56791011121314151617181920212223242526272829303132333435

الإحصائيات

سورة الحاقة
ترتيب المصحف69ترتيب النزول78
التصنيفمكيّةعدد الصفحات2.00
عدد الآيات52عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.75
ترتيب الطول63تبدأ في الجزء29
تنتهي في الجزء29عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 13/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (9) الى الآية رقم (18) عدد الآيات (10)

وأيضًا: أهلكَ اللهُ فرعونَ وقُرى قومِ لوطٍ وقومِ نوحٍ، وأنجى من ركبَ السَّفينةَ، ثُمَّ بيانُ أحداثِ يومِ القيامةِ، وعرضِ العبادِ على اللهِ للحسابِ والجزاءِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (19) الى الآية رقم (37) عدد الآيات (19)

بعدَ عرضِ العِبادِ على اللهِ للحسابِ ينقسمُ النَّاسُ إلى فريقينِ: أهلِ اليمينِ، وأهلِ الشِّمالِ، وبيانُ حالِ كلِّ فريقٍ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الحاقة

التذكير بيوم القيامة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • الحاقة:   • اسم من أسماء يوم القيامة؛ لأن فيه يظهر الحق الكامل، وتُحَقُّ الأمور، أي تُعَرف فيه الأمور على حقيقتها، ويصير كل إنسان حقيقًا بجزاء عمله، فيها يتخاصم الناس ويدَّعي كل إنسانٍ الحق لنفسه، كما أن القيامة أحقت لأقوامٍ الجنة وأحقت لأقوامٍ النار. • استشعر هول العرض على الجبار: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ (18). • استشعر موقف تطاير الصحف: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَـٰبيَهْ * إِنّى ظَنَنتُ أَنّى مُلَـٰقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ...﴾ (19-22). • أرأيت فرحته؟! أسمعت نداء الفوز والفلاح منه؟! فلماذا لا تكون مثله؟! • وفي المقابل: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَـٰبِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَىٰ عَنّى مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنّى سُلْطَـٰنِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاْسْلُكُوهُ﴾ (25-32). ولاحظ أن السورة ابتدأت بأهل الجنة قبل أهل النار، وكأن المعنى: حبّب الناس بالجنة قبل تخويفهم من النار، لأن الترغيب يؤثر في النفوس بشكل أقوى بكثير من الترهيب.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الحاقة».
  • • معنى الاسم ::   الحاقة: اسم من أسماء يوم القيامة، فهو يوم متحقق الوقوع، ويتحقق فيه الوعد والوعيد.
  • • سبب التسمية ::   وُقُوعُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي أَوَّلِهَا وَلَمْ تَقَعْ فِي غَيْرِهَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سُورَةُ السِّلْسِلَةِ»؛ لذكره في الآية (32)، و«سُورَةُ الواعية»؛ لذكره في الآية (12).
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   حتمية وقوع القيامة، وأنها حق.
  • • علمتني السورة ::   حال الأمم السابقة وما أنزل الله عليهم من العقوبات: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ۞ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن ثمار الجنة قريبة يتناولها أهل الجنة قعودًا وعلى جنوبهم: ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن المال والسلطان ابتلاء وتكليف لا تشريف؛ فإذا العبد ما أدى فيها حق ربه وعباده كانت حسرة يوم القيامة: ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ ۞ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة الحاقة من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة الحاقة من المفصل.
    • سورة الحاقة من سور القرائن أو النظائر، وهي 20 سورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها، كل سورتين في ركعة، والنظائر: السور المتشابهات والمتماثلات في الطول.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن سورة الحاقة مع سورة القمر، ويقرأهما في ركعة واحدة.
    عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالَا: «أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّى أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِى رَكْعَةٍ، فَقَالَ: أَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ؟! لَكِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: السُّورَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، الرَّحْمَنَ وَالنَّجْمَ فِى رَكْعَةٍ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِى رَكْعَةٍ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِى رَكْعَةٍ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِى رَكْعَةٍ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِى رَكْعَةٍ، وَهَلْ أَتَى وَلاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِى رَكْعَةٍ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلاَتِ فِى رَكْعَةٍ، وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِى رَكْعَةٍ».
    وأصل الحديث في الصحيحين -ولكن دون سرد السور- وهو: عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «إِنِّى لأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، عِشْرِينَ سُورَةً فِى عَشْرِ رَكَعَاتٍ».
خامسًا : خصائص السورة :
  • • افتتحت سورة الحاقة بأسلوب التكرار والاستفهام: ﴿الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾ (1-3)، وهذا الأسلوب يفيد التهويل والتعظيم، وهو مناسب لموضوع السورة الذي يتحدث عن يوم القيامة وأهوالها.
    • يوجد في القرآن الكريم 12 سورة سميت بأسماء يوم القيامة وأهوالها، هي: الدخان، الواقعة، التغابن، الحاقة، القيامة، النبأ، التكوير، الانفطار، الانشقاق، الغاشية، الزلزلة، القارعة.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نتيقن بوقوع القيامة، ونستشعر أحداثها، مثل: العرض على الله، والحساب، وتطاير الصحف.
    • أن نعتبر بما حدث للأمم السابقة، وما أنزل الله عليهم من عقوبات لما كذبوا الرسل: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ۞ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾ (5، 6).
    • أن نعرف حقارة الدنيا؛ دكة واحدة تُذهب كل ما نراه: ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ (14).
    • أن نستعد الآن ليوم القيامة بالأعمال الصالحة؛ لنكون ممن يأخذ كتابه بيمينه: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ (19، 20).
    • أن نطعم الفقراء، ولا نكتفي بذلك؛ بل نحُضّ الآخرينَ على ذلك: ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ (34).
    • أن نحذر من التَّقَوُّل على الله والافتراء عليه سبحانه: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ﴾ (44).
    • أن نتدبر القرآن، ونعمل بما فيه: ﴿وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (48).
    • أن نكثر من قول: «سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ (52).

تمرين حفظ الصفحة : 567

567

مدارسة الآية : [9] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ ..

التفسير :

[9] وجاء الطاغية فرعون، ومَن سبقه من الأمم التي كفرت برسلها، وأهل قرى قوم لوط الذين انقلبت بهم ديارهم بسبب الفعلة المنكرة من الكفر والشرك والفواحش،

أي:وكذلك غير هاتين الأمتين الطاغيتين عاد وثمود جاء غيرهم من الطغاة العتاة كفرعون مصر الذي أرسل الله إليه عبده ورسوله موسى [ابن عمران] عليه الصلاة والسلام وأراه من الآيات البينات ما تيقنوا بها الحق ولكن جحدوا وكفروا ظلما وعلوا وجاء من قبله من المكذبين،{ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} أي:قرى قوم لوط الجميع جاءوا{ بِالْخَاطِئَةِ} أي:بالفعلة الطاغية وهي الكفر والتكذيب والظلم والمعاندة وما انضم إلى ذلك من أنواع الفواحش والفسوق.

ثم بين- سبحانه- النهاية السيئة لأقوام آخرين فقال: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ. فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً.

وفرعون: هو الذي قال لقومه- من بين ما قال- أنا ربكم الأعلى ... وقد أرسل الله- تعالى- إليه نبيه موسى- عليه السلام- ولكنه أعرض عن دعوته.. وكانت نهايته الغرق.

والمراد بمن قبله: الأقوام الذين سبقوه في الكفر، كقوم نوح وإبراهيم- عليهما السلام-.

والمراد بالمؤتفكات: قرى قوم لوط- عليه السلام- التي اقتلعها جبريل- عليه السلام- ثم قلبها بأن جعل عاليها سافلها، مأخوذ من ائتفك الشيء إذا انقلب رأسا على عقب.

قال- تعالى- جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ .

والمراد بالمؤتفكات هنا: سكانها وهم قوم لوط الذين أتوا بفاحشة ما سبقهم إليها أحد من العالمين.

وخصوا بالذكر، لشهرة جريمتهم وبشاعتها وشناعتها.. ولمرور أهل مكة على قراهم وهم في طريقهم إلى الشام للتجارة، كما قال- تعالى-: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ

.

أى: وبعد أن أهلكنا أقوام عاد وثمود.. جاء فرعون، وجاء أقوام آخرون قبله، وجاء قوم لوط، وكانوا جميعا كافرين برسلنا، ومعرضين عن دعوة الحق ومرتكبين للفعلات الخاطئة، والفواحش المنكرة.

ومن مظاهر ذلك أنهم فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ أى: كل أمة من أمم الكفر تلك، عصت رسولها حين أمرها بالمعروف، ونهاها عن المنكر.

فكانت نتيجة إصرارهم على ارتكاب المعاصي والفواحش.. أن أخذهم الله- تعالى- أَخْذَةً رابِيَةً أى: أخذة زائدة في الشدة- لزيادة قبائحهم- على الأخذات التي أخذ بها غيرهم.

فقوله: رابِيَةً مأخوذ من ربا الشيء إذا زاد وتضاعف.

ثم قال تعالى : ( وجاء فرعون ومن قبله ) قرئ بكسر القاف ، أي : ومن عنده في زمانه من أتباعه من كفار القبط . وقرأ آخرون بفتحها ، أي : ومن قبله من الأمم المشبهين له .

وقوله : ( والمؤتفكات ) وهم المكذبون بالرسل . ) بالخاطئة ) أي بالفعلة الخاطئة ، وهي التكذيب بما أنزل الله .

قال الربيع : ( بالخاطئة ) أي : بالمعصية وقال مجاهد : بالخطايا .

القول في تأويل قوله تعالى : وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9)

يقول تعالى ذكره: ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ ) مصر. واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( وَمِنْ قَبْلِهِ )، فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة ومكة خلا الكسائي ( وَمِنْ قَبْلِهِ ) بفتح القاف وسكون الباء، بمعنى: وجاء من قبل فرعون من الأمم المكذّبة بآيات الله، كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط بالخطيئة. وقرأ ذلك عامة قرّاء البصرة والكسائي ( وَمَنْ قِبَلِهِ ) بكسر القاف وفتح الباء، بمعنى: وجاء مع فرعون من أهل بلده مصر من القبط.

والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

وقوله: ( وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ) يقول: والقرى التي أتفكت بأهلها فصار &; 23-576 &; عاليها سافلها( بِالْخَاطِئَةِ ) يعني بالخطيئة. وكانت خطيئتها: إتيانها الذكران في أدبارهم.

وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ( وَالْمُؤْتَفِكَاتُ ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ )، قرية لوط. وفي بعض القراءات ( وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ مَعَهُ ).

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ) قال: المؤتفكات: قوم لوط، ومدينتهم وزرعهم، وفي قوله: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى قال: أهواها من السماء: رمى بها من السماء؛ أوحى الله إلى جبريل عليه السلام، فاقتلعها من الأرض، ربضها ومدينتها، ثم هوى بها إلى السماء؛ ثم قلبهم إلى الأرض، ثم أتبعهم الصخر حجارة، وقرأ قول الله: حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً قال: المسوّمة: المُعَدَّة للعذاب.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ): يعني المكذّبين.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَالْمُؤْتَفِكَاتُ ) هم قوم لوط، ائتفكت بهم أرضُهم.

وبما قلنا في قوله: ( بِالْخَاطِئَةِ ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( بِالْخَاطِئَةِ ) قال: الخطايا.

التدبر :

وقفة
[9] هم من اختاروا هذا الفعل، وهم من قرروا إتيان الذنب، تأملوا: ﴿وَجاءَ فِرعَونُ وَمَن قَبلَهُ وَالمُؤتَفِكاتُ بِالخاطِئَةِ﴾.
وقفة
[9] ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتُ﴾ المؤتفكات: قرى لوط الثلاث، وخُصُّوا بالذكر لشهرة جريمتهم، ولكونهم مشهورين عند العرب، إذ كانت هذه القرى في طريقهم إلى الشام.

الإعراب :

  • ﴿ وَجاءَ فِرْعَوْنُ:
  • الواو استئنافية. جاء: فعل ماض مبني على الفتح.فرعون: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَمَنْ قَبْلَهُ:
  • الواو عاطفة. من: اسم موصول بمعنى «الذين» لأن «من» مفرد اللفظ مجموع المعنى مبني على السكون في محل رفع لأنه معطوف على مرفوع. قبله: ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بفعل مضمر «صلة الموصول» وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. أي ومن عنده من أتباعه. أو ومن معه.
  • ﴿ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ:
  • معطوفة بالواو على «فرعون» مرفوعة بالضمة.أي وقرى قوم لوط سميت بذلك لأنها ائتفكت. أي قلبها الله تعالى على أهلها. بالخاطئة: جار ومجرور متعلق بجاء. أي بالخطأ أو بالفعلة الخاطئة أو بالأفعال ذات الخطأ العظيم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     وبعد بيان هلاك ثمود وعاد؛ بَيَّنَ اللهُ النهايةَ السيئةَ لأقوامٍ آخرين: فرعون، وقرى قوم لوط، وقوم نوح، قال تعالى:
﴿ وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

قبله:
قرئ:
1- بكسر القاف وفتح الباء، وهى قراءة أبى رجاء، وطلحة، والجحدري، والحسن، بخلاف عنه، وعاصم، فى رواية أبان، والنحويين.
2- بفتح القاف وسكون الباء، ظرف زمان، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى جعفر، وشيبة، والسلمى.
والمؤتفكات:
وقرئ:
والمؤتفكة، على الإفراد، وهى قراءة الحسن.

مدارسة الآية : [10] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً ..

التفسير :

[10]فعصت كل أمة منهم رسول ربهم الذي أرسله إليهم، فأخذهم الله أخذة بالغة في الشدة.

{ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ} وهذا اسم جنس أي:كل من هؤلاء كذب الرسول الذي أرسله الله إليهم. فأخذ الله الجميع{ أَخْذَةً رَابِيَةً} أي:زائدة على الحد والمقدار الذي يحصل به هلاكهم.

وقال- سبحانه- فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ ولم يقل رسولهم، للإشعار بأنهم لم يكتفوا بمعصية الرسول الذي هو بشر مثلهم، وإنما تجاوزوا ذلك إلى الاستخفاف بما جاءهم به من عند ربهم وخالقهم وموجدهم.

والتعبير بالأخذ، للإشعار بسرعة الإهلاك وشدته، فإذا وصف هذا الأخذ بالزيادة عن المألوف، كان المقصود به الزيادة في الاعتبار والاتعاظ لأن هؤلاء جميعا قد أهلكهم- سبحانه- هلاك الاستئصال، الذي لم يبق منهم باقية.

ولهذا قال : تعالى ( فعصوا رسول ربهم ) وهذا جنس ، أي : كل كذب رسول الله إليهم . كما قال : ( كل كذب الرسل فحق وعيد ) [ ق : 14 ] . ومن كذب رسول الله فقد كذب بالجميع ، كما قال : ( كذبت قوم نوح المرسلين ) [ الشعراء : 105 ] ، ( كذبت عاد المرسلين ) [ الشعراء : 123 ] . ( كذبت ثمود المرسلين ) [ الشعراء : 141 ] وإنما جاء إلى كل أمة رسول واحد ; ولهذا قال ها هنا : ( فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية ) أي : عظيمة شديدة أليمة .

قال مجاهد : ( رابية ) شديدة . وقال السدي : مهلكة .

وقوله: ( فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ ) يقول جلّ ثناؤه: فعصى هؤلاء الذين ذكرهم الله، وهم فرعون ومن قبله والمؤتفكات رسول ربهم.

وقوله: ( فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ) يقول: فأخذهم ربهم بتكذيبهم رسله أخذة، يعني أخذة زائدة شديدة نامية، من قولهم: أربيت: إذا أخذ أكثر مما أعطى من الربا؛ يقال: أربيتَ فرَبا رِباك، والفضة والذهب قد رَبَوا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( أَخْذَةً رَابِيَةً ) قال: شديدة.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ): يعني أخذة شديدة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قول الله: ( فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ) قال: كما يكون في الخير رابية، كذلك يكون في الشرّ رابية، قال: ربا عليهم: زاد عليهم، وقرأ قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ وقرأ قول الله عزّ وجلّ: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ يقول: ربا لهؤلاء الخير ولهؤلاء الشرّ.

التدبر :

وقفة
[10] ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ﴾ هم عصوا رسلًا متعددين، ولكن حقيقتهم واحدة، ورسالتهم في صميمها واحدة، فهم إذن رسول واحد، يمثل حقيقة واحدة، وذلك من بدائع الإشارات القرآنية الموحية.
لمسة
[10] ﴿فَعَصَوا رَسولَ رَبِّهِم فَأَخَذَهُم أَخذَةً رابِيَةً﴾ جاءت كلمة رسول بالمفرد، رغم القول بأنها تعنى رسل كل أمة، وهذا لأن الرسل كلهم رسالتهم واحدة، وهى الدعوة إلى التوحيد.
وقفة
[10] ﴿فَعَصَوا رَسولَ رَبِّهِم فَأَخَذَهُم أَخذَةً رابِيَةً﴾ وهكذا حال كل كافر مشرك بالله.
تفاعل
[10] ﴿فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً﴾ استعذ بالله الآن من انتقامه.

الإعراب :

  • ﴿ فَعَصَوْا:
  • الفاء عاطفة. عصوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ رَسُولَ رَبِّهِمْ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. رب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَأَخَذَهُمْ:
  • الفاء عاطفة للتسبيب. أخذ: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. بمعنى: فأهلكهم الله.
  • ﴿ أَخْذَةً رابِيَةً:
  • مفعول مطلق- مصدر- على المعنى: أي أهلكهم هلكة منصوب وعلامة نصبه الفتحة. رابية: صفة- نعت- لأخذة منصوبة مثلها بالفتحة. أي شديدة زائدة في الشدة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ولَمَّا أصروا على تكذيبِ الرسل؛ أخذهم اللهُ أخذة بالغة في الشدة، قال تعالى:
﴿ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [11] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ ..

التفسير :

[11] إنَّا لما جاوز الماء حدَّه، حتى علا وارتفع فوق كل شيء، حملنا أصولكم مع نوح في السفينة التي تجري في الماء

ومن جملة أولئك قوم نوح أغرقهم الله في اليم حين طغى [الماء على وجه] الأرض وعلا على مواضعها الرفيعة.وامتن الله على الخلق الموجودين بعدهم أن الله حملهم{ فِي الْجَارِيَةِ} وهي:السفينة في أصلاب آبائهم وأمهاتهم الذين نجاهم الله.

ثم حكى- سبحانه- ما جرى لقوم نوح- عليه السلام- وبين جانبا من مننه ونعمه على المخاطبين، فقال: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ. لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ.

وقوله: طَغَى من الطغيان وهو مجاوزة الحد في كل شيء، والجارية صفة لموصوف محذوف.

أى: اذكروا- أيها الناس- لتعتبروا وتتعظوا، ما جرى للكافرين من قوم نوح- عليه السلام- فإنهم حين أصروا على كفرهم، أغرقناهم بالطوفان، وحين علا الماء واشتد في ارتفاعه اشتدادا خارقا للعادة.. حملنا آباءكم الذين آمنوا بنوح- عليه السلام- في السفينة الجارية، التي صنعها نوح بأمرنا. وحفظناهم- بفضلنا ورحمتنا- في تلك السفينة إلى أن انتهى الطوفان.

ثم قال الله تعالى : ( إنا لما طغى الماء ) أي : زاد على الحد بإذن الله وارتفع على الوجود . وقال ابن عباس وغيره : ( طغى الماء ) كثر - وذلك بسبب دعوة نوح عليه السلام ، على قومه حين كذبوه وخالفوه ، فعبدوا غير الله فاستجاب الله له وعم أهل الأرض بالطوفان إلا من كان مع نوح في السفينة ، فالناس كلهم من سلالة نوح وذريته .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، عن أبي سنان سعيد بن سنان ، عن غير واحد ، عن علي بن أبي طالب قال : لم تنزل قطرة من ماء إلا بكيل على يدي ملك ، فلما كان يوم نوح أذن للماء دون الخزان ، فطغى الماء على الخزان فخرج ، فذلك قول الله : ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ) ولم ينزل شيء من الريح إلا بكيل على يدي ملك ، إلا يوم عاد ، فإنه أذن لها دون الخزان فخرجت ، فذلك قوله : ( بريح صرصر عاتية ) عتت على الخزان .

ولهذا قال تعالى ممتنا على الناس : ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ) وهي السفينة الجارية على وجه الماء

وقوله: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) يقول تعالى ذكره: إنا لما كثر الماء فتجاوز حدّه المعروف، كان له، وذلك زمن الطوفان.

وقيل: إنه زاد فعلا فوق كلّ شيء بقدر خمس عشرة ذراعا.

* ذكر من قال ذلك، ومن قال في قوله: ( طَغَى ) مثل قولنا:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ ) قال: بلغنا أنه طغى فوق كلّ شيء خمس عشرة ذراعا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ): ذاكم زمن نوح، طغى الماء على كلّ شيء خمس عشرة ذراعا بقدر كل شيء.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القُمّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبير، في قوله: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) قال: لم تنـزل من السماء قطرة إلا بعلم الخزَّان، إلا حيث طغى الماء، فإنه قد غضب لغضب الله، فطغى على الخزان، فخرج ما لا يعلمون ما هو.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) إنما يقول: لما كثر.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ ): يعني كثر الماء ليالي غرّق الله قوم نوح.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ ) قال محمد بن عمرو في حديثه: طما، وقال الحارث: ظهر.

حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، عن الضحاك، في قوله: ( لَمَّا طَغَى الْمَاءُ ) : كثر وارتفع.

وقوله: ( حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) يقول: حملناكم في السفينة التي تجري في الماء.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) الجارية: السفينة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) والجارية: سفينة نوح التي حملتم فيها؛ وقيل: حملناكم، فخاطب الذين نـزل فيهم القرآن، وإنما حمل أجدادهم نوحا وولده، لأن الذين خوطبوا بذلك ولد الذين حملوا في الجارية، فكان حمل الذين حملوا فيها من الأجداد حملا لذريتهم، على ما قد بيَّنا من نظائر ذلك في أماكن كثيرة من كتابنا هذا.

وقوله: ( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً ) يقول: لنجعل السفينة الجارية التي حملناكم فيها لكم تذكرة، يعني عبرة وموعظة تتعظون بها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

التدبر :

تفاعل
[11] ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ من أزال همَّ أمة نوح فحملها في الجارية ألا يستطيع أن يزيل همك! ارفع نحو السماء طرفك، وقل: يا رب.
وقفة
[11] ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ طغى الماء، فأغرقنا به المسرفين، وحملنا عليه المؤمنين، وهذا دليل قدرة الله العظيم.
وقفة
[11] ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ حملناكم وأنتم في أصلاب الآباء في السفينة، فعندما يضطرب الكون يسخر الله لك من يحملك، لكن كن ممن اتبع الرسل.
وقفة
[11] ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ المنة التي على الوالد منة على الولد تستوجب الشكر.
وقفة
[11، 12] الأحداث التى تدور من حولك، إنما هى للتذكرة وللإتعاظ؛ فلا تدعها تمر مرور الكرام، بل قف وتفكر وتأمل وتدبر.
وقفة
[11، 12] ما أكثر العبر والمذكِّرات التي أرسلها الله إلينا! ولكن أين القلوب اليقظة الواعية التي تتذكر وتتعظ؟!

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّا:
  • أصلها: ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها.
  • ﴿ لَمَّا:
  • ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
  • ﴿ طَغَى الْماءُ:
  • الجملة الفعلية: في محل جر بالاضافة. طغا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. الماء: فاعل مرفوع بالضمة. أي تجاوز حده المقرر أو المعتاد.
  • ﴿ حَمَلْناكُمْ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «ان» أو تكون «لما» اسم شرط غير جازم وجوابه محذوفا دل عليه خبر «ان» أو خبر «ان» سد مسدّ الجواب والخبر. حمل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. والأصل: حملنا آباءكم فكانوا كأنهم هم المحمولون.
  • ﴿ فِي الْجارِيَةِ:
  • جار ومجرور متعلق بحملناكم. أي في السفينة وهي سفينة نوح.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     وبعد ذكرِ فرعون، وقرى قوم لوط؛ حكى هنا ما جرى لقوم نوح، وبَيَّنَ جانبًا من مننه ونعمه على المخاطبين، قال تعالى:
﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [12] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ ..

التفسير :

[12]لنجعل الواقعة التي كان فيها نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين عبرة وعظة، وتحفظَها كل أذن مِن شأنها أن تحفظ، وتعقل عن الله ما سمعت.

فاحمدوا الله واشكروا الذي نجاكم حين أهلك الطاغين واعتبروا بآياته الدالة على توحيده ولهذا قال:{ لِنَجْعَلَهَا} أي:الجارية والمراد جنسها،{ لَكُمْ تَذْكِرَةً} تذكركم أول سفينة صنعت وما قصتها وكيف نجى الله عليها من آمن به واتبع رسوله وأهلك أهل الأرض كلهم فإن جنس الشيء مذكر بأصله. وقوله:{ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} أي:تعقلها أولو الألباب ويعرفون المقصود منها ووجه الآية بها. وهذا بخلاف أهل الإعراض والغفلة وأهل البلادة وعدم الفطنة فإنهم ليس لهم انتفاع بآيات الله لعدم وعيهم عن الله، وفكرهم بآيات الله

وقد فعلنا ذلك لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً

أى: لنجعل لكم هذه النعمة وهي إنجاؤكم وإنجاء آبائكم من الغرق- عبرة وعظة وتذكيرا بنعم الله- تعالى- عليكم.

وهذه النعمة والمنة تَعِيَها

وتحفظها أُذُنٌ واعِيَةٌ

. أى: أذن من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه، وتعى ما يجب وعيه.

فقوله: واعِيَةٌ

من الوعى بمعنى الحفظ للشيء في القلب. يقال: وعى فلان الشيء يعيه إذا حفظه أكمل حفظ.

وقال- سبحانه- حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ مع أن الحمل كان للآباء الذين آمنوا بنوح- عليه السلام- لأن في نجاة الآباء، نجاة للأبناء، ولأنه لو هلك الآباء لما وجد الأبناء.

قال صاحب الكشاف قوله: حَمَلْناكُمْ أى: حملنا آباءكم، في الجارية، أى: في السفينة الجارية، لأنهم إذا كانوا من نسل المحمولين الناجين، كان حمل آبائهم منة عليهم، وكأنهم هم المحمولون، لأن نجاتهم سبب ولادتهم.

لِنَجْعَلَها

الضمير للفعلة: وهي نجاة المؤمنين وإغراق الكفرة تَذْكِرَةً

عبرة وعظة. وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ

من شأنها أن تعى وتحفظ ما يجب حفظه ووعيه، ولا تضيعه بترك العمل.

فإن قلت: لم قيل: أذن واعية على التوحيد والتنكير؟ قلت: للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله، فهي السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواها لا يبالى بهم، وإن ملأوا الخافقين.. .

وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد ذكرت الناس بأهوال يوم القيامة بأبلغ أسلوب، وبينت ما حل بالمكذبين بطريقة تبعث الخوف والوجل في القلوب.

ثم أخذت السورة في تفصيل أهوال يوم القيامة، وفي بيان ما تكون عليه الأرض والسماء في هذا اليوم، وفي بيان ما أعده- سبحانه- لمن أوتى كتابه بيمينه في هذا اليوم، فقال- تعالى-:

( لنجعلها لكم تذكرة ) عاد الضمير على الجنس لدلالة المعنى عليه ، أي : وأبقينا لكم من جنسها ما تركبون على تيار الماء في البحار ، كما قال : ( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ) [ الزخرف : 12 ، 13 ] ، وقال تعالى : ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) [ يس : 41 ، 42 ] .

وقال قتادة : أبقى الله السفينة حتى أدركها أوائل هذه الأمة ، والأول أظهر ; ولهذا قال : ( وتعيها أذن واعية ) أي : وتفهم هذه النعمة ، وتذكرها أذن واعية .

قال ابن عباس : حافظة سامعة ، وقال قتادة : ( أذن واعية ) عقلت عن الله فانتفعت بما سمعت من كتاب الله ، وقال الضحاك : ( وتعيها أذن واعية ) سمعتها أذن ووعت . أي : من له سمع صحيح وعقل رجيح . وهذا عام فيمن فهم ، ووعى .

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا العباس بن الوليد بن صبح الدمشقي ، حدثنا زيد بن يحيى ، حدثنا علي بن حوشب ، سمعت مكحولا يقول : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وتعيها أذن واعية ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سألت ربي أن يجعلها أذن علي " . [ قال مكحول ] فكان علي يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فنسيته .

وهكذا رواه ابن جرير ، عن علي بن سهل ، عن الوليد بن مسلم ، عن علي بن حوشب ، عن مكحول به . وهو حديث مرسل .

وقد قال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا جعفر بن محمد بن عامر ، حدثنا بشر بن آدم ، حدثنا عبد الله بن الزبير أبو محمد - يعني والد أبي أحمد الزبيري - حدثني صالح بن الهيثم ، سمعت بريدة الأسلمي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " إني أمرت أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلمك وأن تعي ، وحق لك أن تعي " . قال : فنزلت هذه الآية ( وتعيها أذن واعية )

ورواه ابن جرير عن محمد بن خلف ، عن بشر بن آدم ، به ، ثم رواه ابن جرير من طريق آخر عن داود الأعمى ، عن بريدة ، به . ولا يصح أيضا .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً ) فأبقاها الله تذكرة وعبرة وآية، حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة، وكم من سفينة قد كانت بعد سفينة نوح قد صارت رمادا.

وقوله: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) يعني: حافظة عقلت عن الله ما سمعت.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) يقول: حافظة.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) يقول: سامعة، وذلك الإعلان.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا خالد بن قيس، عن قتادة ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال: أذن عقلت عن الله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ): أذن عقلت عن الله، فانتفعت بما سمعت من كتاب الله.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال: أذن سمعت، وعقلت ما سمعت.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: الضحاك يقول في قوله: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ): سمعتها أذن ووعت.

حدثنا عليّ بن سهل، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن عليّ بن حوشب، قال: سمعت مكحولا يقول: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) ثم التفت إلى عليّ، فقال: " سأَلْتُ الله أنْ يَجْعَلَها أُذُنَكَ"، قال عليّ رضي الله عنه : فما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسيته.

حدثني محمد بن خلف، قال: ثني بشر بن آدم، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، قال: ثني عبد الله بن رستم، قال: سمعت بُرَيدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ: " يا عَليُّ؛ إنَّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُدْنِيَكَ وَلا أُقْصِيَكَ، وأنْ أُعَلِّمَكَ وأنْ تَعي، وحَقٌّ على اللهِ أنْ تَعِي"، قال: فنـزلت ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ).

حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا الحسن بن حماد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيميّ، عن فضيل بن عبد الله، عن أبي داود، عن بُرَيدة الأسلميّ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ: " إنَّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُعَلِّمَكَ، وأنْ أُدْنِيَكَ، وَلا أجْفُوَكَ وَلا أُقْصِيَكَ "، ثم ذكر مثله.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال: واعية يحذرون معاصي الله أن يعذّبهم الله عليها، كما عذّب من كان قبلهم تسمعها فتعيها، إنما تعي القلوب ما تسمع الآذان من الخير والشرّ من باب الوعي.

التدبر :

وقفة
[12] ﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ والوعي: العلم بالمسموعات، أي: ولتعلم خبرها أذن موصوفة بالوعي، أي: من شأنها أن تعي، وهذا تعريض بالمشركين؛ إذ لم يتعظوا بخبر الطوفان والسفينة التي نجا بها المؤمنون، فتلقوه كما يتلقون القصص الفكاهي.
وقفة
[12] لقد وهبك الله السمع ﻷجل أن تعي ما تسمع به، فإنه ليس كل سامع واعيًا ﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾، وقال ﷺ: «نَضَّرَ اللهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا» [الترمذي 2658، وصححه الألباني].
وقفة
[12] ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ عبر بالأذن عن القلب الذي هو مكان الوعي، إذ يقال: قلب واع، ليدل على أن نوع السماع مؤثر في فهم القول والاستجابة له، لذا قال المشركون: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ﴾ [فصلت: 26]، كما يعرف عقل الرجل بكيفية سماعه وإنصاته.
وقفة
[12] ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ فالوعيُ توصف به الأذن كما يوصف به القلب؛ يقال: قلب واعٍ، وأذن واعية؛ لِمَا بين الأذن والقلب من الارتباط؛ فالعلم يدخل من الأذن إلى القلب، فهي بابه والرسول والموصل إليه العلم، كما أن اللسان رسوله المؤدي عنه، ومن عرف ارتباط الجوارح بالقلب علم أن الأذن أحقها أن توصف بالوعي، وأنها إذا وعت وعى القلب.
وقفة
[12] ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ هي الأذن المؤدية إلى القلب، فالكلام إما أن يدخل الأذن فيخرج من الأذن دون أن يمرّ على القلب، أو يمرّ من الأذن إلى القلب.
وقفة
[12] ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ جاءت الإشارة لعكس الأذن الواعية في الحديث: «وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ» [أحمد 6541، وصححه الألباني]، والحديث يتوعَّد من يتسرب الكلام من أذنه إلى الأذن الأخرى لديه كأنهما قمع.

الإعراب :

  • ﴿ لِنَجْعَلَها:
  • اللام لام التعليل- لام كي- حرف جر. نجعل: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن و «ها» ضمير متصل- مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. وجملة «نجعلها» صلة «ان» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام.والجار والمجرور متعلق بحملناكم. وضمير «نجعلها» يعود على الفعلة وهي نجاة المؤمنين واغراق الكفرة.
  • ﴿ لَكُمْ تَذْكِرَةً:
  • جار ومجرور متعلق بنجعل. أو بحال مقدمة من تذكرة.والميم علامة جمع الذكور. تذكرة: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي عظة وعبرة.
  • ﴿ وَتَعِيَها أُذُنٌ:
  • معطوفة بالواو على «نجعلها» وتعرب اعرابها. أذن: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ واعِيَةٌ:
  • صفة- نعت- لأذن مرفوعة مثلها بالضمة أي وتحفظها أذن حافظة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قالَ: حَدَّثَنا الوَلِيدُ بْنُ أبانٍ، قالَ: حَدَّثَنا العَبّاسُ الدُّورِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قالَ: سَمِعْتُ صالِحَ بْنَ هَيْثَمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِعَلِيٍّ: ”إنَّ اللَّهَ أمَرَنِي أنْ أُدْنِيَكَ ولا أُقْصِيَكَ، وأنْ أُعَلِّمَكَ وتَعِيَ، وحَقٌّ عَلى اللَّهِ أنْ تَعِيَ“ . فَنَزَلَتْ: ﴿وتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ﴾ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     وبعد ذكرِ نجاة من ركب السفينة مع نوح عليه السلام؛ ذكرَ هنا ما في هذه النجاة من العبرة، قال تعالى:
﴿ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [13] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ ..

التفسير :

[13] فإذا نفخ المَلَك في «القَرْن» نفخة واحدة، وهي النفخة الأولى التي يكون عندها هلاك العالم،

لما ذكر ما فعله تعالى بالمكذبين لرسله وكيف جازاهم وعجل لهم العقوبة في الدنيا وأن الله نجى الرسل وأتباعهم كان هذا مقدمة لذكر الجزاء الأخروي وتوفية الأعمال كاملة يوم القيامة. فذكر الأمور الهائلة التي تقع أمام القيامة وأن أول ذلك أنه ينفخ إسرافيل{ فِي الصُّورِ} إذا تكاملت الأجساد نابتة.{ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} فتخرج الأرواح فتدخل كل روح في جسدها فإذا الناس قيام لرب العالمين.

والفاء في قوله- تعالى-: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ.. للتفريع، أى: لتفريع ما بعدها على ما قبلها، وهو الحديث عن أهوال يوم القيامة.

والصور: هو البوق الذي ينفخ فيه إسرافيل بأمر الله- تعالى-.

قال الآلوسى: قوله: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ شروع في بيان نفس الحاقة، وكيفية وقوعها، إثر بيان عظم شأنها، بإهلاك مكذبيها.

والمراد بالنفخة الواحدة: النفخة الأولى، التي عندها يكون خراب العالم. وقيل هي النفخة الثانية. والأول أولى، لأنه هو المناسب لما بعده .

وجواب الشرط قوله: فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ. أو قوله: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ.

أى: فإذا نفخ إسرافيل في الصور بأمرنا. وقعت الواقعة التي لا مفر من وقوعها، لكي يحاسب الناس على أعمالهم.

ووصفت النفخة بأنها واحدة، للتأكيد على أنها نفخة واحدة وليست أكثر، وللتنبيه على أن هذه النفخة- مع أنها واحدة- تتأثر بها السموات والأرض والجبال، وهذا دليل على وحدانية الله- تعالى- وقدرته.

يقول تعالى مخبرا عن أهوال يوم القيامة ، وأول ذلك نفخة الفزع ، ثم يعقبها نفخة الصعق حين يصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ثم بعدها نفخة القيام لرب العالمين ، والبعث والنشور ، وهي هذه النفخة . وقد أكدها هاهنا بأنها واحدة ، لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع ، ولا يحتاج إلى تكرار وتأكيد .

وقال الربيع : هي النفخة الأخيرة . والظاهر ما قلناه ; ولهذا قال هاهنا :

القول في تأويل قوله تعالى : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13)

يقول تعالى ذكره: ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ ) إسرافيل ( نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ) وهي النفخة الأولى، ( وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ) يقول: فزلزلتا زلزلة واحدة.

التدبر :

وقفة
[13] ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ قال ابن عباس: «وهي النفخة الأولى التي يحصل عنها خراب العالم».
وقفة
[13] التذكير بشدة أهوال يوم القيامة ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾.
وقفة
[13، 14] هذا ليس على وجه التأكيد المجرد، بل المراد التقييد بالمرة الواحدة، أي: أن النفخ لم يكن نفختين، ولم يك دك الأرض والجبال بعد حملهما دكتين، بل واحدة فقط، فعلى المقتدر على الشيء المتمكن منه، ونظيره قوله تعالى: ﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ [يس: 29].

الإعراب :

  • ﴿ فَإِذا:
  • الفاء: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط. والجواب في الآية الكريمة الخامسة عشرة.
  • ﴿ نُفِخَ فِي الصُّورِ:
  • الجملة الفعلية في محل جر بالاضافة. نفخ: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. في الصور: جار ومجرور متعلق بنفخ.أي في البوق.
  • ﴿ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ:
  • مصدر في موضع نائب فاعل مرفوع بالضمة. واحدة:توكيد للفعل بنعت المصدر مرفوع بالضمة. أي صفة- نعت- لنفخة يفيد التوكيد.'

المتشابهات :

الأنعام: 73﴿وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
طه: 102﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا
النبإ: 18﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا
النمل: 87﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ
الحاقة: 13﴿ فَإذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَة

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ ما فَعَله بالمكذِّبين لرُسلِه، وكيف عجَّلَ لهم العُقوبةَ في الدُّنيا، وأنَّ اللهَ نجَّى الرُّسلَ وأتْباعَهم؛ كان هذا مُقدِّمةً لذِكرِ الجزاءِ الأُخرويِّ، وتَوفيةِ الأعمالِ كاملةً يومَ القيامةِ، فذكَرَ أمْرَ الآخرةِ، وبدَأَ بالأمورِ الهائلةِ الَّتي تَقَعُ أمام القيامةِ، وأوَّلُ ذلك: أنَّه يَنفُخُ إسرافيلُ في الصُّورِ، قال تعالى:
﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

نفخة واحدة:
1- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بنصبهما، على إقامة الجار والمجرور مقام الفاعل، وهى قراءة أبى السمال.

مدارسة الآية : [14] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً ..

التفسير :

[14]ورُفعت الأرض والجبال عن أماكنها فكُسِّرتا، ودُقَّتا دقة واحدة

{ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} أي:فتتت الجبال واضمحلت وخلطت بالأرض ونسفت على الأرض فكان الجميع قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا. هذا ما يصنع بالأرض وما عليها.

وقوله- سبحانه-: وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً بيان لما ترتب على تلك النفخة الهائلة من آثار.

والمراد بحمل الأرض والجبال: إزالتهما من أماكنهما، وتفريق أجزائهما.

والدك: هو الدق الشديد الذي يترتب عليه التكسير والتفتيت للشيء.

أى: عند ما ينفخ إسرافيل في الصور بأمرنا نفخة واحدة، وعند ما تزال الأرض والجبال عن أماكنهما، وتتفتت أجزاؤهما تفتتا شديدا.

( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) أي : فمدت مد الأديم العكاظي ، وتبدلت الأرض غير الأرض

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ) قال: صارت غبارا. وقيل: ( فَدُكَّتَا ) وقد ذكر قبل الجبال والأرض، وهي جماع، ولم يقل: فدككن، لأنه جعل الجبال كالشيء الواحد، كما قال الشاعر:

هُمَــا سَــيِّدَانِ يَزْعُمــانِ وإنَّمَـا

يَسُــودانِنا إنْ يَسَّــرَتْ غَنماهُمَــا (1)

وكما قيل: أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا .

------------------------

الهوامش:

(1) نسب البيت صاحب اللسان (يسر) والعيني في شرح شواهد الألفية إلى أبي أسيدة الدبيري . وأنشد في اللسان قبله بيتا آخر، وهو:

إنَّ لَنَـــا شَـــيْخَيْنِ لا يَنفَعَانِنَــا

غَنِيَّيْــنِ لا يجْــدِى عَلَيْنَـا غِنَاهُمَـا

أي: ليس فيهما من السيادة إلا كونهما قد يسرت غنماهما، أي: كثرت وكثرت ألبانها ونسلها، والسؤدد يوجب البذل والعطاء والحراسة والحماية وحسن التدبير والحلم، وليس عندهما من ذلك شيء . واستشهد المؤلف بالبيت على أن الشاعر قال: غنماها بلفظ التثنية للغنم، مع أن الغنم اسم للجمع، وليس بمفرد، ولكنه عامله معاملة المفرد، كما اعتبرت الجبال في قوله تعالى: ( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) في حكم المفرد كالأرض، ولذلك قال: فدكتا، ولم يقل فدككن. ا هـ . وفي البيت شاهد آخر عند النحويين في باب إلغاء عمل ظن وأفعال القلوب إذا تأخرت عن معموليها، ولو تقدمت عليهما لعملت فيهما النصب

التدبر :

وقفة
[14] ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ يا لحقارة الدنيا؛ دكة واحدة تُذهب كل ما نراه.
وقفة
[14] ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ ما أحقر هذه الأرض وأهونها على الله! دكة واحدة تأتي بكل ما عليها.
وقفة
[14] ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ رُفعت الأرض والجبال من مكانهما بفعل القدرة الإلهية من غير واسطة مخلوق، ولا أثر قوة ريح أو مَلَك، فقدرة الله قد تجري بسبب أو بغير سبب.

الإعراب :

  • ﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ:
  • الواو عاطفة. حملت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب وكسرت لالتقاء الساكنين. الأرض: نائب فاعل مرفوع بالضمة. والجبال:معطوفة بالواو على «الأرض» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ فَدُكَّتا:
  • معطوفة بالفاء على «حملت» وتعرب اعرابها. والألف ضمير متصل- ضمير الاثنين- مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. أي ورفعت جملة الأرضين وجملة الجبال من جهاتهما بريح فضرب بعضها ببعض.
  • ﴿ دَكَّةً واحِدَةً:
  • مفعول مطلق- مصدر- واحدة: صفة- نعت- للمصدر يفيد التوكيد أو لبيان عدده أي توكيد للفعل بنعت مصدره والكلمتان:منصوبتان وعلامة نصبهما الفتحة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ النفخةَ الأولى؛ بَيَّنَ هنا ما ترتبَ على تلك النفخة الهائلة من آثار، قال تعالى:
﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وحملت:
1- بالتخفيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالتشديد، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وابن مقسم، والأعمش، وابن عامر، فى رواية يحيى.

مدارسة الآية : [15] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ

التفسير :

[15]ففي ذلك الحين قامت القيامة

فيومئذ ( وَقَعَتِ الواقعة ) أى : ففى هذا الوقت تقع الواقعة التى لا مرد لوقوعها ، والواقعة من أسماء يوم القيامة . كالحاقة ، والقارعة .

( فيومئذ وقعت الواقعة ) أي : قامت القيامة .

( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) يقول جلّ ثناؤه: فيومئذ وقعت الصيحة الساعة، وقامت القيامة.

القول في تأويل قوله تعالى : وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16)

يقول تعالى ذكره: وانصدعت السماء ( فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ) يقول: منشقة متصدّعة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقيّ، قال: ثنا أبو أسامة، عن الأجلح، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم، قال: " إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا بأهلها، ونـزل من فيها من الملائكة، فأحاطوا بالأرض ومن عليها، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، فصفوا صفا دون صفّ، ثم نـزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم، فإذا رآها أهل الأرض ندّوا، فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قوله الله: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ، وذلك قوله: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ، وقوله: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ، وذلك قوله: ( وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) .

التدبر :

وقفة
[15] ﴿فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ الواقعة اسم من أسماء القيامة، فهي الواقعة؛ لأنها لابد واقعة، وكأن طبيعتها أن تكون لابد واقعة! والاسم مقصود لدفع الارتياب فيها والتكذيب بها.
وقفة
[13-15] من حقارة الدنيا أن جعلها الله تنتهي بـِ (نفخة).
وقفة
[15، 16] ﴿فَيَوْمَئِذٍ ... يَوْمَئِذٍ﴾ ما تكرار (يومئذٍ) إلا منبهة على ضرورة استحضار ذلك اليوم العظيم في وجدان كل مسلم على الدوام، فأين المستحضرون المتفكرون؟!

الإعراب :

  • ﴿ فَيَوْمَئِذٍ:
  • الفاء واقعة في جواب «اذا» يوم: ظرف زمان منصوب متعلق بوقعت وهو مضاف. و «اذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين «سكونه وسكون التنوين» وهو في محل جر مضاف اليه وهو مضاف أيضا والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر بالاضافة. التقدير: فيومئذ نفخ في الصور وقعت الواقعة. أي فحينئذ.
  • ﴿ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة حركت بالكسر لالتقاء الساكنين لا محل لها من الاعراب. الواقعة: فاعل مرفوع بالضمة. أي نزلت النازلة وهي القيامة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     وبعد ذكرِ النفخة الأولى وما ترتب عليها؛ سَبَّبَ عَنْهُ قَوْلُهُ تعالى:
﴿ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [16] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ

التفسير :

[16]وانصدعت السماء، فهي يومئذ ضعيفة مسترخية، لا تماسُك فيها ولا صلابة

وأما ما يصنع بالسماء، فإنها تضطرب وتمور وتتشقق ويتغير لونها، وتهي بعد تلك الصلابة والقوة العظيمة، وما ذاك إلا لأمر عظيم أزعجها، وكرب جسيم هائل أوهاها وأضعفها.

ثم بين- سبحانه- ما تكون عليه السماء في هذا اليوم فقال: وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ.

والانشقاق: الانفطار والتصدع. ومعنى: واهِيَةٌ ضعيفة متراخية.

يقال: وهي البناء يهي وهيا فهو واه، إذا كان ضعيفا جدا، ومتوقعا سقوطه.

أى: وفي هذا الوقت- أيضا- الذي يتم فيه النفخ في الصور بأمرنا تتصدع السماء وتتفطر، وتصير في أشد درجات الضعف والاسترخاء، والتفرق.

وقيد- سبحانه- هذا الضعف بهذا الوقت، للإشارة إلى أنه ضعف طارئ، قد حدث بسبب النفخ في الصور، أما قبل ذلك فكانت في نهاية الإحكام والقوة.

وهذا كله للتهويل من شأن هذه النفخة، ومن شأن المقدمات التي تتقدم قيام الساعة، حتى يستعد الناس لها بالإيمان والعمل الصالح.

( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) قال سماك عن شيخ من بني أسد ، عن علي قال : تنشق السماء من المجرة . رواه ابن أبي حاتم .

وقال ابن جريج : هي كقوله : ( وفتحت السماء فكانت أبوابا ) [ النبأ : 19 ] .

وقال ابن عباس : منخرقة ، والعرش بحذائها .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ) " يعني: متمزّقة ضعيفة ."

( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) يقول تعالى ذكره: والملك على أطراف السماء حين تشقق وحافاتها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) يقول: والملك على حافات السماء حين تشقَّق؛ ويقال: على شقة، كل شيء تشقَّق عنه.

التدبر :

لمسة
[16] ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ (يَوْمَئِذٍ): للإشارة إلى أن ضعف السماء وتشققها طارئ، حدث بسبب النفخ في الصور، أما قبل ذلك فكانت في غاية القوة والإحكام.
وقفة
[16] ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ وهدف التهويل من شأن هذه النفخة، ومن شأن المقدِّمات التي تتقدم الساعة، أن يستعد الناس لها بالإيمان والعمل الصالح.
وقفة
[16] حتى السماء لما تفرقت ضعفت! قال جل جلاله: ﴿وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَانْشَقَّتِ السَّماءُ:
  • الواو عاطفة. انشقت السماء: تعرب اعراب «وَقَعَتِ الْواقِعَةُ» في الآية السابقة.
  • ﴿ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ:
  • الفاء استئنافية. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يومئذ: أعربت في الآية الكريمة السابقة.
  • ﴿ واهِيَةٌ:
  • خبر «هي» مرفوع بالضمة. أي مسترخية ساقطة بعد ما كانت محكمة متمسكة'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [16] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ تأثيرَ النَّفخةِ في العالَمِ السُّفليِّ؛ ذكَرَ هنا العلويَّ، فقال تعالى:
﴿ وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [17] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ ..

التفسير :

[17]والملائكة على جوانبها وأطرافها، ويحمل عرش ربك فوقهم يوم القيامة ثمانية من الملائكة العظام

{ وَالْمَلَكُ} أي:الملائكة الكرام{ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي:على جوانب السماء وأركانها، خاضعين لربهم، مستكينين لعظمته.{ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} أملاك في غاية القوة إذا أتى للفصل بين العباد والقضاء بينهم بعدله وقسطه وفضله.

والمراد بالملك في قوله- تعالى-: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها جنس الملك، فيشمل عدد مبهم من الملائكة.. أو جميع الملائكة إذا أردنا بأل معنى الاستغراق.

والأرجاء: الأطراف والجوانب، جمع رجا بالقصر، وألفه منقلبة عن واو، مثل: قفا وقفوان.

أى: والملائكة في ذلك الوقت يكونون على أرجاء السماء وجوانبها، ينفذون أمر الله- تعالى- وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ أى: والملائكة واقفون على أطراف السماء، ونواحيها. ويحمل عرش ربك فوق هؤلاء الملائكة في هذا اليوم، ثمانية منهم، أو ثمانية من صفوفهم التي لا يعلم عددها إلا الله- تعالى-.

وعرش الله- تعالى- مما لا يعلمه البشر إلا بالاسم، فنحن نؤمن بأن لله- عز وجل- عرشا، إلا أننا نفوض معرفة هيئته وكنهه.. إلى الله- تعالى-.

قال الآلوسى ما ملخصه: قوله: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها أى: والجنس المتعارف بالملك، وهم الملائكة.. على جوانب السماء التي لم تتشقق.

وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ أى: فوق الملائكة الذين هم على الأرجاء المدلول عليهم بالملك، وقيل: فوق العالم كلهم.

يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ أى: من الملائكة، أو ثمانية صفوف لا يعلم عدتهم إلا الله- تعالى- .

هذا، وقد وردت في صفة هؤلاء الملائكة الثمانية، أحاديث ضعيفة لذا ضربنا صفحا عن ذكرها.

( والملك على أرجائها ) الملك : اسم جنس ، أي : الملائكة على أرجاء السماء .

قال ابن عباس : على ما لم يه منها ، أي : حافتها . وكذا قال سعيد بن جبير ، والأوزاعي . وقال الضحاك : أطرافها . وقال الحسن البصري : أبوابها . وقال الربيع بن أنس في قوله : ( والملك على أرجائها ) يقول : على ما استدق من السماء ، ينظرون إلى أهل الأرض .

وقوله : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) أي : يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة . ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العرش العظيم ، أو : العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء ، والله أعلم بالصواب . وفي حديث عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن عبد المطلب في ذكر حملة العرش أنهم ثمانية أوعال .

وقال ابن أبى حاتم : حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني أبو السمح البصري ، حدثنا أبو قبيل حيي بن هانئ : أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول : حملة العرش ثمانية ، ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي قال : كتب إلي أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري : حدثني أبي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش : بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه بخفق الطير سبعمائة عام " .

وهذا إسناد جيد ، رجاله ثقات . وقد رواه أبو داود في كتاب " السنة " من سننه : حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش : أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسير سبعمائة عام " . هذا لفظ أبي داود .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا يحيى بن المغيرة ، حدثنا جرير ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) قال : ثمانية صفوف من الملائكة . قال : وروي عن الشعبي [ وعكرمة ] والضحاك . وابن جريج مثل ذلك . وكذا روى السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس : ثمانية صفوف . وكذا روى العوفي عنه .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : الكروبيون ثمانية أجزاء ، كل جنس منهم بقدر الإنس والجن والشياطين والملائكة .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) قال: أطرافها.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) قال: على حافات السماء.

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أُسامة، عن الأجلح، قال، قلت للضحاك: ما أرجاؤها، قال: حافاتها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال ثني سعيد: عن قتادة ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ): على حافاتها.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) قال: بلغني أنها أقطارها، قال قتادة: على نواحيها.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) قال: نواحيها.

حدثني الحارث، قال: ثنا الأشيب، قال: ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن المسيب: الأرجاء حافات السماء.

قال: ثنا الأشيب، قال: ثنا أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) قال: على ما لم يَهِ منها.

حدثنا محمد بن سنان القزاز، قال: ثنا حسين الأشقر، قال: ثنا أبو كدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، في قوله: ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا ) قال: على ما لم يَهِ منها.

وقوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )، اختلف أهل التأويل في الذي عني بقوله: ( ثَمَانِيَةَ )، فقال بعضهم: عني به ثمانية صفوف من الملائكة، لا يعلم عدّتهن إلا الله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا طلق عن ظهير، عن السدّي، عن أبي مالك عن ابن عباس: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) قال: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) قال: هي الصفوف من وراء الصفوف.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة، عن ابن عباس، في قوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) قال: ثمانية صفوف من الملائكة.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) قال بعضهم: ثمانية صفوف لا يعلم عدتهنّ إلا الله. وقال بعضهم: ثمانية أملاك على خلق الوعلة.

وقال آخرون: بل عني به ثمانية أملاك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) قال: ثمانية أملاك، وقال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يَحْمِلُهُ اليَوْمَ أرْبَعَةٌ، وَيَوْم القِيامَةِ ثَمَانِيَةٌ"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ أقْدامَهُمْ لَفِي الأرْضِ السَّابِعَةِ، وَإنَّ مَناكِبَهُمْ لخَارِجَةٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ عَلَيْها الْعَرْشُ". قال ابن زيد: الأربعة، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لَمَّا خَلَقَهُمُ اللهُ قالَ: تَدْرُون لِمَ خَلَقْتُكُمْ ؟ قالُوا: خَلَقْتَنا رَبَّنا لِمَا تَشاءُ، قالَ لَهُمْ: تَحْمِلُونَ عَرْشِي، ثُمَّ قالَ: سَلُوني مِنَ القُوَّةِ ما شئْتُمْ أجْعَلْها فِيكُمْ، فَقالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: قَدْ كانَ عَرْشُ رَبِّنا على المَاءِ، فاجْعل فيَّ قُوَّةَ المَاءِ، قالَ: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ المَاءِ؛ وقال آخرُ: اجْعَل فيَّ قُوَّةَ السَّمَاوَاتِ، قالَ: قَدْ جَعَلْتُ فيك قُوَّةَ السَّمَاوَاتِ؛ وقالَ آخَرُ: اجْعَل فيَّ قُوَّةَ الأرْضِ، قالَ: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الأرْضِ والجِبالِ؛ وقالَ آخَرُ: اجْعَلْ فِيَّ قُوَّةَ الرِّياحِ، قالَ: قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الرِّياح؛ ثُمَّ قال: احْمِلُوا، فَوَضَعُوا العَرْش على كَوَاهِلِهِمْ، فَلَمْ يَزُولُوا؛ قالَ: فَجاءَ عِلْمٌ آخَرُ، وإنَّمَا كانَ عِلْمُهُمُ الَّذِي سأَلُوهُ القُوَّةَ، فَقالَ لَهُمْ: قُولُوا: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله، فقالوا: لا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إلا بالله، فَجَعَلَ اللهُ فِيهِمْ مِنْ الْحَوْلِ والقُوَّةِ ما لَمْ يَبْلُغْهُ عِلْمُهُمْ، فَحَمَلُوا ".

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " هُمُ اليَوْمَ أرْبَعَةٌ"، يعني: حملة العرش " وَإذَا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أيَّدَهُمُ اللهُ بأرْبَعَةٍ آخَرِينَ فكانُوا ثَمانِيَةً وَقَدْ قالَ اللهُ: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) ".

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن ميسرة، قوله: ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) قال: أرجلهم في التخوم لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور.

التدبر :

وقفة
[17] ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ: «أُذِنَ لِى أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ» [أبو داود 4727، وصححه الألباني].

الإعراب :

  • ﴿ وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها:
  • الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال. أي تنشق السماء وهي مسكن الملائكة. الملك: مبتدأ مرفوع بالضمة. على أرجاء: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. و «ها» ضمير متصل يعود على السماء مبني على السكون في محل جر بالاضافة أي على جوانبها الواحد:«رجا» مقصور.
  • ﴿ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ:
  • الواو عاطفة. يحمل: فعل مضارع مرفوع بالضمة. عرش: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ربك:مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَوْقَهُمْ:
  • ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بيحمل وهو مضاف.و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة يعود على «الملك» على معنى الجمع أي «الملائكة» لأن المقصود جنس «الملك» فالواحد والجمع سواء في العموم.
  • ﴿ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ:
  • سبق اعرابها. ثمانية: فاعل «يحمل» مرفوع بالضمة. أي ثمانية منهم. أي من الملائكة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     ولَمَّا كانت العادةُ جاريةً فيما يعرفُ أنَّ المَلِكَ يُظهِرُ أنواعًا من عَظَمتِه يومَ عرضِ الجُنْدِ، قال تعالى مُعرِّفًا لنا بنحوِ ما أَلِفْناه:
﴿ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ ..

التفسير :

[18]في ذلك اليوم تُعرضون على الله -أيها الناس- للحساب والجزاء، لا يخفى عليه شيء من أسراركم.

{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ} على الله{ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} لا من أجسامكم وأجسادكم ولا من أعمالكم [وصفاتكم]، فإن الله تعالى عالم الغيب والشهادة. ويحشر العباد حفاة عراة غرلا، في أرض مستوية، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، فحينئذ يجازيهم بما عملوا، ولهذا ذكر كيفية الجزاء، فقال:

ثم بين- سبحانه- ما يجرى على الناس في هذا اليوم فقال: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ.

والعرض أصله: إظهار الشيء لمن يريد التأمل فيه، أو الحصول عليه، ومنه عرض البائع سلعته على المشترى.

وهو هنا كناية عن لازمه وهو المحاسبة.

أى: في هذا اليوم تعرضون للحساب والجزاء، لا تخفى منكم خافية، أى تعرضون للحساب، دون أن يخفى منكم أحد على الله- تعالى- أو دون أن تخفى منكم نفس واحدة على خالقها- عز وجل-.

قال الجمل: وقوله: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ أى: تسألون وتحاسبون، وعبر عنه بذلك تشبيها له بعرض السلطان العسكر والجند، لينظر في أمرهم فيختار منهم المصلح للتقريب والإكرام، والمفسد للإبعاد والتعذيب .

وقوله : أي تعرضون على عالم السر والنجوى الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم ، بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر ; ولهذا قال : ( لا تخفى منكم خافية )

وقد قال ابن أبي الدنيا : أخبرنا إسحاق بن إسماعيل ، أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجاج قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر : ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) .

وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا علي بن علي بن رفاعة ، عن الحسن ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي ، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " .

ورواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع به ، وقد رواه الترمذي ، عن أبي كريب ، عن وكيع ، عن علي بن علي ، عن الحسن ، عن أبي هريرة‌ به .

وقد روى ابن جرير ، عن مجاهد بن موسى ، عن يزيد ، عن سليمان بن حيان ، عن مروان الأصغر ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات : عرضتان ، معاذير وخصومات ، والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي . ورواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة مرسلا مثله .

وقوله : ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) يقول تعالى ذكره: يومئذ أيها الناس تعرضون على ربكم، وقيل: تعرضون ثلاث عرضات.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسن بن قزعة الباهليّ، قال: ثنا وكيع بن الجراح، قال: ثنا عليّ بن عليّ الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسي الأشعري، قال: " تُعرض الناس ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير. وأما الثالثة، فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله ".

حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سليمان بن حيان، عن مروان الأصغر، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان معاذير وخصومات، والعرضة الثالثة تطيرّ الصحف في الأيدي".

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " يُعرضُ الناس ثلاث عرضات يوم القيامة، فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال، وأما العرضة الثالثة فتطيرّ الصحف في الأيدي".

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، بنحوه.

وقوله: ( لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ) يقول جلّ ثناؤه: لا تخفى على الله منكم خافية، لأنه عالم بجميعكم، محيط بكلكم.

التدبر :

وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ ما تُخفِيه اليومَ سينكشفَ غدًا.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ كل ما أسررتم من عمل ستلاقونه محضرًا يوم العرض، فاجعلوا أعمال خلوتكم حجة لكم لا عليكم.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ فكل ما تخفيه اليوم سينكشف غدًا؛ فلا تخفي إلا ما يسرك أن يعلن عنه يوم يقوم الأشهاد.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ تستَّر هنا بما تشاء من الكذب والمعرّفات، واستعد ليوم لا تخفى فيه خافية، فالحساب كله مكشوف.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ إنَّه موقفٌ عظيمٌ عظيم عرضٌ على الله الذي يعلم بالظواهر والسرائر والضمائر.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ ستسقط هناك كل الدعاوى والبهارج، وينكشف المستور، فانظر ما الذي تكره انكشافه ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: 9].
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ تظهر أحوال المؤمنين فيتضاعف سرورهم، وأحوال أهل العذاب؛ فيتضاعف حزنهم، وفي هذا أعظم الزجر عن الذنوب التي هي سبب الفضيحة.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ الذين يُسيئون على مواقع التواصل بأسماء مستعارة؛ ستُعرضون على الله بأسمائكم الصريحة.
عمل
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ ما أخفيته هنا سيظهر هناك لا محالة، فاجعل ما تخفيه اليوم يسرك يوم القيامة، ولا يفضحك.
عمل
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ قف واذكر خلواتك وتقصيرك وسقطاتك، كلها أحصاها الله، تطهر منها بالتوبة اليوم.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ قال رجل لأبي الدرداء: «أوصني»، فقال: «تذكر يومًا تصيرُ السريرةُ فيه علانية»، ويا لها من وصية يرتجف لها الفؤادُ الحيّ!
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ مهما أخفيْت على النَّاس ذنوبك ومعاصيك واستمرَّيْت بها؛ فاعلم أنَّه سيأتي يومُ الحساب، وتعرض جميع أعمالك بهذا اليوم؛ فسارِع بالتوبةِ واستعد له.
وقفة
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ كم من مستور في الدنيا ‏مفضوح في الآخرة! ‏يا ليتنا ندرك العواقب قبل الفوات، ‏ونحسن العمل قبل الندم.
عمل
[18] ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ فإنَّك -واﷲ ثم واﷲ- تعرض على ﷲ، ويسألك عن أعمالك؛ فاستعد بالجواب.
اسقاط
[18] سؤال صريح: لو عرضت حياتك كاملة بكل تفاصيلها كـ (فيلم) هل تستطيع مشاهدته مع أهلك أمام الناس؟ فأحسن إنتاج الفيلم؛ لأنه سيعرض يوم القيامة قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾، تحسين الإنتاج بالاستغفار والتوبة عما سبق، والعمل والجد لما بقى.
وقفة
[18] عجبًا للعاصي كيف يقوى على مبارزة الله بالمعاصي، وهو يقرأ: ﴿يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية﴾؟! ما أقساها من فضيحةٍ تُعرَض على رؤوس الأشهاد! وما أخزاها على أعين الجموع الغفيرة! فلا تخدعك ستور الأرض؛ فإنَّ عين الله بكل شيء بصيرة.
وقفة
[18] مهما أخفينا من سيئاتنا عن الخلق ستظهر ﴿يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه﴾.
وقفة
[13-18] أحداث جسام يشيب لهولها الولدان، يا رب سلم.

الإعراب :

  • ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ:
  • سبق اعرابها. تعرضون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. أي للمساءلة والمحاسبة.
  • ﴿ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب حال من ضمير «تعرضون» لا: نافية لا عمل لها. تخفى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. منكم: جار ومجرور متعلق بتخفى والميم علامة جمع الذكور. خافية: فاعل مرفوع بالضمة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     وبعد ذكرِ يوم القيامة؛ بَيَّنَ اللهُ هنا ما يجري على النَّاس في هذا اليوم، قال تعالى:
﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لا تخفى:
1- بتاء التأنيث، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالياء، وهى قراءة على، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وابن مقسم، عن عاصم، وابن سعدان.

مدارسة الآية : [19] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ..

التفسير :

[19] فأمَّا من أُعطي كتاب أعماله بيمينه، فيقول ابتهاجاً وسروراً:خذوا اقرؤوا كتابي

وهؤلاء هم أهل السعادة يعطون كتبهم التي فيها أعمالهم الصالحة بأيمانهم تمييزا لهم وتنويها بشأنهم ورفعا لمقدارهم، ويقول أحدهم عند ذلك من الفرح والسرور ومحبة أن يطلع الخلق على ما من الله عليه به من الكرامة:{ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} أي:دونكم كتابي فاقرأوه فإنه يبشر بالجنات، وأنواع الكرامات، ومغفرة الذنوب، وستر العيوب.

والفاء في قوله- تعالى-: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ.. لتفصيل ما يترتب على العرض والحساب من جزاء.

والمراد بكتابه: ما سجلته الملائكة عليه من أعمال في الدنيا، والمراد بيمينه: يده اليمنى، لأن من يعطى كتابه بيده اليمنى، يكون هذا الإعطاء دليلا على فوزه ونجاته من العذاب.

والعرب يذكرون التناول باليمين، على أنه كناية عن الاهتمام بالشيء المأخوذ، وعن الاعتزاز به، ومنه قول الشاعر:

إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين

وجملة فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ جواب «أما» - ولفظ «هاؤم» هنا:

اسم فعل أمر. بمعنى: خذوا، والهاء في قوله «كتابيه وحسابيه» وما ماثلهما للسكت، والأصل كتابي وحسابي فأدخلت عليهما هاء السكت لكي تظهر فتحة الياء.

والمعنى في هذا اليوم يعرض كل إنسان للحساب والجزاء، ويؤتى كل فرد كتاب أعماله، فأما من أعطى كتاب أعماله بيمينه، على سبيل التبشير والتكريم، فَيَقُولُ على سبيل البهجة والسرور لكل من يهمه أن يقول له: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ أى: هذا هو كتابي فخذوه واقرءوه فإنكم ستجدونه مشتملا على الإكرام لي، وتبشيرى بالفوز الذي هو نهاية آمالى، ومحط رجائي.

يخبر تعالى عن سعادة من أوتي كتابه يوم القيامة بيمينه ، وفرحه بذلك ، وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه : ( هاؤم اقرءوا كتابيه ) أي : خذوا اقرؤوا كتابيه ; لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة ; لأنه ممن بدل الله سيئاته حسنات .

قال عبد الرحمن بن زيد : معنى : ( هاؤم اقرءوا كتابيه ) أي : ها اقرؤوا كتابيه ، و " ؤم " زائدة . كذا قال ، والظاهر أنها بمعنى : هاكم .

وقد قال ابن أبى حاتم حدثنا : بشر بن مطر الواسطي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان قال : المؤمن يعطى كتابه [ بيمينه ] في ستر من الله ، فيقرأ سيئاته ، فكلما قرأ سيئة تغير لونه حتى يمر بحسناته فيقرؤها ، فيرجع إليه لونه . ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات ، قال : فعند ذلك يقول : ( هاؤم اقرءوا كتابيه )

وحدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا موسى بن عبيدة ، أخبرني عبد الله بن عبد الله بن حنظلة - غسيل الملائكة - قال : إن الله يقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظهر صحيفته ، فيقول له : أنت عملت هذا ؟ فيقول : نعم أي رب ، فيقول له : إني لم أفضحك به ، وإني قد غفرت لك ، فيقول عند ذلك : ( هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه ) حين نجا من فضحه يوم القيامة .

وقد تقدم في الصحيح حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى ، فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يدني الله العبد يوم القيامة ، فيقرره بذنوبه كلها ، حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله : إني سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم . ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه ، وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد : ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) [ هود : 18 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)

يقول تعالى ذكره: فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه، فيقول تعالى ( اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) .

كما حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله: ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) قال: تعالوا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان بعض أهل العلم يقول: وجدت أكيس الناس من قال: ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ).

التدبر :

وقفة
[19] ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ تأملوا هذا الموقف، يا لها من فرحة! اللهم اجعلنا ممن يقولها يا أكرم الأكرمين.
وقفة
[19] ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ لحظة حصاد تنسيك تعبك.
تفاعل
[19] ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ ادع الله أن تكون ممن يؤخذون كتابهم باليمين يوم القيامة.
عمل
[19] ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ﴾ تلك هي اللحظة الجميلة للكشف عن كل منجزاتك وأعمالك وطاعاتك وصدقاتك؛ فاحرص على إخفاء أعمالك الصالحة حتى يحين ذلك اليوم، الذي تقَّدر فيه على كل ما عملت، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!
تفاعل
[19-24] قل: «اللهم اجعلنا منهم ومعهم».
وقفة
[19] ﴿فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ يحب الإنسان أن يشاركه مَن حوله فرحته.
وقفة
[19] ﴿فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ الجميع مشغول عنه، لكن المرء حين يفرح يحب أن يشاركه الجميع.
وقفة
[19] ﴿فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ من شدة الفرح يقول لكل من لقيه خذوا اقرءوا كتابيه، لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة، لأنه ممن بدل الله سيئاته حسنات.
وقفة
[19] ﴿فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ هذه اللحظةُ المناسبةُ للكشفِ عن كلِّ أعمالِك، حاول إخفاءَ أعمالَك الصالحةَ حتَّى يحينَ ذلك الوقتُ.
اسقاط
[19] ﴿فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ كم تأنس حين تقف في الدنيا علي كلمة طيبة خطتها يمينك، وعلي عمل صالح طوته الأيام عن ذاكرتك؛ فكيف سيكون أنسك بها يوم القيامة؟!
وقفة
[19] ﴿فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ الإنسان يُحب أن يشاركه فرحته من حوله.
وقفة
[19] ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾ من أجل هذه اللحظة! تهون الدنيا كلها في مقابل هذه السعادة الكبرى.
وقفة
[19] ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾ ما أعظم فرحة هذا الرجل: 1- تنبيه للناس لقوله: (هَا). 2- نداء لأهل المحشر جميعا (هَاؤُمُ) بمعنى: أنتم تعالوا. 3- وضوح كتابه وخلوه عن العيوب لأنه طلب من الناس قراءته. 4- فرحته بكتابه؛ فلم يقل (كتابي) بل أتى بهاء السكت الدالة على الطرب اللفظي.
عمل
[19] أخي الطالبـ/ـة: هل ذقت فرحة النجاح بعد تعبك طيلة فصل دراسي؟ فكيف لو ذقت فرحة النجاح الأخروي لتقولنَّ -من فرحتك-: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾؛ فاعمل.
وقفة
[19] ما أجملها من كلمة تلقى في حفل تكريم ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾.
وقفة
[19، 20] للنجاح لذة وله نشوة، تأمل نداء الناجحين: ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾، إنه نداء بصوت عال تغمره البهجة: تعالوا جميعًا هذا كتابي خذوه فاقرءوه! وبمثلها يصدح المجتهد حين يستلم شهادة التفوق على الأقران، فإن أردت إكسير النجاح الذي لا ينضب في الحياتين، فقف طويلًا مع التعليل في قوله: ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَمَّا مَنْ:
  • الفاء استئنافية. أما: حرف شرط وتفصيل «تفصيل للعرض» من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية بعده: صلته لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ:
  • فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. كتابه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. بيمينه:جار ومجرور متعلق بأوتي. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.وكتابه صحيفة اعماله.
  • ﴿ فَيَقُولُ:
  • الفاء واقعة في جواب «أما» يقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يقول» في محل رفع خبر «من» والجملة بعد «يقول» في محل نصب مفعول به- مقول القول-.
  • ﴿ هاؤُمُ:
  • ها: اسم فعل أمر بمعنى «خذ» ومدت ألفها فصارت «هاء» عوضا عن الكاف والميم علامة الجمع وقيل: أصلها «هاكم» أبدل من الكاف والميم علامة الجمع. وقيل: أصلها «هاكم» أبدل من الكاف. وقيل: ها صوت يصوت به فيفهم عنه معنى خذ كأف للتضجر وما أشبه ذلك. وحركت الميم بالضم للاشباع ولالتقاء الساكنين
  • ﴿ اقْرَؤُا:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة.
  • ﴿ كِتابِيَهْ:
  • مفعول به منصوب بهاؤم عند الكوفيين وباقرأوا عند البصريين لأنه أقرب العاملين وأصله هاؤم كتابي اقرأوا كتابي فحذف الأول لدلالة الثاني عليه ونظيره في تنازع العاملين المختلفين أي العمل في معمول واحد «آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً» وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم- في محل جر بالاضافة. والهاء للسكت لتتبين بها حركة ما قبلها.'

المتشابهات :

الإسراء: 71﴿يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسِۢ بِإِمَٰمِهِمۡۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَـٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا
الحاقة: 19﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ
الإنشقاق: 7﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ العرضَ؛ ذكرَ هنا ما يكون فيه، قال تعالى:
﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

كتابيه:
1- بإثبات هاء السكت وقفا ووصلا، مراعاة لخط المصحف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بحذفها، وصلا ووقفا وإسكان الياء، وهى قراءة ابن محيصن.

مدارسة الآية : [20] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ

التفسير :

[20]إني أيقنت في الدنيا بأني سألقى جزائي يوم القيامة، فأعددت له العدة من الإيمان والعمل الصالح

والذي أوصلني إلى هذه الحال، ما من الله به علي من الإيمان بالبعث والحساب، والاستعداد له بالممكن من العمل، ولهذا قال:{ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} أي:أيقنت فالظن -هنا- [بمعنى] اليقين.

إِنِّي ظَنَنْتُ أى: تيقنت وعلمت أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ أى: إنى علمت أن يوم القيامة حق، وتيقنت أن الحساب والجزاء صدق، فأعددت للأمر عدته عن طريق الإيمان الكامل، والعمل الصالح.

قال الضحاك: كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك.

وهذه الجملة الكريمة بمنزلة التعليل للبهجة والمسرة التي دل عليها قوله- تعالى- هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ.

وقوله : ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) أي : قد كنت موقنا في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة ، كما قال : ( الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم ) [ البقرة : 46 ] .

وقوله: ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) يقول: إني علمت أني ملاق حسابيه إذا وردت يوم القيامة على ربي.

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: ( إِنِّي ظَنَنْتُ ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) يقول: أيقنت.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) : ظنّ ظنا يقينا، فنفعه الله بظنه.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) قال: إن الظنّ من المؤمن يقين، وإن " عسى " من الله واجب فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال؛ ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) قال: ما كان من ظنّ الآخرة فهو علم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، قال: كلّ ظنّ في القرآن ( إِنِّي ظَنَنْتُ ) يقول: أي علمت.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[20] ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ كلما كان الإنسان أعلى كان الاستشعار والنقص من نفسه أكثر يكفي العاقل في الخوف الحامل له على العمل.
عمل
[20] ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ كن بين خوف ورجاء, لا تركن وتدع الخوف، ولا تقنط من رحمة رب الكون، هنا يكمن سر النجاة.
وقفة
[20] ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ الاستعداد للقاء الله هو أساس الفوز في الآخرة, وعبر عن لقاء الله بالظن دون اليقين؛ إما: لأن الظن يطلق على اليقين, أو لأنه كان يظن كل يوم أنه سيلاقي الله, فهو موقن بالله ظان بالوقت.
وقفة
[20] ﴿إِنّي ظَنَنتُ أَنّي مُلاقٍ حِسابِيَه﴾ يأتى الظن فى بعض المواضع بمعنى اليقين، وهذا من ضمنها كما فى قوله تعالى: ﴿الَّذينَ يَظُنّونَ أَنَّهُم مُلاقو رَبِّهِم وَأَنَّهُم إِلَيهِ راجِعونَ﴾ [البقرة: 46].
وقفة
[20] ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ قال الحسن في هذه الآية: «إن المؤمن أحسن الظن بربه؛ فأحسن العمل، وإن المنافق أساء الظن بربه؛ فأساء العمل».
وقفة
[20] ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ كنز اليقين، ما نجا أحد إلا بيقينه بيوم الحساب، كلما أيقن أن الله محاسبه، اجتهد لحرث الآخرة.
وقفة
[20] ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ استحضار اليوم الآخر من أهم أسباب النجاة؛ لأنه باعث على دوام مراقبة الله تعالى، مع رجاء الفوز برضاه، ويُبعَث المرء على ما مات عليه.
وقفة
[20] ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ إن قلتَ: كيف عبَّر بأنه يظنُّ ذلك، مع أنه يعلمه؟! قلتُ: الظنُّ مطلقٌ بمعنى العلم، كما في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أنَّهمْ ملاقُوا رَبِّهمْ وأَنَّهمْ إليهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 46].
عمل
[20] اترك معاصي الخلوات فالله لا تخفى عليه خافية ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم- في محل نصب اسمها.
  • ﴿ ظَنَنْتُ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل- ضمير المتكلم- مبني على الضم في محل رفع فاعل. بمعنى:أيقنت وتيقنت. أو علمت. والجملة الفعلية «ظننت» وما بعدها في محل رفع خبر «إن».
  • ﴿ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ:
  • أني: أعربت. و «أن» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي «ظن» ملاق: خبر «أن» مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين ولأنه اسم منقوص نكرة حسابيه تعرب اعراب «كتابيه» الواردة في الآية الكريمة السابقة وهي هنا مفعول لاسم الفاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     وبعد بيان فرح وسرور من أُعطي كتاب أعماله بيمينه؛ ذكرَ هنا السببَ في حسن حاله، فقال:
﴿ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

حسابيه:
انظر: كتابيه، الآية: 19.

مدارسة الآية : [21] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ

التفسير :

[21]فهو في عيشة هنيئة مرضية

{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أي:جامعة لما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وقد رضوها ولم يختاروا عليها غيرها.

فَهُوَ أى: هذا المؤمن الفائز برضا الله- تعالى- فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أى: في حياة ذات رضا، أى: ثابت ودائم لها الرضا. فهي صيغة نسب، كلابن وتامر لصاحب اللبن والتمر.

أو فهو في عيشة مرضية يرضى بها صاحبها ولا يبغضها، فهي فاعل بمعنى مفعول، على حد قولهم: ماء دافق بمعنى مدفوق.

وفي هذا التعبير ما فيه من الدلالة على أن هذه الحياة التي يحياها المؤمن في الجنة، في أسمى درجات الحبور والسرور، حتى لكأنه لو كان للمعيشة عقل، لرضيت لنفسها بحالتها، ولفرحت بها فرحا عظيما.

قال الله : ( فهو في عيشة راضية ) أي : مرضية ،

القول في تأويل قوله تعالى : فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21)

يقول تعالى ذكره: فالذي وصفت أمره، وهو الذي أوتي كتابه بيمينه، في عيشة مرضية، أو عيشة فيها الرضا، فوصفت العيشة بالرضا وهي مرضية، لأن ذلك مدح للعيشة، والعرب تفعل ذلك في المدح والذّم فتقول: هذا ليل نائم، وسرّ كاتم، وماء دافق، فيوجهون الفعل إليه، وهو في الأصل مقول لما يراد من المدح أو الذّم، ومن قال ذلك لم يجز له أن يقول للضارب مضروب، ولا للمضروب ضارب، لأنه لا مدح فيه ولا ذمّ.

التدبر :

لمسة
[21] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ لم يقل الله: (راضيًا), وإنما أسندت الآية الرضا للعيشة وليس للشخص, ومن لطائف ذلك: أن الرضا من شدته ووفرته سري من المؤمن إلي حياته، فأصبحت حياته كلها رضا.
وقفة
[21] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ ذات رضا ملتبسة به؛ فيكون بمعنى مرضية، أو راض صاحبها، فأسند الرضا إليها لخلوصها عن الشوائب كأنها نفسها راضية.
وقفة
[21] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ عبر عن تمام رضى صاحب العيشة برضى عيشته على الحقيقة؛ وذلك أن رضى من يلقاه ويحيط به ويخدمه مؤثر في رضاه، فكما أن رضى الوالدين في الدنيا والأولاد والزوج بل والخدم يجعل الإنسان في غاية الرضا؛ فكيف بأثر رضى من حوله عليه في الآخرة، وتاج ذلك رضي الله عنه: ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].
وقفة
[21] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ معنى راضية: أي عيشة يحصل بها الرضى.
وقفة
[21] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ في هذا التعبير دلالة على أن الحياة التي يحياها المؤمن في الجنة، في أسمى درجات السعادة والسرور، حتى لو كان للمعيشة عقل، لرضيت لنفسها بحالتها، فأسند الرضا إليها؛ لخلوصها من كل الشوائب.
عمل
[21] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ أطلق لمشاعرك العنان، هل من عيشة أهنأ من العيشة الراضية؟! نسأل الله من فضله.
لمسة
[21] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ والتعبير بحرف الجر (في) دلالة على أنه منغمس فيها، ومحيطة به من كل جانب.
لمسة
[21] تأمل سر التعبير عن العيشة بأنها راضية في قوله: ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ ، فالوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية؛ فإنها اللائقة بهم، فكأن العيشة رضيت بهم كما رضوا بها، وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية فقط، فتأمله.

الإعراب :

  • ﴿ فَهُوَ:
  • الفاء استئنافية للتسبيب أو بدل من فاء «فيقول» هو: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «هو» راضية: صفة- نعت- لعيشة مجرورة مثلها بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ السببَ في حسنِ حالِه؛ بَيَّنَ اللهُ هنا عاقبةَ أمرِه، قال تعالى:
﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [22] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

التفسير :

[22]في جنة مرتفعة المكان والدرجات

{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} المنازل والقصور عالية المحل.

فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ أى: هذا الذي أوتى كتابه بيمينه، يكون- أيضا- في جنة مرتفعة على غيرها، وهذا لون من مزاياها.

( في جنة عالية ) أي : رفيعة قصورها ، حسان حورها ، نعيمة دورها ، دائم حبورها .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلام الأسود قال : سمعت أبا أمامة قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : " نعم ، إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى ، فيحيونهم ويسلمون عليهم ، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين ، تقصر بهم أعمالهم "

وقد ثبت في الصحيح : " إن الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض " .

وقوله: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ) يقول: في بستان عال رفيع، و " في" من قوله: (فِي جَنَّةٍ ) من صلة عيشة.

وقوله: (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) يقول: ما يقطف من الجنة من ثمارها دانٍ قريب من قاطفه.

وذُكر أن الذي يريد ثمرها يتناوله كيف شاء قائما وقاعدا، لا يمنعه منه بُعد، ولا يحول بينه وبينه شوك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[22] ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ جنة عالية علوًّا معنويًّا مكانة، وعلوًّا حسيًّا مكانًا، والارتفاع الحسي هو من نعيم الجنة البصريي؛ لأن صاحبها يُشرِف على جميع أملاكه في الجنة من أعلى مكان، فتبدو له روائع جنته، وفي ذلك زيادة البهجة والسرور.
تفاعل
[22] ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ سَل الله الجنة الآن.

الإعراب :

  • ﴿ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ
  • الآية بدل من الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. أي مرتفعة المكان في السماء.'

المتشابهات :

الحاقة: 22﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
الغاشية: 10﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     ولَمَّا شوَّق اللهُ إلى حالِ صاحبِ هذه العيشةِ، وكانت أمرًا إجماليًّا؛ فَصَّلَها وبَيَّنَها بالإبدالِ منها؛ زيادةً في التشويق، فقال تعالى:
﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ

التفسير :

[23] ثمارها قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع

{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} أي:ثمرها وجناها من أنواع الفواكه قريبة، سهلة التناول على أهلها، ينالها أهلها قياما وقعودا ومتكئين.

( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) أى : ثمارها قريبة التناول لهذا اليوم ، يقطفها كلما أرادها بدون تعب . فالقطوف جمع قِطْف بمعنى مقطوف ، وهو ما يجتنيه الجانى من الثمار ، و ( دَانِيَةٌ ) اسم فاعل ، من الدنو بمعنى القرب .

وقوله : ( قطوفها دانية ) قال البراء بن عازب : أي قريبة ، يتناولها أحدهم ، وهو نائم على سريره . وكذا قال غير واحد .

قال الطبراني : [ حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ] عن عبد الرزاق ، عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن عطاء بن يسار ، عن سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) هذا كتاب من الله لفلان بن فلان ، أدخلوه جنة عالية ، قطوفها دانية " .

وكذا رواه الضياء في صفة الجنة من طريق سعدان بن سعيد ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يعطى المؤمن جوازا على الصراط : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان ، أدخلوه جنة عالية ، قطوفها دانية " .

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول في هذه الآية (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) قال: يتناول الرجل من فواكهها وهو نائم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) : دنت فلا يردّ أيديهم عنها بعد ولا شوك.

التدبر :

وقفة
[23] ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾ كانت المعاصي قريبة منهم في الدُّنيا، فتركوها لله، فأدنى اللهُ نعيمَهم في الجنَّة.
وقفة
[23] ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾ ثمار الجنة قريبة يتناولها أهل الجنة قعودًا وعلى جنوبهم، لا يعنِّيهم تناولها، رب نسألك من فضلك.
وقفة
[23] ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾ إذا همَّ أن يتناول من ثمارها؛ تدلَّت إليه حتى يتناول منها ما يريد.

الإعراب :

  • ﴿ قُطُوفُها دانِيَةٌ:
  • الجملة الاسمية: في محل جر صفة ثانية لجنة. قطوف:مبتدأ مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. دانية: خبر «قطوفها» مرفوع بالضمة. والقطوف: مفردها:القطف العنقود أي عناقيدها قريبة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ولَمَّا وَصَفَها بالعُلُوِّ، وشأنُ المكانِ العالي أن تكونَ أشجارُه كذلك، فأزال ذلك بأنَّها مع عُلُوِّها فثِمارُها قريبةُ التَّناوُلِ، سَهلةُ المأخَذِ، قال تعالى:
﴿ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ ..

التفسير :

[24]يقال لهم:كلوا أكلاً، واشربوا شرباً بعيداً عن كل أذى، سالمين من كل مكروه؛ بسبب ما قدَّمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية.

ويقال لهم إكراما:{ كُلُوا وَاشْرَبُوا} أي:من كل طعام لذيذ، وشراب شهي،{ هَنِيئًا} أي:تاما كاملا من غير مكدر ولا منغص. وذلك الجزاء حصل لكم{ بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} من الأعمال الصالحة -وترك الأعمال السيئة- من صلاة وصيام وصدقة وحج وإحسان إلى الخلق، وذكر لله وإنابة إليه. فالأعمال جعلها الله سببا لدخول الجنة ومادة لنعيمها وأصلا لسعادتها.

وجملة كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ مقول لقول محذوف.

أى: يقال لهؤلاء المؤمنين الصادقين، الذين أعطوا كتابهم بأيمانهم كلوا أكلا طيبا، واشربوا هنيئا مريئا بسبب ما قدمتموه في دنياكم من إيمان بالله- تعالى- ومن عمل صالح خالص لوجهه- تعالى-.

قال الإمام ابن كثير: أى: يقال لهم ذلك، تفضلا عليهم، وامتنانا وإنعاما وإحسانا، وإلا فقد ثبت في الصحيح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اعملوا وسددوا وقاربوا، واعلموا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال:

ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل» .

وكعادة القرآن الكريم، في بيان سوء عاقبة الأشرار، بعد بيان حسن عاقبة الأخيار، أو العكس، جاء الحديث عمن أوتى كتابه بشماله، بعد الحديث عمن أوتى كتابه بيمينه، فقال- تعالى-:

وقوله : ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) أي : يقال لهم ذلك ; تفضلا عليهم ، وامتنانا وإنعاما وإحسانا . وإلا فقد ثبت في الصحيح ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اعملوا وسددوا وقاربوا واعلموا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة " . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " .

وقوله: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ ) يقول لهم ربهم جل ثناؤه: كلوا معشر من رضيت عنه، فأدخلته جنتي من ثمارها، وطيب ما فيها من الأطعمة، واشربوا من أشْرِبتها، هَنِيئا لَكُمْ لا تتأذون بما تأكلون، ولا بما تشربون، ولا تحتاجون من أكل ذلك إلى غائط ولا بول، (بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ ) يقول: كلوا واشربوا هنيئا: جزاء من الله لكم، وثوابا بما أسلفتم، أو على ما أسلفتم: أي على ما قدّتم في دنياكم لآخرتكم من العمل بطاعة الله، ( في الأيام الخالية ) يقول: في أيام الدنيا التي خلت فمضت.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ ) إن أيامكم هذه أيام خالية: هي أيام فانية، تؤدي إلى أيام باقية، فاعملوا في هذه الأيام، وقدّموا فيها خيرًا إن استطعتم، ولا قوّة إلا بالله.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ ) قال: أيام الدنيا بما عملوا فيها.

التدبر :

وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا﴾ تقديم الأكل على الشرب: جاء في جميع القرآن دون استثناء تقديم الأكل على الشرب، لما في ذلك من منافع صحية، وهذا من عظمة القرآن الكريم وإحكامه.
وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ»، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ» [البخاري 5673].
وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ خرج ابن عمر ومعه أصحاب له، ووضعوا سفرة لهم، فمر بهم راعي غنم، فدعاه ابن عمر ليأكل، فقال: «إني صائم»، فقال ابن عمر: «أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه، وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم؟»، فقال: «إني والله أبادر أيامي الخالية».
وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ أيامكم هذه أيام خالية فانية، تؤدي إلى أيام باقية، فاعملوا في هذه الأيام، وقدموا خيرًا إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله.
وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ ما أبرد وقوعها غدًا على أسماع أهل القيامة!
تفاعل
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ ادعُ الله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ قال مجاهد وغيره: «نزلت في الصائمين». أخبرنا الله أنه يقال لأهل الجنة
وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ الأيام الخالية إنها هذه الدقائق التي أعيشها الآن أنا وإياك.
عمل
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ قال مجاهد: «نزلت في الصائمين»؛ فلا تهجر الصيام بعد رمضان.
وقفة
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ تذكير: أنت تعيش الآن في (الأيام الخالية).
عمل
[24] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ لا تحزن؛ فلن تضيع تلك الأيام التي تألمت فيها من أجل الله.
وقفة
[24] يا ابن آدم: اليوم هو ضيفك، والضيف راحل إما أن يحمدك، أو يذمك ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾.
عمل
[24] اصبر علي ترك الشهوات المحرمة، وعلي أداء الطاعات المفروضة، وعلي الأقدار المؤلمة؛ ليقال لك في الآخرة: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا:
  • الجملة الفعلية في محل نصب حال أي مقولا لهم أو في محل رفع نائب فاعل. أي يقال لهم أو في محل نصب مفعول به بمضمر تقديره:نقول لهم. كلوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. واشربوا:معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ هَنِيئاً:
  • صفة لمصدر الفعلين. أي أكلا وشربا هنيئا أو هنيتم هنيئا: أي مفعول مطلق منصوب بالفعل المقدر من لفظه وعلامة نصبه الفتحة. أو يكون حالا من الضمير أي كلوه وهو هنيء. فتكون الكلمة على الوجه الأول بحذف الموصوف أنابت منابه فانتصبت انتصابه. وعلى الوجه الثاني على تقدير: حالة كونهما أي كون الأكل هنيئا والشرب كذلك
  • ﴿ بِما أَسْلَفْتُمْ:
  • الباء حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بهنيئا أو بالفعل من لفظها «هنيتم» أسلفتم:فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. أي بما قدمتم من الاعمال الصالحة. وجملة «أسلفتم» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد- الراجع- الى الموصول محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. أي بما قدمتموه من الأعمال الصالحة أو بسبب ما قدمتموه فحذف المجرور المضاف- سبب- وحل المضاف اليه- ما- محله-.
  • ﴿ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ:
  • جار ومجرور متعلق بأسلفتم. الخالية: صفة- نعت- للأيام مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. أي الماضية من أيام الدنيا.وعن مجاهد: أيام الصيام: أي كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله.'

المتشابهات :

الطور: 19﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
الحاقة: 24﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ
المرسلات: 43﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     وبعد بيان أن ثِمارَها قريبةُ التَّناوُلِ؛ ذكرَ اللهُ هنا ما يُقال لهم إكرامًا، قال تعالى:
﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ..

التفسير :

[25] وأما مَن أُعطي كتاب أعماله بشماله، فيقول نادماً متحسراً:يا ليتني لم أُعْط كتابي

هؤلاء أهل الشقاء يعطون كتب أعمالهم السيئة بشمالهم تمييزا لهم وخزيا وعارا وفضيحة، فيقول أحدهم من الهم والغم والخزي{ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ} لأنه يبشر بدخول النار والخسارة الأبدية.

أى: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ أى: من الجهة التي يعلم أن الإتيان منها يؤدى إلى هلاكه وعذابه.

فَيَقُولُ على سبيل التحسر والتفجع يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ أى: فيقول يا ليتني لم أعط هذا الكتاب، لأن إعطائى إياه بشمالي دليل على عذابي وعقابي.

وهذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في العرصات بشماله ، فحينئذ يندم غاية الندم ، فيقول : ( فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية )

قال الضحاك : يعني موتة لا حياة بعدها . وكذا قال محمد بن كعب والربيع والسدي .

وقال قتادة : تمنى الموت ، ولم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه .

القول في تأويل قوله تعالى : وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)

يقول تعالى ذكره: وأما من أعطي يومئذ كتاب أعماله بشماله، فيقول: يا ليتني لم أعط كتابيه،

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[25] ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[25] ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ﴾ يعطى كتابه من خلفه فيأخذه بشماله؛ تحقيرًا له، ويناول له من وراء ظهره إظهارًا للغضب عليه، بحيث لا ينظر مناوله كتابه إلى وجهه.
عمل
[25] ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ﴾ موقف عصيب يقف له الشعر، وتسري القشعريرة من هوله في خلايا الجسد، فاحذر أن تعيشه ما دام فيك عقل يعي، ونَفَس يتردد.
وقفة
[25] هنا في سورة الحاقة: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ﴾، وفي سورة الانشقاق ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ﴾ [الانشقاق: 10]، والجمع ممكن بأن يقال: يؤتاه بالشمال من وراء الظهر، يعني: يأخذ الكتاب باليد اليسرى من وراء الظهر -عياذًا بالله-، فهو منظرٌ مخز، حينما يتناول الكتاب بالشمال من وراء الظهر.
وقفة
[25] قال معلم في دار القرآن: «قرأ عليَّ طالب يكبرني سنًّا سورة الحاقة وكان يخظئ فيها، فكأنني احتقرته وأعجبت في نفسي أني أصغر منه وأتقن مالا يتقنه، فلما وصل إلى قوله تعالى: ﴿وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه﴾ بكى وما استطاع أن يكمل، هزني هذا الموقف، وجعلني أحتقر نفسي وألومها، لأني أنا (الحافظ المتقن) قرأت هذه الآية عشرات المرات، لم تنزل مني دمعة».
وقفة
[25] ﴿يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ﴾ أقسى الحسرات ألمًا تلك التي لا يمكن إصلاحها ولا تعويضها، ولا ينفع فيها إدراك الخطأ.
وقفة
[25، 26] ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾ هذا دليل على وجود العذاب النفسي قبل العذاب الجسدي.

الإعراب :

  • ﴿ يا لَيْتَنِي:
  • حرف تنبيه أو حرف نداء والمنادى به محذوف والتقدير: يا هؤلاء مثلا. ليت: حرف تمن ونصب من أخوات «ان» النون نون الوقاية. والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم- في محل نصب اسمها.
  • ﴿ لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «ليت» لم: حرف نفي وجزم وقلب. أوت: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره- حرف العلة- وبقيت الفتحة دالة عليه ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. كتابيه: أعربت في الآية التاسعة عشرة.'

المتشابهات :

الحاقة: 25﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ
الإنشقاق: 10﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ولَمَّا كانت العادةُ جاريةً بأنَّ أهْلَ العرْضِ يَنقَسِمونَ إلى قِسمَينِ: مَقبولٍ ومَردودٍ، وذَكَر اللهُ المقبولَ بادئًا به؛ تَشويقًا إلى حالِه، وتَغبيطًا بعاقبتِه، وحُسنِ مآلِه؛ أتْبَعَه المردودَ؛ تَنفيرًا عن أعمالِه، بما ذُكِرَ مِن قَبائحِ أحوالِه، قال تعالى:
﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

كتابيه:
انظر: الآية: 19.

مدارسة الآية : [26] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ

التفسير :

[26] ولم أعلم ما جزائي؟

{ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} أي:ليتني كنت نسيا منسيا ولم أبعث وأحاسب ولهذا قال:

( وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ) أى : ويا ليتنى لم أعرف شيئا عن حسابى ، فإن هذه المعرفة التى لم أحسن الاستعدا لها ، أوصلتنى إلى العذاب المبين .

وهذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في العرصات بشماله ، فحينئذ يندم غاية الندم ، فيقول : ( فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية )

قال الضحاك : يعني موتة لا حياة بعدها . وكذا قال محمد بن كعب والربيع والسدي .

وقال قتادة : تمنى الموت ، ولم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه .

(وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ) يقول: ولم أدر أيّ شيء حسابيه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَلَمْ أَدْرِ:
  • الواو عاطفة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. أدر: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف اخره- حرف العلة- وبقيت الكسرة دالة عليه.والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
  • ﴿ ما حِسابِيَهْ:
  • اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. حسابيه:خبر «ما» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم- في محل جر بالاضافة والهاء للسكت. والجملة الاسمية «ما حِسابِيَهْ» في محل نصب مفعول «أدري».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     وبعد أن تمنَّى أنه لم يعط كتابه؛ تمنَّى كذلك أنه لم يعرف أي شيء يكون حسابه، قال تعالى:
﴿ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

حسابيه:
انظر الآية: 19.

مدارسة الآية : [27] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ

التفسير :

[27]يا ليت الموتة التي متُّها في الدنيا كانت القاطعة لأمري، ولم أُبعث بعدها

{ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} أي::يا ليت موتتي هي الموتة التي لا بعث بعدها.

يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ أى: ويا ليت الموتة التي متها في الدنيا، كانت هي الموتة النهائية التي لا حياة لي بعدها.

فالضمير للموتة التي ماتها في الدنيا، وإن كان لم يجر لها ذكر، إلا أنها عرفت من المقام.

والمراد بالقاضية: القاطعة لأمره، التي لا بعث بعدها ولا حساب.. لأن ما وجده بعدها أشد مما وجده بعد حلوله بها.

قال قتادة: تمنى الموت ولم يكن عنده في الدنيا شيء أكره منه. وشر من الموت ما يطلب منه الموت.

وهذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في العرصات بشماله ، فحينئذ يندم غاية الندم ، فيقول : ( فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية )

قال الضحاك : يعني موتة لا حياة بعدها . وكذا قال محمد بن كعب والربيع والسدي .

وقال قتادة : تمنى الموت ، ولم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه .

وقوله: ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ) يقول: يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت هي الفراغ من كلّ ما بعدها، ولم يكن بعدها حياة ولا بعث؛ والقضاء: وهو الفراغ.

وقيل: إنه تمنَّى الموت الذي يقضي عليه، فتخرج منه نفسه

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ): تمنى الموت، ولم يكن في الدنيا شيء أكره عنده من الموت.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ): الموت.

التدبر :

وقفة
[27] ﴿يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ﴾ قال قتادة: «تمنَّى الموتَ ولم يكن شيءٌ في الدُّنيا أكرهُ إليه منه».
وقفة
[27] ﴿يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ﴾ قال الضحاك: «يعني موتة لا حياة بعدها».

الإعراب :

  • ﴿ يا لَيْتَها:
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة والعشرين. و «ها» ضمير متصل- ضمير الغائبة- يعود على الموتة مبني على السكون في محل نصب اسم «ليت» أي يا ليت الموتة التي منها كانت القاضية.
  • ﴿ كانَتِ الْقاضِيَةَ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «ليت» كانت: فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة حركت بالكسر لالتقاء الساكنين لا محل لها من الاعراب. واسم «كانت» ضمير مستتر فيها جوازا تقديره: هي. القاضية: خبر «كانت» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي القاطعة لأمري فلم أبعث بعدها ولم ألق ما ألقى أوليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضت علي.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     ولَمَّا تمنى هذين الشيئين؛ تمنى هنا أن الموتة التي كانت في الدنيا كانت القاطعة لأمره، ولم يبعث بعدها، قال تعالى:
﴿ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ

التفسير :

[28]ما نفعني مالي الذي جمعته في الدنيا

ثم التفت إلى ماله وسلطانه، فإذا هو وبال عليه لم يقدم منه لآخرته، ولم ينفعه في الافتداء من عذاب الله فيقول:{ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ} أي:ما نفعني لا في الدنيا، لم أقدم منه شيئا، ولا في الآخرة، قد ذهب وقت نفعه.

ثم أخذ هذا الذي أوتى كتابه بشماله يتحسر على تفريطه وغروره، ويحكى القرآن ذلك فيقول: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ أى: هذه الأموال التي كنت أملكها في الدنيا، وأتفاخر بها. لم تغن عنى شيئا من عذاب الله، ولم تنفعني ولو منفعة قليلة.

فما نافية، والمفعول محذوف للتعميم، ويجوز أن تكون استفهامية والمقصود بها التوبيخ.

أى: أى شيء أغنى عنى مالي؟ إنه لم يغن عنى شيئا.

( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ) أي : لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذاب الله وبأسه ، بل خلص الأمر إلي وحدي ، فلا معين لي ولا مجير

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الذي أوتي كتابه بشماله: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ) يعني أنه لم يدفع عنه ماله الذي كان يملكه في الدنيا من عذاب الله شيئا.

التدبر :

وقفة
[28، 29] ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ ماله وسلطانه وبال عليه، لم يقدم منه لآخرته، ولم ينفعه في الافتداء من عذاب الله.
وقفة
[28، 29] ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ اعمل ما ينجيك؛ المال والجاه لن يغنيك.
وقفة
[28، 29] ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ المال والسلطان سبب الظلم والطغيان والفساد، ومن توفيق الله للعبد أن يحسن التصرف فيهما، رب وفق.
وقفة
[28، 29] ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ المال والسلطان ابتلاء وتكليف لا تشريف، فإذا العبد ما أدى فيها حق ربه وعباده كانت حسرة يوم القيامة.
وقفة
[28، 29] المال والسلطان لا يغنيان عن العبد شيئًا إذا نزل به عذاب الله تعالى ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾.
عمل
[28، 29] تصدق بصدقة ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ ما أَغْنى:
  • نافية لا عمل لها. أغنى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر بمعنى ما نفعني.
  • ﴿ عَنِّي مالِيَهْ:
  • جار ومجرور متعلق بأغنى. ماليه: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم- في محل جر بالاضافة. والهاء للسكت.أو تكون «ما» اسم استفهام على وجه الانكار مبنيا على السكون في محل نصب مفعولا للفعل «أغنى» أي: أي شيء أغنى عني ما كان لي من اليسار والجار والمجرور «عني» في مقام المفعول به المقدم بمعنى ما نفعني.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     وبعد حسرته وندمه؛ التفت إلى ماله وسلطانه، فإذا هو وبال عليه، لم يقدم منه لآخرته، ولم ينفعه في الافتداء من عذاب الله، فيقول:
﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ماليه:
انظر الآية: 19.

مدارسة الآية : [29] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ

التفسير :

[29]ذهبت عني حجتي، ولم يَعُدْ لي حجة أحتج بها.

{ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} أي:ذهب واضمحل فلم تنفع الجنود الكثيرة، ولا العدد الخطيرة، ولا الجاه العريض، بل ذهب ذلك كله أدراج الرياح، وفاتت بسببه المتاجر والأرباح، وحضر بدله الهموم والغموم والأتراح.

هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ أى: ذهب عنى، وغاب عنى في هذا اليوم ما كنت أتمتع به في الدنيا من جاه وسلطان، ولم يحضرني شيء منه، كما أن حججي وأقوالى التي كنت أخاصم بها المؤمنين. قد ذهبت أدراج الرياح.

وعدى الفعل «هلك» بعن، لتضمنه معنى غاب وذهب.

( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ) أي : لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذاب الله وبأسه ، بل خلص الأمر إلي وحدي ، فلا معين لي ولا مجير

(هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) يقول: ذهبت عني حججي، وضلت، فلا حجة لي أحتجّ بها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) يقول: ضلت عني كلّ بينة فلم تغن عني شيئا.

حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطُّفاويّ، قال: ثنا محمد بن ربيعة، عن النضر بن عربيّ، قال: سمعت عكرِمة يقول: (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) قال: حُجتي.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (هلك عني سلطانيه ) قال: حُجتي.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ): أما والله ما كلّ من دخل النار كان أمير قرية يجبيها، ولكن الله خلقهم، وسلطهم على أقرانهم، وأمرهم بطاعة الله، ونهاهم عن معصية الله.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) يقول: بينتي ضلَّت عني.

وقال آخرون: عني بالسلطان في هذا الموضع: الملك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) قال: سلطان الدنيا.

التدبر :

وقفة
[29] ﴿هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ ليس صاحب السلطان من كان ذا ملك وجاه وعظمة فحسب؛ ولكن كل من أوتي عقلًا يميز به، وقدرة يختار بها، فهو له سلطان على نفسه، ومحاسب عند اختياره.

الإعراب :

  • ﴿ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة السابقة. أي زال عني ملكي وتسلطي على الناس وبقيت فقيرا ذليلا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ المالُ سَبَبَ الوُصُولِ إلى السُّلْطانِ؛ قالَ نافِيًا لِما أوْصَلَهُ إلَيْهِ مالَهُ شارِحًا لِعَدَمِ إغْنائِهِ:
﴿ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سلطانيه:
انظر الآية: 19.

مدارسة الآية : [30] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ

التفسير :

[30] يقال لخزنة جهنم:خذوا هذا المجرم الأثيم، فاجمعوا يديه إلى عنقه بالأغلال

فحينئذ يؤمر بعذابه فيقال للزبانية الغلاظ الشداد:{ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} أي:اجعلوا في عنقه غلا يخنقه.

وخلال هذا التفجع والتحسر الطويل ...يأتى أمر الله- تعالى- الذي لا يرد، فيقول- سبحانه- للزبانية المكلفين بإنزال العذاب بالكافرين: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ أى:

خذوا هذا الكافر، فاجمعوا يديه إلى عنقه.

فقوله: خُذُوهُ معمول لقول محذوف. وهو جواب عن سؤال نشأ مما سبق من الكلام. فكأنه قيل: وماذا يفعل به بعد هذا التحسر والتفجع. فكان الجواب: أمر الله- تعالى- ملائكته بقوله: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ..

وقوله: فَغُلُّوهُ من الغل- بضم الغين- وهو ربط اليدين إلى العنق على سبيل الإذلال.

فعندها يقول الله ، عز وجل : ( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) أي : يأمر الزبانية أن تأخذه عنفا من المحشر ، فتغله ، أي : تضع الأغلال في عنقه ، ثم تورده إلى جهنم فتصليه إياها ، أي : تغمره فيها .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد ، عن عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو قال : إذا قال الله عز وجل ) خذوه ) ابتدره سبعون ألف ملك ، إن الملك منهم ليقول هكذا ، فيلقي سبعين ألفا في النار .

وروى ابن أبي الدنيا في " الأهوال " : أنه يبتدره أربعمائة ألف ، ولا يبقى شيء إلا دقه ، فيقول : ما لي ولك ؟ فيقول : إن الرب عليك غضبان ، فكل شيء غضبان عليك .

وقال الفضيل - هو ابن عياض - : إذا قال الرب عز وجل : ( خذوه فغلوه ) ابتدره سبعون ألف ملك ، أيهم يجعل الغل في عنقه .

وقوله: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) يقول تعالى ذكره لملائكته من خزّان جهن.

التدبر :

وقفة
[30، 31] ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ (خُذُوهُ): كلمة تصدر من العلي الأعلى، فيتحرك الوجود كله على هذا المسكين الصغير الهزيل، ويبتدره المكلَّفون بالأمر من كل جانب، كما يقول ابن أبي حاتم بإسناده عن المنهال بن عمرو: «إذا قال الله تعالى: (خذوه) ابتدره سبعون ألف ملك، وإن الملَك منهم ليقول هكذا، فيلقي سبعين ألفًا في النار»، كلهم يبتدر هذه الحشرة الصغيرة المكروبة المذهولة!».

الإعراب :

  • ﴿ خُذُوهُ:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل- ضمير الغائب- مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وجملة «خذوه» في محل نصب حال أي مقولا لهم: خذوه.
  • ﴿ فَغُلُّوهُ:
  • معطوفة بالفاء على «خذوه» وتعرب اعرابها. أي فضعوا الأغلال- القيود- في عنقه.'

المتشابهات :

الدخان: 47﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ
الحاقة: 30﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ولَمَّا كان كأنه قيل: هذا ما قال، فما يقال له؟؛ أجيب بأنه يُقالُ للزَّبانية الغِلاظِ الشِّدادِ:
﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [31] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ

التفسير :

[31]ثم أدخلوه الجحيم ليقاسي حرها

{ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} أي:قلبوه على جمرها ولهبها.

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ أى: ثم بعد هذا التقييد والإذلال.. اقذفوا به إلى الجحيم، وهي النار العظيمة، الشديدة التأجج والتوهج.

ومعنى صَلُّوهُ بالغوا في تصليته النار، بغمسه فيها مرة بعد أخرى. يقال: صلى فلان النار، إذا ذاق حرها، وصلّى فلان فلانا النار، إذا أدخله فيها. وقلبه على جمرها كما تقلب الشاة في النار.

( ثم الجحيم صلوه ) أي : اغمروه فيها .

(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) يقول: ثم في نار جهنم أوردوه ليصلى فيها.

التدبر :

تفاعل
[30، 31] ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ الْجَحِيمَ:
  • حرف عطف. الجحيم: مفعول به ثان مقدم للفعل «صلوه» أي ثم ادخلوه الجحيم بمعنى ثم لا تدخلوه الا النار العظمى لأنه كان سلطانا يتعظم على الناس.
  • ﴿ صَلُّوهُ:
  • تعرب اعراب «خذوه» الواردة في الآية الكريمة السابقة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ الغِلُّ لِما بَعْدَهُ مِنَ العِقابِ؛ قالَ مُعَظِّمًا رُتْبَةَ عِقابِهِ في الشِّدَّةِ والهَوْلِ بِالتَّعْبِيرِ بِأداةِ التَّراخِي:
﴿ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ..

التفسير :

[32]ثم في سلسلة من حديد طولها سبعون ذراعاً فأدخلوه فيها

{ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} من سلاسل الجحيم في غاية الحرارة{ فَاسْلُكُوهُ} أي:انظموه فيها بأن تدخل في دبره وتخرج من فمه، ويعلق فيها، فلا يزال يعذب هذا العذاب الفظيع، فبئس العذاب والعقاب، وواحسرة من له التوبيخ والعتاب.

ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ والسلسلة: اسم لمجموعة من حلق الحديد، يربط بها الشخص لكي لا يهرب، أو لكي يزاد في إذلاله وهو المراد هنا.

وقوله: ذَرْعُها أى: طولها. والمراد بالسبعين: حقيقة هذا المقدار في الطول، أو يكون هذا العدد كناية عن عظيم طولها، كما في قوله- تعالى-: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ....

وقوله: فَاسْلُكُوهُ من السّلك بمعنى الإدخال في الشيء، كما في قوله- تعالى- ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ أى: ما أدخلكم فيها.

أى: خذوا هذا الكافر، فقيدوه ثم أعدوه للنار المحرقة. ثم اجعلوه مغلولا في سلسلة طولها سبعون ذراعا، بحيث تكون محيطة به إحاطة تامة. أى ألقوا به في الجحيم وهو مكبل في أغلاله.

وثُمَّ في كل آية جيء بها للتراخي الرتبى، لأن كل عقوبة أشد من سابقتها. إذ إدخاله في السلسلة الطويلة. أعظم من مطلق إلقائه في الجحيم كما أن إلقاءه في الجحيم، أشد من مطلق أخذه وتقييده.

وفي هذه الآيات ما فيها من تصوير يبعث في القلوب الخوف الشديد، ويحملها على حسن الاستعداد لهذا اليوم. الذي لا تغنى فيه نفس عن نفس شيئا.

وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات بعض الأحاديث والآثار، منها: ما رواه ابن أبى حاتم، عن المنهال بن عمرو قال: إذا قال الله- عز وجل- خُذُوهُ.. ابتدره سبعون ألف ملك، وإن الملك منهم ليقول هكذا- أى: ليفعل هكذا- فيلقى سبعين ألفا في النار .

وقوله : ( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) قال كعب الأحبار : كل حلقة منها قدر حديد الدنيا .

وقال العوفي ، عن ابن عباس وابن جرير : بذراع الملك . وقال ابن جريج قال ابن عباس : ( فاسلكوه ) تدخل في استه ثم تخرج من فيه ، ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوى .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : يسلك في دبره حتى يخرج من منخريه ، حتى لا يقوم على رجليه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إسحاق ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا سعيد بن يزيد ، عن أبي السمح ، عن عيسى بن هلال الصدفي ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن رصاصة مثل هذه - وأشار إلى [ مثل ] جمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمائة سنة ، لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة ، لسارت أربعين خريفا الليل والنهار ، قبل أن تبلغ قعرها أو أصلها " .

وأخرجه الترمذي ، عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك به قال : هذا حديث حسن .

(فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) يقول: ثم اسلكوه في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا، بذراع الله أعلم بقدر طولها وقيل: إنها تدخل في دُبُره، ثم تخرج من منخريه.

وقال بعضهم: تدخل في فيه، وتخرج من دبره.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق، قال: سمعت نوفا يقول: (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا ) قال: كلّ ذراع سبعون باعا، الباع: أبعد ما بينك وبين مكة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، قال: ثني نسير، قال: سمعت نوفا يقول في رحبة الكوفة، في إمارة مصعب بن الزبير، في قوله: (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا ) قال: الذراع: سبعون باعا، الباع: أبعد ما بينك وبين مكة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن نسير بن ذعلوق أبي طعمة، عن نوف البكالي (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا ) قال: كلّ ذراع سبعون باعا، كلّ باع أبعد مما بينك وبين مكة، وهو يومئذ في مسجد الكوفة.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) قال: بذراع الملك فاسلكوه، قال: تسلك في دُبره حتى تخرج من منخريه، حتى لا يقوم على رجليه.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يعمر بن بشير المنقري، قال: ثنا ابن المبارك، قال: أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أنَّ رُصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ، وأشار إلى جمجمة، أُرْسِلَتْ مِنْ السَّماء إلى الأرْض، وَهَي مَسِيَرةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الأرْضَ قَبْلَ اللَّيْل، وَلَوْ أنَّها أُرْسِلَتْ مِنْ رأس السّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أرْبَعِينَ خَرِيفا اللَّيْلَ والنَّهارَ قَبْلَ أنْ تَبْلُغَ قَعْرَها أوْ أصْلَها ".

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن ابن المبارك، عن مجاهد، عن جُويبر، عن الضحاك، (فَاسْلُكُوهُ ) قال: السلك: أن تدخل السلسلة في فيه، وتخرج من دبره. وقيل: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) وإنما تسلك السلسلة في فيه، كما قالت العرب: أدخلت رأسي في القلنسوة، وإنما تدخل القلنسوة في الرأس، وكما قال الأعشى:

إذَا ما السَّرَابُ ارْتَدَى بالأكَمْ (2)

وإنما يرتدي الأكم بالسراب وما أشبه ذلك، وإنما قيل ذلك كذلك لمعرفة السامعين معناه، وإنه لا يشكل على سامعه ما أراد قائله.

------------------------

الهوامش:

(2) هذا عجز بيت لأعشى بني قيس ثعلبة ، من قصيدة له، يمدح بها قيس بن معد يكرب (35) وما بعدها، ورواية البيت كله كما في الديوان:

غَضُـوبٌ مِـنَ السَّـيْفِ زَيَّافَـة .....

إذا مــا ارْتَــدَى بالسَّـرابِ الأكَـمْ

على رواية المؤلف يكون في البيت قلب؛ لأن المعنى: إذا ارتدى الأكم بالسراب، كما في رواية الديوان. وأما على رواية الديوان فلا قلب. وقد جعل المؤلف على روايته القلب في البيت نظير ما في قوله تعالى: ( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) قال: تسلك السلسلة في فيه، كما قالت العرب: أدخلت رأسي في القلنسوة، وإنما تدخل القلنسوة في الرأس. وإنما قيل ذلك كذلك؛ لمعرفة السامعين معناه، وأنه لا يشكل على سامعه ما أراد قائله . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[32] ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾ انفلت من حدود الله، وتعدَّاها، واتبع هواه؛ فكان هذا الربط الوثيق!

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ:
  • حرف عطف. فِي سِلْسِلَةٍ: جار ومجرور متعلق باسلكوه.وقدم الجار والمجرور للتعيين أي لا تدخلوه الا في هذه السلسلة لفظاعة ارهاقها.
  • ﴿ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً:
  • الجملة الاسمية: في محل جر صفة لسلسلة.ذرع: مبتدأ مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. سبعون: خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد. ذراعا: تمييز منصوب بالفتحة بمعنى: قياسها طولا سبعون ذراعا.
  • ﴿ فَاسْلُكُوهُ:
  • الفاء عاطفة. اسلكوه: تعرب اعراب «خذوه» الواردة في الآية الكريمة الثلاثين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     وبعد أن أدخلوه النَّار؛ أدخلوه في سلسلة طولها سبعون ذراعًا، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ..

التفسير :

[33]إنه كان لا يصدِّق بأن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، ولا يعمل بهديه

فإن السبب الذي أوصله إلى هذا المحل:{ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} بأن كان كافرا بربه معاندا لرسله رادا ما جاءوا به من الحق.

ثم بين - سبحانه - الأسباب التى أدت بهذا الشقى إلى هذا المصير الأليم فقال : ( إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بالله العظيم . وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين ) .

أى : إن هذا الشقى إنما حل به ما حل من عذاب . . لأنه كان فى الدنيا ، مصرا على الكفر ، وعلى عدم الإِيمان بالله الواحد القهار .

وقوله : ( إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين ) أي : لا يقوم بحق الله عليه من طاعته وعبادته ، ولا ينفع خلقه ويؤدي حقهم ; فإن لله على العباد أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا ، وللعباد بعضهم على بعض حق الإحسان والمعاونة على البر والتقوى ; ولهذا أمر الله بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " الصلاة ، وما ملكت أيمانكم " .

وقوله: (إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ) يقول: افعلوا ذلك به جزاء له على كفره بالله في الدنيا، إنه كان لا يصدّق بوحدانية الله العظيم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[33] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ﴾ من أراد أن ينجو في اليوم العظيم؛ فـليؤمن بالله العظيم.
وقفة
[33] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ﴾ إيمانك بالله نجاة.
وقفة
[33] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ﴾ لأن مدار السعادة ومادتها أمران: الإخلاص لله، الذي أصله الإيمان بالله، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان، الذي من أعظمها دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به، وهؤلاء لا إخلاص ولا إحسان، فلذلك استحقوا ما استحقوا.
وقفة
[33] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ﴾ وصف الله بالعظيم هنا إيماء إلى مناسبة عظم العذاب لعظم الذنب، إذ لا ذنب أعظم من الكفر، فكان عذاب الكافر عظيمًا، جزاءً وفاقًا.
وقفة
[33، 34] ﴿إِنَّهُ كانَ لا يُؤمِنُ بِاللَّهِ العَظيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ المِسكينِ﴾ ورد الإنفاق بعد الإيمان فهو -أى الإنفاق- الذى تعرف منه المؤمن من المنافق، فالمنافق يصلى ويصوم ويحج، ويأتى عند الإنفاق وتسمع منه العجب العجاب، وينفق وهو كاره لذلك، أو طلبًا للمراءاة.
وقفة
[33، 34] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ الذي لا يؤمن بحق الله العظيم؛ لن يؤمن بحق عبد مسكين.
وقفة
[33، 34] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ الانحراف في العقيدة يتبعه انحراف في السلوك.
وقفة
[33، 34] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ شدة عذاب يوم القيامة تستوجب التوقي منه بالإيمان والعمل الصالح.
وقفة
[33، 34] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ أقبح ذنب بينك وبين الله: الكفر، وأقبح طبع بينك وبين الخلق: البخل.
وقفة
[33، 34] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ أرذل الأخلاق وأشنع الخصال الكفر بالله تعالى وجحود نعمه، والبخل على الناس، وقبض اليد عن مساعدتهم.
وقفة
[33، 34] ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ ما السر في الجمع بينهما؟ الجواب: لبيان أهمية إطعام المسكين قرنه بالإيمان بالله، والآية مكية وفيها حث على إطعام المساكين لشدة الفقر والحاجة حينها، والله أعلم.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّهُ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل على طريق الاستئناف.والهاء ضمير متصل- ضمير الغائب- مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» والجملة الفعلية بعده: في محل رفع خبرها.
  • ﴿ كانَ:
  • فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة بعدها: في محل نصب خبرها.
  • ﴿ لا يُؤْمِنُ:
  • نافية لا عمل لها. يؤمن: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو
  • ﴿ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بلا يؤمن. العظيم: صفة- نعت- للفظ الجلالة مجرور بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ولَمَّا شرَحَ اللهُ هذا العذابَ الشَّديدَ؛ ذكَرَ هنا سَببَه، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

التفسير :

[34]ولا يحث الناس في الدنيا على إطعام أهل الحاجة من المساكين وغيرهم.

{ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} أي:ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء والمساكين فلا يطعمهم [من ماله] ولا يحض غيره على إطعامهم، لعدم الوازع في قلبه، وذلك لأن مدار السعادة ومادتها أمران:الإخلاص لله، الذي أصله الإيمان بالله، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان، الذي من أعظمها، دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به، وهؤلاء لا إخلاص ولا إحسان، فلذلك استحقوا ما استحقوا.

.وكان كذلك ( وَلاَ يَحُضُّ ) أى : لا يحث نفسه ولا غيره ( على طَعَامِ المسكين ) أى : على بذل طعامه أو طعام غيره للمسكين ، الذى حلت به الفاقة والمسكنة .

ولعل وجه التخصيص لهذين الأمرين بالذكر ، أن أقبح شئ يتعلق بالعقائد ، وهو الكفر بالله - تعالى - وأن أقبح شئ فى الطباع ، هو البخل وقسوة القلب .

وقوله : ( إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين ) أي : لا يقوم بحق الله عليه من طاعته وعبادته ، ولا ينفع خلقه ويؤدي حقهم ; فإن لله على العباد أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا ، وللعباد بعضهم على بعض حق الإحسان والمعاونة على البر والتقوى ; ولهذا أمر الله بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " الصلاة ، وما ملكت أيمانكم " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن هذا الشقيّ الذي أوتي كتابه بشماله: إنه كان في الدنيا لا يحضُّ الناس على إطعام أهل المسكنة والحاجة.

التدبر :

عمل
[34] ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ أطعم مسكينًا.
عمل
[34] ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ لا يكفي أن تُطعمَه، حُضَّ الآخرينَ معك.
وقفة
[34] ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ إطعام الفقير والحض عليه من أسباب الوِقاية من عذاب النار.
وقفة
[34] وصفُه بأنه ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ يدل على أنه لا يطعمه من باب أولى، وهذه الآية تدل على عظم الصدقة وفضلها؛ لأنه قرن منع طعام المسكين بالكفر بالله.
وقفة
[30-34] كان أبو الدرداء رضي الله عنه يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، ويقول: «خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها الآخر؟!».
وقفة
[34، 35] أهل الصدقات والعطاءات الحسنة هم أهل الصداقات والعلاقات الحميمة، تأمل قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. المسكين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة أي ولا يحث على بذل طعام المسكين.'

المتشابهات :

الحاقة: 34﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ
الماعون: 3﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا بدأَ اللهُ بأقوى الأسباب، وهو: عدم الإيمان بالله؛ أتبعه بما هو دونه، وهو: عدم حث النَّاس على إطعام المسكين، ليس في قلبه رحمة بالمحتاجين، لا هو يطعمهم ولا يحث غيره على إطعامهم، قال تعالى:
﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :الحاقة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ

التفسير :

[35] فليس لهذا الكافر يوم القيامة قريب يدفع عنه العذاب.

{ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا} أي:يوم القيامة{ حَمِيمٍ} أي:قريب أو صديق يشفع له لينجو من عذاب الله أو يفوز بثواب الله:{ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}{ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} .

ثم ختم - سبحانه - هذه الآيات ، بزيادة لبيان للمصير الأليم لهذا الشقى فقال : ( فَلَيْسَ لَهُ اليوم ) أى : يوم القيامة ( هَا هُنَا حَمِيمٌ ) أى : ليس له فى هذا اليوم من صديق ينفعه ، أو من قريب يشفق عليه ، أو يحميه ، أو يدفع عنه .

وقوله : ( فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون ) أي : ليس له اليوم من ينقذه من عذاب الله ، لا حميم - وهو القريب - ولا شفيع يطاع ، ولا طعام له ها هنا إلا من غسلين .

قال قتادة : هو شر طعام أهل النار . وقال الربيع والضحاك : هو شجرة في جهنم .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا منصور بن مزاحم ، حدثنا أبو سعيد المؤدب ، عن خصيف ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : ما أدري ما الغسلين ، ولكني أظنه الزقوم .

وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : الغسلين : الدم والماء يسيل من لحومهم . وقال علي بن أبي طلحة عنه : الغسلين : صديد أهل النار .

القول في تأويل قوله تعالى : فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35)

وقوله: ( فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ) يقول جلّ ثناؤه: (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ ) وذلك يوم القيامة، ( هَاهُنَا ) يعني في الدار الآخرة، ( حَمِيم )، يعني قريب يدفع عنه، ويغيثه مما هو فيه من البلاء.

كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ) القريب في كلام العرب .

التدبر :

وقفة
[35] ﴿فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ﴾ ما من صداقة إلا وتنقلب يوم الحساب إلى عداوةٍ ونفورٍ، حاشا الأخوة في الله، والمحبة فيه، فهي الباقية الميمونة.

الإعراب :

  • ﴿ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ:
  • الفاء: استئنافية. ليس: فعل ماض ناقص من اخوات «كان» مبني على الفتح. له: جار ومجرور متعلق بخبر «ليس» المقدم.اليوم: ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ هاهُنا حَمِيمٌ:
  • ها: للتنبيه. هنا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق باسم «ليس» حميم: اسم «ليس» مرفوع بالضمة. أي قريب يدفع عنه'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد بيان المصير الأليم لهذا الشقي؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن هذا الكافر ليس له يوم القيامة قريب يدفع عنه العذاب، أو يشفع له، قال تعالى:
﴿ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف