58641421234567891011121314151617181920212223242526272829

الإحصائيات

سورة عبس
ترتيب المصحف80ترتيب النزول24
التصنيفمكيّةعدد الصفحات1.00
عدد الآيات42عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.50
ترتيب الطول81تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 16/21_
سورة التكوير
ترتيب المصحف81ترتيب النزول7
التصنيفمكيّةعدد الصفحات1.00
عدد الآيات29عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.50
ترتيب الطول84تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الشرط: 3/7_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (1) الى الآية رقم (14) عدد الآيات (14)

تتحدثُ السُّورةُ عن حقيقتين: 1- حقيقةُ القيامةِ، وما يُصاحبُها من تَغيُّراتٍ كونيةٍ تشملُ: الشمسَ والنُّجومَ والجبالَ والبحارَ والأرضَ والسماءَ والأنعامَ والوحوشَ، والإنسانَ، فتعلَمُ كلُّ نفسٍ ما عمِلتْ من خيرٍ وشرٍّ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (15) الى الآية رقم (29) عدد الآيات (15)

2- حقيقةُ الوحي، وما يتعلَّقُ به من صفةِ المَلَكِ الذي يبلِّغُه (جبريل عليه السلام )، وصفةِ النَّبي الذي يتلقَّاه (محمد ﷺ)، وأنَّ القرآنَ عِظةٌ وذكرى للعالمينَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة عبس

عتاب رقيق (كرامة من ينتفع بالقرآن وحقارة من يعرض عنه)

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سورة «عبس» عتاب رباني رقيق لرسول الله ﷺ::   تدور سورة عبس حول: دعوة القرآن وكرامتها وعلو مقامها، وكرامة من ينتفع بها، وحقارة من يعرض عنها.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «عبس».
  • • معنى الاسم ::   عبس: أي قطب جبينه، والتعبس: التجهم.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بهذا الفظ.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   سورة «الصَّاخَّةُ»، ‏و«السَّفَرَةُ»، و«الأعمى»، و«ابن أمِّ مكتوم».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   كرامة من ينتفع بالقرآن وحقارة من يعرض عنه.
  • • علمتني السورة ::   أن الواجب علينا فقط هو التبليغ والتذكير، وليس إجبار الناس على سبيل سلوك الهداية.
  • • علمتني السورة ::   مراعاة مشاعر الناس.
  • • علمتني السورة ::   إذا جَاءَ اللومُ على العُبوسِ في وجهِ الأعمى وهو ﻻ يَرى، فكيف بمن يرى؟: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ۞ أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة عبس من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة عبس من المفصل.
    • سورة عبس من سور القرائن أو النظائر، وهي 20 سورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها، كل سورتين في ركعة، والنظائر: السور المتشابهات والمتماثلات في الطول.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن سورة عبس مع سورة المطففين، ويقرأهما في ركعة واحدة.
    عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالَا: «أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّى أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِى رَكْعَةٍ، فَقَالَ: أَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ؟! لَكِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: السُّورَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، الرَّحْمَنَ وَالنَّجْمَ فِى رَكْعَةٍ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِى رَكْعَةٍ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِى رَكْعَةٍ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِى رَكْعَةٍ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِى رَكْعَةٍ، وَهَلْ أَتَى وَلاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِى رَكْعَةٍ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلاَتِ فِى رَكْعَةٍ، وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِى رَكْعَةٍ».
    وأصل الحديث في الصحيحين -ولكن دون سرد السور- وهو: عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «إِنِّى لأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، عِشْرِينَ سُورَةً فِى عَشْرِ رَكَعَاتٍ».
خامسًا : خصائص السورة :
  • • احتوت سورة عبس على 13 آية متصلة ليس فيها واو، وهي: الآيات: (15-27)، وهذا من لطائف القرآن.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • ألا نفرق في الدعوة إلى الله بين فقير وغني: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ ...﴾ (1-4).
    • أن نراعي مشاعر الناس، وأن نبستم في وجوه الجميع؛ حتـى الأعمى؛ فإن كان لا يرانا، فالله يرانا: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ۞ أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ﴾ (1-2).
    • أن نهتم بطالب العلم والمُستَرْشِد: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ ۞ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ﴾ (3، 4).
    • أن نتأمل ونتفكر في خلق الله وشكر نعمه: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ (24-31).
    • أن نشكر الله تعالى على تنوع النعم: ﴿وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ (28-31).
    • ألا نفخر على أقراننا بمتاع الدنيا الذي نعيشه، فالأنعام تشاركنا بعض المنافع: ﴿مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ (32).
    • أن نسأل الله أن يجعلنا ممن قال فيهم: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ﴾ (38، 39).
سورة التكوير

تصوير رهيب لأهوال قيام الساعة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نقاط السورة:   سورة التكوير تدور حول: أهوال القيامة وانفراط الكون بعد إحكامه، إظهارًا لصدق القرآن، وإلزامًا بسبيل الرحمن.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «سورة التكوير»، وسورة «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ».
  • • معنى الاسم ::   التكوير: أصلها من تكوير العمامة، وهو لفها وجمعها، وكورت الشمس: جمع بعضها إلى بعض ثم لفت فرمى بها، وذهب ضوؤها.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بـ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ).
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «‏سُورَةُ ‏كُوِّرَتْ».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الخوف من أهوال يوم القيامة.
  • • علمتني السورة ::   حَشْر المرء مع من يماثله في الخير أو الشرّ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن العلامة الفارقة لدعوة الأنبياء: سخاؤهم بالعلم؛ حقوق النسخ غير محفوظة: ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾
  • • علمتني السورة ::   لا استقامةَ بلا قرآنٍ: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ۞ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ شِبْت»، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كَوِّرَتْ».
    • عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ؛ فَلْيَقْرَأْ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، وَ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾، وَ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة التكوير من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة التكوير من المفصل.
    • سورة التكوير من سور القرائن أو النظائر، وهي 20 سورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينها، كل سورتين في ركعة، والنظائر: السور المتشابهات والمتماثلات في الطول.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن سورة التكوير مع سورة الدخان، ويقرأهما في ركعة واحدة.
    عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالَا: «أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّى أَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِى رَكْعَةٍ، فَقَالَ: أَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ؟! لَكِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: السُّورَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، الرَّحْمَنَ وَالنَّجْمَ فِى رَكْعَةٍ، وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِى رَكْعَةٍ، وَالطُّورَ وَالذَّارِيَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَإِذَا وَقَعَتْ وَنُونَ فِى رَكْعَةٍ، وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ فِى رَكْعَةٍ، وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِى رَكْعَةٍ، وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِى رَكْعَةٍ، وَهَلْ أَتَى وَلاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فِى رَكْعَةٍ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَالْمُرْسَلاَتِ فِى رَكْعَةٍ، وَالدُّخَانَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فِى رَكْعَةٍ».
    وأصل الحديث في الصحيحين -ولكن دون سرد السور- وهو: عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «إِنِّى لأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اثْنَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ، عِشْرِينَ سُورَةً فِى عَشْرِ رَكَعَاتٍ».
خامسًا : خصائص السورة :
  • • تعتبر سورة التكوير من أوائل السور القرآنية نزولًا، فهي السورة السابعة بحسب ترتيب النزول.
    • من السور الخمس التي شيبت النبي صلى الله عليه وسلم (سبق الحديث منذ قليل).
    • من السور الثلاث (التكوير والانفطار والانشقاق) التي تجعل قارئها كأنه ينظر إلى يوم القيامة نظر العين (بدليل حديث ابْنِ عُمَرَ الذي سبق منذ قليل).
    • يوجد في القرآن الكريم 12 سورة سميت بأسماء يوم القيامة وأهوالها، هي: الدخان، الواقعة، التغابن، الحاقة، القيامة، النبأ، التكوير، الانفطار، الانشقاق، الغاشية، الزلزلة، القارعة.
    • تكرر أسلوب الشرط مبتدأً بأداة الشرط (إذا) في أول 12 آية من سورة التكوير، ورغم هذا التكرار لم تظهر غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، ولا توجد سورة أخرى بدأت بهذا العدد الكبير من أسلوب الشرط.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستعد ليوم القيامة بالأعمال الصالحة.
    • أن نفيق من غفلتنا عن الآخرة وأهوال القيامة: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ...﴾ (1).
    • أن نحذر من ظلم الآخرين: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ۞ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ (8، 9).
    • أن نتيقن بوجود الملائكة معنا تسجل أعمالنا؛ فهذا يساعد على ترك كثير من الذنوب: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ (10).
    • أن نستشعر أن الصحف التي ستعرض علينا في الآخرة أننا نكتبها الآن: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ (10).
    • أن نتذكَّر موقف الحساب ونعمل له أعمالًا: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ (14).
    • أن نسأل الله الاستقامة: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ۞ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (28، 29).

تمرين حفظ الصفحة : 586

586

مدارسة الآية : [41] :عبس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ

التفسير :

[41] تغشاها ذلَّة

[ تَرْهَقُهَا} أي:تغشاها{ قَتَرَةٌ} فهي سوداء مظلمة مدلهمة، قد أيست من كل خير، وعرفت شقاءها وهلاكها.

( تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) أى : تغشاها وتعلوها ظلمة وسواد ، وذلة وهوان ، من شدة ما أصابها من خزى وخسران . يقال : فلان رهقِه الكرب ، إذا اعتراه وغشيه .

وقال ابن عباس ( ترهقها قترة ) أي يغشاها سواد الوجوه

( تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) يقول: يغشى تلك الوجوه قَتَرة، وهي الغَبَرة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) يقول: تغشاها ذلة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) قال: هذه وجوه أهل النار؛ قال: والقَتَرة من الغَبَرة، قال: وهما واحد، قال: فأما في الدنيا فإن القترة: ما ارتفع، فلحق بالسماء، ورفعته الريح، تسميه العرب القترة، وما كان أسفل في الأرض فهو الغبرة.

التدبر :

وقفة
[38-41] قسمات وجوه الطلاب بعد تسليم ورقة الاختبار تشعرك بما تُكِنُّه صدورهم، وهو شيء مؤقت، فما ظنك بالوجوه حين تؤخذ الكتب -يوم القيامة- باليمين الشمال؟ إما وجوه ﴿مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ﴾، أو ﴿عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾، وما بعد ذلك: نعيم لا ينفد، أو عذاب مؤبَّد، فهل من معتبر؟
وقفة
[42] ﴿أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾ أي الذين خرجوا عن دائرة الشرع خروجًا فاحشًا حتى كانوا عريقين في ذلك الكفر والفجور، وهم في الأغلب المترفون الذين يحملهم غناهم على التكبر والأشر والبطر، فلجمعهم بين الكفر والفجور جمع لهم بين الغبرة والقترة.
وقفة
[40-42] ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾ الغبرة: ما يصيب الإنسان من الغبار، والقترة: سواد كالدخان، ولا يرى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه، وكأن الله جمع في وجوههم بين السواد والغبرة، كما جمعوا بين الكفر والفجور.

الإعراب :

  • ﴿ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابعة من سورة «النازعات» اي عليها غبار يلحقها. والقترة: هي الغبار او السواد كالدخان. والجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لوجوه ويجوز ان تكون في محل نصب حالا من «وجوه» بعد ان وصفت.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن وجوه الأشقياء في ذلك اليوم عليها غبار؛ وصَفَها هنا بالسَّوادِ، ولا أَوْحَشَ من اجتماعِ الغَبَرةِ والسَّوادِ في الوجهِ، قال تعالى:
﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

قترة:
1- بفتح التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بإسكانها، وهى قراءة ابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [42] :عبس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ

التفسير :

[42] أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذَّبوا بآياته، وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان.

{ أُولَئِكَ} الذين بهذا الوصف{ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} أي:الذين كفروا بنعمة الله وكذبوا بآيات الله، وتجرأوا على محارمه.

نسأل الله العفو والعافية إنه جواد كريم [والحمد لله رب العالمين].

( أولئك ) يعنى أصحاب تلك الوجوه التى يعلوها الغبار والسواد ( هُمُ الكفرة الفجرة ) أى : الجامعون بين الكفر الذى هو فساد الاعتقاد ، وبين الفجور الذى هو فساد القول والفعل .

نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعا من أصحاب الوجه المسفرة ، الضاحكة المستبشرة .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . .

وقوله ( أولئك هم الكفرة الفجرة ) أي الكفرة قلوبهم الفجرة في أعمالهم كما قال تعالى ( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) نوح : 27

آخر تفسير سورة عبس ولله الحمد والمنة

وقوله: ( أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين هذه صفتهم يوم القيامة هم الكفرة بالله، كانوا في الدنيا الفجرة في دينهم، لا يبالون ما أتوا به من معاصي الله، وركبوا من محارمه، فجزاهم الله بسوء أعمالهم ما أخبر به عباده.

آخر تفسير سورة عبس.

التدبر :

وقفة
[40-42] ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾ أعمالهم المظلمة في الدنيا غشيت وجوههم في الآخرة فزادتها ذلًّا وسوادًا, وشتان ما بين وجه مشرق بالإيمان ووجه مربد بالعصيان!

الإعراب :

  • ﴿ أُولئِكَ:
  • اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب.
  • ﴿ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ:
  • الجملة الاسمية في محل رفع خبر «اولئك». هم: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. الكفرة: خبر «هم» مرفوع بالضمة. الفجرة: صفة- نعت- للكفرة مرفوعة مثلها بالضمة او تكون خبرا ثانيا للمبتدأ «هم» وهي جمع «فاجر» ويجوز ان تكون «هم» ضمير فصل- عماد- لا محل لها من الإعراب وما بعدها خبر «اولئك». والوجه الاول من إعرابها اعرب وافصح دفعا لالتباس إعراب «الكفرة» بدلا من «اولئك» لان المعارف بعد اسماء الاشارة تكون بدلا او نعتا لها و «الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ» اي الذين جمعوا الفجور اي الفسوق الى الكفر: وهو العصيان.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     وبعد وصف حال هؤلاء الأشقياء؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنهم جمعوا بين الكفر الذي هو فساد الاعتقاد، وبين الفجور الذي هو فساد القول والفعل، قال تعالى:
﴿ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [1] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ

التفسير :

[1] إذا الشمس لُفَّت وذهب ضوْءُها

أي:إذا حصلت هذه الأمور الهائلة، تميز الخلق، وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته، وما أحضره فيها من خير وشر، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس أي:تجمع وتلف، ويخسف القمر، ويلقيان في النار.

تفسير سورة التكوير

مقدمة وتمهيد

1- سورة «التكوير» ، وتسمى- أيضا- بسورة: «إذا الشمس كورت» ، وهي من السور المكية بلا خلاف، وعدد آياتها: تسع وعشرون آية.

وتعتبر من أوائل السور القرآنية نزولا، فهي السورة السادسة أو السابعة في ترتيب النزول، فقد كان نزولها بعد سورة الفاتحة. وقبل سورة «الأعلى» .

أخرج الإمام أحمد والترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى العين، فليقرأ «إذا الشمس كورت» ، «وإذا السماء انفطرت» «وإذا السماء انشقت» .

2- والمتأمل في هذه السورة الكريمة، يراها في نصفها الأول، تسوق أمارات يوم القيامة وعلاماته، بأسلوب مؤثر يبعث في القلوب الخوف والوجل.

ويراها في نصفها الثاني تؤكد أن هذا القرآن الكريم من عند الله- تعالى-، وليس من كلام البشر، وأن جبريل الأمين قد نزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلم.

تكرر لفظ " إذا " فى هذه الآيات اثنى عشرة مرة ، وجواب الشرط قوله : ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ ) . وهذا التكرار بلفظ إذا من مقاصده التشويق للجواب ، لأن السامع عندما يجد هذا الظرف وقد تكرر يكون فى ترقب وشوق لمعرفة الجواب .

وعندما يسمعه يتمكن من نفسه كل التمكن .

ولفظ " الشمس مرفوع على أنه فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده ، أى : إذا كورت الشمس كورت ، وأصل التكوير : لف الشئ على جهة الاستدارة ، تقول : كورت العمامة ، إذا لففتها .

قال صاحب الكشاف : فى التكوير وجهان : أحدهما : أن يكون من كورت العمامة إذا لففتها . أى : يلف ضوء الشمس لفا فيذهب انبساطه وانتشاره فى الآفاق ، وهو عبارة عن إزالتها والذهاب بها ، لأنها ما دامت باقية ، كان ضياؤها منبسطا غير ملفوف .

وثانيهما : أن يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها ، لأن الثواب إذا أريد رفعه ، لف وطوى ونحوه قوله - تعالى - : ( يَوْمَ نَطْوِي السمآء ) أى : إذا الشمس أزيل ضوؤها بعد انتشاره وانبساطه ، فأصبحت مظلمة بعد أن كانت مضيئة ، ومستترة بعد أن كانت بارزة .

تفسير سورة التكوير وهي مكية

قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا عبد الله بن بحير القاص أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ : ( إذا الشمس كورت " ، و وإذا السماء انفطرت " ، و " إذا السماء انشقت

وهكذا رواه الترمذي عن العباس بن عبد العظيم العنبري عن عبد الرزاق به

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( إذا الشمس كورت ) يعني أظلمت وقال العوفي عنه ذهبت وقال مجاهد اضمحلت وذهبت وكذا قال الضحاك

وقال قتادة ذهب ضوءها . وقال سعيد بن جبير ( كورت ) غورت

وقال الربيع بن خثيم ( كورت ) يعني رمي بها

وقال أبو صالح ( كورت ) ألقيت وعنه أيضا نكست . وقال زيد بن أسلم تقع في الأرض

قال ابن جرير والصواب من القول عندنا في ذلك أن التكوير جمع الشيء بعضه إلى بعض ومنه تكوير العمامة وهو لفها على الرأس وكتكوير الكاره ، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض فمعنى قوله ( كورت ) جمع بعضها إلى بعض ثم لفت فرمى بها ، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوءها .

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبد الله الأودي حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن شيخ من بجيلة عن ابن عباس ( إذا الشمس كورت ) قال يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث الله ريحا دبورا فتضرمها نارا وكذا قال عامر الشعبي ثم قال ابن أبي حاتم

حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن ابن يزيد بن أبي مريم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله : ( إذا الشمس كورت ) قال كورت في جهنم "

وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا درست بن زياد حدثنا يزيد الرقاشي حدثنا أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر ثوران عقيران في النار "

هذا حديث ضعيف لأن يزيد الرقاشي ضعيف والذي رواه البخاري في الصحيح بدون هذه الزيادة ثم قال البخاري

حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله الداناج حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر يكوران يوم القيامة "

انفرد به البخاري وهذا لفظه وإنما أخرجه في كتاب بدء الخلق وكان جديرا أن يذكره هاهنا أو يكرره كما هي عادته في أمثاله! وقد رواه البزار فجود إيراده فقال

حدثنا إبراهيم بن زياد البغدادي حدثنا يونس بن محمد حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج قال : سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن خالد بن عبد الله القسري في هذا المسجد مسجد الكوفة وجاء الحسن فجلس إليه فحدث قال حدثنا أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال إن الشمس والقمر نوران في النار يوم القيامة فقال الحسن وما ذنبهما ؟ فقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول أحسبه قال وما ذنبهما

ثم قال لا يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه ولم يرو عبد الله الداناج عن أبي سلمة سوى هذا الحديث

القول في تأويل قوله تعالى : إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)

اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: إذا الشمس ذهب ضوءها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسين بن الحريث، قال: ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: ثني أبيّ بن كعب، قال: ستّ آيات قبل يوم القيامة: بينا الناس في أسواقهم، إذ ذهب ضوء الشمس، فبينما هم كذلك، إذ تناثرت النجوم، فبينما هم كذلك، إذ وقعت الجبال على وجه الأرض، فتحرّكت واضطربت واحترقت، وفزِعت الجنّ إلى الإنس، والإنس إلى الجنّ، واختلطت الدوابّ والطير والوحش، وماجوا بعضهم في بعض وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال: اختلطت ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: أهملها أهلها وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ قال: قالت الجنّ للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، قال: فانطلقوا إلى البحار، فإذا هي نار تأجج؛ قال: فبينما هم كذلك إذ تصدّعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى، وإلى السماء السابعة العليا، قال: فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم .

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) يقول: أظلمت .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) يعني: ذهبت .

حدثني محمد بن عمارة، حدثني عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: اضمحلت وذهبت .

حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، في قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: ذهب ضوءها فلا ضوء لها .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: غوّرت، وهي بالفارسية، كور تكور .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) أما تكوير الشمس: فذهابها .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: كوّرت كورا بالفارسية .

وقال آخرون: معنى ذلك: رمي بها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عثام بن عليّ، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: نُكِّست .

حدثني محمد بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح مثله.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا بدل بن المحبر، قال: ثنا شعبة، قال: سمعت إسماعيل، سمع أبا صالح في قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: أُلقيت .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خثيم ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: رُمِي بها .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم، مثله.

والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: ( كُوِّرَتْ ) كما قال الله جل ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فَرُمِي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأوّلناه وبيَّناه لكلا القولين اللَّذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كُوِّرت ورُمي بها، ذهب ضوءها.

التدبر :

وقفة
[1] سورة التكوير من أوائل السور القرآنية نزولًا، فهي السورة السادسة أو السابعة في ترتيب نزول سور القرآن.
وقفة
[1] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْت»، قَالَ ﷺ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كَوِّرَتْ». [الترمذي 3297، وصححه الألباني].
وقفة
[1] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ؛ فَلْيَقْرَأْ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، وَ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾، وَ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾. [الترمذى 3333، وصححه الألباني].
وقفة
[1] ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ في التكوير وجهان: أحدهما: أن يكون من كُوِّرت العمامة إذا لففتها، أي: يُلف ضوء الشمس لفًّا، فيذهب انبساطه وانتشاره في الآفاق. والثاني: أن يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها؛ لأن الثواب إذا أريد رفعه، لف وطوي، فتصبح مستترة بعد أن كانت بارزة.

الإعراب :

  • ﴿ إِذَا:
  • ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط غير الجازم خافض لشرطه متعلق أو منصوب بجوابه.
  • ﴿ الشَّمْسُ:
  • نائب فاعل مرفوع بفعل مضمر يفسره كورت وعلامة رفعه الضمة وجملة «كرت الشمس» في محل جر بالاضافة وجواب «اذا» أو عامل النصب فيها «علمت» في الآية الرابعة عشرة.
  • ﴿ كُوِّرَتْ:
  • الجملة الفعلية: تفسيرية لا محل لها من الإعراب وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب أي لفت أو ذهب انبساط ضوئها وانتشاره في الآفاق أو كورت مثل تكوير العمامة ويجوز أن تكون الآية الخامسة عشرة عاملا آخر لإذا.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [1] لما قبلها :     بدأت السورةُ بـوصفِ أحوالِ القيامةِ وأهوالَها، فذكرت اثنيْ عشر حدثًا، وهي: ١- إذا الشمس لُفَّت وذهب ضوْءُها، قال تعالى:
﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [2] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ

التفسير :

[2] وإذا النجوم تناثرت، فذهب نورها

{ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} أي:تغيرت، وتساقطتمن أفلاكها.

( وَإِذَا النجوم انكدرت ) أى : تناثرت وتساقطت وانقلبت هيئتها من اللمعان والظهور ، إلى الميل نحو الظلام والسواد .

أى : وإذا النجوم تساقطت وانقضت . يقال : انكدر البازى ، إذا نزل على فريسته بسرعة ، وانكدر الأعداء على القوم إذا جاءوا أرسالا متتابعين فانصبوا عليهم .

ويصح أن يكون المعنى : وإذا النجوم تغيرت وانطمس نورها ، وزال لمعانها ، من قولهم : كدرت الماء فانكدر ، إذا خلط به ما يجعله مائلا إلى السواد والغُبْرة .

وقوله ( وإذا النجوم انكدرت ) أي انتثرت كما قال تعالى ( وإذا الكواكب انتثرت ) الانفطار : 2 وأصل الانكدار الانصباب

قال الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال ست آيات قبل يوم القيامة بينا الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت واختلطت ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحوش فماجوا بعضهم في بعض ( وإذا الوحوش حشرت ) قال اختلطت ( وإذا العشار عطلت ) قال أهملها أهلها ( وإذا البحار سجرت ) قال قالت الجن نحن نأتيكم بالخبر . قال فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج ، قال فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى وإلى السماء السابعة العليا قال فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم

رواه ابن جرير وهذا لفظه وابن أبي حاتم ببعضه وهكذا قال مجاهد والربيع بن خثيم ، والحسن البصري وأبو صالح وحماد بن أبي سليمان والضحاك في قوله ( وإذا النجوم انكدرت ) أي تناثرت

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وإذا النجوم انكدرت ) أي تغيرت . وقال يزيد بن أبي مريم عن النبي صلى الله عليه وسلم ( وإذا النجوم انكدرت ) قال انكدرت في جهنم وكل من عبد من دون الله فهو في جهنم إلا ما كان من عيسى وأمه ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها رواه ابن أبي حاتم بالإسناد المتقدم

وقوله: ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) يقول: وإذا النجوم تناثرت من السماء فتساقطت، وأصل الانكدار: الانصباب، كما قال العجاج:

أبْصَرَ خِرْبانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ (1)

يعني بقوله: انكدر: انصبّ.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: تناثرت .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم، مثله.

حدثني محمد بنُ عمارة، قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: تناثرت .

حدثني محمد بن موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح، في قوله: ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: انتثرت .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: تساقطت وتهافتت .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: رُمِي بها من السماء إلى الأرض .

وقال آخرون: انكدرت: تغيرت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) يقول: تغيرت .

-------------------

الهوامش :

(1) البيت : للعجاج الراجز ( ديوانه 17 ) وقبله * تقتضـي البـازي إذا البازي كسر *

وهو من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 185 ) قال عند قوله تعالى : { وإذا النجوم انكدرت } يقال : انكدر فلان : انصب ، قال العجاج : " أبصر خربان ... " البيت . والخربان : جمع خرب بالتحريك : ذكر الحبارى ، وقيل : هو الحبارى كلها . يريد أن البازي قد انقض من أعلى الجو ؛ لأنه رأى أسراب الحبارى على الأرض ، فانقض ليصيدها .

التدبر :

وقفة
[2] ﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ تساقط بعضها على بعض، وتصادمت بسبب اختلال نظام الجاذبية الذي جعله الله في الدنيا لإمساكها إلى أمد معلوم، وهو يوم القيامة.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي انقضت وأظلمت أو هوت وسقطت. والفعل «انكدر» فعل مضارع مبني للمعلوم والضمير المستتر «هي» فاعله.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [2] لما قبلها :     ٢- إذا النجوم تناثرت، فذهب نورها، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [3] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ

التفسير :

[3] وإذا الجبال سيِّرت عن وجه الأرض فصارت غُباراً مُتطايراً

{ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} أي::صارت كثيبا مهيلا، ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها.

( وَإِذَا الجبال سُيِّرَتْ ) أى : اقتلعت من أماكنها فسارت فى الفضاء بقدرة الله - تعالى - . قال - تعالى - : ( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال وَتَرَى الأرض بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) وقال - سبحانه - : ( وَسُيِّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً ).

أي زالت عن أماكنها ونسفت فتركت الأرض قاعا صفصفا.

وقوله: ( وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ) يقول: وإذا الجبال سيرها الله، فكانت سرابا، وهباء منبثا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد ( وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ) قال: ذهبت .

التدبر :

وقفة
[3] ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ الجبال أقوى مظهر من مظاهر القوة والثبات في الدنيا، ومع هذا تُقتلع من أصولها، وتفتَّت حتى تصير هباء منبثًا، وتسير في الهواء أمام العيون.
وقفة
[1-3] قرأ قارئ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ وفي الحاضرين أبو الوفاء بن عقيل، فقال له قائل: «قد نشر الموتى للبعث والحساب، وزوج النفوس بقرنائها بالثواب والعقاب، فما الفائدة من عدم الأبنية، وسير الجبال، ودك الأرض؟» فأجابه ابن عقيل: «إنما بني لهم الدار للسكنى والتمتع، وجعل ما فيها للاعتبار والتفكر، والاستدلال عليه بحسن التأمل والتفكر، فلما انقضت مدة السكنى وأجلاهم من الدار خرَّبها لانتقال الساكن منها».

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الأولى وتعرب مثلها. أي سرت عن وجه الأرض وأبعدت وسيرت في الجو تسيير السحاب.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [3] لما قبلها :     ٣- إذا الجبال سيِّرت عن وجه الأرض فصارت غُبارًا مُتطايرًا، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [4] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ

التفسير :

[4] وإذا النوق الحوامل تُركت وأهملت

{ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} أي:عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس.

وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ والعشار: جمع عشراء كنفساء، وهي الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر. وتسمى بهذا الاسم إلى أن تضع لتمام السنة. والنوق العشار كانت من أثمن الأموال عند العرب، وكانوا يحافظون عليها حتى في أشد حالات الخوف.

ومعنى «عطلت» : أهملت وتركت بدون راع يحميها، أو يلتفت إليها، وهذا تصوير بديع لما يصيب الناس من أهوال، تجعلهم لا يلتفتون إلى أعز أموالهم لديهم.

أى: وإذا النوق العشار- التي هي أغلى الأموال- عطلت، أى تركت دون أن يلتفت إليها أحد. لانشغال كل إنسان بنفسه.

وقيل: المراد بالعشار: السحب المحملة بالأمطار. أى: وإذا السحب الحاملة للأمطار قد عطلت عن نزول المطر منها، وصارت خالية من الماء الذي يحيى الأرض بعد موتها.

قال القرطبي ما ملخصه: وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ أى: النوق الحوامل التي في بطونها أولادها، الواحدة عشراء.. وإنما خصت بالذكر، لأنها أعز ما تكون عند العرب.. وهذا على وجه المثل. لأن في القيامة لا تكون ناقة عشراء، ولكن أراد به المثل، أن هول يوم القيامة، بحال ما لو كان للرجل ناقة عشراء لعطلها واشتغل بنفسه.

وقيل: العشار: السحاب يعطل مما يكون فيه وهو الماء فلا يمطر، والعرب تشبه السحاب بالحامل.

وقيل: الديار تعطل فلا تسكن ... والأول أشهر، وعليه من الناس الأكثر.

وقوله ( وإذا العشار عطلت ) قال عكرمة ومجاهد عشار الإبل قال مجاهد : ( عطلت ) تركت وسيبت

وقال أبي بن كعب والضحاك أهملها أهلها : وقال الربيع بن خثيم لم تحلب ولم تصر تخلى منها أربابها

وقال الضحاك تركت لا راعي لها

والمعنى في هذا كله متقارب والمقصود أن العشار من الإبل وهي خيارها والحوامل منها التي قد وصلت في حملها إلى الشهر العاشر واحدها عشراء ولا يزال ذلك اسمها حتى تضع قد اشتغل الناس عنها وعن كفالتها والانتفاع بها بعد ما كانوا أرغب شيء فيها بما دهمهم من الأمر العظيم المفظع الهائل وهو أمر القيامة وانعقاد أسبابها ووقوع مقدماتها

وقيل بل يكون ذلك يوم القيامة يراها أصحابها كذلك ولا سبيل لهم إليها وقد قيل في العشار إنها السحاب يعطل عن المسير بين السماء والأرض لخراب الدنيا . و [ قد قيل إنها الأرض التي تعشر وقيل : إنها الديار التي كانت تسكن تعطل لذهاب أهلها حكى هذه الأقوال كلها الإمام أبو عبد الله القرطبي في كتابه " التذكرة ورجح أنها الإبل وعزاه إلى أكثر الناس .

قلت بل لا يعرف عن السلف والأئمة سواه والله أعلم

قوله: ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) والعشار: جمع عشراء، وهي التي قد أتى عليها عشرة أشهر من حملها. يقول تعالى ذكره: وإذا هذه الحوامل التي يَتَنافس أهلها فيها أُهملت فتركت، من شدة الهول النازل بهم فكيف بغيرها ؟! .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسين بن الحريث، قال: ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: ثني أبيّ بن كعب ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: إذا أهملها أهلها .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: خلا منها أهلها لم تُحْلَب ولم تُصرّ .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: لم تحلب ولم تصر، وتخلَّى منها أربابها .

حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، في قول الله: ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: سُيِّبت: تُرِكت .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: عشار الإبل .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: سيبها أهلها فلم تصر، ولم تحلب، ولم يكن في الدنيا مال أعجب إليهم منها .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) قال: عشار الإبل سيبت .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) يقول: لا راعي لها .

التدبر :

وقفة
[4] ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ هي الناقة الحامل، لا تقوم الساعة حتى تعود الإبل فتكون هي حياة الناس، وغيرها يزول.
وقفة
[4] ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ قال السعدي: «أي: عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس».
وقفة
[4] ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ هي الناقة الحامل، لا تقوم الساعة حتى تعود الإبل فتكون هي حياة الناس وغيرها يزول.
وقفة
[4] ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ ما من نفيس ثمين في الدنيا إلا وسيأتي وقت يفقد فيه نفاسته وقيمته, فالثمين حقًّا هو الباقي, ولا يبقي إلا الإيمان والعمل الصالح.
وقفة
[4] ﴿وَإِذَا العِشارُ عُطِّلَت﴾ النوق هى أنفس ماللعرب، وتركها لا ينتفع بها كناية عن ترك الناس أعمالهم لشدة الهول.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى أيضا وتعرب إعرابها. والعشار: النوق جمع عشراء وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر وعطلت تركت مهملة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [4] لما قبلها :     ٤- إذا النُّوق الحوامل -التي هي أنْفَسُ أموال العرب- أُهْمِلت بترك أهلها لها، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

عطلت:
1- بتشديد الطاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتخفيفها، وهى قراءة مضر، عن اليزيدي.

مدارسة الآية : [5] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ

التفسير :

[5] وإذا الحيوانات الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ الله من بعضها لبعض

{ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} أي:جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماءثم يقول لها:كوني ترابا.

وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ أى: وإذا الحيوانات المتوحشة- كالأسد والنمر وغيرهما.

حُشِرَتْ أى: جمعت من أماكنها المتفرقة، وخرجت في ذهول، وتلاقت دون أن يعتدى بعضها على بعض، مخالفة بذلك ما طبعت عليه من النفور والتقاتل.

قال الآلوسى قوله: وَإِذَا الْوُحُوشُ جمع وحش، وهو حيوان البر الذي ليس في طبعه التأنس ببني آدم.. حُشِرَتْ أى: جمعت من كل جانب. وقيل: حشرت. أى:

أميتت.. وقيل: حشرت: بعثت للقصاص، فيحشر كل شيء حتى الذباب.

أخرج مسلم والترمذي عن أبى هريرة في هذه الآية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لتؤدّنّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء..» .

وقوله ( وإذا الوحوش حشرت ) أي جمعت كما قال تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) الأنعام 38 ] قال ابن عباس يحشر كل شيء حتى الذباب رواه ابن أبي حاتم وكذا قال الربيع بن خثيم والسدي وغير واحد وكذا قال قتادة في تفسير هذه الآية إن هذه الخلائق [ موافية فيقضي الله فيها ما يشاء

وقال عكرمة حشرها : موتها

وقال ابن جرير حدثني علي بن مسلم الطوسي حدثنا عباد بن العوام أخبرنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس في قوله ( وإذا الوحوش حشرت ) قال حشر البهائم : موتها وحشر كل شيء الموت غيره الجن والإنس فإنهما يوقفان يوم القيامة

حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن الربيع بن خثيم : ( وإذا الوحوش حشرت ) قال أتى عليها أمر الله قال سفيان قال أبي فذكرته لعكرمة فقال : قال ابن عباس حشرها : موتها

وقد تقدم عن أبي بن كعب أنه قال ( وإذا الوحوش حشرت ) اختلطت

قال ابن جرير والأولى قول من قال : ( حشرت ) جمعت قال الله تعالى ( والطير محشورة ) ص 19 أي : مجموعة

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)

اختلف أهل التأويل في معنى قوله: ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: ماتت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ بن مسلم الطوسي، قال: ثنا عباد بن العوّام، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قول الله: ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) قال: حَشْرُ البهائم: موتها، وحشر كل شيء: الموت، غير الجنّ والإنس، فإنهما يوقفان يوم القيامة .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) قال: أتى عليها أمر الله، قال سفيان، قال أبي، فذكرته لعكرِمة، فقال: قال ابن عباس: حشرها: موتها .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم، بنحوه.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وإذا الوحوش اختلطت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسين بن حريث، قال: ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، قال: ثني أُبيّ بن كعب ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) قال: اختلطت .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: جُمعت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) هذه الخلائق موافية يوم القيامة، فيقضي الله فيها ما يشاء .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى حشرت: جمعت، فأميتت لأن المعروف في كلام العرب من معنى الحشر: الجمع، ومنه قول الله: وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً يعني: مجموعة. وقوله: فَحَشَرَ فَنَادَى وإنما يحمل تأويل القرآن على الأغلب الظاهر من تأويله، لا على الأنكر المجهول .

التدبر :

وقفة
[5] ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ قال الطاهر بن عاشور: «وحَشْرُها: جمعها في مكان واحد، أي مكان من الأرض عند اقتراب فناء العالم، فقد يكون سبب حشرها طوفانًا يغمر الأرض من فيضان البحار، فكلما غمر جزءًا من الأرض فرَّت وحوشه حتى تجتمع في مكان واحد، طالبة النجاة من الهلاك».
وقفة
[5] ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ سلبت الوحوش المفترسة وحشيتها وقسوتها, وذلت لربها في المحشر, فهل بعد ذلك يغتر أحد بقوته وصحته وجماعته؟!
وقفة
[5] ﴿وَإِذَا الوُحوشُ حُشِرَت﴾ فالوحوش التي من طبعها تنفر من بعضها البعض، ستتجمع في مكان واحد لا يعتدى شيءٌ منها على الآخر من شدة الرعب، فهي ذاهلة عما في طبعها من الاعتداء والافتراس.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها. أي جمعت من كل ناحية وقيل: حشرها: موتها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [5] لما قبلها :     ٥- إذا الحيوانات الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ الله من بعضها لبعض، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

حشرت:
1- بخف الشين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بشدها، وهى قراءة الحسن، وعمرو بن ميمون.

مدارسة الآية : [6] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ

التفسير :

[6] وإذا البحار أوقدت، فصارت على عِظَمها ناراً تتوقد

{ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي:أوقدت فصارت -على عظمها- نارا تتوقد.

وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ أى: امتلأت وفاض ماؤها واختلط عذبها بملحها، وصارت بحرا واحدا، مأخوذ من قولهم: سجر الحوض، إذا ملأه حتى فاض من جانبيه.

ويصح أن يكون معنى «سجرت» : أحميت بالنار حتى تبخرت مياهها، وظهرت النار في مكانها، من قولهم: سجر فلان التنور، إذا ملأه بالحطب المعد للحرق.

وقوله ( وإذا البحار سجرت ) قال ابن جرير حدثنا يعقوب حدثنا ابن علية عن داود عن سعيد بن المسيب قال قال علي رضي الله عنه لرجل من اليهود أين جهنم قال البحر . فقال ما أراه إلا صادقا ) والبحر المسجور ) [ الطور : 6 وإذا البحار سجرت ( [ مخففة .

وقال ابن عباس وغير واحد يرسل الله عليها الدبور فتسعرها وتصير نارا تأجج وقد تقدم الكلام على ذلك عند قوله ( والبحر المسجور )

وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد حدثنا أبو طاهر حدثني عبد الجبار بن سليمان أبو سليمان النفاط شيخ صالح يشبه مالك بن أنس عن معاوية بن سعيد قال إن هذا البحر بركة يعني بحر الروم وسط الأرض والأنهار كلها تصب فيه والبحر الكبير يصب فيه وأسفله آبار مطبقة بالنحاس فإذا كان يوم القيامة أسجر

وهذا أثر غريب عجيب وفي سنن أبي داود لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا " الحديث وقد تقدم الكلام عليه في سورة فاطر .

وقال مجاهد والحسن بن مسلم : ( سجرت ) أوقدت وقال الحسن يبست وقال الضحاك وقتادة غاض ماؤها فذهب ولم يبق فيها قطرة وقال الضحاك أيضا : ( سجرت ) فجرت وقال السدي فتحت وسيرت . وقال الربيع بن خثيم ( سجرت ) فاضت

وقوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: وإذا البحار اشتعلت نارا وحَمِيت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسين بن حريث، قال: ثنا الفضل بن موسى، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: ثني أبيُّ بن كعب ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: قالت الجنّ للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فانطلقوا إلى البحار، فإذا هي تأجج نارا .

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عليّ رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟ فقال: البحر، فقال: ما أراه إلا صادقا وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) مخففة .

حدثني حوثرة بن محمد المنقري، قال: ثنا أبو أُسامة، قال: ثنا مجالد، قال: أخبرني شيخ من بجيلة عن ابن عباس، في قوله: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قال: كوّر الله الشمس والقمر والنجوم في البحر، فيبعث عليها ريحا دبورا، فتنفخه حتى يصير نارا، فذلك قوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: إنها توقد يوم القيامة، زعموا ذلك التسجير في كلام العرب .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، في قوله: وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ قال: بمنـزلة التنور المسجور ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) مثله .

قال: ثنا مِهران، عن سفيان ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: أوقدت .

وقال آخرون: معنى ذلك: فاضت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: فاضت .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع مثله.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الكلبي، في قوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: مُلئت، ألا ترى أنه قال: وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) يقول: فُجِّرت .

وقال آخرون: بل عُنِيَ بذلك أنه ذهب ماؤها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: ذهب ماؤها فلم يبق فيها قطرة .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: غار ماؤها فذهب .

حدثني الحسين بن محمد الذارع، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسين، في هذا الحرف ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: يبست .

حدثنا الحسين بن محمد، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا أبو رجاء، عن الحسن، بمثله.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) قال: يبست.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: مُلئت حتى فاضت، فانفجرت وسالت كما وصفها الله به في الموضع الآخر، فقال: " وَإذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ " والعرب تقول للنهر أو للرَّكيّ المملوء: ماء مسجور؛ ومنه قول لبيد:

فَتَوَسَّـطا عُـرْضَ السَّـرِيّ وَصَدَّعـا

مَسْـــجُورَةً مُتَجــاوِرًا قُلامُهــا (2)

ويعني بالمسجورة: المملوءة ماء.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة ( سُجِّرَتْ ) بتشديد الجيم. وقرأ ذلك بعض قرّاء البصرة: بتخفيف الجيم.

والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

-----------------

الهوامش :

(2) البيت للبيد في معلقة ( انظره في شرحي الزوزني والتبريزي ) وقد مر استشهاد المؤلف به في الجزء ( 16 : 71 ) ، فارجع إليه ثمه .

التدبر :

وقفة
[6] ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ للعلماء في تسجير البحار أقوال: القول الأول: سُجِّرَتْ: اشتعلت نارًا، فالبحار التي أمامكم تتحوَّل إلى نار، القول الثاني: سُجِّرَتْ: اختلط عذبها بمالحها، القول الثالث: سُجِّرَتْ: فُجرت، القول الرابع: سُجِّرَتْ: فاضت، وكل الأقوال السابقة محتمَلة.
وقفة
[6] ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ قال الحسن: «تُسجّر حتى يذهب ماؤها، فلا يبقى فيها قطرة».
وقفة
[6] ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ من طبيعة الماء إطفاء النار, فما بال مياه البحار علي سعتها غدت نيرانًا تتأجج؟! أليس في ذلك دليل علي كمال قدرة الله وعظيم سلطانه!

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة. أي ملئت وهي من سجر التنور اذا ملأه بالحطب وقيل ملئت نيرانا.

المتشابهات :

التكوير: 6﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ
الإنفطار: 3﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     ٦- إذا البحار أُوقِدت، فصارت على عِظَمها نارًا تتوقد، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سجرت:
قرئ:
1- بخف الجيم، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.
2- بشدها، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [7] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ

التفسير :

[7]وإذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها

{ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} أي:قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين، وهذا كقوله تعالى:{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا}{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا}{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} .

وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ وقوله: زُوِّجَتْ من التزويج وهو جعل الشيء زوجا لغيره، بعد أن كان كلاهما فردا، ويطلق الزوج- أيضا- على الصنف والنوع، كما في قوله- تعالى- وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ.

أى: وإذا النفوس اقترنت كل واحدة منها ببدنها، أو بمن يشبهها، أو بعملها.

قال الفخر الرازي: قوله: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ فيه وجوه: أحدها: قرنت الأرواح بالأجساد.

ثانيها: يصيرون فيها- أى: يوم القيامة- ثلاثة أصناف، كما قال- تعالى- وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً.

ثالثها: أنه يضم إلى كل صنف من كان في طبقته، فيضم الطائع إلى مثله...

وقوله ( وإذا النفوس زوجت ) أي جمع كل شكل إلى نظيره كقوله ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) الصافات : 22

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن الصباح البزار حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك عن النعمان بن بشير أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإذا النفوس زوجت ) قال : الضرباء كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله وذلك بأن الله عز وجل يقول ( وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون ) الواقعة 7 10 ] قال هم الضرباء .

ثم رواه ابن أبي حاتم من طرق أخر عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير أن عمر خطب الناس فقرأ ( وإذا النفوس زوجت ) فقال : تزوجها أن تؤلف كل شيعة إلى شيعتهم وفي رواية هما الرجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنة أو النار .

وفي رواية عن النعمان قال سئل عمر عن قوله تعالى ( وإذا النفوس زوجت ) فقال يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار فذلك تزويج الأنفس

وفي رواية عن النعمان أن عمر قال للناس ما تقولون في تفسير هذه الآية ( وإذا النفوس زوجت ) ؟ فسكتوا . قال ولكن هو الرجل يزوج نظيره من أهل الجنة والرجل يزوج نظيره من أهل النار ثم قرأ ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم )

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله ( وإذا النفوس زوجت ) قال ذلك حين يكون الناس أزواجا ثلاثة

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد ( وإذا النفوس زوجت ) قال الأمثال من الناس جمع بينهم وكذا قال الربيع بن خثيم والحسن وقتادة واختاره ابن جرير وهو الصحيح

قول آخر في قوله ( وإذا النفوس زوجت ) قال ابن أبي حاتم

حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثني أبي عن أبيه عن أشعث بن سوار ] عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يسيل واد من أصل العرش من ماء فيما بين الصيحتين ومقدار ما بينهما أربعون عاما فينبت منه كل خلق بلي من الإنسان أو طير أو دابة ولو مر عليهم مار قد عرفهم قبل ذلك لعرفهم على الأرض قد نبتوا ثم ترسل الأرواح فتزوج الأجساد فذلك قول الله تعالى : ( وإذا النفوس زوجت )

وكذا قال أبو العالية وعكرمة وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري أيضا في قوله ( وإذا النفوس زوجت ) أي زوجت بالأبدان . وقيل زوج المؤمنون بالحور العين وزوج الكافرون بالشياطين حكاه القرطبي في " التذكرة .

وقوله: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بضعهم: أُلحِقَ كلُّ إنسان بشكله، وقُرِنَ بين الضُّرَباءِ والأمثال.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن سماك، عن النعمان بن بشير، عن عمر رضي الله عنه ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: هما الرجلان يعمَلان العمل الواحد يدخلان به الجنة، ويدخلان به النار .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: هما الرجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنة، وقال: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ، قال: ضرباءَهم .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنة أو النار .

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير يقول: سمعت عمر بن الخطاب وهو يخطب، قال: وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ثم قال: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: أزواج في الجنة، وأزواج في النار .

حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن النعمان بن بشير، قال: سُئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن قول الله: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة، وبين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار .

حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا محمد بن الصباح الدولابي، عن الوليد، عن سماك، عن النعمان بن بشير، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، والنعمان عن عمرو قال: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: الضرباء كلّ رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله، وذلك أن الله يقول: وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ قال: هم الضرباء .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: ذلك حين يكون الناس أزواجا ثلاثة .

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: ألحق كلّ امرئ بشيعته .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: الأمثال من الناس جُمِع بينهم .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: لحق كلُّ إنسان بشيعته، اليهود باليهود، والنصارى بالنصارى .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: يحشر المرء مع صاحب عمله .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع،: قال: يجيء المرء مع صاحب عمله .

وقال آخرون: بل عني بذلك أن الأرواح ردّت إلى الأجساد فزوّجت بها: أي جعلت لها زوجا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي عمرو، عن عكرِمة ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: الأرواح ترجع إلى الأجساد .

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن داود، عن الشعبيّ أنه قال في هذه الآية ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: زوّجت الأجساد فردّت الأرواح في الأجساد .

حدثني عبيد بن أسباط بن محمد، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن عكرِمة ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: ردّت الأرواح في الأجساد .

حدثني الحسن بن زريق الطهوي، قال: ثنا أسباط، عن أبيه، عن عكرمة، مثله.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: أخبرنا داود، عن الشعبيّ، في قوله: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: زوّجت الأرواح الأجساد .

وأولى التأويلين في ذلك بالصحة، الذي تأوّله عمر بن الخطاب رضي الله عنه للعلة التي اعتلّ بها، وذلك قول الله تعالى ذكره: وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً ، وقوله: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وذلك لا شكّ الأمثال والأشكال في الخير والشرّ، وكذلك قوله: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) بالقرناء والأمثال في الخير والشرّ.

وحدثني مطر بن محمد الضبي، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية في قوله: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قال: سيأتي أوّلها والناس ينظرون، وسيأتي آخرها إذا النفوس زوّجت .

التدبر :

وقفة
[7] ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ أهل الخير يجمعون، وأهل الشر يفردون، قرينك في الدنيا قرينك في الآخرة.
وقفة
[7] ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ البر مع البر، والفاجر مع الفاجر، كل شكل إلى شكله.
وقفة
[7] ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ قُرِنَ كل صاحب عمل بشكله ونظيره، فقُرِنَ بين المتحابين في الله في الجنة، وقُرِنَ بين المتحابين في طاعة الشيطان في الجحيم، فالمرء مع من أحب شاء أو أبى.
وقفة
[7] ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ أي: يجمع أهل الخير مع بعضهم وأهل الشر مع بعضهم، فمن فوائد الآية: قرينك في الدنيا قرينك في الآخرة.
وقفة
[7] ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ حَشْر المرء مع من يماثله في الخير أو الشرِّ.
عمل
[7] ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ هنا يدرك المرء قيمة وصية النبي الهادي صلي الله عليه وسلم: «لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا, وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ» [أبو داود 4832، وحسنه الألباني]؛ فاحرص علي رفقة الصالحين, ذوي النفوس الزكية.
وقفة
[7] قال الرازي: «قوله: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ فيه وجوه: أحدها: قرنت الأرواح بالأجساد. ثانيها: يصيرون فيها -أي يوم القيامة- ثلاثة أصناف، كما قال تعالى: ﴿وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: 7]. ثالثها: أنه يُضم إلى كل صنف من كان في طبقته، فيُضم الطائع إلى مثله».

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى كذلك وتعرب إعرابها. أي قرنت كل نفس بشكلها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ٧- إذا النفوس قُرِنت بمن يماثلها، فَيُقْرن الفاجر بالفاجر، والتَّقِي بالتَّقِيِّ، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ

التفسير :

[8] وإذا الطفلة المدفونة حيةً سُئلت يوم القيامة سؤالَ تطييب لها وتبكيت لوائدها

{ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} وهو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء من غير سبب، إلا خشية الفقر.

ثم قال - تعالى - : ( وَإِذَا الموءودة سُئِلَتْ . بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) ولفظ " الموءودة " من الوأد ، وهو دفن الطفلة الحية .

قال صاحب الكشاف وأد يئد مقلوب من آد يؤود : إذا أثقل . قال - تعالى - ( وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ) لأنه إثقال بالتراب .

فإن قلت : ما حملهم على وأد البنات؟ قلت : الخوف من لحوق العار بهم من أجلهن ، أو الخوف من الإِملاق .

فإن قلت : فما معنى سؤال الموءودة عن ذنبها الذى قتلت به؟ وهلا سئل الوائد عن موجب قتله لها؟ قلت : سؤالها وجوابها تبكيت لقاتلها ، نحو التبكيت - لقوم عيسى - فى قوله - تعالى - لعيسى :

( أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذوني وَأُمِّيَ إلهين مِن دُونِ الله ) أى : وإذا الموءودة سئلت ، على سبيل التبكيت والتقريع لمن قتلها ، بأى سبب من الأسباب قتلك قاتلك .

وقوله ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) هكذا قراءة الجمهور : ( سئلت ) والموءودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات فيوم القيامة تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها فإذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وإذا الموءودة سئلت ) أي سألت وكذا قال أبو الضحى سألت " أي طالبت بدمها وعن السدي وقتادة مثله .

وقد وردت أحاديث تتعلق بالموءودة فقال الإمام أحمد

حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود وهو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة قالت حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس وهو يقول " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم ولا يضر أولادهم ذلك شيئا ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ذلك الوأد الخفي وهو الموءودة سئلت

ورواه مسلم من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ وهو عبد الله بن يزيد عن سعيد بن أبي أيوب ورواه أيضا ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن إسحاق السيلحيني عن يحيى بن أيوب ورواه مسلم أيضا وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث مالك بن أنس ثلاثتهم عن أبي الأسود به .

وقال الإمام أحمد حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل [ وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا " قلنا فإنها كانت وأدت أختا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال الوائدة والموءودة في النار إلا أن يدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها

ورواه النسائي من حديث داود بن أبي هند به .

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة وأبي الأحوص عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوائدة والموءودة في النار "

وقال أحمد أيضا : حدثنا إسحاق الأزرق أخبرنا عوف حدثتني حسناء ابنة معاوية الصريمية عن عمها قال قلت يا رسول الله من في الجنة ؟ قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والموءودة في الجنة "

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة قال سمعت الحسن يقول : قيل يا رسول الله من في الجنة قال الموءودة في الجنة

هذا حديث مرسل من مراسيل الحسن ومنهم من قبله

وقال ابن أبي حاتم حدثني أبو عبد الله الظهراني حدثنا حفص بن عمر العدني حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال : قال ابن عباس أطفال المشركين في الجنة فمن زعم أنهم في النار فقد كذب يقول الله عز وجل ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) قال ابن عباس هي المدفونة

وقال عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب في قوله ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) ، قال جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني وأدت بنات لي في الجاهلية فقال أعتق عن كل واحدة منهن رقبة قال يا رسول الله إني صاحب إبل ؟ قال فانحر عن كل واحدة منهن بدنة

قال الحافظ أبو بكر البزار خولف فيه عبد الرزاق ولم نكتبه إلا عن الحسين بن مهدي عنه .

وقد رواه ابن أبي حاتم فقال : أخبرنا أبو عبد الله الظهراني فيما كتب إلي قال حدثنا عبد الرزاق فذكره بإسناده مثله إلا أنه قال وأدت ثمان بنات لي في الجاهلية وقال في آخره فأهد إن شئت عن كل واحدة بدنة ثم قال

حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين قال : قدم قيس بن عاصم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني وأدت اثنتي عشرة ابنة لي في الجاهلية أو ثلاث عشرة قال " أعتق عددهن نسما قال فأعتق عددهن نسما فلما كان في العام المقبل جاء بمائة ناقة فقال يا رسول الله هذه صدقة قومي على أثر ما صنعت بالمسلمين قال علي بن أبي طالب فكنا نريحها ونسميها القيسية .

وقوله: ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك فقرأه أبو الضحى مسلم بن صبيح ( وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ) بمعنى: سألت الموءودة الوائدين: بأي ذنب قتلوها.

* ذكر الرواية بذلك:

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، في قوله: ( وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ ) قال: طلبت بدمائها .

حدثنا سوّار بن عبد الله العنبري، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، قال: قال أبو الضحى ( وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ ) قال: سألت قَتَلَتها .

ولو قرأ قارئ ممن قرأ ( سألَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ) كان له وجه، وكان يكون معنى ذلك من قرأ ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) غير أنه إذا كان حكاية جاز فيه الوجهان، كما يقال: قال عبد الله: بأيّ ذنْبٍ ضُرب؛ كما قال عنترة:

الشَّــاتِمَيْ عِـرْضِي ولـم أشْـتُمْهُما

والنَّـــاذِرَيْنِ إذَا لَقِيتُهُمــا دَمــي (3)

وذلك أنهما كانا يقولان: إذا لقينا عنترة لنقتلنَّه، فحكى عنترة قولهما في شعره؛ وكذلك قول الآخر:

رَجُــلانِ مِــنْ ضَبَّــةَ أخْبَرَانـا

أنَّـــا رأيْنــا رَجُــلا عُرْيانــا (4)

بمعنى: أخبرانا أنهما، ولكنه جرى الكلام على مذهب الحكاية. وقرأ ذلك بعض عامة قرّاء الأمصار: ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) بمعنى: سُئلت الموءودة بأيّ ذنب قُتلت، ومعنى قُتلت: قتلت غير أن ذلك ردّ إلى الخبر على وجه الحكاية على نحو القول الماضي قبل، وقد يتوجه معنى ذلك إلى أن يكون: وإذا الموءودة سألت قتلتها ووائديها، بأيّ ذنب قتلوها؟ ثم ردّ ذلك إلى ما لم يسمّ فاعله، فقيل: بأيّ ذنب قتلت.

وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب قراءة من قرأ ذلك ( سُئِلَتْ ) بضم السين ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) على وجه الخبر، لإجماع الحجة من القراء عليه. والموءودة: المدفونة حية، وكذلك كانت العرب تفعل ببناتها؛ ومنه قول الفرزدق بن غالب:

وِمَّنـا الـذي أحْيـا الوَئِيـدَ وَغـائِب

وعَمْــروٌ, ومنَّــا حـامِلونَ ودَافـعُ (5)

يقال: وأده فهو يئده وأدا، ووأدة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) هي في بعض القراءات: ( سأَلَتْ * بِأيّ ذَنْب قُتلَتْ ) لا بذنب، كان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته، ويغذو كلبه، فعاب الله ذلك عليهم .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: جاء قيس بن عاصم التميمي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية، قال: " فأعْتِقْ عَنْ كُلّ وَاحِدَةٍ بَدَنَةً" .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) قال: كانت العرب من أفعل الناس لذلك .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم بمثله.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) قال: البنات التي كانت طوائف العرب يقتلونهنّ، وقرأ: ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) .

--------------------

الهوامش :

(3) البيت لعنترة ، وهذه الرواية مختلفة عن روايته التي رواها المؤلف في الجزء ( 29 : 208 ) وهي : " والناذرين إذا لم ألقهما دمى " . بنفي الفعل ، وهي كذلك في ( شرحي الزوزني والتبريزي للمعلقات ، ومختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي 380 ) . أما رواية بيت الشاهد في هذا الموضع فمصدرها الفراء في معاني القرآن ( الورقة 359 ) فهكذا أنشد البيت الفراء في تفسير قوله تعالى : { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت } وقد نقلنا كلامه في توجيهها تحت الشاهد الآتي : " رجلان من ضبة ... " البيتين . ومعنى الروايتين في الحقيقة يؤول إلى شيء واحد وإن اختلف اللفظ بين الإثبات والنفي .

(4) البيتان من شواهد الفراء في معاني القرآن ( 359 ) قال بإسناده عن ابن عباس : إنه قرأ : { وإذا الموءودة سألت بأي ذنب قتلت } وقال : هي التي تسأل ( بفتح التاء ) ولا تسأل ( التاء مضمومة ) . وقد يجوز أن تقرأ : أي ذنب قتلت ؟ ( التاء الأخيرة تاء الفاعل مفتوحة ، والفعل مبني للفاعل ( كما نقول في الكلام ) عبد الله بأي ذنب ضرب، وبأي ذنب ضربت ؟ وقد مر له نظائر من الحكاية ، من ذلك قول عنترة :

الشَّــاتِمَيْ عِـرْضِي ولـم أشْـتُمْهُما

والنَّـــاذِرَيْنِ إذَا لَقِيتُهمــا دَمــي

والمعنى : أنهما كانا يقولان : إذا لقينا عنترة لنقتله ، فجرى الكلام في شعره على هذا المعنى ، واللفظ مختلف . وكذلك قوله : " رجلان من ضبة ... " البيتان . والمعنى : أخبرنا أنهما ... إلخ ولكنه جرى على مذهب القول ، كما تقول : قال عبد الله : إنه ذاهب ، وإني ذاهب ، والذهاب له في الوجهين جميعا . ومن قرأ : { وإذا الموءودة سئلت } ففيه وجهان : سئلت هي ، فقيل لها : بأي ذنب قتلت ؟ ثم يجوز قتلت ، كما جاز في المسألة الأولى . ويكون " سئلت " سئل عنها وائدوها ، كأنك قلت : طلبت منهم ، فقيل : أين أولادكم ؟ وكيف قتلتموهم . وكل الوجوه حسن بين ، إلا أن الأكثر " سئلت " فهو أحبها إلي . ا هـ .

(5) البيت للفرزدق ( ديوانه طبعة الصاوي 517 ) ولكنه ملفق من البيتين الخامس والسابع في القصيدة ، وهما :

5 - ومِنَّـا الـذي أحْيـا الوَئِيدَ وغالِبٌ

وَعمُــروٌ وَمِنَّـا حـاجِبٌ والأقـارِعُ

7 - نَمَـوْنِي فأشْـرَفْتُ الْعَـلايَةَ فَوْقَكُمْ

بُحُــورٌ ومِنَّــا حــامِلُون وَدَافِـعُ

والبيت أورده المؤلف بهذه الصورة شاهدا عند قوله تعالى : { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت } وأنشد أبو عبيدة عند الآية شاهدا آخر للفرزدق أيضا ، وهو :

وَمِنـــا الَّــذِي منــع الْوَائِــدَاتِ

وأحْيــا الْوَئِيــدَ فَلَــمْ يُــوءَدِ

قال : وهو صعصعة بن ناجية جده .

التدبر :

وقفة
[8] ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ ما هو الوأد؟ الجواب: الوأد: دفن البنت حية، والمراد به في الآية: ما كانت أهل الجاهلية يفعلونه من دس البنت حية في التراب كراهية للبنات، فيوم القيامة تُسأل الموءودة على أي ذنب قُتلت؛ ليكون ذلك تهديدًا لقاتلها، فإنه إذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذًا! وقرئت الآية: (وإذا الموءودة سألت) أي: طالبت بدمها.
وقفة
[8] سؤال الموءودة في قوله: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ﴾ لا يعارض الآيات النافية السؤال عن الذنب؛ لأنها سئلت عن أي ذنب كان قتلها؟ وهذا ليس من ذنبها، والمراد بسؤالها هنا توبيخ قاتلها وتقريعه؛ لأنها تقول: لا ذنب لي، فيرجع اللوم على من قتلها ظلمًا.
وقفة
[8، 9] ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ في توجيه السؤال إلي الموءودة بيان لكمال الغضب علي قاتلها حتي كان لا يستحق أن يخاطب ويسأل, وفيه تبكيت له وتقريع شديد.
وقفة
[8، 9] ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ إن كانت الموءودة تُسْأل غدًا في عرصات القيامة أمام صاحبها تبشيعًا لصورة ما فعل، فكم من موءودة أخرى دفنت على تراب الشهوة والرذيلة، سيُسأل أصحابها السؤال ذاته في المكان ذاته!
وقفة
[8، 9] ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ فإِن قلتَ: كيف قال ذلك، مع أن سؤال ما ذُكر إنما يحسُن من القاتل لا من المقتول؟ قلتُ: إنما سُئلت لتبكيتِ قاتلها وتوبيخه، فإنها قُتِلَتْ بغير ذنبِ، ونظيره قولُهَ تعالى لعيسى عليه السلام: ﴿أَأَنْتَ قلتَ للنَّاسِ اتَّخِذوني وأمّيَ إِلهَيْنِ من دون الله﴾ [المائدة: 116].
وقفة
[8، 9] ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ إشعار بأنه لا ذنب لها فتقتل بسببه، بل الجرم على قاتلها؛ ولكن لعظم الجرم يتوجه السؤال إليها تبكيتًا لوائدها.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها. أي المدفونه حية.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     ٨- إذا الطفلة المدفونة حيةً سُئلت يوم القيامة، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الموءودة:
1- بهمزة بين الواوين، اسم مفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بهمزة مضمومة على الواو، وهى قراءة البزي، فى رواية.
3- بضم الواو الأولى وتسهيل الهمزة، أي: التسهيل بالحذف ونقل حركتها إلى الواو.
4- بسكون الواو، على وزن «الفعلة» ، وهى قراءة الأعمش.
سئلت:
1- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسر السين، وذلك على لغة من قال «سال» بغير همز، وهى قراءة الحسن، والأعرج.
3- سألت، مبنى للفاعل، وهى قراءة ابن مسعود، وعلى، وابن عباس، وجابر بن زيد، ومجاهد.

مدارسة الآية : [9] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ

التفسير :

[9]بأيِّ ذنب كان دفنها؟

فتسأل:{ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب، ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها.

ولا شك أنها لم ترتكب ما يوجب قتلها ، وإنما القصد من ذلك إلزام قائلها الحجة ، حتى يزداد افتضاحا على افتضاحه .

وقد حكى القرآن فى كثير من الآيات ، ما كان يفعله أهل الجاهلية من قتلهم للبنات ، ومن ذلك قوله - تعالى - : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ . يتوارى مِنَ القوم مِن سواء مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التراب أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ ) ولم يكن الوأد معمولا به عند جميع قبائل العرب ، فقريش - مثلا - لم يعرف عنها ذلك وإنما عرف فى قبائل ربيعة ، وكنده ، وتميم . ولكنهم لما كانوا جميعا راضين عن هذا الفعل ، جاء الحكم عاما فى شأن أهل الجاهلية .

فيوم القيامة تسئل الموءودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها فإنه إذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا ؟.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[8، 9] ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ إذا كانت الموءُودة، تُسأل فما بالك بالوائد؟ وهذا دليل على عظم الموقف.
لمسة
[8، 9] ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ سؤالها وجوابها هو تبكيتُ لقاتلها، مثل تبكيت قوم عيسى في قول الله لعيسى: ﴿أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ [المائدة: 116].
عمل
[8، 9] اعطف على من هو أصغر منك ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ:
  • الباء حرف جر أي: اسم استفهام مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلق بقتلت. ذنب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. قتلت: تعرب إعراب «كورت» في الآية الأولى.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أنها تُسأل؛ ذكرَ هنا السؤالَ: بأي جريمة قتلك مَنْ قتلك؟! وهو سؤال تطْيِيبٍ لها، وتبكيت وتوبيخ لِوائِدها؛ لأن العادةَ أن الظالمَ هو الذي يُسأل، وليس المظلوم، قال تعالى:
﴿ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [10] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ

التفسير :

[10] وإذا صحف الأعمال عُرضت

{ وَإِذَا الصُّحُفُ} المشتملة على ما عمله العاملون من خير وشر{ نُشِرَتْ} وفرقت على أهلها، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره.

وقوله - سبحانه - : ( وَإِذَا الصحف نُشِرَتْ ) أى : بسطت بعد أن كانت مطوية ، وهى صحف الأعمال التى سجلتها الملائكة على أصحابها ، سواء أكانت تلك الأعمال خيرا أم شرا ، فهذه الصحائف تطوى عند الموت ، وتنشر يوم القيامة ، يوم الحساب والجزاء .

قال - تعالى - : ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً . اقرأ كتابك كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيباً ).

قال الضحاك أعطي كل إنسان صحيفته بيمينه أو بشماله وقال قتادة يا ابن آدم تملي فيها ثم تطوى ثم تنشر عليك يوم القيامة فلينظر رجل ماذا يملي في صحيفته.

وقوله: ( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) يقول تعالى ذكره: وإذا صحف أعمال العباد نُشرت لهم بعد أن كانت مطوية على ما فيها مكتوب من الحسنات والسيئات.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) صحيفتك يا ابن آدم تملى ما فيها، ثم تُطوى، ثم تُنشر عليك يوم القيامة .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة ( نُشِرتْ ) بتخفيف الشين، وكذلك قرأ أيضا بعض الكوفيين، وقرأ ذلك بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء الكوفة بتشديد الشين. واعتلّ من اعتل منهم لقراءته ذلك كذلك بقول الله: أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً ولم يقل منشورة، وإنما حسن التشديد فيه لأنه خبر عن جماعة، كما يقال: هذه كباش مُذبَّحَةٌ، ولو أخبر عن الواحد بذلك كانت مخففة، فقيل مذبوحةٌ، فكذلك قوله منشورة.

التدبر :

وقفة
[10] ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ يا ابن آدم هي صحيفتك تملي فيها، ثم تُطوى ثم تُنشر عليك يوم القيامة، فلينظر الرجل ماذا يملي صحيفته قتادة رحمه الله.
وقفة
[10] ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ هل ما تعملُه اليوم تحبُّ أن تراه في صحيفةِ أعمالِكَ غدًا؟!
وقفة
[10] ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ صحف الأعمال التي سجلتها الملائكة على أصحابها، تُطوَى عند الموت، ثم تُنشر يوم القيامة للحساب، فإما أن تبعث صاحبها على الفخر أو الخزي.
وقفة
[10] ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ قال قتادة: «يا ابن آدم، هي صحيفتك تُملي فيها، ثم تُطوّى، ثم تُنشر عليك يوم القيامة، فلينظر الرجل ماذا يملي في صحيفته».
وقفة
[10] ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ أسرارنا التي طالما طويناها, وأعمالنا التي خبأناها, وعن أعين الناس أخفيناها, سيأتي يوم تنشر فيها وتكشف, لا يخفي علي الله منها خافية.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة. أي صحف أعمال بني آدم تنشر يوم القيامة. أو تطوى صحف الاعمال.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ٩- إذا صحف الأعمال عُرضت، ليقرأ كلُّ واحد صحيفةَ أعمالِه، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

نشرت:
قرئ:
1- بخف الشين، وهى قراءة أبى رجاء، وقتادة، والحسن، والأعرج، وشيبة، وأبى جعفر، ونافع، وابن عامر، وعاصم.
2- بشدها، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [11] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ

التفسير :

[11] وإذا السماء قُلعت وأزيلت من مكانها

{ وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} أي:أزيلت، كما قال تعالى:{ يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}{ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}

( وَإِذَا السمآء كُشِطَتْ ) أى : قلعت وأزيلت ، وأصل الكشط إزالة جلدة الحيوان عنه . يقال : كشطت البعير كشطا ، إذا نزعت جلده منه . أى : وإذا السماء نزعت وأزيلت ، فلم تبق على هيئتها التى كانت عيها ، من إظلالها لما تحتها .

قال مجاهد: اجتذبت

وقال: السدي كشفت

وقال الضحاك : تنكشط فتذهب.

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)

يقول تعالى ذكره: وإذا السماء نـزعت وجُذبت ثم طُويت.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( كُشِطَتْ ) قال: جُذبت . وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( قشِطَتْ ) بالقاف، والقشْط والكَشْط بمعنى واحد وذلك تحويل من العرب الكاف قافا لتقارب مخرجيهما، كما قيل للكافور قافور، ولقُسط كُسْط، وذلك كثير في كلامهم إذا تقارب مخرج الحرفين أبدلوا من كلّ واحد منهما صاحبه، كقولهم للأثافي: أثاثي، وثوب فَرْقَبِيّ وثَرْقَبِيّ.

التدبر :

وقفة
[11] ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾ أصل الكشط إزالة جلد الحيوان الميت عنه، وهو أعمُّ من السلخ؛ لأن السلخ لا يقال إلا في إزالة جلد البقر والغنم دون إزالة جلد الإبل، فإنه كشط ولا يقال له سلخ، والمقصود أن السماء تنزع من مكانها كما يُنزَع الغطاء عن الشيء.
وقفة
[11] ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾ الظاهر أن السماء تبقي منشقة منفطرة، تعرج الملائكة بينها وبين أرض المحشر حتى يتم الحساب، فإذا قضي الحساب أزيلت السماء من مكانها، فالسماء مكشوطة، والمكشوط عنه هو عالم الخلود.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها. أي كشفت وأزيلت.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ١٠- إذا السماء قُلعت من مكانها، ونُزِعت كما يُنْزَع الجلد عن الشاة، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

كشطت:
وقرئ:
قشطت، بالقاف.

مدارسة الآية : [12] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ

التفسير :

[12] وإذا النار أوقدت فأضرِمت

{ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} أي:أوقد عليها فاستعرت، والتهبت التهابا لم يكن لها قبل ذلك،

( وَإِذَا الجحيم سُعِّرَتْ ) أى : أوقدت إيقادا شديدا للكفار ، والجحيم هى النار ذات الطبقات المتعدة من الوقود كالحطب وغيره ، وتسعيرها : إيقادها بشدة .

قال السدي: أحميت، وقال قتادة: أوقدت قال وإنما يسعرها غضب الله وخطايا بني آدم.

وقوله: ( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ) يقول تعالى ذكره: وإذا الجحيم أوقد عليها فأُحميت.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ) سعرها غضب الله، وخطايا بني آدم .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك فقرأته عامة قرّاء المدينة ( سُعِّرَتْ ) بتشديد عينها بمعنى أوقد عليها مرة بعد مرّة، وقرأته عامة قرّاء الكوفة بالتخفيف. والقول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

التدبر :

وقفة
[12] ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ قال قتادة: «وإنما يسعِّرها غضب الله وخطايا بني آدم».
تفاعل
[12] ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[1-12] فى تلك الآيات نجد اثني عشر حدثًا، يقع نصفها فى آخر الحياة الدنيا، والنصف الآخر يقع فى الآخرة.
لمسة
[1-12] صيغة الماضي في الآيات الاثنتى عشرة الواردة فى مستهل السورة تعنى تحقق وقوعها مستقبلًا.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى أيضا وتعرب إعرابها أي أوقدت ايقادا شديدا.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ١١- إذا النَّار أُوقِدت فأضرِمت، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سعرت:
1- بشد العين، وهى قراءة نافع، وابن عامر، وحفص.
وقرئ:
2- بخفها، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [13] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ

التفسير :

[13] وإذا الجنة دار النعيم قُرِّبت من أهلها المتقين

{ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} أي:قربت للمتقين،

( وَإِذَا الجنة أُزْلِفَتْ ) أى : قربت وأدنيت من المؤمنين ، كما فى قوله - تعالى - : ( وَأُزْلِفَتِ الجنة لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ) من الزلفى بمعنى القرب ، يقال : تزلف فلان إلى فلان ، إذا تقرب منه .

قال الضحاك وأبو مالك وقتادة والربيع بن خيثم أي قربت إلى أهلها.

وقوله: ( وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) يقول تعالى ذكره: وإذا الجنة قرّبت وأُدنيت.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم: ( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) قال: إلى هذين ما جرى الحديث: فريق في الجنة، وفريق في السعير .

حدثني ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع ( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) قال: إلى هذين ما جرى الحديث: فريق إلى الجنة، وفريق إلى النار. يعنى الربيع بقوله: إلى هذين ما جرى الحديث أن ابتداء الخبر إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ... إلى قوله: ( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ) إنما عُدِّدت الأمور الكائنة التي نهايتها أحد هذين الأمرين، وذلك المصير إما إلى الجنة، وإما إلى النار .

التدبر :

وقفة
[13] ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ قُرِّبت الجنة من أهلها، حتى لا يتكبَّدوا مشقة الانتقال إليها، تكريمًا لهم، ومبالغة في إيصال اللطف إليهم.
تفاعل
[13] ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ سَل الله الجنة الآن.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة. أي أدنيت وقربت من المتقين.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ١٢- إذا الجنَّة دار النعيم قُرِّبت من أهلها المتقين، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [14] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ

التفسير :

[14] إذا وقع ذلك، تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما قدَّمت من خير أو شر.

{ عَلِمَتْ نَفْسٌ} أي:كل نفس، لإتيانها في سياق الشرط.

{ مَا أَحْضَرَتْ} أي:ما حضر لديها من الأعمال [التي قدمتها] كما قال تعالى:{ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} وهذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة، من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب، وترتعد الفرائص وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم، وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم، ولهذا قال بعض السلف:من أراد أن ينظر ليوم القيامة كأنه رأي عين، فليتدبر سورة{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

وقوله : ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ ) هو جواب الشرط لكل تلك الظروف السابقة . أى : إذا الشمس كورت ، وإذا النجوم انكدرت تبين لكل نفس ما عملته من خير أو شر ، ومن حسن أو قبيح . . ورأت ذلك رأى العين ، كما قال - تعالى - : ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سواء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً . . . ) والمراد بالنفس عموم الأنفس ، لأن النكرة فى سياق النفى تشمل كل نفس وأسند - سبحانه - الإِحضار إلى النفوس ، لأنها هى المباشرة لأعمالها فى الدنيا ، والتى ستجد جزاءها فى الآخرة .

وجعلت معرفة النفوس لجزاء أعمالها ، حاصلة عند حصول مجموع الشروط التى ذكرت فى الجمل الاثنتى عشرة ، لأن بعض الزمان والأحوال التى تضمنتها هذه الشروط مقارن لحصول علم النفوس بأعمالها ، كما فى الستة الأخيرة ، فإنها تكون عند فصل القضاء ، وبعضها يحصل قبل ذلك بقليل ، كما فى الأحوال الستة المذكورة أولا ، إلا أنه لما كان بعض هذه الأمور من مبادئ يوم القيامة ، وبعضها من روادفه ، نسب علمها بذلك إلى زمان وقوع هذه الأمور كلها تهويلا للخطب ، وتفظيعا للأمر .

وإشعاراً بأن ما يسبق يوم القيامة وما يعقبه ، كل ذلك من الأهوال التى يشب لها الولدان .

وقوله ( علمت نفس ما أحضرت ) هذا هو الجواب ، أي إذا وقعت هذه الأمور حينئذ تعلم كل نفس ما عملت وأحضر ذلك لها كما قال تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ) آل عمران 30 وقال تعالى ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ) القيامة : 13

قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبدة حدثنا ابن المبارك أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن أبيه قال لما نزلت ( إذا الشمس كورت ) قال عمر لما بلغ ( علمت نفس ما أحضرت ) قال لهذا أجرى الحديث

وقوله: ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) يقول تعالى ذكره: علمت نفس عند ذلك ما أحضرت من خير، فتصير به إلى الجنة، أو شرّ فتصير به إلى النار، يقول: يتبين له عند ذاك ما كان جاهلا به، وما الذي كان فيه صلاحه من غيره.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) من عمل قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وإلى هذا جرى الحديث .

وقوله: ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ) جواب لقوله: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وما بعدها، كما يقال: إذا قام عبد الله قعد عمرو.

التدبر :

عمل
[14] ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ تذكَّر يوم الحساب واستعِدَّ له.
وقفة
[14] ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ قال ابن عطية: «ووقع الإفراد نفسه لينبه الذهن على حقارة المرء الواحد، وقلة دفاعه عن نفسه».
لمسة
[14] ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ هذا جواب الشرط، وقد ذكُر بعد ثلاث عشرة جملة من قوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ إلى قوله: ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾، وهو علم يقين لا يقبل الشك، ولا ينفع معه تبرير ولا إنكار.
وقفة
[14] ﴿عَلِمَت نَفسٌ ما أَحضَرَت﴾ وتلك الآية هى جواب الشروط الاثني عشر.
وقفة
[14] ﴿عَلِمَت نَفسٌ ما أَحضَرَت﴾ وقتها كل منكر سيصدق، كل مكذب سيعرف الحق، كل لاه عات سيعرف جرمه.
وقفة
[14] ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ في الآخرة لا يحضر مال ولا متاع ولا دار ولا أرض ولا منصب ولا جاه, إنما تحضر الأعمال, فطوبي لمن وجد في صحيفته عملًا خيرًا رضيًا.
وقفة
[14] عن ابن مسعود أن قارئًا قرأ سورة التكوير عنده، فلما بلغ: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ قال: «وانقطاع ظهراه».
وقفة
[14] ما الفرق بين: ﴿علمت نفس ما أحضرت﴾، ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾ [الانفطار: 5]؟ الجواب: (أحضرت) مطلقًا في الأعمال والصحائف والجزاء، و(قدمت وأخرت) تفصيل لتلك الأعمال.
وقفة
[1-14] ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ... عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ هذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب، وترتعد الفرائص، وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم، وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم.

الإعراب :

  • ﴿ عَلِمَتْ:
  • الجملة الفعلية جواب «اذا» لا محل له من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أحضرت: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. و «أحضرت» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد- محذوف- أي ما وجدته حاضرا أو ما قدمته من أعمالها.

المتشابهات :

التكوير: 14﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ
الإنفطار: 5﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     وبعد أن ذَكَرَ اللهُ اثنَيْ عَشَرَ حدثًا؛ ذَكَرَ هنا جَواب اثْنَيْ عَشَرَ شرطًا، أي: إذا وقع ذلك، تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما قدَّمت من خير أو شر، قال تعالى:
﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [15] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ

التفسير :

[15] أقسم الله تعالى بالنجوم المختفية أنوارها نهاراً

أقسم تعالى{ بِالْخُنَّسِ} وهي الكواكب التي تخنس أي:تتأخر عن سير الكواكب المعتاد إلى جهة المشرق، وهي النجوم السبعة السيارة:"الشمس "، و "القمر "، و "الزهرة "، و "المشترى "، و "المريخ "، و "زحل "، و "عطارد "، فهذه السبعة لها سيران:سير إلى جهة المغرب مع باقي الكواكب والأفلاك، وسير معاكس لهذا من جهة المشرق تختص به هذه السبعة دون غيرها.

وبعد أن ساق - ما ساق من أحوال تدل على شدائد يوم القيامة ، أتبع ذلك ببيان أن هذا القرآن من عنده - تعالى - وأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه ، فقال :

( فَلاَ أُقْسِمُ . . . ) .

والفاء فى قوله - تعالى - : ( فَلاَ أُقْسِمُ بالخنس . . . ) للتفريع على ما تقدم من تحقيق وقوع البعث ، وهى تعطى - أيضا - معنى الإِفصاح ، و " لا " مزيدة لتأكيد القسم ، وجواب القسم قوله - تعالى - ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) .

و ( الخنس ) - بزنة رُكَّع - جمع خانس ، والخنوس : الاستخفاء والاستتار ، يقال خنست الظبية والبقرة ، إذا اختفت فى بيتها .

روى مسلم في صحيحه ، والنسائي في تفسيره عند هذه الآية من حديث مسعر بن كدام عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فسمعته يقرأ ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس ) .

ورواه النسائي عن بندار عن غندر عن شعبة عن الحجاج بن عاصم عن أبي الأسود عن عمرو بن حريث به نحوه .

قال ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن رجل من مراد عن علي ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) قال هي النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل

وقال ابن جرير حدثنا ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب سمعت خالد بن عرعرة سمعت عليا وسئل عن ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) فقال هي النجوم تخنس بالنهار وتكنس بالليل .

وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن خالد عن علي قال هي النجوم

وهذا إسناد جيد صحيح إلى خالد بن عرعرة وهو السهمي الكوفي قال أبو حاتم الرازي روى عن علي وروى عنه سماك والقاسم بن عوف الشيباني ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا والله أعلم

وروى يونس عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي أنها النجوم . رواه ابن أبي حاتم وكذا روي عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وغيرهم أنها النجوم

وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن بكر بن عبد الله في قوله ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) قال هي النجوم الدراري التي تجري تستقبل المشرق .

وقال بعض الأئمة إنما قيل للنجوم الخنس " أي في حال طلوعها ثم هي جوار في فلكها وفي حال غيبوبتها يقال لها كنس من قول العرب أوى الظبي إلى كناسة إذا تغيب فيه

وقال الأعمش عن إبراهيم قال : قال عبد الله ( فلا أقسم بالخنس ) قال بقر الوحش وكذا قال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عبد الله ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) ما هي يا عمرو قلت البقر . قال وأنا أرى ذلك

وكذا روى يونس عن أبي إسحاق عن أبيه

وقال أبو داود الطيالسي عن عمرو عن أبيه ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( الجواري الكنس ) قال البقر [ الوحش تكنس إلى الظل وكذا قال سعيد بن جبير

وقال العوفي عن ابن عباس هي الظباء وكذا قال سعيد أيضا ومجاهد والضحاك

وقال أبو الشعثاء جابر بن زيد هي الظباء والبقر

وقال ابن جرير حدثنا يعقوب حدثنا هشيم أخبرنا مغيرة عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الآية ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) فقال إبراهيم لمجاهد قل فيها بما سمعت قال فقال مجاهد كنا نسمع فيها شيئا وناس يقولون إنها النجوم قال فقال إبراهيم قل فيها بما سمعت قال فقال مجاهد كنا نسمع أنها بقر الوحش حين تكنس في حجرتها قال فقال إبراهيم إنهم يكذبون على علي ، هذا كما رووا عن علي أنه ضمن الأسفل الأعلى والأعلى الأسفل

وتوقف ابن جرير في قوله ( الخنس الجواري الكنس ) هل هو النجوم أو الظباء وبقر الوحش ؟ قال ويحتمل أن يكون الجميع مرادا

وقوله: ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) اختلف أهل التأويل في (الخُنَّس * الْجَوَارِِ الكنَّسِ) فقال بعضهم: هي النجوم الدراريّ الخمسة تخنِس في مجراها فترجع وتكنس، فتستتر في بيوتها كما تكنس الظباء في المغار، والنجوم الخمسة: بَهْرام وزُحَل، وعُطارد، والزُّهَرَة، والمُشْتَرِي.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن خالد بن عُرعُرة، أن رجلا قام إلى عليّ رضي الله عنه ، فقال: ما( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) ؟ قال: هي الكواكب.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت خالد بن عُرعرة، قال: سمعت عليا عليه السلام ، وسُئل عن ( لا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ * الجَوَارِ الكُنَّسِ ) قال: هي النجوم تخنس بالنهار، وتكنس بالليل .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سماك، عن خالد بن عرعرة، عن عليّ رضي الله عنه ، قال: النجوم .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن رجل من مُراد، عن عليّ أنه قال: هل تدرون ما الخنس؟ هي النجوم تجري بالليل، وتخنس بالنهار .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني جرير بن حازم، أنه سمع الحسن يسئل، فقيل: يا أبا سعيد ما الجواري الكُنَّس؟ قال: النجوم .

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا هوذة بن خليفة، قال: ثنا عوف، عن بكر بن عبد الله، في قوله: ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: هي النجوم الدراريّ، التي تجري تستقبل المشرق .

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: هي النجوم .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن رجل من مراد، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: يعني النجوم تكنس بالنهار، وتبدو بالليل .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: قوله: ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: هي النجوم تبدو بالليل وتخنس بالنهار .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن في قوله: ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: هي النجوم تخنس بالنهار، والجوار الكنس: سيرهنّ إذا غبن .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: الخنس والجواري الكنس: النجوم الخنس، إنها تخنس تتأخر عن مطلعها، هي تتأخر كلّ عام لها في كلّ عام تأخر عن تعجيل ذلك الطلوع تخنس عنه. والكنس: تكنس بالنهار فلا تُرَى. قال: والجواري تجري بعد، فهذا الخنس الجواري الكنس .

وقال آخرون: هي بقر الوحش التي تكنس في كناسها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسن بن عرفة قال: ثنا هشيم بن بشير، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق السَّبيعيّ، عن أبي ميسرة، عن عبد الله بن مسعود أنه قال لأبي ميسرة: ما الجواري الكنس؟ قال: فقال بقر الوحش قال: فقال: وأنا أرى ذلك .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عبد الله، في قوله: ( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) : قال: بقر الوحش .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن شرحبيل، قال: قال ابن مسعود: يا عمرو ما الجواري الكنس، أو ما تراها؟ قال عمرو: أراها البقر، قال عبد الله: وأنا أراها البقر .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة قال: سألت عنها عبد الله، فذكر نحوه.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني جرير بن حازم، قال: ثني الحجاج بن المنذر، قال: سألت أبا الشَعثاء جابر بن زيد عن الجواري الكنس، قال: هي البقر إذا كَنَست كوانسها .

قال يونس: قال لي عبد الله بن وهب: هي البقر إذا فرّت من الذئاب، فذلك الذي أراد بقوله: كنست كوانسها .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال جرير، وحدثني الصلت بن راشد، عن مجاهد مثل ذلك.

التدبر :

وقفة
[15، 16] ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ أقسم الله بالنجوم في كل أحوالها، في حال خنوسها أي: اختفائها نهارًا، وحال جريانها، وحال كنوسها أي: غيابها.

الإعراب :

  • ﴿ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ:
  • الفاء واقعة في جواب «اذا» في الآية الكريمة الأولى وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل له من الإعراب أي تكون عاملا ثانيا للنصب لإذا. لا أقسم بالخنس: أعربت مفصلا وشرحت في الاية الكريمة الأولى من سورة «القيامة» و «الخنس» الكواكب الرواجع بينا ترى النجم في آخر البرج اذا كر راجعا إلى أوله.

المتشابهات :

الواقعة: 75﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ
الحاقة: 38﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ
المعارج: 40﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ
التكوير: 15﴿ فَلَا أُقْسِمُ ِالْخُنَّسِ
الإنشقاق: 16﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
القيامة: 1﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ *
القيامة: 2﴿وَ لَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
البلد: 1﴿ لَا أُقْسِمُ
الواقعة: 75﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ
الحاقة: 38﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ
المعارج: 40﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ
التكوير: 15﴿ فَلَا أُقْسِمُ ِالْخُنَّسِ
الإنشقاق: 16﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
القيامة: 1﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ *
القيامة: 2﴿وَ لَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
البلد: 1﴿ لَا أُقْسِمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     وبعد ما ذُكِرَ من أهوالِ يومِ القيامة، وأن النَّاس حينئذ يقفون على حقائق أعمالهم، ويستبين لهم ما هو مقبول منها وما هو مردود عليهم؛ أَكَّدَ لهم هنا أن ما يحدثهم به الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرآن الذي أنزل عليه، وأن ما رميتموه به من المعايب كقولكم: إنه ساحر أو مجنون، أو كذاب، أو شاعر ما هو إلا محض افتراء، قال تعالى:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [16] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ

التفسير :

[16]الجارية والمستترة في أبراجها

فأقسم الله بها في حال خنوسها أي:تأخرها، وفي حال جريانها، وفي حال كنوسها أي:استتارها بالنهار، ويحتمل أن المراد بها جميع النجومالكواكب السيارة وغيرها.

والْجَوارِ جمع جارية، وهي التي تجرى بسرعة، من الجري بمعنى الإسراع في السير.

والْكُنَّسِ جمع كانس. يقال: كنس الظبى، إذا دخل كناسه- بكسر الكاف- وهو البيت الذي يتخذه للمبيت، وسمى بذلك لأنه يتخذه من أغصان الأشجار، ويكنس الرمل إليه حتى يكون مختفيا عن الأعين.

وهذه الصفات، المراد بها النجوم، لأنها بالنهار تكون مختفية عن الأنظار، ولا تظهر إلا بالليل، فشبهت بالظباء التي تختفى في بيوتها ولا تظهر إلا في أوقات معينة.

أى: إذا كان الأمر كما ذكرت لكم من أن البعث حق ... فأقسم بالنجوم التي تخنس بالنهار، أى: يغيب ضوؤها عن العيون بالنهار، ويظهر بالليل، والتي تجرى من مكان إلى آخر بقدرة الله- تعالى- ثم تكنس- أى: تستتر وقت غروبها- كما تتوارى الظباء في كنسها ... إن هذا القرآن لقول رسول كريم.

قال ابن كثير ما ملخصه: قوله- تعالى- فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ:

هي النجوم تخنس بالنهار، وتظهر بالليل، روى ذلك عن على بن أبى طالب وابن عباس ومجاهد.

وقال بعض الأئمة: وإنما قيل للنجوم «الخنس» أى: في حال طلوعها، ثم هي جوار في فلكها، وفي حال غيبوبتها، يقال لها «كنس» ، من قول العرب. أوى الظبى إلى كناسه:

إذا تغيب فيه.

وفي رواية عن ابن عباس: أنها الظباء، وفي أخرى أنها بقر الوحش حين تكنس إلى الظل أو إلى بيوتها.

وتوقف ابن جرير في قوله: بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ هل هي النجوم أو الظباء وبقر الوحش قال: ويحتمل أن يكون الجميع مرادا.. .

روى مسلم في صحيحه ، والنسائي في تفسيره عند هذه الآية من حديث مسعر بن كدام عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فسمعته يقرأ ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس ) .

ورواه النسائي عن بندار عن غندر عن شعبة عن الحجاج بن عاصم عن أبي الأسود عن عمرو بن حريث به نحوه .

قال ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن رجل من مراد عن علي ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) قال هي النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل

وقال ابن جرير حدثنا ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب سمعت خالد بن عرعرة سمعت عليا وسئل عن ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) فقال هي النجوم تخنس بالنهار وتكنس بالليل .

وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن خالد عن علي قال هي النجوم

وهذا إسناد جيد صحيح إلى خالد بن عرعرة وهو السهمي الكوفي قال أبو حاتم الرازي روى عن علي وروى عنه سماك والقاسم بن عوف الشيباني ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا والله أعلم

وروى يونس عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي أنها النجوم . رواه ابن أبي حاتم وكذا روي عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وغيرهم أنها النجوم

وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن بكر بن عبد الله في قوله ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) قال هي النجوم الدراري التي تجري تستقبل المشرق .

وقال بعض الأئمة إنما قيل للنجوم الخنس " أي في حال طلوعها ثم هي جوار في فلكها وفي حال غيبوبتها يقال لها كنس من قول العرب أوى الظبي إلى كناسة إذا تغيب فيه

وقال الأعمش عن إبراهيم قال : قال عبد الله ( فلا أقسم بالخنس ) قال بقر الوحش وكذا قال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عبد الله ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) ما هي يا عمرو قلت البقر . قال وأنا أرى ذلك

وكذا روى يونس عن أبي إسحاق عن أبيه

وقال أبو داود الطيالسي عن عمرو عن أبيه ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( الجواري الكنس ) قال البقر [ الوحش تكنس إلى الظل وكذا قال سعيد بن جبير

وقال العوفي عن ابن عباس هي الظباء وكذا قال سعيد أيضا ومجاهد والضحاك

وقال أبو الشعثاء جابر بن زيد هي الظباء والبقر

وقال ابن جرير حدثنا يعقوب حدثنا هشيم أخبرنا مغيرة عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الآية ( فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ) فقال إبراهيم لمجاهد قل فيها بما سمعت قال فقال مجاهد كنا نسمع فيها شيئا وناس يقولون إنها النجوم قال فقال إبراهيم قل فيها بما سمعت قال فقال مجاهد كنا نسمع أنها بقر الوحش حين تكنس في حجرتها قال فقال إبراهيم إنهم يكذبون على علي ، هذا كما رووا عن علي أنه ضمن الأسفل الأعلى والأعلى الأسفل

وتوقف ابن جرير في قوله ( الخنس الجواري الكنس ) هل هو النجوم أو الظباء وبقر الوحش ؟ قال ويحتمل أن يكون الجميع مرادا

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، في قوله: ( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: هي بقر الوحش .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، قال: سُئل مجاهد ونحن عند إبراهيم، عن قوله: ( الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: لا أدري، فانتهره إبراهيم وقال: لِمَ لا تدري؟ فقال: إنهم يروُون عن عليّ رضي الله عنه: وكنا نسمع أنها البقر، فقال إبراهيم: هي البقر، الجواري الكنس: حِجَرة بقر الوحش التي تأوي إليها، والخنس الجوارى: البقر .

حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الآية ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) فقال إبراهيم لمجاهد: قل فيها ما سمعت، قال: فقال مجاهد: كنا نسمع فيها شيئا، وناس يقولون: إنها النجوم، قال: فقال إبراهيم: إنهم يكذبون على عليّ رضي الله عنه ، هذا كما رَوَوْا عن علي رضي الله عنه ، أنه ضمَّن الأسفل الأعلى، والأعلى الأسفل.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، قال: سُئل مجاهد عن الجواري الكنس قال: لا أدري يزعمون أنها البقر؛ قال: فقال إبراهيم: ما لا تدري هي البقر، قال: يذكرون عن عليّ رضي الله عنه أنها النجوم، قال: يكذبون على عليّ عليه السلام .

وقال آخرون: هي الظباء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) يعني: الظباء .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر، عن سعيد بن جُبير ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ) قال: الظباء .

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلية، قال: ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) قال: كنا نقول: " أظنه قال ": الظباء، حتى زعم سعيد بن جُبير أنه سأل ابن عباس عنها، فأعاد عليه قراءتها.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (الْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِِ) يعني الظباء .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بأشياء تخنس أحيانا: أي تغيب، وتجري أحيانا وتكنس أخرى، وكنوسها: أن تأوي في مكانسها، والمكانس عند العرب: هي المواضع التي تأوي إليها بقر الوحش والظباء، واحدها: مَكْنِس وكناس، كما قال الأعشى:

فلَمَّــا لَحِقْنــا الْحَــيَّ أتْلَـعَ أُنَّسٌ

كمَـا أتْلَعَـتْ تَحْـتَ المَكـانِسِ رَبْرَبُ (6)

فهذه جمع مَكْنِس، وكما قال في الكناس طَرَفة بن العبد:

كــأنَّ كِناسَــيْ ضَالَــةٍ يَكْنُفانِهَـا

وأطْـرَ قِسِـيٍّ تَحْـتَ صُلْـبٍ مُؤَيَّـدِ (7)

وأما الدلالة على أن الكناس قد يكون للظباء، فقول أوس بن حَجَر:

أَلَــمْ تَــرَ أنَّ اللــهَ أنـزلَ مُزْنَـةً

وعُفْـرُ الظِّبـاءِ فـي الكِنـاسِ تَقَمَّـعُ (8)

فالكناس في كلام العرب ما وصفت، وغير مُنكر أن يستعار ذلك في المواضع التي تكون بها النجوم من السماء، فإذا كان ذلك كذلك، ولم يكن في الآية دلالة على أن المراد بذلك النجوم دون البقر، ولا البقر دون الظباء، فالصواب أن يُعَمّ بذلك كلّ ما كانت صفته الخنوس أحيانا والجري أخرى، والكنوس بآنات على ما وصف جلّ ثناؤه من صفتها.

------------------

الهوامش :

(6) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوانه بتحقيق الدكتور محمد حسين 201 ) من قصيدة يهجو بها الحارث ابن وعلة ، والبيت هو التاسع فيها وفيه " فلما أدركت الحي " أي لحقته . وأتلع : رفع رأسه . والأنس : جمع آنسة ، كركع جمع راكعة ، وهي الطيبة النفس . والمكانس : جمع مكنس ، وهو مدخل الظبي أو البقرة الوحشية . في أصل شجرة تسكن فيه من الحر . والربرب : القطيع من البقر الوحشي . يقول : فلما بلغت الحي تطلع الفتيات ينظرن إلى وقد تطاولت أعناقهن ومددنها ، كأنهن قطيع من البقر الوحشي المستظل بالأشجار وقد مد الرقاب . ومحل الشاهد في قوله المكانس فإنها جمع مكنس وهو الكناس أيضا ، كما فسرناه .

(7) البيت من معلقة طرفة ( مختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي 312 ) قال شارحه : الكناس : بيت يتخذه الوحش في أصل شجرة . والثور يتخذ كناسين : لظل الغداة ، وفيء العشي . والضال : هو السدر البري . ويكنفانها: يكونان في ناحيتها . والأطر : العطف . والمؤيد : المقوى . شبه إبطيها في السعة ببيتين من بيوت الوحش في أصل ضالة . وشبه أضلاعها . بقسي معطوفة تحت صلب قوي . وسعة الإبط أبعد لها من العثار . ا هـ . وقال الفراء في معاني القرآن عند قوله تعالى : { فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس } قال : وهي النجوم تخنس في مجراها : ترجع . وتكنس : تستتر كما تكنس الظباء في المغار ، وهو الكناس . ا هـ .

(8) البيت لأوس بن حجر التميمي كما قال المؤلف وكما في ( اللسان : قمع ) . والكناس والمكنس : بيت يتخذه الظبي أو الثور الوحشي في أصل شجرة ليتقي به حر الشمس ، وقد تقدم . وتقمع ، يقال قمعت الظبية قمعا ، وتقمعت : لسعتها القمعة ( بالتحريك ، وهي ذباب أزرق عظيم يدخل في أنف الدواب ، فيؤذيها ، والجمع : قمع ومقامع ) ودخلت في أنفها ، فحركت رأسها عن ذلك . وتقمع الحمار : حرك رأسه من القمعة ، ليطرد النعرة عن وجهه أو من أنفه ، قال أوس بن حجر : " ألم تر أن أرسل مزنة ... " البيت . أي تحرك رءوسها من القمع . ا هـ . والبيت شاهد على أن الكناس يكون للظباء ، كما يكون لبقر الوحش . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[16] ﴿الجَوارِ الكُنَّسِ﴾ الجاريات في أفلاكها، التي تغيب عند بزوغ الصبح، مثل الظباء تدخل كِنَاسها؛ أي: بيوتها.

الإعراب :

  • ﴿ الْجَوارِ:
  • صفة للخنس أو للكواكب مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة خطا واختصارا ولدلالة الكسرة عليها أي اكتفاء بالكسرة الدالة على الياء المحذوفة لأن أصلها: الجواري: بمعنى الجاريات: أي السيارة.
  • ﴿ الْكُنَّسِ:
  • صفة ثانية للخنس أي التي تختفي تحت ضوء الشمس وقيل إن جميع الكواكب تخنس «ترجع» بالنهار وتكنس «تطلع» بالليل. وتختفي أي تستتر في النهار.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [16] لما قبلها :     ولَمَّا أقسمَ اللهُ بالخُنَّسِ؛ وَصَفَها، قال تعالى:
﴿ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [17] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ

التفسير :

[17] والليل إذا أقبل بظلامه

{ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} أي:أدبر وقيل:أقبل،

وقوله: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ. وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ معطوف على ما قبله. وداخل في حيز القسم.

وقوله عَسْعَسَ أدبر ظلامه أو أقبل، فهذا اللفظ من الألفاظ التي تستعمل في الشيء وضده، إلا أن المناسب هنا يكون المراد به إقبال الظلام، لمقابلته بالصبح إذا تنفس، أى:

أضاء وأسفر وتبلج.

وقيل: العسعسة: رقة الظلام وذلك في طرفي النهار، فهو من المشترك المعنوي، وليس من الأضداد، أى: أقبل وأدبر معا. أى: وحق النجوم التي تغيب بالنهار، وتجرى في حال استتارها.. وحق الليل إذا أقبل بظلامه، والصبح إذا أقبل بضيائه.

وقوله ( والليل إذا عسعس ) فيه قولان

أحدهما إقباله بظلامه قال مجاهد أظلم . وقال سعيد بن جبير إذا نشأ وقال الحسن البصري إذا غشى الناس وكذا قال عطية العوفي

وقال علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس ( إذا عسعس ) إذا أدبر وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك وكذا قال زيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن ( إذا عسعس ) أي إذا ذهب فتولى

وقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري سمع أبا عبد الرحمن السلمي قال خرج علينا علي رضي الله عنه حين ثوب المثوب بصلاة الصبح فقال أين السائلون عن الوتر ( والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس ) ؟ هذا حين أدبر حسن

وقد اختار ابن جرير أن المراد بقوله ( إذا عسعس ) إذا أدبر قال لقوله ( والصبح إذا تنفس ) أي : أضاء واستشهد بقول الشاعر أيضا :

حتى إذا الصبح له تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا

أي أدبر وعندي أن المراد بقوله ( عسعس ) إذا أقبل وإن كان يصح استعماله في الإدبار لكن الإقبال هاهنا أنسب كأنه أقسم تعالى بالليل وظلامه إذا أقبل وبالفجر وضيائه إذا أشرق كما قال ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ) الليل 1 2 وقال ( والضحى والليل إذا سجى ) الضحى 1 ، 2 وقال ( فالق الإصباح وجعل الليل سكنا ) الأنعام : 96 وغير ذلك من الآيات وقال كثير من علماء الأصول إن لفظة " عسعس تستعمل في الإقبال والإدبار على وجه الاشتراك فعلى هذا يصح أن يراد كل منهما والله أعلم

قال ابن جرير وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يزعم أن عسعس دنا من أوله وأظلم وقال الفراء كان أبو البلاد النحوي ينشد بيتا :

عسعس حتى لو يشاء ادنا كان له من ضوئه مقبس

يريد لو يشاء إذ دنا أدغم الذال في الدال وقال الفراء وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع .

القول في تأويل قوله تعالى : وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)

أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالليل إذا عسعس، يقول: وأقسم بالليل إذا عسعس.

واختلف أهل التأويل في قوله: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) فقال بعضهم: عُنِيَ بقوله: ( إِذَا عَسْعَسَ ) إذا أدبر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) يقول: إذا أدبر .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) يعني: إذا أدبر.

حدثنا عبد الحميد بن بيان اليشكري، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل عن أبي ظَبيان، قال: كنت أتبع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو خارج نحو المشرق، فاستقبل الفجر، فقرأ هذه الآية: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ).

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، قال: خرج عليّ عليه السلام مما يلي باب السوق، وقد طلع الصبح أو الفجر، فقرأ: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) أين السائل عن الوتر، نعم ساعة الوتر هذه .

ثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) قال: إقباله، ويقال: إدباره .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) : إذا أدبر .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِذَا عَسْعَسَ ) قال: إذا أدبر .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( إِذَا عَسْعَسَ ) إذا أدبر .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن، قال: خرج عليّ عليه السلام بعد ما أذّن المؤذّن بالصبح، فقال: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) أين السائل عن الوتر؟ قال: نعم ساعة الوتر هذه .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) قال: عسعس تولى، وقال: تنفس الصبح من هاهنا، وأشار إلى المشرق طلاع الفجر .

وقال آخرون: عُني بقوله: ( إِذَا عَسْعَسَ ) إذا أقبل بظلامه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) قال: إذا غَشِيَ الناسَ .

حدثنا الحسين بن عليّ الصدائي، قال: ثني أبي، عن الفضيل، عن عطية ( وَاللّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ) قال: أشار بيده إلى المغرب .

وأولى التأويلين في ذلك بالصواب عندي قول من قال: معنى ذلك: إذا أدبر، وذلك لقوله: ( وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) فدلّ بذلك على أن القسم بالليل مدبرًا، وبالنهار مقبلا والعرب تقول: عسعس الليل، وسَعْسَع الليل: إذا أدبر، ولم يبق منه إلا اليسير؛ ومن ذلك قول رُؤْبة بن العجاج:

يـا هِنْـدُ مـا أسْـرَعَ مـا تَسَعْسَـعا

وَلَــوْ رَجــا تَبْــعَ الصِّبـا تَتَبَّعـا (9)

فهذه لغة من قال: سعسع؛ وأما لغة من قال: عسعس، فقول علقمة بن قُرْط:

حــتى إذَا الصُّبْــحُ لَهَــا تَنَفَّسـا

وانْجــابَ عَنْهــا لَيْلُهـا وَعَسْعَسـا (10)

يعني أدبر. وقد كان بعض أهل المعرفة بكلام العرب، يزعم أن عسعس: دنا من أوّله وأظلم. وقال الفراء: كان أبو البلاد النحوي ينشد بيتا:

عَسْــعَسَ حــتى لَـوْ يشـاءُ إدَّنـا

كــانَ لَــه مِــنْ ضَوْئِــهِ مَقْبَسُ (11)

يقول: لو يشاء إذ دنا، ولكنه أدغم الذال في الدال، قال الفراء: فكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع.

----------------

الهوامش :

(9) ‌البيتان لرؤبة ديوانه 88 ، واللسان : سعع ( قال : وسعسع الشيخ وغيره وتسعسع : قارب الخطو ، واضطرب من الكبر أو الهرم ) . قال رؤبة يذكر امرأة تخاطب صاحبة لها : " قالت ولم تأل به أن يسمعا " يا هند ... " البيتين . أخبرت صاحبتها عنه أنه قد أدبر وفنى إلا أقله . والسعسعة : الفناء ونحوه . ومنه : تسعسع الشهر : إذا ذهب . ا هـ .

(10) البيتان لعلقمة بن قرط . قال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 185 ) : { والليل إذا عسعسع } قال بعضهم : إذا أفلت ( كذا ) بهاؤه . وقال بعضهم : إذا ولى ، ألا تراه قال : { والصبح إذا تنفس } . وقال علقمة بن قرط : " حتى إذا الصبح ... " البيتين . ا هـ .

(11) البيت مما أنشده أبو البلاد النحوي ، وأخذه عنه الفراء في معاني القرآن ( 360 ) قال : وقوله : { والليل إذا عسعس } اجتمع المفسرون على أن معنى عسعس : أدبر . وكان بعض أصحابنا يزعم أن عسعس دنا من أوله وأظلم ، وكان أبو البلاد النحوي ينشد فيه : " عسعس حتى ... " البيت ، يريد : إذ دنا ، ثم يلقي همزة ، ويدغم الذال في الدال . وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع . ا هـ . قلت : وإذا لم تصح رواية البيت ثبت أن عسعس بمعنى : أدبر ، فيكون معناه كمعنى سعسع . وعلى هذا قال المؤلف : إن العرب تقول : عسعس الليل ، وسعسع الليل : إذا أدبر ، ولم يبق منه إلا اليسير . قلت : وهو الصواب . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[17] ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ أدبر ظلامه أو أقبل، فهذا من الألفاظ التي تستعمل في الشيء وضده، إلا أن المناسب هنا أن يكون المراد به إقبال الظلام، لمقابلته بالصبح إذا تنفَّس.
وقفة
[17] ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ إقبال الليل وإدباره يوقظان العقول وينبهان الأرواح إلي حقيقة مضي الزمن وانقضاء العمر, فيا فوز من ملأ عمره بطاعة الله!

الإعراب :

  • ﴿ وَاللَّيْلِ:
  • معطوفة بالواو على «الخنس» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة أي تكون الواو على هذا عاطفة. وليست واو قسم. وقيل: الواوا هي واو القسم لأن الآية السابقة القسم فيها بالباء والفعل فتكون الواو واو القسم وهو أبلغ كأنه أقسم قسمين بشيئين مختلفين.
  • ﴿ إِذا عَسْعَسَ:
  • ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بحال محذوفة من «الليل» التقدير: أقسم بالليل كائنا اذا عسعس. مثل: «وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى» عسعس: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «عسعس» في محل جر بالاضافة. أي اذا أدبر. وقيل اذا أقبل ظلامه. وقيل دنا من أوله وأظلم واذا فسر بأقبل يكون القسم باقبال الليل واقبال النهار.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     وبعد أن أقسمَ اللهُ بالنجوم؛ أقسم بعدها بالليل؛ لأنها تظهر فيه، قال تعالى:
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ

التفسير :

[18] والصبح إذا ظهر ضياؤه

{ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} أي:بانتعلائم الصبح، وانشق النور شيئا فشيئا حتى يستكمل وتطلع الشمس، وهذه آيات عظام، أقسم الله بها على علو سند القرآنوجلالته،

وقوله : ( والليل إِذَا عَسْعَسَ . والصبح إِذَا تَنَفَّسَ ) معطوف على ما قبله . وداخل فى حيز القسم .

وقوله ( عسعس ) أدبر ظلامه أو أقبل ، فهذا اللفظ من الألفاظ التى تستعمل فى الشئ وضده ، إلا أن المناسب هنا يكون المراد به إقبال الظلام ، لمقابلته بالصبح إذا تنفس ، أى : أضاء وأسفر وتبلج .

وقيل : العسعسة : رقة الظلام وذلك فى طرفى النهار ، فهو من المشترك المعنوى ، وليس من الأضداد ، أى : أقبل وأدبر معاً . أى : وحق النجوم التى تغيب بالنهار ، وتجرى فى حال استتارها . . وحق الليل إذا أقبل بظلامه ، والصبح إذا أقبل بضيائه .

قال الضحاك: إذا طلع

وقال قتادة : إذا أضاء وأقبل، وقال سعيد بن جبير: إذا نشأ وهو المروي عن علي رضي الله عنه

وقال ابن جرير: يعني ضوء النهار إذا أقبل وتبين.

وقوله: ( وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) يقول: وضوء النهار إذا أقبل وتبين.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) قال: إذا نشأ .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) : إذا أضاء وأقبل .

التدبر :

وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ أصدق اﻷنفاس أوائلها؛ فخذ لذتها.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ الصباح بستانٌ جميل، تفوح من بين أزهاره رائحة التفاؤل وعبير الأمل وأنفاس الخير.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ الصبح حياة أخرى بعد أن حبس الليل أنفاسه يتنفس مرة أخرى لتتنفس معه روح الأمل والنشاط والتفاؤل.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ لن يتنفس الصباح إلا اشتدت الظلمة، والفرج لا يكون إلا بعد اشتداد الكربة.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ هو الوصف الدقيق لجمال الصباح.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ يتنفس إيذانًا بيوم جديد، نعمة من الله، والعبد بالنعمة ﴿إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان: 3].
عمل
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ الصباح مولود الليل الجميل يبتسم للدنيا بإشراقة شمسه وينظر لنا بعين الأمل والتفاؤل ولسان حاله يقول: «ثق بربك ولا تقلق».
عمل
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ اجعل لِصباحك نفسًا جميلًا يسّرك، أخرج ما يزعجك ووكّل إلى الله أمرك، اْستنشق الفرح القادم، وابدأ بأذكارك.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ في هذا الصباح نفِّس عن أخيك ولو بابتسامة ترسمها.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ لقد تنفس على أناس فيهم المريض، والمهموم، والمظلوم، والمصاب، والمشرَّد، والطريد، فإذا عوفيت من ذلك؛ فاحمد الله.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ جمالٌ وسكينةٌ، وجرعةٌ من التفاؤل كبيرةٌ؛ تحملها هذه الآية.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ في تنفسه إزالة الهموم، وجـلاء الغمِّ، وانشراح صدر، وتسبيح للخالق المنعِم.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ تعبير قرآني غاية في الروعة واﻹبداع حيث جعل انبلاج الفجر وانفتاق النهار من الليل كأنه عودة للروح وتنفس بانشراح.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ ﻛﻤﺎ ﺟﺪﺩ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺑالكون ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ؛ ﺟﺪﺩ ﺃﻧﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻚ بذكر الله ﷻ والتسبيح.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ تنفس الصبح هو إقباله، وكأن الليل خزانة أحزان ترهق صاحبها، بحيث لا يستطيع أن يتحرك، فإذا طلع الصبح تخلص من هذا الحزن وتنفّس.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ جعل طلوع الفجر وانبلاج النهار من الليل كأنه عودة للروح وتنفَس بانشراح.
وقفة
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ دليل الإشراق بعد الظلمة وحلكة الليل، ودليل الإنشراح للنفس بعد موتها في نومها، الصباح يتنفس هو دليل الحياة الحقيقية.
عمل
[18] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ لا تَذْكُر ما حدث لك بالَّليلة الماضية فلن يُغيِّر ذلكَ شيئًا، وابدَأ صباحك بالبسمة المليئة بالتَّفاؤل ليوم جميل.
وقفة
[18] كم في الفجر من فرج وتحول من ضيق إلى سعة، ومن كدر إلى هنا، ومن حرن إلى فرح ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي اذا أضاء وأقبل.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     وبعد أن أقسمَ اللهُ بالليل؛ أقسم بعدها بالصبح، قال تعالى:
﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [19] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ

التفسير :

[19]إن القرآن لَتبليغ رسول كريم هو جبريل عليه السلام

وحفظه من كل شيطان رجيم فقال:{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} وهو:جبريل عليه السلام، نزل به من الله تعالى، كما قال تعالى:{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} ووصفه الله بالكريم لكرم أخلاقه، وكثره خصاله الحميدة، فإنه أفضل الملائكة، وأعظمهم رتبة عند ربه،

إِنَّهُ أى: القرآن الكريم لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وهو جبريل- عليه السلام- الذي أرسله ربه إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لكي يبلغه وحيه- تعالى-.

وأقسم الله- تعالى- بهذه الأشياء، لأنها في حركاتها المختلفة، من ظهور وأفول، ومن إقبال وإدبار.. تدل دلالة ظاهرة على قدرة الله- تعالى-، وعلى بديع صنعه في خلقه.

ونسب- سبحانه- القول إلى الرسول- وهو جبريل- لأنه هو الواسطة في تبليغ الوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

يعني إن هذا القرآن لتبليغ رسول كريم أي ملك شريف حسن الخلق بهي المنظر وهو جبريل عليه الصلاة والسلام قاله ابن عباس والشعبي وميمون بن مهران والحسن وقتادة والربيع بن أنس والضحاك وغيرهم.

وقوله: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن لتنـزيل رسول كريم؛ يعني: جبريل، نـزله على محمد بن عبد الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، أنه كان يقول: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) يعني: جبريل .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، أنه كان يقول: ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) قال: هو جبريل .

التدبر :

لمسة
[19] ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ هذا جواب القسم: إن هذا القرآن لقول رسول كريم، يعني به جبريل عليه السلام.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «ان» أي ان هذا القرآن. اللام لام التوكيد- المزحلقة- قول: خبر «ان» مرفوع بالضمة. والجملة من «ان» وما في حيزها من اسمها وخبرها: لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.
  • ﴿ رَسُولٍ كَرِيمٍ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. كريم: صفة- نعت- لرسول مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

المتشابهات :

الحاقة: 40﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
التكوير: 19﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     وبعد القسم؛ جاء جوابُ القسم، ووصف جبريل عليه السلام بخمسة أوصاف، وهي: ١- رسول كريم، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [20] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ ..

التفسير :

[20] ذي قوة في تنفيذ ما يؤمر به، صاحبِ مكانة رفيعة عند الله

{ ذِي قُوَّةٍ} على ما أمره الله به. ومن قوته أنه قلب ديار قوم لوط بهم فأهلكهم.

{ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ} أي:جبريل مقرب عند الله، له منزلة رفيعة، وخصيصة من الله اختصه بها،{ مَكِينٍ} أي:له مكانة ومنزلة فوق منازل الملائكة كلهم.

ثم وصف- سبحانه- أمين وحيه جبريل بخمس صفات: أولها: قوله كَرِيمٍ أى:

ملك شريف، حسن الخلق، بهى المنظر، ثانيها: ذِي قُوَّةٍ أى: صاحب قوة وبطش.

كما قال- تعالى-: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى.. ثالثها: عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ أى: أن من صفات جبريل- عليه السلام- أنه ذو مكانة رفيعة، ومنزلة عظيمة عند الله- تعالى-.

( ذي قوة ) كقوله ( علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى ] ) النجم 5 6 ] أي شديد الخلق شديد البطش والفعل ( عند ذي العرش مكين ) أي له مكانة عند الله عز وجل ومنزلة رفيعة

قال أبو صالح في قوله ( عند ذي العرش مكين ) قال : جبريل يدخل في سبعين حجابا من نور بغير إذن

وقوله: ( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) يقول تعالى ذكره: ذي قوّة، يعني: جبرائيل على ما كلف من أمر غير عاجز ( عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) يقول: هو مكين عند ربّ العرش العظيم.

التدبر :

وقفة
[20] ﴿ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ (ذِي قُوَّةٍ) بلغ من قوة جبريل عليه السلام أنه قلع قرية آل لوط وقَلَبَها، (مَكِينٍ) من المكانة، فجبريل عليه السلام أعظم الملائكة مكانة ومنزلة عند الله.

الإعراب :

  • ﴿ ذِي قُوَّةٍ:
  • صفة- نعت- لرسول مجرورة وعلامة جرها الياء لأنها من الأسماء الخمسة. قوة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. أي ذي منزله ومكانة.
  • ﴿ عِنْدَ:
  • ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بحال من رسول وهو مضاف.
  • ﴿ ذِي الْعَرْشِ:
  • ذي: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره: الياء لأنه من الأسماء الخمسة. العرش: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. أي صاحب العرش وهو الله سبحانه.
  • ﴿ مَكِينٍ:
  • صفة أخرى لرسول مجرورة وعلامة جرها الكسرة أي له مكان.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     ٢- ذو قوة في تنفيذ ما يؤمر به. ٣- صاحبُ مكانة رفيعة عند الله، قال تعالى:
﴿ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [21] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ

التفسير :

[21] تطيعه الملائكة، مؤتمنٍ على الوحي الذي ينزل به.

{ مُطَاعٍ ثَمَّ} أي:جبريل مطاع في الملأ الأعلى، لديهمن الملائكة المقربين جنود، نافذ فيهم أمره، مطاع رأيه،{ أَمِينٍ} أي:ذو أمانة وقيام بما أمر به، لا يزيد ولا ينقص، ولا يتعدى ما حد له، وهذا [كله] يدل على شرف القرآن عند الله تعالى، فإنه بعث به هذا الملك الكريم، الموصوف بتلك الصفات الكاملة. والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات، وأشرف الرسائل.

رابعها: قوله- تعالى- مُطاعٍ أى يطيعه من معه من الملائكة المقربين.

وخامسها: قوله: - سبحانه- ثَمَّ أَمِينٍ و «ثم» بفتح الثاء- ظرف مكان للبعيد. والعامل ما قبله أو ما بعده، والمعنى: أنه مطاع في السموات عند ذي العرش، أو أمين فيها، أى: يؤدى ما كلفه الله- تعالى- به بدون أية زيادة أو نقص.

قال الشوكانى: ومن قال إن المراد بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم فالمعنى: أنه ذو قوة على تبليغ الرسالة إلى الأمة، مطاع يطيعه من أطاع الله، أمين على الوحى.

( مطاع ثم ) أي له وجاهة وهو مسموع القول مطاع في الملأ الأعلى

قال قتادة ( مطاع ثم ) أي في السموات ، يعني ليس هو من أفناد الملائكة بل هو من السادة والأشراف معتنى به انتخب لهذه الرسالة العظيمة

وقوله : ( أمين ) صفة لجبريل بالأمانة وهذا عظيم جدا أن الرب عز وجل يزكي عبده ورسوله الملكي جبريل كما زكى عبده ورسوله البشري محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله ( وما صاحبكم بمجنون )

القول في تأويل قوله تعالى : مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)

يقول تعالى ذكره: ( مُطَاعٍ ثَمَّ ) يعني جبريل صلى الله عليه وسلم ، مطاع في السماء تطيعه الملائكة ( أمِينٍ ) يقول: أمين عند الله على وحيه ورسالته وغير ذلك مما ائتمنه عليه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني أبو السائب، قال: ثنا عمر بن شبيب المسلي، عن إسماعيل بن أبي خالد. عن أبي صالح: ( مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) قال جبريل عليه السلام ، أمين على أن يدخل سبعين سرادقا من نور بغير إذن .

حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا عمر بن شبيب، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: لا أعلمه إلا عن أبي صالح، مثله.

حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع، قال: ثني أبي عمر بن خالد، عن معقل بن عبيد الله الجزري، قال: قال ميمون بن مِهْران في قوله: ( مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) قال: ذاكم جبريل عليه السلام .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) قال: يعني جبريل .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ) مطاع عند الله ( ثَمَّ أَمِينٍ ) .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) يعني: جبريل عليه السلام .

التدبر :

وقفة
[21] ﴿مُّطَاعٍ﴾ يطيعه من معه من الملائكة المقربين، ﴿ثَمَّ أَمِينٍ﴾ أي: يؤدي ما كلَّفه الله به بدون زيادة أو نقصان.
وقفة
[19-21] ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ هذا كله يدل على شرف القرآن عند الله تعالى، بأنه بعث به هذا الملك الكريم، الموصوف بتلك الصفات الكاملة، والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات، وأشرف الرسائل.
وقفة
[19-21] تكريم الله للملائكة يدعو العبد لمحبتهم والإيمان بهم.
وقفة
[19-21] تلك صفات لجبريل عليه السلام.

الإعراب :

  • ﴿ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ
  • في الآية صفتان- نعتان- لرسول مجرورتان وعلامة جرهما الكسرة. و «ثم» ظرف مكان أي هناك مبني على الفتح في محل نصب وهو اشارة الى الظرف «عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ» أي أنه عند الله مطاع في ملائكته المقربين.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ٤- تطيعه الملائكة. ٥- مؤتمنٌ على الوحي الذي ينزل به، قال تعالى:
﴿ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ثم:
1- بالفتح، ظرف مكان للبعد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالضم، حرف عطف، وهى قراءة أبى جعفر، وأبى حيوة، وأبى البرهسم، وابن مقسم.

مدارسة الآية : [22] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ

التفسير :

[22] وما محمد الذي تعرفونه بمجنون

ولما ذكر فضل الرسول الملكي الذي جاء بالقرآن، ذكر فضل الرسول البشري الذي نزل عليه القرآن، ودعا إليه الناس فقال:{ وَمَا صَاحِبُكُمْ} وهو محمد صلى الله عليه وسلم{ بِمَجْنُونٍ} كما يقوله أعداؤه المكذبون برسالته، المتقولون عليه من الأقوال، التي يريدون أن يطفئوا بها ما جاء به ما شاءوا وقدروا عليه، بل هو أكمل الناس عقلا، وأجزلهم رأيا، وأصدقهم لهجة.

وقوله: وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ: الخطاب لأهل مكة، والمراد بصاحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والمعنى: وما محمد يا أهل مكة بمجنون، وذكره بوصف الصحبة للإشعار بأنهم عالمون بأمره، وأنه ليس مما يرمونه من الجنون وغيره في شيء، وأنهم افتروا عليه ذلك، عن علم منهم، بأنه أعقل الناس وأكملهم، وهذه الجملة داخلة في جواب القسم.

فأقسم- سبحانه- بأن القرآن نزل به جبريل، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس كما يقولون من أنه مجنون، وأنه يأتى بالقرآن من جهة نفسه .

فالمقصود بالآية نفى الجنون عن النبي صلى الله عليه وسلم بأكمل وجه، وتوبيخ أعدائه الذين اتهموه بتهمة هم أول من يعلم- عن طريق مشاهدتهم لاستقامة تفكيره، وسمو أخلاقه- أنه أكمل الناس عقلا وأقومهم سلوكا.

قال الشعبي وميمون بن مهران وأبو صالح ومن تقدم ذكرهم المراد بقوله "وما صاحبكم بمجنون" يعني محمدا صلى الله عليه وسلم.

وقوله: ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) يقول تعالى ذكره: وما صاحبكم أيها الناس محمد بمجنون فيتكلم عن جنة، ويهذي هذيان المجانين بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد البرقي، قال: ثنا أبي عمرو بن خالد، عن مَعْقل بن عبد الله الجَزَري، قال: قال ميمون بن مهران: ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) قال: ذاكم محمد صلى الله عليه وسلم .

التدبر :

وقفة
[22] ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ رد على اتهامات المشركين السخيفة بأن النبي ﷺ مجنون، ومع هذا ردَّ الله على هذا الاتهام، وأثبت الردَّ في كتابه، فنتعلم من هذا عدم الاستخفاف بالشبهات والاتهامات.
وقفة
[22] ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ جنونٌ أن تتنافسوا بالأمس على صحبته لما ترون فيه من صفات الخير، ثم تتهموه اليوم بالجنون إذا خالف أهواءكم!
وقفة
[22] ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ لماذا جاء التعبير بقوله (صاحبكم)، ولم يكن التعبير مثلاً بقول: (وما محمد) أو (وما الرسول)؟ الجواب: إشارة إلى أنهم صحبوه وعرفوا أحواله بطول صحبتهم له، عرفوا أمانته ورجاحة عقله بالصحبة، ولذلك لاحظ: ﴿فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ﴾ [يونس: 16] هم يعرفوه، هذه اللفظة (صاحبكم) لم ترد كلها إلا في نفي الجنون، أو نفي الضلال ﴿مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ﴾ [سبأ: 46]، ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم: 2]، أي: كيف -وأنتم تعرفونه وتعرفون رجاحة عقله- تنسبونه إلى الضلال أو الجنون؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَما صاحِبُكُمْ:
  • الواو: استئنافية. ما: نافية بمنزلة «ليس» أي تعمل عملها عند الحجازيين ونافية مهملة عند بني تميم. صاحبكم: اسم «ما» على اللغة الأولى ومبتدأ على اللغة الثانية مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. يعني محمدا صلى الله عليه وسلم.
  • ﴿ بِمَجْنُونٍ:
  • الباء حرف جر زائد لتأكيد النفي. مجنون: خبر «ما» أو خبر المبتدأ مجرور لفظا منصوب محلا على الأول ومرفوع على الثاني وعلامة نصبه أو رفعه فتحة أو ضمة مقدرة على آخرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ فَضْلَ الرَّسولِ المَلَكيِّ الَّذي جاء بالقُرآنِ؛ ذَكَرَ هنا فَضْلَ الرَّسولِ البَشَريِّ الَّذي نَزَل عليه القُرآنُ، ودعا إليه النَّاسَ -محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، قال تعالى:
﴿ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ

التفسير :

[23] ولقد رأى محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- جبريلَ الذي يأتيه بالرسالة على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها في الأفق العظيم من ناحية المشرقﺑ«مكة»، وهي الرؤية الأولى الواقعةُﺑ«غار حراء»

{ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} أي:رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالأفق البين، الذي هو أعلى ما يلوح للبصر.

وقوله- سبحانه-: وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ معطوف- أيضا- على قوله- تعالى- قبل ذلك: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ فهو من جملة المقسم عليه.

والمقصود بهذه الرؤية: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل- عليه السلام- لأول مرة، على الهيئة التي خلقه الله عليها، عند ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء، وكان صلى الله عليه وسلم قد سأل جبريل أن يريه نفسه، على الهيئة التي خلقه الله- تعالى- عليها.

والأفق: هو الفضاء الواسع الذي يبدو للعين ما بين السماء والأرض.

والمبين: وصف للأفق، أى: بالأفق الواضح البين، الذي لا تشتبه معه المرئيات.

والمعنى: وو الله لقد رأى صاحبكم محمد صلى الله عليه وسلم جبريل، بصورته التي خلقه الله عليها، بالأفق الواضح البين، الذي لا تلتبس فيه المرئيات، ولا مجال فيه للأوهام والتخيلات.

والمقصود من الآية الكريمة الرد على المشركين الذين كانوا إذا أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه رأى جبريل. كذبوه واستهزءوا به، وتأكيد أن هذه الرؤية كانت حقيقة واقعة، لا مجال معها للتشكيك أو اللبس.

قال الإمام ابن كثير: وقوله- تعالى- وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ يعنى: ولقد رأى محمد جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله- عز وجل- وعلى الصورة التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ أى: البين، وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء- أى بالمكان المجاور لغار حراء. وهي المذكورة في قوله- تعالى-: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى. ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى. فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى.. .

وقوله تعالى ( ولقد رآه بالأفق المبين ) يعني ولقد رأى محمد جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح ( بالأفق المبين ) أي : البين وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء وهي المذكورة في قوله ( علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ) النجم 5 - 10 كما تقدم تفسير ذلك وتقريره والدليل أن المراد بذلك جبريل عليه السلام . والظاهر والله أعلم أن هذه السورة نزلت قبل ليلة الإسراء لأنه لم يذكر فيها إلا هذه الرؤية وهي الأولى وأما الثانية وهي المذكورة في قوله ( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ) النجم 13 - 16 فتلك إنما ذكرت في سورة النجم وقد نزلت بعد سورة الإسراء

وقوله: ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ ) يقول تعالى ذكره: ولقد رآه أي محمدٌ جبريل صلى الله عليه وسلم في صورته بالناحية التي تبين الأشياء، فترى من قبَلها، وذلك من ناحية مطلع الشمس من قِبَل المشرق.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد قوله: ( بِالأفُقِ الْمُبِينِ ) الأعلى. قال: بالأفق من نحو " أجياد " .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( بِالأفُقِ الْمُبِينِ ) قال: كنا نحدَّث أن الأفق حيث تطلع الشمس .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ ) كنا نحدَّث أنه الأفق الذي يجيء منه النهار .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ ) قال: رأى جبريل بالأفق المبين .

حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن الوليد بن العيزار، قال: سمعت أبا الأحوص يقول في قول الله: ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ ) قال: رأى جبريل له ستّ مئة جناح في صورته.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن عامر، قال: ما رأى جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم في صورته إلا مرّة واحدة، وكان يأتيه في صورة رجل يقال له: دَحْية، فأتاه يوم رآه في صورته قد سدّ الأفق كله، عليه سندس أخضر معلق الدّر، فذلك قول الله: ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ ) وذُكر أن هذه الآية في إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) في جبريل، إلى قوله: ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم .

التدبر :

وقفة
[23] ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ من رأى مَن؟ النبي ﷺ رأى جبريل عليه الصلاة والسلام، فالنبي ﷺ رأى جبريل له ستمائة جناح، ورآه بالأفق في وقت تبين فيه الأشياء وتتضح فيه الأشياء؛ لأن هذا شأن أهل الخير، لا يأتيهم الخير في الظلام كأهل الشر والشياطين، نحو ما أورده بعض العلماء عن مسيلمة أنه سئل: كيف يأتيك الوحي -وهو وحي الشياطين-؟ قال: «في ليلة ظلماء شديدة الظلمة»؛ لأن الشياطين في الظلام تنتشر وتمارس كل ما تخفيه من تلبيس.
وقفة
[23] أورد ابن جرير عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله»، قال: وكنت متكئًا فجلستُ، فقلت: «يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، أرأيت قول الله: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ﴾ [النجم: ۱۳]، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾»، قالت: «إنما هو جبريل رآه مرة على خلقه وصورته التي خلق عليها، ورآه مرة أخرى حين هبط من السماء إلى الأرض سادًا عظم خلقه ما بين السماء والأرض»، قالت: «أنا أول من سأل النبي ﷺ عن هذه الآية»، فقال: «هو جبريل عليه السلام».

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ:
  • الواو: استئنافية. اللام لام الابتداء للتوكيد. قد: حرف تحقيق. رآه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به يعود على جبريل
  • ﴿ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة. المبين: صفة- نعت- للأفق مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة أي بمطلع الشمس الأعلى.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     وبعد نفي الجنون؛ عَطَف عليه الإخبارَ برِفعةِ شَأنِه في رُؤيةِ ما لم يَرَه غَيرُه، وأمانتِه، وجُودِه، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ

التفسير :

[24] وما محمد -صلى الله عليه وسلم- ببخيل في تبليغ الوحي

{ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} أي:وما هو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه، بل هو صلى الله عليه وسلم أمين أهل السماء وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين، فلم يشح بشيء منه، عن غني ولا فقير، ولا رئيس ولا مرءوس، ولا ذكر ولا أنثى، ولا حضري ولا بدوي، ولذلك بعثه الله في أمة أمية، جاهلة جهلاء، فلم يمت صلى الله عليه وسلم حتى كانوا علماء ربانيين، وأحبارا متفرسين، إليهم الغاية في العلوم، وإليهم المنتهى في استخراج الدقائق والفهوم، وهم الأساتذة، وغيرهم قصاراه أن يكون من تلاميذهم.

والضمير في قوله- تعالى-: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ يعود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم المعبر عنه قبل ذلك بِصاحِبِكُمْ.

والغيب: ما غاب عن مدارك الناس وحواسهم، لأن الله- تعالى- قد استأثر بعلمه.

والضنين: هو البخيل بالشيء، مأخوذ من الضن- بالكسر والفتح- بمعنى البخل.

قال الآلوسى: «وما هو» أى: رسول الله صلى الله عليه وسلم «على الغيب» أى: على ما يخبر به من الوحى إليه وغيره من الغيوب «بضنين» من الضن- بكسر الضاد وفتحها- بمعنى البخل، أى: ببخيل، أى: لا يبخل بالوحي، ولا يقصر في التعليم والتبليغ، ومنح كل ما هو مستعد له من العلوم، على خلاف الكهنة فإنهم لا يطلعون غيرهم على ما يزعمون معرفته إلا بإعطائهم حلوانا.

وقرأ ابن كثير والكسائي وأبو عمر بظنين- بالظاء- أى: وما هو على الغيب بمتهم، من الظنة- بالكسر- بمعنى التهمة.

ثم قال: ورجحت هذه القراءة، لأنها أنسب بالمقام، لاتهام الكفرة له صلى الله عليه وسلم بذلك، ونفى التهمة، أولى من نفى البخل. .

وهذا القول لا نوافق الآلوسى- رحمه الله- عليه، لأن القراءة متى ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز التفاضل بينها وبين غيرها التي هي مثلها في الثبوت، والقراءتان هنا سبعيتان، ومن ثم فلا ينبغي التفاضل بينهما. والمعنى عليهما واضح ولا تعارض فيه.

أى: وما محمد صلى الله عليه وسلم ببخيل بتبليغ الوحى، بل هو مبلغ له على أكمل وجه وأتمه، وما هو- أيضا- بمتهم فيما يبلغه عن ربه، لأنه صلى الله عليه وسلم سيد أهل الصدق والأمانة.

وقوله ( وما هو على الغيب بضنين ) أي وما محمد على ما أنزله الله إليه بظنين أي : بمتهم ومنهم من قرأ ذلك بالضاد أي : ببخيل بل يبذله لكل أحد

قال سفيان بن عيينة ظنين وضنين سواء أي ما هو بكاذب وما هو بفاجر والظنين المتهم والضنين : البخيل

وقال قتادة كان القرآن غيبا فأنزله الله على محمد فما ضن به على الناس بل بلغه ونشره وبذله لكل من أراده وكذا قال عكرمة وابن زيد وغير واحد واختار ابن جرير قراءة الضاد .

قلت وكلاهما متواتر ومعناه صحيح كما تقدم

وقوله: ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة ( بِضَنِينٍ ) بالضاد، بمعنى أنه غير بخيل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله، وأنـزل إليه من كتابه. وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين ( بِظَنِينٍ ) بالظاء، بمعنى أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء.

ذكر من قال ذلك بالضاد، وتأوّله على ما وصفنا من التأويل من أهل التأويل:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زِرّ( وَما هوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ) قال: الظَّنين: المتهم. وفي قراءتكم: ( بِضَنِينٍ ) والضنين: البخيل، والغيب: القرآن .

حدثنا بشر، قال: ثنا خالد بن عبد الله الواسطي، قال: ثنا مغيرة، عن إبراهيم ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) ببخيل .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) قال: ما يضنّ عليكم بما يعلم .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) قال: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمدا، فبذله وعلَّمه ودعا إليه، والله ما ضنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ( وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ) قال: في قراءتنا بمتهم، ومن قرأها( بِضَنِينٍ ) يقول: ببخيل .

حدثنا مهران، عن سفيان ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) قال: ببخيل .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) الغيب: القرآن، لم يضنّ به على أحد من الناس أدّاه وبلَّغه، بعث الله به الروح الأمين جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأدّى جبريل ما استودعه الله إلى محمد، وأدّى محمد ما استودعه الله وجبريل إلى العباد، ليس أحد منهم ضَنَّ، ولا كَتَم، ولا تَخَرَّص .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن عامر ( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم .

ذكر من قال ذلك بالظاء، وتأوّله على ما ذكرنا من أهل التأويل.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس، أنه قرأ: ( بظَنينٍ ) قال: ليس بمتهم .

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي المعلَّى، عن سعيد بن جُبير أنه كان يقرأ هذا الحرف ( وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ) فقلت لسعيد بن جُبير: ما الظنين؟ قال: ليس بمتهم .

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي المعلى، عن سعيد بن جُبير أنه قرأ: ( وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ) قلت: وما الظنين؟ قال: المتهم .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ) يقول: ليس بمتهم على ما جاء به، وليس يظنّ بما أوتي .

حدثنا بشر، قال: ثنا خالد بن عبد الله الواسطيّ، قال: ثنا المغيرة، عن إبراهيم ( وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ) قال: بمتهم .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن زِرّ( وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ) قال: الغَيب: القرآن. وفي قراءتنا( بِظَنِينٍ ) متهم .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( بِظَنِينٍ ) قال: ليس على ما أنـزل الله بمتهم .

وقد تأوّل ذلك بعض أهل العربية أن معناه: وما هو على الغيب بضعيف، ولكنه محتمِل له مطيق، ووجهه إلى قول العرب للرجل الضعيف: هو ظَنُون.

وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب: ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة، وإن اختلفت قراءتهم به، وذلك ( بِضَنِينٍ ) بالضاد، لأن ذلك كله كذلك في خطوطها. فإذا كان ذلك كذلك، فأولى التأويلين بالصواب في ذلك: تأويل من تأوّله، وما محمد على ما علَّمه الله من وحيه وتنـزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس، بل هو حريص على أن تؤمنوا به وتتعلَّموه.

التدبر :

وقفة
[24] ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ العلامة الفارقة لدعوة الأنبياء: سخاؤهم بالعلم؛ حقوق النسخ غير محفوظة.
وقفة
[24] ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ ينبغي على الداعي إلى الله ألَّا يكون بخيلًا في تعليم الناس دينهم، وتعليم الناس ما ينفعهم، فنبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان بهذه المثابة، ليس ببخيل في تبليغه العلم الذي أرسله الله سبحانه وتعالى به، وأنت مثلًا يمكن أن تكون لك معلومة لا تريد أن تظهرها؛ لأنك إذا أظهرتها ستتساوى مع الناس في العلم بها، ولا يكون لك فضل عليهم، فتحب أن تسرها في نفسك ولا تتكلم بها إلا عند موقف تظهر فيه -عياذاً بالله- علمك لتري الناس أنك أفضلهم، أما الرسول فليس هكذا أبدًا.
وقفة
[24] ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ تعلموا الكرم الدعوي، رسول الله ليس ببخيل يشحُّ بالعلم، فلا يبلّغ ما قيل له بخلًا، فالكرم هنا يكون بتعليم غيرنا ما بلغنا، قال الفراء: «يأتيه غيب السماء، وهو شيء نفيس، فلا يبخل به عليكم».
وقفة
[24] ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ عن قتادة قال: «كان هذا القرآن غيبًا أعطاه الله تعالي محمدا صلي الله عليه وسلم؛ فبذله، وعلمه، ودعا إليه وما ضن به».
وقفة
[24] النبيﷺ : ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾، أي: ليس بخيل بالعلم، الكرم المنسي المهمل: تعليم العلم.
وقفة
[24] ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ النبي ﷺ لا يعلم الغيب، ومن كان دونه فمن باب أولى.

الإعراب :

  • ﴿ وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثانية والعشرين وتعرب إعرابها. و «هو» ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ. على الغيب: جار ومجرور متعلق بضنين أي ببخيل. يعني: لا يبخل بالوحي أي لا يسأل تعليمه فلا يعلمه.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ولَمَّا انتَفَى ما يُظَنُّ مِن لَبسِ السَّمعِ وزَيغِ البصَرِ، لم يَبْقَ إلَّا ما يتعَلَّقُ بالتَّأديةِ؛ فنفى ما يُتوَهَّمُ مِن ذلك، قال تعالى:
﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

بضنين:
وقرئ:
1- بطنين، بالطاء، أي: بمتهم، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وابن الزبير، وعائشة، وعمر بن عبد العزيز، وابن جبير، وعروة، وهشام بن جندب، ومجاهد، ومن السبعة: النحويان، وابن كثير.
2- بالضاد، أي: يبخيل، وهى قراءة عثمان، وابن عباس أيضا، والحسن، وأبى رجاء، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وباقى السبعة.
قال الطبري: وبالضاد خطوط المصاحف كلها.

مدارسة الآية : [25] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ

التفسير :

[25]وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم، مطرود من رحمة الله، ولكنه كلام الله ووحيه.

{ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} لما ذكر جلالة كتابهوفضله بذكر الرسولين الكريمين، اللذين وصل إلى الناس على أيديهما، وأثنى الله عليهما بما أثنى، دفع عنه كل آفة ونقص مما يقدح في صدقه، فقال:{ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} أي:في غاية البعد عن الله وعن قربه،

وقوله- سبحانه- وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ معطوف- أيضا- على قوله- تعالى- إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ والضمير هنا يعود على القرآن الكريم.

أى: وليس هذا القرآن الكريم، المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقول شيطان مرجوم مسترق للسمع.. وإنما هو كلام الله- تعالى- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وهذا رد آخر على المشركين الذين زعموا أن القرآن الكريم إنما هو من باب الكهانة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو كاهن، تلقنه الشياطين هذا القرآن.

وقوله ( وما هو بقول شيطان رجيم ) أي وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم أي لا يقدر على حمله ولا يريده ولا ينبغي له كما قال ( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون ) الشعراء 210 - 212

وقوله: ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ) يقول تعالى ذكره: وما هذا القرآن بقول شيطان ملعون مطرود، ولكنه كلام الله ووحيه.

التدبر :

وقفة
[25] ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ أي الذي يتراءى لمحمد إنما هو ملك، لا مِثل الذي يتراءى للكهان من شياطين.
وقفة
[19-25] تنقُّل من ضمير إلى ضمير إلى ضمير، فالله سبحانه وتعالى ذكر جبريل بقوله: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾، ثم قال: ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ﴾، ﴿وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾، ثم قال: ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ انتقل الخطاب إلى القرآن، وهذه الانتقالات من العلماء من يسميها التلوين في الخطاب، أي: التغيير فيه، وهي تجذب نظر القارئ ونظر المتعلم ونظر المتدبر لكتاب الله سبحانه وتعالى.

الإعراب :

  • ﴿ وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها أي وما القرآن.شيطان: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. رجيم: صفة- نعت- لشيطان مجروة مثلها وعلامة جرها الكسرة وهو فعيل بمعنى مفعول أي مرجوم بمعنى مطرود.

المتشابهات :

الحجر: 17﴿وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
التكوير: 25﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ جَلالةَ كِتابِه وفَضْلَه بذِكْرِ الرَّسُولَينِ الكَريمَينِ اللَّذَينِ وصلَ الكتابُ إلى النَّاسِ على أيدِيهما، وأثنى اللهُ عليهما بما أثنى؛ دفَعَ عنه كُلَّ آفةٍ ونَقصٍ ممَّا يَقدَحُ في صِدْقِه، فقال تعالى:
﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [26] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ

التفسير :

[26] فأين تذهب بكم عقولكم في التكذيب بالقرآن بعد هذه الحجج القاطعة؟

{ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} أي:كيف يخطر هذا ببالكم، وأين عزبت عنكم أذهانكم؟ حتى جعلتم الحق الذي هو في أعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب، الذي هو أنزل ما يكون [وأرذل] وأسفل الباطل؟ هل هذا إلا من انقلاب الحقائق.

وقوله - سبحانه - : ( فَأيْنَ تَذْهَبُونَ ) جملة معترضة بين ما سبقها .

وقوله ( فأين تذهبون ) ؟ أي : فأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن مع ظهوره ووضوحه وبيان كونه جاء من عند الله عز وجل كما قال الصديق رضي الله عنه لوفد بني حنيفة حين قدموا مسلمين وأمرهم فتلوا عليه شيئا من قرآن مسيلمة الذي هو في غاية الهذيان والركاكة فقال : ويحكم أين يذهب بعقولكم ؟ والله إن هذا الكلام لم يخرج من إل أي من إله

وقال قتادة ( فأين تذهبون ) أي عن كتاب الله وعن طاعته .

وقوله: ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) ؟ يقول تعالى ذكره: فأين تذهبون عن هذا القرآن وتعدلون عنه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) يقول: فأين تعدلون عن كتابي وطاعتي . وقيل: ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) ولم يقل: فإلى أين تذهبون، كما يقال: ذهبت الشأم وذهبت السوق. وحُكي عن العرب سماعا: انطلق به الغَوْرَ، على معنى إلغاء الصفة، وقد ينشد لبعض بني عُقَيل:

تَصِيــحُ بِنــا حَنِيفــةُ إذْ رأتْنــا

وأيَّ الأرْضِ تَـــذْهَبُ للصَّيـــاح (12)

بمعنى: إلى أيّ الأرض تذهب واستجيز إلغاء الصفة في ذلك للاستعمال.

-------------------

الهوامش :

(12) البيت لبعض بني عقيل . قال الفراء في معاني القرآن ( 360 ) وقوله : { فأين تذهبون } العرب تقول : إلى أين تذهب ؟ وأين تذهب ؟ ويقولون : ذهبت الشام ، وذهبت السوق ، وانطلقت الشام ، وانطلقت السوق ، وخرجت الشام . سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة : خرجت ، وانطلقت ، وذهبت . وقال الكسائي : سمعت العرب تقول : انظلقت به الغور ، فتنصب على معنى إلقاء الصفة ( حرف الجر عند الكوفيين ) ، وأنشدني بعض بني عقيل : " تصيح بنا حنيفة ... " البيت . يريد إلى أي الأرض تذهب ؟ واستجازوا في هؤلاء الأحرف إلقاء " إلى " لكثرة استعمالهم إياها . قلت : النحويون منعوا نصب اسم المكان على الظرفية ، إذا كان خاصا ( له صورة وحدود محصورة ، وأوجبوا الجر فيه بحرف الجر ، واستثنوا هذه الأحرف التي ذكرها الفراء إذ ورد السماع بها عن العرب بدون حرف الجر ) . وهو كما قال

التدبر :

وقفة
[26] ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ وهذا القرآن بين أيديكم، ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ [طه: 2]، ﴿هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ [فصلت: 44]، ﴿وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [النور: 34]، ﴿ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ [القلم: 52]، ﴿نُورًا مُبِينًا﴾ [النساء: 174].
وقفة
[26] ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ كما يُقال لتارك الطريق المستقيم متعمِّدًا: أين تذهب؟ فمثل الله حال الكافرين في تركهم طريق الحق إلى طريق الباطل بحال هذا الضال.
وقفة
[26] ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ الحصار: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» [البخاري 7512].
عمل
[26] قل ما تشاء، واسمع ما تشاء، وشاهد ما تشاء؛ لكن تذكر: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ:
  • الفاء: استئنافية. تفيد التعليل. أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان متعلق بفعل «تذهبون» تذهبون: فعل مضارع مرفع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تذهبون» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والقول الكريم استضلال لهم لتركهم الحق وعدولهم عنه الى الباطل.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ولَمَّا لم يَدَعْ وَجهًا يُلَبَّسُ به على مَن لا يَعرِفُ حالَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ بكَّتَهم هنا ووَبَّخَهم، قال تعالى:
﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [27] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ

التفسير :

[27] ما هو إلا موعظة من الله لجميع الناس

{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} يتذكرون به ربهم، وما له من صفات الكمال، وما ينزه عنه من النقائص والرذائل [والأمثال]، ويتذكرون به الأوامر والنواهي وحكمها، ويتذكرون به الأحكام القدرية والشرعية والجزائية، وبالجملة، يتذكرون به مصالح الدارين، وينالون بالعمل به السعادتين.

إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ، والمقصود فيها توبيخهم وتعجيزهم عن أن يأتوا ولو بحجة واحدة يدافعون بها عن أنفسهم.

والفاء لتفريع هذا التعجيز والتوبيخ، على الحجج السابقة، المثبتة بأن هذا القرآن من عند الله- تعالى- وليس من عند غيره.

وأين اسم استفهام عن المكان، والاستفهام هنا للتعجيز والتقريع، وهو منصوب بقوله: تَذْهَبُونَ.

أى: إذا كان الأمر كما ذكرنا لكم، فأى طريق تسلكون أوضح وأبين من هذا الطريق الذي أرشدناكم إليه؟ إنه لا طريق لكم سوى هذا الطريق الذي أرشدناكم إليه.

قال صاحب الكشاف: قوله: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ استضلال لهم، كما يقال لتارك الجادة اعتسافا أو ذهابا في بنيات الطريق- أى: في الطريق المتشعبة عن الطريق الأصلى- أين تذهب؟ مثلت حالهم في تركهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل .

إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ أى: ما هذا القرآن الكريم، إلا تذكير وإرشاد وهدايات للبشر جميعا.

أي هذا القرآن ذكر لجميع الناس يتذكرون به ويتعظون.

القول في تأويل قوله تعالى : إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)

يقول تعالى ذكره: ( إنْ ) هذا القرآن، وقوله: ( هُوَ ) من ذكر القرآن ( إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ) يقول: إلا تذكرة وعظة للعالمين من الجنّ والإنس.

التدبر :

وقفة
[27] ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ القرآن شرف للخلق أجمعين من الإنس والجن والملائكة، وما نعلم، وما لا نعلم من العوالم.
وقفة
[27] ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ القرآن أفضل المواعظ، فكيف لا يحتل موقعًا بارزًا في مفردات خطاب أي داعية؟!
عمل
[27] ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ هذا القرآن ذكر وتذكرة لك أيها الإنسان؛ فاحذر من الغفلة إن كنت تخاف يوم الوعيد.
اسقاط
[27] كم رسالة قرأتها توصيك بالقرآن، وفى كل مرة تتجاوزها؟! ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾.
وقفة
[25-27] ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ فمن علم هذه الأوصاف للقرآن والرسولين الآتيين به الملكي والبشري؛ أحبه وأحبهما، وبالغ في التعظيم والإجلال، وأقبل على تلاوته في كل أوقاته، وبالغ في السعي في كل ما يأمر به والهرب مما ينهى عنه، ليحصل له الاستقامة رغبة في مرافقة من أتى به ورؤية من أتى من عنده.
وقفة
[27، 28] ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ إذا أردت الهداية فعليك بهذا القرآن العظيم؛ فإنه نجاة وهداية ونور وبرهان وبُشرى.
وقفة
[27، 28] في قوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ إشارة إلى أن الذين لم يتذكروا بالقرآن ما حال بينهم وبين التذكر به إلا أنهم لم يشاءوا أن يستقيموا، بل رضوا لأنفسهم الانحراف، ومن رضي لنفسه الضلال حُرم من الهداية: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [الصف: 5].
وقفة
[27، 28] هذا القرآن ذكر لجميع الناس؛ يتذكرون به ويتعظون: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ أي: من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن؛ فإنه منجاة له وهداية، ولا هداية فيما سواه.
عمل
[27، 28] اعمل اليوم عملًا صالحًا تتمنى أن تراه حاضرًا أمامك يوم القيامة ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾.
وقفة
[27، 28] لا استقامةَ بلا قرآنٍ ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ... أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ هُوَ:
  • حرف مخفف مهمل لا عمل له بمعنى «ما» النافية. هو: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ إِلَّا ذِكْرٌ:
  • أداة حصر لا عمل لها. ذكر: خبر «هو» مرفوع بالضمة. أي ما هذا القرآن الا تذكير أو عظة.
  • ﴿ لِلْعالَمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بذكر أو بصفة محذوفة لذكر وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

المتشابهات :

الأنعام: 90﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ
يوسف: 104﴿وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
ص: 87﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
التكوير: 27﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
القلم: 52﴿وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     وبعْدَ أنْ أَفاقَهم مِن ضَلالتِهم؛ أَرشَدَهم إلى حَقيقةِ القُرآنِ: القرآنُ تذكيرٌ وموعظةٌ للجنِّ والإنس، قال تعالى:
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ

التفسير :

[28] لمن شاء منكم أن يستقيم على الحق والإيمان

{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} بعدما تبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال.

وهذا الذكر العظيم إنما هو لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ أى: هو نافع لمن شاء منكم- أيها الناس- أن يستقيم على طريق الحق، وأن يلزم الرشاد ويترك الضلال.

والجملة الكريمة بدل مما قبلها، للإشعار بأن الذين استجابوا لهدى القرآن قد شاءوا لأنفسهم الهداية والاستقامة.

فالمقصود بهذه الجملة: الثناء عليهم، والتنويه بشأنهم.

أي من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن فإنه منجاة له وهداية ولا هداية فيما سواه.

( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) فجعل ذلك تعالى ذكره ذكرا لمن شاء من العالمين أن يستقيم، ولم يجعله ذكرا لجميعهم، فاللام في قوله: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ ) إبدال من اللام في للعالمين. وكان معنى الكلام: إن هو إلا ذكر لمن شاء منكم أن يستقيم على سبيل الحقّ فيتبعه، ويؤمن به.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال: يتبع الحقّ .

التدبر :

عمل
[28] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ الجهاز جهازك، وصور العرض صورك، والقبر قبرك، والصحيفة صحيفة أعمالك، فاختر لنفسك ما تريد، اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
وقفة
[28] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ إذا هتف سلطان القلب لبت جنود الجوارح.
وقفة
[28] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ في الآية إشارة إلى أن من الخطأ أن يوزن حال الدين الإسلامي بميزان أحوال بعض المسلمين أو معظمهم -كما يفعله بعض أهل الأنظار القاصرة من الغربيين وغيرهم- إذ يجعلون وجهة نظرهم التأمل في حالة الأمم الإسلامية، ويستخلصون من استقرائها أحكامًا كلية يجعلونها قضايا لفلسفتهم في كنه الديانة الإسلامية.
وقفة
[28] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ الاستقامة قرار، والصلاح مرتبط بإرادة العبد.
وقفة
[28] كلُّ ما تريد من خير موقوف على قدر إقبالك إليه: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾، ومن حسن سيره إلى الله تعالى، وصدق إقباله عليه؛ لقِيَ في الطريق كلَّ أمانيه.
وقفة
[28] الإرادة والعزيمة مبدأ كل شيء, وإذا فقدها الإنسان فقد كل شيء, منهج أهل السنة والجماعة إثبات الإرادة للإنسان كما قال الله: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: 96]، فنسب العمل لهم: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ أي لمن يشاء بإرادته، من يريد ترك المعصية يحتاج قوة الإرادة، من يريد فعل الخير يحتاج قوة الإرادة، شهوة النفس تغلبها بقوة الإرادة، الغضب تغلبه بقوة الإرادة.
عمل
[28، 29] سل الله الاستقامة ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقفة
[28، 29] ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ قال أبو هريرة: «لما نزلت: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾، قال أبو جهل: الأمر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فنزلت: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾».

الإعراب :

  • ﴿ لِمَنْ شاءَ:
  • اللام حرف جر. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور بدل من «للعاملين» شاء: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ مِنْكُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «من» والميم علامة جمع الذكور، التقدير: حالة كونه منكم. لأنّ «من» حرف جر بياني.
  • ﴿ أَنْ يَسْتَقِيمَ:
  • حرف مصدرية ونصب. يستقيم: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يستقيم» صلة «ان» المصدرية لا محل لها من الإعراب و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «شاء» وجملة «شاء» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب التقدير: لمن شاء منكم الاستقامة بالدخول في الاسلام.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     وبعد بيان أن القرآنَ تذكيرٌ وموعظةٌ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا من ينتفع بهذا التذكير، ويتعظ بهذه الموعظة، قال تعالى:
﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :التكوير     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء ..

التفسير :

[29] وما تشاؤون الاستقامة، ولا تقدرون على ذلك، إلا بمشيئة الله رب الخلائق أجمعين.

{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} أي:فمشيئته نافذة، لا يمكن أن تعارض أو تمانع. وفي هذه الآية وأمثالها رد على فرقتي القدرية النفاة، والقدرية المجبرة كما تقدم مثلها [والله أعلم والحمد لله].

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة، ببيان أن مشيئته- تعالى- هي النافذة، فقال:

وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.

أى: وما تشاءون الاستقامة أو غيرها، إلا إذا شاءها وأرادها الله- تعالى- رب العالمين، إذ مشيئة الله- تعالى- هي النافذة، أما مشيئتكم فلا وزن لها إلا إذا أذنت بها مشيئته- تعالى-.

فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن كل مشيئة لا قيمة لها ولا وزن.. إلا إذا أيدتها مشيئة الله- عز وجل-.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) أي ليست المشيئة موكولة إليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل بل ذلك كله تابع لمشيئة الله عز وجل رب العالمين

قال سفيان الثوري عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى لما نزلت هذه الآية ( لمن شاء منكم أن يستقيم ) قال أبو جهل الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فأنزل الله ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) .

آخر تفسير سورة التكوير ولله الحمد [ والمنة .

وقوله: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) يقول تعالى ذكره: وما تشاءون أيها الناس الاستقامة على الحقّ، إلا أن يشاء الله ذلك.

وذكر أن السبب الذي من أجله نـزلت هذه الآية، ما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى لما نـزلت ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال أبو جهل ذلك إلينا، إن شئنا استقمنا، فنـزلت: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، قال: لما نـزلت هذه الآية ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال أبو جهل: الأمر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنـزل الله: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .

حدثني ابن البرقي، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد، عن سليمان بن موسى، قال: لما نـزلت هذه الآية: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال أبو جهل: ذلك إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنـزل الله: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .

آخر تفسير سورة ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .

.

التدبر :

وقفة
[29] ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ هذا إعلان بالافتقار التام إلى الله، وأنه لا قدرة للعبد على ما لم يقدره الله عز وجل، فهو خاضع ومقهور تحت مشيئته.
وقفة
[29] ﴿إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ﴾ مشيئةُ العبدِ تابعةٌ لمشيئةِ اللهِ.

الإعراب :

  • ﴿ وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ
  • أعربت في الآية الكريمة الثلاثين من سورة «الدهر» الانسان. رب: صفة- نعت- للفظ الجلالة أو بدل منه سبحانه مرفوع بالضمة. العالمين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. وحذف مفعول «تشاءون» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه أي وما تشاءون الاستقامة.

المتشابهات :

الانسان: 30﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
التكوير: 29﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

أسباب النزول :

  • أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْراهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو بَكْرِ بْنُ عُبْدُوسٍ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو حامِدِ بْنُ هِلالٍ، قالَ: حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو مُسْهِرٍ، قالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ مُوسى قالَ: لَمّا أنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿لِمَن شاءَ مِنكم أن يَسْتَقِيمَ﴾ [التكوير: ٢٨] . قالَ أبُو جَهْلٍ: ذَلِكَ إلَيْنا، إنْ شِئْنا اسْتَقَمْنا، وإنْ لَمْ نَشَأْ لَمْ نَسْتَقِمْ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿وما تَشاءُونَ إلّا أن يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ العالَمِينَ﴾ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ولَمَّا أثبَتَ لهم المشيئةَ؛ بَيَّنَ سبحانه هنا أن مشيئته فوق كل مشيئة، قال تعالى:
﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف