةُ؛ كَرَّرَ الأمْرَ بِالتَّقْوى والطّاعَةِ؛ تَنْبِيهًا عَلى أنَّ الأمْرَ في غايَةِ العَظَمَةِ لِما يُعْلَمُ مِن قُلُوبِهِمْ مِن شِدَّةِ الجَلافَةِ، فقال:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [111] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ

التفسير :

[111] قال له قومه:كيف نصدِّقك ونتبعك، والذين اتبعوك أراذل الناس وأسافلهم؟

فقالوا ردا لدعوته, ومعارضة له بما ليس يصلح للمعارضة: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَأي:كيف نتبعك ونحن لا نرى أتباعك إلا أسافل الناس, وأراذلهم, وسقطهم. بهذا يعرف تكبرهم عن الحق, وجهلهم بالحقائق, فإنهم لو كان قصدهم الحق, لقالوا - إن كان عندهم إشكال وشك في دعوته - بيّن لنا صحة ما جئت به بالطرق الموصلة إلى ذلك، ولو تأملوا حق التأمل, لعلموا أن أتباعه, هم الأعلون, خيار الخلق, أهل العقول الرزينة, والأخلاق الفاضلة, وأن الأرذل, من سلب خاصية عقله, فاستحسن عبادة الأحجار, ورضي أن يسجد لها, ويدعوها, وأبى الانقياد لدعوة الرسل الكمل. وبمجرد ما يتكلم أحد الخصمين في الكلام الباطل, يعرف فساد ما عنده بقطع النظر عن صحة دعوى خصمه، فقوم نوح, لما سمعنا عنهم, أنهم قالوا في ردهم دعوة نوح: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَفبنوا على هذا الأصل, الذي كل أحد يعرف فساده, رد دعوته - عرفنا أنهم ضالون مخطئون, ولو لم نشاهد من آيات نوح ودعوته العظيمة, ما يفيد الجزم واليقين, بصدقه وصحة ما جاء به.

فماذا كان ردهم على هذا القول الحكيم لنبيهم؟ لقد حكى القرآن ردهم فقال: قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ.

والأرذلون: جمع الأرذل. وهو الأقل من غيره في المال والجاه والنسب.

أى: قال قوم نوح له عند ما دعاهم إلى إخلاص العبادة لله- تعالى-: يا نوح أنؤمن لك، والحال أن الذين اتبعوك من سفلة الناس وفقرائهم، وأصحاب الحرف الدنيئة فينا..؟.

وهذا المنطق المرذول قد حكاه القرآن في كثير من آياته، على ألسنة المترفين، وهم يردون على أنبيائهم عند ما يدعونهم إلى الدين الحق..

يقولون : أنؤمن لك ونتبعك ، ونتساوى في ذلك بهؤلاء الأراذل الذين اتبعوك وصدقوك ، وهم أراذلنا ; ولهذا قالوا : ( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون . قال وما علمي بما كانوا يعملون ) ؟ أي : وأي شيء يلزمني من اتباع هؤلاء لي ، ولو كانوا على أي شيء كانوا عليه لا يلزمني التنقيب عنه والبحث والفحص ، إنما علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي ، وأكل سرائرهم إلى الله ، عز وجل .

يقول تعالى ذكره: قال قوم نوح له مجيبيه عن قيله لهم: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ قالوا: أنؤمن لك يا نوح, ونقرّ بتصديقك فيما تدعونا إليه, وإنما اتبعك منا الأرذلون دون ذوي الشرف وأهل البيوتات.

التدبر :

وقفة
[111] ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾ بهذا يعرف تكبرهم عن الحق، وجهلهم بالحقائق؛ فإنهم لو كان قصدهم الحق لقالوا -إن كان عندهم إشكال وشك في دعوته-: بَيِّن لنا صحة ما جئت به بالطرق الموصلة إلى ذلك.
وقفة
[111] من احتقر الناس بناء على أشكالهم وهيئتهم فقد ورث قوم نوح: ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾ فكم بيننا بقايا من قوم نوح؟!
وقفة
[111] ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾ أتباع الرسل إنما هم الأضعفون، لكنهم عند الله هم المتقدمون الأكرمون، قال رسول الله ﷺ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ» [البخاري 2896]، وقال ﷺ: «هَلْ تُنْصَرُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ، بِدَعْوَتِهِمْ، وَإِخْلاَصِهِمْ» [أبو نعيم في الحلية 8/290، وصححه الألباني].
وقفة
[111] ﴿أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾ الاستكبار أول موانع الإيمان وقبول دعوة الحق، وسبب لإهلاك الأمم وعقوبتهم في الدنيا قبل الآخرة.
وقفة
[111] أقوال المستكبرين: ﴿أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾، وأقوال العبيد: ﴿بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ﴾ [44]، وأقوال المفتونين: ﴿يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ﴾ [القصص: 79]، وأقوال الأنبياء: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40].
وقفة
[111] ﴿أَنؤمن كما آمن السفهاء﴾ [البقرة: 13]، ﴿أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾ من مظاهر التكبر والاستعلاء، عدم الرضا بما يرضى به بسطاء الناس.
وقفة
[111] ﴿وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ﴾ المجتمعات الكافرة تنتج فئات محتقرة من الفقه الدعوي إيصال رسالة الإسلام لها لأنها ستكون أقرب للاستجابة.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ أَنُؤْمِنُ لَكَ:
  • الهمزة همزة انكار وتعجيب بلفظ‍ استفهام. نؤمن: فعل مضارع مرفوع بالضمة وعدي الفعل باللام بدلا من الباء والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن. لك: جار ومجرور متعلق بنؤمن.
  • ﴿ وَاتَّبَعَكَ:
  • الواو حالية. والجملة بعدها في محل نصب حال. اتبعك: فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.
  • ﴿ الْأَرْذَلُونَ:
  • فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد. بمعنى: أنؤمن لك اي بك وقد اتبعك الفقراء والجاهلون وقيل الأردءون او الدنيئون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [111] لما قبلها :     وبعد أن أقامَ نوحٌ عليه السلام الدليلَ على صدق رسالته وعظيم نصحه وأمانته لهم؛ رفضوا الإيمان به، منعهم الكِبْرُ الذي هو بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاس ، قال تعالى:
﴿ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

واتبعك:
1- فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- وأتباعك، جمع «تابع» كصاحب وأصحاب، والواو للحال، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وأبى حيوة، والضحاك، وابن السميفع، وسعيد بن أبى سعد الأنصاري، وطلحة ويعقوب.

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف