49461626364656667686970717273

الإحصائيات

سورة الزخرف
ترتيب المصحف43ترتيب النزول63
التصنيفمكيّةعدد الصفحات6.70
عدد الآيات89عدد الأجزاء0.33
عدد الأحزاب0.65عدد الأرباع2.60
ترتيب الطول30تبدأ في الجزء25
تنتهي في الجزء25عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 24/29الحواميم: 4/7

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (61) الى الآية رقم (66) عدد الآيات (6)

= وأنَّ نزولَه عليه السلام آخرَ الزَّمانِ من علاماتِ السَّاعةِ الكبرى، ثُمَّ ذكرَ اختلافَ النَّصارى فيهِ، فمنهُم من يقولُ: هو إلهٌ، ومنهم من يقولُ: هو ابنُ اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (67) الى الآية رقم (73) عدد الآيات (7)

بعدَ التَّهديدِ بمجيءِ القيامةِ بغتةً، ذكرَ اللهُ هنا أنَّ كلَّ صداقةٍ تنقلبُ يومَ القيامةِ عداوةً إلَّا ما كانَ للهِ، ثُمَّ وصفَ نعيمَ أهلِ الجَنَّةِ وتمتعَهم بأصنافِ التَّرفِ جزاءَ عملِهم الصَّالحِ في الدُّنيا.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الزخرف

التحذير من الانبهار بالمظاهر المادية/ الدعوة إلى الإيمان والتوحيد

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • هدف السورة::   التحذير من الانبهار بالمظاهر المادية. وهذا واضح من اسم السورة (الزخرف)، فالسورة تحذر من خطورة الانبهار بالمظاهر المادية وزخارف الدنيا، وفي المقابل تؤكد على أن الزخرف الحقيقي والنعيم الحقيقي ليس في الدنيا، بل في الجنة التي وعد بها المتقون.ولذلك تكرّر في السورة ذكر الذهب والفضة أكثر من أي سورة أخرى.
  • • متاع الحياة الدنيا::   هذه الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة لحرم منها أهل الكفر، لكن لهوانها على الله أعطاها لهم، بل كان من الممكن أن يمنحهم منها أكثر وأكثر، لكن الله لم يفعل ذلك؛ لكي لا يفتن المؤمن بهم ويسلك سبيلهم، قال تعالى: ﴿وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وٰحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوٰبًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةُ عِندَ رَبّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾
  • • الزخرف الحقيقي::   وفي مقابل حديث السورة عن زخارف الدنيا والمظاهر المادّية، تأتي السورة بالزخرف الحقيقي: الجنة وما أعد الله فيها للمتقين: ﴿ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوٰجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَـٰفٍ مّن ذَهَبٍ وَأَكْوٰبٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ﴾ وكأن المعنى: لا تنبهروا يا مؤمنين بزينة الدنيا ولا تنخدعوا بمتاعها؛ لأن متاع الآخرة الذي أعده الله للمتقين أهم وأعظم.
  • • حذار من الزخرف::   إنَّ سورة الزخرف تحذِّر المسلمين من أنّهم لو تعلّقوا بالمظاهر المادّية فلن يفلحوا، وهل تخلّفت أمّتنا في هذا العصر إلاّ بسبب تعلّقها بالمظاهر المادّية وانبهار أفرادها بحضارة الغرب الماديّة؟!كما تحذر السورة أيضًا كل من يختار أصدقاءه وفقًا للمظاهر الماديّة: ﴿ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ﴾
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   ‏«الزخرف».
  • • معنى الاسم ::   الزخرف: الزينة، وكمال حُسن الشيء، والمزخرف: المزين.
  • • سبب التسمية ::   لورود كلمة (وزخرفًا) في الآية (35)، وهذه الكلمة وردت في سور أخرى لكن هذه السورة اشتملت على وصف لبعض نعيم الدنيا الفاني وهو (الزخرف) ومقارنته بنعيم الآخرة الخالد، فكانت أولى بهذه التسمية.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   : «حم الزخرف»؛ لتمييزها عن بقية سور الحواميم.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   عدم الانبهار بالمظاهر المادية.
  • • علمتني السورة ::   أن الزخرف الحقيقي والنعيم الحقيقي ليس في الدنيا، بل في الجنة.
  • • علمتني السورة ::   أن الله خلق الإنسان ورزقه نعمة العقل وترك له حرية اختيار طريق الخير والشر: ﴿وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُم ۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الله كَرَّمَ الإنسانَ ورزقه نعمة العقل فلا تتبع من كان قبلك وتقلدهم دون علم: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ غَدًا، فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حَم لاَ يُنْصَرُونَ». قال القاضي عياض: «أي علامتُكُمُ التي تَعْرِفُونَ بها أصحابَكم هذا الكلامُ، والشِّعارُ في الأصلِ العلامةُ التي تُنْصَبُ لِيَعْرِفَ بها الرَّجُلُ رُفْقَتَهُ، و(حم لا ينصرون) معناهُ بفضلِ السُّورِ المفتتحةِ بِحم ومنزلَتِها من اللهِ لا يُنْصَرون»، و(سورة الزخرف) من السور المفتتحة بـ (حم).
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الزخرف من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
    • عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: «الْحَوَامِيمَ دِيبَاجُ الْقُرْآنِ». وديباج القرآن: أي زينته، و(سورة الزخرف) من الحواميم.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة الزخرف هي السورة الرابعة من الحواميم أو آل (حم)، وهي سبع سور متتالية، وهي: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وأطلق عليها بعض العلماء: عرائس القرآن، وكلها مكية.
    • سورة الزخرف السورة على دعاء الركوب، في الآيتين (13-14).
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نتجنب الانبهار بالمظاهر المادية وزخارف الدنيا.
    • أن نشكر الله تعالى على نعمه علينا، ومنها قول: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) عند ركوب وسائل النقل: ﴿وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾ (13، 14).
    • أن نضع خطةً للقضاء على أنواع الترف الذي يجعلنا نرتكب محرمًا أو نترك واجبًا: ﴿وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ (23).
    • أن نرضى بقِسْمَتِنا، ولا نَحْسُدُ أحدًا؛ فاللهُ هو من يَقْسِمُ الأرزاقَ: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (32).
    • أن ندون ما مرَّ بنا اليوم من أنواع تسخير الله تعالى الناس بعضهم لبعض: ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (32).
    • أن نتذكر مصيبة أصابتنا، ثم نتذكر ذنبًا فعلناه قبلها ونستغفر الله منه؛ فربما أُصبنا بالمصيبة لكي نرجع إلى ربنا: ﴿وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (48).
    • أن نتبع صراط الله في أمورنا كلها ولا نَحِد عنه: ﴿إِنَّ اللَّـهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ (64). • أن نحذر من الاختلاف في الدين: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ (65).
    • أن ننزه الله عما افتراه عليه الكفار من نسبة الولد إليه: ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ (81).
    • أن نسبح الله تعالى عند سماع: ﴿سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (82).

تمرين حفظ الصفحة : 494

494

مدارسة الآية : [61] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ ..

التفسير :

[61] وإن نزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة لدليل على قُرْبِ وقوع الساعة، فلا تشُكُّوا أنها واقعة لا محالة، واتبعون فيما أخبركم به عن الله تعالى، هذا طريق قويم إلى الجنة، لا اعوجاج فيه.

{ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} أي:وإن عيسى عليه السلام، لدليل على الساعة، وأن القادر على إيجاده من أم بلا أب، قادر على بعث الموتى من قبورهم، أو وإن عيسى عليه السلام، سينزل في آخر الزمان، ويكون نزوله علامة من علامات الساعة{ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا} أي:لا تشكن في قيام الساعة، فإن الشك فيها كفر.{ وَاتَّبِعُونِ} بامتثال ما أمرتكم، واجتناب ما نهيتكم،{ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} موصل إلى الله عز وجل.

ثم بين- سبحانه- بعض ما يتعلق بعيسى- عليه السلام- فقال: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ.

فالضمير في إِنَّهُ يعود إلى عيسى لأن السياق في شأنه، وقيل يعود إلى القرآن أو إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم وضعف ذلك لأن الكلام في شأن عيسى.

والمراد بالعلم: العلامة، واللام في قوله لِلسَّاعَةِ بمعنى على. والكلام على حذف مضاف.

والمعنى: وإن عيسى- عليه السلام- عند نزوله من السماء في آخر الزمان حيا، ليكونن علامة على قرب قيام الساعة، ودليلا على أن نهاية الدنيا توشك أن تقع..

قال الآلوسى: وَإِنَّهُ أى: عيسى عليه السلام- لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ أى: أنه بنزوله شرط من أشراطها.

وقد نطقت الأخبار بنزوله- عليه السلام- في آخر الزمان، فقد أخرج البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجة، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لينزلن ابن مريم، حكما عدلا فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، وليذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد .

وقال ابن كثير ما ملخصه: قوله: إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ الصحيح أن الضمير يعود على عيسى، فإن السياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال- تعالى- وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ... أى: قبل موت عيسى.

وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «أنه أخبر بنزول عيسى قبل يوم القيامة، إماما عادلا، وحكما مقسطا» .

وقوله: فَلا تَمْتَرُنَّ بِها أى: فلا تشكن في وقوعها في الوقت الذي يشاؤه الله- تعالى-، فقوله تَمْتَرُنَّ من المرية بمعنى الشك والريب.

وقوله: وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ أى: واتبعوا- أيها الناس- ما جئتكم به من عند ربي، فإن هذا الذي جئتكم به، هو الطريق المستقيم الذي يوصلكم إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

وقوله : ( وإنه لعلم للساعة ) : تقدم تفسير ابن إسحاق : أن المراد من ذلك : ما بعث به عيسى ، عليه السلام ، من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، وغير ذلك من الأسقام . وفي هذا نظر . وأبعد منه ما حكاه قتادة ، عن الحسن البصري وسعيد بن جبير : أي الضمير في ) وإنه ) ، عائد على القرآن ، بل الصحيح أنه عائد على عيسى [ عليه السلام ] ، فإن السياق في ذكره ، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة ، كما قال تبارك وتعالى : ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ) أي : قبل موت عيسى ، عليه الصلاة والسلام ، ثم ( ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) [ النساء : 159 ] ، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى : " وإنه لعلم للساعة " أي : أمارة ودليل على وقوع الساعة ، قال مجاهد : ( وإنه لعلم للساعة ) أي : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة . وهكذا روي عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] ، وابن عباس ، وأبي العالية ، وأبي مالك ، وعكرمة ، والحسن وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم .

وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أخبر بنزول عيسى [ ابن مريم ] ، عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا .

وقوله : ( فلا تمترن بها ) أي : لا تشكوا فيها ، إنها واقعة وكائنة لا محالة ، ( واتبعون ) أي : فيما أخبركم به ( هذا صراط مستقيم )

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)

اختلف أهل التأويل في الهاء التي في قوله: ( وَإِنَّهُ ) وما المعنيّ بها, ومن ذكر ما هي, فقال بعضهم: هي من ذكر عيسى, وهي عائدة عليه. وقالوا: معنى الكلام: وإن عيسى ظهوره علم يعلم به مجيء الساعة, لأن ظهوره من أشراطها ونـزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا, وإقبال الآخرة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن عاصم, عن أبي رزين, عن يحيى, عن ابن عباس,( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال: خروج عيسى ابن مريم.

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا ابن أبي عدي, عن شعبة, عن عاصم, عن أبي رزين, عن ابن عباس بمثله, إلا أنه قال: نـزول عيسى ابن مريم.

حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسيّ, قال: ثنا غالب بن قائد, قال: ثنا قيس, عن عاصم, عن أبي رزين, عن ابن عباس, أنه كان يقرأ " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ" قال: نـزول عيسى ابن مريم.

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا ابن عطية, عن فضيل بن مرزوق, عن جابر, قال: كان ابن عباس يقول: ما أدري علم الناس بتفسير هذه الآية, أم لم يفطنوا لها؟" وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ" قال: نـزول عيسى ابن مريم.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ للسَّاعَةِ" قال: نـزول عيسى ابن مريم.

حدثني يعقوب, قال: ثنا هشيم, قال: أخبرنا حصين, عن أبي مالك وعوف عن الحسن أنهما قالا في قوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قالا نـزول عيسى ابن مريم وقرأها أحدهما " وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ للسَّاعَةِ".

حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال: آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ" قال: نـزول عيسى ابن مريم علم للساعة: القيامة.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ" قال: نـزول عيسى ابن مريم علم للساعة.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال: خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.

حدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) يعني خروج عيسى ابن مريم ونـزوله من السماء قبل يوم القيامة.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قال: نـزول عيسى ابن مريم علم للساعة حين ينـزل.

وقال آخرون: الهاء التي في قوله: ( وَإنَّهُ ) من ذكر القرآن, وقالوا: معنى الكلام: وإن هذا القرآن لعلم للساعة يعلمكم بقيامها, ويخبركم عنها وعن أهوالها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قال: كان الحسن يقول: " وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ" هذا القرآن.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة قال: كان ناس يقولون: القرآن علم للساعة. واجتمعت قرّاء الأمصار في قراءة قوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) على كسر العين من العلم. ورُوي عن ابن عباس ما ذكرت عنه في فتحها, وعن قتادة والضحاك.

والصواب من القراءة في ذلك: الكسر في العين, لإجماع الحجة من القرّاء عليه.

وقد ذكر أن ذلك في قراءة أُبيّ, وإنه لذكر للساعة, فذلك مصحح قراءة الذين قرءوا بكسر العين من قوله: ( لَعِلْمٌ ).

وقوله: ( فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا ) يقول: فلا تشكنّ فيها وفي مجيئها أيها الناس.

كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا ) قال: تشكون فيها.

وقوله: ( وَاتَّبِعُونَ ) يقول تعالى ذكره: وأطيعون فاعملوا بما أمرتكم به, وانتهوا عما نهيتكم عنه,( هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) يقول: اتباعكم إياي أيها الناس في أمري ونهي صراط مستقيم, يقول: طريق لا اعوجاج فيه, بل هو قويم.

التدبر :

لمسة
[61] ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ الضمير في (وَإِنَّهُ) عائد إلى عيسى، والمراد أن نزوله من السماء علامة وشرط من أشراط القيامة، كما تواتر في الأحاديث، ومنها: حديث أبي هُرَيْرَةَ t قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ» [البخاري ۲۲۲۲].
وقفة
[61] ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ نزول عيسى من علامات الساعة الكبرى.
وقفة
[61] ومعنى قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ على القول الحق الصحيح الذي يشهد له القرآن العظيم والسنة المتواترة: هو أن نزول عيسى في آخر الزمان حيا علم للساعة؛ أي علامة لقرب مجيئها; لأنه من أشراطها الدالة على قربها.
وقفة
[61] ﴿واتبعون هذا صراط مستقيم﴾، ﴿فاعبدوه هذا صراط مستقيم﴾ [آل عمران: 51]، الصراط المستقيم: توحيد لله واتباع للنبي ﷺ.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ:
  • الواو: استئنافية. انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «إنّ».اللام لام التوكيد -المزحلقة-علم: خبر «ان» مرفوع بالضمة. للساعة: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «علم» أي وان عيسى. وقيل ان الضمير للقرآن أي به تعلم الساعة لأن فيه أي في القرآن الاعلام بالساعة.
  • ﴿ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها:
  • الفاء: استئنافية. لا: ناهية جازمة. تمترن: فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة في محل جزم بلا.وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة. واو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل ونون التوكيد لا محل لها من الاعراب. بها: جار ومجرور متعلق بتمترن وهي من المرية أي الشك.
  • ﴿ وَاتَّبِعُونِ:
  • الواو استئنافية. اتبعون: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها من الاعراب. والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها ضمير متصل في محل نصب مفعول به والمعنى: واتبعوا هداي وشرعي أو رسولي فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه الضمير مقامه.
  • ﴿ هذا صِراطٌ‍ مُسْتَقِيمٌ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.والاشارة الى المدعو اليه أي هذا الذي أدعوكم اليه. أو هذا القرآن ان جعل الضمير في «وانه» للقرآن. صراط‍: خبر «هذا» مرفوع بالضمة. مستقيم:صفة-نعت-لصراط‍ مرفوعة بالضمة أيضا.'

المتشابهات :

آل عمران: 31﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
طه: 90﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَـٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي
غافر: 38﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ
الزخرف: 61﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن عيسى عليه السَّلامُ ليس بربٍّ، وإنما هو عبد من عباده اختصه بنبوَّته؛ بَيَّنَ هنا بعضَ ما يتعلق بعيسى عليه السلام، وهو أن نزوله إلى الأرض آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لعلم:
1- مصدر «علم» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح العين واللام، أي: لعلامة، وهى قراءة ابن عباس، وأبى هريرة، وأبى مالك الغفاري، وزيد ابن على، وقتادة ومجاهد، والضحاك، ومالك بن دينار، والأعمش، والكلبي.
3- للعلم، معرفا بفتحتين، وهى قراءة عكرمة.

مدارسة الآية : [62] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ ..

التفسير :

[62] ولا يصدَّنكم الشيطان بوساوسه عن طاعتي فيما آمركم به وأنهاكم عنه، إنه لكم عدو بيِّن العداوة.

{ وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} عما أمركم الله به، فإن الشيطان{ لَكُمْ عَدُوٌّ} حريص على إغوائكم، باذل جهده في ذلك.

وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ أى: ولا يمنعنكم الشيطان بسبب وسوسته لكم، عن طاعتي واتباعى إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أى: إن الشيطان عداوته لكم ظاهرة، وكيده لكم واضح، كما قال- تعالى-: إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا. إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ.

ولا يصدنكم الشيطان ) أي : عن اتباع الحق ( إنه لكم عدو مبين )

وقوله: ( وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ) يقول جلّ ثناؤه: ولا يعدلنكم الشيطان عن طاعتي فيما آمركم وأنهاكم, فتخالفوه إلى غيره, وتجوروا عن الصراط المستقيم فتضلوا( إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) يقول: إن الشيطان لكم عدوّ يدعوكم إلى ما فيه هلاككم, ويصدّكم عن قصد السبيل, ليوردكم المهالك, مبين قد أبان لكم عداوته, بامتناعه من السجود لأبيكم آدم, وإدلائه بالغرور حتى أخرجه من الجنة حسدًا وبغيًا.

التدبر :

تفاعل
[62] ﴿وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ﴾ استعذ بالله الآن من الشيطان الرجيم.
وقفة
[62] ﴿وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ أي: واضح العداوة في نفسه، مناد بها؛ وذلك بإبلاغه في عداوة أبيكم حتى أنزلكم بإنزاله عن محل الراحة إلى موضع النصب، عداوة ناشئة عن الحسد؛ فهي لا تنفك أبداً.
وقفة
[62] إذا كان المبتلى يدعو ربه اضطرارًا، فالمعافى أولى بطلب السلامة اختيارًا، قبل أن ينسيه الشيطان فيبتلى: ﴿ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين﴾.
وقفة
[62] ﴿وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيطانُ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ مزية كبيرة أنك تعرف عدوك، ولكن ماذا فعلت لتتقى شره؟!
وقفة
[62] ﴿إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ كلمة مبين أى: واضح، ولا يختلف اثنان على ذلك.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ:
  • الواو: عاطفة. لا: ناهية جازمة. يصدنكم:فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا.والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور بمعنى فلا يصرفكم أو يمنعكم.الشيطان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • ﴿ إِنَّهُ لَكُمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل معناه هنا التعليل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب اسم «ان» لكم: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ عَدُوٌّ مُبِينٌ:
  • خبر «ان» مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لعدو مرفوعة مثلها بالضمة'

المتشابهات :

طه: 16﴿فَـ لَا يَصُدُّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ
القصص: 87﴿وَ لَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّـهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ
الزخرف: 62﴿وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     ولَمَّا حَثَّ اللهُ على السُّلوكِ لصِراطِ الوَليِّ الحَميدِ؛ حذَّرَهم هنا مِنَ العَدُوِّ البَعيدِ المُحتَرِقِ الطَّريدِ، فقال تعالى:
﴿ وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [63] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ ..

التفسير :

[63] ولما جاء عيسى بني إسرائيل بالبينات الواضحات من الأدلة قال:قد جئتكم بالنبوة، ولأُبيِّن لكم بعض الذي تختلفون فيه من أمور الدين، فاتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأطيعون فيما أمرتكم به من تقوى الله وطاعته.

{ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ} الدالة على صدق نبوته وصحة ما جاءهم به، من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، ونحو ذلك من الآيات.{ قَالَ} لبني إسرائيل:{ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ} النبوة والعلم، بما ينبغي على الوجه الذي ينبغي.{ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} أي:أبين لكم صوابه وجوابه، فيزول عنكم بذلك اللبس، فجاء عليه السلام مكملا ومتمما لشريعة موسى عليه السلام، ولأحكام التوراة. وأتى ببعض التسهيلات الموجبة للانقياد له، وقبول ما جاءهم به.{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} أي:اعبدوا الله وحده لا شريك له، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه، وآمنوا بي وصدقوني وأطيعون.

ثم حكى- سبحانه- ما قاله عيسى- عليه السلام- لقومه، عند ما بعثه الله إليهم فقال: وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ، قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ.

والبينات: جمع بينة. وهي صفة لموصوف محذوف، والمراد بها: المعجزات التي أيد الله- تعالى- بها عيسى- عليه السلام-.

والمراد بالحكمة: التشريعات والتكاليف والمواعظ التي أرشدهم إليها، عن طريق الكتاب الذي أنزله الله تعالى إليه، وهو الإنجيل.

أى: وحين جاء عيسى- عليه السلام- إلى قومه، قال لهم على سبيل النصح والإرشاد:

يا قوم لقد جئتكم بالمعجزات البينات الواضحة التي تشهد بصدقى وجئتكم بالإنجيل المشتمل على ما تقتضيه الحكمة الإلهية من آداب وتشريعات ومواعظ.

وقوله: وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ متعلق بمحذوف والتقدير:

قد جئتكم بالحكمة لأعلمكم إياها، وجئتكم- أيضا- لأبين لكم ولأصحح لكم بعض الأمور التي تختلفون فيها.

وقال- سبحانه- وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ولم يقل كل الذي تختلفون فيه، للإشعار بالرحمة بهم، وبالستر عليهم، حيث بين البعض وترك البعض الآخر، لأنه لا ضرورة تدعو إلى بيانه.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: هلا بين لهم كل الذي يختلفون فيه؟ قلت: كانوا يختلفون في الديانات، وما يتعلق بالتكليف، وفيما سوى ذلك مما لم يتعبدوا بمعرفته والسؤال عنه، وإنما بعث ليبين لهم ما اختلفوا فيه مما يعنيهم من أمر دينهم.. .

وقوله- تعالى-: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ.

أى: إذا كان الأمر كما ذكرت لكم، فاتقوا الله- تعالى- بأن تصونوا أنفسكم عن كل ما يغضبه، وبأن تطيعوني في كل ما آمركم به أو أنهاكم عنه.

( ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ) أي : بالنبوة ( ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه )

قال ابن جرير : يعني من الأمور الدينية لا الدنيوية . وهذا الذي قاله حسن جيد ، ثم رد قول من زعم أن " بعض " هاهنا بمعنى " كل " ، واستشهد بقول لبيد الشاعر :

تراك أمكنة إذا لم أرضها أو يعتلق بعض النفوس حمامها

وأولوه على أنه أراد جميع النفوس . قال ابن جرير : وإنما أراد نفسه فقط ، وعبر بالبعض عنها . وهذا الذي قاله محتمل .

وقوله : ( فاتقوا الله ) أي : [ فيما ] أمركم به ، ( وأطيعون ) ، فيما جئتكم به ،

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63)

يقول تعالى ذكره: ولم جاء عيسى بني إسرائيل بالبينات, يعني بالواضحات من الأدلة. وقيل: عُني بالبيِّنات: الإنجيل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ ) أي بالإنجيل. وقوله: ( قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ ) قيل: عُني بالحكمة في هذا الموضع: النبوّة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ ) قال: النبوّة.

وقد بيَّنت معنى الحكمة فيما مضى من كتابنا هذا بشواهده, وذكرت اختلاف المختلفين في تأويله, فأغنى ذلك عن إعادته.

وقوله: ( وَلأبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) يقول: ولأبين لكم معشر بني إسرائيل بعض الذي تختلفون فيه من أحكام التوراة.

كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَلأبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) قال: من تبديل التوراة.

وقد قيل: معنى البعض في هذا الموضع بمعنى الكلّ, وجعلوا ذلك نظير قول لبيد?

تَــرَّاكُ أمْكِنَــةٍ إذَا لَــمْ أرْضَهَـا

أوْ يَعْتَلِـقْ بَعْـضَ النُّفـوسِ حِمامُهـا (1)

قالوا: الموت لا يعتلق بعض النفوس, وإنما المعنى: أو يعتلق النفوس حمامها, وليس لما قال هذا القائل كبير معنى, لأن عيسى إنما قال لهم: ( وَلأبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ), لأنه قد كان بينهم اختلاف كثير في أسباب دينهم ودنياهم, فقال لهم: أبين لكم بعض ذلك, وهو أمر دينهم دون ما هم فيه مختلفون من أمر دنياهم, فلذلك خص ما أخبرهم أنه يبينه لهم. وأما قول لبيد: " أو يعتلق بعض النفوس ", فإنه إنما قال ذلك أيضا كذلك, لأنه أراد: أو يعتلق نفسه حمامها, فنفسه من بين النفوس لا شكّ أنها بعض لا كل.

وقوله: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) يقول: فاتقوا ربكم أيها الناس بطاعته, وخافوه باجتناب معاصيه, وأطيعون فيما أمرتكم به من اتقاء الله واتباع أمره, وقبول نصيحتي لكم.

-------------------

الهوامش :

(1) البيت للبيد ( مجاز القرآن لأبي عبيدة . الورقة 221 ) أنشده عند قوله تعالى : ( لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ) قال : البعض هاهنا : كله . قال لبيد :" تراك ... البيت" . وفي شرح الزوزني للمعلقات السبع ( ص 116 ) يقول : إني تراك أماكن إذا لم أرضها إلا أن يرتبط نفسي حمامها ، فلا يمكنها البراح . وأراد ببعض النفوس هنا : نفسه . هذا أوجه الأقوال وأحسنها . ومن جعل بعض النفوس بمعنى كل النفوس ، فقد أخطأ لأن بعضا لا يفيد العموم والاستيعاب . وتحرير المعنى : إني لا أترك الأماكن أجتويها وأقلبها ، إلا أن أموت . وقال التبريزي في شرح القصائد العشر ، ( ص 160 ) يقول : أترك الأمكنة إذا رأيت فيها ما يكره إلا أن يدركني الموت . وأراد بالنفوس نفسه ، ويعتلق : يحبس . والحمام : الموت . ويقال القدر . وقوله أو يعتلق مجزوم عطفا على قوله : إذا لم أرضها . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[63] ﴿وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ﴾ البينات هي المعجزات، وهي رحمة من الله لقبول الناس للرسالة والحكمة المتمثلة في النبوة، فلو لم يأتِ الأنبياء بالمعجزات لأعرض كثير من الناس عن الإيمان.
وقفة
[63] ﴿قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالحِكْمَةِ وَلأُبَينٍّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ إن قلتَ: كيف قال عيسى عليه السلام لأمته ذلكَ، مع أن كل نبيٍّ يلزمه أن يُبيِّن لأمته كلَّ ما يختلفون فيه؟ قلتُ: المراد أنه يُبيِّن لهم ممَّا اختلفوا فيه، ما يحتاجونه دون ما لا يحتاجونه، أو المرادُ بالبعض الكُلُّ.
وقفة
[63] ﴿وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ ماذا بعد التبيين؟! الجواب: العمل، فالتبيين فيه إقامة الحجة على من بلغه، فأصبح لزامًا عليه أن يعمل به، فيطيع أوامر النبوة، محققًا بذلك شرطًا من شروط التقوى.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَمّا جاءَ عِيسى:
  • الواو عاطفة. لما: أعربت. جاء: فعل ماض مبني على الفتح. عيسى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.وجملة جاءَ عِيسى» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد لما.
  • ﴿ بِالْبَيِّناتِ:
  • جار ومجرور متعلق بجاء وحذف مفعول «جاء» اختصارا ولعلمه. أي وحين جاء عيسى بني اسرائيل بالآيات البينات أي الواضحات فحذف الموصوف واقيمت الصفة مقامه.
  • ﴿ قالَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.وجملة «قال» جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها.
  • ﴿ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ:
  • الجملة: مفعول به-مقول القول-.قد: حرف تحقيق. جئت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المتكلم-مبني على الضم في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. بالحكمة: جار ومجرور متعلق بجئتكم.
  • ﴿ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ:
  • الواو عاطفة. اللام لام التعليل. حرف جر. أبين: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. لكم: جار ومجرور متعلق بأبين والميم علامة جمع الذكور. وجملة «أبين لكم» صلة «أن» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و«أن» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بجئتكم. بمعنى: لأوضح لكم.
  • ﴿ بَعْضَ الَّذِي:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ تَخْتَلِفُونَ فِيهِ:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.تختلفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيه: جار ومجرور متعلق بتختلفون.
  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ:
  • الفاء استئنافية. اتقوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. واطيعون: تعرب اعراب «واتبعون» في الآية الكريمة الحادية والستين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ العبدَ المنعَم عليه، وهو عيسى عليه السَّلامُ، وذكرَ أنه علَم على مجيء الساعة؛ بَيَّنَ هنا موقف بني إسرائيل من دعوته، قال تعالى:
﴿ وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [64] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ ..

التفسير :

[64] إن الله - سبحانه وتعالى - هو ربي وربكم جميعاً فاعبدوه وحده، ولا تشركوا به شيئاً، هذا الذي أمرتكم به من تقوى الله و إفراده بالألوهية هو الطريق المستقيم، وهو دين الله الحق الذي لا يقبل من أحد سواه.

{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} ففيه الإقرار بتوحيد الربوبية، بأن الله هو المربي جميع خلقه بأنواع النعم الظاهرة والباطنة، والإقرار بتوحيد العبودية، بالأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وإخبار عيسى عليه السلام أنه عبد من عباد الله، ليس كما قال فيه النصارى:"إنه ابن الله أو ثالث ثلاثة"والإخبار بأن هذا المذكور صراط مستقيم، موصل إلى الله وإلى جنته.

وإن الله- تعالى- هو ربي وربكم فأخلصوا له العبادة والطاعة، وهذا الذي آمركم به أو أنهاكم عنه، هو الطريق القويم، الذي يوصلكم إلى السعادة الدنيوية والأخروية.

( إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) أي : أنا وأنتم عبيد له ، فقراء إليه ، مشتركون في عبادته وحده لا شريك له ، ( هذا صراط مستقيم ) أي : هذا الذي جئتكم به هو الصراط المستقيم ، وهو عبادة الرب ، عز وجل ، وحده .

وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ) يقول: إن الله الذي يستوجب علينا إفراده بالألوهية وإخلاص الطاعة له, ربي وربكم جميعا, فاعبدوه وحده, لا تشكروا معه في عبادته شيئا, فإنه لا يصلح, ولا ينبغي أن يُعبد شيء سواه.

وقوله: ( هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) يقول: هذا الذي أمرتكم به من اتقاء الله وطاعتي, وإفراد الله بالألوهة, هو الطريق المستقيم, وهو دين الله الذي لا يقبل من أحد من عباده غيره.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[64] اتبع صراط الله في أمورك كلها ولا تَحِد عنه ﴿إِنَّ اللَّـهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾.
لمسة
[64] تقديم نفسه على قومه في قوله: ﴿رَبِّي وَرَبُّكُمْ﴾ لقصد سدِّ ذرائع الغلوِّ في تقديس عيسى، وذلك من معجزاته؛ لأن الله علم أنه ستغلو فيه فِرق من أتباعه فيزعمون بنوَّتَه من الله على الحقيقة.

الإعراب :

  • ﴿ وَرَبُّكُمْ:
  • معطوف بالواو على «ربي» مرفوع أيضا وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ فَاعْبُدُوهُ:
  • الفاء استئنافية. اعبدوه: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ هذا صِراطٌ‍ مُسْتَقِيمٌ:
  • أعربت في الآية الكريمة الحادية والستين.'

المتشابهات :

آل عمران: 51﴿ إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
مريم: 36﴿ وَإِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
الزخرف: 64﴿ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     ولَمَّا علمَ اللهُ أن فريقًا من قوم عيسى عليه السَّلامُ سيُغالون فيه، ويزعمُون بُنُوَّته لله تعالى؛ جاء هنا هذا الإعلان على لسان عيسى عليه السَّلامُ مقررًا عبوديته لله تعالى، فقال:
﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [65] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ ..

التفسير :

[65] فاختلفت فرق النصارى في أمر عيسى عليه السلام، وصاروا فيه شيعاً:منهم مَن يُقِرُّ بأنه عبد الله ورسوله، وهو الحق، ومنهم مَن يزعم أنه ابن الله، ومنهم مَن يقول:إنه الله، تعالى الله عن قولهم علوّاً كبيراً، فهلاك وعذاب أليم يوم القيامة لمن وصفوا عيسى بغير

فلما جاءهم عيسى عليه السلام بهذا{ اخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ} المتحزبون على التكذيب{ مِنْ بَيْنِهِمْ} كل قال بعيسى عليه السلام مقالة باطلة، ورد ما جاء به، إلا من هدى الله من المؤمنين، الذين شهدوا له بالرسالة، وصدقوا بكل ما جاء به، وقالوا:إنه عبد الله ورسوله.

{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا من عذاب يوم أليم} أي:ما أشد حزن الظالمين وما أعظم خسارهم في ذلك اليوم".

ثم بين- سبحانه- موقف أهل الكتاب من دعوة عيسى- عليه السلام- فقال:

فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ....

والأحزاب: جمع حزب. والمراد بهم الفرق التي تحزبت وتجمعت على الباطل من بعد عيسى.

وضمير الجمع في قوله مِنْ بَيْنِهِمْ يعود إلى من بعث إليهم عيسى- عليه السلام- من اليهود والنصارى.

وقيل: يعود إلى النصارى خاصة، لأنهم هم الذين اختلفوا في شأنه، فمنهم من قال: هو الله ومنهم من قال: هو ابن الله. ومنهم من قال: ثالث ثلاثة.

قال الآلوسى: قوله: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ أى: الفرق المتحزبة مِنْ بَيْنِهِمْ أى: من بين من بعث إليهم، وخاطبهم بما خاطبهم من اليهود والنصارى وهم أمة دعوته- عليه السلام-.

وقيل: المراد النصارى، وهم أمة إجابته، وقد اختلفوا فرقا: ملكانية، ونسطورية، ويعقوبية .

وقوله- تعالى-: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ بيان للعقاب الشديد الذي أعده الله- تعالى- لهم، بسبب اختلافهم وبغيهم، ونسبتهم إلى عيسى ما هو برىء منه.

أى: فهلاك وعذاب شديد للذين ظلموا أنفسهم بالكفر، وبافترائهم على عيسى- عليه السلام-، وما أشد حسرتهم في هذا اليوم العصيب.

وقوله : ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) أي : اختلفت الفرق وصاروا شيعا فيه ، منهم من يقر بأنه عبد الله ورسوله - وهو الحق - ومنهم من يدعي أنه ولد الله ، ومنهم من يقول : إنه الله - تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا - ولهذا قال : ( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم )

القول في تأويل قوله تعالى : فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)

اختلف أهل التأويل في المعنيين بالأحزاب, الذين ذكرهم الله فى هذا الموضع, فقال بعضهم: عنى بذلك: الجماعة التي تناظرت في أمر عيسى, واختلفت فيه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ) قال: هم الأربعة الذين أخرجهم بنو إسرائيل يقولون في عيسى. وقال آخرون: بل هم اليهود والنصارى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ) قال: اليهود والنصارى. والصواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: فاختلف الفرق المختلفون في عيسى ابن مريم من بين من دعاهم عيسى إلى ما دعاهم إليه من اتقاء الله والعمل بطاعته, وهم اليهود والنصارى, ومن اختلف فيه من النصارى, لأن جميعهم كانوا أحزابا مبتسلين (2) مختلفي الأهواء مع بيانه لهم أمر نفسه, وقوله لهم: إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ .

وقوله: ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) يقول تعالى ذكره فالوادي السائل من القيح والصديد في جهنم للذين كفروا بالله, الذين قالوا في عيسى ابن مريم بخلاف ما وصف عيسى به نفسه في هذه الآية ( مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) يقول: من عذاب يوم مؤلم, ووصف اليوم بالإيلام, إذ كان العذاب الذي يؤلمهم فيه, وذلك يوم القيامة.

كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) قال: من عذاب يوم القيامة.

-----------------

الهوامش :

(2) كذا في الأصل . ولعل الصواب" متبسلين" بتقديم التاء على الباء . قال في اللسان : تبسل الرجل : عبس من الغضب أو الشجاعة أما ابتسل الرجل بتقديم الباء ، فمعناه : أخذ على رقيته أجرا . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[65] ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ﴾ اختلف اليهود والنصارى حول عيسى، وقيل: يعود إلى النصارى خاصة؛ لأنهم هم الذين اختلفوا في شأنه، فمنهم من قال: هو الله، ومنهم من قال: هو ابن الله، ومنهم من قال: ثالث ثلاثة.
وقفة
[65] ﴿فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلَّذينَ ظَلَموا مِن عَذابِ يَومٍ أَليمٍ﴾ منهم من قال عيسى إله، ومنهم من قال هو ابن الله، ومنهم من قال هو وأمه إلهين، ونحن نبرأ مما يقولون، فالله واحد أحد فرد صمد.
وقفة
[65] الحذر من الاختلاف في الدين ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾.
وقفة
[65] ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ توعد بالعذاب الأليم لكل من نسب إلى عيسى ما هو بريء منه.
تفاعل
[65] ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ:
  • الفاء استئنافية. اختلف: فعل ماض مبني على الفتح. الأحزاب: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ مِنْ بَيْنِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاحزاب. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى: فاختلفت الفرق المتحزبة من بينهم.
  • ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ:
  • الفاء: استئنافية. ويل: مبتدأ مرفوع بالضمة وهو في الأصل: مصدر لا فعل له معناه تحسر. وقيل هو واد في جهنم. وقيل هو اسم بمعنى الهلاك فيرفع رفع المصادر لافادة معنى الثبات فيقال ويل له كقولنا: سلام عليك. للذين: اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بخبر «ويل» المحذوف.
  • ﴿ ظَلَمُوا:
  • لجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل .. والألف فارقة. وحذف مفعولها اختصارا.
  • ﴿ مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ويل» يوم:مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. أليم: صفة-نعت- ليوم مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.'

المتشابهات :

مريم: 37﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
الزخرف: 65﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     ولَمَّا كان الطريقُ الواضحُ القويمُ يجب الاجتماع عليه، والاتفاق على سلوكه؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنهم خالفوا ذلك، فاختلفوا فيه، قال تعالى:
﴿ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [66] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن ..

التفسير :

[66] هل ينتظر هؤلاء الأحزاب المختلفون في عيسى بن مريم إلا الساعة أن تأتيهم فجأة، وهم لا يشعرون ولا يفطِنون؟

يقول تعالى:ما ينتظر المكذبون، وهل يتوقعون{ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} أي:فإذا جاءت، فلا تسأل عن أحوال من كذب بها، واستهزأ بمن جاء بها.

والاستفهام في قوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ للنفي.

وينظرون بمعنى: ينتظرون. والخطاب لكفار مكة الذين أعرضوا عن دعوة الحق.

أى: ما ينتظر هؤلاء المشركون إلا قيام الساعة، وهذا القيام سيأتيهم فجأة، وبدون شعور منهم بها، وحينئذ يندمون ولن ينفعهم الندم، ولو كانوا عقلاء لاتبعوا الحق الذي جاءهم به رسولنا صلّى الله عليه وسلّم، قبل فوات الأوان.

فالآية الكريمة دعوة لهؤلاء المشركين إلى الاستجابة للرسول صلّى الله عليه وسلّم إذا دعاهم لما يصلحهم، من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها. فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ.

وبذلك نرى الآيات الكريمة، قد وبخت المشركين على جدالهم بالباطل وردت عليهم بما يخرس ألسنتهم، وبينت الحق في شأن عيسى- عليه السلام- وتوعدت المختلفين في أمره- اختلافا يتنافى مع ما جاءهم به- بالعذاب الشديد.

وبعد هذا الحديث عن جانب من قصة موسى، وعن جانب من قصة عيسى- عليهما السلام-، وعن موقف أقوامهما منهما.. بعد كل ذلك رسمت السورة الكريمة صورة واضحة لحسن عاقبة المؤمنين، ولسوء عاقبة المكذبين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، فقال- تعالى-:

يقول تعالى هل ينتظر هؤلاء المشركون المكذبون للرسل "إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون" أي فإنها كائنة لا محاله وواقعة وهؤلاء غافلون عنها غير مستعدين فإذا جاءت إنما تجيء وهم لا يشعرون بها فحينئذ يندمون كل الندم حيث لا ينفعهم ولا يدفع عنهم.

وقوله: ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ) يقول: هل ينظر هؤلاء الأحزاب المختلفون في عيسى ابن مريم, القائلون فيه الباطل من القول, إلا الساعة التي فيها تقوم القيامة فجأة ( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) يقول: وهم لا يعلمون بمجيئها.

التدبر :

وقفة
[66] ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ ليست الساعة فقط هي التي تأتي بغتة، بل الموت كذلك يقع فجأة، فإن قلتَ: لكن الموت فجأة بعيد، قلتُ لك: إذا وقع المرض، فالموت غير بعيد، فالبدار البدار، والجد والاجتهاد.
وقفة
[66] ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ فائدة ذكر: (وهُمْ لا يَشْعُرون) بعد (بَغْتَةً) أي فجأة، أنَّ الساعة تأتيهم وهم غافلون، مشغولون بأمور دنياهم، كما قال تعالى: ﴿مَا يَنْظُرونَ إِلَّا صَيْحةً واحدةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ [يس: 49]، فلولا قوله: (لا يشعرون)؛ لجاز أن تأتيهم بغتةً، وهم يَقِظونَ حَذِرونَ مستعدُّون لها.

الإعراب :

  • ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ:
  • حرف استفهام لا محل له من الاعراب. ينظرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
  • ﴿ إِلاَّ السّاعَةَ:
  • أداة حصر لا عمل لها. الساعة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي الا اتيان الساعة فحذف المضاف المنصوب وحل المضاف اليه محله.
  • ﴿ أَنْ تَأْتِيَهُمْ:
  • حرف مصدري ناصب. تأتي: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. وجملة «تأتيهم» صلة «ان» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب بدل من «الساعة».
  • ﴿ بَغْتَةً:
  • مصدر في موضع الحال أي تباغتهم الساعة أي القيامة بغتة بمعنى:فجأة
  • ﴿ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ:
  • الواو حالية. هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. يشعرون: تعرب اعراب «ينظرون» وجملة لا يَشْعُرُونَ» في محل رفع خبر «هم» والجملة الاسمية هُمْ لا يَشْعُرُونَ» في محل نصب حال.'

المتشابهات :

يوسف: 107﴿أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
الزخرف: 66﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     ولَمَّا عَمَّ الظالمين بالوعيدِ بذلك اليومِ، فدخل فيه قريشٌ وغيرُهم؛ أتبَعَه ما هو كالتَّعليل، مُبرزًا له في سياق الاستفهام؛ لأنه أهول، قال تعالى:
﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [67] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ..

التفسير :

[67] الأصدقاء على معاصي الله في الدنيا يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة، لكن الذين تصادقوا على تقوى الله، فإن صداقتهم دائمة في الدنيا والآخرة.

وإن الأخلاء يومئذ، أي:يوم القيامة، المتخالين على الكفر والتكذيب ومعصية اللّه،{ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا لغير اللّه، فانقلبت يوم القيامة عداوة.{ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} للشرك والمعاصي، فإن محبتهم تدوم وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله.

وقوله- تعالى-: الْأَخِلَّاءُ جمع خليل بمعنى صديق. وسمى الأصدقاء أخلاء، لأن المودة التي بينهم تخللت قلوبهم واختلطت بنفوسهم.

أى: الأصدقاء في الدنيا، يصير بعضهم لبعض يوم القيامة أعداء، لأنهم كانوا يجتمعون على الشرور والآثام في الدنيا، وكانوا يتواصون بالبقاء على الكفر والفسوق والعصيان فلما جاء يوم القيامة، وانكشفت الحقائق.. انقلبت صداقتهم إلى عداوة.

وقوله- تعالى-: الْأَخِلَّاءُ جمع خليل بمعنى صديق. وسمى الأصدقاء أخلاء، لأن المودة التي بينهم تخللت قلوبهم واختلطت بنفوسهم.

أى: الأصدقاء في الدنيا، يصير بعضهم لبعض يوم القيامة أعداء، لأنهم كانوا يجتمعون على الشرور والآثام في الدنيا، وكانوا يتواصون بالبقاء على الكفر والفسوق والعصيان فلما جاء يوم القيامة، وانكشفت الحقائق.. انقلبت صداقتهم إلى عداوة.

إِلَّا الْمُتَّقِينَ فإن صداقتهم في الدنيا تنفعهم في الآخرة، لأنهم أقاموها على الإيمان والعمل الصالح والطاعة لله رب العالمين.

فالآية الكريمة إنذار للكافرين الذين كانت صداقاتهم في الدنيا تقوم على محاربة الحق، ومناصرة الباطل ... وبشارة عظيمة للمتقين الذين بنوا صداقتهم في الدنيا على طاعة الله- تعالى- ونصرة دينه، والعمل بشريعته.

وقوله : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) أي : كل صداقة وصحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان لله ، عز وجل ، فإنه دائم بدوامه . وهذا كما قال إبراهيم ، عليه السلام ، لقومه : ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) [ العنكبوت : 25 ] .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) قال : خليلان مؤمنان ، وخليلان كافران ، فتوفي أحد المؤمنين وبشر بالجنة فذكر خليله ، فقال : اللهم ، إن فلانا خليلي كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر ، وينبئني أني ملاقيك ، اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه مثل ما أريتني ، وترضى عنه كما رضيت عني . فيقال له : اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا وبكيت قليلا . قال : ثم يموت الآخر ، فتجتمع أرواحهما ، فيقال : ليثن أحدكما على صاحبه ، فيقول كل واحد منهما لصاحبه : نعم الأخ ، ونعم الصاحب ، ونعم الخليل . وإذا مات أحد الكافرين ، وبشر بالنار ذكر خليله فيقول : اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ، ويخبرني أني غير ملاقيك ، اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني ، وتسخط عليه كما سخطت علي . قال : فيموت الكافر الآخر ، فيجمع بين أرواحهما فيقال : ليثن كل واحد منكما على صاحبه . فيقول كل واحد منهما لصاحبه : بئس الأخ ، وبئس الصاحب ، وبئس الخليل . رواه ابن أبي حاتم .

وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : صارت كل خلة عداوة يوم القيامة إلا المتقين .

وروى الحافظ ابن عساكر - في ترجمة هشام بن أحمد - عن هشام بن عبد الله بن كثير : حدثنا أبو جعفر محمد بن الخضر بالرقة ، عن معافى : حدثنا حكيم بن نافع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو أن رجلين تحابا في الله ، أحدهما بالمشرق والآخر بالمغرب ، لجمع الله بينهما يوم القيامة ، يقول : هذا الذي أحببته في " .

القول في تأويل قوله تعالى : الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67)

يقول تعالى ذكره: المتخالون يوم القيامة على معاصي الله في الدنيا, بعضهم لبعض عدوّ, يتبرأ بعضهم من بعض, إلا الذين كانوا تخالّوا فيها على تقوى الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ) فكلّ خُلَّةٍ على معصية الله في الدنيا متعادون.

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ) فكلّ خُلَّةٍ هي عداوة إلا خلة المتقين.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن أبي إسحاق, أن عليا رضي الله عنه قال: خليلان مؤمنان, وخليلان كافران, فمات أحد المؤمنين فقال: يا ربّ إن فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك, ويأمرني بالخير, وينهاني عن الشرّ ويخبرني أني ملاقيك يا ربّ فلا تضله بعدي واهده كما هديتني وأكرمه كما أكرمتني, فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما فيقول: ليثن أحدكما على صاحبه فيقول: يا ربّ إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك, ويأمرني بالخير, وينهاني عن الشرّ, ويخبرني أني ملاقيك, فيقول: نعم الخليل, ونعم الأخ, ونعم الصاحب; قال: ويموت أحد الكافرين فيقول: يا ربّ إن فلانا كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك, ويأمرني بالشرّ, وينهاني عن الخير, ويخبرني أني غير ملاقيك, فيقول: بئس الأخ, وبئس الخليل, وبئس الصاحب.

التدبر :

عمل
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا: ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ [الشعراء: 100، 101].
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ الصَّداقةُ لا تدومُ إلَّا بين الفُضَلاءِ والشُّرفاءِ.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ كل حبيب أحببته يا متقيًا ثم رحل عنك ستلتقي به، وستجد حبك له كما هو، ستلتقون يومًا.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ لضمان استمرار العلاقة اجعلها (تقوى لله).
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ كل صداقاتك هباء وخسران، ما لم تُبنَ على تقوى من الله ورضوان.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ إلا المتقين فإن محبتهم تدوم وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ أي: كل صداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة، إلا ما كان لله عز وجل؛ فإنه دائم بدوامه.
عمل
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ اختر إخوانك؛ قال عمر بن الخطاب: «لا تمش مع الفاجر فيُعلّمك من فجوره».
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ انقطاع خُلَّة الفساق يوم القيامة، ودوام خُلَّة المتقين.
عمل
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ إنها قاعدة مُطَّردة في بيان مصير أيِّ نوع من العلاقات، فتخير أيها الطالب ويا أيتها الطالبة كيف تكون النهاية؟! فتش في زملاء الفصل، وفيمن ينشئ العلاقة أثناء الفسح، ونهاية الدوام، واختر اليوم صديقًا لا يعاديك يوم القيامة، وتذكَّر أن صحبة التقوى ثمارُها تمتد إلى عالم الآخرة، ألا ما أجمل التقوى حين تزين علاقاتنا، بل حياتنا كلها.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ لا يخلد من الحب إلا ما كان لله، تأملوها فيمن أحببتم وستجدون الجواب اليوم أو غدًا.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ كل صداقات الدنيا ستنقلب عداوة يوم القيامة إلا صداقة المتقين، ستبقى بينهم يوم الدين أجرًا ومودةً.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ الخلة أعلى مراتب المحبة، إن لم تكن على تقوى انقلبت إلى عداوة.
عمل
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ صاحِب المتقين؛ فهم لا يتخلّون عنك أبدًا لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ أسس علاقاتك على أساس يحبه الله، فكل خليل يتبرأ من خليله يوم المحشر إلا المتحابين فيه.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ ما كان لغير الله ينقلب عداوة، وما كان لله دائم بدوامه.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ العاقل من يتخير خليلًا لا يتلون فى الدنيا، والأعقل يتخير من لا يتلون فى الدنيا والآخرة.
وقفة
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ غياب التقوى عن العلاقات إيذانٌ بانقطاعها.
عمل
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ جميعهم أصدقاء، لكن هناك من يقربك إلى الله زلفى، وهناك من يكون لك عدوًا يوم القيامة، فاعرف من تصاحب.
عمل
[67] ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ رفيق السوء يؤذيك في الدنيا، وعدوٌّ لك في الأخرة؛ رافق الصالحين تسعد في الدارين.
وقفة
[67] الإسلام لم يهذِّب الحبَّ ويزكيه فحسب، بل جعله عبادة يتعبد بها المؤمن، ويستشعر لذتها، ويرجو بها رضوان ربه، فما أسوأ أن تزول هذه المعاني العظيمة، وتختزل هذه المحبة في وردة حمراء سرعان ما تذبل، ويختصر زمن التعبير عنها في يوم واحد، تأمل في خلود حب المتقين: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[67] أشد الناس استخفافًا بك هو من لا يريدك إلا له، وأولهم تنكرًا لك الذي يقول: إن لم تكن صديقي فأنت عدوي! ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
عمل
[67] ﴿الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقينَ﴾ كن من المتقين، واختر خليلًا على شاكلتك.
عمل
[67] إياك وكل جليس لا يعينك على طاعة الله ﷻ وتذكر: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[67] كل صحبة تفنى إلا الصحبة في الله، فهي معك حتى تدخلك الجنة ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[67] الصداقات التي تقوم على المصالح والمجاملات تنقلب إلى عداوات يوم القيامة ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
عمل
[67] تواص أنت وأحد زملائك على الصلاة في الصف الأول وقراءة القرآن ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
عمل
[67] زُر أخًا لك في الله، لا تستهدف من هذه الزيارة إلا استشعار المحبة في الله ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[67] فلينظر رجل من يخالل؟ وعلام يصاحب؟ فإن كان لله فليداوم، وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
عمل
[67] الخُّلة الصالحة تنفعك في الدنيا وتشفع لك في الآخرة؛ فانظر من تخالل ﴿الأَخِلّاءُ يومئذبعضهم لبعض عَدُوٌّ إلا المتقين﴾.
وقفة
[67] يا صديقي مهما كانت قوة علاقتنا، سأفر منك يوم القيامة وأتركك، فأعطني يدك اليوم لنكون من المتقين، حتى لا يكون بعضنا لبعض عدو ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[67] لما غاب عثمان عن البيعة بعذرٍ، وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على يده اليسرى قائلًا: «وَهَذِهِ يَدُ عُثمَانَ» [النسائي 6/236، وصححه الألباني لغيره]، ما أجمل أن تثق في صاحبك حاضرًا وغائبًا، فأنت تعرف فعاله وحاله دون أن يتكلم، فابحث عَن عُثمانك؛ تصفو لك أيامك.

الإعراب :

  • ﴿ الْأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. يوم: اسم منصوب بعدو بمعنى:تنقطع في ذلك اليوم كل خالة بين المتخالين في غير ذات الله وتنقلب عداوة ومقتا الا خلية المتقين أي المتصادقين في الله فانها الخلية الباقية. و «اذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر بالاضافة وهو مضاف أيضا والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر مضاف اليه. التقدير:يومئذ تنقطع في ذلك اليوم كل خالة
  • ﴿ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ:
  • الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «الأخلاء» ويجوز أن تكون «بعضهم» في محل رفع بدلا من الأخلاء. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. عدو: خبر «بعضهم» أو خبر «الأخلاء» على التقدير الثاني. لبعض: جار ومجرور متعلق بعدو ونونت الكلمة عوضا عن المضاف اليه. اذ التقدير: بعضهم عدو لبعضهم.
  • ﴿ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ:
  • أداة استثناء. المتقين: مستثنى بالا منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. التقدير:الا خلة المتصادقين المتقين فحذف المضاف المنصوب وأقيم المضاف اليه مقامه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     وبعد التَّهديدِ بمجيءِ القيامةِ بغتةً؛ ذكرَ اللهُ هنا بَعضَ ما يَتعلَّقُ بأحوالِ القيامةِ، ومنها أنَّ كلَّ صداقةٍ تنقلبُ يومَ القيامةِ عداوةً إلَّا ما كانَ للهِ، قال تعالى:
﴿ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [68] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ..

التفسير :

[68] يقال لهؤلاء المتقين:يا عبادي لا خوف عليكم اليوم من عقابي، ولا أنتم تحزنون على ما فاتكم مِن حظوظ الدنيا.

ثم ذكر ثواب المتقين، وأن اللّه تعالى يناديهم يوم القيامة بما يسر قلوبهم، ويذهب عنهم كل آفة وشر، فيقول:{ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}

أي:لا خوف يلحقكم فيما تستقبلونه من الأمور، ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها، وإذا انتفى المكروه من كل وجه، ثبت المحبوب المطلوب.

ثم بشر الله- تعالى- عباده بجملة من البشارات الكريمة، فقال- تعالى-: يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ. ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ.

والخوف معناه: توقع ما يخشاه ويغتم له الإنسان في المستقبل. والحزن معناه: غم يلحق الإنسان من أجل شيء مضى.

وقوله: تُحْبَرُونَ أى: تفرحون وتسرون سرورا عظيما يظهر حباره- بفتح الحاء وكسرها- أى: أثره الحسن على وجوهكم وأفئدتكم، فهو من الحبر- بفتح الحاء والباء- بمعنى الأثر. ويصح أن يكون من الحبر- بسكون الباء- بمعنى الزينة وحسن الهيئة.

وبهذا ترى الآيات الكريمة قد نفت عنهم الخوف والحزن، وفتحت لهم أبواب الجنة، وأعلمتهم بأنهم سيكونون هم وأزواجهم في سرور دائم.

أى: يقول الله- تعالى- لعباده المؤمنين يوم القيامة: يا عباد الذين شرفتكم بالإضافة إلى ذاتى، لا خوف عليكم اليوم من أمر المستقبل، ولا أنتم تحزنون على أمر مضى.

أي بشرهم.

وقوله: ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) وفي هذا الكلام محذوف استغنى بدلالة ما ذكر عليه. ومعنى الكلام: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين, فإنهم يقال لهم: يا عبادي لا خوف عليكم اليوم من عقابي, فإني قد أمنتكم منه برضاي عنكم, ولا أنتم تحزنون على فراق الدنيا فإن الذي قدمتم عليه خير لكم مما فارقتموه منها.

وذُكر أن الناس ينادون هذا النداء يوم القيامة, فيطمع فيها من ليس من أهلها حتى يسمع قوله: الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ فييأس منها عند ذلك.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, قال: ثنا المعتمر, عن أبيه, قال سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع, فينادي مناد: يا عباد الله لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون, فيرجوها الناس كلهم, قال: فيتبعها الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ قال: فييأس الناس منها غير المسلمين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[68] ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ بشارة الله للمؤمنين وتطمينه لهم عما خلفوا وراءهم من الدنيا وعما يستقبلونه في الآخرة.
وقفة
[68] ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ من موجبات البهجة في هذه الآية: أن الله سبحانه يخاطبنا بنفسه بلا واسطة، وأنه تعالى وصفنا بالعبودية، وفي هذا غاية التشريف، فلما أراد الله أن يشرّف محمدًا ليلة المعراج، قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1].
لمسة
[68] ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ ولم يقل: (ولا تحزنون)، بل أكدها بإضافة: (أنتم)؛ لإفادة تأكيد نفي الحزن عنهم، وتطمينًا لقلوبهم بانتفاء الحزن عنهم إلى الأبد، إن زارهم هاجس: هل يدوم لنا ما نحن فيه من سعادة وفرح أم ينقطع.
وقفة
[68] ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ أي: لا خوف يلحقكم فيما تستقبلونه من الأمور، ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها، وإذا انتفى المكروه من كل وجه ثبت المحبوب المطلوب.
وقفة
[68] ﴿يا عِبادِ لا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَلا أَنتُم تَحزَنونَ﴾ رسالة طمأنة.
تفاعل
[68] ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك ممن يقال لهم هذا.
وقفة
[68] ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ حين يبعثون لا يبقى أحد منهم إلا فزع، فكن ممن يناديهم ربهم ويبشرهم بالأمن.
وقفة
[68] ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ لولا الإضافة لَمَا طابت الضيافة! (المقصود بالإضافة في قوله: يا عبادي).

الإعراب :

  • ﴿ يا عِبادِ:
  • أداة نداء. عباد: منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة أو بحركة الياء المحذوفة والكسرة دالة عليها. وحذفت ياء المتكلم سبحانه خطا واختصارا.
  • ﴿ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ:
  • نافية لا عمل لها. خوف: مبتدأ مرفوع بالضمة. عليكم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة للمبتدإ والميم علامة جمع الذكور. اليوم: ظرف زمان-مفعول فيه-منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ وَلا أَنْتُمْ:
  • معطوفة بالواو على ما قبلها. أنتم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ تَحْزَنُونَ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «أنتم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

الأعراف: 49﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
الزخرف: 68﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [68] لما قبلها :     وبعد بيان أنَّ كلَّ صداقةٍ تنقلبُ يومَ القيامةِ عداوةً إلَّا ما كانَ للهِ؛ ذكرَ اللهُ من ينتفي عنهم الخوف والحزن في هذا اليوم، قال تعالى:
﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يا عباد:
قرئ:
1- بالياء، وهو الأصل.
2- بحذفها، وهو الأكثر.
وكلاهما فى السبعة.
لا خوف:
1- مرفوع منون، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
2- بالرفع، من غير تنوين، وهى قراءة ابن محيصن.
3- بفتحها، من غير تنوين، وهى قراءة الحسن، والزهري، وابن أبى إسحاق، وعيسى، وابن يعمر.

مدارسة الآية : [69] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ

التفسير :

[69] الذين آمنوا بآياتنا وعملوا بما جاءتهم به رسلهم، وكانوا منقادين لله ربِّ العالمين بقلوبهم وجوارحهم،

{ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وكانوا مسلمين} أي:وصفهم الإيمان بآيات اللّه، وذلك ليشمل التصديق بها، وما لا يتم التصديق إلا به، من العلم بمعناها والعمل بمقتضاها.{ وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} للّه منقادين له في جميع أحوالهم، فجمعوا بين الاتصاف بعمل الظاهر والباطن.

وقوله: الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ في محل نصب، صفة لقوله «يا عباد» أى: يا عباد الذين آمنوا بآياتنا الدالة على وحدانيتنا وعلى صدق نبينا صلّى الله عليه وسلّم. وكانوا في الدنيا مخلصين وجوههم لنا، وجاعلين أنفسهم سالمة لطاعتنا..

فقال : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ) أي : آمنت قلوبهم وبواطنهم ، وانقادت لشرع الله جوارحهم وظواهرهم .

قال المعتمر بن سليمان ، عن أبيه : إذا كان يوم القيامة فإن الناس حين يبعثون لا يبقى أحد منهم إلا فزع ، فينادي مناد : ( ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ) فيرجوها الناس كلهم ، قال : فيتبعها : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ) ، قال : فييأس الناس منها غير المؤمنين .

القول في تأويل قوله تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)

وقوله: ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا ) يقول تعالى ذكره: يا عبادي الذين آمنوا وهم الذين صدقوا بكتاب الله ورسله, وعملوا بما جاءتهم به رسلهم, وكانوا مسلمين, يقول: وكانوا أهل خضوع لله بقلوبهم, وقبول منهم لما جاءتهم به رسلهم عن ربهم على دين إبراهيم خليل الرحمن صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, حنفاء لا يهود ولا نصارى, ولا أهل أوثان.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[68، 69] طمع بلا عمل، قال مقاتل: «إذا وقع الخوف يوم القيامة، نادى منادٍ: ﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾، فإذا سمعوا النداء رفع الخلائق رءوسهم، فيقال: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ﴾، فتُنَكِّس أهل الأديان الباطلة رؤوسهم».

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِينَ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة-نعت-لعبادي لأنه منادى مضاف
  • ﴿ آمَنُوا بِآياتِنا:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. بآيات: جار ومجرور متعلق بآمنوا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة أي صدقوا.
  • ﴿ وَكانُوا مُسْلِمِينَ:
  • الواو عاطفة. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. مسلمين: خبرها منصوب وعلامة نصب الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [69] لما قبلها :     وبعد النداء؛ بَيَّنَ اللهُ هنا من يستحق هذا النداء، وذلك التكريم، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [70] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ

التفسير :

[70]يقال لهم:ادخلوا الجنة أنتم وقرناؤكم المؤمنون تُنَعَّمون وتُسَرُّون.

{ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ} التي هي دار القرار{ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ} أي:من كان على مثل عملكم، من كل مقارن لكم، من زوجة، وولد، وصاحب، وغيرهم.{ تُحْبَرُونَ} أي:تنعمون وتكرمون، ويأتيكم من فضل ربكم من الخيرات والسرور والأفراح واللذات، ما لا تعبر الألسن عن وصفه.

ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ أى: ونساؤكم المؤمنات تُحْبَرُونَ أى: تسرون وتتلذذون بتلك النعم التي أنعم بها- سبحانه- عليكم.

فالمراد بأزواجهم هنا: نساؤهم، لأن في هذه الصحبة تلذذا أكثر، ونعيما أكبر.

والإضافة في قوله أَزْواجُكُمْ للاختصاص التام، فتخرج الأزواج غير المؤمنات.

ومنهم من يرى أن المراد بقوله وَأَزْواجُكُمْ: نظراؤكم وأشباهكم في الطاعة لله- تعالى-.

أى: ادخلوا الجنة أنتم وأشباهكم في الإيمان والطاعة، دخولا لا تنالون معه إلا الفرح الدائم، والسرور الذي لا انقطاع له.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ. هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ.

( ادخلوا الجنة ) أي : يقال لهم : ادخلوا الجنة ( أنتم وأزواجكم ) أي : نظراؤكم ) تحبرون ) أي : تنعمون وتسعدون ، وقد تقدم تفسيرها في سورة الروم .

وقوله: ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) يقول جلّ ثناؤه: ادخلوا الجنة أنتم أيها المؤمنون وأزواجكم مغبوطين بكرامة الله, مسرورين بما أعطاكم اليوم ربكم.

وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( تُحْبَرُونَ ) وقد ذكرنا ما قد قيل في ذلك فيما مضى, وبيَّنا الصحيح من القول فيه عندنا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع, غير أنا نذكر بعض ما لم يُذكر هنالك من أقوال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) : أي تَنْعَمون.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( تُحْبَرُونَ ) قال: تنعمون.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( تُحْبَرُونَ ) قال: تكرمون.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) قال: تنعمون.

التدبر :

وقفة
[70] ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ تحبرون: تسرون وتكرمون، الزوجة التي أعانتك على الثبات على الدين سترافقك في جنان الخلد.
تفاعل
[70] ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ سَل الله الجنة الآن.
تفاعل
[70] ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ قل الآن: «ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إمامًا».
وقفة
[70] ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ العائلة هي المعنى الرائع الذي يشعرنا بطعم الحبور.
وقفة
[70] ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ إذا ذُكِر أزواج المؤمنين من النساء المؤمنات، وذُكر إدخالهن الجنة لم يُذكر معهن الحور العين، فلم يرد في القرآن الكريم ذكر الحور العين مع أزواج المؤمنين مراعاة لنفسيتهن ومشاعرهنَّ، فإن المرأة لا ترغب أن تكون معها شريكة في زوجها، ولو كانت من الحور العين.

الإعراب :

  • ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل لفعل مضمر تقديره: يقال لهم. ادخلوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الجنة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ:
  • ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد للضمير في «ادخلوا» الواو عاطفة. أزواج: معطوفة على الضمير في «ادخلوا» مرفوعة مثله وعلامة رفعها الضمة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر مضاف اليه والميم علامة جمع الذكور مثل قوله تعالى: اسكن أنت وزوجك.
  • ﴿ تُحْبَرُونَ:
  • فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية: في محل نصب حال منهم ومن أزواجهم أي تسرون فيها وتنعمون على تقدير: وأنتم تحبرون. أي وأنتم محبرون. أي مسرورون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [70] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ المُؤمِنينَ؛ ذكرَ هنا ما يقال لهم على سبيل البشرى؛ ترغيبًا لغيرهم في اللحاق بهم، قال تعالى:
﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [71] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ ..

التفسير :

[71] يطاف على هؤلاء الذين آمنوا بالله ورسله في الجنة بالطعام في أوانٍ من ذهب، وبالشراب في أكواب من ذهب، وفيها لهم ما تشتهيه أنفسهم وتُسَرُّ به أعينُهم، وهم ماكثون فيها أبداً.

{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} أي:تدور عليهم خدامهم، من الولدان المخلدين بطعامهم، بأحسن الأواني وأفخرها، وهي صحاف الذهب وشرابهم، بألطف الأواني، وهي الأكواب التي لا عرى لها، وهي من أصفى الأواني، من فضة أعظم من صفاء القوارير.

{ وَفِيهَا} أي:الجنة{ مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} وهذا لفظ جامع، يأتي على كل نعيم وفرح، وقرة عين، وسرور قلب، فكل ما اشتهته النفوس، من مطاعم، ومشارب، وملابس، ومناكح، ولذته العيون، من مناظر حسنة، وأشجار محدقة، ونعم مونقة، ومبان مزخرفة، فإنه حاصل فيها، معد لأهلها، على أكمل الوجوه وأفضلها، كما قال تعالى:{ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ}{ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وهذا هو تمام نعيم أهل الجنة، وهو الخلد الدائم فيها، الذي يتضمن دوام نعيمها وزيادته، وعدم انقطاعه.

ثم بين- سبحانه- مظاهر أخرى لتكريمه لهؤلاء العباد فقال: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ....

والصحاف: جمع صحفة، وهي الآنية الواسعة الكبيرة التي توضع فيها الأطعمة.

والأكواب: جمع كوب وهو ما يوضع فيه الشراب.

وفي الكلام حذف يعرف من السياق، والتقدير: يقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون، فإذا ما دخلوها واستقروا فيها، يطاف عليهم بأطعمة وأشربة في أوان من ذهب.

ولم تذكر الأطعمة والأشربة للعلم بها، إذ لا معنى للطواف بالصحاف والأكواب وهي فارغة..

وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ أى: وفي الجنة التي دخلوها كل ما تشتهيه الأنفس من أنواع المشتهيات، وكل ما تتلذذ بين الأعين وتسر برؤيته.

وَأَنْتُمْ أيها المؤمنون فِيها خالِدُونَ خلودا أبديا لا نهاية له.

( يطاف عليهم بصحاف من ذهب ) أي زبادي آنية الطعام ، ( وأكواب ) وهي : آنية الشراب ، أي : من ذهب لا خراطيم لها ولا عرى ، " وفيها ما تشهي الأنفس " - وقرأ بعضهم : ( تشتهيه الأنفس ) ( وتلذ الأعين ) أي طيب الطعم والريح وحسن المنظر .

قال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، أخبرني إسماعيل بن أبي سعيد ، عن عكرمة - مولى ابن عباس - أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لرجل لا يدخل الجنة بعده أحد ، يفسح له في بصره مسيرة مائة عام في قصور من ذهب ، وخيام من لؤلؤ ، ليس فيها موضع شبر إلا معمور يغدى عليه ويراح بسبعين ألف صحفة من ذهب ، ليس فيها صحفة إلا فيها لون ليس في الأخرى ، مثله شهوته في آخرها كشهوته في أولها ، لو نزل به جميع أهل الأرض لوسع عليهم مما أعطي ، لا ينقص ذلك مما أوتي شيئا " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، حدثنا عمرو بن سواد السرحي ، حدثنا عبد الله بن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن عقيل بن خالد ، عن الحسن ، عن أبي هريرة : أن أبا أمامة - رضي الله عنه - حدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثهم - وذكر الجنة - فقال : " والذي نفس محمد بيده ، ليأخذن أحدكم اللقمة فيجعلها في فيه ، ثم يخطر على باله طعام آخر ، فيتحول الطعام الذي في فيه على الذي اشتهى " ثم قرأ : ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ) .

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن - هو ابن موسى - حدثنا سكين بن عبد العزيز ، حدثنا الأشعث الضرير ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات ، وهو على السادسة وفوقه السابعة ، وإن له ثلاثمائة خادم ، ويغدى عليه ويراح كل يوم بثلاثمائة صحفة - ولا أعلمه إلا قال : من ذهب - في كل صحفة لون ليس في الأخرى ، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره ، ومن الأشربة ثلاثمائة إناء ، في كل إناء لون ليس في الآخر ، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره ، وإنه يقول : يا رب ، لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم ، لم ينقص مما عندي شيء ، وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة ، سوى أزواجه من الدنيا ، وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض " .

( وأنتم فيها ) أي : في الجنة ) خالدون ) أي : لا تخرجون منها ولا تبغون عنها حولا .

القول في تأويل قوله تعالى : يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)

يقول تعالى ذكره: يُطاف على هؤلاء الذين آمنوا بآياته في الدنيا إذا دخلوا الجنة في الآخرة بصحاف من ذهب, وهي جمع للكثير من الصَّحْفة, والصَّحْفة: القصعة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ ) قال: القصاع.

حدثنا أبو كريب, قال: ثنا يمان, عن أشعث بن إسحاق, عن جعفر, عن شعبة, قال: " إنّ أدنى أهل الجنة منـزلة, من له قصر فيه سبعون ألف خادم, في يد كل خادم صحفة سوى ما في يد صاحبها, لو فتح بابه فضافه أهل الدنيا لأوسعهم ".

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب القميّ, جعفر, عن سعيد, قال: " إن أخسّ أهل الجنة منـزلا من له سبعون ألف خادم, مع كل خادم صحفة من ذهب, لو نـزل به جميع أهل الأرض لأوسعهم, لا يستعين عليهم بشيء من غيره, وذلك في قول الله تبارك وتعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ولهم (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ)".

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, عن أبي أيوب الأزدي, عن عبد الله بن عمرو, قال: " ما أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام, كلّ غلام على عمل ما عليه صاحبه ".

وقوله: ( وَأَكْوَابٍ ) وهي جمع كوب, والكوب: الإبريق المستدير الرأس, الذي لا أذن له ولا خرطوم, وإياه عنى الأعشى بقوله?

صَرِيفِيَّـــةٌ طَيِّـــبٌ طَعْمُهَـــا

لَهَــا زَبَــدٌ بَيْــنَ كُــوب وَدَنّ (3)

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد, قال حدثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَأَكْوَابٍ ) قال: الأكواب التي ليست لها آذان.

ومعنى الكلام: يطاف عليهم فيها بالطعام في صحاف من ذهب, وبالشرب في أكواب من ذهب, فاستغنى بذكر الصحاف والأكواب من ذكر الطعام والشراب, الذي يكون فيها لمعرفة السامعين بمعناه " وَفِيهَا مَا تَشْتَهِي (4) الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ" يقول تعالى ذكره: لكم في الجنة ما تشتهي نفوسكم أيها المؤمنون, وتلذّ أعينكم ( وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) يقول: وأنتم فيها ماكثون,لا تخرجون منها أبدا.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن علقمة بن مرثد, عن ابن سابط أن رجلا قال: يا رسول الله إني أُحِبُّ الخَيْلَ, فهل في الجنة خيل؟ فقال: " إنْ يُدْخِلْكَ الجَنَّةَ إنْ شاءَ, فَلا تَشاءُ أنْ تَرْكَبَ فَرَسًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ تَطيرُ بِكَ فِي أيّ الجَنَّة شِئْتَ إلا فَعَلَتْ", فقال أعرابيّ: يا رسول الله إني أحبّ الإبلَ, فهل في الجنة إبل؟ فقال: " يا أعرابيّ إنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ إنْ شاءَ اللهُ, فَفِيها ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ, وَلَذَّتْ عَيْنَاك ".

حدثنا الحسن بن عرفة, قال: ثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار, عن محمد بن سعد الأنصاري, عن أبي ظبية السلفي, قال: إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة, قال: فتقول: ما أُمْطِرُكُمْ؟ قال: فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم, حتى إن القائل منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابا.

حدثنا ابن عرفة, قال: ثنا مروان بن معاوية, عن عليّ بن أبي الوليد, قال: قيل لمجاهد في الجنة سماع؟ قال: إن فيها لشجرا يقال له العيص, له سماع لم يسمع السامعون إلى مثله.

حدثني موسى بن عبد الرحمن, قال: ثنا زيد بن حباب, قال: أخبرنا معاوية بن صالح, قال: ثني سليمان بن عامر, قال: سمعت أبا أمامة, يقول: " إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطائر وهو يطير, فيقع متفلقا نضيجا في كفه, فيأكل منه حتى تنتهي نفسه, ثم يطير, ويشتهي الشراب, فيقع الإبريق في يده, ويشرب منه ما يريد, ثم يرجع إلى مكانه.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ ) فقرأته عامة قرّاء المدينة والشام: ( مَا تَشْتَهِيهِ ) بزيادة هاء, وكذلك ذلك في مصاحفهم. وقرأ ذلك عامة قرّاء العراق " تَشْتَهِي" بغير هاء, وكذلك هو في مصاحفهم.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان بمعنى واحد, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

------------------------

الهوامش:

(3) البيت لأعشى بن قيس بني ثعلبة ( ديوانه طبع القاهرة ص 17) وصريفية ، منسوبة إلى صريفون : موضع بالعراق مشهور بجودة خمره . وقيل نسبت إلى الصريف وهو اللبن ساعة يحلب جعلها صريفية لأنها أخذت من الدن ساعتئذ أحضرت ، كأنها أخذت قبل أن تمزج . والزبد . ما يعلوها عند تحريكها من الدن إلى الكوب من الفقاقيع . والكوب : الكوز الذي لا عروة له . أو هو الكوز المستدير الرأس الذي لا أذن له .

(4) قراءة مشهورة متواترة بحذف الهاء .

التدبر :

وقفة
[71] ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ﴾ ذهب الجنة ليس هو المعدن الذي نعرفه بل هو شيء مختلف، وليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء.
وقفة
[71] ﴿يُطافُ عَلَيهِم بِصِحافٍ مِن ذَهَبٍ وَأَكوابٍ وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ وَأَنتُم فيها خالِدونَ﴾ ما حرَّمته على نفسك فى الدنيا امتثالًا وطاعة؛ سيصبح حلالًا متاحًا فى الجنة
وقفة
[71] الدنيا لا تأتي دومًا وفق ما نشتهي، الجنة فقط هي كذلك ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ﴾.
وقفة
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ جمعت الآية جميع الملذات والمطايب والمحبوبات في لفظين.
وقفة
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ مصدر الشهوة هي النفس والعين، ومن ألجمها بالتقوى فقد نال نعيم الجنة.
عمل
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ ماذا تبقى من النعيم لم تذكره هذه الآية؟! أطلق لها خيالك.
وقفة
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ قال ابن أبي الإصبع: «فألمح إلى كل ما تميل النفوس إليه من الشهوات وتلذه الأعين من المرئيات، لتعلم أن هذا اللفظ القليل جدًا عبر عن معانٍ كثيرة لا تنحصر عدًا».
وقفة
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ تخاف من الرحيل؟ هل فكرت بدار بلا جنائز، وبسمات بلا دمع، ولا تؤلمك الأحزان في وجوه الأحبة؟.
وقفة
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لاَ يَبْأَسُ، لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ» [مسلم 2836].
وقفة
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ كل جميل فاتك هنا، كل لذة ضاعت، كل ذكرى رحلت، كل غال فقدته، كل إحساس جميل، كل شيء تخيلته، كل سرور تمنيته؛ ستناله في الجنة بإذن الله.
وقفة
[71] ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾ ما مِن نِعْمَةٍ إلّا وهي نَصِيبُ النَّفْسِ أوِ العَيْنِ، وتَمامُ النَّعِيمِ الخُلُودُ، لِأنَّهُ لَوِ انْقَطَعَ لَمْ تَطِبْ.
وقفة
[71] عند هذه الآيات تُسكب العبرات شوقًا إلى الجنات ورحمة رب البريات ﴿وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون﴾.

الإعراب :

  • ﴿ يُطافُ عَلَيْهِمْ:
  • فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة.على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل. أي يطاف عليهم فيها.
  • ﴿ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ:
  • جار ومجرور متعلق بيطاف. من ذهب: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من الاسم المميز «صحاف» أي بأطباق من ذهب. و «من» هنا بيانية.
  • ﴿ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما:
  • معطوفة بالواو على «صحاف» وتعرب إعرابها. الواو استئنافية. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. أي وفي الجنة. ما:اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
  • ﴿ تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. تشتهيه: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. الأنفس فاعل مرفوع بالضمة.:
  • ﴿ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ:
  • معطوفة بالواو على تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ» وتعرب اعرابها أي وتلتذ به الأعين وحذف الجار صلة «تلذ» اختصارا. وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة.
  • ﴿ وَأَنْتُمْ فِيها:
  • الواو حالية والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال.انتم: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. فيها: جار ومجرور متعلق بالخبر.
  • ﴿ خالِدُونَ:
  • خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الصافات: 45﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
الزخرف: 71﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ
الانسان: 15﴿ وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [71] لما قبلها :     وبعد ذكرِ ما يقال للمؤمنين؛ ذكرَ اللهُ هنا نعيمَهم في الجنة، قال تعالى:
﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ما تشتهيه:
1- بالضمير العائد على «ما» ، وهى قراءة أبى جعفر، وشيبة، ونافع، وابن عباس، وحفص.
وقرئ:
2- ما تشتهى، بحذف الهاء، وهى قراءة باقي السبعة.

مدارسة الآية : [72] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا ..

التفسير :

[72] وهذه الجنة التي أورثكم الله إياها؛ بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الخيرات والأعمال الصالحات، وجعلها مِن فضله ورحمته جزاء لكم.

{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ} الموصوفة بأكمل الصفات، هي{ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي:أورثكم اللّه إياها بأعمالكم، وجعلها من فضله جزاء لها، وأودع فيها من رحمته ما أودع.

ثم ختم- سبحانه- هذا التكريم لعباده بقوله: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ.

واسم الإشارة تِلْكَ مبتدأ وخبره الْجَنَّةُ وما بعدهما صفة الجنة.. وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب على سبيل التشريف.

وقال- سبحانه- وَتِلْكَ بالإفراد، للإشعار بأن الخطاب لكل واحد من أهل الجنة، على سبيل العناية به، والإعلاء من شأنه.

أى: ويقال لهم يوم القيامة على سبيل التشريف: وهذه الجنة التي أورثتموها بسبب أعمالكم الصالحة في الدنيا، لكم فيها فاكهة كثيرة، وثمار شهية لذيذة، منها تأكلون أكلا هنيئا مريئا.

وعبر بقوله- تعالى- أُورِثْتُمُوها للإشعار بأنها قد صارت إليهم بفضل الله وكرمه، كما يصير الميراث إلى الوارث.

وقوله بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بيان للأسباب التي أوصلتهم إلى هذه المنازل العالية، فإن أعمالهم الطيبة التي تقبلها الله- تعالى- منهم، جعلتهم- بفضله وإحسانه- في أعلى الدرجات وأسماها.

ثم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان : (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) أي : أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم ، فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة ، ولكن بفضل من الله ورحمته . وإنما الدرجات تفاوتها بحسب عمل الصالحات .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا الفضل بن شاذان المقرئ ، حدثنا يوسف بن يعقوب - يعني الصفار - حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كل أهل النار يرى منزله من الجنة حسرة ، فيقول : ( لو أن الله هداني لكنت من المتقين ) [ الزمر : 57 ] وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول : ( وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) [ الأعراف : 43 ] ، ليكون له شكرا " . قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار ، فالكافر يرث المؤمن منزله من النار ، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة " وذلك قوله تعالى : ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72)

يقول تعالى ذكره: يقال لهم: وهذه الجنة التي أورثكموها الله عن أهل النار الذين أدخلهم جهنم بما كنتم في الدنيا تعملون من الخيرات.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[72] ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ يقال لهم يوم القيامة هذه المقالة؛ أي: صارت إليكم كما يصير الميراث إلى الوارث، بما كنتم تعملونه في الدنيا من الأعمال الصالحة.
وقفة
[72] ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ليس الإيمان بالتمني، ولا يصح شراء الجنة دون دفع الثمن، فليست الجنة بالمجان.
وقفة
[72] ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ لن ترث الجنة بمالك أو بنسبك أو بجاهك أو بمنصبك أو بأمانيك؛ بل سترثها بعملك، فعلى قدر عملك يكون جزاءك؛ بعد فضل الله ورحمته.
عمل
[72] خيـرَ موروث هي الجنّة؛ فاعمل لها ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، فاللهم فردوسًا.
وقفة
[72] ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ الله عدل، وكلٌّ يجازى بعمله.
وقفة
[72] ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ حدثنى كيف حالك عندما تصبح الجنة إرثًا خاصًّا بك، هى السعادة بعينها.
وقفة
[72] الرَّغباتُ وحدها لا تكفي، فربُّنا لم يخبرنا بأنَّ دخولَ الجَنَّةِ جزاءٌ بما كنا نتمنَّى، بل ﴿بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ:
  • الواو: استئنافية. تلك: اسم اشارة مبني على الفتح أو مبني على السكون لأن الأصل «تي» اللام للبعد والكاف للخطاب. واسم الاشارة في محل رفع مبتدأ والاشارة الى الجنة المذكورة في الآية الكريمة السبعين و «الجنة» بدل أو نعت-صفة-لاسم الاشارة مرفوعة بالضمة. أو تكون «الجنة» خبر مبتدأ محذوف تقديره: هي. والجملة الاسمية «هي الجنة» في محل رفع خبر «تلك».
  • ﴿ الَّتِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة-نعت-للجنة.ويجوز أن تكون «التي» خبر مبتدأ محذوف تقديره: هي والجملة الاسمية «هي التي» في محل رفع خبر تلك.
  • ﴿ أُورِثْتُمُوها:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل والميم علامة جمع الذكور والواو ضمير لاشباع الميم و «ها» ضمير متصل -ضمير الغائبة-يعود على الجنة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
  • الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلق بأورثتموها على اعراب الوجه الثاني وهو: وتلك هي الجنة و «كنتم» فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. والمعنى:بسبب ما كنتم. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تعملون» في محل نصب خبر «كنتم» والجملة الفعلية كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: بما كنتم تعملونه. وهناك وجه آخر لاعراب «تلك» وهو أن تكون «الجنة» بدلا منها أو صفة لها. وخبر «تلك» الجملة الاسمية لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ» الواردة في الآية التالية.'

المتشابهات :

مريم: 63﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا
الزخرف: 72﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [72] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ نعيمَ المؤمنين في الجنة؛ بَيَّنَ هنا السببَ في هذا النعيمِ الدائمِ، قال تعالى:
﴿ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [73] :الزخرف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا ..

التفسير :

[73] لكم في الجنة فاكهة كثيرة من كل نوع منها تأكلون.

{ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ} كما في الآية الأخرى:{ فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ}{ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} أي:مما تتخيرون من تلك الفواكه الشهية، والثمار اللذيذة تأكلون ولما ذكر نعيم الجنة، عقبه بذكر عذاب جهنم، فقال:

ثم ختم- سبحانه- هذا التكريم لعباده بقوله: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ.

واسم الإشارة تِلْكَ مبتدأ وخبره الْجَنَّةُ وما بعدهما صفة الجنة.. وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب على سبيل التشريف.

وقال- سبحانه- وَتِلْكَ بالإفراد، للإشعار بأن الخطاب لكل واحد من أهل الجنة، على سبيل العناية به، والإعلاء من شأنه.

أى: ويقال لهم يوم القيامة على سبيل التشريف: وهذه الجنة التي أورثتموها بسبب أعمالكم الصالحة في الدنيا، لكم فيها فاكهة كثيرة، وثمار شهية لذيذة، منها تأكلون أكلا هنيئا مريئا.

وعبر بقوله- تعالى- أُورِثْتُمُوها للإشعار بأنها قد صارت إليهم بفضل الله وكرمه، كما يصير الميراث إلى الوارث.

وقوله بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بيان للأسباب التي أوصلتهم إلى هذه المنازل العالية، فإن أعمالهم الطيبة التي تقبلها الله- تعالى- منهم، جعلتهم- بفضله وإحسانه- في أعلى الدرجات وأسماها.

وقوله : ( لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ) أي : من جميع الأنواع ، ( منها تأكلون ) أي : مهما اخترتم وأردتم . ولما ذكر [ الله تعالى ] الطعام والشراب ، ذكر بعده الفاكهة لتتم [ هذه ] النعمة والغبطة .

( لَكُمْ فِيهَا ) يقول: لكم في الجنة فاكهة كثيرة من كلّ نوع ( مِنْهَا تَأْكُلُونَ ) يقول: من الفاكهة تأكلون ما اشتهيتم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[73] ﴿لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ﴾ لما ذكر الطعام والشراب ذكر بعده الفاكهة لتتم النعمة والغبطة.
وقفة
[73] ﴿لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ من النعيم الحسي: الطعام، ومن أشهى الطعام: الفاكهة، وهي كثيرة نوعًا كي لا تُملَّ، وكثيرة كَمًّا كي لا يخشى صاحبها النفاد.

الإعراب :

  • ﴿ لَكُمْ فِيها:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «فاكهة» فيها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.
  • ﴿ فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ:
  • مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. كثيرة: صفة-نعت-لفاكهة مرفوعة مثلها بالضمة.
  • ﴿ مِنْها تَأْكُلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بتأكلون. و «من» حرف جر للتبعيض.تأكلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف مفعولها لأن «من» التبعيضية دالة عليه. بمعنى: لا تأكلون الا بعضها وأعقابها باقية في شجرها مزينة بالثمار أبدا. والجملة الفعلية مِنْها تَأْكُلُونَ» في محل نصب حال من ضمير المخاطبين في «لكم» أي بمعنى وأنتم تأكلون منها.'

المتشابهات :

الزخرف: 73﴿لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ
النحل: 5﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
المؤمنون: 19﴿فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
المؤمنون: 21﴿نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
غافر: 79﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [73] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَر اللهُ الطَّعامَ والشَّرابَ؛ ذكَرَ هنا حالَ الفاكِهةِ، قال تعالى:
﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف