5481718192021222324

الإحصائيات

سورة الحشر
ترتيب المصحف59ترتيب النزول101
التصنيفمدنيّةعدد الصفحات3.50
عدد الآيات24عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع1.20
ترتيب الطول48تبدأ في الجزء28
تنتهي في الجزء28عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الثناء على الله: 9/14_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (17) الى الآية رقم (20) عدد الآيات (4)

= ثُمَّ بَيَّنَ اللهُ هنا عاقبةَ الشيطانِ ومن أطاعَه، ثُمَّ أمرَ المؤمنينَ بالتَّقوى والاستعدادِ ليومِ القيامةِ، والاعتبارِ بأحوالِ الماضينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (21) الى الآية رقم (24) عدد الآيات (4)

ختامُ السُّورةِ بالحديثِ عن عظمةِ القرآنِ الكريمِ، ثُمَّ الحديثِ عن مُنْزِّلِ القرآنِ، وأسمائِه الحُسنى وصِفاتِه العليا، وتنزيِهه عن كلِّ نقصٍ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الحشر

غزوة بني النضير وبيان قدرة الله على إعزاز المؤمنين وإذلال الكافرين/ مواقف مختلفة من الإنتماء لدين الله

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • تتحدث السورة عن::   غزوة بني النضير، وحادثة إجلائهم عن المدينة، وحكم الفيء، وبيان فضل المهاجرين والأنصار وفضح المنافقين، وبيان عظمة القرآن، وذكر بعض أسماء الله الحسنى.
  • • لماذا أجلاهم؟:   لأن يهود الأمس هم يهود اليوم والغد، أجلاهم النبي ﷺ بعد إخلالهم بالعهد، وتآمرهم على قتل رسول الله ﷺ، لتقول لنا السورة: اليهود هم اليهود، لا عهد لهم، فاحذروا.
  • • مدح أصحاب رسول الله::   : نوّهت السورة بفضائل المهاجرين والأنصار: ﴿لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ...﴾ (8-10).
  • • ذم المنافقين::   ذمت السورة المنافقين الأشرار الذين تحالفوا مع اليهود ضد المسلمين، ووعدوهم بالمساعدة، لكنهم لم يعاونوهم حقيقية، لأنهم كعادتهم لا يوفون بالعهود ويقولون ما لا يفعلون، ومثلتهم بالشيطان الذي يغري الإنسان بالكفر: ﴿أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ...﴾ (11-17).
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الحشر».
  • • معنى الاسم ::   ‏الحشر: الجمع مع السَّوْق، والحشر: جمع الناس يوم القيامة، وهنا: حشر ‏اليهود ‏وجمعهم ‏خارج ‏المدينة.
  • • سبب التسمية ::   لِوُقُوعِ لفظ الْحَشْرِ في الآية (2).
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سُورَةُ بَنِي النَّضِيرِ»؛ لِأَنَّ قِصَّةَ بَنِي النَّضِيرِ ذُكِرَتْ فِيهَا.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   قدرة الله على إعزاز المؤمنين وإذلال الكافرين.
  • • علمتني السورة ::   كم من همومٍ وآلامٍ كنَّا نَظُنُّ أنَّها استوطَنت فينا، أزالَها اللهُ رغمَ ظُنونِنا: ﴿مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾
  • • علمتني السورة ::   أن من سنن الله تعالى: وقوع العذاب الشديد على من حارب الله ورسوله: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۖ وَمَن يُشَاقِّ اللَّـهَ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن فِعلَ ما يُظنُّ أنَّه مفسدة لتحقيق مصلحة عظمى لا يدخل في باب الفساد في الأرض: ﴿مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّـهِ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة الحشر من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة الحشر من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة الحشر هي السورة الثالثة -بحسب ترتيب المصحف- من سور المُسَبِّحات، وهي سبع سور افتتحت بالتسبيح، وهي: الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى.
    • اختصت سورة الحشر بأن ختمت بذكر 18 اسمًا من أسماء الله الحسنى، في الآيات (22-24).
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن ندرس غزوة بني النضير، وما فيها من فوائد وعبر، وننشر بين الناس فضل المهاجرين والأنصار.
    • ألا نكون أقل خلق الله تسبيحًا: ﴿سَبَّحَ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ (1).
    • ألا نعتمد على غير الله كما اعتمد هؤلاء على المنافقين؛ فإن من اعتمد على مخلوق أسلمه ذلك إلى صغاره ومذلته: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ (2).
    • أن نحرص على تنقية قلوبنا من الغل والحقد على أهل الإيمان: ﴿وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (10).
    • ألا نصدق كل من قال: (إني أخاف الله)؛ حتى إبليس قالها: ﴿إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ (16).
    • أن نحذر خطوات الشيطان؛ فإنه سيتبرأ منا يوم القيامة: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ...﴾ (16، 17).
    • أن نتيقن أننا محاسبون؛ فنحاسب أنفسنا اليوم قبل أن نحاسب غدًا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (18).
    • ألا نغفل عن ذكر الله وطاعته، فالجزاء من جنس العمل: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ (19).
    • أن نحرص على الخشوع عند قراءة القرآن: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ (21).
    • أن ندعو الله تعالى بأسمائه الحسنى الواردة في هذه السورة: ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (23).

تمرين حفظ الصفحة : 548

548

مدارسة الآية : [17] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ ..

التفسير :

[17] فكان عاقبة أمر الشيطان والإنسان الذي أطاعه فكفر، أنهما في النار، ماكثَيْن فيها أبداً، وذلك جزاء المعتدين المتجاوزين حدود الله.

{ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا} أي:الداعي الذي هو الشيطان، والمدعو الذي هو الإنسان حين أطاعه{ أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} كما قال تعالى:{ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}{ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} الذين اشتركوا في الظلم والكفر، وإن اختلفوا في شدة العذاب وقوته، وهذا دأب الشيطان مع كل أوليائه، فإنه يدعوهم ويدليهم إلى ما يضرهم بغرور، حتى إذا وقعوا في الشباك، وحاقت بهم أسباب الهلاك، تبرأ منهم وتخلى عنهم.

واللوم كل اللوم على من أطاعه، فإن الله قد حذر منه وأنذر، وأخبر بمقاصده وغايته ونهايته، فالمقدم على طاعته، عاص على بصيرة لا عذر له.

وقوله- سبحانه-: فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها.. من تمام المثل الذي ضربه الله- تعالى- للمنافقين واليهود ...

أى: فكان عاقبة ذلك الشيطان وذلك الإنسان، أنهما في النار، حالة كونهما خالدين فيها خلودا أبديا، وكذلك حال المنافقين واليهود ...

وَذلِكَ الخلود في النار جَزاءُ الظَّالِمِينَ الذين تجاوزوا حدود الله- تعالى- وحاربوا أولياءه- سبحانه-.

والمراد بالشيطان والإنسان جنسهما، وقد ذكر بعضهم هنا قصصا تدل على أن المراد بالإنسان شخص معين، وقد أضربنا عنها صفحا لضعفها.. .

وبذلك ترى أن هذه الآيات الكريمة قد ذمت المنافقين واليهود ذما شنيعا، وأضعفت من شأنهم، وساقت لهم من الأمثلة ما يجعل المؤمنين يستخفون بهم، ويجاهدونهم بغلظة وشدة.

ثم وجه- سبحانه- نداء إلى المؤمنين أمرهم فيه بتقواه وبتقديم العمل الصالح الذي ينفعهم يوم يلقونه، ونهاهم عن التشبه بالقوم الفاسقين.. فقال- تعالى-:

وقوله : ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها ) أي : فكانت عاقبة الآمر بالكفر والفاعل له ، وتصيرهما إلى نار جهنم خالدين فيها ، ( وذلك جزاء الظالمين ) أي : جزاء كل ظالم .

القول في تأويل قوله تعالى : فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)

يقول تعالى ذكره: فكان عُقبى أمر الشيطان والإنسان الذي أطاعه، فكفر بالله أنهما خالدان في النار ماكثان فيها أبدًا، ( وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) يقول: وذلك ثواب اليهود من النضير والمنافقين الذين وعدوهم النصرة، وكلُّ كافر بالله ظالم لنفسه على كفره به أنهم في النار مخلَّدون.

واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله: ( خَالِدِينَ فِيهَا ) فقال بعض نحوِّيي البصرة: نصب على الحال، وفي النار الخبر؛ قال: ولو كان في الكلام لكان الرفع أجود في " خالدين " قال: وليس قولهم: إذا جئت مرّتين (1) فهو نصب لشيء، إنما فيها توكيد جئت بها أو لم تجيء بها فهو سواء، إلا أن العرب كثيرًا ما تجعله حالا إذا كان فيها للتوكيد وما أشبهه في غير مكان؛ قال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا وقال بعض نحويي الكوفة: في قراءة عبد الله بن مسعود ( فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَانِ فِيهَا ) ؛ قال: وفي أنهما في النار خالدين فيها نصب؛ قال: ولا أشتهي الرفع وإن كان يجوز، فإذا رأيت الفعل بين صفتين قد عادت إحداهما على موضع الأخرى نصبت، فهذا من ذلك؛ قال: ومثله في الكلام قولك: مررت برجل على نابِه متحملا به؛ ومثله قول الشاعر:

والزعفـــران عـــلى ترائبهــا

شـــرقا بــه اللَّبَّــات والنَّحْــر (2)

لأن الترائب هي اللبات، ها هنا، فعادت الصفة باسمها الذي وقعت عليه، فإذا اختلفت الصفتان جاز الرفع والنصب على حُسْن، من ذلك قولك: عبد الله في الدار راغب فيك، ألا ترى أن " في" التي في الدار مخالفة لفي التي تكون في الرغبة؛ قال: والحجة ما يُعرف به النصب من الرفع أن لا ترى الصفة الآخرة تتقدم قبل الأولى، ألا ترى أنك تقول: هذا أخوك في يده درهم قابضًا عليه، فلو قلت: هذا أخوك قابضًا عليه في يده درهم لم يجز، ألا ترى أنك تقول: هذا رجل قائم إلى زيد في يده درهم، فهذا يدل على أن المنصوب إذا امتنع تقديم الآخر، ويدل على الرفع إذا سهل تقديم الآخر.

---------------

الهوامش:

(1) تحرر هذه العبارة فإن فيها من التحريف والتصحيف ما لا يخفى.

(2) ‌البيت في (اللسان: ترب) غير منسوب. والرواية فيه "شرق" بالرفع. والمؤلف أورده منصوبًا، وأعربه حالا، والزعفران: مما يستعمله العرب في الطيب وزينة النساء. والترائب: موضع القلادة من الصدر. واللباب: جمع لبة، وهي موضع النحر. والثغرة ثغرة النحر، وهي الهزمة بين الترقوتين. وقال: "والزعفران... البيت". والبيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 330) قال عند قوله تعالى: "فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها": وهي في قراءة عبد الله بن مسعود "خالدان في النار"، وفي قراءتنا "خالدين فيها" نصب، ولا أشتهى الرفع وإن كان يجوز، وقد نقل المؤلف كلام الفراء كله في توضيح المسألة، على مذهب أهل الكوفة، فنكتفي بهذه الإشارة هنا

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[16، 17] ﴿إني أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدَين فيها﴾ دعاوى اللسان غير رابحة في سوق الآخرة.
لمسة
[17] ﴿فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ إطناب بالتذييل يفيد أن العاقبة السوء هي جزاء جميع الظالمين المعتدين على المسلمين، فكما كانت عاقبة الكافر وشيطانه عاقبة سوء، فكذلك تكون عاقبة المقلِّدين لهما، وقد اشتركا في ظلم أهل الخير والصالحين.
تفاعل
[17] ﴿فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا﴾ استعذ بالله من عذاب النار.

الإعراب :

  • ﴿ فَكانَ عاقِبَتَهُما:
  • الفاء سببية. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.عاقبة: خبر «كان» مقدم منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة و «ما» علامة التثنية.
  • ﴿ أَنَّهُما فِي النّارِ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «أن» و «ما» علامة التثنية. في النار: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» اي مستقران في النار. و «ان» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع اسم «كان» مؤخر.
  • ﴿ خالِدَيْنِ فِيها:
  • حال منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين الاسم المفرد. فيها: جار ومجرور متعلق بخالدين. وكرر الظرف للتأكيد.
  • ﴿ وَذلِكَ جَزاءُ:
  • الواو استئنافية. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف حرف خطاب. جزاء: خبر «ذلك» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ الظّالِمِينَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.'

المتشابهات :

المائدة: 29﴿إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ
المائدة: 85﴿فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ
التوبة: 26﴿وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ
طه: 76﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ
الحشر: 17﴿فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     وبعد تشبيه المنافقين في إغراء اليهود على القتال ووَعْدهم بالنصر على رسول الله ﷺ، بالشيطان حين زيَّن للإنسان الكفر؛ ذكرَ اللهُ هنا عاقبةَ الناصح والمنصوح، قال تعالى:
﴿ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

عاقبتهما:
1- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن عبيد، وسليم بن أرقم.
خالدين:
1- بالياء، حالا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- خالدان، بالألف، على أنه خبر «أن» ، وهى قراءة عبد الله، وزيد بن على، والأعمش، وابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [18] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا ..

التفسير :

[18] يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، خافوا الله، واحذروا عقابه بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه، ولتتدبر كل نفس ما قدمت من الأعمال ليوم القيامة، وخافوا الله في كل ما تأتون وما تَذَرون، إن الله سبحانه خبير بما تعملون، لا يخفى عليه شيء من

يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يوجبه الإيمان ويقتضيه من لزوم تقواه، سرا وعلانية، في جميع الأحوال، وأن يراعوا ما أمرهم الله به من أوامره وشرائعه وحدوده، وينظروا ما لهم وما عليهم، وماذا حصلوا عليه من الأعمال التي تنفعهم أو تضرهم في يوم القيامة، فإنهم إذا جعلوا الآخرة نصب أعينهم وقبلة قلوبهم، واهتموا بالمقام بها، اجتهدوا في كثرة الأعمال الموصلة إليها، وتصفيتها من القواطع والعوائق التي توقفهم عن السير أو تعوقهم أو تصرفهم، وإذا علموا أيضا، أن الله خبير بما يعملون، لا تخفى عليه أعمالهم، ولا تضيع لديه ولا يهملها، أوجب لهم الجد والاجتهاد.

وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه، وأنه ينبغي له أن يتفقدها، فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه، والتوبة النصوح، والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه، وإن رأى نفسه مقصرا في أمر من أوامر الله، بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه، وإتقانه، ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره، فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة.

والمراد بالغد في قوله- تعالى-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ ... يوم القيامة..

أى: يا من آمنتم بالله- تعالى- حق الإيمان اتَّقُوا اللَّهَ أى صونوا أنفسكم عن كل ما يغضب الله- تعالى-، وراقبوه في السر والعلن. وقفوا عند حدوده فلا تتجاوزوها.

وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ أى: ولتنظر كل نفس، ولتتأمل في الأعمال التي عملتها في الدنيا. والتي ستحاسب عليها في يوم القيامة، فإن كانت خيرا ازدادت منها، وإن كانت غير ذلك أقلعت عنها.

وعبر- سبحانه- عن يوم القيامة بالغد، للإشعار بقربه، وأنه آت لا ريب فيه، كما يأتى اليوم الذي يلي يومك. والعرب تخبر عن المستقبل القريب بالغد كما في قول الشاعر:

فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب

وقال- سبحانه-: وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ لإفادة العموم، أى: كل نفس عليها أن تنظر نظرة محاسبة ومراجعة في أعمالها بحيث لا تقدم إلا على ما كان صالحا منها.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما معنى تنكير النفس والغد؟ قلت: أما تنكير النفس فاستقلالا للأنفس النواظر فيما قدمت للآخرة، كأنه قيل: ولتنظر نفس واحدة في ذلك، وأما تنكير الغد، فلتعظيمه وإبهام أمره، كأنه قيل: لغد لا يعرف كنهه لعظمه.

وعن مالك بن دينار: مكتوب على باب الجنة: وجدنا ما عملنا، وربحنا ما قدمنا، وخسرنا ما خلفنا ... .

وكرر- سبحانه- الأمر بالتقوى فقال: واتَّقُوا اللَّهَ للتأكيد. أى: اتقوا الله بأن تؤدوا ما كلفكم به من واجبات، وبأن تجتنبوا ما نهاكم عنه من سيئات.

وقوله- سبحانه-: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ تعليل للحض على التقوى أى:

اتقوه في كل ما تأتون وما تذرون، لأنه- تعالى- لا تخفى عليه خافية من أعمالكم، بل هو- سبحانه- محيط بها إحاطة تامة، وسيجازيكم عليها بما تستحقون يوم القيامة.

وقد جاء الأمر بتقوى الله- تعالى- في عشرات الآيات من القرآن الكريم، لأن تقوى الله- تعالى- هي جماع كل خير، وملاك كل بر، ومن الأدلة على ذلك. أننا نرى القرآن يبين لنا أن تقوى الله قد أمر بها كل نبي قومه، قال- تعالى-: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ....

وتارة نجد القرآن الكريم يبين لنا الآثار الطيبة التي تترتب على تقوى الله في الدنيا والآخرة، فيقول: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ....

ويقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.

ويقول- سبحانه-: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ.

ويقول- عز وجل-: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ.

قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار ، قال : فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار - أو العباء - متقلدي السيوف ، عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى بهم من الفاقة ، قال : فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا فأذن وأقام الصلاة ، فصلى ثم خطب ، فقال : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) إلى آخر الآية : ( إن الله كان عليكم رقيبا ) [ النساء : 1 ] . وقرأ الآية التي في الحشر : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره - حتى قال - : ولو بشق تمرة " . قال : فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل وجهه كأنه مذهبة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " .

انفرد بإخراجه مسلم من حديث شعبة بإسناد مثله .

فقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) أمر بتقواه ، وهي تشمل فعل ما به أمر ، وترك ما عنه زجر .

وقوله : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) أي : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ، ( واتقوا الله ) تأكيد ثان ، ( إن الله خبير بما تعملون ) أي : اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية ، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير .

وقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ووحدوه، اتقوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.

وقوله: ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) يقول: ولينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال، أمن الصالحات التي تنجيه أم من السيئات التي توبقه؟ .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) : ما زال ربكم يقرّب الساعة حتى جعلها كغد، وغدٌ يوم القيامة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) يعني يوم القيامة.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) يعني يوم القيامة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، وقرأ قول الله عزّ وجلّ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) يعني يوم القيامة الخير والشرّ؛ قال: والأمس في الدنيا، وغدٌ في الآخرة، وقرأ كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ قال: كأن لم تكن في الدنيا.

وقوله: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) يقول: وخافوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يقول: إن الله ذو خبرة وعلم بأعمالكم خيرها وشرّها، لا يخفى عليه منها شيء، وهو مجازيكم على جميعها.

التدبر :

وقفة
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ النظر في سالف الأعمال وسيلة إلى الشكر على ما حسن منها، وإلى الاستغفار والتوبة مما قبح منها.
وقفة
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ من علامات توفيق الله للمؤمن أنَّه يحاسب نفسه في الدنيا قبل حسابها يوم القيامة.
وقفة
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾﴾ قال الحسن: «إذا مات ابن آدم؛ قالت بنو آدم: ما ترك، وقالت الملائكة: ما قدّم».
وقفة
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ هذا الغد هو مستقبلك الحقيقى.
وقفة
[18] ‌‌‏﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد﴾ ينبغي للمؤمن أن لا يزال يرى نفسَه مقصِّرًا عن الدرجات العالية فيستفيد بذلك أمرين: 1- الاجتهاد في طلب الفضائل، والازديادِ منها. ٢- والنظر إلى نفسه بعين النقص.
وقفة
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ من تفكر في مآله اجتهد في إصلاح حاله، ليجمل مآله،وذلك يتحقق بالتقوى ـ.
وقفة
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾ دقائق تراجع النفس فيها حساباتها، ربما تجد أن الإفلاس في بضاعتها.
اسقاط
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾ هب أنك مت اليوم؛ ماذا قدمت لغد؟
وقفة
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾ قال ابن القيم: «من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر, ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر».
عمل
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾ قلِّب تغريداتك في حسابك الشخصي كيف تحب أن تتركه بعد الموت، اللهم اجعله شاهدًا لنا لا علينا.
اسقاط
[18] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾ ما أقربه وكأننا ننظر إليه أمام أعيننا، فماذا أعددنا؟!
وقفة
[18] هذه الآيةُ أصلٌ في محاسبةِ العبدِ نفسَه، وأنَّه ينبغِي له أن يتفقَّدَها، فإن رأى زلَلًا تدارَكَه بالإقلاع عنه والتوبة النصوح والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه، وإن رأى نفسه مقصرًا في أمر من أوامر الله بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه وإتقانه، ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره؛ فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة.
عمل
[18] تذكر دائمًا يوم القيامة واجعله نصب عينيك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾.
وقفة
[18] موجبات التقوى كثيرة؛ فمنها تذكر الآخرة، ومنها استشعار عظمة الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾.
عمل
[18] تأمل أعمالك في الأسبوع الماضي، واستخرج ثلاث عبادات عملتها، واحمد الله عليها، ثم استخرج ثلاثة أخطاء، واستغفر الله منها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾.
وقفة
[18] كنت أمس تقول عن يومك هذا غدًا، وستقول عنه غدًا كنت أمس، فأين فعل أمسك؟ وماذا فعلت اليوم؟ وهل ستثق في فعل غد؟! ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾.
عمل
[18] إياك أن تُخدع بمقولة عش يومك، بل من العقل والحزم والتقوى أن تعيش لغدك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـه﴾.
وقفة
[18] ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾ مراجعة النفس ومحاسبتها والنظر فى الأعمال جاء بين قوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ)، فهذا من تمام التقوى.
لمسة
[18] ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ مجيء (قَدَّمَتْ) بصيغة الماضي حث على الإسراع في العمل وعدم التأخير؛ لأنه لم يملك إلا ما قدم في الماضي، والمستقبل ليس بيده، ولا يدري ما يكون فيه: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ [لقمان: 34].
وقفة
[18] ‌‌‏﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد﴾ في هذه الآية حُجة واضحة لمن أراد المبالغة في وصف شيء أن يبالغ فيه كيف أراد، ولا يكون كاذبًا ولا آثمًا، لأن الله جل جلاله سمى الآخرة بـ(غدٍ) كما ترى، وبين نزول الآية وبينها دهر طويل.
وقفة
[18] ﴿ولتنظرُ نفسٌ ما قدّمت لغدٍ﴾ صدق التأهب للقاءِ الله هو مفتاح الأعمال الصالحة.
وقفة
[18] ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ قال قتادة: «قرَّب الله القيامة حتى جعلها غدًا، وذلك أنها آتية لا محالة، وكل آتِ قريب».
وقفة
[18] ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ قال مالك بن دينار: «مكتوب على باب الجنة: وجدنا ما عملنا، وربحنا ما قدّمنا، وخسرنا ما خلفنا».
وقفة
[18] ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ تشمل كلماتك المكتوبة على صفحتك في مواقع التواصل، ومقاطعك المسجلة على يوتيوب، فهذه حسنات أو سيئات جارية بعد موتك.
وقفة
[18] ﴿ولتنظر نفس ما قدمت لغد﴾ ما يسمى بدورة التخطيط للمستقبل؛ هنا في أربع كلمات.
وقفة
[18] ﴿ولتنظر نفس ما قدمت لغد﴾ غد! مهما طالت الدنيا فهي كيوم؛ لا تستحق منَّا الكثير.
وقفة
[18] ﴿ولتنظر نفس ما قدمت لغد﴾ غد! الدنيا كأنها يوم، ومن يحزن ويشقى على يوم؟!
وقفة
[18] ﴿ولتنظر نفسٌ ماقدمت لغد﴾ كلنا نطمحُ لغدٍ مشرق، ولكن هل غدًا سيشرق بأعمالنا؟
وقفة
[18] ﴿ولتنظر نفس ما قدمت لغد﴾ سمى الله الآخرة (غدًا)؛ لأن الرحيل إليها قريب.
وقفة
[18] ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ كأن الدنيا كلها يوم، والآخرة اليوم الذي يليه، أليس من المحزن أن يدخلنا هذا اليوم نار جهنم.
وقفة
‏[18] ﴿ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَد﴾ أعد ترتيب أولويات حياتك وفق هذه الوصية الربانية.

الإعراب :

  • ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ:
  • اعربت في الآية الكريمة الثانية عشرة من سورة «المجادلة».اتقوا: فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.
  • ﴿ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ:
  • الواو استئنافية واللام لام الامر. تنظر: فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره. نفس: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • ﴿ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.قدمت: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب. لغد: جار ومجرور متعلق بقدمت اي ليوم القيامة. وجملة قَدَّمَتْ لِغَدٍ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به.
  • ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ:
  • معطوفة على ما قبلها بالواو وتعرب اعرابها او كررت للتأكيد. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد التعليل. الله لفظ‍ الجلالة: اسم «ان» منصوب للتعظيم بالفتحة.
  • ﴿ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ:
  • خبر «ان» مرفوع بالضمة والباء حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبير. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تعملون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد-الراجع-ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير:بما تعملونه. ويجوز ان تكون «ما» مصدرية. وجملة «تعملون» صلتها لا محل لها من الاعراب و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء.التقدير: أعمالكم.'

المتشابهات :

البقرة: 278﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
آل عمران: 102﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
المائدة: 35﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ
التوبة: 119﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
الأحزاب: 70﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
الحديد: 28﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ
الحشر: 18﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     ولَمَّا انْقَضى في هذه السُّورةِ وصْفُ المنافِقينَ واليهودِ؛ وَعَظَ اللهُ المؤمنينَ هنا؛ لأنَّ الموعظةَ بعْدَ ذِكرِ المصيبةِ لها مَوقعٌ في النَّفْسِ لرِقَّةِ القلوبِ، والحذَرِ ممَّا يُوجِبُ العذابَ، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ولتنظر:
1- أمرا، واللام ساكنة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسر اللام، على أنها لام «كى» ، وفتح الراء، وهى قراءة أبى حيوة، ويحيى بن الحارث، ورويت عن حفص عن عاصم، والحسن.

مدارسة الآية : [19] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ ..

التفسير :

[19] ولا تكونوا -أيها المؤمنون- كالذين تركوا أداء حق الله الذي أوجبه عليهم، فأنساهم بسبب ذلك حظوظ أنفسهم من الخيرات التي تنجيهم من عذاب يوم القيامة، أولئك هم الموصوفون بالفسق، الخارجون عن طاعة الله وطاعة رسوله.

والحرمان كل الحرمان، أن يغفل العبد عن هذا الأمر، ويشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه، وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم الله مصالح أنفسهم، وأغفلهم عن منافعها وفوائدها، فصار أمرهم فرطا، فرجعوا بخسارة الدارين، وغبنوا غبنا، لا يمكنهم تداركه، ولا يجبر كسره، لأنهم هم الفاسقون، الذين خرجوا عن طاعة ربهم وأوضعوا في معاصيه.

وبعد هذا الأمر المؤكد بالتقوى، جاء النهى عن التشبه بمن خلت قلوبهم من التقوى، فقال- تعالى-: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ....

أى: تمسكوا- أيها المؤمنون- بتقوى الله- تعالى- ومراقبته والبعد عن كل مالا يرضيه. واحذروا أن تكونوا كأولئك الذين تركوا التكاليف التي كلفهم الله- تعالى- بها، فتركهم- سبحانه- إلى أنفسهم، بأن جعلهم ناسين لها، فلم يسعوا إلى ما ينفعها، بل سعوا فيما يضرها ويرديها.

فالمراد بالنسيان هنا: الترك والإهمال، والكلام على حذف مضاف. أى: نسوا حقوق الله- تعالى- وما أوجب عليهم من تكاليف.

والفاء في قوله: فَأَنْساهُمْ للسببية، أى: أن نسيانهم لما يجب عليهم نحو أنفسهم من تهذيب وتأديب.. كان سببه نسيانهم لما يجب عليهم نحو خالقهم من طاعته وخشيته.

ثم بين- سبحانه- سوء مصيرهم فقال: أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ أى: أولئك الذين تركوا ما يجب عليهم نحو خالقهم ونحو أنفسهم، هم الفاسقون عن أمره، الخارجون على شريعته ودينه، الخالدون يوم القيامة في العذاب المهين.

وقال ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) أي : لا تنسوا ذكر الله فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم ، فإن الجزاء من جنس العمل ; ولهذا قال : ( أولئك هم الفاسقون ) أي : الخارجون عن طاعة الله ، الهالكون يوم القيامة ، الخاسرون يوم معادهم ، كما قال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) [ المنافقون : 9 ] .

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا حريز بن عثمان ، عن نعيم بن نمحة قال : كان في خطبة أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه : أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم ؟ فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل الله ، عز وجل ، فليفعل ، ولن تنالوا ذلك إلا بالله ، عز وجل . إن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم ، فنهاكم الله تكونوا أمثالهم : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) أين من تعرفون من إخوانكم ؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم ، وخلوا بالشقوة والسعادة ، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط ؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار ، هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم ظلمة ، وائتضحوا بسنائه وبيانه ، إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) [ الأنبياء : 90 ] ، لا خير في قول لا يراد به وجه الله ، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم .

هذا إسناد جيد ، ورجاله كلهم ثقات ، وشيخ حريز بن عثمان ، وهو نعيم بن نمحة ، لا أعرفه بنفي ولا إثبات ، غير أن أبا داود السجستاني قد حكم بأن شيوخ حريز كلهم ثقات . وقد روي لهذه الخطبة شواهد من وجوه أخر ، والله أعلم .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)

يقول تعالى ذكره: ولا تكونوا كالذين تركوا أداء حقّ الله الذي أوجبه عليهم (فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) يقول: فأنساهم الله حظوظ أنفسهم من الخيرات.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) قال: نَسُوا حقّ الله، فأنساهم أنفسَهم؛ قال: حظّ أنفسهم.

وقوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) يقول جلّ ثناؤه: هؤلاء الذين نسوا الله، هم الفاسقون، يعني الخارجون من طاعة الله إلى معصيته.

التدبر :

وقفة
[19] ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ نسوا الله عند الذنوب؛ فأنساهم أنفسهم عند التوبة.
وقفة
[19] ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ قال ابن القيم: «من نسي ربه، أنساه ذاته ونفسه، فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه، بل نسى ما به صلاحه وفلاحه، في معاشه ومعاده، فصار معطلًا مهملًا، بمنزلة الأنعام السائبة بل ربما كانت الأنعام أخبر بمصالحها منه، لبقائها على هداها الذي أعطاها إياه خالقها».
وقفة
[19] ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ من أسباب هتك الستر والتشنيع على الغير. قال علي بن أبي طالب: «من نسي خطيئته، استعظم خطيئة غيره».
وقفة
[19] ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾ حين ينسون الله تضيع قيمة وجودهم، يصيرون عدمًا هباءً، يتلاشون، الضياع والشتات والفناء.
وقفة
[19] ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ وأما إنساؤه نفسَه، فهو إنساؤه لحظوظها العالية، وأسباب سعادتها وفلاحها وصلاحها، وما تكمل به؛ ينسيه ذلك جميعه فلا يخطره بباله، ولا يجعله على ذكره، ولا يصرف إليه همته فيرغب فيه؛ فإنه لا يمر بباله حتى يقصده ويؤثره, وأيضًا فينسيه عيوب نفسه ونقصها وآفاتها فلا يخطر بباله إزالتها.
وقفة
[19] ﴿وَلا تَكونوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنساهُم أَنفُسَهُم﴾ الجزاء من جنس العمل والمعاملة بالمثل.
وقفة
[19] ﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم﴾ لا قيمة لكل ما تذكر إذا نسيت ربك لأنك ستنسى نفسك.
وقفة
[19] ﴿‏ولا تَكُونُوا كالَّذينَ نَسُوا الله فأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾ أشقى القلوب على وجه الأرض القلب الذي قطع صلته بالله.
وقفة
[19] التعريف بالله من أهم عوامل نجاح الخطاب الدعوي، وإنما الغفلة تقع للناس بسبب نسيانهم ربهم الذي خلقهم، فبدل أن يعبدوه يعبدون أهواءهم ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾.
عمل
[19] احرص هذا اليوم على أدعية الدخول والخروج من المنزل، وأذكار الصباح والمساء ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾.
وقفة
[19] ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ كأن السامع سأل: ماذا كان أثر إنساء الله إياهم أنفسهم، فأجيب بأنهم بلغوا بسبب ذلك منتهى الفسق في الأعمال السيئة حتى حقّ عليهم أن يقال: إنه لا فسق بعد فسقهم.
وقفة
[19] ﴿نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ الذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى، وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى.
وقفة
[19] ﴿نسوا الله فأنساهم أنفسهم﴾ نسوا الله فخالفوا أمره ونهيه، وسعوا جاهدين يطلبون راحت أنفسهم ونعيمها، فأوردوها الشقاء والهلاك والعذاب.
تفاعل
[19] ﴿نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[19] قال أحدهم: «40 عامًا عشتها مع المخدرات، لم أعرف فيها للحياة طعمًا، وتقطعت حبالي بيني وبين ربي، وبين أكثر عباده، ولم يردني إلى الله إلا آية واحدة سمعتها، فوقرت في قلبي، فشعرت أنها تختصر معاناتي طوال هذه السنين كلها، إنها قول العليم الخبير: ﴿نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾».
وقفة
[19] حياته فوضى، بلا هدف، لم يفكر إلى أين يسير ماذا يفعل لم يفكر بنفسه أبدًا، أتعرف سبب هذا الخذلان ﴿نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾.
وقفة
[19] الغفلة عقوبة الإنسان المعرض عن الله، يُنسيه الله نفسَه ويحرمه بركة العمر فيذهب عمره وتنصرم أيامه ولم يُقدِّم خيرًا ﴿نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾.
وقفة
[19] ﴿أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ دلالة الفسق في تعبير القرآن الكريم: الفسق: هو الخروج عن الطاعة ومعصية الأمر، وقد يكون خروجًا عن الدين: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67]، وقد يكون خروجًا عن الفطرة كحال قوم لوط: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ﴾ [الأنبياء: 74]، وقد يكون خروجًا عن الأمر: ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ [الكهف: 50]، وقد يكون معصية ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ﴾ [البقرة: 197].

الإعراب :

  • ﴿ وَلا تَكُونُوا:
  • الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. تكونوا: فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها والالف فارقة.
  • ﴿ كَالَّذِينَ:
  • الكاف اسم بمعنى «مثل» للتشبيه مبني على الفتح في محل نصب خبر «تكونوا».الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالاضافة والجملة الفعلية بعده صلته لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ نَسُوا اللهَ:
  • فعل ماض مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة بمعنى: حق الله اي طاعته سبحانه.
  • ﴿ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ:
  • الفاء سببية. انسى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به اول. انفس: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة اي فجعلهم ناسين حق انفسهم بالخذلان.
  • ﴿ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ:
  • اعربت في الآية الكريمة الثامنة مع الفارق في المعنى.'

المتشابهات :

آل عمران: 82﴿فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
المائدة: 47﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
النور: 4﴿فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚوَ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
النور: 55﴿وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
الحشر: 19﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     وبعد أن أمَرَ اللهُ المؤمنين بتقوى الله وإعداد العُدة للآخرة؛ نهاهم هنا عن الإِعراض عن الدين، والتغافل عن التقوى، فإن ذلك يُفضي إلى الفسوق، قال تعالى:
﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ولا تكونوا:
1- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بياء الغيبة، على سبيل الالتفاف، وهى قراءة أبى حيوة.

مدارسة الآية : [20] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ ..

التفسير :

[20] لا يستوي أصحاب النار المعذَّبون، وأصحاب الجنة المنعَّمون، أصحاب الجنة هم الظافرون بكل مطلوب، الناجون من كل مكروه.

فهل يستوي من حافظ على تقوى الله ونظر لما قدم لغده، فاستحق جنات النعيم، والعيش السليم - مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - ومن غفل عن ذكر الله، ونسي حقوقه، فشقي في الدنيا، واستحق العذاب في الآخرة، فالأولون هم الفائزون، والآخرون هم الخاسرون.

ثم حذر- سبحانه- المؤمنين من نسيان طاعته، وخشيته بأسلوب آخر فقال:

لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ، أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ....

أى: لا يستوي في حكم الله- تعالى- وفي جزائه أَصْحابُ النَّارِ الذين استحقوا الخلود فيها وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ الذين ظفروا برضوانه- تعالى- بسبب إيمانهم وعملهم الصالح..

أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ بالسعادة التي ليس بعدها سعادة، وبالنعيم الذي لا يقاربه نعيم.

وقال- سبحانه-: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ ... بدون بيان مالا يستويان فيه، للإشعار بالبون الشاسع بين الفريقين، في سلوكهم وفي أعمالهم، وفي تفكيرهم، وفي نظرتهم إلى الحياة، وفي العاقبة التي ينتهى إليها كل فريق ...

قال صاحب الكشاف: هذا تنبيه للناس، وإيذان لهم بأنهم لفرط غفلتهم، وقلة فكرهم في العاقبة، وتهالكهم على إيثار العاجلة، واتباع الشهوات: كأنهم لا يعرفون الفرق بين الجنة والنار، والبون العظيم بين أصحابهما، وأن الفوز مع أصحاب الجنة، فمن حقهم أن يعلموا ذلك وينبهوا عليه، كما تقول لمن يعق أباه، هو أبوك، تجعله بمنزلة من لا يعرفه، فتنبهه بذلك على حق الأبوة، الذي يقتضى البر والتعطف.. .

ومن الآيات الكثيرة التي تشبه هذه الآية في معناها، قوله- تعالى-: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ .

وقوله : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة ) أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم الله يوم القيامة ، كما قال : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) [ الجاثية : 21 ] ، وقال ( وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء ) الآية [ غافر : 58 ] . قال : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) ؟ في آيات أخر دالات على أن الله سبحانه يكرم الأبرار ، ويهين الفجار ; ولهذا قال ها هنا : ( أصحاب الجنة هم الفائزون ) أي : الناجون المسلمون من عذاب الله عز وجل .

القول في تأويل قوله تعالى : لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)

يقول تعالى ذكره: لا يعتدل أهل النار وأهل الجنة، أهل الجنة هم الفائزون، يعني أنهم المُدرِكون ما طلبوا وأرادوا، الناجون مما حذروا.

القول في تأويل قوله تعالى : لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[20] ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ﴾ فهم لا يستوون في حياتهم ومماتهم، لا يستوون في أخلاقهم، لا يستوون في أقوالهم وأفعالهم، لا يستوون في نياتهم، لا يستوون في همِّهم وهمتهم، فتفقد نيتك وأقوالك وأفعالك.
وقفة
[20] ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ﴾ تكملة للوعظ المتقدم في الآيات السابقة، فأصحاب النار هم الذين نسوا الله، وأصحاب الجنة هم الذين التزموا بالتقوى.
وقفة
[20] ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ﴾ الآية تنبيه خطير وصرخة نذير بأن الناس لفرط غفلتهم، وقلة تفكرهم في عاقبتهم، وتهالكهم على إيثار العاجلة، كأنهم لا يعرفون الفارق بين الجنة والنار، والتمايز العظيم بين أصحابهما في الفضل والمكانة والمنزلة.
عمل
[20] هما طريقان وغايتان لا ثالث لهما، وأنت في زمن الاختيار؛ فاختر لنفسك ﴿لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون﴾.
تفاعل
[20] ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ قل: «اللهم اجعلني ووالدي من الفائزين».
لمسة
[20] ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ هذا أسلوب قصر ادِّعائي؛ لأن فوزهم أبدِيّ، فاعتبر فوز غيرهم ببعض متاع الدنيا كالعدم.
وقفة
[20] ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ الفوز الحقيقي هو فوز أصحاب الجنة بالجنة.

الإعراب :

  • ﴿ لا يَسْتَوِي أَصْحابُ:
  • نافية لا عمل لها. يستوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. اصحاب: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ النّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. وأصحاب الجنة: معطوفة بالواو على أَصْحابُ النّارِ» وتعرب اعرابها بمعنى لا يتعادلان.
  • ﴿ أَصْحابُ الْجَنَّةِ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. الجنة: اعربت. والجملة الاسمية تفسيرية لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ هُمُ الْفائِزُونَ:
  • الجملة الاسمية في محل رفع خبر أَصْحابُ الْجَنَّةِ». هم:ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ ثان. الفائزون: خبر «هم» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. او تكون «هم» ضمير فصل-عماد-لا محل له من الاعراب.وتكون «الفائزون» خبر أَصْحابُ الْجَنَّةِ». والوجه الأول من الاعراب أفصح.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     وبعد أمرِ المؤمنين بتقوى الله وإعداد العُدة للآخرة؛ بَيَّنَ اللهُ هنا الفرقَ بين من اتقى الله تعالى، وبين من نَسِيَ لقاءَ اللهِ سبحانه، قال تعالى:
﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [21] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى ..

التفسير :

[21] لو أنزلنا هذا القرآن على جبل من الجبال، ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد، لأبصَرْته على قوته وشدة صلابته وضخامته، خاضعاً ذليلاً متشققاً من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال نضربها، ونوضحها للناس؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر القرآن،

ولما بين تعالى لعباده ما بين، وأمرهمونهاهم في كتابه العزيز، كان هذا موجبا لأن يبادروا إلى ما دعاهم إليه وحثهم عليه، ولو كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي، فإن هذا القرآن لو أنزله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله أي:لكمال تأثيره في القلوب، فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق، وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلفلا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد.

ثم أخبر تعالى أنه يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده في كتابه الحلال والحرام، لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طرق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه.

ثم نوه- سبحانه- بشأن القرآن الكريم، المشتمل على ألوان من الهدايات والمواعظ، والآداب والأحكام، التي في اتباعها سعادة الناس وفوزهم فقال: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ، لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ....

والمراد بالجبل: حقيقته والكلام على سبيل الفرض والتقدير، واختير الجبل، لأنه أشد الأشياء صلابة، وقلة تأثر بما ينزل به.

أى: لو أنزلنا- على سبل الفرض والتقدير- هذا القرآن العظيم الشأن على جبل من الجبال العالية الشامخة الصلبة وخاطبناه به.. لرأيت- أيها العاقل- هذا الجبل الذي هو مثال في الشدة والغلظة والضخامة وعدم التأثر. لرأيته خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.

أى: لرأيته متذللا متشققا من شدة خوفه من الله- تعالى- ومن خشيته.

قال الآلوسى: وهذا تمثيل لعلو شأن القرآن، وقوة تأثيره، والغرض- من هذه الآية- توبيخ الإنسان على قسوة قلبه، وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن الكريم، وتدبر ما فيه من القوارع، وهو الذي لو أنزل على جبل- وقد ركب فيه العقل- لخشع وتصدع.

ويشير إلى كونه تمثيلا، قوله- تعالى-: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ .

أى: وتلك الأمثال الباهرة التي اشتمل عليها هذا القرآن العظيم، نضربها ونسوقها للناس، لكي يتفكروا فيها، ويعملوا بما تقتضيه من توجيهات حكيمة ومن مواعظ سديدة، ومن إرشادات نافعة.

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بالثناء على ذاته- تعالى- وببيان بعض أسمائه الحسنى فقال- تعالى-:

يقول تعالى معظما لأمر القرآن ، ومبينا علو قدره ، وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب ، وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) أي : فإن كان الجبل في غلظته وقساوته ، لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه ، لخشع وتصدع من خوف الله ، عز وجل ، فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع ، وتتصدع من خشية الله ، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه ؟ ولهذا قال تعالى : ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .

قال العوفي : عن ابن عباس في قوله : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا ) إلى آخرها ، يقول : لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله . فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع . ثم قال : كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون . وكذا قال قتادة ، وابن جرير .

وقد ثبت في الحديث المتواتر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما عمل له المنبر ، وقد كان يوم الخطبة يقف إلى جانب جذع من جذوع المسجد ، فلما وضع المنبر أول ما وضع ، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المنبر ، فعند ذلك حن الجذع وجعل يئن كما يئن الصبي الذي يسكن ، لما كان يسمع من الذكر والوحي عنده . ففي بعض روايات هذا الحديث قال الحسن البصري بعد إيراده : " فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجذع " . وهكذا هذه الآية الكريمة ، إذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته ، لخشعت وتصدعت من خشيته فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم ؟ وقد قال تعالى : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ) الآية [ الرعد : 31 ] . وقد تقدم أن معنى ذلك : أي لكان هذا القرآن . وقال تعالى : ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ) [ البقرة : 74 ] .

وقوله: (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) يقول جلّ ثناؤه: لو أنـزلنا هذا القرآن على جبل، وهو حجر، لرأيته يا محمد يا خاشعًا؛ يقول: متذللا متصدّعا من خشية الله على قساوته، حذرًا من أن لا يؤدّي حقّ الله المفترض عليه في تعظيم القرآن، وقد أنـزل على ابن آدم وهو بحقه مستخفٌّ، وعنه عما فيه من العِبَر والذكر مُعْرض، كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه وقرًا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أَبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أََبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) ... إلى قوله: (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) قال، يقول: لو أني أنـزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدّع وخشع من ثِقله، ومن خشية الله، فأمر الله عزّ وجلّ الناس إذا أنـزل عليهم القرآن، أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع، قال: (وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون ) .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) ... الآية، يعذر الله الجبل الأصمّ، ولم يعذر شقيّ ابن آدم، هل رأيتم أحدًا قط تصدّعت جوانحه من خشية الله (وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ) يقول تعالى ذكره: وهذه الأشياء نشبهها للناس، وذلك تعريفه جلّ ثناؤه إياهم أن الجبال أشدّ تعظيمًا لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها.

وقوله: (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) يقول: يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها، فينيبوا، وينقادوا للحق.

التدبر :

وقفة
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَه خَاشعًا﴾ أي لو جعلنا في جبلٍ -على قساوته- تمييزًا كما في الِإنسانِ، ثم أنزلنا عليه القرآن، لتَشقَّق خشيةً من الله تعالى، وخوفًا ألَّا يؤدي حقه في تعظيم القرآن، والمقصودُ تنبيهُ الِإنسان على قسوة قلبه، وقلَّةِ خشوعه عند تلاوة القرآن، وإعراضِه عن تدبر زواجره.
وقفة
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ حث على تأمل مواعظ القرآن، وبين أنه لا عذر في ترك التدبر؛ فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة -أي متشققة- من خشية الله.
وقفة
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ فهذا حال جبال الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها، فيا عجبًا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال! تسمع فلا تلين! ومن لم يُلن لله في هذه الدار قلبه فليستمتع قليلًا، فإن أمامه الملين الأعظم، النار عياذًا بالله منها.
اسقاط
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ وقلبك كيف حاله حين يسمعه ويقرأه؟
وقفة
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ فيا عجبًا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال، تسمع آيات الله تتلى عليها، ويذكر الرب تبارك وتعالى فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب، فليس بمستنكر على الله عز وجل ولا يخالف حكمته أن يخلق لها نارًا تذيبها، إذ لم تلن بكلامه وذكره وزواجره ومواعظه.
وقفة
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ المقصود من ذكر الجبل وخشوعه هنا تنبيه الإنسان على قسوة قلبه، وقلة خشوعه عند تلاوة القرآن، وإعراضه عن تدبر زواجره.
وقفة
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ في تذكير العباد بشدة أثر القرآن على الجبل العظيم؛ تنبيه على أنهم أحق بهذا التأثر لما فيهم من الضعف.
عمل
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ إذا رأيتَ قلبَكَ لا يتأثَّرُ بالقرآنِ فاتَّهِم نفسَك، لأنَّ اللهَ أخبرَ أنَّ القرآنَ لو أُنزِلَ على جبلٍ لتصدَّعَ، وقلبُك لا يتأثَّرُ.
وقفة
[21] ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾ كان مالك بن دينار يقرأ هذه الآية ثمّ يقول: «أقسم لكم، لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صَدِع قلبه».
وقفة
[21] ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله﴾ إذا كانت الجبالُ الضخمة الصلبة تتزلزل وتتصدع من خشية ما في القرآن من مواعظ وعبر، أفلا تَلينُ لها قلوبُ الخلق من البشر؟!
عمل
[21] إذا لم يزدك القرآن خشية لله؛ فراجع قلبك ونيتك ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله﴾.
عمل
[21] احرص على الخشوع عند قراءة القرآن ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾.
وقفة
[21] كم نحتاج من المال والزمن والمتفجرات لكي يثصدع جبل شامخ؟ ولكن بعض القلوب أقسى ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾.
وقفة
[21] عن الضحاك في قوله تعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾، قال: « لو أنزل هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم به وخوَّفته بالذي خوفتكم به إذًا لخشع وتصدع من خشية الله، فأنتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله».
وقفة
[21] ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ أي: لأجل أن يتفكروا، ويستفاد من هذه الآية فائدة أصولية وهي: أن كل مثل في القرآن، فهو إثبات للقياس؛ لأن المقصود بالمثل: انتقال الذهن من هذا إلى هذا.
وقفة
[19-21] قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، ثم قال بعدها: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ﴾، ذكر هذه الآية بعد بيان حال الفاسقين ينبه على أن ما أوقع الفاسقين في الهلكة إنما هو إهمالهم القرآن الكريم والتدبر فيه، وذلك من نسيانهم الله تعالى.

الإعراب :

  • ﴿ لَوْ أَنْزَلْنا:
  • حرف شرط‍ غير جازم. انزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.وجملة «انزلنا» ابتدائية لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ هذَا الْقُرْآنَ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.القرآن: بدل من اسم اشارة منصوب بالفتحة.
  • ﴿ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ:
  • جار ومجرور متعلق بأنزل واللام واقعة في جواب «لو». رأيته: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً:
  • حالين منصوبين برأيت لان الفعل من رؤية العين لا القلب وعلامة نصبهما الفتحة. وجملة لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً» اي متذللا فزعا متشققا جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب
  • ﴿ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ:
  • جار ومجرور متعلق بخاشعا متصدعا او برأيت. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة اي لكثرة ما في القرآن الكريم من العبر والزواجر وتعظيما له.
  • ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ:
  • الواو استئنافية. تي: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف حرف خطاب. الامثال: بدل من اسم الاشارة مرفوع بالضمة والاشارة الى هذا المثل وغيره.
  • ﴿ نَضْرِبُها لِلنّاسِ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «تلك» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. للناس: جار ومجرور متعلق بنضرب.
  • ﴿ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ:
  • حرف مشبه بالفعل من اخوات «ان» و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «لعل».يتفكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «يتفكرون» في محل رفع خبر «لعل» وحذف مفعولها اختصارا لان ما قبلها يدل عليها. اي لعلهم يتدبرون تلك الامثال فيعودون الى طريق الصواب'

المتشابهات :

العنكبوت: 43﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ
الحشر: 21﴿خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ لعِبادِه ما بَيَّنَ، وأمَرَهم ونهاهم في كتابِه العزيزِ؛ كان هذا مُوجِبًا لأنْ يُبادِروا إلى ما دعاهم إليه، وحَثَّهم عليه، ولو كانوا في القَسْوةِ وصَلابةِ القُلوبِ كالجِبالِ الرَّواسي؛ فإنَّ هذا القُرآنَ لو أنزَلَه على جَبَلٍ لَرأَيْتَه خاشِعًا متَصَدِّعًا مِن خَشيةِ اللهِ، قال تعالى:
﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

متصدعا:
وقرئ:
مصدعا، بإدغام التاء فى الصاد، وهى قراءة طلحة.

مدارسة الآية : [22] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ ..

التفسير :

[22] هو الله سبحانه وتعالى المعبود بحق الذي لا إله سواه، عالم السر والعلن، يعلم ما غاب وما حضر، هو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء، الرحيم بأهل الإيمان به.

هذه الآيات الكريمات قد اشتملت على كثير من أسماء الله الحسنى وأوصافه العلى، عظيمة الشأن، وبديعة البرهان، فأخبر أنه الله المألوه المعبود، الذي لا إله إلا هو، وذلك لكماله العظيم، وإحسانه الشامل، وتدبيره العام، وكل إله سواهفإنه باطل لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لأنه فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا، ثم وصف نفسه بعموم العلم الشامل، لما غاب عن الخلق وما يشاهدونه، وبعموم رحمته التي وسعت كل شيء ووصلت إلى كل حي.

قال الجمل: لما وصف- تعالى- القرآن بالعظم، ومعلوم أن عظم الصفة تابع لعظم الموصوف، أتبع ذلك بوصف عظمته- تعالى- فقال: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ أى: هو الله الذي وجوده من ذاته، فلا عدم له بوجه من الوجوه، فلا شيء يستحق الوصف بهذا غيره، لأنه هو الموجود أزلا وأبدا، فهو حاضر في كل ضمير، غائب بعظمته عن كل حس، فلذلك تصدع الجبل من خشيته.

أى: هو المعبود الذي لا تنبغي العبادة والألوهية إلا له، الذي لا إله إلا هو، فإنه لا مجانس له، ولا يليق ولا يصح، ولا يتصور، أن يكافئه أو يدانيه شيء ... .

وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أى: هو- سبحانه- العليم علما تاما بما غاب عن أذهان الخلائق وعقولهم، وبما هو حاضر ومشاهد أمام أعينهم.

فالمراد بالغيب: كل ما غاب عن إحساس الناس وعن مداركهم..

والمراد بالشهادة: ما يشاهدونه بعيونهم، ويدركونه بعقولهم..

والتعريف فيهما للاستغراق الحقيقي، لأن الله- تعالى- لا يخفى عليه شيء في هذا الكون.

وقوله- تعالى-: هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ أى: هو العظيم الرحمة الدائمة، لأن لفظ الرَّحْمنُ صيغة مبالغة لكثرة الشيء وعظمته، ولفظ الرَّحِيمُ صيغة تدل على الدوام والاستمرار.

ثم قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ) أخبر تعالى أنه الذي لا إله إلا هو فلا رب غيره ، ولا إله للوجود سواه ، وكل ما يعبد من دونه فباطل ، وأنه عالم الغيب والشهادة ، أي : يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنا فلا يخفى عليه شيء في الأرض ، ولا في السماء من جليل وحقير ، وصغير وكبير ، حتى الذر في الظلمات .

وقوله : ( هو الرحمن الرحيم ) قد تقدم الكلام على ذلك في أول التفسير ، بما أغنى عن إعادته ها هنا . والمراد أنه ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع المخلوقات ، فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، وقد قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) [ الأعراف : 156 ] ، وقال ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) [ الأنعام : 54 ] ، وقال ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) [ يونس : 58 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)

يقول تعالى ذكره: الذي يتصدّع من خشيته الجبل أيها الناس هو المعبود، الذي لا تنبغي العبادة والألوهية إلا له، عالم غيب السموات والأرض، وشاهد ما فيهما مما يرى ويحسّ(هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) يقول: هو رحمن الدنيا والآخرة، رحيم بأهل الإيمان به.

التدبر :

وقفة
[22] عرف عباده بنفسه؛ ليعلموا أنه مستحق للخشية.
وقفة
[22] ﴿هو الله الذي لا إله إلا هو﴾ بدأ بكلمة التوحيد؛ لأنها الأصل، لأن من آمن بالله وحده آمن بكل ما جاء عن الله، وآمن بالله على ما هو له أهل، ونزهه عما ليس له بأهل.
وقفة
[22] ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ لا يعلم الغيب إلا الله قال ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» [مسلم 2230].
عمل
[22] ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ بدأ بعلم الغيب الذي تكون فيه أكثر الأسرار والأوزار، فلا يُغريك الظلام بالآثام.
وقفة
[22] ﴿عالم الغيب والشهادة﴾ لماذا قَدَّمَ الغيبَ على الشهادة؟ الجواب: لأن علم الغيب أمدح؛ لأن الغيب عنا أكثر من المشاهدة، ولأنه تعالى يعلمه قبل أن يكون.
وقفة
[22] ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ﴾ ختم الله ذكر علمه بالغيب والشهادة بصفة الرحمة، حتى لا يوسوس إليك الشيطان أن علم الله بحالك، وإحاطتك بسيئاتك حاجب دون رحمته.
وقفة
[22] ﴿هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ﴾ الأحداث في الأرض تتغير والآلام تغيب وتحضر والفتن تجئ وتنكشف، وفي كل الأحوال والعصور والظروف ربنا هو الرحمن الرحيم.
وقفة
[22] ﴿الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ﴾ أمر الله بالتذكير بهذه الحقيقة وجوبًا ١٧ مرة كل يوم؛ ألا يكفي لنزول السكينة بقلبك؟!

الإعراب :

  • ﴿ هُوَ اللهُ الَّذِي:
  • ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. الله لفظ‍ الجلالة:خبر «هو» مرفوع للتعظيم بالضمة. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة-نعت-للفظ‍ الجلالة.
  • ﴿ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ:
  • الجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. لا: نافية للجنس. إله: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا تقديره موجود او معلوم. إلا: اداة استثناء. هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع لا إِلهَ» لان موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستثنى نصبا لكان إلا إياه.
  • ﴿ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ:
  • صفة ثانية للفظ‍ الجلالة او خبر ثان للمبتدإ «هو» ويجوز ان يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره هُوَ عالِمُ» مرفوعا بالضمة.الغيب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. والشهادة:معطوفة بالواو على «الغيب» مجرورة مثلها وعلامة جرها أي الكسرة. عالم السر والعلانية او ما غاب عن العباد وما شاهدوه اي الموجود المدرك.
  • ﴿ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ:
  • بدل من هُوَ اللهُ الَّذِي» ويعرب اعرابه. الرحيم:صفة-نعت-للرحمن مرفوع مثله بالضمة.'

المتشابهات :

طه: 98﴿إِنَّمَا إِلَـٰهُكُمُ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
الحشر: 22﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
الحشر: 23﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     وبعد بيان عظمة القُرآن، ومَعلومٌ أنَّ عِظَمَ الصِّفةِ تابِعٌ لعِظَمِ الموصوفِ؛ أتْبَعَ ذلك ببيان عَظَمةِ اللهِ، قال تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ ..

التفسير :

[23] هو الله المعبود بحق الذي لا إله إلا هو، الملك لجميع الأشياء، المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة، المنزَّه عن كل نقص، الذي سلِم من كل عيب، المصدِّق رسله وأنبياءه بما أرسلهم به من الآيات البينات، الرقيب على كل خلقه في أعمالهم، العزيز الذي لا يغالَب، ال

ثم كرر [ذكر] عموم إلهيته وانفراده بها، وأنه المالك لجميع الممالك، فالعالم العلوي والسفلي وأهله، الجميع، مماليك لله، فقراء مدبرون.

{ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} أي:المقدس السالم من كل عيب وآفة ونقص، المعظم الممجد، لأن القدوس يدل على التنزيه عن كل نقص، والتعظيم لله في أوصافه وجلاله.

{ الْمُؤْمِنُ} أي:المصدق لرسله وأنبيائه بما جاءوا به، بالآيات البينات، والبراهين القاطعات، والحجج الواضحات.

{ الْعَزِيزُ} الذي لا يغالب ولا يمانع، بل قد قهر كل شيء، وخضع له كل شيء،{ الْجَبَّارُ} الذي قهر جميع العباد، وأذعن له سائر الخلق، الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير،{ الْمُتَكَبِّرُ} الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجور.

{ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهذا تنزيه عام عن كل ما وصفه به من أشرك به وعانده.

وقوله- سبحانه-: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ... تأكيد لأمر التوحيد لأن مقام التعظيم يقتضى ذلك.

ثم عدد- سبحانه- بعد ذلك بعض أسمائه الحسنى، وصفاته الجليلة فقال: الْمَلِكُ أى: المالك لجميع الأشياء، والحاكم على جميع المخلوقات والمتصرف فيها تصرف المالك في ملكه.

الْقُدُّوسُ أى: المنزه عن كل نقص، البالغ أقصى ما يتصوره العقل في الطهارة وفي البعد عن النقائص والعيوب، وعن كل ما لا يليق.

من القدس بمعنى الطهارة، والقدس- بفتح الدال- اسم للإناء الذي يتطهر به ومنه القادوس.

وجاء لفظ القدوس بعد لفظ الملك، للإشعار بأنه- تعالى- وإن كان مالكا لكل شيء، إلا أنه لا يتصرف فيما يملكه تصرف الملوك المغرورين الظالمين، وإنما يتصرف في خلقه تصرفا منزها عن كل ظلم ونقص وعيب..

السَّلامُ أى: ذو السلامة من كل ما لا يليق، أو ذو السلام على عباده في الجنة، كما قال- تعالى-: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ.

الْمُؤْمِنُ أى: الذي وهب لعباده نعمة الأمان والاطمئنان، والذي صدق رسله بأن أظهر على أيديهم المعجزات التي تدل على أنهم صادقون فيما يبلغونه عنه.

الْمُهَيْمِنُ أى: الرقيب على عباده، الحافظ لأقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، من الأمن، ثم قلبت همزته هاء، وقيل أصله هيمن بمعنى رقب، فهاؤه أصلية.

الْعَزِيزُ أى: الذي يغلب غيره، ولا يتجاسر على مقامه أحد..

الْجَبَّارُ أى: العظيم القدرة، القاهر فوق عباده.

قال القرطبي: قال ابن عباس: الجبار: هو العظيم. وجبروت الله عظمته. وهو على هذا القول صفة ذات، من قولهم: نخلة جبارة..

وقيل هو من الجبر وهو الإصلاح، يقال: جبرت العظم فجبر، إذا أصلحته بعد الكسر، فهو فعال من جبر، إذا أصلح الكسير وأغنى الفقير.. .

الْمُتَكَبِّرُ أى: الشديد الكبرياء، والعظمة والجلالة. والتنزه عما لا يليق بذاته.

وهاتان الصفتان- الجبار المتكبر- صفتا مدح بالنسبة لله- تعالى-، وصفتا ذم بالنسبة لغيره- تعالى-، وفي الحديث الصحيح عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فيما يرويه عن ربه: «الكبرياء ردائي. والعظمة إزارى. فمن نازعنى في واحد منهما قصمته. ثم قذفته في النار» .

سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ أى: تنزه- سبحانه وتقدس عن إشراك المشركين. وكفر الكافرين.

وقوله ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك ) أي : المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة .

وقوله : ( القدوس ) قال وهب بن منبه : أي الطاهر . وقال مجاهد ، وقتادة : أي المبارك : وقال ابن جريج : تقدسه الملائكة الكرام .

( السلام ) أي : من جميع العيوب والنقائص ; بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله .

وقوله : ( المؤمن ) قال الضحاك عن ابن عباس : أي أمن خلقه من أن يظلمهم . وقال قتادة : أمن بقوله : إنه حق . وقال ابن زيد : صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به .

وقوله : ( المهيمن ) قال ابن عباس وغير واحد : أي الشاهد على خلقه بأعمالهم ، بمعنى : هو رقيب عليهم ، كقوله : ( والله على كل شيء شهيد ) [ البروج : 9 ] ، وقوله ( ثم الله شهيد على ما يفعلون ) [ يونس : 46 ] .

وقوله : ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) الآية [ الرعد : 33 ] .

وقوله : ( العزيز ) أي : الذي قد عز كل شيء فقهره ، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته ، وعظمته ، وجبروته ، وكبريائه ; ولهذا قال : ( الجبار المتكبر ) أي : الذي لا تليق الجبرية إلا له ، ولا التكبر إلا لعظمته ، كما تقدم في الصحيح : " العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا منهما عذبته " .

وقال قتادة : الجبار : الذي جبر خلقه على ما يشاء .

وقال ابن جرير : الجبار : المصلح أمور خلقه ، المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم .

وقال قتادة : المتكبر : يعني عن كل سوء .

ثم قال : ( سبحان الله عما يشركون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)

يقول تعالى ذكره: هو المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، الملك الذي لا ملك فوقه، ولا شيء إلا دونه، القدّوس، قيل: هو المبارك.

وقد بيَّنت فيما مضى قبل معنى التقديس بشواهده، وذكرت اختلاف المختلفين فيه بما أغنى عن إعادته.

* ذكر من قال: عُنِيَ به المبارك .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( الْقُدُّوسُ ): أي المبارك.

وقوله: ( السَّلامَ ) يقول: هو الذي يسلم خلقه من ظلمه، وهو اسم من أسمائه.

كما حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمّر، عن قتادة ( السَّلامَ ) : الله السلام.

حدثنا ابن حُمَيْد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد الله، يعني العَتكي، عن جابر بن زيد قوله: ( السَّلامَ ) قال: هو الله، وقد ذكرت الرواية فيما مضى، وبيَّنت معناه بشواهده، فأعنى ذلك عن إعادته. وقوله: ( الْمُؤْمِنُ ) يعني بالمؤمن: الذي يؤمن خلقه من ظلمه.

وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( الْمُؤْمِنُ ): أمن بقوله أنه حقّ.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْمُؤْمِنُ ): آمن بقوله أنه حقّ.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جُوَيبر عن الضحاك ( الْمُؤْمِنُ ) قال: المصدق.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: ( الْمُؤْمِنُ ) قال: المؤمن: المصدّق الموقن، آمن الناس بربهم فسماهم مؤمنين، وآمن الربّ الكريم لهم بإيمانهم صدّقهم أن يسمى بذلك الاسم.

وقوله: ( الْمُهَيْمِنُ ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: المهيمن الشهيد.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( الْمُهَيْمِنُ ) قال: الشهيد، وقال مرّة أخرى: الأمين.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( الْمُهَيْمِنُ ) قال: الشهيد.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( الْمُهَيْمِنُ ) قال: أنـزل الله عزّ وجلّ كتابًا فشهد عليه.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْمُهَيْمِنُ ) قال: الشهيد عليه.

وقال آخرون: المهيمن: الأمين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جُويبر، عن الضحاك ( الْمُهَيْمِنُ ) الأمين. وقال آخرون: ( الْمُهَيْمِنُ ) : المصدّق.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( الْمُهَيْمِنُ ) قال: المصدق لكلّ ما حدّث، وقرأ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ قال: فالقرآن مصدّق على ما قبله من الكتب، والله مصدّق في كلّ ما حدّث عما مضى من الدنيا، وما بقي، وما حدّث عن الآخرة.

وقد بيَّنت أولى هذه الأقوال بالصواب فيما مضى قبل في سورة المائدة بالعلل الدالة على صحته، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع.

وقوله: ( الْعَزِيزُ ) : الشديد في انتقامه ممن انتقم من أعدائه.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( الْعَزِيزُ ) أي في نقمته إذا انتقم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْعَزِيزُ ) في نقمته إذا انتقم.

وقوله: ( الْجَبَّارُ ) يعني: المصلح أمور خلقه، المصرفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول: جبر خلقه على ما يشاء من أمره.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْجَبَّارُ ) قال: جَبَرَ خلقه على ما يشاء.

وقوله: ( الْمُتَكَبِّرُ ) قيل: عُنِيَ به أنه تكبر عن كلّ شرّ.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( الْمُتَكَبِّرُ ) قال: تكبر عن كلّ شر.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: أخبرنا أبو رجاء، قال: ثني رجل، عن جابر بن زيد، قال: إن اسم الله الأعظم هو الله، ألم تسمع يقول: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ يقول: تنـزيهًا لله وتبرئة له عن شرك المشركين به.

التدبر :

وقفة
[23] الأسماء الحسنى أبواب دخول على الله، قال ابن القيم: «ومن وافق الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة إليه، وأدخلته على ربه، وأدنته منه، وقرّبته من رحمته، وصيَّرته محبوبًا، فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، حيي يحب أهل الحياء، جميل يحب أهل الجمال، وتر يحب أهل الوتر».
عمل
[23] إذا اشتدت عليك أحداث الدنيا؛ ردد في نفسك: ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ﴾.
عمل
[23] ادع الله تعالى بأسمائه الحسنى الواردة في هذه السورة: ﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾.
وقفة
[23] ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ﴾ أي: لا تنبغي العبادة والإنابة والذل والحب إلا له؛ لأنه المألوه لما له من الصفات الكاملة والنعم الموجبة لذلك.
وقفة
[23] ﴿الْمُؤْمِنُ﴾ يؤمن عبده بالأمان من مكائد الأعداء؛ فينام المسلم والمكر يحيط به، والسر يكمن في ربه المؤمن.
وقفة
[23] ﴿السَّلَامُ﴾ أين المسلمون اليوم من توجيه ابن مسعود رضي الله عنه، حين قال: «إنَّ السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض؛ فأفشوا السلامَ بينكم»؟
وقفة
[23] ﴿الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ﴾ من معاني الجبار: يجبر قلبًا منفطرًا لم يستطع اﻻعتذار والصفح أن يجبر تصدعه.
وقفة
[23] ﴿الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ سبحانه الذي يجبُر كسر القلوب من الأحزان ويفرج الكرب والهموم والأوجاع ويغيّر الحال إلى أفضل حال.
وقفة
[23] ﴿الْجَبَّارُ﴾ هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه.
وقفة
[23] كثير منا يعتقد أن ﴿الْجَبَّارُ﴾ هو القاهر، ولكن غاب عن كثير أن الجبار أيضًا هو من يجبر القلوب المنكسرة.
تفاعل
[23] ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ سَبِّح الله الآن.

الإعراب :

  • ﴿ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ:
  • اعربت في الآية الكريمة السابقة وبقية اسمائه سبحانه تعرب اعراب «الملك» واما معانيها فالقدوس: البليغ في النزاهة عما يستقبح اي الكثير الطهر. السّلام: ذو السلامة من كل نقص وهو مصدر وصف به مبالغة في وصفه سبحانه كونه سليما من النقائص.المؤمن: اي واهب الامن. المهيمن: واصله: مفيعل «مؤيمن» الا أن همزته قلبت هاء. اي الحافظ‍ الرقيب على كل شيء. العزيز: المنيع في انتقامه. الجبار: القاهر او من جبر عباده: اي اصلح حالهم. المتكبر:البليغ الكبرياء والعظمة. وقيل المتكبر عن ظلم عباده.
  • ﴿ سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ:
  • اعربت في كثير من السور. تراجع الآية الكريمة الثالثة والاربعون من سورة «الطور».'

المتشابهات :

المؤمنون: 91﴿إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ
الصافات: 159﴿ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ
الطور: 43﴿أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
الحشر: 23﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     وبعد بيان وحدانية الله؛ كَرَّرَ هنا عموم إلهيته وانفراده بها، ثم ذكرَ أَحَدَ عَشَرَ اسمًا من أسماء الله تعالى، وهي: ١- المَلِك. ٢- القدوس. ٣- السلام. ٤- المؤمن. ٥- المهيمن. ٦- العزيز. ٧- الجبال. ٨- المتكبر، قال تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

القدوس:
1- بالضم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالفتح، وهى قراءة أبى السمال، وأبى دينار الأعرابى.
المؤمن:
1- بكسر الميم، اسم فاعل من «آمن» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح الميم، يعنى: المؤمن به، وهى قراءة أبى جعفر المدني.

مدارسة الآية : [24] :الحشر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ..

التفسير :

[24] هو الله سبحانه وتعالى الخالق المقدر للخلق، البارئ المنشئ الموجد لهم على مقتضى حكمته، المصوِّر خلقه كيف يشاء، له سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلى، يسبِّح له جميع ما في السموات والأرض، وهو العزيز الشديد الانتقام مِن أعدائه، الحكيم في تدبيره أمور خلق

{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} لجميع المخلوقات{ الْبَارِئُ} للمبروءات{ الْمُصَوِّرُ} للمصورات، وهذه الأسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير، وأن ذلك كله قد انفرد الله به، لم يشاركه فيه مشارك.

{ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} أي:له الأسماء الكثيرة جدا، التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا الله هو، ومع ذلك، فكلها حسنى أي:صفات كمال، بل تدل على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقص في شيء منها بوجه من الوجوه، ومن حسنها أن الله يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من عباده أن يدعوه ويسألوه بها.

ومن كماله، وأن له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، أن جميع من في السماوات والأرض مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده، ويسألونه حوائجهم، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته،{ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الذي لا يريد شيئا إلا ويكون، ولا يكون شيئا إلا لحكمة ومصلحة.

تم تفسير سورة الحشر،

فلله الحمد على ذلك،

والمنة والإحسان.

هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ لكل شيء الموجد لهذا الكون على مقتضى حكمته..

الْبارِئُ أى: المبدع المخترع للأشياء. والمبرز لها من العدم إلى الوجود.

الْمُصَوِّرُ أى: المصور للأشياء والمركب لها، على هيئات مختلفة، وأنواع شتى من التصوير، وهو التخطيط والتشكيل..

لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى والحسنى تأنيث الأحسن. أى: له الأسماء التي هي أحسن الأسماء لدلالتها على أفضل المعاني. من تحميد. وتقديس. وقدرة. وسمع.. وغير ذلك من الأسماء الكريمة، والصفات الجليلة.

يُسَبِّحُ لَهُ- تعالى- وينزهه عن كل سوء ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ من مخلوقات..

وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أى: وهو- عز وجل- الغالب لغيره. الحكيم في كل تصرفاته.

قال الإمام ابن كثير: وفي الصحيحين عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما- مائة إلا واحدا- من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر..

ثم ذكر- رحمه الله- هذه الأسماء نقلا عن سنن الترمذي فقال: هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلى، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوى، المتين، الولي، الحميد، المحصى، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواحد، الماجد، الواجد، الصمد، القادر،المقتدر، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنى، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد الصبور.

ثم قال الإمام ابن كثير: وسياق ابن ماجة- لهذا الحديث- بزيادة ونقصان، وتقديم وتأخير.. والذي عول عليه جماعة من الحفاظ، أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه- أى: ذكر الراوي في الحديث كلاما لنفسه أو لغيره من غير فصل بين ألفاظ الحديث وألفاظ الراوي- وأن أهل العلم جمعوا هذه الأسماء من القرآن الكريم.

ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين، بدليل ما رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إنى عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فىّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أعلمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري. وجلاء حزنى، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا» .

فقيل يا رسول الله، أفلا نتعلمها؟ فقال: «بلى، ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها» وذكر أبو بكر بن العربي أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة ألف اسم لله- تعالى- .

وبعد: فهذا تفسير لسورة «الحشر» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وقوله : ( هو الله الخالق البارئ المصور ) الخلق : التقدير ، والبراء : هو الفري ، وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود ، وليس كل من قدر شيئا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عز وجل . قال الشاعر يمدح آخر

ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري

أي : أنت تنفذ ما خلقت ، أي : قدرت بخلاف غيرك فإنه لا يستطيع ما يريد . فالخلق : التقدير . والفري : التنفيذ . ومنه يقال : قدر الجلاد ثم فرى ، أي : قطع على ما قدره بحسب ما يريده .

وقوله تعالى : ( الخالق البارئ المصور ) أي : الذي إذا أراد شيئا قال له : كن ، فيكون على الصفة التي يريد ، والصورة التي يختار . كقوله : ( في أي صورة ما شاء ركبك ) [ الانفطار : 8 ] ولهذا قال : ( المصور ) أي : الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها .

وقوله : ( له الأسماء الحسنى ) قد تقدم الكلام على ذلك في " سورة الأعراف " ، وذكر الحديث المروي في الصحيحين عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر " . وتقدم سياق الترمذي ، وابن ماجه له ، عن أبي هريرة أيضا ، وزاد بعد قوله : " وهو وتر يحب الوتر " - واللفظ للترمذي - : " هو الله الذي لا إله إلا هو ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الغفار ، القهار ، الوهاب ، الرزاق ، الفتاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعز ، المذل ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العلي ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الباعث ، الشهيد ، الحق ، الوكيل ، القوي ، المتين ، الولي ، الحميد ، المحصي ، المبدئ ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحي ، القيوم ، الواجد ، الماجد ، الواحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرءوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغني ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور " .

وسياق ابن ماجه بزيادة ، ونقصان ، وتقديم ، وتأخير ، وقد قدمنا ذلك مبسوطا مطولا بطرقه ، وألفاظه بما أغنى عن إعادته هنا .

وقوله : ( يسبح له ما في السماوات والأرض ) كقوله ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [ الإسراء : 44 ] .

وقوله : ( وهو العزيز ) أي : فلا يرام جنابه ) الحكيم ) في شرعه وقدره . وقد قال الإمام أحمد :

حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا خالد - يعني : ابن طهمان أبو العلاء الخفاف - حدثنا نافع بن أبي نافع ، عن معقل بن يسار ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر ، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة " .

ورواه الترمذي ، عن محمود بن غيلان ، عن أبي أحمد الزبيري به . ، وقال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .

آخر تفسير سورة الحشر ولله الحمد والمنة.

القول في تأويل قوله تعالى : هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)

يقول تعالى ذكره: هو المعبود الخالق، الذي لا معبود تصلح له العبادة غيره، ولا خالق سواه، البارئ الذي برأ الخلق، فأوجدهم بقدرته، المصوّر خلقه كيف شاء، وكيف يشاء.

قوله: (لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى ) يقول تعالى ذكره: لله الأسماء الحسنى، وهي هذه الأسماء التي سمى الله بها نفسه، التي ذكرها في هاتين الآيتين.(يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يقول: يسبح له جميع ما في السموات والأرض، ويسجد له طوعًا وكرهًا(وَهُوَ الْعَزِيزُ ) يقول: وهو الشديد الانتقام من أعدائه (الْحَكِيمُ ) في تدبيره خلقه، وصرفهم فيما فيه صلاحهم.

آخر تفسير سورة الحشر

التدبر :

وقفة
[24] ﴿هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ يقينُ المؤمن أن الله هو البارئ المصوِّر، يمنعه من الاعتراض على خلقه، أو السُّخريَّة بمَن ابتلاهم بدمامةٍ أو عيب خِلقيٍّ.
وقفة
[24] ﴿هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ أشارت الأسماء: (الخالق، البارئ، المصور) إلى مراحل تكوين المخلوق من التقدير له، ثم إيجاده، ثم جعل له صورة خاصة به، وبذكر أحدها مفردًا فإنه يدل على البقية.
وقفة
[24] ﴿هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ الخالقُ: هو الذي قدَّر ما يوجده، والبارىءُ: هو الذي يُميِّز بعضَه عن بعضٍ بالأشكال المختلفة. وقيلَ: الخالقُ: المبدي، والبارىء: المعيدُ.
وقفة
[24] ﴿هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ قالَ الغَزالِيُّ في المَقْصِدِ الأسْنى: «الخالِقُ البارِئُ المُصَوِّرُ قَدْ يُظَنُّ أنَّ هَذِهِ الأسْماءَ مُتَرادِفَةٌ ولا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ كَذَلِكَ بَلْ كُلُّ ما يَخْرُجُ مِنَ العَدَمِ إلى الوُجُودِ يَفْتَقِرُ إلى تَقْدِيرٍ أوَّلًا وإلى الإيجادِ عَلى وفْقِ التَّقْدِيرِ ثانِيًا وإلى التَّصْوِيرِ بَعْدَ الإيجادِ ثالِثًا. واللَّهُ خالِقٌ مِن حَيْثُ إنَّهُ مُقَدَّرٌ وبارِئٌ مِن حَيْثُ إنَّهُ مُخْتَرِعٌ مَوْجُودٌ، ومُصَوَّرٌ مِن حَيْثُ إنَّهُ مُرَتِّبٌ صُوَرَ المُخْتَرَعاتِ أحْسَنَ تَرْتِيبٍ».
وقفة
[24] ﴿هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» [البخاري 2736]، قال ابن حجر في الفتح: «وقال الأصيلي: ليس المراد بالإحصاء عدَّها فقط؛ لأنه قد يعُدُّها الفاجر، وإنما المراد العمل بها، وقال أبو نعيم الأصبهاني: المذكور في الحديث ليس هو التعداد، وإنما هو العمل، والتعقل بمعاني الأسماء والإيمان بها».
تفاعل
[24] ﴿يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ سَبِّح الله الآن.
وقفة
[24] ﴿يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ افتتحت السورة بالتسبيح وخُتمت به، للدلالة على خضوع وتنزيه جميع المخلوقات لله تعالى، فينبغي للمسلم أن يكون معظمًا لله في جمع أحواله.
وقفة
[24] ختم الله هذه السورة الكريم بذكر عدد من أسمائه الحسنى الدالة على كمال صفاته، فينبغي للمسلم الإيمان بها ومعرفة معانيها ودعاؤه به.
وقفة
[22-24] أصل الدين كله أن يعظم العبد ربه، ولن يحصل ذلك إلا بمعرفة العبد يقينًا ما لله من صفات كمال وجلال.
وقفة
[22-24] تأمل هذه الآيات لتتعرف على عظمة الله تعالى الذي تعبده وتؤمن به وتتوكل عليه وتستعين به وتلتجئ إليه وتلوذ بحماه وترجو رحمته وتطلب قربه ورضاه سبحانه جل في علاه.

الإعراب :

  • ﴿ هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ:
  • اعربت في الآية الكريمة الثانية والعشرين.اي المقدر لما يوجده المميز بعضه من بعض.
  • ﴿ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ:
  • صفة اخرى من صفاته سبحانه مرفوعة بالضمة بمعنى خالق الصور للكائنات. له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.الاسماء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والجملة في محل رفع صفة لله. صفة رابعة.
  • ﴿ الْحُسْنى:
  • صفة-نعت-للاسماء مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الالف للتعذر. وبقية الآية الكريمة وردت في الآية الكريمة الاولى وفي الآية الكريمة الاولى من سورة «الحديد» وتعرب اعرابها. والفعل «يسبح» هنا فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ٩- الخالق. ١٠- البارىء. ١١- المصور، قال تعالى:
﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

المصور:
وقرئ:
بفتح الواو والراء، على معنى: جنس المصور، انتصب مفعولا «بالبارئ» ، وهى قراءة على، وحاظب بن أبى بلتعة، والحسن، وابن السميفع.

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف