26552535455565758596061626364656667686970

الإحصائيات

سورة الحجر
ترتيب المصحف15ترتيب النزول54
التصنيفمكيّةعدد الصفحات5.50
عدد الآيات99عدد الأجزاء0.25
عدد الأحزاب0.50عدد الأرباع2.00
ترتيب الطول40تبدأ في الجزء14
تنتهي في الجزء14عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 9/29آلر: 5/5

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (52) الى الآية رقم (60) عدد الآيات (9)

الملائكةُ تبشِّرُ إبراهيمَ عليه السلام بالولدِ، وإهلاكِ قومِ لوطٍ، ونجاةِ آلِ لوطٍ عليه السلام إلا امرأتَه، تسليةً لرسولِ اللهَ ﷺ وتثبيتًا للمؤمنينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (61) الى الآية رقم (70) عدد الآيات (10)

الملائكةُ يأتُونَ آلَ لوطٍ في صورةِ رجالٍ لم يعرفْهم لوطٌ عليه السلام ، فأخبرُوه بحالِهم، وأمرُوه بالخروجِ من المدينةِ لأنَّ العذابَ سيقعُ، وتصميمُ قومِ لوطٍ على الفاحشةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الحجر

حفظ الله لعباده المخلصين وإهلاكه للمعاندين المكذبين

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • اسم السورة:   يشير إلى أصحاب الحِجْر (قوم ثمود)، وهم نموذج الطغيان والاستكبار الذين ركنوا إلى حصونهم القوية وقلاعهم الحصينة، وظنوا أن فيها الأمن والأمان والحفظ فلم تغن عنهم شيئًا، فجاءتهم الصيحة لتهلكهم، لنعلم نحن أنَّه لا حافظ إلا الله، وأن الحفظ لا يكون بالوسائل المادية، وإنما بطاعة الله.
  • • سورة الحفظ والعناية الربانية::   سورة الحجر سورة بمجرد قرائتها تشعر بالأمان، إنها سورة الحفظ والعناية الربانية، مع كل آية من آياتها تجد قلبك يطمئن على رزقك، على دينك، على قرآنك، فكيف ذلك؟! لأن رسالتها ببساطة: الله هو حافظ هذا الدين وهذا الكتاب وليس البشر فقط، ادع إلى ربك واعبده ولا تلتفت لاستهزاء حاقد أو كاره للدين، احفظ الله يحفظك.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الحِجْرُ».
  • • معنى الاسم ::   الحِجْرُ: اسم ديار ثمود قوم صالح عليه السلام بوادي القرى بين المدينة والشام.
  • • سبب التسمية ::   لأن ‏الله ‏ذكر ‏فيها ما ‏حدث ‏لقوم ‏صالح ‏وهم ‏قبيلة ‏ثمود ‏وديارهم ‏بالحِجْر.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   كانت تسمى هذه السورة عند حفاظ أهل تونس بسورة «رُبَمَا»، لأن كلمة (رُبَمَا) لم تقع في القرآن كله إلا في أول هذه السورة.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   حفظ الله لعباده المخلصين وإهلاكه للمعاندين المكذبين.
  • • علمتني السورة ::   أن حياة المعرضين عن الله في التلذذ بالمأكل، والتمتع بالشهوات، وطول اﻷمل: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَل فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن طول الأمل داء عضال ومرض مزمن: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   الحجر أن هلاك الأمم مُقَدَّر بتاريخ معين، لا تأخير فيه ولا تقديم: ﴿مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الحجر من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • هي آخر السور الخمس -بحسب ترتيب المصحف- التي افتتحت بحروف التهجي: ﴿الر﴾، وهذه السور هي: يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر.
    • احتوت سورة الحجر على أطول كلمة في القرآن، وهي: ﴿فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾ (22)، وحروفها 11 حرفًا.
    • احتوت سورة الحجر على آية تعتبر الدليل الأصلي والعمدة في حفظ الله تعالى لكتابه من التحريف والتبديل، وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (9).
    • احتوت سورة الحجر على الموضع الوحيد الذي أقسم الله فيه بنبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (72)، ولم يقسم الله تعالى بحياة غير نبيه صلى الله عليه وسلم.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستشعر بقلوبنا أن الكون كله بيد الله الحافظ العليم، الدين محفوظ، القرآن محفوظ، الرزق محفوظ.
    • أن نحمد الله أن هدانا للإسلام، وندعو الله أن يثبّتنا عليه حتى نلقاه: ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ (2).
    • أن نستعد للآخرة ونتأهب لها، لا أن يكون أكبر همنا: أن نأكل ونشرب ونتمتع: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ (3).
    • ألا نحزن على قلة أرزاقنا؛ فإن الله أعلم بمصلحتنا منا، فنرضى بما قدره الله لنا: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾ (21).
    • أن نحذر من الكبر؛ فإنه معصية الشيطان: ﴿قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ ...﴾ (32-35).
    • ألا يمنعنا من الدعاء ما نعلم من أنفسنا، فإن الله أجاب دعاء شر الخلق: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ (36، 37).
    • أن نحدد حيلة غلبنا بها الشيطان؛ ثم نفكر في طريقة التخلص منها: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (39).
    • أن نسأل الله أن يعصمنا من الشيطان، وأن يجعلنا من عباده المخلصين: ﴿وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ (39، 40).
    • أن نسامح من ظلمنا، ونعفو عنه لله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ (47).
    • أن نكون مع الله بين الخوف والرجاء: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ (49-50).
    • أن نبتدئ بالسلام عند دخولنا المنزل، أو عند إقبالنا على مسلم: ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا﴾ (52).
    • ألا نقنط من رحمة الله تعالى مهما أصابنا في هذه الدنيا: ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ (56).
    • ألا نجعل المعارك الجانبية تستهلك أعمارنا، بل نركز على أهدافنا: ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ (65).
    • أن نعامل إخواننا -وخاصة العمال والخدم- بلطف وبشاشة: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (88).
    • أن نستمر في طاعة الله، فلا تتوقف الطاعات بانتهاء المواسم: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ (99).

تمرين حفظ الصفحة : 265

265

مدارسة الآية : [52] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلامًا ..

التفسير :

[52] حين دخلوا عليه فقالوا:سلاماً؛ فردَّ عليهم السلام، ثم قدَّم لهم الطعام فلم يأكلوا، قال:إنا منكم فزعون.

{ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا} أي:سلموا عليه فرد عليهم{ قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} أي:خائفون، لأنه لما دخلوا عليه وحسبهم ضيوفا ذهب مسرعا إلى بيته فأحضر لهم ضيافتهم، عجلا حنيذا فقدمه إليهم، فلما رأى أيديهم لا تصل، إليه خاف منهم أن يكونوا لصوصا أو نحوهم.

ثم فصل- سبحانه- ما دار بين إبراهيم وضيوفه فقال: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً ...

والظرف «إذ» منصوب على أنه مفعول به لفعل مقدر.

أى: ونبئهم- أيضا- أيها الرسول الكريم- عن ضيف إبراهيم، وقت أن دخلوا عليه، فقالوا له على سبيل الدعاء أو التحية سَلاماً أى: سلمت سلاما. أو سلمنا سلاما.

فلفظ «سلاما» منصوب بفعل محذوف.

وقوله- سبحانه- قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ بيان لما رد به إبراهيم- عليه السلام- على الملائكة.

و «وجلون» جمع وجل، والوجل: اضطراب يعترى النفس لتوقع حدوث مكروه.

يقال: وجل الرجل وجلا فهو وجل إذا خاف.

أى: قال لهم إبراهيم بعد أن دخلوا عليه وبادروه بالتحية إنا منكم خائفون.

وقال «إنا منكم ... » بصيغة الجمع، لأنه قصد أن الخوف منهم قد اعتراه هو، واعترى أهله معه.

وكان من أسباب خوفه منهم، أنهم دخلوا عليه بدون إذن، وفي غير وقت الزيارة وبدون معرفة سابقة لهم، وأنهم لم يأكلوا من الطعام الذي قدمه إليهم..

هذا، وقد ذكر- سبحانه- في سورة الذاريات أنه رد عليهم السلام فقال- تعالى- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً، قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ .

كما بين- سبحانه- في سورة هود أن من أسباب خوفه منهم، عدم أكلهم من طعامه. قال- تعالى-: فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ... . أى خاف إبراهيم لما رأى أيدى الضيف لا تصل إلى طعامه.

وكيف دخلوا عليه فقالوا سلاما " قال إنا منكم وجلون " أي خائفون وقد ذكر سبب خوفه منهم لما رأى أيديهم لا تصل إلى ما قربه إليهم من الضيافة وهو العجل السمين الحنيذ.

يعني الملائكة الذين دخلوا على إبراهيم خليل الرحمن حين أرسلهم ربهم إلى قوم لوط ليهلكوهم ( فَقَالُوا سَلامًا ) يقول: فقال الضيف لإبراهيم: سلاما( قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ ) يقول: قال إبراهيم: إنا منكم خائفون. وقد بيَّنا وجه النصب في قوله ( سَلامًا ) وسبب وجل إبراهيم من ضيفه ، واختلاف المختلفين ودللنا على الصحيح من القول فيه فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وأما قوله ( قَالُوا سَلامًا ) وهو يعني به الضيف، فجمع الخبر عنهم ، وهم في لفظ واحد، فإن الضيف اسم للواحد والاثنين والجمع مثل الوزن والقطر والعدل، فلذلك جمع خبره ، وهو لفظ واحد.

التدبر :

وقفة
[52] ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا﴾ تعليم أدب الضيف بالتحية والسلام حين القدوم على الآخرين.
عمل
[52] ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا﴾ ابتدئ بالسلام عند دخولك المنزل، أو عند إقبالك على مسلم.
وقفة
[52] ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا﴾، ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴾ [الذاريات: 25]، ما الفرق بين (سَلَامًا) و(سَلَامٌ)؟ الأولى منصوبة والثانية مرفوعة؟ (سلامٌ) هو جزء من جملة اسمية، إما مبتدأ لخبر محذوف (سلامٌ عليكم)، أو خبر لمبتدأ محذوف، والقاعدة: المرفوع يفيد الاسمية، والمنصوب جزء من جملة فعلية، إذا قلنا: (ويلٌ) فهي جملة اسمية (ويلٌ له)، وإذا قلنا: (ويلًا) فهي جملة فعلية، قال تعالى ﴿فضربَ الرقاب﴾ [محمد: 4] جملة فعلية، (فَقَالُوا سَلَامًا) أي حيّوه بالجملة الفعلية، وابراهيم ردّ التحية بخير منها عن طريق الجملة الاسمية، قال: (سَلَامٌ) السلام الثابت الشامل الدائم، ولذلك أخبر الله تعالى أن تحية أهل الجنة سلام يحيّون فيها بالجملة الاسمية: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ﴾ [الرعد: 24]، وقال تعالى: ﴿وإذا حُييتم بتحيةٍ فحيّوا بأحسنَ منها أو رُدُّوها﴾ [النساء: 86]، إبراهيم لم يردّها وإنما حيّاهم بأحسن منها.
وقفة
[52] ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا﴾ هل كان الملائكة يتجسدون؟ نعم.
وقفة
[52] ﴿قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ﴾ لأن الضيف طرقوا بيتهم في غير وقت طروق الضيف؛ فظنَّهم يريدون به شرًا.
وقفة
[52] ﴿قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ﴾ وذلك لأنهم دخلوا بغير إذن، وبغير موعد سابق ولأنهم امتنعوا من الأكل، وكل هذه من أسباب الوجل واضطراب النفس.
وقفة
[52] ﴿إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ﴾ لا بأس أن تكشف لضيفك بعض مخاوفك أو آمالك؛ لسنا في كل مرة نقدر على الضيافة.

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ:
  • اذ: ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بنبئهم والجملة بعده: في محل جر بالاضافة و «دخلوا» فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. عليه: جار ومجرور متعلق بدخلوا.
  • ﴿ فَقالُوا سَلاماً قالَ:
  • الفاء: عاطفة. قالوا: تعرب اعراب «دخلوا» سلاما: منصوب على المصدر أو ساد مسد المصدر بفعل مضمر أي نسلّم عليك سلاما أو سلمنا سلاما. قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ إِنّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ:
  • الجملة: في محل نصب مفعول به-مقول القول-انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير مدغم بإنّ: في محل نصب اسم «انّ».منكم: جار ومجرور متعلق بوجلون والميم علامة جمع الذكور. وجلون: خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى: خائفون. '

المتشابهات :

الحجر: 52﴿ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ
الذاريات: 25﴿ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [52] لما قبلها :     لَمَّا دخلت الملائكةُ على إبراهيم عليه السلام ؛ بادروه بالتحية، فرد عليهم التحية، ثم قدَّم لهم عجلًا مشويًّا ليأكلوه، فقد ظن أنهم بشر، فلما لم يأكلوا منه، هنا خاف منهم؛ لأن العادة أن النازل على الإنسان إذا لم يأكل طعامه دل ذلك على أنه يريد به سوءً، قال تعالى:
﴿ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [53] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ ..

التفسير :

[53] قالت الملائكة له:لا تفزع إنَّا جئنا نبشرك بولد كثير العلم بالدين، هو إسحاق.

فـ{ قَالُوا} له:{ لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} وهو إسحاق عليه الصلاة والسلام، تضمنت هذه البشارة بأنه ذكر لا أنثى عليم أي:كثير العلم، وفي الآية الأخرى{ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}

ثم حكى- سبحانه- ما قالته الملائكة لإدخال الطمأنينة على قلب إبراهيم فقال- تعالى-: قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ.

أى: قالت الملائكة لإبراهيم على سبيل البشارة وإدخال السرور على قلبه: لا تخف منا يا إبراهيم، إنا جئنا إليك لنبشرك بغلام ذي علم كثير بشريعة الله- تعالى- وبأوامره ونواهيه، وهو إسحاق- عليه السلام-.

وجملة «إنا نبشرك..» مستأنفة لتعليل النهى عن الوجل.

وقد حكى- سبحانه- هنا أن البشارة كانت له، وفي سورة هود أن البشارة كانت لامرأته، ومعنى ذلك أنها كانت لهما معا، إما في وقت واحد، وإما في وقتين متقاربين بأن بشروه هو أولا، ثم جاءت امرأته بعد ذلك فبشروها أيضا، ويشهد لذلك قوله- تعالى- وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ... .

" قالوا لا توجل " أي لا تخف وبشروه " بغلام عليم " أى إسحاق " كما تقدم في سورة هود.

وقوله ( قَالُوا لا تَوْجَلْ ) يقول: قال الضيف لإبراهيم: ( لا توجل ) لا تخف ( إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ).

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[53] ﴿قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ هو إسحاق عليه السلام.
عمل
[53] ﴿قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ بشر مسلمًا اليوم بخبر يفرحه ويؤنس قلبه.
عمل
[53] إذا زرت أحدًا فرأيت منه وجلًا فآنسه بخبر مفرح؛ ليطمئن قلبه لك، قبل أن تحدثه بموضوعك، تأمل قوله تعالى: ﴿قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به -مقول القول-.
  • ﴿ لا تَوْجَلْ:
  • لا: ناهية جازمة. توجل: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت: أي لا تخف.
  • ﴿ إِنّا نُبَشِّرُكَ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير مدغم بإنّ: ضمير متصل في محل نصب اسم «إنّ».نبشرك: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به وجملة «نبشرك» في محل رفع خبر «إنّ» و «إنّ» مع اسمها وخبرها: استئنافية تفيد التعليل عن النهي عن الخوف. أرادوا أنك الآمن المبشر.
  • ﴿ بِغُلامٍ عَلِيمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بنبشرك. عليم: صفة لغلام مجرورة أيضا بمعنى: بغلام كثير العلم والحكمة وهما من صيغ المبالغة. '

المتشابهات :

الحجر: 53﴿قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ
مريم: 7﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [53] لما قبلها :     ولَمَّا أخبرهم بخوفه منهم؛ أخبروه بأنهم ملائكة، ثم بشروه بالولد، وهو إسحاق عليه السلام ، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لا توجل:
قرئ:
1- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
2- بضم التاء مبنيا للمفعول، من «الإيجال» ، وهى قراءة الحسن.
3- لا تأجل، بإبدال الواو ألفا.
4- لا تواجل، من واجله.

مدارسة الآية : [54] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ ..

التفسير :

[54] قال إبراهيم متعجباً:أبشَّرتموني بالولد، وأنا كبير وزوجتي كذلك، فبأي أعجوبة تبشِّرونني؟

فقال لهم متعجبا من هذه البشارة:{ أَبَشَّرْتُمُونِي} بالولد{ عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ} وصار نوع إياس منه{ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} أي:على أي وجه تبشرون وقد عدمت الأسباب؟

ثم حكى- سبحانه- ما قاله إبراهيم للملائكة بعد أن بشروه بهذا الغلام العليم، فقال- تعالى- قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ.

والاستفهام للتعجب. كأنه عجب من أن يرزقه الله- تعالى- بغلام عليم بعد أن مسه الكبر، وبلغ سن الشيخوخة.

و «على» بمعنى مع، والمس: اتصال شيء بآخر على وجه الإحساس والإصابة.

أى: قال إبراهيم للملائكة، بعد أن بشروه بالولد، أبشرتمونى بذلك مع أن الكبر قد أصابنى، والشيخوخة قد اعترتني فبأى شيء عجيب قد بشرتموني.

وتعجب إبراهيم إنما هو من كمال قدرة الله- تعالى- ونفاذ أمره، حيث وهبه هذا الغلام في تلك السن المتقدمة بالنسبة له ولامرأته، والتي جرت العادة أن لا يكون معها إنجاب الأولاد.

وقد حكى القرآن هذا التعجب على لسان امرأة إبراهيم في قوله- تعالى- قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً، إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ.. .

قال الإمام الرازي ما ملخصه: والسبب في هذا الاستفهام أن العادة جارية بأنه لا يحصل الولد حال الشيخوخة التامة ...

وهناك جواب آخر، وهو أن الإنسان إذا كان عظيم الرغبة في شيء، وفاته الوقت الذي يغلب على ظنه حصول ذلك المراد فيه، فإذا بشر بعد ذلك بحصوله ازداد فرحه وسروره، ويصير ذلك الفرح القوى كالمدهش له وربما يجعله هذا الفرح يعيد السؤال ليسمع تلك البشارة مرة أخرى، طلبا للالتذاذ بسماعها ... » .

ثم " قال "متعجبا من كبره وكبر زوجته ومتحققا للوعد " أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون " فأجابوه مؤكدين لما بشروه به تحقيقا وبشارة بعد بشارة.

يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم للملائكة الذين بشَّروه بغلام عليم ( أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) يقول: فبأي شيء تبشرون.

وكان مجاهد يقول في ذلك ما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، وحدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء، وحدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) قال: عجب من كبره ، وكبر امرأته.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله ، وقال ( عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ ) ومعناه: لأن مسني الكبر وبأن مسني الكبر، وهو نحو قوله حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ بمعنى: بأن لا أقول، ويمثله في الكلام: أتيتك أنك تعطي، فلم أجدك تعطي.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[54] ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ البشارة ربما تأتي بعد انقطاع الأسباب الدنيوية.
وقفة
[54] ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ إبراهيم بُشِّر في حال الكبر، مهما طالت الآلآم والصعاب سيأتي اليوم الذي تُبشَّر فيه.
عمل
[54] ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ لا تيأس ولا تقنط من ربك؛ ولو كنت في عمر اليأس.
وقفة
[54] ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ قال الرازي: «لِمَ سألهم وقد أخبروه ؟! والجواب: الإنسان إذا كان عظيم الرغبة في شيء وفاته الوقت الذي يغلب على ظنه حصول ذلك المراد فيه، فإذا بُشِّر بعد ذلك بحصوله ازداد فرحه وسروره، ويصير ذلك الفرح القوی کالمدهش له، وربما يجعله هذا الفرح يعيد السؤال ليسمع تلك البشارة مرة أخرى، طلبًا للالتذاذ بسماعها».
وقفة
[54] ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ لكل قلب مسه نصب الحياة وظن بأمانيه الفوت: ستأتي لك أمنيتك تسعى، في وقت لا تتوقعه.
وقفة
[54] ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ مهما حلت بساحتك الغمة، واستوحشك الهم، وحرمت الرزق أو الذرية؛ فلا تيأس، ولتكن قصة الخليل عبرة وبشرى لك محروم، كان شيخًا وزوجته سارة عاقر، ومع هذا بشره العليم الحليم بغلام.
وقفة
[54] قال إبراهيم: ﴿أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾؟ طول اﻻنتظار يذهب (حلاوة) اﻷخبار، ولهذا على المؤمن أﻻ ييأس.
وقفة
[54، 55] ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ﴾ مهما طال الزمن وتقدم العمر لا تيأس؛ ستصل البشرى.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الهمزة: همزة تعجيب بلفظ‍ استفهام. بشرتموني: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الميم علامة جمع الذكور الواو لاشباع الميم. النون للوقاية والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة: في محل نصب مفعول به-مقول القول-
  • ﴿ عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ:
  • على: حرف جر. أن: حرف مصدري مسني: فعل ماض مبني على الفتح. النون للوقاية والياء ضمير متصل مبني على السكون حرك بالفتح لالتقاء الساكنين: في محل نصب مفعول به. مقدم. الكبر: فاعل مرفوع بالضمة و «أن» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق ببشر وجملة مَسَّنِيَ الْكِبَرُ» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الإعراب بمعنى: أن الولادة أمر عجيب مع الكبر.
  • ﴿ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ:
  • الفاء: استئنافية. الباء: حرف جر. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتبشرون وقد سقطت ألف «ما» لأنها جرت بحرف جر وفي هذا الاستفهام معنى التعجب بمعنى: فبأي اعجوبة و «تبشرون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [54] لما قبلها :     ولَمَّا بشروه بالولد؛ تعجبَ إبراهيمُ عليه السلام من مجيء ولد من شيخ كبير السن، وزوجته كذلك، قال تعالى:
﴿ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أبشر تمونى:
وقرئ:
بشر تمونى، بغير همزة استفهام، وهى قراءة الأعرج.
الكبر:
وقرئ:
1- بضم الكاف وسكون الباء، وهى قراءة ابن محيصن.
تبشرون:
وقرئ:
1- تبشروني، بنون مشددة وياء المتكلم، أدغم نون الرفع فى نون الوقاية، وهى قراءة الحسن.
2- تبشرون، بتشديد النون مكسورة دون ياء، وهى قراءة ابن كثير.
3- تبشرون، بكسرها مخففة، وهى قراءة نافع.

مدارسة الآية : [55] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن ..

التفسير :

[55] قالوا:بشَّرناك بالحق الذي أعلمَنا به الله، فلا تكن من اليائسين أن يولد لك.

{ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ} الذي لا شك فيه لأن الله على كل شيء قدير، وأنتم بالخصوص -يا أهل هذا البيت- رحمة الله وبركاته عليكم فلا يستغرب فضل الله وإحسانه إليكم.

{ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} الذين يستبعدون وجود الخير، بل لا تزال راجيا لفضل الله وإحسانه، وبره وامتنانه،

وقوله- سبحانه- قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ.

أى: قال الملائكة لإبراهيم لزيادة اطمئنانه، ولتأكيد بشارته بالغلام العليم:

يا إبراهيم إنا بشرناك بالأمر المحقق الوقوع، وباليقين الذي لا خلف معه، وهو أن الله- تعالى- سيهبك الولد مع تقدم سنك وسن زوجك، فلا تكن من الآيسين من رحمة الله- تعالى- فإن قدرته- عز وجل- لا يعجزها شيء.

" قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين " وقرأ بعضهم القنطين.

يقول تعالى ذكره: قال ضيف إبراهيم له: بشرناك بحقّ يقين، وعلم منَّا بأن الله قد وهب لك غلاما عليما، فلا تكن من الذين يقنطون من فضل الله فييأسون منه، ولكن أبشر بما بشرناك به واقبل البُشرى.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( مِنَ الْقَانِطِينَ ) فقرأه عامَّة قراء الأمصار ( مِنَ الْقَانِطِينَ ) بالألف. وذكر عن يحيى بن وثاب أنه كان يقرأ ذلك ( القَنِطِينَ ).

والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجة على ذلك ، وشذوذ ما خالفه.

التدبر :

وقفة
[55] ﴿قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ﴾ ولما كان إبراهيم عليه السلام منزَّهًا عن القنوط من رحمة الله، جاءوا في موعظته بطريقة الأدب المناسب؛ فنهوه عن أن يكون من زمرة القانطين؛ تحذيرًا له مما يدخله في تلك الزمرة.
عمل
[55] ﴿قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ﴾ ابتعد عن مجتمع المخذلين والمقنطين والمتشائمين؛ لكي تستمتع بعبادة انتظار الفرج!
عمل
[55] ﴿قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ﴾ لا مجال لليأس ولو كنت في سن اليأس.
اسقاط
[55] ﴿فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ﴾ خاطب بها نفسك إذا ضاقت عليك الدنيا، وتوالت عليك المحن؛ فكن دائمًا راجيًا لفضل الله وإحسانه وبره وامتنانه.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. بالحق: جار ومجرور ويجوز أن تكون الباء صلة: أي بشرناك باليقين الذي لا لبس فيه أو بشرناك بطريقة هي حق وهي قول الله. بمعنى: بالحق اليقين. والجار والمجرور «بالحق» متعلق ببشر.
  • ﴿ فَلا تَكُنْ:
  • الفاء استئنافية. لا: ناهية جازمة. تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين واسمها: ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
  • ﴿ مِنَ الْقانِطِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «تكن» بمعنى من اليائسين. وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من تنوين المفرد. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [55] لما قبلها :     ولَمَّا تعجبَ إبراهيمُ عليه السلام ، واستبعد الأمر؛ أكدوا له البشارة هنا، هذا أمر يقيني محقق؛ لأن الذي أعلمَنا بها هو الله، ثم نهوه أن يكون من اليائسين من أن يولد له ولد، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

القانطين:
وقرئ:
1- القنطين، من: قنط يقنط، وهى قراءة ابن وثاب، وطلحة، والأعمش.

مدارسة الآية : [56] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ ..

التفسير :

[56] قال:لا ييئس من رحمة ربه إلا الخاطئون المنصرفون عن طريق الحق

فأجابهم إبراهيم بقوله:{ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} الذين لا علم لهم بربهم، وكمال اقتداره وأما من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم، فلا سبيل إلى القنوط إليه لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئا كثيرا، ثم لما بشروه بهذه البشارة، عرف أنهم مرسلون لأمر مهم.

وهنا دفع إبراهيم- عليه السلام- عن نفسه رذيلة اليأس من رحمة الله. فقال على سبيل الإنكار والنفي وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ أى: أنا ليس بي قنوط أو يأس من رحمة الله، لأنه لا ييأس من رحمة الله- تعالى- إلا القوم الضالون عن طريق الحق والصواب، الذين لا يعرفون سعة رحمته- تعالى- ونفاذ قدرته، ولكن هذه البشارة العظيمة- مع تقدم سنى وسن زوجي- هي التي جعلتني- من شدة الفرح والسرور- أعجب من كمال قدرة الله- تعالى-، ومن جزيل عطائه، ومن سابغ مننه، حيث رزقني الولد في هذه السن التي جرت العادة بأن لا يكون معها إنجاب أو ولادة.

فأجابهم بأنه ليس يقنط ولكن يرجو من الله الولد وإن كان قد كبر وأسنت امرأته فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك.

وقوله ( قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ ) يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم للضيف: ومن ييأس من رحمة الله إلا القوم الذين قد أخطئوا سبيل الصواب ، وتركوا قصد السبيل في تركهم رجاء الله، ولا يخيب من رجاه، فضلوا بذلك عن دين الله.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( وَمَنْ يَقْنَطُ ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء المدينة والكوفة ( وَمَنْ يَقْنَطُ ) بفتح النون، إلا الأعمش والكسائي فإنهما كسرا النون من ( يَقْنِط ). فأما الذين فتحوا النون منه ممن ذكرنا فإنهم قرءوا مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا بفتح القاف والنون. وأما الأعمش فكان يقرأ ذلك: من بعد ما قَنِطُوا ، بكسر النون. وكان الكسائي يقرؤه بفتح النون ، وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ الحرفين جميعا على النحو الذي ذكرنا من قراءة الكسائي.

وأولى القراءات في ذلك بالصواب قراءة من قرأ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا بفتح النون ( وَمَنْ يَقْنِطُ ) بكسر النون، لإجماع الحجة من القرّاء على فتحها في قوله مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا فكسرها في ( وَمَنْ يَقْنِطُ ) أولى إذا كان مجمعا على فتحها في قَنَط، لأن فَعَل إذا كانت عين الفعل منها مفتوحة ، ولم تكن من الحروف الستة التي هي حروف الحلق، فإنها تكون في يفْعِل مكسورة أو مضمومة. فأما الفتح فلا يُعرف ذلك في كلام العرب.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[56] ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ ألق كلمة، أو أرسل رسالة؛ تبيّن فيها خطر القنوط من رحمة الله.
وقفة
[56] ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ أي: من ييأس من رحمة ربه (إلا الضالون)، أي: الخاسرون، والقنوط من رحمة الله كبيرة كالأمن من مكره.
وقفة
[56] ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ تأمل: (إلا الضالون) مخطئون حتمًا أولئك الذين يشعرون أن أحوالهم الصعبة لن تتغير.
وقفة
[56] ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم لا سبيل له إلى القنوط من رحمة الله.
وقفة
[56] ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ اليأس ضلالة، فيك من الهداية بقدر ثقتك برحمة ربك.
وقفة
[56] ﴿قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ استدل به على أن القنوط من الكبائر.
اسقاط
[56] ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ الفأل حسن ظنٍ بالله يثمر هداية ينشرح به الصدر، والقنوط سوء ظن بالله يورث ضلالة يضيق به الصدر.
تفاعل
[56] ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ استعذ بالله من الضلال.
وقفة
[56] ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ معيار الهداية بحجم التفاؤل في قلبك، الأكثر تفاؤلًا هو الأكثر هداية.
عمل
[56] ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ لا تيأس من عطاء الله، حتى وإن كانت كل الأحوال المحيطة بك ضدك، فالله قادر على تحويلها لصالحك.
وقفة
[56] ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ القنوط: أن يستبعد رحمة الله ويستبعد حصول المطلوب.
وقفة
[56] ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ الذين ينشرون القنوط واليأس لا يملكون مفاتيح الهداية، فهم ضالون قطعًا.
وقفة
[56] ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ الذين يظنون أن الله لن يرحم أحزانهم؛ قوم موغلون في الضلالة والخطأ.
وقفة
[56] اليأس من رحمة الله عند الذنوب أعظم من الذنوب نفسها، فرحمة الله أوسع من اليأس ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾.
وقفة
[56] ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ﴾ [يوسف: 87]، ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ اليأس والقنوط استصغار لسعة رحمة الله ومغفرته، وذلك ذنب عظيم، وتضييق لفضاء جوده.
وقفة
[56] قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ» [البخاري 652]، وصَدَقَ إبراهيمُ الخليل عليهِ السَّلام عندما قالَ: ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾.
وقفة
[56] المتشائم والقانط كالحاسد، يهلك نفسه قبل أن يضرَّ غيره: ﴿وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾، وفي الصحيح قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ؛ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ» [مسلم 2623].

الإعراب :

  • ﴿ قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ‍:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والواو استئنافية. من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يقنط‍: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يقنط‍» في محل رفع خبر «من» بمعنى: وهل ييأس.
  • ﴿ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ:
  • جار ومجرور متعلق بيقنط‍، ربه: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالاضافة. إلاّ: أداة حصر لا محل لها. الضالون: بدل من الضمير في «يقنط‍» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [56] لما قبلها :     ولَمَّا نهوه أن يكون من اليائسين؛ بَيَّنَ إبراهيم عليه السلام هنا أنه لم ييأس من رحمة الله، ولكنه استبعد الأمر، قال تعالى:
﴿ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يقنط:
قرئ:
1- بكسر النون، وهى قراءة النحويين، والأعمش.
2- بفتحها، وهى قراءة باقى السبعة.
3- بضمها، وهى قراءة زيد بن على، والأشهب.

مدارسة الآية : [57] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ

التفسير :

[57] قال:فما الأمر الخطير الذي جئتم من أجله -أيها المرسلون- من عند الله؟

أي:{ قَالَ} الخليل عليه السلام للملائكة:{ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} أي:ما شأنكم ولأي شيء أرسلتم؟

ثم حكى- سبحانه- بعد ذلك ما قاله إبراهيم للملائكة، بعد أن اطمأن إليهم، فقال:

قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ.

والخطب: مصدر خطب يخطب، ومنه قولهم: هذا خطب يسير، وخطب جلل، وجمعه خطوب، وخصه بعضهم بما له خطر من الأمور. وأصله الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب ويخطب له.

أى: قال إبراهيم- عليه السلام- للملائكة على سبيل الاستيضاح بالتفصيل عن سبب مجيئهم: فما شأنكم الخطير الذي من أجله جئتم إلينا سوى هذه البشارة. وكأنه قد فهم أن مجيئهم إليه ليس لمجرد البشارة، بل من وراء البشارة أمر آخر جاءوا من أجله.

يقول تعالى إخبارا عن إبراهيم عليه السلام لما ذهب عنه الروع وجاءته البشرى أنه شرع يسألهم عما جاءوا له.

يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم للملائكة: فما شأنكم: ما أمرُكم أيُّها المرسلون؟

التدبر :

وقفة
[57] ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ الخطب هو الشأن العظيم الذي يقع فيه التخاطب بين الناس إما لغرابته أو لإنكاره، أي قال لهم: ما الأمر العظيم الذي جئتم لأجله غير البشرى بمولد إسحاق؟ فقد فهم من حوارهم أن ليست هذه البشرى هي المقصودة، بل هناك مهمة أخرى أرسلوا لأجلها؛ لأنهم كانوا عددًا، والبشارة لا تحتاج لمثل هذا العدد.
وقفة
[57] ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ سؤال: إذا كان هؤلاء الرسل من الملائكة جاءوا لإهلاك قوم لوط، فلم ذهبوا إلى إبراهيم، ولم يذهبوا رأسًا إلى لوط؟ والجواب: أن لوطًا عليه السلام كان من قوم إبراهيم، ومن الذين تابعوه، فكان إعلام ابراهيم بما سينزل على لوط من بلاء، مما لا يغفل عنه أدب السماء.
وقفة
[57] العظماء لا تشغلهم قضاياهم الخاصة عن قضايا الأمة! تأمل حال إبراهيم عليه السلام حين بشرته الملائكة بغلام، فكان سؤاله بعدها: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ فَما:
  • فعل ماض مبني على الفتح. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الفاء: زائدة. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ خَطْبُكُمْ:
  • خبر «ما» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. أي: فما شأنكم الذي جئتم من أجله؟
  • ﴿ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ:
  • أيه: اسم منادى بأداة نداء محذوفة تقديرها: يا مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. المرسلون: صفة-نعت-لأيّ مرفوعة مثلها-على اللفظ‍ -وعلامة رفعها: الواو لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. '

المتشابهات :

الحجر: 57﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ
الذاريات: 31﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [57] لما قبلها :     ولَمَّا تحقَّقَ إبراهيمُ عليه السلام من البُشرَى، ورأى أن مجيئهم إليه ليس لمجرد البشارة، بل هناك أمرًا آخر جاءوا من أجله؛ سألهم هنا عن سبب مجيئهم، قال تعالى:
﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [58] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ ..

التفسير :

[58] قالوا:إن الله أرسلنا لإهلاك قوم لوط المشركين الضالين

{ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} أي:كثر فسادهم وعظم شرهم، لنعذبهم ونعاقبهم

وهنا بادره الملائكة بقولهم- كما حكى القرآن عنهم- قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ. أى: قالوا له إنا أرسلنا- بأمر الله- تعالى- إلى قوم شأنهم الإجرام، ودأبهم الفجور، والمراد بهم قوم لوط- عليه السلام- وكانوا يسكنون مدينة «سدوم» بمنطقة وادي الأردن

فقالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين " يعنون قوم لوط.

قالت الملائكة له: إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين: يقول: إلى قوم قد اكتسبوا الكفر بالله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[58، 59] ﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ هنا دليل على أنه يجوز أن يُستَثنى من خلاف نوعه؛ لأنه استثنى آل لوط من قومه، والمجرم ليس من نوع الصالح.
وقفة
[58، 59] قاعدة: المستثنى من المستثنى حكمه حكم الأصل، ومثاله: ﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إلا امرأته﴾، فامرأته حكمها حكم المجرمين؛ لأنها مستثناة من المستثنى، وغيره في القرآن كثير.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به لقالوا.
  • ﴿ إِنّا أُرْسِلْنا:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل أدغم بنون «انّ» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».أرسل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وجملة «أرسلنا» في محل رفع خبر «انّ».
  • ﴿ إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلنا. مجرمين: صفة لقوم مجرورة مثلها وعلامة جرها: الياء لأنها جمع مذكر سالم. والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. بمعنى: إنّا أرسلنا بعذاب مهين إلى قوم مجرمين. '

المتشابهات :

الحجر: 58﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ
الذاريات: 32﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [58] لما قبلها :     ولَمَّا سألهم عن سبب مجيئهم؛ بينت الملائكة أنهم نزلوا لهلاك قوم لوط عليه السلام ، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [59] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ ..

التفسير :

[59] إلا لوطاً وأهله المؤمنين به، فلن نهلكهم وسننجيهم أجمعين

تفسير الآيتين 59 و 60:ـ

{ إِلَّا آلَ لُوطٍ} أي:إلا لوطا وأهله{ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ} أي:الباقين بالعذاب، وأما لوط فسنخرجنه وأهله وننجيهم منها، فجعل إبراهيم يجادل الرسل في إهلاكهم ويراجعهم، فقيل له:{ يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود} فذهبوا منه.

وقوله إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ استثناء من القوم المجرمين الذين أرسل الملائكة لإهلاكهم.

والمراد بآل لوط: أتباعه الذين آمنوا به وصدقوه. ولم يشاركوا قومهم في كفرهم وشذوذهم.

أى: إنا أرسلنا إلى قوم لوط لإهلاكهم، إلا من آمن منهم فإنا لمنجوهم أجمعين.

وقد وضح هذا المعنى صاحب الكشاف فقال: فإن قلت: قوله- تعالى- إِلَّا آلَ لُوطٍ استثناء متصل أم منقطع؟

قلت: لا يخلو من أن يكون استثناء من قوم فيكون منقطعا، لأن القوم موصوفون بالإجرام فاختلف لذلك الجنسان، وأن يكون استثناء من الضمير في مُجْرِمِينَ فيكون متصلا، كأنه قيل: قد أرسلنا إلى قوم قد أجرموا كلهم إلا آل لوط وحدهم، كما قال:

فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

فإن قلت: فهل يختلف المعنى لاختلاف الاستثناءين؟ قلت: نعم، وذلك أن آل لوط مخرجون في المنقطع من حكم الإرسال، وعلى أنهم أرسلوا إلى القوم المجرمين خاصة، ولم يرسلوا إلى آل لوط أصلا ... كأنه قيل: إنا أهلكنا قوما مجرمين، ولكن آل لوط أنجيناهم.

وأما في المتصل، فهم داخلون في حكم الإرسال، وعلى أن الملائكة أرسلوا إليهم جميعا ليهلكوا هؤلاء، وينجوا هؤلاء، فلا يكون الإرسال مخلصا بمعنى الإهلاك والتعذيب كما في الوجه الأول»

وأخبروه أنهم سينجون آل لوط من بينهم.

إلا آل لوط: يقول: إلا اتباع لوط على ما هو عليه من الدِّين، فإنا لن نهلكهم بل ننجيهم من العذاب الذي أمرنا أن نعذّب به قوم لوط .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[59] ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ﴾ ما الفرق بين (قوم لوط) و(إخوان لوط) و(آل لوط)؟ القوم: قوم الرجل هم أهله بالصورة الواسعة، يقال فلان من قوم كذا، وقد يكون القوم أوسع من القبيلة، العرب قوم، والقوم اسم جمع، مثل شعب وجيش ليس له مفرد من جنسه. الآل: هم الأهل المقربون الذين هم أقرب الناس ومن معانيه الزوجة والأتباع، ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46] أي أتباعه، الذرية أو الأقارب، لكن قوم أوسع، وبالنسبة لآل لوط لم تستعمل إلا في الثناء عليهم فقط، لما يثني عليهم لا يستعمل كلمة قوم. الإخوان: أقرب من الآل؛ لأن الآل قد يكون فيها الأتباع.
وقفة
[59] ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ اشتغال الإنسان بإصلاح نفسه وأهله ومن حوله ينجيه من المصائب الدنيوية والأخروية.
وقفة
[59] ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ آل الرجل هم أتباعه، حيث استثنی آل لوط من العذاب، وقد قال: آل فرعون، وهم أتباعه، وآل موسی، وآل هارون، وآل عمران، ودعاؤنا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، فيدخل فيه كل من تبعه».

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ آلَ لُوطٍ‍:
  • إلاّ: أداة استثناء. آل: مستثنى بإلاّ منصوب بالفتحة وهو استثناء منقطع من المستثنى منه «قوم» لأن القوم موصوفون بالاجرام فاختلف لذلك الجنسان. أو هو استثناء متصل من الضمير في «مجرمين» وهو الأصوب بتقدير: إلى قوم قد أجرموا كلهم إلاّ آل لوط‍ وحدهم. لوط‍: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره: الكسرة وقد صرف-نوّن-لأنه ثلاثي أوسطه ساكن.
  • ﴿ إِنّا لَمُنَجُّوهُمْ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل في محل نصب اسمها. اللام للابتداء-مزحلقة-تفيد التوكيد. منجو: خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت نونه بسبب الإضافة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالاضافة. وهو من اضافة اسم الفاعل الى مفعول به.
  • ﴿ أَجْمَعِينَ:
  • توكيد معنوي للضمير «هم» مجرور مثله وعلامة جره: الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ومفرده: أجمع والنون عوض عن حركة المفرد. '

المتشابهات :

الحجر: 59﴿ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ
القمر: 34﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [59] لما قبلها :     ولَمَّا بينت الملائكة أنهم نزلوا لهلاك قوم لوط عليه السلام ، استثنوا هنا لوطًا وأهله المؤمنين به، لن يشملهم الإهلاك، قال تعالى:
﴿ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لمنجوهم:
قرئ:
1- بالتخفيف، وهى قراءة الأخوين.
2- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [60] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ ..

التفسير :

[60]لكن زوجته الكافرة قضينا بأمر الله بإهلاكها مع الباقين في العذاب.

تفسير الآيتين 59 و 60:ـ

{ إِلَّا آلَ لُوطٍ} أي:إلا لوطا وأهله{ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ} أي:الباقين بالعذاب، وأما لوط فسنخرجنه وأهله وننجيهم منها، فجعل إبراهيم يجادل الرسل في إهلاكهم ويراجعهم، فقيل له:{ يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود} فذهبوا منه.

وقوله- سبحانه- إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ استثناء من الضمير في لَمُنَجُّوهُمْ، إخراجا لها من التنجية. أى: إلا امرأة لوط- عليه السلام- فليست ممن سننجيه، بل هي ممن سنهلكه مع القوم المجرمين.

ومعنى (قدرنا) : قضينا وحكمنا.

والغابر: الباقي. يقال غبر الشيء غبورا إذا بقي وأصله من الغبرة وهي بقية اللبن في الضرع. وقد يستعمل في الماضي فيكون هذا اللفظ من الأضداد.

ونسب الملائكة التقدير إليهم فقالوا إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا ... مع أنه فعل الله- تعالى- لما لهم من الزلفى عنده- سبحانه-، ولأنهم ما أرسلوا لإهلاك المجرمين وإنجاء المؤمنين إلا بأمره.

قال الآلوسى ما ملخصه: والظاهر أن قوله- تعالى- إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا ... من كلام الملائكة، وأسندوا التقدير إلى أنفسهم- وهو فعل الله- سبحانه- لما لهم من القرب والاختصاص، وهذا كما يقول أحد حاشية السلطان: أمرنا بكذا.. والآمر في الحقيقة هو السلطان. وقيل- ولا يخفى بعده-: هو من كلام الله- تعالى- فلا يحتاج إلى تأويل، وكذا لا يحتاج إلى تأويل إذا أريد بالتقدير العلم.

قال بعض العلماء: وفي هذه الآية الكريمة دليل واضح لما حققه علماء الأصول من جواز الاستثناء من الاستثناء، لأنه- تعالى- استثنى آل لوط من إهلاك المجرمين بقوله إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ثم استثنى من هذا الاستثناء امرأة لوط بقوله إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ «2» .

وبهذا نرى أن الآيات الكريمة قد حكت لنا بأسلوب بليغ حكيم، ما دار بين إبراهيم وبين الملائكة الذين جاءوا لتبشيره بغلام عليم، وإخباره بإهلاك القوم المجرمين، وهم قوم لوط- عليه السلام-..

ثم حكت السورة بعد ذلك ما دار بينهم وبين لوط- عليه السلام- بعد أن جاءوا إليه، وما دار بين لوط- عليه السلام- وبين قومه المجرمين من مجادلات ومحاورات، وما حل بهؤلاء المجرمين من عذاب جعل أعلى مدينتهم أسفلها.. فقال- تعالى-:

إلا امرأته فإنها من الهالكين ولهذا قالوا " إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين " أي الباقين المهلكين.

سوى امرأة لوط قدّرنا إنها من الغابرين: يقول : قضى الله فيها إنها لمن الباقين ، ثم هي مهلكة بعد. وقد بيَّنا الغابر فِيما مضى بشواهده.

التدبر :

وقفة
[60] ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾ لا قيمة للنسب ولا المصاهرة إذا عدم الإيمان.
وقفة
[60] ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾ فيه دليل واضح على ما قرره علماء الأصول أنه يجوز أن يستثنى من الاستثناء، لأنه استثنى امرأته من آله.
وقفة
[60] ﴿قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾ قال الرازی: «لقائل أن يقول: لم أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم مع أنه لله تعالى، ولم لم يقولوا: قدر الله تعالى؟ والجواب: أنه ذكروا هذه العبارة لما لهم من القرب والاختصاص بالله تعالى کما يقول خاصة الملك: دبرنا كذا وأمرنا بكذا، والمدبر والآمر هو الملك وليس هم، وإنما يريدون بذكر هذا الكلام إظهار ما لهم من الاختصاص بذلك الملك، فكذا ها هنا، والله أعلم».
وقفة
[60] ﴿قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾ إسنادُ التقديرِ إلى الملائكةِ مجازٌ، إذِ المقدِّر حقيقةً هو الله تعالى، وهذا كما يقول خواصُّ المَلِكِ: دبَّرنا كذا، وأمرنا بكذا، والمدَبِّر والآمرُ هو الملِكُ، وفي ذلك إظهارٌ لمزيد قربهم بالملك.

الإعراب :

  • ﴿ إِلاَّ امْرَأَتَهُ:
  • إلاّ: أداة استثناء. امراته: مستثنى بإلاّ منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ قَدَّرْنا:
  • بمعنى كتبنا ذلك وأخبرنا به وعلمنا لتضمن فعل التقدير معنى العلم وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة بعدها: من «إنّ» مع اسمها وخبرها: بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «قدرنا».
  • ﴿ إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ها» ضمير متصل في محل نصب اسمها. اللام: لام الابتداء-المزحلقة-للتوكيد. من الغابرين: جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. بمعنى: ستبقى من الهالكين أي من الباقين مع الكفرة المتخلفين عن الخروج معه. أمّا بالنسبة الى القول الكريم إِلاَّ امْرَأَتَهُ» ففي هذا الاستثناء آراء متعددة تطرقت اليها كتب التفسير ارتأيت-من باب إحاطة القارئ الكريم علما بها-أن أذكر أوجه اعرابها استزادة في الفائدة. فقد قيل انّ «امرأته» استثنيت من الضمير المجرور في قوله «لمنجّوهم» وهو ليس من الاستثناء في شيء لأنّ الاستثناء من الاستثناء إنّما يكون فيما اتّحد الحكم فيه كأن يقال أهلكناهم إلاّ آل لوط‍ إلاّ امراته. كما اتحد الحكم في قول المطلق: أنت طالق ثلاثا إلاّ اثنتين إلاّ واحدة. وفي قول المقر لفلان عليّ عشرة دراهم إلاّ ثلاثة إلاّ درهما. فأما في الآية الكريمة فقد اختلف الحكمان لأن إلاّ آل لوط‍ متعلق بأرسلنا أو بمجرمين وإلاّ امراته قد تعلق بمنجوهم فأنى يكون استثناء من استثناء؟ وقيل إنه استثناء ردّ على استثناء. '

المتشابهات :

الحجر: 60﴿ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ
النمل: 57﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ
الأعراف: 83﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ
العنكبوت: 32﴿قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ
العنكبوت: 33﴿وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [60] لما قبلها :     ولَمَّا أخبرت الملائكة بنجاة أهل لوط وأتباعه من المؤمنين؛ أخبروا هنا أن امرأة لوط ليست ممن سينجو، بل ستهلك مع القوم المجرمين، قال تعالى:
﴿ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

قدرنا:
قرئ:
1- بالتخفيف، وهى قراءة أبى بكر.
2- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [61] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ

التفسير :

[61] فلما وصل الملائكة المرسلون إلى لوط

تفسير الآيتين 61 و 62:ـ

{ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ} لهم لوط{ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي:لا أعرفكم ولا أدري من أنتم.

قال الآلوسى: وقوله- تعالى-: فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ شروع في بيان إهلاك المجرمين، وتنجية آل لوط. ووضع الظاهر موضع الضمير، للإيذان بأن مجيئهم لتحقيق ما أرسلوا به من ذلك .

والآية الكريمة معطوفة على كلام محذوف يفهم من السياق، والتقدير: وخرج الملائكة من عند إبراهيم- بعد أن بشروه بغلامه، وبعد أن أخبروه بوجهتهم- فاتجهوا إلى المدينة التي يسكنها لوط- عليه السلام- وقومه.

يخبر تعالى عن لوط لما جاءته الملائكة في صورة شباب حسان الوجوه فدخلوا عليه داره.

يقول تعالى ذكره: فلما أتى رسلُ الله آل لوط ، أنكرهم لوط فلم يعرفهم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[61] ﴿فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ﴾ تشريف المؤمنين، مع أن المجيء كان للوط عليه السلام، لكن الله أخبر أن المجيء لآل لوط، وذلك؛ تشريفًا للمؤمنين من قوم لوط، فكأنهم حضروا وشاهدوا الملائكة.
لمسة
[61] ﴿فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ﴾ ما الفرق بين استعمال (جاء) و(أتى) في القرآن الكريم؟ (جاء) تستعمل لما فيه مشقة، أما (أتى) فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر، وفي القرآن كله لم تستعمل صيغة المضارع للفعل (جاء) مطلقًا، ولا صيغة فعل أمر، ولا اسم فاعل، ولا اسم مفعول، وإنما استعمل دائمًا بصيغة الماضي، أما فعل (أتى) فقد استخدم بصيغة المضارع.

الإعراب :

  • ﴿ فَلَمّا:
  • الفاء: استئنافية. لما: اسم شرط‍ غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب.
  • ﴿ جاءَ آلَ لُوطٍ‍:
  • فعل ماض مبني على الفتح. آل: مفعول به مقدم منصوب بالفتحة. لوط‍: مضاف اليه مجرور بالكسرة والجملة الفعلية: في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ الْمُرْسَلُونَ:
  • فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     ولَمَّا تمَّ ما أُريدَ الإخبارُ عنه مِن تَحاوُرِ الملائكةِ مع إبراهيمَ عليه السلام ؛ أخبَرَ اللهُ عز وجل هنا عن أمْرِهم مع لوطٍ عليه السلام ، قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [62] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ

التفسير :

[62]قال لهم:إنكم قوم غير معروفين لي.

تفسير الآيتين 61 و 62:ـ

{ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ} لهم لوط{ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي:لا أعرفكم ولا أدري من أنتم.

فلما دخلوا عليه قال لهم: «إنكم قوم منكرون» .

أى: إنكم قوم غير معروفين لي، لأنى لم يسبق لي أن رأيتكم، ولا أدرى من أى الأقوام أنتم، ولا أعرف الغرض الذي من أجله أتيتم، وإن نفسي ليساورها الخوف والقلق من وجودكم عندي ...

ويبدو أن لوطا- عليه السلام- قد قال لهم هذا الكلام بضيق نفس، لأنه يعرف شذوذ المجرمين من قومه، ويخشى أن يعلموا بوجود هؤلاء الضيوف أصحاب الوجوه الجميلة عنده، فيعتدوا عليهم دون أن يملك الدفاع عنهم ...

وقد صرح القرآن الكريم بهذا الضيق النفسي، الذي اعترى لوطا بسبب وجود هؤلاء الضيوف عنده، ومن ذلك قوله- تعالى-: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً، وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ .

وقال- سبحانه-: فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ مع أن المجيء كان للوط- عليه السلام- والخطاب كان معه، تشريفا وتكريما للمؤمنين من قوم لوط، فكأنهم كانوا حاضرين ومشاهدين لوجود الملائكة بينهم، ولما دار بينهم وبين لوط- عليه السلام-.

قال إنكم قوم منكرون.

وقال لهم: ( إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ) : أي نُنْكركم لا نعرفكم ، فقالت له الرسل: بل نحن رسل الله جئناك بما كان فيه قومك يشكون أنه نازل بهم من عذاب الله على كفرهم به.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ، وحدثني الحسن بن محمد، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء ، وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل ، وحدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ) قال: أنكرهم لوط .

التدبر :

وقفة
[62] ﴿قَال إِنَّكُمْ قَوْم مُنْكَرُونَ﴾ تنكركم نفسي، فأخاف أن تقصدوني بِشَرٍّ، فالأنبياء يخافون؛ لكنهم -مع خوفهم- عن مهامهم لا يتأخرون.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «قال» وما بعدها: جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها.
  • ﴿ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ:
  • الجملة: في محل نصب مفعول به-مقول القول- إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف: ضمير متصل في محل نصب اسم «انّ».قوم: خبرها مرفوع بالضمة. منكرون: صفة-نعت- لقوم مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. والميم في «انكم» علامة جمع الذكور. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     ولَمَّا وصل الملائكة المرسلون إلى لوط عليه السلام ؛ أخبرهم أنهم غير معروفين له، وليس عليهم لباس السفر، قال تعالى:
﴿ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [63] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ ..

التفسير :

[63] قالوا:لا تَخَفْ، فإنَّا جئنا بالعذاب الذي كان يشك فيه قومك ولا يُصَدِّقون

{ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ} أي:جئناك بعذابهم الذي كانوا يشكون فيه ويكذبونك حين تعدهم به

وقوله- سبحانه-: قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ. وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ.

حكاية لما رد به الملائكة على لوط، لكي يزيلوا ضيقه بهم، وكراهيته لوجودهم عنده.

وقوله يَمْتَرُونَ من الامتراء، وهو الشك الذي يدفع الإنسان إلى المجادلة المبنية على الأوهام لا على الحقائق.

وهو- كما يقول الإمام الفخر الرازي- مأخوذ من قول العرب: مريت الناقة والشاة إذا أردت حلبها، فكأن الشاك يجتذب بشكه مراء، كاللبن الذي يجتذب عند الحلب. يقال: قد مارى فلان فلانا، إذا جادله كأنه يستخرج غضبه» .

أى: قال الملائكة للوط لإدخال الطمأنينة على نفسه: يا لوط نحن ما جئنا لإزعاجك أو إساءتك، وإنما جئناك بأمر كان المجرمون من قومك، يشكون في وقوعه، وهو العذاب الذي كنت تحذرهم منه إذا ما استمروا في كفرهم وفجورهم ...

وإنا ما أتيناك إلا بالأمر الثابت المحقق الذي لا مرية فيه ولا تردد، وهو إهلاك هؤلاء المجرمين من قومك، وإنا لصادقون في كل ما قلناه لك، وأخبرناك به، فكن آمنا مطمئنا.

فالإضراب في قوله قالُوا بَلْ جِئْناكَ ... إنما هو لإزالة ما وقر في قلب لوط- عليه السلام- تجاه الملائكة من وساوس وهواجس.

فكأنهم قالوا له: نحن ما جئناك بشيء تكرهه أو تخافه.. وإنما جئناك بما يسرك ويشفى غليلك من هؤلاء القوم المنكوسين.

وعبر عن العذاب بقوله بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ زيادة في إدخال الأنس على نفسه وتحقيقا لوقوع العذاب بهم.

"قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون" يعنون بعذابهم وهلاكهم ودمارهم الذي كانوا يشكون في وقوعه بهم وحلوله بساحتهم.

وقوله ( بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ) قال. بعذاب قوم لوط.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

التدبر :

وقفة
[63] ﴿قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾ بل جئناك بما فيه فرحك وسرورك وتَشفِّيك من عدوِّك، وهو العذاب الذي كنت تتوعدهم بنزوله، فيشكُّون فيه.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا بَلْ:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بل: حرف اضراب للاستئناف.
  • ﴿ جِئْناكَ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بِما كانُوا فِيهِ:
  • الباء حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بجئنا. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. فيه: جار ومجرور متعلق بيمترون. وجملة كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ» صلة الموصول لا محل لها. بمعنى: ما جئناك بما تنكرنا لأجله بل جئنا قومك بالعذاب.
  • ﴿ يَمْتَرُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة: في محل نصب خبر «كان» أي يشكّون. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     ولَمَّا نكرهم لوط عليه السلام ؛ ردوا عليه بما يدخل الطمأنينة على نفسه: لا تخف، جئنا بالعذاب الذي كنت تحذر قومك منه إذا ما استمروا في كفرهم وفجورهم، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [64] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ

التفسير :

[64] وجئناك بالحق من عند الله، وإنا لصادقون

{ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ} الذي ليس بالهزل{ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} فيما قلنا لك.

وقوله وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ تأكيد على تأكيد.

وهذه التأكيدات المتعددة والمتنوعة تشعر بأن لوطا- عليه السلام- كان في غاية الهم والكرب لمجيء الملائكة إليه بهذه الصورة التي تغرى المجرمين بهم دون أن يملك حمايتهم أو الدفاع عنهم.

"وأتيناك بالحق" كقوله تعالى "ما ننزل الملائكة إلا بالحق" وقوله "وإنا لصادقون" تأكيد لخبرهم إياه بما أخبروه به من نجاته وإهلاك قومه.

يقول تعالى ذكره: قالت الرسل للوط: وجئناك بالحق اليقين من عند الله، وذلك الحقّ هو العذاب الذي عذب الله به قوم لوط. وقد ذكرت خبرهم وقصصهم في سورة هود وغيرها حين بعث الله رسله ليعذّبهم به. وقولهم: ( وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) يقولون: إنا لصادقون فيما أخبرناك به يا لوط من أن الله مهلك قومك ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن رسله أنهم قالوا للوط ، فأسر بأهلك ببقية من الليل، واتبع يا لوط أدبار أهلك الذين تسري بهم وكن من ورائهم، وسر خلفهم وهم أمامك، ولا يلتفت منكم وراءه أحد، وامضوا حيث يأمركم الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ) لا يلتفت وراءه أحد، ولا يُعَرِّج.

حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ ) : لا ينظر وراءه أحد.

حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال : ثنا شبل ؛ وحدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا القاسم، قال. ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ ) قال: أُمِر أن يكون خلف أهله، يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[64] ﴿وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ تأكيد على تأكيد، وهذه التأكيدات المتعددة تشعر بأن لوطًا عليه السلام كان في غاية الهم والكرب لمجيء الملائكة إليه بهذه الصورة التي تغري المجرمين بهم دون أن يملك أسباب حمايتهم أو الدفاع عنهم، فجاء توالي هذه التأكيدات ليزيل خوفه.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ:
  • معطوفة بالواو على «جئناك» وتعرب إعرابها. بالحقّ: جار ومجرور متعلق بآتينا بمعنى وآتيناك باليقين من عذابهم.
  • ﴿ وَإِنّا لَصادِقُونَ:
  • الواو: استئنافية. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل في محل نصب اسم «إنّ».اللام: ابتدائية- مزحلقة-للتوكيد. صادقون: خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين. والحركة في المفرد. أي لصادقون في الإخبار بنزول العذاب بهم. '

المتشابهات :

الأنعام: 146﴿ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
يوسف: 83﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
الحجر: 64﴿وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
النمل: 49﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     ولَمَّا أخبروه بالمهمة التي جاءوا من أجلها، وهي هلاك قومه المجرمين؛ أكدوا له هنا أن الأمر يقين لا شك فيه، فقالوا:
﴿ وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [65] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ ..

التفسير :

[65] فاخرج مِن بينهم ومعك أهلك المؤمنون، بعد مرور جزء من الليل، وسر أنت وراءهم؛ لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب، واحذروا أن يلتفت منكم أحد وراءه؛ لئلا يرى العذاب فيصيبه كذلك، وأسرعوا إلى حيث أمركم الله؛ لتكونوا في مكان أمين.

{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} أي:في أثنائه حين تنام العيون ولا يدري أحد عن مسراك،{ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} أي:بادروا وأسرعوا،{ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} كأن معهم دليلا يدلهم إلى أين يتوجهون

لذا كانت هذه التأكيدات من الملائكة له في أسمى درجات البلاغة، حتى يزول خوفه، ويزداد اطمئنانه إليهم، قبل أن يخبروه بما أمرهم الله- تعالى- بإخباره به، وهو قوله- تعالى- فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ. وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ، وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ.

قال القرطبي: قوله فَأَسْرِ.. قرئ فاسر وقرئ فأسر، بوصل الهمزة وقطعها لغتان فصيحتان. قال- تعالى- وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ.. وقال: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ... وقيل: فأسر تقال لمن سار من أول الليل.. وسرى لمن سار في آخره، ولا يقال في النهار إلا سار» .

وقوله بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ.. أى: بجزء من الليل. والمراد به الجزء الأخير منه.

أى: قال الملائكة للوط- عليه السلام- بعد أن أزالوا خوفه منه: يا لوط إنا نأمرك- بإذن الله تعالى- أن تخرج من هذه المدينة التي تسكنها مع قومك وأن يخرج معك أتباعك المؤمنون، وليكن خروجكم في الجزء الأخير من الليل.

وقوله وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ أى: وكن وراءهم لتطلع عليهم وعلى أحوالهم.

قال الإمام ابن كثير: يذكر الله- تعالى- عن الملائكة أنهم أمروا لوطا أن يسرى بأهله بعد مضى جانب من الليل، وأن يكون لوط- عليه السلام- يمشى وراءهم ليكون أحفظ لهم.

وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى في الغزاة يزجى الضعيف، ويحمل المنقطع .

وقوله وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أى: ولا يلتفت منكم أحد أيها المؤمنون- خلفه، حتى لا يرى العذاب المروع النازل بالمجرمين.

وإنما أمرهم- سبحانه- بعدم الالتفات إلى الخلف، لأن من عادة التارك لوطنه، أن يلتفت إليه عند مغادرته، كأنه يودعه.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت ما معنى أمره باتباع أدبارهم ونهيهم عن الالتفات؟

قلت: قد بعث الله الهلاك على قوم لوط، ونجاه وأهله إجابة لدعوته عليهم وخرج مهاجرا فلم يكن له بد من الاجتهاد في شكر الله، وإدامة ذكره وتفريغ باله لذلك، فأمر بأن يقدّمهم لئلا يشتغل بمن خلفه قلبه، وليكون مطلعا عليهم وعلى أحوالهم، فلا تفرط منهم التفاتة احتشاما منه ولا غيرها من الهفوات في تلك الحال المهولة المحذورة، ولئلا يتخلف منهم أحد لغرض له فيصيبه العذاب، وليكون مسيره مسير الهارب الذي يقدم سربه ويفوت به. ونهوا عن الالتفات لئلا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فيرقوا له، وليوطنوا نفوسهم على المهاجرة، ويمضوا قدما غير ملتفتين إلى ما وراءهم، كالذي يتحسر على مفارقة وطنه ...

أو جعل النهى عن الالتفات، كناية عن مواصلة السير، وترك التواني والتوقف، لأن من يتلفت لا بد له في ذلك من أدنى وقفة» .

وقوله وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ إرشاد من الملائكة للوط- عليه السلام- إلى الجهة التي أمره الله- تعالى- بالتوجه إليها.

أى: وامضوا في سيركم إلى الجهة التي أمركم الله- تعالى- بالسير إليها، مبتعدين عن ديار القوم المجرمين، تصحبكم رعاية الله وحمايته.

قيل: أمروا بالتوجه إلى بلاد الشام، وقيل إلى الأردن، وقيل إلى مصر.

ولم يرد حديث صحيح يحدد الجهة التي أمروا بالتوجه إليها، ولكن الذي نعتقده أنهم ذهبوا بأمر الله- تعالى- إلى مكان آخر، أهله لم يعملوا ما كان يعمله العادون من قوم لوط- عليه السلام-.

يذكر تعالى عن الملائكة أنهم أمروه أن يسري بأهله بعد مضي جانب من الليل ، وأن يكون لوط - عليه السلام - يمشي وراءهم ، ليكون أحفظ لهم .

وهكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي في الغزاة بما كان يكون ساقة ، يزجي الضعيف ، ويحمل المنقطع

وقوله : ( ولا يلتفت منكم أحد ) أي : إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم ، وذروهم فيما حل بهم من العذاب والنكال ، ( وامضوا حيث تؤمرون ) كأنه كان معهم من يهديهم السبيل .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ) قال: بعض الليل ( وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ ) : أدبار أهله.

التدبر :

وقفة
[65] ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾، ﴿وَسَارَ بِأَهْلِهِ﴾ [القصص: 29] أهلك هم كنز حياتك؛ لا تتخلَّ عنهم.
وقفة
[65] ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ أدى عليه السلام الحقوق رغم كفر امرأته حتى آخر رمق وأسرى بها معه.
وقفة
[65] ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ في الأزمات والأوقات العصيبة تصحب معك أغلى ما تملك، أهلك أغلى ما تملك.
وقفة
[65] لا تكثر الالتفات: قد يشغلك الكارهون للحق بسفهاء من ورائك؛ حتى يكثر التفاتك إليهم فيتأخر وصولك، قال الله لنبيه لوط: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ﴾.
وقفة
[65] ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ وقد جرت عادة الكبراء أن يكونوا أدنى جماعتهم إلى الأمر المخوف؛ سماحًا بأنفسهم، وتثبيتًا لغيرهم, وعلمًا منهم بأن مداناة ما فيه وَجَل لا يُقرِّبُ من أَجَل, وضده لا يُغنِي من قَدَر, ولا يُباعد من ضرر, ولئلا يشتغل قلبك بمن خلفك, وليحتشموك؛ فلا يلتفتوا, أو يتخلف أحد منهم، وغير ذلك من المصالح.
وقفة
[65] ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم، وهكذا كان رسول الله ﷺ يمشي في الغزو؛ إنما يكون ساقة يزجي الضعيف، ويحمل المنقطع.
وقفة
[65] ﴿وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ﴾ أدب الصحبة أن تتأكد من سلامة الرفاق.
وقفة
[65] ﴿وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ﴾ ليس شرطًا أن يكون العظيم أولًا، ربما تقتضي العظمة أن تمشى آخر الصفوف أحيانًا.
عمل
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ﴾ إذا فارقت شيئًا فغادره بروحك وبصرك وذكرياتك؛ الإلتفات يجدد مواجعك، ولا يعيد فائتًا.
عمل
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ﴾ إذا صحَّت غايتك فاعزم وسر، ولا تلتفت لمن فسدت غايته.
وقفة
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ﴾ الإلتفات للمثبطين يعرقل مسيرة النجاح.
اسقاط
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ﴾ الإلتفات للوراء يعوق المسير والتقدم، وهذا يشمل التفاتك حسيًا أو معنويًا بتفكيرك وانشغالك بما مضى.
وقفة
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ﴾ الواثق من طريقه لا يلتفت للوراء، ومَنْ أكثر الالتفات: أتعبَ من خلفه، وشككَ في منهجه، وتعثرَ في طريقه.
وقفة
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ﴾ وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب يوم خيبر: «امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ» [مسلم 2405]، فلا يثنينا عن المضي في تحقيق أهدافنا الانشغال بالدنيا أو ما يكون من عقبات وابتلاءات أثناء المسير، فكل ذلك لا يفت في عضد المسلم، بل يبقى سائرًا في طاعة الله لا يبالي بالصعاب، ولا يتوقف عن تحقيق الأهداف.
وقفة
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ لأن الملتفت غير ثابت؛ لأنه إما غير مستيقن لخبرنا، أو متوجع لهم, فمن التفت ناله العذاب, وذلك أيضًا أجدُّ في الهجرة, وأسرع في السير, وأدل على إخراج ما خلَفوه من منازلهم وأمتعتهم من قلوبهم, وعلى أنهم لا يرقُّون لمن غضب الله عليهم مع أنهم ربما رأوا ما لا تطيقه أنفسهم.
عمل
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ لا تلتفِت لصغائر الأمور وتقفَ عندها؛ فإنَّ التفاتكَ عليها سيُضيع عليك أهدافك التي وضعتها.
وقفة
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ نهى الله تعالى لوطًا وأتباعه عن الالتفات أثناء نزول العذاب بقوم لوط حتى لا تأخذهم الشفقة عليهم.
عمل
[65] ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ لا تجعل المعارك الجانبيَّة تستهلك عمرك، وركِّز على أهدافك العظمى لتنجح.
عمل
[65] بلسم لقلبك: انظر إلى عملك أخالص وصواب هو؟ فإذا اطمأننت لذلك فأعرض عمن يقدح فيك، واجعل هذه الآية منهجًا لك ﴿وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ:
  • الفاء: استئنافية ويجوز أن تكون سببية. أسر: فعل أمر مبني على حذف آخره-حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أي فاخرج أو فسر ليلا لأن الفعل رباعي: أسرى يسري إسراء. بأهلك: جار ومجرور متعلق بأسر. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ:
  • جار ومجرور متعلق بأسر. من الليل: جار ومجرور بمعنى بطائفة من الليل متعلق بصفة محذوفة من «قطع».
  • ﴿ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ:
  • واتبع: معطوفة بالواو على «اسر» وتعرب اعرابها وعلامة بناء الفعل السكون. أدبار: مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة. بمعنى: وكن وراءهم للدفاع عنهم.
  • ﴿ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ:
  • الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. يلتفت: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون. منكم: جار ومجرور في محل نصب حال من «أحد» لأنه متعلق بصفة قدمت عليه والميم علامة جمع الذكور. أحد: فاعل مرفوع بالضمة أي يلتفت خلفه.
  • ﴿ وَامْضُوا:
  • الواو عاطفة. امضوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ:
  • حيث: اسم: مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بامضوا. وقد عدي «وامضوا» إلى «حيث» تعديته الى الظرف المبهم لأن «حيث» مبهم في الأمكنة وجملة «تؤمرون» في محل جر بالاضافة. وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. '

المتشابهات :

هود: 81﴿قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ
الحجر: 65﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     ولَمَّا أزالت الملائكة خوف لوط عليه السلام ؛ طلبوا منه أن يخرج من هذه المدينة مع أتباعه المؤمنون، مع عدم الالتفات، والإسراع بالمسير، قال تعالى:
﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [66] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ ..

التفسير :

[66] وأوحينا إلى لوط أن قومك مستأصَلون بالهلاك عن آخرهم عند طلوع الصبح.

{ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ} أي:أخبرناه خبرا لا مثنوية فيه،{ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ} أي:سيصبحهم العذاب الذي يجتاحهم ويستأصلهم

وقوله- سبحانه- وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ بيان لجانب آخر من جوانب الرعاية والتكريم للوط- عليه السلام-.

وعدى «قضينا» بإلى، لتضمنه معنى أوحينا.

والمراد بذلك الأمر: إهلاك الكافرين من قوم لوط- عليه السلام-.

وجملة أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ مفسرة ومبينة لذلك الأمر.

وعبر عن عذابهم وإهلاكهم بالإبهام أولا. ثم بالتفسير والتوضيح ثانيا، للإشعار بأنه عذاب هائل شديد.

ودابرهم: أى آخرهم الذي يدبرهم. يقال: فلان دبر القوم يدبرهم دبورا إذا كان آخرهم في المجيء. والمراد أنهم استؤصلوا بالعذاب استئصالا.

وقوله مُصْبِحِينَ أى: داخلين في الصباح، مأخوذ من أصبح التامة، وصيغة أفعل تأتى للدخول في الشيء، نحو أنجد وأتهم، أى دخل في بلاد نجد وفي بلاد تهامة، وهو حال من اسم الإشارة هؤلاء، والعامل فيه معنى الإضافة.

والمعنى: وقضينا الأمر بإبادتهم، وأوحينا إلى نبينا لوط- عليه السلام- أن آخر هؤلاء المجرمين مقطوع ومستأصل ومهلك مع دخول وقت الصباح.

وفي هذا التعبير ما فيه من الدلالة على أن العذاب سيمحقهم جميعا، بحيث لا يبقى منهم أحدا، لا من كبيرهم ولا من صغيرهم، ولا من أولهم ولا من آخرهم.

( وقضينا إليه ذلك الأمر ) أي : تقدمنا إليه في هذا ( أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) أي : وقت الصباح كما قال في الآية الأخرى : ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) [ هود : 81 ]

يقول تعالى ذكره: وفرغنا إلى لوط من ذلك الأمر، وأوحينا أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين : يقول: إن آخر قومك وأوّلهم مجذوذ مستأصل صباح ليلتهم ، وأنّ من قوله ( أَنَّ دَابِرَ ) في موضع نصب ردّا على الأمر بوقوع القضاء عليها. وقد يجوز أن تكون في موضع نصب بفقد الخافض، ويكون معناه: وقضينا إليه ذلك الأمر بأن دابر هؤلاء مقطوع مُصبحين. وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: وقلنا إن دابر هؤلاء مقطوع مُصبحين . وعُنِي بقوله ( مُصْبِحِينَ ): إذا أصبحوا، أو حين يصبحون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، قوله ( أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ) يعني: استئصال هلاكهم مصبحين.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ ) قال: وأوحينا إليه.

التدبر :

وقفة
[66] ﴿وَقَضَيْنَا إلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ﴾ إمهال ربي ليس بالإهمال، والظالمون مآلهم شرُّ مآل، وستدور دائرة الزمان عليهم، حتمًا سيؤُذِن ظلمهم بزوال.
وقفة
[66، 67] ﴿وَقَضَيْنَا إلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ * وجاء أهل المدينة (يستبشرون)﴾ كم من مستبشر وقد كُتب من الهالكين! كم هي مخيفة!

الإعراب :

  • ﴿ وَقَضَيْنا إِلَيْهِ:
  • الواو: عاطفة. قضينا: أي أوحينا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل. اليه: جار ومجرور.
  • ﴿ ذلِكَ الْأَمْرَ:
  • ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به. اللام: للبعد والكاف حرف خطاب. الأمر: بدل من «ذلك» منصوب بالفتحة.
  • ﴿ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ:
  • بمعنى: أن هؤلاء سيستأصلون لأن قطع الدابر كناية عن الاستئصال. والجملة مفسرة للإشارة. أي «أنّ» وما تلاها: في محل نصب بدل من «ذلك الأمر. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. دابر: اسم: «أنّ» منصوب بالفتحة. هؤلاء: الهاء: للتنبيه. أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل جر بالاضافة مقطوع خبر «أنّ» مرفوع بالضمة. ويجوز أن تكون «أنّ» وما تلاها في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير: بأنّ دابر هؤلاء مقطوع فيكون المصدر في موضع نصب بسقوط‍ الخافض بقضينا.
  • ﴿ مُصْبِحِينَ:
  • بمعنى: وهم داخلون في الصبح. فهي حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     ولَمَّا تقرر بهذا أمر إهلاكهم من غير تعيين لوقت؛ بَيَّنَ اللهُ عز وجل هنا أنه أوحى إلى لوط أن قومه مستأصَلون بالهلاك عن آخرهم عند طلوع الصبح، قال تعالى:
﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [67] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ

التفسير :

[67] وجاء أهل مدينة لوط إلى لوط حين علموا بمن عنده من الضيوف، وهم فرحون يستبشرون بضيوفه؛ ليأخذوهم ويفعلوا بهم الفاحشة.

{ وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ} أي:المدينة التي فيها قوم لوط{ يَسْتَبْشِرُونَ} أي:يبشر بعضهم بعضا بأضياف لوط وصباحة وجوههم واقتدارهم عليهم، وذلك لقصدهم فعل الفاحشة فيهم، فجاءوا حتى وصلوا إلى بيت لوط فجعلوا يعالجون لوطا على أضيافه، ولوط يستعيذ منهم ويقول:{ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُون وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُون}

ثم حكى- سبحانه- ما حدث من القوم المجرمين، بعد أن تسامعوا بأن في بيت لوط - عليه السلام- شبانا فيهم جمال ووضاءة فقال- تعالى- وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ.

والمراد بأهل المدينة: أهل مدينة سدوم التي كان يسكنها لوط وقومه.

ويستبشرون: أى يبشر بعضهم بعضا بأن هناك شبانا في بيت لوط- عليه السلام-، من الاستبشار وهو إظهار الفرح والسرور.

وهذا التعبير الذي صورته الآية الكريمة، يدل دلالة واضحة على أن القوم قد وصلوا إلى الدرك الأسفل من الانتكاس والشذوذ وانعدام الحياء ...

إنهم لا يأتون لارتكاب المنكر فردا أو أفرادا، وإنما يأتون جميعا- أهل المدينة- وفي فرح وسرور، وفي الجهر والعلانية، لا في السر والخفاء ...

ولأى غرض يأتون؟ إنهم يأتون لارتكاب الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين.

وهكذا النفوس عند ما ترتكس وتنتكس، تصل في مجاهرتها بإتيان الفواحش، إلى ما لم تصل إليه بعض الحيوانات ...

ويقف لوط- عليه السلام- أمام شذوذ قومه مغيظا مكروبا، يحاول أن يدفع عن ضيفه شرورهم، كما يحاول أن يحرك فيهم ذرة من الآدمية فيقول لهم: إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ.

وتفضحون: من الفضح والفضيحة. يقال فضح فلان فلانا فضحا وفضيحة، إذا أظهر من أمره ما يلزمه العار بسببه.

أى: قال لوط- عليه السلام- لمن جاءوا يهرعون إليه من قومه لارتكاب الفاحشة مع ضيوفه: يا قوم إن هؤلاء الموجودين عندي ضيوفى الذين يلزمني حمايتهم، فابتعدوا عن دارى وعودوا إلى دياركم، ولا تفضحون عندهم بتعرضكم لهم بالفاحشة فأهون في نظرهم، لعجزى عن حمايتهم، وأنتم تعلمون أن كرامة الضيف جزء من كرامة مضيفه ...

وعبر لوط- عليه السلام- عن الملائكة بالضيف لأنه لم يكن قد علم أنهم ملائكة ولأنهم قد جاءوا إليه في هيئة الآدميين.

ثم أضاف لوط- عليه السلام- إلى رجاء قومه رجاء آخر، حيث ذكرهم بتقوى الله فقال: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ.

أى: واتقوا الله وصونوا أنفسكم عن عذابه وغضبه، ولا تخزون مع ضيفي، وتذلونى وتهينونى أمامهم.

يقال: خزي الرجل يخزى خزيا وخزي، إذا وقع في مصيبة فذل لذلك.

ولكن هذه النصائح الحكيمة من لوط- عليه السلام- لقومه، لم تجد أذنا صاغية، بل قابلوها بسوء الأدب معه، وبالتطاول عليه، شأن الطغاة الفجرة قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ.

والاستفهام للإنكار. والواو للعطف على محذوف، والعالمين: جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله- تعالى- والمراد بالعالمين هنا: الرجال الذين كانوا يأتون معهم الفاحشة من دون النساء.

أى: قال قوم لوط له بوقاحة وسوء أدب. أو لم يسبق لنا يا لوط أننا نهيناك عن أن تحول بيننا وبين من نريد ارتكاب الفاحشة معه من الرجال، وإذا كان الأمر كذلك فكيف ساغ لك بعد هذا النهى أن تمنعنا عما نريده من ضيوفك وأنت تعلم ما نريده منهم؟

يخبر تعالى عن مجيء قوم لوط لما علموا بأضيافه وصباحة وجوههم ، وأنهم جاءوا مستبشرين بهم فرحين ،

وقوله ( وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ) يقول: وجاء أهل مدينة سَدُوم وهم قوم لوط لما سمعوا أن ضيفا قد ضاف لوطا مستبشرين بنـزولهم مدينتهم طمعا منهم في ركوب الفاحشة.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ) استبشروا بأضياف نبيّ الله صلى الله عليه وسلم لوط ، حين نـزلوا لما أرادوا أن يأتوا إليهم من المنكر.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[67] ﴿وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ الفاحشة الكبرى قرار ديمقراطي بامتياز (مدينة برمتها).
وقفة
[67] ما الفرق بين: ﴿وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ﴾ [هود: 78]، و﴿وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ﴾؟ الجواب: (يُهْرَعُونَ) مبني للمجهول، بمعنى يسرعون إليه، ويحثُّ بعضهم بعضًا، فيه إسراع وحثٌّ حتى في الأخبار، نقول هُرع إلى مكان الحادث، مبني للمجهول، لا نقول هَرَع، عندنا جملة من الأفعال تأتي بصيغة المبني للمجهول، منها عُني بالمسألة، أُغمي عليه، حُمّ الرجل، أُولِعت بكذا، أما (يَسْتَبْشِرُونَ) الاستبشار فيه فقط الفرحة، ولا تذهب ولا تأتي.
وقفة
[67] ﴿يَسْتَبْشِرُونَ﴾ صِيغَ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ؛ لِإِفَادَةِ التَّجَدُّدِ مُبَالَغَةً فِي الْفَرَحِ، ذَلِك أَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ رِجَالًا غُرَبَاءَ حَلُّوا بِبَيْتِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَفَرِحُوا بِذَلِكَ؛ لِيَغْتَصِبُوهُمْ كَعَادَتِهِمُ السَّيِّئَةِ.
وقفة
[67] ﴿يَسْتَبْشِرُونَ﴾ يبشر بعضهم بعضًا بأضياف لوط وجمال وجوههم، واقتدارهم عليهم لقصد فعل الفاحشة فيهم، فجاءوا إلى بيت لوط، فجعلوا يسألون لوطًا أن يخلي بينهم وبين أضيافه، ولوط يستعيذ منهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ:
  • الواو: استئنافية. جاء: فعل ماض مبني على الفتح. أهل: فاعل مرفوع بالضمة. المدينة: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ يَسْتَبْشِرُونَ:
  • بمعنى: طامعين في ضيوف لوط‍.وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة: في محل نصب حال. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     ولَمَّا عَلِمَ قومُ لوطٍ بأضيافِه وجمالِ وجوههم؛ جاءوا مستبشِرِين بهم فَرِحِين، قال تعالى:
﴿ وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [68] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ ..

التفسير :

[68] قال لهم لوط:إن هؤلاء ضيفي وهم في حمايتي فلا تفضحوني

تفسير الآيتين 68 و69:ـ

{ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُون وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُون} أي:راقبوا الله أول ذلك وإن كان ليس فيكم خوف من الله فلا تفضحون في أضيافي، وتنتهكوا منهم الأمر الشنيع.

ويقف لوط - عليه السلام - أمام شذوذ قومه مغيظا مكروبًا ، يحاول أن يدفع عن ضيفه شرورهم ، كما يحاول أن يحرك فيهم ذرة من الآدمية فيقول لهم : ( إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ) .

وتفضحون : من الفضح والفضيحة . يقال فضح فلان فلانا فضحا وفضيحة ، إذا أظهر من أمره ما يلزمه العار بسببه .

أى : قال لوط - عليه السلام - لمن جاءوا يهرعون إليه من قومه لارتكاب الفاحشة مع ضيوفه : يا قوم إن هؤلاء الموجودين عندى ضيوفى الذين يلزمنى حمايتهم ، فابتعدوا عن دارى وعودوا إلى دياركم ، ولا تفضحون عندهم بتعرضكم لهم بالفاحشة فأهون فى نظرهم ، لعجزى عن حمايتهم ، وأنتم تعلمون أن كرامة الضيف جزء من كرامة مضيفه . . .

وعبر لوط - عليه السلام - عن الملائكة بالضيف لأنه لم يكن قد علم أنهم ملائكة ولأنهم قد جاءوا إليه فى هيئة الآدميين .

قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون " وهذا إنما قاله لهم قبل أن يعلم بأنهم رسل الله كما قال في سورة هود وأما ههنا فتقدم ذكر أنهم رسل الله وعطف ذكر مجيء قومه ومحاجته لهم ولكن الواو لا تقتضي الترتيب ولا سيما إذا دل دليل على خلافه.

يقول تعالى ذكره: قال لوط لقومه: إن هؤلاء الذين جئتموهم تريدون منهم الفاحشة ضيفي، وحقّ على الرجل إكرام ضيفه، فلا تفضحون أيها القوم في ضيفي، وأكرموني في ترككم التعرّض لهم بالمكروه .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[68] ﴿قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي﴾ كلمة ضيف في اللغة تقال للمفرد وللجمع، مثل خصم وطفل وبشر ورسول، عندنا ضيوف وأضياف، وعندنا خصم وخصوم، وطفل وأطفال، جمع تستعمل للمفرد والمثنى والجمع والمصدر أيضًا، وهذا يسمى في اللغة (اشتراك).
وقفة
[68] ﴿قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ﴾ من أسيء إلى ضيفه فقد أسيء إليه.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ إِنَّ هؤُلاءِ:
  • قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هؤلاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «إنّ» و «انّ» مع اسمها وخبرها: في محل نصب مفعول به مقول القول.
  • ﴿ ضَيْفِي:
  • خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء. والياء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. بمعنى أصحاب ضيوفي. لأن أصل الكلمة مصدر يستعمل في المفرد والجمع.
  • ﴿ فَلا تَفْضَحُونِ:
  • الفاء: استئنافية للتعليل. لا: ناهية جازمة. تفضحون: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والنون الثانية نون الوقاية. والياء المحذوفة اختصارا أو لأنها رأس آية: ضمير متصل في محل نصب مفعول به والكسرة دالة على حذف الياء والمعنى: فلا تفضحون بفضيحة ضيفي. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [68] لما قبلها :     ولَمَّا جاءَ قومُ لوطٍ مستبشِرِين فَرِحِين؛ أخبرهم أنهم ضيوفه، وفي حمايته، ثم نهاهم عن أن يفضحوه؛ لأن من أساء إلى ضيفه فقد أساء إليه، قال تعالى:
﴿ قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [69] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ

التفسير :

[69] وخافوا عقاب الله، ولا تتعرضوا لهم، فتوقعوني في الذل والهوان بإيذائكم لضيوفي.

تفسير الآيتين 68 و69:ـ

{ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُون وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُون} أي:راقبوا الله أول ذلك وإن كان ليس فيكم خوف من الله فلا تفضحون في أضيافي، وتنتهكوا منهم الأمر الشنيع.

ثم أضاف لوط - عليه السلام - إلى رجاء قومه رجاء آخر ، حيث ذكرهم بتقوى الله فقال : ( واتقوا الله وَلاَ تُخْزُونِ ) .

أى : واتقوا الله وصونوا أنفسكم عن عذابه وغضبه ، ولا تخزون مع ضيفى ، وتذلونى وتهينونى أمامهم .

يقال : خَزِىَ الرجل يخزَى وخَزى ، إذا وقع فى مصيبة فذل لذلك .

وهذا إنما قاله لهم قبل أن يعلم بأنهم رسل الله.

وقوله ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) يقول: وخافوا الله فيّ وفي أنفسكم أن يحلّ بكم عقابه ( وَلا تُخْزُونِ ) يقول: ولا تذلوني ولا تهينوني فيهم ، بالتعرّض لهم بالمكروه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[69] وقد ذكرهم بالوازع الديني -وإن كانوا كفارًا- استقصاء للدعوة التي جاء بها، وبالوازع العرفي؛ فقال: ﴿وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ﴾.
وقفة
[69] قد يتشرّب العقل الهوى كتشربه الخمر؛ فلا تؤثر به نصيحة ولا يهاب فضيحة، قال لوط لقومه: ﴿وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ﴾، فقال الله: ﴿إنهم لفي سكرتهم يعمهون﴾ [72].

الإعراب :

  • ﴿ وَاتَّقُوا:
  • الواو: عاطفة. اتقوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل الألف فارقة.
  • ﴿ اللهَ وَلا تُخْزُونِ:
  • الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة الواو عاطفة. لا تخزون: تعرب اعراب «لا تفضحون» في الآية الكريمة السابقة. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [69] لما قبلها :     ولَمَّا طلبَ لوطٌ عليه السلام من قومه الانصراف وعدم التعرض لضيوفه، فلم يستجيبوا؛ ذَكَّرَهم هنا بتقوى الله، وصيانة أنفسهم عن عذابه وغضبه، قال تعالى:
﴿ وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [70] :الحجر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ

التفسير :

[70] قال قومه:أولم نَنْهَكَ أن تضيِّف أحداً من العالمين (وكانوا يقطعون السبيل على المسافرين)؛ لأنَّا نريد فِعْل الفاحشة بهم؟

فـ{ قَالُوا} له جوابا عن قوله ولا تخزون فقط:{ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} أن تضيفهم فنحن قد أنذرناك، ومن أنذر فقد أعذر

ولكن هذه النصائح الحكيمة من لوط - عليه السلام - لقومه ، لم تجد أذنا صاغية ، بل قابلوها بسوء الأدب معه ، وبالتطاول عليه ، شأن الطغاة الفجرة ( قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ العالمين ) .

والاستفهام للإِنكار . والواو للعطف على محذوف ، والعالمين : جمع عالم ، وهو كل موجود سوى الله - تعالى - والمراد بالعالمين هنا : الرجال الذين كانوا يأتون معهم الفاحشة من دون النساء .

أى : قال قوم لوط له بوقاحة وسوء أدب . أو لم يسبق لنا يا لوط أننا نهيناك عن أن تحول بيننا وبين من نريد ارتكاب الفاحشة معه من الرجال ، وإذا كان الأمر كذلك فكيف ساغ لك بعد هذا النهى أن تمنعنا عما نريده من ضيوفك وأنت تعلم ما نريده منهم؟

فقالوا له مجيبين " أولم ننهك عن العالمين " أي أوما نهيناك أن تضيف أحدا؟.

( قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ) يقول تعالى ذكره: قال للوط قومه: أو لم ننهك أن تضيف أحدا من العالمين.

كما حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ) قال: ألم ننهك أن تضيف أحدا؟

التدبر :

وقفة
[70] ﴿قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ تصميم قوم لوط على ارتكاب الفاحشة مع هؤلاء الضيوف دليل على طمس فطرتهم، وشدة فحشهم.
وقفة
[70] ﴿قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ نهيناك أن تحول بيننا وبينهم، فإنهم كانوا يتعرضون لأي أحد بالفاحشة، وكان لوط عليه السلام ينهاهم عن هذا المنكر، ويحول بينهم وبين من يتعرضون له بالفاحشة، حتى توعدوه وهددوه.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا أَوَلَمْ:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أو: الهمزة: همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. الواو: استئنافية. لم: حرف نفي وجزم وقلب.
  • ﴿ نَنْهَكَ:
  • فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره-حرف العلة- والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ عَنِ الْعالَمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بننهى وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد وكسرت نون «عن» لالتقاء الساكنين. بمعنى: عن ضيافة العالمين. فحذف المضاف المجرور وأقيم المضاف اليه مقامه. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [70] لما قبلها :     ولَمَّا نصحهم ووعظهم؛ قابلوا هذا بالوقاحة وسوء الأدب، ولاموه لأنه يحول بينهم وبين ارتكاب الفاحشة، قال تعالى:
﴿ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف