4056789101112131415

الإحصائيات

سورة الروم
ترتيب المصحف30ترتيب النزول84
التصنيفمكيّةعدد الصفحات6.50
عدد الآيات60عدد الأجزاء0.30
عدد الأحزاب0.57عدد الأرباع2.30
ترتيب الطول35تبدأ في الجزء21
تنتهي في الجزء21عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 16/29آلم: 4/6

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (6) الى الآية رقم (10) عدد الآيات (5)

بعدما تحقَّقَ وعدُ اللهِ بنصرِ الرُّومِ هدَّدَ اللهُ هنا المشركينَ وحثَّهُم على التَّفكُّرِ في المخلوقاتِ، وفي عاقبةِ الأقوامِ السابقينَ معَ ما بلغَ من قوَّتِهم وعمارتِهم للأرضِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (11) الى الآية رقم (15) عدد الآيات (5)

لمَّا ذكرَ عاقبةَ المجرمينَ إلى الجحيمِ وفي هذا إشارةٌ إلى البعثِ، أقامَ هنا الدَّليلَ عليه بأن من قدرَ على الابتداءِ يقدرُ على الإعادةِ، ثُمَّ ذكرَ حالَ المجرمينَ يومَ القيامةِ، وتفرَّقَ النَّاسِ إلى: فريقٍ في الجَنَّةِ =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الروم

آيات الله واضحة بينة، فكيف لا تؤمنون؟! / بيد الله مقاليد الأمور، ووعده لا يُخْلف

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • آية تاريخية::   نزلت الآيات الأولى من السورة عندما قامت حرب بين الفرس والروم في عهد النبي ، فانتصر الفرس على الروم انتصارًا ساحقًا، وكان الروم نصارى بينما الفرس مجوس يعبدون النار، فاستبشر المشركون أنهم سينتصرون على المؤمنين كما انتصر الفرس على الروم وهم أهل كتاب.
  • • آية كونية::   يضاف للآية السابقة آية أخرى لم يفهمها الأوائل ولم ينتبهوا لها، تزيدنا إيمانًا بهذا الكتاب المبيّن وآياته المبهرة: فالسورة تقول عن هذه المعركة -التي دارت بين الفرس والروم- أنها حصلت في أدنى الأرض: ﴿غُلِبَتِ ٱلرُّومُ * فِى أَدْنَى ٱلأَرْضِ ...﴾، وهذه الآية لا يستطيع أحد من عصرنا إنكارها، فقد دل العلم الحديث أن المكان الذي حدثت فيه المعركة، المعروف بحوض البحر الميت حاليًا، هو أدنى (أخفض) مكان على الكرة الأرضية، حيث تنخفض عن سطح البحر بعمق 395 مترًا، وقد أكدت ذلك صور وقياسات الأقمار الصناعية، فماذا يملك كل مكذّب قديمًا أو حديثًا بعد هذه الآيات؟!
  • • آية اقتصادية::   وتمضي السورة لتذكر لنا آية أخرى، آية مادية نراها في الدنيا، ليست آية علمية بل آية اقتصادية، اسمع قوله تعالى: ﴿وَمَا ءاتَيْتُمْ مّن رِبًا لّيَرْبُوَاْ فِى أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱلله وَمَا ءاتَيْتُمْ مّن زَكَوٰةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱلله فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ﴾ (39)، والمعنى أن الربا لا يزيد المال بل ينقصه، ويأتي علم الاقتصاد الحديث فيثبت أن أفضل وسيلة تجعل الاقتصاد مستقرًا هي أن تكون نسبة الفائدة صفرًا بالمئة، أي بإلغاء الفوائد كليًا، ثم يثبت علم الاقتصاد أيضًا أن الزكاة هي من أفضل الأساليب التنموية. ولعل هذا هو سر مجيء آية الربا والزكاة ضمن آيات الكون المنظورة الدالة على الإيمان بالله. كأن السورة تقول للناس كلهم، في كل العصور: انظروا إلى آيات الله في كل المجالات: في التاريخ، والكون، والاقتصاد.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «الروم».
  • • معنى الاسم ::   : الروم: اسم قوم، يقال أصلهم من روما، وكانت لهم مملكة تحتل قطعة من أوروبا وقطعة من آسيا، وعاصمتهم القسطنطينية، وقد امتد سلطانهم في بلاد كثيرة.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بذكر هزيمة الروم، ثم الإخبار بانتصارهم على الفرس في المستقبل، وهذه اللفظة لم ترد إلا مرة واحدة في القرآن الكريم.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن مقاليد الأمور بيد الله، ووعده لا يُخْلف.
  • • علمتني السورة ::   : اعمل لدنياك؛ ولكن لا تغفل عن الآخرة: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن من مظاهر رحمة الله تعالى بين الزوجين: السكن، والمودة، والرحمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن اختلاف الألسن كاختلاف الألوان من آيات الله، والسخرية بالألسن واللغات واللهجات عصبية مقيتة كالسخرية بالألوان: ﴿وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ أَبِي رَوْحٍ الْكَلَاعِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً فَقَرَأَ فِيهَا سُورَةَ الرُّومِ فَلَبَسَ عَلَيْهِ بَعْضُهَا، قَالَ: «إِنَّمَا لَبَسَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ الْقِرَاءَةَ مِنْ أَجْلِ أَقْوَامٍ يَأْتُونَ الصَّلَاةَ بِغَيْرِ وُضُوءٍ؛ فَإِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَأَحْسِنُوا الْوُضُوءَ».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة الروم من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • أفاضت سورة الروم في ذكر الأدلة المتعددة التي تشهد بوحدانية الله تعالى وكمال قدرته.
    • هي أكثر سورة ذكر فيها قوله تعالى: ﴿وَمِنْ ءايَـٰتِهِ﴾، تكرر فيها 7 مرات.
    • جرت عادة السور التي تبدأ بالحروف المقطعة (وهي: 29 سورة) أن يأتي الحديث عن القرآن الكريم بعد الأحرف المقطعة مباشرة؛ إلا أربع سور، وهي: مريم والعنكبوت والروم والقلم.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نتأمل آيات الله ونؤمن بها، فهي ظاهرة وواضحة.
    • أن نربط ما نتعلمه من علوم دنيوية بعظمة الله وقدرته حتى تنتفع به: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ (7).
    • أن نأخذ العبرة والعظة من الأمم السابقة: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ...﴾ (9).
    • أن نسأل الله تعالى أن يرزقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يوفقنا لحسن اتباعه: ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ﴾ (13).
    • أن نكثر من الحمد والتسبيح لله: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ (17، 18).
    • أن نحذر من اتباع الهوى؛ فهذا هو الضلال: ﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۖ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾ (29).
    • أن نخلص العبادة لله وحده في السراء والضراء: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾ (33).
    • إذا أذاقنا الله رحمة فلنفرح فرح شكر؛ وليس فرح بطر وتكبر: ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ (36).
    • أن نعلم أن الأرزاق بيد الله تعالى؛ ونرضى بما قسم الله لنا: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (37).
    • أن نشكر الله عند النعم: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (46).
    • أن نسأل الله حسن الخاتمة: ﴿ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾ (54).
    • ألا نتنازل عن الحق من أجل غوغائية أهل الباطل: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ (60).

تمرين حفظ الصفحة : 405

405

مدارسة الآية : [6] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ ..

التفسير :

[6] وعد الله المؤمنين وعداً جازماً لا يُخْلَف، بنصر الروم النصارى على الفرس الوثنيين، ولكن أكثر كفار «مكة» لا يعلمون أن ما وعد الله به حق،

{ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} فتيقنوا ذلك واجزموا به واعلموا أنه لا بد من وقوعه.

فلما نزلت هذه الآيات التي فيها هذا الوعد صدق بها المسلمون، وكفر بها المشركون حتى تراهن بعض المسلمين وبعض المشركين على مدة سنين عينوها، فلما جاء الأجل الذي ضربه اللّه انتصر الروم على الفرس وأجلوهم من بلادهم التي أخذوها منهم وتحقق وعد اللّه.

وهذا من الأمور الغيبية التي أخبر بها اللّه قبل وقوعها ووجدت في زمان من أخبرهم اللّه بها من المسلمين والمشركين.{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أن ما وعد اللّه به حق فلذلك يوجد فريق منهم يكذبون بوعد الله، ويكذبون آياته.

ثم زاد- سبحانه- هذا الأمر تأكيدا وتقوية فقال: وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ.

ولفظ «وعد» منصوب بفعل محذوف.

أى: وعد الله المؤمنين بالنصر وبالفرح وعدا مؤكدا، وقد اقتضت سنته- سبحانه- أنه لا يخلف وعده.

وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ذلك، لانطماس بصائرهم، ولاستيلاء الجهل على عقولهم، ولاستحواذ الشيطان عليهم.

وقوله : ( وعد الله لا يخلف الله وعده ) أي : هذا الذي أخبرناك به - يا محمد - من أنا سننصر الروم على فارس ، وعد من الله حق ، وخبر صدق لا يخلف ، ولا بد من كونه ووقوعه; لأن الله قد جرت سنته أن ينصر أقرب الطائفتين المقتتلتين إلى الحق ، ويجعل لها العاقبة ، ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) أي : بحكم الله في كونه وأفعاله المحكمة الجارية على وفق العدل .

القول في تأويل قوله تعالى : وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6)

يقول تعالى ذكره: وعد الله جلّ ثناؤه، وعد أن الروم ستغلب فارس من بعد غلبة فارس لهم، ونصب (وَعْدَ اللهِ) على المصدر من قوله: ( وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) لأن ذلك وعد من الله لهم أنهم سيغلبون، فكأنه قال: وعد الله ذلك المؤمنين وعدا، (لا يُخلف اللهُ وَعْدَهُ) يقول تعالى ذكره: إن الله يفي بوعده للمؤمنين أن الروم سيغلبون فارس، لا يخلفهم وعده ذلك؛ لأنه ليس في مواعيده خلف (ولكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ) يقول: ولكنّ أكثر قريش الذين يكذّبون بأن الله منجز وعده المؤمنين، من أن الروم تغلب فارس، لا يعلمون أن ذلك كذلك، وأنه لا يجوز أن يكون في وعد الله إخلاف.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[6] ﴿وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ﴾ الكريم لا يخلف وعده، لكننا من نخلف شروط تحقيق وعده.
وقفة
[6] ﴿وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ﴾ يا من ضاق بحال المؤمنين المستضعفين رويدك؛ فإن لهم من الله وعد صادق.
وقفة
[6] في بداية الروم الوعد بالنصر: ﴿وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ﴾، وفي ختامها: ﴿فاصبر إن وعد الله حق﴾ [60]، بين الوعد وتحققه يختبر المؤمنون.
لمسة
[6] ﴿وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ إضافة الوعد إلى الله تلويح بأنه وعد محقق الإيفاء؛ لأن وعد الصادق القادر الغني لا موجب لإخلافه.
وقفة
[6] ﴿وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ وَعدَهُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ ألا يستوقفك: كيف أن أكثر الناس لا يعلمون أن الله لا يخلف وعده، نسأل الله الثبات.
وقفة
[6] ﴿وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ وَعدَهُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ الظلام والجهل الذى تحيا فيه قلوب البعض يصير مدعاة للتعجب، بل والذهول أحيانًا، فاللهم اجعلنا من عبادك القليل.
وقفة
[6] ﴿وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ أكثر الناس لا يعلمون بما وعد الله، ولا يعلمون حكمته تعالى في الأحداث، إما لجهلهم أو عدم تفکرهم.
لمسة
[6] ما الفرق بين كثير من الناس وأكثر الناس: ﴿وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ﴾ [الحج: 18]، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾؟ (أكثر) اسم تفضيل، (كثير) صفة مشبهة، (كثير) جماعة قد يكون هم كثير لكن ليسوا هم الأكثر، (الأكثر) أكثر من كثير، ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف: 103]، لكن المؤمنين كثير.
وقفة
[6، 7] من قلة الفقه الاشتغال بعمارة الدنيا وبناء حضارتها الزائلة، وترك عمارة الآخرة، دار الحياة الحقيقية، قال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَعْدَ اللهِ:
  • مصدر مؤكد منصوب بمضمر بمعنى وعد الله ذلك وعدا أي وعده سبحانه بنصر من يشاء. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره للتعظيم الكسرة.
  • ﴿ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ:
  • الجملة تعليلية أو تفسيرية لا محل لها من الاعراب بمعنى أن الله لا يخلف وعده. لا: نافية لا عمل لها. يخلف: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.وعده: مفعول به منصوب بالفتحة. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ:
  • الواو استدراكية. لكن: حرف مشبه بالفعل.أكثر: اسمها منصوب بالفتحة. الناس: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ لا يَعْلَمُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكن» لا: نافية لا عمل لها.يعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف المفعول لأنه معلوم. أي لا يعلمون ذلك.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     ولَمَّا نزلَ هذا على قوم أكثرهم له منكر؛ أكده سبحانه هنا بما يقوي قلوب أوليائه، ويرد ألسنة أعدائه، ويعرفهم أنه كما صدق في هذا الوعد فهو يصدق في وعد الآخرة، قال تعالى:
﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [7] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..

التفسير :

[7]وإنما يعلمون ظواهر الدنيا وزخرفها، وهم عن أمور الآخرة وما ينفعهم فيها غافلون، لا يفكرون فيها.

وهؤلاء الذين لا يعلمون أي:لا يعلمون بواطن الأشياء وعواقبها. وإنما{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فينظرون إلى الأسباب ويجزمون بوقوع الأمر الذي في رأيهم انعقدت أسباب وجوده ويتيقنون عدم الأمر الذي لم يشاهدوا له من الأسباب المقتضية لوجوده شيئا، فهم واقفون مع الأسباب غير ناظرين إلى مسببها المتصرف فيها.

{ وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} قد توجهت قلوبهم وأهواؤهم وإراداتهم إلى الدنيا وشهواتها وحطامها فعملت لها وسعت وأقبلت بها وأدبرت وغفلت عن الآخرة، فلا الجنة تشتاق إليها ولا النار تخافها وتخشاها ولا المقام بين يدي اللّه ولقائه يروعها ويزعجها وهذا علامة الشقاء وعنوان الغفلة عن الآخرة.

ومن العجب أن هذا القسم من الناس قد بلغت بكثير منهم الفطنة والذكاء في ظاهر الدنيا إلى أمر يحير العقول ويدهش الألباب.

وأظهروا من العجائب الذرية والكهربائية والمراكب البرية والبحرية والهوائية ما فاقوا به وبرزوا وأعجبوا بعقولهم ورأوا غيرهم عاجزا عما أقدرهم اللّه عليه، فنظروا إليهم بعين الاحتقار والازدراء وهم مع ذلك أبلد الناس في أمر دينهم وأشدهم غفلة عن آخرتهم وأقلهم معرفة بالعواقب، قد رآهم أهل البصائر النافذة في جهلهم يتخبطون وفي ضلالهم يعمهون وفي باطلهم يترددون نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.

ثم نظروا إلى ما أعطاهم اللّه وأقدرهم عليه من الأفكار الدقيقة في الدنيا وظاهرها و[ما] حرموا من العقل العالي فعرفوا أن الأمر للّه والحكم له في عباده وإن هو إلا توفيقه وخذلانه فخافوا ربهم وسألوه أن يتم لهم ما وهبهم من نور العقول والإيمان حتى يصلوا إليه، ويحلوا بساحته [وهذه الأمور لو قارنها الإيمان وبنيت عليه لأثمرت الرُّقِيَّ العالي والحياة الطيبة، ولكنها لما بني كثير منها على الإلحاد لم تثمر إلا هبوط الأخلاق وأسباب الفناء والتدمير]

والضمير في قوله- تعالى-: يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا يعود للأكثر من الناس. أى: هؤلاء الأكثرون من الناس، من أسباب جهلهم بسنن الله- تعالى- في خلقه، أنهم لا يهتمون إلا بملاذ الحياة الدنيا ومتعها وشهواتها، ووسائل المعيشة فيها.

وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ وما فيها من حساب وثواب وعقاب هُمْ غافِلُونَ لأنهم آثروا الدار العاجلة، على الدار الباقية، فهم- كما قال- تعالى-: ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.

قال صاحب الكشاف ما ملخصه: وقوله: يَعْلَمُونَ ظاهِراً بدل من قوله: وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.

وفي هذا الإبدال من النكتة أنه أبدله منه، وجعله بحيث يقوم مقامه، ويسد مسده. ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا.. وفي تنكير قوله: ظاهِراً إشارة إلى أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا من جملة ظواهر الحياة الدنيا .

فالآية الكريمة تنعى على هؤلاء الكافرين وأشباههم، انهماكهم في شئون الدنيا انهماكا تاما، جعلهم غافلين عما ينتظرهم في أخراهم من حساب وعقاب. ورحم الله القائل:

ومن البلية أن ترى لك صاحبا ... في صورة الرجل السميع المبصر

فطن بكل مصيبة في ماله ... وإذا يصاب بدينه لم يشعر

ثم حضهم- سبحانه- على التفكر في خلق أنفسهم، وعلى التفكير في ملكوت السموات والأرض، لعل هذا التفكر والتدبر يهديهم إلى الصراط المستقيم، فقال- تعالى-:

وقوله : ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) أي : أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشئونها وما فيها ، فهم حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها ، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة ، كأن أحدهم مغفل لا ذهن له ولا فكرة .

قال الحسن البصري : والله لبلغ من أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره ، فيخبرك بوزنه ، وما يحسن أن يصلي .

وقال ابن عباس في قوله : ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) يعني : الكفار يعرفون عمران الدنيا ، وهم في أمر الدين جهال .

القول في تأويل قوله تعالى : يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)

يقول تعالى ذكره: يعلم هؤلاء المكذّبون بحقيقة خبر الله أن الروم ستغلب فارس، ظاهرا من حياتهم الدنيا، وتدبير معايشهم فيها، وما يصلحهم، وهم عن أمر آخرتهم، وما لهم فيه النجاة من عقاب الله هنالك، غافلون، لا يفكرون فيه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا أبو تُمَيْلة يحيى بن واضح الأنصاري، قال: ثنا الحسين بن واقد، قال: ثنا يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (يَعْلَمُونَ ظاهِرا مِنَ الحَياةِ الدُّنْيا) يعني معايشهم، متى يحصدون ومتى يغرسون.

حدثني أحمد بن الوليد الرمليّ، قال ثنا: عمرو بن عثمان بن عمر، عن عاصم بن عليّ، قال: ثنا أبو تميلة، قال: ثنا ابن واقد، عن يزيد النحويّ، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (يعلَمونَ ظاهِرًا من الحَياةِ الدُّنْيا) قال: متى يَزْرَعون، متى يَغْرِسون.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: ثني شرقي، عن عكرمة في قوله: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: هو السراج أو نحوه.

حدثنا أبو هريرة محمد بن فراس الضبعي، قال: ثنا أبو قُتَيبة، قال: ثنا شعبة، عن شرقي، عن عكرِمة في قوله: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) : قال السراجون.

حدثنا أحمد بن الوليد الرملي، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا شعبة، عن شرقي، عن عكرِمة في قوله: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: الخرازون والسراجون.

حدثنا بشر بن آدم، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: معايشهم، وما يصلحهم.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.

حدثني بشر بن آدم، قال: ثنا الضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرِمة، وعن منصور، عن إبراهيم ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: معايشهم.

حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: ( ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يعني الكفار، يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جهال.

حدثني ابن وكيع، قال: ثني أبي، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرِمة ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: معايشهم، وما يصلحهم.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم مثله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) من حرفَتها وتصرّفها وبغيتها، ( وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ).

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن الحسن، قال: يعلمون متى زرعهم، ومتى حصادهم.

قال: ثنا حفص بن راشد الهلالي، عن شعبة، عن شرقي، عن عكرِمة ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: السراج ونحوه.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية قال: صرفها في معيشتها.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) (1) .

وقال آخرون في ذلك ما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد في قوله: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قال: تسترق الشياطين السمع، فيسمعون الكلمة التي قد نـزلت ينبغي لها أن تكون في الأرض، قال: ويرمون بالشُّهب، فلا ينجو أن يحترق، أو يصيبه شرر منه، قال: فيسقط فلا يعود أبدا، قال: ويرمي بذاك الذي سمع إلى أوليائه من الإنس، قال: فيحملون عليه ألف كذبة، قال: فما رأيت الناس يقولون: يكون كذا وكذا، قال: فيجيء الصحيح منه كما يقولون، الذي سمعوه من السماء، ويعقبه من الكذب الذي يخوضون فيه.

------------------------

الهوامش:

(1) كذا في النسخ، ولم يذكر التفسير، ولعله سقط من قلم الناسخ، أو لعله كلمة "نحوه" أو "مثله"، وكثيرًا ما يتركها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ يعلمون ظاهر الحياة فقط، وهم عن فهم عمق الحياة هدف خلقهم غافلون.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ ومن العجب أن هذا القسم من الناس قد بلغت بكثير منهم الفطنة والذكاء في ظاهر الدنيا إلى أمر يحير العقول، ويدهش الألباب، وأظهروا من العجائب الذرية والكهربائية، والمراكب البرية والبحرية والهوائية ما فاقوا به وبرزوا، وهم مع ذلك أبلد الناس في أمر دينهم، وأشدهم غفلة عن آخرتهم، وأقلهم معرفة بالعواقب، قد رآهم أهل البصائر النافذة في جهلهم يتخبطون، وفي ضلالهم يعمهون، وفي باطلهم يترددون، فعرفوا أن الأمر لله، والحكم له في عباده، وإن هو إلا توفيقه وخذلانه؛ فخافوا ربهم، وسألوه أن يتم لهم ما وهبهم من نور العقول والإيمان؛ حتى يصلوا إليه، ويحلوا بساحته.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ قال الحسن: «إن أحدهم لينقر الدرهم بطرف ظفره فيذكر وزنه ولا يخطئ، وهو لا يحسن أن يصلي».
وقفة
[7] ﴿يَعلَمونَ ظاهِرًا مِنَ الحَياةِ الدُّنيا وَهُم عَنِ الآخِرَةِ هُم غافِلونَ﴾ فقط الذين يعلمون حقيقة الحياة الدنيا هم الفائزون فى الآخرة.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ يعني: أمر معايشهم؛ كيف يكتسبون ويتجرون، ومتى يغرسون ويزرعون ويحصدون، وكيف يبنون ويعيشون، ﴿وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ ساهون عنها جاهلون، لا يتفكرون فيها ولا يعملون لها.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ ليس الذم هنا للإحاطة بعلوم الدنيا، وإنما لسهوهم عن الآخرة، وجهلهم بها، وعدم تفکرهم فيها، أو العمل لها.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ غاية علمهم هذه الدنيا لكنهم في ذهول عن الدار الآخرة، وما أعد الله من النعيم لأوليائه .
لمسة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ نص على (ظاهرها) لأنَّهم لو علِموا (باطنَها) حقيقةً لانصرفوا لإعمارِ الآخرةِ.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ على عقلاء الغرب أن يعلموا أن حاجة الغرب لديننا أشد من حاجتنا لدنياه.
وقفة
[7] ﴿يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون﴾ هذه حقيقة العالم الغربي بتقدمه المادي الزائف، فهل نعي هذه الحقيقة؟!
وقفة
[7] ﴿يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون﴾ علمك وذكاؤك لا قيمة له إن لم يدلك على الله وطاعته.
اسقاط
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ بقدر انشغالك في عمارة الدنيا؛ تغفل عن عمارة الآخرة.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ العلم بما يُصلح الدنيا مع الغفلة عما يُصلح الآخرة لا ينفع.
وقفة
[7] ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ ما الذي جعل العلامة الشنقيطي يقول عن هذه الآية: يجب على كل مسلم أن يتدبر هذه الآية تدبرًا كثيرًا، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس؟ قال رحمه الله: لأن من أعظم فتن آخر الزمان -التي ابتلي بها ضعاف العقول من المسلمين- شدة إتقان الإفرنج لأعمال الدنيا، مع عجز المسلمين عنها، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال على الحق، وأن العاجز عنها ليس على حق، وهذا جهل فاحش، وفي هذه الآية إيضاح لهذه الفتنة، وتخفيف لشأنها، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه، وأحسن تعليمه!
عمل
[7] اربط ما تتعلمه من علوم دنيوية بعظمة الله وقدرته حتى تنتفع به ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾.
عمل
[7] استمع إلى محاضرة في وصف الجنة والنار ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾.
وقفة
[7] العلم بما يصلح الدنيا مع الغفلة عما يصلح الآخرة لا ينفع ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾.
عمل
[7] تفقَّد قراءاتك: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾، لم يذموا لمجرد اشتغالهم بعلوم الدنيا؛ بل لأنها تسببت في الغفلة عن الآخرة.
وقفة
[7] لو يعلم الناس من أمر دينهم كما يعلمون من أمر دنياهم، ما استنكروا من أحكام الإسلام شيء ﴿يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون﴾.
وقفة
[7] بقدر تعلقك بالدنيا تخسر الآخرة، قال أحدهم: «كنت معجبًا جدًا بالغرب وحضارته، وفي يوم من الأيام كانت جدتي معي في سيارتي، فأخذت أحدثها عن حضارة الغرب وتقدمهم، فتلت علي قوله تعالى من سورة الروم: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾؛ فأيقنت أن لا شيء يعدل الإيمان».

الإعراب :

  • ﴿ يَعْلَمُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية بدل من جملة لا يَعْلَمُونَ» الواردة في الآية الكريمة السابقة على معنى ولكن أكثر الناس لا يعلمون أي يعلمون ظاهرا لأنه لا فرق بين عدم العلم وهو الجهل وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز مظاهر الحياة الدنيا.
  • ﴿ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى أنهم لا يعلمون الا ظاهرا واحدا من جملة الظواهر ولذلك جاءت الكلمة نكرة وفي هذا التنكير تقليل لمعلومهم وتقليله يقربه من النفي حتى يطابق المبدل منه الوارد في الآية الكريمة السابقة لا يَعْلَمُونَ». من الحياة:جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ظاهرا».الدنيا: صفة للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
  • ﴿ وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ:
  • الواو حالية والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال.هم: ضمير منفصل-ضمير الغائب في محل رفع مبتدأ. عن الآخرة: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ وكسر آخر «عن» حرف الجر لالتقاء الساكنين. بمعنى: وهم عن الآخرة وما فيها غافلون.
  • ﴿ هُمْ غافِلُونَ:
  • الجملة الاسمية في محل رفع خبر «هم» المبتدأ. هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين-في محل رفع مبتدأ. غافلون: خبره مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. ويجوز أن تكون «هم» الثانية تكريرا للأولى للتوكيد «غافلون» خبر «هم» المبتدأ الأول. ومعنى «التكرير» أي بدلا منها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ولَمَّا نفى اللهُ عن المشركين العلمَ النافع بالآخرة؛ أثبت لهم هنا العلمَ بأحوال الدنيا، قال تعالى:
﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا ..

التفسير :

[8] أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم، ولم يكونوا شيئاً. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب، والدلالة على توحيده وقدرته، وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ وإن كثيراً من الناس

أي:أفلم يتفكر هؤلاء المكذبون لرسل اللّه ولقائه{ فِي أَنْفُسِهِمْ} فإن في أنفسهم آيات يعرفون بها أن الذي أوجدهم من العدم سيعيدهم بعد ذلك وأن الذي نقلهم أطوارا من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى آدمي قد نفخ فيه الروح إلى طفل إلى شاب إلى شيخ إلى هرم، غير لائق أن يتركهم سدى مهملين لا ينهون ولا يؤمرون ولا يثابون ولا يعاقبون.{ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [أي] ليبلوكم أيكم أحسن عملا.{ وَأَجَلٌ مُسَمًّى} أي:مؤقت بقاؤهما إلى أجل تنقضي به الدنيا وتجيء به القيامة وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات.

{ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} فلذلك لم يستعدوا للقائه ولم يصدقوا رسله التي أخبرت به وهذا الكفر عن غير دليل، بل الأدلة القاطعة قد دلت على البعث والجزاء.

والاستفهام في قوله- تعالى-: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ، ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى.. لتوبيخ أولئك الكافرين الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام.

وما في قوله ما خَلَقَ للنفي، والباء في قوله إِلَّا بِالْحَقِّ للملابسة. وقوله:

وَأَجَلٍ مُسَمًّى معطوف على الحق.

والمعنى: أبلغ الجهل بهؤلاء الكافرين، أنهم اكتفوا بالانهماك في متع الحياة الدنيا، ولم يتفكروا في أحوال أنفسهم وفي أطوار خلقها، لأنهم لو تفكروا لعلموا وأيقنوا، أن الله- تعالى-: ما خلق السموات والأرض وما بينهما، إلا ملتبسة بالحق الذي لا يشوبه باطل، وبالحكمة التي لا يحوم حولها عبث، وقد قدر- سبحانه- لهذه المخلوقات جميعها أجلا معينا تنتهي عنده، وهو وقت قيام الساعة، يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات.

فالآية الكريمة تنعى على هؤلاء الأشقياء، غفلتهم عن الدار الآخرة وما فيها من حساب، وتحضهم على التفكر في تكوين أنفسهم، وفي ملكوت السموات والأرض، لأن هذا التفكر من شأنه أن يهدى إلى الحق، كما تلفت أنظارهم إلى أن لهذا الكون كله نهاية ينتهى عندها، وقت أن يأذن الله- تعالى- بذلك، وبقيام الساعة.

ثم ختم- سبحانه- الآية الكريمة ببيان موقف الأكثرية من الناس من قضية البعث والجزاء فقال: وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ.

أى: وإن كثيرا من الناس لفي انشغال تام بدنياهم عن آخرتهم، ولا يؤمنون بما في الآخرة من حساب وثواب وعقاب، بل يقولون: ما الحياة إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين، وعلى رأس هذا الصنف من الناس مشركو مكة الذين أرسل النبي صلى الله عليه وسلم فيهم، لإخراجهم من الظلمات إلى النور.

وقال- سبحانه-: وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ.. للإشعار بان هناك عددا قليلا من الناس- بالنسبة لهؤلاء الكثيرين- قد آمنوا بلقاء ربهم، واستعدوا لهذا اللقاء عن طريق العمل الصالح الذي يرضى خالقهم- عز وجل-.

يقول تعالى منبها على التفكر في مخلوقاته ، الدالة على وجوده وانفراده بخلقها ، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه ، فقال : ( أولم يتفكروا في أنفسهم ) يعني به النظر والتدبر والتأمل لخلق الله الأشياء من العالم العلوي والسفلي ، وما بينهما من المخلوقات المتنوعة ، والأجناس المختلفة ، فيعلموا أنها ما خلقت سدى ولا باطلا بل بالحق ، وأنها مؤجلة إلى أجل مسمى ، وهو يوم القيامة; ولهذا قال : ( وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)

يقول تعالى ذكره: أولم يتفكَّر هؤلاء المكذّبون بالبعث يا محمد من قومك في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئا، ثم صرفهم أحوالا وقارات حتى صاروا رجالا فيعلموا أن الذي فعل ذلك قادر أن يعيدهم بعد فنائهم خلقا جديدا، ثم يجازي المحسن منهم بإحسانه، والمسيء بإساءته لا يظلم أحدا منهم، فيعاقبه بجرم غيره، ولا يحرم أحدا منهم جزاء عمله، لأنه العدل الذي لا يجور ( مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ) إلا بالعدل، وإقامة الحقّ، (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) يقول: وبأجل مؤقت مسمى، إذا بلغت ذلك الوقت أفنى ذلك كله، وبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ، وبرزوا لله الواحد القهَّار، وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم جاحدون منكرون؛ جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم، وغفلة منهم عن الآخرة.

التدبر :

وقفة
[8] ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا﴾ التَّفكُّرُ من أجَلِّ العباداتِ, ومن رُزِقَ التَّدبُّرَ فقد رُزِقَ يقظةَ القلبِ؛ لأنَّه يجعله دائمَ الصلةِ باللهِ.
عمل
[8] ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم﴾ أجدر ما يجب أن تتفكر فيه: نفسك التي بين جنبيك، فهي أقرب إليك من غيرها، وأنت أعلم وأخبر بأحوالها منك بأحوال غيرها.
عمل
[8] اختر واحدة من جوارحك، ثم تأمل كيف خلقها الله، واكتب ثلاث فوائد استفدتها من تأملك ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم﴾.
وقفة
[8] آيات الله في الأنفس وفي الآفاق كافية للدلالة على توحيده ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّـهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾.
وقفة
[8] ﴿مَّا خَلَقَ اللَّـهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ تذكير دائم بأن هذا الكون له أجل مسمى، لا بد أن ينتهي بقيام الساعة، ليبرز الجميع للحساب على الأعمال.

الإعراب :

  • ﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا:
  • الهمزة همزة استفهام لفظا بمعنى التقرير. الواو: زائدة.لم: حرف نفي وجزم وقلب و «يتفكروا» فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ فِي أَنْفُسِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بيتفكروا أي صلتها على معنى في أنفسهم التي هي أقرب اليهم من غيره من الكائنات. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ ما خَلَقَ اللهُ:
  • ما: نافية لا عمل لها. خلق: فعل ماض مبني على الفتح.الله: لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة وجملة ما خَلَقَ اللهُ» متعلق بقول محذوف بمعنى: أولم يتفكروا فيقولوا ما خلق الله والجملة الفعلية «ما خلق السماوات والأرض» في محل نصب مفعول «يقولوا».
  • ﴿ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض: معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة بالفتحة الظاهرة
  • ﴿ وَما بَيْنَهُما:
  • الواو عاطفة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على منصوب و «بين» ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بفعل محذوف تقديره استقر وجملة «استقر بينهما» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. الهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. و «ما» علامة التثنية بمعنى وما بين السموات الأرض من المخلوقات والعوالم المعروفة والخفية.
  • ﴿ إِلاّ بِالْحَقِّ:
  • الا اداة حصر لا عمل لها. بالحق: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من السموات والأرض أي: الا مقرونة بالحق مصحوبة بالحكمة أو بحال محذوف من لفظ‍ الجلالة بتقدير: الا مريدا بها الحق. ويجوز أن يكون الجار والمجرور صفة-نعتا-لمصدر-مفعول مطلق-محذوف بتقدير: الا خلقا ملتبسا بالحق.
  • ﴿ وَأَجَلٍ مُسَمًّى:
  • الواو عاطفة. اجل: معطوفة على «الحق» مجرورة مثلها أو على معنى إلا بالحق وبتقدير أجل مسمى فحذف المجرور المضاف المقدر وحل المضاف اليه محله مسمى: صفة-نعت-لأجل مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة للتعذر على الألف قبل تنوينها ونونت الكلمة لأنها نكرة بمعنى: الى موعد أو بتقدير: موعد مقدر لها هو قيام الساعة لا بد لها من أن تنتهي اليه ثم تتلاشى.
  • ﴿ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ:
  • الواو عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد يفيد هنا الاستدراك بمعنى «لكن» وهو حرف مشبه بالفعل. كثيرا: اسمه منصوب بالفتحة. من الناس: جار ومجرور متعلق بصفة لكثيرا لأن «من» حرف جر بياني أي وان كثيرا حالة كونه من الناس
  • ﴿ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ:
  • المراد بشبه الجملة: الأجل المسمى. بلقاء: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» ربّ: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَكافِرُونَ:
  • اللام: لام التوكيد. كافرون: خبر «ان» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد'

المتشابهات :

الحجر: 85﴿وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ
الأحقاف: 3﴿ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى
الروم: 8﴿ مَّا خَلَقَ اللَّـهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن هؤلاء المشركين لا يهتمون إلا بالحياة الدنيا ومتعها وشهواتها؛ دعاهم هنا إلى التفكر والنظر، لعل هذا يهديهم إلى الحقِّ: الدَّعْوَةُ الأولى: التفكر في النفس. الدَّعْوَةُ الثانيةُ: التفكر في الكون، قال تعالى:
﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا ..

التفسير :

[9] أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار، فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود؟ وقد كانوا أقوى منهم أجساماً، وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها، وبنَوْا القصور وسكنوها، فع

نبههم على السير في الأرض والنظر في عاقبة الذين كذبوا رسلهم وخالفوا أمرهم ممن هم أشد من هؤلاء قوة وأكثر آثارا في الأرض من بناء قصور ومصانع ومن غرس أشجار ومن زرع وإجراء أنهار، فلم تغن عنهم قوتهم ولا نفعتهم آثارهم حين كذبوا رسلهم الذين جاءوهم بالبينات الدالات على الحق وصحة ما جاءوهم به، فإنهم حين ينظرون في آثار أولئك لم يجدوا إلا أمما بائدة وخلقا مهلكين ومنازل بعدهم موحشة وذم من الخلق عليهم متتابع. وهذا جزاء معجل نموذج للجزاء الأخروي ومبتدأ له.

وكل هذه الأمم المهلكة لم يظلمهم اللّه بذلك الإهلاك وإنما ظلموا أنفسهم وتسببوا في هلاكها.

ثم قرعهم- سبحانه- للمرة الثانية على عدم اتعاظهم بأحوال السابقين من الأمم قبلهم، فقال- تعالى-: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...

أى: أقعد مشركو مكة في ديارهم، ولم يسيروا في الأرض سير المتأملين المتفكرين المعتبرين فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم، من الأمم الماضية، كقوم عاد وثمود، وقوم لوط.

وقوله- سبحانه-: كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً بيان لحال هؤلاء الأقوام السابقين وَأَثارُوا الْأَرْضَ أى: كان أولئك السابقون أقوى من أهل مكة في كل مجال من مجالات القوة، وكانوا أقدر منهم على حراثة الأرض، وتهيئتها للزراعة، واستخراج خيراتها من باطنها.

وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها أى: حرثوا الأرض وشقوا عن باطنها، وعمروها عمارة أكثر من عمارة أهل مكة لها، لأن أولئك الأقوام السابقين كانوا أقوى من كفار مكة، وكانوا أكثر دراية بعمارة الأرض.

وهؤلاء الأقوام السابقون: جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ أى: بالمعجزات الواضحات، وبالحجج الساطعات، ولكن هؤلاء الأقوام كذبوا رسلهم، فأهلكهم الله- تعالى- فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ أى: فما كان الله- تعالى- من شأنه أن يعذبهم بدون ذنب.

وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ حيث ارتكبوا من الكفر والمعاصي ما كان سببا في هلاكهم.

ثم نبههم على صدق رسله فيما جاءوا به عنه ، بما أيدهم به من المعجزات ، والدلائل الواضحات ، من إهلاك من كفر بهم ، ونجاة من صدقهم ، فقال : ( أولم يسيروا في الأرض ) أي : بأفهامهم وعقولهم ونظرهم وسماعهم أخبار الماضين; ولهذا قال : ( فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة ) أي : كانت الأمم الماضية والقرون السالفة أشد منكم - أيها المبعوث إليهم محمد صلوات الله وسلامه عليه وأكثر أموالا وأولادا ، وما أوتيتم معشار ما أوتوا ، ومكنوا في الدنيا تمكينا لم تبلغوا إليه ، وعمروا فيها أعمارا طوالا فعمروها أكثر منكم . واستغلوها أكثر من استغلالكم ، ومع هذا لما جاءتهم رسلهم بالبينات وفرحوا بما أوتوا ، أخذهم الله بذنوبهم ، وما كان لهم من الله من واق ، ولا حالت أموالهم ولا أولادهم بينهم وبين بأس الله ، ولا دفعوا عنهم مثقال ذرة ، وما كان الله ليظلمهم فيما أحل بهم من العذاب والنكال ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) أي : وإنما أوتوا من أنفسهم حيث كذبوا بآيات الله ، واستهزءوا بها ، وما ذاك إلا بسبب ذنوبهم السالفة وتكذيبهم المتقدم; ولهذا قال :

القول في تأويل قوله تعالى : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)

يقول تعالى ذكره: أولم يسر هؤلاء المكذّبون بالله، الغافلون عن الآخرة من قريش في البلاد التي يسلكونها تجرا، فينظروا إلى آثار الله فيمن كان قبلهم من الأمم المكذّبة، كيف كان عاقبة أمرها في تكذيبها رسلها، فقد كانوا أشدّ منهم قوّة، (وَأَثَارُوا الأرْضَ): يقول: واستخرجوا الأرض، وحرثوها وعمروها أكثر مما عمر هؤلاء، فأهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم رسلهم، فلم يقدروا على الامتناع، مع شدّة قواهم مما نـزل بهم من عقاب الله، ولا نفعتهم عمارتهم ما عمروا من الأرض، إذ (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَينَاتِ) من الآيات، فكذّبوهم، فأحلّ الله بهم بأسه، (فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ) بعقابه إياهم على تكذيبهم رسله، وجحودهم آياته، (وَلَكِن كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بمعصيتهم ربهم.

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: (وَأَثَارُوا الأرْضَ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) قال: ملكوا الأرض وعمروها.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَأَثَارُوا الأرْضَ) قال: حرثوها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (أَولَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضَ ...) إلى قوله: (وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوها) كقوله: وَآثَارًا فِي الأَرْضِ ، وقوله: (وَعَمَرُوها) أكثر مما عمر هؤلاء (وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالْبَيِّناتِ).

التدبر :

وقفة
[9] ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ من السير في الأرض: سير القلوب بالنظر في كتب التاريخ وأحداث الأمم السابقة، وعوامل اندثارها أو انتصارها، وانحسارها أو انتشارها.
وقفة
[9] ﴿وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ من رحمة الله أن أنزل الوحي، فلا يمكن للعقول أن تهتدي إلا به، ومن رحمته أن جعل مع هذا الوحي بينة أو معجزة تجذب الناس للإيمان، وإلا كان عدد المعرضين أكثر، وتضاعف عدد الكافرين.
وقفة
[9] ﴿فَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (يَظْلِمُونَ) أي: يجددون الظلم لها بإيقاع الضر موقع جلب النفع؛ لأنهم لا يعتبرون بعقولهم التي ركبناها فيهم ليستضيؤوا بها فيعلموا الحق من الباطل، ولا يقبلون من الهداة إذا كشفوا لهم ما عليها من الغطاء، ولا يرجعون عن الغي إذا اضطروهم بالآيات الباهرات، بل ينتقلون من الغفلة إلى العناد.
وقفة
[9] ﴿فَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ الظلم سبب هلاك الأمم السابقة.
عمل
[9] ﴿وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ عُبِّرَ عن ظُلْمِهِم أَنفُسَهُمْ بصيغة المضَارِع للدلالة على استمرار ظلمهم وتكرره، وأن الله أمهلهم فلم يقلعوا حتى أخذهم.
وقفة
[9] ﴿وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ أنت لا تملك نفسك، ولو كنت تملكها لكان لك حق التصرف فيها، لذا قال النبي ﷺ: «إِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» [الترمذي 2413، وصححه الألباني].

الإعراب :

  • ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا:
  • تعرب اعراب أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ» الواردة في الآية السابقة. فينظروا: معطوفة بالفاء على «يسيروا» وتعرب اعرابها بمعنى ألم يسيحوا في الأرض وينظروا أي فيتاكدوا بأنفسهم.
  • ﴿ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ:
  • الجملة في محل نصب مفعول به للفعل «ينظر».كيف:اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» مقدم. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. عاقبة: اسم «كان» مرفوع بالضمة. وقد ذكر الفعل «كان» مع «العاقبة» لأنها مصدر تأنيثه غير حقيقي.
  • ﴿ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.من قبل: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره: كانوا أو استقروا.وجملة «استقروا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب بمعنى: كانوا من قبلهم. أي آثار المدمر من عاد وثمود وغيرهم من الأمم المتجبرة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ كانُوا أَشَدَّ:
  • فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. اشد: خبرها منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-أفعل-صيغة تفضيل وبوزن الفعل. والجملة الفعلية كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً» في محل نصب حال من الاسم الموصول «الذين».
  • ﴿ مِنْهُمْ قُوَّةً:
  • من: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأشد. قوة: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى فقد كانوا أشد منهم قوة أي أقوى منهم.
  • ﴿ وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها:
  • الواو عاطفة. والجملة بعدها في محل نصب حال لأنها معطوفة على جملة حالية قبلها. اثاروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.الأرض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وعمروها: معطوفة بالواو على أَثارُوا الْأَرْضَ» وتعرب إعرابها. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى قلبوا وجه الأرض بحثا عن الماء وغيره أي شقوا الأرض وحرثوها وأوجدوا فيها العمران. والألف في «أثاروا» فارقة.
  • ﴿ أَكْثَرَ مِمّا عَمَرُوها:
  • اكثر: صفة نائبة عن المصدر-المفعول المطلق-بمعنى ان أولئك المدمرين من عاد وثمود عمروا الأرض عمارة اكثر من عمارة أهل مكة. وهو تهكم بهم وبضعف حالهم. مما: أصلها: من: حرف جر و «ما» المدغمة بالنون مصدرية. عمروها: أعربت. وجملة «عمروها» صلة ما لا محل لها من الاعراب. و «من» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بعمروها الأولى. التقدير: عمارة اكثر من عمارتهم.
  • ﴿ وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ:
  • الواو عاطفة. جاءت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. رسل: فاعل مرفوع بالضمة.و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وأنث الفعل على تأويل المعنى أي جماعة الرسل. بالبينات: جار ومجرور متعلق بجاءتهم أي بالمعجزات الواضحات فحذف الموصوف المجرور «الآيات أي المعجزات» وحلت الصفة «البينات» محله.'

المتشابهات :

يوسف: 109﴿نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا
غافر: 82﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً
محمد: 10﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ
الروم: 9﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ
فاطر: 44﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً
غافر: 21﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     الدَّعْوَةُ الثالثةُ: النظر في التاريخ، والتعرف على ما حدث للأمم المكذبة، قال تعالى:
﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وأثاروا:
وقرئ:
1- وآثاروا، بمدة بعد الهمزة، وهى قراءة أبى جعفر.
2- وأثروا، أي: أبقوا عنها.

مدارسة الآية : [10] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا ..

التفسير :

[10] ثم كانت عاقبة أهل السوء من الطغاة والكفرة أسوأ العواقب وأقبحها؛ لتكذيبهم بالله وسخريتهم بآياته التي أنزلها على رسله.

{ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السوأى} أي:الحالة السيئة الشنيعة، وصار ذلك داعيا لهم لأن{ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} فهذا عقوبة لسوئهم وذنوبهم.

ثم ذلك الاستهزاء والتكذيب يكون سببا لأعظم العقوبات وأعضل المثلات.

ثم بين- سبحانه- المصير السيئ، الذي حل بهؤلاء الكافرين فقال: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى.

ولفظ «عاقبة» قرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي- بفتح التاء- على أنه خبر «كان» قدم على اسمها، وهو لفظ «السوأى» الذي هو تأنيث الأسوأ، كالحسنى تأنيث الأحسن. وجرد الفعل «كان» من التاء مع أن السوأى مؤنث، لأن التأنيث غير حقيقى.

فيكون المعنى: ثم كانت العقوبة السيئة وهي العذاب في جهنم، عاقبة الذين عملوا في دنياهم الأعمال السيئات.

وقرأ الباقون برفع لفظ «عاقبة» على أنه اسم كان، وخبرها لفظ «السوأى» أى: ثم كانت عاقبة هؤلاء الكافرين الذين أساءوا في دنياهم، أسوأ العقوبات وأقبحها، أو كانت عاقبتهم العاقبة السوأى وهي الإلقاء بهم في النار وبئس القرار.

وقوله- سبحانه-: أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ تعليل لما آل إليه أمرهم من عاقبة سيئة، أى: لأن كذبوا، أو بأن كذبوا بحذف حرف الجر.

أى كانت عاقبتهم في الآخرة أسوأ العقوبات وأقبحها وهي العذاب في جهنم، لأنهم في الدنيا كذبوا بآياتنا الدالة على وحدانيتنا وعلى صدق نبينا صلى الله عليه وسلم وكانوا بها يستهزئون.

ثم ساق- سبحانه- ما يدل على قدرته، وبين أحوال الناس وأقسامهم يوم القيامة، فقال- تعالى-:

( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ) ، كما قال تعالى : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) [ الأنعام : 110 ] ، وقوله : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) [ الصف : 5 ] ، وقال : ( فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ) [ المائدة : 49 ] .

وعلى هذا تكون السوأى منصوبة مفعولا ل " أساءوا " . وقيل : بل المعنى في ذلك : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى ) أي : كانت السوأى عاقبتهم; لأنهم كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون . فعلى هذا تكون السوأى منصوبة خبر كان . هذا توجيه ابن جرير ، ونقله عن ابن عباس وقتادة . ورواه ابن أبي حاتم عنهما وعن الضحاك بن مزاحم ، وهو الظاهر ، والله أعلم ، ( وكانوا بها يستهزئون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)

يقول تعالى ذكره: ثم كان آخر أمر من كفر من هؤلاء الذين أثاروا الأرض وعمروها، وجاءتهم رسلهم بالبينات بالله، وكذّبوا رسلهم، فأساءوا بذلك من فعلهم.

( السُّوءَى ): يعني الخُلَّة التي هي أسوأ من فعلهم؛ أما في الدنيا، فالبوار والهلاك، وأما في الآخرة فالنار لا يخرجون منها، ولا هم يستعتبون.

وبنحو الذي قلنا فى ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى ) : الذين أشركوا السوءَى: أي النار.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى ) يقول: الذين كفروا جزاؤهم العذاب.

وكان بعض أهل العربية يقول: السوءى في هذا الموضع: مصدر، مثل البُقوى، وخالفه في ذلك غيره فقال: هي اسم.

وقوله: (أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ) يقول: كانت لهم السوءى ، لأنهم كذّبوا في الدنيا بآيات الله، (وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ). يقول: وكانوا بحجج الله وهم أنبياؤه ورسله يسخرون.

التدبر :

وقفة
[10] ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى﴾ المعاملة بالمثل، عاقبة المسيء سيئة، وعاقبة المحسن إحسان.
وقفة
[10] ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى﴾ من زرع الشوك لم يحصد الورد، ومن استنبت الحنظل لم يقطف الأزهار، ومن سلك طريق الغي لم ينزل بساحة الرشاد.
وقفة
[10] ﴿ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أَساءُوا السّوأى أَن كَذَّبوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانوا بِها يَستَهزِئونَ﴾ احترس من خطوات، الواحدة تلو الأخرى خاتمتها وخيمة.
وقفة
[10] ﴿ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أَساءُوا السّوأى أَن كَذَّبوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانوا بِها يَستَهزِئونَ﴾ يستمر البعض فى تكذيب الحق حتى يفاجئوا بنهاية وخيمة.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ:
  • حرف عطف. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.عاقبة: خبر «كان» مقدم منصوب بالفتحة.
  • ﴿ الَّذِينَ أَساؤُا:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.أساءوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «اساءوا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ السُّوأى:
  • اسم «كان» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. أي العقوبة السوأى أي أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ثم كانت عاقبتهم السوأى اي العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة وهي جهنم فوضع المظهر موضع المضمر. وقد كتبت الكلمة بألف قبل الياء إثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها.
  • ﴿ أَنْ كَذَّبُوا:
  • أن: حرف تفسير بمعنى «أي» لا عمل له. كذبوا: تعرب اعراب «أساءوا» وجملة «كذبوا» جملة تفسيرية لا محل لها من الاعراب. أو تكون بمعنى بسبب أنهم كذبوا أو لأن كذبوا.
  • ﴿ بِآياتِ اللهِ:
  • جار ومجرور متعلق بكذبوا. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة.
  • ﴿ وَكانُوا بِها:
  • الواو عاطفة. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. بها: جار ومجرور متعلق بيستهزءون.
  • ﴿ يَسْتَهْزِؤُنَ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     وبعد دعوة المكذبين بالله الغافلين عن الآخرة للتعرف على ما حدث للأمم المكذبة؛ بَيَّنَ اللهُ هنا المصير السيئ الذي حل بهؤلاء الكافرين، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

السوأى:
قرئ:
1- السوي، بإبدال الهمزة واوا، وإدغام الواو فيها، وهى قراءة الأعمش، والحسن.
2- السوء، بالتذكير، وهى قراءة ابن مسعود.

مدارسة الآية : [11] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ..

التفسير :

[11] الله وحده هو المتفرد بإنشاء المخلوقات كلها، وهو القادر وحده على إعادتها مرة أخرى، ثم إليه يرجع جميع الخلق، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

يخبر تعالى أنه المتفرد بإبداء المخلوقات ثم يعيدهم ثم إليه يرجعون بعد إعادتهم ليجازيهم بأعمالهم، ولهذا ذكر جزاء أهل الشر ثم جزاء أهل الخير .

أى: اللَّهُ- تعالى- وحده هو يَبْدَؤُا الْخَلْقَ أى: ينشئه ويوجده على غير مثال سابق، ثُمَّ يُعِيدُهُ أى: إلى الحياة مرة أخرى يوم القيامة ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ للحساب والجزاء، فيجازى- سبحانه- كل إنسان بما يستحقه من ثواب أو عقاب.

وأفرد- سبحانه-: الضمير في يُعِيدُهُ باعتبار لفظ الخلق. وجمعه في قوله:

تُرْجَعُونَ باعتبار معناه.

يقول تعالى : ( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ) أي : كما هو قادر على بداءته فهو قادر على إعادته ، ( ثم إليه ترجعون ) ، أي : يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله .

القول في تأويل قوله تعالى : اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)

يقول تعالى ذكره: الله تعالى يبدأ إنشاء جميع الخلق منفردا بإنشائه من غير شريك ولا ظهير، فيحدثه من غير شيء، بل بقدرته عزّ وجل، ثم يعيد خلقا جديدا بعد إفنائه وإعدامه، كما بدأه خلقا سويا، ولم يك شيئا(ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يقول: ثم إليه من بعد إعادتهم خلقا جديدا يردّون، فيحشرون لفصل القضاء بينهم و لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[11] ﴿اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ من سلم له بدء الخلق كان تسليم إعادته أولى وأجدر.
وقفة
[11] ﴿اللَّهُ يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ ثُمَّ إِلَيهِ تُرجَعونَ﴾ القصة كاملة فى بضع كلمات، فماذا أعددت لها؟
لمسة
[11] ﴿يَبْدَأُ الْخَلْقَ﴾ الفعل (يبدأ) جاءت بالمضارع؛ إشارة إلى أن خلق الله مستمر، ولا يتوقف.
وقفة
[11] ﴿ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ هل سترجع إليه قبل رجوعك إليه؟! المرجع إلى الله ليس فقط في أمور آخرتنا، بل وفي أمور دنيانا، فلا ينبغي أن نتحاكم إلى غيره.

الإعراب :

  • ﴿ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ:
  • لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يبدأ:فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.الخلق: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية يَبْدَؤُا الْخَلْقَ» في محل رفع خبر المبتدأ
  • ﴿ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ:
  • حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي: هو وجود فترة بين المعطوف والمعطوف عليه. يعيده: معطوفة على يَبْدَؤُا الْخَلْقَ» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ثم: أعربت بمعنى يبدأ الخلق ثم يبعثه يوم الحساب.
  • ﴿ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بترجعون أي تردون.ترجعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وهو مبني للمجهول والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ أنَّ عاقِبةَ الكافِرينَ إلى الجَحيمِ، وكان في ذلك إشارةٌ إلى الإعادةِ والحَشرِ؛ لم يَترُكْه دَعوى بلا بَيِّنةٍ؛ فبَيَّنَ هنا أنَّه تعالى قادِرٌ على الإعادةِ، كما قَدَر على الابتداءِ، قال تعالى:
﴿ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يبدأ:
1- بفتح الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضم الياء وكسر الدال، وهى قراءة عبد الله، وطلحة.
ترجعون:
1- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بياء الغيبة، وهى قراءة الأبوين.

مدارسة الآية : [12] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ

التفسير :

[12] ويوم تقوم الساعة ييئس المجرمون من النجاة من العذاب، وتصيبهم الحَيْرة فتنقطع حجتهم.

{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ} أي:يقوم الناس لرب العالمين ويردون القيامة عيانا، يومئذ{ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ} أي:ييأسون من كل خير. وذلك أنهم ما قدموا لذلك اليوم إلا الإجرام وهي الذنوب، من كفر وشرك ومعاصي، فلما قدموا أسباب العقاب ولم يخلطوها بشيء من أسباب الثواب، أيسوا وأبلسوا وأفلسوا وضل عنهم ما كانوا يفترونه، من نفع شركائهم وأنهم يشفعون لهم.

ثم ذكر- سبحانه- حال المجرمين يوم القيامة فقال: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ويُبْلِسُ من الإبلاس بمعنى السكوت والذهول وانقطاع الحجة، يقال:

أبلس الرجل، إذا وقف ساكتا حائرا مبهوتا لا يجد كلاما ينقذه مما هو فيه من بلاء.

أى: ويوم تقوم الساعة، ويشاهد المجرمون أهوالها، يصابون بالذهول والحيرة والسكوت المطبق، لانقطاع حجتهم، وشدة حزنهم وهمهم، ويأسهم من النجاة يأسا تاما.

ثم قال : ( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) قال ابن عباس : ييأس المجرمون .وقال مجاهد : يفتضح المجرمون . وفي رواية : يكتئب المجرمون .

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)

يقول تعالى ذكره: ويوم تجيء الساعة التي فيها يفصل الله بين خلقه، وينشر فيها الموتى من قبورهم، فيحشرهم إلى موقف الحساب (يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) يقول: ييأس الذين أشركوا بالله، واكتسبوا في الدنيا مساوئ الأعمال من كلّ شرّ، ويكتئبون ويتندمون، كما قال العجاج:

يا صَاحِ هلْ تعْرِفُ رَسمًا مُكْرَسا

قـــالَ نَعَــمْ أعْرِفُــهُ وأبْلَســا (2)

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (يُبْلِسُ). قال: يكتئب.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: (يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) أي في النار.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول الله: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ) قال: المبلس: الذي قد نـزل به الشرّ، إذا أبلس الرجل، فقد نـزل به بلاء.

----------------

الهوامش :

(2) البيتان من الرجز للعجاج (ديوانه طبع ليبسج سنة 1903 ص 31) ومعاني القرآن للفراء (الورقة 247) و (مجاز القرآن لأبي عبيدة الورقة 186 - ب) قال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون): أي يتندمون، ويكأبون وييأسون قال * "يا صاح ..." البيتان. وفي (اللسان: كرس): ورسم مكرس (اسم مفعول) ومكرس (اسم فاعل) وهو الذي قد بعرت فيه الإبل وبولت، فركب بعضه بعضًا. وقال في (بلس): أبلس الرجل: قطع به، عن ثعلب. وأبلس: سكت؛ وأبلس من رحمة الله: أي يئس وندم.

التدبر :

وقفة
[12] ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ قال الكلبي: «أي يئس المشركون من كل خير حين عاينوا العذاب».
وقفة
[12] ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ الإبلاس: يأس مع حيرة، ومنه سمي (إبليس)؛ لأنه يئس من رحمة الله، واليأس إحدى الراحتين، لكن الحيرة التي معه تزيد العذاب ألما وشدة، وتفتت أكباد المجرمين يوم القيامة.
وقفة
[12] أتدري ما هي أشد كآبة تصيب الإنسان؟ كآبة الكافر يوم تقوم عليه الساعة ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾، قيل في تفسير يُبلس: أي يكتئب.
وقفة
[12] ﴿يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ أي: يصمُتون يائسين من النَّجاةِ، موقفٌ تتقطَّعُ له القلوبُ غمًّا وهمًّا.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَوْمَ:
  • الواو استئنافية. يوم: مفعول فيه-ظرف زمان-منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة أو يكون اسما منصوبا على المفعولية بفعل محذوف تقديره: واذكر يوم ..
  • ﴿ تَقُومُ السّاعَةُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة. الساعة: فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة. المجرمون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى: يسكنون متحيرين لا ينطقون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ الرُّجوعَ إليه؛ أتْبَعَه ببَعضِ أحوالِه، قال تعالى:
﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يبلس:
1- بكسر اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحها، وهى قراءة على، والسلمى.

مدارسة الآية : [13] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ ..

التفسير :

[13] ولم يكن للمشركين في ذلك اليوم من آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله شفعاء، بل إنها تتبرأ منهم، ويتبرؤون منها. فالشفاعة لله وحده، ولا تُطلَب من غيره.

{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ} التي عبدوها مع اللّه{ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ} تبرأ المشركون ممن أشركوهم مع اللّه وتبرأ المعبودون وقالوا:{ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} والتعنوا وابتعدوا، وفي ذلك اليوم يفترق أهل الخير والشر كما افترقت أعمالهم في الدنيا.

وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ في هذا اليوم مِنْ شُرَكائِهِمْ الذين عبدوهم في الدنيا شُفَعاءُ يشفعون لهم، ويجيرونهم من عذاب الله.

وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ أى: أنهم في هذا اليوم العسير لم يكن لهم من شفعاء يشفعون لهم. بل إنهم صاروا في هذا اليوم الشديد، كافرين بشركائهم الذين توهموا منهم الشفاعة، لأنهم يوم القيامة تتجلى لهم الحقائق، ويعرفون أن هؤلاء الشركاء لا يرجى منهم نفع، ولا يخشى منهم ضر.

( ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء ) أي : ما شفعت فيهم الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله ، وكفروا بهم وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم .

وقوله: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ ) يقول تعالى ذكره: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ) لم يكن لهؤلاء المجرمين الذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم (مِن شُرَكَائِهِمْ) الذين كانوا يتبعونهم، على ما دعوهم إليه من الضلالة، فيشاركونهم في الكفر بالله، والمعاونة على أذى رسله، (شُفَعَاءُ) يشفعون لهم عند الله، فيستنقذوهم من عذابه، ( وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ) يقول: وكانوا بشركائهم في الضلالة والمعاونة في الدنيا على أولياء الله (كَافِرِينَ)، يجحدون ولايتهم، ويتبرّءون منهم، كما قال جلّ ثناؤه: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[13] ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ﴾ لا يشفع لك يوم القيامة إلا النبي ﷺ أو الشهداء والصالحون، أو عملك الصالح، وشفاعتهم تكون بدفع النار عنك أو ترقيتك في درجات الجنة.
عمل
[13] ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ﴾ سل الله تعالى أن يرزقك شفاعة النبي ﷺ وأن يوفقك لحسن اتباعه.
وقفة
[13] ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ﴾ تقرير عقيدة أن لا شفاعة لمشرك يوم القيامة.
عمل
[13] ﴿وَكانوا بِشُرَكائِهِم كافِرينَ﴾ نعم، سيكفرون بهم، ولكنه العمل المناسب فى الوقت غير المناسب؛ فاحترس أن تؤخر عملًا عن موعده.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ:
  • الواو عاطفة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت واوه تخفيفا لالتقاء الساكنين. لهم: اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «يكن» المقدم
  • ﴿ مِنْ شُرَكائِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بحال من شفعاء و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. أي من الذين عبدوهم من دون الله واتخذوا آلهة لهم.
  • ﴿ شُفَعاءُ:
  • اسم «يكن» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف- التنوين-على وزن «فعلاء».
  • ﴿ وَكانُوا:
  • الواو عاطفة. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسمها والألف فارقة.
  • ﴿ بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «كانوا» «كافرين» و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. كافرين خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. أي كانوا يكفرون بآلهتهم ويجحدونها لأنها أخفقت في تخفيف العذاب عنهم أو وكانوا في الدنيا كافرين بسببهم فتكون الباء سببية.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ يأسَ المجرمين من النجاة من العذاب؛ ذكَرَ أحدَ أسبابِ الإبلاسِ وأعظَمَها حينَئذٍ، وهو أنَّهم لم يَجِدوا شُفَعاءَ مِن آلهتِهم الَّتي أشرَكوا بها، وكانوا يحسَبونَها شُفَعاءَ عندَ اللهِ، قال تعالى:
﴿ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يكن:
1- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتاء التأنيث، وهى قراءة خارجة عن نافع، وابن سنان عن أبى جعفر، والأنطاكى عن شيبة.

مدارسة الآية : [14] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ

التفسير :

[14] ويوم تقوم الساعة يفترق أهل الإيمان وأهل الكفر،

ثم كرر- سبحانه- هذا المعنى على سبيل التأكيد والتهويل من شأنه فقال: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ.

والضمير في قوله: يَتَفَرَّقُونَ للناس جميعا. والمراد بتفرقهم أن كل طائفة منهم تتجه إلى الجهة التي أمرهم- سبحانه- بالتوجه إليها، لينال كلّ جزاءه.

ثم قال : ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) : قال قتادة : هي - والله - الفرقة التي لا اجتماع بعدها ، يعني : إذا رفع هذا إلى عليين ، وخفض هذا إلى أسفل السافلين ، فذاك آخر العهد بينهما ; ولهذا قال :

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)

يقول تعالى ذكره: ويوم تجيء الساعة التي يحشر فيها الخلق إلى الله يومئذ، يقول في ذلك اليوم (يَتَفَرَّقُونَ) يعني: يتفرّق أهل الإيمان بالله، وأهل الكفر به، فأما أهل الإيمان، فيؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وأما أهل الكفر فيؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، فهنالك يميز الله الخبيث من الطيِّب.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة في قوله: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ) قال: فرقة والله، لا اجتماع بعدها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[14] ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ لا تحزن لاجتماع أهل الباطل ومناصرتهم لبعض، غدًا سترى شتات أمرهم؛ لأن اجتماعهم لم يكن اجتماعًا مرحومًا.
وقفة
[14] ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ بعد الإبلاس يأتي الافتراق، عذاب فوق العذاب، فيكون الفراق بين أهل الإيمان عن أهل الكفر والعصيان.
وقفة
[14] ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ اجتماع الناس وافتراقهم غداً يتحدد بحسب أعمالهم اليوم، فمن أراد أن يجتمع غدًا بأحد، فليعمل مثل عمله اليوم.
وقفة
[14] ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ يتفرق الناس بحسب أعمالهم في الدنيا ومآلاتهم في الآخرة ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشعراء: 7].

الإعراب :

  • ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ:
  • أعربت في الآية الكريمة الثانية عشرة.
  • ﴿ يَوْمَئِذٍ:
  • بدل من «يوم» الأولى وتعرب إعرابها. إذ: اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين: سكونه وسكون التنوين. وهو في محل جر بالاضافة أيضا. والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر بالاضافة. التقدير: ويومئذ تقوم الساعة يتفرقون.
  • ﴿ يَتَفَرَّقُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل يعود أي «الضمير» على المسلمين والكافرين لدلالة ما بعده عليه أي في الآية الكريمة التالية أي تفرق المسلمين وذهابهم الى عليين أي الجنة. وتفرق الكافرين وذهابهم الى أسفل السافلين أي النار'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     وبعد بيان يأس المجرمين من النجاة من العذاب؛ ذكرَ اللهُ هنا أمرًا آخر يكون في ذلك اليوم، وهو الافتراق، قال تعالى:
﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [15] :الروم     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ..

التفسير :

[15]فأما المؤمنون بالله ورسوله، العاملون الصالحات فهم في الجنة، يكرَّمون ويسرُّون وينعَّمون.

{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} آمنوا بقلوبهم وصدقوا ذلك بالأعمال الصالحة{ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ} فيها سائر أنواع النبات وأصناف المشتهيات،{ يُحْبَرُونَ} أي:يسرون وينعمون بالمآكل اللذيذة والأشربة والحور الحسان والخدم والولدان والأصوات المطربات والسماع المشجي والمناظر العجيبة والروائح الطيبة والفرح والسرور واللذة والحبور مما لا يقدر أحد أن يصفه.

ثم بين- سبحانه- كيفية هذا التفرق فقال: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ.

والروضة: تطلق على كل مكان مرتفع زاخر بالنبات الحسن. والمراد بها هنا: الجنة.

ويحبرون: من الحبور بمعنى الفرح والسرور والابتهاج.

أى: ويوم تقوم الساعة، في هذا اليوم يتفرق الناس إلى فريقين، فأما فريق الذين آمنوا وعملوا في دنياهم الأعمال الصالحات، فسيكونون في الآخرة في جنة عظيمة، يسرون بدخولها سرورا عظيما، وينعمون فيها نعيما لا يحيط به الوصف.

( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ) قال مجاهد وقتادة : ينعمون .

وقال يحيى بن أبي كثير : يعني سماع الغناء . والحبرة أعم من هذا كله ، قال العجاج :

الحمد لله الذي أعطى الحبر موالي الحق إن المولى شكر

(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وعملوا بما أمرهم الله به، وانتهوا عما نهاهم عنه ( فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) يقول: فهم في الرياحين والنباتات الملتفة، وبين أنواع الزهر في الجنان يُسرون، ويلذّذون بالسماع وطيب العيش الهنيّ، وإنما خصّ جلّ ثناؤه ذكر الروضة في هذا الموضع، لأنه لم يكن عند الطرفين أحسن منظرا، ولا أطيب نشرا من الرياض، ويدل على أن ذلك كذلك قول أعشي بني ثعلبة:

مـا رَوْضَـةٌ مِن رِياضِ الحُسْن مُعْشِبَةٌ

خَـضْرَاءُ جـادَ عَلَيْهـا مُسْـبِلٌ هَطِلُ

يُضَـاحكُ الشَّـمس منهـا كَوْكَبٌ شَرِقٌ

مُــؤَزَرٌ بعَمِيــمِ النَّبْــتِ مُكْتَهِـلُ

يَوْمـا بـأطْيَبَ مِنْهـا نَشْـرَ رائحَـةٍ

وَلا بأحْسَــنَ مِنْهـا إذ دَنـا الأصُـلُ (3)

فأعلمهم بذلك تعالى، أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات من المنظر الأنيق، واللذيذ من الأراييح، والعيش الهنيّ فيما يحبون، ويسرُون به، ويغبطون عليه. و (الحبرة) عند العرب: السرور والغبطة، قال العجاج:

فـالْحَمْدُ لِلـهِ الَّـذِي أعْطَـى الحَـبَرْ

مَــوَالِيَ الحَــقَّ إِنَّ المَـوْلى شَـكَرْ (4)

واختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: فهم في روضة يكرمون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) قال: يكرمون.

وقال آخرون: معناه: ينعمون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: ( يُحْبَرُونَ ) قال: ينعمون.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة في قوله: (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) قال: ينعمون.

وقال آخرون: يلذذون بالسماع والغناء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن موسى الحرسي، قال: ثني عامر بن يساف، قال: سألت يحيى بن أبي كثير، عن قول الله: (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) قال: الحبرة: اللذة والسماع.

حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي، قال: ثنا ضمرة بن ربيعة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير في قوله: (يُحْبَرُونَ) قال: السماع في الجنة.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، مثله.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير، مثله.

وكل هذه الألفاظ التي ذكرنا عمن ذكرناها عنه تعود إلى معنى ما قلنا.

-------------------

الهوامش :

(3) الأبيات الثلاثة لأعشى بني قيس بن ثعلبة (ديوانه طبع القاهرة بشرح الدكتور محمد حسين ص 57) والرواية فيه: من رياض الحزن. وهو المرتفع من الأرض. وأورد أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 187) البيت الأول والثالث. والرواية فيه: من رياض الحزم. وهو بمعنى الحزن أي الغليظ من الأرض. قال أبو عبيدة: (في روضة يحبرون): مجازه يفرحون ويسرون. وليس شيء أحسن عند العرب من الرياض المعشبة، ولا أطيب ريحًا؛ قال الأعشى: "ما روضة ..." إلخ. اهـ. قلت: ورواية الحزن أو الحزم أحسن الروايات، ورياض الحزن أطيب من رياض المنخفضات، لأن الريح تهب عليها فتهيج رائحتها، ولأن الأقدام لا تطؤها، ولأن الشمس تضربها من جميع نواحيها فيزكو زرعها وينضر. والمسبل: المطر. والهطل: الغزير، والكوكب النور والشرق : الزاهي والمؤزر الذي حوله نبات آخر، فهو كالإزار له. والمكتهل: الذي قد بلغ وتم. والنشر: تضوع الرائحة. والأصل: جمع أصيل، وهو وقت الغروب أو قبيله بقليل، حين تصفر الشمس وتدنو من الغروب.

(4) البيتان للعجاج ( ديوانه طبع ليبسج سنة 1903 ص 15 ) من أرجوزة يمدح بها عمر بن عبيد الله بن معمر ) و ( مجاز القرآن لأبي عبيدة الورقة 187 - ب ) وقد أورده عطفًا على قول الأعشى الذي قبله. وفي ( اللسان: حبر ) : الحبر ( بفتح فسكون والحبر ) بفتحتين والحبرة ( بفتح فسكون ) والحبور: كله السرور. قال العجاج: " فالحمد لله ..." البيت من قولهم: حبرني هذا الأمر حبرًا ، أي سرني ، وقد حرك الباء فيهما، وأصله التسكين. وأحبرني الأمر: سرني ويروى الشبر ا هـ .

التدبر :

وقفة
[15] ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾ الروضة هي كل أرض مرتفعة ذات أشجار وماء وأزهار، وسميت الجنة روضة من باب المشاكلة فقط، ولمخاطبة العرب بما يفهمون، وأما الحقيقة فلا وجه للمقارنة بينهما.
تفاعل
[15] ﴿فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَهُم في رَوضَةٍ يُحبَرونَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[15] ما أعظم آيات نعيم المؤمنين تدخل السرور لقلبك وتدفعك للجنة دفعًا ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾، نسأل الكريم من فضله.
وقفة
[15، 16] يوم القيامة يرفع الله المؤمنين، ويخفض الكافرين.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَمَّا:
  • الفاء استئنافية. اما: حرف شرط‍ وتفصيل لا عمل له وسميت حرف شرط‍ لأن الفاء الرابطة للجواب لا تفارقها لا لأنها كأدوات الشرط‍ لها فعل شرط‍ وجواب شرط‍
  • ﴿ الَّذِينَ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية بعده:صلته لا محل لها من الاعراب
  • ﴿ آمَنُوا وَعَمِلُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وعملوا: معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها.
  • ﴿ الصّالِحاتِ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. أي الاعمال الصالحات فحذف المفعول الموصوف وحلت الصفة محله.
  • ﴿ فهم من روضة:
  • الفاء واقعة في جواب «أما» هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين في محل رفع مبتدأ. في روضة: جار ومجرور متعلق بخبر «هم» أي في بستان وهو الجنة. والتنكير لابهام أمرها وتفخيمه.
  • ﴿ يُحْبَرُونَ:
  • لجملة الفعلية: في محل رفع خبر «هم» والجملة الاسمية «هم في روضة يحبرون» في محل رفع خبر المبتدأ «الذين».يحبرون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. بمعنى يسرون وينعمون ويعززون.'

المتشابهات :

آل عمران: 57﴿وَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
النساء: 173﴿فَـ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ
الروم: 15﴿فَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
الجاثية: 30﴿فَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ
السجدة: 19﴿ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ تفرقَ الناس يوم القيامة؛ ذكرَ هنا حالَ الفريق الأول المؤمن، قال تعالى:
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف