165121122123124125126127128129130

الإحصائيات

سورة الأعراف
ترتيب المصحف7ترتيب النزول39
التصنيفمكيّةعدد الصفحات26.00
عدد الآيات206عدد الأجزاء1.25
عدد الأحزاب2.50عدد الأرباع10.00
ترتيب الطول4تبدأ في الجزء8
تنتهي في الجزء9عدد السجدات1
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 3/29آلمص: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (121) الى الآية رقم (126) عدد الآيات (6)

لمَّا آمنَ السَّحرةُ هدَّدَهم فرعونُ بتقطيعِ الأيدي والأرجلِ من خلافٍ وتعليقِهم على جذوعِ النخلِ، ثُمَّ بيانُ إصرارِهم على الإيمانِ باللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (127) الى الآية رقم (129) عدد الآيات (3)

أشَرَافُ قومِ فرعونَ يحرِّضُونَه على موسى عليه السلام ، ثُمَّ نصيحةُ موسى لقومِه: استعينُوا باللهِ واصبرُوا، ويبشرُهم بهلاكِ فرعونَ.

فيديو المقطع


المقطع الثالث

من الآية رقم (130) الى الآية رقم (130) عدد الآيات (1)

لمَّا بَشَّرَهم موسى عليه السلام بهلاكِ فرعونَ =

فيديو المقطع


مدارسة السورة

سورة الأعراف

الصراع بين الحق والباطل/ احسم موقفك ولا تكن سلبيًّا

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • بدأت السورة ::   بالصراع بين آدم وإبليس، وأتبعته بالحوار بين أهل الجنة وأهل النار. وكأنها تنادينا: هذه هي بداية الصراع، أو أول صراع: (آدم وإبليس)، وهذه هي النتيجة: (فريق في الجنة وفريق في النار).
  • • ثم عرضت السورة ::   الصراع في تاريخ البشرية بين كل نبي وقومه، ويظهر أن نهاية الصراع دائمًا هي هلاك الظالمين بسبب فسادهم، ونجاة المؤمنين بسبب إيمانهم.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الأعراف».
  • • معنى الاسم ::   الأعراف: جمع عُرْفٍ، وعُرْف الجبل ونحوه: أعلاه، ويطلق على السور ونحوه، وقيل لعرف الديك: عُرف، لارتفاعه على ما سواه من جسده، والأعراف: هو ‏السور ‏الذي ‏بين ‏الجنة ‏والنار يحول بين أهليهما. وأهل الأعراف: من تساوت حسناتهم وسيئاتهم يوم القيامة، إذ يوقفون على أعالي سور بين الجنة والنار، ثم يدخلهم الله الجنة بفضله ورحمته.
  • • سبب التسمية ::   لورود لفظ "‏الأعراف" ‏فيها، ولم يذكر في غيرها من السور.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   ‏‏«سورة الميقات»، و«سورة الميثاق»، «أَطْوَلُ الطُّولَيَيْنِ» (الطُّولَيَيْن: الأنعام والأعراف، فهما أطول السور المكية).
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن الصراع دائم ومستمر بين الحق والباطل، من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق، مرورًا بنوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام، وفي قصص هؤلاء الأنبياء ظهر لنا كيف أن الله ينجي أولياءه ويهلك أعداءه.
  • • علمتني السورة ::   وجوب اتباع الوحي، وحرمة اتباع ما يدعو إليه أصحاب الأهواء والمبتدعة: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الوزن يوم القيامة لأعمال العباد يكون بالعدل والقسط: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن من أشبه آدم بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع إذا صدرت منه الذنوب اجتباه ربه وهداه‏، ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب، فإنه لن يزداد من اللّه إلا بعدًا‏.
رابعًا : فضل السورة :
  • • عن مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: «مَا لِى أَرَاكَ تَقْرَأُ فِى الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ السُّوَرِ؟ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِيهَا بِأَطْوَلِ الطُّولَيَيْنِ»، قُلْتُ (القائل ابن أَبِي مُلَيْكَة): «يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا أَطْوَلُ الطُّولَيَيْنِ؟»، قَالَ: «الأَعْرَافُ».
    • عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها «أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ سُورَةَ الأَعْرَافِ فِى صَلاَةِ الْمَغْرِبِ، فَرَّقَهَا فِى رَكْعَتَيْنِ».
    • عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ الأُوَل مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ حَبْرٌ». السبعُ الأُوَل هي: «البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة»، وأَخَذَ السَّبْعَ: أي من حفظها وعلمها وعمل بها، والحَبْر: العالم المتبحر في العلم؛ وذلك لكثرة ما فيها من أحكام شرعية.
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الأعراف من السبع الطِّوَال التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان التوراة.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • أطول سورة مكية (وكما سبق فهي أَطْوَلُ الطُّولَيَيْنِ (الأنعام والأعراف)، فهما أطول السور المكية).
    • أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء: آدم ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى.
    • بها أول سجدة تلاوة -بحسب ترتيب المصحف-، ويبلغ عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم 15 سجدة.
    • اشتملت على 4 نداءات متتالية لبني آدم من أصل 5 نداءات ذُكرت في القرآن الكريم، وهذه النداءات الأربعة ذُكرت في الآيات (26، 27، 31، 35)، وكلها بعد سرد قصة آدم في بداية السورة، والنداء الخامس ذُكِرَ في الآية (60) من سورة يس.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نبذل قصارى جهدنا في دعوة النَّاس إلى الله كما فعل الأنبياء الكرام.
    • أن نحسم موقفنا من الصراع بين الحق والباطل، فأصحاب الأعراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي الله فيهم.
    • ألا يكون طموحنا أدني المنازل في الجنان؛ حتى لا نكن ممن سيقفون على الأعراف ينتظرون وغيرهم سبق وفاز، ولا نرضى في العبادة أدناها.
    • ألا نتحرج في تبليغ هذا الدين وأداء فرائضه فهو الدين الحق: ﴿كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (2).
    • ألا نتكبر على عباد الله؛ فالكبر سبب معصية إبليس: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ (12).
    • أن نلبس الحسن من الثياب إذا ذهبنا إلى المساجد، ولا نسرف في الأكل والشرب: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (31).
    • أن نجتنب هذه الأمور التي حرمها الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (33).
    • أن نُذَكِّر أنفسنا ومن حولنا بأهمية سلامة القلب، وأنه من صفات أهل الجنة: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ﴾ (43).
    • ألا نغتر بالحياة الدنيا؛ فهي دار لهو ولعب: ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ...﴾ (51).
    • أن نُذَكِّر بعض البائعين -بأسلوب طيب- بأهمية العدل في الميزان: ﴿فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ (85).
    • أن نجمع في الدنيا بين الخوف والرجاء: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّـهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (99).
    • أن نحافظ على الصلاة مع الجماعة؛ فهي من العهد الذي بينك وبين الله: ﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾ (102).
    • أن نضمّ أسماء أحبابِنا في الدُّعاء: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي﴾ (151).
    • أن نتذكر سنة كنا غافلين عنها من سنن النبي ﷺ، ونطبقها: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾ (157).
    • ألا نتهاون في الأخذِ بنصيحةِ من يعظنا ويذكِّرنا بالله: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ (165).
    • أن نطلب دومًا الثبات على الصراط المستقيم، ونتعوذ من نزغات الشياطين والكفر بعد الإيمان: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ...﴾ (175).
    • أن نسأل الله تعالى صلاح قلوبنا، وأن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا في طاعته: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ (179).
    • أن نحذر من مكر الله فيما أنعم به علينا: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (182).
    • أن نتيقن ويستقر في قلوبنا أنه لن ينفعنا أو يضرنا أحد إلا بإذن الله: ﴿قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ...﴾ (188).
    • أن نقابل وسوسة الشيطان بالاستعاذة بالله منه: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ...﴾ (200).
    • أن نستمع وننصت أثناء قراءة القرآن: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (204).
    • أن نداوم على أذكار الصباح والمساء، ونُذَكِّر بهـا غيرنا: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ ... وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ﴾ (205).

تمرين حفظ الصفحة : 165

165

مدارسة الآية : [121] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ

التفسير :

[121] قالوا:آمنا برب العالمين.

تفسير الآيات من 120 الى 122:ـ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ أي:وصدقنا بما بعث به موسى من الآيات البينات.

وقوله قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ. رَبِّ مُوسى وَهارُونَ أى: قال السحرة بعد أن تبين لهم الحق وخروا ساجدين لله، آمنا بمالك أمر العالمين ومدبر شئونهم، والمتصرف فيهم، وجملة رَبِّ مُوسى وَهارُونَ بدل من الجملة التي قبلها، أو صفة لرب العالمين، أو عطف بيان.

وفائدة ذلك نفى توهم من يتوهم أن رب العالمين قد يطلق على غير الله- تعالى- كقول فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى.

وهكذا نرى أثر الحق عند ما تخالط بشاشته القلوب الواعية، لقد آمن السحرة وصرحوا بذلك أمام فرعون وشيعته، لأنهم أدركوا عن يقين قطعى أن ما جاء به موسى- عليه السلام- ليس من قبيل السحر، والعالم في فنه هو أكثر الناس استعدادا للتسليم بالحقيقة حين تتكشف له، ومن هنا فقد تحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق أمام صولة الحق الذي لا يجحده إلا مكابر حقود.

يخبر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله موسى ، عليه السلام ، في ذلك الموقف العظيم ، الذي فرق الله تعالى فيه بين الحق والباطل ، يأمره بأن يلقي ما في يمينه وهي عصاه ، ( فإذا هي تلقف ) أي : تأكل ( ما يأفكون ) أي : ما يلقونه ويوهمون أنه حق ، وهو باطل .

قال ابن عباس : فجعلت لا تمر بشيء من حبالهم ولا من خشبهم إلا التقمته ، فعرفت السحرة أن هذا أمر من السماء ، وليس هذا بسحر ، فخروا سجدا وقالوا : ( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )

وقال محمد بن إسحاق : جعلت تبتلع تلك الحبال والعصي واحدة ، واحدة حتى ما يرى بالوادي قليل ولا كثير مما ألقوا ، ثم أخذها موسى فإذا هي عصا في يده كما كانت ، ووقع السحرة سجدا ( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) لو كان هذا ساحرا ما غلبنا .

وقال القاسم بن أبي بزة : أوحى الله إليه أن ألق عصاك ، فألقى عصاه ، فإذا هي ثعبان فاغر فاه ، يبتلع حبالهم وعصيهم . فألقي السحرة عند ذلك سجدا ، فما رفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلهما .

القول في تأويل قوله : قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وألقي السحرة عندما عاينوا من عظيم قدرة الله, ساقطين على وجوههم سجَّدًا لربهم، (1) يقولون: "آمنا برب العالمين ", يقولون: صدقنا بما جاءنا به موسى، وأنّ الذي علينا عبادته، هو الذي يملك الجنّ والإنس وجميع الأشياء, وغير ذلك, (2) ويدبر ذلك كله.

-----------------

الهوامش :

(1) انظر تفسير (( سجد )) فيما سلف من فهارس اللغة ( سجد ) .

(2) انظر تفسير (( العالمين )) فيما سلف من فهارس اللغة ( علم ) .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[121] ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ موقف السّحرة وإعلان إيمانهم بجرأة وصراحة يدلّ على أنّ الإنسان إذا تجرّد عن هواه، وأذعن للعقل والفكر السّليم بادر إلى الإيمان عند ظهور الأدلّة عليه.
وقفة
[121، 122] ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾ قال الإمام الرازي: «لما قالوا: آمنا برب العالمين، قال لهم فرعون: إياي تعنون؟ فلما قالوا: رب موسی، قال: إياي تعنون؛ لأني أنا الذي ربیت موسی، فلما قالوا: وهارون، زالت الشبهة».
وقفة
[120-122] لقوة انبهار السحرة بآية موسى العظيمة، وخرورهم الفوري، عبر بـ ﴿وَأُلْقِيَ﴾، ثم قالوا: ﴿آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، لينفوا أي توهم بأن سجودهم كان لموسى، كما كانت عادتهم لفرعون، ثم قالوا: ﴿رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ﴾، لبيان أن السجود لله الحق، وليس لمدعي الربوبية القائل: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ [النازعات: 24].

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعده: في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ:
  • آمنّا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. بربّ: جار ومجرور متعلق بآمنّا. العالمين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته '

المتشابهات :

الأعراف: 121﴿ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
الشعراء: 47﴿ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
طه: 70﴿فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدٗا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [121] لما قبلها :     وبعد معرفة فعلهم؛ جاء هنا قولُهم، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [122] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ

التفسير :

[122] وهو رب موسى وهارون، وهو الذي يجب أن تصرف له العبادة وحده دون مَن سواه.

تفسير الآيات من 120 الى 122:ـ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ أي:وصدقنا بما بعث به موسى من الآيات البينات.

وقوله قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ. رَبِّ مُوسى وَهارُونَ أى: قال السحرة بعد أن تبين لهم الحق وخروا ساجدين لله، آمنا بمالك أمر العالمين ومدبر شئونهم، والمتصرف فيهم، وجملة رَبِّ مُوسى وَهارُونَ بدل من الجملة التي قبلها، أو صفة لرب العالمين، أو عطف بيان.

وفائدة ذلك نفى توهم من يتوهم أن رب العالمين قد يطلق على غير الله- تعالى- كقول فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى.

وهكذا نرى أثر الحق عند ما تخالط بشاشته القلوب الواعية، لقد آمن السحرة وصرحوا بذلك أمام فرعون وشيعته، لأنهم أدركوا عن يقين قطعى أن ما جاء به موسى- عليه السلام- ليس من قبيل السحر، والعالم في فنه هو أكثر الناس استعدادا للتسليم بالحقيقة حين تتكشف له، ومن هنا فقد تحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق أمام صولة الحق الذي لا يجحده إلا مكابر حقود.

يخبر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله موسى ، عليه السلام ، في ذلك الموقف العظيم ، الذي فرق الله تعالى فيه بين الحق والباطل ، يأمره بأن يلقي ما في يمينه وهي عصاه ، ( فإذا هي تلقف ) أي : تأكل ( ما يأفكون ) أي : ما يلقونه ويوهمون أنه حق ، وهو باطل .

قال ابن عباس : فجعلت لا تمر بشيء من حبالهم ولا من خشبهم إلا التقمته ، فعرفت السحرة أن هذا أمر من السماء ، وليس هذا بسحر ، فخروا سجدا وقالوا : ( آمنا برب العالمين رب موسى وهارون )

وقال محمد بن إسحاق : جعلت تبتلع تلك الحبال والعصي واحدة ، واحدة حتى ما يرى بالوادي قليل ولا كثير مما ألقوا ، ثم أخذها موسى فإذا هي عصا في يده كما كانت ، ووقع السحرة سجدا ( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) لو كان هذا ساحرا ما غلبنا .

وقال القاسم بن أبي بزة : أوحى الله إليه أن ألق عصاك ، فألقى عصاه ، فإذا هي ثعبان فاغر فاه ، يبتلع حبالهم وعصيهم . فألقي السحرة عند ذلك سجدا ، فما رفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلهما .

رب موسى وهارون ", لا فرعون، كالذي:-

14954 - حدثني عبد الكريم قال، حدثنا إبراهيم بن بشار قال، حدثنا سفيان قال، حدثنا أبو سعد, عن عكرمة, عن ابن عباس قال: لما رأت السحرة ما رأت, عرفت أن ذلك أمر من السماء وليس بسحر, فخروا سجدًا, (3) وقالوا: "آمنا برب العالمين* رب موسى وهارون ".

-----------------

الهوامش :

(3) في المطبوعة : (( خروا )) بغير فاء ، وأثبت ما في المخطوطة .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[122] قالت السحرة ﴿رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ﴾، وقال بعضهم ﴿آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ﴾ [طه: 70] ؛ قدّم بعضهم موسى لفضله، وقدّم آخرون هارون لعُمره؛ فهارون أكبر سنًّا.

الإعراب :

  • ﴿ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ:
  • ربّ: بدل من «رب» الواردة في الآية الكريمة السابقة مجرورة للتعظيم مثلها. موسى: مضاف إليه مجرور وعلامة جره:الفتحة المقدرة للتعذر على الألف بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على العجمة والعلمية. وهرون: معطوف بالواو على «مُوسى» ويعرب إعرابه وعلامة الجر الفتحة الظاهرة. '

المتشابهات :

الأعراف: 122﴿ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ
الشعراء: 48﴿ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ
طه: 70﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِـ رَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [122] لما قبلها :     ولَمَّا قال السحرة: «آمنا برب العالمين»، قد يتوهم أحد أنهم يقصدون فرعون، فقد قال: «أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى»؛ لذا صرحوا هنا بما يقصدون، فقالوا:
﴿ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [123] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ ..

التفسير :

[123] قال فرعون للسحرة:آمنتم بالله قبل أن آذن لكم بالإيمان به؟ إن إيمانكم بالله وتصديقكم لموسى وإقراركم بنبوته لحيلة احتلتموها أنتم وموسى؛ لتخرجوا أهل مدينتكم منها ، وتكونوا المستأثرين بخيراتها، فسوف تعلمون -أيها السحرة- ما يحلُّ بكم من العذاب والنكال.

فـ قَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ متهددا على الإيمان:آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ كان الخبيث حاكما مستبدا على الأبدان والأقوال، قد تقرر عنده وعندهم أن قوله هو المطاع، وأمره نافذ فيهم، ولا خروج لأحد عن قوله وحكمه، وبهذه الحالة تنحط الأمم وتضعف عقولها ونفوذها، وتعجز عن المدافعة عن حقوقها، ولهذا قال اللّه عنه:فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ وقال هنا:( آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ) أي:فهذا سوء أدب منكم وتجرؤ عَليَّ.

ثم موه على قومه وقال:إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا أي:إن موسى كبيركم الذي علمكم السحر، فتواطأتم أنتم وهو على أن تنغلبوا له، فيظهر فتتبعوه، ثم يتبعكم الناس أو جمهورهم فتخرجوا منها أهلها.

وهذا كذب يعلم هو ومن سبر الأحوال، أن موسى عليه الصلاة والسلام لم يجتمع بأحد منهم، وأنهم جمعوا على نظر فرعون ورسله، وأن ما جاء به موسى آية إلهية، وأن السحرة قد بذلوا مجهودهم في مغالبة موسى، حتى عجزوا، وتبين لهم الحق، فاتبعوه.

ثم توعدهم فرعون بقوله:فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ما أحل بكم من العقوبة.

ولكن فرعون وملؤه لم يرقهم ما شاهدوا من إيمان السحرة، ولم يدركوا لانطماس بصيرتهم فعل الإيمان في القلوب، فأخذ يتوعدهم بالموت الأليم ويحكى القرآن ذلك فيقول: قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ أى: قال فرعون منكرا على السحرة إيمانهم، آمنتم برب موسى وهارون قبل أن آمركم أنا بذلك؟ فهو لغروره وجهله ظن أن الإيمان بالحق بعد أن تبين يحتاج إلى استئذان.

ثم أضاف إلى ذلك اتهامهم بأن إيمانهم لم يكن عن إخلاص ليصرف الناس عنهم فقال:

إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها أى: إن ما صنعتموه من الإيمان برب موسى وهارون ليس عن اقتناع منكم بذلك، بل هو حيلة احتلتموها أنتم وموسى قبل أن يلقى كل منكم بسحره، لكي تخرجوا من مصر أهلها الشرعيين، وتخلص لكم ولبنى إسرائيل.

وغرضه من هذا القول إفهام قبط مصر أن إيمان السحرة كان عن تواطؤ مع موسى، وأنهم يهدفون من وراء ذلك إلى إخراجهم من أوطانهم، فعليهم. - أى القبط- أن يستمسكوا بدينهم وأن يعلنوا عداوتهم لموسى وللسحرة ولبنى إسرائيل.

ولا شك أن هذا لون من الكذب الخبيث أراد من ورائه فرعون صد الناس عن الإيمان بموسى- عليه السلام-.

ثم أتبع هذا الاتهام الباطل بالوعيد الشديد فقال: فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ أى: فسوف تعلمون عاقبة ما فعلتم

يخبر تعالى عما توعد به فرعون ، لعنه الله ، السحرة لما آمنوا بموسى ، عليه السلام ، وما أظهره للناس من كيده ومكره في قوله : ( ( 126 ) إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها ) أي : إن غلبه لكم في يومكم هذا إنما كان عن تشاور منكم ورضا منكم لذلك ، كقوله في الآية الأخرى : ( إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ) [ طه : 70 ] وهو يعلم وكل من له لب أن هذا الذي قاله من أبطل الباطل ; فإن موسى ، عليه السلام ، بمجرد ما جاء من " مدين " دعا فرعون إلى الله ، وأظهر المعجزات الباهرة والحجج القاطعة على صدق ما جاء به ، فعند ذلك أرسل فرعون في مدائن ملكه ومعاملة سلطنته ، فجمع سحرة متفرقين من سائر الأقاليم ببلاد مصر ، ممن اختار هو والملأ من قومه ، وأحضرهم عنده ووعدهم بالعطاء الجزيل . وقد كانوا من أحرص الناس على ذلك ، وعلى الظهور في مقامهم ذلك والتقدم عند فرعون ، وموسى ، عليه السلام ، لا يعرف أحدا منهم ولا رآه ولا اجتمع به ، وفرعون يعلم ذلك ، وإنما قال هذا تسترا وتدليسا على رعاع دولته وجهلتهم ، كما قال تعالى : ( فاستخف قومه فأطاعوه ) [ الزخرف : 54 ] فإن قوما صدقوه في قوله : ( أنا ربكم الأعلى ) [ النازعات : 24 ] من أجهل خلق الله وأضلهم .

وقال السدي في تفسيره بإسناده المشهور عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما من الصحابة ، في قوله تعالى : ( إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة ) قالوا : التقى موسى ، عليه السلام ، وأمير السحرة ، فقال له موسى : أرأيتك إن غلبتك أتؤمن بي ، وتشهد أن ما جئت به حق ؟ قال الساحر : لآتين غدا بسحر لا يغلبه سحر ، فوالله لئن غلبتني لأؤمنن بك ولأشهدن أنك حق . وفرعون ينظر إليهما ، قالوا : فلهذا قال ما قال .

وقوله : ( لتخرجوا منها أهلها ) أي : تجتمعوا أنتم وهو ، وتكون لكم دولة وصولة ، وتخرجوا منها الأكابر والرؤساء ، وتكون الدولة والتصرف لكم ، ( فسوف تعلمون ) أي : ما أصنع بكم .

القول في تأويل قوله : قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله= يعني صدّقوا رسوله موسى عليه السلام، لما عاينوا من عظيم قدرة الله وسلطانه: "آمنتم به "، يقول: أصدقتم بموسى وأقررتم بنبوّته= " قبل أن آذن لكم "، بالإيمان به= " إن هذا "، يقول: تصديقكم إياه, وإقراركم بنبوّته= " لمكر مكرتموه في المدينة "، يقول لخدعة خدعتم بها من في مدينتنا، (4) لتخرجوهم منها= " فسوف تعلمون "، ما أفعل بكم, وما تلقون من عقابي إياكم على صنيعكم هذا.

* * *

وكان مكرهم ذلك فيما:-

14955 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي, في حديث ذكره، عن أبي مالك= وعلي بن أبي طلحة, عن ابن عباس, وعن مرة, عن ابن مسعود, وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: التقى موسى وأميرُ السحرة, فقال له موسى: أرأيتك إن غلبتك أتؤمن بي، وتشهد أنّ ما جئت به حق؟ قال الساحر: لآتين غدًا بسحر لا يغلبه سحر, فوالله لئن غلبتني لأومنن بك، ولأشهدن أنك حق! وفرعون ينظر إليهم، فهو قول فرعون: " إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة "، إذ التقيتما لتتظاهرا فتخرجا منها أهلها. (5) .

------------------

الهوامش :

(4) انظر (( المكر )) فيما سلف 12 : 95 ، 97 : 597 .

(5) الأثر : 14955 - هذا جزء من خبر طويل ، رواه أبو جعفر في تاريخه 1 : 213 .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[123] ﴿آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ حتَّى الإيمَانُ باللهِ ربما لا يَسمَحُ الطغاةُ به إلَّا بإذنٍ.
وقفة
[123] ﴿آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ ما أغبى الطغاة! حتى الإيمان يحتاج إلى تصريح!
وقفة
[123] ﴿آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ وهل الإيمان بالله يحتاج إلى الاستئذان؟! لكنه الكبر والبطش الفرعوني، تشابهت قلوب الطغاة في كل زمن.
تفاعل
[123] ﴿آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ نعوذ بالله من تجبر الطغاة؛ حتى الإيمان بالله لا يسمح به إلا بعد إذنه؟!
وقفة
[123] ﴿إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ﴾ وموسى عليه السلام لا يعرف أحدًا منهم، ولا رآه، ولا اجتمع به، وفرعون يعلم ذلك، وإنما قال هذا تسترًا وتدليسًا على رعاع دولته وجهلتهم، كما قال تعالى: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ﴾ [الزخرف: 54]؛ فإن قومًا صدقوه في قوله: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [النازعات: 24] من أجهل خلق الله، وأضلهم.
وقفة
[123] ﴿إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ﴾ في المعركة بين الحق والباطل يرتد كيد المجرمين عليهم مهما استطال؛ لأن الله مولى المؤمنين وحسيبهم.
وقفة
[123] من أخطر أنواع الكذب على المجتمع كذب الوُجَهاء ﴿إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ فِرْعَوْنُ:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح. فرعون: فاعل مرفوع بالضمة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف- التنوين- للعجمة والعلمية.
  • ﴿ آمَنْتُمْ بِهِ:
  • الجملة: في محل نصب مفعول به- مقول القول- الهمزة حرف استفهام تفيد الإنكار والاستبعاد. آمنتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير متصل في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. به: جار ومجرور متعلق بآمنتم.
  • ﴿ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ:
  • قبل: ظرف زمان منصوب متعلق بآمن وهو مضاف.أن: حرف مصدرية ونصب. آذن: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. لكم: جار ومجرور متعلق بآذن والميم علامة جمع الذكور و «أَنْ» وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة أي قبل الإذن لكم به.
  • ﴿ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب اسمها. لمكر: اللام مزحلقة. مكر: خبرها مرفوع بالضمة.
  • ﴿ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ:
  • الجملة: في محل رفع صفة لمكر. فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الميم علامة جمع الذكور. الواو لمعرفة أن الميم علامة الجمع والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.في المدينة: جار ومجرور متعلق بمكرتموه.
  • ﴿ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها:
  • اللام: حرف جر للتعليل. تخرجوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منها: جار ومجرور متعلق بتخرجوا. أهل: مفعول به منصوب بالفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بمكرتموه.
  • ﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ:
  • الفاء: استئنافية سوف حرف تسويف للمستقبل تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ولم يتعد الفعل إلى مفعول لأنّ معناه: سوف تحصل لكم حقيقة العلم. '

المتشابهات :

الأعراف: 123﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ
طه: 71﴿ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
الشعراء: 49﴿ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [123] لما قبلها :     لمَّا آمنَ السَّحرةُ؛ غضب فرعون عليهم، واتهمهم بأن إيمانهم لم يكن عن إخلاص ليصرف الناس عنهم، ثم توعدهم وهددهم، قال تعالى:
﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

آمنتم:
قرئ:
1- آمنتم، على الخبر، وهى قراءة حفص.
2- بهمزة استفهام ومدة بعدها مطولة فى تقدير ألفين، وهى قراءة العربيين، ونافع، والبزي.
3- بهمزة استفهام ومدة مسهلة، وهى قراءة ورش.
4- بهمزة استفهام مخففة وبعدها ألف، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
5- بإبدال همزة الاستفهام واوا، لضمة نون «فرعون» ، وهى قراءة قنبل.

مدارسة الآية : [124] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ..

التفسير :

[124] لأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم -أيها السحرة- من خلاف:بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، أو اليد اليسرى والرجل اليمنى، ثم لأعلقنَّكم جميعاً على جذوع النخل؛ تنكيلاً بكم وإرهاباً للناس.

لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ زعم الخبيث أنهم مفسدون في الأرض، وسيصنع بهم ما يصنع بالمفسدين، من تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف، أي:اليد اليمنى والرجل اليسرى.

ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ في جذوع النخل، لتختزوا بزعمه أَجْمَعِينَ أي:لا أفعل هذا الفعل بأحد دون أحد، بل كلكم سيذوق هذا العذاب.

. ثم فصل هذا الوعيد بقوله: لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ.

أى: أقسم لأقطعن من كل شق منكم عضوا مغايرا للآخر، كاليد من الجانب الأيمن، والرجل من الجانب الأيسر، ثم لأصلبنكم أجمعين تفضيحا لكم، وتنكيلا لأمثالكم.

ثم فسر هذا الوعيد بقوله : ( لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ) يعني : يقطع يد الرجل اليمنى ورجله اليسرى أو بالعكس . و ( لأصلبنكم أجمعين ) وقال في الآية الأخرى : ( في جذوع النخل ) [ طه : 71 ] أي : على الجذوع .

قال ابن عباس : وكان أول من صلب ، وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف ، فرعون .

القول في تأويل قوله : لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن قيل فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله وصدقوا رسوله موسى: " لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف "، وذلك أن يقطع من أحدهم يده اليمنى ورجله اليسرى, أو يقطع يده اليسرى ورجله اليمنى, فيخالف بين العضوين في القَطْع, فمخالفته في ذلك بينهما هو " القطع من خلاف ". (6) .

* * *

ويقال: إن أوّل من سن هذا القطع فرعون= " ثم لأصلبنكم أجمعين "، وإنما قال هذا فرعون, لما رأى من خذلان الله إياه، وغلبة موسى عليه السلام وقهره له.

14956 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو داود الحفري وحبوية الرازي, عن يعقوب القمي, عن جعفر بن أبي المغيرة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: " لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين "، قال: أوّل من صلّب، وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف، فرعون. (7) .

----------------

الهوامش :

(6) انظر تفسير (( القطع من خلاف )) فيما سلف 10 : 268 .

(7) الأثر 14956 - (( حبوية الرازي )) ، هو (( إسحق بن إسماعيل الرازي )) ، (( أبو يزيد )) ، مضى برقم : 14365 ، 14550 .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[124] ﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ أراد العذاب المادي بتقطيع الأيدي والأرجل، وأراد الفضيحة والإذلال بالصَّلْب.
وقفة
[124] قال لهم: ﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾، فقالوا: ﴿لا ضير﴾ [الشعراء: 50]، ازداد تخويفًا فازدادوا قوة لم تكن من قبل.
وقفة
[124، 125] ﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾، ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ سبحان من بيده قلوب الخلائق، من قوة اليقين لم يبالوا بتهديد فرعون.

الإعراب :

  • ﴿ لَأُقَطِّعَنَّ:
  • اللام: واقعة في جواب قسم محذوف. أقطعنّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. التقدير: والله لأقطعنّ. والجملة «لَأُقَطِّعَنَّ» جواب القسم لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ:
  • مفعول به منصوب بالفتحة. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- في محل جر بالاضافة. والميم علامة جمع الذكور. وأرجلكم: معطوفة بالواو على «أَيْدِيَكُمْ» وتعرب إعرابها. من خلاف: جار ومجرور في محل نصب حال من الأيدي اليمنى والأرجل اليسرى أي مختلفات.
  • ﴿ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ:
  • ثم: حرف عطف. لأصلبنّكم: معطوفة على «لَأُقَطِّعَنَّ» وتعرب إعرابها. أجمعين: توكيد معنوي للمذكرة وهو جمع «أجمع» منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن حركة المفرد '

المتشابهات :

الأعراف: 124﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
طه: 71﴿فَـ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
الشعراء: 49﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [124] لما قبلها :     لما هدَّدَ فرعونُ السحرةَ تهديدًا مجملًا؛ جاء هنا التفصيل، وهو: تقطيع الأيدي والأرجل من خلافٍ وتعليقهم على جذوعِ النخلِ، قال تعالى:
﴿ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [125] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ

التفسير :

[125] قال السحرة لفرعون:قد تحققنا أنَّا إلى الله راجعون، وأن عذابه أشد من عذابك، فلنصبرنَّ اليوم على عذابك؛ لِننجو من عذاب الله يوم القيامة.

فقال السحرة، الذين آمنوا لفرعون حين تهددهم:إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ أي:فلا نبالي بعقوبتك، فاللّه خير وأبقى، فاقض ما أنت قاض.

ومع أن فرعون قد توعد هؤلاء المؤمنين بالعذاب والتشويه والتنكيل والموت القاسي البطيء المرهوب، فإننا نراهم يقابلون كل ذلك بالصبر الجميل، والإيمان العميق، والاستهانة ببطش فرعون وجبروته فيقولون له بكل ثبات واطمئنان: إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ قال صاحب الكشاف: فيه أوجه: أن يريدوا إنا لا نبالى بالموت لانقلابنا إلى لقاء ربنا ورحمته وخلاصنا منك ومن لقائك.

أو ننقلب إلى الله يوم الجزاء فيثيبنا على شدائد القطع والصلب. أو إنا جميعا يعنون أنفسهم وفرعون ننقلب إلى الله فيحكم بيننا. أو إنا لا محالة ميتون منقلبون إلى الله فما تقدر أن تفعل بنا إلا ما لا بد لنا منه» .

وقول السحرة : ( إنا إلى ربنا منقلبون ) أي : قد تحققنا أنا إليه راجعون ، وعذابه أشد من عذابك ، ونكاله ما تدعونا إليه ، وما أكرهتنا عليه من السحر ، أعظم من نكالك ، فلنصبرن اليوم على عذابك لنخلص من عذاب الله

القول في تأويل قوله : قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال السحرة مجيبة لفرعون, إذ توعَّدهم بقطع الأيدي والأرجل من خلاف, والصلب: " إنا إلى ربّنا منقلبون " يعني بالانقلاب إلى الله، الرجوع إليه والمصير (8) .

------------------

الهوامش :

(8) انظر تفسير (( الانقلاب )) فيما سلف ص : 32 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

التدبر :

وقفة
[125] ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ وعذابه أشد من عذابك، ونكاله على ما تدعونا إليه اليوم وما أكرهتنا عليه من السحر أعظم من نكالك، فلنصبر اليوم على عذابك لنخلص من عذاب الله.
وقفة
[125] ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ كل أوجاع الدنيا مغمورة في بحر ثواب الآخرة.
وقفة
[125] ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ أهل الإيمان بالله واليوم الآخر هم أشدّ الناس حزمًا، وأكثرهم شجاعة وصبرًا في أوقات الأزمات والمحن والحروب.
وقفة
[125] ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ التجرد عن الهوى يقود إلى الإيمان، وموقف السحرة وإعلان إيمانهم بجرأة وصراحة خير مثال.
وقفة
[125] ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ لما كان إلى الله مصيرهم؛ سهل عليهم ما لقوه في مسيرهم.
وقفة
[125] ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ كل شيء من أجل الله يهون، عند أهل الإيمان الصادق.
وقفة
[125] ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ من علم أنَّه لله راجع فليعلم أنَّه موقوف، ومن علم أنَّه موقوف فليعلم أنَّه مسؤول، ومن علم أنَّه مسؤول فليُعِدّ للسؤال جوابًا.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ:
  • قالوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعده: في محل نصب مفعول به- مقول القول- انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». إلى ربّ: جار ومجرور متعلق بخبر «إن» و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. منقلبون: خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. '

المتشابهات :

الأعراف: 125﴿قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
الشعراء: 50﴿قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [125] لما قبلها :     وبعد تهديد فرعون للسحرة بالعذاب والتشويه والموت القاسي البطيء؛ قابلوا كل ذلك بالثبات، والاستهانة ببطش فرعون وجبروته، فقالوا: «إنا وإياك سننقلب إلى ربنا، وما أنت بمخلد بعدنا»، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [126] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ ..

التفسير :

[126] ولستَ تعيب منا وتنكر -يا فرعون- إلا إيماننا وتصديقنا بحجج ربنا وأدلته التي جاء بها موسى، ولا تقدر على مثلها أنت ولا أحد آخر سوى الله الذي له ملك السموات والأرض، ربنا أَفِضْ علينا صبراً عظيماً وثباتاً عليه، وتوفَّنا منقادين لأمرك متبعين رسولك.

وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا أي:وما تعيب منا على إنكارك علينا وتوعدك لنا؟ فليس لنا ذنب إِلا أَنْ آمَنَّا بـ [ آيَاتِ] ربنا [ لما جاءتنا] فإن كان هذا ذنبا يعاب عليه، ويستحق صاحبه العقوبة، فهو ذنبنا.

ثم دعوا اللّه أن يثبتهم ويصبرهم فقالوا:رَبَّنَا أَفْرِغْ أي:أفض عَلَيْنَا صَبْرًا أي:عظيما، كما يدل عليه التنكير، لأن هذه محنة عظيمة، تؤدي إلى ذهاب النفس، فيحتاج فيها من الصبر إلى شيء كثير، ليثبت الفؤاد، ويطمئن المؤمن على إيمانه، ويزول عنه الانزعاج الكثير.

وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ أي:منقادين لأمرك، متبعين لرسولك، والظاهر أنه أوقع بهم ما توعدهم عليه، وأن اللّه تعالى ثبتهم على الإيمان.هذا وفرعون وملؤه وعامتهم المتبعون للملأ قد استكبروا عن آيات اللّه، وجحدوا بها ظلما وعلوا،

ثم قالوا له على سبيل الاستهزاء والتوبيخ وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا أى: وما تكره منا وتعيب إلا الإيمان بالله، مع أن ما تكرهه منا وتعيبه علينا هو أعظم محاسننا، لأنه خير الأعمال، وأعظم المناقب، فلا نعدل عنه طلبا لمرضاتك.

يقال: نقم عليه أمره، ونقمت منه نقما- من باب ضرب- عبته وكرهته أشد الكراهة.

قال الجمل: وقوله إِلَّا أَنْ آمَنَّا يجوز أن يكون في محل نصب مفعول به، أى: ما تعيب علينا إلا إيماننا. ويجوز أن يكون مفعولا من أجله. أى: ما تنال منا وتعذبنا لشيء من الأشياء إلا لإيماننا. وعلى كل من القولين فهو استثناء مفرغ» .

ثم ختموا مناقشتهم لفرعون بالانصراف عنه والالتجاء إلى الله- تعالى- فقالوا: رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ أى: يا ربنا أفض علينا صبرا واسعا لنثبت على دينك، وتوفنا إليك حالة كوننا مسلمين لك مذعنين لأمرك ونهيك، مستسلمين لقضائك.

وبذلك يكون السحرة قد ضربوا للناس في كل زمان ومكان أروع الأمثال في التضحية من أجل العقيدة، وفي الوقوف أمام الطغيان بثبات وعزة، وفي الصبر على المكاره والآلام، وفي المسارعة إلى الدخول في الطريق الحق بعد أن تبين لهم، وفي التعالي عن كل مغريات الحياة.

قال قتادة: كانوا في أول النهار كفارا سحرة. وفي آخره شهداء بررة، فرضي الله عنهم وحشرنا في زمرتهم.

وبعد هذا الحديث الذي ساقته السورة عما دار بين موسى وفرعون، وبين موسى والسحرة، والذي انتهى بإيمان السحرة برب العالمين بعد ذلك بدأت السورة تحكى لنا ما قاله الملأ من قوم فرعون بعد هزيمتهم المنكرة، وما قاله موسى- عليه السلام- لقومه بعد أن بلغهم وعيد فرعون وتهديده لهم، وما رد به قومه عليه مما يدل على سفاهتهم فقالت:

لما قالوا : ( ربنا أفرغ علينا صبرا ) أي : عمنا بالصبر على دينك ، والثبات عليه ، ( وتوفنا مسلمين ) أي : متابعين لنبيك موسى ، عليه السلام . وقالوا لفرعون : ( فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا ) [ طه : 72 - 75 ] فكانوا في أول النهار سحرة ، فصاروا في آخره شهداء بررة .

قال ابن عباس ، وعبيد بن عمير ، وقتادة ، وابن جريج : كانوا في أول النهار سحرة ، وفي آخره شهداء .

وقوله: " وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا "، يقول: ما تنكر منا، يا فرعون، وما تجد علينا, إلا من أجل أن آمنا، أي = صدقنا (9) " بآيات ربنا ", يقول: بحجج ربّنا وأعلامه وأدلته التي لا يقدر على مثلها أنت ولا أحد، سوى الله, الذي له ملك السموات والأرض. (10) . ثم فزعوا إلى الله بمسألته الصبرَ على عذاب فرعون, وقبض أرواحهم على الإسلام فقالوا: (ربنا أفرغ علينا صبرًا)، يعنون بقولهم: " أفرغ "، أنـزل علينا حَبْسًا يحبسنا عن الكفر بك، (11) عند تعذيب فرعون إيانا=(وتوفنا مسلمين)، يقول: واقبضنا إليك على الإسلام دين خليلك إبراهيم صلى الله عليه وسلم, لا على الشرك بك (12) .

14957 - فحدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ، فقتلهم وصلبهم, كما قال عبد الله بن عباس، حين قالوا: (ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفّنا مسلمين). قال: كانوا في أول النهار سحرة, وفى آخر النهار شهداء.

14958 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن إسرائيل, عن عبد العزيز بن رفيع, عن عبيد بن عمير قال: كانت السحرة أول النهار سحرة, وآخر النهار شهداء.

14959 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ، قال: ذكر لنا أنهم كانوا في أوّل النهار سحرة, وآخره شهداء.

14960 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد: (ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين)، قال: كانوا أوّل النهار سحرة , وآخره شهداء.

------------------

الهوامش :

(9) انظر تفسير (( نقم )) فيما سلف 10 : 433 .

(10) انظر تفسير (( الآية فيما سلف من فهارس اللغة ( أيى ) .

(11) انظر تفسير (( أفرغ علينا صبرًا )) فيما سلف 5 : 354 . وتفسير = (( الصبر )) فيما سلف 12 : 561 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

(12) انظر تفسير (( توفاه )) فيما سلف 12 : 415 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك .

التدبر :

وقفة
[126] ﴿وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا﴾ في زمن غربة الدين يصبح الإيمان تهمة الصالحين! قال ابن عباس: «ما أتينا بذنب تعذبنا عليه إلا أن آمنا بآيات ربنا».
وقفة
[126] ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾ أي: عظيمًا، كما يدل عليه التنكير؛ لأن هذه محنة عظيمة تؤدي إلى ذهاب النفس، فيحتاج فيها من الصبر إلى شيء كثير؛ ليثبت الفؤاد، ويطمئن المؤمن على إيمانه، ويزول عنه الانزعاج الكثير.
تفاعل
[126] ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾ المحنة العظيمة يحتاج لها صبر كثير ليثبت الفؤاد؛ قل: «اللهم ثبت قلوبنا».
عمل
[126] عند اشتداد الكرب عليك اطلب من الله جرعه زائدة من مَعين الصبر ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾.
وقفة
[126] ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾ لفظ قرآني عجيب يحمل مدلول الإشباع والإرتواء.
وقفة
[126] ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾ اجعل لنا طاقة لتحمل ما توعدنا به فرعون, ولما كان ذلك الوعيد مما لا تطيقه النفوس؛ سألوا الله أن يجعل لنفوسهم صبرًا قويًا، يفوق المتعارف؛ فإن الإفراغ صب جميع ما في الإناء، ودعوا لأنفسهم بالوفاة على الإسلام إيذانا بأنهم غير راغبين في الحياة، ولا مبالين بوعيد فرعون، وأن همتهم لا ترجو إلا النجاة في الآخرة، والفوز بما عند الله، وقد انخذل بذلك فرعون، وذهب وعيده باطلًا.
وقفة
[126] ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾ تمر بالمؤمن ظروفٌ شديدةٌ لو أن الصبر كان بإناء لاحتاج المؤمن أن يفرغ عليه الإناء إفراغًا.
تفاعل
[126] كرر هذا الدعاء وادعُ الله أن يفك أسر المأسورين من المسلمين: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَما تَنْقِمُ مِنَّا:
  • الواو: إستئنافية. ما: نافية لا عمل لها. تنقم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت منا: جار ومجرور.
  • ﴿ إِلَّا أَنْ آمَنَّا:
  • إلّا: أداة استثناء. أن: حرف مصدري. آمنّا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «أَنْ» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مستثنى بإلّا. منّا: صلة أن المصدرية لا محل لها و «تَنْقِمُ» بمعنى «تنكر» و «آمَنَّا» متعلق بتنقم.
  • ﴿ بِآياتِ رَبِّنا:
  • جار ومجرور متعلق بآمنّا. ربّ: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَمَّا جاءَتْنا:
  • لمّا: بمعنى «حين» اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. جاءت: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به وجملة «جاءَتْنا» في محل جر مضاف إليه لوقوعها بعد «لَمَّا».
  • ﴿ رَبِّنا:
  • منادى بأداة نداء محذوفة تقديرها: يا: منصوب للتعظيم بالفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً:
  • أفرغ: فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. علينا: جار ومجرور متعلق بافرغ. صبرا: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ وَتَوَفَّنا:
  • معطوفة بالواو على «أَفْرِغْ» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل حذف آخره- حرف العلة- و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ مُسْلِمِينَ:
  • حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد '

المتشابهات :

البقرة: 250﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ
الأعراف: 126﴿وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [126] لما قبلها :     وبعد رد السحرة على تهديد فرعون لهم؛ بينوا له هنا أن الذي فعلوه لا يوجب الوعيد، بل يقتضي أن يتأسى بهم في الإقرار بالحق، قال تعالى:
﴿ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تنقم:
قرئ:
1- بفتح القاف، مضارع «نقم» بكسرها، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وأبى اليسر هاشم، وابن أبى عبلة.
2- بكسرها، وهى قراءة الجمهور، وهى الأفصح.

مدارسة الآية : [127] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ ..

التفسير :

[127] وقال السادة والكبراء من قوم فرعون لفرعون:أَتَدَعُ موسى وقومه من بني إسرائيل ليفسدوا الناس في أرض «مصر» بتغيير دينهم بعبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادتك وعبادة آلهتك؟ قال فرعون:سنُقَتِّل أبناء بني إسرائيل ونستبقي نساءهم أحياء للخدمة، وإنَّا عا

وقالوا لفرعون مهيجين له على الإيقاع بموسى، وزاعمين أن ما جاء باطل وفساد:أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بالدعوة إلى اللّه، وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، التي هي الصلاح في الأرض، وما هم عليه هو الفساد، ولكن الظالمين لا يبالون بما يقولون.

وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ أي:يدعك أنت وآلهتك، وينهى عنك، ويصد الناس عن اتباعك.

فـ قَالَ فرعون مجيبا لهم، بأنه سيدع بني إسرائيل مع موسى بحالة لا ينمون فيها، ويأمن فرعون وقومه - بزعمه - من ضررهم:سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ أي:نستبقيهن فلا نقتلهن، فإذا فعلنا ذلك أمنا من كثرتهم، وكنا مستخدمين لباقيهم، ومسخرين لهم على ما نشاء من الأعمال وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ لا خروج لهم عن حكمنا، ولا قدرة، وهذا نهاية الجبروت من فرعون والعتو والقسوة.

قوله- تعالى- وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ: أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ.

أى: قال الزعماء والوجهاء من قوم فرعون له، بعد أن أصابتهم الهزيمة والخذلان في معركة الطغيان والإيمان، قالوا له على سبيل التهييج والإثارة: أتترك موسى وقومه أحرارا آمنين في أرضك، ليفسدوا فيها بإدخال الناس في دينهم، أو جعلهم تحت سلطانهم ورئاستهم.

روى أنهم قالوا له ذلك بعد أن رأوا عددا كبيرا من الناس، قد دخل في الإيمان متبعا السحرة الذين قالوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ.

وقوله وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ معناه: أتتركهم أنت يعبدون رب موسى وهارون، ويتركون عبادتك وعبادة آلهتك، فيظهر للناس عجزك وعجزها، فتكون الطامة الكبرى التي بها يفسد ملكك.

قال السدى: إن فرعون كان قد صنع لقومه أصناما صغارا وأمرهم بعبادتها، وسمى نفسه الرب الأعلى.

وقال الحسن إنه كان يعبد الكواكب ويعتقد أنها المربية للعالم السفلى كله، وهو رب النوع الإنساني.

وقد قرئ وَيَذَرَكَ بالنصب والرفع أما النصب فعلى أنه معطوف على لِيُفْسِدُوا وأما الرفع فعلى أنه عطف على أَتَذَرُ أو على الاستئناف، أو على أنه حال بحذف المبتدأ أى: وهو يذرك.

والمتأمل في هذا الكلام الذي حكاه القرآن عن الملأ من قوم فرعون، يراه يطفح بأشد ألوان التآمر والتحريض. فهم يخوفونه فقدان الهيبة والسلطان بتحطيم الأوهام التي يستخدمها السلطان، لذا نراه يرد عليهم بمنطق الطغاة المستكبرين فيقول: سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ، وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ.

أى: لا تخافوا ولا ترتاعوا أيها الملأ فإن قوم موسى أهون من ذلك، وسننزل بهم ما كنا نفعله معهم من قبل وهو تقتيل الأبناء، وترك النساء أحياء، وإنا فوقهم غالبون كما كنا ما تغير شيء من حالنا، فهم الضعفاء ونحن الأقوياء، وهم الأذلة ونحن الأعزة.

فأنت ترى أن ما قاله الملأ من قوم فرعون هو منطق حاشية السوء في كل عهود الطغيان فهم يرون أن الدعوة إلى وحدانية الله إفساد في الأرض، لأنها ستأتى على بنيانهم من القواعد. ولأنها هي الدعوة إلى وحدانية الله التي ستحرر الناس من ظلمهم وجبروتهم، وتفتح العيون على النور الذي يخشاه أولئك الفاسقون.

وترى أن ما قاله فرعون هو منطق الطغاة المستكبرين دائما. فهم يلجئون إلى قوتهم المادية ليحموا بها آثامهم، وشهواتهم، وسلطانهم القائم على الظلم، والبطش، والمنافع الشخصية.

يخبر تعالى عما تمالأ عليه فرعون وملؤه ، وما أظهروه لموسى ، عليه السلام ، وقومه من الأذى والبغضة : ( ( 129 ) وقال الملأ من قوم فرعون ) أي : لفرعون ( أتذر موسى وقومه ) أي : أتدعهم ليفسدوا في الأرض ، أي : يفسدوا أهل رعيتك ويدعوهم إلى عبادة ربهم دونك ، يالله للعجب ! صار هؤلاء يشفقون من إفساد موسى وقومه ! ألا إن فرعون وقومه هم المفسدون ، ولكن لا يشعرون ; ولهذا قالوا : ( ويذرك وآلهتك ) قال بعضهم : " الواو " هنا حالية ، أي : أتذره وقومه يفسدون وقد ترك عبادتك ؟

وقرأ ذلك أبي بن كعب : " وقد تركوك أن يعبدوك وآلهتك " ، حكاه ابن جرير .

وقال آخرون : هي عاطفة ، أي : لا تدع موسى يصنع هو وقومه من الفساد ما قد أقررتهم عليه وعلى تركه آلهتك .

وقرأ بعضهم : " إلاهتك " أي : عبادتك ، وروي ذلك عن ابن عباس ومجاهد .

وعلى القراءة الأولى قال بعضهم : كان لفرعون إله يعبده . قال الحسن البصري : كان لفرعون إله يعبده في السر . وقال في رواية أخرى : كان له جمانة في عنقه معلقة يسجد لها .

وقال السدي في قوله تعالى : ( ويذرك وآلهتك ) وآلهته ، فيما زعم ابن عباس ، كانت البقر ، كانوا إذا رأوا بقرة حسناء أمرهم فرعون أن يعبدوها ، فلذلك أخرج لهم عجلا جسدا .

فأجابهم فرعون فيما سألوه بقوله : ( سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ) وهذا أمر ثان بهذا الصنيع ، وقد كان نكل بهم به قبل ولادة موسى ، عليه السلام ، حذرا من وجوده ، فكان خلاف ما رامه وضد ما قصده فرعون . وهكذا عومل في صنيعه [ هذا ] أيضا ، إنما أراد قهر بني إسرائيل وإذلالهم ، فجاء الأمر على خلاف ما أراد : نصرهم الله عليه وأذله ، وأرغم أنفه ، وأغرقه وجنوده .

القول في تأويل قوله : وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وقالت جماعة رجال من قوم فرعون لفرعون (13) أتدع موسى وقومه من بني إسرائيل (14) = " ليفسدوا في الأرض "، يقول: كي يفسدوا خدمك وعبيدك عليك في أرضك من مصر (15) =(ويذرك وآلهتك)، يقول: " ويذرك "، ويدع خِدْمتك موسى وعبادتك وعبادة آلهتك.

* * *

وفي قوله: (ويذرك وآلهتك)، وجهان من التأويل.

أحدهما: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض، وقد تركك وترك عبادتك وعبادة آلهتك= وإذا وجه الكلام إلى هذا الوجه من التأويل، كان النصبُ في قوله: (ويذرك)، على الصرف, (16) لا على العطف به على قوله: " ليفسدوا ".

والثاني: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض، وليذرك وآلهتك = كالتوبيخ منهم لفرعون على ترك موسى ليفعل هذين الفعلين. وإذا وجِّه الكلام إلى هذا الوجه، كان نصب: (ويذرك) على العطف على (ليفسدوا). قال أبو جعفر: والوجه الأول أولى الوجهين بالصواب, وهو أن يكون نصب (ويذرك) على الصرف, لأن التأويل من أهل التأويل به جاء.

* * *

وبعدُ, فإن في قراءة أبيّ بن كعب الذي:-

14961 - حدثنا أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم قال، حدثنا حجاج عن هارون قال، في حرف أبي بن كعب: ( وقَدْ تَرَكُوكَ أَنْ يَعْبُدُوكَ وآلِهَتَكَ ). (17)

* * *

دلالةً واضحةً على أن نصب ذلك على الصرف.

* * *

وقد روي عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك: ( وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ )، عطفًا بقوله: (ويذرك) على قوله: (أتذر موسى). = كأنه وجَّه تأويله إلى: أتذر موسى وقومه، ويذرك وآلهتك، ليفسدوا في الأرض. وقد تحتمل قراءة الحسن هذه أن يكون معناها: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض، وهو يذرك وآلهتك؟ = فيكون " يذرك " مرفوعًا بابتداء الكلام والسلامة من الحوادث. (18)

* * *

وأما قوله: (وآلهتك)، فإن قرأة الأمصار على فتح " الألف " منها ومدِّها, بمعنى: وقد ترك موسى عبادتك وعبادة آلهتك التي تعبدها.

* * *

وقد ذكر عن ابن عباس أنه قال: كان له بقرة يعبدها.

* * *

وقد روي عن ابن عباس ومجاهد أنهما كانا يقرآنها: (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ) بكسر الألف بمعنى: ويذرك وعبودتك. (19)

* * *

قال أبو جعفر: والقراءة التي لا نرى القراءة بغيرها, هي القراءة التي عليها قرأة الأمصار، لإجماع الحجة من القرأة عليها.

* * *

* ذكر من قال: كان فرعون يعبد آلهة = على قراءة من قرأ: (ويذرك وآلهتك).

14962 - حدثني موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (ويذرك وآلهتك)، وآلهته فيما زعم ابن عباس, كانت البقر، كانوا إذا رأوا بقرة حسناء أمرهم أن يعبدوها, فلذلك أخرج لهم عِجْلا وبقرة.

14963 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو سفيان, عن عمرو, عن الحسن قال: كان لفرعون جمانة معلقة في نحره، يعبدها ويسجد لها.

14964 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدثنا أبان بن خالد قال، سمعت الحسن يقول: بلغني أن فرعون كان يعبدُ إلهًا في السر، وقرأ: " ويذرك وآلهتك ".

14965 - حدثنا محمد بن سنان, قال : حدثنا أبو عاصم, عن أبي بكر, عن الحسن قال: كان لفرعون إله يعبده في السر.

* * *

* ذكر من قال: معنى ذلك: ويذرك وعبادتك, على قراءة من قرأ: (وَإَلاهَتَكَ).

14966 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن عيينة, عن عمرو بن دينار, عن محمد بن عمرو بن الحسن, عن ابن عباس: (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ) قال: إنما كان فرعون يُعْبَد ولا يَعْبُد. (20)

14967 - . . . قال، حدثنا أبي, عن نافع, عن ابن عمر, عن عمرو بن دينار, عن ابن عباس أنه قرأ، ( ويَذَرَكَ وإِلاهَتَكَ ) قال: وعبادتك, ويقول: إنه كان يُعْبَد ولا يَعْبُد. (21)

14968 - حدثنا المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ)، قال: يترك عبادتك.

14969 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل عن عمرو بن دينار, عن ابن عباس أنه كان يقرأ: (وَإِلاهَتَكَ)، يقول: وعبادتك.

14970 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ)، قال: عبادتك.

14971 - حدثنا سعيد بن الربيع الرازي قال، حدثنا سفيان, عن عمرو بن دينار, عن محمد بن عمرو بن حسين, عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: (وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ)، وقال : إنما كان فرعون يُعْبَد ولا يَعْبُد. (22)

* * *

وقد زعم بعضهم: أن من قرأ: " وَإِلاهَتَكَ"، إنما يقصد إلى نحو معنى قراءة من قرأ: (وآلِهَتَكَ)، غير أنه أنّث وهو يريد إلهًا واحدًا, كأنه يريد: ويذرك وإلاهك = ثم أنث " الإله " فقال: " وإلاهتك ".

* * *

وذكر بعض البصريين أن أعرابيًّا سئل عن " الإلاهة " فقال: " هي عَلَمة " يريد علمًا, فأنث " العلم ", فكأنه شيء نصب للعبادة يعبد. وقد قالت بنت عتيبة بن الحارث اليربوعي: (23) تَرَوَّحْنَــا مِــنَ اللَّعْبَــاء قَصْـرًا

وَأَعْجَلْنَـــا الإلاهَــةَ أَنْ تَؤُوبَــا (24)

يعني بـ" الإلاهة "، في هذا الموضع، الشمس. وكأنّ هذا المتأول هذا التأويل, وجّه " الإلاهة "، إذا أدخلت فيها هاء التأنيث, وهو يريد واحد " الآلهة ", إلى نحو إدخالهم " الهاء " في " وِلْدتي" و " كوكبتي" و " مَاءتي", (25) وهو " أهلة ذاك ", وكما قال الراجز: (26) يَـا مُضَـرُ الْحَـمْرَاءُ أَنْـتِ أُسْـرَتِي

وأنــت ملجــاتي وأنـت ظهـرتي (27)

يريد: ظهري.

* * *

وقد بين ابن عباس ومجاهد ما أرادا من المعنى في قراءتهما ذلك على ما قرآ, فلا وجه لقول هذا القائل ما قال، مع بيانهما عن أنفسهما ما ذهبا إليه من معنى ذلك.

* * *

وقوله: (قال سنقتل أبناءهم)، يقول: قال فرعون: سنقتل أبناءهم الذكور من أولاد بني إسرائيل =(ونستحيي نساءهم)، يقول: ونستبقي إناثهم (28) =(وإنا فوقهم قاهرون)، يقول: وإنا عالون عليهم بالقهر, يعني بقهر الملك والسلطان. (29)

وقد بينا أن كل شيء عالٍ بالقهر وغلبة على شيء, فإن العرب تقول: هو فوقه. (30)

-----------------

الهوامش :

(13) انظر تفسير (( الملأ )) فيما سلف ص 18 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

(14) انظر تفسير (( يذر )) فيما سلف 12 : 136 ، تعليق : 3 ، والمراجع هناك .

(15) انظر تفسير (( الفساد في الأرض )) فيما سلف ص : 13 ، تعلق : 1 ، والمراجع هناك .

(16) (( الصرف )) ، مضى تفسيره في 7 : 247 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك . وانظر معاني القرآن للفراء 1 : 391 .

(17) انظر أيضاً معاني القرآن للفراء 1 : 391 .

(18) في المطبوعة ، حذف قوله: (( والسلامة من الحوادث )) ، كأنه لم يفهمها ، وإنما أراد سلامته من العوامل التي ترفعه أو تنصبه أو تجره . وفي المخطوطة : (( إلى ابتداء الكلام )) ، وفي المطبوعة : (( على إبتدا الكلام )) ، و الأجود ما أثبت .

(19) انظر ما سلف 1 : 123 ، 124 ، وفي تفسير (( الإلاهة )) ، وخبرا ابن عباس ومجاهد بإسنادهما ، وسيأتي برقم : 14966 - 14971 .

(20) الأثر : 14966 - (( محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبي طالب )) تابعي ثقة ، مضى برقم : 2892 ، 2892 م . وكان في المخطوطة والمطبوعة هنا : (( محمد بن عمرو ، عن الحسن )) ، وهو خطأ . وقد مضى الخبر على الصواب بهذا الإسناد فيما سلف رقم : 143 ، وسيأتيعلى الصواب برقم 19471 .

(21) الأثر : 14967 - (( نافع بن عمر )) ، مضى مرارًا ، وكان في المخطوطة والمطبوعة (( عن نافع ، عن ابن عم )) ، وهو خطأ ، والصواب كما مضى برقم : 142

(22) الأثر : 14971 - ((محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبي طالب )) ، انظر التعليق على رقم 14966 .

(23) في المخطوطة : (( وقد قال عتيبة بن شهاب اليربوعي )) ، وهو خطأ لا شك فيه ، وفي المطبوعة : (( وقد قالت بنت عتيبة بن الحارث اليربوعي )) ، وهو صواب من تغيير ناشر المطبوعة الأولى ، وقد أثبت حق النسب ، جامعاً بين ما في المخطوطة والمطبوعة . ويقال هي (( أمنه بنت عتيبة )) ، ويقال اسمها (( ميه )) ، وهي (( أم البنين )) . ويقال : هو لنائحة عتيبة .

(24) بلاغات النساء : 189 ، معجم ما استعجم : 1156 ، معجم البلدان (( اللعباء )) ، اللسان (لعب ) (أله ) ، وغيرها كثير . قالت ترثى أباها ، وقتل يوم خو ، قتلته بنو أسد ، وبعد البيت : عَــلَى مِثْــلِ ابـنِ مَيَّـهَ، فَانْعِيَـاهُ

يَشُــقُّ نَــوَاعِمُ البَشَــرِ الجُيُوبَـا

وَكـانَ أَبِـى عُتَيْبَـةُ شَـمَّرِيًّا عَـوَانُ

وَلا تَلْقَـــاهُ يَدَّخِـــرُ النَّصِيبَـــا

ضَرُوبًــا بِــاليَدَيْنِ إذَا اشْــمَعَلَّتْ

الحَـــرْبِ، لا وَرِعًــــا هَيُوبَــا

و(( اللعباء )) بين الربذة ، وأرض بنى سليم ، وهي لفزارة ، ويقال غير ذلك . و (( قصرا )) ، أي عشيا .وفي المطبوعة : (( عصراً )) ، وهي إحدى روايات البيت ، وأثبت ما في المخطوطة .

(25) في المطبوعة : (( أماتى )) وهو خطأ ، صوابه ما في المخطوطة .

(26) لم أعرف قائله .

(27) (3 ) قوله : (( ملجاتى )) بتسهيل الهمزة ، وأصله (( ملجأتى )) ، وألحق التاء أيضاً في هذا بقولهم : (( ملجأ )) بالحرفان جميعاً شاهد على ما قاله أبو جعفر .

(28) انظر تفسير (( الاستحياء )) فيما سلف 2 : 41 - 48 .

(29) انظر تفسير (( القهر )) فيما سلف 11 : 284 ، 408

(30) انظر تفسير (( فوق )) فيما سلف 11 : 284 ، وفهارس اللغة (( فوق ))

التدبر :

وقفة
[127] أسوأ من الحاكم الظالم: البطانة السيئة التي تعينه على الظلم وتبعده عن كل خير ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ﴾.
وقفة
[127] ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ البِطَانَةُ السيئةُ شرٌّ على العبادِ والبلادِ.
وقفة
[127] ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ أولى خطوات معاداة الناصحين هي شيطنتهم في عيون الناس.
وقفة
[127] ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ اتهام أهل الحق بالإفساد طريق أهل الباطل حال عجزهم وخوفهم من الحق.
وقفة
[127] ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ لكل ظالم أعوان يحرضونه على أهل الحق.
وقفة
[127] ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾ المنتفعون من السّلطة يُحرِّضون ويُهيِّجون السلطان لمواجهة أهل الإيمان؛ لأن في بقاء السلطان بقاء لمصالحهم.
وقفة
[127] عرف تأريخيًا أن أولى خطوات تبرير معاداة الناصحين هي شيطنتهم أمام الناس ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾.
وقفة
[127] حاجة الإنسان لإله فطرة، ادَّعى فرعون الربوبية وكان له آلهة يعبدها خفية ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾.
وقفة
[127] ﴿أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾ يلجأ أهل الباطل في حماية باطلهم إلى التحريض على كبت أهل الحق بزعم أنهم مفسدون.
وقفة
[127] ﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ﴾ الطاغية يقتل الجميع، لا بأس، المهم يبقى ملكه!
لمسة
[127] ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ وليس وإنا لهم لقاهرون؛ فكلمة (فَوْقَهُمْ) صورة تمثيلية مستعارة لاستطاعة قهرهم، لأن الاعتلاء على الشيء أقوى أحوال التمكن من قهره.
وقفة
[127] ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ اختيار الفوقية كأنما يُوحِي للسيطرة التامة مع اصطحاب القهر لمن يُسامون سوء التهديد ويراد بهم العذاب.
وقفة
[127] ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ اختيار الفوقية يوحي بالسيطرة التامة، وهي أول خطوة في طريق سقوط الطغاة، أن ظنوا أن الأمر إليهم لا إلى الله.
وقفة
[127] ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ ألفاظ الطُغاة تُلْبَس بلبوس التهديد وتعتريها ألفاظ التأكيد وكأنهم يملكون أسباب الحياة ما أضعفهم!
وقفة
[127] ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ تمت لهم القدرة الظاهرة فظنّوا أن الأمرَ إِليهم.
وقفة
[127] ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ إن اجتمع مع كبرياء القلب غطرسة القول انقطعت كل حِبال البقاء وتم التعرضُ للعقوبة بعلانيةٍ وجهر.
عمل
[127] ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ لا يضعفنك استعلاء أهل الباطل وتجبرهم؛ هذا فرعون كانت عاقبته وقومه أن أُهلكوا بالغرق.
وقفة
[127] الحقوق والاستبداد خطان متوازيان لا يلتقيان أبدًا، ولا يعرف في اﻹنسانية مستبد وفر حقًا وعدلًا لأمته، وإنما منطقه منطق فرعون ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ:
  • الواو: استئنافية. قال: فعل ماض مبني على الفتح. الملأ: فاعل مرفوع بالضمة. من قوم: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الْمَلَأُ». فرعون: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على العجمة والعلمية.
  • ﴿ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ:
  • الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. تذر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. موسى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وقوم:معطوف بالواو على «مُوسى» منصوب مثله بالفتحة الظاهرة. والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ:
  • اللام: حرف جر للتعليل. يفسدوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في الأرض: جار ومجرور متعلق بيفسدوا و «أن» وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بحال والتقدير: مفسدين.
  • ﴿ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ:
  • لواو: عاطفة. يذر: معطوفة على «يفسدوا» وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. وآلهتك: معطوفة بالواو على «الكاف» بتقدير ويذر آلهتك منصوب بالفتحة. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. سنقتل: السين حرف تسويف- استقبال- للقريب. نقتل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. أبناء: مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة
  • ﴿ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ:
  • معطوفة بالواو على «نقتّل أبناءهم» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل «وَنَسْتَحْيِي» الضمة المقدرة على الياء للثقل. وجملتا «أَتَذَرُ» و «سَنُقَتِّلُ» وما تلاهما في محل نصب مفعول بهما- مقول القول-.
  • ﴿ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ:
  • الواو: حالية والجملة بعدها: في محل نصب حال. إنا: إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». فوق: ظرف مكان تدل على الفضل منصوب على الظرفية متعلق بخبر «أن». قاهرون: خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد. ومعنى «نَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ» ندعوهن حيات». '

المتشابهات :

الأعراف: 109﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
الأعراف: 127﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [127] لما قبلها :     وبعد هزيمة فرعون المنكرة أمام موسى عليه السلام ؛ قام أشَرَافُ قومِ فرعونَ يحرِّضُونَه على موسى عليه السلام ، قال تعالى:
﴿ وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ويذرك:
قرئ:
1- بالياء وفتح الراء، وهى قراءة الجمهور.
2- بالياء والجزم، عطفا على التوهم، وهى قراءة الأشهب العقيلي، والحسن.
3- بالنون ورفع الراء، وهى قراءة أنس بن مالك.
وآلهتك:
1- بالجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- وإلهتك، على المصدرية، وهى قراءة ابن مسعود، وعلى، وابن عباس، وأنس.

مدارسة الآية : [128] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ ..

التفسير :

[128] قال موسى لقومه -من بني إسرائيل-:استعينوا بالله على فرعون وقومه، واصبروا على ما نالكم من فرعون من المكاره في أنفسكم وأبنائكم. إن الأرض كلها لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة المحمودة لمن اتقى الله ففعل أوامره واجتنب نواهيه.

فـ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ موصيا لهم في هذه الحالة، - التي لا يقدرون معها على شيء، ولا مقاومة - بالمقاومة الإلهية، والاستعانة الربانية:اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ أي:اعتمدوا عليه في جلب ما ينفعكم، ودفع ما يضركم، وثقوا باللّه ، أنه سيتم أمركم وَاصْبِرُوا أي:الزموا الصبر على ما يحل بكم، منتظرين للفرج.

إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ ليست لفرعون ولا لقومه حتى يتحكموا فيها يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أي:يداولها بين الناس على حسب مشيئته وحكمته، ولكن العاقبة للمتقين، فإنهم - وإن امتحنوا مدة ابتلاء من اللّه وحكمة، فإن النصر لهم، وَالْعَاقِبَةُ الحميدة لهم على قومهم وهذه وظيفة العبد، أنه عند القدرة، أن يفعل من الأسباب الدافعة عنه أذى الغير، ما يقدر عليه، وعند العجز، أن يصبر ويستعين اللّه، وينتظر الفرج.

ويبلغ موسى وقومه هذا التهديد والوعيد من فرعون وملئه فماذا قال موسى- عليه السلام-؟ لقد حكى القرآن عنه أنه لم يحفل بهذا التهديد بل أوصى قومه بالصبر، ولوح لهم بالنصر. استمع إلى القرآن وهو يحكى قول موسى- عليه السلام- فيقول:

قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا، إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.

أى: قال موسى لقومه على سبيل التشجيع والتسلية حين ضجوا وارتعبوا من تهديدات فرعون وملئه: يا قوم استعينوا بالله في كل أموركم. واصبروا على البلاء، فهذه الأرض ليست ملكا لفرعون وملئه، وإنما هي ملك لله رب للعالمين، وهو- سبحانه- يورثها لمن يشاء من عباده، وقد جرت سنته- سبحانه- أن يجعل العاقبة الطيبة لمن يخشاه ولا يخشى أحدا سواه.

ولما صمم فرعون على ما ذكره من المساءة لبني إسرائيل ، ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ) ووعدهم بالعاقبة ، وأن الدار ستصير لهم في قوله : ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)

القول في تأويل قوله : قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: " قال موسى لقومه "، من بني إسرائيل، لما قال فرعون للملأ من قومه: " سنقتل أبناء بني إسرائيل ونستحيي نساءهم ": =(استعينوا بالله) على فرعون وقومه فيما ينوبكم من أمركم= " واصبروا " على ما نالكم من المكاره في أنفسكم وأبنائكم من فرعون. وكان قد تبع موسى من بني إسرائيل على ما: -

14972 - حدثني عبد الكريم قال، حدثنا إبراهيم بن بشار قال، حدثنا سفيان قال، حدثنا أبو سعد, عن عكرمة, عن ابن عباس قال: لما آمنت السحرة, اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل.

* * *

وقوله: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده)، يقول: إن الأرض لله, لعل الله أن يورثكم = إن صبرتم على ما نالكم من مكروه في أنفسكم وأولادكم من فرعون, واحتسبتم ذلك, واستقمتم على السداد = أرضَ فرعون وقومه, بأن يهلكهم ويستخلفكم فيها, فإن الله يورث أرضه من يشاء من عباده =(والعاقبة للمتقين)، يقول: والعاقبة المحمودة لمن اتقى الله وراقبه, فخافه باجتناب معاصيه وأدَّى فرائضه. (31)

-----------------

الهوامش :

(31) انظر تفسير (( العاقبة )) فيما سلف : ص 13 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[128] ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾ قدَّم موسى الاستعانة بالله على الصبر؛ لأن التوكل على الله أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها.
وقفة
[128] ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾ خارطة الطريق نحو النصر= توكل + صبر.
وقفة
[128] ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾ قدم الاستعانة على الصبر؛ طلب العون من الله أنفع في همومنا ومتاعبنا من تجلدنا وصبرنا.
وقفة
[128] ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾ طريق النصر توكُّلٌ وصبر.
عمل
[128] ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾ مهما كانت قوتك وجلدك، فإن لم يمدك الله بعونه وثباته فلن تصبر؛ فاستعن به في كل أمورك.
عمل
[128] ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ أعظم وصية لكل مضطهد ومقهور: استعن بالله واصبر، ثم أبشر بأحسن عاقبة في الدنيا والآخرة.
عمل
[128] أرسل رسالة إلى أحد المبتلين تحثه فيها على الصبر والثبات، وتبشره بالأجر، وحسن العاقبة ﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
عمل
[128] يوم عاشوراء يوم فأل؛ فتفائلوا بالنصر ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[128] المؤمن -وقت المخاوف- واثقٌ بربه عالمٌ بسننه، يثبت الناس ويربطهم بربهم تعالى وبسننه ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[128] ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾ الباطل يصر ويصبر ويمضي في الطريق، فما أجدر الحق أن يكون أشد إصرارًا وأعظم صبرًا على المضي في الطريق!
وقفة
[128] ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾، ﴿وَلَنَصْبِرَنَّ﴾ [إبراهيم: 12]، ﴿بِمَا صَبَرْتُمْ﴾ [الرعد: 24]، ﴿وَاصْبِرُوا﴾ [الأنفال: 46، ص: 6]، ﴿اصْبِرُوا﴾ [آل عمران: 200]، ﴿وَاصْبِرْ﴾ [يونس: 109، هود: 115، النحل: 127]، ﴿لَمَّا صَبَرُوا﴾ [السجدة: 24]، ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [البلد: 17، العصر: 3]، ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ﴾ [البقرة: 45]، وسياقات أخرى غزيرة تذكرنا بأن الصبر هو راحلة هذا الطريق.
وقفة
[128] موسى عليه السلام يصف طريق النجاة من أطغى البشر ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا﴾، ولا أطغى من فرعون.
وقفة
[128] مما يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله ﷻ ﴿استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾.
وقفة
[128] ﴿إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ﴾ غرَّ الطغاة ملكهم، وغاب عنهم أنهم نزلاء في أرض الله، التي لن يرثها إلا المتقون.
وقفة
[128] العبادة والتقوى شرط لوراثة الأرض ﴿إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وقفة
[128] لكل من اشتد به الكرب وشُرِّد وعذب: ﴿إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
عمل
[128] ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ لا تجعل العوائق تقف في طريقك، ولا تجهل أن التوفيق في الدارين حليف من اتقى الله.
وقفة
[128] ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ مع دلالتها على أن نهاية المتقين مشرقة؛ إلا أن فيها إشارة إلى أن بدايتهم قد تكون محرقة.
وقفة
[128] ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ الباطل وإن ظهر على الحق في بعض الأحوال وعلاه؛ فإن الله سبحانه سيمحقه ويبطله، ويجعل العاقبة للحقّ وأهله بإذن الله.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ:
  • فعل ماض مبني على الفتح. موسى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. لقوم: جار ومجرور متعلق بقال والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا:
  • استعينوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة في محل نصب مفعول به- مقول القول-. بالله: جار ومجرور متعلق باستعينوا واصبروا معطوفة بالواو على «اسْتَعِينُوا»
  • ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الأرض: اسم «إِنَّ» منصوب بالفتحة. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر «إِنَّ»
  • ﴿ يُورِثُها:
  • الجملة: في محل نصب حال ويجوز أن تكون في محل رفع خبرا ثانيا لإنّ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
  • ﴿ مَنْ يَشاءُ:
  • من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. يشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. وجملة «يَشاءُ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ومفعول «يَشاءُ» محذوف اختصارا.
  • ﴿ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «مَنْ» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والعاقبة: الواو استئنافية. العاقبة: مبتدأ مرفوع بالضمة
  • ﴿ لِلْمُتَّقِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. وعلامة جر الاسم: الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. '

المتشابهات :

الأعراف: 128﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
القصص: 83﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
هود: 49﴿مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ۖ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
طه: 132﴿لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [128] لما قبلها :     وبعد تهديدات فرعون لبني إسرائيل؛ أمرهم موسى هنا بالاستعانة بالله، والصبر، وبشرهم بهلاكِ فرعونَ، قال تعالى:
﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يورثها:
وقرئ:
1- يورثها، بفتح الراء.
2- يورثها، بتشديد الراء، وهى قراءة الحسن.
العاقبة:
وقرئ:
بالنصب، عطفا على «إن الأرض» ، وهى قراءة ابن مسعود، وأبى.

مدارسة الآية : [129] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن ..

التفسير :

[129] قال قوم موسى -من بني إسرائيل- لنبيهم موسى:ابتُلينا وأُوذينا بذبح أبنائنا واستحياء نسائنا على يد فرعون وقومه، من قبل أن تأتينا، ومن بعد ما جئتنا، قال موسى لهم:لعل ربكم أن يهلك عدوكم فرعون وقومه، ويستخلفكم في أرضهم بعد هلاكهم، فينظر كيف تعملون، هل ت

قَالُوا لموسى متضجرين من طول ما مكثوا في عذاب فرعون، وأذيته:أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا فإنهم يسوموننا سوء العذاب، يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا كذلك فـ قَالَ لهم موسى مرجيا [ لهم] الفرج والخلاص من شرهم:عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ أي:يمكنكم فيها، ويجعل لكم التدبير فيها فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ هل تشكرون أم تكفرون؟. وهذا وعد أنجزه اللّه لما جاء الوقت الذي أراده اللّه.

بهذا الأسلوب المؤثر البليغ، وبهذه الوصايا الحكيمة، وصى موسى قومه بنى إسرائيل فماذا كان ردهم عليه؟ لقد كان ردهم يدل على سفاهتهم، فقد قالوا له: أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا أى: قال بنو إسرائيل لموسى ردا على نصيحته لهم: لقد أصابنا الأذى من فرعون قبل أن تأتينا يا موسى بالرسالة، فقد قتل منا ذلك الجبار الكثير من أبنائنا وأنزل بنا ألوانا من الظلم والاضطهاد وأصابنا الأذى بعد أن جئتنا بالرسالة كما ترى من سوء أحوالنا. واشتغالنا بالأشغال الحقيرة المهينة، فنحن لم نستفد من رسالتك شيئا، فإلى متى نسمع منك تلك النصائح التي لا جدوى من ورائها؟.

ومع هذا الرد السفيه من قوم موسى عليه، نراه يرد عليهم بما يليق به فيقول: عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ فرعون الذي فعل بكم ما فعل من أنواع الظلم، وتوعدكم بما توعد من صنوف الاضطهاد.

وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ أى يجعلكم خلفاء فيها من بعد هلاكه هو وشيعته. فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ أى: فيرى- سبحانه- الكائن منكم من العمل، حسنه وقبيحه، ليجازيكم على حسب أعمالكم، فإن استخلافكم في الأرض من بعد هلاك أعدائكم ليس محاباة لكم، وإنما هو استخلاف للاختبار والامتحان، فإن أحسنتم زادكم الله من فضله، وإن أسأتم كان مصيركم كمصير أعدائكم.

وفي التعبير «بعسى» الذي يدل على الرجاء، أدب عظيم من موسى مع ربه- عز وجل-:

وتعليم للناس من بعده أن يلتزموا هذا الأدب السامي مع خالقهم، وفيه كذلك منع لهم من الاتكال وترك العمل، لأنه لو جزم لهم في الوعد فقد يتركون السعى والجهاد اعتمادا على ذلك.

وقيل: إن موسى ساق لهم ما وعدهم به في صيغة الرجاء لئلا يكذبوه، لضعف نفوسهم بسبب ما طال عليهم من الذل والاستخذاء لفرعون وقومه، واستعظامهم لملكه وقوته، فكأنهم يرون أن ما قاله لهم موسى مستبعد الحصول، لذا ساقه لهم في صورة الرجاء.

ثم تمضى السورة الكريمة بعد ذلك فتحدثنا في بضع آيات عن العذاب الذي أخذ الله به آل فرعون بسبب ظلمهم وطغيانهم، وكيف أن الله- تعالى- قد حقق لموسى رجاءه، وكيف أن أولئك الظالمين لم يمنعهم العذاب الذي نزل بهم من ارتكاب المنكرات والآثام.

"قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا" أي : قد جرى علينا مثل ما رأيت من الهوان والإذلال من قبل ما جئت يا موسى ، ومن بعد ذلك . فقال منبها لهم على حالهم الحاضرة وما يصيرون إليه في ثاني الحال : ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم [ ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ] ) وهذا تحضيض لهم على العزم على الشكر ، عند حلول النعم وزوال النقم .

القول في تأويل قوله : قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال قوم موسى لموسى، حين قال لهم اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا =(أوذينا) بقتل أبنائنا =(من قبل أن تأتينا)، يقول: من قبل أن تأتينا برسالة الله إلينا، لأن فرعون كان يقتل أولادهم الذكور حين أظلَّه زمان موسى على ما قد بينت فيما مضى من كتابنا هذا. (32) وقوله: (ومن بعد ما جئتنا)، يقول: ومن بعد ما جئتنا برسالة الله, لأن فرعون لما غلبت سَحرَته، وقال للملأ من قومه ما قال, أراد تجديدَ العذاب عليهم بقتل أبنائهم واستحياء نسائهم.

* * *

وقيل: إن قوم موسى قالوا لموسى ذلك، حين خافوا أن يدركهم فرعون وهم منه هاربون, وقد تراءى الجمعان, فقالوا له: (يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا)، كانوا يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا =(ومن بعد ما جئتنا)، اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا. وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

* * *

14973 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (من قبل أن تأتينا)، من قبل إرسال الله إياك وبعده.

14974 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.

14974 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي : فلما تراءى الجمعان فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد رَدِفهم, (33) قالوا: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، وقالوا: (أوذينا من قبل أن تأتينا)، كانوا يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا =(ومن بعد ما جئتنا)، اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا = إنا لمدركون. (34)

14975 - حدثني عبد الكريم قال، حدثنا إبراهيم قال، حدثنا سفيان قال، حدثنا أبو سعد, عن عكرمة, عن ابن عباس قال: سار موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر, فالتفتوا فإذا هم برَهَج دوابِّ فرعون, فقالوا: " يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ", هذا البحر أمامنا وهذا فرعون بمن معه! قال: (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون).

* * *

وقوله: (قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم)، يقول جل ثناؤه: قال موسى لقومه: لعل ربكم أن يهلك عدوكم : فرعون وقومه (35) =(ويستخلفكم)، يقول: يجعلكم تخلفونهم في أرضهم بعد هلاكهم, لا تخافونهم ولا أحدًا من الناس غيرهم (36) =(فينظر كيف تعملون)، يقول: فيرى ربكم ما تعملون بعدهم، من مسارعتكم في طاعته، وتثاقلكم عنها.

-----------------

الهوامش :

(32) انظر ما سلف 2: 41 - 48 .

(33) "ردفهم" : تبعهم.

(34) الأثر : 14974 - هو جزء من خبر طويل فرقه أبو جعفر في مواضع من تفسيره ، ورواه في تاريخه 1 : 214 .

(35) انظر تفسير (( عسى )) فيما سلف 10 : 405 ، تعليق 1 ، والمراجع هناك .ثم انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 225 . = وتفسير (( الإهلاك )) فيما سلف من فهارس اللغة ( هلك )

(36) (2 ) انظر تفسير (( الاستخلاف )) فيما سلف 12 : 126 .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[129] ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ الشكوى سيماء الأمة الخانعة.
وقفة
[129] ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾، ومع ذلك قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا﴾ [137]، بعض الشكوى لا ينافي الصبر.
وقفة
[129] ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ الدنيا عند البعض هي الأساس لذا تجده يريد جزاءه على إيمانه سريعًا، ولا يتحمل الابتلاء.
وقفة
[129] ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ ما هو الإيذاء القبلي والبعدي؟ الجواب: إيذاء فرعون لهم قبل مجيء موسى عليه السلام وبعد مجيئه والإيمان به.
وقفة
[129] السلبيون في حياة كل أحد حتى مع الأنبياء؛ فلا تلتفت لهم وامضِ نحو هدفك ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾.
وقفة
[129] قال قوم موسى: ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ التسخط مرض.
وقفة
[129] ﴿قَالُواْ أُوذِينَا .... قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ﴾ اشتداد البلاء مؤذن بهلاك الطغاة وقرب التمكين للمؤمنين.
وقفة
[129] ﴿قَالُواْ أُوذِينَا .... قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ﴾ موسى عليه السلام عانى كثيرًا ليس من فرعون واتباعه، وإنما كذلك من قومه بني إسرائيل، وهنا تأتي صعوبة ومشقه العمل والدعوة على جبهات متعددة.
وقفة
[129] ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ الواثق بالله -مهما كانت الظروف- فإن نظره لمستقبل مشرق وتفاؤله لا حدود له.
وقفة
[129] الشعوب المستضعَفة تمثل قوم موسى ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾.
وقفة
[129] قال قوم موسى: ﴿أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾، الكل يشكو من الواقع في زمن موسى وفي عصرنا، ودور الدعاة نشر التفاؤل: ﴿عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ﴾.
وقفة
[129] ﴿أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ لم يسلَمْ موسى عليه السلام من أذية قومه، فكأنهم قالوا: «أننا لم نستفد منك».
وقفة
[129] ﴿قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ قال ابن عاشور: «وجاء بفعل الرجاء دون الجزم تأدبًا مع الله تعالى، وإقصاء للاتكال على أعمالهم ليزدادوا من التقوى، والتعرض إلى رضا الله تعالى ونصره».

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ أُوذِينا:
  • فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بنا. «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل والجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا:
  • جار ومجرور متعلق بأوذينا. أن: حرف مصدرية ونصب تأتي: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به و «أَنْ» وما تلاها: بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة. التقدير: من قبل إتيانك وجملة «تَأْتِيَنا» صلة «أَنْ» لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا:
  • معطوفة بالواو على «مِنْ قَبْلِ» وتعرب مثلها. ما: مصدرية. جئتنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به و «ما» المصدرية وما تلاها:في محل جر بالاضافة. وجملة «جِئْتَنا» صلة «ما» المصدرية لا محل لها.
  • ﴿ قالَ عَسى رَبُّكُمْ:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. عسى: فعل ماض ناقص. ربّ: اسم «عَسى» مرفوع للتعظيم بالضمة. الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ:
  • أن: مصدرية ناصبة. يهلك: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عدو: مفعول به منصوب بالفتحة والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور وجملة «يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ» صلة «أَنْ» المصدرية لا محل لها. و «أَنْ» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب خبر «عَسى» وثمة جدل حول تقدير الخبر فلا يقال «الله هلاك» وللتخلص من هذا الاشكال- يجوز أن تؤول- «رَبُّكُمْ» مضافا إليه نائبا عن مضاف محذوف تقديره «أمر» ويصبح التقدير بهذا: عسى أمر ربكم هلاكا. ويجوز ان يكون التقدير مؤولا بتأويل المصدر المشتق فيكون تأويلا لتأويل أي: عسى ربكم هلاكا أي عسى ربكم هالكا.
  • ﴿ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ:
  • ويستخلف: معطوفة بالواو على «يُهْلِكَ» وتعرب إعرابها. الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. في الأرض: جار ومجرور متعلق بيستخلفكم.
  • ﴿ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ:
  • الفاء: عاطفة. ينظر: معطوفة على «يستخلف» وتعرب مثلها. كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الحال لعامل «تَعْمَلُونَ». تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. '

المتشابهات :

الأعراف: 129﴿قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ
الإسراء: 8﴿ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ
التحريم: 8﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [129] لما قبلها :     لما سمع بنو إسرائيل بتهديدات فرعون؛ أشار الله هنا أن قلقهم كان قد وصل إلى حد لا صبر معه، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [130] :الأعراف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ ..

التفسير :

[130] ولقد ابتلينا فرعون وقومه بالقحط والجدب، ونَقْص ثمارهم وغَلَّاتهم؛ ليتذكروا، وينزجروا عن ضلالاتهم، ويفزعوا إلى ربهم بالتوبة.

قال اللّه تعالى في بيان ما عامل به آل فرعون في هذه المدة الأخيرة، أنها على عادته وسنته في الأمم، أن يأخذهم بالبأساء والضراء، لعلهم يضرعون. الآيات:وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ أي:بالدهور والجدب، وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ أي:يتعظون أن ما حل بهم وأصابهم معاتبة من اللّه لهم، لعلهم يرجعون عن كفرهم، فلم ينجع فيهم ولا أفاد، بل استمروا على الظلم والفساد.

تدبر معنا أيها القارئ الكريم تلك الآيات الكريمة التي تحكى كل ذلك وغيره بأسلوبها البليغ المؤثر.

قال القرطبي: قوله- تعالى-: وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ يعنى الجدب، وهذا معروف في اللغة، يقال: أصابتهم سنة، أى: جدب. وتقديره: جدب سنة، وفي الحديث «اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف» والسنة هنا بمعنى الجدب لا بمعنى الحول. ومنه أسنت القوم، أى أجدبوا وقحطوا .

وقال الآلوسى: هذا شروع في تفصيل مبادئ الهلاك الموعود به، وإيذان بأنهم لم يمهلوا حتى تحولوا من حال إلى حال إلى أن حل بهم عذاب الاستئصال.

والمعنى: ولقد أخذنا آل فرعون أى: اختبرناهم وامتحناهم بالجدب والقحط، وضيق المعيشة، وانتقاص الثمرات لعلهم يثوبون إلى رشدهم ويتذكرون ضعفهم أمام قوة خالقهم، ويرجعون عما هم فيه من الكفر والعصيان، فإن الشدائد من شأنها أن ترقق القلوب، وتصفى النفوس، وترغب في الضراعة إلى الله، وتدعو إلى اليقظة والتفكير ومحاسبة النفس على الخطايا اتقاء للبلايا.

وصدرت الآية الكريمة بالقسم، لإظهار الاعتناء بمضمونها.

والمراد بآل فرعون قومه وأتباعه، فهم مؤاخذون بظلمه وطغيانه، لأن قوته المالية والجندية منهم، وقد خلقهم الله أحرارا وأكرمهم بالعقل والفطرة التي تكره الظلم والطغيان بالغريزة فكان حقا عليهم ألا يقبلوا استعباده لهم وجعلهم آلة لطغيانه، لا سيما بعد بعثة موسى- عليه السلام- ووصول دعوته إليهم، ورؤيتهم لما أيده الله به من الآيات.

وإضافة الآل إليه وهو لا يضاف إلا إلى الأشراف، لما فيه من الشرف الدنيوي الظاهر، وإن كان في نفس الأمر خسيسا.

يقول تعالى : ( 131 ) ولقد أخذنا آل فرعون ) أي : اختبرناهم وامتحناهم وابتليناهم ) بالسنين ) وهي سني الجوع بسبب قلة الزروع ( ونقص من الثمرات ) قال مجاهد : وهو دون ذلك .

وقال أبو إسحاق ، عن رجاء بن حيوة : كانت النخلة لا تحمل إلا ثمرة واحدة . ( لعلهم يذكرون )

القول في تأويل قوله : وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولقد اختبرنا قوم فرعون وأتباعه على ما هم عليه من الضلالة = " بالسنين ", يقول: بالجُدوب سنة بعد سنة، والقحوط.

* * *

يقال منه: " أسْنَتَ القوم "، إذا أجدبوا.

* * *

(ونقص من الثمرات)، يقول: واختبرناهم مع الجدوب بذهاب ثمارهم وغلاتهم إلا القليل =(لعلهم يذكرون)، يقول: عظة لهم وتذكيرًا لهم, لينـزجروا عن ضلالتهم، ويفزعوا إلى ربهم بالتوبة. (37) وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

14976 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن آدم, عن شريك, عن أبي إسحاق, عن أبي عبيدة, عن عبد الله: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين)، قال: سني الجوع.

14977 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (بالسنين)، الجائحة =(ونقص من الثمرات)، دون ذلك.

14978 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.

14979 - حدثني القاسم بن دينار قال، حدثنا عبيد الله بن موسى, عن شيبان, عن أبي إسحاق, عن رجاء بن حيوة في قوله: (ونقص من الثمرات)، قال: حيث لا تحمل النخلة إلا تمرة واحدة. (38)

14980 - حدثني ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن رجاء بن حيوة, عن كعب قال: يأتي على الناس زمانٌ لا تحمل النخلة إلا ثمرة.

14981 - حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك, عن أبي إسحاق, عن رجاء بن حيوة: (ونقص من الثمرات)، قال: يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا ثمرة.

14982 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتاده, قوله: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين )، أخذهم الله بالسنين، بالجوع، عامًا فعامًا =(ونقص من الثمرات)، فأما " السنين " فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم = وأما " بنقص من الثمرات " فكان ذلك في أمصارهم وقراهم.

----------------------

الهوامش :

(37) انظر تفسير (( التذكرة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ذكر )

(38) الأثر 14979 - (( القاسم بن دينار )) نمنسوب إلى جده ، وهو (( القاسم بن زكريا بن دينار القرشي )) ، أبو محمد الطحان ، روى عن وكيع ، وعبيد الله بن موسى ، وعلى بن فادم ، وأبي داود الحفري .روى عنه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأبو حاتم ، وغيرهم . ثقة . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3/2/110 .

التدبر :

وقفة
[130] ليس معنى (السِّنِينَ) هنا السنوات؛ بل المعنى: القحط وقلة الأمطار.
وقفة
[130] ﴿ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات﴾ من أسباب حبس الأمطار وغلاء الأسعار: الظلم والفساد.
وقفة
[130] ﴿ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات﴾ الفساد والظلم سبب لنزول العذاب والهلاك.
عمل
[130] ﴿ولقد أخذنا ال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون﴾ إذا نزل بك بلاء فارجع إلى ربك، لعلها ذنوب تحتاج إلى توبة واستغفار.
وقفة
[130] ﴿السِّنِينَ﴾ أي: بالجدب والقحط؛ تقول العرب: مستهم السنة؛ أي: جدب السنة، وشدة السنة، وقيل: أراد بالسنين: القحط سنة بعد سنة، ﴿وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ﴾: بإتلاف الغلات بالآفات والعاهات، قال قتادة: «أما السنين فلأهل البوادي، وأما نقص الثمرات فلأهل الأمصار»، ﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ أي: يتعظون؛ وذلك لأن الشدة ترقق القلوب، وترغبها فيما عند الله عز وجل.
تفاعل
[130] ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ استعذ بالله من عذابه الآن.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنا:
  • الواو: استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. أخذنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ آلَ فِرْعَوْنَ:
  • آل: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. فرعون: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على العجمة والعلمية.
  • ﴿ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ:
  • جار ومجرور متعلق بأخذنا. وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. ونقص: معطوفة بالواو على«السنين» وعلامة جره الكسرة. من الثمرات: جار ومجرور متعلق بنقص.
  • ﴿ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ:
  • لعلّ: حرف مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «لعل». يذّكرون: أي يتذكرون أدغمت التاء في الذال. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يَذَّكَّرُونَ» في محل رفع خبر «لعل» وحذف مفعول «يَذَّكَّرُونَ» اختصارا. '

المتشابهات :

البقرة: 155﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ
الأعراف: 130﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [130] لما قبلها :     لمَّا بَشَّرَهم موسى عليه السلام بهلاكِ فرعونَ؛ ذَكَرَ اللهُ عز وجل هنا مبادئ الهلاك الموعود؛ تنبيهًا للسامعين وزجرًا لهم عن الكفر وتكذيب الرسل، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف