522313233343536373839404142434445464748495051

الإحصائيات

سورة الذاريات
ترتيب المصحف51ترتيب النزول67
التصنيفمكيّةعدد الصفحات2.70
عدد الآيات60عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع1.10
ترتيب الطول53تبدأ في الجزء26
تنتهي في الجزء27عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 2/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (31) الى الآية رقم (37) عدد الآيات (7)

الملائكةُ تخبرُ إبراهيمَ عليه السلام أنهُم أُرسِلُوا لإهلاكِ قريةِ لوطٍ بالحجارةِ، فأهلكُوها إلا بيتَ لوطٍ عليه السلام .

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (38) الى الآية رقم (46) عدد الآيات (9)

قصَّةُ موسى عليه السلام معَ فرعونَ، ثُمَّ قصَّةُ هودٍ عليه السلام معَ قومِهِ عادٍ، ثُمَّ قصَّةُ صالحٍ عليه السلام معَ قومِهِ ثمودَ، ثُمَّ قصَّةُ نوحٍ عليه السلام ،

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (47) الى الآية رقم (51) عدد الآيات (5)

ثُمَّ إثباتُ وحدانيةِ اللهِ وقدرتِه بخلقِ السَّماءِ والأرضِ، وخلقِ الجنسَينِ من كُلِّ نوعٍ، واللهُ فردٌ لا مثيلَ له.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الذاريات

العطاء والمنع بيد الله تعالى (أو: قضية الرزق)

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • رسالة السورة::   • رزقك بيد الله، رزقك مضمون، فلا تقلق. لذا رأينا في بداية السورة قسمًا بأربعة أمور على أن البعث والحساب حق، وهي: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾ (1-4). الذاريات: وهي الرياح التى تذرو الشىء، أى تسوقه وتنقله، فهي تساعد على تصاعد البخار من البحار فتتكون السحب. الحاملات: وهي السحب التى تحمل المطر والذي فيه الخير والرزق للناس. الجاريات: وهي السفن التى تجرى فى البحر، بدفع الرياح لها تجلب الرزق للناس. المقسمات: وهي الملائكة الذين يقسمون أرزاق العباد وأمورهم بأمر الله. • ونلاحظ أن جميع ما أُقْسِمَ به هنا مرتبط بقضية الرزق، وأن الرزق بيد الله وحده.ثم يأتي بيان أن الرزق مضمون؛ حتى يطمئن المؤمن ولا ينشغل به عن طاعة الله: ﴿وَفِى ٱلسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبّ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ (22-23)، ألم تصدق بعد؟! حتى بعد كل هذا القسم من الله تعالى؟!
  • • ثق بأن الله هو الرزاق، وكن كريمًا::   كما نرى في هذه القصة كرم إبراهيم: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلَـٰماً قَالَ سَلَـٰمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ (24-26)، فنلاحظ من هذه الآية سرعة إبراهيم في إعداد الضيافة: ﴿فَرَاغَ﴾، بالإضافة إلى كرمه في كلمة: ﴿بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾، وكأن المعنى: ثق بأن الله هو الرزاق، وثق بالكرم الإلهي، وكن كريمًا من الناس. وإذا كان العطاء والمنع من الله تعالى ففروا أيها الناس إليه: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ (50). ختام السورة : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ (56، 58) فانشغلوا بعبادة الله ولا تنشغلوا بالرزق، فإنه مضمون.إذن السورة من أولها إلى آخرها تدور حول قضية الرزق.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الذاريات».
  • • معنى الاسم ::   الذاريات: هي الرياح التي تذرو التراب وغيره وتنقله من مكان إلى آخر.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بالقسم بالذاريات، وهَذِه الْكَلِمَة لَمْ تَقَعْ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ فِي غَيْرِهَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن العطاء والمنع بيد الله تعالى.
  • • علمتني السورة ::   أن المتقين يختمون صلاتهم بالليل بالاستغفار بالأسحار، فجمعوا بين الإحسان والخوف بخلاف من جمع بين الإساءة والأمن من مكر الله: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن الأسحار وقت إجابة الدعاء: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (18)، وقال أكثر المفسرين في قول يعقوب عليه السلام: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ [يوسف: 98] أنه أخرهم إلى وقت السحر؛ لأنه وقت إجابة الدعاء.
  • • علمتني السورة ::   أن الضيف يُكرم لا يشاور ولا يستأذن: ﴿فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ (26)، فقد أكرم إبراهيم عليه السلام الملائكة ولو استأذنهم لامتنعوا؛ لأنهم لا يأكلون
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة الذاريات من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة الذاريات من المفصل.
    • سورة الذاريات من سور القرائن أو النظائر، وهي 20 سورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها، كل سورتين في ركعة، والنظائر: السور المتشابهات والمتماثلات في الطول.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن سورة الذاريات مع سورة الطور، ويقرأهما في ركعة واحدة.
    عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالَا: «أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّى أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِى رَكْعَةٍ، فَقَالَ: أَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ؟! لَكِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: السُّورَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، الرَّحْمَنَ وَالنَّجْمَ فِى رَكْعَةٍ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِى رَكْعَةٍ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِى رَكْعَةٍ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِى رَكْعَةٍ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِى رَكْعَةٍ، وَهَلْ أَتَى وَلاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِى رَكْعَةٍ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلاَتِ فِى رَكْعَةٍ، وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِى رَكْعَةٍ».
    وأصل الحديث في الصحيحين -ولكن دون سرد السور- وهو: عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «إِنِّى لأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، عِشْرِينَ سُورَةً فِى عَشْرِ رَكَعَاتٍ».
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة الذاريات احتوت على آية تعتبر أصلًا في بيان أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي العبادة، وهي: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (56)، فكثيرًا ما يستشهد بهذه الآية في هذا المقام.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • ألا نقلق؛ فأرزاقنا بيد الله، ولذا فالرزق مضمون.
    • أن نتخلق بصفات المتقين، ومنها: الإحسان في العمل، قيام الليل بالصلاة والذكر، يكثرون من الاستغفار، يتصدقون في سبيل الله ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ ...إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (15-19).
    • أن نطمئن، فلن يستطيعَ أيّ مخلوقٍ أن يقطعَ الرزق عنا: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ (22).
    • أن نكرم الضيف، وأن نقدم له خير ما عندنا: ﴿فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ (26).
    • ألا نيأس إذا لم يستجيب لدعوتنا إلَّا قليل من النَّاسِ، فقد كان الرُّسُل كذلك: ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (36).
    • أن ننظر ونتأمل في أسباب هلاك الأمم السابقة: ﴿وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ ۞ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾ (43، 44).
    • أن نلجأ إلى الله تعالى في كل شيء: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ (50).
    • أن نُذَكِّر الناسَ بالله، وننصحهم بأسلوب حسن وجميل: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (55).
    • أن نتيقن بأن أرزاقنا بيد الله تعالى، وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها: ﴿مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ (57، 58).
    • ألا نستعجل هلاك الكافرين؛ فإن الله يمهل ولا يهمل: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ﴾ (59).

تمرين حفظ الصفحة : 522

522

مدارسة الآية : [31] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ

التفسير :

[31] قال إبراهيم عليه السلام لملائكة الله:ما شأنكم وفيم أُرسلتم؟

قال لهم إبراهيم عليه السلام:{ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} الآيات، أي:ما شأنكم وما تريدون؟ لأنه استشعرأنهم رسل، أرسلهم الله لبعض الشئون المهمة.

وهنا عرف إبراهيم- عليه السلام- حقيقة ضيوفه: فأخذ يسألهم: قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ والخطب: الأمر الهام، والشأن الخطير، وجمعه خطوب.

أى: قال لهم إبراهيم بعد أن اطمأن إليهم، وعلم أنهم ملائكة. فما شأنكم الخطير الذي من أجله جئتم إلى أيها المرسلون بعد هذه البشارة؟.

قال الله مخبرا عن إبراهيم ، عليه السلام : ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ) [ هود : 74 - 76 ] .

وقال هاهنا : ( قال فما خطبكم أيها المرسلون ) أي : ما شأنكم وفيم جئتم ؟ .

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)

وقوله ( قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ) يقول: قال إبراهيم لضيفه: فما شأنكم أيها المرسلون .

التدبر :

وقفة
[31] ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ وإنما سألهم بعد أن قَراهم جريًا على سنة الضيافة: أن لا يُسأل الضيف عن الغرض الذي أَورده ذلك المنزلَ إلا بعد استعداده للرحيل؛ كيلا يتوهم سآمة مُضيِّفة من نزوله به، وليعينه على أمره إن كان مستطيعًا.
وقفة
[31] ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ علم إبراهيم أن نزول الملائكة بتلك الصورة لا تكون لمجرد بشارته بالولد، إذ كانت مثل هذه البشارة تحصل بالوحي، فكان إرسال الملائكة إلى الأرض بتلك الصورة لا يكون إلا لحدث عظيم.
وقفة
[31] ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ جاء السؤال والاستفهام بعد قوله تعالى: ﴿فقربه اليهم﴾ [27]؛ الإكرام أولًا.
وقفة
[31] ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ إن نزل بك ضيفٌ غريب لا تعرفه , ولا تدري ما خطبه , فبادر إلي إكرامه , ثم سَله بعد ذلك عن شأنه.
وقفة
[31] العظماء لا تشغلهم قضاياهم الخاصة عن قضايا الأمة، تأمل حال إبراهيم حين بشرته الملائكة بغلام فكان سؤاله بعدها: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾.
وقفة
[31] ﴿خَطْبُكُمْ﴾ كلمة (الخطب) تأتي في الأمور العظيمة، جاءت هنا، وجاءت في قوله تعالى ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ [القصص: 23].

الإعراب :

  • ﴿ قالَ فَما:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والفاء استئنافية. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ اي التفت ابراهيم الى ضيوفه وقال.
  • ﴿ خَطْبُكُمْ:
  • خبر «ما» مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى فما شأنكم وما طلبكم. والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ:
  • اسم مفرد منادى مبني على الضم في محل نصب واصله:يا أيها وحذفت «يا» أداة النداء اكتفاء بالمنادى. و «ها» زائدة للتنبيه.المرسلون: صفة-نعت-لأي مرفوعة على لفظ‍ «أي» لا محلها وعلامة رفعها الواو لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

الحجر: 57﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ
الذاريات: 31﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا عَلِمَ إبراهيمُ عليه السَّلامُ أنَّهم مَلائكةٌ مُرسَلونَ مِن عندِ اللهِ؛ سأَلَهم عن الشَّأنِ الَّذي أُرسِلوا مِن أجْلِه، قال تعالى:
﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ ..

التفسير :

[32]قالوا:إن الله أرسلنا إلى قوم قد أجرموا لكفرهم بالله؛

{ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} وهم قوم لوط، قد أجرموا ، أشركوا بالله، وكذبوا رسولهم، وأتوا الفاحشة الشنعاء التي ما سبقهم إليها أحد من العالمين.

قالُوا في الإجابة عليه، إِنَّا أُرْسِلْنا، بأمر ربنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ قوم لوط

( قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ) يعنون قوم لوط .

( قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ) قد أجرموا لكفرهم بالله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[32] ﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾ الإجرام يستدعي التدخل الإلهي، بعذاب عاجل أو آخر آجل.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • الجملة استئنافية لا محل لها من الاعراب لانها واقعة في جواب الاستفهام وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ إِنّا أُرْسِلْنا:
  • لجملة في محل نصب مفعول به-مقول القول-ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مدغم مبني على السكون في محل نصب اسم «ان».ارسل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. وجملة «أرسلنا» في محل رفع خبر «إن».
  • ﴿ إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلنا. مجرمين: صفة-نعت- لقوم مجرورة مثلها وعلامة جرها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. اي الى قوم لوط‍. '

المتشابهات :

هود: 70﴿نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
الحجر: 58﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ مُّجْرِمِينَ
الذاريات: 32﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ مُّجْرِمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا سأَلَهم؛ أجَابُوه بأنهم أُرْسِلوا لإهلاكِ قوم لوطٍ، قال تعالى:
﴿ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ

التفسير :

[33]لنهلكهم بحجارة من طين متحجِّر،

{ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ} أي:معلمة، على كل حجر منها سمة صاحبهلأنهم أسرفوا، وتجاوزوا الحد

( لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ ) أى : لنرسل عليهم - بعد قلب قراهم - حجارة من طين متحجر ، حالة كون هذه الحجارة .

( لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة ) أي : معلمة ( عند ربك للمسرفين ) أي : مكتتبة عنده بأسمائهم ، كل حجر عليه اسم صاحبه ، فقال في سورة العنكبوت : ( قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) [ العنكبوت : 32 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33)

( لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ) يقول: لنمطر عليهم من السماء حجارة من طين ( مُسَوَّمَةً ) يعني: معلمة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[33] ﴿ﱏ ﱐ﴾ متى اتصلت (أرسل) بـ (على) فهي بمعنى المبالغة في المباشرة والعذاب، ومتى اتصلت بـ (إلى) فهي أخف.
تفاعل
[33] ﴿لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[33] ﴿حِجَارَةً مِّن طِينٍ﴾ الحجارة غير الطين، فالحجارة قاسية، والطين لين، فكيف يجتمعان؟ والجواب: أنها حجارة أصلها طين، تطبخ على النار، فتكون قاسية بعد ذلك.

الإعراب :

  • ﴿ لِنُرْسِلَ:
  • اللام حرف جر للتعليل. نرسل: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. وجملة «نرسل» صلة «ان» المضمرة لا محل لها من الاعراب و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأرسلنا بمعنى: لنسقط‍ او لنمطر.
  • ﴿ عَلَيْهِمْ حِجارَةً:
  • حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بنرسل. حجارة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ مِنْ طِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من حجارة. و «من» حرف جر بياني. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ولَمَّا أجَابُوه بأنهم أُرْسِلوا لإهلاكِ قوم لوطٍ؛ ذكروا هنا نوعَ العذابِ، قال تعالى:
﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ

التفسير :

[34]معلَّمة عند ربك لهؤلاء المتجاوزين الحدَّ في الفجور والعصيان.

{ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ} أي:معلمة، على كل حجر منها سمة صاحبهلأنهم أسرفوا، وتجاوزوا الحد فجعل إبراهيم يجادلهم في قوم لوط، لعل الله يدفع عنهم العذاب، فقال الله:{ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}

( مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ) أى : معلمة عند الله - تعالى - وفى علمه ، وقد أعدها - سبحانه - لرجم هؤلاء الذين أسرفوا فى عصيانهم له - تعالى - وأتوا بفاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العاملين .

فقوله : ( مُّسَوَّمَةً ) حال من الحجارة ، والسُّومة : العلامة . ومنه قوله - تعالى - : ( والخيل المسومة ).

( لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة ) أي : معلمة ( عند ربك للمسرفين ) أي : مكتتبة عنده بأسمائهم ، كل حجر عليه اسم صاحبه ، فقال في سورة العنكبوت : ( قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) [ العنكبوت : 32 ] .

كما حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله : ( مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ) قال: المسومة: الحجارة المختومة, يكون الحجر أبيض فيه نقطة سوداء, أو يكون الحجر أسود فيه نقطة بيضاء, فذلك تسويمها عند ربك يا إبراهيم للمسرفين, يعني للمتعدّين حدود الله, الكافرين به من قوم لوط .

التدبر :

وقفة
[34] ﴿مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ﴾ مُسَوَّمَةً أي: معلَّمة، على كل حجر منها سمة صاحبه وبياناته، حتى تصل إليه فلا تخطئه، لأنهم أسرفوا بالعصيان، وتجاوزوا الحد.
تفاعل
[34] ﴿مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من المسرفين.

الإعراب :

  • ﴿ مُسَوَّمَةً:
  • صفة ثانية لحجارة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة بمعنى مرسلة او معلمة من السومة اي العلامة.
  • ﴿ عِنْدَ رَبِّكَ:
  • ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ربك: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لِلْمُسْرِفِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بمسومة وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد اي للمتجاوزين الحدود اي للمعتدين. '

المتشابهات :

هود: 83﴿ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
الذاريات: 34﴿ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ الحجارة؛ وَصَفَها هنا، قال تعالى:
﴿ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ..

التفسير :

[35] فأخرجنا مَن كان في قرية قوم لوط من أهل الإيمان.

{ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وهم بيت لوط عليه السلام، إلا امرأته، فإنها من المهلكين.

والفاء في قوله- تعالى- بعد ذلك: فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ هي الفصيحة، لأنها قد أفصحت عن كلام محذوف.

والمعنى: ففارق الملائكة إبراهيم ذاهبين إلى قوم لوط لإهلاكهم وجرى بينهم وبين لوط- عليه السلام- ما جرى ثم أخذوا في تنفيذ ما كلفناهم به، فأخرجنا- بفضلنا ورحمتنا- من كان في قرية لوط من المؤمنين دون أن يمسهم عذابنا، فما وجدنا في تلك القرية غير أهل بيت واحد من المسلمين، أما بقية سكان هذه القرية فقد دمرناهم تدميرا.

ووصف- سبحانه- الناجين من العذاب- وهم لوط وأهل بيته إلا امرأته- بصفتى الإيمان والإسلام، على سبيل المدح لهم، أى: أنهم كانوا مصدقين بقلوبهم، ومنقادين لأحكام الله- تعالى- بجوارحهم.

قال ابن كثير: احتج بهاتين الآيتين من ذهب إلى رأى المعتزلة، ممن لا يفرقون بين معنى الإيمان، والإسلام، لأنه أطلق عليهم المؤمنين والمسلمين وهذا الاستدلال ضعيف، لأن هؤلاء كانوا قوما مؤمنين، وعندنا أن كل مؤمن مسلم ولا ينعكس، فاتفق الاسمان هنا لخصوصية الحال، ولا يلزم ذلك في كل حال .

وقال تعالى ههنا "فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين" وهم لوط وأهل بيته إلا امرأته.

( فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) يقول تعالى ذكره: فأخرجنا من كان في قرية سدوم, قرية قوم لوط من أهل الإيمان بالله وهم لوط وابنتاه, وكنى عن القرية بقوله ( مَنْ كَانَ فِيهَا ) ولم يجر لها ذلك قبل ذلك.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[35] ﴿فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الإيمان أعلى درجة من الإسلام.
وقفة
[35] ﴿فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ بركة المحسنين تمنع العذاب عن المسيئين، فإذا خرج المؤمنون منها، نزل العذاب بها.
وقفة
[35، 36] ﴿فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ دون أن يقول: (فأخرجنا لوطًا وأهل بيته)، قصدًا للتنويه بشأن الإيمان والإسلام، أي أن الله نجاهم من العذاب لأجل إيمانهم بما جاء به رسولهم، لا لأجل أنهم أهل لوط.
وقفة
[35، 36] هل هناك فرقٌ بين الإيمان والإسلام في هاتين الآيتين؟ الجواب: إذا ورد أحد هذين اللفظين مفردًا عن الآخر فالمقصود به دين الإسلام كله، ولا فرق حينئذ بين الإسلام والإيمان، وأما إذا ورد هذان اللفظان معًا في سياق واحد، فالإيمان يراد به: الأعمال الباطنة، وهي أعمال القلوب، وأما الإسلام فيراد به: الأعمال الظاهرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَخْرَجْنا مَنْ:
  • الفاء عاطفة. اخرج: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع فاعل. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ كانَ فِيها:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. كان:فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو.فيها: جار ومجرور متعلق بخبر «كان» والضمير للقرية اي من كان في القرية ولم يجر لها ذكر لانها معلومة.
  • ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من».التقدير: حالة كونهم من المؤمنين و «من» حرف جر بياني وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     ولَمَّا أراد اللهُ أن يُهلِكَ المُجرِمينَ؛ مَيَّزَ المؤمِنينَ، قال تعالى:
﴿ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [36] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ ..

التفسير :

[36] فما وجدنا في تلك القرية غير بيت من المسلمين، وهو بيت لوط عليه السلام.

وهم بيت لوط عليه السلام، إلا امرأته، فإنها من المهلكين.

والفاء في قوله- تعالى- بعد ذلك: فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ هي الفصيحة، لأنها قد أفصحت عن كلام محذوف.

والمعنى: ففارق الملائكة إبراهيم ذاهبين إلى قوم لوط لإهلاكهم وجرى بينهم وبين لوط- عليه السلام- ما جرى ثم أخذوا في تنفيذ ما كلفناهم به، فأخرجنا- بفضلنا ورحمتنا- من كان في قرية لوط من المؤمنين دون أن يمسهم عذابنا، فما وجدنا في تلك القرية غير أهل بيت واحد من المسلمين، أما بقية سكان هذه القرية فقد دمرناهم تدميرا.

ووصف- سبحانه- الناجين من العذاب- وهم لوط وأهل بيته إلا امرأته- بصفتى الإيمان والإسلام، على سبيل المدح لهم، أى: أنهم كانوا مصدقين بقلوبهم، ومنقادين لأحكام الله- تعالى- بجوارحهم.

قال ابن كثير: احتج بهاتين الآيتين من ذهب إلى رأى المعتزلة، ممن لا يفرقون بين معنى الإيمان، والإسلام، لأنه أطلق عليهم المؤمنين والمسلمين وهذا الاستدلال ضعيف، لأن هؤلاء كانوا قوما مؤمنين، وعندنا أن كل مؤمن مسلم ولا ينعكس، فاتفق الاسمان هنا لخصوصية الحال، ولا يلزم ذلك في كل حال .

( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) احتج بهذه [ الآية ] من ذهب إلى رأي المعتزلة ، ممن لا يفرق بين مسمى الإيمان والإسلام ; لأنه أطلق عليهم المؤمنين والمسلمين . وهذا الاستدلال ضعيف ; لأن هؤلاء كانوا قوما مؤمنين ، وعندنا أن كل مؤمن مسلم لا ينعكس ، فاتفق الاسمان هاهنا لخصوصية الحال ، ولا يلزم ذلك في كل حال .

القول في تأويل قوله تعالى : فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36)

يقول تعالى ذكره: فما وجدنا في تلك القرية التي أخرجنا منها من كان فيها من المؤمنين غير بيت من المسلمين, وهو بيت لوط.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله, ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد ( فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) قال: هؤلاء قوم لوط لم يجدوا فيها غير لوط.

حدثني ابن عوف, قال: ثنا المعتمر, قال: ثنا صفوان, قال: ثنا أبو المثنى ومسلم أبو الحيل الأشجعيّ قال الله : ( فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) لوطا وابنتيه, قال: فحلّ بهم العذاب.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[36] ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ في هذه الآية درس لكل داعية في عدم اليأس إذا لم يتبعه إلا قليل من الناس، فقد كان الرسل كذلك.
وقفة
[36] ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ الحق لا يضيع بين ركام الباطل، ولا ينساك الله، وإن كنت وحدك على الحق.
وقفة
[36] ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ قال قتادة: «لو كان فيه أكثر من ذلك لأنجاهم الله، ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله».
عمل
[36] ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ فانتبه يا أخي الداعية، لا تجزع إذا دعوت فلم يستجب لك من المائة إلا عشرة، فالرسل عليهم الصلاة والسلام يبقون في أممهم دهورًا كثيرة، ولا يتبعهم إلا القليل.
وقفة
[36] ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ أنجي الله ثلاثة: لوطًا وابنتاه.
وقفة
[36] ﴿غَيْرَ بَيْتٍ﴾ درسٌ لكلِّ داعيةٍ في عدمِ اليأسِ إذا لم يتبعْه إلَّا قليلٌ من النَّاسِ، فقد كان الرُّسُل كذلك.
وقفة
[36] ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ بيت واحد جدير بنزول الملائكة لإنقاذه، إنها قيمة الحياة في القرآن.
وقفة
[36] ﴿فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ أهمية صلاح البيت المسلم ومساهمته في بناء المجتمع.
وقفة
[36] ﴿فَما وَجَدنا فيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمينَ﴾ تخيلوا، لهذه الدرجة انتشرت الفاحشة، سلم يا رب.

الإعراب :

  • ﴿ فَما وَجَدْنا:
  • الفاء استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. وجد: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع فاعل. وهو قول الملائكة للوط‍.
  • ﴿ فِيها غَيْرَ بَيْتٍ:
  • جار ومجرور متعلق بوجدنا. غير: مفعول به منصوب بالفتحة. بيت: مضاف اليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ مِنَ الْمُسْلِمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بوجدنا او بصفة محذوفة من بيت. بمعنى فما وجدنا في قرية لوط‍ من المسلمين الا بيتا. او الا بيتا من المسلمين. او على معنى غير بيت واحد من بيوت المسلمين وهو بيت لوط‍ فقط‍. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     ولَمَّا أراد الملائكة إخراج المؤمنين من تلك القرية؛ حتى لا يشملهم العذاب؛ ما وجدوا غير بيت من المسلمين، وهو بيت لوط عليه السلام، قال تعالى:
﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ..

التفسير :

[37] وتركنا في القرية المذكورة أثراً من العذاب باقياً علامة على قدرة الله تعالى وانتقامه من الكفرة، وذلك عبرة لمن يخافون عذاب الله المؤلم الموجع.

{ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} يعتبرون بها ويعلمون، أن الله شديد العقاب، وأن رسله صادقون، مصدقون.

فصل في ذكر بعض ما تضمنته هذه القصة من الحكم والأحكام

منها:أن من الحكمة، قص الله على عباده نبأ الأخيار والفجار، ليعتبروا بحالهموأين وصلت بهم الأحوال.

ومنها:فضل إبراهيم الخليل، عليه الصلاة والسلام، حيث ابتدأ الله قصته، بما يدل على الاهتمام بشأنها، والاعتناء بها.

ومنها:مشروعية الضيافة، وأنها من سنن إبراهيم الخليل، الذي أمر الله هذا النبيوأمته، أن يتبعوا ملته، وساقها الله في هذا الموضع، على وجه المدح له والثناء.

ومنها:أن الضيف يكرم بأنواع الإكرام، بالقول، والفعل، لأن الله وصف أضياف إبراهيم، بأنهم مكرمون، أي:أكرمهم إبراهيم، ووصف الله ما صنع بهم من الضيافة، قولاً وفعلاً، ومكرمون أيضًا عند الله تعالى.

ومنها:أن إبراهيم عليه السلام، قد كان بيته، مأوى للطارقين والأضياف، لأنهم دخلوا عليه من غير استئذان، وإنما سلكوا طريق الأدب، في الابتداء السلامفرد عليهم إبراهيم سلامًا، أكمل من سلامهم وأتم، لأنه أتى به جملة اسمية، دالة على الثبوت والاستمرار.

ومنها:مشروعية تعرف من جاء إلى الإنسان، أو صار له فيه نوع اتصال، لأن في ذلك، فوائد كثيرة.

ومنها:أدب إبراهيم ولطفه في الكلام، حيث قال:{ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} ولم يقل:{ أنكرتكم} [وبين اللفظين من الفرق، ما لا يخفى].

ومنها:المبادرة إلى الضيافة والإسراع بها، لأن خير البر عاجله [ولهذا بادر إبراهيم بإحضار قرى أضيافه].

ومنها:أن الذبيحة الحاضرة، التي قد أعدت لغير الضيف الحاضرإذا جعلت له، ليس فيها أقل إهانة، بل ذلك من الإكرام، كما فعل إبراهيم عليه السلام، وأخبر الله أن ضيفه مكرمون.

ومنها:ما من الله به على خليله إبراهيم، من الكرم الكثير، وكون ذلك حاضرًا عندهوفي بيته معدًا، لا يحتاج إلى أن يأتي بهمن السوق، أو الجيران، أو غير ذلك.

ومنها:أن إبراهيم، هو الذي خدم أضيافه، وهو خليل الرحمن، وكبيرمن ضيف الضيفان.

ومنها:أنه قربه إليهم في المكان الذي هم فيه، ولم يجعله في موضع، ويقول لهم:{ تفضلوا، أو ائتوا إليه} لأن هذا أيسر عليهم وأحسن.

ومنها:حسن ملاطفة الضيف في الكلام اللين، خصوصًا، عند تقديم الطعام إليه، فإن إبراهيم عرض عليهم عرضًا لطيفًا، وقال:{ أَلَا تَأْكُلُونَ} ولم يقل:{ كلوا} ونحوه من الألفاظ، التي غيرها أولى منها، بل أتى بأداة العرض، فقال:{ أَلَا تَأْكُلُونَ} فينبغي للمقتدي به أن يستعمل من الألفاظ الحسنة، ما هو المناسب واللائق بالحال، كقوله لأضيافه:{ ألا تأكلون} أو:"ألا تتفضلون علينا وتشرفوننا وتحسنون إلينا "ونحوه.

ومنها:أن من خاف من الإنسانلسبب من الأسباب، فإن عليه أن يزيل عنه الخوف، ويذكر له ما يؤمن روعه، ويسكن جأشه، كما قالت الملائكة لإبراهيم [لما خافهم]:{ لَا تَخَفْ} وأخبروه بتلك البشارة السارة، بعد الخوف منهم.

ومنها:شدة فرح سارة، امرأة إبراهيم، حتى جرى منها ما جرى، من صك وجهها، وصرتها غير المعهودة.

ومنها:ما أكرم الله به إبراهيم وزوجته سارة، من البشارة، بغلام عليم.

ثم بين- سبحانه- أنه قد ترك من وراء هلاكهم ما يدعو غيرهم إلى الاعتبار بهم فقال:

وَتَرَكْنا فِيها أى: في قرية قوم لوط التي جعل الملائكة عاليها سافلها آيَةً أى:

علامة تدل على ما أصابهم من هلاك، قيل: هي تلك الأحجار التي أهلكوا بها.

وهذه الآية إنما هي لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ لأنهم هم الذين يعتبرون وينتفعون بها، أما غيرهم من الذين استحوذ عليهم الشيطان، فإن هذه الآيات لا تزيدهم إلا رجسا على رجسهم.

ثم تحدثت السورة بعد ذلك عن جانب من قصص موسى وهود وصالح ونوح. عليهم السلام- مع أقوامهم، فقال- سبحانه-:

وقوله : ( وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ) أي : جعلناها عبرة ، لما أنزلنا بهم من العذاب والنكال وحجارة السجيل ، وجعلنا محلتهم بحيرة منتنة خبيثة ، ففي ذلك عبرة للمؤمنين ، ( للذين يخافون العذاب الأليم )

قال الله : ( وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الألِيمَ ) وقوله : ( وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الألِيمَ ) يقول: وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية, وقال جلّ ثناؤه : ( وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً ) والمعنى: وتركناها آية لأنها التي ائتفكت بأهلها, فهي الآية, وذلك كقول القائل: ترى في هذا الشيء عبرة وآية; ومعناها: هذا الشيء آية وعبرة, كما قال جلّ ثناؤه لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ . وهم كانوا الآيات وفعلهم, ويعني بالآية: العظة والعبرة, للذين يخافون عذاب الله الأليم في الآخرة.

التدبر :

وقفة
[37] ﴿تَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ فيه دليل على أن آيات الله سبحانه وعجائبه التي فعلها في هذا العالم وأبقى آثارها دالة عليه وعلى صدق رسله، إنما ينتفع بها من يؤمن بالمعاد، ويخشى عذاب الله تعالى؛ فإن من لا يؤمن بالآخرة غايته أن يقول: هؤلاء قوم أصابهم الدهر كما أصاب غيرهم، ولا يزال الدهر فيه الشقاوة والسعادة. وأما من آمن بالآخرة وأشفق منها فهو الذي ينتفع بالآيات والمواعظ.
وقفة
[37] ﴿تَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ إهلاك الله للأمم المكذبة درس للناس جميعًا.
وقفة
[37] ﴿تَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ من خاف نفعته الآيات، ومن لا يخاف، فهذا قلبه قد مات.
وقفة
[37] ﴿تَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ أبقي الله علامات من إهلاكه الأمم الخالية؛ لتكونَ دليلًا علي قدرته وشدة انتقامه, وعبرة لمن يخشاه ويتدبر آياته.
وقفة
[37] ﴿للذين يخافون العذاب الأليم﴾ لا يتأثر عند سماع أحوال المعذبين، أو رؤية آثارهم، إلا الخائف من عذاب الله.

الإعراب :

  • ﴿ وَتَرَكْنا:
  • الواو عاطفة على فعل مضمر بمعنى: فأهلكناها وتركنا. ترك:فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ فِيها آيَةً:
  • جار ومجرور متعلق بتركنا او بحال محذوفة من «آية» لانها صفة لها مقدمة عليها. آية: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى وتركنا في قرية قوم لوط‍ علامة
  • ﴿ لِلَّذِينَ:
  • اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة لآية.
  • ﴿ يَخافُونَ:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ الْعَذابَ الْأَلِيمَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الأليم: صفة -نعت-للعذاب منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. '

المتشابهات :

العنكبوت: 35﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
الذاريات: 37﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
القمر: 15﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     ولَمَّا أهلَكَهم اللهُ؛ أبقى آثارهم ظاهرة؛ لأن إبقاء آثارِ المُهلَكينَ دليل على قُدرةِ مَن أهلَكَهم؛ قال تعالى:
﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى ..

التفسير :

[38] وفي إرسالنا موسى إلى فرعون وملئه بالآيات والمعجزات الظاهرة آية للذين يخافون العذاب الأليم.

أي:( وَفِي مُوسَى ) وما أرسله الله به إلى فرعون وملئه، بالآيات البينات، والمعجزات الظاهرات، آية للذين يخافون العذاب الأليم،

وقوله- سبحانه-: وَفِي مُوسى معطوف على قوله- تعالى- قبل ذلك وَتَرَكْنا فِيها والكلام على حذف مضاف.

والظرف في قوله: إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ. متعلق بمحذوف هو نعت لقوله آيَةً قبل ذلك.

أى: وتركنا في قصة موسى- أيضا- آية، هذه الآية كائنة وقت أن أرسلناه إلى فرعون بِسُلْطانٍ مُبِينٍ أى: بمعجزة واضحة بينة هي اليد والعصا وغيرهما.

يقول تعالى : ( وفي موسى ) [ آية ] ( إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين ) أي : بدليل باهر وحجة قاطعة

القول في تأويل قوله تعالى : وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)

يقول تعالى ذكره: وفي موسى بن عمران إذ أرسلناه إلى فرعون بحجة تبين لمن رآها أنها حجة لموسى على حقيقة ما يقول ويدعو إليه.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) يقول: بعذر مبين.

التدبر :

وقفة
[38] ﴿وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ بعد بيان العظة والعبرة في قصتي إبراهيم ولوط عليهما السلام، من أجل الإيمان بقدرة الله، عطف تعالى على ذلك قصص أقوام آخرين، عذبوا على تكذيب الرسل بعذاب الاستئصال، وهم فرعون موسى وأتباعه، وعاد وثمود، وقوم نوح، وقد تبين في تعذيبهم نهاية الطغاة والمكذبين والكفار الظالمين، ليثوب الناس إلى رشدهم، ويؤمنوا بالله وبالبعث، ويكفُّوا عن تكذيب الرسول ﷺ والكفر برسالته.
وقفة
[38] ﴿وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ قصة موسى آية، وجاءت عقب قصة قوم لوط، لما بينهما من تناسب في أن العذاب الذي عُذب به الأمَّتان: 1- عذاب أرضي: عُذب به قوم لوط بالحجارة التي هي من طين، وعُذب قوم فرعون بالغرق في البحر. 2- عذاب سماوي: عُذبت به عاد وثمود، إذ عُذبت عاد بالريح، وثمود بالصاعقة.
وقفة
[38] ﴿وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ لا عُذر للدعاة في التقاعس عن الدعوة, فقد لقي أنبياء الله المصطفون من ألوان التكذيب والافتراء أقساها, فما وهَنوا ولا استكانوا.

الإعراب :

  • ﴿ وَفِي مُوسى:
  • جار ومجرور معطوف بالواو على وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ» الواردة في الآية العشرين اي وجعلنا في موسى آية.
  • ﴿ إِذْ أَرْسَلْناهُ:
  • ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بجعلنا او بتركنا. وجملة «ارسلناه» في محل جر بالاضافة وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به
  • ﴿ إِلى فِرْعَوْنَ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلنا وعلامة جر الاسم الفتحة نيابة عن الكسرة لانه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة.
  • ﴿ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بأرسلنا. مبين: صفة-نعت- لسلطان مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة اي بحجة واضحة بينة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     القصةُ الثالثةُ: قصَّةُ موسى عليه السلام معَ فرعونَ، قال تعالى:
﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [39] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ ..

التفسير :

[39]فأعْرَضَ فرعون مغترّاً بقوته وجانبه، وقال عن موسى:إنه ساحر أو مجنون.

فتولى فرعون{ بِرُكْنِهِ} أي:أعرض بجانبه عن الحق، ولم يلتفت إليه، وقدح فيه أعظم القدح فقالوا:{ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} أي:إن موسى، لا يخلو، إما أن يكون أتى به شعبذةليس من الحق في شيء، وإما أن يكون مجنونًا، لا يؤخذ بما صدر منه، لعدم عقله.

هذا، وقد علموا، خصوصًا فرعون، أن موسى صادق، كما قال تعالى:{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ [ظُلْمًا وَعُلُوًّا]} وقال موسى لفرعون:{ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [بَصَائِرَ} الآية]،

وقوله- سبحانه-: فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ بيان لموقف فرعون من موسى- عليه السلام- أى: أرسلنا موسى بآياتنا الدالة على صدقه إلى فرعون وملئه، فما كان من فرعون إلا أن أعرض عن دعوة الحق، وتعاظم على موسى بملكه وجنوده وقوته ...

وقال في شأن موسى- عليه السلام- هو ساحر أو مجنون.

والركن جانب البدن. والمراد به هنا: جنوده الذين يركن إليهم، وقوته التي اغتر بها.

قال الآلوسى: قوله: فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ أى: فأعرض عن الإيمان بموسى، على أن ركنه جانب بدنه وعطفه، والتولي به كناية عن الإعراض، والباء للتعدية، لأن معناه: ثنى عطفه.

وقال قتادة: تولى بقومه على أن الركن بمعنى القوم، لأنه يركن إليهم ويتقوى بهم، والباء للمصاحبة أو الملابسة ... وقيل: تولى بقوته وسلطانه. فالركن يستعار للقوة.. .

( فتولى بركنه ) أي : فأعرض فرعون عما جاءه به موسى من الحق المبين ، استكبارا وعنادا .

وقال مجاهد : تعزز بأصحابه . وقال قتادة : غلب عدو الله على قومه . وقال ابن زيد : ( فتولى بركنه ) أي : بجموعه التي معه ، ثم قرأ : ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) [ هود : 80 ] . والمعنى الأول قوي كقوله : ( ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله ) [ الحج : 9 ] أي : معرض عن الحق مستكبر ، ( وقال ساحر أو مجنون ) أي : لا يخلو أمرك فيما جئتني به من أن تكون ساحرا ، أو مجنونا .

وقوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) يقول: فأدبر فرعون كما أرسلنا إليه موسى بقومه من جنده وأصحابه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظ قائليه فيه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) يقول لقومه, أو بقومه, أنا أشكّ.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) قال: بعضده وأصحابه.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) غلب عدوّ الله على قومه.

حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله تبارك وتعالى ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ) قال: بجموعه التي معه, وقرأ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قال: إلى قوة من الناس إلى ركن أجاهدكم به; قال: وفرعون وجنوده ومن معه ركنه; قال: وما كان مع لوط مؤمن واحد; قال: وعرض عليهم أن يُنكحهم بناته رجاء أن يكون له منهم عضد يعينه, أو يدفع عنه, وقرأ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ قال: يريد النكاح, فأبوا عليه, وقرأ قول الله تبارك وتعالى : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ . أصل الركن: الجانب والناحية التي يعتمد عليها ويقوى بها.

وقوله ( وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) يقول: وقال لموسى: هو ساحر يسحر عيون الناس, أو مجنون, به جنة. وكان معمر بن المثنى يقول: " أو " في هذا الموضع بمعنى الواو التي للموالاة, لأنهم قد قالوهما جميعا له, وأنشد في ذلك بيت جرير الخطفي:

أثَعْلَبَـــة الفَـــوَارِس أوْ رِيَاحــا

عَــدَلَتْ بِهِــمْ طُهَيَّــةَ والخِشـابا (1)

------------------------

الهوامش:

(1) البيت لجرير بن الخطفي . من قصيدة له يهجو بها الراعي النميري ( ديوانه طبعة الصاوي 66 ) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 227 - 1 ) عند قوله تعالى : ( وقالوا ساحر أو مجنون ) : أو هاهنا في موضع الواو التي للموالاة ( العطف ) لأنه قد قالوهما جميعا له قال جرير : " أثعلبة ... البيت " طهية كسمية : حي من تميم نسبوا إلى أمهم . والخشاب : بنو رزام بن مالك ، وربيعة وكعب بن مالك ، وحنظلة .

التدبر :

وقفة
[39] ﴿فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ التولي بالركن كناية عن الإعراض، وقيل: تولى بقوته وسلطانه، فالركن يُستعار للقوة، فالنعمة تحوِّلها النفوس الخبيثة إلى نقمة.
عمل
[39] لا تغتر بقوتك أو بمالك فتحرم الهداية ﴿فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَتَوَلّى:
  • الفاء استئنافية. تولى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى: فأعرض عن الايمان. او فازورّ واعرض.
  • ﴿ بِرُكْنِهِ:
  • جار ومجرور متعلق بتولى والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: بجانبه الذي كان يتقوى به مع جنوده وقومه.
  • ﴿ وَقالَ:
  • الواو عاطفة. قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ ساحِرٌ:
  • خبر مبتدأ محذوف تقديره هو ساحر. والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ أَوْ مَجْنُونٌ:
  • حرف عطف يفيد التخيير. مجنون: معطوفة على «ساحر» وتعرب اعرابها. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أنه أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون؛ بَيَّنَ هنا موقف فرعون من موسى عليه السلام، قال تعالى:
﴿ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ..

التفسير :

[40] فأخذنا فرعون وجنوده، فطرحناهم في البحر، وهو آتٍ ما يلام عليه؛ بسبب كفره وجحوده وفجوره.

{ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ} أي:مذنب طاغ، عات على الله، فأخذه عزيز مقتدر.

ثم بين- سبحانه- نتيجة إعراض فرعون عن الحق فقال: أَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ.

والنبذ: الطرح للشيء بدون اكتراث أو اهتمام به، وقوله لِيمٌ

من ألام، إذا أتى ما يلام عليه، كأغرب إذا أتى أمرا غريبا، وجملة، وهو مليم، حال من المفعول في قوله أَخَذْناهُ.

أى: فأخذنا فرعون هو وجنوده الذين ارتكن إليهم أخذ عزيز مقتدر، فألقينا بهم جميعا في البحر بدون اعتداد بهم، بعد أن أتى فرعون بما يلام عليه من الكفر والطغيان.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: كيف وصف نبي الله يونس- عليه السلام- بما وصف به فرعون في قوله- تعالى-: فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ؟

قلت: موجبات اللوم تختلف، وعلى حسب اختلافها تختلف مقادير اللوم، فراكب الكبيرة ملوم على مقدارها، وكذلك مقترف الصغيرة. ألا ترى إلى قوله- تعالى-: وَعَصَوْا رُسُلَهُ، وقوله وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى لأن الكبيرة والصغيرة يجمعها اسم العصيان، كما يجمعهما اسم القبيح والسيئة .

قال الله تعالى : ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) أي : ألقيناهم في اليم ، وهو البحر ، ( وهو مليم ) أي : وهو ملوم كافر جاحد فاجر معاند .

القول في تأويل قوله تعالى : فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)

يقول تعالى ذكره: فأخذنا فرعون وجنوده بالغضب منا والأسف ( فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ) يقول فألقيناهم في البحر, فغرقناهم فيه ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) يقول: وفرعون مليم, والمليم: هو الذي قد أتى مَا يُلام عليه من الفعل.

وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) : أي مليم في نعمة الله.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) قال: مليم في عباد الله. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( فأخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُ ).

التدبر :

وقفة
[40] ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ﴾ من جنود فرعون؟! جاء رجل خياط إلى سفيان الثوري، فقال: «إني رجل أخيط ثياب السُّلطان، هل أنا من أعوان الظلمة؟» فقال سفيان: «بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمَة من يبيع منك الإبرة والخيوط».
وقفة
[40] إنما جَعل فرعونُ جنودَه ليحموه ويدفعوا عنه الضرر؛ فلما جاء أمر الله لم تنفعه تلك الجنود بل أُخذوا معه. ﴿فأخذناه وجنوده﴾.
وقفة
[40] ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ انتهت قصة فرعون.
وقفة
[40] ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ قال ابن عباس: «المليم أي المسيء المذنب»، واستشهد بقول أمية بن أبي الصلت: بَريءُ النَفسِ لَيس لَها بِأَهلٍ ... وَلَكِنَّ المُسيءَ هوَ المَلومُ
وقفة
[40] ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: كيف وصف نبي الله يونس بما وصف به فرعون في قوله تعالى: ﴿فَالْتَقَمَهُ الحوتُ وَهُوَ مُلِيم﴾ [الصافات: 142]؟ قلت: موجبات اللوم تختلف، وعلى حسب اختلافها تختلف مقادير اللوم، فراكب الكبيرة ملوم على مقدارها، وكذلك مقترف الصغيرة، ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿وَعَصَوْا رُسُلَهُ﴾ [هود: 59]، وقوله: ﴿وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ﴾ [طه: 121]؛ لأن الكبيرة والصغيرة يجمعها اسم العصيان، كما يجمعها اسم القبيح والسيئة».
تفاعل
[40] ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ استعذ بالله الآن من انتقامه.
وقفة
[40] ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ السلطان الجائر إنما يتقوَّى بمن خضع له واتبعه علي الباطل, فاستحقوا جميعا الهلاك؛ إذ لا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق.
وقفة
[40] ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ فعل ما يُلام عليه.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في سورة «القصص» في الآية الاربعين والواو حالية والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مليم: خبر «هو» مرفوع بالضمة بمعنى: فألقيناهم في البحر وهو آت بما يلام عليه من كفره وعناده. والجملة الحالية من الضمير في «فأخذناه». '

المتشابهات :

القصص: 40﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ
الذاريات: 40﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     ولَمَّا أعْرَضَ فرعونُ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا نتيجة إعراض فرعون عن الحقِّ، قال تعالى:
﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [41] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ..

التفسير :

[41] وفي شأن عاد وإهلاكهم آيات وعبر لمن تأمل، إذ أرسلنا عليهم الريح التي لا بركة فيها ولا تأتي بخير،

أي{ وفي عَادٍ} القبيلة المعروفة آية عظيمة{ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} أي:التي لا خير فيها، حين كذبوا نبيهم هودا عليه السلام.

ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى بيان ما حل بقوم هود- عليه السلام- فتقول: وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ. ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ.

أى: وتركنا في قصة عاد- أيضا- وهم قوم هود- عليه السلام- آية وعبرة، وقت أن أرسلنا عليهم الريح العقيم. أى: الريح الشديدة التي لا خير فيها من إنشاء مطر، أو تلقيح شجر، وهي ريح الهلاك وأصل العقم: اليبس المانع من قبول الأثر.

شبه- سبحانه- الريح التي أهلكتهم وقطعت دابرهم، بالمرأة التي انقطع نسلها، بجامع انعدام الأثر في كل.

ثم قال : ( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) أي : المفسدة التي لا تنتج شيئا . قاله الضحاك ، وقتادة ، وغيرهما .

القول في تأويل قوله تعالى : وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41)

يقول تعالى ذكره ( وَفِي عَادٍ ) أيضا, وما فعلنا بهم لهم آية وعبرة ( إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) يعني بالريح العقيم: التي لا تلقح الشجر.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن خصيف, عن عكرِمة, عن ابن عباس, قال: الريح العقيم: الريح الشديدة التي لا تُلْقح شيئا.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) قال: لا تلقح الشجر, ولا تثير السحاب.

حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, هذا الريح العقيم, قال: ليس فيها رحمة ولا نبات, ولا تلقح نباتا.

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا سليمان أبو داود, قال: أخبرنا شعبة, عن شاس, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) قال: لا تلقح.

حدثني يعقوب, قال: ثنا هشيم, قال: أخبرنا شيخ من أهل خراسان من الأزد, ويكنى أبا ساسان, قال: سألت الضحاك بن مزاحم, عن قوله ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) قال: الريح التي ليس فيها بركة ولا تلقح الشجر.

حدثنا محمد بن عبد الله الهلاليّ, قال: ثنا أبو عليّ الحنفيّ, قال: ثنا ابن أبي ذئب, عن الحارث بن عبد الرحمن, عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) الجنوب.

حدثنا أحمد بن الفرج, قال: ثنا ابن أبي فديك, قال: ثنا ابن أبي ذئب, عن خاله الحارث بن عبد الرحمن يقول: العقيم: يعني: الجنوب.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) إن من الريح عقيما وعذابا حين ترسل لا تلقح شيئا, ومن الريح رحمة يثير الله تبارك وتعالى بها السحاب, وينـزل بها الغيث. وذُكر لنا أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقول: " نُصِرْتُ بالصبَا وأُهْلكَتْ عادٌ بالدَّبُور " .

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, عن ابن عباس, بمثله.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) قال: الريح التي لا تنبت.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) : التي لا تلقح شيئا.

حدثني ابن حمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, قال ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) : التي لا تنبت شيئا.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) قال: إن الله تبارك وتعالى يُرسل الريح بُشرا بين يدي رحمته, فيحيي به الأصل والشجر, وهذه لا تلقح ولا تحيى, هي عقيم ليس فيها من الخير شيء, إنما هي عذاب لا تلقح شيئا, وهذه تلقح, وقرأ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ .

التدبر :

وقفة
[41] ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ الريح العقيم أي التي لا خير فيها من إرسال مطر، أو تلقيح شجر، وشبَّه الله الريح التي أهلكتهم بالمرأة التي انقطع نسلها، وكان العرب يكرهون العقم في مواشيهم، ويتشاءمون بها، فخاطبهم الله بها يفهمون.
وقفة
[41] ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ الريح من جند الله، يرسلها في الوقت المقدر على من يريد، بالهلاك والدمار، أو بالحياة والإعمار، ولا مجال للاعتراض السطحي الساذج، والاكتفاء بالقول أن الريح تجري وفق حسابات دقيقة، وتهب تبعا لتنبؤات بعوامل جوية طبيعية، فمن وراء كل هذا إله قدير، يُسلِّطها على من يشاء، وفق تقدير وحكمة بالغين.
عمل
[41] إذا هبَّت الريح فاسأل الله خيرها وتعوَّذ به من شرها ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾.
تفاعل
[41] ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ استعذ بالله الآن من عذابه.
وقفة
[41] ﴿العَقيمَ﴾ أى لا خير فيها، فلا تحمل بركة ولا خير.
وقفة
[41، 42] قال قوم عاد: ﴿مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾؛ فأجابهم الله: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾، كبرياء.

الإعراب :

  • ﴿ وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ
  • هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة الثامنة والثلاثين اي وتركنا في «عاد» آية. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى.والجار والمجرور متعلق بأرسلنا. الريح: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. العقيم: صفة للريح منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. بمعنى الريح غير النافعة او الريح التي اهلكتهم وقطعت دابرهم. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     القصةُ الرابعةُ: قصَّةُ هودٍ عليه السلام معَ قومِهِ عادٍ، قال تعالى :
﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ ..

التفسير :

[42]ما تَدَعُ شيئاً مرَّت عليه إلا صيَّرته كالشيء البالي.

{ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} أي:كالرميم البالية، فالذي أهلكهم على قوتهم وبطشهم، دليل على [كمال] قوته واقتداره، الذي لا يعجزه شيء، المنتقم ممن عصاه.

ثم وصف- سبحانه- هذه الريح التي توهموا أنها تحمل لهم الخير، بينما هي تحمل لهم الهلاك، وصفها بقوله: ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ أى: ما تترك من شيء مرت عليه.

إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ أى: إلا جعلته كالشىء الميت الذي رم وتحول إلى فتات مأخوذ من رم الشيء إذا تفتت وتهشم. ويقال للنبات إذا يبس وتفتت: رميم وهشيم.

كما يقال للعظم إذا تكسر وبلى: رميم. ومنه قوله- تعالى-: قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ.

ولهذا قال : ( ما تذر من شيء أتت عليه ) أي : مما تفسده الريح ( إلا جعلته كالرميم ) أي : كالشيء الهالك البالي .

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، حدثني عبد الله - يعني : ابن عياش - القتباني ، حدثني عبد الله بن سليمان ، عن دراج ، عن عيسى بن هلال الصدفي ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الريح مسخرة من الثانية - يعني من الأرض الثانية - فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا ، قال : أي رب ، أرسل عليهم [ من ] الريح قدر منخر الثور ؟ قال له الجبار : لا إذا تكفأ الأرض ومن عليها ، ولكن أرسل [ عليهم ] بقدر خاتم . فهي التي يقول الله في كتابه : ( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )

هذا الحديث رفعه منكر ، والأقرب أن يكون موقوفا على عبد الله بن عمرو ، من زاملتيه اللتين أصابهما يوم اليرموك ، والله أعلم .

قال سعيد بن المسيب وغيره في قوله : ( إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) قالوا : هي الجنوب . وقد ثبت في الصحيح من رواية شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور " .

وقوله : ( مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ) والرميم في كلام العرب: ما يبس من نبات الأرض وديس.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ) قال: كالشيء الهالك.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( كَالرَّمِيمِ ) قال: كالشيء الهالك.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( كَالرَّمِيمِ ) : رميم الشجر.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ) قال: كرميم الشجر.

التدبر :

وقفة
[42] ﴿مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ صفة ثانية تفيد الارتقاء في المضرة، فهذه الريح ليس فقط غير نافعة، بل تجلب الضرر العظيم.
وقفة
[42] ﴿ما تَذَرُ مِن شَيءٍ أَتَت عَلَيهِ إِلّا جَعَلَتهُ كَالرَّميمِ﴾ كم كانت سرعتها تلك الريح لتفعل ذلك؟! لطفك بنا يا رب.

الإعراب :

  • ﴿ ما تَذَرُ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب حال من الريح. ما: نافية لا عمل لها. تذر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي بمعنى: لا تدع ولا تبقي.
  • ﴿ مِنْ شَيْءٍ:
  • حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. شيء: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه مفعول به.
  • ﴿ أَتَتْ عَلَيْهِ:
  • الجملة الفعلية في محل جر صفة-نعت-لشيء على اللفظ‍ وفي محل نصب على الموضع. وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الالف المحذوفة لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة والتاء لا محل لها من الاعراب والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. عليه: جار ومجرور متعلق بأتت.
  • ﴿ إِلاّ جَعَلَتْهُ:
  • حرف تحقيق بعد النفي. جعلت: تعرب اعراب «أتت» والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به اول. والفعل «جعل» مبني على الفتح الظاهر.
  • ﴿ كَالرَّمِيمِ:
  • الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان. الرميم: مضاف اليه مجرور بالكسرة بمعنى: الا صيرته كالرماد او تكون الكاف حرف جر للتشبيه. والجار والمجرور متعلقا بالمفعول الثاني. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     ولَمَّا أرسلَ اللهُ عليهم الريح التى توهموا أنها تحمل لهم الخير؛ حملت لهم الهلاك، قال تعالى:
﴿ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ ..

التفسير :

[43] وفي شأن ثمود وإهلاكهم آيات وعبر، إذ قيل لهم-والقائل نبيُّهم صالح عليه السلام-:تمتَّعوا في داركم ثلاثة أيام حتى تنتهي آجالكم.

أي{ وَفِي ثَمُودَ} [آية عظيمة]، حين أرسل الله إليهم صالحًا عليه السلام، فكذبوه وعاندوه، وبعث الله له الناقة، آية مبصرة، فلم يزدهم ذلك إلا عتوًا ونفورًا.

فقيل{ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ}

ثم انتقلت السورة بعد ذلك إلى بيان ما حل بقوم صالح- عليه السلام- فقال- تعالى-: وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ.

أى: وتركنا- كذلك- في قصة صالح- عليه السلام- مع قومه آية وعظة، وقت أن قال لهم- على سبيل الإنذار والتحذير من المداومة على الكفر.. تمتعوا بحياتكم التي تعيشونها في هذه الدنيا، حتى وقت معين في علم الله- تعالى- تنتهي عنده أعماركم.

وهذا التمتع بالحياة حتى حين، يحتمل أن المقصود به، ما أشار إليه- سبحانه- في سورة هود بقوله: فَعَقَرُوها- أى الناقة- فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ويحتمل أن يكون المقصود به: ما قدره الله- تعالى- من عمر منذ أن بلغهم صالح رسالة ربه إلى أن عقروا الناقة، وحق عليهم العذاب.

قال القرطبي: قوله: وَفِي ثَمُودَ أى: وفيهم- أيضا- عبرة وعظة، حين قيل لهم عيشوا متمتعين بالدنيا حَتَّى حِينٍ أى: إلى وقت الهلاك وهو ثلاثة أيام، كما في سورة هود.. وقيل: معنى تَمَتَّعُوا أى: أسلموا وتمتعوا إلى وقت فراغ آجالكم .

( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين ) قال ابن جرير : يعني إلى وقت فناء آجالكم .

.

والظاهر أن هذه كقوله : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ) [ فصلت : 17 ] .

وهكذا قال هاهنا : ( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ) ، وذلك أنهم انتظروا العذاب ثلاثة أيام وجاءهم في صبيحة اليوم الرابع بكرة النهار

القول في تأويل قوله تعالى : وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43)

يقول تعالى ذكره: وفي ثمود أيضا لهم عبرة ومتعظ, إذ قال لهم ربهم, يقول: فتكبروا عن أمر ربهم وعلوا استكبارا عن طاعة الله.

كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( فَعَتَوْا ) قال: علوا.

التدبر :

وقفة
[43] ﴿وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّىٰ حِينٍ﴾ هذا الحين ينتهي بالموت أو العذاب، وكل متاع الدنيا هو إلى حين، ولا أحد يعلم متى ينتهي الأجل، وبمن يبدأ ملك الموت.
وقفة
[43، 44] النظر في أسباب هلاك الأمم السابقة.

الإعراب :

  • ﴿ وَفِي ثَمُودَ إِذْ:
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة العشرين أي بمعنى وجعلنا في ثمود آية وجرت الكلمة بالفتحة نيابة عن الكسرة لانها ممنوعة من الصرف للمعرفة والتأنيث بتأويل القبيلة.
  • ﴿ قِيلَ لَهُمْ:
  • الجملة الفعلية في محل جر بالاضافة. قيل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح واللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل وفي القول تهديد لهم.
  • ﴿ تَمَتَّعُوا:
  • الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل وهي فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. اي تمتعوا في داركم.
  • ﴿ حَتّى حِينٍ:
  • حرف غاية وجر. حين: اسم مجرور بحتى وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بتمتعوا. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     القصةُ الخَامسةُ: قصَّةُ صالحٍ عليه السلام معَ قومِهِ ثمودَ، قال تعالى:
﴿ وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [44] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ..

التفسير :

[44] . فعصوا أمر ربهم، فأخذتهم صاعقة العذاب، وهم ينظرون إلى عقوبتهم بأعينهم.

[ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ} أي:الصيحة العظيمة المهلكة{ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} إلى عقوبتهم بأعينهم.

ثم بين- سبحانه- ما كان منهم من كفر وفجور فقال: فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ أى:

فتكبروا واستهانوا بما أمرهم الله- تعالى- به على لسان نبيهم صالح- عليه السلام-.

فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وهي كل عذاب مهلك، من الصعق بمعنى الإهلاك.

وَهُمْ يَنْظُرُونَ أى: وهم يرونها عيانا، لأن العذاب- كما تشير الآية- نزل بهم نهارا.

( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين ) قال ابن جرير : يعني إلى وقت فناء آجالكم .

.

والظاهر أن هذه كقوله : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ) [ فصلت : 17 ] .

وهكذا قال هاهنا : ( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ) ، وذلك أنهم انتظروا العذاب ثلاثة أيام وجاءهم في صبيحة اليوم الرابع بكرة النهار

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ) قال: العاتي: العاصي التارك لأمر الله.

وقوله ( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ ) يقول تعالى ذكره: فأخذتهم صاعقة العذاب فجأة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ) وهم ينتظرون, وذلك أن ثمود وعدت العذاب قبل نـزوله بهم بثلاثة أيام وجعل لنـزوله عليهم علامات في تلك الثلاثة, فظهرت العلامات التي جعلت لهم الدالة على نـزولها في تلك الأيام, فأصبحوا في اليوم الرابع موقنين بأن العذاب بهم نازل, ينتظرون حلوله بهم. وقرأت قراء الأمصار خلا الكسائي ( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ ) بالألف. وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ ذلك ( فأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ ) بغير ألف.

حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن السديّ, عن عمرو بن ميمون الأودي, أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ ( فأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ ) , وكذلك قرأ الكسائيّ: وبالألف نقرأ الصاعقة لإجماع الحجة من القرّاء عليها.

التدبر :

وقفة
[44] ﴿فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾ إما ينظرون إليها لأنها نزلت بهم نهارًا، فيكون ذلك أشد إيلامًا وعذابًا، أو ينظرون بمعنى ينتظرون، وذلك أن ثمود وعدت بالعذاب قبل نزوله بهم بثلاثة أيام، فأصبحوا في اليوم الرابع موقنين أن العذاب بهم نازل، ينتظرونه.
وقفة
[44] ﴿فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾ إن من شرِّ العقوق عقوقَ الأب المربي, فما بالك بعقوق رب الأرباب والعتوِّ عن أمره, وهو الخالق المتفضِّل؟!
تفاعل
[44] ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَعَتَوْا:
  • الفاء استئنافية. عتوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الالف المحذوفة لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة دالة عليها والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة اي فتكبروا.
  • ﴿ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بعتوا. رب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ:
  • الفاء سببية. اخذت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الصاعقة: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَهُمْ يَنْظُرُونَ:
  • الواو حالية والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال.هم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ينظرون:فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «ينظرون» في محل رفع خبر «هم» اي وهم ينظرونها اي يعاينونها لانها كانت نهارا. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     وبعد تحذير ثمود من المداومة على الكفر؛ بَيَّنَ اللهُ هنا ما كان منهم من كفر وفجور، ثم بَيَّنَ ما حل بهم من عذاب، قال تعالى:
﴿ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الصاعقة:
1- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- الصعقة، وهى قراءة عمر، وعثمان، رضى الله عنهما، والكسائي.

مدارسة الآية : [45] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا ..

التفسير :

[45] فما أمكنهم الهرب ولا النهوض مما هم فيه من العذاب، وما كانوا منتصرين لأنفسهم.

{ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ} ينجون به من العذاب،{ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} لأنفسهم.

فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ أى: أنه حين نزل بهم عذابنا، أعجزهم عن الحركة، وشل حواسهم، فما استطاعوا أن يهربوا منه. وما قدروا على القيام بعد أن كانوا قاعدين، وما نصرهم من بأسنا ناصر.

( فما استطاعوا من قيام ) أي : من هرب ولا نهوض ، ( وما كانوا منتصرين ) أي : ولا يقدرون على أن ينتصروا مما هم فيه .

القول في تأويل قوله تعالى : فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)

يقول تعالى ذكره: فما استطاعوا من دفاع لما نـزل بهم من عذاب الله, ولا قدروا على نهوض به.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ ) يقول: ما استطاع القوم نهوضا لعقوبة الله تبارك وتعالى.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ ) قال: من نهوض.

وكان بعض أهل العربية يقول: معنى قوله ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ ) : فما قاموا بها, قال: لو كانت فما استطاعوا من إقامة, لكان صوابا, وطرح الألف منها كقوله أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا .

وقوله ( وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ ) يقول: وما كانوا قادرين على أن يستقيدوا ممن أحل بهم العقوبة التي حلت بهم.

وكان قتادة يقول في تأويل ذلك: ما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ ) قال: ما كانت عندهم من قوة يمتنعون بها من الله عزّ وجلّ.

التدبر :

وقفة
[45] ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ﴾ فما قاموا بعد نزول العذاب بهم، ولا قدروا على نهوض، لم ينهضوا من تلك الصرعة، ما كانت عندهم قوة يمتنعون بها من الله.
وقفة
[45] ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ﴾ قال ابن عاشور: «فالقيام مجاز للدفاع، كما يقال: هذا أمر لا يقوم له أحد، أي لا يدفعه أحد».
وقفة
[45] ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ﴾ لا تهولنَّك جحافل الكفار وسلاحهم، فإذا جاء أمر الله لن تغني عنهم شيئًا.
وقفة
[45] ﴿فَمَا استَطاعوا مِن قِيامٍ وَما كانوا مُنتَصِرينَ﴾ لا جسديًّا ولا معنويًّا.
تفاعل
[45] ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ فَمَا اسْتَطاعُوا:
  • الفاء سببية. ما: نافية لا عمل لها. استطاعوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. اي فأصبحوا هالكين عاجزين.
  • ﴿ مِنْ قِيامٍ:
  • جار ومجرور متعلق باستطاعوا. او تكون «من» حرف جر زائدا لتأكيد معنى النفي. و «قيام» اسما مجرورا لفظا منصوبا محلا لانه مفعول به بجعل الفعل متعديا. اي ما أطاقوا النهوض.
  • ﴿ وَما كانُوا:
  • الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها والالف فارقة.
  • ﴿ مُنْتَصِرِينَ:
  • خبر «كان» منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى وما كانوا ممتنعين من العذاب. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     ولَمَّا نزلَ بهم العذاب؛ عجزوا عن القيام، وعن الهروب، قال تعالى:
﴿ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [46] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ ..

التفسير :

[46] وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء، إنهم كانوا قوماً مخالفين لأمر الله، خارجين عن طاعته.

أي:وكذلك ما فعل الله بقوم نوح، حين كذبوا نوحًا عليه السلام وفسقوا عن أمر الله، فأرسل الله عليهم السماء والأرض بالماء المنهمر، فأغرقهم الله تعالى [عن آخرهم]، ولم يبق من الكافرين ديارًا، وهذه عادة الله وسنته، فيمن عصاه.

ثم ختم- سبحانه- هذه الآيات بلمحة عن قصة نوح- عليه السلام- فقال وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ أى: وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء جميعا بالطوفان.

إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ أى: خارجين عن طاعتنا، منغمسين في الكفر والعصيان.

وهكذا ساقت السورة الكريمة جانبا من قصص هؤلاء الأنبياء، ليكون في ذلك تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتذكرة للمتذكرين.

وبعد هذا الحديث عن هؤلاء الأقوام.. جاء الحديث عن مظاهر قدرة الله- تعالى- وسعة رحمته، ووافر نعمه، وحض الناس على شكره- تعالى- وطاعته. فقال- عز وجل-:

وقوله : ( وقوم نوح من قبل ) أي : وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء ( إنهم كانوا قوما فاسقين ) وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في أماكن كثيرة ، من سور متعددة .

وقوله ( وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) اختلفت القرّاء في قراءة قوله ( وَقَوْمَ نُوحٍ ) نصبا. ولنصب ذلك وجوه: أحدها: أن يكون القوم عطفا على الهاء والميم في قوله ( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ ) إذ كان كلّ عذاب مهلك تسميه العرب صاعقة, فيكون معنى الكلام حينئذ: فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح من قبل. والثاني: أن يكون منصوبا بمعنى الكلام , إذ كان فيما مضى من أخبار الأمم قبل دلالة على المراد من الكلام, وأن معناه: أهلكنا هذه الأمم, وأهلكنا قوم نوح من قبل. والثالث: أن يضمر له فعلا ناصبًا, فيكون معنى الكلام: واذكر لهم قوم نوح, كما قال وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ونحو ذلك, بمعنى أخبرهم واذكر لهم. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة ( وَقَوْمِ نُوحٍ ) بخفض القوم على معنى: وفي قوم نوح عطفا بالقوم على موسى في قوله وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ .

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وتأويل ذلك في قراءة من قرأه خفضا وفي قوم نوح لهم أيضا عبرة, إذ أهلكناهم من قبل ثمود لما كذّبوا رسولنا نوحا( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) يقول: إنهم كانوا مخالفين أمر الله, خارجين عن طاعته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[46] ﴿وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ دائمًا ما يبين الله سبب عذاب السابقين حتى نجتنبه، فليست قصص القرآن للتسلية، بل للعبرة والموعظة.

الإعراب :

  • ﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ:
  • الواو عاطفة. قوم: مفعول به منصوب بمضمر تقديره:واهلكنا قوم نوح لان ما قبله يدل عليه او باذكر. نوح: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. ونون على الرغم من عجمته لخفته ولأنه اسم ثلاثي أوسطه ساكن.
  • ﴿ مِنْ قَبْلُ:
  • حرف جر. قبل: اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الاضافة في محل جر بمن بتقدير: من قبل هذه الأمم.
  • ﴿ إِنَّهُمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان».
  • ﴿ كانُوا قَوْماً:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ان» وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسمها والالف فارقة. قوما: خبرها منصوب بالفتحة.
  • ﴿ فاسِقِينَ:
  • صفة-نعت-لقوما منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. '

المتشابهات :

الذاريات: 46﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
النجم: 52﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     القصةُ السَادسةُ: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام، قال تعالى :
﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وقوم:
قرئ:
1- بالجر، عطفا على ما تقدم، أي: وفى قوم نوح، وهى قراءة أبى عمرو، وحمزة، والكسائي.
2- بالنصب، على إضمار فعل، تقديره: وأهلكنا، وهى قراءة باقى السبعة، وأبى عمرو.
3- بالرفع، على الابتداء والخبر محذوف: أي: أهلكناهم، ورويت عن عبد الوارث، ومحبوب، والأصمعى، عن أبى عمرو، وأبى السمال، وابن مقسم.

مدارسة الآية : [47] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

التفسير :

[47] والسماء خلقناها وأتقناها، وجعلناها سَقْفاً للأرض بقوة وقدرة عظيمة، وإنا لموسعون لأرجائها وأنحائها.

يقول تعالى مبينًا لقدرته العظيمة:{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا} أي:خلقناها وأتقناها، وجعلناها سقفًا للأرض وما عليها.

{ بِأَيْدٍ} أي:بقوة وقدرة عظيمة{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} لأرجائها وأنحائها، وإنا لموسعون [أيضا] على عبادنا، بالرزق الذي ما ترك الله دابة في مهامه القفار، ولجج البحار، وأقطار العالم العلوي والسفلي، إلا وأوصل إليها من الرزق، ما يكفيها، وساق إليها من الإحسان ما يغنيها.

فسبحان من عم بجوده جميع المخلوقات، وتبارك الذي وسعت رحمته جميع البريات.

ولفظ السَّماءَ ... منصوب على الاشتغال. أى: وبنينا السماء بنيناها بِأَيْدٍ أى: بقوة وقدرة. يقال: آد الرجل يئيد- كباع- إذا اشتد وقوى.

وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ أى: وإنا لقادرون على توسعتها بتلك الصورة العجيبة من الوسع بمعنى القدرة والطاقة، يقال: أوسع الرجل، أى: صار ذا سعة، والمفعول محذوف، أى: وإنا لموسعون السماء، أو الأرزاق.

فالجملة تصوير بديع لمظاهر قدرة الله، وكمال قوته، وواسع فضله.

يقول تعالى منبها على خلق العالم العلوي والسفلي : ( والسماء بنيناها ) أي : جعلناها سقفا [ محفوظا ] رفيعا ) بأيد ) أي : بقوة . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والثوري ، وغير واحد ، ( وإنا لموسعون ) ، أي : قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد ، حتى استقلت كما هي .

القول في تأويل قوله تعالى : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)

يقول تعالى ذكره: والسماء رفعناها سقفا بقوة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) يقول: بقوة.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) : أي بقوّة.

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن منصور أنه قال في هذه الآية ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.

حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.

وقوله ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يقول: لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه. ومنه قوله عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة: 236] يراد به القويّ.

وقال ابن زيد في ذلك ما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) قال: أوسعها جلّ جلاله.

التدبر :

وقفة
[47] قال ابن الجوزي: «وفي قوله: ﴿وإنّا لَموسِعونَ﴾ خمسة أقوال: أحدها: لموسِعون الرِّزق بالمطر، قاله الحسن. والثاني: لموسِعون السماء، قاله ابن زيد. والثالث: لقادرون، قاله ابن قتيبة. والرابع: لموسِعون ما بين السماء والأرض، قاله الزجاج. والخامس: لذو سعة لا يضيق عمَّا يريد، حكاه الماوردي»، وجاء علم الفلك في مطلع القرن العشرين وأثبت لنا أن المجرات تتباعد عنا بسرعات تكاد تقترب من ثلاثة أرباع سرعة الضوء المقدرة بحوالي ثلاثمئة ألف كيلو متر في الثانية، وهذا الأمر لا يكاد العقل البشري أن يتخيله، أن هذا الكون دائم الاتساع، ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ وكأن الله تعالى يريد أن يؤكد لنا أنه هو الذي يوسع هذه السماء بقدرته وبعلمه وبحكمته.
وقفة
[47] ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ اكتشفت ناسا عام ۲۰۱۷م ثقبًا أسود على بعد 13 مليار سنة ضوئية، وتتضاعف كتلته على كتلة الشمس به ۸۰۰ مليون مرة.
وقفة
[47] ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ في امتداد السماء وسَعة خَلقها, إيحاءٌ إلي سعة الأرزاق التي أخبر الله أنها فيها.

الإعراب :

  • ﴿ وَالسَّماءَ:
  • الواو عاطفة. السماء: مفعول به منصوب باضمار فعل يفسره ما بعده اي بنينا السماء بمعنى رفعناها وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ بَنَيْناها بِأَيْدٍ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بأيد: جار ومجرور متعلق ببنى وعلامة جره الكسرة المنونة. والكلمة مصدر «آد» يئيد أيدا: اذا قوي. و «بأيد» أي بقوة.
  • ﴿ وَإِنّا لَمُوسِعُونَ:
  • الواو عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» واللام لام التوكيد-المزحلقة-.موسعون: خبر «ان» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد اي لاغنياء قادرون من الوسع وهي الطاقة '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     ولَمَّا كانت شُبهةُ نُفاةِ البَعثِ قائِمةً على توَهُّمِ استِحالةِ إعادةِ الأجسامِ بعدَ فَنائِها؛ جاء هنا التذكيرُ بأنَّ اللهَ خَلَق أعظَمَ المخلوقاتِ، ولم تكُنْ شَيئًا، فلا تُعَدُّ إعادةُ الأشياءِ الفانيةِ بالنِّسبةِ إليها إلَّا شَيئًا يَسيرًا، وهذه ثلاثة أدلة على البعث: ١- خَلْقُ السَّماءِ واتساعُها، قال تعالى:
﴿ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

والسماء:
وقرئ:
بالرفع، على الابتداء، وهى قراءة أبى السمال، ومجاهد، وابن مقسم.

مدارسة الآية : [48] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ

التفسير :

[48] والأرض جعلناها فراشاً للخلق للاستقرار عليها، فنعم الماهدون نحن.

{ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا} أي:جعلناها فراشًا للخلق، يتمكنون فيها من كل ما تتعلق به مصالحهم، من مساكن، وغراس، وزرع، وحرث وجلوس، وسلوك للطرق الموصلة إلى مقاصدهم ومآربهم، ولما كان الفراش، قد يكون صالحًا للانتفاع من كل وجه، وقد يكون من وجه دون وجه، أخبر تعالى أنه مهدها أحسن مهاد، على أكمل الوجوه وأحسنها، وأثنى على نفسه بذلك فقال:{ فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} الذي مهد لعباده ما اقتضته [حكمته] ورحمته وإحسانه.

وَالْأَرْضَ فَرَشْناها أى: وفرشنا الأرض بقدرتنا- أيضا-، بأن مهدناها وبسطناها وجعلناها صالحة لمنفعتكم وراحتكم.

فَنِعْمَ الْماهِدُونَ نحن، يقال: مهدت الفراش، إذا بسطته ووطأته وحسنته.

وفي هاتين الآيتين ما فيهما من الدلالة على قدرة الله- تعالى- ورحمته بعباده، حيث أوجد هذه السماء الواسعة التي تعتبر الأرض بما فيها كحلقة في فلاة بالنسبة لها، فهي تحوى مئات الملايين من النجوم المتناثرة في أرجائها.. وأوجد- سبحانه- الأرض لتكون موطنا للإنسان، ومنزلا لراحته.

( والأرض فرشناها ) أي : جعلناها فراشا للمخلوقات ، ( فنعم الماهدون ) أي : وجعلناها مهدا لأهلها .

وقوله ( وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا ) يقول تعالى ذكره: والأرض جعلناها فراشا للخلق ( فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ) يقول: فنعم الماهدون لهم نحن.

التدبر :

وقفة
[48] ﴿وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴾ مراد الآية: تلقين العباد الثناء على رب العالمين في ما أنعم علينا في الأرض من نعم لنشكره عليها، وننطق بالحمد والثناء عليه إلى يوم الدين.
وقفة
[48] ﴿وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴾ إن تمهيد بيت واحد للسكن, فيه ما فيه من مشقة وعناء, فسبحان من وطَّأ الأرض كلها للخلق!

الإعراب :

  • ﴿ وَالْأَرْضَ فَرَشْناها:
  • معطوفة بالواو على السَّماءَ بَنَيْناها» وتعرب اعرابها بمعنى: مهدناها واعددناها.
  • ﴿ فَنِعْمَ الْماهِدُونَ:
  • الفاء استئنافية. نعم: فعل ماض مبني على الفتح لانشاء المدح. الماهدون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن. بمعنى فنعم الممهدون المسوون نحن. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     ٢- صلاحيةُ الأرض لمنافعِ النَّاسِ، قال تعالى:وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا ولَمَّا كان الفِراشُ قد يكونُ صالِحًا للانتِفاعِ مِن كُلِّ وَجهٍ، وقد يكونُ مِن وَجهٍ دونَ وَجهٍ؛ أخبَرَ اللهُ هنا أنَّه مَهَّدَها أحسَنَ مِهادٍ، على أكمَلِ الوُجوهِ وأحسَنِها، وأثنَى على نَفْسِه بذلك؛ تذكيرًا بعَظَمتِه ونِعمتِه، قال تعالى:
﴿ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [49] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ..

التفسير :

[49] ومن كل شيء من أجناس الموجودات خلقنا نوعين مختلفين؛ لكي تتذكروا قدرة الله، وتعتبروا.

{ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [أي:صنفين]، ذكر وأنثى، من كل نوع من أنواع الحيوانات،{ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [لنعم الله التي أنعم بها عليكم]في تقدير ذلك، وحكمته حيث جعل ما هو السبب لبقاء نوع الحيوانات كلها، لتقوموا بتنميتها وخدمتها وتربيتها، فيحصل من ذلك ما يحصل من المنافع.

ثم قال- تعالى-: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ أى: نوعين متقابلين كالذكر والأنثى. والليل والنهار، والسماء والأرض، والغنى والفقر، والهدى والضلال.

لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أى فعلنا ذلك لعلكم تعتبرون وتتعظون وتتذكرون ما يجب عليكم نحونا من الشكر والطاعة وإخلاص العبادة لنا وحدنا.

( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) أي : جميع المخلوقات أزواج : سماء وأرض ، وليل ونهار ، وشمس وقمر ، وبر وبحر ، وضياء وظلام ، وإيمان وكفر ، وموت وحياة ، وشقاء وسعادة ، وجنة ونار ، حتى الحيوانات [ جن وإنس ، ذكور وإناث ] والنباتات ، ولهذا قال : ( لعلكم تذكرون ) أي : لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له .

القول في تأويل قوله تعالى : وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)

يقول تعالى ذكره: وخلقنا من كل شيء خلقنا زوجين, وترك ( خَلَقْنا ) الأولى استغناء بدلالة الكلام عليها.

واختلف في معنى ( خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) فقال بعضهم: عنى به: ومن كلّ شيء خلقنا نوعين مختلفين كالشقاء والسعادة والهدى والضلالة, ونحو ذلك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا ابن جريج, قال: قال مجاهد, في قوله ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) قال: الكفر والإيمان, والشقاوة والسعادة, والهدى والضلالة, والليل والنهار, والسماء والأرض, والإنس والجنّ.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا إبراهيم بن أبي الوزير, قال: ثنا مروان بن معاوية الفزاريُّ, قال: ثنا عوف, عن الحسن, في قوله ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) قال: الشمس والقمر.

وقال آخرون: عنى بالزوجين: الذكر والأنثى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) قال: ذكرًا وأنثى, ذاك الزوجان, وقرأ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ . قال: امرأته.

وأولى القولين في ذلك قول مجاهد, وهو أن الله تبارك وتعالى, خلق لكلّ ما خلق من خلقه ثانيا له مخالفا في معناه, فكلّ واحد منهما زوج للآخر, ولذلك قيل: خلقنا زوجين. وإنما نبه جلّ ثناؤه بذلك من قوله على قُدرته على خلق ما يشاء خلقه من شيء, وأنه ليس كالأشياء التي شأنها فعل نوع واحد دون خلافه, إذ كلّ ما صفته فعل نوع واحد دون ما عداه كالنار التي شأنها التسخين, ولا تصلح للتبريد, وكالثلج الذي شأنه التبريد, ولا يصلح للتسخين, فلا يجوز أن يوصف بالكمال, وإنما كمال المدح للقادر على فعل كلّ ما شاء فعله من الأشياء المختلفة والمتفقة.

وقوله ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) يقول: لتذكروا وتعتبروا بذلك, فتعلموا أيها المشركون بالله أن ربكم الذي يستوجب عليكم العبادة هو الذي يقدر على خلق الشيء وخلافه, وابتداع زوجين من كلّ شيء لا ما لا يقدر على ذلك.

التدبر :

وقفة
[49] ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ قال الطبري: «نوعين مختلفين؛ كالشقاء والسعادة، والهدى والضلال، والليل والنهار، والسماء والأرض، والإنس والجن».
وقفة
[49] ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ المراد التذكر بجميع ما ذكر لأمر الحشر والنشر؛ لأن مَن قدر على إيجاد ذلك فهو قادر على إعادة الأموات يوم القيامة.
وقفة
[49] ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ ثمانية ملايين نوع من الكائنات فيها الزوجان: الذكر والأنثى، وحتى التي لا عقل لها مثل الذباب، يميل الذكر فيها للأنثى.
وقفة
[49] ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ قال ابن كثير: «لعلكم تذكرون أي: لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له».
وقفة
[49] ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (كل شيء) منذ النشأة الأولى إلى قيام الساعة، سبحانك لا إله إلا أنت، الخلاق العظيم!
وقفة
[49] ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ جعل من أجناس الموجودات كلها زوجين مختلفَين, ومن تأمَّل هذا علم أن خالق الأزواج فردٌ احدٌ لا ندَّ له.
وقفة
[49] ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ أي صنفين، فإِن قلت: كيف قال ذلك، مع أن العرش، والكرسي، واللوح، والقلم، لم يُخلق من كلٍ منها إلَّا واحد؟ قلتُ: معناه ومن كل حيوانٍ خلقنا ذكرًا وأنثى، ومن كل شيء يشاهدونه خلقنا صنفين، كالليلِ والنهار، والنور والظلمة، والصيف والشتاء، والخير والشر، والحياة والموت، والشمس والقمر.
وقفة
[49] ما في الحياة من موجودات لا يتم إلا بإزدواج شيئين ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، فسبحان الواحد الأحد الفرد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد!
وقفة
[49، 50] كل شيء في الحياة مخلوق من زوجين؛ ليدل على وحدانية الخالق، تأمل قوله تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ:
  • الواو عاطفة. من كل: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف يفسره ما بعده. اي وخلقنا من كل. شيء: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة اي من كل شيء من الحيوان.
  • ﴿ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «زوجين» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى ذكرا وانثى اي من كل شيء في الكائنات اثنين لكل زوج
  • ﴿ لَعَلَّكُمْ:
  • حرف مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسمها والميم علامة الجمع.
  • ﴿ تَذَكَّرُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل واصلها تتذكرون حذفت احدى التاءين اختصارا. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     ٣- خَلْقُ نَوْعين مُتقابلين من جميع أجناس المخلوقات، قال تعالى:
﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تذكرون:
وقرئ:
بتاءين وتخفيف الذال، وهى قراءة أبى.

مدارسة الآية : [50] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم ..

التفسير :

[50] ففروا -أيها الناس- من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به وبرسوله، واتباع أمره والعمل بطاعته، إني لكم نذير بيِّن الإنذار. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر، فزع إلى الصلاة، وهذا فرار إلى الله.

فلما دعا العباد النظر إلى لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه، أمر بما هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه أي:الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له، نهاية المرادوالمطلوب.

وسمى الله الرجوع إليه، فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن، [والسرور] والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره، إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلى الله تعالى، فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه،{ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} أي:منذر لكم من عذاب الله، ومخوف بين النذارة.

والفاء في قوله: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ... للتفريع على قوله- تعالى- لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، أى: ما دام الأمر كما ذكرت لكم من وجود التذكر والاعتبار، ففروا إلى الله من معصيته إلى طاعته، ومن كفره إلى شكره، ومن السيئات إلى الحسنات.

قال الإمام الرازي ما ملخصه: وفي هذا التعبير لطائف لأنه ينيء عن سرعة الإهلاك، كأنه يقول: الإهلاك والعذاب أسرع وأقرب، من أن يحتمل الحال الإبطاء في الرجوع.

فافزعوا سريعا إلى الله- تعالى- وفروا إلى طاعته، فإنه لا مهرب منه.

وقوله: إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ تعليل للأمر بالفرار، أى: أسرعوا إلى طاعة الله- تعالى- إنى لكم من عقابه المعد لمن يصر على معصيته نذير بيّن الإنذار.

( ففروا إلى الله ) أي : الجئوا إليه ، واعتمدوا في أموركم عليه ، ( إني لكم منه نذير مبين ) .

القول في تأويل قوله تعالى : فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)

يقول تعالى ذكره: فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به, واتباع أمره, والعمل بطاعته ( إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ ) يقول: إني لكم من الله نذير أنذركم عقابه, وأخوّفكم عذابه الذي أحله بهؤلاء الأمم الذي قصّ عليكم قصصهم, والذي هو مذيقهم في الآخرة.

وقوله ( مُبِينٌ ) يقول: يبين لكم نذارته.

التدبر :

وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ هكذا يطمئن المؤمن؛ لأنه يعرف إلى أين يفر حين تصيبه مصيبة، أو يداهمه هم، فأما في عالم الأشقياء فهم يهربون إلى المخدرات، فلا يجدون إلا الوبال، وإلى الشهوات المحرمة، فلا ينالون إلا الأوبئة التي حرمتهم الشهوات، فأين يذهبون؟! هم والله لا يدرون.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ جُبِل النَّاسُ على أنَّهم إذا خافوا أحدًا في دنياهم فرُّوا منه سراعًا، إلا التوابُ الرحيمُ فمن خافه فإنِّه سيفرُّ إليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ لأن كل ما سوى الله موحش مخيف.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه، والرَّب سبحانه إذا خفته أنست به وقربت إليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ عند حزنك وهمك وفقرك ومرضك وفي جميع أحوالك؛ فأنت تفر من قضائه عليك إلى رحمته بك.
عمل
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ اهرب بآلامك وجراحك، اهرب بهمومك وأحزانك، اهرب بقلقك وخوفك وضجرك، اهرب إليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ الفرار منه يكون إليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ كل شي تخافه تفر منه إلا الله تفر اليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ من فرَّ إلى الله آواه الله، ومن تكفل الله بأمره حماه ووقاه، جعلنا الله جميعًا ذلك الرجل.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ الكل سوف يذهب إلى الله بعد وفاته، والسعيد من ذهب إلى الله في حياته.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله تعالى، فإنك إذا خفته هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ فرار السعداء: الفرار إلى الله، فرار الأشقياء: الفرار منه لا إليه، وأما الفرار منه إليه: ففرار أوليائه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ الذنوب موحشة، تضك الصدر ولا شيء أنفع للعبد من صدق الالتجاء إلى الله.
عمل
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ اجعلها شعارك وقرارك فيما بقى من رمضان، وتذكر كثرة الساعين إذا وهن عزمك، فلا ترض من عملك بالقليل.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ لم أمرنا بالفرار لأن من عرف الله زهد فيما عداه؛ فإن زادت معرفته هرب من كل ما سواه، وفر فرارًا إلى الله.
عمل
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ اهرب إليه بثيابك الممزقة، وأقدامك الحافية، وأحلامك المبعثرة، وخطواتك المتعثَّرة، ونظراتك الشاردة، اهرب إليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ في زمن الفتن: أصدق قرار مع الله الفرار إلى الله.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ كلما لفني الحزن أحس أن هذه الآية تناديني! تشعرني برغبة في الهروب من الوجود كله إلى خالقه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ بعد كل (حي على الصلاة)؛ لتفوز برضا الرحمن، ويحفظك من شرِّ شياطين الجن والإنس.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ الفرار ليس له إلا صورة واحدة وهي الانطلاق بكل ما أوتي من قوة طلبًا للنجاة.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ لا يقرأها موحد إلا تدثر قلبه بدثار الحب والأمان، وفاضت السكينة على جنباته.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ لن تجد أرحم منه، فأين تفر عنه؟!
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ هذا هو طريق النجاة الوحيد عند الفتن واختلاط الأمور، وذلك بالفرار إلى كتابه تدبرًا وعملًا، وحينها ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ الخوف من الله يقتضي الفرار إليه سبحانه بالعمل الصالح، وليس الفرار منه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ لم أمرنا بالفرار؟ لأن المخاوف كثيرة، أهواء وشهوات، وفتن ومغريات، وشياطين إنس وجن، وصوارف عن الله وعقبات، فكلما تكالبت علينا وجب الإسراع بالفرار إليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ لا تشرد عن الله شرود البعير الضال، وهل الخصب والريُّ إلا في واحة الإيمان؟! وهل نجاتك إلا في الفرار منك إليه؟!
عمل
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ اذهبْ إلى الله بذُلِّك يأتيك بعزه، اذهبْ إلى الله بِفقرك يأتيك بِغنَاه، اذهبْ إلى الله بهمك يأتيك بِفرجه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ كلما انكسر قلبك، وخابت أمانيك وضاق صدرك، وهرب أحبابك؛ فر إلى الله سيجبر كسرك ويرحم ضعفك.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ كل ما في هذه الأرض يقيدك ويحاصرك، نجاتك في الفرار إلى الله وحده.
عمل
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ فُر إلى الله ستجد السعة بعد الضيق، والأُنس بعد الوحشة، والفرج بعد الكرب، فقط الزم عتبة بابه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ كل شيء إذا خفته فررت منه إلا الله؛ فإنك إذا خفته فررت إليه.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ فرارًا إلى الأمن، فرارًا إلى الجنان، فرارًا من هم الدنيا وشقائها، فرارًا إلى الغفور الرحيم.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ مَنْ صَحَّ فِرارُه إلى اللّهِ؛ صَحَّ قَرارُه مع الله.
عمل
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ اترك كل ما سوى الله، وهاجر إليه بقلبك وبدنك، اسعَ في طلب الرزق، لكن تجرد وعلق قلبك بالمسبب لا بالأسباب.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ قال ابن عباس: «ففروا إلي الله بالتوبة من ذنوبكم, ففروا منه إليه, واعملوا بطاعته».
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ ومن الفِرار إليه: الفرارُ إلي وحيه وكتابه؛ تلاوةً وتدبُّرًا وعملًا.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾﴾ لن تجد أفضل منه ملجأ في هذه الظروف، قال الله ﷻ: ﴿وتوكل على العزيز الرحيم﴾ [الشعراء: 217]، فلن تجد أفضل منه عاصم وحافظ من هذا البلاء.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾ لاستحالة أن ينجو أحدٌ بالهروب منه، كان الفرار إليه هو طريق النجاة الوحيد.
وقفة
[50] سأظل أهرب إليك مهما تدنست الثياب ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ ففرار العامة من الجهل إلى العلم عقدًا وسعيًا، ومن الكسل إلى التشمير حذرًا وحزمًا، ومن الضيق إلى السعة ثقة ورجاء.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ سمى الله الرجوع إليه فرارًا لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره.
عمل
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ قل: «اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك» مائة مرة.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ وسمى الله الرجوع إليه فرارًا؛ لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن.
وقفة
[50] ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ أَفِرُّ إِلَيكَ مِنكَ؛ وَأَينَ إِلّا ... إِلَيكَ يَفِـرُّ مِنكَ المُسـتَجيرُ
وقفة
[50] ﴿ففرّوا إلى الله إني لكم منه نذير مبين﴾ لا أعرف من وما الذي تخاف منه، لكني أعرف من تفر إليه!
وقفة
[50] الدنيا ملئت فتنًا ونُذرًا تستوجب على الناس الفرار إلى الله وليس مزيد فرارٍ منه ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾.
وقفة
[50] اللجوء إلى الله تعالى في كل شيء ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾.
وقفة
[50] لا شئ أنفع للعبد في زمن الفتن من صدق الالتجاء إلى الله، ما أجمل التصوير القرآني لطالب الالتجاء ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾.
وقفة
[50] الفرار إلى الله نجاة ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ﴾.
عمل
[50] يقول الله عن الرزق: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا﴾ [الملك: 15]، وعن المغفرة: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ﴾ [آل عمران: 133]، ويقول في الإقبال عليه سبحانه: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ رتب حياتك.
وقفة
[50] تأكد بأن الله يحب أن يرحمك ويتوب عليك مهما كبر خطؤك، لهذا قال سبحانه: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾؛ لأنك لن تجد أحدًا أرحم بك من الله، حتى وأنت مُذنب، قال الله تعالى: ﴿يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا﴾ [النساء: 28].
وقفة
[50، 51] قوله ﴿إني لكم منه نذير مبين﴾ وبعده: ﴿إني لكم منه نذير مبين﴾ ليس بتكرار؛ لأن كل واحد منهما متعلق بغير ما تعلق به الآخر، فالأول متعلق بترك الطاعة إلى المعصية، والثاني متعلق بالشرك بالله تعالى.

الإعراب :

  • ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللهِ:
  • الفاء استئنافية. فروا: فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. الى الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بفروا اي الى طاعته وثوابه من معصيته وعقابه
  • ﴿ إِنِّي لَكُمْ:
  • حرف مشبه بالفعل للتوكيد ينصب الاول ويرفع الثاني والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب اسم «ان».لكم: جار ومجرور متعلق بنذير او يكون في مقام مفعول اسم الفاعل «نذير» بمعنى اني مخوف من عصاه والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ:
  • جار ومجرور متعلق بنذير بمعنى من عقابه. نذير: خبر «ان» مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لنذير مرفوعة مثلها بالضمة. '

المتشابهات :

هود: 2﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ
الذاريات: 50﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
الذاريات: 51﴿وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [50] لما قبلها :     ولَمَّا دعا العِبادَ إلى النَّظَرِ لآياتِه المُوجِبةِ لخَشيتِه، والإنابةِ إليه؛ أمَرَ بما هو المقصودُ مِن ذلك، وهو الفِرارُ إليه، قال تعالى:
﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [51] :الذاريات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ..

التفسير :

[51] ولا تجعلوا مع الله معبوداً آخر، إني لكم من الله نذير بيِّن الإنذار.

{ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} هذا من الفرار إلى الله، بل هذا أصل الفرار إليه أن يفر العبد من اتخاذ آلهة غير الله، من الأوثان، والأنداد والقبور، وغيرها، مما عبد من دون الله، ويخلص العبد لربه العبادة والخوف، والرجاء والدعاء، والإنابة.

ثم أكد- سبحانه- هذا الإنذار، ونهى عن التقاعس فقال: وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ أى: واحذروا أن تجعلوا مع الله- تعالى- إلها آخر، في العبادة أو الطاعة إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ- سبحانه- نَذِيرٌ مُبِينٌ.

فالآية الأولى كان التعليل فيها للأمر بالفرار إلى الله- تعالى- والثانية كان التعليل فيها للنهى عن الإشراك به- سبحانه-.

وبذلك ترى أن هذه الآيات الكريمة، قد بينت جانبا من الدلائل على قدرة الله- تعالى- وأمرت الناس بإخلاص العبادة لله، ونهت عن الإشراك به.

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة، ببيان مواقف الأقوام من رسلهم، وببيان الوظيفة التي أوجد الله- تعالى- الناس من أجلها فقال:

( ولا تجعلوا مع الله إلها آخر ) أي : [ و ] لا تشركوا به شيئا ، ( إني لكم منه نذير مبين ) .

وقوله ( وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ) يقول جل ثناؤه: ولا تجعلوا أيها الناس مع معبودكم الذي خلقكم معبودًا آخر سواه, فإنه لا معبود تصلح له العبادة غيره ( إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) يقول: إني لكم أيها الناس نذير من عقابه على عبادتكم إلها غيره, مبين قد أبان لكم النذارة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[51] ﴿وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ هذا من الفرار إلى الله، بل هو أصل الفرار إليه: أن يفِرَّ العبد من عبادة غير الله، ولا يتوجه لغير الله بالخوف والرجاء والذل والافتقار.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا تَجْعَلُوا:
  • الواو استئنافية. لا: ناهية جازمة. تجعلوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة بمعنى: ولا توجدوا.
  • ﴿ مَعَ اللهِ:
  • ظرف مكان يدل على الاجتماع والمصاحبة منصوب على الظرفية متعلق بحال محذوفة من «الها» لانه متعلق بصفة مقدمة لالها. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة التقدير:ولا تجعلوا الها آخر كائنا مع الله.
  • ﴿ إِلهاً آخَرَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. آخر: صفة-نعت- لإلها وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لانه ممنوع من الصرف على وزن-أفعل- وبوزن الفعل.
  • ﴿ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ:
  • اعربت في الآية الكريمة السابقة. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [51] لما قبلها :     ولَمَّا أمَرَ اللهُ بالفرارِ إليه؛ ذَكَرَ هنا أعظمَ ما يجب أن يفر المرءُ منه، وهو الشرك، قال تعالى:
﴿ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف