489525312345678910

الإحصائيات

سورة الشورى
ترتيب المصحف42ترتيب النزول62
التصنيفمكيّةعدد الصفحات6.30
عدد الآيات53عدد الأجزاء0.34
عدد الأحزاب0.67عدد الأرباع2.70
ترتيب الطول34تبدأ في الجزء25
تنتهي في الجزء25عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 23/29الحواميم: 3/7
سورة الزخرف
ترتيب المصحف43ترتيب النزول63
التصنيفمكيّةعدد الصفحات6.70
عدد الآيات89عدد الأجزاء0.33
عدد الأحزاب0.65عدد الأرباع2.60
ترتيب الطول30تبدأ في الجزء25
تنتهي في الجزء25عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 24/29الحواميم: 4/7

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (52) الى الآية رقم (53) عدد الآيات (2)

= وتشابهُ الوحي بينهِ ﷺ وبينَ الأنبياءِ السابقينَ؛ ليتناسقَ البدءُ مع الختامِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (1) الى الآية رقم (8) عدد الآيات (8)

القرآنُ كلامُ اللهِ بلغةِ العربِ، لإنذارِ المشركينَ المعرضينَ عن القرآنِ، وتخويفِهم بعقابِ المستهزئينَ بالأنبياءِ قبلَهم،

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (9) الى الآية رقم (10) عدد الآيات (2)

ثُمَّ تذكيرُهم بأنَّهم يُقِرُّونَ بوجودِ الخالقِ، ثُمَّ تذكيرُهم أيضًا بأدلَّةِ وجودِ اللهِ ووحدانيتِه وقدرتِه =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الشورى

التحذير من الفرقة والأمر بالشورى

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نعم للاختلاف، لا للخلاف::   بدأت السورة ببيان وحدة الوحي بين جميع الأنبياء (المنهج واحد): ﴿حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (1-3). ثم الحديث عن عظمة الله: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (4، 5). تحدثت السورة عن الاختلاف بواقعية: فقررّت أنّ الأصل في الناس أنهم سيختلفون: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ (7). ثم تأتي الآية المحورية: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ (8)، فبينت: أن جمع الشمل من آثار الرحمة، وأن الفرقة من آثار العذاب. ثم بينت الواجب في حال الاختلاف: وهو التحاكم إلى الله وشرعه، قوله تعالى: ﴿وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْء فَحُكْمُهُ إِلَى ٱلله﴾ (10). ثم تحدّثت عن الفرقة وحذرت منها بشدة: ﴿أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ﴾ (13). وعابت على من وقع فيها من الأمم السابقة: ﴿وَمَا تَفَرَّقُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾ (14). ثم الأمر بالاستقامة: ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ (15).
  • • السّورة تقرّر:   أن الاختلاف أمر طبيعي ومنطقي؛ لأنه من المستحيل أن يجتمع الناس على رأي واحد في كلِّ المسائل، لكن المرفوض هو الفرقة والنّزاع، (لاحظ تكرر كلمة الفرقة في السورة 4 مرات). والحل لضمان الاجتماع عند تعدد الآراء والاختلاف هو: الشورى، التي إن حافظنا عليها في كل أمور حياتنا، في بيوتنا ومع أولادنا، وفي شركاتنا ومؤسساتنا، حافظنا على أمتنا من التفرق كما جرى مع الأمم السابقة. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   ‏«الشورى»، و«حم عسق»، و«عسق».
  • • معنى الاسم ::   ‏الشورى: التشاور وتبادل الآراء لمعرفة الصواب منها، واستشاره: طلب منه المشورة.
  • • سبب التسمية ::   سميت «الشورى»؛ لوصف المؤمنين بالتشاور في أمورهم في الآية (38)، و«حم عسق»، و«عسق»؛ لافتتاح السورة بها.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الشورى في كل الأمور العامة والخاصة، في بيوتنا ومع أولادنا، وفي شركاتنا، ومؤسساتنا.
  • • علمتني السورة ::   أن الاختلاف أمر طبيعي ومنطقي، لكن المرفوض هو الفرقة والنّزاع.
  • • علمتني السورة ::   عدم التفرق في الدين: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾
  • • علمتني السورة ::   الاستقامة على شرع الله، وعدم اتباع الأهواء في الدين: ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ...﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ غَدًا، فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حَم لاَ يُنْصَرُونَ».قال القاضي عياض: «أي علامتُكُمُ التي تَعْرِفُونَ بها أصحابَكم هذا الكلامُ، والشِّعارُ في الأصلِ العلامةُ التي تُنْصَبُ لِيَعْرِفَ بها الرَّجُلُ رُفْقَتَهُ، و(حم لا ينصرون) معناهُ بفضلِ السُّورِ المفتتحةِ بِحم ومنزلَتِها من اللهِ لا يُنْصَرون»، و(سورة الشورى) من السور المفتتحة بـ (حم).
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الشورى من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
    • عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: «الْحَوَامِيمَ دِيبَاجُ الْقُرْآنِ». وديباج القرآن: أي زينته، و(سورة الشورى) من الحواميم.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة الشورى هي السورة الثالثة من الحواميم أو آل (حم)، وهي سبع سور متتالية، وهي: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وأطلق عليها بعض العلماء: عرائس القرآن، وكلها مكية.
    • سورة الشورى وسورة مريم هما السورتان الوحيدتان اللتان ابتدأتا بخمسة حروف تهجٍ: ﴿حم عسق﴾، ﴿كهيعص﴾. • سورة الشورى احتوت على آية تعتبر أصلًا في باب الأسماء والصفات، وهي قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (11)، فكثيرًا ما يستدل العلماء بهذه الآية في إثبات صفات الله تعالى من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تأويل.
    • سورة الشورى أكثر سورة ورد فيها لفظ (الوحي) بالمعنى الشرعي، وهو إعلام الله تعالى لرسله بالرسالة، فقد ورد فيها هذا اللفظ 6 مرات على النحو التالي: أوحينا (3 مرات)، يُوحِي (مرتان)، وحي (مرة واحدة).
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نطبق الشورى دائمًا، في كل الأمور العامة والخاصة، في بيوتنا ومع أولادنا، وفي شركاتنا، ومؤسساتنا.
    • أن نستغفر لأنفسنا ولأهل الأرض من المؤمنين والمؤمنات اقتداءً بالملائـكة: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ﴾ (5).
    • أن نرجع إلى القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (10).
    • أن نرضى بما قسم الله لنا؛ فالله أعلم بحالنا: ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ (12).
    • أن نحسن العمل؛ فالله يعلم ما نخفي وما نعلن: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ (25).
    • أن نتذكر مصيبة وقعت لنا، ثم نكثر من الاستغفار مستحضرين قوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ (30).
    • أن نحذر الجدال في آيات الله بغير علم: ﴿وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ﴾ (35).
    • أن نجعل عفونا عن المسيء من شكر الله الذي أقدرنا على أن نأخذ حقنا، ونسأله أجره الذي وعدنا به في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ﴾ (40).
    • أن نسأل الله أن يثبتنا على دينه، فالهداية والضلال بيده: ﴿وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ﴾ (44).
    أن نسارع بالامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه، وأن نتوب قبل فوات الأوان، ولا نسوف: ﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّـهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾ (47).
سورة الزخرف

التحذير من الانبهار بالمظاهر المادية/ الدعوة إلى الإيمان والتوحيد

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • هدف السورة::   التحذير من الانبهار بالمظاهر المادية. وهذا واضح من اسم السورة (الزخرف)، فالسورة تحذر من خطورة الانبهار بالمظاهر المادية وزخارف الدنيا، وفي المقابل تؤكد على أن الزخرف الحقيقي والنعيم الحقيقي ليس في الدنيا، بل في الجنة التي وعد بها المتقون.ولذلك تكرّر في السورة ذكر الذهب والفضة أكثر من أي سورة أخرى.
  • • متاع الحياة الدنيا::   هذه الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة لحرم منها أهل الكفر، لكن لهوانها على الله أعطاها لهم، بل كان من الممكن أن يمنحهم منها أكثر وأكثر، لكن الله لم يفعل ذلك؛ لكي لا يفتن المؤمن بهم ويسلك سبيلهم، قال تعالى: ﴿وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وٰحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوٰبًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةُ عِندَ رَبّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾
  • • الزخرف الحقيقي::   وفي مقابل حديث السورة عن زخارف الدنيا والمظاهر المادّية، تأتي السورة بالزخرف الحقيقي: الجنة وما أعد الله فيها للمتقين: ﴿ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوٰجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَـٰفٍ مّن ذَهَبٍ وَأَكْوٰبٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ﴾ وكأن المعنى: لا تنبهروا يا مؤمنين بزينة الدنيا ولا تنخدعوا بمتاعها؛ لأن متاع الآخرة الذي أعده الله للمتقين أهم وأعظم.
  • • حذار من الزخرف::   إنَّ سورة الزخرف تحذِّر المسلمين من أنّهم لو تعلّقوا بالمظاهر المادّية فلن يفلحوا، وهل تخلّفت أمّتنا في هذا العصر إلاّ بسبب تعلّقها بالمظاهر المادّية وانبهار أفرادها بحضارة الغرب الماديّة؟!كما تحذر السورة أيضًا كل من يختار أصدقاءه وفقًا للمظاهر الماديّة: ﴿ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ﴾
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   ‏«الزخرف».
  • • معنى الاسم ::   الزخرف: الزينة، وكمال حُسن الشيء، والمزخرف: المزين.
  • • سبب التسمية ::   لورود كلمة (وزخرفًا) في الآية (35)، وهذه الكلمة وردت في سور أخرى لكن هذه السورة اشتملت على وصف لبعض نعيم الدنيا الفاني وهو (الزخرف) ومقارنته بنعيم الآخرة الخالد، فكانت أولى بهذه التسمية.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   : «حم الزخرف»؛ لتمييزها عن بقية سور الحواميم.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   عدم الانبهار بالمظاهر المادية.
  • • علمتني السورة ::   أن الزخرف الحقيقي والنعيم الحقيقي ليس في الدنيا، بل في الجنة.
  • • علمتني السورة ::   أن الله خلق الإنسان ورزقه نعمة العقل وترك له حرية اختيار طريق الخير والشر: ﴿وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُم ۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الله كَرَّمَ الإنسانَ ورزقه نعمة العقل فلا تتبع من كان قبلك وتقلدهم دون علم: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ غَدًا، فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حَم لاَ يُنْصَرُونَ». قال القاضي عياض: «أي علامتُكُمُ التي تَعْرِفُونَ بها أصحابَكم هذا الكلامُ، والشِّعارُ في الأصلِ العلامةُ التي تُنْصَبُ لِيَعْرِفَ بها الرَّجُلُ رُفْقَتَهُ، و(حم لا ينصرون) معناهُ بفضلِ السُّورِ المفتتحةِ بِحم ومنزلَتِها من اللهِ لا يُنْصَرون»، و(سورة الزخرف) من السور المفتتحة بـ (حم).
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الزخرف من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
    • عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: «الْحَوَامِيمَ دِيبَاجُ الْقُرْآنِ». وديباج القرآن: أي زينته، و(سورة الزخرف) من الحواميم.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة الزخرف هي السورة الرابعة من الحواميم أو آل (حم)، وهي سبع سور متتالية، وهي: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وأطلق عليها بعض العلماء: عرائس القرآن، وكلها مكية.
    • سورة الزخرف السورة على دعاء الركوب، في الآيتين (13-14).
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نتجنب الانبهار بالمظاهر المادية وزخارف الدنيا.
    • أن نشكر الله تعالى على نعمه علينا، ومنها قول: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) عند ركوب وسائل النقل: ﴿وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾ (13، 14).
    • أن نضع خطةً للقضاء على أنواع الترف الذي يجعلنا نرتكب محرمًا أو نترك واجبًا: ﴿وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ (23).
    • أن نرضى بقِسْمَتِنا، ولا نَحْسُدُ أحدًا؛ فاللهُ هو من يَقْسِمُ الأرزاقَ: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (32).
    • أن ندون ما مرَّ بنا اليوم من أنواع تسخير الله تعالى الناس بعضهم لبعض: ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (32).
    • أن نتذكر مصيبة أصابتنا، ثم نتذكر ذنبًا فعلناه قبلها ونستغفر الله منه؛ فربما أُصبنا بالمصيبة لكي نرجع إلى ربنا: ﴿وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (48).
    • أن نتبع صراط الله في أمورنا كلها ولا نَحِد عنه: ﴿إِنَّ اللَّـهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ (64). • أن نحذر من الاختلاف في الدين: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ (65).
    • أن ننزه الله عما افتراه عليه الكفار من نسبة الولد إليه: ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ (81).
    • أن نسبح الله تعالى عند سماع: ﴿سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (82).

تمرين حفظ الصفحة : 489

489

مدارسة الآية : [52] :الشورى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ ..

التفسير :

[52] وكما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك -أيها النبي- أوحينا إليك قرآناً من عندنا، ما كنت تدري قبله ما الكتب السابقة ولا الإيمان ولا الشرائع الإلهية؟ ولكن جعلنا القرآن ضياء للناس نهدي به مَن نشاء مِن عبادنا إلى الصراط المستقيم. وإنك -أيها الرسول- لَتَدُلُّ و

{ وَكَذَلِكَ} حين أوحينا إلى الرسل قبلك{ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا، لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير.

وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم، ولهذا قال:{ مَا كُنْتَ تَدْرِي} أي:قبل نزوله عليك{ مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} أي:ليس عندك علم بأخبار الكتب السابقة، ولا إيمان وعمل بالشرائع الإلهية، بل كنت أميا لا تخط ولا تقرأ، فجاءك هذا الكتاب الذي{ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع، والأهواء المردية، ويعرفون به الحقائق، ويهتدون به إلى الصراط المستقيم.

{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي:تبينه لهم وتوضحه، وتنيره وترغبهم فيه، وتنهاهم عن ضده، وترهبهم منه، ثم فسر الصراط المستقيم فقال:{ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}

ثم بين- سبحانه- جانبا من مظاهر فضله على نبيه صلّى الله عليه وسلّم فقال: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ ...

والكاف في قوله «كذلك» بمعنى مثل واسم الإشارة يعود إلى ما أوحاه إلى الرسل السابقين.

والمراد بالروح: القرآن- وسماه- سبحانه- روحا، لأن الأرواح تحيا به، كما تحيا الأبدان بالغذاء المادي.

أى: ومثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل، أوحينا إليك- أيها الرسول الكريم، هذا القرآن، الذي هو بمنزلة الأرواح للأجساد، وقد أوحيناه إليك بأمرنا وإرادتنا ومشيئتنا، وأنت- أيها الرسول الكريم- ما كنت تعرف أو تدرك حقيقة هذا الكتاب حتى عرفناك إياه، وما كنت تعرف أو تدرك تفاصيل، وشرائع وأحكام هذا الذين الذي أوحيناه إليك بعد النبوة.

فالمقصود بهذه الآية الكريمة نفى علم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بهذا القرآن قبل النبوة، ونفى أن يكون- أيضا- عالما بتفاصيل وأحكام هذا الدين لا نفى أصل الإيمان.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ، وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً.

وقوله- سبحانه-: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ، وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ .

والضمير في قوله- تعالى-: وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا يعود إلى القرآن الكريم، الذي عبر عنه بالروح.

أى: ولكن جعلنا هذا القرآن العظيم نورا ساطعا، نهدي به من نشاء هدايته من عبادنا.

وَإِنَّكَ أيها الرسول الكريم لَتَهْدِي من أرسلناك إليهم إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أى طريق واضح قويم لا اعوجاج فيه ولا التواء.

وقوله ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) يعني القرآن ، ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) أي : على التفصيل الذي شرع لك في القرآن ، ( ولكن جعلناه ) أي القرآن ( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) ، كقوله : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] .

وقوله : ( وإنك ) [ أي ] يا محمد ( لتهدي إلى صراط مستقيم ) ، وهو الخلق القويم . ثم فسره بقوله :

القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)

يعني تعالى ذكره بقوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) وكما كنا نوحي في سائر رسلنا, كذلك أوحينا إليك يا محمد هذا القرآن, روحا من أمرنا: يقول: وحيا ورحمة من أمرنا.

واختلف أهل التأويل في معنى الروح في هذا الموضع, فقال بعضهم: عنى به الرحمة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة, عن الحسن في قوله: (رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) قال: رحمة من أمرنا.

وقال آخرون: معناه: وحيا من أمرنا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) قال: وحيا من أمرنا.

وقد بيَّنا معنى الروح فيما مضى بذكر اختلاف أهل التأويل فيها بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

وقوله: (مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما كنت تدري يا محمد أي شيء الكتاب ولا الإيمان اللذين أعطيناكهما.

(وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا) يقول: ولكن جعلنا هذا القرآن, وهو الكتاب نورا, يعني ضياء للناس, يستضيئون بضوئه الذي بين الله فيه, وهو بيانه الذي بين فيه, مما لهم فيه في العمل به الرشاد, ومن النار النجاة (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يقول: نهدي بهذا القرآن, فالهاء فى قوله " به " من ذكر الكتاب.

ويعني بقوله: (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ) : نسدد إلى سبيل الصواب, وذلك الإيمان بالله (مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يقول: نهدي به من نشاء هدايته إلى الطريق المستقيم من عبادنا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ(مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ) يعني محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يعني بالقرآن.

وقال جل ثناؤه (وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ) فوحد الهاء, وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان, لأنه قصد به الخبر عن الكتاب. وقال بعضهم: عنى به الإيمان والكتاب, ولكن وحد الهاء, لأن أسماء الأفعال يجمع جميعها الفعل, كما يقال: إقبالك وإدبارك يعجبني, فيوحدهما وهما اثنان.

وقوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: وإنك يا محمد لتهدي إلى صراط مستقيم عبادنا, بالدعاء إلى الله, والبيان لهم.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال تبارك وتعالى وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ داع يدعوهم إلى الله عز وجل.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال: لكل قوم هاد.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: تدعو إلى دين مستقيم.

يقول جلّ ثناؤه: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم, وهو الإسلام, طريق الله الذي دعا إليه عباده.

التدبر :

وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا﴾ قال السعدي: «سُمّي القرآن روحًا؛ لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح».
وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا﴾ الروح لا يفهمه إلا عقل فيه روح.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا﴾ الروح التي تضخ الحياة في حياتك.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا﴾ حين يسري الوحي في كلماتنا يمنحها الحياة، الكلمات بدون وحي جثث من الحروف.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ سُمِّيَ القُرْآنُ رُوحًا؛ لِأَنَّهُ حَيَاةُ القُلُوبِ، ولأن الحياةَ الحقيقيةَ تتوقفُ عليه ولا تتمُّ بدونِه.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ القرآن روح تجري في الجسد، وأي حياة نعيشها إذا ماتت فينا هذه الروح؟!
وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ القـرآن روح وبه حيـاة القـلـوب، ونجاة إذا ضاقت عليك الدروب.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ هو القرآن؛ وسماه روحًا لأن فيه حياة من موت الجهل، وكان مالك بن دينار يقول: يا أهل القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟! فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ سمي الوحي روحًا لأهمية الوحي في هداية الناس، فهو بمنزلة الروح للجسد.
وقفة
[52] ﴿وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا﴾ فالروح يحيا بها الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين.
وقفة
[52] ﴿وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا﴾، ﴿وأنزلنا إليكم نورا مبينا﴾ [النساء: 174] قلب بلا قرآن: ميِّت لا روح فيه، مظلم لا نور فيه.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ وصف القرآن بالروح؛ لأنه روح للأمة الإسلامية وحياتها وسر بقائها.
وقفة
[52] ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾ كم من بعيد عن الله مُتبعٌ لهواه هداه الله بتلك الروح من أمره!
وقفة
[52] القرآن حياة الروح، وروح الحياة ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾.
وقفة
[52] ‏بـ (الروح) تحيى الأرواح ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾.
وقفة
[52] ليس شئ أنفع للمؤمن من كلام ربه، هو روح يحي قلب العبد ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾.
عمل
[52] سَجِّل ثلاث فوائد دنيوية أو أخروية أحياها فيك تدبرك للقرآن ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾.
وقفة
[52] لا يموت قلب خالطت نبضه آيات القرآن، كما أنه لا حياة لقلب خلي منها: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾، ﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا﴾ [الأنعام: 122].
وقفة
[52] ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ نعم، لا حياة حقيقية للأفراد وللاأمة إلا باتباع هذا القران الكريم.
وقفة
[52] لا يغير كيان الإنسان مرور الزمان بل نقطة تحول؛ كـلحظة إشراق شمس التدبر ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾.
وقفة
[52، 53] الاستقامة الحقة في اتباع النبي القيِّم ﷺ، واتباع دينه القيِّم، وكتابه القيِّم، قال تعالى: ﴿وكذلك أوحينا إليك رُوحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض﴾.
وقفة
[52] - القرآن الكريم هو حياة القلوب: ﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعام: 122] بالقرآن. - القرآن الكريم هو الروح: ﴿أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾. - القرآن الكريم هو الشفاء: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾ [الإسراء: 82]. - القرآن الكريم هو النور: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا﴾ [النساء: 174].
وقفة
[52] الحياة مع القرآن؛ هي (الروح) الحقيقية التي نعيش بها! ولذلك سماه الله: ﴿رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾.
وقفة
[52] ذكر سبحانه صفة رسوله قبل أن يوحى إليه فقال: ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ﴾ أي: أي شيء هو؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، وذلك أدخل في الإعجاز، وأدل على صحة نبوته.
وقفة
[52] ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ هل هذا نفي للإيمان عن النبي ﷺ؟ والجواب: الإيمان هنا هو الفرائض والأحكام، وقد سمى الله الصلاة إيمانًا، وكان قبلها مؤمنًا بتوحيد الله، ثم نزلت الفرائض التي لم يكن يدري بها.
وقفة
[52] ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾ قال الإمام أحمد: «من زعم أن النبي ﷺ كان على دين قومه، فهو قول سوء، أليس كان لا يأكل ما ذُبح على النصب».
وقفة
[52] ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ﴾ لو كان أحد يستقل بمعرفة الأسئلة الكبرى بنفسه دون الوحي، لكان محمد صلى الله عليه وسلم.
عمل
[52] ﴿وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا﴾، ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة: 15]، إذا لم تستنر بالقرآن فأنت أعمى! سل الله البصيرة لترى النور فالقرآن نور وضياء.
وقفة
[52] ﴿وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ﴾ والنور لا يراه العميان؛ لذا ربط الله الهداية بمشيئته؛ لأن أعمى القلب لن يرى نور القرآن، ولن يهتدي بهداه.
وقفة
[52] ﴿وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ﴾ كان مالك بن دينار يقول: «يا أهل القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض».
وقفة
[52] ﴿وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ شبه الكتاب بالنُّور لمناسبة الهُدي به؛ لأن الإيمان والهُدى والعلم تشبَّه بالنور، والضلال والجهل والكفر تشبه بالظلمة؛ قال تعالى: ﴿يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: 257]، وإذا كان السائر في الطريق في ظلمة ضل عن الطريق، فإذا استنار له اهتدى إلى الطريق؛ فالنُّور وسيلة الاهتداء، ولكن إنما يَهتدي به من لا يكون له حائل دون الاهتداء، وإلا لم تنفعه وسيلة الاهتداء؛ ولذلك قال تعالى: ﴿نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾.
وقفة
[52] ﴿ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا﴾ لو حفظت القرآن حفظ ابن كعب، ورتلته ترتيل أبي موسى، وفهمته فهم ابن عباس؛ لن يهديك إلا إذا شاء الله.
وقفة
[52] ﴿ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا﴾ المهديون بالقرآن في قلوبهم نور، وفي أوجههم نور، وعلى كلماتهم نور، وحياتهم كلها نور، فالقرآن الكريم هدى للناس: ﴿هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].
وقفة
[52] القرآن نور يستضاء به في الحياة فتعرف به طرق السعادة وسبل النجاة ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا﴾.
وقفة
[52] تخيل أن القرآن لم يصل إليك، وأنك لم تهتد إلى الإسلام؛ فكم هي الضيقة والشقاء التي ستعيش بها! ثم احمد الله على نعمة الهداية والإيمان ﴿وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾.
وقفة
[52] زكى الله بالقرآن وهداياته قلوب المؤمنين جميعًا ونفوسهم وأنار بصائرهم ﴿جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾، العالم منهم والأمي بحسب تقواهم.
تفاعل
[52] ﴿نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ ادعُ الله الآن أن يهديك إلى الصراط المستقيم.
وقفة
[52] ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ هذه هداية عامة، وهي هداية إرشاد كل الناس إلى الخير، وهي تخالف الهداية الخاصة بالمؤمنين في قوله تعالى: ﴿نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾.
وقفة
[52] اتباع سنة النبي ﷺ من أسباب الهداية إلى الطريق المستقيم ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.
وقفة
[52] الهداية المسندة إلى الرسول ﷺ هي هداية الإرشاد لا هداية التوفيق ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَكَذلِكَ:
  • الواو استئنافية. الكاف: اسم مبني على الفتح بمعنى «مثل» في محل نصب صفة-نعت-لمصدر-مفعول مطلق-بتقدير: أوحينا إليك وحيا مثل ذلك الوحي. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة واللام للبعد والكاف للخطاب. ويجوز ان تكون الكاف في محل رفع مبتدأوالجملة الفعلية «اوحينا وما بعدها» في محل رفع خبره.
  • ﴿ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. إليك: جار ومجرور متعلق بأوحينا.
  • ﴿ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من أمر:جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من روحا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. بمعنى قرآنا من امرنا سماه سبحانه روحا لان الخلق يحيون به دينهم كما يحيي الجسد بالروح.
  • ﴿ ما كُنْتَ تَدْرِي:
  • نافية لا عمل لها. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع اسمها. تدري: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. وجملة «تدري» في محل نصب خبر «كان».
  • ﴿ مَا الْكِتابُ:
  • الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به للفعل «تدري».ما:اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. الكتاب: خبر «ما» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَلا الْإِيمانُ:
  • الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد النفي. او بمعنى وما الإيمان. الإيمان: معطوفة بالواو على «الكتاب» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ وَلكِنْ جَعَلْناهُ:
  • الواو زائدة. لكن: حرف مخفف مهمل غير عامل يفيد الاستدراك. جعلنا: تعرب اعراب «اوحينا» والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به يعود على الكتاب.
  • ﴿ نُوراً نَهْدِي بِهِ:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. نهدي:فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. به: جار ومجرور متعلق بنهدي. وجملة نَهْدِي بِهِ» في محل نصب صفة-نعت-لنورا.
  • ﴿ مَنْ نَشاءُ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.نشاء: تعرب اعراب «نهدي» وعلامة رفعها الضمة الظاهرة. وجملة «نشاء» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: من نشاؤه او بمعنى: من نشاء هدايته.
  • ﴿ مِنْ عِبادِنا:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من اسم الموصول «ما» و «من» حرف جر بياني. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة
  • ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي:
  • الواو استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل-للمخاطب-مبني على الفتح في محل نصب اسم «ان» واللام لام التوكيد-المزحلقة-.تهدي: تعرب اعراب «تدري».وجملة «تهدي» في محل رفع خبر «ان».
  • ﴿ إِلى صِراطٍ‍ مُسْتَقِيمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بتهدي. مستقيم: صفة-نعت- لصراط‍ مجرورة مثلها. اي ترشد الى سبيل او طريق قويم.'

المتشابهات :

الشورى: 7﴿ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا
الشورى: 52﴿ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [52] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ أقسامَ الوحي؛ ذكرَ هنا أنه أوحى إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم كما أوحى إلى الأنبياء قبله، قال تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لتهدى:
1- مضارع «هدى» ، مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مضارع هدى مبنيا للمفعول، وهى قراءة حوشب.
3- بضم التاء وكسر الدال، وهى قراءة ابن السميفع.

مدارسة الآية : [53] :الشورى     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا ..

التفسير :

[53] صراط الله الذي له ملك جميع ما في السموات وما في الأرض، لا شريك له في ذلك. ألا إلى الله -أيها الناس- ترجع جميع أموركم من الخير والشر، فيجازي كُلّاً بعمله:إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشر.

أي:الصراط الذي نصبه الله لعباده، وأخبرهم أنه موصل إليه وإلى دار كرامته،{ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} أي:ترجع جميع أمور الخير والشر، فيجازي كُلًّا بحسب عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

تم تفسير سورة الشورى، والحمد للّه أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، على تيسيره وتسهيله.

وقوله: صِراطِ اللَّهِ بدل مما قبله، وإضافته إلى الله- تعالى- للتفخيم والتشريف.

أى: وإنك لترشد الناس إلى صراط الله الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ملكا وخلقا وتصرفا..

أَلا إِلَى اللَّهِ- تعالى- وحده تَصِيرُ الْأُمُورُ أى: تنتهي إليه الأمور وتصعد إليه وحده، فيقضى فيها بقضائه العادل، وبحكمه النهائى الذي لا معقب له.

وبعد: فهذا تفسير وسيط لسورة «الشورى» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده.

وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

( صراط الله [ الذي ] ) أي : شرعه الذي أمر به الله ، ( الذي له ما في السموات وما في الأرض ) أي : ربهما ومالكهما ، والمتصرف فيهما ، الحاكم الذي لا معقب لحكمه ، ( ألا إلى الله تصير الأمور ) ، أي : ترجع الأمور ، فيفصلها ويحكم فيها .

آخر تفسير سورة " [ حم ] الشورى " والحمد لله رب العالمين .

الذي له ملك جميع ما في السموات وما في الأرض, لا شريك له في ذلك. والصراط الثاني: ترجمة عن الصراط الأول.

وقوله جلّ ثناؤه: ( أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ ) يقول جلّ ثناؤه: ألا إلى الله أيها الناس تصير أموركم في الآخرة, فيقضي بينكم بالعدل.

فإن قال قائل: أو ليست أمورهم في الدنيا إليه؟ قيل: هي وإن كان إليه تدبير جميع ذلك, فإن لهم حكاما وولاة ينظرون بينهم, وليس لهم يوم القيامة حاكم ولا سلطان غيره, فلذلك قيل: إليه تصير الأمور هنالك وإن كانت الأمور كلها إليه وبيده قضاؤها وتدبيرها في كلّ حال.

آخر تفسير سورة حـم عسق

التدبر :

اسقاط
[53] ﴿أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾ وترجو غيره؟
اسقاط
[53] ﴿أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾ لماذا تقلق؟
وقفة
[53] ﴿أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾ هل آمنت؟ لتنتهي الأوجاع والهموم.
وقفة
[53] مصير الأمور ومرجعها إلى الله سبحانه؛ فلا تتوكل إلا عليه ﴿أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾.
عمل
[53] ثِق باختيار الله لك، فالخير كله في اختياره، وقد كان قتادة كثيرًا ما يقول في مجلسه: ﴿أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ صِراطِ‍ اللهِ:
  • بدل من «صراط‍» في الآية السابقة مجرورة مثلها. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
  • ﴿ لَهُ ما فِي السَّماواتِ:
  • الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات: جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة.
  • ﴿ وَما فِي الْأَرْضِ:
  • معطوفة بالواو على ما فِي السَّماواتِ» وتعرب اعرابها
  • ﴿ أَلا إِلَى اللهِ:
  • حرف استفتاح وتنبيه للتأكيد. إلى الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بتصير.
  • ﴿ تَصِيرُ الْأُمُورُ:
  • فعل مضارع بمعنى «ترجع» مرفوع وعلامة رفعه الضمة.الأمور: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. أي ان مصير الأمور كلها ترجع إليه عز وجل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [53] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أنه صلى الله عليه وسلم يَهدي إلى صراطٍ مستقيم؛ بَيَّنَ هنا هذا الصراط المستقيم، قال تعالى:
﴿ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [1] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ حم

التفسير :

[1] ﴿ حمٓ ﴾ سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة.

تقدم تفسير الحروف المتقطعة

مقدمة وتمهيد

1- سورة «الزخرف» من السور المكية الخالصة، وعدد آياتها تسع وثمانون آية، وكان نزولها بعد سورة «الشورى» .

2- وقد افتتحت سورة «الزخرف» بالثناء على القرآن الكريم، وبتسلية الرسول صلّى الله عليه وسلّم عما أصابه من قومه، وببيان جانب من مظاهر قدرته- تعالى-، ومن أنواع نعمه.

قال- تعالى-: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً، وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ، فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ. وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ ...

3- ثم انتقلت السورة إلى الحديث عن جهالات المشركين، وعن دعاواهم الكاذبة، وعن أقوالهم الفاسدة عند ما يدعون إلى الدخول في الدين الحق.

قال- تعالى-: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً، أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ، سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ. وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ، ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ........ فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ.

4- وبعد أن ساقت السورة الكريمة جانبا من دعوة إبراهيم- عليه السلام- لقومه، واصلت حديثها عن موقف المشركين من دعوة الحق، وعن اعتراضهم على نبوة النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم أخذت في تفنيد هذه الاعتراضات، وفي تسلية الرسول صلّى الله عليه وسلّم عما أصابه منهم، وبينت سوء عاقبتهم في الدنيا والآخرة.

قال- تعالى-: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ، نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا، وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا، وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.

وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ..5- ثم ساقت السورة الكريمة بعد ذلك جانبا من قصة موسى- عليه السلام- وكيف أن الله- تعالى- دمر فرعون وقومه، بسبب بغيهم وإصرارهم على كفرهم.

قال- تعالى-: وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ، قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ، وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ. أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ. فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ. فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ. فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ. فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ.

6- ثم أتبعت السورة حديثها عن جانب من قصة موسى مع فرعون وقومه، بالحديث عن موقف المشركين من عيسى- عليه السلام- الذي جاء قومه بالحق والحكمة، فقال- تعالى-: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ. وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ. إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ.

7- ثم وجه- سبحانه- نداء إلى عباده المؤمنين، بشرهم فيه برضوانه وجنته، فقال- تعالى-: يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ. ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ. يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ.

8- وكعادة القرآن الكريم في المقارنة بين عاقبة الأخيار والأشرار، أتبع القرآن حديثه عن ثواب المتقين، بالحديث عن عقاب الكافرين، فقال- تعالى-: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ. لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ. وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ. وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ.

9- ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بتلقين النبي صلّى الله عليه وسلّم الجواب الذي يخرس به ألسنة المشركين، ويسليه عن كيدهم ولجاجهم ويسلحه بالحق الذي لا يحوم حوله باطل.

قال- تعالى-: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ. سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ. فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ.

إلى أن يقول- سبحانه-: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ. وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ. فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.

10- وبعد فهذا عرض إجمالى لبعض المقاصد التي اشتملت عليها سورة «الزخرف» ،ومنه نرى أن السورة الكريمة تهتم اهتماما واضحا بالحديث عن العقبات التي وضعها المشركون في طريق الدعوة الإسلامية، وكيف أن الله- تعالى- قد أعطى نبيه صلّى الله عليه وسلّم السلاح الذي يهدم به هذه العقبات كما اهتمت ببيان مظاهر قدرة الله- تعالى- ونعمه على خلقه، وببيان جانب من قصص بعض الأنبياء. كإبراهيم وموسى وعيسى- عليهم السلام- لتسليته صلّى الله عليه وسلّم عما لحقه من أذى المشركين، كما اهتمت بالمقارنة بين عاقبة الأخيار والأشرار، وبإقامة البراهين الساطعة على وحدانية الله- عز وجل- إلى غير ذلك من المقاصد التي لا مجال لتفصيل الحديث عنها في تلك المقدمة، وإنما سنتحدث عنها بشيء من التوضيح خلال تفسيرنا لآيات السورة الكريمة.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

سورة " الزخرف " من السور التى افتتحت بالحروف المقطعة ، وقد سبق أن قلنا فى المراد بهذه الحروف ما خلاصته : هذه الحروف التى افتتحت بها بعض السور ، يغلب على الظن أنه جئ بها للتنبيه إلى إعجاز القرآن ، لأنه مؤلف من كلام هو من جنس كلامهم ، ومع ذلك فقد عجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله .

تفسير سورة الزخرف وهي مكية .

قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور فمنهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسرها حكاه القرطبي في تفسـره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين وقاله عامر الشعبي وسفيان الثوري والربيع بن خيثم واختاره أبو حاتم بن حبان.

ومنهم من فسرها واختلف هؤلاء في معناها فقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم إنما هي أسماء السور.

قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره وعليه إطباق الأكثر ونقل عن سيبويه أنه نص عليه ويعتضد لهذا بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة "الم" السجدة و "هل أتى على الإنسان" وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال: الم وحم والمص وص.

فواتح افتتح الله بها القرآن.

القول في تأويل قوله تعالى : حم (1)

قد بينَّا فيما مضى قوله ( حم ) بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[1] ﴿حم﴾ الأحرف المقطعة للتنبيه على المادة الأولية التي تتألف منها السورة والقرآن الكريم، وهي متاحة لجميع الناطقين بالعربية، ومع هذا يعجزون أن يؤلِّفوا منها كتابًا كهذا القرآن.
وقفة
[1] ﴿حم﴾ كل سورة ابتدأت بالحروف الهجائية المقطَّعة فهي سورة مكية، إلا سورتين: البقرة وآل عمران، فإنهما مدنيتان.

الإعراب :

  • ﴿ حم
  • أعربت وشرحت في سورة «المؤمن» غافر.'

المتشابهات :

غافر: 1﴿ حم تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ
فصلت: 1﴿ حم تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الشورى: 1﴿ حم عٓسٓق
الزخرف: 1﴿ حم وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ
الدخان: 1﴿ حم وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ
الجاثية: 1﴿ حم تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ
الأحقاف: 1﴿ حم تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [1] لما قبلها :     افتُتِحَت هذه السُّورةُ العظيمةُ بالحُروفِ المُقطَّعة؛ للإشارة إلى إعجازِ القُرآنِ؛ إذ تشير إلى عجزِ الخَلْقِ عن معارَضَتِه بالإتيانِ بشيءٍ مِن مِثلِه، مع أنَّه مُركَّبٌ من هذه الحُروفِ العربيَّةِ التي يتحدَّثونَ بها، قال تعالى:
﴿ حم

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [2] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ

التفسير :

[2] أقسم الله تعالى بالقرآن الواضح لفظاً ومعنى.

هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين وأطلق، ولم يذكر المتعلق، ليدل على أنه مبين لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والدين والآخرة.

والواو في قوله- تعالى-: وَالْكِتابِ الْمُبِينِ للقسم، والمقسم به الكتاب، وجواب القسم قوله- تعالى- بعد ذلك: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا....

أى: وحق هذا الكتاب الواضح المرشد إلى طريق الحق والسعادة، لقد جعلنا بقدرتنا وحكمتنا هذا الكتاب قرآنا عربيا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.

أى: جعلناه كذلك لكي تفهموه وتتعقلوا معانيه، وتهتدوا إلى ما فيه من الأحكام السامية، والآداب العالية.

أي : البين الواضح الجلي المعاني والألفاظ ; لأنه نزل بلغة العرب التي هي أفصح اللغات للتخاطب بين الناس

وقوله: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) قسم من الله تعالى أقسم بهذا الكتاب الذي أنـزله على نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) لمن تدبَّره وفكَّر في عبره وعظاته هداه ورشده وأدلته على حقيته, وأنه تنـزيل من حكيم حميد, لا اختلاق من محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا افتراء من أحد

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[2] ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ ولم يذكر ماذا يُبيِّن هذا الكتاب، ليدل على أنه مبيِّن لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والآخرة.
اسقاط
[2] ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ العظيم لا يُقسِم إلا بعظيمٍ سبحانه، فما مقدار تعظيمنا لكتابه المُبين؟
وقفة
[2] البعض يدعى صعوبة فهم كتاب الله، وهذا كلام غير صحيح جملة وتفصيلًا، والدليل قوله تعالى: ﴿وَالكِتابِ المُبينِ﴾.
عمل
[2] ﴿وَالكِتابِ المُبينِ﴾ واضح المعانى مفصلًا لا لبس فيه؛ فقط اقترب والزمه.

الإعراب :

  • ﴿ وَالْكِتابِ:
  • الواو: واو القسم حرف جر. الكتاب: مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف. والأصل بالكتاب فأبدلت بالواو بمعنى وحق الكتاب أي القرآن.وهو من الايمان الحسنة البديعة لتناسب القسم والمقسم عليه وكونهما أي الكتاب والقرآن من واد واحد. الزخرف
  • ﴿ الْمُبِينِ:
  • صفة-نعت-للكتاب مجرور مثله بمعنى البين أو الواضح للمتدبرين'

المتشابهات :

الزخرف: 2﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ
الدخان: 2﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [2] لما قبلها :     وبعد ذكرِ الحُروفِ المُقطَّعة؛ يأتي هنا ذكر القرآن أو الكتاب على عادة القرآن، فأقسم اللهُ بالقرآن على القرآن، أقسم وأطلق، ولم يذكر المتعلق؛ ليدل على أنه مبين لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والدين والآخرة، قال تعالى:
﴿ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [3] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ ..

التفسير :

[3] إنَّا أنزلنا القرآن على محمد -صلى الله عليه وسلم- بلسان العرب؛ لعلكم تفهمون، وتتدبرون معانيه وحججه

{ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} هذا المقسم عليه، أنه جعل بأفصح اللغات وأوضحها وأبينها، وهذا من بيانه. وذكر الحكمة في ذلك فقال:{ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ألفاظه ومعانيه لتيسرها وقربها من الأذهان.

قال صاحب الكشاف: أقسم- سبحانه- بالكتاب المبين وهو القرآن وجعل قوله:

إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا جوابا للقسم، وهو من الأيمان الحسنة البديعة، لتناسب القسم والمقسم عليه، وكونهما من واد واحد.. والْمُبِينِ أى: البين الذي أنزل بلغتهم وأساليبهم...

فقوله- تعالى-: لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ بيان للحكمة التي من أجلها أنزل الله- تعالى- هذا القرآن بلسان عربي مبين. أى: جعلناه كذلك رجاء أن تعقلوا وتفهموا أوامره ونواهيه، وتوجيهاته وإرشاداته.

ولهذا قال : ( إنا جعلناه ) أي : أنزلناه ( قرآنا عربيا ) أي : بلغة العرب فصيحا واضحا ، ( لعلكم تعقلون ) أي : تفهمونه وتتدبرونه ، كما قال : ( بلسان عربي مبين ) [ الشعراء : 195 ] .

( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) يقول: إنا أنـزلناه قرآنا عربيا بلسان العرب, إذا كنتم أيها المنذرون به من رهط محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عربا( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) يقول: معانيه وما فيه من مواعظ, ولم ينـزله بلسان العجم, فيجعله أعجميا, فتقولوا نحن: نحن عرب, وهذا كلام أعجمي لا نفقه معانيه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ (حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) هو هذا الكتاب المبين.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: (حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ) مبين والله بركته, وهداه ورشده.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[3] ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ لا تصح دعوى الاهتمامِ بالقرآنِ مع إهمالِ لُغتِه.
وقفة
[3] ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ هل تعلم أن لغة أهل الجنة هي العربية؟
وقفة
[3] ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ حينما يختار خالق كل شيء اللغة العربية لغةً لكلامه ﷻ يجب أن تعلم قيمة هذه اللغة.
وقفة
[3] تكرر لفظ (جعل) في الزخرف 11 مرة فناسبها: ﴿إنا جعلناه قرآنا عربيا﴾، ولم يقل: (أنزلناه) كما ورد في مواضع أخرى.
وقفة
[3] ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ من لوازم الاعتزاز بالقرآن الاعتزاز بلغته؛ ﻷن الفرع يتبع اﻷصل، فلا تصح دعوى الاهتمام بالقرآن مع إهمال لغته.
وقفة
[3] ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ كلَّما زادَ حظُّك من اللغةِ العربيةِ زادَ تدبُّركَ وتعقُّلكَ للقرآنِ.
وقفة
[3] ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ إن قلتَ: القرآنُ ليس بمجعولٍ، لأن الجَعْل هو الخلقُ، فلمَ لم يقل: قلناه أو أنزلناه؟ قلتُ: الجَعْلُ يأتي بمعنى القول أيضًا، كقوله تعالى: ﴿ويَجْعَلُونَ للَّهِ البَنَاتِ﴾ [النحل: 57]، وقوله: ﴿وَجَعَلوا للَّهِ أَنْدَاداً﴾ [إبراهيم: 30].
وقفة
[3] ﴿إِنّا جَعَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾ كونه عربيًّا يساعدك على رجاحة عقلك فى أمور دينك ودنياك.
وقفة
[3] ﴿إِنّا جَعَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾ كونه عربيًّا؛ يُحمل الناطقين بها مسئولية عظيمة.
وقفة
[3] ﴿إِنّا جَعَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾ كونه عربيًّا ذلك مدعاة لفهمه وتدبره.
وقفة
[3] على العرب مسؤولية أكثر من غيرهم ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ [44].
وقفة
[3] تدبُّرُ الكلام إنما يُنتفع به إذا فُهِمَ، قال تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، فمن عرف الخير والشر فلم يتبع الخير ويحذر الشر؛ لم يكن عاقلًا، ولهذا لا يُعد عاقلًا إلا من فعل ما ينفعه واجتنب ما يضره.

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا جَعَلْناهُ قُرْآناً:
  • الجملة: جواب القسم لا محل لها من الاعراب. انّ:حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «انّ» جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا.و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. قرآنا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وجملة جَعَلْناهُ قُرْآناً» في محل رفع خبر «ان» بمعنى: صيرناه فتعدى الى مفعولين أو يكون بمعنى «بيناه».
  • ﴿ عَرَبِيًّا:
  • صفة-للموصوف-قرآنا منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة بمعنى حتى تفهموا معانيه.
  • ﴿ لَعَلَّكُمْ:
  • حرف مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسمها. والميم علامة الجمع.
  • ﴿ تَعْقِلُونَ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

يوسف: 2﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
طه: 113﴿وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ
الزخرف: 3﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [3] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ القسم؛ ذكرَ جوابه، قال تعالى:
﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [4] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا ..

التفسير :

[4]وإنه في اللوح المحفوظ لدينا لعليٌّ في قَدْره وشرفه، محكم لا اختلاف فيه ولا تناقض.

{ وَإِنَّهُ} أي:هذا الكتاب{ لَدَيْنَا} في الملأ الأعلى في أعلى الرتب وأفضلها{ لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} أي:لعلي في قدره وشرفه ومحله، حكيم فيما يشتمل عليه من الأوامر والنواهي والأخبار، فليس فيه حكم مخالف للحكمة والعدل والميزان.

ثم أخبر تعالى أن حكمته وفضله يقتضي أن لا يترك عباده هملا، لا يرسل إليهم رسولا، ولا ينزل عليهم كتابا، ولو كانوا مسرفين ظالمين فقال:

ثم بين- سبحانه- المنزلة السامية التي جعلها لهذا القرآن، والصيانة التامة التي أحاطه بها فقال: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ.

والمراد بأم الكتاب: اللوح المحفوظ، وسمى بذلك لأن جميع الكتب السماوية منقولة عنه.

كما قال- تعالى-: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ.

وقيل: المراد بأم الكتاب: علمه الأزلى- عز وجل-.

أى: وإن هذا القرآن المبين لثابت، وكائن في اللوح المحفوظ، وهو لَدَيْنا أى:

عندنا لَعَلِيٌّ أى: لرفيع الشأن، عظيم القدر حَكِيمٌ أى: محكم النظم في أعلى طبقات البلاغة. فلا يضيره تكذيب المكذبين، ولا طعن الطاعنين.

فالآية الكريمة تدل دلالة واضحة على القيمة العظيمة التي جعلها- سبحانه- لهذا القرآن، في علمه- تعالى- وتقديره، كما أن وصف هذا الكتاب بقوله لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ يؤكد هذه المنزلة السامية ويقررها.

وقوله تعالى : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) بين شرفه في الملأ الأعلى ، ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض ، فقال تعالى : ( وإنه ) أي القرآن ( في أم الكتاب ) أي اللوح المحفوظ ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، ( لدينا ) أي : عندنا ، قاله قتادة وغيره ، ( لعلي ) أي : ذو مكانة عظيمة وشرف وفضل ، قاله قتادة ) حكيم ) أي : محكم بريء من اللبس والزيغ .

وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله ، كما قال : ( إنه لقرآن كريم . في كتاب مكنون . لا يمسه إلا المطهرون . تنزيل من رب العالمين ) [ الواقعة : 77 - 80 ] وقال : ( كلا إنها تذكرة . فمن شاء ذكره . في صحف مكرمة . مرفوعة مطهرة . بأيدي سفرة . كرام بررة ) [ عبس : 11 - 16 ] ; ولهذا استنبط العلماء ، رحمهم الله ، من هاتين الآيتين : أن المحدث لا يمس المصحف ، كما ورد به الحديث إن صح ; لأن الملائكة يعظمون المصاحف المشتملة على القرآن في الملأ الأعلى ، فأهل الأرض بذلك أولى وأحرى ، لأنه نزل عليهم ، وخطابه متوجه إليهم ، فهم أحق أن يقابلوه بالإكرام والتعظيم ، والانقياد له بالقبول والتسليم ، لقوله : ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)

يقول تعالى ذكره: وإن هذا الكتاب أصل الكتاب الذي منه نسخ هذا الكتاب عندنا لعليّ: يقول: لذو علوّ ورفعة, حكيم: قد أحكمت آياته, ثم فصلت فهو ذو حكمة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, عن هشام الدستوائي, عن القاسم بن أبي بزة, قال: ثنا عروة بن عامر, أنه سمع ابن عباس يقول: أول ما خلق الله القلم, فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق, قال: والكتاب عنده, قال: ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ). يعني القرآن في أمّ الكتاب الذي عند الله منه نسخ.

حدثني أبو السائب, قال: ثنا ابن إدريس, قال: سمعت أبي, عن عطية بن سعد في قول الله تبارك وتعالى: ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) يعني القرآن في أمّ الكتاب الذي عند الله منه نسخ.

حدثني أبو السائب, قال: ثنا ابن إدريس, قال: سمعت مالكا يروي عن عمران, عن عكرمة ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا ) قال: أمّ الكتاب القرآن.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا ) قال: أمّ الكتاب: أصل الكتاب وجملته.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) : أي جملة الكتاب أي أصل الكتاب.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) يقول: في الكتاب الذي عند الله في الأصل.

وقوله: ( لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) وقد ذكرنا معناه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) يخبر عن منـزلته وفضله وشرفه.

التدبر :

وقفة
[4] ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ بَيَّن شرفه في الملأ الأعلى ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض.
وقفة
[4] ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ أي تعظيم لشأن القرآن فيا من تقرأه افرح به وتشوف إلى علوه وحكمته، فإنه يعلو ولا يعلى عليه.
وقفة
[4] عن ابن عباس قال: «إن أول ما خلق الله من شيء القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، والكتاب عنده، ثم قرأ: ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾».
وقفة
[4] ﴿وَإِنَّهُ في أُمِّ الكِتابِ لَدَينا لَعَلِيٌّ حَكيمٌ﴾ تأملوا كل كلمة من كلمات الآية الكريمة تنم عن علو شأن رفيع المستوى لا مثيل له، لذا فاتخاذه نبراسًا ومنهجًا يزيدنا بهاء وشرفًا ورفعة.
وقفة
[4] ﴿وَإِنَّهُ في أُمِّ الكِتابِ لَدَينا لَعَلِيٌّ حَكيمٌ﴾ محفوظ فى مكان ومكانة عالية.
وقفة
[4] ﴿لَدَينا﴾ هذه تكفى.
وقفة
[4] ﴿لَعَلِيٌّ حَكيمٌ﴾ فيه من الحكمة ما يناسب كل زمان ومكان حتى قيام الساعة.
وقفة
[4، 5] ﴿لَعَلِيٌّ حَكيمٌ * أَفَنَضرِبُ عَنكُمُ الذِّكرَ صَفحًا أَن كُنتُم قَومًا مُسرِفينَ﴾ كتاب هذه صفاته لا يمكن أن يُحجب بسبب إعراضكم.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ:
  • الواو: عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» في أم: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» و «الكتاب» أي اللوح المحفوظ‍: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ لَدَيْنا:
  • ظرف مكان مبني على السكون بمعنى «عندنا» وهو مضاف متعلق بخبر «إنّ» و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة بمعنى: عندنا.
  • ﴿ لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ:
  • اللام لام التوكيد-المزحلقة-علي: خبر «انّ» مرفوع بالضمة. حكيم: خبر ثان لان ويجوز أن يكون صفة لعلي. بمعنى: رفيع الشأن في الكتب لكونه معجزا من بينها ذو حكمة بالغة أي منزلته عندنا منزلة كتاب هما صفتاه مثبت في اللوح هكذا.'

المتشابهات :

آل عمران: 7﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ
الرعد: 39﴿يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
الزخرف: 4﴿وَإِنَّهُ فِي أُمُّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [4] لما قبلها :     وبعد القسم بالقرآن؛ بَيَّنَ اللهُ هنا المنزلة السامية التي جعلها لهذا القرآن، والصيانة التامة التي أحاطه بها، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [5] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن ..

التفسير :

[5] أفنُعْرِض عنكم، ونترك إنزال القرآن إليكم لأجل إعراضكم وعدم انقيادكم، وإسرافكم في عدم الإيمان به؟

{ أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} أي:أفنعرض عنكم، ونترك إنزال الذكر إليكم، ونضرب عنكم صفحا، لأجل إعراضكم، وعدم انقيادكم له؟ بل ننزل عليكم الكتاب، ونوضح لكم فيه كل شيء، فإن آمنتم به واهتديتم، فهو من توفيقكم، وإلا قامت عليكم الحجة، وكنتم على بينة من أمركم.

وبعد هذا البيان المشرف للقرآن الكريم، أتبع- سبحانه- ذلك بالكشف عن مدى الإسراف القبيح الذي ارتكبه المشركون حين أعرضوا عنه فقال- تعالى-: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً، أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ.

والهمزة للاستفهام الإنكارى، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام، والضرب هنا: بمعنى التنحي والابتعاد والإهمال، تقول: ضربت عن فلان صفحا، إذا أعرضت عنه وتركته، والصفح: مصدر صفحت عنه، إذا أعرضت عنه، وذلك بأن تعطيه صفحة وجهك أى:

جانبه. وهو منصوب لنضرب من غير لفظه، كما في قولهم: قعدت جلوسا. أو على الحال من الفاعل: على المصدرية أى: صافحين.

والمراد بالذكر هنا: القرآن الكريم.

والمعنى: أنعرض عنكم ونهملكم فلا نذكركم بالقرآن الكريم، ولا نرشدكم إلى هداياته.

بسبب إسرافكم على أنفسكم، ومحاربتكم للحق، وإيثاركم الغي على الرشد؟!! لا لن نفعل ذلك، بل سننزل هذا القرآن على نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم ومن شاء بعد ذلك فليؤمن، ومن شاء فليكفر.

قال الشوكانى: قوله: أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ قرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر إن على أنها شرطية، والجزاء محذوف لدلالة ما قبله عليه. وقرأ الباقون بفتحها على التعليل، أى: لأن كنتم قوما منهمكين في الإسراف مصرين عليه. .

وقوله : ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ) اختلف المفسرون في معناها ، فقيل : معناها : أتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذبكم ولم تفعلوا ما أمرتم به ؟ قاله ابن عباس ، ومجاهد وأبو صالح ، والسدي ، واختاره ابن جرير .

وقال قتادة في قوله : : ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا ) : والله لو أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا ، ولكن الله عاد بعائدته ورحمته ، وكرره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنة ، أو ما شاء الله من ذلك .

وقول قتادة لطيف المعنى جدا ، وحاصله أنه يقول في معناه : إنه تعالى من لطفه ورحمته بخلقه لا يترك دعاءهم إلى الخير والذكر الحكيم - وهو القرآن - وإن كانوا مسرفين معرضين عنه ، بل أمر به ليهتدي من قدر هدايته ، وتقوم الحجة على من كتب شقاوته .

القول في تأويل قوله تعالى : أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم: معناه: أفنضرب عنكم ونترككم أيها المشركون فيما تحسبون, فلا نذكركم بعقابنا من أجل أنكم قوم مشركون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله عزّ وجلّ: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: تكذّبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه.

حدثني محمد بن عمارة, قال: ثنا عبيد الله بن موسى, قال: اخبرنا سفيان, عن إسماعيل, عن أبي صالح, قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: بالعذاب.

حدثني محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: أفنضرب عنكم العذاب.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ) يقول: أحسبتم أن نصفح عنكم ولما تفعلوا ما أمرتم به.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أفنترك تذكيركم بهذا القرآن, ولا نذكركم به, لأن كنتم قوما مسرفين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ) : أي مشركين, والله لو كان هذا القرآن رفع حين ردّه أوائل هذه الأمة لهلكوا, فدعاهم إليه عشرين سنة, أو ما شاء الله من ذلك.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: لو أن هذه الأمة لم يؤمنوا لضرب عنهم الذكر صفحا, قال: الذكر ما أنـزل عليهم مما أمرهم الله به ونهاهم صفحا, لا يذكر لكم منه شيئا.

وأولى التأويلين في ذلك بالصواب تأويل من تأوّله: أفنضرب عنكم العذاب فنترككم ونعرض عنكم, لأن كنتم قوما مسرفين لا تؤمنون بربكم.

وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالآية, لأن الله تبارك وتعالى أتبع ذلك خبره عن الأمم السالفة قبل الأمم التي توعدها بهذه الآية في تكذيبها رسلها, وما أحل بها من نقمته, ففي ذلك دليل على أن قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) وعيد منه للمخاطبين به من أهل الشرك, إذ سلكوا في التكذيب بما جاءهم عن الله رسولهم مسلك الماضين قبلهم.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة " إنْ كُنْتُمْ" بكسر الألف من " إن " بمعنى: أفنضرب عنكم الذكر صفحا إذ كنتم قوما مسرفين. وقرأه بعض قرّاء أهل مكة والكوفة وعامة قرّاء البصرة " أنْ" بفتح الألف من " أنْ", بمعنى: لأن كنتم.

واختلف أهل العربية في وجه فتح الألف من أن في هذا الموضع, فقال بعض نحويي البصرة: فتحت لأن معنى الكلام: لأن كنتم. وقال بعض نحويي الكوفة: من فتحها فكأنه أراد شيئا ماضيا, فقال: وأنت تقول في الكلام: أتيت أن حرمتني, تريد: إذ حرمتني, ويكسر إذا أردت: أتيت إن تحرمني. ومثله: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ و (إِنْ صَدُّوكُمْ) بكسر وبفتح.

فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا قال: والعرب تنشد قول الفرزدق?

أتَجْــزَعُ أنْ أُذْنــا قُتَيْبَــةَ حُزَّتـا

جِهـارًا وَلـمْ تَجْـزَعْ لقَتْـلِ ابنِ حَازِمِ (1)

قال: وينشد?

أتَجْــزَعُ أنْ بـانَ الخَـلِيطُ المُـوَدّعُ

وَحَـبْلُ الصَّفَـا مِـنْ عَـزَّةَ المُتَقَطِّـعُ (2)

قال: وفي كل واحد من البيتين ما في صاحبه من الكسر والفتح.

والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الكسر والفتح في الألف في هذا الموضع قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وذلك أن العرب إذا تقدم " أن " وهي بمعنى الجزاء فعل مستقبل كسروا ألفها أحيانا, فمحضوا لها الجزاء, فقالوا: أقوم إن قمت, وفتحوها أحيانا, وهم ينوون ذلك المعنى, فقالوا: أقوم أن قمت بتأويل, لأن قمت, فإذا كان الذي تقدمها من الفعل ماضيا لم يتكلموا إلا بفتح الألف من " أن " فقالوا: قمت أن قمت, وبذلك جاء التنـزيل, وتتابع شعر الشعراء.

------------------------

الهوامش:

(1) البيت من شواهد النحويين ومن شواهد الفراء في معاني القرآن ( الورقة 294 ) قال عند قوله تعالى في سورة الزخرف : ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم( قرأ الأعمش : ( إن كنتم ) بالكسر . وقرأ عاصم والحسن ( أن كنتم ) بفتح أن ، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا ، وأنت تقول في الكلام : أأسبك أن حرمتني ، وتكسر إذا أردت : أأسبك إن تحرمني ؟ ومثله : ( لا يجرمنكم شنآن قوم إن صدوكم) تكسر إن وتفتح ومثله ( فعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا) . والعرب تنشد . قول الفرزدق" أتجزع إن أذنا قتيبة ..." البيت . بالفتح والكسر . ورواية البيت في شرح شواهد المغني للسيوطي :" أتغضب" في مكان" أتجزع" قال : وضمير تغضب راجع على قيس. والحز : القطع . وابن خازم : عبد الله بن خازم ، بمعجمتين ، كما ضبطه الدارقطني وغيره أمير خراسان ، وليها سنتين ، ثم ثار به أهل خرسان ، فقتلوه ، وحملوا رأسه إلى عبد الملك بن مروان. وقتيبة بن مسلم الباهلي ، من أكبر قواد المسلمين ، وفاتحي بلاد الشرق ، وهو الذي افتتح خوارزم وسمرقند وبخارى . وقتل سنة سبع وتسعين رحمه الله . والظاهر أن قول المؤلف" أتيت أن حرمتني" . فيه تصحيف من الناسخ لقول الفراء في معاني القرآن" أأسبك حرمتني" .

(2) البيت لكثير عزة ، وهو من شواهد الفراء أورده بعد الشاهد السابق ، قال : أنشدوني" أتجزع أن بان" ... البيت . ثم قال : وفي كل واحد من البيتين ، ما في صاحبه من الفتح والكسر .

التدبر :

وقفة
[5] ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا﴾ من رحمة الله بالخلق أن أتم عليهم نزول القرآن، ولم ينقطع نزوله بكفر الكافرين.
وقفة
[5] ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ﴾ إن حالكم وإن اقتضى تخليتكم وشأنكم حتى تموتوا على الكفر والضلالة، وتبقوا في العذاب الخالد, لكننا لسعة رحمتنا لا نفعل ذلك, بل نهديكم إلى الحق بإرسال الرسول الأمين، وإنزال الكتاب المبين.
وقفة
[5] ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ﴾ وقيل: الذكر التذكير، فكأنه قال: أنترك تذكيركم؛ لأنكم كنتم قومًا مسرفين، فإياك أن تترك تذكير مسرف على نفسه، ولا تيأس من هدايته.
وقفة
[5] ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ﴾ المسرف في الغفلة قد يكون أنفع للمسلمين من غيره إذا اهتدى.
وقفة
[5] ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ﴾ قال قتادة: «والله لو كان هذا القرآن رفع حين ردَّه أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله ردده وكرره عليهم برحمته».
عمل
[5] ﴿أَفَنَضرِبُ عَنكُمُ الذِّكرَ صَفحًا أَن كُنتُم قَومًا مُسرِفينَ﴾ لا تمنع الناس ما بك من خير بصدودهم وإعراضهم ومعاملتهم السيئة لك.
وقفة
[5، 6] ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ * وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ﴾ بعد الوعظ ذكر سير الأمم من قبلهم، وأنه لم تنتصر أمة على نبيها، فأنتم كذلك لن تنتصروا على نبيكم صلى الله عليه وسلم.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَنَضْرِبُ:
  • الهمزة همزة انكار بلفظ‍ استفهام. الفاء عاطفة على محذوف تقديره: أنهملكم فنضرب. نضرب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
  • ﴿ عَنْكُمُ الذِّكْرَ:
  • جار ومجرور متعلق بنضرب والميم علامة جمع الذكور.الذكر: مفعول به منصوب بالفتحة
  • ﴿ صَفْحاً:
  • مصدر في موضع المفعول له-لأجله-من صفح عنه: اذا أعرض بمعنى أفنعزل عنكم انزال القرآن والزام الحجة به اعراضا عنكم. أو مصدر في موضع الحال بمعنى صافحين. أو يكون منصوبا على الظرف بمعنى الجانب على معنى: أفننحيه عنكم جانبا. ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر من غير فعله على معنى «نضرب» أي نعرض. أو يكون بتأويل «نضرب» على معنى «نصفح».
  • ﴿ أَنْ كُنْتُمْ:
  • حرف مصدري. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. وجملة كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي لأن كنتم والجار والمجرور متعلق بمفعول لأجله.
  • ﴿ قَوْماً مُسْرِفِينَ:
  • خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. مسرفين:صفة-نعت-لقوما منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [5] لما قبلها :     وبعد هذا البيان المشرف للقرآن الكريم؛ أتبعَ اللهُ ذلك بالكشف عن مدى الإِسراف القبيح الذي ارتكبه المشركون حين أعرضوا عنه، قال تعالى:
﴿ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

صفحا:
1- بفتح الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها، وهى قراءة حسان بن عبد الرحمن الضبعي، والسميط بن عمير، وشميل بن عذرة.
أن كنتم:
1- بفتح الهمزة، أي: من أجل أن كنتم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسر الهمزة، وهى قراءة نافع، والأخوين.
3- إذ كنتم، بذال مكان «النون» ، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [6] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ..

التفسير :

[6] كثيراً من الأنبياء أرسلنا في القرون الأولى التي مضت قبل قومك أيها النبي،

يقول تعالى:إن هذه سنتنا في الخلق، أن لا نتركهم هملا، فكم{ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ} يأمرونهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، ولم يزل التكذيب موجودا في الأمم.

ثم سلى- سبحانه- نبيه صلّى الله عليه وسلّم عن مكرهم فقال: وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ وكَمْ هنا خبرية لإفادة كثرة الأنبياء والمرسلين وهي مفعول مقدم لأرسلنا.

وقوله مِنْ نَبِيٍّ تمييز لها.

أى: ما أكثر الرسل الذين أرسلناهم في الأمم الأولين لهدايتهم، فكان موقف أكثر هؤلاء الأمم من رسلهم. يدل على إعراضهم عنهم، وتكذيبهم لهم، فاصبر- أيها الرسول الكريم- على أذى قومك، كما صبر الذين من قبلك.

ثم قال تعالى - مسليا لنبيه في تكذيب من كذبه من قومه ، وآمرا له بالصبر عليهم - : ( وكم أرسلنا من نبي في الأولين ) أي : في شيع الأولين ، .

القول في تأويل قوله تعالى : وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ (6)

يقول تعالى ذكره: (وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ) يا محمد في القرون الأولين الذين مضوا قبل قرنك الذي بعثت فيه كما أرسلناك في قومك من قريش.

التدبر :

لمسة
[6، 7] ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (وَكَمْ) اسم دال على العدد الكثير المبهم، وإخبارهم بهذا العدد الكثير المكذِّب له هدفان: أ. زجرهم عن مثل هذا التكذيب والاستهزاء. ب. تسلية رسول الله ﷺ وتقوية صبره، بأن كثرة وقوع التكذيب سُنَّة لا تتخلف.

الإعراب :

  • ﴿ وَكَمْ:
  • الواو: استئنافية. كم: خبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «أرسلنا».
  • ﴿ أَرْسَلْنا:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ مِنْ نَبِيٍّ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «كم» و «من» بيانية لكم و «نبي» مميز «كم» مجرور بمن. التقدير: عددا كثيرا حال كونه من الأنبياء أرسلنا.
  • ﴿ فِي الْأَوَّلِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلنا. وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي في الأقدمين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ إسرافَهم في الإعراضِ عن الإصغاءِ لِدَعوةِ القُرآنِ؛ أعقَبَه بكَلامٍ مُوَجَّهٍ إلى الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ تَسليةً عَمَّا يُلاقيه منهم، بتذكيرِه بأنَّ حالَه في ذلك حالُ الرُّسُلِ مِن قَبلِه، قال تعالى:
﴿ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [7] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا ..

التفسير :

[7]وما يأتيهم مِن نبي إلا كانوا به يستهزئون كاستهزاء قومك بك،

{ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} جحدا لما جاء به، وتكبرا على الحق.

ثم أكد- سبحانه- هذا المعنى فقال: وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ أى: أن هؤلاء السابقين لم يأتهم نبي من الأنبياء لهدايتهم، إلا استهزءوا به، وسخروا منه، وأعرضوا عنه.

( وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون ) أي : يكذبونه ويسخرون به

( وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) يقول وما كان يأتي قرنا من أولئك القرون وأمة من أولئك الأمم الأولين لنا من نبيّ يدعوهم إلى الهدى وطريق الحق, إلا كان الذين يأتيهم ذلك من تلك الأمم نبيهم الذي أرسله إليهم يستهزئون سخرية منهم بهم كاستهزاء قومك بك يا محمد. يقول: فلا يعظمن عليك ما يفعل بك قومك, ولا يشقنّ عليك, فإنهم إنما سلكوا في استهزائهم بك مسلك أسلافهم, ومنهاج أئمتهم الماضين من أهل الكفر بالله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[7] ﴿وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ اللهُ يعزي نبيه محمدًا ﷺ ويسليه.
عمل
[7] ا﴿وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ اكتب مقالة أو ألقِ كلمة لإخوانك عن فضل الأنبياء وعظمتهم.
وقفة
[7] ﴿وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ لا تحزنوا يا مصلحون من إعراض العصاة وسخريتهم، فليس العيب فيكم، فهؤلاء أكمل البشر سُخِرَ منهم.
وقفة
[7] ﴿إلا كانوا به يستهزون﴾ حين يواجه أهل الباطل بتصوراتهم الجاهلية حقائق الإيمان والدين يفرون من الحجة ويلجؤن إلى الاستهزاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَما يَأْتِيهِمْ:
  • الواو: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. يأتي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. بمعنى وما أتاهم أي الحالة مستمرة.
  • ﴿ مِنْ نَبِيٍّ إِلاّ:
  • من: حرف جر زائد لتاكيد معنى النفي. نبي: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل «يأتي» الا: أداة حصر لا عمل لها.
  • ﴿ كانُوا بِهِ:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. به: جار ومجرور متعلق بخبر «كان».
  • ﴿ يَسْتَهْزِؤُنَ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب خبر «كانوا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وقول الله تعالى فيه تسلية لرسوله الكريم عن استهزاء قومه'

المتشابهات :

الزخرف: 7﴿وَ مَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
الحجر: 11﴿وَ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
يس: 30﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أنه أرسل الكثير من الأنبياء إلى الأمم السابقة؛ بَيَّنَ هنا أن هؤلاء السابقين لم يأتهم نبي من الأنبياء لهدايتهم، إلا استهزأوا به، وأعرضوا عنه، قال تعالى:
﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا وَمَضَى ..

التفسير :

[8]فأهلكنا مَن كذَّبوا رسلنا، وكانوا أشد قوة وبأساً من قومك أيها النبي، ومضت عقوبة الأولين بأن أهلِكوا؛ بسبب كفرهم وطغيانهم واستهزائهم بأنبيائهم. وفي هذا تسلية للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

{ فَأَهْلَكْنَا أَشَدّ} من هؤلاء{ بَطْشًا} أي:قوة وأفعالا وآثارا في الأرض،{ وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} أي:مضت أمثالهم وأخبارهم، وبينا لكم منها ما فيه عبرة ومزدجر عن التكذيب والإنكار.

فماذا كانت نتيجتهم؟ كانت نتيجة استهزائهم برسلهم كما قال- تعالى-: فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ.

والضمير في قوله مِنْهُمْ يعود إلى القوم المسرفين، المخاطبين بقوله- تعالى-:

أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً ... وفي الآية التفات من الخطاب الى الغيبة، لأنه كان الظاهر أن يقال: فأهلكنا أشد منكم بطشا- أيها المشركون-.

وقوله: أَشَدَّ مِنْهُمْ مفعول به لأهلكنا. وأصله نعت لمحذوف، أى: فأهلكنا قوما أشد منهم بطشا. والبطش: السطوة والقوة. يقال: فلان بطش بفلان إذا أخذه بقوة وعنف، ومنه قوله- تعالى-: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ.

والمراد «بمثل الأولين» صفتهم المتمثلة في استئصال شأفتهم، وقطع دابرهم.

أى: هكذا كان موقف السابقين من رسلهم، لقد استهزءوا برسلهم فأهلكناهم، وكانوا أشد قوة وبطشا من قومك المسرفين- أيها الرسول الكريم- وقد اقتضت حكمتنا أن نسوق لقومك قصص هؤلاء السابقين وصفاتهم وما حل بهم من نكبات، لكي يعتبروا بهم، ولا ينهجوا نهجهم، حتى لا يصيب قومك ما أصاب أولئك السابقين المكذبين.

ومن الآيات الكثيرة التي وردت في هذا المعنى قوله- تعالى-: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ، كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ، فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ.

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك نماذج من تناقض هؤلاء المشركين مع أنفسهم ومن مواقفهم الجحودية من نعم الله- تعالى- عليهم.. فقال- تعالى-:

وقوله : ( فأهلكنا أشد منهم بطشا ) أي : فأهلكنا المكذبين بالرسل ، وقد كانوا أشد بطشا من هؤلاء المكذبين لك يا محمد . كقوله : ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة ) [ غافر : 82 ] والآيات في ذلك كثيرة .

وقوله : ( ومضى مثل الأولين ) قال مجاهد : سنتهم . وقال قتادة : عقوبتهم . وقال غيرهما : عبرتهم ، أي : جعلناهم عبرة لمن بعدهم من المكذبين أن يصيبهم ما أصابهم ، كقوله في آخر هذه السورة : ( فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ) [ الزخرف : 56 ] . وكقوله : ( سنت الله التي قد خلت في عباده ) [ غافر : 85 ] وقال : ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) [ الأحزاب : 62 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ (8)

يقول تعالى ذكره: فأهلكنا أشدّ من هؤلاء المستهزئين بأنبيائهم بطشا إذا بطشوا فلم يعجزونا بقواهم وشدة بطشهم, ولم يقدروا على الامتناع من بأسنا إذ أتاهم, فالذين هم أضعف منهم قوة أحرى أن لا يقدروا على الامتناع من نقمنا إذا حلَّت بهم. يقول جلّ ثناؤه: ومضى لهؤلاء المشركين المستهزئين بك ولمن قبلهم من ضربائهم مثلنا لهم في أمثالهم من مكذّبي رسلنا الذين أهلكناهم, يقول: فليتوقع هؤلاء الذين يستهزئون بك يا محمد من عقوبتنا مثل الذي أحللناه بأولئك الذين أقاموا على تكذيبك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَمَضَى مَثَلُ الأوَّلِينَ ) قال: عقوبة الأولين.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( مَثَلُ الأوَّلِينَ ) قال: سُنتهم.

التدبر :

وقفة
[8] ﴿فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾ انتقمنا من الأقوى والأكثر عددًا وبطشًا، ثم أوصلنا إليكم أخبار إهلاكهم، لتأخذوا العبرة، فاحذروا أن تسيروا في نفس الطريق، فتذوقوا نفس المصير.
تفاعل
[8] ﴿فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَهْلَكْنا:
  • الفاء: سببية. أهلك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
  • ﴿ أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهو على المعنى صفة لموصوف منصوب محذوف. أي فأهلكنا قوما أشد منهم فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه. من: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بأشد. بطشا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى: تجبرا وعنفا. والضمير للقوم المسرفين
  • ﴿ وَمَضى مَثَلُ:
  • الواو عاطفة. مضى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. مثل: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ الْأَوَّلِينَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. بمعنى وسلف في القرآن في غير موضع منه ذكر قصتهم التي سارت مسير المثل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ استهزاء الأمم السابقة برسلهم، وإعراضهم عنهم؛ ذكرَ هنا نتيجة التكذيب والاستهزاء بالرسل؛ تسليةً لرسوله وتحذيرًا لمشركي قريش، قال تعالى:
﴿ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ..

التفسير :

[9] ولئن سألت -أيها الرسول- هؤلاء المشركين من قومك:مَن خلق السموات والأرض؟ ليقولُنَّ:خلقهنَّ العزيز في سلطانه، العليم بهن وما فيهن من الأشياء، لا يخفى عليه شيء.

يخبر تعالى عن المشركين، أنك لو{ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ} الله وحده لا شريك له، العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات، العليم بظواهر الأمور وبواطنها، وأوائلها وأواخرها، فإذا كانوا مقرين بذلك، فكيف يجعلون له الولد والصاحبة والشريك؟! وكيف يشركون به من لا يخلق ولا يرزق، ولا يميت ولا يحيي؟!

واللام في قوله- تعالى-: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ للقسم.

وجوابه قوله- تعالى- بعد ذلك: لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ....والمعنى: وحق الله الذي لا إله إلا هو، لئن سألت- أيها الرسول الكريم- هؤلاء المشركين عمن خلق هذا الكون، ليقولن بدون تردد: الله- تعالى- المتصف في نفس الأمر بالعزة والعلم.

فالآية الكريمة تدل دلالة صريحة على أن هؤلاء المشركين يعترفون بأن الله هو الخالق لهذا العالم، وأن معبوداتهم بعض خلقه- تعالى- ولكنهم لجهلهم وانطماس بصائرهم أشركوها معه في العبادة، وقالوا: ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى ...

ويبدو أن هاتين الصفتين: الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ليستا من أقوالهم. فهم كانوا يعترفون بأن الله هو الخالق لهذا الكون، ولكنهم لم يكونوا يعرفون الله بصفاته التي جاء بها القرآن الكريم.

ولذا قال بعض العلماء: الذي يظهر أن هذا الكلام مجزأ، فبعضه من قولهم وبعضه من قول الله- تعالى-، فالذي هو من قولهم خَلَقَهُنَّ، وما بعده من قول الله- عز وجل-، وأصل الكلام أنهم قالوا: خلقهن الله، ويدل عليه قوله- تعالى- في آية أخرى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ.

ثم لما قالوا: خلقهن الله وصف الله- تعالى- ذاته بهاتين الصفتين .

( والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ( 11 ) والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ( 12 ) لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( 13 ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( 14 ) )

يقول تعالى : ولئن سألت - يا محمد - هؤلاء المشركين بالله العابدين معه غيره : ( من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) أي : ليعترفن بأن الخالق لذلك هو الله [ تعالى ] وحده لا شريك له ، وهم مع هذا يعبدون معه غيره من الأصنام والأنداد .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)

يقول تعالى ذكره: ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين من قومك: من خلق السموات السبع والأرضين, فأحدثهن وأنشأهن؟ ليقولنّ: خلقهنّ العزيز في سلطانه وانتقامه من أعدائه, العليم بهن وما فيهنّ من الأشياء, لا يخفى عليه شيء.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[9] ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ ما عند المشركين من توحيد الربوبية لا ينفعهم يوم القيامة.
وقفة
[9] ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ لَيَقولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزيزُ العَليمُ﴾ الإيمان بتوحيد الربوبية فقط لا يعنى تمام الإيمان.
وقفة
[9] ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ الإقرار لله بالخلق لا يكفي للنجاة، فلا بد أن يتبعه التوحيد والإخلاص مع عمل الجوارح.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ:
  • واو: استئنافية. اللام موطئة للقسم-اللام المؤذنة.ان: حرف شرط‍ جازم. سأل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط‍ في محل جزم بإن التاء ضمير متصل- ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به وجملة «ان سألتهم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها من الاعراب
  • ﴿ مَنْ خَلَقَ:
  • اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. خلق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. وجملة «خلق» وما بعدها في محل رفع خبر «من».
  • ﴿ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض: معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة
  • ﴿ لَيَقُولُنَّ:
  • الجملة: جواب القسم المقدر لا محل لها من الاعراب وجواب الشرط‍ محذوف دل عليه جواب القسم. أو جواب القسم سدّ مسدّ الجوابين.اللام: واقعة في جواب القسم المقدر. و «يقولن» فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل. ونون التوكيد لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب مفعول به-مقول القول-خلق: فعل ماض مبني على الفتح و «هن» ضمير الاناث مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. العزيز: فاعل مرفوع بالضمة وهو في الأصل صفة لموصوف حذف لأنه معلوم وأقيمت الصفة مقامه. العليم:صفة-نعت-للعزيز مرفوع بالضمة. التقدير: خلقهن الله العزيز العليم.'

المتشابهات :

العنكبوت: 61﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ
لقمان: 25﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ
الزمر: 38﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
الزخرف: 9﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     وبعد أن ذَكَرَ اللهُ أنَّ المُشرِكينَ مُنهَمِكونَ في كُفرِهم وإعراضِهم عمَّا جاء به القُرآنُ مِن توحيدِ اللهِ، والبَعثِ؛ تعجَّبَ سبحانه هنا من حالِ هؤلاء المكذبين للقرآن، فإنهم مع إقرارهم بوجود الله تعالى يعبدون غيره، قال تعالى:
﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [10] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا ..

التفسير :

[10] الذي جعل لكم الأرض فراشاً وبساطاً، وسهَّل لكم فيها طرقاً لمعاشكم ومتاجركم؛ لكي تهتدوا بتلك السبل إلى مصالحكم الدينية والدنيوية.

ثم ذكر أيضا من الأدلة الدالة على كمال نعمته واقتداره، بما خلقه لعباده من الأرض التي مهدها وجعلها قرارا للعباد، يتمكنون فيها من كل ما يريدون.

{ وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا} أي:جعل منافذ بين سلاسل الجبال المتصلة، تنفذون منها إلى ما وراءها من الأقطار.{ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} في السير في الطرق ولا تضيعون، ولعلكم تهتدون أيضا في الاعتبار بذلك والادكار فيه.

ثم وصف- سبحانه- ذاته بصفات أخرى فقال: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً....

المهد والمهاد: الفراش الممهد المذلل الذي يستقر عليه من جلس فوقه.

أى: الخالق لهذا العالم هو الله العزيز العليم، الذي جعل لكم الأرض كالفراش الممهد، حيث بسطها لكم، وجعلها صالحة لسيركم عليها، ولإنبات الزروع فيها.

وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا أى: وجعل لكم فيها طرقا متعددة، لكي تسلكوها، فتصلوا من بلد إلى آخر، ومن قطر إلى قطر، كما قال- تعالى- في آية أخرى وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً، لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً.

وقوله- تعالى-: لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ بيان للحكمة من جعل الأرض كذلك، أى:

جعلها ممهدة كثيرة الطرق، لعلكم تهتدون إلى ما تريدون الوصول إليه من البلاد، ومن المنافع المتعددة.

ثم قال : ( الذي جعل لكم الأرض مهدا ) أي : فراشا قرارا ثابتة ، يسيرون عليها ويقومون وينامون وينصرفون ، مع أنها مخلوقة على تيار الماء ، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا ، ( وجعل لكم فيها سبلا ) أي : طرقا بين الجبال والأودية ( لعلكم تهتدون ) أي : في سيركم من بلد إلى بلد ، وقطر إلى قطر ، وإقليم إلى إقليم .

( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مَهْدًا )

يقول: الذي مهد لكم الأرض, فجعلها لكم وطاء توطئونها بأقدامكم, وتمشون عليها بأرجلكم.( وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا ) يقول: وسهل لكم فيها طرقا تتطرّقونها من بلدة إلى بلدة, لمعايشكم ومتاجركم.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا ) أي طرقا. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مَهْدًا ) قال: بساطا( وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا ) قال: الطرق.( لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) يقول: لكي تهتدوا بتلك السبل إلى حيث أردتم من البلدان والقرى والأمصار, لولا ذلك لم تطيقوا براح أفنيتكم ودوركم, ولكنها نعمة أنعم بها عليكم.

التدبر :

وقفة
[10] ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ هذا من كلام الله لعباده وامتنانه عليهم ليحبوه ويحمدوه عليه ويشكروه.
وقفة
[10] ﴿الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ مَهدًا وَجَعَلَ لَكُم فيها سُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾ سخر الله لنا أرضًا ممهدة وسبلًا متعددة، لكن لابد أن تختار ما فى نهايته الهداية.
وقفة
[10] ﴿لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾ والهداية حقيقتها: الدلالة على المكان المقصود، ومنه سمي الدال على الطرائق هاديًا، وتطلق على تعريف الحقائق المطلوبة.
وقفة
[10] ﴿لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾ تركت خاتمة الآية مفتوحة لكى تذهب النفس كل مذهب فى تخيل (تَهتَدونَ) لماذا ولأى شئ.

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة-نعت-للعزيز الواردة في الآية الكريمة السابقة أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الذي وفي هذه الآية الكريمة وما بعدها الكلام فيها مجزأ بعضه من قولهم-أي المخاطبين-وبعضه من قول الله عز وجل. فالذي من قولهم خَلَقَهُنَّ» وما بعدها من قوله سبحانه وقد وصف الله تعالى ذاته الكريمة بهذه الصفات.ولما سيق الكلام كله سياقة واحدة حذف الموصوف من كل منهم وأقيمت الصفات المذكورة في كلام الله تعالى مقامه كأنه كلام واحد. ولما وقع الانتقال من كلامهم الى كلام الله عز وجل على ما عرف من الافتنان في البلاغة فجاء أوله على لفظ‍ الغيبة وآخره على الانتقال منها الى التكلم في قوله فأنشرنا. كل ذلك افتنان في أفنان البلاغة.
  • ﴿ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. جعل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. لكم: جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور. الأرض مهدا: مفعولا «جعل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة على معنى «صير» وعلى معنى «خلق» تكون «الأرض» مفعولا به. و «مهدا» حالا. أي فرشا. والوجه أن تكون على معنى «صير».
  • ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً:
  • معطوفة بالواو على جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً» وتعرب اعرابها. و «فيها» جار ومجرور في مقام مفعول «جعل» الثاني. أي طرقا. أو متعلق بسبلا حالا منها متقدمة.
  • ﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ:
  • حرف مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسمها والميم علامة جمع الذكور.تهتدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تهتدون» في محل رفع خبر «لعل».'

المتشابهات :

البقرة: 22﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
غافر: 64﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
طه: 53﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا
الزخرف: 10﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
الملك: 15﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     وبعد التعجب من حالِ المشركين المكذبين للقرآن؛ ذكرَ اللهُ هنا ثلاثة من أدلة وحدانيته وقدرته واستحقاقه للعبادة: الدليلُ الأولُ: بسطُ الأرضِ وتسخيرُها، قال تعالى:
﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف