59211121314151617181912345678910111213141516171819202122

الإحصائيات

سورة الأعلى
ترتيب المصحف87ترتيب النزول8
التصنيفمكيّةعدد الصفحات0.60
عدد الآيات19عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.20
ترتيب الطول90تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الثناء على الله: 14/14_
سورة الغاشية
ترتيب المصحف88ترتيب النزول68
التصنيفمكيّةعدد الصفحات0.90
عدد الآيات26عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.30
ترتيب الطول86تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الاستفهام: 3/6_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (16) الى الآية رقم (19) عدد الآيات (4)

= ولم يُؤْثِر الدُّنيا على الآخرةِ، فالآخرةُ أفضلُ وأدومُ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (1) الى الآية رقم (7) عدد الآيات (7)

وصفُ أهوالِ القيامةِ، وبيانُ جزاءِ الكافرينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (8) الى الآية رقم (16) عدد الآيات (9)

بعدَ ذكرِ جزاءِ الكافرينَ، ذكرَ اللهُ هنا ثوابَ المؤمنينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الرابع

من الآية رقم (17) الى الآية رقم (20) عدد الآيات (4)

بعدَ ذكرِ جزاءِ كلِّ فريقٍ، أمرَ اللَّهُ عبادَه بالنَّظَرِ في مخلوقاتِه الدَّالةِ على وجودِه ووحدانيتِه وقدرتِه وعظمتِه. ثُمَّ أمَرَ النَّبي ﷺ بتذكيرِ النَّاسِ بهذه الأدلَّةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الخامس

من الآية رقم (21) الى الآية رقم (26) عدد الآيات (6)

ثُمَّ أمَرَ النَّبي ﷺ بتذكيرِ النَّاسِ بهذه الأدلَّةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الأعلى

تذكير النفوس بمِنَّةِ الله، وتعليقها بالحياة الأخرى، وتخليصها من التعلقات الدنيا

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نقاط السورة:   السورة تدور حول : تذكير النفوس بمِنَّةِ الله تعالى، وتعليقها بالحياة الأخرى، وتخليصها من التعلقات الدنيا.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   سورة «الأعلى»، وسورة «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى».
  • • معنى الاسم ::   الأعلى: اسم من أسماء الله الحسنى، والأعلى: أي فوق كل شيء، والقاهر لكل شيء.
  • • سبب التسمية ::   لذكر هذا اللفظ في أول آية.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سُورَةُ‏‏ ‏سَبِّحْ».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن علو المؤمن في الدنيا والآخرة مرتبط بإيمانه بالرب (الأعلى)، والاستعانة به.
  • • علمتني السورة ::   لا تغفل عن تسبيح الله: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الحفظ ﻧﻌﻤﺔ؛ وحذرتني أن أنسى ﻣﺎ ﺣﻔﻈﺖ: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن من الناس من يتذكر ويخشى الله، ومنهم من يعرض عن ذكر الله: ﴿فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِى الْعِيدَيْنِ وَفِى الْجُمُعَةِ بِـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ وَ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾».
    • عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ قال: «سَألْنَا عَائِشَةَ: بِأىِّ شَىْءٍ كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأ فِى الرَّكْعَةِ الاولَى بِـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاعْلَى﴾، وَفِى الثَّانِيَةِ بِـ ﴿قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، وَفِى الثَّالِثَةِ بِـ ﴿قُلْ هُوَ الله أحَدٌ﴾ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ».
    • عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «قَامَ مُعَاذٌ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَطَوَّلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ؟ أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ؟ أَيْنَ كُنْتَ عَنْ: ﴿سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، ﴿وَالضُّحَى﴾، ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة الأعلى من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة الأعلى من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • مَنْ قرأ أول سورة الأعلى، وهو قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ يستحب له أن يقول: (سبحان ربي الأعلى)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَرَأَ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ قَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى»».
    • سورة الأعلى هي السورة السابعة والأخيرة -بحسب ترتيب المصحف- التي تفتتح بالتسبيح، والتي تسمى بالمُسبِّحات، وهي 7 سور، وهي: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى، وكلها من المفصل ما عدا الإسراء، وكلها سور مدنية ما عدا الإسراء والأعلى فمن السور المكية.
    • سورة الأعلى آخر سورة -بحسب ترتيب المصحف- تفتتح بالثناء على الله، وعدد السور التي افتتحت بذلك 14 سورة، وهي: الفاتحة، والأنعام، والإسراء، والكهف، والفرقان، وسبأ، وفاطر، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والملك، والأعلى.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستشعِر دومًا أن الله عالٍ بذاته، وعالٍ بصفاتِه، ولهذا كان الإنسانُ إذا سجد يقول: «سبحان ربي الأعلى»؛ ليتذكَّرَ كمالَ علوِّ ربِّه.
    • أن ننشغل بمعالي الأمور، ونبتعد عن السفاسف.
    • أن نكثر من تسبيح الله وذكره: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ (1).
    • أن نحذر من نسيان ﻣﺎ حفظنا: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ﴾ (6).
    • أن نقبل على القراءة والإقراء: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ﴾ (6).
    • أن ننتبه إلى أعمال القلوب وأعمالِ الخلواتِ؛ فاللهُ تعالى يعلمُ كلَّ شيءٍ: ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ﴾ (7).
    • أن نطهر أنفسنا ﻭننقيها ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻷﺧﻼﻕ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾ (14).
    • ألا نغتر بالحياة الدنيا، ولا ننشغل بالفاني عن الباقي: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ (16، 17).
سورة الغاشية

الوجوه الخاشعة والوجوه الناعمة؛ من أي وجوه أنت يوم القيامة؟

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نقاط السورة:   السورة تدور حول: والهدف من هذا التذكير هو: الاستعداد.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الغاشية».
  • • معنى الاسم ::   الغاشية: اسم من أسماء يوم القيامة، لأنها تغشى -أي تغطي- الخلائق بأهوالها وشدائدها.
  • • سبب التسمية ::   لِوُقُوعِ لَفْظِ «الْغَاشِيَةِ» فِي أَولهَا.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «هَلْ أَتَاكَ»، و«هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الخوف من أهوال القيامة، والتذكير بجزاء الأبرار وجزاء الكفار.
  • • علمتني السورة ::   أن وجوه الناس يوم القيامة تنقسم إلى قسمين: وجوه خاشعة، وجوه ناعمة، فاتق الله تكن من أصحاب الوجوه الناعمة: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ... وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ ...﴾
  • • علمتني السورة ::   كم من ناصب خاشع؛ عمله لا يسمن ولا يغني من جوع؛ لأنه لم يتقنه: ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ۞ تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً﴾
  • • علمتني السورة ::   المجالس التي تخلو من اللغو من نعيم أهل الجنة: ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِى الْعِيدَيْنِ وَفِى الْجُمُعَةِ بِـ: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)، وَ(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)».
    • عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال: «كَتَبَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَخْبَرنا بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهَا: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة الغاشية من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة الغاشية من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • يستحب قراءة سورة الغاشية مع سورة الأعلى في صلاة العيد والجمعة (لحديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ السابق).
    • كما يستحب قراءة سورة الغاشية مع سورة الجمعة في صلاة الجمعة (سبق الحديث منذ قليل).
    • وتقرأ في الركعة الثانية في كلتا الصلاتين، والسنة في ما سبق أن تقرأ السورة كاملة، ولا يقتصر على بعضها.
    • يوجد في القرآن الكريم 12 سورة سميت بأسماء يوم القيامة وأهوالها، هي: الدخان، الواقعة، التغابن، الحاقة، القيامة، النبأ، التكوير، الانفطار، الانشقاق، الغاشية، الزلزلة، القارعة.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستعد ليوم القيامة.
    • أن نحرص على الإخلاص ومتابعة السنة في أعمالنا: ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ۞ تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً﴾ (3، 4).
    • أن نهتم بالترتيب والنظام؛ فهذا من نعيم الجنة: ﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾ (15).
    • أن نكثر من التفكر في خلق الله: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ (17).
    • أن نُذكَّرَ مسلمًا بالله: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ (21).
    • ألا نشق على أنفسنا ولا نحزن إن أعرض الناس عن دعوتنا: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ (20، 21 ).
    • أن نقرأ سورة الغاشية مع سورة الأعلى في صلاة العيد والجمعة .
    • أن نقرأ سورة الغاشية مع سورة الجمعة في صلاة الجمعة .

تمرين حفظ الصفحة : 592

592

مدارسة الآية : [11] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى

التفسير :

[11] ويبتعد عن الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه

وأما غير المنتفعين، فذكرهم بقوله:{ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.

يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى

أى: ويتجنب الذكرى، ويبتعد عن الموعظة، ويتجافى عن النصيحة، الإنسان الشديد الشقاوة والتعاسة، الذي أبى إلا الإصرار على كفره وعناده، وخلا من خشية الله- تعالى-. والمراد بالأشقى: الجنس، أى: يبتعد عن الانتفاع بالتذكير جميع الأشقياء وهم الكافرون.

وقيل: المراد به الكافر المتوغل في كفره كأبى جهل والوليد بن المغيرة وأشباههما.

وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى

( وَيَتَجَنَّبُهَا ) يقول: ويتجنَّب الذكرى ( الأشْقَى ) يعني: أشقى الفريقين ( الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ) وهم الذين لم تنفعهم الذكرى.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ) فاتقوا الله، ما خشي الله عبد قطّ إلا ذكره ( وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى ) فلا والله لا يتنكَّب عبد هذا الذكر زهدًا فيه وبُغضًا لأهله، إلا شَقِيٌّ بَيِّن الشقاء .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[11] ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴾ لا يتجنب الموعظة إلا شقي.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى
  • معطوفة بالواو على «يذكر» وتعرب اعرابها. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الأشقى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. أي ويتجنب الذكرى الكافر لأنه أشقى من الفاسق.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ مَن ينتَفِعُ بالذِّكرى؛ بَيَّنَ مَن لا ينتَفِعُ بها، قال تعالى:
﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [12] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى

التفسير :

[12] الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرَّها

وأما غير المنتفعين، فذكرهم بقوله:{ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.

وقوله: الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى صفة للأشقى. أى: سيبتعد عن الانتفاع بتذكيرك- أيها الرسول الكريم- الكافر المصر على كفره، الذي من صفاته أنه سيصلى وسيلقى في أشد طبقات النار سعيرا وحريقا، وهي الطبقة السفلى منها.

الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ

وقوله: ( الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ) يقول: الذي يَرِد نار جهنم، وهي النار الكبرى، ويعني بالكبرى لشدّة الحرّ والألم.

التدبر :

تفاعل
[12] ﴿الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[12] اتفقت سورتا الأعلى والغاشية في كلمة (فَذَكِّرْ) مما يدل على أن السورتين تركزان على التذكير بعظم حق الله، استدلالًا بآياته، وتخويفًا من شدة عذابه، ولذا قال: ﴿النَّارَ الْكُبْرَىٰ﴾، ﴿الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ [الغاشية: 24]، مما يبعث المؤمن على الحرص على تزكية نفسه، والحذر من الإعراض عن شرع ربه.
وقفة
[10-12] لن يفصل بين سعادتك وشقائك إﻻ خشيتك لله، فإنك إن خشيته تذكرت فسعدت، وإن أمنته نسيت فشقيت ﴿سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة- نعت- للأشقى.
  • ﴿ يَصْلَى النَّارَ:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. النار: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي الذي سيدخل النار الكبرى أي جهنم.
  • ﴿ الْكُبْرى:
  • صفة- نعت- للنار منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ وَصْفَه الَّذي أوجَبَ له العَمَلَ السَّيِّئَ؛ ذكَرَ جَزاءَه، قال تعالى:
﴿ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [13] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا ..

التفسير :

[13] ثم لا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة تنفعه

{ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} أي:يعذب عذابًا أليمًا، من غير راحة ولا استراحة، حتى إنهم يتمنون الموت فلا يحصل لهم، كما قال تعالى:{ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} .

فوصف النار بالكبرى، من قبيل التهويل والإنذار للمصرين على كفرهم ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى أى: ثم إن هذا الشقي بعد أن يلقى به في النار الكبرى، لا يَمُوتُ فِيها فيستريح من العذاب وَلا يَحْيى حياة طيبة فيها شيء من الراحة، بل يبقى هكذا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها، كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ.

أي لا يموت فيستريح ولا يحيي حياة تنفعه بل هي مضرة عليه لأن بسببها يشعر ما يعاقب به من أليم العذاب وأنواع النكال.

قال الإمام أحمد : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سليمان - يعني التيمي - عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما أهل النار الذين هم أهلها لا يموتون ولا يحيون ، وأما أناس يريد الله بهم الرحمة فيميتهم في النار فيدخل عليهم الشفعاء فيأخذ الرجل أنصاره فينبتهم - أو قال : ينبتون - في نهر الحياء - أو قال : الحياة - أو قال : الحيوان - أو قال : نهر الجنة فينبتون - نبات الحبة في حميل السيل " . قال : وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أما ترون الشجرة تكون خضراء ، ثم تكون صفراء أو قال : تكون صفراء ثم تكون خضراء ؟ " . قال : فقال بعضهم : كأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بالبادية .

وقال أحمد أيضا : حدثنا إسماعيل ، حدثنا سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما أهل النار الذين هم أهلها ، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، ولكن أناس - أو كما قال - تصيبهم النار بذنوبهم - أو قال : بخطاياهم - فيميتهم إماتة ، حتى إذا صاروا فحما أذن في الشفاعة ، فجيء بهم ضبائر ضبائر ، فنبتوا على أنهار الجنة ، فيقال : يا أهل الجنة ، اقبضوا عليهم . فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل " . قال : فقال رجل من القوم حينئذ : كأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالبادية .

ورواه مسلم في حديث بشر بن المفضل وشعبة ، كلاهما عن أبي مسلمة سعيد بن زيد ، به مثله ورواه أحمد أيضا عن يزيد ، عن سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أهل النار الذين لا يريد الله إخراجهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، وإن أهل النار الذين يريد الله إخراجهم يميتهم فيها إماتة ، حتى يصيروا فحما ، ثم يخرجون ضبائر فيلقون على أنهار الجنة ، أو : يرش عليهم من أنهار الجنة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل " .

وقد قال الله إخبارا عن أهل النار : ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ) [ الزخرف : 77 ] وقال تعالى : ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ) [ فاطر : 36 ] إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى .

وقوله: ( ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا ) يقول: ثم لا يموت في النار الكبرى ولا يحيا، وذلك أن نفس أحدهم تصير فيها في حلقه، فلا تخرج فتفارقه فيموت، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا. وقيل: لا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة تنفعه.

وقال آخرون: قيل ذلك؛ لأن العرب كانت إذا وصفت الرجل بوقوع في شدة شديدة، قالوا: لا هو حيّ، ولا هو ميت، فخاطبهم الله بالذي جرى به ذلك من كلامهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[13] ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾ تخيل هذه الحال، وتذكر قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى﴾ [طه: 74]، وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا﴾ [فاطر: 36]، وقوله تعالى: ﴿وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ [إبراهيم: 17]، وقوله تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ [النساء: 65]، وقوله تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ [الزخرف: 77]، وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد فقهاء المدينة السبعة: أَلا مَن لِنَفسٍ لا تَموتُ فَيَنقَضي ... العَناءُ وَلا تَحيا حَياةً لَها طَعمُ.
وقفة
[13] ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾ كيف لا يموت ولا يحيى وهو في النار؟ الجواب: هو في النار لا يحيا حياة يرتاح فيها، ولا يموت فيستريح، نقول: بين الحياة والموت.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها:
  • حرف عطف للتراخي. لأن الترجح بين الحياة والموت أفظع من الصلى فهو متراخ عنه في مراتب الشدة. لا: نافية لا عمل لها. يموت: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. فيها: جار ومجرور متعلق بلا يموت. أي لا يموت فيستريح.
  • ﴿ وَلا يَحْيى:
  • معطوفة بالواو على «لا يَمُوتُ» وتعرب اعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الألف للتعذر. أي ولا يحيا حياة طيبة تنفعه.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ جَزاءَه؛ بَيَّنَ عاقبته، ومآل أمره، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [14] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى

التفسير :

[14]قد فاز مَن طهَّر نفسه مِن الأخلاق السيئة

{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} أي:قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم ومساوئ الأخلاق.

وبعد هذا البيان الذي يهز القلوب.. عن سوء عاقبة الأشقياء، ساق- سبحانه- ما يدخل البهجة والسرور على النفوس، عن طريق بيان حسن عاقبة السعداء، فقال:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى.

أى: قد أفلح وفاز وانتفع بالتذكير، من حاول تزكية نفسه وتطهيرها من كل سوء.

ومن ذكر اسم ربه بقلبه ولسانه، فصلى الصلوات الخمس التي فرضها الله- تعالى- عليه. وأضاف إليها ما استطاع من نوافل وسنن.

وعبر- سبحانه- بقوله: قَدْ أَفْلَحَ ليجمع في هذا التعبير البليغ، كل معاني الخير والنفع، لأن الفلاح معناه: وصول المرء إلى ما يطمح إليه من فوز ونفع. وجاء التعبير بالماضي المسبوق بقد، للدلالة على تحقيق هذا الفلاح بفضل الله- تعالى- ورحمته.

وقد اشتملت هاتان الآيتان على الطهارة من العقائد الباطلة تَزَكَّى وعلى استحضار معرفة الله- تعالى- وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ وعلى أداء التكاليف الشرعية التي على رأسها الصلاة فَصَلَّى.

وهذه المعاني هي التي وصلت صاحبها إلى الفلاح الذي ليس بعده فلاح.

أي طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة وتابع ما أنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم.

القول في تأويل قوله تعالى : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)

يقول تعالى ذكره: قد نجح وأدرك طلبته من تطهَّر من الكفر ومعاصي الله، وعمل بما أمره الله به، فأدّى فرائضه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) يقول: مَنْ تَزَكَّى من الشرك .

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: ثنا هشام، عن الحسن، في قوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: من كان عمله زاكيًا .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: يعمل وَرِعًا .

حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا حفص بن عُمر العَدَنيّ، عن الحكم، عن عكرِمة، في قوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) من قال: لا إله إلا الله .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: قد أفلح من أدّى زكاة ماله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عليّ بن الأقمر، عن أبي الأحوص ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: من استطاع أن يرضَخَ فليفعل، ثم ليقم فليصلّ .

حدثنا محمد بن عمارة الرازي، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: من رَضَخَ (5) .

حدثنا محمد بن عمارة، قال: ثنا عثمان بن سعيد بن مرَّة، قال: ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: إذا أتى أحدكم سائل وهو يريد الصلاة، فليقدّم بين يدي صلاته زكاته، فإن الله يقول: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) فمن استطاع أن يقدّم بين يدي صلاته زكاةً فليفعل .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) تزكى رجل من ماله، وأرضى خالقه .

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك زكاة الفطر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن أبي خلدة، قال: دخلت على أبي العالية، فقال لي: إذا غَدَوت غدًا إلى العيد فمرّ بي، قال: فمررت به، فقال: هل طَعِمت شيئا ؟ قلت: نعم، قال: أَفَضْت على نفسك من الماء؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني ما فعلت بزكاتك؟ قلت: قد وجَّهتها، قال: إنما أردتك لهذا، ثم قرأ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) وقال: إن أهل المدينة لا يَرَونَ صدقة أفضل منها ومن سِقَاية الماء .

----------------

الهوامش :

(5) يقال : رضخ له بشيء من ماله : إذا أعطاه شيئا يسيرا .

التدبر :

وقفة
[14] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾ ﻗﺪ ﻓﺎﺯ ﻭﺭﺑﺢ ﻣﻦ ﻃﻬَّﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻧﻘﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻷﺧﻼﻕ.
وقفة
[14] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾ أهمية تطهير النفس من الخبائث الظاهرة والباطنة.
تفاعل
[14] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[14] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾ لم أسمع يومًا أن الفلاح والنجاح جاءا لمن هو متكئ على أريكته! اعمل يا صديقي لتفلح.
وقفة
[14] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾ الفلاح مقرون بالتطهر من المعاصي.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ تُريد التوفيق؟ تريد الرزق؟ تريد صلاح الحال؟ تريد الستر؟ فعليك بالصلاة، الصلاة تجلب كل خير، وتدفع كل شر.
وقفة
[14، 15] ﴿قَد أَفلَحَ مَن تَزَكّى * وَذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصَلّى﴾ التزكية للنفس طريقك للفلاح، والصلاة والذكر معينان.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ أعظم ما يزكي النفوس كثرة الصلاة وذكر الله, فكلما ذكر العبد اسم الله اتعظ وأقبل علي ربه, وذلك هو الفلاح العظيم.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ جمعت الآية الكريمة وسائل التزكي, وهي ترجع للمداومة علي: ذكر الله والصلاة.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ استنبط بعضهم زكاة الفطر والتكبير والصلاة من هذه الآية، قال السعدي في هذا: «إنه وإن كان داخلًا في اللفظ وبعض جزئياته، فليس هو المعنى وحده».
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ أعظم ما يُزكي النفوس كثرة ذكر الله مع كثرة الصلاة.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ أقرب طرق الزكاة: الذكر والصلاة.
وقفة
[14،15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ هذه الدنيا لا شئ فيها سيدوم، لا قصور ولا دور، والذي ينفعك حقًا هو عملك الصالح واصلاحك لنفسك.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ نعم أفلحت يا من قمت في هذا البرد ومشيت في تلك الظلمة لكي تصلي فرضًا قد فرضه مولاك عليك.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ من أكثر من ذكر الله أقام الله لَهُ صلاته، ومن ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه حرَّمه الله على النار.
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ من المحفِّزات على الصلاة؛ قال ابن عباس: «ذكر معاده وموقفه بين يدي ربه، فصلى له».
وقفة
[14، 15] ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ قَدَّم التزكية على ذكر الله والصلاة؛ لأنها أصل العمل والدافع إليه، فإذا أشرقت أنوار التزكية أقبلت على الخير.
وقفة
[14، 15] قال سليمان بن عبد الملك عند موته: «إن بنىِّ صغار أفلح من كان له كبار»، فقال عمر بن عبد العزيز: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ:
  • حرف تحقيق. أفلح: فعل ماض مبني على الفتح أي قد فاز. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ تَزَكَّى:
  • فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «تزكى» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. أي من تطهر من الشرك أو للصلاة.

المتشابهات :

الأعلى: 14﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
الشمس: 9﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ سوءَ عاقبةِ الأشقياءِ؛ ذكرَ حسنَ عاقبةِ السعداءِ، قال تعالى:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [15] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

التفسير :

[15] وذكر الله، فوحَّده ودعاه وعمل بما يرضيه، وأقام الصلاة في أوقاتها؛ ابتغاء رضوان الله وامتثالاً لشرعه.

{ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} أي:اتصف بذكر الله، وانصبغ به قلبه، فأوجب له ذلك العمل بما يرضي الله، خصوصًا الصلاة، التي هي ميزان الإيمان، فهذا معنى الآية الكريمة، وأما من فسر قوله{ تزكى} بمعني أخرج زكاة الفطر، وذكر اسم ربه فصلى، أنه صلاة العيد، فإنه وإن كان داخلًا في اللفظ وبعض جزئياته، فليس هو المعنى وحده.

وبعد هذا البيان الذي يهز القلوب.. عن سوء عاقبة الأشقياء، ساق- سبحانه- ما يدخل البهجة والسرور على النفوس، عن طريق بيان حسن عاقبة السعداء، فقال:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى.

ومن ذكر اسم ربه بقلبه ولسانه، فصلى الصلوات الخمس التي فرضها الله- تعالى- عليه. وأضاف إليها ما استطاع من نوافل وسنن.

وعبر- سبحانه- بقوله: قَدْ أَفْلَحَ ليجمع في هذا التعبير البليغ، كل معاني الخير والنفع، لأن الفلاح معناه: وصول المرء إلى ما يطمح إليه من فوز ونفع. وجاء التعبير بالماضي المسبوق بقد، للدلالة على تحقيق هذا الفلاح بفضل الله- تعالى- ورحمته.

وقد اشتملت هاتان الآيتان على الطهارة من العقائد الباطلة تَزَكَّى وعلى استحضار معرفة الله- تعالى- وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ وعلى أداء التكاليف الشرعية التي على رأسها الصلاة فَصَلَّى.

وهذه المعاني هي التي وصلت صاحبها إلى الفلاح الذي ليس بعده فلاح.

يقول تعالى : ( قد أفلح من تزكى ) أي : طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة ، وتابع ما أنزل الله على رسوله ، صلوات الله وسلامه عليه ، ( وذكر اسم ربه فصلى ) أي : أقام الصلاة في أوقاتها ; ابتغاء رضوان الله وطاعة لأمر الله وامتثالا لشرع الله . وقد قال الحافظ أبو بكر البزار :

حدثنا عباد بن أحمد العرزمي ، حدثنا عمي محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( قد أفلح من تزكى ) قال : " من شهد أن لا إله إلا الله ، وخلع الأنداد ، وشهد أني رسول الله " ، ( وذكر اسم ربه فصلى ) قال : " هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بها " .

ثم قال لا يروى عن جابر إلا من هذا الوجه .

وكذا قال ابن عباس : إن المراد بذلك الصلوات الخمس . واختاره ابن جرير .

وقال ابن جرير : حدثني عمرو بن عبد الحميد الآملي حدثنا مروان بن معاوية ، عن أبي خلدة قال : دخلت على أبي العالية فقال لي : إذا غدوت غدا إلى العيد فمر بي . قال : فمررت به فقال : هل طعمت شيئا ؟ قلت : نعم . قال : أفضت على نفسك من الماء ؟ قلت : نعم . قال : فأخبرني ما فعلت بزكاتك ؟ قلت : وكأنك قلت : قد وجهتها ؟ قال : إنما أردتك لهذا . ثم قرأ : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) وقال : إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ومن سقاية الماء .

قلت : وكذلك روينا عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أنه كان يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر ، ويتلو هذه الآية ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى )

وقال أبو الأحوص : إذا أتى أحدكم سائل وهو يريد الصلاة ، فليقدم بين يدي صلاته زكاته ، فإن الله يقول : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى )

وقال قتادة في هذه الآية ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) زكى ماله وأرضى خالقه .

وقوله: ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) فقال بعضهم: معنى ذلك: وحَّد الله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) يقول: وحَّد الله سبحانه وتعالى.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وذكر الله ودعاه ورغب إليه.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: وذكر الله فوحَّده، ودعاه ورغب إليه؛ لأن كلّ ذلك من ذكر الله، ولم يُخصص الله تعالى من ذكره نوعًا دون نوع.

وقوله: ( فَصَلَّى ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. فقال بعضهم: عُنِي به: فصلى الصلوات الخمس.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( فَصَلَّى ) يقول: صلَّى الصلوات الخمس .

وقال آخرون: عُنِيَ به: صلاة العيد يوم الفطر.

وقال آخرون: بل عُنِيَ به: وذكر اسم ربه فدعا، وقالوا: الصلاة هاهنا: الدعاء.

والصواب من القول أن يقال: عُنِيَ بقوله: ( فَصَلَّى ) : الصلوات، وذكر الله فيها بالتحميد والتمجيد والدعاء.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[15] ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ صلاته وتسبيحه الصلاة لذكري الذكر مداد الصلاة، فإن ضعفت الصلاة فعليك بمدادها.
وقفة
[15] ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، فتش عن الخلوة ربما تلتقي بدمعتك الخالدة يومًا.
وقفة
[15] ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ من أعظم أسباب استقامة قلبك وجوارحك في الصلاة وإقبالك عليها هو أن تقيم لسانك لذكر الله لتحصل الثمرة، فكثير منا يشتكي حضور قلبه فإليكم الدواء.
وقفة
[15] ‏الذكر والصلاة مفاتيح الطهارة القلبية قال تعالى: ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ:
  • معطوفة بالواو على «تزكى» وتعرب اعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة. اسم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ربه: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَصَلَّى:
  • الفاء عاطفة. صلى: تعرب اعراب «تزكى» وحذف المفعول اختصارا أي فصلى الصلوات الخمس.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     ولَمَّا كان أعظمُ الأعمالِ المُزكِّيةِ الذِّكرَ والصَّلاةَ؛ قال تعالى:
﴿ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [16] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

التفسير :

[16] إنكم -أيها الناس- تفضِّلون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة.

{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي:تقدمونها على الآخرة، وتختارون نعيمها المنغص المكدر الزائل على الآخرة.

وقوله- تعالى-: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى الإضراب فيه عن كلام مقدر يفهم من السياق.

والمعنى: لقد بينت لكم ما يؤدى إلى فلاحكم وفوزكم.. ولكنكم- يا بنى آدم- كثير منكم لم يستجب لما بينته له، بل أنتم تؤثرون الحياة الدنيا، بأن تقدموا زينتها وشهواتها ومتعها..

على ما ينفعكم في آخرتكم، والحال أن ما في الدار الآخرة من نعيم، خير وأبقى من حطام الدنيا، لأن الدنيا ومتعها زائلة، أما الآخرة فخيرها باق لا يزول.

والخطاب لجميع الناس، ويدخل فيه الكافرون دخولا أوليا، وعليه يكون المراد بإيثار الحياة الدنيا بالنسبة للمؤمنين، ما لا يخلو منه غالب الناس، من اشتغالهم في كثير من الأحيان بمنافع الدنيا، وتقصيرهم فيما يتعلق بآخرتهم.

ويرى كثير من العلماء: أن الخطاب للكافرين على سبيل الالتفات، ويؤيد أن الخطاب للكافرين قراءة أبى عمرو بالياء على طريقة الغيبة.

أى: بل إن الكافرين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، مع أن الآخرة خير وأبقى.

أي تقدمونها على أمر الآخرة وتبدونها على ما فيه نفعكم وصلاحكم في معاشكم ومعادكم.

القول في تأويل قوله تعالى : بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)

وقوله: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )

يقول للناس: بل تؤثرون أيها الناس زينة الحياة الدنيا على الآخرة ( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ ) لكم ( وَأَبْقَى ) يقول: وزينة الآخرة خير لكم أيها الناس وأبقى، لأن الحياة الدنيا فانية، والآخرة باقية، لا تنفَدُ ولا تفنى.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) فاختار الناس العاجلة إلا من عصم الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[16] ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ قرأ ابن مسعود هذه الآية، فقال: «أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة؟ لأن الدنيا حضرت وعجلت لنا طيباتها وطعامها وشرابها؛ ولذاتها وبهجتها، والآخرة غُيّبت عنا، فأخذنا العاجل، وتركنا الآجل».
وقفة
[16] يحضرون للدوام في وقته وللمطار قبل موعده ويحضرون للمستشفى قبل الموعد ايضا ثم ينامون عن الصلاة ويقولون مشكلتنا نومنا ثقيل ﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا﴾ درس لي ولك ولمن بعدنا لنراجع أنفسنا.
وقفة
[16] ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ قل لمن طلب الدنيا: « تهيأ للذل».
وقفة
[16، 17] ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ قَدْ نغار من إنسان سبقنا إلى منصب أو جاه أو شهرة، ولكن لا نغار إذا سبقنا إلى الصَّف الأول في الصَّلاة، أو الصدقة، أو حفظ القرآن، والسبب: عشق الدُّنْيَا ونسيان الآخرة.
وقفة
[16، 17] ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ هنا يكمن الداء، وهناك العافية ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾.
وقفة
[16، 17] ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ السعيد يرغبه الله في الآخرة حتى يقول: لا شيء غيرها، فإذا هضم دنياه وزهد فيها لآخرته، لم يحرمه الله بذلك نصيبه من الدنيا، ولم ينقصه من سروره فيها، والشقي يرغبه الشيطان في الدنيا حتى يقول: لا شيء غيرها، فيجعل الله له التنغيص في الدنيا التي آثر، مع الخزي الذي يلقى بعدها.
عمل
[16، 17] ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ إذا تعارَضَ ما تحبُّ مع ما يحبُّه اللهُ, فآثِر ما يحبُّه اللهُ.
عمل
[16، 17] انظر شيئًا تحبه من زينة الدنيا -ولو قليلًا- وتصدق به ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾.
عمل
[16، 17] إلى كل من تردد في اتخاذ قرار فريضة الحج: بادر قبل أن تغادر ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾.
عمل
[16، 17] إلى كل من اشترى تذكرة السياحة، وتردد في اتخاذ قرار فريضة الحج: بادر قبل أن تغادر ﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى﴾.
اسقاط
[16، 17] قارن بين سكون الساعة الرابعة فجرًا في مقابل هدير السابعة صباحًا، ليس في ذهني إلا قوله تعالى: ﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى﴾.

الإعراب :

  • ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ:
  • حرف اضراب للاستئناف. تؤثرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ الْحَياةَ الدُّنْيا:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الدنيا: صفة- نعت- للحياة وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. أي تختارون الحياة العاجلة فلا تفعلون ما تفلحون به. ويجوز أن تكون «بل» حرف تحقيق.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [16] لما قبلها :     وبعد الوصية بالذِّكرِ والصَّلاةِ؛ رَدَّ اللهُ على قوم ممن قست قلوبهم، ولم يأخذوا من العبادات إلا بصورها، وظنوا أن ذلك هو غاية ما يطالب الله عباده، قال تعالى:
﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تؤثرون:
1- بتاء الخطاب، للكفار، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بياء الغيبة، وهى قراءة عبد الله، وأبى رجاء، والحسن، والجحدري، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، وأبى عمرو، والزعفراني، وابن مقسم.

مدارسة الآية : [17] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى

التفسير :

[17] والدار الآخرة وما فيها من النعيم المقيم، خير من الدنيا وأبقى.

{ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} وللآخرة خير من الدنيا في كل وصف مطلوب، وأبقى لكونها دار خلد وبقاء وصفاء، والدنيا دار فناء، فالمؤمن العاقل لا يختار الأردأ على الأجود، ولا يبيع لذة ساعة، بترحة الأبد، فحب الدنيا وإيثارها على الآخرة رأس كل خطيئة.

وقوله- تعالى-: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى الإضراب فيه عن كلام مقدر يفهم من السياق.

والمعنى: لقد بينت لكم ما يؤدى إلى فلاحكم وفوزكم.. ولكنكم- يا بنى آدم- كثير منكم لم يستجب لما بينته له، بل أنتم تؤثرون الحياة الدنيا، بأن تقدموا زينتها وشهواتها ومتعها..

على ما ينفعكم في آخرتكم، والحال أن ما في الدار الآخرة من نعيم، خير وأبقى من حطام الدنيا، لأن الدنيا ومتعها زائلة، أما الآخرة فخيرها باق لا يزول.

والخطاب لجميع الناس، ويدخل فيه الكافرون دخولا أوليا، وعليه يكون المراد بإيثار الحياة الدنيا بالنسبة للمؤمنين، ما لا يخلو منه غالب الناس، من اشتغالهم في كثير من الأحيان بمنافع الدنيا، وتقصيرهم فيما يتعلق بآخرتهم.

ويرى كثير من العلماء: أن الخطاب للكافرين على سبيل الالتفات، ويؤيد أن الخطاب للكافرين قراءة أبى عمرو بالياء على طريقة الغيبة.

أى: بل إن الكافرين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، مع أن الآخرة خير وأبقى.

( والآخرة خير وأبقى ) أي : ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى ، فإن الدنيا دنية فانية ، والآخرة شريفة باقية ، فكيف يؤثر عاقل ما يفنى على ما يبقى ، ويهتم بما يزول عنه قريبا ، ويترك الاهتمام بدار البقاء والخلد ؟!

قال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا ذويد ، عن أبي إسحاق ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له " .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا يحيى بن واضح ، حدثنا أبو حمزة ، عن عطاء ، عن عرفجة الثقفي قال : استقرأت ابن مسعود : ( سبح اسم ربك الأعلى ) فلما بلغ : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا ) ترك القراءة ، وأقبل على أصحابه وقال : آثرنا الدنيا على الآخرة . فسكت القوم ، فقال : آثرنا الدنيا لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها ، وزويت عنا الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا الآجل .

وهذا منه على وجه التواضع والهضم ، أو هو إخبار عن الجنس من حيث هو ، والله أعلم .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب بن عبد الله ، عن أبي موسى الأشعري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أحب دنياه أضر بآخرته ، ومن أحب آخرته أضر بدنياه ، فآثروا ما يبقى على ما يفنى " . تفرد به أحمد .

وقد رواه أيضا عن أبي سلمة الخزاعي ، عن الدراوردي ، عن عمرو بن أبي عمرو ، به مثله سواء .

وقوله: ( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ ) في الخير ( وَأَبْقَى ) في البقاء .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا أبو حمزة، عن عطاء، عن عَرْفَجَة الثقفي، قال: استقرأت ابن مسعود سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ، فلما بلغ: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) ترك القراءة وأقبل على أصحابه، وقال: آثرنا الدنيا على الآخرة، فسكت القوم، فقال: آثرنا الدنيا؛ لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها، وزُوِيت عنا الآخرة، فاخترنا هذا العاجل، وتركنا الآجل .

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الأمصار: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ ) بالتاء، إلا أبا عمرو فإنه قرأه بالياء، وقال: يعني الأشقياء.

والذي لا أوثر عليه في قراءة ذلك التاء، لإجماع الحجة من القرّاء عليه. وذُكر أن ذلك في قراءة أُبي: ( بَلْ أَنْتُمْ تُؤْثِرُونَ ) فذلك أيضًا شاهد لصحة القراءة بالتاء.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[17] ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ مهما أعجبك نعيم الدنيا؛ فنعيم الآخرة خير وأبقى، فلا يشغلك فانٍ عن باقٍ.
وقفة
[17] ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ وجدتُ العمل للآخرة سالمًا من كل عيب، خالصًا من كل كدر، موصلًا إلى طرد الهم على الحقيقة.
وقفة
[17] ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ كم فيها من سلوة لمن يفوتهم شيء من الدنيا، يمنعهم الله منه حكمةً منه، ورحمة بهم! إي والله هي خير وأبقى.
وقفة
[17] ﴿وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقى﴾ نصيحة غالية من رب رحمن رحيم.
وقفة
[17] ﴿وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقى﴾ أي الجنة خير وأدوم من الدنيا، وقال النبي ﷺ: «وَاللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؟» [مسلم 2858].
وقفة
[17] ﴿وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقى﴾ قال مالك بن دينار: «لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يُؤتَى خَزف يبقى، على ذهب يفنى، فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى».
وقفة
[17] ﴿وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقى﴾ وللآخرة خير من الدنيا في كل وصف مطلوب، وأبقى لكونها دار خلد وبقاء وصفاء، والدنيا دار فناء، فالمؤمن العاقل لا يختار الأردأ على الأجود، ولا يبيع لذة ساعة بترحة الأبد، فحب الدنيا وإيثارها على الآخرة رأس كل خطيئة.
وقفة
[17] ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ مهمَا كنتَ تملكُ من الأموال والخيرات، مصيرُها الزوال؛ فاحرِصْ على الَّذي يدُوم لك وهو نعيم الآخرة.
وقفة
[17] كل تأخيرة فيها خيرة، وكثير من نعم الحياة في الدنيا مؤخر لنعيم الآخرة ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾.
وقفة
[17] لا تقتصر كلمة النجاح على أمور الدنيا فقط؛ بل حتى الآخرة ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾.
وقفة
[17] لا نملك أكثر من أن نهون على بعضنا الطريق ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.
وقفة
[17] كثير من أمنيات الدنيا التي دعوت الله أن تنالها ولم تظفر بها؛ تذكر أن الله قد ادخر لك نيلها، لكن ربما ليست في منغصات الدنيا، وإنما في أفانين الجنة ورياضها ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى:
  • الواو عاطفة. الآخرة: مبتدأ مرفوع بالضمة. خير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وابقى: معطوفة بالواو على «خير» مرفوعة مثلها بالضمة المقدرة على الألف للتعذر أي أفضل وأنعم وأدوم.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ حُبَّهم للحياة الدنيا؛ رغَّب في الآخرة، قال تعالى:
﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى

التفسير :

[18] إنَّ ما أُخبِرتم به في هذه السورة هو مما ثبت معناه في الصحف التي أُنزلت قبل القرآن

{ إِنَّ هَذَا} المذكور لكم في هذه السورة المباركة، من الأوامر الحسنة، والأخبار المستحسنة{ لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى}

ثم ختم- سبحانه- السورة بقوله: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى أى: إن هذا الذي ذكرناه من فلاح من تزكى، ومن إيثاركم الحياة الدنيا على الآخرة، لكائن وثابت ومذكور في الصحف الأولى، التي هي صحف إبراهيم وموسى، التي أنزلها- سبحانه- على هذين النبيين الكريمين، ليعلما الناس ما اشتملت عليه من آداب وأحكام ومواعظ. وفي إبهام هذه الصحف، ووصفها بالقدم، ثم بيان أنها لنبيين كريمين من أولى العزم من الرسل، تنويه بشأنها، وإعلاء من قدرها.

وقوله : ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا نصر بن علي ، حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت : ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كان كل هذا - أو : كان هذا - في صحف إبراهيم وموسى " .

ثم قال : لا نعلم أسند الثقات عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس غير هذا ، وحديثا آخر أورده قبل هذا .

وقال النسائي : أخبرنا زكريا بن يحيى ، أخبرنا نصر بن علي ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت ( سبح اسم ربك الأعلى ) قال : كلها في صحف إبراهيم وموسى ، فلما نزلت : ( وإبراهيم الذي وفى ) [ النجم : 37 ] قال : وفى ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) [ النجم : 38 ] .

يعني أن هذه الآية كقوله في سورة " النجم " : ( أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى ) [ النجم : 36 - 42 ] الآيات إلى آخرهن . وهكذا قال عكرمة - فيما رواه ابن جرير ، عن ابن حميد ، عن مهران ، عن سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن عكرمة - في قوله : ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) يقول : الآيات التي في سبح اسم ربك الأعلى .

وقال أبو العالية : قصة هذه السورة في الصحف الأولى .

واختار ابن جرير أن المراد بقوله : ( إن هذا ) إشارة إلى قوله : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) ثم قال : ( إن هذا ) أي : مضمون هذا الكلام ( لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) .

وهذا اختيار حسن قوي . وقد روي عن قتادة وابن زيد ، نحوه . والله أعلم .

وقوله: ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى ) اختلف أهل التأويل في الذي أشير إليه بقوله هذا، فقال بعضهم: أُشير به إلى الآيات التي في سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى .

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرِمة ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) يقول: الآيات التي في سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى .

وقال آخرون: قصة هذه السورة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) قال: قصة هذه السورة لفي الصحف الأولى .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن هذا الذي قصّ الله تعالى في هذه السورة ( لَفِي الصُّحُفِ الأولَى ) .

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى ) قال: إن هذا الذي قصّ الله في هذه السورة، لفي الصحف الأولى ( صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) .

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك أن قوله: ( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) في الصحف الأولى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى ) قال: تتابعت كتب الله كما تسمعون أن الآخرة خير وأبقى .

التدبر :

وقفة
[18، 19] ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ التحذير من إيثار الدنيا على الآخرة ليس موجودًا في شرعنا فحسب، بل هو على لسان الأنبياء عمومًا، فهناك أمور يدعو إليها جميع الأنبياء، وهناك أمور يحذر منها جميع الأنبياء، فجميع الأنبياء يدعون إلى التوحيد، ويحذرون من الشرك، ويرغبون في الآخرة، ويزهدون في الحياة الدنيا.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ هذا:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» والاشارة الى قوله «قد أفلح الى أبقى».
  • ﴿ لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى:
  • اللام لام التوكيد. في الصحف: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» الأولى: صفة- نعت- للصحف مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. أي ان معنى هذا الكلام وارد في الصحف الأولى.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     وبعد الإخبار بفلاح من تزكى وإيثار النَّاس للدنيا؛ بَيَّنَ أن الأصول العامة التي جاءت في هذه الشريعة هى بعينها التي جاءت في جميع الشرائع السماوية، قال تعالى:
﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الصحف ... صحف:
1- بضم الحاء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بسكونها، فيهما، وهى قراءة الأعمش، وهارون، وعصمة، كلاهما عن أبى عمرو.
إبراهيم:
1- بألف وبياء، والهاء مكسورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- إبرهم، بحذف الألف والياء، والهاء مفتوحة مكسورة معا، وهى قراءة أبى رجاء.
3- إبراهام، وهى قراءة أبى موسى الأشعري، وابن الزبير.
4- إبراهم، بألف وفتح الهاء وبغير ياء، وهى قراءة مالك بن دينار.
5- إبراهم، بألف وكسر الهاء وبغير ياء، وهى قراءة عبد الرحمن بن أبى بكرة.
6- إبراهم، بألف وضم الهاء وبغير ياء.

مدارسة الآية : [19] :الأعلى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى

التفسير :

[19] وهي صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.

[ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} اللذين هما أشرف المرسلين، سوىالنبي محمد صلى الله وسلم عليه وسلم.

فهذه أوامر في كل شريعة، لكونها عائدة إلى مصالح الدارين، وهي مصالح في كل زمان ومكان.

تم تفسير سورة سبح، ولله الحمد

ثم ختم- سبحانه- السورة بقوله: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى أى: إن هذا الذي ذكرناه من فلاح من تزكى، ومن إيثاركم الحياة الدنيا على الآخرة، لكائن وثابت ومذكور في الصحف الأولى، التي هي صحف إبراهيم وموسى، التي أنزلها- سبحانه- على هذين النبيين الكريمين، ليعلما الناس ما اشتملت عليه من آداب وأحكام ومواعظ. وفي إبهام هذه الصحف، ووصفها بالقدم، ثم بيان أنها لنبيين كريمين من أولى العزم من الرسل، تنويه بشأنها، وإعلاء من قدرها.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وقوله : ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا نصر بن علي ، حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت : ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كان كل هذا - أو : كان هذا - في صحف إبراهيم وموسى " .

ثم قال : لا نعلم أسند الثقات عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس غير هذا ، وحديثا آخر أورده قبل هذا .

وقال النسائي : أخبرنا زكريا بن يحيى ، أخبرنا نصر بن علي ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت ( سبح اسم ربك الأعلى ) قال : كلها في صحف إبراهيم وموسى ، فلما نزلت : ( وإبراهيم الذي وفى ) [ النجم : 37 ] قال : وفى ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) [ النجم : 38 ] .

يعني أن هذه الآية كقوله في سورة " النجم " : ( أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى ) [ النجم : 36 - 42 ] الآيات إلى آخرهن . وهكذا قال عكرمة - فيما رواه ابن جرير ، عن ابن حميد ، عن مهران ، عن سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن عكرمة - في قوله : ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) يقول : الآيات التي في سبح اسم ربك الأعلى .

وقال أبو العالية : قصة هذه السورة في الصحف الأولى .

واختار ابن جرير أن المراد بقوله : ( إن هذا ) إشارة إلى قوله : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) ثم قال : ( إن هذا ) أي : مضمون هذا الكلام ( لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) .

وهذا اختيار حسن قوي . وقد روي عن قتادة وابن زيد ، نحوه . والله أعلم .

آخر تفسير سورة " سبح " ولله الحمد والمنة .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) قال: في الصحف التي أنـزلها الله إبراهيم وموسى أن الآخرة خير من الأولى .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: إن قوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم خليل الرحمن، وصحف موسى بن عمران.

وإنما قلت: ذلك أولى بالصحة من غيره؛ لأن هذا إشارة إلى حاضر، فلأن يكون إشارة إلى ما قرب منها أولى من أن يكون إشارة إلى غيره. وأما الصحف: فإنها جمع صحيفة، وإنما عُنِي بها: كتب إبراهيم وموسى.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي الخلد، قال: نـزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من رمضان، وأنـزلت التوراة لستّ ليال خلون من رمضان، وأنـزل الزبور لاثنتي عشرة ليلة، وأنـزل الإنجيل لثماني عشرة، وأنـزل الفرقان لأربع وعشرين .

آخر تفسير سورة سبح اسم ربك الأعلى

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[18، 19] ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ الثوابت لا تغيّرها السنين.

الإعراب :

  • ﴿ صُحُفِ إِبْراهِيمَ:
  • بدل من المبدل منه «الصحف» مجرور وعلامة جره الكسرة. ابراهيم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة.
  • ﴿ وَمُوسى:
  • معطوف على ابراهيم» ويعرب اعرابه. ولن تظهر الحركة على آخرة للتعذر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     ولَمَّا كان ذلك عامًّا؛ خَصَّ مِن بَينِه -تعظيمًا لقَدْرِ هذه الموعِظةِ- أعظَمَ الأنبياءِ الأقدَمِينَ، قال تعالى:
﴿ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الصحف ... صحف:
1- بضم الحاء، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بسكونها، فيهما، وهى قراءة الأعمش، وهارون، وعصمة، كلاهما عن أبى عمرو.
إبراهيم:
1- بألف وبياء، والهاء مكسورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- إبرهم، بحذف الألف والياء، والهاء مفتوحة مكسورة معا، وهى قراءة أبى رجاء.
3- إبراهام، وهى قراءة أبى موسى الأشعري، وابن الزبير.
4- إبراهم، بألف وفتح الهاء وبغير ياء، وهى قراءة مالك بن دينار.
5- إبراهم، بألف وكسر الهاء وبغير ياء، وهى قراءة عبد الرحمن بن أبى بكرة.
6- إبراهم، بألف وضم الهاء وبغير ياء.

مدارسة الآية : [1] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ

التفسير :

[1] هل أتاك -أيها الرسول- خبر القيامة التي تغشى الناس بأهوالها؟

يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون [إلى] فريقين:فريقًا في الجنة، وفريقًا في السعير.

تفسير سورة الغاشية

مقدمة وتمهيد

1- سورة «الغاشية» ، وتسمى سورة «هل أتاك حديث الغاشية» من السور المكية الخالصة، وعدد آياتها ست وعشرون آية، وهي السورة الثامنة والثمانون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول، فهي السورة السابعة والستون من بين السور المكية، وكان نزولها بعد سورة «الذاريات» وقبل سورة «الكهف» .

2- وهي من السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها كثيرا، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ «سبح اسم ربك الأعلى» «والغاشية» في صلاة الجمعة والعيدين.

وفي رواية- أيضا- عن النعمان بن بشير أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه السورة مع سورة الجمعة، في صلاة الجمعة.

3- وقد اشتملت السورة الكريمة على بيان أحوال الكافرين والمؤمنين يوم القيامة، كما لفتت أنظار الناس إلى مظاهر قدرة الله في خلقه، لكي يتفكروا ويتدبروا أن الخالق لهذه الأشياء بتلك الصورة البديعة، هو المستحق للعبادة والطاعة، وأنهم سيعودون إليه للحساب والجزاء إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ.

الاستفهام فى قوله - تعالى - : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية ) للتحقيق والتقرير ، أو المقصود به التعجيب من حديث القيامة ، والتشويق إلى الاستماع إليه .

والغاشية : لفظ مشتق من الغشيان ، وهو تغطية الشئ لغيره ، يقال : غشيه الأمر ، إذا غطاه ، والمقصود بالغاشية يوم القيامة ، ووصف يوم القيامة بذلك ، لأنه يغشى الناس بأهواله وشدائده ، ويغطى عقولهم عن التفكير فى أى شئ سواه .

والمعنى : هل بلغك - أيها الرسول الكريم أو أيها المخاطب - حديث يوم القيامة ، الذى يغشى الناس بأحواله المفزعة ، ويعمهم بشدائده . . إن كان لم يأتك فهذا خبره ، وتلك هى أقسام الناس فيه .

وافتتاح السورة بهذا الافتتاح - بجانب ما فيه من تشويق - يدل على أهمية هذا الخبر ، وأنه من الأخبار التى ينبغى الاستعداد لما اشتملت عليه من معانى لا يصح التغافل عنها .

تفسير سورة الغاشية وهي مكية .

قد تقدم عن النعمان بن بشير : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ ب " سبح اسم ربك الأعلى " والغاشية في صلاة العيد ويوم الجمعة .

وقال الإمام مالك ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله : أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير : بم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة ؟ قال : " هل أتاك حديث الغاشية " .

رواه أبو داود عن القعنبي ، والنسائي عن قتيبة ، كلاهما عن مالك به ، ورواه مسلم وابن ماجه ، من حديث سفيان بن عيينة ، عن ضمرة بن سعيد ، به .

الغاشية : من أسماء يوم القيامة . قاله ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد ; لأنها تغشى الناس وتعمهم . وقد قال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة تقرأ : ( هل أتاك حديث الغاشية ) فقام يستمع ويقول : " نعم ، قد جاءني " .

القول في تأويل قوله تعالى : هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( هَلْ أَتَاكَ ) يا محمد ( حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) يعني: قصتها وخبرها.

واختلف أهل التأويل في معنى الغاشية، فقال بعضهم: هي القيامة تغشي الناس بالأهوال.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( الْغَاشِيَةِ ) من أسماء يوم القيامة، عظَّمه الله، وحذّره عباده.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) قال: الغاشية: الساعة.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) قال: الساعة.

وقال آخرون: بل الغاشية: النار تغشَى وجوه الكَفَرة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن سعيد، في قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) قال: غاشية النار.

والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) لم يخبرنا أنه عنى غاشية القيامة، ولا أنه عنى غاشية النار. وكلتاهما غاشية، هذه تغشى الناس بالبلاء والأهوال والكروب، وهذه تغشي الكفار باللفح في الوجوه، والشُّواظ والنحاس، فلا قول في ذلك أصحّ من أن يقال كما قال جلّ ثناؤه، ويعمّ الخبر بذلك كما عمه.

التدبر :

وقفة
[1] ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ الغاشية: من أسماء يوم القيامة، وهي الداهية التي تغشى الناس بأهوالها، والاستفهام للتهويل وتفخيم شأنها.

الإعراب :

  • ﴿ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ
  • اعربت في سورة «البروج» الآية الكريمة السابعة عشرة. و «الغاشية» القيامة او النار وقيل «هل» لفظه لفظ استفهام وهو بمعنى «قد» اي قد أتاك ....

المتشابهات :

طه: 9﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ
الذاريات: 24﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ
النازعات: 15﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ
البروج: 17﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلۡجُنُودِ
الغاشية: 1﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [1] لما قبلها :     بدأت السورةُ بذكرِ القيامةِ الَّتي تَغشى النَّاسَ بأهوالِها وشَدائِدِها، قال تعالى:
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [2] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ

التفسير :

[2] وجوه الكفار يومئذ ذليلة بالعذاب

فأخبر عن وصف كلا الفريقين، فقال في [وصف] أهل النار:{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} أي:يوم القيامة{ خَاشِعَة} من الذل، والفضيحة والخزي.

ثم فصل- سبحانه- أحوال الناس في هذا اليوم فقال: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ.

قال الشوكانى: الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: ما هو؟ أو مستأنفة استئنافا نحويا، لبيان ما تضمنته من كون ثمّ وجوه في ذلك اليوم متصفة بهذه الصفة المذكورة، و «وجوه» مرتفع على الابتداء- وإن كانت نكرة- لوقوعه في مقام التفصيل..

والتنوين في «يومئذ» عوض عن المضاف إليه. أى: يوم غشيان الغاشية.

والخاشعة: الذليلة الخاضعة، وكل متضائل ساكن يقال له خاشع...

والمراد بالوجوه: أصحابها، من باب التعبير عن الكل بالبعض، وخصت الوجوه بالذكر، لأنها أشرف أعضاء الإنسان، ولأنها هي التي تظهر عليها الآثار المختلفة من حزن أو فرح. أى: وجوه في يوم قيام الساعة، تكون خاشعة ذليلة، تبدو عليها آثار الهوان والانتكاس والخزي، كما قال- تعالى-: وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ ...

أي ذليلة قاله قتادة وقال ابن عباس تخشع ولا ينفعها عملها.

وقوله: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ) يقول تعالى ذكره: وجوه يومئذ، وهي وجوه أهل الكفر به

خاشعة، يقول: ذليلة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ) : أي ذليلة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( خَاشِعَةٌ ) قال: خاشعة في النار.

التدبر :

وقفة
[2] ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ قال الحسن البصري: «لم تعمل لله في الدنيا ولم تنصب له, فأعملها وأنصبها في جهنم»، فطوبي لمن جعل نصبه في رضا الله.
وقفة
[2، 3] ﴿خَاشِعَةٌ﴾: ذليلة، ولم توصف بالذل ابتداء لما في وصفها بالخشوع من الإشارة إلى التهكم، وأنها لم تخشع في وقت ينفع فيه الخشوع، وكذا حال وصفها بالعمل في قوله سبحانه: ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة الثانية والعشرين من سورة «القيامة» اي يوم اذ غشيت و «خاشعة» خبر «وجوه» اي وجوه يوم القيامة ذليلة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [2] لما قبلها :     ولَمَّا هَوَّل أمْرَها بانبهامِها وعُمومِها؛ زاد في التَّهويلِ بما ذَكَر مِن أحوالِها في تفصيلِ النَّاسِ إلى شَقيٍّ وسعيدٍ، وبدأ بالشَّقِيِّ؛ لأنَّ المقامَ لإنذارِ المؤثِرينَ للحياةِ الدُّنيا، قال تعالى:
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [3] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ

التفسير :

[3]مجهدة بالعمل متعبة

{ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} أي:تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.

ويحتمل أن المراد [بقوله:]{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، فلا يدل عليه سياق الكلام، بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه قيده بالظرف، وهو يوم القيامة، ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها؛ ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا.

وهذه الوجوه- أيضا- من صفاتها أنها عامِلَةٌ ناصِبَةٌ أى: مكلفة بالعمل الشاق المرهق الذي تنصب له الوجوه في هذا اليوم، وتتعب تعبا ما عليه من مزيد، كجر السلاسل، وحمل الأغلال، والخوض في النار.

فقوله: عامِلَةٌ اسم فاعل من العمل، والمراد به هنا: العمل الشاق المهين.

وقوله: ناصِبَةٌ من النّصب، بمعنى: التعب والإعياء يقال: نصب فلان بكسر الصاد- كفرح- ينصب نصبا، إذا تعب في عمله تعبا شديدا.

وفي هذه الصفات زيادة توبيخ لأهل النار، لأنهم لما تركوا في الدنيا الخشوع لله- تعالى-والعمل لصالح، وآثروا متع الدنيا على ثواب الآخرة.. كان جزاؤهم يوم القيامة، الإذلال، والعمل الشاق المهين الذي لا تعقبه راحة.

وقوله : ( عاملة ناصبة ) أي : قد عملت عملا كثيرا ، ونصبت فيه ، وصليت يوم القيامة نارا حامية .

وقال الحافظ أبو بكر البرقاني : حدثنا إبراهيم بن محمد المزكى ، حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا سيار حدثنا جعفر قال : سمعت أبا عمران الجوني يقول : مر عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بدير راهب ، قال : فناداه : يا راهب [ يا راهب ] فأشرف . قال : فجعل عمر ينظر إليه ويبكي . فقيل له : يا أمير المؤمنين ، ما يبكيك من هذا ؟ قال : ذكرت قول الله ، - عز وجل - في كتابه : ( عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ) فذاك الذي أبكاني .

وقال البخاري : قال ابن عباس : ( عاملة ناصبة ) النصارى .

وعن عكرمة ، والسدي : ( عاملة ) في الدنيا بالمعاصي ( ناصبة ) في النار بالعذاب والأغلال .

وقوله: ( عَامِلَةٌ ) يعني: عاملة في النار. وقوله: ( ناصِبَةٌ ) يقول: ناصبة فيها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) فإنها تعمل وَتَنْصَب من النار.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: سمعت الحسن، قرأ: ( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) قال: لم تعمل لله في الدنيا، فأعملها في النار.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) تكبرت في الدنيا عن طاعة الله، فأعملها وأنصبها في النار.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) قال: عاملة ناصبة في النار.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) قال: لا أحد أنصَبُ ولا أشدّ من أهل النار.

التدبر :

وقفة
[3] ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾ لا يوجد أحد لا يعمل؛ لكن هناك عامل مأجور أو عامل مأزور، وليس في الحياة بطالة، فانظر في عملك، وفقنا الله للعمل الصالح.
وقفة
[3، 4] ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ أهل الضلال يعيشون في حياتهم مخالفين للفطرة معاكسين لها, فاستحقوا يوم القيامة أن يعاملوا بالمثل, فإن طلبوا ماء باردًا عذبًا سقوا ماءً حميمًا يقطع أمعاءهم.
وقفة
[3، 4] لما ضلوا عن القرآن انشغلوا بعمل الباطل ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾.
وقفة
[3، 4] مرَّ الفاروق رضي الله عنه براهب، فوقف ونودي الراهب، فقيل له: «هذا أمير المؤمنين»، فاطلع بالراهب من الضر والاجتهاد وترك الدنيا شيء عظيم، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: «إنه نصراني»، فقال: «قد علمت، ولكني رحمته، ذكرت قول الله: ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾، فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار».
وقفة
[3، 4] ليس المهم العمل فقط، بل الأهم الإخلاص والقبول ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً﴾.

الإعراب :

  • ﴿ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ:
  • صفتان- نعتان- لخاشعة مرفوعتان بالضمة او هما خبران ثان وثالث لوجوه. اي خبر بعد خبر اي تعمل في النار عملا تنصب- تتعب- منه.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [3] لما قبلها :     وبعد وصف وجوه الأشقياء بأنها ذليلة خاضعة؛ وصفها هنا بصفات أخرى، قال تعالى:
﴿ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

عاملة ناصبة:
1- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بالنصب، على الذم، وهى قراءة عكرمة، والسدى.

مدارسة الآية : [4] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً

التفسير :

[4]تصيبها نار شديدة التوهج

{ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} أي:شديدًا حرها، تحيط بهم من كل مكان.

ثم أخبر- سبحانه- عن هذه الوجوه الشقية بأخبار أخرى فقال: تَصْلى ناراً حامِيَةً أى: أن هذه الوجوه تشوى بالنار الحامية يوم القيامة. يقال: صلى فلان النار فهو يصلاها، إذا لفحته بحرها لفحا شديدا.

قال ابن عباس والحسن وقتادة" تصلى نارا حامية" أي حارة شديدة الحر.

وقوله: ( تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ) يقول تعالى ذكره: ترد هذه الوجوه نارًا حامية قد حميت واشتد حرها.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة ( تَصْلَى ) بفتح التاء، بمعنى: تصلى الوجوه. وقرأ ذلك أبو عمرو ( تُصْلَى ) بضم التاء اعتبارًا بقوله: ( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) ، والقول في ذلك أنهما قراءتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

التدبر :

تفاعل
[4] ﴿تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[4، 5] ﴿تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ كيف تقاوم الشهوات؟! كان الحارث المحاسبي يقول: «اصرف عنك عوارض الشهوات بالحزن والندامة على الشهوات الماضية التي قد انقضت عنك لذتها، وبقيت عليك تبعاتها».

الإعراب :

  • ﴿ تَصْلى:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي اي تدخل. وجملة «تصلى» في محل رفع صفة اخرى لوجوه ويجوز ان تكون في محل نصب حالا بعد ان وصفت.
  • ﴿ ناراً حامِيَةً:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. حامية: صفة- نعت- لنارا منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [4] لما قبلها :     وبَعْدَ أن وَصَفَهم اللهُ بهذه الصِّفاتِ الثَّلاثةِ؛ بَيَّنَ هنا كيفيَّةَ مَكانِهم ومَشرَبِهم ومَطعَمِهم، قال تعالى:
﴿ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تصلى:
قرئ:
1- بفتح التاء وسكون الصاد.
2- بضمها وسكون الصاد، وهى قراءة أبى رجاء، وابن محيصن، والأبوين.
3- بضمها وفتح الصاد مشدد اللام، وهى قراءة خارجة.

مدارسة الآية : [5] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ

التفسير :

[5] تُسقى مِن عين بلغت منتهى الحرارة

{ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} أي:حارة شديدة الحرارة{ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} فهذا شرابهم.

تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ أى: هذه الوجوه يسقى أصحابها من عين قد بلغت النهاية في الحرارة والغليان، إذ الشيء الآتي، هو الذي بلغ النهاية في الحرارة، يقال: أتى الماء يأتى- كرمى يرمى-، إذا بلغ الغاية في الغليان، ومنه قوله- تعالى- يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ.

قال الإمام ابن جرير: قوله: تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ أى: تسقى أصحاب هذه الوجوه من شراب عين قد أنى حرها، فبلغ غايته في شدة الحر، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.. فعن ابن عباس: هي التي قد طال أنيها- أى: حرها-.

وقال بعضهم: عنى بقوله: مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ أى: من عين حاضرة- أى: حاضرة لعذابهم.. .

أي قد انتهى حرها وغليانها قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي.

وقوله: ( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) يقول: تسقى أصحاب هذه الوجوه من شَرَاب عين قد أنى حرّها، فبلغ غايته في شدة الحرّ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: هي التي قد أطال أنينها.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَيَة، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: ( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: أنَى طبخها منذ يوم خلق الله الدنيا.

حدثني به يعقوب مرّة أخرى، فقال: منذ يوم خلق الله السموات والأرض.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: ( مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: قد بلغت إناها، وحان شربها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) يقول: قد أنَى طبخها منذ خلق الله السموات والأرض.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، في قوله: ( مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: من عين أنَى حرّها: يقول: قد بلغ حرّها.

وقال بعضهم: عُنِيَ بقوله: ( مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) من عين حاضرة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: آنية: حاضرة.

التدبر :

وقفة
[5] ﴿تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ أي: من عين ماء متناهية في الحرِّ، والتأنيث في هذه الصفات والأفعال راجع إلى الوجوه، والمراد أصحابها.

الإعراب :

  • ﴿ تُسْقى:
  • فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي اي تشرب. والجملة في محل رفع صفة أخرى لوجوه.
  • ﴿ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ:
  • جار ومجرور متعلق بتسقى. آنية: صفة- نعت- لعين مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة اي من عين متناهية في الحر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [5] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ مكانَهم؛ ذَكَر شَرابَهم، قال تعالى:
﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [6] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ..

التفسير :

[6] ليس لأصحاب النار طعام إلا مِن نبت ذي شوك لاصق بالأرض، وهو مِن شر الطعام وأخبثه

وأما طعامهم فـ{ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين:إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه، وإما أن يسمن بدنه من الهزال، وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.

وقوله- تعالى-: يْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ. لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ.

والضريع: هو شجر في النار يشبه الشوك، فيه ما فيه من المرارة والحرارة وقبح الرائحة.

وقوله : ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : شجر من نار .

وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم . وعنه : أنها الحجارة .

وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو الجوزاء ، وقتادة : هو الشبرق . قال قتادة : قريش تسميه في الربيع الشبرق ، وفي الصيف الضريع . قال عكرمة : وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض .

وقال البخاري : قال مجاهد : الضريع نبت يقال له : الشبرق ، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس ، وهو سم .

وقال معمر ، عن قتادة : ( إلا من ضريع ) هو الشبرق ، إذا يبس سمي الضريع .

وقال سعيد ، عن قتادة : ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) من شر الطعام وأبشعه وأخبثه .

وقوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) يقول: ليس لهؤلاء الذين هم أصحاب الخاشعة العاملة الناصبة يوم القيامة طعام، إلا ما يطعمونه من ضَرِيع. والضريع عند العرب: نبت يُقال له الشِّبْرِق، وتسميه أهل الحجاز الضَّريع إذا يبس، ويسميه غيرهم: الشِّبْرق، وهو سمّ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشِّبْرق.

حدثني محمد بن عُبيد المحاربيّ، قال: ثنا عباد بن يعقوب الأسديّ، قال محمد: ثنا، وقال عباد: أخبرنا محمد بن سليمان، عن عبد الرحمن الأصبهانيّ، عن عكرِمة في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الشِّبرق.

حدثني يعقوب، قال: ثنا إسماعيل بن عُلَية، عن أبي رجاء، قال: ثني نجدة، رجل من عبد القيس عن عكرمة، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: هي شجرة ذات شوك، لاطئة بالأرض، فإذا كان الربيع سمَّتها قريش الشِّبرق، فإذا هاج العود سمتها الضَّريع.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الشبرق.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مِهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، مثله.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن؛ قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ضَرِيعٍ ) قال: الشِّبرق اليابس.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) يقول: من شرّ الطعام، وأبشعه وأخبثه.

حدثني محمد بن عبيد، قال: ثنا شريك بن عبد الله، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الشبرق.

وقال آخرون: الضَّرِيع: الحجارة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الحجارة.

وقال آخرون: الضَّرِيع: شجر من نار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) يقول: شجر من نار.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: الضريع: الشَّوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإنَّ الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار

التدبر :

وقفة
[6] ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ وقال تعالى في موضع آخر: ﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ [الحاقة: 36]، وقال هنا: ﴿إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾، فكيف الجمع بين الآيتين؟ والجواب: أن النار دركات، فمنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه الغسلين، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصديد.

الإعراب :

  • ﴿ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ:
  • فعل ماض ناقص من اخوات «كان» واللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «ليس» المقدم. طعام: اسمها المؤخر مرفوع بالضمة.
  • ﴿ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ:
  • اداة استثناء تفيد النفي لا عمل لها- ملغاة-. مِنْ ضَرِيعٍ: جار ومجرور متعلق بطعام او بصفة محذوفة له. و «الضريع» جنس من الشوك ترعاه الابل ما دام رطبا فاذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَر شَرابَهم؛ ذَكَر طَعامَهم، قال تعالى:
﴿ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [7] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن ..

التفسير :

[7] لا يُسْمن بدن صاحبه من الهُزال، ولا يسدُّ جوعه ورَمَقَه.

وأما طعامهم فـ{ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين:إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه، وإما أن يسمن بدنه من الهزال، وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.

وقوله: يُسْمِنُ من السّمن- بكسر السين وفتح الميم- وهو وفرة اللحم والشحم في الحيوان وغيره. يقال: فلان أسمنه الطعام، إذا عاد عليه بالسمن.

وقوله يُغْنِي من الإغناء ودفع الحاجة. يقال: أغنانى هذا الشيء عن غيره، إذا كفاه واستغنى به عن سواه. أى: أن أصحاب هذه الوجوه التعيسة بجانب شرابهم من الماء البالغ النهاية في الحرارة، لهم- أيضا- طعام من أقبح الطعام وأردئه وأشنعه وأشده مرارة.. هذا الطعام لا يأتى بسمن، ولا يغنى من جوع، بل إن آكله ليزدرده رغما عنه.

فأنت ترى أن الله- تعالى- قد أخبر عن أصحاب هذه الوجوه الشقية بجملة من الأخبار المحزنة المؤلمة، التي منها ما يتعلق بهيئاتهم، ومنها ما يتعلق بأحوالهم، ومنها ما يتعلق بشرابهم، ومنها ما يتعلق بطعامهم.

ووصف- سبحانه- طعامهم بأنه لا يسمن ولا يغنى من جوع، لزيادة تقبيح هذا الطعام، وأنه شر محض، لا مكان لأية فائدة معه.

قال صاحب الكشاف: الضريع: اليابس من نبات الشبرق، وهو جنس من الشوك، ترعاه الإبل مادام رطبا. فإذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل..

فإن قلت: كيف قيل: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ وفي الحاقة وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ؟. قلت: العذاب ألوان، والمعذبون طبقات، فمنهم: أكلة الزقوم، ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع.

والضريع: منفعتا الغذاء منفيتان عنه: وهما إماطة الجوع، وإفادة القوة والسمن في البدن. أو أريد: أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الإنس، لأن الطعام ما أشبع أو أسمن، وهما منه بمعزل، كما تقول: ليس لفلان ظل إلا الشمس.

تريد: نفى الظل على التوكيد. .

يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.

وقوله: ( لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) يقول: لا يُسمن هذا الضريع يوم القيامة أكلته من أهل النار، ( ولا يُغني من جوع ) يقول: ولا يُشْبعهم من جوع يصيبهم.

التدبر :

وقفة
[7] ﴿لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾ أي: ليس مِن شأنه الإسمان والإشباع، كما هو شأن طعام أهل الدنيا، وإنما هو شيء يضطرون إلى أكله دفعًا لضرورتهم، والعياذ بالله من سخطه.

الإعراب :

  • ﴿ لا يُسْمِنُ:
  • نافية لا عمل لها. يسمن: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «لا يُسْمِنُ» في محل رفع صفة لطعام او في محل جر صفة لضريع وحذف مفعول الفعل اختصارا لانه معلوم. اي لا يسمن الإبل او الأجسام.
  • ﴿ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ:
  • معطوفة بالواو على «لا يُسْمِنُ» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ مِنْ جُوعٍ:
  • جار ومجرور متعلق بلا يغني. اي غير مسمن ولا مغن من جوع. اي لا يشبع البطون وعلامة رفع الفعل «يغني» الضمة المقدرة على الياء للثقل.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ولَمَّا حَصَر أكْلَهم في هذا، وكان الضَّريعُ المعروفُ عِندَ العَرَبِ قد يَتصَوَّرُ متصَوِّرٌ أنَّه لو أُكرِهَ شَيءٌ على أكْلِه أسمنَهَ أو سَدَّ جَوعتَه؛ نفى عنه فائدةَ الطَّعامِ، قال تعالى:
﴿ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ

التفسير :

[8] وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة.

وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة{ نَاعِمَةٌ} أي:قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور.

وبعد هذا الحديث المؤثر عن الكافرين وسوء عاقبتهم.. جاء الحديث عن المؤمنين ونعيمهم، فقال- تعالى-: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ. لِسَعْيِها راضِيَةٌ. فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ.

قال الآلوسى: قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ شروع في رواية حديث أهل الجنة، وتقديم حكاية أهل النار، لأنه أدخل في تهويل الغاشية، وتفخيم حديثها، ولأن حكاية حسن حال أهل الجنة، بعد حكاية سوء أهل النار، مما يزيد المحكي حسنا وبهجة.. وإنما لم تعطف هذه الجملة على تلك الجملة، إيذانا بكمال التباين بين مضمونهما. .

أى: وجوه كثيرة تكون يوم القيامة، ذات بهجة وحسن، وتكون متنعمة في الجنة بما أعطاها- سبحانه- من خير عميم، جزاء عملها الصالح في الدنيا.

لما ذكر حال الأشقياء ثنى بذكر السعداء فقال "وجوه يومئذ" أي يوم القيامة "ناعمة" أي يعرف النعيم فيها وإنما حصل لها ذلك بسعيها.

القول في تأويل قوله تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8)

يقول تعالى ذكره: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ) يعني: يوم القيامة ( نَاعِمَةٌ ) يقول: هي ناعمة بتنعيم الله أهلها في جناته، وهم أهل الإيمان بالله.

التدبر :

وقفة
[8] ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ﴾ وجوهٌ أفقدتها العبادة نضارتها فعوَّضها الله الجمال في دار ذي الجلال، يا رب نسألك من فضلك.
وقفة
[8] ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ﴾ اجتمع لهم نعيم الظاهر في الوجوه، ونعيم الباطن في الرضا عن السعي، اللهم اجعلنا منهم.
وقفة
[8، 9] ﴿وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية﴾ لا بد من السعي هنا؛ لتكون هناك راضيًا.
تفاعل
[8، 9] ﴿وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية﴾ قل: «اللهم اجعلنا منهم ووالدينا».

الإعراب :

  • ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة الثانية. اي ذات بهجة وحسن او متنعمة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ وَعيدَ الكُفَّارِ؛ أتْبَعَه بشَرحِ أحوالِ المُؤمِنينَ، قال تعالى:
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ

التفسير :

[9]لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في الآخرة

{ لِسَعْيِهَا} الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله،{ رَاضِيَةٍ} إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه.

لِسَعْيِها راضِيَةٌ أى: لعملها الذي عملته في الدنيا راضية، لأنها قد وجدت من الثواب عليه في الآخرة، أكثر مما كانت تتوقع وترجو.

فالمراد بالسعي: العمل الذي كان يعمله الإنسان في الدنيا، ويسعى به من أجل الحصول على رضا خالقه، وهو متعلق بقوله راضِيَةٌ. وقدم عليه للاعتناء بشأن هذا السعى.

وقال سفيان لسعيها راضية قد رضيت عملها.

وقوله: ( لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ) يقول: لعملها الذي عملت في الدنيا من طاعة ربها راضية، وقيل: ( لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ) والمعنى: لثواب سعيها في الآخرة راضية.

التدبر :

وقفة
[9] ﴿لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾ من نعيم الجنة: الرضا الذاتي عن أنفسهم وأعمالهم؛ فلا يجدون تأنيب ضمير بالتقصير.
وقفة
[9] ﴿لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾ لن تجزى في الدنيا بجزاء إلا طمعت فيما هو خير منه؛ أما ثواب الآخرة فسيبلغ من رضاك به مبلغًا لا تطمح لأكثر منه.
وقفة
[9] ﴿لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾ نسب الرضا لها, فمن نعيم الجنة: الرضا الذاتي عن أنفسهم وأعمالهم، فلا يجدون تأنيب ضمير بالتقصير, لأنهم أحسوا بذلك في الدنيا فحفظهم الله عنه في الآخرة.
وقفة
[9] ﴿لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾ ليس في الدنيا من الدنيا شبع، وإنما هي سلاسل من الطمع، بعكس الجنة التي يبلغ فيها رضاك مبلغًا، لا تطمع معه إلى شيء غيره.
تفاعل
[9] ﴿لِسَعيِها راضِيَةٌ﴾ قل: «اللهم أعمالًا ترضى بها عنا».

الإعراب :

  • ﴿ لِسَعْيِها راضِيَةٌ:
  • جار ومجرور متعلق براضية. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة التقدير: بكرامة او ثواب عملها في الدنيا. راضية: بدل من المبدل منه «ناعمة» مرفوع بالضمة ويجوز ان تكون خبر مبتدأ محذوف تقديره هي راضية ويجوز ان تكون مبتدأ مؤخرا. والجار والمجرور «لسعيها» في محل رفع خبرا مقدما. والوجه الاول أصوب وأعرب

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     وبعد وصفَ اللهُ وجوه المُؤمِنينَ بأنها ذات نعمة وبهجة وسرور؛ ذكرَ عملَها الذي كان سببًا في نعيمِها، قال تعالى:
﴿ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [10] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

التفسير :

[10] في جنة رفيعة المكان والمكانة

وذلك أنها{ فِي جَنَّةٍ} جامعة لأنواع النعيم كلها،{ عَالِيَةٍ} في محلها ومنازلها، فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة.

{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} أي:كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي:حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة.

وقوله- تعالى-: فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ بيان لسمو مكانتهم. أى: هم كائنون في جنة عالية، مرتفعة المكان والمكانة. فقد وصفت الجنة بالعلو، للمبالغة في حسنها وفي علو منزلتها، فقد جرت العادة أن تكون أحسن الجنات، ما كانت مرتفعة على غيرها.

أي رفيعة بهية في الغرفات آمنون.

وقوله: ( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ) وهي بستان، عالية يعني: رفيعة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[10] ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ ووصف الجنة بــ (عالية) لزيادة الحسن؛ لأن أحسن الجنات ما كان في المرتفعات.
وقفة
[10] ﴿في جَنَّةٍ عالِيَةٍ﴾ عملك الصالح يرفعك لمنزلة رفيعة.
وقفة
[10] ﴿في جنةٍ عاليةٍ﴾ رفيعةٌ قصورُها، حسانٌ حورُها، نعيمةٌ دورُها، دائمٌ حبورُها.
تفاعل
[10] ﴿في جنةٍ عاليةٍ﴾ قل: «اللهم الجنة ووالدينا يا رب».

الإعراب :

  • ﴿ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر ثان لوجوه. عالية: صفة- نعت- لجنة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة ويجوز ان يتعلق الجار والمجرور «فِي جَنَّةٍ» بحال محذوفة من «وجوه» اي تستقر في جنة- بستان- عالية المكان او المقدار.

المتشابهات :

الحاقة: 22﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
الغاشية: 10﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ وَصفَ أهلِ الثَّوابِ أوَّلًا؛ وَصَف دارَ الثَّوابِ ثانيًا، قال تعالى :
﴿ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [11] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً

التفسير :

[11] لا تسمع فيها كلمة لغو واحدة

{ لَا تَسْمَعُ فِيهَا} أي:الجنة{ لَاغِيَةً} أي:كلمة لغو وباطل، فضلًا عن الكلام المحرم، بل كلامهم كلام حسن [نافع] مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكر نعمه المتواترة عليهم، و[على] الآداب المستحسنةبين المتعاشرين، الذي يسر القلوب، ويشرح الصدور.

ثم وصف- سبحانه- هذه الجنة بجملة من الصفات الكريمة فقال: لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً. أى: لا تسمع في هذه الجنة كلمة ذات لغو. واللغو: هو الكلام الساقط الذي لا فائدة فيه. أى: أنك- أيها المخاطب- لا تسمع في الجنة إلا الكلام الذي تسر له نفسك، وتقرّ به عينك، فلفظ اللاغية هنا: مصدر بمعنى اللغو، مثل الكاذبة للكذب، وهو صفة لموصوف محذوف.

( لا تسمع فيها لاغية ) أي : لا يسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو . كما قال : ( لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ) [ مريم : 62 ] وقال : ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) [ الطور : 23 ] وقال : ( لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما ) [ الواقعة : 25 ، 26 ]

وقوله: ( لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً ) يقول: لا تسمع هذه الوجوه - المعنى: لأهلها فيها في الجنة العالية - لاغية. يعني باللاغية: كلمة لغو واللَّغو: الباطل، فقيل للكلمة التي هي لغو لاغية، كما قيل لصاحب الدرع: دارع، ولصاحب الفرس: فارس، ولقائل الشعر شاعر، وكما قال الحُطيئة:

أغَـــــرَرْتَنِي وَزَعَمْــــتَ أنَّ

كَ لابِـــنٌ بِـــالصَّيْفِ تَـــامِرْ (1)

يعني: صاحب لبن، وصاحب تمر. وزعم بعض الكوفيين أن معنى ذلك: لا تسمع فيها حالفة على الكذب ولذلك قيل: لاغية؛ ولهذا الذي قاله مذهب ووجه، لولا أن أهل التأويل من الصحابة والتابعين على خلافه، وغير جائز لأحد خلافهم فيما كانوا عليه مجمعين.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً ) يقول: لا تسمع أذًى ولا باطلا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً ) قال: شتمًا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً ) : لا تسمع فيها باطلا ولا شاتمًا.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن مَعْمَر، عن قتادة، مثله.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض قرّاء المدينة وهو أبو جعفر ( لا تَسْمَعُ ) بفتح التاء، بمعنى: لا تسمع الوجوه. وقرأ ذلك ابن كثير ونافع وأبو عمرو ( لا تُسْمَعُ ) بضم التاء، بمعنى ما لم يسمّ فاعله ويؤنَّث تسمع لتأنيث لاغية. وقرأ ابن محيصن بالضم أيضًا، غير أنه كان يقرؤها بالياء على وجه التذكير.

والصواب من القول في ذلك عندي، أن كلّ ذلك قراءات معروفات صحيحات المعاني، فبأيّ ذلك قرأ القارئ فمصيب.

------------------------

الهوامش:

(1) البيت للحطيئة. وقد سبق استشهاد المؤلف به في الجزأين ( 23 : 19 ، 27 : 23 ) فارجع إليهما .

التدبر :

وقفة
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ بل المسموع فيها الذكر من: التحميد والتمجيد والتنزيه؛ لحمل ما يرى فيها من البدائع على ذلك، مع نزع الحظوظ الحاملة على غيره من القلوب بما كانوا يكرهون من لغو أهل الدنيا المنافي للحكمة.
وقفة
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ في الجَنَّةِ حيثُ الأحاديثُ الجميلةُ، حيثُ يموتُ اللغوُ والكذبُ والتجريحُ.
وقفة
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ من المؤكد أنك ما دمت هنا فستسمع اللاغية واللغو والكذاب، إنها العناوين التي نتأكد من خلالها أنا لا زلنا هنا.
وقفة
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ في الحديث لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيًّا.
وقفة
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ المجالس التي تخلو من اللغو من نعيم أهل الجنة.
وقفة
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ قال ﷺ في وصف أهل الجنة: «لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ» [البخاري ۳۲46].
عمل
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ الاستماع للكلام السيء يكدر صفو النعيم؛ اهجر مجالس السوء تَسْعَد.
عمل
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ الاستماع للكلام الحسن من النعيم؛ ابحث عن المجالس الطيبة.
وقفة
[11] ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ نزَّه الله جنته عن اللغو والعبث؛ إكراما لأهلها الذين شغلوا أعمارهم بالحق والجد, مترفعين عن اللغو والأباطيل.
وقفة
[11] في وصفه تعالى للجنة بقوله: ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ دلالة على أن نقاء الجو الذي يعيش المرء ليه من العبارات الخادشة والقبيحة من أنواع النعيم، فينبغي على المسلم أن ينزهخ لسانه وسمعه عن اللغو، ويربي نفسه وأهله على الطيب من القول.
وقفة
[11] الجنة: ﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾؛ سماع اللغو والباطل من مكدرات النعيم.

الإعراب :

  • ﴿ لا تَسْمَعُ:
  • نافية لا عمل لها. تسمع: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي وجملة «لا تَسْمَعُ» في محل رفع خبر آخر لوجوه او في محل نصب حال منها او يكون فاعل الفعل للمخاطب اي ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
  • ﴿ فِيها لاغِيَةً:
  • جار ومجرور متعلق بلا تسمع. لاغية: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة اي «لغوا» او كلمة ذات لغو او نفسا تلغو اي تقول قولا غير حكيم.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ولَمَّا كان ما كان مِن هذا لا يَصفُو وفيه ما يُكرَهُ مِنَ الكَلامِ؛ قال مُنَزِّهًا لها عن كُلِّ سُوءٍ:
﴿ لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لا تسمع:
قرئ:
1- بالتاء، مبنيا للمفعول. و «لاغية» رفع، وهى قراءة الأعرج، وأهل مكة والمدينة، ونافع، وابن كثير، وأبى عمرو، بخلاف عنهم.
2- بالياء، مبنيا للمفعول، لمجاز التأنيث، و «لاغية» رفع، وهى قراءة ابن محيصن، وعيسى، وابن كثير، وأبى عمرو.
3- على القراءة السابقة، و «لاغية» نصب، من قولك: أسمعت زيدا، وهى قراءة الفضل، والجحدري.
4- لا تسمع، بتاء الخطاب، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء، وأبى جعفر، وقتادة، وابن سيرين، ونافع، فى رواية خارجة، وأبى عمرو، بخلاف عنه، وباقى السبعة.

مدارسة الآية : [12] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ

التفسير :

[12]فيها عين تتدفق مياهها

{ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} وهذا اسم جنس أي:فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا، وأنى أرادوا.

فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ أى: في هذه الجنة عيون تجرى بالماء العذب الزلال المتدفق.

قال صاحب الكشاف: قوله: فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ يريد عيونا في غاية الكثرة، كقوله: عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ.

فالمراد بالعين هنا: جنس العيون، وبالجارية: التي لا ينقطع ماؤها..

( فيها عين جارية ) أي : سارحة . وهذه نكرة في سياق الإثبات ، وليس المراد بها عينا واحدة ، وإنما هذا جنس ، يعني : فيها عيون جاريات .

وقال ابن أبي حاتم : قرئ على الربيع بن سليمان : حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن ثوبان ، عن عطاء بن قرة ، عن عبد الله بن ضمرة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أنهار الجنة تفجر من تحت تلال - أو : من تحت جبال - المسك " .

وقوله: ( فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ) يقول: في الجنة العالية عين جارية في غير أخدود.

التدبر :

وقفة
[12] قال الله هنا: ﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ﴾، وفي الآية الأخرى: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ [الرحمن: 50]، وفي الثالثة: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾ [الرحمن: 66]، فهناك عينٌ وعيون، وكلٌّ في النعيم بحسب عمله.

الإعراب :

  • ﴿ فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. عين: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. جارية: صفة- نعت- لعين مرفوعة مثلها بالضمة اي عيون في غاية الكثرة

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ولَمَّا وصف الجنة بأول ما يعتبر فيها، وهو عدم المنغص؛ أتبعه ما يطلب بعده، وهو تناول المتلذذات، وكان الأكل قد فهم من ذكر لفظ الجنة، فذكر المشروب هنا، قال تعالى:
﴿ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [13] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ

التفسير :

[13] فيها سرر عالية

{ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} و "السرر "جمع "سرير "وهي المجالس المرتفعة في ذاتها، وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة.

فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ أى: في الجنة أماكن يجلس عليها أهلها جلوسا مرتفعا عن الأرض.

وينامون فوقها نوما هادئا لذيذا.. والسرر: جمع سرير، وهو الشيء ذو القوائم المرتفعة الذي يتخذ للجلوس والاضطجاع.

ووصف- سبحانه- هذه السرر بالارتفاع، لزيادة تصوير حسنها.

أي عالية ناعمة كثيرة الفرش مرتفعة السمك عليها الحور العين قالوا فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له.

وقوله: ( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ) والسرر: جمع سرير، مرفوعة ليرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما خوّله ربه من النعيم والملك فيها، ويلحق جميع ذلك بصره.

وقيل: عُنِي بقول مرفوعة: موضونة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ) يعني: موضونة، كقوله: سُرر مصفوفة، بعضها فوق بعض.

التدبر :

وقفة
[13] ﴿فِيهَا سُرُرٌ﴾ السرر: جمع سرير، ﴿مَّرْفُوعَةٌ﴾ ذكروا في حكمة ارتفاعها أن يرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما خوَّله ربه من النعيم والملك فيها، وهذا من متع الجنة البصرية.

الإعراب :

  • ﴿ فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ
  • تعرب اعراب الآية الكريمة السابقة. أي مرفوعة المقدار- القدر- او السمك ليرى المؤمن ما خوله ربه من الملك والنعيم.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ولَمَّا لم يَبْقَ بَعدَ الأكلِ والشُّربِ إلَّا الاتِّكاءُ؛ قال تعالى مُفْهِمًا أنَّهم مُلوكٌ:
﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [14] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ

التفسير :

[14]وأكواب معدة للشاربين

{ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} أي:أوان ممتلئة من أنواع الأشربة اللذيذة، قد وضعت بين أيديهم، وأعدت لهم، وصارت تحت طلبهم واختيارهم، يطوف بها عليهم الولدان المخلدون.

وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ والأكواب جمع كوب. وهو عبارة عن الإناء الذي تشرب فيه الخمر. أى: وفي الجنة أكواب كثيرة قد وضعت بين أيدى أهلها، بحيث يشربون من الخمر التي وضعت فيها، دون أن يجدوا أى عناء في الحصول عليها.

يعني أواني الشرب معدة مرصدة لمن أرادها من أربابها.

وقوله: ( وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ) وهي جمع كوب، وهي الأباريق التي لا آذان لها. وقد بيَّنا ذلك فيما مضى، وذكرنا ما فيه من الرواية بما أغنى عن إعادته.

وَعُنِي بقوله: ( مَوْضُوعَةٌ ) : أنها موضوعة على حافة العين الجارية، كلما أرادوا الشرب وجدوها ملأى من الشراب.

التدبر :

وقفة
[14] ﴿وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ﴾ من أهل العلم من قال معناها: حاضرة، أي: جاهزة مستعدة إذا طلبت الماء أو طلبت أي شراب، فتأتيك الأكواب جاهزة معدة، ومنهم من قال: موضوعة بجانب العين الجارية.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي موضوعة على حافات العيون معدة للشرب.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     ولَمَّا كان المُستريحُ يَحتاجُ إلى تَكرارِ الشُّربِ وما يَشرَبُ فيه؛ قال تعالى:
﴿ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [15] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ

التفسير :

[15] ووسائد مصفوفة، الواحدة جنب الأخرى

{ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} أي:وسائد من الحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله، قد صفت للجلوس والاتكاء عليها، وقد أريحوا عن أن يضعوها، و يصفوها بأنفسهم.

وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ والنمارق: جمع نمرقة- بضم النون وسكون الميم وضم الراء-، وهي الوسادة الصغيرة التي يتكئ عليها الجالس والمضجع. أى: وفي الجنة وسائد كثيرة، قد صف بعضها إلى جانب بعض صفا جميلا، بحيث يجدها الجالس قريبة منه في كل وقت.

قال ابن عباس النمارق الوسائد وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك والسدى والثوري وغيرهم.

وقوله: ( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) يعني بالنمارق: الوسائد والمرافق؛ والنمارق: واحدها نُمْرُقة، بضم النون. وقد حُكي عن بعض كلب سماعًا نِمْرِقة، بكسر النون والراء. وقيل: مصفوفة؛ لأن بعضها بجنب بعض.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) يقول: المرافق.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) يعني بالنمارق: المجالس.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) والنمارق: الوسائد.

التدبر :

وقفة
[15] ﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾ الترتيب والنظام من نعيم الجنة، البعثرة والفوضى ليست كذلك.
وقفة
[15] ﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾ النمارق هي الوسائد، وهي مرتَّبة، فالترتيب والنظام هو من نعيم الجنة، والارتجال والفوضى ضد ذلك.

الإعراب :

  • ﴿ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي ووسائد- مساند- والكلمة ممنوعة من الصرف لانها على وزن «مفاعل».

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ مَن هو بِهَذِهِ المَثابَةِ يَحْتاجُ إلى المَسانِدِ والفُرُشِ الزّائِدَةِ؛ قالَ تَعالى:
﴿ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [16] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ

التفسير :

[16]وبُسُط كثيرة مفروشة.

{ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} والزرابي [هي:] البسط الحسان، مبثوثة أي:مملوءة بها مجالسهم من كل جانب.

وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ والزرابي جمع زربية- بتثليث الزاى- وهي البساط الواسع الفاخر، أو ما يشبهه من الأشياء الثمينة التي تتخذ للجلوس عليها. والمبثوثة: أى: المنتشرة على الأرض، من البث بمعنى النشر، كما في قوله- تعالى-: وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ.

أى: وفيها بسط فاخرة جميلة.. مبسوطة في كل مكان، ومتفرقة في كل مجلس.

فأنت ترى أن الله- تعالى- قد وصف الجنة التي أعدها- سبحانه- لعباده المتقين، بعدد من الصفات الكريمة المتنوعة.

وصفها بأنها عالية في ذاتها، وبأنها خالية من الكلام الساقط، وبأن مياهها لا تنقطع، وبأن أثاثها في غاية الفخامة، حيث اجتمع فيها كل ما هو مريح ولذيذ.

نسأل الله- تعالى- أن يجعلنا جميعا من أهلها.

( فيها سرر مرفوعة ) أي : عالية ناعمة كثيرة الفرش ، مرتفعة السمك ، عليها الحور العين . قالوا : فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له ، ( وأكواب موضوعة ) يعني : أواني الشرب معدة مرصدة لمن أرادها من أربابها ، ( ونمارق مصفوفة ) قال ابن عباس : النمارق : الوسائد . وكذا قال عكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، والثوري ، وغيرهم .

وقوله : ( وزرابي مبثوثة ) قال ابن عباس : الزرابي : البسط . وكذا قال الضحاك ، وغير واحد .

ومعنى مبثوثة ، أي : هاهنا وهاهنا لمن أراد الجلوس عليها .

ونذكر هاهنا هذا الحديث الذي رواه أبو بكر بن أبي داود : حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي ، عن محمد بن مهاجر ، عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى : حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا هل من مشمر للجنة ، فإن الجنة لا خطر لها ، هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد في دار سليمة ، وفاكهة وخضرة ، وحبرة ونعمة ، في محلة عالية بهية ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها . قال : " قولوا : إن شاء الله " . قال القوم : إن شاء الله .

ورواه ابن ماجه عن العباس بن عثمان الدمشقي ، عن الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر به .

وقوله: ( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) يقول تعالى ذكره: وفيها طنافس وبُسُط كثيرة مبثوثة مفروشة، والواحدة: زِرْبية، وهي الطِّنفسة التي لها خمل رقيق.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن سفيان، قال: ثنا توبة العنبريّ، عن عكرِمة بن خالد، عن عبد الله بن عمار، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي على عبقريّ، وهو الزرابيّ.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) : المبسوطة.

التدبر :

وقفة
[16] ﴿وَزَرَابِيُّ﴾ من أهل العلم من قال: إنها العبقري الحسان، وهي الفُرُش والسجاجيد ونحوها التي تفرش على الأرض، ﴿مَبْثُوثَةٌ﴾ أي: منتشرة، متفرقة هنا وهناك في مجالسك في الجنة، كما في قوله تعالى: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ [النساء: 1]، (بث) أي: فرق ونشر.
وقفة
[13-16] ﴿فِيهَا سُرُرٌ ... وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾ لمَّا كانت النفوس مجبولة علي حب المتاع والأثاث؛ أعد الله للمؤمنين في الجنة منه أنفسه وأكمله وأشرفه.

الإعراب :

  • ﴿ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. أي وبسط فاخرة وقيل طنافس مبسوطة لها خمل رقيق وهي جمع زريبة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [16] لما قبلها :     وبعد ذكرِ الوسائد؛ ذكرَ البُسُطَ التي تكونُ عليها الوسائدُ، قال تعالى:
﴿ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [17] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ ..

التفسير :

[17] أفلا ينظر الكافرون المكذِّبون إلى الإبل:كيف خُلِقَت هذا الخلق العجيب؟

يقول تعالى حثًا للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده:{ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} أي:[ألا] ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها الله للعباد، وذللها لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها.

ثم ساق- سبحانه- أنواعا من الأدلة المشاهدة، التي لا يستطيع أحد إنكارها، ليلفت أنظار الناس إلى مظاهر قدرته ووحدانيته. فقال- تعالى-: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ. وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ.

والاستفهام للتقريع والتوبيخ، والتحريض على التأمل والتفكر، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام، والمراد بالنظر: التدبر في تلك المخلوقات، فإن من شأن هذا التدبر، أنه يؤدى إلى الاعتبار والانتفاع.. والخطاب لأولئك الكافرين الجاهلين، الذين أمامهم الشواهد الواضحة على وحدانية الله- تعالى- وقدرته، ومع ذلك لم ينتبهوا لها.

والمعنى: أيستمر هؤلاء الكافرون في جهلهم وضلالهم، وفي إنكارهم لأمر البعث والحساب والجزاء.. فلا ينظرون نظر اعتبار وتأمل، إلى الإبل- وهي أمام أعينهم- كيف خلقها الله- تعالى- بهذه الصورة العجيبة، وأوجد فيها من الأعضاء المتناسقة، ومن التكوين الخلقي، ما يجعلها تؤدى وظيفتها النافعة لبنى آدم، على أكمل وجه، فمن لبنها يشربون، ومن لحمها يأكلون، وعلى ظهرها يسافرون، وأثقالهم عليها يحملون.

وخص- سبحانه- الإبل بالذكر من بين سائر الحيوانات، لأنها أعز الأموال عند العرب، وأقربها إلى مألوفهم وحاجتهم، وأبدعها خلقا وهيئة وتكوينا.

قال صاحب الكشاف: قوله- تعالى-: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ نظر اعتبار كَيْفَ خُلِقَتْ خلقا عجيبا، دالا على تقدير مقدر، شاهدا بتدبير مدبر، حيث خلقها للنهوض بالأثقال، وجرها إلى البلاد الشاحطة. أى البعيدة، فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر، ثم تنهض بما حملت، وسخرها منقادة لكل من اقتادها بأزمتها، لا تعارض ضعيفا، ولا تمانع صغيرا.

فإن قلت: كيف حسن ذكر الإبل، مع السماء والجبال والأرض، ولا مناسبة؟ ..

قلت: قد انتظم هذه الأشياء، نظر العرب في أوديتهم وبواديهم، فانتظمها الذكر على حسب ما انتظمها نظرهم..

يقول تعالى آمرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) ؟ فإنها خلق عجيب ، وتركيبها غريب ، فإنها في غاية القوة والشدة ، وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل ، وتنقاد للقائد الضعيف ، وتؤكل ، وينتفع بوبرها ، ويشرب لبنها . ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل ، وكان شريح القاضي يقول : اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت ،

القول في تأويل قوله تعالى : أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)

يقول تعالى ذكره لمُنكري قدرته على ما وصف في هذه السورة من العقاب والنكال الذي أعدّه لأهل عداوته، والنعيم والكرامة التي أعدّها لأهل ولايته: أفلا ينظر هؤلاء المنكرون قُدرة الله على هذه الأمور، إلى الإبل كيف خلقها وسخرها لهم وذَلَّلها وجعلها تحمل حملها باركة، ثم تنهض به، والذي خلق ذلك غير عزيز عليه أن يخلق ما وصف من هذه الأمور في الجنة والنار، يقول جلّ ثناؤه: أفلا ينظرون إلى الإبل فيعتبرون بها، ويعلمون أن القُدرة التي قدر بها على خلقها، لن يُعجزه خلق ما شابهها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: لما نعت الله ما في الجنة، عجب من ذلك أهل الضلالة، فأنـزل الله: ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) فكانت الإبل من عيش العرب ومن خوَلهم.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق عمن سمع شريحا يقول: اخرجوا بنا ننظر إلى الإبل كيف خُلقت.

التدبر :

وقفة
[17] ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ عبادة التفكر مفتاح لذِكر الرّب، وترويض للعقل وحياة للقلب.
وقفة
[17] ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ حض على النظر في خلقتها لما فيها من العجائب: في قوتها وانقيادها مع ذلك لكل ضعيف، وصبرها على العطش، وكثرة المنافع التي فيها من الركوب والحمل عليها، وأكل لحومها وشرب ألبانها، وأبوالها وغير ذلك.
وقفة
[17] ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ فالإبل أجمعُ للمنافع من سائر الحيوان؛ لأنَّ خصالها أربع: حلوبة، ورَكوبة، وأكولة، وحَمولة؛ فكانت النعمة بها أعمَّ، وظهور القدرة فيها أتمَّ.
وقفة
[17] ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ دعاهم الله إلي تأمل ألصق الكائنات ببيئتهم؛ ليقفوا علي ما فيها من بديع صنعه, وفي هذا لفت للمربين والدعاة إلي أهمية ضرب الأمثال المحسوسة في تقريب المعاني.
وقفة
[17] ألم يمر بك قوله تعالى: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ﴾ [عبس: 24]؟ فكم مرة نظرت إلى طعامك؟ جرِّب لترى أثر ذلك في قلبك! وكم مرة سمعت: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾؟ ثم بادرت لتنظر في عظمة خلقها! إن تنفيذها لسهلٌ ويسير، وإن أثرها في القلب لعظيم.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَلا يَنْظُرُونَ:
  • الالف ألف تعجيب وتوبيخ في لفظ استفهام والفاء زائدة- تزيينية-. لا: نافية لا عمل لها. ينظرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ:
  • جار ومجرور متعلق بينظرون. كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والعامل فيه «خلقت» و «الإبل» الجمال. أي أفلا ينظرون الى الإبل نظر الاعتبار.
  • ﴿ خُلِقَتْ:
  • فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     وبعد ذكرِ جزاءِ كلِّ فريقٍ؛ أمرَ اللَّهُ عبادَه بالنَّظَرِ في مخلوقاتِه الدَّالةِ على وجودِه ووحدانيتِه وقدرتِه وعظمتِه، وهي مما تشاهده العربُ وتلامسه دائمًا، قال تعالى :
﴿ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الإبل:
1- بكسر الباء وتخفيف اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بشد اللام، وهى قراءة على، وابن عباس.
3- بإسكان الباء، وهى قراءة الأصمعى، عن أبى عمرو.
خلقت:
1- بتاء التأنيث، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتاء المتكلم، مبنيا للفاعل، والمفعول محذوف، وهى قراءة على، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [18] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ

التفسير :

[18] وإلى السماء كيف رُفِعَت هذا الرَّفع البديع؟

وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ

وقوله- تعالى-: وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ أى: وهلا نظروا إلى السماء نظر اعتبار واتعاظ، فعرفوا أن الذي خلقها هذا الخلق البديع، بأن رفعها بدون أعمدة.. هو الله- عز وجل-.وقوله- تعالى-: وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ أى: وهلا نظروا إلى السماء نظر اعتبار واتعاظ، فعرفوا أن الذي خلقها هذا الخلق البديع، بأن رفعها بدون أعمدة.. هو الله- عز وجل-.

وإلى السماء كيف رفعت ؟ أي : كيف رفعها الله ، - عز وجل - عن الأرض هذا الرفع العظيم ، كما قال تعالى : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) [ ق : 6 ]

وقوله: ( وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ) يقول جلّ ثناؤه: أفلا ينظرون أيضا إلى السماء كيف رفعها الذي أخبركم أنه معِدّ لأوليائه ما وصف، ولأعدائه ما ذكر، فيعلموا أن قُدرته القدرة التي لا يُعجزه فعل شيء أراد فعله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[18] ﴿وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ﴾ توجيه الأنظار إلى التفكر في خلق السماء، كيف رفعها بغير عمد ترى؟ ثم إلى ما خلقه فيها من بدائع الخلق، من الشمس والقمر والكواكب، وعلق بها منافع الخلق، وأسباب معايشهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. أي رفعا بعيد المدى بغير عمد.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     وبعد الدعوة للنظر والتفكر في خلق الإبل؛ دعاهم هنا للتفكر في خَلْقِ السَّماءِ، إذْ هم يَنْظُرُونَها نَهارَهم ولَيْلَهم، في إقامَتِهِمْ وظَعْنِهِمْ، قال تعالى:
﴿ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [19] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ

التفسير :

[19] وإلى الجبال كيف نُصبت، فحصل بها الثبات للأرض والاستقرار؟

{ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} بهيئة باهرة، حصل بها استقرار الأرضوثباتها عن الاضطراب، وأودع فيها من المنافع [الجليلة] ما أودع.

( وإلى الجبال كَيْفَ نُصِبَت ) أى : كيف وجدت بهذا الوضع الباهر بأن نصبت على وجه الأرض ثابتا راسخا . يحمى الأرض من الاضطراب والتزلزل .

أي جعلت منصوبة فإنها ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن.

وقوله: ( وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ )

يقول: وإلى الجبال كيف أقيمت منتصبة لا تسقط، فتنبسط في الأرض، ولكنها جعلها بقدرته منتصبة جامدة، لا تبرح مكانها، ولا تزول عن موضعها.

وقد حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ) تصاعد إلى الجبل الصَّيخود عامة يومك، فإذا أفضيت إلى أعلاه، أفضيت إلى عيون متفجرة، وثمار متهدلة ثم لم تحرثه الأيدي ولم تعمله، نعمة من الله، وبُلغة الأجل.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[19] ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ توجيه الأنظار إلى الجبال كيف وضعت وضعًا ثابتًا لا ميدان فيه ولا اضطراب؟ أوتاد للأرض منصوبة كالأعلام، يهتدي بها الساري، ويلجأ إليها الخائف، ويقصدها المتنزه والمصطاف.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. أي نصبا ثابتا فهي راسخة لا تميل ولا تزول

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ العالِي مِنَ الحَيَوانِ المَلابِسِ لِلْإنْسانِ والعالِي مِنَ الأكْوانِ؛ أتْبَعَهُ أعْلى الأرْضِ، فَقالَ تَعالى:
﴿ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [20] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

التفسير :

[20] وإلى الأرض كيف بُسِطت ومُهِّدت؟

{ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} أي:مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائقعلى ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلةإلى أنواع المقاصد فيها.

واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها، كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثرالناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر.

وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة.

( وَإِلَى الأرض كَيْفَ سُطِحَتْ ) أى : كيف وسويت وفرشت وبسطت بطريقة تجعل الناس يتمكنون من الانتفاع بخيرها ، ومن الاستقرار عليها ، وهذا لا ينافى كونها كروية ، لأن الكرة إذا اشتد عظمها . . كانت القطعة منها كالسطح فى إمكان الانتفاع بها .

( وإلى الأرض كيف سطحت ) ؟ أي : كيف بسطت ومدت ومهدت ، فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه ، والسماء التي فوق رأسه ، والجبل الذي تجاهه ، والأرض التي تحته - على قدرة خالق ذلك وصانعه ، وأنه الرب العظيم الخالق المتصرف المالك ، وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه . وهكذا أقسم " ضمام " في سؤاله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما رواه الإمام أحمد حيث قال :

حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : كنا نهينا أن نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء ، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع ، فجاء رجل من أهل البادية فقال : يا محمد ، إنه أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك . قال : " صدق " . قال : فمن خلق السماء ؟ قال : " الله " . قال : فمن خلق الأرض ؟ قال : " الله " . قال : فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل ؟ قال : " الله " . قال : فبالذي خلق السماء والأرض ونصب هذه الجبال ، آلله أرسلك ؟ قال : " نعم " . قال : وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا . قال : " صدق " . قال : فبالذي أرسلك ، آلله أمرك بهذا ؟ قال : " نعم " . قال : وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا ؟ قال : " صدق " . قال : فبالذي أرسلك ، آلله أمرك بهذا ؟ . قال : " نعم " . قال : وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا . قال : " صدق " . قال : ثم ولى فقال : والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن شيئا . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن صدق ليدخلن الجنة " .

وقد رواه مسلم ، عن عمرو الناقد ، عن أبي النضر هاشم بن القاسم ، به وعلقه البخاري ، ورواه الترمذي والنسائي ، من حديث سليمان بن المغيرة به ورواه الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الليث بن سعد ، عن سعيد المقبري ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن أنس ، به بطوله وقال في آخره : " وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر " .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا إسحاق ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما كان يحدث عن امرأة في الجاهلية على رأس جبل ، معها ابن لها ترعى غنما ، فقال لها ابنها : يا أمه ، من خلقك ؟ قالت : الله . قال : فمن خلق أبي ؟ قالت : الله . قال : فمن خلقني ؟ قالت : الله . قال : فمن خلق السماء ؟ قالت : الله . قال : فمن خلق الأرض ؟ قالت : الله . قال : فمن خلق الجبل ؟ قالت : الله . قال : فمن خلق هذه الغنم ؟ قالت : الله . قال : إني لأسمع لله شأنا . وألقى نفسه من الجبل فتقطع .

قال ابن عمر : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا ما يحدثنا هذا .

قال ابن دينار : كان ابن عمر كثيرا ما يحدثنا بهذا .

في إسناده ضعف ، وعبد الله بن جعفر هذا هو المديني ، ضعفه ولده الإمام علي بن المديني وغيره .

وقوله: ( وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) يقول: وإلى الأرض كيف بُسطت، يقال: جبل مُسَطَّح: إذا كان في أعلاه استواء.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) : أي بُسطت، يقول: أليس الذي خلق هذا بقادر على أن يخلق ما أراد في الجنة.

التدبر :

وقفة
[17-20] ﴿أَفَلا يَنظُرونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت * وَإِلَى السَّماءِ كَيفَ رُفِعَت * وَإِلَى الجِبالِ كَيفَ نُصِبَت * وَإِلَى الأَرضِ كَيفَ سُطِحَت﴾ عبادة التفكر هي مفتاح التذكر، فالفكر والذِّكر شقيقان، وهما بابان يؤديان إلى سمو العقل وحياة القلب.
وقفة
[17-20] الاستدلال بالمخلوقات على وجود الخالق وعظمته.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. أي كيف بسطت.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     وبعد ذكرِ الجبالِ؛ ذكرَ الأرضَ التي تُثبِّتُها الجبالُ، قال تعالى:
﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سطحت:
1- خفيفة الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بشدها، وهى قراءة الحسن، وهارون.

مدارسة الآية : [21] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ

التفسير :

[21] فعِظْ -أيها الرسول- المعرضين بما أُرْسِلْتَ به إليهم، ولا تحزن على إعراضهم، إنما أنت واعظ لهم

{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} أي:ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم.

وبعد هذا التوبيخ لأولئك المشركين الذين عموا وصموا عن الحق، ولم ينتبهوا لآيات الله- تعالى- الدالة على قدرته ووحدانيته.. أمر الله- تعالى- نبيه صلى الله عليه وسلم أن يداوم على التذكير بدعوة الحق، فقال: فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ.

والفاء في قوله فَذَكِّرْ للتفريع، وترتيب ما بعدها على ما قبلها. والأمر مستعمل في طلب الاستمرار والدوام في دعوته الناس إلى الحق، ومفعول: «فذكر» محذوف للعلم به.

وجملة «إنما أنت مذكر» تعليل للأمر بالمواظبة على تبليغ الناس ما أمره بتبليغه.

أي فذكر يا محمد الناس بما أرسلت به إليهم فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.

القول في تأويل قوله تعالى : فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( فَذَكِّرْ ) يا محمد عبادي بآياتي، وعظهم بحججي وبلِّغهم رسالتي ( إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ) يقول: إنما أرسلتك إليهم مذكرا لتذكرهم نعمتي عندهم، وتعرّفهم اللازم لهم، وتعظهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[21] ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ وظيفتُكَ التَّذكيرُ لا الإقناعُ.
اسقاط
[21] ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ إذا رأيت قلبك لا يتذكر بالذكرى فاتهمه؛ لأن الله يقول: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 55]، فالذكرى لابد أن تنفع المؤمنين.
وقفة
[21] ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ مهمة الداعية الدعوة، لا حمل الناس على الهداية؛ لأن الهداية بيد الله.
وقفة
[21] ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ وظيفتنا تذكير الناس لا إكراههم على الهداية، فالتغيير المفروض مرفوض، والإجبار يدفع إلى الصدود والإعراض.
وقفة
[21] ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ يقين الداعية والمربي أن الهداية بيد الله وحده؛ يسليه ويذهب عنه الضيق من إعراض الناس عن دعوته.
وقفة
[21] أخي الداعية: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾، ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ [الشورى: 48].
عمل
[21] ذكِّر مسلمًا بالله ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾.
وقفة
[21] درس للدعاة والمصلحين: عليهم أن لا يفتروا عن الدعوة، ولا يقفوا في الطريق ينتظرون ثمرةً، بل عليهم أن يستمرّوا بالتذكير والبلاغ، حتى لو لم يستفد أحدٌ ألبتَّة، يبيِّن ذلك تلك الغاية التي أشار الله تعالى إليها: ﴿فذكر إنما أنت مذكر﴾، وهذه الغاية تُعفيك من حساب عوائد جهدك وثمرة دعوتك، وانتظار نهايات مشروعك.

الإعراب :

  • ﴿ فَذَكِّرْ:
  • الفاء استئنافية. ذكر: فعل امر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت وحذف المفعول اختصارا لانه معلوم. اي فذكرهم ولا يهمنك انهم لا ينظرون ولا يذكرون.
  • ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ:
  • كافة ومكفوفة. أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مذكر: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ الدَّلائِلَ على صِحَّةِ التَّوحيدِ والمَعادِ؛ أمَرَ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتذكيرِ النَّاسِ بهذه الأدلَّةِ ونحوها، قال تعالى:
﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [22] :الغاشية     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ

التفسير :

[22] ليس عليك إكراههم على الإيمان.

ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلًا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى:{ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} .

والمصيطر: هو المتسلط، المتجبر، الذي يجبر الناس على الانقياد لما يأمرهم به.

وقد قرأ الجمهور هذا اللفظ بالصاد، وقرأ ابن عامر بالسين.

أى: إذا كان الأمر كما بينا لك- أيها الرسول الكريم- من أحوال الناس يوم الغاشية، ومن أننا نحن الذين أوجدنا هذا الكون بقدرتنا.. فداوم- أيها الرسول الكريم- على دعوة الناس إلى الدين الحق، فهذه وظيفتك التي لا وظيفة لك سواها، وكل أمرهم بعد ذلك إلينا، فأنت لست بمجبر لهم أو مكره إياهم على اتباعك، وإنما أنت عليك البلاغ ونحن علينا الحساب.

ولهذا قال : ( لست عليهم بمسيطر ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : لست عليهم بجبار .

وقال ابن زيد : لست بالذي تكرههم على الإيمان .

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله - عز وجل - " . ثم قرأ : ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )

وهكذا رواه مسلم في كتاب " الإيمان " ، والترمذي والنسائي في كتابي التفسير " من سننيهما ، من حديث سفيان بن سعيد الثوري ، به بهذه الزيادة وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية أبي هريرة ، بدون ذكر هذه الآية .

وقوله: ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) يقول: لست عليهم بمسلَّط، ولا أنت بجبار تحملهم على ما تريد. يقول: كِلهم إليّ، ودعهم وحكمي فيهم؛ يقال: قد تسيطر فلان على قومه: إذا تسلط عليهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) يقول: لست عليهم بجبار.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) : أي كِلْ إليّ عبادي.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( بِمُسَيْطِرٍ ) قال: جبار.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) قال: لست عليهم بمسلط أن تكرههم على الإيمان، قال: ثم جاء بعد هذا: جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وقال ( اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) وارصدوهم لا يخْرُجُوا فِي البِلاد فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ قال: فنسخت ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) قال: جاء اقتله أو يُسْلِم؛ قال: والتذكرة كما هي لم تنسخ وقرأ: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتى يَقُولُوا: لا إلَهَ إلا اللهُ، فإذَا قالُوا: لا إلَهَ إلا اللهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ وأمْوَالَهُمْ إلا بِحَقِّها، وحِسابُهُمْ على اللهِ" ثم قرأ: ( إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ) .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي الزبير محمد بن مسلم، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول، فذكر مثله، إلا أنه قال: قال أبو الزّبير: ثم قرأ: ( إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ).

حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله.

التدبر :

عمل
[22] ﴿لَستَ عَلَيهِم بِمُصَيطِرٍ﴾ نصحك لمن حولك هو واجبك وفقط، لن تجبر أحدًا على أى عمل، فقط أخلص النية، واجتهد فى العمل ما بين اللين والشدة، ابنك الذي لا يصلى؛ انصحه بشتى الطرق وعلى مدار الساعه، ابنتك التي لا ترتدى الحجاب؛ انصحيها بشتى الطرق وعلى مدار الساعة، ولا تنسوا الدعاء لهم بالهداية.

الإعراب :

  • ﴿ لَسْتَ:
  • فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل- ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل رفع اسم «ليس». والجملة الفعلية: في محل رفع خبر ثان للمبتدأ أنت.
  • ﴿ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ:
  • حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بخبر «ليس». بمصيطر: الباء حرف جر زائد. مسيطر: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه خبر «ليس» اي لست عليهم بمتسلط.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     ولَمَّا وَصَفَه بأنَّه مُذَكِّرٌ؛ نفى عنه أن يكونَ مُسيطِرًا على النَّاسِ، قال تعالى:
﴿ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

بمصيطر:
1- بالصاد وكسر الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالسين وكسر الطاء، وهى قراءة ابن عامر، فى رواية، ونظيف، عن قنبل، وزرعان، عن حفص.
3- بفتح الطاء، وهى قراءة هارون.

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف