452154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182

الإحصائيات

سورة الصافات
ترتيب المصحف37ترتيب النزول56
التصنيفمكيّةعدد الصفحات7.00
عدد الآيات182عدد الأجزاء0.35
عدد الأحزاب0.70عدد الأرباع2.90
ترتيب الطول28تبدأ في الجزء23
تنتهي في الجزء23عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 1/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (154) الى الآية رقم (170) عدد الآيات (17)

الإنكارُ على المشركينَ فيما قالُوا، ومطالبتُهم بالدَّليلِ، فلا نسَبَ بينَ اللهِ والجنِّ، وعجزُ المشركينَ عن إضلالِ أحدٍ، ثُمَّ ناسبَه ذكْرُ تصريحِ الملائكةِ بعبوديتِهم للهِ للردِّ على من زعمَ أنَّهم بناتُ اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (171) الى الآية رقم (182) عدد الآيات (12)

ختامُ السورةِ بوعدِ اللهِ لعبادِهِ المرسلينَ بالنَّصرِ، وأمرُ النَّبي ﷺ بالإعراضِ عن المشركينَ إلى مدَّةٍ، ثُمَّ تنزيهُ اللهِ عمَّا لا يليقُ به سُبحانَه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الصافات

استسلم لأوامر الله حتى لو لم تدرك الحكمة منها/ عزة أولياء الله وذُل وصَغَار أعداء الله

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • رسالة سورة الصافات: استسلم لأوامر الله حتى لو لم تدرك الحكمة منها.:   لذلك تأتي السورة بمثل رائع: سيدنا إبراهيم، لما طلب منه ذبح ابنه إسماعيل، فتلقى الأمر دون أي تردد أو سؤال عن الحكمة والغاية من هذا الطلب، وكأن السورة تقول لنا: سيأتيكم يا مسلمون عدد من الأوامر التي لن تفهموا الحكمة منها، فاقتدوا بسيدنا إبراهيم في تنفيذه للأوامر الربانية. مثال يوضح الأمر: إن الواحد منا يستجيب لرأي طبيبه، ويرى أنه هو الصواب، وينفذ تعليماته بكل دقة، وهو بشر لا يملك أن يضر أو ينفع إلا بإذن الله، ولا يسأله ما الحكمة من وراء هذا العلاج بالذات، بل ينفذ أوامره ويخضع لأمره دون مناقشة، ثم نفس هذا الشخص تجده يعترض على خالق الخلق، ألم يكن الأولى أن يستجيب لأوامر ربه العليم الحكيم ولو لم تظهر له حكمة الأمر؟! استسلام الأب والابن: وبالعودة لإبراهيم، فإننا نرى في قصته استسلامًا كاملًا لله تعالى، فهو قد ترك قومه وهاجر إلى الغربة في سبيل الله: ﴿وَقَالَ إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى سَيَهْدِينِ﴾ (99)، ثم تصوّر لنا السورة اشتياقه وحاجته للولد: ﴿رَبّ هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينِ﴾ (100)، فاستجاب الله لدعائه: ﴿فَبَشَّرْنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِيمٍ﴾ (101). تخيل فرحة قلبه! رجل كبير عجوز مهاجر وبعيد عن بلده، تخيّل تعلّقه بهذا الولد، الذي ليس غلامًا عاديًا، بل أنه (غلام حليم)، فماذا بعد؟ نرى في الآية (102): ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ﴾، لما كبر الولد أمام عيني والده، رأى إبراهيم في منامه رؤيا صعبة: ﴿قَالَ يٰبُنَىَّ إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ،﴾ ليس أمرًا مباشرًا من الله أو عن طريق جبريل، بل عن طريق الرؤيا، ومع ذلك لم يتذرع إبراهيم بذلك؛ لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق. ولم يطلب إبراهيم معرفة الحكمة من هذا الطلب، بل لم يسأل عنها أصلاً، لكنه قال لابنه بكل استسلام: ﴿إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ﴾، وهذا السؤال ليس ترددًا لأنه سيذبحه أصلًا، لكن إبراهيم ذاك النبي المستسلم لله تعالى في كل أوامره، أراد أن يشارك ابنه في الأجر، فماذا قال إسماعيل؟ إن أباه تركه وهو طفل في صحراء قاحلة، ويأتي اليوم ليخبره أنه سيذبحه: ﴿قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱلله مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ﴾. وهنا تأتي الآية المحورية: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ (103)، وهنا يأتي سؤال: ألم يكونا مسلمين قبل هذا الطلب؟ طبعًا، لكن ﴿أَسْلَمَا﴾ هنا تصور معنى الإسلام الكامل، وهو الاستسلام لله تعالى دون أي تردد. وليس هذا غريبًا على إبراهيم عليه السلام، فهو الذي أُلقى في النار فاستسلم، وأُمر بترك زوجته وولده في مكان موحش لا أنيس فيه ولا جليس فاستسلم. مثال عكسي: استكبار الرجل الذي كان يشكك قرينه في البعث ويدعوه إلى التكذيب، فما التفت إليه بل آمن: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ (51-57).
  • • لماذا سميت السورة بالصافات؟:   ما هي الصافات؟ هي الملائكة التي تصطف بين يدي الله تعالى استسلامًا له، لذلك بدأت السورة بداية رائعة بذكر هؤلاء العباد المخلصين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الصافات».
  • • معنى الاسم ::   الصافات: الملائكة التي تصف في السماء للعبادة كصفوف الناس في الصلاة في الأرض، أو هم الملائكة التي تصف أجنحتها في الهواء واقفة حتى يأمرها الله بما يريد.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بالقسم الإلهي بالصافات، وهم ‏الملائكة.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الخضوع لله والاستسلام له ولشرعه وأحكامه، حتى لو لم ندرك الحكمة منها.
  • • علمتني السورة ::   عزة أولياء الله وذُل وصَغَار أعداء الله.
  • • علمتني السورة ::   : احفظ لسانك وأفعالك، حتى لا تقف موقفًا يسوؤك بين يدي الله: ﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أنه لا مجيب إلا الله، ولا مغيث إلا هو: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عن ابن عمر قال: «إن كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليأمُرُنَا بالتخفيف في الصلاة، وإن كان ليؤُمُّنا في الصبح بالصَّافَّات».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الصافات من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الزبور.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- تفتتح بالقسم، وعدد هذه السور 17 سورة، وهي: الصافات، والذاريات، والطور، والنجم، والقيامة، والمرسلات، والنازعات، والبروج، والطارق، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والتين، والعاديات، والعصر، وكلها سور مكية.
    • يبلغ عدد آيات سورة الصافات 182 آية، فهي تعتبر -من حيث كثرة عدد الآيات- في الترتيب الخامس من سور القرآن الكريم، فهي تأتي بعد سور: البقرة 286 آية، والشعراء 227 آية، والأعراف 206 آية، وآل عمران 200 آية.
    • ألحقت حلقات سلسلة قصص نوح، وإبراهيم، وموسى وهارون، وإلياس عليهم السلام بلازمة تكررت عقب كل قصة من هذه القصص الأربع -مثل حلقات سورة الشعراء-، وهي قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ (79-81)، وهذه اللازمة تؤكد تأييد الله تعالى ونصره لعباده، وأن سبب ذلك هو الإحسان في العبادة.
    • خُتمت السورة بثلاث آيات اشتهرت بتلاوتها عند ختم المجلس، وهي قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (180-182)، وقد ذُكِرَ في ذلك بعض الأحاديث، ولكنها ضعيفة.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستسلم لأوامر الله؛ حتى لو لم ندرك الحكمة منها.
    • أن نتذكر نصيحة سمعناها ونبادر بالامتثال لها: ﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ﴾ (13).
    • ألا نسلم عقولنا لأحد ونتبعه دون علم؛ فإنه سيتبرأ منا يوم القيامة: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (27-29).
    • أن نحذر من الكبر؛ فإنه خطيئة إبليس: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (35).
    • أن نتجنب ظلم الناس؛ فشجرة الزقوم عذاب الظالمين: ﴿أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ۞ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ﴾ (62).
    • أن نطهر قلوبنا من كل دنس، ونستعذ بالله من أمراض الشهوات والشبهات: ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (84).
    • أن نستسلم دومًا لأقدار الله تعالى، ونصبر عليها: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (102).
    • أن نكثر من ذكر الله وتسبيحه: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (143، 144).
    • أن ندخر لأنفسنا خبيئة تنجينا في الملمات، يونس عليه السلام لم يكن ليخرج من بطن الحوت لولا تسبيحه: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ۞ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (143، 144).
    • أن نعتقد اعتقادًا جازمًا أن دين الله تعالى منصور لا محالة: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ۞ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ۞ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (171-173).

تمرين حفظ الصفحة : 452

452

مدارسة الآية : [154] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

التفسير :

[154] بئس الحكم ما تحكمونه -أيها القوم- أن يكون لله البنات ولكم البنون، وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم.

[ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} هذا الحكم الجائر.

( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) أى : أى شئ حدث لكم ، وكيف أصدرتم هذه الأحكام الظاهرة البطلان عند كل من كان عنده أثر من عقل .

ولهذا قال : ( ما لكم كيف تحكمون ) أي : ما لكم عقول تتدبرون بها ما تقولون ؟ .

القول في تأويل قوله تعالى : مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154)

وقوله ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) يقول: بئس الحكم تحكمون أيها القوم أن يكون لله البنات ولكم البنون، وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم، فتجعلون له ما لا ترضونه لأنفسكم؟

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) يقول: كيف يجعل لكم البنين ولنفسه البنات، ما لكم كيف تحكمون؟.

التدبر :

وقفة
[154] ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ تسفية لهم وتجهيل، أي: أي شيء حصل لكم حتي حكمتم بهذا الحكم الجائر؟ كيف يختار لنفسه أخس الجنسين على زعمكم؟
وقفة
[154] ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ لما فسدت عقولهم؟! قال ابن القيم: «ما عصى الله بشيء إلا أفسده على صاحبه، فمن عصى الله بماله أفسده عليه، ومن عصاه بجاهه أفسده عليه، ومن عصاه بلسانه أو قلبه أو عضو من أعضائه، أفسده عليه، وإن لم يشعر بفساده».
وقفة
[154] كثيرون نود أن نقول لهم هذه الآية: ﴿ما لَكُم كَيفَ تَحكُمونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ ما لَكُمْ:
  • ما: اسم استفهام يفيد التوبيخ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لكم: جار ومجرور متعلق بخبر «ما» والميم علامة جمع الذكور بمعنى: ماذا اصابكم؟
  • ﴿ كَيْفَ تَحْكُمُونَ:
  • اسم استفهام يفيد الاستنكار مبني على الفتح في محل نصب حال. تحكمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة هي العامل في «كيف» اي ماذا بكم بمعنى كيف تحكمون بما لا يقبله عقل؟'

المتشابهات :

يونس: 35﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَـ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
الصافات: 154﴿أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ
القلم: 36﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [154] لما قبلها :     وبعد الإنكار على المشركينَ فيما قالُوا، يأتي هنا التعجب ما قالوا، قال تعالى:
﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [155] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ

التفسير :

[155] أفلا تذكرون أنه لا يجوز ولا ينبغي أن يكون له ولد؟ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

{ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} وتميزون هذا القول الباطل الجائر، فإنكم لو تذكرتم لم تقولوا هذا القول.

وقوله: أَفَلا تَذَكَّرُونَ. معطوف على كلام محذوف والتقدير: أتجهلون هذه الأمور الواضحة، فلا تعقلون ولا تتذكرون ولا تعتبرون.

( أفلا تذكرون . أم لكم سلطان مبين ) أي : حجة على ما تقولونه .

وقوله ( أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) يقول: أفلا تتدبرون ما تقولون؟ فتعرفوا خطأه فتنتهوا عن قيله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[155] ﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ أي أفليس لكم تمييز وإدراك، تعرفون به خطأ هذا الكلام؟ قال أبو السعود: أي أفلا تتذكرون بطلان هذا ببديهة العقل، فإنه مركوز في عقل كل ذكي وغبي؟!

الإعراب :

  • ﴿ أَفَلا تَذَكَّرُونَ:
  • الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. الفاء زائدة-تزيينية-.لا: نافية لا عمل لها. تذكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل واصلها: تتذكرون حذفت احدى التاءين اختصارا وتخفيفا. وحذف المفعول به اختصارا ولأنه معلوم'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [155] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ ما قالُوه شَدِيدَ المُنافاةِ لِلْعُقُولِ؛ استمرت الآيات في توبيخهم، قال تعالى:
﴿ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تذكرون:
وقرئ:
بسكون الذال وضم الكاف، وهى قراءة طلحة بن مصرف.

مدارسة الآية : [156] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ

التفسير :

[156] بل ألكم حجة بيِّنة على قولكم وافترائكم؟

{ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي:حجة ظاهرة على قولكم، من كتاب أو رسول.

وقوله- تعالى-: أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ. فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إضراب وانتقال من توبيخهم على جهالاتهم، إلى تحديهم وإثبات كذبهم.

أى: بل ألكم حجة واضحة على صحة هذا القول الذي قلتموه من أن الملائكة بنات الله؟

إن كانت عندكم هذه الحجة فأتوا بها إن كنتم صادقين فيما زعمتم.

فالمقصود بالآيتين الكريمتين تعجيزهم وإثبات المزيد من جهالاتهم وأكاذيبهم.

( أفلا تذكرون . أم لكم سلطان مبين ) أي : حجة على ما تقولونه .

وقوله ( أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ) يقول: ألكم حجة تبين صحتها لمن سمعها بحقيقة ما تقولون؟

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ) : أي عذر مبين.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( سُلْطَانٌ مُبِينٌ ) قال حجة.

التدبر :

وقفة
[156] ﴿أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ﴾ قال الرازي: «واعلم أنه تعالى لما طالبهم بما يدل على صحة مذهبهم، دلَّ ذلك على أن التقليد باطل، وأن الدين لا يصح إلا بالدليل».

الإعراب :

  • ﴿ أَمْ لَكُمْ:
  • أم: حرف عطف وهي «أم» المتصلة لانها مسبوقة بهمزة استفهام.لكم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ سُلْطانٌ مُبِينٌ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لسلطان مرفوعة مثلها بالضمة'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [156] لما قبلها :     وبعد توبيخهم؛ طالبهم هنا ببرهان من النقل يؤيد صحة ما يدعون، قال تعالى:
﴿ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [157] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

التفسير :

[157] إن كانت لكم حجة في كتاب من عند الله فأتوا بها، إن كنتم صادقين في قولكم؟

وكل هذا غير واقع، ولهذا قال:{ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فإن من يقول قولا لا يقيم عليه حجة شرعية، فإنه كاذب متعمد، أو قائل على اللّه بلا علم.

وقوله- تعالى-: أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ. فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إضراب وانتقال من توبيخهم على جهالاتهم، إلى تحديهم وإثبات كذبهم.

أى: بل ألكم حجة واضحة على صحة هذا القول الذي قلتموه من أن الملائكة بنات الله؟

إن كانت عندكم هذه الحجة فأتوا بها إن كنتم صادقين فيما زعمتم.

فالمقصود بالآيتين الكريمتين تعجيزهم وإثبات المزيد من جهالاتهم وأكاذيبهم.

( فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ) أي : هاتوا برهانا على ذلك يكون مستندا إلى كتاب منزل من السماء عن الله : أنه اتخذ ما تقولونه ، فإن ما تقولونه لا يمكن استناده إلى عقل ، بل لا يجوزه العقل بالكلية .

وقوله ( فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ ) يقول: فأتوا بحجتكم من كتاب جاءكم من عند الله بأن الذي تقولون من أن له البنات ولكم البنين كما تقولون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ ) : أي بعذركم ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ: ( فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ ) أن هذا كذا بأن له البنات ولكم البنون.

وقوله ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) يقول: إن كنتم صادقين أن لكم بذلك حُجَّة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[157] ﴿فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ هذا من التنزل في الحوار للتلطف بهم وإقامة الحجة عليهم.
وقفة
[157] ﴿فَأتوا بِكِتابِكُم إِن كُنتُم صادِقينَ﴾ فالدليل ضرورى وهام للإثبات.

الإعراب :

  • ﴿ فَأْتُوا:
  • الفاء واقعة في جواب شرط‍ مقدر على معنى: ان كان عندكم حجة واضحة من كتاب انزل عليكم فأتوا به. ائتوا: فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ بِكِتابِكُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بائتوا والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين -مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. اي بكتابكم الذي انزل عليكم في ذلك.
  • ﴿ إِنْ كُنْتُمْ:
  • حرف شرط‍ جازم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط‍ في محل جزم بإن والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. وجواب الشرط‍ محذوف لتقدم معناه.
  • ﴿ صادِقِينَ:
  • خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [157] لما قبلها :     وبعد إنكار أن تكون لهم حجة بما قالوا؛ خُوطبوا هنا بالإِتيان بكتاب من عند الله على ذلك إن كانوا صادقين فيما زعموا، قال تعالى:
﴿ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [158] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ..

التفسير :

[158] وجعل المشركون بين الله والملائكة قرابة ونسباً، ولقد علمت الملائكة أن المشركين محضرون للعذاب يوم القيامة.

أي:جعل هؤلاء المشركون باللّه بين اللّه وبين الجنة نسبا، حيث زعموا أن الملائكة بنات اللّه، وأن أمهاتهم سروات الجن، والحال أن الجنة قد علمت أنهم محضرون بين يدي اللّه، [ليجازيهم] عبادا أذلاء، فلو كان بينهم وبينه نسب، لم يكونواكذلك.

ثم حكى- سبحانه- زعما آخر من زعمهم في شأن الملائكة فقال: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً، وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ.

والمراد بالجنة هنا: الملائكة. سمو بذلك لاجتنانهم واستتارهم عن الأعين.

أى: أن المشركين لم يكتفوا بما قالوا في الآيات السابقة، بل أضافوا إلى ذلك جريمة أخرى، وهي أنهم جعلوا بين الله- تعالى- وبين الملائكة نسبا، ولقد علمت الجنة، - أى الملائكة-، «إنهم» أى القائلون لهذه المقالة الباطلة «لمحضرون» أى: إلى العذاب يوم القيامة. ليذوقوا سوء عاقبة كذبهم.

قال القرطبي: أكثر أهل التفسير أن الجنة هاهنا الملائكة. عن مجاهد قال: قالوا- يعنى كفار قريش- الملائكة بنات الله، فقال لهم أبو بكر: فمن أمهاتهن؟ قالوا: مخدرات الجن ... ومعنى «نسبا» : مصاهرة. وقال قتادة: قالت اليهود إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهن.

وقال الحسن: أشركوا الشيطان في عبادة الله، فهو النسب الذي جعلوه.

وقوله : ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ) قال مجاهد : قال المشركون : الملائكة بنات الله . فسأل أبو بكر ، رضي الله عنه : فمن أمهاتهن ؟ قالوا : بنات سروات الجن . وكذا قال قتادة ، وابن زيد ، ولهذا قال تعالى : ( ولقد علمت الجنة ) أي : الذين نسبوا إليهم ذلك : ( إنهم لمحضرون ) أي : إن الذين قالوا ذلك لمحضرون في العذاب يوم الحساب لكذبهم في ذلك وافترائهم ، وقولهم الباطل بلا علم .

وقال العوفي : عن ابن عباس في قوله : ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ) قال : زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى هو وإبليس أخوان . حكاه ابن جرير .

القول في تأويل قوله تعالى : وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158)

يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء المشركون بين الله وبين الجنة نسبا.

واختلف أهل التأويل في معنى النسب الذي أخبر الله عنهم أنهم جعلوه لله تعالى، فقال بعضهم: هو أنهم قالوا أعداء الله: إن الله وإبليس أخوان.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ) قال: زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى وإبليس أخوان.

وقال آخرون: هو أنهم قالوا: الملائكة بنات الله، وقالوا: الجنة: هي الملائكة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ) قال: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، فسأل أبو بكر: مَنْ أمهاتهنّ؟ فقالوا: بنات سَرَوات الجنّ، يحسبون أنهم خلقوا مما خلق منه إبليس.

حدثنا عمرو بن يحيى بن عمران بن عفرة، قال: ثنا عمرو بن سعيد الأبح، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، في قوله ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ) قالت اليهود: إن الله تبارك وتعالى تزوّج إلى الجنّ، فخرج منهما الملائكة، قال: سبحانه سبح نفسه.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ) قال: الجنة: الملائكة، قالوا: هنّ بنات الله.

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ) : الملائكة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ) قال: بين الله وبين الجنة نسبا افتروا.

وقوله ( وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: ولقد علمت الجنة إنهم لمشهدون &; 21-122 &; الحساب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) أنها ستُحضر الحساب.

وقال آخرون: معناه: إن قائلي هذا القول سيُحضرون العذاب في النار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) إن هؤلاء الذين قالوا هذا لمحضَرُون: لمعذّبون. وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: إنهم لمحضرون العذاب، لأن سائر الآيات التي ذكر فيها الإحضار في هذه السورة، إنما عُنِيَ به الإحضار في العذاب، فكذلك في هذا الموضع.

التدبر :

وقفة
[158] ﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ أي: جعل هؤلاء المشركون بالله بين الله وبين الجنة نسبًا، والحال أن الجِنَّةَ قد علمت أنهم محضرون بين يدي الله؛ ليجازيهم عبادًا أذلاء، فلو كان بينهم وبينه نسب لم يكونوا كذلك.
وقفة
[158] ﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ أكثر أهل التفسير أن الجِنة هنا الملائكة، قال قتادة: «قالت اليهود إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهن».
وقفة
[158] ﴿وَجَعَلوا بَينَهُ وَبَينَ الجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَد عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُم لَمُحضَرونَ﴾ ترتاح النفس وتهدأ عندما تعلم يقينًا أن العاصى والكافر والظالم كلٌّ له جزاء ينتظره عند الله الحق العدل.

الإعراب :

  • ﴿ وَجَعَلُوا:
  • الواو استئنافية. جعلوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. بمعنى:واوجدوا.
  • ﴿ بَيْنَهُ:
  • مفعول فيه ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بجعلوا وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً:
  • معطوفة بالواو على «بينه» وتعرب مثلها. الجنة:مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. نسبا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اي بين الله وبين الجنة اي الملائكة نسبا.وهو زعمهم انهم بناته سبحانه. وقيل المراد بالجنة: الشياطين.
  • ﴿ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ:
  • الواو استئنافية واللام للابتداء والتوكيد. قد:حرف تحقيق. علمت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. الجنة: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وكسرت همزتها لان في خبرها اللام ولأنها في موضع المبتدأ. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» واللام لام التوكيد-المزحلقة-و «محضرون» خبر «ان» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. والضمير «هم» يعود على الكفرة بمعنى: انهم محضرون النار معذبون بما يقولون.واذا فسر «الجنة» بالشياطين او الجن يجوز ان يكون الضمير في «انهم» لمحضرون لهم. و «ان» مع اسمها وخبرها جملة في موضع الجملة الاسمية في محل نصب سد مسد مفعولي «علمت».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [158] لما قبلها :     وبعد افتراء المشركين بأن لله ولدًا؛ لم يكتفوا بذلك، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقد زعموا: أن بين اللَّه وبين الجِنَّة نسبًا، وأن الملائكةَ بنات اللّه، وأن أمهاتهم سَرَوات الجن (أفضل نساء الجن)، قال تعالى:
﴿ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [159] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ

التفسير :

[159] تنزَّه الله عن كل ما لا يليق به ممَّا يصفه به الكافرون.

{ سُبْحَانَ اللَّهِ} الملك العظيم، الكامل الحليم، عما يصفه به المشركون من كل وصف أوجبه كفرهم وشركهم.

ثم نزه- سبحانه- ذاته عما افتروه فقال: سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ أى: تنزه الله- تعالى- وتقدس عما يقوله هؤلاء الجاهلون.

وقوله : ( سبحان الله عما يصفون ) أي : تعالى وتقدس وتنزه عن أن يكون له ولد ، وعما يصفه به الظالمون الملحدون علوا كبيرا .

وقوله ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول تعالى ذكره تنـزيهًا لله، وتبرئة له مما يضيف إليه هؤلاء المشركون به، ويفترون عليه، ويصفونه، من أن له بنات، وأن له صاحبة.

التدبر :

وقفة
[159] ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ إنشاء من جانب الله تعالى لتنزيهه، وتلقين للمؤمنين بأن يقتدوا بالله في ذلك التنزيه، وتعجيب من فظيع ما نسبوه إليه.
تفاعل
[159] ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ سَبِّح الله الآن.
وقفة
[159، 160] ﴿سُبحانَ اللَّهِ عَمّا يَصِفونَ * إِلّا عِبادَ اللَّهِ المُخلَصينَ﴾ اللسان مغرفة القلب.

الإعراب :

  • ﴿ سُبْحانَ اللهِ:
  • مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره: اسبح وهو مضاف. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة. اي تنزيها لله
  • ﴿ عَمّا يَصِفُونَ:
  • عما: مركبة من «عن» حرف جر و «ما» مصدرية.يصفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يصفون» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بسبحان. التقدير: سبحان الله عن وصفهم. او تكون «ما» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل جر بعن. فتكون جملة «يصفون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضميرا محذوفا منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: عما يصفونه به من الولد والنسب.'

المتشابهات :

المؤمنون: 91﴿إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ
الصافات: 159﴿ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ
الطور: 43﴿أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
الحشر: 23﴿هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [159] لما قبلها :     وبعد بيان ما قالوه؛ نزه اللهُ نفسَه عن كل ما لا يليق به من هذه النقائص؛ ليتبعه المؤمنون في ذلك التنزيه، قال تعالى:
﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [160] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

التفسير :

[160] لكن عباد الله الذين اصطفاهم لعبادته لا يصفونه إلا بما يليق بجلاله سبحانه.

{ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} فإنه لم ينزه نفسه عما وصفوه به، لأنهم لم يصفوه إلا بما يليق بجلاله، وبذلك كانوا مخلصين.

وقوله: إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ استثناء منقطع من قوله لَمُحْضَرُونَ وما بينهما جملة معترضة لتنزيه الله- تعالى- وتقديسه.أى: والله لقد علمت الملائكة أن المشركين القائلين بهذا القول الفاسد لمحضرون إلى النار، ويدعّون إليها دعا، لكن عباد الله الذين أخلصوا له العبادة والطاعة ليسوا كذلك، بل هم ناجون من عذاب جهنم، لتنزيههم الخالق- عز وجل- عما لا يليق به.

وقوله : ( إلا عباد الله المخلصين ) استثناء منقطع ، وهو من مثبت ، إلا أن يكون الضمير في قوله : ( عما يصفون ) عائدا إلى جميع الناس ثم استثنى منهم المخلصين ، وهم المتبعون للحق المنزل على كل نبي ومرسل . وجعل ابن جرير هذا الاستثناء من قوله : ( إنهم لمحضرون . إلا عباد الله المخلصين ) ، وفي هذا الذي قاله نظر .

وقوله ( إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) يقول: ولقد علمت الجنَّةُ أن الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله لمحضرون العذاب، إلا عباد الله الذين أخلصَهُمْ لرحمته، وخلقهم لجنته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[160] ﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ ولقد علمت الجنة أن الذين قالوا: (الملائكة بنات الله) لمحضرون العذاب، إلا عباد الله الذين أخلصهم لرحمته، وخلقهم لجنته.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ عِبادَ اللهِ:
  • الا: اداة استثناء. عباد: مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. وهو مستثنى استثناء منقطعا من المحضرين بمعنى: ولكن العباد المخلصين ناجون. وتكون جملة سُبْحانَ اللهِ» اعتراضية بين الاستثناء وبين ما وقع منه لا محل لها من الاعراب. ويجوز ان يكون المستثنى من ضمير «يصفون» أي عما يصفه هؤلاء بذلك ولكن العباد المخلصين براء من ان يصفوه سبحانه بذلك و «الله» لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة.
  • ﴿ الْمُخْلَصِينَ:
  • صفة-نعت-للعباد منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

الصافات: 169﴿ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 40﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 74﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 128﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 160﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [160] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ ما وصفَه به هؤلاءِ الظَّالِمونَ المُتَعَدُّونَ، بَيَّنَ أنَّ هناك أُناسًا لَيسُوا على هذه الحالِ، وهُم عِبادُ اللهِ الذين أخلَصَهم اللهُ تعالَى لِنَفسِه، وأخْلَصوا له ما يَجِبُ له؛ فهذا القُرآنُ الكريمُ مَثانٍ تُثَنَّى فيه الأشياءُ؛ فإذا ذُكِرَ فيه صِفةُ قَومٍ مَذمومةٌ، ذُكِرَ بَعدَها صِفةُ الأقوامِ المحمودةُ، قال تعالى:
﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [161] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ

التفسير :

[161] فإنكم -أيها المشركون بالله- وما تعبدون من دون الله من آلهة،

أي:إنكم أيها المشركون ومن عبدتموه مع اللّه، لا تقدرون أن تفتنوا وتضلوا أحدا إلا من قضى اللّه أنه من أهل الجحيم، فينفذ فيه القضاء الإلهي، والمقصود من هذا، بيان عجزهم وعجز آلهتهم عن إضلال أحد، وبيان كمال قدرة اللّه تعالى، أي:فلا تطمعوا بإضلال عباد اللّه المخلصين وحزبه المفلحين.

ثم حقر- سبحانه- من شأن المشركين، ومن شأن آلهتهم المزعومة فقال: فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ. ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ.

وهذا الكلام يجوز أن يكون حكاية لما رد به الملائكة على المشركين الذين قالوا الإفك والزور قبل ذلك، ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا من الله- تعالى- على سبيل الاستخفاف والتهكم بالمشركين وبآلهتهم.والفاء في قوله فَإِنَّكُمْ واقعة في جواب شرط مقدر. و «الواو» في قوله وَما تَعْبُدُونَ للعطف على اسم إن، أو بمعنى مع.و «ما» موصولة أو مصدرية.

يقول تعالى مخاطبا للمشركين ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صالي الجحيم ) أي : ما ينقاد لمقالكم وما أنتم عليه من الضلالة والعبادة الباطلة من هو أضل منكم ممن ذري للنار . ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) [ الأعراف : 179 ] . فهذا الضرب من الناس هو الذي ينقاد لدين الشرك والكفر والضلالة ، كما قال تعالى : ( إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك ) [ الذاريات : 8 ، 9 ] أي : إنما يضل به من هو مأفوك ومبطل .

القول في تأويل قوله تعالى : فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161)

يقول تعالى ذكره: ( فَإِنَّكُمْ ) أيها المشركون بالله ( وَمَا تَعْبُدُونَ ) من الآلهة والأوثان .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[161، 162] ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾ في الآيات دليل على بيان عجز المشركين وعجز آلهتهم عن إضلال أحد، وبشارة لعباد الله المخلصين بأن الله بقدرته ينجيهم من إضلال الضالين المضلين.
وقفة
[161، 162] ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾ تأييس للمشركين من محاولاتهم فتنة المؤمنين وإعادتهم إلى الكفر إلا من سبق في علم الله تعالى أنه من أهل النار.
وقفة
[161، 162] ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾ تصريح بعلم الله السابق للعبد بالسعادة والشقاوة، كما في قوله ﷺ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِىٌّ أَوْ سَعِيدٌ» [مسلم 2643].

الإعراب :

  • ﴿ فَإِنَّكُمْ:
  • الفاء استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ وَما تَعْبُدُونَ:
  • لواو عاطفة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على اسم «ان» او تكون «ما» مصدرية. تعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تعبدون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: وما تعبدونهم. وخبر «ان» الجملة الاسمية في الآية الكريمة التالية في محل رفع بمعنى: فإنكم ومعبوديكم أنتم وهم جميعا بفاتنين على الله. ويجوز ان تكون الواو في وَما تَعْبُدُونَ» بمعنى «مع» مثل قولنا: كل رجل وضيعته. وجملة وَما تَعْبُدُونَ» سدت مسد خبر «ان» على معنى: فانكم مع ما تعبدون اي فإنكم مع آلهتكم: اي فإنكم قرناؤهم واصحابهم لا تبرحون تعبدونها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [161] لما قبلها :     ولَمَّا نَزَّه اللهُ نَفسَه المُقدَّسةَ سُبحانَه عن كُلِّ نَقصٍ؛ دَلَّ على ذلك بأنَّهم وجَميعَ ما يَعبُدونَه مِن دُونِه لا يَقدِرونَ على شَيءٍ لم يُقَدِّرْه، قال تعالى:
﴿ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [162] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ

التفسير :

[162]ما أنتم بمضلِّين أحداً

أي:إنكم أيها المشركون ومن عبدتموه مع اللّه، لا تقدرون أن تفتنوا وتضلوا أحدا إلا من قضى اللّه أنه من أهل الجحيم، فينفذ فيه القضاء الإلهي، والمقصود من هذا، بيان عجزهم وعجز آلهتهم عن إضلال أحد، وبيان كمال قدرة اللّه تعالى، أي:فلا تطمعوا بإضلال عباد اللّه المخلصين وحزبه المفلحين.

وقوله : ( مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) نافية والضمير فى " عليه " يعود على الله - عز وجل - والجار والمجرور متعلق ( بفاتنين ) والمراد بالفتن : هنا الإِفساد ، من قولهم : فلا نفتن على فلان خادمة . إذا أفسده . وجملة ( مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) خبر إن .

يقول تعالى مخاطبا للمشركين ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صالي الجحيم ) أي : ما ينقاد لمقالكم وما أنتم عليه من الضلالة والعبادة الباطلة من هو أضل منكم ممن ذري للنار . ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) [ الأعراف : 179 ] . فهذا الضرب من الناس هو الذي ينقاد لدين الشرك والكفر والضلالة ، كما قال تعالى : ( إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك ) [ الذاريات : 8 ، 9 ] أي : إنما يضل به من هو مأفوك ومبطل . ثم قال تبارك وتعالى منزها للملائكة مما نسبوا إليهم من الكفر بهم والكذب عليهم أنهم بنات الله.

( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) يقول: ما أنتم على ما تعبدون من دون الله بفاتنين: أي بمضِلِّينَ أحدًا.

التدبر :

وقفة
[161-163] ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ﴾ وفيها من المعاني أن الشياطين لا يصلون إلى إضلال أحد إلا من كتب الله عليه أنه لا يهتدي، ولو علم الله جل وعز أنه يهتدي لحال بينه وبينهم.

الإعراب :

  • ﴿ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ:
  • ما: نافية بمنزلة «ليس» عند اهل الحجاز ونافية لا عمل لها عند بني تميم. و «انتم» ضمير منفصل اسم «ما» على اللغة الاولى ومبتدأ على اللغة الثانية. و «عليه» جار ومجرور متعلق بالخبر. بفاتنين: الباء حرف جر زائد. و «فاتنين» اسم مجرور لفظا وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد منصوب محلا على انه خبر «ما» او مرفوع محلا على انه خبر «انتم» بمعنى: ما انتم ايها الكفرة على الله بمفسدين بالاغواء اي ما انتم بمضلين احدا او ما انتم بمضلين الا من قدر الله عليه ان يضل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [162] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ الدَّلائِلَ على فَسادِ مَذهَبِ الكُفَّارِ؛ نبَّهَ هنا على أنَّ هؤلاءِ الكُفَّارَ لا يَقدِرونَ على حَملِ أحَدٍ على الضَّلالِ، قال تعالى:
﴿ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [163] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ

التفسير :

[163] إلا مَن قدَّر الله عز وجل عليه أن يَصْلَى الجحيم؛ لكفره وظلمه.

أي:إنكم أيها المشركون ومن عبدتموه مع اللّه، لا تقدرون أن تفتنوا وتضلوا أحدا إلا من قضى اللّه أنه من أهل الجحيم، فينفذ فيه القضاء الإلهي، والمقصود من هذا، بيان عجزهم وعجز آلهتهم عن إضلال أحد، وبيان كمال قدرة اللّه تعالى، أي:فلا تطمعوا بإضلال عباد اللّه المخلصين وحزبه المفلحين.

و ( صال ) - بكسر اللام - اسم فاعل منقوص - كقاض - مضاف إلى ما بعده . وحذفت ياؤه لالتقاء الساكنين .

والمعنى : إذا أدركتم - أيها المشركون - ما قلناه لكم . فثقوا أنكم أنتم وآلهتكم لن تستطيعوا أن تضلوا أحدا هداه الله - تعالى - لكنكم تستطيعون أن تضلوا من كان من أهل الجحيم مثلكم .

فالمقصود بهذه الآيات الكريمة ، الاستخفاف بالمشركين وبآلهتهم ، وبيان أن من هداه الله ، تعالى - لا سلطان لهم عليه فى إغوائه أو إضلاله .

قال صاحب الكشاف : والضمير فى " عليه " لله - تعالى - ومعناه : فإنكم ومعبوديكم ما أنتم وهم جميعا بفاتنين على الله ، إلا أصحاب النار الذين سبق فى علمه أنهم لسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها .

فإن قلت : كيف يتفنونهم على الله؟ قلت : يفسدونهم عليه بإغوائهم واستهوائهم .

من قولك : فتن فلان على فلان امرأته ، كما تقول : أفسدها وخيبها عليه . .

يقول تعالى مخاطبا للمشركين ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صالي الجحيم ) أي : ما ينقاد لمقالكم وما أنتم عليه من الضلالة والعبادة الباطلة من هو أضل منكم ممن ذري للنار . ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) [ الأعراف : 179 ] . فهذا الضرب من الناس هو الذي ينقاد لدين الشرك والكفر والضلالة ، كما قال تعالى : ( إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك ) [ الذاريات : 8 ، 9 ] أي : إنما يضل به من هو مأفوك ومبطل . ثم قال تبارك وتعالى منزها للملائكة مما نسبوا إليهم من الكفر بهم والكذب عليهم أنهم بنات الله.

( إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) يقول: إلا أحدًا سبق في علمي أنه صال الجحيم.

وقد قيل: إن معنى ( عَلَيْهِ ) في قوله ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) بمعنى به.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) يقول: لا تضلون أنتم، ولا أضل منكم إلا من قد قضيت أنه صال الجحيم.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) يقول: ما أنتم بفاتنين على أوثانكم أحدا، إلا من قد سبق له أنه صال الجحيم.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، عن خالد، قال: قلت للحسن، قوله ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) إلا من أوجب الله عليه أن يَصْلَى الجحيم.

حدثنا عليّ بن سهل، قال: ثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن حماد بن سلمة، عن حميد، قال: سألت الحسن، عن قول الله: ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) قال: ما أنتم عليه بمضلين إلا من كان في علم الله أنه سيصْلَى الجحيم.

حدثنا إن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) : إلا من قدر عليه أنه يَصْلَى الجحيم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن العشرة الذين دخلوا على عمر بن عبد العزيز، وكانوا متكلمين كلهم، فتكلموا، ثم إن عمر بن عبد العزيز تكلم بشيء، فظننا أنه تكلم بشيء رد به ما كان في أيدينا، فقال لنا: هل تعرفون تفسير هذه الآية: ( فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) قال: إنكم والآلهة التي تعبدونها لستم بالذي تفتنون عليها إلا من قَضَيْت عليه أنه يَصْلَى الجحيم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم ( إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيم ) قال: ما أنتم بمضلين إلا من كتب عليه إنه يصلى الجحيم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ) حتى بلغ: ( صَالِ الْجَحِيمِ ) يقول: ما أنتم بمضلين أحدا من عبادي بباطلكم هذا، إلا من تولاكُم بعمل النار.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط عن السديّ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) بمضلين ( إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) إلا من كتب الله أنه يصلى الجحيم.

حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) يقول: لا تضلون بآلهتكم أحدا إلا من سبقت له الشقاوة، ومن هو صال الجحيم.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ) يقول: لا تفتنون به أحدا، ولا تضلونه، إلا من قضى الله أنه صال الجحيم، إلا من قد قضى أنه من أهل النار.

وقيل: ( بِفَاتِنِينَ ) من فتنت أفتن، وذلك لغة أهل الحجاز، وأما أهل نجد فإنهم يقولون: أفتنته فأنا أفتنه. وقد ذُكر عن الحسن أنه قرأ: " إلا مَنْ هُوَ صَالُ الجَحِيمِ" برفع اللام من " صالِ"، فإن كان أراد بذلك الجمع كما قال الشاعر:

إذَا مــا حــاتِم وُجِـدَ ابْـنَ عَمِّـي

مَجْدَنـــا مــنْ تَكَــلَّمُ أجْمعِينــا (1)

فقال: أجمعينا، ولم يقل: تكلموا، وكما يقال في الرجال: من هو إخوتك، يذهب بهو إلى الاسم المجهول ويخرج فعله على الجمع، فذلك وجه وإن كان غيره أفصح منه; وإن كان أراد بذلك واحدا فهو عند أهل العربية لحن، لأنه لحن عندهم أن يقال: هذا رامٌ وقاضٌ، إلا أن يكون سمع في ذلك من العرب لغة مقلوبة، مثل قولهم: شاكُ السلاح، وشاكي السلاح، وعاث وعثا وعاق وعقا، فيكون لغة، ولم أسمع أحدا يذكر سماع ذلك من العرب.

------------------------

الهوامش:

(1) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 275) ولم ينسبه . قال : وقد يكون أن تجعل" صالو" جمعا ، كما تقول : من الرجال من هو أخوتك . تذهب بهو إلى الاسم المجهول ، وتخرج فعله على الجمع ، كما قال الشاعر :" إذا ما حاتم ... البيت" . ولم يقل تكلموا . واجود ذلك في العربية ، إذا أخرجت الكناية ، أن تخرجها على المعنى والعدد ، لأنك تنوى تحقيق الاسم . ا هـ . وفي فتح القدير للشوكاني (4 : 403) في تفسير قوله تعالى :" إلا من هو صال الجحيم" : قرأ الجمهور :" صال" بكسر اللام ، لأنه منقوص مضاف ، حذفت الياء للالتقاء الساكنين ، وحمل على لفظ من ، وأفرد ، كما أفرد" هو" . وقرأ الحسن وابن أبي عبلة بضم اللام ، مع واو بعدها ؛ وروى عنهما قرأ بضم اللام بدون واو . فاما مع الواو فعلى انه جمع سلامة بالواو ، حملا على معنى" من" وحذفت نون الجمع للإضافة . وأما بدون الواو ، فيحتمل أن يكون جمعا ، وإنما حذفت الواو خطا ، كما حذفت لفظا . ويحتمل أن يكون مفرداً ؛ وحقه على هذا كسر اللام . قال النحاس : وجماعة أهل التفسير يقولون : إنه لحن ، لأنه لا يجوز : هذا قاض المدينة . والمعنى أن الكفار وما يبعدونه ، لا يقدرون على إضلال أحد من عباد الله ، إلا من هو من أهل النار . أي يدخلها . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[163] ﴿إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ﴾ يشبه قوله تعالى: ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾ [الذاريات: ۹] أي إنما يضل به من هو مأفوك ومبطل.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ مَنْ:
  • الا: اداة حصر لا عمل لها. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل «فاتنين».والجملة الاسمية بعده صلته لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ:
  • هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. صال:خبر «هو» واصله: صالو الجحيم او صالي الجحيم وحذفت الياء لالتقاء الساكنين بمعنى داخلو او داخل الجحيم اي الا من كتب الله عليه انه من أهل الجحيم. الجحيم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة، اما فيما يتعلق بكلمة صالِ الْجَحِيمِ» فيقول الزمخشري: فيها ثلاثة اوجه:احدها ان تكون جمعا لان «من» موحد اللفظ‍ مجموع المعنى. وسقطت واوها لالتقاء الساكنين أي سكونها وسكون لام التعريف وحذفت النون للاضافة. فحمل «هو» على لفظ‍ «من» و «الصالون» على معنى «من» والوجه الثاني:ان يكون اصلها: صائلا على القلب ثم يقال صال في صائل كقولهم شاك في شائك. والوجه الثالث: ان تحذف لام «صال» تخفيفا ويجري الاعراب على عينه. ونظيره قراءة من قرأ وَلَهُ الْجَاارِ الْمُنْشَآتُ».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [163] لما قبلها :     وبعد بيان أنَّ هؤلاءِ الكُفَّارَ لا يَقدِرونَ على حَملِ أحَدٍ على الضَّلالِ؛ استثنى هنا من قضى اللَّهُ أنه من أهل الجحيم، قال تعالى:
﴿ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [164] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ ..

التفسير :

[164] قالت الملائكة:وما منا أحدٌ إلا له مقام في السماء معلوم،

هذا [فيه] بيان براءة الملائكة عليهم السلام، عما قاله فيهم المشركون، وأنهم عباد اللّه، لا يعصونه طرفة عين، فما منهم من أحد إلا له مقام وتدبير قد أمره اللّه به لا يتعداه ولا يتجاوزه، وليس لهم من الأمر شيء.

ثم بين - سبحانه - أن الملائكة معترفون اعترافا تاما بطاعتهم لله - تعالى - وبمداومتهم على عبادته وتسبيحه فقال : ( وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الصآفون . وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون )

أى : لقد اعترف الملائكة بطاعتهم الكاملة لله - تعالى - وقالوا : وما منا أحد إلا له مقام معلوم فى عبادة الله - تعالى - وطاعته .

ثم قال تعالى منزها للملائكة مما نسبوا إليهم من الكفر بهم والكذب عليهم أنهم بنات الله : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) أي : له موضع مخصوص في السماوات ومقامات العبادة لا يتجاوزه ولا يتعداه .

وقال ابن عساكر في ترجمته لمحمد بن خالد بسنده إلى عبد الرحمن بن العلاء بن سعد ، عن أبيه - وكان ممن بايع يوم الفتح - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوما لجلسائه : " أطت السماء وحق لها أن تئط ، ليس فيها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد " . ثم قرأ : ( وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ) .

وقال الضحاك في تفسيره : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) قال : كان مسروق يروي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من السماء الدنيا موضع إلا عليه ملك ساجد أو قائم " . فذلك قوله : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) .

وقال الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن في السماوات لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه ، ثم قرأ عبد الله له : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) وكذا قال سعيد بن جبير .

وقال قتادة : كانوا يصلون الرجال والنساء جميعا ، حتى نزلت : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) ، فتقدم الرجال وتأخر النساء .

وقوله ( وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ) وهذا خبر من الله عن قيل الملائكة أنهم قالوا: وما منا معشر الملائكة إلا من له مقام في السماء معلوم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ) قال: الملائكة.

حدثني يونس، قال: ثنا أسباط، عن السديّ في قوله ( وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ) قال الملائكة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ) هؤلاء الملائكة.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ كان مسروق بن الأجدع يروي عن عائشة أنها قالت: قال نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " ما فِي سَماءِ الدُّنْيا مَوْضِعُ قَدَمٍ إلا عَلَيْه مَلَكٌ ساجِد أوْ قائم ". فذلك قول الملائكة: وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ

حدثني موسى بن إسحاق الحَبَئِيُّ المعروف بابن القوّاس، قال: ثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لو أن قطرة من زقوم جهنم أنـزلت إلى الدنيا، لأفسدت على الناس معايشهم، وإن ناركم هذه لتعوذ من نار جهنم.

حدثنا موسى بن إسحاق، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: قال عبد الله بن مسعود: إن ناركم هذه لما أنـزلت، ضربت في البحر مرتين ففترت، فلولا ذلك لم تنتفعوا بها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[164] ﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ﴾ أي: ما منا ملك إلا له مقام معلوم في السموات؛ يعبد الله فيه، قال ابن عباس: ما في السموات موضع شبر إلا وعليه ملك يصلي أو يسبح.
وقفة
[164-166] صلاة الملائكة ﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾، ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم.

الإعراب :

  • ﴿ وَما مِنّا:
  • الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. منا: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم وحذف المبتدأ المؤخر اي وما منا احد. والقول للملائكة و «احد» اي ملك. فحذف الموصوف واقيمت الصفة مقامه. او بتقدير: وما منا الا من له مقام معلوم في المعرفة والعبادة فحذف اسم الموصول.
  • ﴿ إِلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ:
  • اداة حصر لا عمل لها. له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. مقام: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. معلوم: صفة-نعت- لمقام مرفوعة مثلها بالضمة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [164] لما قبلها :     وبعد بيان فَسادِ قَولِ مَن يَقولُ: إنَّ الملائِكةَ بناتُ اللهِ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن الملائكة معترفون اعترافًا تامًّا بالعُبوديَّةِ لِلهِ تعالَى رَبِّهم وإلهِهم، قال تعالى:
﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [165] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ

التفسير :

[165]وإنا لنحن الواقفون صفوفاً في عبادة الله وطاعته،

{ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} في طاعة اللّه وخدمته.

وإنا لنحن الصافون أنفسنا فى مواقف العبودية والطاعة لله - عز وجل .

( وإنا لنحن الصافون ) أي : نقف صفوفا في الطاعة ، كما تقدم عند قوله : ( والصافات صفا ) . قال ابن جريج ، عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث قال : كانوا لا يصفون في الصلاة حتى نزلت : ( وإنا لنحن الصافون ) ، فصفوا .

وقال أبو نضرة : كان عمر إذا أقيمت الصلاة استقبل الناس بوجهه ، ثم قال : أقيموا صفوفكم ، استووا قياما ، يريد الله بكم هدي الملائكة ، ثم يقول : ( وإنا لنحن الصافون ) ، تأخر يا فلان ، تقدم يا فلان ، ثم يتقدم فيكبر ، رضي الله عنه . رواه ابن أبي حاتم وابن جرير .

وفي صحيح مسلم عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض مسجدا ، وتربتها طهورا " الحديث .

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)

يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل ملائكته: ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) لله لعبادته .

التدبر :

وقفة
[165] ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ﴾ أي: الواقفون في العبادة صفوفًا؛ ولذلك أمر المسلمون بتسوية الصفوف في صلاتهم؛ ليقتدوا بالملائكة، وليس أحد من أهل الملل يصلون صفوفًا إلا المسلمين.
وقفة
[165] ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ﴾ من مقامات الفخر: الاصطفاف للصلاة؛ وكلمة (صافون) فيها مد وشدة؛ لأن اكتمال الصف في طوله وتراصه.
وقفة
[165] ﴿وَإِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ﴾ الاصطفاف والنظام ليسوا مطلوبين فقط عند أداء العبادات، إنما مطلوب فى كل أمور الحياة أيضًا.
عمل
[165] انضبط في الصفِّ مستويًا عند أدائِك الصَّلاةِ ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ﴾.
وقفة
[165، 166] كان عمر بن الخطاب إذا أقيمت الصلاة أقبل على الناس بوجهه، فقال: «يا أيها الناس استووا، إن الله إنما يريد بكم هدي الملائكة ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾، استووا، تقدم أنت يا فلان، تأخر أنت يا هذا، فإذا استووا تقدَّم فكبر».
وقفة
[165، 166] قالت الملائكة: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾ لم تمدح الملائكة نفسها بشيء إلا بالصلاة والتسبيح.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنّا:
  • الواو عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل في محل نصب اسم «ان».
  • ﴿ لَنَحْنُ الصَّافُّونَ:
  • اللام لام التوكيد-المزحلقة-.نحن: ضمير الفصل عند البصريين وضمير العماد عند الكوفيين لا محل له من الاعراب.الصافون: خبر «ان» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى: المصطفون. او الصافون اقدامنا في الصلاة او اجنحتنا في الهواء منتظرين ما نؤمر. ويجوز أن تكون «نحن» ضميرا منفصلا في محل رفع مبتدأ. و «الصافون»: خبره. والجملة الاسمية لَنَحْنُ الصَّافُّونَ»: في محل رفع خبر «إنّ».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [165] لما قبلها :     وبعد أن تبرأَ الملائكةُ مما قاله المشركون؛ وَصَفوا أنفُسَهم هنا بالمُبالَغةِ في العُبوديَّةِ؛ فإنَّهم يقفون صفوفًا في عبادة الله وطاعته، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [166] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ

التفسير :

[166] وإنا لنحن المنزِّهون الله عن كل ما لا يليق به.

{ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} لله عما لا يليق به. فكيف - مع هذا - يصلحون أن يكونوا شركاء للّه؟! تعالى الله.

وإنا لنحن المسبحون والمنزهون له - تعالى - عن كل مالا يليق به .

وقد ذكر الإِمام ابن كثير هنا جملة من الأحاديث منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه : " أطَّتْ اسماء وحق لها أن تَئِط - أى سمع لها صوت شديد - ليس فيها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد "

، ثم قرأ : ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصآفون . وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون )

( وإنا لنحن المسبحون ) أي : نصطف فنسبح الرب ونمجده ونقدسه وننزهه عن النقائص ، فنحن عبيد له ، فقراء إليه ، خاضعون لديه .

وقال ابن عباس ، ومجاهد : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) الملائكة ، ( وإنا لنحن الصافون ) الملائكة ، ( وإنا لنحن المسبحون ) : الملائكة يسبحون الله - عز وجل - .

وقال قتادة : ( وإنا لنحن المسبحون ) ، يعني : المصلون ، يثبتون بمكانهم من العبادة ، كما قال تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون . لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون . يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون . ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) [ الأنبياء : 26 - 29 ] .

( وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) له، يعني بذلك المصلون له.

وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وقال به أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عليّ بن الحسن بن شفيق المَرْوزي، قال: ثنا أبو معاذ الفضل بن خالد، قال: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول قوله ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) كان مسروق بن الأجدع، يروي عن عائشة أنها قالت: قال نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " مَا فِي السَّمَاءِ الدُّنْيا مَوْضِعُ قَدَمٍ إلا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أوْ قائم "، فذلك قول الله: وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، قال: قال عبد الله: إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدمه قائما; قال: ثم قرأ: ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله، قال: إن من السموات سماءً ما فيها موضع إلا فيه ملك ساجد، أو قدماه قائم، ثم قرأ: ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) .

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة، قال: كان عمر إذا أقيمت الصلاة أقبل على الناس بوجهه، فقال: يا أيها الناس استَوُوا، إن الله إنما يريد بكم هدى الملائكة ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) استَوُوا، تقدّم أنت يا فلان، تأخر أنت أي هذا، فإذا استَوُوا تقدّم فكبر.

حدثني موسى بن عبد الرحمن، قال: ثني أبو أسامة، قال: ثني الجريري سعيد بن إياس أبو مسعود، قال: ثني أبو نضرة، قال: كان عمر إذا أقيمت الصلاة استقبل الناس بوجهه، ثم قال: أقيموا صفوفكم واستووا فإنما يريد الله بكم هدي الملائكة، يقول: ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) ثم ذكر نحوه.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال; ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) قال: يعني الملائكة ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) قال: الملائكة صافون تسَبِّح لله عز وجل.

حدثني محمد بن عمرو. قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) قال: الملائكة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) قال: الملائكة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) قال: صفوف في السماء ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) : أي المصلون، هذا قول الملائكة يثنون بمكانهم من العبادة.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) قال: للصلاة.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط عن السديّ، قال: وذكر السديّ، عن عبد الله، قال: ما في السماء موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه، ساجدا أو قائما أو راكعا، ثم قرأ هذه الآية ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) قال: الملائكة، هذا كله لهم.

التدبر :

تفاعل
[166] ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾ سَبِّح الله الآن.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. اي وانا المذعنون لعبادته الخاضعون الممجدون المنزهون له سبحانه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [166] لما قبلها :     وبعد أن ذكروا صفوفَهم؛ ذكروا صلاتَهم، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [167] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ

التفسير :

[167] وإن كفار «مكة» ليقولون قبل بعثتك -أيها الرسول-

يخبر تعالى أن هؤلاء المشركين، يظهرون التمني، ويقولون:لو جاءنا من الذكر والكتب، ما جاء الأولين، لأخلصنا للّه العبادة، بل لكنا المخلصين على الحقيقة.

ثم أخبر - سبحانه - عن حال المشركين قبل أن يأتيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ . لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ الأولين . لَكُنَّا عِبَادَ الله المخلصين . فَكَفَرُواْ بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) .

و " إن " فى قوله ( وَإِن كَانُواْ . . . ) هى المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير محذوف .

والقائلون هم كفار مكة ، والفاء فى قوله ( فَكَفَرُواْ بِهِ ) وهى الفصيحة الدالة على محذوف مقدر .

والمعنى إن حال هؤلاء الكافرين وشأنهم ، أنهم كانوا يقولون قبل مجئ الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم.

وقوله : ( وإن كانوا ليقولون . لو أن عندنا ذكرا من الأولين . لكنا عباد الله المخلصين ) أي : قد كانوا يتمنون قبل أن تأتيهم يا محمد لو كان عندهم من يذكرهم بأمر الله ، وما كان من أمر القرون الأولى ، ويأتيهم بكتاب الله ، كما قال تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ) [ فاطر : 42 ] ، وقال : ( أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين . أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ) [ الأنعام : 156 ، 157 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( فكفروا به فسوف يعلمون ) ، وعيد أكيد وتهديد شديد ، على كفرهم بربهم - سبحانه وتعالى - وتكذيبهم - رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

وقوله ( وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ ) يقول تعالى ذكره: وكان هؤلاء المشركون من قريش يقولون قبل أن يبعث إليهم محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نبيا، ( لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأوَّلِينَ ) يعني كتابا أنـزل من السماء كالتوراة والإنجيل، أو نبي أتانا مثل الذي أتى اليهود والنصارى

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[167، 168] ﴿وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ انتقال من ذكر كفر المشركين بتعدد الإله وبإنكار البعث وما وصفوا به الرسول ﷺ من السحر والجنون ثم بما نسبوا لله مما لا يليق بإلهيته وما تخلل ذلك من المواعظ والوعيد لهم والوعد للمؤمنين والعبرة بمصارع المكذبين السابقين وما لقيه رسل الله من أقوامهم، فانتقل الكلام إلى ذكر ما كفر به المشركون من تكذيب القرآن الذي أنزله الله هدى لهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنْ كانُوا:
  • الواو استئنافية. ان: مخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة بينها وبين «ان» النافية. ولما دخلت «ان» على الجملة الفعلية اهملت وهي عند الكوفيين نافية لا عمل لها. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة. والجملة الفعلية بعدها في محل نصب خبرها.
  • ﴿ لَيَقُولُونَ:
  • اللام فارقة. يقولون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [167] لما قبلها :     وبعد ذِكرِ كفر المشركين بما نسبوا لله مما لا يليق بإلهيته؛ انتقلَ الحديثُ هنا إلى ذكرِ ما كفر به المشركون من تكذيب القرآن، قال تعالى:
﴿ وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [168] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ ..

التفسير :

[168]لو جاءنا من الكتب والأنبياء ما جاء الأولين قبلنا،

يخبر تعالى أن هؤلاء المشركين، يظهرون التمني، ويقولون:لو جاءنا من الذكر والكتب، ما جاء الأولين، لأخلصنا للّه العبادة، بل لكنا المخلصين على الحقيقة.

( لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ الأولين ) أى : لو أن عندنا كتابا من كتب الأولين كالتوراة والإِنجيل لكنا عباد الله المخلصين

وقوله : ( وإن كانوا ليقولون . لو أن عندنا ذكرا من الأولين . لكنا عباد الله المخلصين ) أي : قد كانوا يتمنون قبل أن تأتيهم يا محمد لو كان عندهم من يذكرهم بأمر الله ، وما كان من أمر القرون الأولى ، ويأتيهم بكتاب الله ، كما قال تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ) [ فاطر : 42 ] ، وقال : ( أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين . أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ) [ الأنعام : 156 ، 157 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( فكفروا به فسوف يعلمون ) ، وعيد أكيد وتهديد شديد ، على كفرهم بربهم - سبحانه وتعالى - وتكذيبهم - رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

( لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ ) الذين أخلصهم لعبادته، واصطفاهم لجنته.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) قال: قد قالت هذه الأمة ذاك قبل أن يبعث محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : لو كان عندنا ذكر من الأولين، لكنا عباد الله المخلصين; فلما جاءهم محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كفروا به، فسوف يعلمون.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ في قوله ( ذِكْرًا مِنَ الأوَّلِينَ ) قال: هؤلاء ناس من مشركي العرب قالوا: لو أن عندنا كتابا من كتب الأولين، أو جاءنا علم من علم الأولين قال: قد جاءكم محمد بذلك.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: رجع الحديث إلى الأولين أهل الشرك ( وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأوَّلِينَ )

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ) هذا قول مشركي أهل مكة، فلما جاءهم ذكر الأولين وعلم الآخرين، كفروا به فسوف يعلمون.

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ لَوْ أَنَّ:
  • حرف شرط‍ غير جازم «حرف امتناع لامتناع».ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
  • ﴿ عِنْدَنا ذِكْراً:
  • ظرف مكان متعلق بخبر «ان» مقدم وهو مضاف. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة.ذكرا: اسم «ان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى: كتابا. و «ان» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره:ثبت. التقدير: لو ثبت ذكر معنا بمعنى: لو انزل علينا كتاب.
  • ﴿ مِنَ الْأَوَّلِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لذكر. التقدير حالة كونه من الاولين لان «من» حرف جر بياني وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. المعنى: كتابا من كتب الامم السابقة فحذف المضاف المجرور واقيم المضاف اليه مقامه. والقول هو قول المشركين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [168] لما قبلها :     ولَمَّا كانوا يتمنون قبل أن يأتيهم الرسول أن لو كان عندهم من يذكِّرهم بأمر اللهِ ونهيِه ويأتيهم بكتاب من عنده؛ ذكرَ هنا قولَهم، قال تعالى:
﴿ لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [169] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

التفسير :

[169]لكنا عباد الله الصادقين في الإيمان، المخلَصين في العبادة.

يخبر تعالى أن هؤلاء المشركين، يظهرون التمني، ويقولون:لو جاءنا من الذكر والكتب، ما جاء الأولين، لأخلصنا للّه العبادة، بل لكنا المخلصين على الحقيقة.

لكنا عباد الله المخلصين: أى : لكنا بسبب وجود هذا الكتاب من عباد الله الذين يخلصون له العبادة والطاعة .

وقوله : ( وإن كانوا ليقولون . لو أن عندنا ذكرا من الأولين . لكنا عباد الله المخلصين ) أي : قد كانوا يتمنون قبل أن تأتيهم يا محمد لو كان عندهم من يذكرهم بأمر الله ، وما كان من أمر القرون الأولى ، ويأتيهم بكتاب الله ، كما قال تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ) [ فاطر : 42 ] ، وقال : ( أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين . أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ) [ الأنعام : 156 ، 157 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( فكفروا به فسوف يعلمون ) ، وعيد أكيد وتهديد شديد ، على كفرهم بربهم - سبحانه وتعالى - وتكذيبهم - رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

القول في تأويل قوله تعالى : فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)

يقول تعالى ذكره: فلما جاءهم الذكر من عند الله كفروا به، وذلك كفرهم بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وبما جاءهم به من عند الله من التنـزيل والكتاب، يقول الله: فسوف يعلمون إذا وردوا عليّ ماذا لهم من العذاب بكفرهم بذلك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[169، 170] ﴿لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ حجج الكفار للمكابرة، كان كفار مكة قبل نزول القرآن يقولون: لو نزل علينا كتاب من كتب الأولين كالتوراة والأنجيل؛ لكنا أعظم إيمانًا منهم وأكثر عبادة وإخلاصًا لله منهم، فلما جاءهم القرآن كفروا به.

الإعراب :

  • ﴿ لَكُنّا:
  • اللام واقعة في جواب «لو».كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
  • ﴿ عِبادَ اللهِ:
  • خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ‍ الجلالة:مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة. والجملة الفعلية «كنا عباد الله المخلصين» جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ الْمُخْلَصِينَ:
  • صفة-نعت-للعباد منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. اي الذين اخلصهم الله سبحانه لنفسه.'

المتشابهات :

الصافات: 169﴿ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 40﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 74﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 128﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ
الصافات: 160﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [169] لما قبلها :     وبعد بيان ما كانوا يتمنونه قبل أن يأتيهم الرسول؛ بينوا هنا أنهم لو جاءهم لأخلصوا لله العبادة، قال تعالى:
﴿ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [170] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ

التفسير :

[170] فلما جاءهم ذكر الأولين، وعلم الآخرين، وأكمل الكتب، وأفضل الرسل، وهو محمد -صلى الله عليه وسلم-، كفروا به، فسوف يعلمون ما لهم من العذاب في الآخرة.

وهم كَذَبَة في ذلك، فقد جاءهم أفضل الكتب فكفروا به، فعلم أنهم متمردون على الحق{ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} العذاب حين يقع بهم، ولا يحسبوا أيضا أنهم في الدنيا غالبون.

فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالكتاب المبين كما تمنوا وطلبوا ، فكانت النتيجة أن كفروا به ، فسوف يعلمون سوء عاقبة هذا الكفر ، ( يَوْمَ يَغْشَاهُمُ العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ).

وقوله : ( وإن كانوا ليقولون . لو أن عندنا ذكرا من الأولين . لكنا عباد الله المخلصين ) أي : قد كانوا يتمنون قبل أن تأتيهم يا محمد لو كان عندهم من يذكرهم بأمر الله ، وما كان من أمر القرون الأولى ، ويأتيهم بكتاب الله ، كما قال تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا ) [ فاطر : 42 ] ، وقال : ( أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين . أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ) [ الأنعام : 156 ، 157 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( فكفروا به فسوف يعلمون ) ، وعيد أكيد وتهديد شديد ، على كفرهم بربهم - سبحانه وتعالى - وتكذيبهم - رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ قال: لما جاء المشركين من أهل مكة ذكر الأولين وعلم الآخرين كفروا بالكتاب ( فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) يقول: قد جاءكم محمد بذلك، فكفروا بالقرآن وبما جاء به محمد.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[170] ﴿فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ يعلمون عاقبة كفرهم حين لا ينفعهم ندمهم على تقصيرهم.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَفَرُوا بِهِ:
  • الفاء استئنافية او عاطفة على محذوف بتقدير فجاءهم الرسول الكريم بالذكر اي الكتاب وهو القرآن فكفروا به. كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. به جار ومجرور متعلق بكفروا.
  • ﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ:
  • الفاء سببية. سوف: حرف تسويف-استقبال-.يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعولها لانه معلوم بمعنى: فسوف يعلمون مغبة تكذيبهم وكفرهم وما يحل بهم من الانتقام.'

المتشابهات :

الفرقان: 42﴿إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا
الحجر: 3﴿ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
الحجر: 96﴿ٱلَّذِينَ يَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
العنكبوت: 66﴿لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ وَلِيَتَمَتَّعُواْۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
الصافات: 170﴿فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
غافر: 70﴿ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلۡكِتَٰبِ وَبِمَآ أَرۡسَلۡنَا بِهِۦ رُسُلَنَاۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
الزخرف: 89﴿فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [170] لما قبلها :     وبعد بيان ما كانوا يتمنونه؛ رَدَّ اللهُ هنا على قولِهم هذا، وبَيَّنَ أنهم كانوا كاذبين، وأن حالَهم بعد مجيئه كانت على غير ما قالوا، قال تعالى:
﴿ فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [171] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[171] ولقد سبقت كلمتنا -التي لا مردَّ لها- لعبادنا المرسلين،

قد سبقت كلمة اللّه التي لا مرد لها ولا مخالف لها لعباده المرسلين وجنده المفلحين.

ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة ببشارة المؤمنين بنصره ، وبتسلية النبى صلى الله عليه وسلم عما أصابه من أعدائه ، فقال - تعالى - :

( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا . . . ) .

المراد بكلمتنا فى قوله : ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا . . ) ما وعد الله - تعالى - به رسله وعباده الصالحين من جعل العاقبة الطيبة لهم .

يقول تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ) أي : تقدم في الكتاب الأول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) [ المجادلة : 21 ] ، وقال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) [ غافر : 51 ] ; ولهذا قال : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين)

وقوله ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) يقول تعالى ذكره: ولقد سبق منا القول لرسلنا إنهم لهم المنصورون: أي مضى بهذا منا القضاء والحكم في أمّ الكتاب، وهو أنهم لهم النُّصرة والغَلبة بالحجج.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[171، 172] ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ﴾ كيف يستقيم هذا مع ما جاء في القرآن أن من أنبياء الله من قتل كيحيى وزكريا عليهما السلام؟ والجواب من أربعة وجوه: أن هذا الحكم بناء على الأغلب. الكلام عمن أمر بالجهاد من المرسلين، فقد تكفل الله لهم بالنصر، وأما من لم يؤمر بجهاد، فقتلهم غير منافي للآية. والانتصار نوعان: بالحجة والبرهان، وبالسيف والسنان، والانتصار بمعني الانتقام، وقد يكون حال وجود النبي بينهم، كما حصل لقوم نوح وعاد وثمود، أو بعد وفاة النبي، كما انتقم الله من قتلة يحيى وزكرياء وممن حاول صلب المسيح، فقد سلط عليهم أعداءهم فغلبوهم وقتلوهم.
وقفة
[171، 172] ﴿وَلَقَد سَبَقَت كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا المُرسَلينَ * إِنَّهُم لَهُمُ المَنصورونَ﴾ سُنة إلهية.
عمل
[171، 172] انصر هذه الأمة برسالة ترسلها لتكون من عباد الله الناصرين لدينه ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ:
  • الواو استئنافية: واللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. سبقت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ كَلِمَتُنا:
  • فاعل مرفوع بالضمة. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. والكلمة هي قوله إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ» وقد سماها كلمة وهي عدة كلمات لانها لما انتظمت في معنى واحد كانت في حكم كلمة مفردة على تقدير: وعندنا لهم بالنصر والغلبة.
  • ﴿ لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بسبقت. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. و «المرسلين» صفة-نعت-للعباد مجرورة مثلها وعلامة جرها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [171] لما قبلها :     ولَمَّا هدَّدَ اللهُ الكُفَّارَ بقَولِه: ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾؛ أتبعه هنا بما يُقوِّي قَلبَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

كلمتنا:
1- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالجمع، وهى قراءة الضحاك.

مدارسة الآية : [172] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ

التفسير :

[172]أن لهم النصرة على أعدائهم بالحجة والقوة،

أنهم الغالبون لغيرهم، المنصورون من ربهم، نصرا عزيزا، يتمكنون فيه من إقامة دينهم، وهذه بشارة عظيمة لمن اتصف بأنه من جند اللّه، بأن كانت أحواله مستقيمة، وقاتل من أمر بقتالهم، أنه غالب منصور.

ومن الآيات التى ودرت فى هذا المعنى قوله - تعالى - : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين آمَنُواْ فِي الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد ) وقوله - سبحانه - ( كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) أى : والله لقد سبق وعدنا لعبادنا المرسلين بالنصر والفوز ( إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون ) على أعدائهم.

أي : في الدنيا والآخرة . كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم ممن كذبهم وخالفهم ، وكيف أهلك الله الكافرين ، ونجى عباده المؤمنين .

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ) حتى بلغ: ( لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) قال: سبق هذا من الله لهم أن ينصرهم.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) يقول: بالحجج.

وكان بعض أهل العربية يتأوّل ذلك: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين بالسعادة. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله: " ولقد سبقت كلمتنا على عبادنا المرسلين " فجعلت على مكان اللام، فكأن المعنى: حقت عليهم ولهم، كما قيل: على مُلك سليمان، وفي مُلك سليمان، إذ كان معنى ذلك واحدا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[172] ﴿إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ﴾ استبشر الآن.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّهُمْ لَهُمُ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان».لهم: اللام لام التوكيد-المزحلقة-و «هم» ضمير الغائبين في محل رفع مبتدأ وحرك آخره بالضمة للاشباع.
  • ﴿ الْمَنْصُورُونَ:
  • خبر «هم» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. والجملة الاسمية «هم المنصورون» في محل رفع خبر «ان» ويجوز ان تكون «هم» في «لهم» ضمير فصل عند البصريين وعمادا عند الكوفيين لا محل له من الاعراب. فتكون: المنصورون خبر «ان».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [172] لما قبلها :     وبعد بيان أنه قد سبقت كلمة اللّه التي لا مرد لها؛ ذكرَ اللهُ هنا الوَعْد لِرُسُلِه، بأنَّهم هُم الَّذينَ يَنصرُهم اللهُ في الدُّنيا والآخِرةِ، وأنَّ العاقِبةَ تَكونُ لهم، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [173] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ

التفسير :

[173] وأن جندنا المجاهدين في سبيلنا لهم الغالبون لأعدائهم في كل مقام باعتبار العاقبة والمآل.

أنهم الغالبون لغيرهم، المنصورون من ربهم، نصرا عزيزا، يتمكنون فيه من إقامة دينهم، وهذه بشارة عظيمة لمن اتصف بأنه من جند اللّه، بأن كانت أحواله مستقيمة، وقاتل من أمر بقتالهم، أنه غالب منصور.

( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون ) لمن عاداهم وناوأهم .

وهذا الوعد بالنصر لا يتعارض مع هزيمتهم فى بعض المواطن - كيوم أحد مثلا - لأن هذه الهزيمة إنما هى لون من الابتلاء الذى اقتضته حكمة الله - تعالى - ليتميز قوى الإِيمان من ضعيفه ، أما النصر فى النهاية فهو للمؤمنين وهذا ما حكاه لنا التاريخ الصحيح ، فقد تم فتح مكة ، ودخل الناس فى دين الله أفواجا ، بعد أن جاهد النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهزموا الكافرين ، ولم يفارق الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا إلا بعد أن صارت كلمة الله هى العليا ، وكلمة الذين كفروا هى السفلى .

( وإن جندنا لهم الغالبون ) أي : تكون لهم العاقبة .

وقوله ( وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) يقول: وإن حزبنا وأهل ولايتنا لهم الغالبون، يقول: لهم الظفر والفلاح على أهل الكفر بنا، والخلاف علينا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[173] ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ التأييد والنصر والرفعة لا يكون إلا من عظم الله ونصره بنفسه، وقدم ما يرضيه، وابتعد عن ما يغضب.
وقفة
[173] ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ أخبرك بنهاية المعركة، المهم هنا أنت من جند من؟
وقفة
[173] ﴿إِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ بهذا اليقين ينبثق الشعاع المنير في ليل اليأس والكرب فتأتي جنود حسن الظن وبشائر الخير: ﴿تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ﴾ [يوسف: 100].
وقفة
[173] ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ هذه بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبة.
وقفة
[173] ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ بشرى ليزدادَ المؤمنون يقينًا بنهايةِ الصِّراع الجاري بين الحقِّ والباطلِ لصالح أهلِ الحقِّ.
وقفة
[173] ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ فإذا ما غُـلبوا فهناك خللٌ في جُنديَّتِهم للهِ.
وقفة
[173] ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ وعد لا يتخلَّف، وسُنَّة كونية مطردة، فإذا ما غُلِب المسلمون، فليحاسبوا أنفسهم، ويراجعوا شروط جنديتهم لربهم.
وقفة
[173] ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ الدين منصور؛ فكن ممن له أثر في نصر الإسلام.
وقفة
[173] ذكر الله في كتابه مبشرات ليزداد المؤمنون إيمانا ويقينا بنهاية الصراع الجاري بين الحق والباطل لصالح أهل الحق ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
وقفة
[173] الجنود كثيرون، وهم إما جند لله، أو جند ﻹبليس، فأما جند الله: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، وأما جند إبليس: ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ﴾ [الشعراء: 94، 95].
وقفة
[173] القوة تكون في حق أو في باطل، فإن كانت في الحق فإن الله قال: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ وإن كانت في الباطل فإن الله قال: ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾.
وقفة
[171-173] ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ سُنَّة الله نصر المرسلين وورثتهم بالحجة والغلبة، وفي الآيات بشارة عظيمة؛ لمن اتصف بأنه من جند الله، أنه غالب منصور.
وقفة
[171-173] ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ اعتقد جازمًا أن دين الله تعالى منصور لا محالة.
عمل
[171-173] ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ اجتهد من الآن في نصرة دين الله، واستبشر بنصر الله.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ
  • الآية معطوفة بالواو على الآية السابقة وتعرب اعرابها. جند: اسم «ان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [173] لما قبلها :     ولَمَّا خَصَّ بِذَلِكَ المُرْسَلِينَ؛ عَمَّ هنا، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [174] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ

التفسير :

[174] فأعرض -أيها الرسول- عَمَّن عاند، ولم يقبل الحق حتى تنقضي المدة التي أمهلهم فيها، ويأتي أمر الله بعذابهم،

ثم أمر رسوله بالإعراض عمن عاندوا، ولم يقبلوا الحق، وأنه ما بقي إلا انتظار ما يحل بهم من العذاب،

ثم أمر الله - تعالى - رسوله صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن المشركين ، وبالصبر على أذاهم ، فقال : ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ ) أى : فأعرض عنهم إلى وقت الذى يأذن الله لك فيه بقتالهم.

وقوله جل وعلا ( فتول عنهم حتى حين ) أي : اصبر على أذاهم لك ، وانتظر إلى وقت مؤجل ، فإنا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر ; ولهذا قال بعضهم : غيى ذلك إلى يوم بدر . وما بعدها أيضا في معناها .

القول في تأويل قوله تعالى : فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174)

يعني تعالى ذكره بقوله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ) : فأعرض عنهم إلى حين.

واختلف أهل التأويل في هذا الحين، فقال بعضهم: معناه إلى الموت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ) : أي إلى الموت.

وقال آخرون: إلى يوم بدر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ) قال: حتى يوم بدر. وقال آخرون: معنى ذلك: إلى يوم القيامة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ) قال: يوم القيامة.

وهذا القول الذي قاله السديّ، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنـزيل، وذلك أن الله توعدهم بالعذاب الذي كانوا يستعجلونه، فقال: ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ) ، وأمر نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يُعْرِض عليهم إلى مجيء حينه. فتأويل الكلام: فتول عنهم يا محمد إلى حين مجيء عذابنا، ونـزوله بهم.

التدبر :

وقفة
[174] ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ﴾ أمر أعدائك إلى بوار، وقوتهم إلى زوال، فلا يغرنك الإمهال، ولا ما استدرجهم الله به من طيب الأحوال.
وقفة
[174] ﴿فَتَوَلَّ عَنهُم حَتّى حينٍ﴾ التولى والإعراض له ضرورة ولكنه مؤقت، وهذا يعد من أساليب الإمهال.

الإعراب :

  • ﴿ فَتَوَلَّ:
  • لفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. تول: فعل امر مبني على حذف آخره-حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. بمعنى: فأعرض عنهم وتحمل أذاهم.
  • ﴿ عَنْهُمْ:
  • حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بتول.
  • ﴿ حَتّى حِينٍ:
  • حتى: حرف غاية وجر. حين: اسم مجرور بحتى وعلامة جره الكسرة. اي الى مدة يسيرة وهي مدة الكف عن القتال حتى يتحقق الوعد بنصرك وقيل الى يوم القيامة ونون لانقطاعه عن الاضافة. والجار والمجرور متعلق بتول او يجوز ان يكون متعلقا بحال محذوفة. التقدير:مبتعدا عنهم الى حين.'

المتشابهات :

الصافات: 174﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ
الصافات: 178﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [174] لما قبلها :     ولَمَّا ثَبَت لا محالةَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو المنصورُ؛ لأنَّه مِن المُرسَلينَ ومِن جُندِ اللهِ، بل هو أعلاهم؛ أمرَ اللهُ رسولَه هنا أن يفارق المكذبين، قال تعالى:
﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [175] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ

التفسير :

[175]وأنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب بمخالفتك؟ فسوف يرون ما يحل بهم من عذاب الله.

{ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} من يحل به النكال، فإنه سيحل بهم.

( وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) أى : وانظر إليهم وراقبهم عندما ينزل بهم عذابنا ، فسوف يبصرون هم ذلك فى دنياهم وفى آخرتهم .

والأمر بمشاهدة ذلك : إشعار بأن نصره صلى الله عليه وسلم عليهم ، آت لا ريب فيه حتى لكأنه وواقع بين يديه ، مشاهد أمامه .

وقوله : ( وأبصرهم فسوف يبصرون ) أي : أنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب والنكال على مخالفتك وتكذيبك ; ولهذا قال على وجه التهديد والوعيد : ( فسوف يبصرون ) .

وقوله ( وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) : وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من عقابنا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) حين لا ينفعهم البصر.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) يقول: أنظرهم فسوف يبصرون ما لهم بعد اليوم، قال: يقول: يبصرون يوم القيامة ما ضيعوا من أمر الله، وكفرهم بالله ورسوله وكتابه، قال: فأبصرهم وأبصر، واحد.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[175] ﴿وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾ قال قتادة: «سوف يبصرون حين لا ينفعهم الإبصار»، فهو توعد بأن كل آت قريب.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَبْصِرْهُمْ:
  • الواو عاطفة. ابصر: فعل امر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. اي وانظر الى ما سيلاقون من العذاب.
  • ﴿ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ:
  • الفاء استئنافية. سوف: حرف استقبال-تسويف-.يبصرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وفي القول الكريم وعيد. اي سوف يبصرون العذاب النازل بهم ويبصرون ايضا نصرك عليهم. فحذف المفعول به اختصارا لأنه معلوم'

المتشابهات :

الصافات: 175﴿ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
الصافات: 179﴿ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [175] لما قبلها :     وبعد أن أمرَ اللهُ رسولَه أن يفارق المكذبين؛ هَدَّدَهم هنا وتوعدهم، قال تعالى:
﴿ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [176] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ

التفسير :

[176] أفبنزول عذابنا بهم يستعجلونك أيها الرسول؟

والاستفهام فى قوله - سبحانه - : ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ) للتوبيخ والتأنيب .

أى أبلغ الجهل وانطماس البصيرة بهؤلاء المشركين ، أنهم يستعجلون عذابنا .

عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن المشركين قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : يا محمد أرنا العذاب الذى تخوفنا به ، فنزلت هذه الآية .

ثم قال - عز وجل - ( أفبعذابنا يستعجلون ) أي : هم إنما يستعجلون العذاب لتكذيبهم وكفرهم ، فإن الله يغضب عليهم بذلك ، ويعجل لهم العقوبة ، ومع هذا أيضا كانوا من كفرهم وعنادهم يستعجلون العذاب والعقوبة .

وقوله ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ) يقول: فبنـزول عذابنا بهم يستعجلونك يا محمد، وذلك قولهم للنبي مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[176] ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ الاستعجال نوعان: قولي بطلب العذاب، وعملي بالإغراق في المعاصي عنادًا واستخفافًا.
وقفة
[176] ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المشركين قالوا للنبي ﷺ: «يا محمد، أرنا العذاب الذي تخوفنا به»، فنزلت هذه الآية.
تفاعل
[176] ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَبِعَذابِنا:
  • الهمزة همزة انكار وتهكم والفاء حرف عطف دخلت عليه همزة الانكار. بعذاب: جار ومجرور متعلق بيستعجلون. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يَسْتَعْجِلُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وفي القول الكريم تعنيف لهم. اي كيف يستعجل العذاب من هو معرض لعذاب.'

المتشابهات :

الشعراء: 204﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ
الصافات: 176﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [176] لما قبلها :     وبعد أن هَدَّدَهم اللهُ؛ وَبَّخَهم هنا على استعجالهم العذاب، قال تعالى:
﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [177] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ ..

التفسير :

[177]فإذا نزل عذابنا بهم، فبئس الصباح صباحهم.

{ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ} أي:نزل عليهم، وقريبا منهم{ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} لأنه صباح الشر والعقوبة، والاستئصال.

ثم بين- سبحانه- حالهم عند ما ينزل بهم هذا العذاب الذي استعجلوا نزوله فقال فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ.

والساحة في الأصل تطلق على الفناء الواسع للدار والمراد بها هنا القوم الذين يكونون فيها والمخصوص بالذم محذوف.

أى: فإذا نزل العذاب بهؤلاء المشركين. فبئس الصباح صباحهم. ولن ينفعهم حينئذ ندم أو توبة، وخص الصباح بالذكر، لأن العذاب كان يأتيهم فيه في الغالب.

أخرج الشيخان عن أنس، رضى الله عنه. قال: صبح رسول الله صلّى الله عليه وسلم خيبر، فلما خرجوا بفئوسهم ومساحيهم ورأوا الجيش، رجعوا يقولون: محمد والله، محمد والخميس- أى: والجيش فقال صلّى الله عليه وسلم: «الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» .

قال الله تعالى : ( فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ) أي : فإذا نزل العذاب بمحلتهم ، فبئس ذلك اليوم يومهم ، بإهلاكهم ودمارهم .

قال السدي : ( فإذا نزل بساحتهم ) يعني : بدارهم ، ( فساء صباح المنذرين ) أي : فبئس ما يصبحون ، أي : بئس الصباح صباحهم ; ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث إسماعيل بن علية ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس - رضي الله عنه - قال : صبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر ، فلما خرجوا بفؤوسهم ومساحيهم ورأوا الجيش ، رجعوا [ وهم ] يقولون : محمد والله ، محمد والخميس . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " الله أكبر ، خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " ورواه البخاري من حديث مالك ، عن حميد ، عن أنس .

وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن أبي طلحة قال : لما صبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر ، وقد أخذوا مساحيهم وغدوا إلى حروثهم وأرضيهم ، فلما رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ولوا مدبرين ، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " الله أكبر ، الله أكبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " لم يخرجوه من هذا الوجه ، وهو صحيح على شرط الشيخين .

وقوله ( فَإِذَا نـزلَ بِسَاحَتِهِمْ ) يقول: فإذا نـزل بهؤلاء المشركين المستعجلين بعذاب الله العذاب. العرب تقول: نـزل بساحة فلان العذاب والعقوبة، وذلك إذا نـزل به; والساحة: هي فناء دار الرجل، ( فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ) يقول: فبئس صباح القوم الذين أنذرهم رسولنا نـزول ذلك العذاب بهم فلم يصدقوا به.

ونحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد قال ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( فَإِذَا نـزلَ بِسَاحَتِهِمْ ) قال: بدارهم، ( فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ) قال: بئس ما يصبحون.

التدبر :

وقفة
[177] ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ﴾ احذر أن تهتك ستار الليل بالمعاصي، فربما تنتهي المهلة مع الصباح!
وقفة
[177] ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ﴾ الصباح له رونقٌ خاص وجمالٌ لا يعرفه إلا أهل الإيمان.
وقفة
[177] ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ﴾ للصباح ذكريات رائعة مع كل مؤمن، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا غَزَا بِنَا قَوْمًا لَمْ يَكُنْ يَغْزُو بِنَا حَتَّى يُصْبِحَ وَيَنْظُرَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا رَكِبَ وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْنَا بِمَكَاتِلِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا النَّبِيَّ ﷺ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، قَالَ فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ ﴿فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ﴾. [البخاري 610، الْخَمِيسُ: الجيش].

الإعراب :

  • ﴿ فَإِذا:
  • الفاء استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط‍ مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه. والجملة الفعلية بعده: في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف.
  • ﴿ نَزَلَ بِساحَتِهِمْ:
  • فعل ماض مبني على الفتح وقد اسند الى الجار والمجرور والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اي العذاب الذي يستعجلون.بساحة: جار ومجرور متعلق بنزل. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى: فاذا حل بفنائهم.
  • ﴿ فَساءَ صَباحُ:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب والفاء واقعة في جواب الشرط‍.ساء: فعل ماض لانشاء الذم لانها من معاني «بئس».صباح: فاعل «ساء» مرفوع بالضمة وحذف المخصوص بالذم لوجود ما يدل عليه. التقدير: فقد ساء صباح المنذرين صباحهم واللام في «المنذرين» مبهم في جنس من انذروا لان «ساء» يقتضي ذلك.
  • ﴿ الْمُنْذَرِينَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [177] لما قبلها :     وبعد توبيخهم لاستعجالهم العذاب؛ بَيَّنَ اللهُ هنا حالَهم عندما ينزل بهم هذا العذاب الذي استعجلوا نزوله، قال تعالى:
﴿ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

نزل:
1- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن مسعود.

مدارسة الآية : [178] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ

التفسير :

[178] وأعرض عنهم حتى يأذن الله بعذابهم،

ثم كرر الأمر بالتَّولي عنهم، وتهديدهم بوقوع العذاب.

ثم كرر - سبحانه - تهديده ووعيده لهم على سبيل التأكيد لعلهم يعتبرون فقال : ( وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ . وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) أى : وأعرض عنهم حتى حين .

قوله "وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون" تأكيد لما تقدم من الأمر بذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.

القول في تأويل قوله تعالى : وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : وأعرض يا محمد عن هؤلاء المشركين، وخلهم وقريتهم على ربهم ( حَتَّى حِينٍ ) يقول: إلى حين يأذن الله بهلاكهم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[178] فى الحياة عود نفسك على خسارة الآخرين، تمرن على الوحدة، صادق نفسك، كأنك صديق نفسك، بحكمة القدوم للحياة وحيدًا ومغادرتها بالطريقة نفسها، لم تأت من فراغ ﴿وتولّى عنهم﴾.
وقفة
[178] أمرنا الله تعالى بالإعراض عن المكذبين ﴿وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ﴾.
وقفة
[178، 179] ﴿وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾ قال أبو حيان: «كرر الأمر بالتولي، تأنيسًا له عليه الصلاة والسلام، وتسلية وتأكيدًا لوقوع الميعاد؛ ولم يقيد أمره بالإبصار، كما قيَّده في الأول، إما لاكتفائه به في الأول فحذفه اختصارًا، وإما لما في ترك التقييد من جولان الذهن فيما يتعلق به الإبصار منه من صنوف المساءات، والإبصار منهم من صنوف المساءات».

الإعراب :

  • ﴿ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتّى حِينٍ
  • اعربت في الآية الكريمة الرابعة والسبعين بعد المائة. وقد ثنى سبحانه هذا القول ليكون تأكيدا لوقوع الميعاد الى تأكيد.'

المتشابهات :

الصافات: 174﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ
الصافات: 178﴿ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [178] لما قبلها :     وبعد تهديدهم؛ كررَ اللهُ هنا الأمر بالتولي عنهم، قال تعالى:
﴿ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [179] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ

التفسير :

[179]وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب والنكال.

وأبصر ما توعدناهم به من عذاب أليم ، فسوف يبصرون هم ذلك .

قوله "وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون" تأكيد لما تقدم من الأمر بذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.

( وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) يقول: وانظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من عقابنا في حين لا تنفعهم التوبة، وذلك عند نـزول بأس الله بهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[178، 179] ﴿وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾ قال الرازي: «قيل: المراد من هذه الكلمة في ما تقدم أحوال الدنيا، وفي هذه الكلمة أحوال القيامة، وعلى هذا التقدير فالتكرير زائل».

الإعراب :

  • ﴿ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
  • اعربت في الآية الكريمة الخامسة والسبعين بعد المائة. ومفعول «أبصر» عذاب الدنيا لهم. ومفعول «يبصرون» عذاب الآخرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [179] لما قبلها :     وبعد أن كررَ اللهُ الأمرَ بالتولي عنهم؛ كررَ هنا تهديدَه ووعيدَه لهم على سبيل التأكيد لعلهم يعتبرون، قال تعالى:
﴿ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [180] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا ..

التفسير :

[180] تنزَّه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.

ولما ذكر في هذه السورة، كثيرا من أقوالهم الشنيعة، التي وصفوه بها، نزه نفسه عنها .{ سُبْحَانَ رَبِّكَ} أي:تنزه وتعالى{ رَبِّ الْعِزَّةِ} [أي:] الذي عز فقهر كل شيء، واعتز عن كل سوء يصفونه به.

( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ ) أى : تنزه وتقدس ربك - أيها الرسول الكريم - عما وصفه به الواصفون الجاهلون من صفات لا تليق بذاته .

وقوله ( رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ ) بدل من ربك : أى هو صاحب العزة والغلبة والقوة التى لا يقف أمام قوتها شئ والتى لا يملكها أحد سواه .

ينزه تعالى نفسه الكريمة ويقدسها ويبرئها عما يقوله الظالمون المكذبون المعتدون - تعالى وتقدس عن قولهم علوا كبيرا - ولهذا قال : ( سبحان ربك رب العزة ) ، أي : ذي العزة التي لا ترام ، ( عما يصفون ) أي : عن قول هؤلاء المعتدين المفترين .

وقوله ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول تعالى ذكره تنـزيها لربك يا محمد وتبرئة له.( رَبِّ الْعِزَّةِ ) يقول: ربّ القوّة والبطش ( عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول: عمَّا يصف هؤلاء المفترون عليه من مشركي قريش، من قولهم ولد الله، وقولهم: الملائكة بنات الله، وغير ذلك من شركهم وفريتهم على ربهم.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) : أي عما يكذبون يسبح نفسه إذا قيل عليه البهتان.

التدبر :

وقفة
[180] لما ذكر في هذه السورة كثيرًا من أقوالهم الشنيعة التي وصفوه بها نزه نفسه عنها فقال: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ﴾.
وقفة
[180] ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ سورة الصافات سورة الاستسلام لله تعالى وأوامره، فالكون كله مستسلم لله سبحانه وتعالى، بدءً من الملائكة الذين افتتحت السورة بذكرهم: ﴿والصافات صفا﴾ [1]، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وذكرت السورة قصة إبراهيم عليه السلام وولده اسماعيل واستسلامهما لأمر الله تعالى، ولم ترد هذه الجزئية من القصة إلا في هذه السورة، لتتناسب مع مقصدها، وذكرت نماذج من الأنبياء الذين استسلموا لأوامر الله تعالى، وناسب أن تختتم السورة بستبيح الله تعالى وتنزيهه وحمده على أنه رب العالمين.
تفاعل
[180] ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ سَبِّح الله الآن، قل مثلًا: «سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».
عمل
[180] نزه الله وسبحه إذا سمعت قـول الأفاكين ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة التاسعة والخمسين بعد المائة. رب العزة: بدل من «ربك» وقد اضيف الرب الى العزة لاختصاصه سبحانه بها بمعنى: ذو العزة. والكاف في كلمة «ربك» ضمير متصل-المخاطب- مبني على الفتح في محل جر بالاضافة'

المتشابهات :

الصافات: 180﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ
الأنبياء: 22﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
الزخرف: 82﴿سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [180] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ تعالَى في هذه السُّورةِ كَثيرًا مِن أقوالِ المُشرِكينَ الشَّنيعةِ التي وَصَفوه بها؛ نزَّه نَفسَه عنها، فقال تعالى:
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [181] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[181] وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين.

{ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} لسلامتهم من الذنوب والآفات، وسلامة ما وصفوا به فاطر الأرض والسماوات.

( وَسَلاَمٌ على المرسلين ) أى : سلام وأمان وتحية منا على المرسلين.

( وسلام على المرسلين ) أي : سلام الله عليهم في الدنيا والآخرة ; لسلامة ما قالوه في ربهم ، وصحته وحقيته .

وقوله ( وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) يقول: وأمة من الله للمرسلين الذين أرسلهم إلى أممهم الذي ذكرهم في هذه السورة وغيرهم من فزع يوم العذاب الأكبر، وغير ذلك من مكروه أن ينالهم من قبل الله تبارك وتعالى.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " إذا سلمتم عليّ فسلموا على المرسلين فإنما أنا رسول من المرسلين ".

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[181، 182] ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ نزه تعالي نفسه عما وصفه به الكفار مما لا يليق به سبحانه، فإنه حكى عنهم في هذه السورة أقوالا كثيرة شنيعة، وختم بتعميم السلام على الرسل الكرام وبحمده سبحانه، وهو تعليم للعباد أساس الحمد والثناء على الله ورسله.

الإعراب :

  • ﴿ وَسَلامٌ:
  • الواو استئنافية. سلام: خبر مبتدأ مضمر بتقدير: هو سلام او وامري سلام. ويجوز ان يكون مبتدأ لانه نكرة موصوفة على المعنى وحذفت صفته بمعنى: سلام من الله.
  • ﴿ عَلَى الْمُرْسَلِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [181] لما قبلها :     وبعد أن نزَّه اللهُ نَفسَه عما وصفه به المشركون؛ ذكرَ هنا ما يدل على تشريف رسله الواصفين له بما هو له أهل، قال تعالى:
﴿ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [182] :الصافات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

التفسير :

[182] والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة، فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له.

{ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الألف واللام، للاستغراق، فجميع أنواع الحمد، من الصفات الكاملة العظيمة، والأفعال التي ربى بها العالمين، وأدرَّ عليهم فيها النعم، وصرف عنهم بها النقم، ودبرهم تعالى في حركاتهم وسكونهم، وفي جميع أحوالهم، كلها للّه تعالى، فهو المقدس عن النقص، المحمود بكل كمال، المحبوب المعظم، ورسله سالمون مسلم عليهم، ومن اتبعهم في ذلك له السلامة في الدنيا والآخرة. [وأعداؤه لهم الهلاك والعطب في الدنيا والآخرة]

تم تفسير سورة الصافات في 6 شوال سنة 1343هـ على يد جامعه:عبد الرحمن بن ناصر السعدي وصلى اللّه على سيدنا محمد وسلم تسليما والحمد للّه الذي بنعمته تتم الصالحات.

( والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين ) أى : والثناء الكامل لله - تعالى - رب العالمين جميعا وخالقهم ورازقهم ، ومحييهم ومميتهم .

وبعد فهذا تفسير لسورة الصافات، نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

( والحمد لله رب العالمين ) أي : له الحمد في الأولى والآخرة في كل حال . ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة ، ويستلزم إثبات الكمال ، كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة ، ويستلزم التنزيه من النقص - قرن بينهما في هذا الموضع ، وفي مواضع كثيرة من القرآن ; ولهذا قال : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين )

وقال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين ، فإنما أنا رسول من المرسلين " . هكذا رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من حديث سعيد ، عنه كذلك .

وقد أسنده ابن أبي حاتم ، رحمه الله ، فقال : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، حدثنا أبو بكر الأعين ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة قالا حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا شيبان ، عن قتادة قال : حدثنا أنس بن مالك ، عن أبي طلحة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين " .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا نوح ، حدثنا أبو هارون ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا سلم قال : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين ) ثم يسلم . إسناده ضعيف .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمار بن خالد الواسطي ، حدثنا شبابة ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن الشعبي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة ، فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين ) وروي من وجه آخر متصل موقوف على علي ، رضي الله عنه .

قال أبو محمد البغوي في تفسيره : أخبرنا أبو سعيد أحمد بن شريح ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا إبراهيم بن سهلويه ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا وكيع ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي - رضي الله عنه - قال : من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه في مجلسه : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين ) .

وروى الطبراني من طريق عبد الله بن صخر بن أنس ، عن عبد الله بن زيد بن أرقم ، عن أبيه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " من قال دبر كل صلاة : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين ) ثلاث مرات ، فقد اكتال بالجريب الأوفى من الأجر " .

وقد وردت أحاديث في كفارة المجلس : سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . وقد أفردت لها جزءا على حدة ، فلتكتب هاهنا إن شاء الله تعالى .

آخر تفسير سورة الصافات .

( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يقول تعالى ذكره: والحمد لله رب الثقلين الجن والإنس، خالصا دون ما سواه،لأن كلّ نعمة لعباده فمنه، فالحمد له خالص لا شريك له، كما لا شريك له في نعمه عندهم، بل كلها من قبله، ومن عنده.

(آخر تفسير سورة الصافات)

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[182] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ﴾ ما أجملها من كلمة حين تسمعها بأصوات المرضى الخافتة، وعلى شفاه النفوس المتعبة، يقولون: «يا رب لك الحمد» في غمرات الألم!
وقفة
[182] ﴿وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الحمد لله رب الثقلين: الجن، والإنس، خالصًا دون ما سواه؛ لأن كل نعمة لعباده فمنه، فالحمد له خالص لا شريك له، كما لا شريك له في نعمه عندهم.
وقفة
[182] ﴿وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ افتتاح يستشعر معه المؤمن كمال الله تعالى وصفاته، ويستحضر عظيم مننه ونعمائه، وأعظمها القرآن فيزداد إيمانًا.
وقفة
[182] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لن نصلح العالم حتى يدوي الثناء عليه في حناجرنا وقلوبنا وكتاباتنا، وحتى يسري حبه في كل خفقات قلوبنا.

الإعراب :

  • ﴿ وَالْحَمْدُ لِلّهِ:
  • الواو عاطفة. الحمد: مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ.
  • ﴿ رَبِّ الْعالَمِينَ:
  • رب: صفة-بدل-للفظ‍ الجلالة مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة وهو مضاف. العالمين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد'

المتشابهات :

الفاتحة: 2﴿ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
الأنعام: 45﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
يونس: 10﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
الصافات: 182﴿وَ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
الزمر: 75﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
غافر: 65﴿هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [182] لما قبلها :     وبعد أن علَّمهم كيف يُسلِّمون على رُسُلِه؛ علَّمهم هنا كيف يَحمَدونه، قال تعالى:
﴿ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف