4745960616263646566

الإحصائيات

سورة غافر
ترتيب المصحف40ترتيب النزول60
التصنيفمكيّةعدد الصفحات9.80
عدد الآيات85عدد الأجزاء0.47
عدد الأحزاب0.95عدد الأرباع3.80
ترتيب الطول21تبدأ في الجزء24
تنتهي في الجزء24عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 21/29الحواميم: 1/7

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (59) الى الآية رقم (60) عدد الآيات (2)

الإخبارُ أنَّ القيامةَ آتيةٌ بلا شَكٍّ، وناسبَهُ بيانُ طريقِ النَّجاةِ فيها وهو طاعةُ اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (61) الى الآية رقم (65) عدد الآيات (5)

ذِكرُ بقيةِ الأدلَّةِ: 2- تعاقبُ الليلِ والنهارِ، 3- خلقُ الأشياءِ، 4- جعلُ الأرضِ قرارًا والسماءِ بناءً، 5- خلقُ الإنسانِ في أحسنَ صورةٍ، ورَزَقَه الطَّيباتِ، ثُمَّ الأمرُ بعبادةِ اللهِ والإخلاصِ فيها.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (66) الى الآية رقم (66) عدد الآيات (1)

بعدَ الأمرِ في الآيةِ السَّابقةِ بعبادةِ اللهِ، نَهَى هنا عن عبادةِ مَنْ سِوَاه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة غافر

أهمية الدعوة إلى الله وتفويض الأمر لله/ غافر الذنب لمن آمن وشديد العقاب لمن كفر

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • ما علاقة الدعوة بتفويض الأمر إلى الله؟:   إن الداعي إلى الله تعالى سيواجه مشاكل ومصاعب خلال دعوته، فإذا أردت أخي المسلم أن تختار طريق الدعوة إلى الله، طريق أنبياء الله تعالى، فاعلم أن هناك عقبات كثيرة فيه، وعليك أن تفوض الأمر كله لله وتتوكل عليه. لذلك جاء في هذه السورة آية محورية: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ﴾ (51). هذه الآية موجهة إليك أخي المسلم كما هي موجهة للأنبياء: ﴿رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ﴾، وتعدك بالنصر الرباني في الدنيا قبل الآخرة: ﴿فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ﴾، فتوكل على الله، وفوض الأمر إليه.
  • • خير القول وخير العمل::   وسورة غافر تنضم إلى سور كثيرة في القرآن في حثها على أشرف مهمة في التاريخ: الدعوة إلى الله، لأنها طريق الأنبياء والمرسلين، فلا بد أن يحرص الإنسان عليها ويهتم بها، لا بل ينذر حياته كلها لإيصال الخير إلى الناس. والدعوة ليست صعبة، إذ لا يشترط أن يكون المرء (علَّامة) حتى يدعو إلى الله تعالى. حدّث أصدقاءك عن الإسلام وعظمته ورحمته، أو انشر الكتب النافعة التي تعلّم الناس أمور دينهم وتقرّبهم إلى الله، حدّثي رفيقاتك عن الحياء والعفة بأي وسيلة تؤثر في القلب، وليس عليكم النظر إلى النتائج، إذ أن المطلوب منا هو العمل فقط، والله وحده هو الذي يهدي من يشاء.
  • • إني عذت بربي وربكم:   ولأن السورة تحدثنا عن الدعوة وتفويض الأمر إلى الله، فإننا نرى هذه المعاني مرتين في قصة موسى عليه السلام: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِى أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنّى أَخَافُ أَن يُبَدّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ﴾ (26). وحين وصل الأمر إلى التهديد بالقتل، استمر موسى عليه السلام بالدعوة إلى دين الله تعالى وفوّض أمره إلى الله تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ إِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُـمْ مّن كُلّ مُتَكَبّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ﴾ (27).
  • • وأفوض أمري إلى الله::   ونموذج التفويض الثاني، لرجل مؤمن من آل فرعون، كان يكتم إيمانه، لكنه حين رآهم يكيدون لموسى ليقتلوه، قال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبّىَ ٱلله﴾ (28)، فكانت صدمة لفرعون أن يقف رجل من حاشيته ويدافع عن موسى، وكان مؤكدًا عند الجميع أن فرعون سيبطش به، لكن المؤمن الصادق انتقل من الدعوة إلى التفويض: ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوّضُ أَمْرِى إِلَى ٱلله إِنَّ ٱلله بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ﴾ (44). فماذا حدث بعد ذلك؟: ﴿فَوقَاهُ ٱلله سَيّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ﴾ (45). وكأن المعنى: ادع أيها المسلم إلى الله، ولا تخش في الله لومة لائم، وتوكل على من يحفظك وفوض أمرك إليه، ليحميك من أعدائك، واستعذ دومًا بالله تعالى، كما قال موسى: ﴿إِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُـمْ﴾ (27).
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «سورة غافر»، و«‏سورة ‏المؤمن»، و«سورة حم المؤمن».
  • • معنى الاسم ::   غافر: أي ساتر الذنوب ومتجاوز عنها.
  • • سبب التسمية ::   سميت «سورة غافر»؛ لورود هذا اللفظ في أول السورة الآية (3)، وسميت بـ«حم المؤمن»، و«‏سورة ‏المؤمن»؛ ‏لذكر ‏قصة ‏مؤمن ‏آل ‏فرعون، ولم تذكر هذه القصة في سورة أخرى.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   1- سورة «الطَّوْلِ»؛ لورودها في مستهلها (والطَّوْل: أي الفضل والنعمة). 2- «سورة حم الأولى»؛ لأنها السورة الأولى في ترتيب المصحف بين السور الحواميم.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أهمية الدعوة إلى الله وتفويض الأمر إليه.
  • • علمتني السورة ::   أن الله غافر الذنب لمن آمن، وشديد العقاب لمن كفر.
  • • علمتني السورة ::   أن الدعوة ليست صعبة، إذ لا يشترط أن يكون المرء (علَّامة) حتى يدعو إلى الله تعالى.
  • • علمتني السورة ::   أن من رحمة الله تعالى بنا أن السيئة بمثلها والحسنة مضاعفة: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ عَدُوَّكُمْ غَدًا، فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حَم لاَ يُنْصَرُونَ». قال القاضي عياض: «أي علامتُكُمُ التي تَعْرِفُونَ بها أصحابَكم هذا الكلامُ، والشِّعارُ في الأصلِ العلامةُ التي تُنْصَبُ لِيَعْرِفَ بها الرَّجُلُ رُفْقَتَهُ، و(حم لا ينصرون) معناهُ بفضلِ السُّورِ المفتتحةِ بِحم ومنزلَتِها من اللهِ لا يُنْصَرون»، و(سورة غافر) من السور المفتتحة بـ (حم).
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة غافر من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
    • عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: «الْحَوَامِيمَ دِيبَاجُ الْقُرْآنِ». وديباج القرآن: أي زينته، و(سورة غافر) من الحواميم.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة غافر أول الحواميم أو آل (حم)، وهي سبع سور متتالية، وهي: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وأطلق عليها بعض العلماء: عرائس القرآن، وكلها مكية.
    • هي أكثر سورة يتكرر فيها مشتقات لفظ (الجدال)، حيث تكرر فيها 5 مرات.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن ندعو الناس إلى الله، ولا نخش في الله لومة لائم، ونتوكل عليه، ونفوض أمرنا إليه.
    • أن نحذر الجدال في آيات الله بغير علم: ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّـهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ ...﴾ (4). • أن نخلص عبادتنا لله وحده، ولا نشرك به شيئًا: ﴿ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ (12).
    • أن نراقب الله تعالى في السر والعلن: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ (19).
    • أن نحذر أن يزين لنا الشيطان أعمالنا: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾ (36، 37).
    • أن نستخدم الأسلوب الوعظي المؤثر في دعوتنا إلى الله: ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ (41).
    • أن نحذر أن نسلم عقولنا لأحد ونتبعه دون علم؛ فإنه سيتبرأ منا يوم القيامة: ﴿... فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا ...﴾ (47، 48).
    • أن نكثر من الأعمال الصالحة استعدادًا للآخرة: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ﴾ (59).
    • أن نجعل الليل راحة لأبداننا والنهار لمعاشنا: ﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ (61).
    • أن نبادر بالتوبة، ونحذر من تسويفها: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ...﴾ (84، 85)، فإذا وقع العذاب لا تقبل التوبة.

تمرين حفظ الصفحة : 474

474

مدارسة الآية : [59] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ ..

التفسير :

[59] إن الساعة لآتية لا شك فيها، فأيقنوا بمجيئها، كما أخبرتْ بذلك الرسل، ولكن أكثر الناس لا يُصَدِّقون بمجيئها، ولا يعملون لها.

{ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا} قد أخبرت بها الرسل الذين هم أصدق الخلق ونطقت بها الكتب السماوية، التي جميع أخبارها أعلى مراتب الصدق، وقامت عليها الشواهد المرئية، والآيات الأفقية.{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} مع هذه الأمور، التي توجب كمال التصديق، والإذعان.

ثم أكد- سبحانه- مجيء الساعة في الوقت الذي يختاره- تعالى- فقال: إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها أى: لا ريب ولا شك في مجيئها في الوقت الذي يشاؤه- عز وجل- وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ بذلك لغفلتهم وقصور نظرهم، واستحواذ الشيطان عليهم..

ثم قال : ( إن الساعة لآتية ) أي لكائنة وواقعة ( لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) أي : لا يصدقون بها ، بل يكذبون بوجودها .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا أشهب ، حدثنا مالك ، عن شيخ قديم من أهل اليمن - قدم من ثم - قال : سمعت أن الساعة إذا دنت اشتد البلاء على الناس ، واشتد حر الشمس .

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59)

يقول تعالى ذكره: إن الساعة التي يحيي الله فيها الموتى للثواب والعقاب لجائية أيها الناس لا شكّ في مجيئها; يقول: فأيقنوا بمجيئها, وأنكم مبعوثون من بعد مماتكم, ومجازون بأعمالكم, فتوبوا إلى ربكم ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) يقول: ولكن أكثر قريش لا يصدّقون بمجيئها.

التدبر :

وقفة
[59] ﴿إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ﴾ فماذا أعدَدتَ لها؟
وقفة
[59] ﴿إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا﴾ أكثر الناس لا يؤمنون بلسان المقال وهم الكافرون، أو بلسان الحال وهم الغافلون.
وقفة
[59] ﴿إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا﴾ ثلاثة تأكيدات على يوم القيامة: حرف التأكيد (إِنَّ)، واللام، ونفي الشك عنه، فأي قلوب غافلة احتاجت هذا التأكيد من رب العالمين حتى توقن بيوم الدين؟!
وقفة
[59] ﴿إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا﴾ يقول الناس عن فلان الذي مات: «انتقل إلى مثواه الأخير»، وليس هذا صحيحًا، فالميت سوف يُدعى للحساب، ثم يكون مثواه الأخير: الجنة أو النار.
وقفة
[59] يُقال: أكثر الناس والمجتمعات تفعل هذا! ما الفرق بين من يقول هذا وبين حجة الأمم على الأنبياء؟ والله يبيِّن أن: ﴿أكثر الناس لا يؤمنون﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الساعة: اسمها منصوب بالفتحة. اللام لام التأكيد المزحلقة. آتية خبر «ان» مرفوع بالضمة. أي إنّ يوم القيامة لآت.
  • ﴿ لا رَيْبَ فِيها:
  • نافية للجنس تعمل عمل «ان».ريب: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا. والجملة في محل رفع خبر ثان لأنّ أي لا بد من مجيئها. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر «لا».
  • ﴿ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يُؤْمِنُونَ:
  • أعربت في الآية الكريمة السابعة والخمسين. بمعنى: لا يصدقون بها.'

المتشابهات :

الحجر: 85﴿وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
غافر: 59﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
طه: 15﴿ إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ
الحج: 7﴿وَ أَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّـهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [59] لما قبلها :     ولَمَّا قرَّر اللهُ الدَّليلَ الدَّالَّ على إمكانِ وُجودِ يومِ القيامةِ؛ أخبَرَ هنا أنَّ القيامةَ آتيةٌ بلا شَكٍّ، قال تعالى:
﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [60] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ..

التفسير :

[60] وقال ربكم -أيها العباد-:ادعوني وحدي وخصُّوني بالعبادة أستجب لكم، إن الذين يتكبرون عن إفرادي بالعبودية والألوهية، سيدخلون جهنم صاغرين حقيرين.

هذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم، وتوعد من استكبر عنها فقال:{ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} أي:ذليلين حقيرين، يجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاء على استكبارهم.

ثم أمر- سبحانه- عباده المؤمنين أن يكثروا من التضرع اليه بالدعاء فقال: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ....

أى: وقال ربكم- أيها المؤمنون- تضرعوا إلى بالدعاء، وتقربوا إلى بالطاعات، أستجب لكم، ولا أخيب لكم رجاء.

ولا تنافى بين تفسير الدعاء هنا بالسؤال والتضرع إلى الله- تعالى-، وبين تفسيره بالعبادة، لأن الدعاء هو لون من العبادة، بل هو مخها كما جاء في الحديث الشريف.

والإنسان الذي التزم في دعائه الآداب والشروط المطلوبة، كان دعاؤه جديرا بالإجابة، فقد حكى لنا القرآن الكريم في آيات كثيرة، أن الأنبياء والصالحين، عند ما دعوا الله- تعالى- أجاب لهم دعاءهم، ومن ذلك قوله- تعالى- وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ، فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ .

ثم بين- سبحانه- سوء عاقبة الذين يتكبرون عن طاعة الله وعن دعائه فقال: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ أى: إن الذين يستكبرون عن طاعتي، وعن التقرب إلى بما يرضيني، سيدخلون يوم القيامة نار جهنم حالة كونهم أذلاء صاغرين.

فقوله: داخِرِينَ من الدخور بمعنى الانقياد والخضوع يقال: دخر فلان يدخر دخورا إذا ذل وهان.

هذا، وقد ذكر الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية جملة من الأحاديث التي تتصل بموضوع الدعاء فارجع إليه إن شئت .

ورواه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد .

وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثني أبو مليح المدني - شيخ من أهل المدينة - سمعه عن أبي صالح ، وقال مرة : سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من لم يدع الله ، عز وجل ، غضب عليه " .

تفرد به أحمد ، وهذا إسناد لا بأس به .

وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا مروان الفزاري ، حدثنا صبيح أبو المليح : سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من لا يسأله يغضب عليه " .

قال ابن معين : أبو المليح هذا اسمه : صبيح . كذا قيده بالضم عبد الغني بن سعيد . وأما أبو صالح هذا فهو الخوزي ، سكن شعب الخوز . قاله البزار في مسنده . وكذا وقع في روايته أبو المليح الفارسي ، عن أبي صالح الخوزي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من لا يسأل الله يغضب عليه " .

وقال الحافظ أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي : حدثنا همام ، حدثنا إبراهيم بن الحسن ، حدثنا نائل بن نجيح ، حدثني عائذ بن حبيب ، عن محمد بن سعيد قال : لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري ، وجدنا في ذؤابة سيفه كتابا : " بسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن لربكم في بقية دهركم نفحات ، فتعرضوا له ، لعل دعوة أن توافق رحمة فيسعد بها صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبدا " .

وقوله : ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي ) أي : عن دعائي وتوحيدي ، ( سيدخلون جهنم داخرين ) أي : صاغرين حقيرين ، كما قال الإمام أحمد :

حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان ، حدثني عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر ، في صور الناس ، يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم - يقال له : بولس - تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أبو بكر بن محمد بن يزيد بن خنيس : سمعت أبي يحدث عن وهيب بن الورد : حدثني رجل قال : كنت أسير ذات يوم في أرض الروم ، فسمعت هاتفا من فوق رأس جبل وهو يقول : يا رب ، عجبت لمن عرفك كيف يرجو أحدا غيرك ! يا رب ، عجبت لمن عرفك كيف يطلب حوائجه إلى أحد غيرك - قال : ثم ذهبت ، ثم جاءت الطامة الكبرى - قال : ثم عاد الثانية فقال : يا رب ، عجبت لمن عرفك كيف يتعرض لشيء من سخطك يرضي غيرك . قال وهيب : وهذه الطامة الكبرى . قال : فناديته : أجني أنت أم إنسي ؟ قال : بل إنسي ، اشغل نفسك بما يعنيك عما لا يعنيك .

وقوله: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول تعالى ذكره: ويقول ربكم أيها الناس لكم ادعوني: يقول: اعبدوني وأخلصوا لي العبادة دون من تعبدون من دوني من الأوثان والأصنام وغير ذلك ( أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول: أُجِبْ دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول: وحَّدوني أغفر لكم.

حدثنا عمرو بن عليّ, قال: ثنا عبد الله بن داود, عن الأعمش, عن زرّ, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ" وقرأ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) .

حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن منصور, والأعمش عن زرّ, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال: سمعت النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: " الدُّعاءُ هُوَ العبادَةُ,( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ... الآية.

حدثنا محمد بن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن منصور, عن زرّ, عن يسيع قال أبو موسى: هكذا قال غندر, عن سعيد, عن منصور, عن زرّ, عن يسيع, عن النعمان بن بشير قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إنَّ الدُّعاءَ هُوَ العِبَادَةُ"( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي, قال: ثنا شعبة, عن منصور, عن زر, عن يسيع عن النعمان بن بشير, عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بمثله.

حدثنا الحسن بن عرفة, قال: ثنا يوسف بن العرف الباهلي, عن الحسن بن أبي جعفر, عن محمد بن جحادة, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إنَّ عِبَادَتي دُعائي" ثُم تلا هذه الآية: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) قال: " عَنْ دُعائي".

حدثنا عليّ بن سهل, قال: ثنا مؤمل, قال: ثنا عمارة, عن ثابت, قال: قلت لأنس: يا أبا حمزة أبلغك أن الدعاء نصف العبادة؟ قال: لا بل هو العبادة كلها.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: أخبرنا منصور, عن زر, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ, ثم قرأ هذه الآية ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )".

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا هاشم بن القاسم, عن الأشجعي, قال: قيل لسفيان: ادع الله, قال: إن ترك الذنوب هو الدعاء.

وقوله: ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) يقول: إن الذين يتعظمون عن إفرادي بالعبادة, وإفراد الألوهة لي ( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) بمعنى: صاغرين. وقد دللنا فيما مضى قبل على معنى الدخر بما أغني عن إعادته في هذا الموضع.

وقد قيل: إن معنى قوله ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) : إن الذين يستكبرون عن دعائي.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن الحسين, قال: ثنا أحمد بن المفضل, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) قال: عن دعائي.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( دَاخِرِينَ ) قال: صاغرين.

التدبر :

عمل
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي﴾ كافح التسول لغير الله في قلبك، أبشع المناظر قلوب تمد أيديها لغير الله.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي﴾ يقول لك الكريم من الناس: «إذا عرضت لك حاجة؛ فلا تذهب لأحد غيري»، فما بالك بالله الكريم جل جلاله حين قالها! لا تلق حاجتك بغير بابه.
عمل
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ قال طاووس بن كيسان: «إياك أن تطلب حوائجك ممن أغلق دونك أبوابه، وجعل دونك حُجَّابه، وعليك بمن أمرك أن تسأله، ووعدك الإجابة».
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ليس أبسط ولا أروع ولا أجمل ولا ألطف من هذا الطلب!
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ كان عمر t يقول: «إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء، فإن الإجابة معه»، وكان يقول للصحابة: «لستم تنصرون بكثرة، وإنها تُنصرون من السماء».
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ضُمنَتْ لك الإجَابة، وطُلب منك الدُّعاء، فأحسِن الدُّعاء؛ لِـتَنَالَ الإجابة.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ والله إن ربا طلب من المليارات من عباده أن يسألوه، وأحب ذلك منهم، لرب كريم حري أن يجيب دعوتك.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ادعوني، الجميع بلا استثناء، ادعوني، ما تريدون بدون حصر ادعون، في كل وقت بلا توقف.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ اﻵن، ﻻحقًا، بعد سنة، ﻻ يهم! لقد وعدك باﻹجابة، ما عليك إﻻ أن توجه النداء وستجد صداه بإذن الله.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ من يسألني فأُعطيه، سهامُ الليل تبدّل الحزن فرحًا، والشقاء سعادة، والظلم عدلًا، والفقـر غِنى، والمرض شفـاء.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ما أمرك أن تدعوه، إلا ليستجيب لك!
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ من فنون الدعاء التي لا ترد: أ. أن يعرض المسلم حاله وفقره وذله وقلة حيلته وحاجته ومسكنته وعجزه وضعفه على الله. ب. أن تكون هيئة الداعي توحي بالفقر والسؤال، فيمد يديه أمام وجهه كالمسكين الذي يسترحم مولاه. جـ. أن يختار من ألفاظ الثناء على الله ما يناسبه جلاله وعظمته ورحمته وغناه وكماله وسعة علمه وقوته وحلمه وقدرته وحكمته وفضله. د. أن يختار من ألفاظ المسألة ما يناسب فقره وعبوديته وخطيئته وذنبه وظلمه لنفسه وجهله وغروره وغفلته وعلى قدرها يكون التذلل. فمن جمع هذه الآداب؛ فلن تخطئ له دعوة ثقة بالله.
عمل
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ بدون حروف عطف، بدون حروف جر، بدون كلمات في المنتصف! (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ) هكذا! ربنا رحيم جدًا ادعه؛ ستُستجاب دعواتك.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء: أن يستعجل العبد، ويستبطئ الإجابة، فيستحسر، ويدع الدعاء.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ إنه ربنا جميعًا رب المذنبين والمقصرين والمجرمين، كل من ربه الله مدعو الدعاء موعود بالإجابه.
وقفة
[60] ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم﴾ ليس بيدك تسيير الأقدارِ كما تشاء، ولكنّك تملك الدعـاء.
تفاعل
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ اللهمَّ إني أسالك توفيقًا في طريقي، وراحه في نفسي، وتيسيرًا لأمري.
وقفة
[60] ﴿‏وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ‏تذكرت ما جماع الخير، فإذا الخير كثير: الصوم، والصلاة ...‏، وإذا هو بيد الله عز وجل، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله عز وجل إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير: الدعاء.
وقفة
[60] مسكين من ظن الدعاء سلاح العاجز؛ إذ العاجز لا يملك سلاحًا، بل هو سلاح المؤمن يحد شفرته في الليل ليرى أثره في النهار ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وقفة
[60] المؤمن موعود من الله تعالى بالإجابة إن هو دعا مولاه ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وقفة
[60] ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﻜﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻤﻮﻣﻨﺎ؛ ﻓﻬﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺘﺎﺭ ﺟﻴﺪًﺍ ﻣﻦ (ﻳُﺮﻳﺪ) ﺳﻤﺎﻋﻨﺎ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وقفة
[60] ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي﴾ من علامات الكبر قلة دعاء الله، فدعاء الخالق يكسر النفس فتتواضع للمخلوق.
وقفة
[60] ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ كان سفيان الثوري يقول: «يا من أَحَبُ عباده إليه من سأله فأكثر سؤاله، ويا من أَبغَضُ عباده إليه من لم يسأله، وليس أحد كذلك غيرك يا رب»، وفي هذا المعنى يقول الشاعر: الله يغضبُ إن تركت سؤاله ... وبُنَيّ آدم حين يُسْأَلُ يَغْضَبُ.
عمل
[60] أكثر اليوم من الدعاء حتى لا تكون من المستكبرين عن عبادة الله ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ لن يخيب أبدًا من عرف طريق الدعاء، والإلحاح على الله والتضرع في النداء.
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ البداية منك، وعلى الله إتمامها.
تفاعل
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ اللهم ﻻ تدع لنا حاجة إﻻ قضيتها، وﻻ همًا إﻻ أزحته، وﻻ كربًا إﻻ نفسته، واشرح صدورنا واكتبنا من الموفقين.
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ يقول بلال بن رباح t: «إذا أطلق الله لسانك بالدعاء؛ فاعلم أنه يريد إعطاءك ما تشاء، مهما عز مرادك وعظم مطلبك».
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ فيتحرى المؤمن الدعوات الطيبة الجامعة في ليله، ونهاره، وآخر الصلاة، وفي السجود، وعند الإفطار، وعند السحور.
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ كُل مُبتلى يملك مفتاحًا يفتح به كُل باب مغلق مهما أشتد اغلاقه، فأعمل بمفتاح الدعاء، تفتح به أبواب الفرج من كل بلاء!
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ وعدٌ وإن طال الأمد! فليرتوي بـالدعاء قلبك الوجل، سترى حلمك واقعًا وزهرًا نابتًا.
لمسة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ لم يحدد نوع الدعاء ولا حجم الطلب! فقط أدعوه وأنتم واثقون بالعطاء.
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ من أكبر علامات حسن ظنك بالله: استمرارك في الدعاء، ولو تأخرت الإجابة، وعد وإن طال الأمد.
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ لو لم تُرِدْ نيلَ ما أرجو وأطلُبه ... مِن جودِ كفِّك ما عوَّدتَني الطلبا.
وقفة
[60] ﴿ادعوني أستجب لكم﴾ قال ابن حجر: «كلُ داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوع الإجابة، فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارةً بعِوَضِه».
عمل
[60] ﴿ادعوني أستجب لكم﴾ لا تحمل هم الاجابة؛ لأن الكريم قد وعد.
اسقاط
[60] ﴿ادعوني أستجب لكم﴾ سبحانه ما أكرمه! أمر بالدعاء وتكفل بالإجابة، فماذا تنتظر؟!
وقفة
[60] ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ البداية منك، وعلى الله إتمامها.
وقفة
[60] صدق وعده: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: 62]، ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
وقفة
[60] يَطرُقون أبواب البشر، ويريقون ماءَ وجوهِهم بالسؤالِ، أليسَ لهم ربٌّ يقولُ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، ما أمَرَكَ أن تدعُوه، إلا ليستجيبَ لك.
وقفة
[60] السعادة عبارة عن دعاء صادق، ينبع من قلبك ليصل ربك على يقين بقول الله تعالى ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾..
وقفة
[60] من أُلهِم الدعاء فقد أريد به الإجابة؛ فإن الله سبحانه يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، وقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
وقفة
[60] إن أُغلِق دونك باب من أبواب الرزق؛ فتذكَّر أن خزائن السماوات والأرض تُفتَّحُ بالدُّعاء ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وقفة
[60] ﴿ادعوني استجب لكم﴾ الدعاء عام لكل شيء، ادعوا الله ما في نفوسكم.
وقفة
[60] السعادة عبارة عن دعاء صادق، ينبع من قلبك، ليصل ربك، على يقين بقول الله تعالى: ﴿أدعوني أستجب لكم﴾.
وقفة
[60] إذا قرأت: ﴿أليس الله بكاف عبده﴾ [الزمر: 36] فـكل المخاوف تتبدد، وإذا قرأت: ﴿ادعوني استجب لكم﴾ فكل الأحلام تتجدد.
عمل
[60] الدعاء من أعظم العمل الصالح في العشر، والدعاء هو العبادة، فاجمع همومك وهموم أمتك، وبث شكواك إلى ربك بإلحاح ويقين وأبشر: ﴿ادعوني أستجب لكم﴾.
وقفة
[60] ﴿ادعوني استجب لكم﴾ قال ابن القيم: «من أُلهم الدعاء فقد أريد له الإجابة؛ الله أكرم مِن أن يختصك بطول الوقوف عند بابه، ثم يتخلى عنك».
وقفة
[60] أربعة وعود ربَّانية: قال الله تعالى: ١- ﴿لئِن شكرتُم لأزيدنّكُم﴾ [إبراهيم: 7]، ٢- ﴿فاذكروني أذكُرُكُم﴾ [البقرة: 152]، ٣- ﴿ادعوني أستجب لكُم﴾، ٤- ﴿وماكان اللهُ معذبهُم وهم يستغفرون﴾ [الأنفال: 33]؛ فطوبى لمن شكر، وذكر، ودعا، واستغفر.
وقفة
[60] حينما تتحطمُ معنويًّا، وتفقِد الأمَلَ في شيء أردته؛ فاعلم أنَّ كلَّ الآمالِ تَتجدد حِينما تقرأ قول الله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وقفة
[60] ﴿ادْعُوني أسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عبَادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهنمَ دَاخرينَ﴾ ‏الدعاء هو إظهار العبد افتقاره إلى الله عز وجل، واستغاثته به، واعتماده عليه، فهو في الحقيقة يمثل حقيقة العبودية.
وقفة
[60] ﴿أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ أصدق وعد، فكيف عنه ننام؟!
وقفة
[60] دخول الدعاء في مفهوم العبادة التي لا تصرف إلا إلى الله؛ لأن الدعاء هو عين العبادة ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾.
وقفة
[60] ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ أي: ذليلين حقيرين؛ يجتمع عليهم العذاب والإهانة؛ جزاء على استكبارهم.
تفاعل
[60] ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
عمل
[60] اعمل اليوم عملًا تظهر فيه الذل لربك ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
وقفة
[60] ﴿سيدخلون جهنم داخرين﴾، ﴿ادخلا النار مع الداخلين﴾ [التحريم: 10] كلا الفريقين سيدخلون النار عياذًا بالله، الدخور: هو دخول بذل وإهانة، ذلك أن الذين في غافر استكبروا في الدنيا عن عبادة الله، فجزاء لهم سيدخلون جهنم (داخرين)، أمَّا ما جاء في التحريم فهو (دخول) لجهنم فحسب.

الإعراب :

  • ﴿ وَقالَ رَبُّكُمُ:
  • الواو: استئنافية. قال: فعل ماض مبني على الفتح. ربكم: فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ ادْعُونِي:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب مفعول به-مقول القول-وهي فعل أمر مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها. والياء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. بمعنى اعبدوني لأن الدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن الكريم ويدل عليه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي» ويجوز أن يراد الدعاء والاستجابة على ظاهرهما ويراد بعبادتي دعائي لأن الدعاء باب من العبادة ومن أفضل أبوابها. قال ابن عباس: العبادة: الدعاء.
  • ﴿ أَسْتَجِبْ لَكُمْ:
  • فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. لكم: جار ومجرور متعلق باستجب والميم علامة جمع الذكور. بمعنى: إن تسألوني ما تريدون أو إن تعبدوني أجبكم. وحذفت ياء-استجيب-لالتقاء الساكنين.
  • ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي:
  • تعرب إعراب إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ» في الآية السادسة والخمسين.
  • ﴿ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «ان» السين: حرف-تسويف-يدخلون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. جهنم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة.
  • ﴿ داخِرِينَ:
  • حال من ضمير «يدخلون» منصوبة وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: صاغرين ذليلين. وأصله: سيدخلون إلى جهنم فحذف الجار وأوصل الفعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [60] لما قبلها :     وبعد أن أخبَرَ اللهُ أنَّ القيامةَ آتيةٌ بلا شَكٍّ، وكان المرء لا ينتفِعُ في يومِ القيامةِ إلَّا بطاعةِ اللهِ؛ ولَمَّا كان أشرَفُ أنواعِ الطَّاعاتِ الدُّعاءَ والتَّضَرُّعَ؛ لا جَرَمَ أمَرَ اللهُ تعالى به هنا، قال تعالى:
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سيدخلون:
1- مبنيا للفاعل، وهى قراءة جمهور السبعة، والحسن، وشيبة.
وقرئ:
2- مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على، وابن كثير، وأبى جعفر.

مدارسة الآية : [61] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ ..

التفسير :

[61] الله وحده هو الذي جعل لكم الليل؛ لتسكنوا فيه وتحققوا راحتكم، والنهار مضيئاً؛ لتُصَرِّفوا فيه أمور معاشكم. إن الله لذو فضل عظيم على الناس، ولكن أكثرهم لا يشكرون له بالطاعة وإخلاص العبادة.

تدبر هذه الآيات الكريمات، الدالة على سعة رحمة الله تعالى وجزيل فضله، ووجوب شكره، وكمال قدرته، وعظيم سلطانه، وسعة ملكه، وعموم خلقه لجميع الأشياء، وكمال حياته، واتصافه بالحمد على كل ما اتصف به من الصفات الكاملة، وما فعله من الأفعال الحسنة، وتمام ربوبيته، وانفراده فيها، وأن جميع التدبير في العالم العلوي والسفلي في ماضي الأوقات وحاضرها، ومستقبلها بيد الله تعالى، ليس لأحد من الأمر شىء، ولا من القدرة شيء، فينتج من ذلك، أنه تعالى المألوه المعبود وحده، الذي لا يستحق أحد من العبودية شيئًا، كما لم يستحق من الربوبية شيئًا، وينتج من ذلك، امتلاء القلوب بمعرفة الله تعالى ومحبته وخوفه ورجائه، وهذان الأمران -وهما معرفته وعبادته- هما اللذان خلق الله الخلق لأجلهما، وهما الغاية المقصودة منه تعالى لعباده، وهما الموصلان إلى كل خير وفلاح وصلاح، وسعادة دنيوية وأخروية، وهما اللذان هما أشرف عطايا الكريم لعباده، وهما أشرف اللذات على الإطلاق، وهما اللذان إن فاتا، فات كل خير، وحضر كل شر.

فنسأله تعالى أن يملأ قلوبنا بمعرفته ومحبته، وأن يجعل حركاتنا الباطنة والظاهرة، خالصة لوجهه، تابعة لأمره، إنه لا يتعاظمه سؤال، ولا يحفيه نوال.

فقوله تعالى:{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ} أي:لأجلكم جعل الله الليل مظلمًا،{ لِتَسْكُنُوا فِيهِ} من حركاتكم، التي لو استمرت لضرت، فتأوون إلى فرشكم، ويلقي الله عليكم النوم الذي يستريح به القلب والبدن، وهو من ضروريات الآدمي لا يعيش بدونه، ويسكن أيضًا، كل حبيب إلى حبيبه، ويجتمع الفكر، وتقل الشواغل.

{ و} جعل تعالى{ النَّهَارَ مُبْصِرًا} منيرًا بالشمس المستمرة في الفلك، فتقومون من فرشكم إلى أشغالكم الدينية والدنيوية، هذا لذكره وقراءته، وهذا لصلاته، وهذا لطلبه العلم ودراسته، وهذا لبيعه وشرائه، وهذا لبنائه أو حدادته، أو نحوها من الصناعات، وهذا لسفره برًا وبحرًا، وهذا لفلاحته، وهذا لتصليح حيواناته.

{ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ} أي:عظيم، كما يدل عليه التنكير{ عَلَى النَّاسِ} حيث أنعم عليهم بهذه النعم وغيرها، وصرف عنهم النقم، وهذا يوجب عليهم، تمام شكره وذكره،{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} بسبب جهلهم وظلمهم.{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} الذين يقرون بنعمة ربهم، ويخضعون للّه، ويحبونه، ويصرفونها في طاعة مولاهم ورضاه.

وبعد أن بين- سبحانه- مصير الذين يستكبرون عن عبادته، أتبع ذلك ببيان ألوان من النعم التي أنعم بها على عباده، كنعمة السماء والأرض، ونعمة خلق الإنسان ورزقه من الطيبات، ونعمة الليل والنهار.. فقال- تعالى-:

فقوله- تعالى-: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً بيان لنعمتي الليل والنهار اللتين أنعم بهما- سبحانه- على الناس.

أى: الله- تعالى- هو وحده الذي جعل لكم- أيها الناس- الليل لتسكنوا فيه، وتستريحوا من عناء العمل بالنهار وهيأه لهذه الاستراحة بأن جعله مظلما ساكنا ...

وجعل لكم بقدرته وفضله النهار مبصرا، أى: جعله مضيئا مسفرا، بحيث تبصرون فيه ما تريدون إبصاره من الأشياء المتنوعة.

قال صاحب الكشاف: قوله: مُبْصِراً هو من الإسناد المجازى لأن الإبصار في الحقيقة لأهل النهار.

فإن قلت: لم قرن الليل بالمفعول له، والنهار بالحال؟ وهلا كانا حالين أو مفعولا لهما.

فيراعى حق المقابلة؟

قلت: هما متقابلان من حيث المعنى، لأن كل واحد منهما يؤدى مؤدى الآخر، ولأنه لو قال: لتبصروا فيه فاتت الفصاحة التي في الإسناد المجازى، ولو قيل: ساكنا- والليل يجوز أن يوصف بالسكون على الحقيقة، الا ترى إلى قولهم: ليل ساج وساكن لا ريح فيه- لم تتميز الحقيقة من المجاز .

وقوله: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ بيان لموقف أكثر الناس من نعم الله- تعالى- عليهم.

أى: إن الله- تعالى- لصاحب فضل عظيم على الناس جميعا، ولكن أكثرهم لا يشكرونه على آلائه ونعمه، لغفلتهم وجهلهم واستيلاء الأهواء والشهوات عليهم.

وقال- سبحانه- لَذُو فَضْلٍ بالتنكير للإشعار بأنه فضل لا تحيط به عبارة أو وصف.

يقول تعالى ممتنا على خلقه ، بما جعل لهم من الليل الذي يسكنون فيه ويستريحون من حركات ترددهم في المعايش بالنهار ، وجعل النهار مبصرا ، أي : مضيئا ، ليتصرفوا فيه بالأسفار ، وقطع الأقطار ، والتمكن من الصناعات ، ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) أي : لا يقومون بشكر نعم الله عليهم .

القول في تأويل قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61)

يقول تعالى ذكره: الله الذي لا تصلح الألوهة إلا له, ولا تنبغي العبادة لغيره, الذي صفته أنه جعل لكم أيها الناس الليل سكنا لتسكنوا فيه, فتهدءوا من التصرّف والاضطراب للمعاش, والأسباب التي كنتم تتصرفون فيها في نهاركم ( وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) يقول: وجعل النهار مبصرا من اضطرب فيه لمعاشه, وطلب حاجاته, نعمة منه بذلك عليكم ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ) يقول: إن إلله لمتفضل عليكم أيها الناس بما لا كفء له من الفضل ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ) يقول: ولكن أكثرهم لا يشكرونه بالطاعة له, وإخلاص الألوهة والعبادة له, ولا يد تقدمت له عنده استوجب بها منه الشكر عليها.

التدبر :

عمل
[61] نم هذه الليلة مبكرًا، واستيقظ مبكرًا؛ حتى تكون موافقًا للطبيعة والفطرة التي خلقك الله عليها ﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾.
وقفة
[61] بيان إنعام الله وإفضاله، والمطالبة بشكر الله تعالى ﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾.
عمل
[61] ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ قل الآن: اللهم اجعلني وأحبتي من عبادك الأقلين.
وقفة
[61] ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ نعم الله تقتضي من العباد الشكر.
وقفة
‏[61] ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ نعم الله تحط بنا من كل صوب لكن بصيرتنا ﻻ تراها!‏ النعمة إن دامت جهلت.
وقفة
‏[61] ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ بيانُ إنعامِ اللهِ وإفضالِه والمُطالبةُ بشكرِه تعالى.
وقفة
[61] الإسلام نعمة تمناها إبراهيم لأبيه، ونوح لولده، ومحمد عليه الصلاة والسلام لعمه، وأنعم الله بها علينا بلا سؤال ولا تمني؛ فهل استشعرنا هذه النعمة؟! ﴿إنَّ الله لذُو فَضْلٍ علَى النَّاسِ ‏ولكنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرون﴾.
وقفة
[61] ﴿وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ أكثر الناس لا يشكرون نعم الله وفضائله عليهم؛ فكيف يشكرون غيرهم من الناس إن كانوا لله لا يشكرون؟
وقفة
[61] ﴿ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [57]، ﴿ولكن أكثر الناس لا يؤمنون﴾ [59]، ﴿ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾ جميعها في غافر، الأولى: لا يعلمون بعظمة هذا الخلق، والثانية: لا يؤمنون بإتيان وقيام الساعة فهم منكرون لها، والثالثة: لا يشكرون فضل الله عليهم ونعمته الظاهرة والباطنة.
عمل
[61] ولكن أكثر الناس: ﴿لا يعلمون﴾ [57]، ﴿لا يؤمنون﴾ [59]، ﴿لا يشكرون﴾ احذر أن تكون منهم، اللهم اجعلنا من القليل العالم المؤمن الشاكر.
وقفة
[61] ﴿لَخَلْقُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ أكبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أكثَر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [57] أي: أنَّ خلق الأصغر أسهلُ من خلق الأكبر، ثم قال ﴿لا يؤمنون﴾ [59] أي بالبعث، ثم قال ﴿لا يشكرون﴾ أي الله على فضله، فختم كل آيةٍ بما اقتضاه أولها.

الإعراب :

  • ﴿ اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً:
  • أعربت في الآية الكريمة السابعة والستين من سورة يونس.
  • ﴿ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. اللام لام التوكيد -المزحلقة-.ذو: خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه من الاسماء الخمسة وهو مضاف. فضل: مضاف اليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. على الناس: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لفضل.
  • ﴿ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ:
  • اعربت في الآية الكريمة السابعة والخمسين. اي لا يشكرون هذه النعم. فحذف المفعول اختصارا ولأنه معلوم.'

المتشابهات :

القصص: 73﴿وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
يونس: 67﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
غافر: 61﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     وبعد أن أمرَ اللهُ بالدعاء والعبادة؛ ذكرَ هنا جملةً من الأدلةِ على وحدانيةِ الله، وانفرادهِ بالخلق، مما يوجب استحقاقه للعبادة: ١- تعاقبُ الليلِ والنهارِ، قال تعالى:
﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [62] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ ..

التفسير :

[62] الذي أنعم عليكم بهذه النعم إنما هو ربكم خالق الأشياء كلها، لا إله يستحق العبادة غيره، فكيف تعدلون عن الإيمان به، وتعبدون غيره من الأوثان، بعد أن تبينت لكم دلائله؟

{ ذَلِكُمُ} الذي فعل ما فعل{ اللَّهُ رَبُّكُمْ} أي:المنفرد بالإلهية، والمنفرد بالربوبية، لأن انفراده بهذه النعم، من ربوبيته، وإيجابها للشكر، من ألوهيته،{ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} تقرير أنه المستحق للعبادة وحده، لا شريك له،{ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} تقرير لربوبيته.

ثم صرح بالأمر بعبادته فقال:{ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} أي:كيف تصرفون عن عبادته، وحده لا شريك له، بعد ما أبان لكم الدليل، وأنار لكم السبيل؟"

واسم الإشارة في قوله- تعالى-: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ..

يعود إلى من سبقت صفاته ونعمه وهو الله- عز وجل-.

وذلِكُمُ مبتدأ، وما بعده أخبار متعددة.

أى: ذلكم الذي أعطاكم من النعم ما أعطاكم هو الله- تعالى- ربكم خالق كل شيء في هذا الوجود. لا إله إلا هو في هذا الكون..

وقوله- تعالى-: فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ تعجيب من انصرافهم- بعد هذه النعم- عن الحق إلى الباطل، وعن الشكران إلى الكفران.

أى: فكيف تنقلبون عن عبادته- سبحانه- إلى عبادة غيره، مع أنه- عز وجل- هو الخالق لكل شيء، وهو صاحب تلك النعم التي تتمتعون بها.

ثم قال : ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو ) أي : الذي فعل هذه الأشياء هو الله الواحد الأحد ، خالق الأشياء ، الذي لا إله غيره ، ولا رب سواه ، ( فأنى تؤفكون ) أي : فكيف تعبدون غيره من الأصنام ، التي لا تخلق شيئا ، بل هي مخلوقة منحوتة .

القول في تأويل قوله تعالى : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62)

يقول تعالى ذكره: الذي فعل هذه الأفعال, وأنعم عليكم هذه النعم أيها الناس, الله مالككم ومصلح أموركم, وهو خالقكم وخالق كلّ شيء ( لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) يقول: لا معبود تصلح له العبادة غيره,( فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) يقول: فأي وجه تأخذون, وإلى أين تذهبون عنه, فتعبدون سواه؟.

التدبر :

وقفة
[62] ﴿ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ كل شيء تحت سيطرته، فالضيق هو من يملك مفاتيح فرجه، والمرض بيده وحده شفاءه، فعلقوا قلوبكم بمن يملك كل شيء.
وقفة
[62] ﴿ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ سبحانه خالق الفرح والفرج.
عمل
[62] ﴿ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ يخلق الله الأسباب من عدم، فلا تيأس إذا زاد عليك الغمُّ.

الإعراب :

  • ﴿ ذلِكُمُ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد. الكاف للخطاب والميم علامة الجمع والاشارة بمعنى: المعلوم المتميز بالأفعال الخاصة التي لا يشاركها فيها احد هو الله.
  • ﴿ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ:
  • لفظ‍ الجلالة: خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو. وجملة «هو الله» في محل رفع خبر «ذلكم».ربكم: خبر ثان مرفوع بالضمة.والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالإضافة. خالق: خبر ثالث مرفوع بالضمة. وهي اخبار مترادفة اي هو الجامع لهذه الاوصاف من الالهية والربوبية وخلق كل شيء وإنشائه وهو الواحد الاحد لا ثاني له. والميم في كلمة «ربكم» علامة جمع الذكور.
  • ﴿ كُلِّ شَيْءٍ:
  • مضاف اليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. شيء: مضاف اليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. بمعنى: خالق كل شيء من العدم.
  • ﴿ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ:
  • اعربت في الآية الكريمة الثالثة من سورة «فاطر».'

المتشابهات :

الأنعام: 102﴿ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ
غافر: 62﴿ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ
الرعد: 16﴿قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
الزمر: 62﴿اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     ٢- خلقُ الأشياءِ، قال تعالى:
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

خالق:
1- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالنصب، وهى قراءة زيد بن على.
تؤفكون:
1- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بياء الغيبة، وهى قراءة طلحة، فى رواية.

مدارسة الآية : [63] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ ..

التفسير :

[63] كما كذَّبتم بالحق –يا كفار قريش- وأعرضتم عنه إلى الباطل، يُصرف عن الحق والإيمان به الذين كانوا بحجج الله وأدلته يجحدون.

{ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} أي:عقوبة على جحدهم لآيات الله، وتعديهم على رسله، صرفوا عن التوحيد والإخلاص، كما قال تعالى:{ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}

وقوله- تعالى-: كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ بيان لحال الذين وقفوا من نعم الله- تعالى- موقف الجحود والكفران.

ويؤفك هنا: بمعنى القلب والصرف عن الشيء، من الأفك- بالفتح- مصدر أفكه عن الشيء بمعنى صرفه عنه- وبابه ضرب- ومنه قوله- تعالى-: قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا ... أى: لتصرفنا عن عبادتها.

والمعنى: مثل ذلك الصرف العجيب من الحق إلى الباطل، ينصرف وينقلب كل أولئك الذين انتكست عقولهم، والذين كانوا بآياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا يجحدون ويكفرون.

وقوله : ( كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون ) أي : كما ضل هؤلاء بعبادة غير الله ، كذلك أفك الذين من قبلهم ، فعبدوا غيره بلا دليل ولا برهان بل بمجرد الجهل والهوى ، وجحدوا حجج الله وآياته .

وقوله: ( كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) يقول: كذهابكم عنه أيها القوم, وانصرافكم عن الحقّ إلى الباطل, والرشد إلى الضلال, ذهب عنه الذين كانوا من قبلكم من الأمم بآيات الله, يعني: بحجج الله وأدلته يكذّبون فلا يؤمنون; يقول: فسلكتم أنتم معشر قريش مسلكهم, وركبتم محجتهم في الضلال.

التدبر :

وقفة
[63] ﴿كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ الذنوب سبب لانصراف القلوب عن الحق، فالضلال اختيار العبد لا إجبار من الرب.

الإعراب :

  • ﴿ كَذلِكَ:
  • الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب نائب عن المفعول المطلق-المصدر-بمعنى: مثل هذا الإفك يؤفك الكافرون. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة اللام للبعد والكاف حرف خطاب.
  • ﴿ يُؤْفَكُ الَّذِينَ:
  • فعل مضارع مرفوع مبني للمجهولة مرفوع بالضمة. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل.
  • ﴿ كانُوا:
  • الجملة الفعلية مع خبرها: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة.
  • ﴿ بِآياتِ اللهِ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «كان».الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة.
  • ﴿ يَجْحَدُونَ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب خبر «كانوا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى يكفرون بآيات الله.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     وبعد التعجب من انصرافهم من الحقِّ إلى الباطل؛ ذكرَ اللهُ هنا أن هؤلاء ليسوا ببدع في الأمم قبلهم، بل قد سبقهم إلى هذا خلق كثير، قال تعالى:
﴿ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [64] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ..

التفسير :

[64] الله الذي جعل لكم الأرض؛ لتستقروا فيها، ويسَّر لكم الإقامة عليها، وجعل السماء سقفاً للأرض، وبثَّ فيها من العلامات الهادية، وخلقكم في أكمل هيئة وأحسن تقويم، وأنعم عليكم بحلال الرزق ولذيذ المطاعم والمشارب، ذلكم الذي أنعم عليكم بهذه النعم هو ربكم، فتكاث

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا} أي:قارة ساكنة، مهيأة لكل مصالحكم، تتمكنون من حرثها وغرسها، والبناء عليها، والسفر، والإقامة فيها.

{ وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} سقفًا للأرض، التي أنتم فيها، قد جعل الله فيها ما تنتفعون به من الأنوار والعلامات، التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر،{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} فليس في جنس الحيوانات، أحسن صورة من بني آدم، كما قال تعالى:{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}

وإذا أردت أن تعرف حسن الآدمي وكمال حكمة الله تعالى فيه، فانظر إليه، عضوًا عضوًا، هل تجد عضوًا من أعضائه، يليق به، ويصلح أن يكون في غير محله؟ وانظر أيضًا، إلى الميل الذي في القلوب، بعضهم لبعض، هل تجد ذلك في غير الآدمين؟ وانظر إلى ما خصه الله به من العقل والإيمان، والمحبة والمعرفة، التي هي أحسن الأخلاق المناسبة لأجمل الصور.

{ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} وهذا شامل لكل طيب، من مأكل، ومشرب، ومنكح، وملبس، ومنظر، ومسمع، وغير ذلك، من الطيبات التي يسرها الله لعباده، ويسر لهم أسبابها، ومنعهم من الخبائث، التي تضادها، وتضر أبدانهم، وقلوبهم، وأديانهم،{ ذَلِكُمُ} الذي دبر الأمور، وأنعم عليكم بهذه النعم{ اللَّهُ رَبُّكُمْ}{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} أي:تعاظم، وكثر خيره وإحسانه، المربي جميع العالمين بنعمه.

وبعد أن بين- سبحانه- مظاهر نعمه عن طريق الزمان- الليل والنهار- أتبع ذلك ببيان نعمه عن طريق المكان- الأرض والسماء- فقال: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً أى: جعل لكم الأرض مكانا لاستقراركم عليها، والسعى فيها.

وَالسَّماءَ بِناءً أى: وجعل لكم السماء بمنزلة القبة المبنية المضروبة فوق رءوسكم، فأنتم ترونها بأعينكم مرفوعة فوقكم بغير عمد.

قال الآلوسى قوله: وَالسَّماءَ بِناءً أى: قبة، ومنه أبنية العرب لقبابهم التي تضرب.

وإطلاق ذلك على السماء على سبيل التشبيه، وهو تشبيه بليغ. وفيه إشارة لكرويتها. وهذا بيان لفضله- تعالى- المتعلق بالمكان بعد بيان فضله المتعلق بالزمان .

وقوله: وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ بيان لفضله- تعالى- المتعلق بذواتهم.

أى: جعل لكم الأرض مستقرا، والسماء بناء، وصور أشكالكم في أحسن تقويم. وأجمل هيئة. كما قال- تعالى-: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ.

وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أى: ورزقكم من الرزق الطيب الحلال المستلذ.

ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ أى: ذلكم الذي أعطاكم تلك النعم المتعلقة بزمانكم. ومكانكم. وذواتكم. ومطعمكم ومشربكم. هو الله ربكم الذي تولاكم بتربيته ورعايته في جميع أطوار حياتكم. فتبارك الله- تعالى- وتعاظم في ذاته وفي صفاته. فهو رب العالمين ومالك أمرهم.

وقوله : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا ) أي : جعلها مستقرا لكم ، بساطا مهادا تعيشون عليها ، وتتصرفون فيها ، وتمشون في مناكبها ، وأرساها بالجبال لئلا تميد بكم ، ( والسماء بناء ) أي : سقفا للعالم محفوظا ، ( وصوركم فأحسن صوركم ) أي : فخلقكم في أحسن الأشكال ، ومنحكم أكمل الصور في أحسن تقويم ، ( ورزقكم من الطيبات ) أي : من المآكل والمشارب في الدنيا . فذكر أنه خلق الدار ، والسكان ، والأرزاق - فهو الخالق الرازق ، كما قال في سورة البقرة : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون . الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) [ البقرة : 21 ، 20 ] وقال هاهنا بعد خلق هذه الأشياء : ( ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين ) أي : فتعالى وتقدس وتنزه رب العالمين كلهم .

القول في تأويل قوله تعالى : اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)

يقول تعالى ذكره: ( اللهُ ) الذي له الألوهة خالصة أيها الناس ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ ) التي أنتم على ظهرها سكان ( قَرَارًا ) تستقرون عليها, وتسكنون فوقها,( وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ) : بناها فرفعها فوقكم بغير عمد ترونها لمصالحكم, وقوام دنياكم إلى بلوغ آجالكم ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) يقول: وخلقكم فأحسن خلقكم ( وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ) يقول: ورزقكم من حلال الرزق, ولذيذات المطاعم والمشارب. وقوله: ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ) يقول تعالى ذكره: فالذي فعل هذه الأفعال, وأنعم عليكم أيها الناس هذه النعم, هو الله الذي لا تنبغي الألوهة إلا له, وربكم الذي لا تصلح الربوبية لغيره, لا الذي لا ينفع ولا يضر, ولا يخلق ولا يرزق ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) يقول: فتبارك الله مالك جميع الخلق جنهم وإنسهم, وسائر أجناس الخلق غيرهم .

التدبر :

وقفة
[64] ﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ ولمَّا كان المقصود الأول من هذه الآية الامتنان -كما دل عليه قوله: (لكم)- قُدمت الأرض على السماء؛ لأن الانتفاع بها محسوس، وذكرت السماء بعدها كما يستحضر الشيء بضده.
وقفة
[64] ﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ تعرّف إليكم بكل طريق وأرشدكم إلى محبته بكل سبيل، فهنا خمس آيات: اثنتان من آيات الآفاق: الأرض والسماء، وثلاث من آيات النفس: حدوث التصوير، وحسن هذا التصوير، ورزقها من الطيبات.
وقفة
[64] ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ قال مقاتل: «خلقكم فأحسن خلقكم»، قال ابن عباس: «خلق ابن آدم قائمًا معتدلا يأكل ويتناول بيده، وغير ابن آدم يتناول بفيه».
عمل
[64] ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ ارضَ بخلقتك وشكلك؛ فالله هو الذي سواك وأحسن صورتك.
عمل
[64] ﴿وَصَوَّرَكُم فَأَحسَنَ صُوَرَكُم ﴾ لذا لا يليق بأحد أن يسخر من أى من خلقه سبحانه وتعالى، فكل يُسرَ لما خُلق له.
وقفة
[64] ﴿وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ يعني: المستلذات؛ لأنه جاء ذكر الطيبات في معرض الإنعام، فيراد به المستلذات، وإذا جاء في معرض التحليل والتحريم فيراد به الحلال والحرام.
وقفة
[64] ﴿وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ ﴾ ومن غيره سبحانه الذى يرزقك بالطيب من كل شئ؟!
لمسة
[64] ﴿وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ ﴾ الفعل فى الزمن الماضى؛ لأنه مسجل فى اللوح المحفوظ من قبل أن تولد.
تفاعل
[64] ﴿وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ سَل الله من فضله الآن.
تفاعل
[64] ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ سَبِّح الله الآن.
وقفة
[64] ﴿تبارك﴾ هذه لفظة لا تستعمل إلا لله، ولا تستعمل إلا بلفظ الماضي.

الإعراب :

  • ﴿ اللهُ الَّذِي:
  • لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو. وجملة «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ «الله».
  • ﴿ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. جعل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. لكم: جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور. الارض قرارا: مفعولا «جعل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة على معنى «صير» أما على معنى «خلق» فتكون «الارض» مفعولها و «قرارا» حالا بمعنى مكانا تستقرون عليه.
  • ﴿ وَالسَّماءَ بِناءً:
  • معطوفة بالواو على الْأَرْضَ قَراراً» وتعرب اعرابها بمعنى غطاء اقامه فوقكم.
  • ﴿ وَصَوَّرَكُمْ:
  • معطوفة بالواو على «جعل» وتعرب اعرابها الكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ:
  • معطوفة بالفاء على «صور» وتعرب اعرابها. صوركم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة الجمع.
  • ﴿ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ:
  • تعرب اعراب «وصوركم».من الطيبات: جار ومجرور متعلق برزقكم. ويجوز أن تكون «من» تبعيضية دلت على المفعول الثاني للفعل «رزق» بمعنى بعض اللذائذ.
  • ﴿ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ:
  • اعربت في الآية الكريمة الثانية والستين.
  • ﴿ فَتَبارَكَ اللهُ:
  • الفاء استئنافية. تبارك: فعل ماض مبني على الفتح. الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
  • ﴿ رَبُّ الْعالَمِينَ:
  • صفة-نعت-او بدل من لفظ‍ الجلالة مرفوع بالضمة. العالمين: مضاف اليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

البقرة: 22﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ
غافر: 64﴿اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     ٣، ٤- جعلُ الأرضِ قرارًا والسماءِ بناءً. 5- تصويرُ الإنسانِ في أحسنِ صورةٍ. ٦- الرزق من الطَّيباتِ، قال تعالى :
﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

صوركم:
1- بضم الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسرها، قرارا من الضمة قبل الواو استثقالا، وهى قراءة الأعمش، وأبى زيد.

مدارسة الآية : [65] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا ..

التفسير :

[65] هو الله سبحانه الحي الذي له الحياة الكاملة التامة لا إله غيره، فاسألوه واصرفوا عبادتكم له وحده، مخلصين له دينكم وطاعتكم. فالحمد لله والثناء الكامل له رب الخلائق أجمعين.

{ هُوَ الْحَيُّ} الذي له الحياة الكاملة التامة، المستلزمة لما تستلزمه من صفاته الذاتية، التي لا تتم حياته إلا بها، كالسمع، والبصر، والقدرة، والعلم، والكلام، وغير ذلك، من صفات كماله، ونعوت جلاله.

{ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أي:لا معبود بحق، إلا وجهه الكريم.{ فَادْعُوهُ} وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة{ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أي:اقصدوا بكل عبادة ودعاء وعمل، وجه الله تعالى، فإن الإخلاص، هو المأمور به كما قال تعالى:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي:جميع المحامد والمدائح والثناء، بالقول كنطق الخلق بذكره، والفعل، كعبادتهم له، كل ذلك للّه تعالى وحده لا شريك له، لكماله في أوصافه وأفعاله، وتمام نعمه.

هُوَ الْحَيُّ أى: هو- سبحانه- المنفرد بالحياة الدائمة الباقية..

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إذ لا موجود يدانيه لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.

فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أى: فاعبدوه عبادة خالصة لوجهه الكريم، وأطيعوه طاعة لا مكان معها للتردد أو التكاسل، حالة كونكم قائلين: الحمد لله رب العالمين.

قال ابن جرير: كان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال لا إله إلا الله، أن يتبعها بقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ عملا بهذه الآية .

ثم قال : ( هو الحي لا إله إلا هو ) أي : هو الحي أزلا وأبدا ، لم يزل ولا يزال ، وهو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، ( لا إله إلا هو ) أي : لا نظير له ولا عديل له ، ( فادعوه مخلصين له الدين ) أي : موحدين له مقرين بأنه لا إله إلا هو ( الحمد لله رب العالمين ) .

قال ابن جرير : كان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال : " لا إله إلا الله " أن يتبعها ب " الحمد لله رب العالمين " ، عملا بهذه الآية .

ثم روى عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، عن أبيه ، عن الحسين بن واقد ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : من قال : " لا إله إلا الله " فليقل على أثرها : " الحمد لله رب العالمين " فذلك قوله تعالى : ( فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ) .

وقال أبو أسامة وغيره ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سعيد بن جبير قال : إذا قرأت : ( فادعوا الله مخلصين له الدين ) [ غافر : 14 ] ، فقل : " لا إله إلا الله " وقل على أثرها : " الحمد لله رب العالمين " ثم قرأ هذه الآية : ( فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ) .

( هُوَ الْحَيُّ ) يقول: هو الحي الذي لا يموت, الدائم الحياة, وكل شيء سواه فمنقطع الحياة غير دائمها( لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) يقول: لا معبود بحق تجوز عبادته, وتصلح الألوهة له إلا الله الذي هذه الصفات صفاته, فادعوه أيها الناس مخلصين له الدين, مخلصين له الطاعة, مفردين له الألوهة, لا تشركوا في عبادته شيئا سواه, من وثن وصنم, ولا تجعلوا له ندا ولا عدلا( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يقول: الشكر لله الذي هو مالك جميع أجناس الخلق, من ملك وجن وإنس وغيرهم, لا للآلهة والأوثان التي لا تملك شيئا, ولا تقدر على ضرّ ولا نفع, بل هو مملوك, إن ناله نائل بسوء لم يقدر له عن نفسه دفعًا.

وكان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال: لا إله إلا الله, أن يتبع ذلك: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) تأولا منهم هذه الآية, بأنها أمر من الله بقيل ذلك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عليّ بن الحسن بن شقيق, قال: سمعت أبي, قال: أخبرنا الحسين بن واقد, قال: ثنا الأعمش, عن مجاهد, عن ابن عباس, قال: من قال لا إله إلا الله, فليقل على إثرها: الحمد لله ربّ العالمين, فذلك قوله: ( فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).

حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري (1) قال: ثنا محمد بن يزيد, عن إسماعيل, عن سعيد بن جبير, قال: " إذا قال أحدكم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, فليقل: الحمد لله ربّ العالمين, ثم قال: ( فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .

حدثني محمد بن عبد الرحمن, قال: ثنا محمد بن بشر, قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد, عن سعيد بن جبير أنه كان يستحب إذا قال: لا إله إلا الله, يتبعها الحمد لله, ثم قرأ هذه الآية: ( هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .

حدثني محمد بن عمارة, قال: ثنا عبيد الله بن موسى, قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد, عن عامر, عن سعيد بن جبير, قال: إذا قال أحدكم لا إله إلا الله وحده, فليقل بأثرها: الحمد لله رب العالمين, ثم قرأ ( فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .

------------------------

الهوامش:

(1) كذا في التقريب والتهذيب . وفي الخلاصة : عبد الحميد بن بيان اليشكري ، أبو الحسن العطار الواسطي توفى سنة 244 هـ .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[65] ﴿هُوَ الْحَيُّ﴾ ثبوت صفة الحياة لله.
وقفة
[65] ﴿هُوَ الْحَيُّ﴾ ما من أحد إلا سبق حياته عدم، ويلحقه زوال، فالكل أموات باعتبار ما سيكون، والله وحده هو الحي.
وقفة
[65] ﴿هُوَ الْحَيُّ﴾ من أراد حياة قلبه، فليدع الله باسمه الحي أن يحيي قلبه من موات، ويوقظه من سبات.
عمل
[65] ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ﴾ ادعه باسمه الحي، يمنحك الحياة الحقة.
وقفة
‏[65] ﴿هُوَ الحَيُّ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَادعوهُ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ﴾ هو الحى الذى لا ينام؛ فادعوه فى أى وقت تشاء، وفى أى مكان، مع تحرى الإخلاص والإكثار من الشكر والحمد، فجاءت خاتمة الآية الكريمة: ﴿الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾.
وقفة
[65] ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ متى دعوتموه مخلصين له الدين فقد أجابكم بالقبول فاحمدوه ﴿الحمد لله رب العالمين﴾.
عمل
[65] أخلص لله تعالى في جميع عملك ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقفة
‏[65] ﴿لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ هو الخالق وحده فادعوه وحده، وأخلصوا العمل له وحده، ومن علامات ذلك: عدم التفات قلوبكم إلى مدح الخلق أو ذمهم.
وقفة
‏[65] ﴿لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ درس بليغ في تصحيح النيَّة: قال الإمام نافع بن جبير: «من شهد جنازة ليراه أهلُها، فلا يَشهَدها».
وقفة
‏[65] ﴿فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ مهما وقفنا في كل باب لن يكون أكرم من باب الله، الذي يعز السائل وﻻ يخيب رجاء نفس تعلقت به وألحت عليه.
وقفة
[65] ﴿فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ أهمية الإخلاص في العمل.
وقفة
[65] ﴿فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ الإخلاص كالإيمان يزيد وينقص، لا تنتظر لحظة تصل لنهاية المضمار، كل يوم نكتشف أغوارًا فينا لم يصلها نور الإخلاص قط.
وقفة
[65] الإخلاص يذكر في كتاب الله عز وجل كثيرًا: تارة يأمر الله تعالى به: ﴿فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾، وتارة يخبر أن الجنة لأهله: ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَـٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ﴾ [الصافات: 40، 41]، وتارة يخبر أنه لن ينجو من شرك إبليس إلا من كان مخلصًا لله ﴿وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الحجر: 39، 40].
اسقاط
[65] ﴿مُخْلِصِينَ﴾ هل أنا مخلصٌ؟
وقفة
[65] ﴿الحمد لله﴾ ما أجملها من كلمة حين تسمعها بأصوات المرضى الخافتة وعلى شفاه النفوس المتعبة! يقولون: «يا رب لك الحمد» في غمرات الألم.
تفاعل
[65] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قل الآن: الحمد لله رب العالمين.

الإعراب :

  • ﴿ هُوَ الْحَيُّ:
  • ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الحي: خبر «هو» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ:
  • الجملة في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «هو» بمعنى هو الحي الواحد لا ثاني له. لا: نافية للجنس تعمل عمل «إن».إله: اسمها مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا. إلا: أداة استثناء. هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع لا إِلهَ» لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء.
  • ﴿ فَادْعُوهُ:
  • الفاء سببية. ادعوه: فعل امر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. اي فاعبدوه.
  • ﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ:
  • اعربت في الآية الكريمة الرابعة عشرة. اي مخلصين له الطاعة من الشرك والرياء.
  • ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ:
  • اعربت في الآية الكريمة الخامسة والسبعين من سورة «الزمر» وفي العديد من السور والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-اي اعبدوه قائلين: الحمد لله رب العالمين.'

المتشابهات :

الأعراف: 29﴿وَ ادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ
غافر: 65﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَـ ادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
غافر: 14﴿ فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ هذه الأدلة والنعم؛ نبه هنا إلى وحدانيته، وأمر بإخلاص العبادة له، قال تعالى:
﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [66] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ..

التفسير :

[66] قل -أيها الرسول- لمشركي قومك:إني نُهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله، لمَّا جاءني الآيات الواضحات من عند ربي، وأمرني أن أخضع وأنقاد بالطاعة التامة له، سبحانه رب العالمين.

لما ذكر الأمر بإخلاص العبادة للّه وحده، وذكر الأدلة على ذلك والبينات، صرح بالنهي عن عبادة ما سواه فقال:{ قُلْ} يا أيها النبي{ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من الأوثان والأصنام، وكل ما عبد من دون الله.

ولست على شك من أمري، بل على يقين وبصيرة، ولهذا قال:{ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} بقلبي ولساني، وجوارحي، بحيث تكون منقادة لطاعته، مستسلمة لأمره، وهذا أعظم مأمور به، على الإطلاق، كما أن النهي عن عبادة ما سواه، أعظم مَنْهِيٍّ عنه، على الإطلاق.

ثم لقن الله- تعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلم الرد الذي يوبخ به المشركين فقال: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي....

أى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء المشركين الذين يطلبون منك مشاركتهم في عبادة آلهتهم: قل لهم إنى نهيت من ربي وخالقي ومالك أمرى عن عبادة غيره- تعالى-، والسبب في ذلك أن كل الدلائل والبراهين التي أكرمنى- سبحانه- بها، تشهد وتصرح بأن المستحق للعبادة هو الله- تعالى- وحده.

فقوله: لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي بيان السبب الذي من أجله نهاه ربه عن عبادة غيره، وهذه البينات تشمل دلائل التوحيد العقلية والنقلية.

وقوله وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ أى: إنى بعد أن نهاني ربي عن عبادة غيره، أمرنى بأن أسلم وجهى إليه بالعبادة والطاعة، إذ هو وحده رب العالمين ومالك أمرهم.

يقول تعالى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : إن الله ينهى أن يعبد أحد سواه من الأصنام والأنداد والأوثان . وقد بين تعالى أنه لا يستحق العبادة أحد سواه ، في قوله :

القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل يا محمد لمشركي قومك من قريش ( إِنِّي نُهِيتُ ) أيها القوم ( أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) من الآلهة والأوثان ( لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي ) يقول: لما جاءني الآيات الواضحات من عند ربي, وذلك آيات كتاب الله الذي أنـزله ( وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) يقول: وأمرني ربي أن أذلّ لربّ كلّ شيء, ومالك كلّ خلق بالخضوع, وأخضع له بالطاعة دون غيره من الأشياء.

التدبر :

وقفة
[64-66] ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ مدح نفسه سبحانه، وختم ثلاث آيات على التوالي بقوله: ﴿رب العالمين﴾، وليس له في القرآن نظير.
وقفة
[66] ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ ما أنا إلا عبد مأمور، نهيتُ فانتهيت، وأمرت فأتمرت، وأينما وجهني ربي توجهت.
وقفة
[66] ﴿قُل إِنّي نُهيتُ أَن أَعبُدَ الَّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ لَمّا جاءَنِيَ البَيِّناتُ مِن رَبّي وَأُمِرتُ أَن أُسلِمَ لِرَبِّ العالَمينَ﴾ التخلية قبل التحلية.
وقفة
[66] ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أذل وأخضع لرب العالمين.

الإعراب :

  • ﴿ قُلْ:
  • فعل امر مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: انت. اي قل للمشركين. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ إِنِّي نُهِيتُ:
  • إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل- ضمير المتكلم-في محل نصب اسمها. نهيت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المتكلم-مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل. وجملة «نهيت» في محل رفع خبر «ان».
  • ﴿ أَنْ أَعْبُدَ:
  • حرف مصدرية ونصب. أعبد: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. وجملة «أعبد» وما بعدها: صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الإعراب. و «أن» المصدرية وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر. بمعنى: لقد نهاني ربي عن عبادة. والجار والمجرور متعلق بنهيت.
  • ﴿ الَّذِينَ تَدْعُونَ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. تدعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى «تعبدون» وجملة «تدعون» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: الذين تدعونهم أي تعبدونهم.
  • ﴿ مِنْ دُونِ اللهِ:
  • جار ومجرور متعلق بتدعون أو متعلق بحال محذوفة من اسم الموصول ويجوز أن يتعلق بصفة لمفعول «تدعون» بمعنى: آلهة من دون الله. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
  • ﴿ لَمّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ:
  • لما: ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب. ويجوز أن تكون اسم شرط‍ غير جازم وجوابه محذوفا لتقدم معناه. جاء: فعل ماض مبني على الفتح. النون نون الوقاية لا محل لها من الإعراب. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به مقدم. البينات: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. بمعنى: الآيات البينات أي الواضحات فحذف الموصوف وذكر الفعل لأن «البينات» بمعنى البيان وجملة جاءَنِي الْبَيِّناتُ» في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ مِنْ رَبِّي:
  • جار ومجرور متعلق بجاءني ويجوز أن يكون متعلقا بصفة محذوفة للبينات والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ:
  • معطوفة بالواو على نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ» وتعرب إعرابها. بمعنى: أن أستسلم.
  • ﴿ لِرَبِّ الْعالَمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بأسلم. العالمين: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

البقرة: 131﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
الأنعام: 71﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
غافر: 66﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     وبعد أن أمرَ اللهُ بإخلاصِ العبادةِ له وَحْدَه؛ نهى هنا عن عِبادةِ غيره، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف