3977891011121314

الإحصائيات

سورة العنكبوت
ترتيب المصحف29ترتيب النزول85
التصنيفمكيّةعدد الصفحات8.00
عدد الآيات69عدد الأجزاء0.37
عدد الأحزاب0.75عدد الأرباع3.00
ترتيب الطول26تبدأ في الجزء20
تنتهي في الجزء21عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 15/29آلم: 3/6

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (8) الى الآية رقم (11) عدد الآيات (4)

لمَّا ذَكَرَ اللهُ الابتلاءَ؛ بَيَّنَ هنا ما كان يفعلُه الآباءُ مِن محاولةِ صَرفِ أبنائِهم عن دينِهِم (كما امتنعتْ أمُّ سعدَ بن أبى وقَّاص رضى الله عنه عن الطعامِ والشرابِ حتى يكفرَ)، ثُمَّ بَيَّنَ أنَّ البعضَ لا صبرَ له على الابتلاءِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (12) الى الآية رقم (14) عدد الآيات (3)

محاولةُ المشركين فتنةَ المؤمنين عن دينِهم، ثُمَّ القِصَّةُ الأولى في هذه السورةِ: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام لمَّا مكثَ معَ قومِه 950 سنةً يدعوهم إلى اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة العنكبوت

الفتن والابتلاءات سنة ماضية (جَاهِد الفتن)/ هوان الباطل وأهله مهما علوا وتجبروا/ الابتلاء والولاء

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • امتحانات وامتحانات::   في الحياة الدراسية اختبارات وامتحانات، بعضها مهم، وبعضها أقل أهمية، وهناك امتحانات مصيرية، تغير المسار ويعتمد عليها ما بعدها (كالثانوية العامة مثلًا). وهناك أيضًا امتحانات كهذه في حياتنا بصفة عامة، امتحانات تحدد مصيرنا. فالإنسان معرّض للامتحان أو الاختبار، معرض أن يفتن في كثير من الأمور كفتنة المال والبنين والدنيا والسلطة والشهوات والصحة والأهل، وهذا من تدبير الله تعالى ليبلوا الناس أيهم أحسن عملًا، وليعلم صدق العباد وليختبرهم في إيمانهم وصدقهم.
  • • وسورة العنكبوت تتحدث عن هذا الموضوع: الامتحان أو الابتلاء أو الفتنة. كيف؟:   سورة العنكبوت من أواخر ما نزل في مكة، قبل هجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، والمسلمون يتعرضون في مكة لأقصى أنواع التعذيب ليتركوا دينهم، محنة وشدة وفتنة وابتلاء. ومع هذا التعذيب يأتي امتحان جديد؛ امتحان مختلف. هذا الامتحان هو: الهجرة؛ أن يتركوا مكة، أن يتركوا الأهل والأقارب والعشيرة والعمل والمال والبيوت. كثيرًا ما تتعبنا أوطاننا، لكن قرار مغادرتها ليس سهلًا بالمرة. الهجرة اليوم مألوفة، والناس يتبادلون التهاني عندما يحصلون عليها، لكنها لم تكن كذلك آنذاك، هذا التنقل لم يكن مقبولًا بالنسبة للعربي الحضري، من يولد في مدينة يموت فيها غالبًا. السورة تعرض لقصص أنبياء في لحظات خروجهم من مدنهم، كل قصة من هذه القصص عرضت سابقًا في سور مختلفة، لكننا الآن نراها على نحو مختلف، هذه المرة نراهم وهم يهاجرون، كما يجب أن يفعل من تنزلت السورة بينهم.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «العنكبوت».
  • • معنى الاسم ::   العنكبوت حيوان صغير، ذكره يدعي عنكب، أما أنثاه فهي العنكبوت، وهي التي تبني البيت من خلال مغزل خاص موجود في نهاية بطنها، ولا يوجد مثله عند الذكر، ولذا جاء في الآية: ﴿كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتًا﴾ (41)، وتصل عدد الخيوط إلي 400 ألف خيط، وطول الخيط الواحد 20 سم، له ثمانية أرجل، وست إلي ثمان أعين، ينسج شبكة من الخيوط للقبض عل فرائسها.
  • • سبب التسمية ::   لأن ‏الله شبه في الآية (41) الذين جعلوا الأوثان أولياء من دون الله يرجون نصرها بالعنكبوت التي عملت بيتًا لنفسها ليحفظها من الحر والبرد، ولم يرد لفظ (العنكبوت) في غيرها من السور.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن الطريق إلى الله غير مفروش بالورود؛ فلابد من التعرض لألوان من الفتن والابتلاءات.
  • • علمتني السورة ::   أنه لابد للمؤمن أن يبتلى في هذه الدنيا فالإيمان ليس كلمة تقال باللسان فقط فالله تعالى يبتلي عباده ليميز بينهم: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن العبرة بالأفعال، لا بالأقوال فقط: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن كل إنسان يحمل أوزاره يوم القيامة، وأوزار من أضلهم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة العنكبوت من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • من أواخر ما نزل من القرآن المكي، بل ذهب ابن عباس رضي الله عنه إلى أنها آخر ما نزل في مكة.
    • السورة المكية الوحيدة التي ذُكِرَ فيها لفظ (المنافقين)، في قوله تعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ (11)، ولذا نجد بعض العلماء اعتبر الآيات الإحدى عشرة الأولى من السورة آيات مدنية.
    • جرت عادة السور التي تبدأ بالحروف المقطعة (وهي: 29 سورة) أن يأتي الحديث عن القرآن الكريم بعد الأحرف المقطعة مباشرة؛ إلا أربع سور، وهي: مريم والعنكبوت والروم والقلم.
    • السور الكريمة المسماة بأسماء الحيوانات 7 سور، وهي: البقرة، والأنعام، والنحل، والنمل، والعنكبوت، والعاديات، والفيل.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نجاهد الفتن، ونوطِّن أنفسنا أنه لابد من التعرض لألوان من الفتن والابتلاءات.
    • أن نقرأ أخبار الصحابة الذين تعرضوا للفتنة؛ كسلمان الفارسي، أو عمار بن ياسر مثلًا, وكيف صدقوا وصبروا، ونقتدي بهم: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (3).
    • إذا أصابتنا فتنة أن نصبر ونتوكل على الله، وندعو الله أن يفرج عنا: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ...﴾ (10).
    • أن نقتدي بالأنبيـاءِ فـي صَبرهِم وحرصهم على الدَّعـوة إلى الله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ (14).
    • ألا نتخذ من دون الله أولياء؛ فقد ضرب الله لهم مثلًا ببيت العنكبوت، وهذا دليل على ضعفهم: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (41).
    • أن نقرأ كتاب الله ونتدبره، ونعمل به، ونحافظ على الصلاة؛ فإنها تنهى عن الفحشاء، ونكثر من ذكر الله: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ ...﴾ (45).
    • أن نتدرب على الحوار؛ فهو من سنن الأنبياء: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (46).
    • لا تحمل هم الرزق؛ فإن الله قد كفاك إياه: ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّـهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ (60).
    • أن نهاجر في أرض الله الواسعة إذا كنا في بلد ولم نستطع إقامة شعائر الله: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ (56).
    • أن نخلص العبادة لله تعالى في السراء والضراء: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ (65).

تمرين حفظ الصفحة : 397

397

مدارسة الآية : [7] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ ..

التفسير :

[7] والذين صدَّقوا الله ورسوله، وعملوا الصالحات لنمحونَّ عنهم خطيئاتهم، ولنثيبنَّهم على أعمالهم الصالحة أحسن ما كانوا يعملون.

يعني أن الذين منَّ اللّه عليهم بالإيمان والعمل الصالح، سيكفر اللّه عنهم سيئاتهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات،{ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} وهي أعمال الخير، من واجبات ومستحبات، فهي أحسن ما يعمل العبد، لأنه يعمل المباحات أيضا، وغيرها.

ثم وضح- سبحانه- ما أعده للمؤمنين الصادقين من ثواب جزيل فقال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ... أى: لنسترن عنهم سيئاتهم، ولنزيلنها- بفضلنا وإحساننا- من صحائف أعمالهم.

ثم بعد ذلك وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ أى: ولنجزينهم بأحسن الجزاء على أعمالهم الصالحة التي كانوا يعملونها في الدنيا، بأن نعطيهم على الحسنة عشر أمثالها.

قال الجمل ما ملخصه: قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ.. يجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء، والخبر جملة القسم المحذوفة، وجوابها أى: والله لنكفرن. ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مضمر على الاشتغال. أى: ونخلص الذين آمنوا من سيئاتهم ...

وقال أَحْسَنَ لأنه سبحانه إذا جازاهم بالأحسن، جازاهم بما هو دونه. فهو من التنبيه على الأدنى بالأعلى» .

ثم بين- سبحانه- أن طاعة الله- تعالى- يجب أن تقدم على كل طاعة، فقال:

ثم أخبر أنه مع غناه عن الخلائق جميعهم من إحسانه وبره بهم يجازي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أحسن الجزاء ، وهو أنه يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا ، ويجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ، فيقبل القليل من الحسنات ، ويثيب عليها ، الواحدة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، ويجزي على السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح ، كما قال تعالى : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ النساء : 40 ] ، وقال هاهنا : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون )

القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)

يقول تعالى ذكره: والذين آمنوا بالله ورسوله، فصحّ إيمانهم عند ابتلاء الله إياهم وفتنته لهم، ولم يرتدّوا عن أديانهم بأذى المشركين إياهم ( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) التي سلفت منهم في شركهم ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ) يقول: ولنثيبنهم على صالحات أعمالهم في إسلامهم، أحسن ما كانوا يعملون في حال شركهم مع تكفيرنا سيئات أعمالهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[7] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أي بأحسن أعمالهم ؛ وهو الطاعة، وقيل: نعطيهم أكثر مما عملوا وأحسن.
تفاعل
[7] ﴿لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[7] ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ الأعمال الصالحة يُكَفِّر الله بها الذنوب.
عمل
[7] ﴿وَلَنَجزِيَنَّهُم أَحسَنَ الَّذي كانوا يَعمَلونَ﴾ أحسن الظن بربٍّ كريم.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ:
  • الواو استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية بعده صلته لا محل لها.
  • ﴿ آمَنُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:
  • معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب اعرابها. الصالحات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لانه ملحق بجمع المؤنث السالم. والكلمة اصلها صفة اجريت مجرى الاسم المنصوب لأن المعنى: الأعمال الصالحات. فحلت الصفة محل الاسم الموصوف.
  • ﴿ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ-الذين- اللام للتوكيد. نكفرن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي لا محل لها من الاعراب والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. عن: حرف جر. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بنكفرن.سيئاتهم: تعرب اعراب «الصالحات» و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بمعنى: لنمحون عن المؤمنين اعمالهم السيئات.
  • ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ:
  • معطوفة بالواو على «نكفرن» وتعرب اعرابها. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ أَحْسَنَ:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة او نائب عن المصدر- المفعول المطلق-لبيان نوعه. بمعنى: ولنجزينهم الجزاء الاحسن. او أحسن جزاء اعمالهم في الاسلام.
  • ﴿ الَّذِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة وهو في التقدير صفة حلت محل الموصوف المحذوف اي: أحسن الجزاء الذي. والجملة الفعلية بعده صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ كانُوا يَعْمَلُونَ:
  • فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها والالف فارقة. يعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يعملون» في محل نصب خبر «كان» وحذف معمولها العائد على الموصول اي يعملونه.'

المتشابهات :

التوبة: 121﴿وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
النحل: 96﴿وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِـ أَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
النحل: 97﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِـ أَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
العنكبوت: 7﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
الزمر: 35﴿لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِـ أَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أنَّ مَن يَعملُ صالحًا فلِنَفْسِه؛ ذكرَ هنا ما أعده للمؤمنين الصادقين من ثواب جزيل، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن ..

التفسير :

[8] ووصينا الإنسان بوالديه أن يَبَرَّهما، ويحسن إليهما بالقول والعمل، وإن جاهداك -أيها الإنسان- على أن تشرك معي في عبادتي، فلا تمتثل أمرهما. ويلحق بطلب الإشراك بالله، سائر المعاصي، فلا طاعة لمخلوق كائناً من كان في معصية الله سبحانه، كما ثبت ذلك عن رسول ال

أي:وأمرنا الإنسان، ووصيناه بوالديه حسنا، أي:ببرهما والإحسان إليهما، بالقول والعمل، وأن يحافظ على ذلك، ولا يعقهما ويسيء إليهما في قوله وعمله.

{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} وليس لأحد علم بصحة الشرك باللّه، وهذا تعظيم لأمر الشرك،{ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فأجازيكم بأعمالكم، فبروا والديكم وقدموا طاعتهما، إلا على طاعة اللّه ورسوله، فإنها مقدمة على كل شيء.

وقد ذكر المفسرون في سبب نزول الآية الأولى روايات منها ما أخرجه الترمذي، من أنها نزلت في سعد بن أبى وقاص، وذلك أنه حين أسلم، قالت له أمه حمنة بنت سفيان:

يا سعد بلغني أنك صبأت، فو الله لا يظلني سقف بيت، وإن الطعام والشراب على حرام، حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ... فجاء سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه ما قالته أمه.

فنزلت هذه الآية.. فجاء سعد إليها فقال لها: يا أماه لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني، فكلي إن شئت، وإن شئت فلا تأكلى، فلما يئست منه أكلت وشربت ... »

وقوله: حُسْناً منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف. أى: ووصينا الإنسان بوالديه إيصاء حسنا، وعبر بالمصدر للمبالغة في وجوب الإحسان إليهما، بأن يكون بارا بهما، وعطوفا عليهما، وسخيّا معهما.

وقوله- سبحانه-: وَإِنْ جاهَداكَ معطوف على ما قبله بإضمار القول: أى:

ووصينا الإنسان بوالديه حسنا، وقلنا له إِنْ جاهَداكَ أى: إن حملاك وأمراك لِتُشْرِكَ بِي في العبادة أو الطاعة ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما في ذلك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وقوله- سبحانه-: ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ بيان للواقع، فهذا القيد لا مفهوم له، لأنه ليس هناك من إله في هذا الكون، سوى الله عز وجل.

وقوله تعالى: إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تذييل المقصود به التحذير من معصيته- سبحانه-.

أى: إلى مرجعكم جميعا- أيها الناس- يوم القيامة، فأحاسبكم على أعمالكم حسابا دقيقا، وأجازى الذين أساءوا بما عملوا، وأجازى الذين أحسنوا بالحسنى.

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الأعمال الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ بفضلنا وإحساننا فِي الصَّالِحِينَ أى في زمرة الأقوام الصَّالِحِينَ الذين رضينا عنهم، ورضوا عنا.

ثم يرسم القرآن الكريم بعد ذلك صورة واضحة لأصحاب القلوب المريضة، والنفوس الضعيفة، ويحكى جانبا من أقوالهم الفاسدة، ودعاواهم الكاذبة فيقول:

يقول تعالى آمرا عباده بالإحسان إلى الوالدين بعد الحث على التمسك بتوحيده ، فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان ، ولهما عليه غاية الإحسان ، فالوالد بالإنفاق والوالدة بالإشفاق ; ولهذا قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ) [ الإسراء : 23 ، 24 ] .

ومع هذه الوصية بالرأفة والرحمة والإحسان إليهما ، في مقابلة إحسانهما المتقدم ، قال : ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) أي : وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين ، فإياك وإياهما ، لا تطعهما في ذلك ، فإن مرجعكم إلي يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك مع الصالحين لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ، فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع من أحب ، أي : حبا دينيا

القول في تأويل قوله تعالى : وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)

يقول تعالى ذكره: ( وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ ) فيما أنـزلنا إلى رسولنا(بِوَالِدَيْهِ) أن يفعل بهما(حُسْنا).

واختلف أهل العربية في وجه نصب الحسن، فقال بعض نحويِّي البصرة: نُصب ذلك على نية تكرير وصيّنا. وكأن معنى الكلام عنده: ووصينا الإنسان بوالديه، ووصيناه حسنا. وقال: قد يقول الرجل وصيته خيرا: أي بخير.

وقال بعض نحويي الكوفة: معنى ذلك: ووصينا الإنسان أن يفعل حُسنا، ولكن العرب تسقط من الكلام بعضه إذا كان فيما بقي الدلالة على ما سقط، وتعمل ما بقي فيما كان يعمل فيه المحذوف، فنصب قوله: (حُسْنا) وإن كان المعنى ما وصفت وصينا؛ لأنه قد ناب عن الساقط، وأنشد في ذلك:

عَجِــبْتُ مِــنْ دَهْمـاءَ إذْ تَشْـكُونا

وَمِــن أبــي دَهْمـاءَ إذْ يُوصِينـا

خَيْرًا بها كأنَّنا جافُونا (1)

وقال: معنى قوله: يوصينا خيرا: أن نفعل بها خيرا، فاكتفى بيوصينا منه، وقال: ذلك نحو قوله: فَطَفِقَ مَسْحًا أي يمسح مسحا.

وقوله: ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ) يقول: (ووصينا الإنسان)، فقلنا له: إن جاهداك والداك لتشرك بي ما ليس لك به علم أنه ليس لي شريك، فلا تطعهما فتشرك بي ما ليس لك به علم ابتغاء مرضاتهما، ولكن خالفهما في ذلك (إليّ مرجعكم) يقول تعالى ذكره: إليّ معادكم ومصيركم يوم القيامة ( فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول: فأخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا من صالح الأعمال وسيئاتها، ثم أجازيكم عليها المحسن بالإحسان، والمسيء بما هو أهله.

وذُكر أن هذه الآية نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب سعد بن أبي وقاص.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ...) إلى قوله: ( فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) قال: نـزلت في سعد بن أبي وَقَّاص لما هاجر، قالت أمه: والله لا يُظِلُّني بيت حتى يرجع، فأنـزل الله في ذلك أن يحْسِن إليهما، ولا يطيعَهما في الشرك.

---------------------

الهوامش :

(1) هذه أبيات ثلاثة من مشطور السريع، وهي من شواهد الفراء في معاني القرآن (ص 178) قال: والعرب تقول: أوصيك به خيرًا، وآمرك به خيرًا، وكأن معناه: آمرك أن تفعل به، ثم تحذف أن، فتوصل الخير بالوصية، وبالأمر، قال الشاعر : " عجبت ... " الأبيات.

التدبر :

عمل
[8] ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ أحسِنْ إلى والديك اليوم بشراء هدية لهما.
وقفة
[8] ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ تأكُّد وجوب البر بالأبوين.
وقفة
[8] ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ حياتنا مع الوالدين ما بين حُسن القول، وإحسان المعاملة.
لمسة
[8] ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ ولم يقل: (إحسانًا) كما في سورة الأحقاف؟ الإحسان أكرم من الحسن، فتعاملك بشكل حسن درجة، لكن الإحسان درجة أعلى، بل هو أعلى مراتب حسن التعامل واللين واللطف وخفض الجناح، فالحسن كان مع الوالدين الكافرين، والإحسان في سورة الأحقاف مع الوالدين المؤمنين.
وقفة
[8] ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ أعطوك حقك في ضعفك؛ فلا تنس حقهما في ضعفهما.
لمسة
[8] مجيء لفظ (الْإِنسَانَ) في قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ دون المؤمن أو المسلم دلالة على أن حق الوالدين باق ولو اختلفت الديانات.
وقفة
[٨] ﴿وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حُسنًا﴾ كلما هممت بقول أو فعل تجاه والديك؛ فابتغ الإحسان فيه.
وقفة
[٨] ﴿وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حُسنًا﴾ وردت الآية الكريمة بين آيتين تتكلمان عن الإيمان والعمل الصالح؛ لتعلم أن بر والديك من صميم الإيمان، ومن أفضل الأعمال الصالحة.
اسقاط
[٨] ﴿وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حُسنًا﴾ ولله المثل الأعلى أن يوصيك شخص ذو مهابة بقريب لك لتهتم به، كيف سيكون تصرفك حيال هذا الشخص؟ فكيف بعلىٍّ قديرٍ ويوصيك بأقرب الناس إليك! فأبدع فى إحسانك إليهما.
وقفة
[8] ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾ فتنة الأهل شديدة، وأمر الله المؤمن أن يواجهها بشيئين: الإحسان إليهما مع عدم الطاعة في المعصية.
وقفة
[8] وجوب بر الوالدين في المعروف، وعدم طاعتهما فيما هو منكر؛ كالشرك، والمعاصي ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
وقفة
[8] ﴿وَإِن جاهَداكَ لِتُشرِكَ بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ﴾ هو نوع من الجهاد مختلف، يجاهدانك لتشرك، ويتبعون فى سبيل ذلك كل وسائل الضغط عليك، ولكن الأمر واضح: ﴿فَلَا تُطِعْهُمَا﴾.
لمسة
[8] إن الله عز وجل لم يجعل الابن ندًّا لوالده ولو كان كافرًا، فقال: ﴿إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم﴾، ولم يقل: (فأحكم بينكم)؛ لأن التحاكم يقتضي الندية والمساواة وهذه لا تجوز بين الابن ووالده.

الإعراب :

  • ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ:
  • الواو عاطفة. وصى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير الواحد المطاع-بمعنى وامرنا. مبني على السكون في محل رفع فاعل. الانسان: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ بِاالِدَيْهِ حُسْناً:
  • جار ومجرور متعلق بوصينا وعلامة جر الاسم الياء لأنه مثنى. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل جر بالاضافة.حسنا: مفعول به بفعل مضمر تقديره ان يأتي لهما حسنا او بتقدير:ووصيناه بايتاء او بايلاء والديه حسنا او هو منصوب على معنى «أوصينا» اي قلنا أولهما حسنا اي معروفا بمعنى فعلا ذا حسن. فيكون منصوبا على المصدر -المفعول المطلق-.
  • ﴿ وَإِنْ جاهَداكَ:
  • الواو عاطفة والمعطوف مضمر اي وقلنا. ان: حرف شرط‍ جازم. جاهداك: فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط‍ في محل جزم بإن والالف ضمير متصل-ضمير الغائبين-مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ لِتُشْرِكَ بِي:
  • اللام حرف جر للتعليل. تشرك: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. بي: جار ومجرور للتعظيم متعلق بتشرك. وجملة «تشرك بي» صلة «ان» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بجاهداك بمعنى:حملاك على الشرك بي.
  • ﴿ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ:
  • ما: نكرة بمعنى «شيء» مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى: لتشرك بي شيئا. ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. لك: جار ومجرور متعلق بخبر «ليس» مقدم. به: جار ومجرور متعلق بعلم أو صفة محذوفة منه. ولأنه قدم على موصوفه فيكون محله النصب على الحالية من «علم».علم: اسم «ليس» مؤخر مرفوع بالضمة. بمعنى لا علم لك بإلهيته. والمراد بنفي العلم نفي المعلوم. وجملة لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» في محل نصب صفة-نعت-للموصوف «ما» بمعنى: لتشرك بي شيئا لا يصح ان يكون الها ولا يستقيم. والمخاطبة للانسان. اي وقلنا إن جاهداك أيها الانسان.
  • ﴿ فَلا تُطِعْهُما:
  • الجملة جواب شرط‍ جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط‍.لا: ناهية جازمة. تطعهما: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الياء تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. و «ما» للتثنية.
  • ﴿ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم. مرجعكم: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والكاف ضميرمتصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ فَأُنَبِّئُكُمْ:
  • الفاء استئنافية. انبّئ: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انا والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ بِما كُنْتُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بأنبّئ. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. والجملة الفعلية كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ تَعْمَلُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير:تعملونه.'

المتشابهات :

العنكبوت: 8﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
لقمان: 14﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ
الأحقاف: 15﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ووَصَّيْنا الإنسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: نَزَلَتْ في سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ، وذَلِكَ أنَّهُ لَمّا أسْلَمَ قالَتْ لَهُ أُمُّهُ حَمْنَةُ: يا سَعْدُ، بَلَغَنِي أنَّكَ صَبَوْتَ، فَواللَّهِ لا يُظِلُّنِي سَقْفُ بَيْتٍ مِنَ الضِّحِّ والرِّيحِ، ولا آكُلُ ولا أشْرَبُ حَتّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ وتَرْجِعَ إلى ما كُنْتَ عَلَيْهِ. وكانَ أحَبَّ ولَدِها إلَيْها، فَأبى سَعْدٌ، وصَبَرَتْ هي ثَلاثَةَ أيّامٍ لَمْ تَأْكُلْ ولَمْ تَشْرَبْ ولَمْ تَسْتَظِلَّ بِظِلٍّ حَتّى خَشِيَ عَلَيْها، فَأتى سَعْدٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وشَكا ذَلِكَ إلَيْهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ والَّتِي في لُقْمانَ والأحْقافِ.أخْبَرَنا أبُو سَعِيدِ بْنُ أبِي بَكْرٍ الغازِي، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَمْدانَ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو يَعْلى، قالَ: حَدَّثَنا أبُو خَيْثَمَةَ، قالَ: حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُوسى، قالَ: حَدَّثَنا زُهَيْرٌ، قالَ: حَدَّثَنا سِماكُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ، عَنْ أبِيهِ أنَّهُ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيَّ. قالَ: حَلَفَتْ أُمُّ سَعْدٍ لا تُكَلِّمُهُ أبَدًا حَتّى يَكْفُرَ بِدِينِهِ، ولا تَأْكُلُ ولا تَشْرَبُ، ومَكَثَتْ ثَلاثَةَ أيّامٍ حَتّى غُشِيَ عَلَيْها مِنَ الجَهْدِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ووَصَّيْنا الإنسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ .رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي خَيْثَمَةَ.أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحافِظُ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو يَعْلى، قالَ: حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ أيُّوبَ بْنِ راشِدٍ الضَّبِّيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قالَ: حَدَّثَنا داوُدُ بْنُ أبِي هِنْدٍ، عَنْ أبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ، أنَّ سَعْدَ بْنَ مالِكٍ قالَ: أُنْزِلَتْ فِيَّ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وإن جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما﴾ . قالَ: كُنْتُ رَجُلًا بَرًّا بِأُمِّي، فَلَمّا أسْلَمْتُ قالَتْ: يا سَعْدُ، ما هَذا الدِّينُ الَّذِي قَدْ أحْدَثْتَ ؟ لَتَدَعَنَّ دِينَكَ هَذا أوْ لا آكُلُ ولا أشْرَبُ حَتّى أمُوتَ فَتُعَيَّرَ بِي، فَيُقالَ: يا قاتِلَ أُمِّهِ. قُلْتُ: لا تَفْعَلِي يا أُمَّهْ فَإنِّي لا أدَعُ دِينِي هَذا لِشَيْءٍ. قالَ: فَمَكَثَتْ يَوْمًا ولَيْلَةً لا تَأْكُلُ، فَأصْبَحَتْ قَدْ جُهِدَتْ. قالَ: فَمَكَثَتْ يَوْمًا آخَرَ ولَيْلَةً لا تَأْكُلُ فَأصْبَحَتْ وقَدِ اشْتَدَّ جَهْدُها. قالَ: فَلَمّا رَأيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: تَعْلَمِينَ واللَّهِ يا أُمَّهْ لَوْ كانَتْ لَكِ مِائَةُ نَفْسٍ فَخَرَجَتْ نَفْسًا نَفْسًا ما تَرَكْتُ دِينِي هَذا لِشَيْءٍ، إنْ شِئْتِ فَكُلِي وإنْ شِئْتِ فَلا تَأْكُلِي. فَلَمّا رَأتْ ذَلِكَ أكَلَتْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿وإن جاهَداكَ﴾ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ الابتلاءَ؛ بَيَّنَ هنا ما كان يفعلُه الآباءُ مِن محاولةِ صَرفِ أبنائِهم عن دينِهِم، كما امتنعتْ أمُّ سعدَ بن أبى وقَّاص رضي الله عنه عن الطعامِ والشرابِ حتى يكفُرَ بدِينه، قال تعالى:
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

حسنا:
1- بضم الحاء وإسكان السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحتين، وهى قراءة عيسى، والجحدري.

مدارسة الآية : [9] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ ..

التفسير :

[9] والذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات من الأعمال، لندخلنهم الجنة في جملة عباد الله الصالحين.

أي:من آمن باللّه وعمل صالحا، فإن اللّه وعده أن يدخله الجنة في جملة عباده الصالحين، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كل على حسب درجته ومرتبته عند اللّه، فالإيمان الصحيح والعمل الصالح عنوان على سعادة صاحبه، وأنه من أهل الرحمن، والصالحين من عباد اللّه تعالى.

وقوله- سبحانه-: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ.. بيان لحال قوم ضعف إيمانهم، واضطراب يقينهم، بعد بيان حال المؤمنين الصادقين في قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ...

ولهذا قال : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) .

وقال الترمذي عند تفسير هذه الآية : حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب قال : سمعت مصعب بن سعد يحدث عن أبيه سعد ، قال : نزلت في أربع آيات . فذكر قصة ، وقالت أم سعد : أليس قد أمرك الله بالبر ؟ والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر ، قال : فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها ، فأنزل الله ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك ) الآية .

وهذا الحديث رواه الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي أيضا ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)

يقول تعالى ذكره: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) بالله ورسوله ( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) من الأعمال، وذلك أن يُؤَدُّوا فرائض الله، ويجتنبوا محَارمه ( لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ) في مَدْخل الصالحين، وذلك الجنة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[9] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾ متى أحببت رفقة أحد فاعمل كعمله؛ وانظر من تحب أن ترافق وأين واعدد العدة لرفقته.
وقفة
[9] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾ هنا إشارة إلى أن المؤمن السالك لطريق الدعوة، يزيده الله إيمانًا بابتلائه، ويدخله في سبيل الصالحين من قبله.
وقفة
[9] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾ من الصالح؟! قال الشيخ ابن باديس: «هو من استنار قلبه بالإيمان والعقائد الحقة، وزکت نفسه بالفضيلة والأخلاق الحميدة، واستقامت أعماله وطابت أقواله، فكان مصدر خير ونفع لنفسه وللناس، استقام نظامه في عقده وخلقه وقوله وعمله، فعظمت وزکت منفعته، وهذا هو معنى الصالحين حيثما جاء».
وقفة
[9] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾ إن وعد الله للمؤمنين في هذه الآية وقع عقب آية تحض المؤمنين على الإحسان للوالدين مع عدم طاعتهما فيما يُغضِب الله، ولا شك بأن اختلاف الدين بين الولد وأهله يستدعي المناوأة والمغاضبة، فكان وعد الله للمؤمن الذي عصى والديه إذا أمراه بالشِرك وعدًا مناسبًا في هذا المقام وكان لطيفة كريمة، لأن الإعراض عن طلب الوالدين بالعصيان بالشرك يثير بين الإين ووالديه جفاء وتفرقة، فجعل الله الجزاء عن وحشة تلك التفرقة أُنسًا يُدخله في عِداد الصالحين ليأنس.
تفاعل
[9] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[9] وربما كسل العبد أثناء الطريق فتحمله أشواق اللقاء فيكمل المسير ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[9] ﴿لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ﴾ لفظ (الإدخال) و(في) الظرفية يدلان على أن الباب للدخول في الصلاح لم يغلق.

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّالِحِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة السابعة. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول «ندخلن».
  • ﴿ فِي الصّالِحِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بندخلنهم بمعنى: مع جملة الصالحين وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ ما أعده للمؤمنين الصادقين من ثواب جزيل؛ كَرَّرَ هنا ما أعده لهم؛ ليحرك النفوس إلى نيل مراتبهم، قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [10] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا ..

التفسير :

[10] ومن الناس من يقول:آمنا بالله، فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم، كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذيَّة منه، فارتدَّ عن إيمانه، ولئن جاء نصر من ربك -أيها الرسول- لأهل الإيمان به ليقولَنَّ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم:إنَّا كنا معكم -أيها ال

لما ذكر تعالى أنه لا بد أن يمتحن من ادَّعى الإيمان، ليظهر الصادق من الكاذب، بيَّن تعالى أن من الناس فريقا لا صبر لهم على المحن، ولا ثبات لهم على بعض الزلازل فقال:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ} بضرب، أو أخذ مال، أو تعيير، ليرتد عن دينه، وليراجع الباطل،{ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} أي:يجعلها صادَّة له عن الإيمان والثبات عليه، كما أن العذاب صادٌّ عما هو سببه.

{ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ} لأنه موافق للهوى، فهذا الصنف من الناس من الذين قال اللّه فيهم:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}

{ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} حيث أخبركم بهذا الفريق، الذي حاله كما وصف لكم، فتعرفون بذلك كمال علمه وسعة حكمته.

قال القرطبي: قوله- تعالى-: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ ... قال مجاهد:

نزلت في ناس من المنافقين بمكة، كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك. وقال عكرمة:

كان قوم قد أسلموا فأكرههم المشركون على الخروج معهم إلى بدر، فقتل بعضهم» .

والمعنى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ بلسانه دون أن يواطئ هذا القول قلبه آمَنَّا بِاللَّهِ.

وقوله فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ بيان لحال هذا البعض من الناس عند ما تنزل بهم المصائب والنكبات.

أى: فإذا أوذى هذا البعض- بعد قوله آمنا بالله- من أجل هذا القول ومن أجل تركه الدين الباطل، ودخوله في الدين الحق جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ له أى جعل عذابهم له، وإيذاءهم إياه كَعَذابِ اللَّهِ أى بمنزلة عذاب الله في الشدة والألم، فيترتب على ذلك أن يتزلزل إيمانه، ويضعف يقينه، بل ربما رجع إلى الكفر بعد الإيمان.

وفي جعل هذا البعض فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ دليل واضح على ضعف إيمانه، وفساد تفكيره، لأن عذاب الناس له دافع، أما عذاب الله فلا دافع له، ولأن عذاب الناس يترتب عليه ثواب عظيم، أما عذاب الله فهو بسبب غضب الله- سبحانه- على من عصاه، ولأن عذاب الناس معروف أمده ونهايته أما عذاب الله فلا يعرف أحد مداه أو نهايته.

ثم بين- سبحانه- حال هذا الفريق إذا ما منّ الله- تعالى- على المؤمنين الصادقين بنصر، فقال: وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ، لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ.

والضمير في قوله: لَيَقُولُنَّ بضم اللام يعود إلى مِنَ في قوله: مَنْ يَقُولُ.

باعتبار معناها، كما أن إفراد الضمائر العائدة إليها باعتبار لفظها، أى: هكذا حال ضعاف الإيمان، عند الشدائد يساوون عذاب الناس بعذاب الله، ولا يثبتون على إيمانهم أما إذا جاءكم النصر- أيها الرسول الكريم- فإن هؤلاء الضعاف في إيمانهم، يقولون بكل ثقة وتأكيد: إنا كنا معكم مشايعين ومؤيدين، ونحن إنما أكرهنا على ما قلنا، ومادام الأمر كذلك فأشركونا معكم فيما ترتب على النصر من مغانم وخيرات.

وقوله- سبحانه-: أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ رد عليهم في دعواهم الإيمان، وفي قولهم للمؤمنين: إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ والاستفهام لإنكار ما زعموه، ولتقرير علم الله- تعالى- الشامل للسر والعلانية.

أى: إن الله- تعالى- عالم بما في صدور العالمين جميعا من خير وشر، وإيمان وكفر. وإن هؤلاء الذين يقولون آمنا، ليس الله- تعالى- في حاجة إلى قولهم، فهو- سبحانه- يعلم السر وأخفى

يقول تعالى مخبرا عن صفات قوم من [ المكذبين ] الذين يدعون الإيمان بألسنتهم ، ولم يثبت الإيمان في قلوبهم ، بأنهم إذا جاءتهم فتنة ومحنة في الدنيا ، اعتقدوا أن هذا من نقمة الله تعالى بهم ، فارتدوا عن الإسلام ; ولهذا قال : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) .

قال ابن عباس : يعني فتنته أن يرتد عن دينه إذا أوذي في الله . وكذا قال غيره من علماء السلف . وهذه الآية كقوله تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) [ الحج : 11 ] .

ثم قال : ( ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم ) أي : ولئن جاء نصر قريب من ربك - يا محمد - وفتح ومغانم ، ليقولن هؤلاء لكم : إنا كنا معكم ، أي [ كنا ] إخوانكم في الدين ، كما قال تعالى : ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ) [ النساء : 141 ] ، وقال تعالى : ( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) [ المائدة : 52 ] .

وقال تعالى مخبرا عنهم هاهنا : ( ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم ) ، ثم قال تعالى : ( أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين ) أي : أوليس الله بأعلم بما في قلوبهم ، وما تكنه ضمائرهم ، وإن أظهروا لكم الموافقة ؟

القول في تأويل قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)

يقول تعالى ذكره: ومن الناس من يقول: أقررنا بالله فوحَّدناه، فإذَا آذاه المشركون في إقراره بالله، جعل فتنة الناس إياه في الدنيا، كعذاب الله في الآخرة، فارتدّ عن إيمانه بالله، راجعا على الكفر به ( وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ ) يا محمد أهل الإيمان به (لَيَقُولُنَّ) هؤلاء المرتدّون عن إيمانهم، الجاعلون فتنة الناس كعذاب الله (إنَّا كُنَّا) أيها المؤمنون (مَعَكُمْ) ننصركم على أعدائكم، كذبا وإفكا، يقول الله: ( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ ) أيها القوم من كلّ أحد ( بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ) جميع خلقه، القائلين آمنا بالله وغَيرِهم، فإذا أُوذِي في الله ارتد عن دين الله فكيف يخادع من كان لا يخفى عليه خافية، ولا يستتر عنه سرا ولا علانية.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ) قال: فتنته أن يرتدّ عن دين الله إذا أوذي في الله.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ...) إلى قوله: وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ قال: أناس يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا، فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة.

حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: قوله: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ ...) الآية، نـزلت في ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين، رجعوا إلى الكفر مخافة من يؤذيهم، وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قول الله: ( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ) قال: هو المنافق إذا أوذي في الله رجع عن الدين وكفر، وجعل فتنة الناس كعذاب الله.

وذُكر أن هذه الآية نـزلت في قوم من أهل الإيمان كانوا بمكة، فخرجوا مهاجرين، فأدركوا وأُخذوا فأعطوا المشركين لما نالهم أذاهم ما أرادوا منهم.

* ذكر الخبر بذلك:

حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بإسلامهم، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا، فاستغفروا لهم، فنـزلت إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ... إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية أن لا عذر لهم، فخرجوا. فلحقهم المشركون، فأعطوهم الفتنة، فنـزلت فيهم هذه الآية ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ...) إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كلّ خير، ثم نـزلت فيهم ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون، فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقُتل من قُتل.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ ...) إلى قوله: وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ قال: هذه الآيات أنـزلت فِي القوم الذين ردّهم المشركون إلى مكة، وهذه الآيات العشر مدنية إلى ههنا وسائرها مكي.

التدبر :

وقفة
[10] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ﴾ العبرة بالأفعال لا بالأقوال فقط.
وقفة
[10] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ﴾ أي يقول بلسانه دون أن يواطيء هذا القول قلبه، سأل رجل الحسن: يا أبا سعيد، أمؤمن أنت؟! فقال له: الإيمان إيمانان، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والحساب فأنا به مؤمن، وإن كنت تسألني عن قول الله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ... أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ [الأنفال: 2-4]، فوالله ما أدري أنا منهم أم لا؟
وقفة
[10] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ﴾ أي: جعل أذى الناس وعذابهم كعذاب اللّه في الآخرة؛ أي: جزع من أذى الناس، ولم يصبر عليه، فأطاع الناس كما يطيع اللّه من خاف من عذابه.
وقفة
[10] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ﴾ قال مجاهد: «نزلت في ناس من المنافقين بمكة، كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك».
عمل
[10] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ﴾ اقرأ كتابًا في فقه الفتن.
وقفة
[10] تتقلب آراؤهم طلبًا للسلامة لا طلبًا للحق ﴿يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم﴾.
وقفة
[10] ﴿فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ﴾ الإيمان بالله يقتضي الصبر على الأذى في سبيله.
وقفة
[10] ﴿فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ﴾ يدعي أنه مؤمن ثم يضجر في الضراء، ويركب الموجة في السراء.
وقفة
[10] ﴿فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ﴾ من احتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله -كما فعل يوسف وغيره من الأنبياء والصالحين- كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة، وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا، كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا.
اسقاط
[10] اعرض نفسك على هذه الآية لتتحقق من صدق إيمانك: ﴿فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم﴾.
وقفة
[10] ﴿وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ﴾ حيادي، حتى تتمايز الصفوف، فإذا تبين الغالب، تمسح به، تمامًا كما يفعل الأطفال.
عمل
[10] ﴿أَوَ لَيْسَ اللَّـهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾ اقرأها مرات وأنت تستحضر ما تكنه في صدرك.
اسقاط
[10] عندما لا يُدرك أحد حجم توجعك، ولا يعلم أحد قدر خوفك وحُزنك وغصتك؛ ‏ذكر قلبك ورتَل عليه‏: ﴿أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾، وكفى بالله ناصرًا وكفيلًا.

الإعراب :

  • ﴿ وَمِنَ النّاسِ مَنْ:
  • الواو استئنافية. من الناس: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر والجملة الفعلية بعده صلته لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ يَقُولُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة بعده في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ آمَنّا بِاللهِ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل- ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع فاعل. بالله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بآمنا. وجاء الضمير بصيغة الجمع لان «من» مفرد اللفظ‍ مجموع المعنى. والتقدير هنا: ومن الناس الذين يقولون بلسانهم.
  • ﴿ فَإِذا:
  • الفاء استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط‍ خافض لشرطه متعلق بجوابه.
  • ﴿ أُوذِيَ فِي اللهِ:
  • فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بأوذي. بمعنى: اوذي بسبب قوله: آمنا بالله. والجملة الفعلية: في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف «اذا
  • ﴿ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ:
  • الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. جعل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. فتنة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الناس: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى: اذى الناس.
  • ﴿ كَعَذابِ اللهِ:
  • الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان وهو مضاف. عذاب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة. بمعنى: ساوى بين اذى الناس وعذاب الله رغم الفارق الكبير بينهم.
  • ﴿ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ:
  • الواو عاطفة. اللام موطئة للقسم-اللام المؤذنة-. ان: حرف شرط‍ جازم. جاء: فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط‍ في محل جزم بإن. نصر: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة «ان جاء نصر» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ مِنْ رَبِّكَ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بجاء والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. أو يكون الجار والمجرور متعلقا بصفة محذوفة من «نصر».
  • ﴿ لَيَقُولُنَّ:
  • الجملة جواب القسم المحذوف لا محل لها من الاعراب وجواب الشرط‍ محذوف دل عليه جواب القسم. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. يقولن: فعل مضارع مبني على حذف النون لانه من الافعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل ونون التوكيد لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ إِنّا كُنّا مَعَكُمْ:
  • الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به-مقول القول-.ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب اسم «ان».والجملة الفعلية بعدها في محل رفع خبرها. كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».معكم: ظرف مكان متعلق بخبر «كان» وهو مضاف. وقيل هو اسم استعمل ظرفا مضافا دالا على الاجتماع والمصاحبة. ويجوز ان تكون حرف جر فيكون الجار والمجرور متعلقا بخبر «كان» والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين -مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. بمعنى: كنا مناصرين لكم في دينكم.
  • ﴿ أَوَلَيْسَ اللهُ:
  • الهمزة همزة انكار بلفظ‍ استفهام دخلت على الواو لانكار ان تقع شبهة. الواو: عاطفة على فعل مضمر يفيد السياق. ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله: اسمها مرفوع للتعظيم بالضمة.
  • ﴿ بِأَعْلَمَ:
  • الباء حرف جر زائد للتوكيد. اعلم: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه خبر «ليس» وجر لفظا بحرف الجر الزائد وعلامة الجر الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف-التنوين-صيغة تفضيل-أفعل-وبوزن الفعل. بمعنى: أغفل هؤلاء عن أنه سبحانه أعلم بما في صدور العالمين من العالمين بما في صدورهم هم انفسهم من النفاق
  • ﴿ بِما فِي صُدُورِ:
  • جار ومجرور متعلق بأعلم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. في صدور: جار ومجرور متعلق بمضمر تقديره: استقر او هو مستقر في صدور. وجملة «استقر في صدور العالمين» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ الْعالَمِينَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

البقرة: 8﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ
العنكبوت: 10﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللَّهِ﴾ قالَ مُجاهِدٌ: نَزَلَتْ في أُناسٍ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِألْسِنَتِهِمْ، فَإذا أصابَهم بَلاءٌ مِنَ اللَّهِ ومُصِيبَةٌ في أنْفُسِهِمُ افْتُتِنُوا.وقالَ الضَّحّاكُ: نَزَلَتْ في أُناسٍ مِنَ المُنافِقِينَ بِمَكَّةَ كانُوا يُؤْمِنُونَ، فَإذا أُوذُوا رَجَعُوا إلى الشِّرْكِ.وقالَ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: نَزَلَتْ في المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أخْرَجَهُمُ المُشْرِكُونَ إلى بَدْرٍ فارْتَدُّوا، وهُمُ الَّذِينَ نَزَلَتْ فِيهِمْ: ﴿إنَّ الَّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أنفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ أنَّه لا بُدَّ أن يُمتَحَنَ مَنِ ادَّعى الإيمانَ؛ لِيَظهَرَ الصَّادِقُ مِن الكاذِبِ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنَّ مِن النَّاسِ فَريقًا لا صبرَ لهم على المِحَنِ، ولا ثباتَ لهم إذا فُتِنَ، قال تعالى:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [11] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ ..

التفسير :

[11] وليعلمنَّ الله علماً ظاهراً للخلق الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، وليعلمنَّ المنافقين؛ ليميز كل فريق من الآخر.

{ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} أي:فلذلك قَدَّرَ مِحَنًا وابتلاء، ليظهر علمه فيهم، فيجازيهم بما ظهر منهم، لا بما يعلمه بمجرده، لأنهم قد يحتجون على اللّه، أنهم لو ابتُلُوا لَثَبَتُوا.

وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ- تعالى- علما تاما الَّذِينَ آمَنُوا به حق الإيمان وَلَيَعْلَمَنَّ حال المنافقين، علما لا يخفى عليه شيء من حركاتهم وسكناتهم. وسيجازيهم بما يستحقون من عقاب. وأكد- سبحانه- علمه بلام القسم وبنون التوكيد، للرد على دعاوى ضعاف الإيمان بأقوى أسلوب، وأبلغه، حتى يقلعوا عن نفاقهم، ويتبعوا المؤمنين الصادقين في ثباتهم.

وقوله : ( وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين ) أي : وليختبرن الله الناس بالضراء والسراء ، ليتميز هؤلاء من هؤلاء ، ومن يطيع الله في الضراء والسراء ، إنما يطيعه في حظ نفسه ، كما قال تعالى : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) [ محمد : 31 ] ، وقال تعالى بعد وقعة أحد ، التي كان فيها ما كان من الاختبار والامتحان : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) الآية [ آل عمران : 179 ] ، [ والله أعلم ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)

يقول تعالى ذكره: وليعلمنّ الله أولياء الله، وحزبه أهل الإيمان بالله منكم أيها القوم، وليعلمنّ المنافقين منكم حتى يميزوا كلّ فريق منكم من الفريق الآخر، بإظهار الله ذلك منكم بالمحن والابتلاء والاختبار وبمسارعة المسارع منكم إلى الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام، وتثاقل المتثاقل منكم عنها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[11] ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ لا ذكر بينهم للكفار، ليس أخطر من المنافقين بين الصفوف.
وقفة
[11] ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ هذه القضيَّة باختصار.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثالثة.'

المتشابهات :

العنكبوت: 3﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَـ لَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
العنكبوت: 11﴿وَ لَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أنَّه أعلَمُ بما في قُلوبِ العالَمينَ؛ بَيَّنَ هنا أنَّه يَعلَمُ المؤمِنَ المحِقَّ وإن لم يتكَلَّمْ، والمنافِقَ وإن تكَلَّمَ، قال تعالى:
﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [12] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا ..

التفسير :

[12] وقال الذين جحدوا وحدانية الله من قريش، ولم يؤمنوا بوعيد الله ووعده، للذين صدَّقوا الله منهم وعملوا بشرعه:اتركوا دين محمد، واتبعوا ديننا، فإنا نتحمل آثام خطاياكم، وليسوا بحاملين من آثامهم من شيء، إنهم لكاذبون فيما قالوا.

يخبر تعالى عن افتراء الكفار ودعوتهم للمؤمنين إلى دينهم، وفي ضمن ذلك، تحذير المؤمنين من الاغترار بهم والوقوع في مكرهم، فقال:{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا} فاتركوا دينكم أو بعضه واتبعونا في ديننا، فإننا نضمن لكم الأمر{ وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} وهذا الأمر ليس بأيديهم، فلهذا قال:{ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} لا قليل ولا كثير. فهذا التحمل، ولو رضي به صاحبه، فإنه لا يفيد شيئا، فإن الحق للّه، واللّه تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه إلا بأمره وحكمه، وحكمه{ أن لَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}

ولما كان قوله:{ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} قد يتوهم منه أيضا، أن الكفار الداعين إلى كفرهم -ونحوهم ممن دعا إلى باطله- ليس عليهم إلا ذنبهم الذي ارتكبوه، دون الذنب الذي فعله غيرهم، ولو كانوا متسببين فيه، قال:[مخبرا عن هذا الوهم]

ثم حكى- سبحانه- بعد ذلك ما زعمه أئمة الكفر من دعاوى باطلة، ورد عليها فقال:

وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ.

أى: وقال الذين كفروا للذين آمنوا على سبيل التضليل والإغراء: اتبعوا سبيلنا أى طريقنا الذي وجدنا عليه آباءنا، وهو عبادة الأصنام، ولنحمل عنكم خطاياكم يوم القيامة، إن كان هناك بعث وحساب.

واللام في قوله: وَلْنَحْمِلْ لام الأمر، كأنهم آمرين أنفسهم بذلك، ليغروا المؤمنين باتباعهم.

أى: اطمئنوا إلى أننا لن نتخلى عنكم، ولن ننقض عهودنا معكم في حمل خطاياكم لو اتبعتمونا، أو هو أمر في تأويل الشرط والجزاء. أى: إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم.

وقد رد الله- تعالى- زعمهم هذا بقوله: وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ أى: وما هؤلاء الكافرون بحاملين لشيء من خطايا غيرهم التي زعموا حملها يوم القيامة، وإنهم لكاذبون في كل أقوالهم.

ومِنْ الأولى بيانية، والثانية لنفى حمل أى خطايا مهما صغرت. وقد جاء التكذيب لهم بهذا الأسلوب المؤكد، حتى يخرس ألسنتهم، ويمحو كل أثر من أقوالهم من الأذهان.

يقول تعالى مخبرا عن كفار قريش : أنهم قالوا لمن آمن منهم واتبع الهدى : ارجعوا عن دينكم إلى ديننا ، واتبعوا سبيلنا ، ( ولنحمل خطاياكم ) أي : وآثامكم - إن كانت لكم آثام في ذلك - علينا وفي رقابنا ، كما يقول القائل : " افعل هذا وخطيئتك في رقبتي " . قال الله تكذيبا لهم : ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) أي : فيما قالوه : إنهم يحملون عن أولئك خطاياهم ، فإنه لا يحمل أحد وزر أحد ، ( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) [ فاطر : 18 ] ، وقال تعالى : ( ولا يسأل حميم حميما . يبصرونهم ) [ المعارج : 10 ، 11 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12)

يقول تعالى ذكره: وقال الذين كفروا بالله من قريش للذين آمنوا بالله منهم (اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) يقول: قالوا: كونوا على مثل ما نحن عليه من التكذيب بالبعث بعد الممات وجحود الثواب والعقاب على الأعمال (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) يقول: قالوا فإنكم إن اتبعتم سبيلنا في ذلك، فبعثتم من بعد الممات، وجوزيتم على الأعمال، فإنا &; 20-15 &; نتحمل آثام خطاياكم حينئذ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) قال: قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم، يقول: قالوا: لا نبعث نحن ولا أنتم، فاتبعونا إن كان عليكم شيء فهو علينا.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) هم القادة من الكفار، قالوا لمن آمن من الأتباع: اتركوا دين محمد واتبعوا ديننا، وهذا أعني قوله: ( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) وإن كان خرج مخرج الأمر، فإن فيه تأويل الجزاء، ومعناه ما قلت: إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم، كما قال الشاعر:

فَقُلْــت ادْعِــي وأدْع فـإنَّ أنْـدَى

لِصَـــوْتٍ أنْ يُنــادِيَ دَاعيــانِ (2)

يريد: ادعي ولأدع، ومعناه: إن دعوت دعوت.

وقوله: ( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) وهذا تكذيب من الله للمشركين القاتلين للذين آمنوا( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) يقول جلّ ثناؤه: وكذبوا في قيلهم ذلك لهم، ما هم بحاملين من آثام خطاياهم من شيء، إنهم لكاذبون فيما قالوا لهم ووعدوهم، من حمل خطاياهم إن هم اتبعوهم.

---------------------

الهوامش :

(2) البيت لدثار بن شيبان النمري (اللسان: ندى) قال: وفلان أندى صوتًا من فلان: أي أبعد مذهبًا، وأرفع صوتًا. وأنشد الأصمعي لدثار بن شيبان النمري:

تقــول خــليلتي لمــا اشــتكينا

ســيدركنا بنــو القــرم الهجـان

فقلــت ادعــي وأدع فـإن أنـدى

لصـــوت أن ينـــادي داعيــان

وفي فرائد القلائد، وهي شرح الشواهد الصغير للعيني في باب إعراب الفعل، قاله الأعشى أو الحطيئة، فيما زعم ابن يعيش، أو ربيعة، حشم فيما زعم الزمخشري أو دثار بن شيبان النمري، فيما زعم ابن بري. والشاهد في "ادعوا" حيث نصب الواو فيه بتقدير "أن" بعد واو الجمع، أي وأن أدعو. ويروى "وادع" على الأمر، بحذف اللام، إذ أصله: ولأدع. اهـ. وهذا التوجيه الثاني هو توجيه الفراء في معاني القرآن (مصورة الجامعة رقم 14059 ص 244) قال: وقوله (اتبعوا سبيلنا ولنحمل): هو أمر فيه تأويل جزاء، كما أن قوله (ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم) نهى فيه تأويل الجزاء، وهو كثير في كلام العرب. قال الشاعر: "فقلت ادعي وأدع" ... البيت. أراد ادعي ولأدع، فإن أندى، فكأنه قال: إن دعوت دعوت. اهـ. وقد نقله المؤلف بحذافيره.

التدبر :

اسقاط
[12] ﴿وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم﴾ عروض وتضحيات أهل الباطل مغرية ومدهشة، وأهل الحق كيف هُم؟!
وقفة
[12] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ ونرى في المتسمين بالإسلام من يستن بأولئك! فيقول لصاحبه -إذا أراد أن يشجعه على ارتكاب بعض العظائم-: افعل هذا وإثمه في عنقي! وكم من مغرور بمثل هذا الضمان من ضعفة العامة وجهلتهم!

الإعراب :

  • ﴿ وَقالَ الَّذِينَ:
  • الواو استئنافية. قال: فعل ماض مبني على الفتح. الذين:اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
  • ﴿ كَفَرُوا:
  • الجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض مبني على الضم والواو ضمير في محل رفع فاعل والالف فارقة. وبني الفعل على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
  • ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُوا:
  • اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. آمنوا: تعرب اعراب «كفروا».
  • ﴿ اتَّبِعُوا سَبِيلَنا:
  • الجملة في محل نصب مفعول به-مقول القول-.اتبعوا:فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. سبيل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَلْنَحْمِلْ:
  • الواو عاطفة. اللام لام الامر. نحمل: فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. اي امروهم باتباع طريقتهم التي كانوا عليها في دينهم وامروا أنفسهم بحمل ذنوبهم يوم القيامة فعطف الامر على الامر وارادوا ليجتمع هذان الامران في الحصول ان تتبعوا سبيلنا وان تحمل خطاياكم. والمعنى تعليق الحمل بالاتباع اي جواب الطلب-الامر-بتقدير ان تتبعوا طريقتنا حملنا عنكم ذنوبكم.
  • ﴿ خَطاياكُمْ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الالف للتعذر والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور
  • ﴿ وَما هُمْ بِحامِلِينَ:
  • الواو استئنافية. ما: نافية بمنزلة «ليس» في لغة الحجاز ونافية لا عمل لها بلغة تميم. هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين- في محل رفع اسم «ما» على اللغة الاولى ومبتدأ على اللغة الثانية. بحاملين: الباء حرف جر زائد. حاملين: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على اللغة الاولى مرفوع محلا لانه خبر «هم» على اللغة الثانية وعلامة جر الاسم لفظا الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في المفرد.
  • ﴿ مِنْ خَطاياهُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بحاملين وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الالف للتعذر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى: وما هم بحاملين عنهم من خطاياهم اي ذنوبهم.
  • ﴿ مِنْ شَيْءٍ:
  • من حرف جر زائد. شيء: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه مفعول به لاسم الفاعل «حاملين».
  • ﴿ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» بمعنى وانهم لكاذبون اي بدل من جملة ما هُمْ بِحامِلِينَ». لكاذبون: اللام لام التوكيد-المزحلقة-.كاذبون:خبر «ان» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

مريم: 73﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا
العنكبوت: 12﴿وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ
يس: 48﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ
الأحقاف: 11﴿وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ أنَّه يَعلَمُ المؤمِنَ، ويَعلَمُ المنافِقَ؛ ذكَرَ هنا أنَّه يَعلَمُ أساليب الكفار لفتنة المؤمنين عن دينِهم، ويحذر المؤمنين من الاغترار بهم والوقوع في مكرهم، قال تعالى:
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

خطاياهم:
1- على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- خطيئتهم، على التوحيد، وهى قراءة داود بن أبى هند.

مدارسة الآية : [13] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ..

التفسير :

[13] وليحملَنَّ هؤلاء المشركون أوزار أنفسهم وآثامها، وأوزار مَن أضلوا وصدُّوا عن سبيل الله مع أوزارهم، دون أن ينقص من أوزار تابعيهم شيء، وليُسألُنَّ يوم القيامة عما كانوا يختلقونه من الأكاذيب.

{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} أي:أثقال ذنوبهم التي عملوها{ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} وهي الذنوب التي بسببهم ومن جرائهم، فالذنب الذي فعله التابع [لكل من التابع]، والمتبوع حصته منه، هذا لأنه فعله وباشره، والمتبوع [لأنه] تسبب في فعله ودعا إليه، كما أن الحسنة إذا فعلها التابع له أجرها بالمباشرة، وللداعي أجره بالتسبب.{ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} من الشر وتزيينه، [وقولهم]{ وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ}

ثم بين- سبحانه- أن الأمر على عكس ما زعموه فقال: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ. أى: ليس الأمر- كما- زعموا من أنهم يحملون خطايا المؤمنين، بل الحق أن أئمة الكفر هؤلاء سيحملون خطاياهم كاملة غير منقوصة، وسيحملون فوقها خطايا أخرى، هي خطايا تسببهم في إضلال غيرهم، وصرفه عن الطريق الحق.

وعبر عن الخطايا بالأثقال، للإشعار بغاية ثقلها، وفداحة حملها، وعظم العذاب الذي يترتب عليها.

وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ سؤال تأنيب وتوبيخ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ أى: عما كانوا يختلقونه في الدنيا من أكاذيب، وأباطيل، أدت بهم إلى سوء المصير.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ، أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ .

قال الإمام ابن كثير: وفي الصحيح: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم، مثل آثام من اتبعه إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من آثامهم شيئا»

وبعد هذا الحديث عن انواع الناس، وعن اقوال المشركين الفاسدة، وعن سوء عاقبتهم، ساق- سبحانه- جانبا من قصة نوح وإبراهيم- عليهما السلام- فقال- تعالى-:

وقوله : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) : إخبار عن الدعاة إلى الكفر والضلالة ، أنهم يوم القيامة يحملون أوزار أنفسهم ، وأوزارا أخر بسبب من أضلوا من الناس ، من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيئا ، كما قال تعالى : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ) [ النحل : 25 ] .

وفي الصحيح : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه إلى يوم القيامة ، من غير أن ينقص من آثامهم شيئا " وفي الصحيح : " ما قتلت نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ; لأنه أول من سن القتل " .

وقوله : ( وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) أي : يكذبون ويختلقون من البهتان .

وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثا فقال : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا صدقة ، حدثنا عثمان بن حفص بن أبي العالية ، حدثني سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغ ما أرسل به ، ثم قال : " إياكم والظلم ، فإن الله يعزم يوم القيامة فيقول : وعزتي لا يجوزني اليوم ظلم ! ثم ينادي مناد فيقول : أين فلان ابن فلان ؟ فيأتي يتبعه من الحسنات أمثال الجبال ، فيشخص الناس إليها أبصارهم حتى يقوم بين يدي الله الرحمن عز وجل ثم يأمر المنادي فينادي من كانت له تباعة - أو : ظلامة - عند فلان ابن فلان ، فهلم . فيقبلون حتى يجتمعوا قياما بين يدي الرحمن ، فيقول الرحمن : اقضوا عن عبدي . فيقولون : كيف نقضي عنه ؟ فيقول لهم : خذوا لهم من حسناته . فلا يزالون يأخذون منها حتى لا يبقى له حسنة ، وقد بقي من أصحاب الظلامات ، فيقول : اقضوا عن عبدي . فيقولون : لم يبق له حسنة . فيقول : خذوا من سيئاتهم فاحملوها عليه " . ثم نزع النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية الكريمة : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) .

وهذا الحديث له شاهد في الصحيح من غير هذا الوجه .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا أبو بشر الحذاء ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه ، قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا معاذ ، إن المؤمن يسأل يوم القيامة عن جميع سعيه ، حتى عن كحل عينيه ، وعن فتات الطينة بإصبعيه ، فلا ألفينك تأتي يوم القيامة وأحد أسعد بما آتاك الله منك " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)

يقول تعالى ذكره: وليحملنّ هؤلاء المشركون بالله القائلون للذين آمنوا به اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم أوزار أنفسهم وآثامها، وأوزار من أضلوا وصدّوا عن سبيل الله مع أوزارهم، وليسألن يوم القيامة عما كانوا يكذّبونهم في الدنيا بوعدهم إياهم الأباطيل، وقيلهم لهم: اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم فيفترون الكذب بذلك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ ) أي أوزارهم ( وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ) يقول: أوزار من أضلوا.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ) . وقرأ قوله: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ قال: فهذا قوله: ( وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ).

التدبر :

وقفة
[13] ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ إخبار عن الدعاة إلى الكفر والضلالة؛ أنهم يحملون يوم القيامة أوزار أنفسهم، وأوزارًا بسبب ما أضلوا الناس، من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيئًا.
وقفة
[13] ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ فالذنب الذي فعله التابع لكلٍّ من التابع والمتبوع حصته منه؛ هذا لأنه فعله وباشره، والمتبوع لأنه تسبب في فعله ودعا إليه، كما أن الحسنة إذا فعلها التابع له أجرها بالمباشرة، وللداعي أجره بالتسبب.
وقفة
[13] ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ من الناس من يحمل أوزاره وأوزار غيره, إن حملت أوزراك قعدت على الأرض, فإن حملت أوزار غيرك فقد خسف بك.
وقفة
[13] ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ القاعدة المطردة ألا تزر وازرة وزر أخرى إلا هنا، فتضاف إليهم أثقال أخرى، ربما لم يعرفوا شيئًا عنها، وكأنهم نسوا أو تناسوا ما خاطبوا به غيرهم: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [العنكبوت: 12].
عمل
[13] ﴿وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم﴾ إذا وقعت في الخطيئة فتجنّب الثقل الزائد بأن لا تكون رسولًا لها.
عمل
[13] إذا ابتليت بمعصية فاحذر من دعوة غيرك إليها؛ خشية أن ينالك وزر من شاركك فيها ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾.
وقفة
[13] قوله تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ بيان لما يستتبعه قولهم ذلك في الآخرة من المضرة لأنفسهم بعد بيان عدم منفعته لمخاطبيهم أصلًا، والتعبير عن الخطايا بالأثقال للإيذان بغاية ثقلها وكونها فادحة.
وقفة
[13] ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ تأمل في هذا الموقف العجيب والمشهد الرهيب، مشهد الإنسان الذي أنهكت كاهله الأثقال والأحمال، حتى غدا عاجزًا عن النهوض، ورغم ذلك يطلب أحمالًا وأثقالًا من الناس فوق ما يحمل، هذا المنظر هو صورة أولئك الذي أضلوا الناس، ولم يكتفوا بأوزارهم وهم يأتون يوم القيامة وقد حملوا أوزارهم وأوزارًا مثل أوزارهم، مع أن أوزار الواحد منهم تنوء عن حمله الجبال، فكيف به وقد حمل أوزار من أضلَّهم؟! فلتكن خفيف الحمل يوم القيامة حتى تجتاز الصراط وأنت فرِحٌ مسرور.
وقفة
[13] ﴿وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ للبعضِ حسناتٌ جاريةٌ، وللبعضِ سيئاتٌ جاريةٌ.
وقفة
[13] ﴿وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً؛ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» [مسلم 1017].

الإعراب :

  • ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ:
  • الواو استئنافية. اللام لام التوكيد. يحملن: فعل مضارع مبني على حذف النون لانه من الافعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل وبقيت الضمة دالة عليها. ونون التوكيد لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ أَثْقالَهُمْ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى: وليحمل هؤلاء الكفار أثقال أنفسهم أي ما ارتكبوه من الآثام.
  • ﴿ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ:
  • الواو عاطفة. أثقالا: معطوفة على «أثقالهم» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. أي أثقالا اخرى غير الخطايا التي ضمنوا للمؤمنين حملها وهي أثقال الذين كانوا سببا في ضلالهم أي وأثقال ما ارتكبه من قلدوهم. مع: ظرف مكان منصوب متعلق بصفة مضمرة لأثقالا أي اثقالا اخرى غير اثقالهم وهو مضاف. أثقال: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَلَيُسْئَلُنَّ:
  • معطوفة بالواو على «ليحملن» وتعرب اعرابها وواو الجماعة المحذوفة في محل رفع نائب فاعل.
  • ﴿ يَوْمَ الْقِيامَةِ:
  • يوم: مفعول فيه-ظرف زمان-منصوب على الظرفية متعلق بيسألن وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ عَمّا كانُوا:
  • جار ومجرور متعلق بيسألنّ واصله: من حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها والالف فارقة.
  • ﴿ يَفْتَرُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية كانُوا يَفْتَرُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: عما كانوا يفترونه اي يختلقونه من الأكاذيب والأباطيل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ولَمَّا كان قولُه تعالى: ﴿إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ قد يُوهِمُ أنَّ الدُّعاةَ لن يَحمِلوا شيئًا مِن أوزارِ المَدْعُوِّينَ؛ أكَّدَ اللهُ هنا أنَّهم غيرُ ناجِينَ مِن حملِ تَبِعاتٍ لأقوامٍ آخَرينَ، وهم الأقوامُ الَّذين أضَلُّوهم، وسَوَّلوا لهم الشِّركَ والبُهتانَ، قال تعالى:
﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [14] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ ..

التفسير :

[14] ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك، فلم يستجيبوا له، فأهلكهم الله بالطوفان، وهم ظالمون لأنفسهم بكفرهم وطغيانهم.

يخبر تعالى عن حكمه وحكمته في عقوبةالأمم المكذبة، وأن اللّه أرسل عبده ورسوله نوحا عليه الصلاة السلام إلى قومه، يدعوهم إلى التوحيد وإفراد اللّه بالعبادة، والنهي عن الأنداد والأصنام،{ فَلَبِثَ فِيهِمْ} نبيا داعيا{ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} وهو لا يَنِي بدعوتهم، ولا يفتر في نصحهم، يدعوهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا، فلم يرشدوا ولم يهتدوا، بل استمروا على كفرهم وطغيانهم، حتى دعا عليهم نبيهم نوح عليه الصلاة والسلام، مع شدة صبره وحلمه واحتماله، فقال:{ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}{ فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ} أي:الماء الذي نزل من السماء بكثرة، ونبع من الأرض بشدة{ وَهُمْ ظَالِمُونَ} مستحقون للعذاب.

قال الآلوسى: قوله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ. شروع في بيان افتتان الأنبياء- عليهم السلام- بأذية أممهم، إثر بيان افتتان المؤمنين بأذية الكفار تأكيدا للإنكار على الذين يحسبون أن يتركوا بمجرد الإيمان بلا ابتلاء، وحثا لهم على الصبر، فإن الأنبياء- عليهم السلام- حيث ابتلوا بما أصابهم من جهة أممهم من فنون المكاره وصبروا عليها، فلأن يصبر هؤلاء المؤمنون أولى وأحرى ... » .

و «نوح» - عليه السلام- ينتهى نسبه إلى شيث بن آدم، وقد ذكر نوح في القرآن في ثلاث وأربعين موضعا، وجاءت قصته مع قومه بصورة فيها شيء من التفصيل، في سور: هود والأعراف، والمؤمنون، ونوح.

وقوم الرجل: أقر باؤه الذين يجتمعون معه في جد واحد. وقد يقيم الرجل بين الأجانب فيسميهم قومه مجازا للمجاورة.

كان قوم نوح يعبدون الأصنام، فأرسل الله- تعالى- إليهم نبيهم نوحا، ليدلهم على طريق الحق والرشاد.

والمعنى: ولقد أرسلنا نبينا نوحا- عليه السلام- إلى قومه، لكي يأمرهم بإخلاص العبادة لنا، وينهاهم عن عبادة غيرنا فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً يدعوهم إلى الدين الحق، ليلا ونهارا، وسرا وعلانية.

قالوا: بعث الله نوحا وهو في سن الأربعين من عمره، ولبث يدعو قومه إلى عبادة الله- تعالى- وحده، ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان ستين سنة، فيكون عمره كله ألف سنة وخمسين سنة.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: فلم جاء المميز أولا بالسنة، وثانيا بالعام؟ قلت: لأن تكرير اللفظ الواحد، حقيق بالاجتناب في البلاغة، إلا إذا وقع ذلك لأجل غرض يبتغيه المتكلم من تفخيم أو تهويل أو تنويه أو نحو ذلك» .

والمقصود بذكر هذه المدة الطويلة التي قضاها نوح- عليه السلام- مع قومه، تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيته، فكأن الله- تعالى- يقول له: يا محمد لقد لبث أخوك نوح تلك المدة الطويلة، ومع ذلك لم يؤمن معه إلا قليل، فعليك أن تقتدى به في صبره، وفي مطاولته لقومه.

وقوله- سبحانه- فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ بيان لسوء عاقبة المكذبين لنوح- عليه السلام- بعد أن مكث فيهم تلك المدة الطويلة.

والطوفان: قد يطلق على كل ما يطوف بالشيء على كثرة وشدة من السيل والريح والظلام، وقد غلب إطلاقه على طوفان الماء، وهو المراد هنا.

أى مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى إخلاص العبادة لله- تعالى- ولكنهم كذبوه، فأخذهم الطوفان، والحال أنهم كانوا مستمرين على الظلم والكفر، دون أن تؤثر فيهم مواعظ نبيهم ونذره.

هذه تسلية من الله تعالى لعبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه ، يخبره عن نوح عليه السلام : أنه مكث في قومه هذه المدة يدعوهم إلى الله ليلا ونهارا ، وسرا ، وجهارا ، ومع هذا ما زادهم ذلك إلا فرارا عن الحق ، وإعراضا عنه وتكذيبا له ، وما آمن معه منهم إلا قليل ; ولهذا قال : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ) أي : بعد هذه المدة الطويلة ما نجع فيهم البلاغ والإنذار ، فأنت - يا محمد - لا تأسف على من كفر بك من قومك ، ولا تحزن عليهم ; فإن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وبيده الأمر وإليه ترجع الأمور ، ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون . ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] ، واعلم أن الله سيظهرك وينصرك ويؤيدك ، ويذل عدوك ، ويكبتهم ويجعلهم أسفل السافلين .

قال حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن ماهك ، عن ابن عباس قال : بعث نوح وهو لأربعين سنة ، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، وعاش بعد الطوفان ستين عاما ، حتى كثر الناس وفشوا .

وقال قتادة : يقال إن عمره كله [ كان ] ألف سنة إلا خمسين عاما ، لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلثمائة سنة ، ودعاهم ثلثمائة ، ولبث بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة .

وهذا قول غريب ، وظاهر السياق من الآية أنه مكث في قومه يدعوهم إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما .

وقال عون بن أبي شداد : إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلثمائة سنة ، فدعاهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عاش بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة .

وهذا أيضا غريب ، رواه ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وقول ابن عباس أقرب ، والله أعلم .

وقال الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد قال : قال لي ابن عمر : كم لبث نوح في قومه ؟ قال : قلت ألف سنة إلا خمسين عاما . قال : فإن الناس لم يزالوا في نقصان من أعمارهم وأحلامهم وأخلاقهم إلى يومك هذا .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)

وهذا وعيد من الله تعالى ذكره هؤلاء المشركين من قريش، القائلين للذين آمنوا: اتبعوا سبيلَنا، ولنحمل خطاياكم، يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا يحزننك يا محمد ما تلقى من هؤلاء المشركين أنت وأصحابك من الأذى، فإني وإن أمليت لهم فأطلت إملاءهم، فإن مصير أمرهم إلى البوار، ومصير أمرك وأمر أصحابك إلى العلوّ والظفر بهم، والنجاة مما يحلّ بهم من العقاب، كفعلنا ذلك بنوح، إذ أرسلناه إلى قومه، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى التوحيد، وفراق الآلهة والأوثان، فلم يزدهم ذلك من دعائه إياهم إلى الله من الإقبال إليه، وقبول ما أتاهم به من النصيحة من عند الله إلا فرارا.

وذُكر أنه أُرسل إلى قومه وهو ابن ثلاث مئة وخمسين سنة.

كما حدثنا نصر بن عليّ الْجَهْضَمِيّ، قال: ثنا نوح بن قيس، قال: ثنا عون بن أبي شداد، قال: إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مئة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مئة سنة، فأخذهم الطوفان، يقول تعالى ذكره: فأهلكهم الماء الكثير، وكلّ ماء كثير فاش طامٌّ؛ فهو عند العرب طوفان، سيلا كان أو غيره، وكذلك الموت إذا كان فاشيا كثيرا، فهو أيضا عندهم طوفان؛ ومنه قول الراجز:

أَفْنَاهُـْم طُوفان مَوْتٍ جارِفِ (3)

وبنحو قولنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ ) قال: هو الماء الذي أرسل عليهم.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: الطوفان: الغرق.

وقوله: (وَهُمْ ظالِمُونَ) يقول: وهم ظالمون أنفسهم بكفرهم.

--------------------------

الهوامش:

(3) هذا بيت من مشطور الرجز، وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 184 - أ) قال: الطوفان: مجازه كل ماء طام فاش، من سبيل كان أم من غيره وهو كذلك من الموت إذا كان جارفًا فاشيًا كثيرًا. قال: "أفناهم الطوفان ..." البيت. ونقله المؤلف بحروفه. وفي (اللسان: طوف): والطوفان الماء الذي يغشى كل مكان. وقيل: الطوفان من كل شيء: ما كان كثيرًا محيطًا مطيفًا بالجماعة كلها، كالغرق الذي يشتمل على المدن الكثيرة؛ والقتل الذريع والموت الجارف، يقال له: طوفان. وبذك كله فسر قوله تعالى: (فأخذهم الطوفان وهم ظالمون)

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[14] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاما﴾ إن قلتَ: ما فائدةُ العدولِ إلى ما قاله، عن تسعمائة وخمسين، مع أنه عادةُ الحساب؟ قلتُ: فائدتُه تسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم، إذِ القصة مسوقةٌ لتسليته بما ابتلي به نوح عليه الصلاة والسلام، من مكابدة أمته في أطول المُدَد، فكان ذلك أقصى العقود، التي لا عقد أكثر منه في مراتب العدد، أفخر وأفضى إلى المقصود، وهو استطالة التَّسامعِ مدَّةَ صبره، وفيه فائدةٌ أخرى، وهي نفيُ توهُّم إرادة المجاز، بإِطلاقِ لفظ تسع المائة والخمسين على أكثرها، فإِن هذا التوهم مع ذكر الألف والاستثناء منتفٍ أو أبعد، وجاء المميَّز الأول بلفظ (السنةِ) والثاني بلفظ (العَام) لكراهة التكرار.
وقفة
[14] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ لم يجالد أحد الكافرين ويخبرهم مثل نوح عليه السلام, ومع هذا وبعد خبرة تسعمائة وخمسين سنة يقول: ﴿رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾، فإن لم يؤمنوا فلا يأتي منهم إلا كل شر.
وقفة
[14] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ والنكتة في اختيار السنة: أولًا أنها تطلق على الشدة والجدب بخلاف العام، فناسب اختيار السنة لزمان الدعوة الذي قاسى عليه السلام فيه ما قاسى من قومه.
وقفة
[14] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ فأنت يا محمد، لا تأسف على من كفر بك من قومك، ولا تحزن عليهم؛ فإن الله يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وبيده الأمر، وإليه ترجع الأمور.
وقفة
[14] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ الاقتـداء بالأنبيـاء عليهـم السلام فـي صبرهم ومـا بذلوه للدعـوة.
وقفة
[14] ﴿وَلَقَد أَرسَلنا نوحًا إِلى قَومِهِ فَلَبِثَ فيهِم أَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسينَ عامًا فَأَخَذَهُمُ الطّوفانُ وَهُم ظالِمونَ﴾ لماذا ذكرت سنة وعام؟ الجواب: كل لفظة ذكرت في القرآن لحكمة، فقيل: هذا من بلاغة القرآن في التنوع اللفظي، وقيل: أنّ السَّنة عند العرب تُطلق على السّنوات الصعبة التي مرَّت بالجدب والشدَّة، وهذا يناسب حال نوح عليه السّلام؛ إذ كانت دعوته لقومه شاقة بعكس الأيام التي تلت الطُّوفان.
عمل
[14] انصح زميلك ألا يرسل رسالة محرمة عبر الهاتف الجوال؛ فإن عليه إثم كل من تأثر بها أو نشرها ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾.
وقفة
[14] الاقتـداءُ بالأنبيـاءِ فـي صَبرهِم ومـا بذلوه للدَّعـوة ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾.
وقفة
[14] ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ (العام) يطلق على الخصب والخير، و(السنة) تطلق على الشدة والقحط.
وقفة
[14] ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ ذكر الله الزمن في فضائل نوح عليه السلام ليست العبرة كم آمن من قومه، العبرة كم ظل نبي الله صامدًا.
عمل
[14] ﴿فَلَبِثَ فيهِم أَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسينَ عامًا﴾ لا تبتئس أيها الداعى إلى الله إن استغرقت شهورًا تدعو وما من مجيب، فنوح عليه السلام قارب الألف سنه ولم يؤمن له إلا قليل.
اسقاط
[14] ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ 950 سنة من الحوار، فما نصيبك منه؟
وقفة
[14] ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ الداعية حقًّا لا يصده طول الزمان ولا بعد المكان، نوح لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، والهدهد قطع ٨٠٠٠ كيلو ليبلغ الدعوة لسبأ.
وقفة
[14] ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ على قدر الصبر يكون الفرج.
تفاعل
[14] ﴿فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً:
  • الواو عاطفة. اللام للابتداء والتوكيد. قد:حرف تحقيق. أرسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. نوحا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وانصرف رغم عجمته لخفته ولان اوسطه ساكن.
  • ﴿ إِلى قَوْمِهِ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلنا والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب- في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَلَبِثَ فِيهِمْ:
  • الفاء عاطفة. لبث: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في: حرف جر. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بفي. والجار المجرور متعلق بلبث بمعنى فمكث.
  • ﴿ أَلْفَ سَنَةٍ:
  • ظرف زمان-مفعول فيه-متعلق بلبث منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. سنة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
  • ﴿ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً:
  • إلا: أداة استثناء. خمسين: مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم. عاما: تمييز منصوب بالفتحة. وقد خولف بين اللفظين فذكر في الاول سنة وفي الثاني عام تجنبا للتكرار، لان تكرير اللفظ‍ الواحد في الكلام الواحد جدير بالاجتناب في علم البلاغة الا اذا وقع لقصد التفخيم او التعظيم.
  • ﴿ فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ:
  • الفاء سببية والسبب محذوف بمعنى: فمكث فيهم يدعوهم الى الحق فلم ينصاعوا له وكذبوه فأغرقهم الطوفان اي فأرسل الله عليهم الطوفان فأغرقهم. أخذ: فعل ماض مبني على الفتح. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الطوفان: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَهُمْ ظالِمُونَ:
  • الواو حالية. والجملة الاسمية بعده في محل نصب حال.هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين-في محل رفع مبتدأ. ظالمون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. وهو اسم فاعل حذف مفعوله بمعنى: وهم ظالمون انفسهم.'

المتشابهات :

الأعراف: 59﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
هود: 25﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٌ
المؤمنون: 23﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
العنكبوت: 14﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمۡ أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامٗا
الحديد: 26﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبۡرَٰهِيمَ وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     ولَمَّا كان السِّياقُ للبَلاءِ والامتِحانِ؛ ذَكَرَ اللهُ هنا مِنَ الرُّسُلِ الكِرامِ مَن طال صَبرُه على البلاءِ؛ تسليةً لِرَسولِه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وتهديدًا لِقُريشٍ: القِصَّةُ الأولى: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام لمَّا مكثَ معَ قومِه 950 سنةً يدعوهم إلى اللهِ، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف