44228293031323334353637383940

الإحصائيات

سورة يس
ترتيب المصحف36ترتيب النزول41
التصنيفمكيّةعدد الصفحات5.80
عدد الآيات83عدد الأجزاء0.30
عدد الأحزاب0.60عدد الأرباع2.30
ترتيب الطول38تبدأ في الجزء22
تنتهي في الجزء23عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 19/29يس: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (28) الى الآية رقم (32) عدد الآيات (5)

هلاكُ الذينَ كَذَّبُوا المرسلينَ بصيحةٍ واحدةٍ، وبيانُ سنَّةِ اللهِ في أمثالِهم، ثُمَّ إحضارُ جميعِ الأممِ يومَ القيامةِ للحسابِ والجزاءِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (33) الى الآية رقم (40) عدد الآيات (8)

بعدَ أن ذكرَ اللهُ إحضارَ جميعِ الأممِ للحسابِ والجزاءِ ذكرَ ما يدلُّ على إمكانِ البعثِ بإنباتِ النَّباتِ من الأرضِ الجدباءِ بالمطرِ، ثُمَّ ذكرَ أدلَّةً على قدرتِه: تعاقبُ الليلِ والنَّهارِ، ودورانُ الشمسِ والقمرِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة يس

الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات/ قدرة الله على البعث

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • لماذا الاستمرار في الدعوة إلى الله؟:   لماذا يبقى المرء مصرًا على الدعوة إلى الله سواء اهتدى الناس أم لم يهتدوا: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ... لِتُنْذِرَ قَوْمًا ...﴾ (1-6)؟ لأن الدعوة إلى الله عبادة لله، وأنت تتقرب إلى الله بهذه العبادة سواء أرأيت النتائج أمامك أم لم ترها. عليك أن تستمر في الدعوة إلى الله؛ لأن الناس مهما كانوا بعيدين عن الحق فقد تكون قلوبهم حيّة، وقد يستجيبون للدعوة في وقت ما، فعلينا ألّا نفقد الأمل من دعوتهم.وتخبر السورة أن المهمة ليست يسيرة، بل صعبة: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ (6).
  • • نموذج رائع للاستمرار في الدعوة رغم الصعوبات::   نرى في هذه السورة القصة الشهيرة، قصة القرية التي أرسل الله لها ثلاثة من المرسلين: ﴿وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلًا أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ﴾ (13–14)، رغم أنه قد أرسل إليها ثلاثة أنبياء، لكن هناك رجلًا أحس بمسؤوليته عن هذا الدين وكان موقفه رائعًا: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ * ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (20–22)، إنها قصة رجل لم يقف مكتوف اليدين دون أن يدعو إلى الله، بحجة وجود الأنبياء في هذه القرية، لكنه أصر على الاستمرار في دعوة قومه رغم أنهم لم يستجيبوا للأنبياء الذين هم أفضل منه بكثير، وهكذا نرى أن هذه القصة تصب في محور السورة مباشرة: إياك واليأس من دعوة الناس إلى الله.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «يس».
  • • معنى الاسم ::   حرفان من حروف هجائية أو مقطعة، ابتدأت بها 29 سورة من سور القرآن، وتنطق (يا سين).
  • • سبب التسمية ::   لأن ‏الله ‏افتتح ‏السورة ‏الكريمة ‏بهما، وقد انفردت السورة بافتتاحها بهذين الحرفين‏‏.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   1. «قَلْبُ القُرآن» وجاء هذا الوصف للسورة في حديث، ولكنه ضعيف. 2. «سورة حبيب النجار»؛ لأنها اشتملت على قصته، وإن كان لم يثبت في حديث صحيح أن الرجل المقصود في الآية: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ ...﴾ (20) أن اسمه حبيب النجار، وإنما اشتهر ذلك عند بعض المفسرين.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات.
  • • علمتني السورة ::   أن التذكير والإنذار ينفع الذين اتبعوا القرآن وخافوا من الله تعالى في الغيب: ﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن أذهب إلى مجموعة من الغافلين عن الصلاة، وأنصحهم بأدائها: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾
  • • علمتني السورة ::   لا تَدَعْ الحقَّ من أجل الاستهزاء به؛ لأنَّ أهلَ الباطلِ لا يزالون يستهزئون بالحقِّ وقائلِه: ﴿إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بـ: (يس)».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة يس من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • اشتهر في كتب السيرة أن الكفار لما أحاطوا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ليقتلوه، خرج عليهم صلى الله عليه وسلم وفي يده حفنة من التراب، وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو صدر سورة يس إلى قوله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (9).
    • يذكر العوام أن «يس» و«طه» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح
    • قال الشيخ ابن باز رحمه الله: وليس «طه» و«يس» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في أصح قولي العلماء، بل هما من الحروف المقطعة في أوائل السور؛ مثل «ص» و«ق» و«ن» ونحوها.
    • ذهب جمهور العلماء (منهم: الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى استحباب قراءة سورة يس عند المحتضر, واستدلوا على ذلك ببعض الأدلة: منها: عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ».
    • وسئل ابن عثيمين: هل قراءة سورة (يس) عند المحتضر ثابتة في السنة أم لا؟ فأجاب: قراءة (يس) عند المحتضر سنة عند كثير من العلماء, لقوله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ»، لكن هذا الحديث تكلم فيه بعضهم وضعفه، فعند من صححه تكون قراءة هذه السورة سنة، وعند من ضعفه لا تكون سنة، والله أعلم.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستمر في الدعوة الله؛ حتى لو كان ظاهر الناس لا يبشّر بالخير.
    • أن نتق الله تعالى في السر والعلن؛ فجميع أعمالنا محصاة علينا: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾ (12).
    • أن نفكر في مخلوقات الله تعالى، في الأرض وثمارها، وفي السماء وكواكبها: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ (33).
    • أن نكثر من شكر الله تعالى على نعمه وفضله: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ ...﴾ (34، 35).
    • أن نتأمَّل لو لم توجدْ وسائلُ النَّقلِ الحديثةِ! ثم نشكر اللهَ على تسخيرِها لنا: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾ (41، 42).
    • أن ننفق في سبيل الله تعالى ولا نبخل: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (47).
    • أن ننتبه، فجميع أعمالنا محصاة علينا من خير وشر: ﴿فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (54).
    • أن نحذر من اتباع خطوات الشيطان، ونستعذ بالله منه: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ (60).
    • أن نتبع صراط الله المستقيم؛ وهو: عبادة الله وحده لا شريك له: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ (61).
    • أن نحذر من أقرب الشهود علينا: اليدان والرجلان: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (65).

تمرين حفظ الصفحة : 442

442

مدارسة الآية : [28] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن ..

التفسير :

[28] وما احتاج الأمر إلى إنزال جند من السماء لعذابهم بعد قتلهم الرجل الناصح لهم وتكذيبهم رسلهم، فهم أضعف من ذلك وأهون، وما كنا منزلين الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم، بل نبعث عليهم عذاباً يدمِّرهم.

قال اللّه في عقوبة قومه:[{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ] مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ} أي:ما احتجنا أن نتكلف في عقوبتهم، فننزل جندا من السماء لإتلافهم،{ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ} لعدم الحاجة إلى ذلك، وعظمة اقتدار اللّه تعالى، وشدة ضعف بني آدم، وأنهم أدنى شيء يصيبهم من عذاب اللّه يكفيهم

ثم بين- سبحانه- ما نزل بأصحاب القرية من عذاب أهلكهم فقال: وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ: أى: من بعد موته.

مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ لأنهم كانوا أحقر وأهون من أن نفعل معهم ذلك.

وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ أى: وما صح وما استقام في حكمتنا أن ننزل عليهم جندا من السماء، لهوان شأنهم، وهوان قدرهم.

وقوله : ( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ) : يخبر تعالى أنه انتقم من قومه بعد قتلهم إياه ، غضبا منه تعالى عليهم ; لأنهم كذبوا رسله ، وقتلوا وليه . ويذكر تعالى : أنه ما أنزل عليهم ، وما احتاج في إهلاكه إياهم إلى إنزال جند من الملائكة عليهم ، بل الأمر كان أيسر من ذلك . قاله ابن مسعود ، فيما رواه ابن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عنه أنه قال في قوله : ( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ) أي : ما كاثرناهم بالجموع الأمر كان أيسر علينا من ذلك ،

القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28)

يقول تعالى ذكره: وما أنـزلنا على قوم هذا المؤمن الذي قتله قومه لدعائه إياهم إلى الله ونصيحته لهم ( مِنْ بَعْدِهِ) يعني: من بعد مهلكه ( مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ ).

واختلف أهل التأويل في معنى الجند الذي أخبر الله أنه لم ينـزل إلى قوم هذا المؤمن بعد قتلهموه فقال بعضهم: عُنِي بذلك أنه لم ينـزل الله بعد ذلك إليهم رسالة، ولا بعث إليهم نبيًّا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ ) قال: رسالة .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حَكَّام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بَزَّة عن مجاهد، مثله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَمَا أَنـزلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنـزلِينَ ) قال: فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله ( إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ).

وقال آخرون: بل عني بذلك أن الله تعالى ذكره لم يبعث لهم جنودًا يقاتلهم بها، ولكنه أهلكهم بصيحة واحدة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، أن عبد الله بن مسعود، قال: غضب الله له، يعني لهذا المؤمن، &; 20-511 &; لاستضعافهم إياه غضبةً لم تبق من القوم شيئًا، فعجَّل لهم النقمة بما استحلوا منه، وقال: ( وَمَا أَنـزلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنـزلِينَ ) يقول: ما كاثرناهم بالجموع أي الأمر أيسر علينا من ذلك ( إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) فأهلك الله ذلك الملك وأهل أنطاكية، فبادوا عن وجه الأرض، فلم تبق منهم باقية .

وهذا القول الثاني أولى القولين بتأويل الآية، وذلك أن الرسالة لا يقال لها جند إلا أن يكون أراد مجاهد بذلك الرُّسُل، فيكون وجهًا، وإن كان أيضًا من المفهوم بظاهر الآية بعيدًا، وذلك أن الرسل من بني آدم لا ينـزلون من السماء والخبر في ظاهر هذه الآية عن أنه لم ينـزل من السماء بعد مَهْلِك هذا المؤمن على قومه جندًا وذلك بالملائكة أشبه منه ببني آدم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[28] ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ﴾ المعنى أن الله أهلكهم بصيحة صاحها جبريل، ولم يحتج في تعذيبهم إلى إنزال جند من السماء؛ لأنهم أهون من ذلك.
وقفة
[28] ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ﴾ ما الحاجة في إهلاك هؤلاء إلى إنزال ملائكة إن كان الأمر ينقضي بصيحة! الملائكة من جند الله، تأتمر بأمره، تعج بهم أرجاء السماء، وينفذون ما أمر الله به في الأرض.
وقفة
[28] ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ﴾ قال الزمخشري: «فإن قلت: فلم أنزل الجنود من السماء يوم بدر والخندق؟ قلتُ: إنما كان يكفي ملك واحد، فقد أهلكت مدائن قوم لوط بريشة من جناح جبريل، وبلاد ثمود وقوم صالح بصيحة، ولكن الله فضَّل محمدًا وبكل شيء على سائر الأنبياء وأولي العزم من الرسل فضلًا عن حبيب النجار، وأولاه من أسباب الكرامة والإعزاز ما لم يُوله أحدًا، فمن ذلك أنه أنزل له جنودًا من السماء، وكأنه أشار بقوله: (وَمَا أَنزَلْنَا)، (وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ) إلى أن إنزال الجنود من عظائم الأمور التي لا يؤمل لها إلا مثلك، وما كنا نفعل ذلك لغيرك».
وقفة
[28] ﴿وَما أَنزَلنا عَلى قَومِهِ مِن بَعدِهِ مِن جُندٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنّا مُنزِلينَ﴾ إنما هى فقط: كن فيكون.
وقفة
[28] ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ﴾ أي: ما احتجنا أن نتكلف في عقوبتهم فننزل جندًا من السماء لإتلافهم، (وما كنا منزلين) لعدم الحاجة إلى ذلك، وعظمة اقتدار الله تعالى، وشدة ضعف بني آدم، وأنهم أدنى شيء يصيبهم من عذاب الله يكفيهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَنْزَلْنا:
  • الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. أنزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ:
  • جار ومجرور متعلق بما أنزلنا. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. من بعده: جار ومجرور متعلق بحال من «قومه» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي من بعد وفاته.
  • ﴿ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ:
  • حرف جر زائد لتاكيد معنى النفي. جند: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به. من السماء: جار ومجرور متعلق بصفة-نعت-لجند. بمعنى الانتصار له واهلاك قومه.
  • ﴿ وَما كُنّا مُنْزِلِينَ:
  • الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» منزلين: خبرها منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. وحذف مفعول اسم الفاعل «منزلين» لأن ما قبله يدل عليه. التقدير: منزلين إياهم. أو منزليهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     وبعد بيان ما حدث للرَّجُلِ المؤمنِ الَّذي جاءَ مِن أقصَى المدينةِ ينصح قومه؛ يعود الحديثُ هنا إلى أصحابِ القريةِ بعد أن انقَطَعَ الحديثُ عنهم، قال تعالى:
﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً ..

التفسير :

[29] ما كان هلاكهم إلا بصيحة واحدة، فإذا هم ميتون لم تَبْقَ منهم باقية.

{ إِنْ كَانَتْ} أي:كانت عقوبتهم{ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} أي:صوتا واحدا، تكلم به بعض ملائكة اللّه،{ فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} قد تقطعت قلوبهم في أجوافهم، وانزعجوا لتلك الصيحة، فأصبحوا خامدين، لا صوت ولا حركة، ولا حياة بعد ذلك العتو والاستكبار، ومقابلة أشرف الخلق بذلك الكلام القبيح، وتجبرهم عليهم.

إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً أى: ما كانت عقوبتنا لهم إلا صيحة واحدة صاحها بهم جبريل بأمرنا.

فَإِذا هُمْ خامِدُونَ أى: هامدون ميتون، شأنهم في ذلك كشأن النار التي أصابها الخمود والانطفاء، بعد أن كانت مشتعلة ملتهبة، يقال. خمدت النار تخمد خمودا. إذا سكن لهيبها، وانطفأ شررها، وخمد الرجل- كقعد- إذا مات وانقطعت أنفاسه.

وهكذا كانت نهاية الذين كذبوا المرسلين، وقتلوا المصلحين، فقد نزلت بهم عقوبة الله- تعالى- فجعلتهم في ديارهم جاثمين.

( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ) قال : فأهلك الله ذلك الملك ، وأهلك أهل أنطاكية ، فبادوا عن وجه الأرض ، فلم يبق منهم باقية .

وقيل : ( وما كنا منزلين ) أي : وما كنا ننزل الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم ، بل نبعث عليهم عذابا يدمرهم .

وقيل : المعنى في قوله : ( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء ) أي : من رسالة أخرى إليهم . قاله مجاهد وقتادة . قال قتادة : فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله ، ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ) .

قال ابن جرير : والأول أصح ; لأن الرسالة لا تسمى جندا .

قال المفسرون : بعث الله إليهم جبريل ، عليه السلام ، فأخذ بعضادتي باب بلدهم ، ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون عن آخرهم ، لم يبق فيهم روح تتردد في جسد .

وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية ، وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلا من عند المسيح ، عليه السلام ، كما نص عليه قتادة وغيره ، وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره ، وفي ذلك نظر من وجوه :

أحدها : أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله ، عز وجل ، لا من جهة المسيح ، كما قال تعالى : ( إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون ) إلى أن قالوا : ( ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين ) [ يس : 14 - 17 ] . ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح ، عليه السلام ، والله أعلم . ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم : ( ما أنتم إلا بشر مثلنا ) [ يس : 15 ] .

الثاني : أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم ، وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح ; ولهذا كانت عند النصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة ، وهن القدس لأنها بلد المسيح ، وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها ، والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين . ثم رومية لأنها مدينة الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأطده . ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها ، كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين ، فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت ، فأهل هذه القرية قد ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله ، وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم ، فالله أعلم .

الثالث : أن قصة أنطاكية مع الحواريين أصحاب المسيح بعد نزول التوراة ، وقد ذكر أبو سعيد الخدري وغير واحد من السلف : أن الله تعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم ، بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين ، ذكروه عند قوله تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) [ القصص : 43 ] . فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن [ العظيم ] قرية أخرى غير أنطاكية ، كما أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضا . أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظا في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة ، فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني ، حدثنا حسين الأشقر ، حدثنا ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب " ، فإنه حديث منكر ، لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر ، وهو شيعي متروك ، [ والله أعلم ] .

وقوله ( إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) يقول: ما كانت هَلَكتهم إلا صيحة واحدة أنـزلها الله من السماء عليهم.

واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار ( إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً ) نصبا على التأويل الذي ذكرت، وأنّ في كانت مضمرًا وذُكر عن أبي جعفر المدني أنه قرأه (إلا صيْحَةٌ وَاحِدَةٌ) رفعًا على أنها مرفوعة بكان، ولا مضمر في كان.

والصواب من القراءة في ذلك عندي النصب لإجماع الحجة على ذلك، وعلى أن في كانت مضمرًا.

وقوله ( فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) يقول: فإذا هم هالكون.

التدبر :

وقفة
[29] ﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ ما أعظم قدرة الله! صيحة واحدة بصوت عال، بلا أي فعل كفيلة بإهلاك من أهل الأرض جميعًا، لو أراد الله ذلك.
وقفة
[29] ﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ ما أهون أمر العباد على الله إن عصوه!
وقفة
[29] ﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ كيف قبض الله أرواحهم جميعًا في لحظة ؟ الجواب: كل الأمور الغيبية لا تسأل عنها بكيف؛ لأن قدرة الله فوق كل كيف، وأعظم من إدراك أي عقل.
وقفة
[29] بيان شدة عقوبة الله تعالى لمن عصاه؛ حيث أهلكهم بصيحة واحدة، قال تعالى: ﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾.
وقفة
[29] ﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ ذُكرِ هنا مرتين، وليس بتكرار؛ لأن الأولى هي النفخة التي يموت بها الخلق، والثانية هي التي يحيا بها الخلق.
وقفة
[29] ﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ واحدة فهي كافية؛ لأن التكرار يفيد الضعف، لأنه لم يكتف بالأولى فاحتاج الثانية.
وقفة
[29] ﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ صيحة واحدة، كأن الأمر لا يستحق أكثر من واحدة.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ كانَتْ إِلاّ:
  • ان: مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية لا عمل لها. وفي القول الكريم على التفسير حذف بمعنى: بل أرسلنا عليهم ملكا فصاح بهم صيحة لأنه ما كان يصح في حكمتنا أن ينزل في اهلاكهم جندا من السماء. كانت: فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب واسم «كانت» محذوف لأن ما بعدها يدل عليه. أي ان كانت الأخذة أو العقوبة. إلا: أداة حصر لا عمل لها.
  • ﴿ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا:
  • خبر «كان» منصوب بالفتحة. واحدة: صفة -نعت-لصيحة منصوبة مثلها. فاذا: الفاء سببية أو استئنافية و «اذا» فجائية-حرف فجاءة-لا عمل لها. والجملة الاسمية بعدها استئنافية لا محل لها.
  • ﴿ هُمْ خامِدُونَ:
  • ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. خامدون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد أي كما تخمد النار فتعود رمادا.'

المتشابهات :

يس: 29﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
يس: 53﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ
يس: 49﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ
ص: 15﴿وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ولَمَّا عاد الحديثُ إلى أصحابِ القريةِ؛ ذكرَ اللهُ هنا نوعَ العقوبةِ التي حلَّتْ بهم، قال تعالى:
﴿ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

صيحة:
وقرئ:
1- بالنصب، خبر «كان» ، واسمها مضمر، أي: إن كانت الأخذة أو العقوبة.
2- بالرفع، على أن «كان» تامة، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، ومعاذ بن الحارث القارئ.

مدارسة الآية : [30] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا ..

التفسير :

[30] يا حسرة العباد وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب، ما يأتيهم من رسول من الله تعالى إلا كانوا به يستهزئون ويسخرون.

قال اللّه متوجعا للعباد:{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي:ما أعظم شقاءهم، وأطول عناءهم، وأشد جهلهم، حيث كانوا بهذه الصفة القبيحة، التي هي سبب لكل شقاء وعذاب ونكال"

وبعد أن بين- سبحانه- سوء مصارع المكذبين، أتبع ذلك بدعوة الناس إلى الاتعاظ بذلك من قبل فوات الأوان، فقال- تعالى-: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.

والحسرة: الغم والحزن على ما فات، والندم عليه ندما لا نفع من ورائه، كأن المتحسر قد انحسرت عنه قواه وذهبت، وصار في غير استطاعته إرجاعها.

و «يا» حرف نداء. و «حسرة» منادى ونداؤها على المجاز بتنزيلها منزلة العقلاء.

والمراد بالعباد: أولئك الذين كذبوا الرسل، وآثروا العمى على الهدى، ويدخل فيهم دخولا أوليا أصحاب تلك القرية المهلكة.

والمقصود من الآية الكريمة، التعجب من حال هؤلاء المهلكين، وبيان أن حالهم تستحق التأثر والتأسف والاعتبار، لأنها حالة تدل على بؤسهم وظلمهم لأنفسهم وجهلهم.

والمعنى: يا حسرة على العباد الذين أهلكوا بسبب إصرارهم على كفرهم احضرى فهذا أوان حضورك، فإن هؤلاء المهلكين كانوا في دنياهم ما يأتيهم من رسول من الرسل، إلا كانوا به يستهزئون، ويتغامزون، ويستخفون به وبدعوته، مع أنهم- لو كانوا يعقلون. لقابلوا دعوة رسلهم بالطاعة والانقياد.

قال صاحب الكشاف: قوله: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ... نداء للحسرة عليهم، كأنما قيل لها: تعالى يا حسرة فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضرى فيها، وهي حال استهزائهم بالرسل.

والمعنى: أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف عليهم المتلهفون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين.

وقرئ: يا حسرة العباد، على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم، من حيث إنها موجهة إليهم .

أى: يا حسرة العباد منهم على أنفسهم، بسبب تكذيبهم لرسلهم، واستهزائهم بهم.

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( ياحسرة على العباد ) أي : يا ويل العباد .

وقال قتادة : ( ياحسرة على العباد ) : أي يا حسرة العباد على أنفسها ، على ما ضيعت من أمر الله ، فرطت في جنب الله . قال : وفي بعض القراءة : " يا حسرة العباد على أنفسها " .

ومعنى هذا : يا حسرتهم وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب ، كيف كذبوا رسل الله ، وخالفوا أمر الله ، فإنهم كانوا في الدار الدنيا المكذبون منهم .

( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) أي : يكذبونه ويستهزئون به ، ويجحدون ما أرسل به من الحق .

القول في تأويل قوله تعالى : يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)

يقول تعالى ذكره: يا حسرةً من العباد على أنفسها وتندّما وتلهفا في &; 20-512 &; استهزائهم برسل الله ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ ) من الله ( إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) وذكر أن ذلك في بعض القراءات (يَاحَسْرَةَ العِبَادِ عَلى أنْفُسِهَا).

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) أي: يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضَيَّعت من أمر الله، وفرّطت في جنب الله. قال: وفي بعض القراءات: (يَاحَسْرَةَ العِبَادِ عَلى أنْفُسِهَا).

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن؛ قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) قال: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل .

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ) يقول: يا ويلا للعباد. وكان بعض أهل العربية يقول: معنى ذلك: يا لها حسرة على العباد .

التدبر :

وقفة
[30] ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ يا حسرة من العباد على أنفسهم، وتندمًا وتلهفًا في استهزائهم برسل الله عليهم السلام.
عمل
[30] ﴿يا حَسرَةً عَلَى العِبادِ ما يَأتيهِم مِن رَسولٍ إِلّا كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ﴾ لا تتحسر على ضياع مال أو مركز أو سلطة ... إلخ، الحسرة الحقيقة فى ابتعادك عن الطريق المستقيم الذى فيه نجاتك.
عمل
[30] ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ ما أتى رسول إلا وقد استهزأ به بعض قومه، فلا تجزعوا إن سرتم في طريق الأنبياء، ثم سمعتم صيحات الاستهزاء.
عمل
[30] ﴿مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ لا تَدَعْ الحقَّ من أجل الاستهزاء به؛ لأنَّ أهلَ الباطلِ لا يزالون يستهزئون بالحقِّ وقائلِه.
وقفة
[30] ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ تغمرني هذه الآية بالحب والإيمان والرجاء، ما أرحم الله!
وقفة
[30] ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ يفرطون في الطاعات وهم في أمس الحاجة إليها في زمن الفتن والشهوات.
وقفة
[30] قال الله مترحمًا للعباد: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾، ما أعظم شقاءهم! وأطول عنادهم! وأشد جهلهم! فهل من معتبر؟!

الإعراب :

  • ﴿ يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ:
  • أداة نداء. حسرة: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأنه نكرة مقصودة. على العباد: جار ومجرور متعلق بفعل المناداة في «يا» بمعنى: أنادي عليهم. أي هو نداء للحسرة عليهم بتقدير: تعالي يا حسرة. وهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون.
  • ﴿ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:
  • أعربت في الآية الكريمة الحادية عشرة من سورة الحجر.'

المتشابهات :

الحجر: 11﴿وَ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
يس: 30﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
الزخرف: 7﴿وَ مَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ نوعَ العقوبةِ التي حلَّتْ بهم؛ يقدِّم اللهُ هنا رثاء لكل من كذَّب رسولًا من رسل الله، فقال تعالى:
﴿ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يا حسرة:
1- منادى، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- يا حسرة العباد، على الإضافة، على أن الحسرة منهم على ما فاتهم، أو من غيرهم عليهم لما فاتهم، وهى قراءة أبى، وابن عباس، وعلى بن الحسين، والضحاك، ومجاهد، والحسن.
3- يا حسره على العباد، بسكون الهاء، حملا للوصل على الوقف، وهى قراءة أبى الزناد، وعبد الله بن ذكوان المدني، وابن هرمز، وابن جندب.
4- يا حسرتا على العباد، بغير تنوين، اجتزئ بالفتحة عن الألف، التي هى بدل ياء المتكلم فى النداء، قالها ابن عباس.

مدارسة الآية : [31] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم ..

التفسير :

[31] ألم ير هؤلاء المستهزئون ويعتبروا بمن قبلهم من القرون التي أهلكناها أنهم لا يرجعون إلى هذه الدنيا؟

يقول تعالى:ألم ير هؤلاء ويعتبروا بمن قبلهم من القرون المكذبة، التي أهلكها الله تعالى وأوقع بها عقابها، وأن جميعهم قد باد وهلك، فلم يرجع إلى الدنيا، ولن يرجع إليها، وسيعيد اللّه الجميع خلقا جديدا، ويبعثهم بعد موتهم.

ثم وبخ- سبحانه- كفار مكة، بسبب عدم اعتبارهم بمن سبقهم فقال: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ.

والقرون: جمع قرن. وهم القوم المقترنون في زمن واحد. و «كم» خبرية بمعنى كثير.

أى: ألم يعلم كفار مكة أننا أهلكنا كثيرا من الأمم السابقة عليهم، بسبب إصرارهم على كفرهم، واستهزائهم برسلهم، وأن هؤلاء المهلكين لا يرجعون إليهم ليخبروهم بما جرى لهم، لأنهم لن يستطيعوا ذلك في الدنيا، لحكمة أرادها الله- تعالى-.

ثم قال تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) أي : ألم يتعظوا بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل ، كيف لم تكن لهم إلى هذه الدنيا كرة ولا رجعة ، ولم يكن الأمر كما زعم كثير من جهلتهم وفجرتهم من قولهم : ( إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ) [ المؤمنون : 37 ] ، وهم القائلون بالدور من الدهرية ، وهم الذين يعتقدون جهلا منهم أنهم يعودون إلى الدنيا كما كانوا فيها ، فرد الله تعالى عليهم باطلهم ، فقال : ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31)

يقول تعالى ذكره: ألم ير هؤلاء المشركون بالله من قومك يا محمد كم أهلكنا قبلهم بتكذيبهم رسلنا، وكفرهم بآياتنا من القرون الخالية ( أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ ) يقول: ألم يَرَوا أنهم إليهم لا يرجعون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ ) قال: عاد وثمود، وقرون بين ذلك كثير.

و " كَمْ" من قوله ( كَمْ أَهْلَكْنَا ) في موضع نصب إن شئت بوقوع يروا عليها. وقد ذَكر أن ذلك في قراءة عبد الله: (ألَمْ يَرَوْا مَنْ أهْلَكْنَا) وإن شئت بوقوع أهلكنا عليها؛ وأما " أنهم "، فإن الألف منها فتحت بوقوع يروا عليها. وذُكر عن بعضهم أنه كسر الألف منها على وجه الاستئناف بها، وترك إعمال يروا فيها.

التدبر :

عمل
[31] ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ اعتبر بمن سبقك، وإلا أعتبر بك من بعدك.
وقفة
[31] ما أهون الخلق على الله إذا عصوه! وما أكرمهم عليه إن أطاعوه! ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾.
عمل
[31] اقرأ في القرآن قصة من قصص الأنبياء وتأمل ما حل بأقوامهم؛ كقوم فرعون، أو عادٍ، أو غيرهم ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾.
تفاعل
[31] ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ
  • هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة السادسة من سورة الأنعام.
  • ﴿ أَنَّهُمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» و «أن» مع اسمها وخبرها في محل نصب بدل من كَمْ أَهْلَكْنا» على المعنى لا على اللفظ‍.التقدير: ألم يروا كثرة اهلاكنا القرون من قبلهم كونهم غير راجعين اليهم. أي ألم يعلموا. وعلق عمل «يروا» في «كم» لأنه لا يعمل فيها عامل قبلها لأن أصلها الاستفهام والخبرية.
  • ﴿ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ:
  • إلى: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بخبر «انّ» لا: نافية لا عمل لها. يرجعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية لا يَرْجِعُونَ» في محل رفع خبر «انّ».'

المتشابهات :

الأنعام: 6﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرۡنٖ مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ
السجدة: 26﴿أَوَ لَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ
ص: 3﴿كَمۡ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ
مريم: 74﴿وَكَمۡ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَحۡسَنُ أَثَٰثٗا وَرِءۡيٗا
مريم: 98﴿وَكَمۡ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ
طه: 128﴿أَفَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ
يس: 31﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَيۡهِمۡ لَا يَرۡجِعُونَ
ق: 36﴿وَكَمۡ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشٗا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ حالَ الأوَّلينَ؛ نبَّه هنا الحاضِرينَ، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أنهم:
وقرئ:
بكسر الهمزة، على الاستئناف، وقطع الجملة عما قبلها من جهة الإعراب، وهى قراءة ابن عباس، والحسن.

مدارسة الآية : [32] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا ..

التفسير :

[32] وما كل هذه القرون التي أهلكناها وغيرهم، إلا محضرون جميعاً عندنا يوم القيامة للحساب والجزاء.

ويحضرون بين يديه تعالى، ليحكم بينهم بحكمه العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة{ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}

ولكن الجميع سيعودون إليه- سبحانه- وسيبعثهم يوم القيامة من قبورهم للحساب والجزاء، كما قال- تعالى-: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ.

و «إن» حرف نفى، و «كل» مبتدأ، والتنوين فيه عوض عن المضاف إليه و «لما» بمعنى إلا. و «جميع» خبر المبتدأ. و «محضرون» خبر ثان.

أى: لقد علم أهل مكة وغيرهم أننا أهلكنا كثيرا من القرى الظالم أهلها. وأن هؤلاء المهلكين لن يرجعوا إلى أهل مكة في الدنيا، ولكن الحقيقة التي لا شك فيها أنه ما من أمة من الأمم، أو جماعة من الجماعات المتقدمة أو المتأخرة إلا ومرجعها إلينا يوم القيامة، لنحاسبها على أعمالها، ولنجازيها بالجزاء الذي تستحقه.

كما قال- سبحانه- في آية أخرى: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ .

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك ألوانا من الأدلة الدالة على وحدانيته وقدرته، وهذه الأدلة منها ما هو أرضى، ومنها ما هو سماوي، ومنها ما هو بحرى، وكلها تدل- أيضا- على فضله ورحمته، قال- تعالى-:

وقوله : ( وإن كل لما جميع لدينا محضرون ) أي : وإن جميع الأمم الماضية والآتية ستحضر للحساب يوم القيام بين يدي الله ، عز وجل ، فيجازيهم بأعمالهم كلها خيرها وشرها ، ومعنى هذه كقوله تعالى : ( وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم ) [ هود : 111 ] .

وقد اختلف القراء في أداء هذا الحرف ; فمنهم من قرأ : " وإن كل لما " بالتخفيف ، فعنده أن " إن " للإثبات ، ومنهم من شدد " لما " ، وجعل " إن " نافية ، و " لما " بمعنى " إلا " تقديره : وما كل إلا جميع لدينا محضرون ، ومعنى القراءتين واحد ، والله أعلم .

وقوله ( وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) يقول تعالى ذكره: وإن كل هذه القرون التي أهلكناها والذين لم نهلكهم وغيرهم عندنا يوم القيامة جميعهم محضرون.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة ( وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) أي هم يوم القيامة .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: (وَإنْ كُلٌّ لَمَا) بالتخفيف توجيها منهم إلى أن ذلك " ما " أدخلت عليها اللام التي تدخل جوابًا لإنْ وأن معنى الكلام: وإن كلّ لجميع لدينا محضرون. وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الكوفة ( لَمَّا) بتشديد الميم. ولتشديدهم ذلك عندنا وجهان: أحدهما: أن يكون الكلام عندهم كان مرادًا به: وإن كلّ لمما جميع، ثم حذفت إحدى الميمات لما كثرت، كما قال الشاعر:

غَـدَاةَ طَفَـتْ عَلْمَـاءِ بَكْـرُ بنُ وَائِلٍ

وَعُجْنَـا صُـدُورَ الخَـيْلِ نَحْـوَ تَمِيـمٍ (1)

والآخر: أن يكونوا أرادوا أن تكون ( لَمَّا) بمعنى إلا مع إنْ خاصة فتكون نظيرة إنما إذا وضعت موضع " إلا ". وقد كان بعض نحويِّي الكوفة يقول: كأنها " لَمْ" ضمت إليها " ما "، فصارتا جميعا استثناء، وخرجتا من حد الجحد. وكان بعض أهل العربية يقول: لا أعرف وجه " لمَّا " بالتشديد.

والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

------------------------

الهوامش:

(1) هذا بيت من مقطوعة نسبها البلاذري في "أنساب الأشراف" إلى صالح بن عبد الله العبشمي الخارجي في محاربة حارثة بن بدر الغداني للأزارقة، قبل أن يحاربهم المهلب. ونسبها المبرد في الكامل إلى قطري بن الفجاءة الخارجي في يوم دولاب. ورواية البلاذري "طفت في الماء" ورواية المبرد: "طفت علماء". وأصله على الماء، كما تقول في بني الحارث: بالحارث. والبيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 269) قال: وقوله: (وإن كل لما جميع): شددها (لما) الأعمش وعاصم وقد خففها قوم كثير من قراء أهل المدينة. وبلغني أن عليا خففها، وهو الوجه؛ لأنها "ما" أدخلت عليها لام، تكون جوابا لإن، كأنك قلت وإن كل لما جميع لدينا محضرون؛ ولم ينقلها من ثقلها إلا عن صواب، فإن شئت أردت: وإن كل "لمن ما" جميع، ثم حذفت إحدى الميمات لكثرتهن كما قال "غداة طفت علماء .... البيت". والوجه الآخر من التثقيل: أن يجعلوا "لما" بمنزلة "إلا"، كأنها "لم" ضمت إليها "ما" فصار جميعًا حرفا واحدا، وخرجا من حد الجحد. وكان االكسائي ينفي هذا القول، يقول: لا أعرف جهة "لما" في التشديد في القراءة. وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 204): "وإن كل": إذا خففت "إن" رفعتها بها، وإن ثقلت نصبت. "لما جميع" تفسيرها: وإن كل لجميع. و"ما" مجازها مجاز (مثلا ما بعوضة)، و (عما قليل).

التدبر :

عمل
[32] ﴿وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ تذكَّرْ مثولَ الخلائقِ كلِّها بين يدي اللهِ.
وقفة
[32] ﴿وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ ما أعظم قدرة الله على حشر كل الخلائق من لدن آدم إلى قيام الساعة في مكان واحد، فلا يفلت منهم واحد!
عمل
[32] ﴿وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ لا مفر من إحضار الجميع غدًا بين يدي الجبار، فاستعد لموقف رهيب، منصرفه إلى الجنة أو إلى النار.
وقفة
[32] ﴿وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ وما أحسن ما قال القائل: وَلَو أَنّا إِذا مُتنا تُرِكنا ... لَكانَ المَوتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ وَلَكِنّا إِذا مُتنا بُعثِنا ... وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن كُلِ شَيءِّ
لمسة
[32] ﴿وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ جاء بكل وجميع، ولكل معناها، (كل): يأتون أفرادًا، كل فردٍ يأتي وحده، (جميع): يأتون جماعات، محضرون: ليس حاضرًا، بل محضرًا، فهناك من يحضره.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنْ كُلٌّ:
  • الواو استئنافية. ان: مخففة مهملة جوازا هنا لدخولها على جملة اسمية ولزمت اللام في خبرها وهي عند سيبويه غير عاملة واكد أن اللام تلزم وخبرها لئلا تلتبس بإن النافية. كل: مبتدأ مرفوع بالضمة والتنوين فيها عوض من المضاف اليه بمعنى كلهم.
  • ﴿ لَمّا:
  • اللام فارقة. و «ما» زائدة وعند الكوفيين: ان مخففة واللام بمعنى: الاّ. كما يقال: نشدتك الله لما فعلت. وقال الفراء. ان «لما» أصله: لمن ما. وقيل: يجوز أن يكون أصله لمن من قلبت النون ميما فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت احداهن وهي الوسطى فبقيت لما-.
  • ﴿ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ:
  • توكيد لكل ويجوز أن تكون خبرها الأول مرفوعا بالضمة. لدى: ظرف زمان أو مكان حسب المعنى لأن المعنى يوم القيامة. وبمعنى «عندنا» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بجميع لأن المعنى كلهم مجموعون عندنا يوم القيامة. وهو مضاف و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. محضرون: خبر «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى سيحضرون للحساب. وقيل معذبون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ البعضُ قد يظن أن الأمرَ متعلق بالدنيا فقط؛ أخبَرَ اللهُ هنا أنَّ الأمرَ غيرُ مُقتصر على الهلاكِ الدُّنيويِّ، بل هناك مِن الخِزيِ والذُّلِّ والهَوانِ والعُقوبةِ والإيلامِ ما لا يَنقضي أبدًا، قال تعالى:
﴿ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لما:
1- بتثقيلها، وهى قراءة عاصم، وحمزة، وابن عامر.
وقرئ:
2- بتخفيفها، هى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [33] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا ..

التفسير :

[33] ودلالة لهؤلاء المشركين على قدرة الله على البعث والنشور:هذه الأرض الميتة التي لا نبات فيها، أحييناها بإنزال الماء، وأخرجنا منها أنواع النبات مما يأكل الناس والأنعام، ومن أحيا الأرض بالنبات أحيا الخلق بعد الممات.

أي:{ وَآيَةٌ لَهُمُ} على البعث والنشور، والقيام بين يدي اللّه تعالى للجزاء على الأعمال، هذه{ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} أنزل اللّه عليها المطر، فأحياهابعد موتها،{ وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} من جميع أصناف الزروع، ومن جميع أصناف النبات، التي تأكله أنعامهم.

قال الإمام الرازي ما ملخصه قوله: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وجه تعلقه بما قبله، أنه- سبحانه- لما قال: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ كان ذلك إشارة إلى الحشر، فذكر ما يدل على إمكانه قطعا لإنكارهم واستبعادهم، وعنادهم فقال: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها.. أى: وكذلك نحيى الموتى ... .

والمراد بالآية هنا: العلامة والبرهان والدليل.

والمراد بالأرض الميتة: الأرض الجدباء التي لا نبات فيها.

والمراد بالحب: جنسه من حنطة وشعير وغيرهما.

أى: ومن العلامات الواضحة لهؤلاء المشركين على قدرتنا على إحياء الموتى، أننا ننزل الماء على الأرض الجدباء. فتهتز وتربو، وتخرج ألوانا وأصنافا من الحبوب التي يعيشون عليها.

ويأكلون منها.

ونكر- سبحانه- لفظ آيَةٌ للإشعار بأنها آية عظيمة، كان ينبغي لهؤلاء المشركين أن يلتفتوا إليها، لأنهم يشاهدون بأعينهم الأرض القاحلة السوداء، كيف تتحول إلى أرض خضراء بعد نزول المطر عليها.

والله- تعالى- الذي قدر على ذلك، قادر- أيضا- على إحياء الموتى وإعادتهم إلى الحياة.

وقوله: أَحْيَيْناها كلام مستأنف مبين لكيفية كون الأرض الميتة آية.

وقدم- سبحانه- الجار والمجرور في قوله فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ للدلالة على أن الحب هو الشيء الذي تكون منه معظم المأكولات التي يعيشون عليها، وأن قلّته تؤدى الى القحط والجوع.

يقول تعالى : ( وآية لهم ) أي : دلالة لهم على وجود الصانع وقدرته التامة وإحيائه الموتى ( الأرض الميتة ) أي : إذا كانت ميتة هامدة لا شيء فيها من النبات ، فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت ، وأنبتت من كل زوج بهيج ; ولهذا قال : ( أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ) أي : جعلناه رزقا لهم ولأنعامهم

القول في تأويل قوله تعالى : وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)

يقول تعالى ذكره: ودلالة لهؤلاء المشركين على قُدرة الله على ما يشاء، وعلى إحيائه من مات من خلقه وإعادته بعد فنائه، كهيئته قبل مماته إحياؤه الأرض الميتة، التي لا نبت فيها ولا زرع بالغيث الذي ينـزله من السماء حتى يخرج زرعها، ثم إخراجه منها الحب الذي هو قوت لهم وغذاء، فمنه يأكلون.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[33] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ نبههم الله تعالى بهذا على إحياء الموتى، وذكرهم توحيده وكمال قدرته، وهي الأرض الميتة؛ أحياها بالنبات وإخراج الحب منها.
وقفة
[33] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ من الأدلة على البعث إحياء الأرض الهامدة بالنبات الأخضر، وإخراج الحَبِّ منه.
وقفة
[33] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ كان أعظم شبهة لهم: أمر البعث، وكثر فيه إنكارهم، فكان تكرار آيات القرآن حول إحياء الأرض بعد موتها، كأوضح مثال يشبه البعث بعد الموت.
عمل
[33] تفكر في مخلوقات الله تعالى، في الأرض وثمارها، وفي السماء وكواكبها ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾.
وقفة
[33] من أدلة التوحيد: خلق المخلوقات في السماء والأرض وتسييرها بقدر ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ:
  • الواو استئنافية. آية: مبتدأ مرفوع بالضمة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ. ويجوز أن يكون خبره الجملة الاسمية الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها» والأصح أن تكون «آية» خبرا مقدما و «لهم» متعلقة بصفة لها.
  • ﴿ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ:
  • مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الميتة: صفة-نعت- للأرض «مرفوعة مثلها بالضمة. وخبر المبتدأ مقدم جوازا «آية» وقراءة «الميتة» بتخفيف الياء أكثر شيوعا لسلاستها.
  • ﴿ أَحْيَيْناها:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. المعنى: ومن آيات الله لهم الأرض الميتة أحييناها بالغيث أي المطر. وجملة «أحييناها» في محل نصب حال من الأرض ويجوز أن تكون بيانية لكون الأرض الميتة آية للاستئناف لا محل لها من الاعراب. ويجوز أن تكون في محل رفع صفة-نعتا-لأنه أريد بها الجنس مطلقا لا أرض بعينها فعوملت معاملة النكرة. ولكن الوجه الأول وهو الحالية أصح لأنها صفة لمعرفة وان كان جنسا وليس الغرض منه معينا.
  • ﴿ وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا:
  • معطوفة بالواو على «أحيينا» وتعرب إعرابها. منها: جار ومجرور متعلق بأخرجنا. حبا: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ:
  • الفاء سببية. منه: جار ومجرور متعلق بيأكلون. وقدم على الفعل لأهميته لأن فيه عيش الناس وارتزاقهم. يأكلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

يس: 33﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ
يس: 37﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ
يس: 41﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     وبعد الحديث عن تكذيب الرسل وإنكار البعث والنشور؛ ذكرَ اللهُ هنا ستة أدلة كونية على وحدانيته وقدرته: الدليلُ الأوَّل: إخراجُ النباتِ والثمارِ من الأرض، قال تعالى:
﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ ..

التفسير :

[34] وجعلنا في هذه الأرض بساتين من نخيل وأعناب، وفجَّرنا فيها من عيون المياه ما يسقيها.

{ وَجَعَلْنَا فِيهَا} أي:في تلك الأرض الميتة{ جَنَّاتٍ} أي:بساتين، فيها أشجار كثيرة، وخصوصا النخيل والأعناب، اللذان هما أشرف الأشجار،{ وَفَجَّرْنَا فِيهَا} أي:في الأرض{ مِنَ الْعُيُونِ}

ثم بين- سبحانه- بعض النعم الأخرى التي تحملها الأرض لهم فقال: وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ، وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ.

والآية الكريمة معطوفة على قوله أَحْيَيْناها، ونخيل: جمع نخل، كعبيد جمع عبد، وأعناب: جمع عنب: والعيون، جمع عين. والمراد بها الآبار التي تسقى بها الزروع.

أى: أحيينا هذه الأرض الميتة بالماء.. وجعلنا فيها- بقدرتنا ورحمتنا- بساتين كثيرة من نخيل وأعناب، وفجرنا وشققنا فيها كثيرا من الآبار والعيون التي تسقى بها تلك الزروع والثمار.

وخص النخيل والأعناب بالذكر، لأنها أشهر الفواكه المعروفة لديهم، وأنفعها عندهم.

( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ) أي : جعلنا فيها أنهارا سارحة في أمكنة ، يحتاجون إليها

وقوله ( وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) يقول تعالى ذكره: وجعلنا في هذه الأرض التي أحييناها بعد موتها بساتين من نخيل وأعناب ( وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ) يقول: وأنبعنا فيها من عيون الماء.

التدبر :

وقفة
[34] ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ﴾ (جَعَلْنَا)، و(فَجَّرْنَا) لا تظنوا أنكم تصنعون شيئًا، ما أنتم إلا ستار لقدرة الله وقَدَره النافذ بكم أو بغيركم.
وقفة
[34] ﴿جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ﴾ ذكر النخل ولم يذكر ثمرته الرطب، وذكر العنب الثمرة ولم يذكر شجرته الكرم، والسبب: أن النخيل فوائده كثيرة، وليست في ثمرته فقط، في جريده وخوصه وغيرها، أما العنب فليس لشجرته فائدة أخرى.

الإعراب :

  • ﴿ وَجَعَلْنا فِيها جَنّاتٍ:
  • معطوفة بالواو على «أحييناها» وتعرب اعراب «أحيينا» فيها: جار ومجرور متعلق بجعلنا أو يكون بمقام المفعول الثاني لجعلنا. جنات: مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. بمعنى: بساتين.
  • ﴿ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ:
  • جار ومجرور في محل نصب صفة-نعت-لجنات على المحل لا على اللفظ‍.وأعناب: معطوفة بالواو على مِنْ نَخِيلٍ» وتعرب إعرابها. وأعناب: مفردها: عنب.
  • ﴿ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ:
  • معطوفة بالواو على وَجَعَلْنا فِيها جَنّاتٍ» وتعرب إعرابها. وحذف مفعول «فجرنا» لأن «من» التبعيضية تدل عليه بمعنى: وأنبعنا فيها عيونا لسقي الأرض.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ ما في الزُّروع وما لا ساقَ له من النِّعمة والقدرة، ودلَّ السِّياقُ فيه على الحصرِ؛ بَيَّنَ هنا أن المرادَ التعظيمُ لا الحصر الحقيقيُّ، بإظهار المنَّةِ في غيره مِن الأشجارِ الكبار والصغار ذاتِ الأقواتِ والفواكه، قال تعالى:( وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) ولَمَّا كانت الجنَّاتُ لا تَصلُحُ إلَّا بالماءِ، وكان مِن طَبعِ الماءِ الغَورُ في التُّرابِ، والرُّسوبُ بشِدَّةِ السَّرَيانِ إلى أسفَلَ؛ فكان فَوَرانُه إلى جِهةِ العُلُوِّ أمرًا باهِرًا للعَقلِ، لا يكونُ إلَّا بقَسرِ قاسرٍ حكيمٍ، قال تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وفجرنا:
1- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالتخفيف، وهى قراءة جناح بن حبيش.

مدارسة الآية : [35] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ ..

التفسير :

[35] كل ذلك؛ ليأكل العباد من ثمره، وما ذلك إلا من رحمة الله بهم لا بسعيهم ولا بكدِّهم، ولا بحولهم وبقوتهم، أفلا يشكرون الله على ما أنعم به عليهم من هذه النعم التي لا تعدُّ ولا تحصى؟

جعلنا في الأرض تلك الأشجار، والنخيل والأعناب،{ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ} قوتا وفاكهة، وأدْمًا ولذة،{ و} الحال أن تلك الثمار{ مَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} [وليس لهم فيه صنع، ولا عمل، إن هو إلا صنعة أحكم الحاكمين، وخير الرازقين، وأيضا فلم تعمله أيديهم] بطبخ ولا غيره، بل أوجد اللّه هذه الثمار، غير محتاجة لطبخ ولا شيّ، تؤخذ من أشجارها، فتؤكل في الحال.{ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} من ساق لهم هذه النعم، وأسبغ عليهم من جوده وإحسانه، ما به تصلح أمور دينهم ودنياهم، أليس الذي أحيا الأرض بعد موتها، فأنبت فيها الزروع والأشجار، وأودع فيها لذيذ الثمار، وأظهر ذلك الجنى من تلك الغصون، وفجر الأرض اليابسة الميتة بالعيون، بقادر على أن يحيي الموتى؟ بل، إنه على كل شيء قدير.

واللام في قوله: لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ متعلق بقوله: وَجَعَلْنا.....

والضمير في قوله: مِنْ ثَمَرِهِ يعود إلى المذكور من الجنات والنخيل والأعناب. أو إلى الله- تعالى-.

أى: وجعلنا في الأرض ما جعلنا من جنات ومن نخيل ومن أعناب، ليأكلوا ثمار هذه الأشياء التي جعلناها لهم، وليشكرونا على هذه النعم.

و «ما» في قوله: وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ الظاهر أنها نافية والجملة حالية، والاستفهام للحض على الشكر.

أى: جعلنا لهم في الأرض جنات من نخيل وأعناب، ليأكلوا من ثمار ما جعلناه لهم، وإن هذه الثمار لم تصنعها أيديهم، وإنما الذي أوجدها وصنعها هو الله- تعالى- بقدرته ومشيئته.

وما دام الأمر كذلك، فهلا شكرونا على نعمنا، وأخلصوا العبادة لنا.

قال ابن كثير: وقوله: وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أى: وما ذاك كله إلا من رحمتنا بهم، لا بسعيهم ولا كدهم، ولا بحولهم وقوتهم. قاله ابن عباس وقتادة. ولهذا قال: أَفَلا يَشْكُرُونَ أى: فهلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى .

ويصح أن تكون «ما» هنا موصولة فيكون المعنى: ليأكلوا من ثمره ومن الذي عملته أيديهم من هذه الثمار كالعصير الناتج منها، وكغرسهم لتلك الأشجار وتعهدها بالسقى وغيره، إلى أن آتت أكلها.

قال الشوكانى: وقوله: وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ معطوف على ثمره، أى: ليأكلوا من ثمره، ويأكلوا مما عملته أيديهم كالعصير والدبس ونحوهما وكذلك ما غرسوه وحفروه على أن «ما» موصولة، وقيل: هي نافية، والمعنى: لم يعملوه بأيديهم، بل العامل له هو الله.. .

( ليأكلوا من ثمره ) لما امتن على خلقه بإيجاد الزروع لهم عطف بذكر الثمار وتنوعها وأصنافها .

وقوله : ( وما عملته أيديهم ) أي : وما ذاك كله إلا من رحمة الله بهم ، لا بسعيهم ولا كدهم ، ولا بحولهم وقوتهم . قاله ابن عباس وقتادة ; ولهذا قال : ( أفلا يشكرون ) ؟ أي : فهلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى ؟ واختار ابن جرير - بل جزم به ، ولم يحك غيره إلا احتمالا - أن " ما " في قوله : ( وما عملته أيديهم ) بمعنى : " الذي " ، تقديره : ليأكلوا من ثمره ومما عملته أيديهم ، أي : غرسوه ونصبوه ، قال : وهي كذلك في قراءة ابن مسعود ( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35)

يقول تعالى ذكره: أنشأنا هذه الجنات في هذه الأرض ليأكل عبادي من ثمره، وما عملت أيديهم يقول: ليأكلوا من ثمر الجنات التي أنشأنا لهم، وما عملت أيديهم مما غرسوا هم وزرعوا. و " ما " التي في قوله ( وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ) في موضع خفض عطفًا على الثمر، بمعنى: ومن الذي عملت؛ وهي في قراءة عبد الله فيما ذُكر: (وَممَّا عَمِلَتْهُ) بالهاء على هذا المعنى ، فالهاء في قراءتنا مضمرة، لأن العرب تضمرها أحيانًا، وتظهرها في صلات: من، وما، والذي. ولو قيل: " ما " بمعنى المصدر كان مذهبًا، فيكون معنى الكلام: ومن عمل أيديهم ، ولو قيل: إنها بمعنى الجحد ولا موضع لها كان أيضًا مذهبا، فيكون معنى الكلام: ليأكلوا من ثمره ولم تعمله أيديهم. وقوله ( أَفَلا يَشْكُرُونَ ) يقول: أفلا يشكر هؤلاء القوم الذين رزقناهم هذا الرزق من هذه الأرض الميتة التي أحييناها لهم مَنْ رزقهم ذلك وأنعم عليهم به؟

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[35] ﴿لِيَأكُلوا مِن ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتهُ أَيديهِم﴾ كى لا يظن الزارع أنه رُزق بهذه الثمار بجده واجتهاده وزرعه وسقياه ورعايته؛ إنما هو فقط سبب، لا أكثر
وقفة
[35] ﴿لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾ أنعم علينا بنعمه، ثم ذكَّرنا بما يعيننا على شكره، فاستعملناها في العصيان، وقابلنا الجميل بالكفران.
عمل
[35] تأمل بعض الحبوب أو الثمار في طعامك؛ مِن بذرها حتى وصولها إليك، ثم اشكر الله على نعمه التي لا تحصى ﴿لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾.
لمسة
[35] ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ﴾ (ما): إما موصولة، بمعنى الذي عملته أيديهم كالعصائر وما غرسوه وصعوه من ثمار الأرض، أو نافية، والمعنى: لم يعملوه بأيديهم، بل العامل له هو الله.

الإعراب :

  • ﴿ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ:
  • اللام حرف جر للتعليل. يأكلوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من ثمره: جار ومجرور متعلق بيأكلوا بمعنى: ليرتزقوا من ثمره أو بمعنى ليطعموا من ثمره. واذا كان من الأكل بمعنى البلع والمضغ فيكون مفعول «يأكلوا» محذوفا دلت عليه «من» التبعيضية أي ليأكلوا بعض ثمره. والهاء ضمير متصل يعود على الله تعالى في محل جر للتعظيم بالاضافة. بمعنى: ليأكلوا مما خلقه الله من الثمر. وأصله من ثمرنا كما قال سبحانه وجعلنا وفجرنا فنقل الكلام من التكلم الى الغيبة على طريقة الالتفات. ويجوز أن يرجع الضمير الى النخيل ويجوز أن يكون من ثمر المذكور وهو الجنات. وجملة «يأكلوا من ثمره» صلة «أنّ» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «أن» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بجعلنا فيها جنات.
  • ﴿ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ:
  • الواو عاطفة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور أي ومن ما عملته أيديهم. عملته: فعل ماض مبني على الفتح. التاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم و «أيدي» فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة ويجوز أن تكون «ما» نافية بمعنى: ان الثمر خلقه الله ولم تعمله أيدي الناس ولا يقدرون عليه. والجملة الفعلية عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد الصلة والجار والمجرور محذوف التقدير: ومما عملته أيديهم منه. بمعنى مما عملوه منه من الصناعة المختلفة أو من الغرس والسقي والآبار وغير ذلك من الاعمال.
  • ﴿ أَفَلا يَشْكُرُونَ:
  • الهمزة همزة إنكار أو توبيخ الفاء: زائدة-تزيينية-لا: نافية لا عمل لها. يشكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف مفعولها لأنه معلوم بمعنى: أفلا يشكرون نعم الله هذه.'

المتشابهات :

يس: 35﴿لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ
يس: 73﴿وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     ولَمَّا امتَنَّ اللهُ على خلقِه بإيجاد الزُّروع لهم؛ ذكرَ هنا الثمار وتنوُّعها وأصنافها، ولَمَّا عَدَّدَ اللهُ النعمَ؛ أمرَ بالشكر، قال تعالى:
﴿ لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ثمره:
1- بفتحتين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمتين، وهى قراءة طلحة، وابن وثاب، وحمزة، والكسائي.
3- بضم التاء وسكون الميم، وهى قراءة الأعمش.
وما عملته:
1- بالضمير، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- وما عملت، بغير ضمير، وهى قراءة طلحة، وعيسى، وحمزة، والكسائي.

مدارسة الآية : [36] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ..

التفسير :

[36] تنزَّه الله العظيم الذي خلق الأصناف جميعها من أنواع نبات الأرض، ومن أنفسهم ذكوراً وإناثاً، ومما لا يعلمون من مخلوقات الله الأخرى. قد انفرد سبحانه بالخلق، فلا ينبغي أن يُشْرَك به غيره.

{ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} أي:الأصناف كلها،{ مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} فنوع فيها من الأصناف ما يعسر تعداده.{ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ} فنوعهم إلى ذكر وأنثى، وفاوت بين خلقهم وخُلُقِهمْ، وأوصافهم الظاهرة والباطنة.{ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} من المخلوقات التي قد خلقت وغابت عن علمنا، والتي لم تخلق بعد، فسبحانه وتعالى أن يكون له شريك، أو ظهير، أو عوين، أو وزير، أو صاحبة، أو ولد، أو سَمِيٌّ، أو شبيه، أو مثيل في صفات كماله ونعوت جلاله، أو يعجزه شيء يريده.

ثم أثنى- سبحانه- على ذاته بما هو أهل له من ثناء فقال: سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ، وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ.

ولفظ: سُبْحانَ اسم مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق بفعل محذوف، والتقدير:

سبحت الله سبحانا: أى: تسبيحا. بمعنى نزهته تنزيها عن كل سوء، وعظمته تعظيما.

و «من» في الآية الكريمة للبيان.

أى: ننزه الله- تعالى- تنزيها عن كل سوء. ونعظمه تعظيما لا نهاية له، فهو- عز وجل- الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها أى: الأنواع، والأصناف كلها ذكورا وإناثا.

مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ أى: خلق الأصناف كلها التي تنبت في الأرض من حبوب وغيرها.

وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ أى: وخلقها من أنفسهم إذ الذكر من الأنثى، والأنثى من الذكر.

وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ أى: وخلق هذه الأصناف كلها من أشياء لا علم لهم بها، وإنما مرد علمها إليه وحده- تعالى- كما قال- سبحانه- وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ.

فالمقصود من الآية الكريمة بيان لمظهر من مظاهر قدرته- تعالى- وبديع خلقه، حيث خلق الأصناف كلها، نرى بعضها نابتا في الأرض، ونرى بعضها متمثلا في الإنسان المكون من ذكر وأنثى، وهناك مخلوقات أخرى لا يعلمها إلا الله- تعالى-.

ثم قال : ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ) أي : من زروع وثمار ونبات . ( ومن أنفسهم ) فجعلهم ذكرا وأنثى ، ( ومما لا يعلمون ) أي : من مخلوقات شتى لا يعرفونها ، كما قال تعالى : ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) [ الذاريات : 49 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)

يقول تعالى ذكره تنـزيها وتبرئة للذي خلق الألوان المختلفة كلها من نبات الأرض، ومن أنفسهم، يقول: وخلق من أولادهم ذكورًا وإناثًا، ومما لا يعلمون أيضًا من الأشياء التي لم يطلعهم عليها، خلق كذلك أزواجًا مما يضيف إليه هؤلاء المشركون، ويصفونه به من الشركاء وغير ذلك.

التدبر :

وقفة
[36] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ أي: عجبًا لهؤلاء في كفرهم مع ما يشاهدونه من هذه الآيات، ومن تعجب من شيء قال: سبحان الله.
وقفة
[36] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ ما من شيء خلقه الله في هذا الكون إلا وله زوجان.
وقفة
[36] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ تشير الآية إلى جهل الإنسان وعدم إحاطته بكل شيء مهما اتسع علمه.
وقفة
[36] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ تظهر الزوجية في البشر والحيوان، لكن كيف تكون في النبات؟! هذا من إعجاز القرآن، فقد ثبت حديثًا أن كل النباتات زوجان، إما أن يكون النبات مذكرًا أو مؤنثًا، وسمِّي ثنائي المسكن مثل النخيل، أو يجمع بين الزهرة المذكرة والزهرة الأنثى على نبات واحد، ويسمى أحادي المسكن كالذرة والكوسة، أو أن الزهرة نفسها تجمع بين أعضاء التذكير والتأنيث، وتسمى زهرة خنثى.
وقفة
[36] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ كل شيء له زوجان، وتنزه الله عن أن يكون له زوج أو ولد؛ لذا بدأ الآية بقوله: (سُبْحَانَ).
وقفة
[36] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ أزواج حتى في عالم اللامحسوسات، كحال الذرَّات في العناصر.
تفاعل
[36] ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا﴾ سَبِّح الله الآن.

الإعراب :

  • ﴿ سُبْحانَ الَّذِي:
  • مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: أسبح وهو مضاف. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. خلق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الأزواج: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى: الأجناس والأصناف أي أنواع الكائنات. كل: توكيد للأزواج منصوب بالفتحة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ مِمّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ:
  • أصلها: من: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. تنبت: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الأرض: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة تُنْبِتُ الْأَرْضُ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: مما تنبته الأرض والجار والمجرور متعلق بخلق.
  • ﴿ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ:
  • الواو عاطفة. من أنفس: جار ومجرور متعلق بمعنى: وخلق الأزواج من أنفسهم. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَمِمّا لا يَعْلَمُونَ:
  • الواو عاطفة. مما: أعربت بمعنى ومن أزواج لم يطلعهم الله عليها وما توصلوا إلى معرفتها أو ومن أسباب يجهلونها. لا: نافية لا عمل لها. يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أو بمعنى وخلق أصنافا من التي لا يعرفونها. وجملة لا يَعْلَمُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول فحذف أو ساقط‍ من اللفظ‍ منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: لا يعملونه.'

المتشابهات :

يس: 36﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ
الزخرف: 12﴿وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     ولَمَّا أمَرَ اللهُ بالشُّكرِ، وشُكْرُ اللهِ بالعبادةِ، وهم ترَكوها وعبَدوا غيرَه وأشرَكوا؛ أثنى سبحانه على ذاته بما هو أهل له من ثناء، قال تعالى:
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ..

التفسير :

[37] وعلامة لهم دالة على توحيد الله وكمال قدرته:هذا الليل ننزع منه النهار، فإذا الناس مظلمون.

أي:{ وَآيَةٌ لَهُمُ} على نفوذ مشيئة اللّه، وكمال قدرته، وإحيائه الموتى بعد موتهم.{ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} أي:نزيل الضياء العظيم الذي طبق الأرض، فنبدله بالظلمة، ونحلها محله{ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} وكذلك نزيل هذه الظلمة، التي عمتهم وشملتهم، فتطلع الشمس، فتضيء الأقطار، وينتشر الخلق لمعاشهم ومصالحهم،

وبعد أن بين- سبحانه- مظاهر قدرته عن طريق التأمل في الأرض التي نعيش عليها، عقب ذلك ببيان مظاهر قدرته عن طريق التأمل في تقلب الليل والنهار، وتعاقب الشمس والقمر، فقال- تعالى-: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ. فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ.

وقوله: نَسْلَخُ من السلخ بمعنى الكشط والإزالة، يقال: سلخ فلان جلد الشاة، إذا أزاله عنها.

والمراد هنا: إزالة ضوء النهار عن الليل، ليبقى لليل ظلمته.

قال صاحب الكشاف: سلخ جلد الشاة، إذا كشطه عنها وأزاله. ومنه: سلخ الحية لخرشائها- أى: لجلدها- فاستعير ذلك لإزالة الضوء وكشفه عن مكان الليل، وملقى ظله .

أى: ومن البراهين والعلامات الواضحة، الدالة على وحدانية الله، وقدرته على إحياء الموتى، وجود الليل والنهار بهذه الطريقة التي نشاهدها، حيث ينزع- سبحانه- عن الليل النهار، فيبقى لليل ظلامه، ويصير الناس في ليل مظلم، بعد أن كانوا في نهار مضيء.

فمعنى: فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ: فإذا هم داخلون في الظلام، بعد أن كانوا بعيدين عنه.

يقال: أظلم القوم. إذا دخلوا في الظلام. وأصبحوا، إذا دخلوا في وقت الصباح.

يقول تعالى : ومن الدلالة لهم على قدرته تعالى العظيمة خلق الليل والنهار ، هذا بظلامه وهذا بضيائه ، وجعلهما يتعاقبان ، يجيء هذا فيذهب هذا ، ويذهب هذا فيجيء هذا ، كما قال : ( يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا ) [ الأعراف : 54 ] ; ولهذا قال عز وجل هاهنا : ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) أي : نصرمه منه فيذهب ، فيقبل الليل ; ولهذا قال : ( فإذا هم مظلمون ) كما جاء في الحديث : " إذا أقبل الليل من هاهنا ، وأدبر النهار من هاهنا ، وغربت الشمس ، فقد أفطر الصائم " .

هذا هو الظاهر من الآية ، وزعم قتادة أنها كقوله تعالى : ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) [ الحج : 61 ] وقد ضعف ابن جرير قول قتادة هاهنا ، وقال : إنما معنى الإيلاج : الأخذ من هذا في هذا ، وليس هذا مرادا في هذه الآية . وهذا الذي قاله ابن جرير حق .

القول في تأويل قوله تعالى : وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)

يقول تعالى ذكره: ودليل لهم أيضًا على قدرة الله على فعل كل ما شاء ( اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ) يقول: ننـزع عنه النهار. ومعنى " منه " في هذا الموضع: عنه، كأنه قيل: نسلخ عنه النهار، فنأتي بالظلمة ونذهب بالنهار. ومنه قوله وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا أي: خرج منها وتركها، فكذلك انسلاخ الليل من النهار. وقوله ( فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ) يقول: فإذا هم قد صاروا في ظلمة بمجيء الليل.

وقال قتادة في ذلك ماحدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ) قال: يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل ، وهذا الذي قاله قتادة في ذلك عندي، من معنى سلخ النهار من الليل، بعيد ، وذلك أن إيلاج الليل في النهار، إنما هو زيادة ما نقص من ساعات هذا في ساعات الآخر، وليس السلْخ من ذلك في شيء، لأن النهار يسلخ من الليل كله، وكذلك الليل من النهار كله، وليس يولج كلّ الليل في كلّ النهار، ولا كلّ النهار في كلّ الليل.

التدبر :

وقفة
[37] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ﴾ من ليالي الآلام تولد صباحات الفرج.
وقفة
[37] تعود المرء على مشاهدة أحداث الكون يصده عن تأملها برغم عظمتها ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ﴾.
عمل
[37] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ﴾ قل في الصباح: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ», وفي المساء: «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ».
وقفة
[37] ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ﴾ آية يومية لا تخفى على أحد، تدلل على وجود وقدرة الواحد الأحد، وكم من آيات تمر عليها كالأموات!

الإعراب :

  • ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ:
  • تعرب إعراب وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها» الواردة في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين. و «نسلخ» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن. وجملة «نسلخ» وما بعدها: في محل نصب حال من الليل. أي نكشف.
  • ﴿ مِنْهُ النَّهارَ:
  • جار ومجرور متعلق بنسلخ. النهار: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. استعير هذا الفعل لإزالة الضوء وكشفه عن مكان الليل وملقى ظله.
  • ﴿ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ:
  • الفاء: استئنافية. والجملة الاسمية بعدها: استئنافية. لا محل لها من الاعراب. اذا: حرف فجاءة لا محل له من الإعراب. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مظلمون: خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: داخلون في الظلام.'

المتشابهات :

يس: 33﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ
يس: 37﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ
يس: 41﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     الدليلُ الثَّاني: تَقلُّب اللَّيلِ والنَّهارِ، قال تعالى :
﴿ وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ ..

التفسير :

[38] وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها، قدَّره الله لها لا تتعداه ولا تقصر عنه، ذلك تقدير العزيز الذي لا يغالَب، العليم الذي لا يغيب عن علمه شيء.

{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [أي:دائما تجري لمستقر لها] قدره اللّه لها، لا تتعداه، ولا تقصر عنه، وليس لها تصرف في نفسها، ولا استعصاء على قدرة اللّه تعالى.{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ} الذي بعزته دبر هذه المخلوقات العظيمة، بأكمل تدبير، وأحسن نظام.{ الْعَلِيمُ} الذي بعلمه، جعلها مصالح لعباده، ومنافع في دينهم ودنياهم.

وقوله- تعالى-: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها بيان لدليل آخر على قدرته- تعالى- وهو معطوف على قوله- تعالى- قبل ذلك: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ ...

قال الآلوسى ما ملخصه: وقوله: لِمُسْتَقَرٍّ لَها أى لحد معين تنتهي إليه.. شبه بمستقر المسافر إذا انتهى من سيره، والمستقر عليه اسم مكان، واللام بمعنى إلى..

ويصح أن يكون اسم زمان، على أنها تجرى إلى وقت لها لا تتعداه، وعلى هذا فمستقرها:

انتهاء سيرها عند انقضاء الدنيا.. .

والمعنى: وآية أخرى لهم على قدرتنا، وهي أن الشمس تجرى إلى مكان معين لا تتعداه، وإلى زمن محدد لا تتجاوزه، وهذا المكان وذلك الزمان، كلاهما لا يعلمه إلا الله- تعالى-.

قال بعض العلماء: قوله- تعالى-: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها أى: والشمس تدور حول نفسها، وكان المظنون أنها ثابتة في موضعها الذي تدور فيه حول نفسها. ولكن عرف أخيرا أنها ليست مستقرة في مكانها، وإنما هي تجرى فعلا.. تجرى في اتجاه واحد، في هذا الفضاء الكونى الهائل بسرعة حسبها الفلكيون باثنى عشر ميلا في الثانية.

والله ربها الخبير بجريانها وبمصيرها يقول: إنها تجرى لمستقر لها، هذا المستقر الذي ستنتهى إليه لا يعلمه إلا هو- سبحانه- ولا يعلم موعده سواه.

وحين نتصور أن حجم هذه الشمس يبلغ نحو مليون ضعف لحجم أرضنا هذه، وأن هذه الكتلة الهائلة تتحرك أو تجرى في الفضاء لا يسندها شيء، حين نتصور ذلك، ندرك طرفا من صفة القدرة التي تصرف هذا الوجود عن قوة وعن علم وقد ساق القرطبي عند تفسيره لهذه الآية جملة من الأحاديث فقال: وفي صحيح مسلم عن أبى ذر قال سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن قوله- تعالى-: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها قال مستقرها تحت العرش.

ولفظ البخاري عن أبى ذر قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلم لي حين غربت الشمس. «تدرى أين تذهب» ؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها. فقال لها:

ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها. فذلك قوله- تعالى-: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها .

واسم الإشارة في قوله ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ يعود الى الجري المفهوم من «تجرى» .

أى: ذلك الجريان البديع العجيب المقدر الشمس، تقدير الله- تعالى- العزيز الذي لا يغلبه غالب، العليم بكل شيء في هذا الكون علما لا يخفى معه قليل أو كثير من أحوال هذا الكون.

وقوله : ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) ، في معنى قوله : ( لمستقر لها ) قولان :

أحدهما : أن المراد : مستقرها المكاني ، وهو تحت العرش مما يلي الأرض في ذلك الجانب ، وهي أينما كانت فهي تحت العرش وجميع المخلوقات ; لأنه سقفها ، وليس بكرة كما يزعمه كثير من أرباب الهيئة ، وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة ، وهو فوق العالم مما يلي رءوس الناس ، فالشمس إذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة تكون أقرب ما تكون من العرش ، فإذا استدارت في فلكها الرابع إلى مقابلة هذا المقام ، وهو وقت نصف الليل ، صارت أبعد ما تكون من العرش ، فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع ، كما جاءت بذلك الأحاديث .

قال البخاري : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم [ التيمي ] ، عن أبيه ، عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس ، فقال : " يا أبا ذر ، أتدري أين تغرب الشمس ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فذلك قوله : ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) .

حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، حدثنا وكيع عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( والشمس تجري لمستقر لها ) ، قال : " مستقرها تحت العرش " .

كذا أورده هاهنا . وقد أخرجه في أماكن متعددة ، ورواه بقية الجماعة إلا ابن ماجه ، من طرق ، عن الأعمش ، به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حين وجبت الشمس ، فقال : " يا أبا ذر ، أتدري أين تذهب الشمس ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل ، فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها ، وكأنها قد قيل لها : ارجعي من حيث جئت . فترجع إلى مطلعها ، وذلك مستقرها ، ثم قرأ : ( والشمس تجري لمستقر لها )

وقال سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس : " أتدري أين هذا ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ، فتستأذن فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها ، وتستأذن فلا يؤذن لها ، ويقال لها : ارجعي من حيث جئت . فتطلع من مغربها ، فذلك قوله : ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن أبي إسحاق ، عن وهب بن جابر ، عن عبد الله بن عمرو قال في قوله : ( والشمس تجري لمستقر لها ) ، قال : إن الشمس تطلع فتردها ذنوب بني آدم ، حتى إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت فيؤذن لها ، حتى إذا كان يوم غربت فسلمت وسجدت ، واستأذنت فلا يؤذن لها ، فتقول : إن المسير بعيد وإني إلا يؤذن لي لا أبلغ ، فتحبس ما شاء الله أن تحبس ، ثم يقال لها : " اطلعي من حيث غربت " . قال : " فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها ، لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا " .

وقيل : المراد بقوله : ( لمستقر لها ) هو انتهاء سيرها وهو غاية ارتفاعها في السماء في الصيف وهو أوجها ، ثم غاية انخفاضها في الشتاء وهو الحضيض .

والقول الثاني : أن المراد بمستقرها هو : منتهى سيرها ، وهو يوم القيامة ، يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور ، وينتهي هذا العالم إلى غايته ، وهذا هو مستقرها الزماني .

قال قتادة : ( لمستقر لها ) أي : لوقتها ولأجل لا تعدوه .

وقيل : المراد : أنها لا تزال تنتقل في مطالعها الصيفية إلى مدة لا تزيد عليها ، يروى هذا عن عبد الله بن عمرو .

وقرأ ابن مسعود ، وابن عباس : " والشمس تجري لا مستقر لها " أي : لا قرار لها ولا سكون ، بل هي سائرة ليلا ونهارا ، لا تفتر ولا تقف . كما قال تعالى : ( وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ) [ إبراهيم : 33 ] أي : لا يفتران ولا يقفان إلى يوم القيامة .

( ذلك تقدير العزيز ) أي : الذي لا يخالف ولا يمانع ، ( العليم ) بجميع الحركات والسكنات ، وقد قدر ذلك وقننه على منوال لا اختلاف فيه ولا تعاكس ، كما قال تعالى : ( فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ الأنعام : 96 ] . وهكذا ختم آية حم السجدة " بقوله : ( ذلك تقدير العزيز العليم ) [ فصلت : 12 ] .

وقوله ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) يقول تعالى ذكره: والشمس تجري لموضع قرارها، بمعنى: إلى موضع قرارها؛ وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .

* ذكر الرواية بذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا جابر بن نوح، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذرَ الغفاريّ، قال: كنت جالسا عند النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في المسجد، فلما غَرَبت الشمس، قال: يا أبا ذَرّ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ ؟ قلت الله ورسوله أعلم قال: فإنها تذهب فتسجد بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ بالرُّجُوعِ فَيُؤْذَنُ لَهَا ، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَكَانِهَا وَذَلِكَ مُسْتَقَرّها " .

وقال بعضهم في ذلك بما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) قال: وقت واحد لا تعدوه .

وقال آخرون: معنى ذلك: تجري لمجرى لها إلى مقادير مواضعها، بمعنى: أنها تجري إلى أبعد منازلها في الغروب، ثم ترجع ولا تجاوزه. قالوا: وذلك أنها لا تزال تتقدم كلّ ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع.

وقوله ( ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) يقول: هذا الذي وصفنا من جري الشمس لمستقر لها، تقدير العزيز في انتقامه من أعدائه، العليم بمصالح خلقه، وغير ذلك من الأشياء كلها، لا يخفي عليه خافية.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[38] ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ وذكر صفتي (العزيز العليم) لمناسبة معناهما للتعلق بنظام سير الكواكب؛ فالعزة تناسب تسخير هذا الكوكب العظيم، والعلم يناسب النظام البديع الدقيق.
وقفة
[38] ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ تذكير مستمر في خضم الحركة التي لا تتوقف، أن يومًا قادمًا سيتوقف فيه كل شيء ويستقر: (لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا)، وذلك يوم القيامة.
وقفة
[38] ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ تجري الشمس في هذا الفضاء الكوني الهائل بسرعة قدرها الفلكيون باثني عشر ميلًا في الثانية الواحدة.
وقفة
[38] ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ إن ربًّا بعـزته التي لا يتعاظمُها شيء، دبَّر هذا الكوكب الضَّخمْ وسيره لتتم منافعه على عباده، قادرٌ على تدبير شأنك، وتسهيل صعبك، وسَوقِ حظوظ النجاح لقلبك مهما شقت عليك؛ لو استعنت بعزته واستهديت بعلمه.
وقفة
[38] ﴿ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ حين نتصور أن حجم هذه الشمس يبلغ نحو مليون ضعف حجم أرضنا هذه، وأن هذه الكتلة الهائلة تتحرك أو تجري في الفضاء لا يسندها شيء، حين نتصور ذلك، ندرك طرفًا من صفة القدرة التي تصرف هذا الوجود عن قوة وعن علم.

الإعراب :

  • ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي:
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة والثلاثين. أي:وآية لهم الشمس. أو ومن آياته لهم. أو تكون الواو استئنافية. و«الشمس» مبتدأ مرفوعا بالضمة. تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. وجملة «تجري» في محل رفع خبر المبتدأ «الشمس».
  • ﴿ لِمُسْتَقَرٍّ لَها:
  • جار ومجرور متعلق بتجري. لها: جار ومجرور متعلق بصفة للموصوف «مستقر» أي بمعنى: لحد لها مؤقت مقدر تنتهي اليه في فلكها في آخر السنة. وقيل لأجلها المقرر.
  • ﴿ ذلِكَ تَقْدِيرُ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام: للبعد والكاف للخطاب. تقدير: خبر «ذلك» مرفوع بالضمة. أي ذلك الجري على ذلك التقدير والحساب الدقيق تقدير.
  • ﴿ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ:
  • مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة جره الكسرة. العليم: صفة-نعت-للعزيز ويجوز أن تكون الكلمتان صفتين للمضاف اليه المحذوف من القول الكريم لأنه معلوم بمعنى: تقدير الله العزيز العليم. وقد حلت الصفتان محل الموصوف سبحانه.'

المتشابهات :

الأنعام: 96﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
يس: 38﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
فصلت: 12﴿وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     الدليلُ الثَّالثُ: جريان الشمس بانتظام وحساب دقيق، قال تعالى :
﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لمستقر لها:
وقرئ:
1- إلى مستقر لها.
2- لا مستقر لها، نفيا، مبنيا على الفتح، أي: هى تجرى دائما، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وعكرمة، وعطاء بن رباح، وزين العابدين، والباقر، وابنه الصادق، وابن أبى عبدة.

مدارسة الآية : [39] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ ..

التفسير :

[39] وجعلنا القمرَ آية في خلقه، وقدَّرناه منازل كل ليلة:يبدأ هلالاً ضئيلاً حتى يكمُلَ قمراً مستديراً، ثم يرجعُ ضئيلاً مثل عِذْق النخلة المتقوس في الرقة والانحناء والصُّفْرة؛ لقدمه ويُبْسه.

{ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} ينزل بها، كل ليلة ينزل منها واحدة،{ حَتَّى} يصغر جدا، فيعود{ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} أي:عرجون النخلة، الذي من قدمه نش وصغر حجمه وانحنى، ثم بعد ذلك، ما زال يزيد شيئا فشيئا، حتى يتم [نوره] ويتسق ضياؤه.

ثم ذكر- سبحانه- آية أخرى تتعلق بكمال قدرته فقال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ ...

ولفظ القمر قرأه جمهور القراء بالنصب على أنه مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده.

والمنازل جمع منزل. والمراد بها أماكن سيره في كل ليلة، وهي ثمان وعشرون منزلا، تبدأ من أول ليلة في الشهر، إلى الليلة الثامنة والعشرين منه. ثم يستتر القمر ليلتين إن كان الشهر تاما. ويستتر ليلة واحدة إن كان الشهر تسعا وعشرين ليلة.

أى: وقدرنا سير القمر في منازل، بأن ينزل في كل ليلة في منزل لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه، إذ كل شيء عندنا بمقدار..

وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو «والقمر» بالرفع على الابتداء، وخبره جملة «قدرناه» .

قال الآلوسى ما ملخصه. قوله: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ- بالنصب- أى: وصيرنا سيره، أى: محله الذي يسير فيه «منازل» فقدّر بمعنى صيّر الناصب لمفعولين. والكلام على حذف مضاف، والمضاف المحذوف مفعوله الأول ومَنازِلَ مفعوله الثاني.

وقرأ الحرميان وأبو عمرو: وَالْقَمَرَ بالرفع، على الابتداء، وجملة قَدَّرْناهُ خبره.

والمنازل: جمع منزل، والمراد به المسافة التي يقطعها القمر في يوم وليلة .

وقوله- سبحانه-: حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ تصوير بديع لحالة القمر وهو في آخر منازله.

والعرجون: هو قنو النخلة ما بين الشماريخ إلى منبته منها، وهو الذي يحمل ثمار النخلة سواء أكانت تلك الثمار مستوية أم غير مستوية. وسمى عرجونا من الانعراج، وهو الانعطاف والتقوس، شبه به القمر في دقته وتقوسه واصفراره.

أى: وصيرنا سير القمر في منازل لا يتعداها ولا يتقاصر عنها، فإذا صار في آخر منازله، أصبح في دقته وتقوسه كالعرجون القديم، أى: العتيق اليابس.

قال بعض العلماء: والذي يلاحظ القمر ليلة بعد ليلة. يدرك ظل التعبير القرآنى العجيب حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ وبخاصة ظل ذلك اللفظ «القديم» . فالقمر في لياليه الأولى هلال. وفي لياليه الأخيرة هلال. ولكنه في لياليه الأولى يبدو وكأن فيه نضارة وقوة.

وفي لياليه الأخيرة يطلع وكأنما يغشاه سهوم ووجوم، ويكون فيه شحوب وذبول. ذبول العرجون القديم. فليست مصادفة أن يعبر القرآن عنه هذا التعبير الموحى العجيب .

ثم قال : ( والقمر قدرناه منازل ) أي : جعلناه يسير سيرا آخر يستدل به على مضي الشهور ، كما أن الشمس يعرف بها الليل والنهار ، كما قال تعالى : ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) [ البقرة : 189 ] ، وقال ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) الآية [ يونس : 5 ] ، وقال : ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا ) [ الإسراء : 12 ] ، فجعل الشمس لها ضوء يخصها ، والقمر له نور يخصه ، وفاوت بين سير هذه وهذا ، فالشمس تطلع كل يوم وتغرب في آخره على ضوء واحد ، ولكن تنتقل في مطالعها ومغاربها صيفا وشتاء ، يطول بسبب ذلك النهار ويقصر الليل ، ثم يطول الليل ويقصر النهار ، وجعل سلطانها بالنهار ، فهي كوكب نهاري . وأما القمر ، فقدره منازل ، يطلع في أول ليلة من الشهر ضئيلا قليل النور ، ثم يزداد نورا في الليلة الثانية ، ويرتفع منزلة ، ثم كلما ارتفع ازداد ضياء ، وإن كان مقتبسا من الشمس ، حتى يتكامل نوره في الليلة الرابعة عشرة ، ثم يشرع في النقص إلى آخر الشهر ، حتى يصير كالعرجون القديم .

قال ابن عباس : وهو أصل العذق .

وقال مجاهد : العرجون القديم أي : العذق اليابس .

يعني ابن عباس : أصل العنقود من الرطب إذا عتق ويبس وانحنى ، وكذا قال غيرهما . ثم بعد هذا يبديه الله جديدا في أول الشهر الآخر ، والعرب تسمي كل ثلاث ليال من الشهر باسم باعتبار القمر ، فيسمون الثلاث الأول " غرر " واللواتي بعدها " نفل " ، واللواتي بعدها " تسع " ; لأن أخراهن التاسعة ، واللواتي بعدها " عشر " ; لأن أولاهن العاشرة ، واللواتي بعدها " البيض " ; لأن ضوء القمر فيهن إلى آخرهن ، واللواتي بعدهن " درع " جمع درعاء ; لأن أولهن سود ; لتأخر القمر في أولهن ، ومنه الشاة الدرعاء وهي التي رأسها أسود . وبعدهن ثلاث " ظلم " ثم ثلاث " حنادس " ، وثلاث " دآدئ " وثلاث " محاق " ; لانمحاق القمر أواخر الشهر فيهن . وكان أبو عبيد ينكر التسع والعشر . كذا قال في كتاب " غريب المصنف " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)

اختلفت القراء في قراءة قوله ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ) فقرأه بعض المكيين وبعض المدنيين وبعض البصريين: (وَالقَمَرُ) رفعا عطفًا بها على الشمس، إذ كانت الشمس معطوفة على الليل، فأتبعوا القمر أيضًا الشمس في الإعراب، لأنه أيضًا من الآيات، كما الليل والنهار آيتان، فعلى هذه القراءة تأويل الكلام: وآية لهم القمرُ قدّرناه منازل. وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض المدنيين وبعض البصريين، وعامة قرّاء الكوفة نصبا( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ ) بمعنى: وقدّرنا القمر منازل، كما فعلنا ذلك بالشمس، فردّوه على الهاء من الشمس في المعنى، لأن الواو التي فيها للفعل المتأخر.

والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان مشهورتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، فتأويل الكلام: وآية لهم، تقديرنا القمر منازل للنقصان بعد تناهيه وتمامه واستوائه، حتى عاد كالعرجون القديم ؛ والعرجون: من العذق من الموضع النابت في النخلة إلى موضع الشماريخ ؛ وإنما شبهه جل ثناوه بالعرجون القديم، والقديم هو اليابس، لأن ذلك من العِذْق، لا يكاد يوجد إلا متقوّسًا منحنيًا إذا قدم ويبس، ولا يكاد أن يُصاب مستويًا معتدلا كأغصان سائر الأشجار وفروعها، فكذلك القمرُ إذا كان في آخر الشهر قبل استسراره، صار في انحنائه وتقوّسه نظير ذلك العرجون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) يقول: أصل العِذق العتيق .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) يعني بالعُرجون: العذقَ اليابس .

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) قال: كعِذْق النخلة إذا قدُم فانحنى .

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقيّ، قال: ثنا أبو يزيد الخرّاز، يعني خالد بن حيان الرقيِّ، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصمّ في قوله ( حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) قال: عذق النخلة إذا قدُم انحنى .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عيسى بن عبيد، عن عكرمة، في قوله ( كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) قال: النخلة القديمة .

حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى عن مجاهد ( كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) قال: العِذْق اليابس .

حدثني محمد بن عمر بن عليّ المقدمي وابن سنان القزّاز، قالا ثنا أبو عاصم والمقدمي، قال: سمعت أبا عاصم يقول: سمعت سليمان التيمي في قوله ( حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) قال: العذْق .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) قال: قدّره الله منازل، فجعل ينقص حتى كان مثل عذق النخلة، شبهه بعذق النخلة .

التدبر :

وقفة
[39] ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ يستدل به على مواقيت الصلاة والحساب.
عمل
[39] ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ لا تقلق من إخفاقك هذه المرة، حتى البدر الجميل يعود مثل العسب البالي، لكنه يبدر من جديد.
وقفة
[39] ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ من تدبر القمر وجد أنه مطابق لحال الإنسان؛ فهو يبدو ضعيفًا، ثم يزداد في القوة حتى إذا تكامل في القوة أخذ في النقص.
وقفة
[39] ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ الإنسان أشبه ما يكون بالقمر، يولد ضعيفًا (هلالًا)، ثم يكتمل (بدرًا)، ثم يرجع ضعيفًا من جديد (هلالًا) مع بلوغ أرذل العمر.
وقفة
[39] في يس حديث عن مراحل خلق القمر: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾، وإشارة لمراحل خلق الإنسان: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ [68].
وقفة
[39] لكل بداية نهاية، وكل تمام مآله النقص، وما ارتفع شيء إلا وضعه الله كما ارتفع، هذه سنة الله في خلقه ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَالْقَمَرَ:
  • الواو استئنافية. القمر: مفعول به بفعل مضمر يفسره «قدرناه» لأن «قدرناه» استوفى مفعوله.
  • ﴿ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بمعنى: قدرنا مسيرة منازل أي جعلنا له منازل لأنه لا بد من تقدير مضاف إذ لا معنى لتقدير القمر منازل أي جعلنا له منازل ينتقل فيها في جريه حول الأرض. منازل: مفعول به ثان منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن-مفاعل-أو جمع ثالث أحرفه ألف بعده حرفان.
  • ﴿ حَتّى عادَ:
  • حتى: حرف غاية وابتداء. عاد: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ:
  • الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب حال. العرجون: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. القديم: صفة-نعت-للعرجون مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. فاذا كان في آخر منازله دق وعاد أي رجع بعد تمامه فصار كالشمراخ القديم أي معوجا مثله. والعرجون: أصله: العذق الذي يعوج ويقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسا. والعذق: وهو من التمر كالعنقود من العنب.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     الدليلُ الرابعُ: منازل القمر، قال تعالى :
﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

والقمر:
قرئ:
1- بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، وأبى جعفر، وابن محيصن، والحسن، خلاف عنه.
2- بالنصب، على الاشتغال، وهى قراءة باقى السبعة.
كالعرجون:
1- بضم العين والجيم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسر العين وفتح الجيم، وهى قراءة سليمان التيمي.

مدارسة الآية : [40] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن ..

التفسير :

[40] لكل من الشمس والقمر والليل والنهار وقت قدَّره الله له لا يتعدَّاه، فلا يمكن للشمس أن تلحق القمر فتمحو نوره، أو تغير مجراه، ولا يمكن للَّيل أن يسبق النهار، فيدخل عليه قبل انقضاء وقته، وكل من الشمس والقمر والكواكب في فلك يَجْرون.

{ وَكُلٌّ} من الشمس والقمر، والليل والنهار، قدره [اللّه] تقديرا لا يتعداه، وكل له سلطان ووقت، إذا وجد عدم الآخر، ولهذا قال:{ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} أي:في سلطانه الذي هو الليل، فلا يمكن أن توجد الشمس في الليل،{ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} فيدخل عليه قبل انقضاء سلطانه،{ وَكُلٌّ} من الشمس والقمر والنجوم{ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي:يترددون على الدوام، فكل هذا دليل ظاهر، وبرهان باهر، على عظمة الخالق، وعظمة أوصافه، خصوصا وصف القدرة والحكمة والعلم في هذا الموضع.

وقوله- تعالى-: لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ، وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ، وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ بيان لدقة نظامه- سبحانه- في كونه، وأن هذا الكون الهائل يسير بترتيب في أسمى درجات الدقة، وحسن التنظيم.

أى: لا يصح ولا يتأتى للشمس أن تدرك القمر في مسيره فتجتمع معه بالليل.

وكذلك لا يصح ولا يتأتى الليل أن يسبق النهار، بأنه يزاحمه في محله أو وقته، وإنما كل واحد من الشمس والقمر، والليل والنهار، يسير، في هذا الكون بنظام بديع قدره الله- تعالى- له، بحيث لا يسبق غيره، أو يزاحمه في سيره.

قال الإمام ابن كثير: قوله- تعالى-: لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ قال مجاهد: لكل منهما حد لا يعدوه، ولا يقصر دونه، إذا جاء سلطان هذا ذهب هذا، وإذا ذهب سلطان هذا جاء سلطان هذا..

وقال عكرمة: يعنى أن لكل منهما سلطانا فلا ينبغي للشمس أن تطلع بالليل.

وقوله: وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ يقول: لا ينبغي إذا كان الليل أن يكون ليل آخر، حتى يكون النهار...

وقوله- تعالى-: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ التنوين في «كل» عوض عن المضاف إليه..

قال الآلوسى: والفلك: مجرى الكواكب، سمى بذلك لاستدارته، كفلكة المغزل، وهي الخشبة المستديرة في وسطه، وفلكة الخيمة، وهي الخشبة المستديرة التي توضع على رأس العمود لئلا تتمزق الخيمة .

أى: وكل من الشمس والقمر، والليل والنهار، في أجزاء هذا الكون يسيرون بانبساط وسهولة، لأن قدرة الله- تعالى- تمنعهم من التصادم أو التزاحم أو الاضطراب.

وقوله : ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) : قال مجاهد : لكل منهما حد لا يعدوه ولا يقصر دونه ، إذا جاء سلطان هذا ذهب هذا ، وإذا ذهب سلطان هذا جاء سلطان هذا .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الحسن في قوله : ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) قال : ذلك ليلة الهلال .

وروى ابن أبي حاتم هاهنا عن عبد الله بن المبارك أنه قال : إن للريح جناحا ، وإن القمر يأوي إلى غلاف من الماء .

وقال الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح : لا يدرك هذا ضوء هذا ، ولا هذا ضوء هذا .

وقال عكرمة في قوله ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) : يعني : أن لكل منهما سلطانا ، فلا ينبغي للشمس أن تطلع بالليل .

وقوله : ( ولا الليل سابق النهار ) : يقول : لا ينبغي إذا كان الليل أن يكون ليل آخر حتى يكون النهار ، فسلطان الشمس بالنهار ، وسلطان القمر بالليل .

وقال الضحاك : لا يذهب الليل من هاهنا حتى يجيء النهار من هاهنا . وأومأ بيده إلى المشرق .

وقال مجاهد : ( ولا الليل سابق النهار ) يطلبان حثيثين ، ينسلخ أحدهما من الآخر .

والمعنى في هذا : أنه لا فترة بين الليل والنهار ، بل كل منهما يعقب الآخر بلا مهلة ولا تراخ ; لأنهما مسخران دائبين يتطالبان طلبا حثيثا .

وقوله : ( وكل في فلك يسبحون ) يعني : الليل والنهار ، والشمس والقمر ، كلهم يسبحون ، أي : يدورون في فلك السماء . قاله ابن عباس ، وعكرمة ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، وعطاء الخراساني .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : في فلك بين السماء والأرض . رواه ابن أبي حاتم ، وهو غريب جدا ، بل منكر .

قال ابن عباس وغير واحد من السلف : في فلكة كفلكة المغزل .

وقال مجاهد : الفلك كحديد الرحى ، أو كفلكة المغزل ، لا يدور المغزل إلا بها ، ولا تدور إلا به .

وقوله ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) يقول تعالى ذكره: لا الشمس يصلح لها إدراك القمر، فيذهب ضوؤها بضوئه، فتكون الأوقات كلها نهارًا لا ليل فيها( وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) يقول تعالى ذكره: ولا الليل بفائت النهار حتى تذهب ظلمته بضيائه، فتكون الأوقات كلها ليلا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في ألفاظهم في تأويل ذلك، إلا أن معاني عامتهم الذي قلناه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بَزَّة، عن مجاهد في قوله ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) قال: لا يشبه ضوءها ضوء الآخر، لا ينبغي لها ذلك .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) قال: لا يُشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي ذلك لهما

وفي قوله ( وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) قال: يتطالبان حَثيثين ينسلخ أحدهما من الآخر.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالح ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) قال: لا يدرك هذا ضوءَ هذا ولا هذا ضوء هذا .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) وهذا في ضوء القمر وضوء الشمس، إذا طلعت الشمس لم يكن للقمر ضوء، وإذا طلع القمر بضوئه لم يكن للشمس ضوء ( وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) قال: في قضاء الله وعلمه أن لا يفوت الليل النهار حتى يدركه، فيذهب ظلمته، وفي قضاء الله أن لا يفوت النهار الليل حتى يدركه، فيذهب بضوئه .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) ولكلٍّ حدٌّ وعلم لا يعدوه، ولا يقصر دونه؛ إذا جاء سلطان هذا، ذهب سلطان هذا، وإذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا .

ورُوي عن ابن عباس في ذلك ما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ) يقول: إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر، فإذا غابا غاب أحدهما بين يدي الآخر ، وأنْ من قوله ( أَنْ تُدْرِكَ ) في موضع رفع بقوله: ينبغي.

وقوله ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يقول: وكل ما ذكرنا من الشمس والقمر والليل والنهار في فلك يجرون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي، قال: ثنا شعبة، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ &; 20-521 &; يَسْبَحُونَ ) قال: في فلك كفلك المِغْزَل .

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: مجرى كلّ واحد منهما، يعني الليل والنهار، في فَلَك يسبحون: يجرون .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) أي: في فلك السماء يسبحون .

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) دورانا، يقول: دورانا يسبحون؛ يقول: يجرون .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يعني: كلّ في فلك في السماوات ؟.

التدبر :

وقفة
[40] ﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ القمر وَلَا اللَّيل سَابقُ النَّهَارِ﴾ الكون بُني على نظام وتنظيم، فإذا لم تُنظِّم وقتك وتكن حازمًا في هذا التنظيم فسوف تعيش حياةً ملؤها الفوضوية والتمزُّق والتشتُّت.
وقفة
[40] ﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ القمر وَلَا اللَّيل سَابقُ النَّهَارِ﴾ إن قلتَ: كيف نفى تعالى الِإدراك عن الشمس للقمر، دون عكسه؟ قلتُ: لأن سير القمر أسرعُ، لأنه يقطع فلكه في شهرٍ، والشمسُ لا تقطع فلكها إلَّا في سنة، فكانت جديرةً بأن توصف بنفي الِإدراكِ لبطء سيرها، والقمر خليقاً بأن يوصف بالسبق لسرعة سيره.
وقفة
[40] ﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ دقة حركة الكواكب في الكون مذهلة! تجري بحساب دقيق، وليس جريًا عشوائيًّا؛ ولذا استطاع علماء الفلك أن يتنبأوا بمواعيد الكسوف والخسوف، وذلك لعشرات السنين القادمة، وتأتي دائمًا منضبطة تمامًا في مواعيدها المحددة.

الإعراب :

  • ﴿ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها:
  • لا: نافية لا عمل لها، الشمس: مبتدأ مرفوع بالضمة. ينبغي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. لها: جار ومجرور متعلق بينبغي والجملة من ينبغي مع فاعله في محل رفع خبر المبتدأ.
  • ﴿ أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ:
  • حرف مصدرية ونصب. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «ينبغي» تدرك: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. القمر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وجملة تُدْرِكَ الْقَمَرَ» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ:
  • معطوفة بالواو على «الشمس» مرفوعة مثلها على الابتداء وعلامة رفعها الضمة. سابق: خبر «الليل» مرفوع بالضمة وهو مضاف. من اضافة اسم الفاعل الى معموله ولهذا حذف التنوين اذ لو كان منونا لما أضيف ولنصب النهار على المفعولية النهار: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. وقد تكررت «لا» وجوبا» لدخولها على جملة اسمية.
  • ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ:
  • الواو استئنافية. كل: مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة والتنوين فيه عوض من المضاف اليه. والمعنى كلهم. في فلك: جار ومجرور متعلق بخبر «كل» أي بيسبحون.
  • ﴿ يَسْبَحُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يسبحون» في محل رفع خبر المبتدأ «كل» والضمير للشموس والأقمار.'

المتشابهات :

الأنبياء: 33﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
يس: 40﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     الدليلُ الخامسُ: دِقَّةُ نِظامِ الكونِ، قال تعالى:
﴿ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف