4003132333435363738

الإحصائيات

سورة العنكبوت
ترتيب المصحف29ترتيب النزول85
التصنيفمكيّةعدد الصفحات8.00
عدد الآيات69عدد الأجزاء0.37
عدد الأحزاب0.75عدد الأرباع3.00
ترتيب الطول26تبدأ في الجزء20
تنتهي في الجزء21عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 15/29آلم: 3/6

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (31) الى الآية رقم (35) عدد الآيات (5)

جوابُ قومِ إبراهيمَ له: اقتل

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (36) الى الآية رقم (38) عدد الآيات (3)

القصَّةُ الرَّابعةُ والخامسةُ والسادسةُ: قصَّةُ شعيبٍ عليه السلام معَ أهلِ مَدْيَنَ، وهودٍ عليه السلام معَ قومِه عادٍ، وصالحٍ عليه السلام معَ قومِه ثمودَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة العنكبوت

الفتن والابتلاءات سنة ماضية (جَاهِد الفتن)/ هوان الباطل وأهله مهما علوا وتجبروا/ الابتلاء والولاء

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • امتحانات وامتحانات::   في الحياة الدراسية اختبارات وامتحانات، بعضها مهم، وبعضها أقل أهمية، وهناك امتحانات مصيرية، تغير المسار ويعتمد عليها ما بعدها (كالثانوية العامة مثلًا). وهناك أيضًا امتحانات كهذه في حياتنا بصفة عامة، امتحانات تحدد مصيرنا. فالإنسان معرّض للامتحان أو الاختبار، معرض أن يفتن في كثير من الأمور كفتنة المال والبنين والدنيا والسلطة والشهوات والصحة والأهل، وهذا من تدبير الله تعالى ليبلوا الناس أيهم أحسن عملًا، وليعلم صدق العباد وليختبرهم في إيمانهم وصدقهم.
  • • وسورة العنكبوت تتحدث عن هذا الموضوع: الامتحان أو الابتلاء أو الفتنة. كيف؟:   سورة العنكبوت من أواخر ما نزل في مكة، قبل هجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، والمسلمون يتعرضون في مكة لأقصى أنواع التعذيب ليتركوا دينهم، محنة وشدة وفتنة وابتلاء. ومع هذا التعذيب يأتي امتحان جديد؛ امتحان مختلف. هذا الامتحان هو: الهجرة؛ أن يتركوا مكة، أن يتركوا الأهل والأقارب والعشيرة والعمل والمال والبيوت. كثيرًا ما تتعبنا أوطاننا، لكن قرار مغادرتها ليس سهلًا بالمرة. الهجرة اليوم مألوفة، والناس يتبادلون التهاني عندما يحصلون عليها، لكنها لم تكن كذلك آنذاك، هذا التنقل لم يكن مقبولًا بالنسبة للعربي الحضري، من يولد في مدينة يموت فيها غالبًا. السورة تعرض لقصص أنبياء في لحظات خروجهم من مدنهم، كل قصة من هذه القصص عرضت سابقًا في سور مختلفة، لكننا الآن نراها على نحو مختلف، هذه المرة نراهم وهم يهاجرون، كما يجب أن يفعل من تنزلت السورة بينهم.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «العنكبوت».
  • • معنى الاسم ::   العنكبوت حيوان صغير، ذكره يدعي عنكب، أما أنثاه فهي العنكبوت، وهي التي تبني البيت من خلال مغزل خاص موجود في نهاية بطنها، ولا يوجد مثله عند الذكر، ولذا جاء في الآية: ﴿كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتًا﴾ (41)، وتصل عدد الخيوط إلي 400 ألف خيط، وطول الخيط الواحد 20 سم، له ثمانية أرجل، وست إلي ثمان أعين، ينسج شبكة من الخيوط للقبض عل فرائسها.
  • • سبب التسمية ::   لأن ‏الله شبه في الآية (41) الذين جعلوا الأوثان أولياء من دون الله يرجون نصرها بالعنكبوت التي عملت بيتًا لنفسها ليحفظها من الحر والبرد، ولم يرد لفظ (العنكبوت) في غيرها من السور.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن الطريق إلى الله غير مفروش بالورود؛ فلابد من التعرض لألوان من الفتن والابتلاءات.
  • • علمتني السورة ::   أنه لابد للمؤمن أن يبتلى في هذه الدنيا فالإيمان ليس كلمة تقال باللسان فقط فالله تعالى يبتلي عباده ليميز بينهم: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن العبرة بالأفعال، لا بالأقوال فقط: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن كل إنسان يحمل أوزاره يوم القيامة، وأوزار من أضلهم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة العنكبوت من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • من أواخر ما نزل من القرآن المكي، بل ذهب ابن عباس رضي الله عنه إلى أنها آخر ما نزل في مكة.
    • السورة المكية الوحيدة التي ذُكِرَ فيها لفظ (المنافقين)، في قوله تعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ (11)، ولذا نجد بعض العلماء اعتبر الآيات الإحدى عشرة الأولى من السورة آيات مدنية.
    • جرت عادة السور التي تبدأ بالحروف المقطعة (وهي: 29 سورة) أن يأتي الحديث عن القرآن الكريم بعد الأحرف المقطعة مباشرة؛ إلا أربع سور، وهي: مريم والعنكبوت والروم والقلم.
    • السور الكريمة المسماة بأسماء الحيوانات 7 سور، وهي: البقرة، والأنعام، والنحل، والنمل، والعنكبوت، والعاديات، والفيل.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نجاهد الفتن، ونوطِّن أنفسنا أنه لابد من التعرض لألوان من الفتن والابتلاءات.
    • أن نقرأ أخبار الصحابة الذين تعرضوا للفتنة؛ كسلمان الفارسي، أو عمار بن ياسر مثلًا, وكيف صدقوا وصبروا، ونقتدي بهم: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (3).
    • إذا أصابتنا فتنة أن نصبر ونتوكل على الله، وندعو الله أن يفرج عنا: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّـهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّـهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ...﴾ (10).
    • أن نقتدي بالأنبيـاءِ فـي صَبرهِم وحرصهم على الدَّعـوة إلى الله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ (14).
    • ألا نتخذ من دون الله أولياء؛ فقد ضرب الله لهم مثلًا ببيت العنكبوت، وهذا دليل على ضعفهم: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (41).
    • أن نقرأ كتاب الله ونتدبره، ونعمل به، ونحافظ على الصلاة؛ فإنها تنهى عن الفحشاء، ونكثر من ذكر الله: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ ...﴾ (45).
    • أن نتدرب على الحوار؛ فهو من سنن الأنبياء: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (46).
    • لا تحمل هم الرزق؛ فإن الله قد كفاك إياه: ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّـهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ (60).
    • أن نهاجر في أرض الله الواسعة إذا كنا في بلد ولم نستطع إقامة شعائر الله: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ (56).
    • أن نخلص العبادة لله تعالى في السراء والضراء: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾ (65).

تمرين حفظ الصفحة : 400

400

مدارسة الآية : [31] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ..

التفسير :

[31] ولما جاءت الملائكة إبراهيم بالخبر السارِّ من الله بإسحاق، ومن وراء إسحاق ولده يعقوب، قالت الملائكة لإبراهيم:إنا مهلكو أهل قرية قوم لوط، وهي «سَدُوم»؛ إنَّ أهلها كانوا ظالمي أنفسهم بمعصيتهم لله.

فأرسل الله الملائكة لإهلاكهم، فمروا بإبراهيم قبل، وبشروه بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، ثم سألهم إبراهيم أين يريدون؟ فأخبروه أنهم يريدون إهلاك قوم لوط،.

وأجاب الله- تعالى- دعاء نبيه لوط- عليه السلام-، وأرسل- سبحانه- ملائكته لنبيه إبراهيم ليبشروه بابنه إسحاق. قبل أن ينفذوا عذاب الله في قوم لوط، قال- تعالى-:

وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ أى: وحين جاء الملائكة إلى إبراهيم ليبشروه بابنه إسحاق: قالوا له: يا إبراهيم، إنا مرسلون من ربك لإهلاك أهل هذه القرية وهي قرية سدوم التي يسكنها قوم لوط، والسبب في ذلك إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ، حيث أتوا بفاحشة لم يسبقهم إليها أحد، وقطعوا الطريق على الناس، واقترفوا في مجالسهم المنكرات.

لما استنصر لوط عليه السلام الله عليهم ، بعث الله لنصرته ملائكة فمروا على إبراهيم عليه السلام ، في هيئة أضياف ، فجاءهم بما ينبغي للضيف ، فلما رأى أنه لا همة لهم إلى الطعام نكرهم ، وأوجس منهم خيفة ، فشرعوا يؤانسونه ويبشرونه بوجود ولد صالح من امرأته سارة - وكانت حاضرة - فتعجبت من ذلك ، كما تقدم بيانه في سورة " هود " و " الحجر " . فلما جاءت إبراهيم بالبشرى ، وأخبروه بأنهم أرسلوا لهلاك قوم لوط ، أخذ يدافع لعلهم ينظرون ، لعل الله أن يهديهم ، ولما قالوا : ( إنا مهلكو أهل هذه القرية )

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31)

يقول تعالى ذكره: ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ) من الله بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب ( قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ) يقول: قالت رسل الله لإبراهيم: إنا مهلكو أهل هذه القرية، قرية سَدُوم، وهي قرية قوم لوط ( إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ) يقول: إن أهلها كانوا ظالمي أنفسهم؛ بمعصيتهم الله، وتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ...) إلى قوله: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا قال: فجادل إبراهيم الملائكة في قوم لوط أن يتركوا، قال: فقال أرأيتم إن كان فيها عشرة أبيات من المسلمين أتتركونهم؟ فقالت الملائكة: ليس فيها عشرة أبيات، ولا خمسة، ولا أربعة، ولا ثلاثة، ولا اثنان، قال: فحَزِن على لوط وأهل بيته، فقال: إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ فذلك قوله: يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ فقالت الملائكة: يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ فبعث الله إليهم جبرائيل صلى الله عليه وسلم، فانتسف المدينة وما فيها بأحد جناحيه، فجعل عاليها سافلها، وتتبعهم بالحجارة بكل أرض.

التدبر :

وقفة
[31] تأمل كيف ساق الله تعالى البشرى لإبراهيم عليه السلام قبل إخباره بإهلاك قوم لوط، وذلك من لطف الله تعالى بإبراهيم عليه السلام، فقد قدَّم له البشرى قبل إعلامه بإهلاك قوم لوط؛ لما يتمتع به عليه السلام من حلم ورِقّة.
عمل
[31] هوِّن على أحد زملائك ما يجد من حزن وضيق صدر ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ﴾.
تفاعل
[31] ﴿إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[31] ﴿إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ﴾ الظلم = الهلاك، إن لم يكن في الدنيا، ففي الآخرة.
وقفة
[31] الهلاك ثمرة الظلم: ﴿إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ﴾، ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ [الكهف: 59]، ﴿لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ﴾ [إبراهيم: 13].
وقفة
[31، 32] ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ ... قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا﴾ ذو القلبِ الرَّحيمِ لا تشغَلُه شُؤونه عن السُّؤالِ عن ذَوي رحمِه.
وقفة
[31، 32] ﴿قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا﴾ اُنظر إلى دقة التعبير في القرآن وبراعة استعماله للأحرف فضلًا عن الجُمَل، فسيدنا إبراهيم عليه السلام عقَّب على إهلاك قوم لوط بقوله: ﴿قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا﴾، ولم يقل: (إن منها لوطًا)؛ وذلك لأن لوطًا عليه السلام لم يكن من أهل القرية بالأصالة، بل كان مهاجرًا فيها.
وقفة
[31، 32] ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ ... قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا﴾ انظروا كيف أن قلوب الدُّعاة عند بعضها! أول ما خطر بباله لوط.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَمّا:
  • الواو استئنافية. لما: اسم شرط‍ غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلقة بالجواب. والجملة الفعلية بعدها:في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف.
  • ﴿ جاءَتْ رُسُلُنا:
  • فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. رسل: فاعل مرفوع بالضمة. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. وقد أنث الفعل على اللفظ‍ ومعنى الجماعة. اي جماعة الرسل. بمعنى: وحين جاءت رسلنا من الملائكة.
  • ﴿ إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لانه ممنوع من الصرف-التنوين-للعجمة والعلمية. بالبشرى: جار ومجرور متعلق بجاءت رسلنا وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الالف للتعذر بمعنى تبشره باسحاق ومن بعده يعقوب.
  • ﴿ قالُوا:
  • الجملة الفعلية جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ إِنّا مُهْلِكُوا:
  • الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به-مقول القول-.ان:حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين- مبني على السكون في محل نصب اسم «ان».مهلكو: خبرها مرفوع وعلامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة.
  • ﴿ أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. هذه: اسم اشارة مبني على الكسر في محل جر بالاضافة.القرية: بدل من اسم الاشارة ويجوز ان يكون نعتا له منصوبا مثله وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ إِنَّ أَهْلَها:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد التعليل. اهل: اسم «ان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ كانُوا ظالِمِينَ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ان».كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة. ظالمين: خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

هود: 69﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إبراهيم بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا
العنكبوت: 31﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إبراهيم بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا دعا لوطٌ عليه السلام على قَومِه؛ استجابَ اللهُ دُعاءَه، وأرسل الملائكة لإهلاكهم، فمَرُّوا بإبراهيم عليه السلام وبشَّروه بإسحاق عليه السلام، قال تعالى:
﴿ وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا ..

التفسير :

[32] قال إبراهيم للملائكة:إنَّ فيها لوطاً وليس من الظالمين، فقالت الملائكة له:نحن أعلم بمن فيها، لننجِّينَّه وأهله من الهلاك الذي سينزل بأهل قريته إلا امرأته كانت من الباقين الهالكين.

فجعل يراجعهم ويقول:{ إِنَّ فِيهَا لُوطًا} فقالوا له:{ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}

وهنا قال لهم إبراهيم- عليه السلام- بخشيته وشفقته: إِنَّ فِيها لُوطاً أى: إن في هذه القرية التي جئتم لإهلاكها لوطا، وهو نبي من أنبياء الله الصالحين فكيف تهلكونها وهو معهم فيها؟ وهنا رد عليه الملائكة بما يزيل خشيته فقالوا: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها من الأخيار ومن الأشرار، ومن المؤمنين ومن الكافرين.

لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ أى: اطمئن يا إبراهيم فإن الله- تعالى- قد أمرنا أن ننجي لوطا وأن ننجي معه من الهلاك أهله المؤمنين، إلا امرأته فستبقى مع المهلكين، لأنها منهم، بسبب خيانتها للوط- عليه السلام- حيث كانت تقر جرائم قومها، ولا تعمل على إزالتها وإنكارها، كما هو شأن الزوجات الصالحات.

والغابر: الباقي. يقال: غبر الشيء يغبر غبورا، أى: بقي، وقد يستعمل فيما مضى- أيضا- فيكون من الأضداد. ومنه قولهم: هذا الشيء حدث في الزمن الغابر. أى:

الماضي.

( قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) أي : من الهالكين ; لأنها كانت تمالئهم على كفرهم وبغيهم ودبرهم

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)

يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم للرسل من الملائكة إذ قالوا له: إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ فلم يستثنوا منهم أحدا، إذ وصفوهم بالظلم: (إنَّ فِيهَا لُوطًا)، وليس من الظالمين، بل هو من رسل الله، وأهل الإيمان به، والطاعة له، فقالت الرسل له: ( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ) من الظالمين الكافرين بالله منك، وإن لوطا ليس منهم، بل هو كما قلت من أولياء الله، ( لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ ) من الهلاك الذي هو نازل بأهل قريته ( إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) الذين أبقتهم الدهور والأيام، وتطاولت أعمارهم وحياتهم، وإنها هالكة من بين أهل لوط مع قومها.

التدبر :

وقفة
[32] ﴿قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا﴾ لا تلقى المؤمن إلا يرحم المؤمن، ويحوطه حيثما كان.
عمل
[32] تعرف على أحوال الصالحين المجاورين لك وعلى أخبارهم، ودافع عنهم ﴿قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا﴾.
وقفة
[32] ﴿إِنَّ فيها لوطًا﴾ بإمكانك الاطمئنان تمامًا لمن يهتم وبصدق بالآخرين، فاعلم أنه يملك طوية سليمة واهتمامًا حقيقيًّا.
وقفة
[32] ﴿لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ من رضي عمل قوم حُشرَ معهم.
وقفة
[32] ﴿لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ لماذا امرأته؟ قال جمال الدين القاسمي: «من رضي عمل قوم حشر معهم، کما حشرت امرأة لوط معهم، ولم تكن تفعل فاحشة اللواط؛ فإنه لا يقع من المرأة، ولكن لما رضيت فعلهم، عمها معهم العذاب».
وقفة
[32] ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ أي الهالكين بعذاب الله؛ وهي امرأة لوط التي خانته خيانة دين بالكُفر لا خيانة شرف.
وقفة
[32] ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ العلائق البشرية لا تنفع إلا مع الإيمان.
وقفة
[32] ﴿الْغَابِرِينَ﴾ وصفت أنها من الغابرين، والغابر يحتمل معنيين: 1- الذهاب، فهي ذاهبة مع أهل العذاب فيما ينالهم. 2-البقاء، فهي باقية مع أهل العذاب، ولن تذهب مع لوطٍ وأهله، وهذا الوصف من بدائع القرآن. 

الإعراب :

  • ﴿ قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» المقدم. لوطا: اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة وقد انصرف رغم عجمته لخفته ولانه اسم ثلاثي اوسطه ساكن بمعنى: فقال ابراهيم للرسل ان في هذه القرية لوطا وهو بريء من ظلم قومه.
  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير في محل رفع فاعل والالف فارقة. و «ان» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها:
  • الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-.نحن: ضمير منفصل-ضمير المتكلمين-في محل رفع مبتدأ.اعلم: خبره مرفوع بالضمة ولم ينون لانه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-أفعل-صيغة مبالغة وبوزن الفعل. بمن: الباء حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلق بأعلم. فيها: جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المضمرة بتقدير: استقر او هو مستقر فيها. وجملة «استقر فيها» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب بمعنى: نحن اعلم منك واخبر بحال لوط‍ وحال قومه.
  • ﴿ لَنُنَجِّيَنَّهُ:
  • اللام لام التوكيد. ننجينه: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي لا محل لها من الاعراب والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ:
  • اعربت في الآية الكريمة الثالثة والثمانين من سورة الاعراف.'

المتشابهات :

الأعراف: 83﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ
العنكبوت: 32﴿قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ
العنكبوت: 33﴿وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا أخبرته الملائكةُ أنهم يريدون إهلاك قوم لوط؛ خاف على لوط، ونَسِيَ نفسَه وما بشَّروه به؛ فطمأنته الملائكة، قال تعالى:
﴿ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لننجينه:
1- مضارع «نجى» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مضارع «أنجى» ، وهى قراءة حمزة، والكسائي.

مدارسة الآية : [33] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا ..

التفسير :

[33] ولما جاءت الملائكة لوطاً ساءه ذلك؛ لأنه ظنهم ضيوفاً من البشر، وحزن بسبب وجودهم؛ لعلمه خبث فعل قومه، وقالوا له:لا تَخَفْ علينا لن يصل إلينا قومك، ولا تحزن مما أخبرناك مِن أنا مهلكوهم، إنَّا منجُّوك من العذاب النازل بقومك ومنجُّو أهلك معك إلا امرأتك،

ثم مضوا حتى أتوا لوطا، فساءه مجيئهم، وضاق بهم ذرعا، بحيث إنه لم يعرفهم، وظن أنهم من جملة أبناء السبيل الضيوف، فخاف عليهم من قومه، فقالوا له:{ لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ} وأخبروه أنهم رسل اللّه.{ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ{

ثم بين- سبحانه- حال لوط- عليه السلام- بعد أن وصل إليه الملائكة لينفذوا قضاء الله- تعالى- في قومه، فقال- عز وجل-: وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ. وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً.

و «أن» هنا مزيدة لتأكيد المجيء. و «سىء بهم» أى: اعترته المساءة والأحزان بسبب مجيئهم، لخوفه من اعتداء قومه عليهم.

قال القرطبي: والذرع مصدر ذرع. وأصله أن يذرع البعير بيديه في سيره ذرعا، على قدر سعة خطوه، فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ضاق عن ذلك، وضعف ومد عنقه. فضيق الذرع عبارة عن ضيق الوسع ... وإنما ضاق ذرعه بهم، لما رأى من جمالهم، وما يعلمه من فسوق قومه..» . أى: وحين جاءت الملائكة إلى لوط- عليه السلام- ورآهم، ساءه وأحزنه مجيئهم، لأنه كان لا يعرفهم، ويعرف أن قومه قوم سوء، فخشي أن يعتدى قومه عليهم.

وهو لا يستطيع الدفاع عن هؤلاء الضيوف.

والتعبير بقوله- سبحانه- وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً: تعبير بليغ، وتصوير بديع لنفاد حيلته، واغتمام نفسه، وعجزه عن وجود مخرج للمكروه الذي حل به. و «ذرعا» تمييز محول عن الفاعل، أى: ضاق بأمرهم ذرعه.

ولاحظ الملائكة- عليهم السلام- على لوط قلقه وخوفه، فقالوا له على سبيل التبشير وإدخال الطمأنينة على نفسه، يا لوط: لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ أى: لا تخف علينا من قومك، ولا تحزن لمجيئنا إليك بتلك الصورة المفاجئة.

ثم أفصحوا له عن مهمتهم فقالوا: إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ.

أى: إنا منجوك وأهلك المؤمنين من العذاب الذي ننزله بقومك، إلا امرأتك فسيدركها العذاب مع قومك، وستهلك مع الهالكين بسبب تواطئها معهم، ورضاها بأفعالهم القبيحة.

ثم ساروا من عنده فدخلوا على لوط في صورة شباب حسان ، فلما رآهم كذلك ، ( سيء بهم وضاق بهم ذرعا ) أي : اهتم بأمرهم ، إن هو أضافهم خاف عليهم من قومه ، وإن لم يضفهم خشي عليهم منهم ، ولم يعلم بأمرهم في الساعة الراهنة . ( قالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين)

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)

يقول تعالى ذكره: ( وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا ) من الملائكة (سِيءَ بِهِمْ) يقول: ساءته الملائكة بمجيئهم إليه، وذلك أنهم تَضَيفوه، فساءوه بذلك، فقوله: (سِيءَ بِهِمْ) : فُعِلَ بهم مِنْ ساءه بذلك.

وذُكر عن قتادة أنه كان يقول: ساء ظنه بقومه، وضاق بضيفه ذَرْعا.

حدثنا بذلك الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر عنه (وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعا) يقول: وضاق ذرعه بضيافتهم لما علم من خُبث فعل قومه.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا ) قال: بالضيافة مخافة عليهم مما يعلم من شرّ قومه.

وقوله: ( وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ ) يقول تعالى ذكره: قالت الرسل للوط: &; 20-33 &; لا تخف علينا أن يصل إلينا قومك، ولا تحزَن مما أخبرناك من أنَّا مهلكوهم، وذلك أن الرسل قالت له: يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ، (إنَّا مُنَجُّوكَ) من العذاب الذي هو نازل بقومك (وَأَهْلَكَ) يقول: ومنجو أهلِك معك (إلا امْرَأتَكَ) فإنها هالكة فيمن يهلك من قومها، كانت من الباقين الذين طالت أعمارهم.

التدبر :

وقفة
[33] ﴿وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ الحرص على أمن الضيوف وسلامتهم من الاعتداء عليهم.
وقفة
[33] ﴿وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ كيف يسوؤه حضور الملائكة؟ والجواب: كان هذا قبل أن يعلم لوط أنهم ملائكة لأنهم جاءوا في صورة رجال، فاعترته المساءة والأحزان لخوفه من اعتداء قومه عليهم.
وقفة
[33] ﴿وَلَمّا أَن جاءَت رُسُلُنا لوطًا سيءَ بِهِم وَضاقَ بِهِم ذَرعًا وَقالوا لا تَخَف وَلا تَحزَن﴾ فقط اهتم بالحق وانصره، ولو فى دخيلة نفسك وسيأتى الفرج.
وقفة
[33] ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ من الذرع، وأصله أن يذرع البعير بيديه في سيره ذرعًا، على قدر سعة خطوته، فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ضاق ذرعه، أي ضعف عن ذلك، وهو تعبير عن نفاد حيلته وعجزه عن أن يجد مخرجًا للمكروه الذي حل به.
وقفة
[33] ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ قال القشيري: «أقرب ما يكون العبد في البلاء من الفرج إذا اشتد عليه البلاء فعند ذلك يكون زوال البلاء؛ لأنه يصير مضطرًا، ووعد الله للمضطرين وشيك بالإجابة، كذلك كان لوط في تلك الليلة، فقد ضاق بهم ذرعًا ثم لم يلبث أن وجد الخلاص من ضيقه».
عمل
[33] ﴿وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ﴾، ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ﴾ [التوبة: 40] كُنْ مصدرَ سعادةٍ لمن حولكَ، تنهاهم عن الخوفِ والحزنِ.
وقفة
[33] الإيمان والعمل الصالح هما سبب النجاة من العقوبات, والعلاقة الزوجية بدونهما لا تنفع شيئًا ﴿وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَمّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً:
  • اعربت في الآية الكريمة الحادية والثلاثين. و «ان» زائدة لانها جاءت بعد «لما» ويجوز ان تكون صلة اكدت وجود الفعلين مترتبا احدهما على الآخر في وقتين متجاورين لا فاصل بينهما كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان كأنه قيل: كما احس بمجيئهم فاجأته المساءة جهلا منه بهم وخيفة عليهم من قومه. هذا ما قاله الزمخشري في كشافه.
  • ﴿ سِيءَ بِهِمْ:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. سيء:فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح و «بهم» الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالباء. والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل بمعنى ساءه مجيؤهم لانه لم يعرفهم اي غمّه هذا المجيء.
  • ﴿ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً:
  • الواو عاطفة. ضاق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بهم: جار ومجرور متعلق بضاق. ذرعا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى: عجز عن احتمال مجيئهم ولم يطقه ولم يقو عليه او وضاق بشأنهم ذرعه اي طاقته او شق عليه.
  • ﴿ وَقالُوا:
  • الواو عاطفة. قالوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وقد ذكر الفعل على المعنى اي جمع رسول.
  • ﴿ لا تَخَفْ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به-مقول القول-.لا:ناهية جازمة. تخف: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت وحذفت الالف واصلها: تخاف لالتقاء الساكنين.
  • ﴿ وَلا تَحْزَنْ:
  • الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد النفي. تحزن: معطوفة على «تخف» وتعرب اعرابها
  • ﴿ إِنّا مُنَجُّوكَ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد التعليل. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب اسم «ان».منجوك: خبرها مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة لفظا وفي محل نصب محلا لانه مفعول به لاسم الفاعل.
  • ﴿ وَأَهْلَكَ:
  • معطوفة بالواو على ضمير المخاطب-الكاف-منصوبة مثلها على المحل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ:
  • اعربت كما ذكر في الآية الشريفة الثالثة والثمانين من سورة الاعراف والكاف في «امرأتك» ضمير متصل- ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.'

المتشابهات :

هود: 77﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ
العنكبوت: 33﴿وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     وبعد أن تركوا إبراهيم عليه السلام؛ وصلوا إلى لوط عليه السلام في صورة شباب حسان؛ فأصابه غم وهم خوفًا من اعتداء قومه عليهم، قال تعالى:
﴿ وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سيء:
1- بكسر السين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها، وهى قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي.
3- سوء، بضمها، وهى لغة بنى هذيل، يقولون فى «قيل» : قول، وبها قرأ عيسى، وطلحة.

مدارسة الآية : [34] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ ..

التفسير :

[34] إنا منزلون على أهل هذه القرية عذاباً من السماء؛ بسبب معصيتهم لله وارتكابهم الفاحشة.

}إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا} أي:عذابا{ مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} فأمروه أن يسري بأهله ليلا، فلما أصبحوا، قلب اللّه عليهم ديارهم، فجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل متتابعة حتى أبادتهم وأهلكتهم، فصاروا سَمَرًا من الأسمار، وعبرة من العِبر.

ثم أخبروه بالكيفية التي ينزل بها العذاب على قومه فقالوا: إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ.

والرجز: العذاب الذي يزعج المعذب به ويجعله في حالة اضطراب وهلع. يقال: ارتجز فلان، إذا اضطرب وانزعج.

أى: إنا منزلون بأمر الله- تعالى- وإرادته، على أهل هذه القرية- وهي قرية سدوم التي كان يسكنها قوم لوط- رِجْزاً مِنَ السَّماءِ أى: عذابا شديدا كائنا من السماء، بحيث لا يملكون دفعه أو النجاة منه، بسبب فسوقهم عن أمر ربهم، وخروجهم عن طاعته.

وذلك أن جبريل عليه السلام اقتلع قراهم من قرار الأرض ، ثم رفعها إلى عنان السماء ، ثم قلبها عليهم . وأرسل الله عليهم حجارة من سجيل منضود ، مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد ، وجعل [ الله ] مكانها بحيرة خبيثة منتنة ، وجعلهم عبرة إلى يوم التناد ، وهم من أشد الناس عذابا يوم المعاد ;

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الرسل للوط: (إنَّا مُنـزلُونَ) يا لُوط (عَلى أَهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ) سَدُوم (رِجْزًا مِنَ السَّماءِ) يعني عذابا.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( إِنَّا مُنـزلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا ) : أي عذابا.

وقد بيَّنا معنى الرجز وما فيه من أقوال أهل التأويل فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

وقوله: ( بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) يقول: بما كانوا يأتون من معصية الله، ويركبون من الفاحشة.

التدبر :

تفاعل
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ قل: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
وقفة
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ كلمة رجز ومشتقاتها في القرآن الكريم تأتي دائمًا بمعنى العذاب والعقوبة.
وقفة
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ عن ابن عباس قال: «إن قوم لوط كانت فيهم ذنوب غير الفاحشة؛ منها: أنهم يتظالمون فيما بينهم، ويشتم بعضهم بعضًا، وتتشبه الرجال بلباس النساء والنساء بلباس الرجال، ويضربون المكوس على كل عابر، ومع هذا كله كانوا يشركون بالله، وهم أول من ظهر على أيديهم اللوطية والسحاق».
وقفة
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ لابد للفاسق من عقوبة، دنيوية أو أخروية.
وقفة
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ قال صاحب الكشاف: «الرجز والرجس: العذاب، من قولهم: ارتجز وارتجس إذا اضطرب، لما يلحق المعذب من القلق والاضطراب».
تفاعل
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة.
وقفة
[34] ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ دلالة الفسق في تعبير القرآن الكريم: الفسق: هو الخروج عن الطاعة ومعصية الأمر، وقد يكون خروجًا عن الدين: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67]، وقد يكون خروجًا عن الفطرة كحال قوم لوط: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ﴾ [الأنبياء: 74]، وقد يكون خروجًا عن الأمر: ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ [الكهف: 50]، وقد يكون معصية ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ﴾ [البقرة: 197].

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا مُنْزِلُونَ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم ان. منزلون: خبرها مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.
  • ﴿ عَلى أَهْلِ هذِهِ:
  • جار ومجرور متعلق بمنزلون. هذه: اسم اشارة مبني على الكسر في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ:
  • بدل من اسم الاشارة ويجوز ان يكون صفة- نعتا-له مجرورا مثله وعلامة جره الكسرة. رجزا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة اي عذابا. من السماء: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رجزا».
  • ﴿ بِما كانُوا:
  • الباء حرف جر. ما: مصدرية. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة. وجملة كانُوا يَفْسُقُونَ» صلة «ما» لا محل لها.
  • ﴿ يَفْسُقُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ما» وما بعدها:بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير: بسبب فسقهم. والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل «منزلون».'

المتشابهات :

البقرة: 59﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
الأعراف: 162﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ
العنكبوت: 34﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا طمأنوه، وأفصحوا له عن مهمتهم؛ أخبروه هنا بالكيفية التي سينزل بها العذاب على قومه، قال تعالى:
﴿ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

منزلون:
1- بالتخفيف، من «أنزل» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالتشديد.
رجزا:
وقرئ:
بضم الراء، وهى قراءة ابن محيصن.
يفسقون:
وقرئ:
بكسر السين وهى قراءة أبى حيوة، والأعمش.

مدارسة الآية : [35] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً ..

التفسير :

[35] ولقد أبقينا مِن ديار قوم لوط آثاراً بينة لقوم يعقلون العبر، فينتفعون بها.

{ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} أي:تركنا من ديار قوم لوط، آثارا بينة لقوم يعقلون العِبر بقلوبهم، [فينتفعون بها]، كما قال تعالى:{ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}

ثم بين- سبحانه- أن حكمته قد اقتضت. أن يجعل آثار هؤلاء الظالمين باقية بعدهم، لتكون عبرة وعظة لغيرهم فقال: وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.

أى: ولقد تركنا من هذه القرية بعد تدميرها، علامة بينة، وآية واضحة. تدل على هلاك أهلها، حتى تكون عبرة لقوم يستعملون عقولهم في التدبر والتفكر.

قال ابن كثير: وذلك أن جبريل- عليه السلام- اقتلع قراهم من قرار الأرض، ثم رفعها إلى عنان السماء، ثم قلبها عليهم، وأرسل الله عليهم حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، وجعل مكانها. بحيرة خبيثة منتنة، وجعلهم عبرة إلى يوم التناد، وهم من أشد الناس عذابا يوم المعاد، ولهذا قال: وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ كما قال: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ

.

ثم ساق- سبحانه- جانبا من قصة شعيب وهود وصالح- عليهم السلام- مع أقوامهم، وكيف أن هؤلاء الأقوام قد كانت عاقبتهم خسرا، بسبب تكذيبهم لأنبيائهم، فقال- تعالى-:

ولهذا قال تعالى : ( ولقد تركنا منها آية بينة ) أي : واضحة ، ( لقوم يعقلون ) ، كما قال ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ) [ الصافات : 137 ، 138 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)

يقول تعالى ذكره: ولقد أبقينا من فَعْلتنا التي فَعَلْنا بهم آية، يقول: عبرة بينة وعظة واعظة، (لِقَومٍ يَعْقِلُونَ) عن الله حُجَجه، ويتفكرون في مواعظه، وتلك الآية البينة هي عندي عُفُوُّ آثارهم، ودروس معالمهم.

وذُكر عن قَتادة في ذلك ما:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) قال: هي الحجارة التي أُمطرت عليهم.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً ) قال: عِبرة.

التدبر :

وقفة
[35] ﴿وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ أي: ولقد أبقينا من فعلتنا التي فعلنا بهم (آيَةً): يقول: عبرة بينة، وعظة واعظة (لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) عن الله حججه، ويتفكرون في مواعظه.
وقفة
[35] ﴿وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ منازل المُهْلَكين بالعذاب عبرة للمعتبرين.
وقفة
[35] ﴿وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ آيات الله في إهلاك الظالمين حاضرة، لكن عقول البعض غائبة!
وقفة
[35] آيات الله في الكون وفي الأنفس لا يدركها إلا من تدبرها بعقله وقلبه وحواسه ﴿وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنا:
  • الواو استئنافية. اللام لام الابتداء او التوكيد. قد: حرف تحقيق. ترك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ مِنْها آيَةً بَيِّنَةً:
  • جار ومجرور متعلق بتركنا اي من القرية. آية: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بينة: صفة-نعت-لآية منصوبة مثلها بالفتحة. اي علامة على آثارها.
  • ﴿ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بتركنا. يعقلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يعقلون» في محل جر صفة-نعت-لقوم. بمعنى يتفكرون او يتدبرون.'

المتشابهات :

العنكبوت: 35﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
الذاريات: 37﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
القمر: 15﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد أن أخبرنا اللهُ بهلاكِ قوم لوط؛ بَيَّنَ هنا أنه جعل آثار هؤلاء الظالمين باقية بعدهم؛ لتكون عبرة وعظة لغيرهم، قال تعالى:
﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [36] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ ..

التفسير :

[36] وأرسلنا إلى «مدين» أخاهم شعيباً، فقال لهم:يا قوم اعبدوا الله وحده، وأخلصوا له العبادة، ما لكم من إله غيره، وارجوا بعبادتكم جزاء اليوم الآخر، ولا تكثروا في الأرض الفساد والمعاصي، ولا تقيموا عليها، ولكن توبوا إلى الله منها وأنيبوا.

أي{ و} أرسلنا{ إِلَى مَدْيَنَ} القبيلة المعروفة المشهورة{ شُعَيْبًا} فأمرهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، والإيمان بالبعث ورجائه، والعمل له، ونهاهم عن الإفساد في الأرض، ببخس المكاييل والموازين، والسعي بقطع الطرق.

وقوله- سبحانه-: وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً.. معطوف على مقدر محذوف، لدلالة ما قبله عليه. ومدين: اسم للقبيلة التي تنسب إلى مدين بن إبراهيم- عليه السلام-. وكانوا يسكنون في المنطقة التي تسمى معان بين حدود الحجاز والشام.

وقد أرسل الله- تعالى- إليهم شعيبا- عليه السلام- ليأمرهم بعبادة الله- تعالى- وحده، ولينهاهم عن الرذائل التي كانت منتشرة فيهم، والتي من أبرزها التطفيف في المكيال والميزان.

والمعنى: وكما أرسلنا نوحا إلى قومه، وإبراهيم إلى قومه، أرسلنا إلى أهل مدين، رسولنا شعيبا- عليه السلام-.

فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ أى: فقال لهم ناصحا ومرشدا، الكلمة التي قالها كل نبي لأمته: يا قوم اعبدوا الله- تعالى- وحده، واتركوا ما أنتم عليه من شرك.

وقال لهم- أيضا: وارجوا النجاة من أهوال يوم القيامة، بأن تستعدوا له بالإيمان والعمل الصالح، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، فإن الإفساد في الأرض ليس من شأن العقلاء، وإنما هو من شأن الجهلاء الجاحدين لنعم الله- تعالى-. يقال: عثى فلان في الأرض يعثو ويعثى- كقال وتعب-، إذا ارتكب أشد أنواع الفساد فيها.

فأنت ترى أن شعيبا- عليه السلام- وهو خطيب الأنبياء- كما جاء في الحديث الشريف، قد أمر قومه بإخلاص العبادة لله، وبالعمل الصالح الذي ينفعهم في أخراهم، ونهاهم عن الإفساد في الأرض، فماذا كان موقفهم منه؟

يخبر تعالى عن عبده ورسوله شعيب عليه السلام ، أنه أنذر قومه أهل مدين ، فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له ، وأن يخافوا بأس الله ونقمته وسطوته يوم القيامة ، فقال : ( يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ) .

. قال ابن جرير : قال بعضهم : معناه : واخشوا اليوم الآخر ، وهذا كقوله تعالى : ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) [ الممتحنة : 6 ] .

ثم نهاهم عن العيث في الأرض بالفساد ، وهو السعي فيها والبغي على أهلها ، وذلك أنهم كانوا ينقصون المكيال والميزان ، ويقطعون الطريق على الناس ،

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36)

يقول تعالى ذكره: وأرسلت إلى مَدْين أخاهم شعيبا، فقال لهم: ( يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ) وحده، وذِلُّوا له بالطاعة، واخضعوا له بالعبادة ( وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ ) يقول: وارجوا بعبادتكم إياي جزاءَ اليوم الآخر، وذلك يوم القيامة ( وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ ) يقول: ولا تكثِروا في الأرض معصية الله، ولا تقيموا عليها، ولكن توبوا إلى الله منها وأنيبوا.

وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب يتأوّل قوله: ( وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ ) بمعنى: واخشَوا اليوم الآخر، وكان غيره من أهل العلم بالعربية يُنكر ذلك ويقول: لم نجد الرجاء بمعنى الخوف في كلام العرب إلا إذا قارنه الجَحْد.

التدبر :

وقفة
[36] ﴿وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ الرجاء هنا بمعنی الخوف، أي خافوا يوم القيامة، أو بمعنی: افعلوا ما ترجون به ثوابه، فلا قيمة لرجاء ولا خوف من غير عمل.
وقفة
[36] تذكُّر اليوم الآخر والخوف منه من أعظم ما يعين على ترك المعاصي ﴿فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾.
وقفة
[36] ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ أي: لا تكفروا؛ فإنه أصل كل فساد، والعثو والعثي: أشد الفساد.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاُرْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الخامسة والثمانين من سورة الاعراف والآية الكريمة الرابعة والثمانين من سورة هود.
  • ﴿ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ:
  • معطوفة بالواو على «اعبدوا» وتعرب اعرابها.اليوم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الآخر: صفة-نعت- لليوم منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. بمعنى وافعلوا ما ترجون به العاقبة. وقيل هو من الرجاء بمعنى الخوف.
  • ﴿ وَلا تَعْثَوْا:
  • الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. تعثوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بلا تعثوا او بمفسدين.مفسدين: حال مؤكدة لعاملها في المعنى فقط‍ منصوبة بالياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الأعراف: 85﴿ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ
هود: 84﴿ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ
العنكبوت: 36﴿ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     القصَّةُ الرَّابعةُ: قصَّةُ شعيبٍ عليه السلام معَ أهلِ مَدْيَنَ لما أمرهم بعبادة الله وحده، ونهاهم عن الرذائل التى كانت منتشرة فيهم، والتى من أبرزها التطفيف في المكيال والميزان، قال تعالى:
﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي ..

التفسير :

[37] فكذَّب أهل «مدين» شعيباً فيما جاءهم به عن الله من الرسالة، فأخذتهم الزلزلة الشديدة، فأصبحوا في دارهم صَرْعى هالكين.

فكذبوه فأخذهم عذاب اللّه{ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}

كان موقفهم منه: التكذيب والإعراض، كما قال- سبحانه-: فَكَذَّبُوهُ أى: فيما أمرهم به، وفيما نهاهم عنه.

فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ أى: فأهلكهم الله- تعالى- بسبب تكذيبهم لنبيهم بالرجفة، وهي الزلزلة الشديدة. يقال: رجفت الأرض، إذا اضطربت اضطرابا شديدا.

ولا تعارض هنا بين قوله- تعالى-: فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ وبين قوله- سبحانه- في سورة هود: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ لأنه يجوز أن الله- تعالى- جعل لإهلاكهم سببين:

الأول: أن جبريل- عليه السلام- صاح بهم صيحة شديدة أذهلتهم، ثم رجفت بهم الأرض فأهلكتهم. وبعضهم قال: إن الرجفة والصيحة بمعنى واحد.

وقوله- تعالى-: فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ بيان لما آل إليه أمرهم بعد هلاكهم.

والمراد بدارهم: مساكنهم التي يسكنونها، أو قريتهم التي يعيشون بها وقوله:

جاثِمِينَ من الجثوم، وهو للناس والطيور بمنزلة البروك للإبل. يقال: جثم الطائر يجثم جثما وجثوما فهو جاثم- من باب ضرب-، إذا وقع على صدره ولزم مكانه فلم يبرحه.

أى: فأصبحوا في مساكنهم هامدين ميتين لا تحس لهم حركة، ولا تسمع لهم ركزا.

هذا مع كفرهم بالله ورسوله ، فأهلكهم الله برجفة عظيمة زلزلت عليهم بلادهم ، وصيحة أخرجت القلوب من حناجرها . وعذاب يوم الظلة الذي أزهق الأرواح من مستقرها ، إنه كان عذاب يوم عظيم . وقد تقدمت قصتهم مبسوطة في سورة " الأعراف ، وهود ، والشعراء " .

وقوله : ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) ، قال قتادة : ميتين . وقال غيره : قد ألقي بعضهم على بعض .

القول في تأويل قوله تعالى : فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37)

يقول تعالى ذكره: فكذّب أهل مَدينَ شعيبا فيما أتاهم به عن الله من الرسالة، فأخذتهم رَجْفة العَذاب ( فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) جُثوما، بعضُهم على بعض مَوْتَى.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) : أي ميتين.

التدبر :

لمسة
[37] قال الرازي: «قال ها هنا وفي الأعراف: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾ [الأعراف: 91، العنكبوت: 37]، وقال في هود: ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ [هود: 94] والحكاية واحدة! نقول: لا تعارض بينهما؛ فإن الصيحة كانت سببًا للرجفة، إما لرجفة الأرض، إذ قيل إن جبريل صاح فتزلزلت الأرض من صيحته، وإما لرجفة الأفئدة، فإن قلوبهم ارتجفت منها».
تفاعل
[37] ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَذَّبُوهُ:
  • الفاء استئنافية. كذبوه: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ:
  • الفاء سببية. اخذت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الرجفة: فاعل مرفوع بالضمة اي الزلزلة.
  • ﴿ فَأَصْبَحُوا:
  • الفاء عاطفة. اصبحوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «اصبح» والالف فارقة. والجملة معطوفة بالواو على جملة «فأخذتهم» فتكون فاء «فأصبحوا» سببية ايضا.
  • ﴿ فِي دارِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بأصبحوا او بجاثمين. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. اي في بلدهم وارضهم او في ديارهم فاكتفي بالواحد المفرد لعدم اللبس.
  • ﴿ جاثِمِينَ:
  • اي مهلكين او ميتين باركين على ركبهم وهي خبر «أصبح» منصوبة وعلامة نصبها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الأعراف: 78﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ
الأعراف: 91﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ
العنكبوت: 37﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ
هود: 67﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
هود: 94﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     ولَمَّا أمرهم بعبادة الله، ونهاهم عن الرذائل؛ كذَّبوه؛ فأهلكهم اللهُ بزلزلة عظيمة، قال تعالى:
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :العنكبوت     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم ..

التفسير :

[38] وأهلكنا عاداً وثمود، وقد تبين لكم من مساكنهم خَرابُها وخلاؤها منهم، وحلول نقمتنا بهم جميعاً، وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة، فصدَّهم عن سبيل الله وعن طريق الإيمان به وبرسله، وكانوا مستبصرين في كفرهم وضلالهم، معجبين به، يحسبون أنهم على هدى وصواب،

أي:وكذلك ما فعلنا بعاد وثمود، وقد علمتم قصصهم، وتبين لكم بشيء تشاهدونه بأبصاركم من مساكنهم وآثارهم التي بانوا عنها، وقد جاءتهم رسلهم بالآيات البينات، المفيدة للبصيرة، فكذبوهم وجادلوهم.{ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} حتى ظنوا أنها أفضل مما جاءتهم به الرسل.

ثم أشار- سبحانه- بعد ذلك إلى مصارع عاد وثمود فقال: وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ.

وعاد: هم قوم هود- عليه السلام- وكانوا يسكنون بالأحقاف في جنوب الجزيرة العربية، بالقرب من حضرموت.

وثمود: هم قوم صالح- عليه السلام- وكانت مساكنهم بشمال الجزيرة العربية، وما زالت مساكنهم تعرف حتى الآن بقرى صالح.

أى: وأهلكنا عادا وثمود بسبب كفرهم وعنادهم، كما أهلكنا غيرهم، والحال أنه قد تبين لكم- يا أهل مكة- وظهر لكم بعض مساكنهم، وأنتم تمرون عليهم في رحلتي الشتاء والصيف.

فقوله- سبحانه-: وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ المقصود منه غرس العبرة والعظة في نفوس مشركي مكة، عن طريق المشاهدة لآثار المهلكين، فإن مما يحمل العقلاء على الاعتبار، مشاهدة آثار التمزيق والتدمير، بعد القوة والتمكين.

وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ السيئة. بسبب وسوسته وتسويله، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ الحق، وعن الطريق المستقيم.

وَكانُوا أى: عادا وثمود مُسْتَبْصِرِينَ أى: وكانت لهم عقول يستطيعون التمييز بها بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، ولكنهم لم يستعملوها فيما خلقت له، وإنما استحبوا العمى على الهدى، وآثروا الغي على الرشد، فأخذهم الله- تعالى- أخذ عزيز مقتدر.

وقوله- تعالى-: مُسْتَبْصِرِينَ من الاستبصار، بمعنى التمكن من تعقل الأمور، وإدراك خيرها من شرها، وحقها من باطلها.

يخبر تعالى عن هؤلاء الأمم المكذبة للرسل كيف أبادهم وتنوع في عذابهم ، فأخذهم بالانتقام منهم ، فعاد قوم هود ، وكانوا يسكنون الأحقاف وهي قريبة من حضرموت بلاد اليمن ، وثمود قوم صالح ، وكانوا يسكنون الحجر قريبا من وادي القرى . وكانت العرب تعرف مساكنهما جيدا ، وتمر عليها كثيرا

القول في تأويل قوله تعالى : وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)

يقول تعالى ذكره: واذكروا أيها القوم عادا وثمود، ( وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ) خرابها وخلاؤُها منهم بوقائعنا بهم، وحلول سَطْوتنا بجميعهم ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ) يقول: وحسَّن لهم الشيطان كفرهم بالله، وتكذيبَهم رسله ( فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ) يقول: فردّهم بتزيينه لهم، ما زيَّن لهم من الكفر عن سبيل الله، التي هي الإيمان &; 20-35 &; به ورسله، وما جاءوهم به من عند ربهم ( وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) يقول: وكانوا مستبصرين في ضلالتهم، مُعْجبين بها، يحسبون أنهم على هدى وصواب، وهم على الضلال.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) يقول: كانوا مستبصرين في دينهم.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) في الضلالة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (وكانُوا مسْتَبْصِرِينَ) في ضلالتهم مُعْجَبين بها.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: (وكانُوا مُسْتَبْصِرينَ) يقول: في دينهم.

التدبر :

وقفة
[38] ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ﴾ قال ابن كثير: «فعاد قوم هود عليه السلام كانوا يسكنون الأحقاف، وهي قريبة من حضرموت بلاد اليمن، وثمود قوم صالح كانوا يسكنون الحجر قريبًا من وادي القرى، وكانت العرب تعرف مساكنهما جيدًا، وتمر عليها كثيرًا».
وقفة
[38] ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ﴾ وكأن الله تعالى يقول: «لن أحكي كثيرًا من تفاصيل ما حاق بهم؛ بل سأترككم تشاهدون من ديارهم وآثار دمارهم بما يردعكم عن السير في مثل طريقهم»، ومع الثورة العلمية اليوم نستطيع جميعًا أن نشاهد أفلامًا كثيرة على اليوتيوب تعرض لآثار هذه القرى المدمرة.
وقفة
[38] قوله تعالى: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ﴾ تدل على معرفة العرب بمساكنهم وأخبارهم.
وقفة
[38] ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ الأمر الذي تشعر أن الشيطان قد تدخل به هو ما توجست منه بالبداية وترددت ثم بدأت النفس تزينه لك.
تفاعل
[38] ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾ استعذ بالله الآن من الشيطان الرجيم.
وقفة
[38] من خطوات الشيطان في إضلال العباد: تزيين الأعمال السيئة؛ فالحذر الحذر من ذلك ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ﴾.
وقفة
[38] ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ التزيين من أسلحة الشيطان الخطيرة، يزين الحرام القبيح في أعين ضحاياه، حتى يحبوه ويؤثروه ويدعوا غيرهم إليه.
وقفة
[38] ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ﴾ بوسوسته وإغوائه، ﴿أَعْمَالَهُمْ﴾ القبيحة من الكفر والمعاصي، ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ أي: عقلاء؛ يمكنهم التمييز بين الحق والباطل بالاستدلال والنظر، ولكنهم أغفلوا ولم يتدبروا.
وقفة
[38] ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ العلم بالحق لا ينفع مع اتباع الهوى وإيثاره على الهدى.
وقفة
[38] ﴿وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾: قيل: «معناه لهم بصيرة في كفرهم، وإعجاب به»، وقيل: «لهم بصيرة في الإيمان، ولكنهم كفروا عنادًا».
وقفة
[38] ﴿وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾: قد عرفوا الحق من الباطل بظهور البراهين، قال الفراء: «كانوا عقلاء ذوي بصائر، فلم تنفعهم بصائرهم».
وقفة
[38] ﴿وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ سلوا الله العافية! كانوا ذوي عقل وذكاء وأفهام، لكن ما نفعتهم مع غياب الإيمان، فكانوا كما قال ابن تيمية: «أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء، وأعطوا فهومًا وما أعطوا علومًا، وأعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة»: ﴿فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ﴾ [الأحقاف: 26].

الإعراب :

  • ﴿ وَعاداً وَثَمُودَ:
  • الواو عاطفة. عادا: مفعول به منصوب بمضمر تقديره:اهلكنا لان قوله تعالى- فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ -يدل عليه لانه في معنى الاهلاك وعلامة نصبه الفتحة. ويجوز ان يكون منصوبا بمضمر تقديره: واذكر يا محمد عادا و «عاد» اسم رجل من العرب الاولى وبه سميت القبيلة قوم هود. وثمود: معطوفة بالواو على «عادا» منصوبة مثلها بالفتحة ولم تنون لانها ممنوعة من الصرف-التنوين-للتأنيث والتعريف لانها بتأويل القبيلة لا للذهاب الى الحي أو باعتبار الأصل لأنه اسم أبيهم الأكبر. أمّا حرف العلة -الألف-الموضوع فوقه الصفر المستدير فهو حرف زائد ثبت خطا فقط‍.
  • ﴿ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ:
  • الواو حالية. والجملة الفعلية بعده في محل نصب حال.قد: حرف تحقيق. تبين: فعل ماض مبني على الفتح. لكم: جار ومجرور متعلق بالفاعل والميم علامة جمع الذكور اي: وقد تبين لكم ذلك. يعني ما وصفه من اهلاكهم بمعنى وقد ظهر لكم ذلك.
  • ﴿ مِنْ مَساكِنِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بتبين و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. اي من جهة مساكنهم فحذف المجرور المضاف وحل المضاف اليه محله. بمعنى من مروركم على مساكنهم.
  • ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ:
  • الواو عاطفة. زين: فعل ماض مبني على الفتح. لهم: جار ومجرور متعلق بزين و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.
  • ﴿ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. اعمال: مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ:
  • الفاء عاطفة. صد: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو اي فمنعهم. عن السبيل: جار ومجرور متعلق بصدهم. اي عن سبيل الله. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ:
  • الواو حالية. والجملة الفعلية بعده في محل نصب حال. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة. مستبصرين: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

النمل: 24﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ
العنكبوت: 38﴿وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     القصَّةُ الخامسةُ والسادسةُ: قصَّةُ هودٍ عليه السلام معَ قومِه عادٍ، وصالحٍ عليه السلام معَ قومِه ثمودَ، قال تعالى :
﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وثمودا:
قرئ:
1- بغير تنوين، وهى قراءة حمزة، وشيبة، والحسن، وحفص.
2- بالتنوين، وهى قراءة باقى السبعة.
3- وعاد وثمود، بالخفض فيهما، عطفا على «مدين» ، وهى قراءة ابن وثاب.
من مساكنهم:
وقرئ:
مساكنهم، من غير «من» ، فيكون فاعلا للفعل «تبين» ، وهى قراءة الأعمش.

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف