3936061626364656667686970

الإحصائيات

سورة القصص
ترتيب المصحف28ترتيب النزول49
التصنيفمكيّةعدد الصفحات11.00
عدد الآيات88عدد الأجزاء0.56
عدد الأحزاب1.12عدد الأرباع4.50
ترتيب الطول14تبدأ في الجزء20
تنتهي في الجزء20عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 14/29طسم: 2/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (60) الى الآية رقم (61) عدد الآيات (2)

ولمَّا خافَ مشركُو مكَّةَ من انقطاعِ التِّجارةِ ذَكَّرَهم اللهُ هنا بأنَّ ما عندَ اللهِ خيرٌ وأَبْقَى، =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (62) الى الآية رقم (67) عدد الآيات (6)

= ثُمَّ بَيَّنَ اللهُ حالةَ الإهانةِ والتوبيخِ للمشركينَ حينَ يسألُهم يومَ القيامةِ ثلاثةَ أسئلةٍ: عن آلهتِهم التي عبدُوها في الدُّنيا، وعن دعوتِهم لها، وعمَّا أجابُوا به الرُّسلَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (68) الى الآية رقم (70) عدد الآيات (3)

بعدَ توبيخِ المشركينَ بَيَّنَ اللهُ أنَّه يصطفِي من يشاءُ للرِّسالةِ والنُّبوةِ، لأنَّه العَالِمُ بالخفايا والظَّواهرِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة القصص

الدعوة إلى التوحيد، وبيان أن إرادة الله وحده هي النافذة/ الثقة بوعد الله/ عاقبة الطغيان والفساد

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • عن أي شيء تتحدث سورة القصص؟:   المحور الأساسي في سورة القصص هو قصة موسى عليه السلام. هل ذكرت السورة كل جوانب قصة موسى عليه السلام؟ الجواب: لا، بل ركزت على جوانب محددة من قصته: مولده، رميه في البحر، نشأته في قصر فرعون، خروجه من مصر إلى مدين وزواجه، ثم عودته إلى بلده بعد عشر سنين، وانتصاره على فرعون. سورة القصص هي السورة الوحيدة في القرآن التي ركّزت على مولد موسى ونشأته وخروجه إلى مدين، بينما لم تركز على بني إسرائيل ومشاكلهم مع موسى كما في باقي السور، فلماذا؟ تعالوا نتعرف على وقت نزول السورة لعلنا نجد الجواب. وقت نزول السورة: نزلت السورة وقت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه من مكة إلى المدينة حزينًا لفراق بلده، فأراد الله أن يطمئن قلبه بأنه سيرده إلي مكة مرة أخرى؛ فقص عليه قصة موسى عليه السلام، منذ مولده وفراقه لأمه، ثم عودته إليها. نزلت السورة تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إنك ستعود إلي مكة يا رسول الله منتصرًا بعد أن خرجت منها متخفيًا.
  • • في أول السورة وعد، وفي آخرها وعد::   فتأمل العلاقة بينهما: 1- الأول: وعد الله لأم موسى في أول السورة: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَـٰعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ﴾ (7). 2- الثاني: وعد الله للنبي صلى الله عليه وسلم في آخر السورة: ﴿إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءانَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ﴾ (85). عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ قَالَ: إِلَى مَكَّةَ. (البخاري 4773). ونلاحظ استعمال نفس الكلمة في الوعدين: (راد). وكأن المعنى: يا محمد إن الذي صدق وعده مع موسى وأمه، سيعيدك إلى مكة فاتحًا منتصرًا. فهدف سورة القصص هو الثقة بوعد الله، واليقين بأنه متحقق لا محالة، مهما طالت المدة أو صعبت الظروف.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «القصص».
  • • معنى الاسم ::   قصَّ علىَّ خبرَه: أورده، والقصَص: الخبر المقصوص، والقِصص: جمع قِصَّة.
  • • سبب التسمية ::   لورود هذا اللفظ (القصص) في الآية (25)؛ ولأن ‏الله ‏ذكر ‏فيها ‏قصة ‏موسى ‏مفصلة ‏موضحة ‏من ‏حين ‏ولادته ‏إلى ‏حين ‏رسالته.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سورة طسم» تسمية للسورة بما افتتحت به، و«سورة موسى»؛ لذكر ‏قصته ‏فيها ‏مفصلة.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الثقة بوعد الله، وأنه متحقق لا محالة، مهما طالت المدة أو صعبت الظروف.
  • • علمتني السورة ::   أن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم ومستمر.
  • • علمتني السورة ::   أن العاقبة للحق وأهله، وأن إرادة الله وحده هي النافذة.
  • • علمتني السورة ::   اليقين في الله: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي﴾ ، أم تخاف على ابنها من فرعون تلقي به في البحر؟!
رابعًا : فضل السورة :
  • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة القصص من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة القصص من (الطواسين أو الطواسيم)، وهي ثلاث سور نزلت متتالية، ووضعت في المصحف متتالية أيضًا، وهي: الشعراء، النمل، القصص، وسميت بذلك؛ لأنها افتتحت بالحروف المقطعة طسم (في الشعراء والقصص)، وطس (في النمل)، ويكاد يكون منهاجها واحدًا، في سلوك مسلك العظة والعبرة، عن طريق قصص الغابرين، وجميعها افتتحت بذكر قصة موسى عليه السلام، وكذلك جميعها اختتم بالتهديد والوعيد للمعاندين والمخالفين.
    • قصة موسى عليه السلام ذكرت في كثير من سور القرآن (تكرر اسم موسى 136 مرة في 34 سورة، وأكثر السور التي ذكرت قصته بالتفصيل: الأعراف، طه، القصص)، ولكن نجد أنها في سورة القصص ركزت على قصة سيدنا موسى من مولده إلى بعثته، وذكرت تفاصيل لم تذكر في سواها: كقتله المصري، وخروجه إلى مدين، وزواجه من بنت الرجل الصالح، وفصلت أكثر في محنة ميلاده ونشأته في قصر فرعون.
    • احتوت سورة القصص على آية تدل على فصيح القرآن الكريم وإعجازه، وهي: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (7)؛ لأنها اشتملت على: أَمرْين ونهيين وخبرين وبشارتين؛ أما الأمران فهما: ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾، و﴿فَأَلْقِيهِ﴾، وأما النهيان فهما: ﴿وَلَا تَخَافِي﴾، و﴿وَلَا تَحْزَنِي﴾، وأما الخبران فهما: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ﴾، و﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾، وأما البشارتان فهما: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾، و﴿وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن تمتلأ قلوبنا بهذا العمل القلبي العظيم: اليقين والثقة في الله.
    • ألا نخاف علو الظالم وقوته؛ فلله إرادة سيمليها على كونه إملاءًا، وسينتهي الفساد، وسيعلو الحق، وسيأتي التمكين: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ ... وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ (4-6).
    • ألا نستعجل النصر؛ قال الله عن بني إسرائيل: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواَ﴾ (5)، ولم يأتِ النصر إلا بعد أربعين سنة.
    • أن نستخدم الحيلة المشروعة للتخلص من ظلم الظالم: ﴿فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ﴾ (12).
    • أن نصلح بين اثنين متخاصمين: ﴿فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ...﴾ (15).
    • أن نلجأ إلى الله دومًا: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (21).
    • أن نفعل الخير ونمضي؛ لا ننتظر الجزاء من الناس: ﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ﴾ (24).
    • أن نكافئ شخصًا أحسن إلينا؛ فإن هذا من دأب الصالحين: ﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ (25).
    • أن نستعن بمن يعيننا على القيام بدعوتنا ممن يملك المواصفات المناسبة: ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ﴾ (34).
    • أن نحذر من اتباع الهوى: ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ﴾ (50).
    • أن نعرض عن اللغو: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ (55).
    • أن نحذر الظلم؛ فإنه من أسباب هلاك الأمم السابقة: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾ (59).
    • ألا يشغلنا طعام ولا لباس ولا مسكن في الدنيا عن الآخرة: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ (60).
    • أن نحسن سريرتنا؛ فإن الله يعلم ما في الصدور: ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ (69).
    • أن نرضى بما قسم الله لنا: ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ (82).

تمرين حفظ الصفحة : 393

393

مدارسة الآية : [60] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ..

التفسير :

[60] وما أُعطيتم -أيها الناس- من شيء من الأموال والأولاد، فإنما هو متاع تتمتعون به في هذه الحياة الدنيا، وزينة يُتزيَّن بها، وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير وأبقى؛ لأنه دائم لا نفاد له، أفلا تكون لكم عقول -أيها القوم- تتدبرون بها، فتعرفون الخير من الش

هذا حض من الله لعباده على الزهد في الدنيا وعدم الاغترار بها، وعلى الرغبة في الأخرى، وجعلها مقصود العبد ومطلوبه، ويخبرهم أن جميع ما أوتيه الخلق، من الذهب، والفضة، والحيوانات والأمتعة، والنساء، والبنين، والمآكل، والمشارب، واللذات، كلها متاع الحياة [الدنيا] وزينتها، أي:يتمتع به وقتا قصيرا، متاعا قاصرا، محشوا بالمنغصات، ممزوجا بالغصص.

ويزين به زمانا يسيرا، للفخر والرياء، ثم يزول ذلك سريعا، وينقضي جميعا، ولم يستفد صاحبه منه إلا الحسرة والندم، والخيبة والحرمان.

{ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ} من النعيم المقيم، والعيش السليم{ خَيْرٌ وَأَبْقَى} أي:أفضل في وصفه وكميته، وهو دائم أبدا، ومستمر سرمدا.

{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أي:أفلا يكون لكم عقول، بها تزنون أي:الأمور أولى بالإيثار، وأي:الدارين أحق للعمل لها فدل ذلك أنه بحسب عقل العبد، يؤثر الأخرى على الدنيا، وأنه ما آثر أحد الدنيا إلا لنقص في عقله، ولهذا نبه العقول على الموازنة بين عاقبة مؤثر الدنيا ومؤثر الآخرة، فقال:{ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ}

ثم بين- سبحانه- أن هذه الدنيا وما فيها من متاع، هي شيء زهيد وضئيل بالنسبة لما ادخره- عز وجل- لعباده الصالحين من خيرات، فقال: وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها.

أى: وما أعطيتموه- أيها الناس- من خير، وما أصبتموه من مال فهو متاع زائل من أعراض الحياة الدنيا الزائلة وحطامها الذي لا دوام له، ومهما كثر فهو إلى نفاد، ومهما طال فله نهاية، فأنتم تتمتعون بزينة الحياة الدنيا ثم تتركونها لغيركم.

وَما عِنْدَ اللَّهِ- تعالى- من ثواب وعطاء جزيل في الآخرة، هو في نفسه خَيْرٌ وَأَبْقى لأن لذته خالصة من الشوائب والأكدار وبهجته لا تنتهي ولا تزول.

أَفَلا تَعْقِلُونَ هذه التوجيهات الحكيمة، وتعملون بمقتضاها، فإن من شأن العقلاء أن يؤثروا الباقي على الفاني، والذي هو خير على الذي هو أدنى.

يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا ، وما فيها من الزينة الدنيئة والزهرة الفانية بالنسبة إلى ما أعده الله لعباده الصالحين في الدار الآخرة من النعيم العظيم المقيم ، كما قال : ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) [ النحل : 96 ] ، وقال : ( وما عند الله خير للأبرار ) [ آل عمران : 198 ] ، وقال : ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) [ الرعد : 26 ] ، وقال : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) [ الأعلى : 16 ، 17 ] ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والله ما الدنيا في الآخرة ، إلا كما يغمس أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر ماذا يرجع إليه " .

[ وقوله ] : ( أفلا يعقلون ) أي : أفلا يعقل من يقدم الدنيا على الآخرة؟ .

القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60)

يقول تعالى ذكره: وما أعطيتم أيها الناس من شيء من الأموال والأولاد, فإنما هو متاع تتمتعون به في هذه الحياة الدنيا, وهو من زينتها التي يتزين به فيها, لا يغني عنكم عند الله شيئا, ولا ينفعكم شيء منه في معادكم، وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير مما أوتيتموه أنتم في هذه الدنيا من متاعها وزينتها(وأبقى), يقول: وأبقى لأهله؛ لأنه دائم لا نفاد له.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, في قوله: ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) قال: خيرٌ ثوابا, وأبقى عندنا.

يقول تعالى ذكره (أَفَلا تَعْقِلُونَ): أفلا عقول لكم أيها القوم تتدبرون بها فتعرفون بها الخير من الشرّ, وتختارون لأنفسكم خير المنـزلتين على شرّهما, وتؤثرون الدائم الذي لا نفاد له من النعيم, على الفاني الذي لا بقاء له.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[60] ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا﴾ فهو شيء شأنه أن يتمتع به، ويتزين به أيامًا قلائل، ويشعر بالقلة لفظ المتاع، وكذا ذكر أَبْقى في المقابل، وفي لفظ الدنيا إشارة إلى القلة والخسة ﴿وَمَا عِندَ اللَّـهِ﴾ في الجنة؛ وهو الثواب، ﴿خَيْرٌ﴾ في نفسه من ذلك؛ لأنه لذة خالصة وبهجة كاملة ﴿وَأَبْقَىٰ﴾ لأنه أبدي، وأين المتناهي من غير المتناهي ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ أي: ألا تتفكرون فلا تفعلون هذا الأمر الواضح، فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.
وقفة
[60] ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا﴾ حري بنا أن نقف هنا طويلًا، فكل أمر بالدنيا وإن سرنا وأعجبنا فمصيره كمصير الدنيا.
وقفة
[60] ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ كل لذائذ الدنيا وجمالها إنما هو متاع زائل، فالتمس نعيما لا يحول ولا يزول.
عمل
[60] ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ لا يشغلك طعام ولا لباس ولا مسكن في الدنيا عن ما في الآخرة.
وقفة
[60] ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ فدل ذلك أنه بحسب عقل العبد يؤثر الأخرى على الدنيا، وأنه ما آثر أحدٌ الدنيا إلا لنقص في عقله.
وقفة
[60] ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير مما أوتيتموه أنتم في هذه الدنيا من متاعها وزينتها.
وقفة
[60] ﴿وَما أوتيتُم مِن شَيءٍ فَمَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَزينَتُها وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبقى أَفَلا تَعقِلونَ﴾ العقلاء من يبحثون عن الأخير والأبقى، فجاءت تلك الخاتمة (أَفَلَا تَعْقِلُونَ).
وقفة
[60] ﴿فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ كلُّ لذَّاتِ الدُّنيا متاعٌ زائلٌ، فالتمسْ نعيمًا لا يحولُ ولا يزولُ.
وقفة
[60] ‏﴿وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ قال عبيد بن عمير: «تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خيرٌ له من جبال الدنيا تجري معه ذهبًا».
وقفة
[60] ‏﴿وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ أمر الله كُلّه خير، لا تتحسَّر على ما مضى فلو كانَ خيرًا لأبقاهُ الله لك.
وقفة
[60] ‏﴿وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ والعاقلُ من يُؤثِرُ الباقي على الفاني.
وقفة
[60] ‏﴿وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ قال سعيد بن المسيب: «كنا عند سعد بن أبي وقاص فسکت سكتة، فقال: إنه قد قلت في سكتتي هذه خير مما يسقي الفرات والنيل، فقيل له: وما هو؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».
وقفة
[60] ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ من العقل إيثار الباقي علي الفاني، ولكن أكثر الناس لا يعقلون.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ:
  • الواو استئنافية. ما: اسم موصول لغير العاقل وهو اسم شرط‍ جازم في محل نصب مفعول به مقدم بأوتيتم. أوتيتم: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك في محل جزم لأنه فعل الشرط‍ والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل. والميم علامة جمع الذكور بمعنى: وما أعطيتم. من شيء: جار ومجرور متعلق بأوتيتم بمقام المفعول به لأوتيتم وجملة أُوتِيتُمْ» صلة الموصول لا محل لها بمعنى وما منحتم من أسباب التمتع.
  • ﴿ فَمَتاعُ الْحَياةِ:
  • الفاء واقعة في جواب ما» أي الذي لأنها اسم شرط‍ جازم. متاع: خبر لمبتدإ محذوف تقديره هو متاع. الحياة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ الدُّنْيا وَزِينَتُها:
  • صفة-نعت-للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. وزينتها: معطوفة بالواو على «متاع الحياة» مرفوعة مثلها. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَما عِنْدَ اللهِ:
  • الواو عاطفة. ما: اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عند: ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بجملة الصلة المحذوفة. التقدير: ما هو كائن. عند الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
  • ﴿ خَيْرٌ وَأَبْقى:
  • خبر المبتدأ مرفوع بالضمة: أفضل. وأبقى: معطوفة بالواو على خَيْرٌ» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر أي وثواب الله أفضل ودائم.
  • ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ:
  • الهمزة: همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. الفاء زائدة-تزيينية- تعقلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «لا» نافية لا عمل لها.'

المتشابهات :

القصص: 60﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
الشورى: 36﴿فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [60] لما قبلها :     ولَمَّا خافَ مشركُو مكَّةَ من انقطاعِ التِّجارةِ والأرزاق؛ ذَكَّرَهم اللهُ هنا بأنَّ ما عنده خيرٌ لهم وأَبْقَى، قال تعالى:
﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تعقلون:
1- بالتاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالياء، إعراض عن خطابهم وخطابا لغيرهم، وهى قراءة أبى عمرو.

مدارسة الآية : [61] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ ..

التفسير :

[61] أفمَن وعدناه مِن خَلْقنا على طاعته إيانا الجنة، فهو ملاقٍ ما وُعِدَ، وصائر إليه، كمن متعناه في الحياة الدنيا متاعها، فتمتع به، وآثر لذة عاجلة على آجلة، ثم هو يوم القيامة من المحضرين للحساب والجزاء؟ لا يستوي الفريقان، فليختر العاقل لنفسه ما هو أولى با

أي:هل يستوي مؤمن ساع للآخرة سعيها، قد عمل على وعد ربه له، بالثواب الحسن، الذي هو الجنة، وما فيها من النعيم العظيم، فهو لاقيه من غير شك ولا ارتياب، لأنه وعد من كريم صادق الوعد، لا يخلف الميعاد، لعبد قام بمرضاته وجانب سخطه،{ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فهو يأخذ فيها ويعطي، ويأكل ويشرب، ويتمتع كما تتمتع البهائم، قد اشتغل بدنياه عن آخرته، ولم يرفع بهدى الله رأسا، ولم ينقد للمرسلين، فهو لا يزال كذلك، لا يتزود من دنياه إلا الخسار والهلاك.

{ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} للحساب، وقد علم أنه لم يقدم خيرا لنفسه، وإنما قدم جميع ما يضره، وانتقل إلى دار الجزاء بالأعمال، فما ظنكم إلى ما يصير إليه؟ وما تحسبون ما يصنع به؟ فليختر العاقل لنفسه، ما هو أولى بالاختيار، وأحق الأمرين بالإيثار.

ثم نفى- سبحانه- التسوية بين أهل الجنة وأهل النار بأبلغ أسلوب فقال: أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ، كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا.

فالاستفهام للإنكار ونفى المساواة بين الفريقين، والمراد بالوعد: الموعود به وهو الجنة ونعيمها.

أى: إنه لا يستوي في عرف أى عاقل، حال المؤمنين الذين وعدناهم وعدا حسنا بالجنة ونعيمها، وهم سيظفرون بما وعدناهم به لا محالة، وحال أولئك الكافرين والفاسقين الذين متعناهم إلى حين بمتاع الدنيا الزائلة.

وقوله- سبحانه-: ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ معطوف على مَتَّعْناهُ وداخل معه في حيز الصلة، ومؤكد لإنكار المساواة.

أى: ثم هو هذا الذي متعناه بمتاع الحياة الدنيا الزائل، من المحضرين لعذابنا في النار، والمحضرين: جمع محضر. اسم مفعول من أحضره.

وهذا التعبير يشعر بإحضاره إلى النار وهو مكره خائف، من العذاب المهين الذي أعدّ له، فالآية الكريمة قد نفت بأبلغ أسلوب- المساواة بين المؤمنين والكافرين.

ثم حكى- سبحانه- جانبا من أقوال المشركين يوم القيامة، ومن أحوالهم السيئة، ورد أمرهم وأمر غيرهم إليه وحده- عز وجل- فقال:

وقوله : ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) : يقول : أفمن هو مؤمن مصدق بما وعده الله على صالح أعماله من الثواب الذي هو صائر إليه لا محالة ، كمن هو كافر مكذب بلقاء الله ووعده ووعيده ، فهو ممتع في الحياة الدنيا أياما قلائل ، ( ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) قال مجاهد ، وقتادة : من المعذبين .

ثم قد قيل : إنها نزلت في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي أبي جهل . وقيل : في حمزة وعلي وأبي جهل ، وكلاهما عن مجاهد . والظاهر أنها عامة ، وهذا كقوله تعالى إخبارا عن ذلك المؤمن حين أشرف على صاحبه ، وهو في الدرجات وذاك في الدركات : ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) [ الصافات : 57 ] ، وقال تعالى : ( ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ) [ الصافات : 158 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)

يقول تعالى ذكره: أفمن وعدناه من خلقنا على طاعته إيانا الجنة, فآمن بما وعدناه وصدّق وأطاعنا, فاستحقّ بطاعته إيانا أن ننجز له ما وعدناه, فهو لاق ما وعد, وصائر إليه كمن متَّعناه في الدنيا متاعها, فتمتع به, ونسي العمل بما وعدنا أهل الطاعة, وترك طلبه, وآثر لذّة عاجلة على آجلة, ثم هو يوم القيامة إذا ورد على الله من المحضرين , يعني من المُشْهدينَ عذاب الله, وأليم عقابه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال ثنا سعيد, عن قتاده, قوله: ( أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ ) قال: هو المؤمن سمع كتاب الله فصدّق به وآمن بما وعد الله &; 19-605 &; فيه ( كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) هو هذا الكافر ليس والله كالمؤمن ( ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) : أي في عذاب الله.

حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال ابن عمرو في حديثه: قوله: ( مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) قال: أحضروها. وقال الحارث في حديثه: ( ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) أهل النار, أحضروها.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد ( ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) قال: أهل النار, أحضروها.

واختلف أهل التأويل فيمن نـزلت فيه هذه الآية, فقال بعضهم نـزلت في النبيّ صلى الله عليه وسلم , وفي أبي جهل بن هشام.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي, قال: ثنا شعبة, عن أبان بن تغلب, عن مجاهد ( أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) قال نـزلت في النبيّ صلى الله عليه وسلم , وفي أبي جهل بن هشام.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج ( أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ ) قال: النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال آخرون: نـزلت في حمزة وعلي رضي الله عنهما, وأبي جهل لعنه الله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا بدل بن المحبر التغلبي (1) قال: ثنا شعبة, عن أبان بن تغلب, عن مجاهد ( أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) قال: نـزلت في حمزة وعلي بن أبي طالب, وأبي جهل.

حدثنا عبد الصمد, قال: ثنا شعبة عن أبان بن تغلب, عن مجاهد, قال: نـزلت في حمزة وأبي جهل.

------------------------

الهوامش:

(1) ‌في الخلاصة للخزرجي: بدل بن المحبر، بضم الميم وفتح المهملة والموحدة، اليربوعي، أبو المنير (كمطيع) البصري. قال أبو حاتم: صدوق. توفي في حدود سنة خمس عشرة ومئتين.

التدبر :

وقفة
[61] ﴿أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ﴾ كل شخص يؤثر رضا ربه ويبحث عنه من خلال عمله وسلوكه ونيته فهو موعود من الله بما تقر به عينه.
عمل
[61] ﴿أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ﴾ لا تستبطيء وعد الله، قال الشافعي: «دهمني أمرٌ وآلمني، ولم يطلع عليه غير الله، فلما كان الليل أتاني آت في منامي فقال لي: (اللهم أني لا أملك لنفسي حولًا ولا طولًا، اللهم إني لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، ولا أستطيع أخذ إلا ما أعطيتني، ولا أتقي إلا ما وقيتني، فوفقني لما تحب وترضى من القول والعمل في عافية)»، قال الإمام الشافعي: «فما ترحل النهار حتی قضی مطلبي».
وقفة
[61] ﴿أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ تأمل استصغار رب العالمين لمن أعرض عن دينه، وعظيم مقام المؤمن عنده.
وقفة
[61] ﴿أَفَمَن وَعَدناهُ وَعدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقيهِ كَمَن مَتَّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ الدُّنيا ثُمَّ هُوَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ المُحضَرينَ﴾ الخيار لك.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَمَنْ:
  • الهمزة: همزة استفهام. الفاء عاطفة للتعقيب. من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ وَعَدْناهُ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب- مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بمعنى: أبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا. وجملة وَعَدْناهُ» صلة فَمَنْ» لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ وَعْداً حَسَناً:
  • مصدر-مفعول مطلق-تسلط‍ عليه فعل من لفظه منصوب وعلامة نصبه الفتحة. حسنا صفة-نعت-لوعدا منصوبة مثلها بالفتحة.
  • ﴿ فَهُوَ لاقِيهِ:
  • الفاء سببية لأن لقاء الموعد مسبب عن الوعد الذي هو الضمان للخير. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لاقية: خبر فَهُوَ» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. وهو اسم فاعل أضيف إلى معموله بمعنى: فهو منجزه له.
  • ﴿ كَمَنْ مَتَّعْناهُ:
  • الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ «من» الأولى. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة. متعناه: تعرب إعراب «وعدناه».
  • ﴿ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا:
  • مفعول مطلق-مصدر-منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الحياة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. الدنيا: صفة-نعت-للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. أي متعه في الحياة الدنيا ووسع فيها.
  • ﴿ ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ:
  • ثم حرف عطف للتراخي أي تراخي حال الإحضار عن حال التمتيع لا لتراخي وقته عن وقته. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. يوم: ظرف زمان-مفعول فيه-منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ مِنَ الْمُحْضَرِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. والاسم اسم مفعول أي من الذين تحضرهم ملائكة العذاب يوم الحساب.'

المتشابهات :

آل عمران: 14﴿وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَ‍َٔابِ
التوبة: 38﴿أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ
يونس: 23﴿إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ
القصص: 60﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ
القصص: 61﴿كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ
الشورى: 36﴿فَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ
الزخرف: 35﴿وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ

أسباب النزول :

  • أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ الحارِثِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو الشَّيْخِ الحافِظُ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خازِمٍ الأُبُلِّيُّ، قالَ: حَدَّثَنا بَدَلُ بْنُ المُحَبَّرِ، قالَ: حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ أبانٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في هَذِهِ الآيَةِ قالَ: نَزَلَتْ في عَلِيٍّ وحَمْزَةَ وأبِي جَهْلٍ.وقالَ السُّدِّيُّ: نَزَلَتْ في عَمّارٍ والوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ.وقِيلَ: نَزَلَتْ في النَّبِيِّ ﷺ وأبِي جَهْلٍ. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     وبعد أن ذَكَّرَهم اللهُ بأنَّ ما عنده خيرٌ لهم وأَبْقَى؛ أكدَ هنا ترجيح ما عنده على ما في الدنيا من زينة، ونفى التسوية بين أهل الجنة وأهل النار، قال تعالى:
﴿ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

متاع الحياة الدنيا:
وقرئ:
متاعا الحياة الدنيا، أي: يمتعون متاعا فى الحياة الدنيا، فانتصبت «الحياة الدنيا» على الظرف.

مدارسة الآية : [62] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ ..

التفسير :

[62] ويوم ينادي الله عز وجل الذين أشركوا به الأولياء والأوثان في الدنيا، فيقول لهم:أين شركائي الذين كنتم تزعمون أنهم لي شركاء؟

هذا إخبار من اللّه تعالى، عما يسأل عنه الخلائق يوم القيامة، وأنه يسألهم عن أصول الأشياء، وعن عبادة اللّه وإجابة رسله، فقال:{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ} أي:ينادي من أشركوا به شركاء يعبدونهم، ويرجون نفعهم، ودفع الضرر عنهم، فيناديهم، ليبين لهم عجزها وضلالهم،{ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ} وليس للّه شريك، ولكن ذلك بحسب زعمهم وافترائهم، ولهذا قال:{ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} فأين هم، بذواتهم، وأين نفعهم وأين دفعهم؟

ومن المعلوم أنهيتبين لهم في تلك الحال، أن الذي عبدوه، ورجوه باطل، مضمحل في ذاته، وما رجوا منه، فيقرون على أنفسهم بالضلالة والغواية.

والظرف في قوله- سبحانه-: وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ منصوب بفعل مقدر، ونداؤهم نداء إهانة وتحقير. والنداء صادر عن الله- تعالى-.

أى: واذكر- أيها المخاطب- لتتعظ وتعتبر، حال أولئك الظالمين، يوم يناديهم الله- تعالى- فيقول لهم: أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أى: أين شركائى الذين كنتم في الدنيا تزعمونهم شركائى، لكي ينصروكم أو يدفعوا عنكم العذاب.

فمفعولا تَزْعُمُونَ محذوفان، لدلالة الكلام عليهما. والمقصود بهذا الاستفهام أَيْنَ شُرَكائِيَ الخزي والفضيحة، إذ من المعلوم أنه لا شركاء لله- تعالى- لا في ذاته ولا في صفاته.

يقول تعالى مخبرا عما يوبخ به الكفار المشركين يوم القيامة ، حيث يناديهم فيقول : ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) يعني : أين الآلهة التي كنتم تعبدونها في الدار الدنيا ، من الأصنام والأنداد ، هل ينصرونكم أو ينتصرون ؟ وهذا على سبيل التقريع والتهديد ، كما قال : ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ) [ الأنعام : 94 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62)

يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي ربّ العزّة الذين أشركوا به الأنداد والأوثان في الدنيا, فيقول لهم: ( أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) أنهم لي في الدنيا شركاء

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[62] ﴿وَيَومَ يُناديهِم فَيَقولُ أَينَ شُرَكائِيَ الَّذينَ كُنتُم تَزعُمونَ﴾ مهما افتريت وادعيت وظننت أنك ناجٍ، فلا مفر من هكذا موقف.
وقفة
[62] شجرة الإخلاص أصلها ثابت، لا يضرها زعازع ﴿الَّذينَ كُنتُم تَزعُمونَ﴾، وأما شجرة الرياء؛ فإنها تجتث عند نسمة: «مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ» [البخاري 6573].

الإعراب :

  • ﴿ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ:
  • الواو استئنافية. يوم: مفعول به لفعل مضمر تقديره: واذكر منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ينادي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة يُنادِيهِمْ» في محل جر بالاضافة. بمعنى: ويوم يناديهم ربهم.
  • ﴿ فَيَقُولُ:
  • معطوفة بالفاء على يُنادِي» وتعرب إعرابها. وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة.
  • ﴿ أَيْنَ شُرَكائِيَ:
  • أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان متعلق بخبر مقدم و شُرَكائِيَ» مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة. والياء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والجملة الاسمية أَيْنَ شُرَكائِيَ» في محل نصب مفعول به-مقول القول-أي الذين على زعمكم وفي القول تهكم.
  • ﴿ الَّذِينَ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة-نعت-للشركاء. والجملة بعده: صلته لا محل لها.
  • ﴿ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ:
  • فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تزعمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة تَزْعُمُونَ» في محل نصب خبر «كان» ومفعولا تَزْعُمُونَ» محذوفان. التقدير: الذين كنتم تزعمونهم أي تدعونهم شركائي.'

المتشابهات :

الكهف: 52﴿وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ
النحل: 27﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَ يَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ
القصص: 62﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فـ يَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
القصص: 74﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فـ يَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
فصلت: 47﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ أنَّ المُمَتَّعينَ في الدُّنيا يُحضَرونَ إلى النَّارِ يوم القيامة للحساب والجزاء؛ ذَكَرَ هنا أنه سيسألهم توبيخًا وتبكيتًا: أين الشركاء؟ هل هم متواجدون معكم الآن؟!، قال تعالى:
﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [63] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ..

التفسير :

[63] قال الذين حقَّ عليهم العذاب، وهم دعاة الكفر:ربنا هؤلاء الذين أضللنا، أضللناهم كما ضللنا، تبرأنا إليك مِن ولايتهم ونصرتهم، ما كانوا إيانا يعبدون، وإنما كانوا يعبدون الشياطين.

ولهذا{ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} الرؤساء والقادة، في الكفر والشر، مقرين بغوايتهم وإغوائهم:{ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ} التابعون{ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} أي:كلنا قد اشترك في الغواية، وحق عليه كلمة العذاب.

{ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} من عبادتهم، أي:نحن برآء منهم ومن عملهم.{ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} وإنما كانوا يعبدون الشياطين.

والمراد بالذين حق عليهم القول في قوله- تعالى-: قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ... رؤساؤهم في الكفر، ودعاتهم إليه كالشياطين، ومن يشبهونهم في التحريض على الضلال.

أى قال: رؤساؤهم ودعاتهم إلى الكفر، الذين ثبت عليهم العذاب بسبب إصرارهم على الفسوق والجحود.

رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أى: يا ربنا هؤلاء هم أتباعنا الذين أضللناهم.

أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا أى: دعوناهم إلى الضلالة التي كنا عليها فأطاعونا فيما دعوناهم إليه.

قال صاحب الكشاف ما ملخصه: قوله: هؤُلاءِ مبتدأ، والَّذِينَ أَغْوَيْنا صفته، والراجع إلى الموصول محذوف وأَغْوَيْناهُمْ الخبر. والكاف صفة لمصدر محذوف تقديره: أغويناهم فغووا غيا مثل ما غوينا، يعنون أنا لم نغو إلا باختيارنا، لا أن فوقنا مغوين أغوونا بقسر منهم وإلجاء. أودعونا إلى الغي وسولوه لنا، فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم، لأن إغواءنا لهم، لم يكن إلا وسوسة وتسويلا. لا قسرا أو إلجاء «فلا فرق إذا بين غينا وغيهم..» .

وقوله- سبحانه- تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ من كلام الرؤساء والشياطين، فهو مقرر لما قبله، ومؤكد له.

أى: تبرأنا إليك منهم، ومن ادعائهم أننا أجبرناهم على الضلالة والغواية، والحق أنهم ما كانوا يعبدوننا، بل كانوا يعبدون ما سولته لهم أهواؤهم وشهواتهم الباطلة.

فالآية الكريمة تحكى تبرؤ رءوس الكفر من أتباعهم يوم القيامة، ومن الآيات التي وردت في هذا المعنى قوله- تعالى-: وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي، فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ..

وقوله- سبحانه-: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا .

وقوله : ( قال الذين حق عليهم القول ) يعني : من الشياطين والمردة والدعاة إلى الكفر ، ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون ) ، فشهدوا عليهم أنهم أغووهم فاتبعوهم ، ثم تبرءوا من عبادتهم ، كما قال تعالى : ( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا . كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ) [ مريم : 81 ، 82 ] ، وقال : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون . وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) [ الأحقاف : 5 ، 6 ] ، وقال الخليل لقومه : ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) [ العنكبوت : 25 ] ، وقال الله : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) [ البقرة : 166 ، 167 ] ، ولهذا قال :

( قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ) يقول: قال الذين وجب عليهم غضب الله ولعنته, وهم الشياطين الذين كانوا يغوون بني آدم: ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ).

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة, في قوله: ( هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ) قال: هم الشياطين.

وقوله: ( تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ) يقول: تبرأنا من ولايتهم ونصرتهم إليك ( مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ) يقول: لم يكونوا يعبدوننا.

التدبر :

وقفة
[63] ﴿قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ﴾: إشارة إلى الأتباع، ﴿الَّذِينَ أَغْوَيْنَا﴾ أي: أوقعنا الإغواء -وهو الإضلال- بهم بما زينا لهم من الأقوال التي أعاننا على قبولهم أنها منا، مع كونها ظاهرة العوار، واضحة العار، ما خولتنا فيه في الدنيا من الجاه والمال، ثم استأنفوا ما يظنون أنه يدفع عنهم، فقالوا: ﴿أَغْوَيْنَاهُمْ﴾ أي: فغووا باختيارهم.
وقفة
[63] ﴿قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ﴾ الآن تقولون: «ربنا»؟!، بدأ الشياطين وأئمة الكفر جوابهم بقولهم: (رَبَّنَا) اعترافًا منهم بعبوديتهم لله، وتمهيدًا للتبرؤ ممن أضلوهم، فالآن فقط يستعطفون ربهم، وقد كفروا به في الدنيا وقادوا الناس إلى الكفر به.
وقفة
[63] براءة رؤساء الضلالة من أتباعهم يوم القيامة ﴿قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ﴾.
وقفة
[63] ﴿تَبَرَّأنا إِلَيكَ﴾ تيقن جيدًا من خلانك فى الدنيا، فقد تجدهم يوم القيامة يتبرأون منك.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ الَّذِينَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
  • ﴿ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ:
  • الجملة صلة الموصول لا محل لها. حق: فعل ماض مبني على الفتح. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. القول: فاعل مرفوع بالضمة. أي ثبت عليهم قول ربك بالعذاب ووجب وهو الشيطان ورءوس الكفر أي قوله تعالى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ».والجار والمجرور عَلَيْهِمُ» متعلق بحق.
  • ﴿ رَبَّنا:
  • منادى بأداة نداء محذوفة التقدير: يا ربنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ هؤُلاءِ:
  • اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ الَّذِينَ أَغْوَيْنا:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة-نعت- لاسم الاشارة أو بدل منه. أغوينا: أي أضللنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجملة أَغْوَيْنا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: أغويناهم.
  • ﴿ أَغْوَيْناهُمْ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر المبتدأ. أغوينا: أعربت. و«هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ كَما غَوَيْنا:
  • الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة مصدر محذوف تقديره أغويناهم فغووا غيا مثل غينا أو مثل ما غوينا: بمعنى اننا لم نغو إلا باختيارنا فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم أي فضلوا مثلنا باختيارهم. و كَما» مصدرية و «غوينا» تعرب إعراب أَغْوَيْنا» وجملة أَغْوَيْنا» صلة كَما» المصدرية لا محل لها.
  • ﴿ تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ:
  • تعرب اعراب أَغْوَيْنا» اليك: جار ومجرور متعلق بتبرأنا بمعنى اننا نبرأ اليك منهم ومما اختاروه من الكفر بأنفسهم هوى منهم للباطل وكرها للحق.
  • ﴿ ما كانُوا:
  • ما: نافية لا عمل لها. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. خلت الجملتان من حرف العطف لأنهما مقررتان لمعنى الجملة الأولى.
  • ﴿ إِيّانا يَعْبُدُونَ:
  • إيا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم و «نا» حرف للمتكلمين لا محل لها. وقيل يجوز أن تكون إِيّانا» كلمة واحدة مبنية على السكون. يعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة يَعْبُدُونَ» في محل نصب خبر «كان».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     وبعد السؤال عن الشركاء؛ يأتي هنا تبرؤ المتبوعين من أتباعهم يوم القيامة، قال تعالى:
﴿ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

غوينا:
وقرئ:
بكسر الواو، وهى قراءة أبان عن عاصم، وبعض الشاميين.
قال ابن خالويه: وليس ذلك مختارا، لأن كلام العرب: غويت، من الضلالة، وغويت، من البشم.

مدارسة الآية : [64] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ ..

التفسير :

[64] وقيل للمشركين بالله يوم القيامة:ادعوا شركاءكم الذين كنتم تعبدونهم من دون الله، فدعَوهم فلم يستجيبوا لهم، وعاينوا العذاب، لو أنهم كانوا في الدنيا مهتدين للحق لما عُذِّبوا.

{ وَقِيلَ} لهم:{ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ} على ما أملتم فيهم من النفع فأمروا بدعائهم في ذلك الوقت الحرج، الذي يضطر فيه العابد إلى من عبده.

{ فَدَعَوْهُمْ} لينفعوهم، أو يدفعوا عنهم من عذاب اللّه من شيء.{ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} فعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين مستحقين للعقوبة،{ وَرَأَوُا الْعَذَابَ} الذي سيحل بهم عيانا، بأبصارهم بعد ما كانوا مكذبين به، منكرين له.

{ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} أي:لما حصل عليهم ما حصل، ولهدوا إلى صراط الجنة، كما اهتدوا في الدنيا، ولكن لم يهتدوا، فلم يهتدوا.

ثم وجه- سبحانه- إليهم توبيخا آخر فقال: وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ.

أى: وقيل لهؤلاء الكافرين على سبيل الفضيحة والتقريع: اطلبوا من شركائكم الذين توهمتم فيهم النفع والضر أن يشفعوا لكم، أو أن ينقذوكم مما أنتم فيه من عذاب، فطلبوا منهم ذلك لشدة حيرتهم وذلتهم فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ولم يلتفتوا إليهم.

وَرَأَوُا الْعَذابَ أى: ورأى الشركاء والمشركون العذاب ماثلا أمام أعينهم.

ولَوْ في قوله: لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ شرطية، وجوابها محذوف. والتقدير:

لو أنهم كانوا في الدنيا مهتدين إلى طريق الحق. لما أصابهم هذا العذاب المهين.

ويجوز أن تكون للتمني فلا تحتاج إلى جواب، ويكون المعنى. ورأوا العذاب. فتمنوا أن لو كانوا ممن هداهم الله- تعالى- إلى الصراط المستقيم في الدنيا.

( وقيل ادعوا شركاءكم ) [ أي ] : ليخلصوكم مما أنتم فيه ، كما كنتم ترجون منهم في الدار الدنيا ، ( فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب ) أي : وتيقنوا أنهم صائرون إلى النار لا محالة .وقوله : ( لو أنهم كانوا يهتدون ) أي : فودوا حين عاينوا العذاب لو أنهم كانوا من المهتدين في الدار الدنيا . وهذا كقوله تعالى : ( ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا . ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا ) [ الكهف : 52 ، 53 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)

يقول تعالى ذكره: وقيل للمشركين بالله الآلهة والأنداد في الدنيا: ( ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ) الذين كنتم تدعون من دون الله ( فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ) يقول: فلم يجيبوهم ( وَرَأَوُا الْعَذَابَ ) يقول: وعاينوا العذاب ( لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ) يقول: فودّوا حين رأوا العذاب لو أنهم كانوا في الدنيا مهتدين للحقّ.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[64] ﴿وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾ غدًا تحدث مواجهات، وتتلوها محاصرات وملاسنات، قبل أن يساق الجميع إلى النار.
لمسة
[64] قوله تعالى: ﴿فَدَعَوْهُم فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا العَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانوا يَهْتَدُون﴾، جوابُه محذوفٌ تقديره: لما رأوا العذاب، ولا يصح أن يكون جوابُها ما قبلها، لأنَّ من يرى العذابَ يكون ضالًّا لا مهتديًا.
تفاعل
[64] ﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[64] ﴿لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ﴾ تمنوا حين رأوا العذاب، لو كانوا مهتدين في الدنيا لطريق الحق، لكن ماذا تفيدهم اليوم (لَوْ)؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَقِيلَ:
  • الواو استئنافية. قيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. أي وقيل للكافرين.
  • ﴿ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ:
  • الجملة الفعلية-مقول القول-في محل رفع نائب فاعل للفعل قِيلَ» ادعوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. شركاءكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور أي ادعوهم مستنجدين ومستغيثين بهم لنصرتكم.
  • ﴿ فَدَعَوْهُمْ:
  • الفاء سببية أو استئنافية بعد الطلب. دعوهم: فعل ماض مبني على الفتح أو الضم المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ:
  • الفاء استئنافية. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يستجيبوا: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى: فلم يجيبوهم. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بلم يستجيبوا.
  • ﴿ وَرَأَوُا الْعَذابَ:
  • الواو عاطفة. رأوا: تعرب اعراب «دعوا» العذاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ لَوْ أَنَّهُمْ:
  • لو: حرف شرط‍ غير جازم-حرف امتناع لامتناع-انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن» وأنّ مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: ثبت. وجواب لَوْ» محذوف بمعنى: لو أنهم كانوا مهتدين أي لو ثبت كونهم مهتدين لما رأوا العذاب. ويجوز أن تكون لَوْ» حرفا للتمني لا محل له. بمعنى تمنوا لو كانوا مهتدين.
  • ﴿ كانُوا يَهْتَدُونَ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «أنّ» كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يهتدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة في محل نصب خبر «كان».'

المتشابهات :

الكهف: 52﴿وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُم مَّوۡبِقٗا
القصص: 64﴿وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     وبعد تبرؤ المتبوعين من أتباعهم؛ يقال لهؤلاء الأتباع زيادة في التوبيخ والفضيحة: «اطلبوا من شركائكم الذين توهمتم فيهم النفع والضر أن يشفعوا لكم، أو ينفعوكم»؛ فطلبوا منهم، فلم يلتفتوا إليهم، قال تعالى:
﴿ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [65] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ ..

التفسير :

[65] ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين، فيقول:بأيِّ شيء أجبتم المرسلين فيما أرسلناهم به إليكم؟

{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} هل صدقتموهم، [واتبعتموهم] أم كذبتموهم وخالفتموهم؟

ثم وجه- سبحانه- إليهم نداء آخر لا يقل عن سابقه في فضيحتهم وتقريعهم فقال- تعالى-: ويوم يناديهم فيقول: ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ.

أى: واذكر- أيها العاقل- حال هؤلاء الكافرين يوم يناديهم المنادى من قبل الله- عز وجل- فيقول لهم: ما الذي أجبتم به رسلكم عند ما أمروكم بإخلاص العبادة لله- تعالى- ونهوكم عن الإشراك والكفر؟

فالمقصود من السؤال الأول: توبيخهم على إشراكهم، والمقصود من السؤال الثاني، توبيخهم على تكذيبهم لرسلهم، ولذا وقفوا من هذه الأسئلة موقف الحائر المذهول المكروب، كما قال- تعالى-: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ.

وقوله : ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) : النداء الأول عن سؤال التوحيد ، وهذا فيه إثبات النبوات : ماذا كان جوابكم للمرسلين إليكم ؟ وكيف كان حالكم معهم ؟ وهذا كما يسأل العبد في قبره : من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟ فأما المؤمن فيشهد أنه لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبد الله ورسوله . وأما الكافر فيقول : هاه . . هاه . لا أدري ; ولهذا لا جواب له يوم القيامة غير السكوت ; لأن من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ولهذا قال تعالى :

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65)

يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين, فيقول لهم: ( مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ) فيما أرسلناهم به إليكم, من دعائكم إلى توحيدنا, والبراءة من الأوثان والأصنام .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[65] ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ هيِّئ جوابًا عندما تسمع النـداء من الله يوم العرض ماذا أجبتم.
وقفة
[65] ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ هذا هو السؤال الذي سيسمعه كل واحد منا حين يقف بين يدي ربه؛ فلنعد له جوابًا ننجو.
وقفة
[65] من عرف الحق فليلزمه ولو كان وحده، فيوم القيامة يُسأل عن الحق لا عن الناس الذين كانوا معه ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾.
عمل
[65] إذا جاءك الدليل الصحيح فامتثله، واعمل به، وتذكر أن الله تعالى سيسألك ماذا أجبت الرسول ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾.
وقفة
[65] من استحضر سؤال الله أعد جوابه، وأكثر الناس في غفلة يفعلون ما يستحون من جوابه أمام المخلوق فكيف بالخالق؟! ﴿يوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين﴾.
وقفة
[65، 66] ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ أُنظر إلى هذا السؤال كم يحمل في ثناياه من التهويل والترويع للمسؤولين، فالسائل سبحانه وتعالى يعلم ماذا أجابوا ولكنهم مذهولون ﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ﴾، وندّت عنهم الإجابات، ووقفوا صامتين ذاهلين لا ينبسون ببنت شفة، فلتحرص على أن تكون إجابتك يوم السؤال عن موقفك من دعوة نبيك إجابة تعتزُّ بها لتكون من الناجين.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ:
  • أعربت في الآية الكريمة الثانية والستين.
  • ﴿ ماذا أَجَبْتُمُ:
  • اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أجبتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. وجملة أَجَبْتُمُ» في محل رفع خبر ماذا» ويجوز أن تكون ماذا» اسم استفهام مبنيا على السكون في محل جر بحرف جر مقدر أي بماذا.
  • ﴿ الْمُرْسَلِينَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول به-مقول القول-'

المتشابهات :

القصص: 62﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
القصص: 74﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
القصص: 65﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     وبعد توبيخهم على الإشراك بالله؛ جاء هنا توبيخ آخر لهم على التكذيب بالرسل، قال تعالى :
﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [66] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ ..

التفسير :

[66] فخفيت عليهم الحجج، فلم يَدْروا ما يحتجون به، فهم لا يسأل بعضهم بعضاً عما يحتجون به سؤال انتفاع.

{ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ} أي:لم يحيروا عن هذا السؤال جوابا، ولم يهتدوا إلى الصواب.

ومن المعلوم أنه لا ينجى في هذا الموضع إلا التصريح بالجواب الصحيح، المطابق لأحوالهم، من أننا أجبناهم بالإيمان والانقياد، ولكن لما علموا تكذيبهم لهم وعنادهم لأمرهم، لم ينطقوا بشيء، ولا يمكن أن يتساءلوا ويتراجعوا بينهم في ماذا يجيبون به، ولو كان كذبا.

أى: فخفيت عليهم الحجج التي يجيبون بها على هذه الأسئلة، وصاروا لفرط دهشتهم وذهولهم عاجزين عن أن يسأل بعضهم بعضا عن الإجابة.

وعدى فَعَمِيَتْ بعلى، لتضمنه معنى الخفاء قال- سبحانه- فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ ولم يقل: فعموا عن الأنباء، للمبالغة في بيان ذهولهم وصمتهم المطبق في ذلك اليوم العسير، حتى لكأنما الأنباء والأخبار عمياء لا تصل إليهم، ولا تعرف شيئا عنهم.

والتعبير بقوله- سبحانه- فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ يشعر بزيادة حيرتهم وفرط دهشتهم فهم جميعا قد صاروا في حالة من الإبلاس والحيرة، جعلتهم يتساوون في العجز والجهل.

( فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون ) .

وقال مجاهد : فعميت عليهم الحجج ، فهم لا يتساءلون بالأنساب .

( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ ) يقول: فخفيت عليهم الأخبار, من قولهم: قد عمي عني خبر القوم: إذا خفي. وإنما عُنِي بذلك أنهم عميت عليهم الحجة, فلم يدروا ما يحتجون؛ لأن الله تعالى قد كان أبلغ إليهم في المعذرة, وتابع عليهم الحجة, فلم تكن لهم حجة يحتجون بها, ولا خبر يخبرون به, مما تكون لهم به نجاة ومخلص.

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْبَاءُ ) قال: الحجج, يعني الحجة.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْبَاءُ ) قال: الحجج.

قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, في قوله: ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ) قال: بلا إله إلا الله, التوحيد.

وقوله: ( فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ ) بالأنساب والقرابة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ ) قال: لا يتساءلون بالأنساب, ولا يتماتون بالقرابات, إنهم كانوا في الدنيا إذا ألتقوا تساءلوا وتماتوا.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ ) قال: بالأنساب.

وقيل معنى ذلك: فعميت عليهم الحجج يومئذ, فسكتوا, فهم لا يتساءلون في حال سكوتهم.

التدبر :

وقفة
[66] كل (نبأ) في القرآن: خبر, إلا ﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ﴾ أي: الحجج‏.‏
وقفة
[66] ﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ لا يسأل بعضهم بعضًا، كما يتساءل الناس عن حلول المشكلات؛ لأنهم تساووا جميعًا في العجز عن الحجة والجواب.

الإعراب :

  • ﴿ فَعَمِيَتْ:
  • الفاء سببية. عميت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. بمعنى: فالتبست.
  • ﴿ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ:
  • على حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بعميت. الأنباء: فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى: فصارت الأنباء كالعمى عليهم جميعا لا تهتدي اليهم.
  • ﴿ يَوْمَئِذٍ:
  • ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بعميت عليهم الأنباء وهو مضاف و «إذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين: سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر مضاف اليه. وهو مضاف أيضا والجملة المعوض عنها بالتنوين في محل جر مضاف اليه. التقدير: ويومئذ عميت عليهم الأنباء فهم لا يتساءلون.
  • ﴿ فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ:
  • الفاء استئنافية. هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين- في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. يتساءلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة لا يَتَساءَلُونَ» في محل رفع خبر «هم».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     ولَمَّا سألهم اللهُ عما أجابوا به الرُّسل؛ لم يجدوا ما يحتجون به، فلم يكن لهم جواب إلا السكوت، قال تعالى:
﴿ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فعميت:
1- بفتح العين وتخفيف الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضم العين وتشديد الميم، والمعنى: أظلمت عليهم الأمور، وهى قراءة الأعمش، وجناح بن حبيش، وأبى زرعة.
لا يتساءلون:
وقرئ:
لا يساءلون، بإدغام التاء فى السين، أي: لا يسأل بعضهم بعضا، وهى قراءة طلحة.

مدارسة الآية : [67] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ ..

التفسير :

[67] فأما من تاب من المشركين، وأخلص لله العبادة، وعمل بما أمره الله به ورسوله، فهو من الفائزين في الدارين.

{ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ}

لما ذكر تعالى سؤال الخلق عن معبودهم وعن رسلهم، ذكر الطريق الذي ينجو به العبد من عقاب اللّه تعالى، وأنه لا نجاة إلا لمن اتصف بالتوبة من الشرك والمعاصي، وآمن باللّه فعبده، وآمن برسله فصدقهم، وعمل صالحا متبعا فيه للرسل،{ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ} من جمع هذه الخصال{ مِنَ الْمُفْلِحِينَ} الناجحين بالمطلوب، الناجين من المرهوب، فلا سبيل إلى الفلاح بدون هذه الأمور.

وكعادة القرآن الكريم في الجمع بين حال الكافرين وحال المؤمنين، أتبع الحديث عن الكافرين، بالحديث عن المؤمنين فقال: فَأَمَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَعَسى هذا التائب المؤمن المواظب على الأعمال الصالحة أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ أى من الفائزين بالمطلوب.

قال ابن كثير: وعسى من الله- عز وجل- موجبة، فإن هذا واقع بفضل الله ومنّه- أى وعطائه- لا محالة .

وقوله : ( فأما من تاب وآمن وعمل صالحا ) أي : في الدنيا ، ( فعسى أن يكون من المفلحين ) أي : يوم القيامة ، و " عسى " من الله موجبة ، فإن هذا واقع بفضل الله ومنه لا محالة .

القول في تأويل قوله تعالى : فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)

يقول تعالى ذكره: ( فَأَمَّا مَنْ تَابَ ) من المشركين, فأناب وراجع الحقّ, وأخلص لله الألوهة, وأفرد له العبادة, فلم يشرك في عبادته شيئا( وَآمَنَ ) يقول: وصدّق بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( وَعَمِلَ صَالِحًا ) يقول: وعمل بما أمره الله بعمله في كتابه, وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ( فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ) يقول: فهو من المنجحين المدركين طَلِبتهم عند الله, الخالدين في جنانه, وعسى من الله واجب.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[67] ﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ فلاح العبد لا يحصل عليه بالتمني فلا بد من عمل صادق صالح باعثه نية صادقة.
عمل
[67] ﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ استغفر الله تعالى وتب إليه هذا اليوم سبعين مرة.
وقفة
[67] ﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ وعسى من الله موجبة؛ فإن هذا واقع بفضل الله ومنته لا محالة.
وقفة
[67] ﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ التوبة تَجُبُّ ما قبلها.
وقفة
[67] ﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ لماذا (عَسَىٰ)؟ قال الإمام البقاعي: «وإنما لم يقطع له بالفلاح، وإن كان مثل ذلك في مجاري عادات الملوك قطعًا، إعلامًا بأنه لا يجب سبحانه شیء، ليدوم حذره، ويتقي قضاءه وقدره».
تفاعل
[67] ﴿فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من المفلحين.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَمّا مَنْ:
  • الفاء: استئنافية. أما: حرف شرط‍ وتفصيل لا عمل له. وسميت حرف شرط‍ لأن الفاء الرابطة للجواب لا تفارقها. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة بعده صلته لا محل لها.
  • ﴿ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً:
  • تاب: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا هو. بمعنى تاب الى الله. وآمن وعمل صالحا. الجملتان: معطوفتان بواوي العطف على تابَ» وتعربان اعرابها. صالحا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي وعمل عملا صالحا فحذف المفعول الموصوف وحلت الصفة محله بمعنى: فأما من تاب إلى الله وآمن به. أو من تاب من المشركين من الشرك وجمع بين الايمان والعمل الصالح.
  • ﴿ فَعَسى أَنْ يَكُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ مَنْ» الفاء واقعة في جواب أما. عسى: فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أن: حرف مصدري ناصب. يكون: فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
  • ﴿ مِنَ الْمُفْلِحِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر يَكُونَ» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. وجملة يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ» صلة أَنْ» المصدرية لا محل لها. و أَنْ» المصدرية وما بعدها: بتأويل مصدر في محل نصب خبر «عسى» بمعنى: فعسى أن يفلح عند الله أو يكون من ترجي التائب وطمعه أي: فليطمع أن يفلح عند الله.'

المتشابهات :

الفرقان: 70﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
مريم: 60﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
طه: 82﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّـ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ
القصص: 67﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     وبعد سؤال الكافرين وانقطاعهم عن الجواب؛ فتحَ لهم هنا بابَ التوبة، قال تعالى:
﴿ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [68] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ ..

التفسير :

[68] وربك يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويصطفي لولايته مَن يشاء من خلقه، وليس لأحد من الأمر والاختيار شيء، وإنما ذلك لله وحده سبحانه، تعالى وتنزَّه عن شركهم.

هذه الآيات، فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات، ونفوذ مشيئته بجميع البريات، وانفراده باختيار من يختاره ويختصه، من الأشخاص، والأوامر [والأزمان] والأماكن، وأن أحداليس له من الأمر والاختيار شيء، وأنه تعالى منزه عن كل ما يشركون به، من الشريك، والظهير، والعوين، والولد، والصاحبة، ونحو ذلك، مما أشرك به المشركون.

ثم بين- سبحانه- أن مرد الأمور جميعها إليه، وأنه هو صاحب الخلق والأمر فقال:

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ.

أى: وربك- أيها الرسول الكريم- يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويختار من يختار من عباده لحمل رسالته، ولتبليغ دعوته. لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ.

وما في قوله- تعالى- ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ نافية والخيرة من التخير وهي بمعنى الاختيار، والجملة مؤكدة لما قبلها من أنه- سبحانه- يخلق ما يشاء ويختار.

أى: وربك وحده يخلق ما يشاء خلقه ويختار ما يشاء اختياره لشئون عباده، وما صح وما استقام لهؤلاء المشركين أن يختاروا شيئا لم يختره الله- تعالى- أو لم يرده، إذ كل شيء في هذا الوجود خاضع لإرادته وحده- عز وجل- ولا يملك أحد كائنا من كان أن يقترح عليه شيئا ولا أن يزيد أو ينقص في خلقه شيئا.

وليس لهؤلاء المشركين أن يختاروا للنبوة أو لغيرها أحدا لم يختره الله- تعالى- لذلك، فالله- عز وجل- أعلم حيث يجعل رسالته.

قال القرطبي ما ملخصه: قوله: ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ أى: ليس يرسل من اختاروه هم.

وقيل: يجوز أن تكون ما في موضع نصب بيختار، ويكون المعنى، ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة.

والصحيح الأول لإطباقهم الوقف على قوله وَيَخْتارُ، وما نفى عام لجميع الأشياء، أن يكون للعبد فيها شيء سوى اكتسابه بقدرة الله- عز وجل-.

وقال الثعلبي: وما نفى، أى ليس لهم الاختيار على الله. وهذا أصوب، كقوله- تعالى: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.. .

وقوله- تعالى-: سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ تنزيه له- عز وجل- عن الشرك والشركاء.

أى تنزه الله- تعالى- وتقدس بذاته وصفاته عن إشراك المشركين، وضلاك الضالين.

يخبر تعالى أنه المنفرد بالخلق والاختيار ، وأنه ليس له في ذلك منازع ولا معقب فقال : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) أي : ما يشاء ، فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فالأمور كلها خيرها وشرها بيده ، ومرجعها إليه .

وقوله : ( ما كان لهم الخيرة ) نفي على أصح القولين ، كقوله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) [ الأحزاب : 36 ] .

وقد اختار ابن جرير أن ) ما ) هاهنا بمعنى " الذي " ، تقديره : ويختار الذي لهم فيه خيرة . وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح . والصحيح أنها نافية ، كما نقله ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس وغيره أيضا ، فإن المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار ، وأنه لا نظير له في ذلك ; ولهذا قال : ( سبحان الله وتعالى عما يشركون ) أي : من الأصنام والأنداد ، التي لا تخلق ولا تختار شيئا .

القول في تأويل قوله تعالى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)

يقول تعالى ذكره: ( وَرَبُّكَ ) يا محمد ( يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) أن يخلقه ( وَيَخْتَارُ ) لولايته الخيرة من خلْقه, ومن سبقت له منه السعادة. وإنما قال جلّ ثناؤه: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) والمعنى: ما وصفت, لأن المشركين كانوا فيما ذكر عنهم يختارون أموالهم, فيجعلونها لآلهتهم, فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وربك يا محمد يخلق ما يشاء أن يخلقه, ويختار للهداية والإيمان والعمل الصالح من خلْقه, ما هو في سابق علمه أنه خيرتهم, نظير ما كان من هؤلاء المشركين لآلهتهم خيار أموالهم, فكذلك اختياري لنفسي. واجتبائي لولايتي, واصطفائي لخدمتي وطاعتي, خيار مملكتي وخلقي.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) قال: كانوا يجعلون خير أموالهم لآلهتهم في الجاهلية. فإذا كان معنى ذلك كذلك, فلا شكّ أن " ما " من قوله: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) في موضع نصب, بوقوع يختار عليها, وأنها بمعنى الذي.

فإن قال قائل: فإن كان الأمر كما وصفت, من أن " ما " اسم منصوب بوقوع قوله: ( يَخْتَارُ ) عليها, فأين خبر كان؟ فقد علمت ذلك كان كما قلت, أن في كان ذكرا من ما, ولا بد لكان إذا كان كذلك من تمام, وأين التمام؟ قيل: إن العرب تجعل لحروف الصفات إذا جاءت الأخبار بعدها، أحيانا, أخبارا, كفعلها بالأسماء إذا جاءت بعدها أخبارها، ذكر الفرَّاء أن القاسم بن معن أنشده قول عنترة:

أمِــنْ سُـمَيَّةَ دَمْـعُ العَيْـنِ تَـذْرِيفُ

لَـوْ كَـانَ ذَا مِنْـكَ قَبْلَ اليَوْمِ مَعْرُوفُ (2)

فرفع معروفا بحرف الصفة, وهو لا شك خبر لذا, وذُكر أن المفضل أنشده ذلك:

لوْ أَنَّ ذَا مِنْكَ قبلَ اليوْمِ مَعْرُوفُ

ومنه أيضا قول عمر بن أبي ربيعة:

قُلْــــتُ أَجِــــيبِي عَاشِـــقًا

بِحُـــــــبِّكُمْ مُكَـــــــلَّفُ

فيهَــــا ثَــــلاث كـــالدُّمَى

وكــــــاعِبٌ وَمُسْــــــلِفُ (3)

فمكلَّف من نعت عاشق, وقد رفعه بحرف الصفة, وهو الباء, في أشباه لما ذكرنا بكثير من الشواهد, فكذلك قوله: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) رُفعت الخيرة بالصفة, وهي لهم, إن كانت خبرا لما, لما جاءت بعد الصفة, ووقعت الصفة موقع الخبر, فصار كقول القائل: كان عمر وأبوه قائم, لا شكّ أن قائما لو كان مكان الأب, وكان الأب هو المتأخر بعده, كان منصوبا, فكذلك وجه رفع الخيرة, وهو خبر لما.

فإن قال قائل: فهل يجوز أن تكون " ما " في هذا الموضع جحدا, ويكون معنى الكلام: وربك يخلق ما يشاء أن يخلقه, ويختار ما يشاء أن يختاره, فيكون قوله: ( وَيَخْتَارُ ) نهاية الخبر عن الخلق والاختيار, ثم يكون الكلام بعد ذلك مبتدأ بمعنى: لم تكن لهم الخيرة: أي لم يكن للخلق الخيرة, وإنما الخيرة لله وحده؟

قيل: هذا قول لا يخفي فساده على ذي حجا, من وجوه, لو لم يكن بخلافه لأهل التأويل قول, فكيف والتأويل عمن ذكرنا بخلافه; فأما أحد وجوه فساده, فهو أن قوله: ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) لو كان كما ظنه من ظنه, من أن " ما " بمعنى الجحد, على نحو التأويل الذي ذكرت, كان إنما جحد تعالى ذكره, أن تكون لهم الخيرة فيما مضى قبل نـزول هذه الآية, فأما فيما يستقبلونه فلهم الخيرة, لأن قول القائل: ما كان لك هذا, لا شكّ إنما هو خبر عن أنه لم يكن له ذلك فيما مضى. وقد يجوز أن يكون له فيما يستقبل, وذلك من الكلام لا شكّ خلف. لأن ما لم يكن للخلق من ذلك قديما, فليس ذلك لهم أبدا. وبعد, لو أريد ذلك المعنى, لكان الكلام: فليس. وقيل: وربك يخلق ما يشاء ويختار, ليس لهم الخيرة, ليكون نفيا عن أن يكون ذلك لهم فيما قبل وفيما بعد.

والثاني: أن كتاب الله أبين البيان, وأوضح الكلام, ومحال أن يوجد فيه شيء غير مفهوم المعنى, وغير جائز في الكلام أن يقال ابتداء: ما كان لفلان الخيرة, ولما يتقدم قبل ذلك كلام يقتضي ذلك; فكذلك قوله: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) ولم يتقدم قبله من الله تعالى ذكره خبر عن أحد, أنه ادعى أنه كان له الخيرة, فيقال له: ما كان لك الخيرة, وإنما جرى قبله الخبر عما هو صائر إليه أمر من تاب من شركه, وآمن وعمل صالحا, وأتبع ذلك جلّ ثناؤه الخبر عن سبب إيمان من آمن وعمل صالحا منهم, وأن ذلك إنما هو لاختياره إياه للإيمان, وللسابق من علمه فيه اهتدى. ويزيد ما قلنا من ذلك إبانة قوله: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ فأخبر أنه يعلم من عباده السرائر والظواهر, ويصطفى لنفسه ويختار لطاعته من قد علم منه السريرة الصالحة, والعلانية الرضية.

والثالث: أن معنى الخيرة في هذا الموضع: إنما هو الخيرة, وهو الشيء الذي يختار من البهائم والأنعام والرجال والنساء, يقال منه: أُعطي الخِيَرة والخَيْرة, مثل الطِّيرة والطّيْرة, وليس بالاختيار, وإذا كانت الخيرة ما وصفنا, فمعلوم أن من أجود الكلام أن يقال: وربك يخلق ما يشاء, ويختار ما يشاء, لم يكن لهم خير بهيمة أو خير طعام, أو خير رجل أو امرأة.

فإن قال: فهل يجوز أن تكون بمعنى المصدر؟ قيل: لا وذلك أنها إذا كانت مصدرا كان معنى الكلام: وربك يخلق ما يشاء ويختار كون الخيرة لهم. إذا كان ذلك معناه, وجب ألا تكن الشرار لهم من البهائم والأنعام; إذا لم يكن لهم شرار ذلك وجب ألا يكون لها مالك, وذلك ما لا يخفى خطؤه, لأن لخيارها ولشرارها أربابا يملكونها بتمليك الله إياهم ذلك, وفي كون ذلك كذلك فساد توجيه ذلك إلى معنى المصدر.

وقوله:سبحانه وتعالى: ( عَمَّا يُشْرِكُونَ ) يقول تعالى ذكره تنـزيها لله وتبرئة له, وعلوا عما أضاف إليه المشركون من الشرك, وما تخرّصوه من الكذب والباطل عليه.

وتأويل الكلام: سبحان الله وتعالى عن شركهم. وقد كان بعض أهل العربية يوجهه إلى أنه بمعنى: وتعالى عن الذي يشركون به.

------------------------

الهوامش:

(2) البيت من شعر عنترة بن عمرو بن شداد العبسي (مختار الشعر الجاهلي، بشرح مصطفى السقا، طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ص 394) والرواية فيه رواية المفضل التي أشار إليها المؤلف:

أَمِــنْ سُـهَيَّةَ دَمْـعُ الْعَيْـنِ تَـذْرِيفُ

لَـوْ كَـانَ مِنـكِ قَبْـلَ الْيَومِ مَعْرُوفُ

قال شارحه: سهية، وقيل سمية: امرأة أبيه. روى صاحب الأغاني بسنده عن علي بن سليمان الأخفش الأصغر قال: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، عن محمد بن حبيب، قال أبو سعيد: وذكر ذلك أبو عمرو الشيباني، قالا: كان عنترة قبل أن يدعيه أبوه، حرشت عليه امرأة أبيه. وقالت إنه... عن نفسي، فغضب من ذلك شداد (شداد أبوه في بعض الروايات) غضبًا شديدًا. وضربه ضربًا مبرحًا، وضربه بالسيف، فوقعت عليه امرأة أبيه، وكفته عنه، فلما رأت ما به من الجراح بكت، وقوله "مذروف": من ذرفت عليه عينه تذرف ذريفًا، وذرفانًا: وهو قطر يكاد يتصل. وقوله "لو أن ذا منك قبل اليوم معروف": أي قد أنكرت هذا الحنو والإشفاق منك؛ لأنه لو كان معروفًا قبل ذلك لم ينكره اه. وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت. أما على رواية المؤلف، وهي التي نقلها الفراء عن القاسم بن معن القاضي، فإنه جعل قوله "لو كان ذا منك قبل اليوم معروف" برفع معروف على أنه خبر بعد الصفة. أي الجار والمجرور "منك"، التي هي خبر عن ذا، قال: "لأن العرب تجعل لحروف الصفات إذا جاءت الأخبار بعدها أخبارًا، كفعلها بالأسماء إذا جاءت بعدها أخبارها"... ثم أنشد البيت وقال: "فرفع معروفًا بحرف الصفة وهو لا شك خبر لذا" اه. قلت: وكأن مراده أن حرف الصفة موضوع موضع ضمير مبتدأ، ومعروف: خبره، وكأنه قال: لو كان ذا هو معروف أو نحو ذلك. وفي هذا التعبير من التعسف ما فيه. ولو قال إن "معروف" خبر عن مبتدأ محذوف تقديره: هو منك معروف، والجملة خبر كان، لكان أوضح تعبيرًا ولم أجد البيت ولا توجيه إعرابه في معاني القرآن للفراء.

(3) البيتان لعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي شاعر الغزل زمن بني أمية، كما قال المؤلف. ومكلف: من الكلف بالشيء وهو الحب والولوع بالشيء، كلف بالشيء كلفًا فهو كلف ومكلف: لهج به. وثلاث أي جوار أو نساء. والدمى: جمع دمية، وهي التمثال من العاج أو الرخام أو نحوهما. والكاعب: الفتاة التي تكعب ثديها وبرر والمسلف: قال في (اللسان: سلف): المسلف من النساء: النصف. وقيل: هي التي بلغت خمسًا وأربعين ونحوها، وهو وصف خص به الإناث، قال عمر بن أبي ربيعة "فيها ثلاث..." إلخ البيت: ومحل الشاهد في البيت أن قوله: مكلف بالرفع على أنه خبر، لأنه وقع بعد حرف الجر الذي وضع موضع المبتدأ، كأنه قال: أجيبي عاشقًا هو مكلف. وهو في معنى الشاهد الذي قبله من قول عنترة "لو كان ذا منك قبل اليوم معروف". اه.

التدبر :

وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ يخلقُ مِن خَلْقِه كثيرًا، ويختارُ لدينِه وحملِ رسالتِه خيارَ خلقِه، اللهمَّ اجعلنَا منهم.
وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ الاختيار لله لا لعباده؛ فليس لعباده أن يعترضوا عليه.
وقفة
[68] أحداث وأشياء كثيرة تعجز عن فهمها، ثم ترجع إلى نفسك، فتخبرك أن الاختيار قد يكون أدقّ أوصافها ﴿وَربّك يخلُقُ ما يشاء ويختار﴾.
عمل
[68] الخير كله في تدبير ربي لا اختيار عقلي ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾، ثق بتدبير الخبير الرحيم فلو كشف لك الغيب لم تختر إلا ما اختاره الحكيم.
وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ﴾ وهل هناك من يمتلك عقلًا يشك فى ذلك، فالأمر لله والخيرة لله فى كل أمورنا، ولهذا وجب ألا نجزع لأى خطب يصيبنا.
وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ﴾ مشيئة الله وخياراته التى اختارها لنا إنما تدل إن دلت على خالق محيط واسع عليم حكيم.
وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ أنت تريد، وأنا أريد، والله يفعل ما يريد.
عمل
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ حدد أمرًا أنت مقبل عليه من أمور دنياك، ثم صل ركعتين للاستخارة، وادعُ بهذا الدعاء: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَلَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ؛ فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَلَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ ارْضِنِي بِه،.
عمل
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ توكل على الله ﻻ على تدينك؛ فإن ولد نوح لم يؤمن بدين أبيه، وﻻ على قوة هيمنتك؛ فإن امرأة فرعون متدينة.
وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ لو سلمنا بهذه الآية فكم سترتاح نفوسنا! فما شاء الله كان، وما لم يشأ فلن يكون.
وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ قال بعض العلماء: «لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك؛ بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة».
عمل
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ لا تهتم بالمخلوقين والتصنع لهم، الاختيار يقع في السماء.
وقفة
[68] ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ لا نستطيع اختيار خلقتنا، لكن الله ترك لنا خيرة اختيار أخلاقنا.
وقفة
[68] تعيين الأشهر الحرم واختيارها هو مظهر من مظاهر كمال حكمة الله وعلمه: ﴿وربُّكَ يَخْلُقُ ما يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾، وهذه الأشهر هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، ومحرم، ورجب.
وقفة
[68] رضيت بما اختار، إذا ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت وتكالبت الهموم, وبدأ الشيطان يعقد أمامي الأمور, ويدعي ألا وجود للحلول أتذكر قول ربنا جل شأنه: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾, فتنقشع عني غيوم الهم, وتشرق في سمائي شمس التفاؤل وإحسان الظن, فإن الخير كل الخير في اختيار الحكيم وتدبير العليم, ولو عرض لي الغيب ما اخترت إلا اختيار ربي.
عمل
[68] ﴿وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ ثق تمامًا بأن جميع ما يصنع الله بك خير لك، وقد تكون الخيرة خفية ﻻ تعلمها الآن.
وقفة
[68] من رحمة الله بعبده لم يوكل له تدبير أمره ﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾، لنتخيل حال شخص أوكل له تدبير نبضات قلبه فقط، ما حاله لو غفل أو نام؟! ما أرحم اللطيف!
تفاعل
[68] ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ سَبِّح الله الآن.

الإعراب :

  • ﴿ وَرَبُّكَ:
  • الواو استئنافية. ربك: مبتدأ مرفوع بالضمة. والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يَخْلُقُ ما يَشاءُ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. يخلق: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء: تعرب اعراب يَخْلُقُ» وجملة يَشاءُ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد للموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: ما يشاؤه أي ما يريده.
  • ﴿ وَيَخْتارُ:
  • معطوف بالواو على يَخْلُقُ» وتعرب اعرابها. أي: ويختار ما يريد أو ويختار ما يشاء.
  • ﴿ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ:
  • بمعنى: ليس لأحد الخيار في شيء. ما: نافية لا عمل لها. والجملة الفعلية بيان لقوله وَيَخْتارُ» لأن معناه: ويختار ما يشاء. وقيل معناه: ويختار الذي لهم فيه الخيرة. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر كانَ» الخيرة: اسمها مرفوع بالضمة. والراجع من الصلة الى الموصول «فيه» محذوف. اذا جعلت ما» موصولة.
  • ﴿ سُبْحانَ اللهِ:
  • مفعول مطلق-مصدر-منصوب بفعل محذوف تقديره: أسبح. وهو مضاف. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة بمعنى: تنزه الله أي أنزهه تنزيها.
  • ﴿ وَتَعالى:
  • معطوف بالواو على الفعل المقدر العامل في المصدر-سبحان-مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. أي الله تعالى.
  • ﴿ عَمّا يُشْرِكُونَ:
  • بمعنى: الله بريء من اشراكهم. عما: مكونة من: عن حرف الجر و ما» المصدرية و «ما» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بسبحان وجملة يُشْرِكُونَ» صلة ما» المصدرية لا محل لها من الاعراب. يشركون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ورَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ ويَخْتارُ﴾ قالَ أهْلُ التَّفْسِيرِ: نَزَلَتْ جَوابًا لِلْوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ حِينَ قالَ فِيما أخْبَرَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ: ﴿وقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذا القُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِّنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: ٣١] . أخْبَرَ اللَّهُ تَعالى أنَّهُ لا يَبْعَثُ الرُّسُلَ بِاخْتِيارِهِمْ. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [68] لما قبلها :     وبعدَ توبيخِ المشركينَ، ثم دعوتهم للتوبة؛ بَيَّنَ اللهُ هنا كمال إرادته سبحانه وطلاقة مشيئته، قال تعالى:
﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [69] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ..

التفسير :

[69] وربك يعلم ما تُخفي صدور خلقه وما يظهرونه.

وأنه العالم بما أكنته الصدور وما أعلنوه، وأنه وحده المعبود المحمود في الدنيا والآخرة، على ماله من صفات الجلال والجمال، وعلى ما أسداه إلى خلقه من الإحسان والإفضال.

ثم بين- سبحانه- أن علمه شامل لكل شيء فقال: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ.

أى: وربك- أيها الرسول الكريم- يعلم علما تاما ما تخفيه صدور هؤلاء المشركين من أسرار، وما تعلنه من أقوال، وسيحاسبهم على كل ذلك حسابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

ثم قال : ( وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ) أي : يعلم ما تكن الضمائر ، وما تنطوي عليه السرائر ، كما يعلم ما تبديه الظواهر من سائر الخلائق ، ( سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) [ الرعد : 10 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)

يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد يعلم ما تخفي صدور خلقه; وهو من: أكننت الشيء في صدري: إذا أضمرته فيه, وكننت الشيء: إذا صنته,( وَمَا يُعْلِنُونَ ): يقول: وما يبدونه بألسنتهم وجوارحهم, وإنما يعني بذلك أن اختيار من يختار منهم للإيمان به على علم منه بسرائر أمورهم وبواديها, وأنه يختار للخير أهله, فيوفقهم له, ويولي الشرّ أهله, ويخليهم وإياه.

التدبر :

وقفة
[69] ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ بمقدورنا تزيين أنفسنا أمام العالم كله، لكن كم نحن مكشوفين تمامًا أمام الله، أفلا نخجل منه؟!
وقفة
[69] ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ اﻹنسان الصادق الذي سره كالعلانية هو أوﻻً يعامل الله قبل الناس، ﻷنه وحده كاشف الخفايا.
تفاعل
[69] ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ سل الله تعالى أن يصلح علانيتك وسريرتك.
وقفة
[69] ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ إحاطة علم الله بما ظهر وما خفي من أعمال عباده.
وقفة
[69] ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ ألا يخاف المنافقون ممن يعلم ما تكن الضمائر؟ ألا يحذر المخادعون من الخبير بما تنطوي عليه السرائر؟!
وقفة
[69] ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ كم نحن مکشوفون أمام الله! قال سلمان الفارسي: «إن لكل امرئ جوانيًا (باطنًا) وبرانيًا (ظاهرًا)، فمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن أفسد جوانيه أفسد الله برانيه».
وقفة
[69] ﴿وَرَبُّكَ يَعلَمُ ما تُكِنُّ صُدورُهُم وَما يُعلِنونَ﴾ إن كان سبحانه يعلم ما تخفى الصدور، فمن باب أولى هو يعلم ما يظهرون.
وقفة
[69] من عيوب النفس: أن تسترسل مع الخواطر السيئة التي تمر بذهنها، فتترسخ فيها، ودواء ذلك: أن يرد تلك الخواطر في الابتداء، ويدفعها بالذكر الدائم، ويتذكر أن الله مطلع سريرته، وأن يعيش مع قول الله: ﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾، ﴿وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه: 7].

الإعراب :

  • ﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ:
  • معطوفة بالواو على وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ» الواردة في الآية الكريمة السابقة. وتعرب إعرابها. تكن: فعل مضارع مرفوع بالضمة. صدور: فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بمعنى: ما تخفيه صدورهم. والعائد الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير ما تكنه صدورهم أي ما تخفيه من عداوة رسول الله وحده.
  • ﴿ وَما يُعْلِنُونَ:
  • الواو عاطفة. ما: أعربت. يعلنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة يُعْلِنُونَ» صلة الموصول لا محل لها. والعائد إلى الموصول ضمير منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: ما يعلنونه بمعنى: ما به يجهرون من طعنهم في الرسول الكريم واعتراضهم على اختياره للنبوة.'

المتشابهات :

النمل: 74﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَـ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
القصص: 69﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [69] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ كمال إرادته وطلاقة مشيئته؛ بَيَّنَ هنا أن علمه شامل لكل شيء، قال تعالى:
﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تكن:
وقرئ:
بفتح التاء وضم الكاف، وهى قراءة ابن محيصن.

مدارسة الآية : [70] :القصص     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا ..

التفسير :

[70] وهو الله الذي لا معبود بحق سواه، له الثناء الجميل والشكر في الدنيا والآخرة، وله الحكم بين خلقه، وإليه تُرَدُّون بعد مماتكم للحساب والجزاء.

وأنه هو الحاكم في الدارين، في الدنيا، بالحكم القدري، الذي أثره جميع ما خلق وذرأ، والحكم الديني، الذي أثره جميع الشرائع، والأوامر والنواهي.

وفي الآخرة يحكم بحكمه القدري والجزائي، ولهذا قال:{ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

فيجازي كلا منكم بعمله، من خير وشر.

وَهُوَ اللَّهُ- سبحانه- لا إله إلا هو يستحق العبادة والخضوع لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ.

أى: في الدنيا، وله الحمد- أيضا- في الآخرة، وله وحده الْحُكْمُ النافذ وَإِلَيْهِ وحده تُرْجَعُونَ للحساب لا إلى غيره.

ثم أمر- سبحانه- نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يذكر الناس بمظاهر قدرته- سبحانه- في هذا الكون، وأن يوقظ مشاعرهم للتأمل في ظاهرتين كونيتين، هما الليل والنهار، فإن التدبر فيما اشتملتا عليه من تنظيم دقيق، من شأنه أن يبعث على الإيمان بقدرة موجدهما، وهو الله عز وجل. قال- تعالى-:

وقوله : ( وهو الله لا إله إلا هو ) أي : هو المنفرد بالإلهية ، فلا معبود سواه ، كما لا رب يخلق ويختار سواه ( له الحمد في الأولى والآخرة ) أي : في جميع ما يفعله هو المحمود عليه ، لعدله وحكمته ( وله الحكم ) أي : الذي لا معقب له ، لقهره وغلبته وحكمته ورحمته ، ( وإليه ترجعون ) أي : جميعكم يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله ، من خير وشر ، ولا يخفى عليه منهم خافية في سائر الأعمال .

وقوله: ( وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد، المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له, ولا معبود تجوز عبادته غيره ( لَهُ الْحَمْدُ فِي الأولَى ) يعني: في الدنيا( وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ ) يقول: وله القضاء بين خلقه ( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) يقول: وإليه تردون من بعد مماتكم, فيقضي بينكم بالحقّ.

--------------------------------------------------------

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[70] ﴿وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ إلى كل من قال: لا إله إلا الله: «يا قوم، أضنوا (أتعبوا) شياطينکم بالإخلاص في قول لا إله إلا الله، لا بمجرد اللفظ، التوحيد يحرق شياطين الإنس والجن؛ لأنه نار للشيطان ونور للموحدين، كيف تقول: لا إله إلا الله، وفي قلبك كم إله؟! كل شيء تعتمد عليه وتثق به دون الله فهو صنمك، لا ينفعك توحيد اللسان مع شرك القلب، ولا ينفعك طهارة القالب مع نجاسة القلب، الموحد يضني شيطانه، والمشرك يضنيه شيطانه، الاخلاص لب الأقوال والأفعال؛ لأنها إذا خلت منه كانت قشرًا بلا لب، والقشر لا يصلح إلا للنار».
لمسة
[70] جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله، فقال: ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الروم: 18] وقال: ﴿وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ﴾؛ فتبين بهذا أن الألف واللام في (الْحَمْدُ) مستغرقة لجميع أنواع المحامد، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به.
وقفة
[70] ﴿له الحمد في الأولى والآخرة﴾ على اختياره, وعلى نعمائه, وعلى حكمته وتدبيره, وعلى عدله ورحمته, وهو وحده المختص بالحمد والثناء.
وقفة
[70] ﴿له الحمد في الأولى والآخرة﴾ آيةٌ جمعت أعجب الوصف؛ حيث استغرق الحمد كل الأزمنة، من الأزل إلى الأبد، فالحمدُ لله رب العالمين.
وقفة
[70] قال الرازي: «أما قوله: ﴿وَلَهُ الْحُكْمُ﴾ فهو إما في الدنيا أو في الآخرة، فأما في الدنيا فحكم كل أحد سواه إنما نفذ بحكمه، فلولا حكمه لما نفذ على العبد حكم سيده، ولا على الزوجة حكم زوجها، ولا على الابن حكم أبيه، ولا على الرعية حكم سلطانهم، ولا على الأمة حكم الرسول، فهو الحاكم في الحقيقة، وأما في الآخرة فلا شك أنه هو الحاكم؛ لأنه الذي يتولى الحكم بين العباد في الآخرة، فينتصف للمظلومين من الظالمين».

الإعراب :

  • ﴿ وَهُوَ اللهُ:
  • الواو عاطفة. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الله: خبر هُوَ» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ:
  • لا: نافية للجنس تعمل عمل «إنّ» اله: اسمها مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا تقديره: موجود أو كائن وبمعنى: لا إله يعبد ويرتجى. الاّ: اداة استثناء و هُوَ» مستثنى بالا وهو ضمير منفصل في محل رفع بدل من محل لا إِلهَ» لأن محل لا» وما عملت فيه رفع على الابتداء. والجملة الاسمية من-لا-وما تلاها في محل رفع صفة للفظ‍ الجلالة-الله-أو بدل منه سبحانه.
  • ﴿ لَهُ الْحَمْدُ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. الحمد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والجملة الاسمية في محل نصب حال.
  • ﴿ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ:
  • جار ومجرور متعلق بالحمد وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر أي في الحياة الأولى فحذف الموصوف المجرور وحلت الصفة محله والآخرة معطوفة بالواو على فِي الْأُولى» وتعرب إعرابها. بمعنى: وفي الحياة الآخرة.
  • ﴿ وَلَهُ الْحُكْمُ:
  • معطوفة بالواو على لَهُ الْحَمْدُ» وتعرب إعرابها. بمعنى: وله القضاء بين عباده.
  • ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ:
  • الواو حالية. اليه: جار ومجرور متعلق بترجعون. ترجعون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية في محل نصب حال.'

المتشابهات :

القصص: 70﴿لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَـ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
القصص: 88﴿لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [70] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ فَسادَ طريقِ المُشرِكينَ؛ بَيَّنَ هنا أنَّه لا إله إلا هو يستحق العبادة والخضوع، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف