37923242526272829303132333435

الإحصائيات

سورة النمل
ترتيب المصحف27ترتيب النزول48
التصنيفمكيّةعدد الصفحات8.50
عدد الآيات93عدد الأجزاء0.45
عدد الأحزاب0.90عدد الأرباع3.50
ترتيب الطول24تبدأ في الجزء19
تنتهي في الجزء20عدد السجدات1
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 13/29طس: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (22) الى الآية رقم (26) عدد الآيات (5)

الهدهدُ يأتي سُليمانَ عليه السلام من سبأٍ بنبأٍ يقينٍ، وَجَدَ قومَ سبأٍ تَحْكُمُهم امرأةٌ، ويعبدُونَ الشمسَ من دونِ اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (27) الى الآية رقم (35) عدد الآيات (9)

سُليمانُ عليه السلام يرسلُ الهدهدَ بكتابِه إلى بلقيسَ ملكةِ سبأٍ يدعوها إلى الإسلامِ، فتشاورَتْ معَ مستشاريها فمالُوا للقتالِ ومالتْ هي إلى الصلحِ وإرسالِ هديَّةٍ إليه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة النمل

الدعوة إلى الإيمان بآيات الله/ العلم والإيمان/ التفوق الحضاري/ الامتنان على النبي ﷺ بمعجزة القرآن

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • ماذا تقدم لنا سورة النمل؟:   سورة النمل تصحح مفاهيم وتنادي الأمة: سورة النمل تعاتب الذين يفهمون الإسلام على أنه صلاة ركعتين وبكاء العينين وقراءة آيتين فقط. تقول لهم: هذه الأشياء -على أهميتها بلا شك- ليست كل الإسلام. تقول لهم: الإسلام ليس مجرد إقامة شعائر تعبدية فقط، ليس دين عبادة فقط؛ وإنما هو دين علم وعبادة. تقول لهم: يجب أن تكون الأمة المسلمة متفوقة في العلم، متفوقة حضاريًا. ليس هذا فحسب، بل تؤكد لهم: إن تفوق المسلمين الحضاري وتقدمهم العلمي والتكنولوجي يفيد في الدعوة ويؤثر في الآخرين أضعاف أضعاف ما يؤثر فيهم كلام شخص عادي أو فاشل في حياته العملية أو راسب في امتحاناته. سورة النمل تنادي أمة محمد ﷺ: - يا أمة محمد ﷺ: كونوا متفوقين، كونوا أقوياء، اجمعوا بين العلم والإيمان للنجاح في الحياة. - يا أمة محمد ﷺ: لابد أن تتفوقوا في العلم والتكنولوجيا، في القوة المادية والعسكرية، لتستخدموها في نصرة دين الله - يا أمة محمد ﷺ: اهتموا بالتفوق الحضاري. وتقول لهم: النَّمل أمَّة منظمة وهي نموذج من نماذج التفوق الحضاري، فتعلموا منها، وإذا كانت الحشرة قد نجحت فكيف تفشلون أنتم يا أمة محمد ﷺ؟! وهكذا نرى أن كل سورة توجّه رسالة واضحة للمسلمين لتكمل سور القرآن في عرضها للمنهج الرباني، مما يشعرنا بترابط القرآن وتماسك سوره، فبعد أن كانت رسالة سورة الشعراء: «اهتموا بالإعلام»، أتت سورة النمل لتوجه رسالة مماثلة: «اهتموا بالتفوق الحضاري»، وكلاهما يخدم نفس الهدف: أهمية التفوق والأخذ بالأسباب الدنيوية في تميز المسلمين وتأثيرهم على الآخرين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «النمل».
  • • معنى الاسم ::   جمع نملة، وهي حشرة صغيرة الجسم، تتخذ سكنها تحت الأرض، وتعيش في جماعات.
  • • سبب التسمية ::   لاشتمالها على قصة النملة التي وعظت بقية النمل، ثم اعتذرت عن سليمان وجنوده, ففهم نبي الله كلامها وتبسم من قولها.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سورة سليمان»؛ لأن ما ذكر فيها من ملك سليمان مفصلًا لم يذكر مثله في غيرها، و«سورة الهدهد»؛ لأن لفظ الهدهد لم يذكر في غيرها من السور، و«سورة طس»؛ لافتتاحها بهذين الحرفين دون غيرها من السور.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن الإسلام ليس مجرد إقامة شعائر تعبدية فقط، ليس دين عبادة فقط؛ وإنما هو دين علم وعبادة.
  • • علمتني السورة ::   أنه يجب أن تكون الأمة المسلمة متفوقة في العلم، متفوقة حضاريًا.
  • • علمتني السورة ::   إن تفوق المسلمين الحضاري وتقدمهم العلمي والتكنولوجي يفيد في الدعوة ويؤثر في الآخرين أضعاف أضعاف ما يؤثر فيهم كلام شخص عادي أو فاشل في حياته العملية أو راسب في امتحاناته.
  • • علمتني السورة ::   النمل أن القرآن فيه هدى وبشارة للمؤمنين: ﴿طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة النمل من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • اختصت بذكر البسملة فيها مرتين: في بدايتها، وفي الآية (30)، وقد اتفق العلماء على أن البسملة في هذه الآية تعتبر من القرآن ومنكرها كافر، واختلفوا في قرآنيتها في بداية الفاتحة وبداية كل سورة.
    • احتوت السورة على السجدة التاسعة –بحسب ترتيب المصحف- من سجدات التلاوة، في الآية (25-26).
    • احتوت السورة على لازمة قرآنية تكررت 5 مرات في خاتمة كل آية، وهي قوله تعالى: ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾ للتأكيد على تفرد الله تعالى بالخلق والعبادة ونفي الشريك.
    • احتوت السورة على حوار بين الإنسان ومخلوقات أرضية أخرى، فذكرت حوار النملة والهدهد والجن مع سليمان عليه السلام، وفي نهاية السورة في الآية (82) ذكرت الحوار الذي سيكون مع الدابة التي تخرج من الأرض في آخر الزمان تكلم الناس، وهي من أشراط الساعة الكبرى.
    • سورة النمل من (الطواسين أو الطواسيم)، وهي ثلاث سور جاءت في المصحف مرتبة: الشعراء، النمل، القصص، وسميت بذلك لأنها افتتحت بالحروف المقطعة طسم (في الشعراء والقصص)، وطس (في النمل).
    • سورة النمل ثاني أكثر سورة تتكرر فيها كلمة (قرآن) حيث وردت 4 مرات، بعد سورة الإسراء حيث وردت فيها 11 مرة.
    • السور الكريمة المسماة بأسماء الحيوانات 7 سور، وهي: البقرة، والأنعام، والنحل، والنمل، والعنكبوت، والعاديات، والفيل.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نكون متفوقين، أقوياء، نجمع بين العلم والإيمان للنجاح في الحياة.
    • أن نهتم بالعلم والتكنولوجيا، ونستخدم ذلك في نصرة دين الله.
    • أن نكون كالنمل في عزيمتهم وإصرارهم، في حضارتهم، في تخطيطهم وتنظيمهم، في وحدتهم وتعاونهم واصطفافهم، في تناصحهم وحذرهم، كالنمل يسبح ربه ويعرف غايته.
    • ألا تكون الدنيا همنا فننسى الآخرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ﴾ (4، 5).
    • أن نتذكر بعضًا من النعم التي اختصنا الله بها، ثم نشكر الله عليها اقتداءً بالأنبياء: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
    • ألا نسكت على منكر، لا يكن الهدهد أغير منا على حرمات الله: ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (24، 25).
    • أن نكثر من السجود لواهب النعم، ونكثر من الشكر: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (25).
    • أن نتحري ونتثبت ونتأكد من صدق الأخبار: ﴿قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ (27).
    • أن نجعل رسائلنا قصيرة موجزة واضحة: ﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (31).
    • أن نطبق الشورى قبل اتخاذ القرار؛ فإنها تقي من المهالك: ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ﴾ (32).
    • أن نشكر الله على نعمه، وننسب الفضل إليه: ﴿... فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ (40).
    • أن نتوجه إلى الله إذا ضاقت بنا الدنيا ونطلب منه الفرج: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ (62).
    • أن نتفكر فيمن كانوا قبلنا، ونأخذ العبرة والعظة منهم، هل نفعتهم القصور وهم في القبور؟!: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ (69).
    • أن نحسن سريرتنا كما نحسن علانيتنا؛ فالله يعلم ما تخفي الصدور: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ (74).
    • أن نستعد ليوم الحساب: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ (87).
    • أن نبادر بالحسنات لنأمن من فزع يوم القيامة: ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾ (89).

تمرين حفظ الصفحة : 379

379

مدارسة الآية : [23] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ ..

التفسير :

[23] إني وجدت امرأةً تحكم أهل «سبأ»، وأُوتِيَتْ من كل شيء من أسباب الدنيا، ولها سرير عظيم القدر، تجلس عليه لإدارة ملكها.

ثم فسر هذا النبأ فقال: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْأي:تملك قبيلة سبأ وهي امرأةوَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍيؤتاه الملوك من الأموال والسلاح والجنود والحصون والقلاع ونحو ذلك.وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌأي:كرسي ملكها الذي تجلس عليه عرش هائل، وعظم العروش تدل على عظمة المملكة وقوة السلطان وكثرة رجال الشورى.

ثم قص عليه ما رآه فقال: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ والمراد بهذه المرأة: بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريان ... ورثت الملك عن أبيها.

أى: إنى وجدت قبيلة سبأ تحكمها امرأة، وتتصرف في أمورهم دون أن يعترض عليها معترض، أو ينافسها منافس.

وقوله وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ معطوف على ما قبله. أى: وبين يديها جميع الأشياء التي تحتاجها لتصريف شئون مملكتها، والمحافظة على قوتها واستقرارها ...

وفضلا عن كل ذلك لَها عَرْشٌ عَظِيمٌ أى: لها سرير ملك فخم ضخم يدل على غناها وترفها، ورقى مملكتها في الصناعة وغيرها.

والمراد أن لها عرشا عظيما بالنسبة إلى أمثالها من الدنيا.

ثم قال : ( إني وجدت امرأة تملكهم ) ، قال الحسن البصري : وهي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ .

وقال قتادة : كانت أمها جنية ، وكان مؤخر قدميها مثل حافر الدابة ، من بيت مملكة .

وقال زهير بن محمد : وهي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان ، وأمها فارعة الجنية .

وقال ابن جريج : بلقيس بنت ذي شرخ ، وأمها يلتقة .

وقال ابن أبى حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان - يعني ابن عيينة - عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : كان مع صاحبة سليمان ألف قيل ، تحت كل قيل مائة ألف [ مقاتل ] .

وقال الأعمش ، عن مجاهد : كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيل ، تحت كل قيل : مائة ألف مقاتل .

وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر ، عن قتادة في قوله : ( إني وجدت امرأة تملكهم ) : كانت من بيت مملكة ، وكان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني عشر رجلا كل رجل منهم على عشرة آلاف رجل . وكانت بأرض يقال لها مأرب ، على ثلاثة أميال من صنعاء .

وهذا القول هو أقرب ، على أنه كثير على مملكة اليمن ، والله أعلم .

وقوله : ( وأوتيت من كل شيء ) أي : من متاع الدنيا ما يحتاج إليه الملك المتمكن ، ( ولها عرش عظيم ) يعني : سرير تجلس عليه عظيم هائل مزخرف بالذهب ، وأنواع الجواهر واللآلئ .

قال زهير بن محمد : كان من ذهب صفحتاه ، مرمول بالياقوت والزبرجد . [ طوله ثمانون ذراعا ، وعرضه أربعون ذراعا .

وقال محمد بن إسحاق : كان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد ] واللؤلؤ ، وكان إنما يخدمها النساء ، لها ستمائة امرأة تلي الخدمة .

قال علماء التاريخ : وكان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناء محكم ، كان فيه ثلاثمائة وستون طاقة من شرقه ومثلها من غربه ، قد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم من طاقة ، وتغرب من مقابلتها ، فيسجدون لها صباحا ومساء ;

يقول تعالى مخبرا عن قيل الهدهد لسليمان مخبرا بعذره في مغيبه عنه: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ) يعني تملك سبأ, وإنما صار هذا الخبر للهدهد عذرا وحجة عند سليمان, درأ به عنه ما كان أُوعد به؛ لأن سليمان كان لا يرى أن في الأرض أحدا له مملكة معه, وكان مع ذلك صلى الله عليه وسلم رجلا حبِّب إليه الجهاد والغزو, فلما دله الهدهد على ملك بموضع من الأرض هو لغيره, وقوم كفرة يعبدون غير الله, له في جهادهم وغزوهم الأجر الجزيل, والثواب العظيم في الآجل, وضمّ مملكة لغيره إلى ملكه, حقَّت للهدهد المعذرة, وصحّت له الحجة في مغيبه عن سليمان.

وقوله: (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) يقول: وأوتيت من كلّ شيء يؤتاه الملك في عاجل الدنيا مما يكون عندهم من العتاد والآلة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي عُبيدة الباجي, عن الحسن, قوله: (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) يعني: من كل أمر الدنيا.

وقوله (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) يقول: ولها كرسي عظيم. وعني بالعظيم في هذا الموضع: العظيم في قدره, وعظم خطره, لا عظمه في الكبر والسعة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عطاء الخراساني, عن ابن عباس, قوله: (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) قال: سرير كريم, قال: حَسن الصنعة, وعرشها: سرير من ذهب قوائمه من جوهر ولؤلؤ.

قال: ثني حجاج, عن أبي عبيدة الباجي, عن الحسن قوله: (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) يعني سرير عظيم.

التدبر :

وقفة
[23] ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ ليس عن عبث أن جعل الله السلطة بيد الرجل، فعلى الأقل إن غضب منك ﻻ يعاملك بتأثير عاطفته، ومن جرب عرف.
وقفة
[23] ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ عن أَبي بَكْرةَ t قَال: لَمَّا بلَغ رسول اللَّه ﷺ أنَّ أَهل فَارِس ملَّكُوا علَيهِم بنت كسرى قال: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً» [البخاري 4425].
وقفة
[23] قال الهدهد لسليمان عليه السلام متحدثًا عن ملكة سبأ: ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ ولم يقل: (ملكة تملكهم) مع أنها ملكة حقًّا! ولكن كأن الهدهد قد استقبح من رجال أن يُملِّكوا أمرهم امرأة؛ فجاء باللفظ الذي يُقبِّح ذلك، ويضع المرأة من الحياة موضعها الذي تقتضيه فطرة الخلق.
وقفة
[23] حتى الهدهد استغرب وجود قوما تملِكُهُم امرأة! فقال لسليمان: ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾، فطرة الهدهد أسْلَم من بعض البشر.
وقفة
[23] أول أمر استنكره الهدهد الحيوان في سورة النمل هو: ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾، الحيوانات أعقل من بعض البشر!
وقفة
[23] ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ العاقل يعرف ضعف المرأة، فلا يزج بها فيما لا يصلح لها من الأعمال.
وقفة
[23] ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ عرش بلقيس ذكّر الهدهد الموحد بعرش الله، وهكذا المؤمن كل شيء يذكّره بربّه.
وقفة
[23] ﴿وَلَها عَرشٌ عَظيمٌ﴾ الإبهار وسيلة من وسائل التملك.
وقفة
[23، 24] انبهار الهدهد بحضارة سبأ لم يحجبه عن رؤية كفرهم، قال: ﴿وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب اسم «ان».والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر «ان».وجدت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. امرأة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ تَمْلِكُهُمْ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب صفة-نعت-لامرأة. تملك: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. و «هم» ضمير الغائبين يعود على قوم سبأ في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ:
  • الواو عاطفة. أوتيت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. من كل: جار ومجرور في مقام المفعول. شيء: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.بمعنى: ومنحت من كل شيء من اسباب الدنيا.
  • ﴿ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ:
  • الواو عاطفة. لها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.عرش: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. عظيم: صفة-نعت-لعرش مرفوعة بالضمة. والجملة الاسمية: في محل نصب صفة ثانية لامرأة. ويجوز أن تكون في محل نصب حالا منها بعد وصفها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ الهدهدُ أن غيابَه كان لأمر هام؛ فصل هنا هذا الأمر الهام، وبَيَّنَه بعد إجمال، فقال:
﴿ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن ..

التفسير :

[24] وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس معرضين عن عبادة الله، وحَسَّن لهم الشيطان أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها، فصرفهم عن الإيمان بالله وتوحيده، فهم لا يهتدون إلى الله وتوحيده وعبادته وحده.

وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِأي:هم مشركون يعبدون الشمس.وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْفرأوا ما عليه هو الحق،فَهُمْ لا يَهْتَدُونَلأن الذي يرى أن الذي عليه حق لا مطمع في هدايته حتى تتغير عقيدته.

ثم أضاف إلى ذلك قوله: وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ....

أى: والأهم من كل ذلك أنى وجدت هذه المرأة ومعها قومها يتركون عبادة الله- تعالى-، ويعبدون الشمس التي هي من مخلوقاته- عز وجل-.

وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ التي هي عبادتهم للشمس، وما يشبهها من ألوان الكفر والفسوق عن أمر الله- تعالى-.

فَصَدَّهُمْ أى فمنعهم الشيطان عَنِ السَّبِيلِ الحق فَهُمْ بسبب ذلك لا يَهْتَدُونَ إلى عبادة الله- تعالى- الذي لا معبود بحق سواه.

ولهذا قال : ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ) أي : عن طريق الحق ، ( فهم لا يهتدون ) .

وقوله: (وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) يقول: وجدت هذه المرأة ملكة سبأ, وقومها من سبأ, يسجدون للشمس فيعبدونها من دون الله. وقوله: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ) يقول: وحسَّن لهم إبليس عبادتهم الشمس, وسجودهم لها من دون الله, وحبَّب ذلك إليهم (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ) يقول: فمنعهم بتزيينه ذلك لهم أن يتبعوا الطريق المستقيم, وهو دين الله الذي بعث به أنبياءه, ومعناه: فصدّهم عن سبيل الحقّ(فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ ) يقول: فهم لما قد زين لهم الشيطان ما زين من السجود للشمس من دون الله والكفر به لا يهتدون لسبيل الحقّ ولا يسلكونه, ولكنهم في ضلالهم الذي هم فيه يتردّدون.

التدبر :

وقفة
[24] ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ غار الهدهد، كيف يسجدون لغير الله! ليتنا نتعلم منه الغيرة على حرمات الله!
وقفة
[24] تأمل كيف تضعف غيرة المرء على دين الله ونصرته له، وقد سبقه هدهد بغيرته؛ فأنكر ما فعلته ملكة سبأ وقومها ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾.
وقفة
[24] ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ حتى الطيور فوق رؤوسنا تعجب من التفات القلب لغير الله.
وقفة
[24] ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ من المؤكد أن الهدهد رأى منكرات أخرى لدى مشركي سبأ، لكن فطرته انتفضت للحديث عن المنكر الأعظم.
وقفة
[24] ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ مر الهدهد في رحلته بجبال ووهاد وبحار ومناظر ومجالس وعجائب؛ لكن لم يستوقفه إلا نبأ الشرك الفادح.
وقفة
[24] ﴿ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ﴾ مشروعية الكشف عن أخبار الأعداء.
اسقاط
[24] ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ هُـدهـُد هَمَّه أن لا يرى أحدًا يسجد لغير الله، وأنت ما هـمُّك؟! لا يكن الهدهد خيرًا منك!
وقفة
[24] ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ كان هم الهدهد أنهم يسجدون للشمس من دون الله، ولم يتأثر بالحضارة الكافرة، ولم ينبهر بهم مع أنها أوتيت من كل شيء، فهل يعي ذلك من فتن بحضارة الغرب؟!
وقفة
[24] غار الهدهد على التوحيد، وقال لسليمان: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾، فالمبتعث لا تغرّه حضارات القوم، بل يُحزنه شركهم بالله أولًا.
وقفة
[24] ظل شروق الشمس وغروبها أهم الظواهر الكونية حتى عبدتها الأمم ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾، فكان الاستكشاف واتباع الأسباب طريق للعلم والمعرفة.
عمل
[24] أنكر منكرًا رأيته في الحي؛ فهذا الهدهد أنكر الشرك بالله تعالى ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾.
وقفة
[24] ﴿وَجَدتُها وَقَومَها يَسجُدونَ لِلشَّمسِ﴾، وفى الآية السابقة: ﴿تَمْلِكُهُمْ﴾ فنعرف أن هناك من هم سريعو الانقياد بلا أدنى تفكير، فقط بأدوات مساعدة وإبهار متقن.
وقفة
[24] ﴿وَجَدتُها وَقَومَها يَسجُدونَ لِلشَّمسِ مِن دونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبيلِ فَهُم لا يَهتَدونَ﴾ تأملوا إلى أى مدى يزين الشيطان الأعمال للناس، فيتركوا فطرة الله وعبادة الواحد الأحد ويعبدون خلقًا ممن خلق أيا كان، يا رب سلم.
وقفة
[24] ﴿يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾ غارَ الهدهدُ كيف يسجدون لغيرِ اللهِ، ليتنا نتعلمُ منه الغيرةَ على حُرُمَاتِ اللهِ!
وقفة
[24] الأمر الذي استنكره الهدهد وخالف فطرته: ﴿يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ﴾؛ وهنا وقفة مع خطاب الهدهد: اختصار، توضيح، ذكر المهم وترك الصغائر.
وقفة
[24] ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ الأمر الذي تشعر أن الشيطان قد تدخل به هو ما توجست منه بالبداية وترددت ثم بدأت النفس تزينه لك.
وقفة
[24] ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ هدهد لم يبهره عرش ملكة ولا قصرها ولا حضارتها الزائفة عن رؤية حقيقة ضلالهم.
تفاعل
[24] ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
عمل
[24] تذكر أن الشيطان يزين القبيح للغافلين عن ذكر الله، ويصد العبد عن طاعة الله تعالى ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾.
وقفة
[24، 25] ﴿وَجَدتُها وَقَومَها يَسجُدونَ لِلشَّمسِ مِن دونِ اللَّهِ﴾، ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ﴾ هدهد ذو همة عالية انقذ مملكة من النار، علمنى الهدهد علو الهمة.

الإعراب :

  • ﴿ وَجَدْتُها:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المتكلم-مبني على الضم في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل-ضمير الغائبة-مبني على السكون في محل نصب مفعول به اول.
  • ﴿ وَقَوْمَها:
  • معطوفة بالواو على ضمير وَجَدْتُها» اي ووجدت قومها منصوب بوجدتها وعلامة نصبه الفتحة. و «ها» ضمير متصل-ضمير الغائبة-مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان بتقدير:ساجدين للشمس بمعنى: يعبدونها. يسجدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. للشمس: جار ومجرور متعلق بيسجدون.
  • ﴿ مِنْ دُونِ اللهِ:
  • جار ومجرور متعلق بيسجدون او بحال محذوفة من مفعول يَسْجُدُونَ» على معنى «يعبدونها».الله: مضاف اليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ:
  • الواو حالية بمعنى «وقد زين .. » والجملة الفعلية بعدها في محل نصب حال. زين: فعل ماض مبني على الفتح. لهم: اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بزين. الشيطان: فاعل مرفوع بالضمة
  • ﴿ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ:
  • مفعول به منصوب بزين وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف اليه. فصد: معطوفة بالفاء على زَيَّنَ» وتعرب مثلها. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. بمعنى: فمنعهم.
  • ﴿ عَنِ السَّبِيلِ:
  • جار ومجرور متعلق بصدهم. بمعنى: عن سبيل الله وحرك نون عَنِ» بالكسر لالتقاء الساكنين.
  • ﴿ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ:
  • الفاء سببية. هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين-في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. يهتدون: تعرب اعراب يَسْجُدُونَ».والجملة الفعلية لا يَهْتَدُونَ» في محل رفع خبر المبتدأ «هم» وحذف الجار بمعنى: لا يهتدون اليه اي الى سبيل الله.'

المتشابهات :

النمل: 24﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ
العنكبوت: 38﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ الهدهدُ شئونهم الدنيوية؛ ذكرَ هنا معتقداتهم الدينية، قال تعالى:
﴿ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ ..

التفسير :

[25] حَسَّن لهم الشيطان ذلك؛ لئلا يسجدوا لله الذي يُخرج المخبوء المستور في السموات والأرض من المطر والنبات وغير ذلك، ويعلم ما تُسِرُّون وما تظهرون

ثم قال: أَلاأي:هلايَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِأي:يعلم الخفي الخبيء في أقطار السماوات وأنحاء الأرض، من صغار المخلوقات وبذور النباتات وخفايا الصدور، ويخرج خبء الأرض والسماء بإنزال المطر وإنبات النباتات، ويخرج خبء الأرض عند النفخ في الصور وإخراج الأموات من الأرض ليجازيهم بأعمالهموَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ.

وقوله: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بيان لما ترتب على إغواء الشيطان لهم. وقد قرأ عامة القراء أَلَّا- بتشديد اللام- ويَسْجُدُوا فعل مضارع منصوب بأن المدغمة في لفظه لا، وهو مع ناصبه في تأويل مصدر، في محل نصب على أنه مفعول لأجله.

والمعنى: وزين لهم الشيطان أعمالهم من أجل أن يتركوا السجود لله- تعالى- الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ أى: الذي يظهر الشيء المخبوء في السموات والأرض، كائنا ما كان هذا الشيء، لأنه- سبحانه- لا يخفى عليه شيء فيهما.

قال الآلوسى: وقوله- تعالى-: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ أى: لئلا يسجدوا لله واللام للتعليل، وهو متعلق بصدهم أو بزين. والفاء في فَصَدَّهُمْ لا يلزم أن تكون سببية لجواز كونها تفريعية أو تفصيلية، أى: فصدهم عن ذلك لأجل أن لا يسجدوا لله- عز وجل-.

أو زين لهم ذلك لأجل أن لا يسجدوا له- تعالى-.

ثم قال: وقرأ الكسائي: أَلَّا- بتخفيف اللام- على أنها حرف استفتاح وتنبيه .

وقوله- تعالى-: وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ معطوف على ما قبله.

والمعنى: زين لهم الشيطان أعمالهم لئلا يسجدوا لله الذي يعلم المخبوء والمستور في السموات والأرض، ويعلم ما تخفون من أسرار، وما تعلنون من أقوال.

قال بعض العلماء: «واعلم أن التحقيق أن آية النمل هذه، محل سجدة على كلتا القراءتين، لأن قراءة الكسائي فيها الأمر بالسجود، وقراءة الجمهور فيها ذم تارك السجود وتوبيخه» .

وقوله : ( ألا يسجدوا لله ) [ معناه : ( وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله ) ] أي : لا يعرفون سبيل الحق التي هي إخلاص السجود لله وحده دون ما خلق من شيء من الكواكب وغيرها ، كما قال تعالى : ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) [ فصلت : 37 ] .

وقرأ بعض القراء : " ألا يا اسجدوا لله " جعلها " ألا " الاستفتاحية ، و " يا " للنداء ، وحذف المنادى ، تقديره عنده : " ألا يا قوم ، اسجدوا لله " .

وقوله : ( الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ) : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : يعلم كل خبيئة في السماء والأرض . وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وغير واحد .

وقال سعيد بن المسيب : الخبء : الماء . وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : خبء السموات والأرض : ما جعل فيها من الأرزاق : المطر من السماء ، والنبات من الأرض .

وهذا مناسب من كلام الهدهد ، الذي جعل الله فيه من الخاصية ما ذكره ابن عباس وغيره ، من أنه يرى الماء يجري في تخوم الأرض ودواخلها .

وقوله : ( ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) أي : يعلم ما يخفيه العباد ، وما يعلنونه من الأقوال والأفعال . وهذا كقوله تعالى : ( سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) [ الرعد : 10 ] .

اختلف القرّاء في قراءة قوله (أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ) فقرأ بعض المكيين وبعض المدنيين والكوفيين " ألا " بالتخفيف, بمعنى: ألا يا هؤلاء اسجدوا, فأضمروا " هؤلاء " اكتفاء &; 19-448 &; بدلالة " يا " عليها. وذكر بعضهم سماعا من العرب: ألا يا ارحمنا, ألا يا تصدّق علينا; واستشهد أيضا ببيت الأخطل:

ألا يـا اسْـلَمي يـا هِنْـدَ هنْدَ بَنِي بَدرٍ

وَإنْ كـان حَيَّانـا عِـدًا آخِـرَ الدَّهْـر (1)

فعلى هذه القراءة اسجدوا في هذا الموضع جزم, ولا موضع لقوله " ألا " في الإعراب. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة (أَلا يَسْجُدُوا ) بتشديد ألا بمعنى: وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم لئلا يسجدوا لله " ألا " في موضع نصب لما ذكرت من معناه أنه لئلا(ويسجدوا) في موضع نصب بأن.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار قد قرأ بكلّ واحدة منهما علماء من القراء مع صحة معنييهما.

واختلف أهل العربية في وجه دخول " يا " في قراءة من قرأه على وجه الأمر, فقال بعض نحوييِّ البصرة: من قرأ ذلك كذلك, فكأنه جعله أمرا, كأنه قال لهم: اسجدوا, وزاد " يا " بينهما التي تكون للتنبيه, ثم أذهب ألف الوصل التي في اسجدوا, وأذهبت الألف التي في " يا "؛ لأنها ساكنة لقيت السين, فصار ألا يسجدوا. وقال بعض نحويي الكوفة: هذه " يا " التي تدخل للنداء يكتفى بها من الاسم, ويكتفى بالاسم منها, فتقول: يا أقبل, وزيد أقبل, وما سقط من السواكن فعلى هذا.

ويعني بقوله: (يُخْرِجُ الْخَبْءَ ) يخرج المخبوء في السموات والأرض من غيث في السماء, ونبات في الأرض ونحو ذلك.

وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل, وإن اختلفت عبارتهم عنه.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا ابن المبارك, عن ابن جُرَيج, قراءة عن مجاهد: (يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ ) قال: الغيث.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: (يُخْرِجُ الْخَبْءَ ) قال: الغيث.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) قال: خبء السماء والأرض ما جعل الله فيها من الأرزاق, والمطر من السماء, والنبات من الأرض, كانتا رتقا لا تمطر هذه، ولا تنبت هذه, ففتق السماء, وأنـزل منها المطر, وأخرج النبات.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا عيسى بن يونس, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن حكيم بن جابر, في قوله: (أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) ويعلم كل خفية في السموات والأرض.

حدثني محمد بن عمارة, قال: ثنا عبيد الله بن موسى, قال: أخبرنا أسامة بن زيد, عن معاذ بن عبد الله, قال: رأيت ابن عباس على بغلة يسأل تبعا ابن امرأة كعب: هل سألت كعبا عن البذر تنبت الأرضُ العامَ لم يصب العام الآخر؟ قال: سمعت كعبا يقول: البذر ينـزل من السماء ويخرج من الأرض, قال: صدقت.

قال أبو جعفر: إنما هو تبيع, ولكن هكذا قال محمد: وقيل: يخرج الخبء في السموات والأرض, لأن العرب تضع " من " مكان " في" و " في" مكان " من " في الاستخراج (وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ) يقول: ويعلم السرّ من أمور خلقه, هؤلاء الذين زين لهم الشيطان أعمالهم والعلانية منها, وذلك على قراءة من قرأ ألا بالتشديد. وأما على قراءة من قرأ بالتخفيف فإن معناه: ويعلم ما يسره خلقه الذين أمرهم بالسجود بقوله: " ألا يا هؤلاء اسجدوا ". وقد ذكر أن ذلك في قراءة أُبيّ: " ألا تَسْجُدُوا لِلهِ الَّذِي يَعْلَمُ سرَّكُمْ وما تُعْلِنُون ".

------------------------

الهوامش:

(1) البيت: نسبه في (اللسان: عدا) إلى الأخطل التغلبي الشاعر الأموي. قال: وقد جاء في الشعر العدى: بمعنى الأعداء. وقال ابن الأعرابي في قول الأخطل: "ألا يا اسلمي.." البيت: العدى: التباعد. وقوم عدى: إذا كانوا متباعدين لا أرحام بينهم ولا حلف. وقوم عدى: إذا كانوا حربًا. وقد روى البيت بالكسر والضم، مثل سوى وسوى. الأصمعي: يقال: هؤلاء قوم عدى مقصور، يكون للأعداء وللغرباء. ولا يقال: قوم عدى (بضم العين) إلا أن تدخل الهاء، فتقول: عداة، في وزن قضاة. قال أبو زيد: طالت عدواءهم، أي تباعدهم وتفرقهم. وشاهد المؤلف في هذا البيت: أن حرف النداء يا، داخل على منادي محذوف. تقديره: ألا يا هذه اسلمي. وهو نظير قول الله عز وجل: "ألا يا اسجدوا" تقديره: ألا يا هؤلاء اسجدوا. فأضمر هؤلاء، اكتفاء بدلالة "يا" عليها.

التدبر :

وقفة
[25] ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ﴾ هنالك نفوسٌ سجدت لكل شيء وآثرته حد العبادة! ولو أنها تحررت من هوى نفسها؛ ما رضخت إﻻ لله.
وقفة
[25] ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ﴾ إنكار الهدهد على قوم سبأ ما هم عليه من الشرك والكفر دليل على أن الإيمان فطري عند الخلائق.
وقفة
[25] ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ﴾ كيف كافأ الله الهدهد! قال القرطبي: «نهى عن قتل الهدهد؛ لأنه كان دليل سليمان على الماء ورسوله إلى بلقيس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِىَّ ﷺ نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةُ، وَالنَّحْلَةُ، وَالْهُدْهُدُ، وَالصُّرَدُ». [أبو داود 5267، وصححه الألباني].
وقفة
[25] عقيدة ‏هدهد سليمان لم تدهشه مملكة سبأ ‏كما يفعل الضعفاء في ديار الأقوياء، بل كان عجبه من قوم يأكلون من رزق الله ويسجدون لغيره ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ﴾.
وقفة
[25] ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ عجيب أنت يا هدهد! غير مكلف وتغار أن يعصى الله وأن يشرك به، وتكون سببًا لإسلام أمة كاملة.
وقفة
[25] عجيب أمر هذا الهدهد: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ حيوان غير مكلف يغار أن يُعصى الله وأن يُشرك به، ويكون سببًا لإسلام أمة كاملة! فماذا عنك يا ابن الإسلام، ماذا فعلت لدينك؟!
وقفة
[25] ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ أي: يعبدوا الذي له الكمال كله بالسجود الذي هو محل الأنس، ومحط القرب، ودارة المناجاة، وآية المعافاة؛ فإنهم لو سجدوا له سبحانه لاهتدوا، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ففات الشيطان ما يقصده منهم من الضلال.
وقفة
[25] ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ رزقك مخبوء هنا أو هناك، سيخرجه لك من خلقه وخلقك.
وقفة
[25] ﴿يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ قال ذلك لأنه يستخرج رزقه من باطن الأرض، وليس ظاهرها، ولذلك كان منقاره طويلًا.
وقفة
[23-25] مع قول الهدهد عن بلقيس: ﴿وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ قال الهدهد: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ كيف لم ينبهر الهدهد بحضارة كافرة، ولم تأثر به حضارتهم، مع أنها أوتيت من كل شيء؛ وإنما كان همه: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ﴾ فهل يعي هذا المعنى المفتونون بحضارة الغرب؟

الإعراب :

  • ﴿ أَلاّ يَسْجُدُوا لِلّهِ:
  • إلا: أصلها: أن: حرف مصدرية ونصب. و «لا» نافية لا عمل لها بمعنى «لئلا» اي: فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا فحذف الجار مع «ان» ويجوز ان تكون «لا» زائدة للتوكيد ويكون المعنى: فهم لا يهتدون الى ان يسجدوا. يسجدوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وجملة يَسْجُدُوا» صلة «ان» لا محل لها. و «ان» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول له. او بدل من أَعْمالَهُمْ» بمعنى: وزين لهم الشيطان عدم السجود لله. او يكون المصدر المؤول في محل جر بدلا من السَّبِيلِ» بتقدير: فصدهم عن السجود لله. وفي حالة كون «لا» مزيدة. يكون المصدر المؤول في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى: فهم لا يهتدون الى ان يسجدوا لله. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بيسجدوا.
  • ﴿ الَّذِي يُخْرِجُ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة-نعت- للفظ‍ الجلالة. يخرج: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة يُخْرِجُ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:
  • الخبء: مفعول به منصوب بيخرج وعلامة نصبه الفتحة. وهو اسم مفعول «المخبوء» سمي بالمصدر بمعنى: النبات والمطر وغيرهما مما خبأه سبحانه. فِي السَّماواتِ: جار ومجرور متعلق بالخبء او بيخرج بمعنى من السموات. والارض: معطوفة بالواو على السَّماواتِ» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ وَيَعْلَمُ ما:
  • معطوفة بالواو على يُخْرِجُ» وتعرب اعرابها. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ تُخْفُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة تُخْفُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد الى الموصول ضمير منصوب المحل بفعل تُخْفُونَ» لانه مفعول به. التقدير: ما تخفونه.
  • ﴿ وَما تُعْلِنُونَ:
  • معطوفة بالواو على ما تُخْفُونَ» وتعرب اعرابها'

المتشابهات :

النحل: 19﴿وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
التغابن: 4﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     وبعد بيان أن الشيطانَ حسَّنَ لهم أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها؛ جاء هنا بيان لما ترتب على إغواء الشيطان لهم، قال تعالى:
﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ألا:
قرئ:
1- بالتخفيف، وهى قراءة ابن عباس، وأبى جعفر، والزهري، والسلمى، والحسن، وحميد، والكسائي.
2- بالتشديد، وهى قراءة باقى السبعة.
3- هلا، وهى قراءة الأعمش، وكذا هى فى حرف عبد الله.
يسجدوا:
وقرئ:
1- يسجدون، رويت عن عبد الله، وفى حرفه: «هلا يسجدون».
2- تسجدون، على الخطاب، وهى قراءة أبى، حيث قرأ: «ألا تسجدون» .
الخبء:
1- بسكون الباء والهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بنقل حركة الهمزة إلى الباء، وحذف الهمزة، وهى قراءة أبى، وعيسى.
3- بألف بدل الهمزة، وفتح ما قبلها، وهى قراءة عكرمة، وعبد الله، ومالك بن دينار.
ما تخفون وما تعلنون:
1- بتاء الخطاب، فيهما، والخطاب لسليمان والحاضرين معه، وهى قراءة الكسائي، وحفص.
وقرئ:
2- بياء الغيبة، فيهما، والضمير عائد على المرأة وقومها، وهى قراءة الحرميين والجمهور.

مدارسة الآية : [26] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ..

التفسير :

[26] اللهُ الذي لا معبود يستحق العبادة سواه، ربُّ العرشِ العظيمِ، فعرشُ الرحمن أعظمُ المخلوقات.

اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَأي:لا تنبغي العبادة والإنابة والذل والحب إلا له لأنه المألوه لما له من الصفات الكاملة والنعم الموجبة لذلك.رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِالذي هو سقف المخلوقات ووسع الأرض والسماوات، فهذا الملك عظيم السلطان كبير الشأن هو الذي يذل له ويخضع ويسجد له ويركع، فسلم الهدهد حين ألقى إليه هذا النبأ العظيم وتعجب سليمان كيف خفي عليه.

وقوله- تعالى- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ في معنى التعليل لحقيقة السجود لله- تعالى- وحده.

أى: اجعلوا سجودكم لله- تعالى- وحده، واتركوا السجود لغيره، لأنه- سبحانه- لا إله بحق سواه، وهو- سبحانه- صاحب العرش العظيم، الذي لا يدانيه ولا يشبهه شيء مما يطلق عليه هذا اللفظ.

ثم تحكى السور بعد ذلك ما كان من سليمان- عليه السلام- وما كان من ملكة سبأ بعد أن وصلها كتابه، فقال- تعالى-:

وقوله : ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) أي : هو المدعو الله ، وهو الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، الذي ليس في المخلوقات أعظم منه .

ولما كان الهدهد داعيا إلى الخير ، وعبادة الله وحده والسجود له ، نهي عن قتله ، كما رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتل أربع من الدواب : النملة والنحلة والهدهد والصرد . وإسناده صحيح .

وقوله: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) يقول تعالى ذكره: الله الذي لا تصلح العبادة إلا له, لا إله إلا هو, لا معبود سواه تصلح له العبادة, فأخلصوا له العبادة, وأفردوه بالطاعة, ولا تشركوا به شيئا(رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) يعني بذلك: مالك العرش العظيم الذي كل عرش, وإن عظم, فدونه, لا يُشبهه عرش ملكة سبأ ولا غيره.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد; في قوله: أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ إلى قوله (لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) هذا كله كلام الهدهد.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق بنحوه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[26] ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ﴾ أي: لا تنبغي العبادة والإنابة والذل والحب إلا له؛ لأنه المألوه، لِمَ له من الصفات الكاملة والنعم الموجبة لذلك.
وقفة
[26] ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ أين يذهب عرش بلقيس أمام عرش الرحمن؟! عرشها عظيم، وعرش ربي عظيم، لكن شتان ما بينهما.
وقفة
[26] ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ علم الهدهد المسكين عن عظمة عرش الرحمن ما جهله بعض المسلمين!
وقفة
[26] ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [23] عرش بلقيس ذكَّر الهدهد الموحد بعرش الله ﴿هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾، وهكذا المؤمن كل شيء يذكِّره بربِّه العظيم.
وقفة
[24-26] قال الهدهد لسليمان عليه السلام وهو يتحدث عن بلقيس: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ ... اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾، لا يكن الهدهد أغير منك على التوحيد، ومسكين من كان الهدهد خيرًا منه.

الإعراب :

  • ﴿ اللهُ:
  • لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. وما بعده: في محل رفع خبره او يكون لفظ‍ الجلالة خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الله.
  • ﴿ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ:
  • لا: نافية للجنس تعمل عمل «ان».إله: اسمها مبني على الفتح في محل نصب. الا: اداة حصر او استثناء. هو: ضمير منفصل في محل رفع بدلا من محل لا إِلهَ» لان محل «لا» وما عملت فيه الرفع بالابتداء ولو كان المستثنى نصبا لكان القول: إلا إياه. وخبر لا» النافية للجنس محذوف تقديره كائن او موجود.
  • ﴿ رَبُّ:
  • خبر هُوَ» مرفوع بالضمة. ويجوز ان تكون الجملة الاسمية هُوَ رَبُّ .. » في محل رفع خبر اللهُ».
  • ﴿ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.العظيم: صفة-نعت-للعرش مجرور مثله. بمعنى: رب الملك العظيم.'

المتشابهات :

التوبة: 129﴿حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
المؤمنون: 86﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ و رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
النمل: 26﴿اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
المؤمنون: 116﴿فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ولَمَّا كان هذا الوَصْفُ مُوجِبًا لِأن يُعْبَدَ سُبحانَهُ وحدَهُ؛ صَرَّحَ هنا بِما يَقْتَضِيهِ، فقال:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

العظيم:
وقرئ:
بالرفع، على أنه صفة للعرش، وقطع على إضمار «هو» على سبيل المدح، وهى قراءة ابن محيصن، وجماعة.

مدارسة الآية : [27] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ ..

التفسير :

[27] قال سليمان للهدهد:سنتأمل فيما جئتنا به من الخبر أصدقت في ذلك أم كنت من الكاذبين فيه؟

وقال مثبتا لكمال عقله ورزانتهسَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ

وقوله- سبحانه-: قالَ سَنَنْظُرُ ... حكاية لما قاله سليمان- عليه السلام- في رده على الهدهد، الذي قال له في تبرير عذره: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ.. إلخ.

والفعل «ننظر» من النظر بمعنى التأمل في الأمور، والتدبر في أحوالها، والسين للتأكيد.

أى: قال سليمان للهدهد بعد أن استمع إلى حجته: سننظر- أيها الهدهد- في أقوالك، ونرى أكنت صادقا فيها، أم أنت من الكاذبين.

وهكذا نرى نبي الله سليمان- وهو العاقل الحكيم- لا يتسرع في تصديق الهدهد أو تكذيبه، ولا يخرجه النبأ العظيم الذي جاءه به الهدهد، عن اتزانه ووقاره، وإنما يبنى أحكامه على ما سيسفر عنه تحققه من صدق خبره أو كذبه.

وهذا هو اللائق بشأن النبي الكريم سليمان، الذي آتاه الله- تعالى- النبوة والملك والحكمة.

قال القرطبي «وقوله: سَنَنْظُرُ من النظر الذي هو التأمل والتصفح. أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ أى: في مقالتك. وكُنْتَ بمعنى أنت وقال: سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ ولم يقل سننظر في أمرك، لأن الهدهد لما صرح بفخر العلم في قوله: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ صرح له سليمان بقوله: سننظر أصدقت أم كذبت، فكان ذلك كفاء لما قاله» .

يخبر تعالى عن قيل سليمان ، عليه السلام ، للهدهد حين أخبره عن أهل سبأ وملكتهم : ( قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) أي : أصدقت في إخبارك هذا ، ( أم كنت من الكاذبين ) في مقالتك ، فتتخلص من الوعيد الذي أوعدتك ؟ .

يقول تعالى ذكره: ( قَالَ ) سليمان للهدهد: ( سَنَنظُرُ ) فيما اعتذرت به من العذر, واحتججت به من الحجة لغيبتك عنا, وفيما جئتنا به من الخير ( أَصَدَقْتَ ) في ذلك كله (أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) فيه

التدبر :

عمل
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ إذا أبلغك أحد عن أحد بأنه رآه على منكر؛ فتثبت.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ من أهم ركائز الدعوة: التثبت، فقد يحمل الحماس أحيانًا على المبالغة.
عمل
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ تمهَّل قبل أن تُصدر أحكامك، تأمل الحادثة جيدًا، تأكد من تفاصيلها.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ كم قطعت العجلة من حبائل الوداد! وكم فرق عدم التأني من أحباب! آلام الندم كلها من عجلة القرار.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ ألا ترون أنه وهو يتثبت من خبر الهدهد يبعث نفس الهدهد المهدد بالذبح للتأكد، لا شيء يربي الشعوب مثل أن نمنحها الثقة.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ النبي الملك عليه السلام يتأدب مع الحيوان الطائر فيقدم احتمال الصدق أولًا.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ اعتذر الهدهد للنبي فلم يعاقبه فمن كانت له سلطة يجب عليه أن يقبل عذر رعيته ويدرأ العقوبة عنهم إذا تبين صحة عذرهم.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ لم يعاقب الهدهد، ولم يتخذ إجراء مباشرة، فالتثبت في الأخبار العظام مطلب شرعي.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ التحقيق مع المتهم والتثبت من حججه.
عمل
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ إذا دخلك الشك في أمر ما؛ فقدم حسن الظن على سيئه.
عمل
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ احذر أن تقم العقوبة على أحد دون بينة.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ نبي ومَلِك يخاطب طيرًا ويقدِّم حُسن الظن! أخلاق الكبار.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ التثبُّت عادةُ العقلاء.
عمل
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ رغم الغضب قَدَّمَ الصدق والجانب المشرق؛ لا تدع العواصف تغيّر أخلاقك.
وقفة
[27] ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ التثبت في الأمور قبل إصدار الحكم.
وقفة
[27] في قوله: ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ دليل على أن الإمام يجب عليه أن يقبل عذر رعيته، ويدرأ العقوبة عنهم في ظاهر أحوالهم بباطن أعذارهم؛ لأن سليمان لم يعاقب الهدهد حين اعتذر إليه، وإنما صار صدق الهدهد عذرًا.
عمل
[27] تثبت اليوم من خبر سمعته؛ فإن التثبت من الأخبار منهج قرآني لا يغفل عنه الصالحون ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾.
وقفة
[27] ﴿سَنَنظُرُ﴾ فيه قبول الوالي عذر رعيته، ودرء العقوبة عنهم، وامتحان صدقهم فيما اعتذروا به.
وقفة
[27] للغائب عذره حتى يرجع، وقد يكون للمقصر حجة تندفع أو ترفع العقوبة، فاستمع لما يقوله وتثبت بعدها: ﴿أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ [21]، ﴿سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ﴾.
وقفة
[27] قصة الهدهد حين قال: ﴿وجئتك من سبإٍ بنبأ يقين﴾ [22] لم يقل: (سمعت، أو قرأت، أو قالوا، أو كما وصلني)، بل خبر يقين، فماذا كان من سليمان عليه السلام؟ هل اتخذ موقفًا سريعًا؟ كما نعمل اليوم نسخ ولصق، وهو يعلم أن الهدهد لا يجرؤ أن يكذب عليه، ومع ذلك قال: ﴿سننظر أصدقت﴾؛ لا تنشر إلا ما يزيد حسناتك.
وقفة
[27] البعض حينما يسمع عن أخيه شيء يذيع ما سمعه دون تثبت وحاجة لذلك، وهذا خلل في السلوك الداخلي لدى المرء، تأمل: ﴿وجئتك من سبإِ بنبإٍ يقين﴾ [22]، ومع ذلك قال سليمان للهدهد: ﴿سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين﴾.
وقفة
[27] ينبغي أن تكون بطانة الحاكم محل شكِّه كما أنها محل تصديقه، فيختبر صدقها حتى لا تُضل الأمة، قال سليمان للهدهد: ﴿سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.اي قال سليمان مخاطبا الهدهد.
  • ﴿ سَنَنْظُرُ:
  • الجملة في محل نصب مفعول به-مقول القول-.السين: حرف تسويف-استقبال-.ننظر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
  • ﴿ أَصَدَقْتَ أَمْ:
  • الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب مفعول به للفعل «ننظر» بمعنى: أصدقت فيما تدعيه او بما تخبرنا من قصتك. أصدقت: الهمزة همزة استفهام لا محل لها. صدقت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أم: متصلة لانها مسبوقة بهمزة استفهام وهي عاطفة.
  • ﴿ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ:
  • كنت: فعل ماض ناقص معطوف على صَدَقْتَ» مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل- ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».من الكاذبين:جار ومجرور متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     ولَمَّا فرغَ الهدهدُ من كلامِه، وذكرَ عذرَه لتبرئة نفسه؛ جاء هنا رد سليمان على كلام الهدهد، قال تعالى:
﴿ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ..

التفسير :

[28]اذهب بكتابي هذا إلى أهل «سبأ» فأعطهم إياه، ثم تنحَّ عنهم قريباً منهم بحيث تسمع كلامهم، فتأمل ما يتردد بينهم من الكلام.

اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَاوسيأتي نصهفَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْأي استأخر غير بعيدفَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَإليك وما يتراجعون به

وقوله- تعالى-: اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ، فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ بيان لما أمر به سليمان- عليه السلام- الهدهد، بعد أن قال له: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين.

أى: خذ- أيها الهدهد- كتابي هذا. فاذهب به إلى هؤلاء القوم من أهل سبأ، ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ أى: ثم انصرف عنهم إلى مكان قريب منهم فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ أى:

فتأمل ماذا يقول بعضهم لبعض، وبماذا يراجع بعضهم بعضا، ثم أخبرنى بذلك.

قال ابن كثير: وذلك أن سليمان- عليه السلام- كتب كتابا إلى بلقيس وقومها، وأعطاه لذلك الهدهد فحمله ... وذهب به إلى بلادهم، فجاء في قصر بلقيس. إلى الخلوة التي كانت تختلى فيها بنفسها، فألقاه إليها من كوة هنالك بين يديها. ثم تولى ناحية أدبا، فتحيرت مما رأت. وهالها ذلك، ثم عمدت إلى الكتاب فأخذته، ففتحت ختمه وقرأته ... » .

وقال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لم قال: فألقه إليهم. على لفظ الجمع؟ قلت: لأنه قال: وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ فقال: فألقه إلى الذين هذا دينهم، اهتماما منه بأمر الدين، واشتغالا به عن غيره. وبنى الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك» .

( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ) : وذلك أن سليمان ، عليه السلام ، كتب كتابا إلى بلقيس وقومها . وأعطاه لذلك الهدهد فحمله ، قيل : في جناحه كما هي عادة الطير ، وقيل : بمنقاره . وذهب إلى بلادهم فجاء إلى قصر بلقيس ، إلى الخلوة التي كانت تختلي فيها بنفسها ، فألقاه إليها من كوة هنالك بين يديها ، ثم تولى ناحية أدبا ورياسة ، فتحيرت مما رأت ، وهالها ذلك ، ثم عمدت إلى الكتاب فأخذته ، ففتحت ختمه وقرأته ، فإذا فيه : ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين )

فاختلف أهل التأويل في تأويل ذلك; فقال بعضهم: معناه: اذهب بكتابي هذا, فألقه إليهم, فانظر ماذا يَرْجِعونَ, ثم تول عنهم منصرفا إليّ, فقال: هو من المؤخَّر الذي معناه التقديم.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: فأجابه سليمان, يعني أجاب الهدهد لما فرغ: ( سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ) وانظر ماذا يرجعون, ثم تول عنهم منصرفا إلي. وقال: وكانت لها كوّة مستقبلة الشمس, ساعة تطلع الشمس تطلع فيها فتسجد لها, فجاء الهدهد حتى وقع فيها فسدها, واستبطأت الشمس, فقامت تنظر, فرمى بالصحيفة إليها من تحت جناحه, وطار حتى قامت تنظر الشمس.

قال أبو جعفر: فهذا القول من قول ابن زيد يدلّ على أن الهدهد تولى إلى سليمان راجعا بعد إلقائه الكتاب, وأن نظره إلى المرأة ما الذي ترجع وتفعل كان قبل إلقائه كتاب سليمان إليها.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم, ثم تولّ عنهم, فكن قريبا منهم, وانظر ماذا يرجعون; قالوا: وفعل الهدهد, وسمع مراجعة المرأة أهل مملكتها, وقولها لهم: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وما بعد ذلك من مراجعة بعضهم بعضا.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه, قوله: (فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ) أي كن قريبا(فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ )وهذا القول أشبه بتأويل الآية؛ لأن مراجعة المرأة قومها, كانت بعد أن ألقي إليها الكتاب, ولم يكن الهدهد لينصرف وقد أمر بأن ينظر إلى مراجعة القوم بينهم ما يتراجعونه قبل أن يفعل ما أمره به سليمان.

التدبر :

وقفة
[28] ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا﴾ فيه إرسال الطير بالكتاب.
وقفة
[28] ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا﴾ إذا كانت المسافةُ بين الشَّامِ واليمنِ 2000 كيلو مترًا قطعها الهدهدُ أربعَ مرات، حدِّثني عن جهودِك في الدَّعوةِ.
وقفة
[28] ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ ميزان التكليف بأعظم المهمات هو الكفاءة، دون النظر للجنس أو اللون أو المكانة!
وقفة
[28] ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ هدهد سليمان: بذل للدعوة, وتعب, وأنكر الشرك, وتكلم بالفطرة, وتسبب في هداية أمة سبأ, وعمت بركته بني جنسه وخلد اسمه في القرآن, وهذا من فضائل الدعوة.
وقفة
[28] ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ قال صاحب الكشاف: «إن قلت: لم قال: (فألقه إليهم)، على لفظ الجمع؟ قلت: لأنه قال: ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ﴾ [24]، فقال: فألقه إلى الذين هذا دينهم، اهتمامًا منه بأمر الدين، واشتغالًا به عن غيره، وبني الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك».
وقفة
[28] ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ لنجاح العمل اجعل خطتك واضحة للمسؤولين قبل إقحامهم في العمل.
وقفة
[28] ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ إن قلتَ: إذا تولَّى عنهم كيف يعلم جوابهم؟! قلتُ: معناه ثمَّ تول عنهم يسيرًا حيث لا يرونك، فانظر ماذا يرجعون؟

الإعراب :

  • ﴿ اذْهَبْ:
  • فعل امر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت.
  • ﴿ بِكِتابِي:
  • جار ومجرور متعلق باذهب والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم- في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ هذا:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل جر صفة-نعت-لكتابي.
  • ﴿ فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ:
  • الفاء عاطفة ويجوز ان تكون واقعة في جواب الطلب-الامر- اذهب: وهي فعل امر مبني على حذف آخره-حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب مفعول به. وهي كقوله تعالى في الآية السادسة والثلاثين من سورة الشعراء «فأرجه» اي فأرجئ امره وأخره. وقد اختلف في تسكين الهاء، فقيل الكثير ومن بين ما قيل انها سكنت للوقف. وعارض ذلك آخرون ووردت فيه عدة قراءات. الى: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين. والجار والمجرور متعلق بألق. ووردت بلفظ‍ الجمع بمعنى: ألقه الى الذين هذا دينهم.
  • ﴿ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ:
  • ثم: عاطفة. تول عنهم: تعرب اعراب «ألق اليهم» بمعنى: تنح عنهم الى مكان قريب تتوارى فيه.
  • ﴿ فَانْظُرْ:
  • الفاء عاطفة. انظر: فعل امر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت.
  • ﴿ ماذا يَرْجِعُونَ:
  • بمعنى: ماذا يقولون. اي ماذا يرجع بعضهم الى بعض من القول. ماذا: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. يرجعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

النمل: 28﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
القصص: 24﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     ولَمَّا أخَّرَ سليمانُ أمرَ الهدهد إلى أن يتبين له صدقه من كذبه؛ شرع هنا يفعل ما يختبره به، فكتب له كتابًا، وأمره بتبليغه إلى ملكة سبأ، فقال:
﴿ اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فألقه:
وقرئ:
1- بكسر الهاء، وياء بعدها، فى السبعة.
2- باختلاس الكسرة وسكون الهاء، فى السبعة.
3- بضم الهاء وواو بعدها، وهى قراءة مسلم بن جندب.

مدارسة الآية : [29] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي ..

التفسير :

[29] ذهب الهدهد وألقى الكتاب إلى الملكة فقرأته، فجمعت أشراف قومها، وسمعها تقول لهم:إني وصل إليَّ كتاب جليل المقدار من شخص عظيم الشأن.

فذهب به فألقاه عليها فقالت لقومهاإِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌأي جليل المقدار من أكبر ملوك الأرض

ثم بين- سبحانه- ما فعلته ملكة سبأ، بعد أن جاءها كتاب سليمان- عليه السلام-، فقال- تعالى-: قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ، إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ.

أى: قالت لحاشيتها بعد أن قرأت الكتاب وفهمت ما فيه: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ- أى:

يا أيها الأشراف من قومي إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ.

وصفته بالكرم لاشتماله على الكلام الحكيم، والأسلوب البديع، والتوجيه الحسن، ولجمال هيئته، وعجيب أمره.

فجمعت عند ذلك أمراءها ووزراءها وكبراء دولتها ومملكتها ، ثم قالت لهم : ( يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم ) تعني بكرمه : ما رأته من عجيب أمره ، كون طائر أتى به فألقاه إليها ، ثم تولى عنها أدبا . وهذا أمر لا يقدر عليه أحد من الملوك ، ولا سبيل لهم إلى ذلك ، ثم قرأته عليهم .

يقول تعالى ذكره: فذهب الهدهد بكتاب سليمان إليها, فألقاه إليها فلما قرأته قالت لقومها: (يَاأَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ).

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه, قال: كتب -يعني سليمان بن داود- مع الهدهد: بسم الله الرحمن الرحيم من سليمان بن داود, إلى بلقيس بنت ذي سرح وقومها, أما بعد, فلا تعلو عليّ، وأتوني مسلمين, قال: فأخذ الهدهد الكتاب برجله, فانطلق به حتى أتاها, وكانت لها كوّة في بيتها إذا طلعت الشمس نظرت إليها, فسجدت لها, فأتى الهدهد الكوّة فسدّها بجناحيه حتى ارتفعت الشمس ولم تعلم, ثم ألقى الكتاب من الكوّة, فوقع عليها في مكانها الذي هي فيه, فأخذته.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قتادة, قال: بلغني أنها امرأة يقال لها بلقيس, أحسبه قال: ابنة شراحيل, أحد أبويها من الجنّ, مؤخر أحد قدميها كحافر الدابة, وكانت في بيت مملكة, وكان أولو مشورتها ثلاث مائة واثني عشر كلّ رجل منهم على عشرة آلاف, وكانت بأرض يقال لها مأرب, من صنعاء على ثلاثة أيام; فلما جاء الهدهد بخبرها إلى سليمان بن داود, كتب الكتاب وبعث به مع الهدهد, فجاء الهدهد وقد غَلقت الأبواب, وكانت تغلِّق أبوابها وتضع مفاتيحها تحت رأسها, فجاء

التدبر :

عمل
[29] ليكن خطابنا للآخرين كريمًا لننال قبولهم ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ﴾.
وقفة
[29، 30] ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ﴾ النفوس الكريمة الفاضلة حتى لو لم تراها؛ فستجد الفضيلة تشع في كل شيء يرتبط بها.
اسقاط
[29، 30] ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ﴾ عظمت الكتاب لكونه جاءها من ملك، فكيف بنا وقد جاءنا كتاب كريم من ملك الملوك سبحانه، هل عظمناه؟!
وقفة
[29، 30] ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ﴾ النفوس الكريمة ترى الكرم في من حولها، والنفوس الجميلة مثلها، وکما قال إيليا أبو ماضي: أَيُّهَا الشاكي وَما بِكَ داءٌ ... كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا

الإعراب :

  • ﴿ قالَتْ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. بمعنى: فلما القى الهدهد اليها الكتاب قالت. والجملة الفعلية من معنى المناداة وما بعدها في محل نصب مفعول به-مقول القول-او تكون «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مقول القول.
  • ﴿ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ:
  • يا: اداة نداء. اي: منادى مبني على الضم في محل نصب.و«ها» زائدة للتنبيه. الملأ: عطف بيان لاي او بدل منها. اي قالت بلقيس لرجال ملكها.
  • ﴿ إِنِّي أُلْقِيَ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل- ضمير المتكلمة-في محل نصب اسم «ان».والجملة الفعلية بعدها في محل رفع خبرها. القي: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح.
  • ﴿ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ:
  • جار ومجرور متعلق بألقي. كتاب: نائب فاعل مرفوع بالضمة. كريم: صفة-نعت-لكتاب مرفوع مثله بالضمة.'

المتشابهات :

يوسف: 43﴿وَسَبۡعَ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفۡتُونِي فِي رُءۡيَٰيَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُونَ
النمل: 29﴿قَالَتۡ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ
النمل: 32﴿قَالَتۡ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ
النمل: 38﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن يَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ
القصص: 38﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ولَمَّا أرسلَ سليمانُ الكتابَ مع الهدهد إلى ملكة سبأ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا ما فعلته ملكة سبأ بعد أن جاءها كتاب سليمان، حيث جمعت أهل الرأي للمشورة، قال تعالى:
﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ..

التفسير :

[30] ثم بيَّنت ما فيه فقالت:إنه من سليمان، وإنه مفتتحﺑ «بسم الله الرحمن الرحيم»

ثم بينت مضمونه فقالتإِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ثم أفصحت عن مصدره فقالت: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وعن مضمونه فقالت: وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وفي ذلك إشارة إلى وصفه بالكرم، حيث اشتمل على اسم الله- تعالى- وعلى بعض صفاته، وعلى ترك التكبر، وعلى الدخول وعلى الدخول في الدين الحق، كما يدل عليه قوله- تعالى-: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ

( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) . فعرفوا أنه من نبي الله سليمان ، وأنه لا قبل لهم به ، وهذا الكتاب في غاية البلاغة والوجازة والفصاحة ، فإنه حصل المعنى بأيسر عبارة وأحسنها ، قال العلماء : ولم يكتب أحد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قبل سليمان ، عليه السلام .

وقد روى ابن أبي حاتم في ذلك حديثا في تفسيره ، حيث قال : حدثنا أبي ، حدثنا هارون بن الفضل أبو يعلى الحناط ، حدثنا أبو يوسف ، عن سلمة بن صالح ، [ عن عبد الكريم ] أبي أمية ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إني أعلم آية لم تنزل على نبي قبلي بعد سليمان بن داود " قال : قلت : يا رسول الله ، أي آية ؟ قال : " سأعلمكها قبل أن أخرج من المسجد " . قال : فانتهى إلى الباب ، فأخرج إحدى قدميه ، فقلت : نسي ، ثم التفت إلي وقال ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) .

هذا حديث غريب ، وإسناده ضعيف .

وقال ميمون بن مهران : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكتب : باسمك اللهم ، حتى نزلت هذه الآية ، فكتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .

الهدهد فدخل من كوّة, فألقى الصحيفة عليها, فقرأتها, فإذا فيها: ( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) وكذلك كانت تكتب الأنبياء لا تطنب, إنما تكتب جملا.

قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: لم يزد سليمان على ما قصّ الله في كتابه إنه وإنه.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ فمضى الهدهد بالكتاب, حتى إذا حاذى الملكة وهي على عرشها ألقى إليها الكتاب.

وقوله: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) والملأ أشراف قومها، يقول تعالى ذكره: قالت ملكة سبأ لأشراف قومها: (يَاأَيُّهَا الْمَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ).

واختلف أهل العلم في سبب وصفها الكتاب بالكريم, فقال بعضهم: وصفته بذلك لأنه كان مختوما.

وقال آخرون: وصفته بذلك لأنه كان من ملك فوصفته بالكرم لكرم صاحبه. وممن قال ذلك ابن زيد.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) قال: هو كتاب سليمان حيث كتب إليها.

وقوله (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) كُسِرت إنَّ الأولى والثانية على الردّ على " إني" من قوله: (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ). ومعنى الكلام: قالت: يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب, وإنه من سليمان.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[30] ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ﴾ فيه استحباب افتتاح الكتب بالبسملة، وباسم مرسلها.
وقفة
[30] ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ﴾ عظمت الكتاب لأنه جاء من ملك عظيم، فكيف تعظيمنا نحن للكتاب الذي جاءنا من رب العالمين؟!
وقفة
[30] ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ﴾ قدم سليمان اسمه على اسم الله خوفًا من أن تتلفظ ملكة سبأ بكلمة لا تليق، وتعظيم اسم الله وحمايته مطلب شرعي.
وقفة
[30] ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ﴾ يستحب في تأليف الكتب والخطب والرسائل أن يُبتدأ فيها بالبسملة.
وقفة
[30] من آثار اتصاف الله جل وعلا بصفة الرحمة تكفيره بعمل (يوم) سيئات (سنة) كاملة، ما ظنكم برب مفتاح كتابه الرحمات ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؟!
وقفة
[30] ﴿الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ﴾ أمر الله بالتذكير بهذه الحقيقة (وجوبًا) ١٧ مرة كل يوم؛ ألا يكفي لنزول السكينة بقلبك ؟!
وقفة
[30] ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ لو لم يعلم الناس عن ربهم إلا هذين الاسمين؛ لكان كافيًا بأن يبدد كل أحزانهم ومتاعبهم، انغمر فى نهر الشعور بها.
وقفة
[30، 31] ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ عرض الدعوة بعزة وعلو لا بتذلل؛ كما كانت مكاتبات ومراسلات نبينا ﷺ.
وقفة
[30، 31] ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ بدأ بالرحمة وثنى بالعزة والكرامة وثلث بالدعوة والاستسلام لله.
وقفة
[30، 31] ﴿بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ﴾ فيها إثبات الصفات لله والنهي عن الانقياد لغير الله، وفيها رد على من قال: الإيمان بالقلب فقط.
وقفة
[30، 31] تأمل كرمه: ﴿بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ:
  • الجملة استئنافية وتبيين لما القي اليها. والجملة بمعنى رد عن سؤال ما هو هذا الكتاب فأجابت بعد ان قرأته: انه من سليمان. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم ان. من سليمان: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف-التنوين-.
  • ﴿ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ:
  • معطوفة بالواو على إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ» وتعرب اعرابها. الله لفظ‍ الجلالة: مضاف اليه مجرور بالاضافة. وعلامة جرّ الاسمين «اسم» و «لفظ‍ الجلالة»: الكسرة.
  • ﴿ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:
  • صفتان-نعتان-للفظ‍ الجلالة مجروران وعلامة جرهما الكسرة.'

المتشابهات :

الفاتحة: 3﴿ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الفاتحة: 1﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
النمل: 30﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
فصلت: 2﴿تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     وبعد أن ذكرت أنه كتاب كريم؛ أفصحت عن مصدره وعن مضمونه، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

إنه ... وإنه:
1- بكسر الهمزة، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحهما، وهى قراءة عكرمة، وابن أبى عبلة.
3- وإنه، بزيادة واو عطف فى الأولى، عطفا على «إنى ألقى» ، وهى قراءة عبد الله.

مدارسة الآية : [31] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ

التفسير :

[31]ألا تتكبروا ولا تتعاظموا عما دعوتكم إليه، وأقْبِلوا إليَّ منقادين لله بالوحدانية والطاعة مسلمين له.

أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَأي:لا تكونوا فوقي بل اخضعوا تحت سلطاني، وانقادوا لأوامري وأقبلوا إلي مسلمين.

وهذا في غاية الوجازة مع البيان التام فإنه تضمن نهيهم عن العلو عليه، والبقاء على حالهم التي هم عليها والانقياد لأمره والدخول تحت طاعته، ومجيئهم إليه ودعوتهم إلى الإسلام، وفيه استحباب ابتداء الكتب بالبسملة كاملة وتقديم الاسم في أول عنوان الكتاب.

أى: ألا تتكبروا على كما يفعل الملوك الجبابرة وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ منقادين طائعين لشريعة الله- وحده، التي توجب عليكم إخلاص العبادة له، دون أحد سواه، إذ هو- سبحانه- الخالق لكل شيء، وكل معبود سواه فهو باطل.

فالكتاب- مع إيجازه- متضمن لفنون البلاغة. ولمظاهر القوة الحكيمة العادلة، التي اتبعها سليمان في رسالته إلى ملكة سبأ وقومها.

وقوله : ( ألا تعلوا علي ) : يقول قتادة : لا تجيروا علي ( وأتوني مسلمين ) .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : لا تمتنعوا ولا تتكبروا علي .

( وأتوني مسلمين ) : قال ابن عباس : موحدين . وقال غيره : مخلصين . وقال سفيان بن عيينة : طائعين .

وقوله (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) يقول: ألقي إليّ كتاب كريم ألا تعلوا عليّ.

ففي " أنْ" وجهان من العربية: إن جعلت بدلا من الكتاب كانت رفعا بما رفع به الكتاب بدلا منه; وإن جعل معنى الكلام: إني ألقي إليّ كتاب كريم ألا تعلوا علي كانت نصبا بتعلق الكتاب بها.

وعنى بقوله: (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ ) ألا تتكبروا ولا تتعاظموا عما دعوتكم إليه.

كما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ ) ألا تمتنعوا من الذي دعوتكم إليه إن امتنعتم جاهدتكم، فقلت لابن زيد: (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ ) ألا تتكبروا علي؟ قال: نعم; قال: وقال ابن زيد: (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) ذلك في كتاب سليمان إليها. وقوله: (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) يقول: وأقبلوا إليّ مذعنين لله بالوحدانية والطاعة.

التدبر :

وقفة
[31] ﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ عندما تركنا العزة في الدين ضاعت هيبتنا، المداهنة بحياتها لن تكسب احترام الآخر لك.
وقفة
[29-31] ﴿إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ الكتاب برسالته لا بكثرة كلماته!

الإعراب :

  • ﴿ أَلاّ تَعْلُوا عَلَيَّ:
  • الا: اصلها: ان: حرف تفسير لا عمل له. و «لا» ناهية جازمة. تعلو: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. بمعنى: الا تتكبروا علي. علي: جار ومجرور متعلق بتعلو. وجملة تَعْلُوا عَلَيَّ» جملة مفسرة لا محل لها من الاعراب. ويجوز ان تكون «ان» مصدرية فتكون جملة «لا تعلوا علي» صلتها لا محل لها. و «ان» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: المقصود هو الا تعلوا علي. او بدل من كِتابٌ كَرِيمٌ» بمعنى: ألقي الى ألا تعلوا علي. ويجوز ان يكون المصدر المؤول في محل جر بحرف جر مقدر, اي بأن لا تعلوا علي.
  • ﴿ وَأْتُونِي:
  • الواو عاطفة. ائتوني: فعل امر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والنون للوقاية والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ مُسْلِمِينَ:
  • حال من ضمير المخاطبين منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد. اي منقادين او مؤمنين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا كان في كتاب سليمان عليه السلام من الدلالة على نبوته؛ أمرهم هنا بعدم التكبر على الحق، وأن يأتوه مسلمين، فقال:
﴿ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تعلوا:
وقرئ:
تغلوا، بالغين المعجمة، وهى قراءة ابن عباس، ووهب بن منبه، والأشهب العقيلي.

مدارسة الآية : [32] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي ..

التفسير :

[32] قالت:يا أيها الأشراف أشيروا عليَّ في هذا الأمر، ما كنت لأفصل في أمر إلا بمحضركم ومشورتكم.

فمن حزمها وعقلها أن جمعت كبار دولتها ورجال مملكتها وقالت: يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي.

أي:أخبروني ماذا نجيبه به؟ وهل ندخل تحت طاعته وننقاد؟ أم ماذا نفعل؟مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِأي:ما كنت مستبدة بأمر دون رأيكم ومشورتكم.

وبعد أن بلغت حاشيتها بمصدر الكتاب ومضمونه، استأنفت حديثها فقالت: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي والفتوى: الجواب على المستفتى فيما سأل عنه، والمراد بها هنا: المشورة وإبداء الرأى.

أى: قالت يا أيها الأشراف والقادة من قومي، أشيروا على ماذا سأفعل في أمر هذا الكتاب الذي جاءني من سليمان، والذي يطلب منا فيه ما سمعتم؟

ثم أضافت إلى ذلك قولها: ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ أى: أنتم تعلمون أنى لا أقطع أمرا يتعلق بشئون المملكة إلا بعد استشارتكم، وأخذ رأيكم.

وفي قولها هذا دليل على حسن سياستها، ورجاحة عقلها، حيث جمعت رءوس مملكتها، واستشارتهم في أمرها، وأعلمتهم أن هذه عادة مطردة عندها. وبذلك طابت نفوسهم، وزادت ثقتهم فيها.

لما قرأت عليهم كتاب سليمان استشارتهم في أمرها ، وما قد نزل بها ; ولهذا قالت : ( يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ) أي : حتى تحضرون وتشيرون .

يقول تعالى ذكره: قالت ملكة سبأ لأشراف قومها: ( يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ) تقول: أشيروا عليّ في أمري الذي قد حضرني من أمر صاحب هذا الكتاب الذي ألقي إليّ, فجعلت المشورة فتيا.

وقوله: (مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ) تقول: ما كنت قاضية أمرا في ذلك حتى تشهدون, فأشاوركم فيه.

كما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: دعت قومها تشاورهم (يَاأَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ) يقول في الكلام: ما كنت لأقطع أمرا دونك ولا كنت لأقضي أمرا, فلذلك قالت: (مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا ) بمعنى: قاضية.

التدبر :

وقفة
[32] ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ﴾ فيها المشاورة والاستعانة بالآراء في الأمور المهمة.
وقفة
[32] ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي﴾ الشُّورى صفةُ القادةِ العظماءِ، ودليلُ رجاحةِ العقلِ، وهي أشبهُ باستعارةِ العقولِ، فاعرفْ قبلَها عقلَ من تستعيرُ.
وقفة
[32] ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي﴾ قيل: إن بلقيس هي أول من سن سنة طلب المشورة.
وقفة
[32] ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾ الاستشارة هي أشبه باستعارة العقول، لكن اعرف قبلها عقل من تستعير.
وقفة
[32] ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ﴾ استدل بالآية على استحباب المشاورة والاستعانة بالآراء في الأمور المهمة.
وقفة
[32] ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ﴾ تعلموا السياسة ولباقة الحديث من بلقيس، حيث جمعت القادة واستشارتهم، وأعلمتهم أن هذه عادتها الراسخة، فطابت نفوسهم، وازدادت بها ثقتهم.
عمل
[32] ﴿مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ﴾ لا تقطع قرارًا في مؤسستك أو بيتك إلا بعد شورى.
وقفة
[32] ﴿مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ﴾ هذا فن الحوار واستمالة القلوب لئلا يخالفوها في الرَّأي والتدبير.
وقفة
[32] تأمل أثر الاستشارة: بلقيس تقول: ﴿ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون﴾، بخلاف فرعون القائل: ﴿ما أريكم إلا ما أرى﴾ [غافر: 29].

الإعراب :

  • ﴿ قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ:
  • اعربت في الآية الكريمة التاسعة والعشرين.
  • ﴿ أَفْتُونِي:
  • فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والنون للوقاية والياء ضمير متصل- ضمير المتكلمة-في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فِي أَمْرِي:
  • جار ومجرور متعلق بأفتوني والياء ضمير متصل-ضمير المتكلمة- في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ ما كُنْتُ:
  • ما: نافية لا عمل لها. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المتكلمة- مبني على الضم في محل رفع اسم «كان».
  • ﴿ قاطِعَةً أَمْراً:
  • خبر «كان» منصوب بالفتحة. امرا: مفعول به لاسم الفاعل قاطِعَةً» منصوب بالفتحة.
  • ﴿ حَتّى تَشْهَدُونِ:
  • حتى: حرف غاية وجر بمعنى «إلى ان».تشهدون:اي «تحضرون» وهي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حَتّى» وعلامة نصبه حذف النون والنون نون الوقاية. والكسرة دالة على حذف ياء المتكلم. والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة تَشْهَدُونِ» صلة «ان» المضمرة لا محل لها.و«ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى. والجار والمجرور متعلق بقاطعة امرا.'

المتشابهات :

يوسف: 43﴿وَسَبۡعَ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفۡتُونِي فِي رُءۡيَٰيَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُونَ
النمل: 29﴿قَالَتۡ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ
النمل: 32﴿قَالَتۡ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ
النمل: 38﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن يَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ
القصص: 38﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا قرأت عليهم كتاب سليمان؛ استشارتهم في أمرها، وما قد نزل بها، قال تعالى:
﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا ..

التفسير :

[33] قالوا مجيبين لها:نحن أصحاب قوة في العدد والعُدَّة وأصحاب النجدة والشجاعة في شدة الحرب، والأمر موكول إليكِ، وأنتِ صاحبة الرأي، فتأملي ماذا تأمريننا به؟ فنحن سامعون لأمرك مطيعون لك.

قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍأي:إن رددت عليه قوله ولم تدخلي في طاعته فإنا أقوياء على القتال، فكأنهم مالوا إلى هذا الرأي الذي لو تم لكان فيه دمارهم، ولكنهم أيضا لم يستقروا عليه بل قالوا: وَالأَمْرُ إِلَيْكِأي:الرأي ما رأيت لعلمهم بعقلها وحزمها ونصحها لهمفَانْظُرِينظر فكر وتدبرمَاذَا تَأْمُرِينَ.

فقد قالوا لها: نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ أى: أصحاب قوة في الأجساد، وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ أى: وأصحاب بلاء شديد في القتال.

وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ أى: موكول إلى رأيك، وإلى ما تطمئن إليه نفسك من قرار.

فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ فتأملى وتفكري فيما تأمريننا به بالنسبة لهذا الكتاب، فنحن سنطيعك في كل ما تطلبينه منا.

( قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد ) أي : منوا إليها بعددهم وعددهم وقوتهم ، ثم فوضوا إليها بعد ذلك الأمر فقالوا : ( والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) أي : نحن ليس لنا عاقة [ ولا بنا بأس ، إن شئت أن تقصديه وتحاربيه ، فما لنا عاقة ] عنه . وبعد هذا فالأمر إليك ، مري فينا برأيك نمتثله ونطيعه .

قال الحسن البصري ، رحمه الله : فوضوا أمرهم إلى علجة تضطرب ثدياها ، فلما قالوا لها ما قالوا ، كانت هي أحزم رأيا منهم ، وأعلم بأمر سليمان ، وأنه لا قبل لها بجنوده وجيوشه ، وما سخر له من الجن والإنس والطير ، وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد أمرا عجيبا بديعا ، فقالت لهم : إني أخشى أن نحاربه ونمتنع عليه ، فيقصدنا بجنوده ، ويهلكنا بمن معه ، ويخلص إلي وإليكم الهلاك والدمار دون غيرنا ; ولهذا قالت :

وقوله: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ) يقول تعالى ذكره: قال الملأ من قوم ملكة سبأ, إذ شاورتهم في أمرها وأمر سليمان: نحن ذوو القوّة على القتال, والبأس الشديد في الحرب, والأمر أيتها الملكة إليك في القتال وفي تركه, فانظري من الرأي ما ترين, فَمُرينا نأتمر لأمرك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ) عرضوا لها القتال, يقاتلون لها, والأمر إليك بعد هذا,(فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ).

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن مجاهد, قال: كان مع ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيول (2) مع كل قيول مئة ألف.

حدثنا عمرو بن عليّ, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا سفيان, عن عطاء بن السائب, عن مجاهد, عن ابن عباس قال: كان مع بلقيس مائة ألف قيل, مع كل قيل مائة ألف.

قال: ثنا وكيع, قال: ثنا الأعمش, قال: سمعت مجاهدا يقول: كانت تحت يد ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيول، والقيول بلسانهم: الملك تحت يد كلّ ملك مائة ألف مقاتل.

------------------------

الهوامش:

(2) القَيْل بفتح فسكون: الملك الصغير في اليمن، وجمعه: أقيال وقيول. وأما القيول، ولعله بفتح القاف، للملك الواحد، فلم أجده بالمعاجم، ولعله لفظ عام عند اليمن.

التدبر :

وقفة
[33] ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ﴾ من قصر النظر أن ترى أكبر حيلتك (القوة)، فكثير من جوانب الحياة ﻻ تتطلب قوتك العضلية بقدر قوتك الفكرية.
وقفة
[33] ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ البطانة الغبية وخيار القوة.
وقفة
[33] ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ القوة مغرية والسلاح باطش! أحست بلقيس من قادة الجيش الطيش والميل إلى الحرب والاستقواء بالسلاح، والميل عن الصواب، فشرعت في رد مقالتهم.
وقفة
[33] ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ أرادوا نحن من أبناء الحرب لا من أبناء الرأي والمشورة، فميداننا ساحات القتال لا قاعات السياسة.
وقفة
[33] أربع كلمات مهلكات: أنا، لي، عندي، نحن: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾ [الأعراف: 12]، ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ﴾ [الزخرف: 51]، ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: 78]، ﴿نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ﴾.
وقفة
[33] أي نهاية تنتظر مملكة سبأ لو أخذت (ملكتهم) بالرأي (الخداج) المفعم بالغرور لهؤلاء الملأ: ﴿نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ دون النظر لمنزلة وقوة صاحب الكتاب، وأي حماقة سيرتكبها هؤلاء في حق بلدهم بمثل هذه الآراء المتهورة؟ وهذه نتيجة متوقعة عندما يوسد الأمر لغير أهله كهؤلاء!
وقفة
[33] ‏﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ طاعة مفتوحة واستعداد تام، ما أجمل أن نجعل هذه الآية شعارًا لنا في طاعة ملكة البيت (الأم) تحت طاعة الله!
وقفة
[33] ‏﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ يا ترى ما السر في هذا الاستعداد التام لأمرها ؟ هل السر في استشارتهم أم في إكرامها لهم أم في تعاملها معهم؟
وقفة
[33] عجيب منطق مستشاري ملكة سبأ، إذ قالوا: ‏﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾، بعد أن طلبت رأيهم بعقل وتجرد، فجوابهم يكرس منهج الاستبداد، بدل أن يرسخ منهج الشورى في مثل هذه الأحداث التي تحدد مصير البلاد.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ:
  • نحن: ضمير منفصل-ضمير المتكلمين-في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به-مقول القول-.اولو: خبر نَحْنُ» مرفوع بالواو لانه ملحق بجمع المذكر السالم. والكلمة تكتب بواو ولا تلفظ‍ وهي جمع بمعنى: ذوو لا واحد له وقيل هي اسم واحده: ذو بمعنى: صاحب. قوة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ:
  • معطوفة بالواو على أُولُوا قُوَّةٍ» وتعرب اعرابها.شديد: صفة-نعت-لبأس مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. بمعنى:نحن ايتها الملكة اصحاب قوة وبأس شديد في الحروب.
  • ﴿ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ:
  • الواو استئنافية. الامر: مبتدأ مرفوع بالضمة. اليك: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ بمعنى: والامر متروك او موكول اليك او منته اليك.
  • ﴿ فَانْظُرِي:
  • الفاء استئنافية او سببية. انظري: فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والياء ضمير متصل-ضمير المخاطبة- مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ ماذا تَأْمُرِينَ:
  • ماذا: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به بتأمرين. تأمرين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول به للفعل «انظر».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ولَمَّا استشارتهم؛ جاء هنا ردُّهم عليها، قال تعالى:
﴿ قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا ..

التفسير :

[34] قالت محذرةً لهم من مواجهة سليمان بالعداوة، ومبيِّنة لهم سوء مغبَّة القتال:إن الملوك إذا دخلوا بجيوشهم قريةً عنوةً وقهراً خرَّبوها وصيَّروا أعزَّة أهلها أذلة، وقتلوا وأسروا، وهذه عادتهم المستمرة الثابتة لحمل الناس على أن يهابوهم

فقالت لهم -مقنعة لهم عن رأيهم ومبينة سوء مغبة القتال-إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَاقتلا وأسرا ونهبا لأموالها، وتخريبا لديارها،وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةًأي:جعلوا الرؤساء السادة أشراف الناس من الأذلين، أي:فهذا رأي غير سديد، وأيضا فلست بمطيعة له قبل الاختبار وإرسال من يكشف عن أحواله ويتدبرها، وحينئذ نكون على بصيرة من أمرنا.

وهنا يحكى لنا القرآن الكريم ما كانت عليه تلك المرأة من دهاء وكياسة، وإيثار للسلم على الحرب، واللين على الشدة، فقال- تعالى-: قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ من شأنهم أنهم إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً

من القرى. أو مدينة من المدن، بعد تغلبهم على أهلها عن طريق الحرب والقتال.. أَفْسَدُوها أى: أشاعوا فيها الفساد والخراب والدمار.

وفوق كل ذلك: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً أى: أهانوا أشرافها ورؤساءها، وجعلوهم أذلة بعد أن كانوا أعزة. ليكونوا عبرة لغيرهم.

وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ أى: وهذه هي عادتهم التي يفعلونها عند دخولهم قرية من القرى، عن طريق القهر والقسر والقتال.

والمقصود من قولها هذا: التلويح لقومها بأن السلم أجدى من الحرب، وأن الملاينة مع سليمان- عليه السلام- أفضل من المجابهة والمواجهة بالقوة.

( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) .

قال ابن عباس : أي إذا دخلوا بلدا عنوة أفسدوه ، أي : خربوه ، ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) أي : وقصدوا من فيها من الولاة والجنود ، فأهانوهم غاية الهوان ، إما بالقتل أو بالأسر .

قال ابن عباس : قالت بلقيس : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) ، قال الرب ، عز وجل ( وكذلك يفعلون )

يقول تعالى ذكره: قالت صاحبة سبأ للملأ من قومها, إذ عرضوا عليها أنفسهم لقتال سليمان, إن أمرتهم بذلك: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً ) عنوة وغلبة ( أفْسَدُوها ) يقول: خرّبوها(وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ) وذلك باستعبادهم الأحرار, واسترقاقهم إياهم; وتناهى الخبر منها عن الملوك في هذا الموضع فقال الله: (وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) يقول تعالى ذكره: وكما قالت صاحبة سبأ تفعل الملوك, إذا دخلوا قرية عنوة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا أبو بكر, في قوله: (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ) قال أبو بكر: هذا عنوة.

حدثنا أبو هشام الرفاعي, قال: ثنا أبو بكر, قال: ثنا الأعمش, عن مسلم, عن ابن عباس, في قوله: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ) قال: إذا دخلوها عنوة خرّبوها.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال ابن عباس: (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ) قال ابن عباس: يقول الله: (وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ).

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[34] ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا﴾ لا بد من دراسة عواقب الأمور قبل الخوض فيها.
عمل
[34] ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا﴾ قل الحق ولو على نفسك، قالتْ ذلك وهي ملِكة قومها!
وقفة
[34] ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا﴾ قالت هذا وهي مَلِكَة، ثم دخلت في الإسلام، الإنصاف والتجرُّد يقودان للخير.
وقفة
[34] ‏﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا﴾ وهذا ديدنهم، وهم على استعداد أيضًا لإبادة بلد كامل مع شعبه في سبيل ترسيخ قواعد حكمهم.
وقفة
[34] ‏﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا﴾ لذا كان أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل.
وقفة
[34] ‏﴿وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ تصديقٌ لرأي بلقيس من جهة الله تبارك وتعالى، وهو كذلك إبراز لقيمة هذه المرأة ونضج رأيها.

الإعراب :

  • ﴿ قالَتْ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.
  • ﴿ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الملوك: اسم إِنَّ» منصوب بالفتحة. والجملة من إِنَّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به-مقول القول-.والجملة الشرطية مع جوابها في محل رفع خبر إِنَّ».اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط‍.
  • ﴿ دَخَلُوا قَرْيَةً:
  • الجملة في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف. دخلوا:فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. قرية: مفعول به منصوب بدخلوا وعلامة نصبه الفتحة. وحال دخولهم محذوفة بمعنى اذا دخلوها عنوة وقهرا.
  • ﴿ أَفْسَدُوها:
  • الجملة الفعلية جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها. افسدوا:تعرب اعراب دَخَلُوا» و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى: خربوها.
  • ﴿ وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ:
  • معطوفة بالواو على أَفْسَدُوها» وتعرب اعرابها. اعزة:مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ أَهْلِها أَذِلَّةً:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اذلة:مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ وَكَذلِكَ:
  • الواو استئنافية. كذلك: الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وهو مضاف. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة اللام للبعد والكاف حرف خطاب.
  • ﴿ يَفْعَلُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ويجوز ان تكون الواو عاطفة. والكاف في محل نصب صفة نائبة عن المصدر بتقدير: ومثل ذلك الفعل يفعلون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا رأت منهم الميلَ إلى القتال؛ بينت لهم هنا مساوئ القتال، قال تعالى:
﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :النمل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ ..

التفسير :

[35]وإني مرسلة إلى سليمان وقومه بهديَّة مشتملة على نفائس الأموال أصانعه بها، ومنتظرة ما يرجع به الرسل.

فقالت: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَمنه. هل يستمر على رأيه وقوله؟ أم تخدعه الهدية وتتبدل فكرته وكيف أحواله وجنوده؟ فأرسلت له هدية مع رسل من عقلاء قومها وذوي الرأي:منهم

ثم صرحت لهم بما ستفعله معه فقالت: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ. وقوله: فَناظِرَةٌ معطوف على مُرْسِلَةٌ وهو من الانتظار بمعنى الترقب.

أى: وإنى قد قررت أن أرسل إلى سليمان وجنوده هدية ثمينة تليق بالملوك أصحاب الجاه والقوة والسلطان، وإنى لمنتظرة ماذا سيقول سليمان لرسلي عند ما يرى تلك الهدية. وماذا سيفعل معهم.

قال ابن عباس: قالت لقومها إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه.

وقال قتادة: رحمها الله ورضى عنها ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها!! لقد علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس .

ثم حكى- سبحانه- بعد ذلك ما كان من سليمان عند ما رأى الهدية، فقال- تعالى-:

ثم عدلت إلى المهادنة والمصالحة والمسالمة والمخادعة والمصانعة ، فقالت : ( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) أي : سأبعث إليه بهدية تليق به وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك ، فلعله يقبل ذلك ويكف عنا ، أو يضرب علينا خراجا نحمله إليه في كل عام ، ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا . قال قتادة : رحمها الله ورضي عنها ، ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها!! علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس .

وقال ابن عباس وغير واحد : قالت لقومها : إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه ، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه .

ذكر أنها قالت: إني مرسلة إلى سليمان, لتختبره بذلك وتعرفه به, أملك هو, أم نبيّ؟ وقالت: إن يكن نبيا لم يقبل الهدية, ولم يرضه منا, إلا أن نتبعه على دينه, وإن يكن ملكا قبل الهدية وانصرف.

*ذكر الرواية عمن قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قالت: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) قال: وبعثت إليه بوصائف ووصفَاء, وألبستهم لباسا واحدا حتى لا يعرف ذكر من أنثى, فقالت: إن زيل بينهم حتى يعرف الذكر من الأنثى, ثم ردّ الهدية فإنه نبيّ, وينبغي لنا أن نترك ملكنا, ونتبع دينه, ونلحق به.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ ) قال: بجوار لباسهم لباس الغلمان, وغلمان لباسهم لباس الجواري.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قولها: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ ) قال: مائتي غلام ومائتي جارية. قال ابن جُرَيج: قال مجاهد: قوله: ( بِهَديَّةٍ ) قال: جوار ألبستهن لباس الغلمان, وغلمان ألبستهم لباس الجواري.

قال ابن جُرَيج: قال: قالت: فإن خلص الجواري من الغلمان, وردّ الهدية فإنه نبيّ, وينبغي لنا أن نتبعه.

قال ابن جُرَيج, قال مجاهد: فخلص سليمان بعضهم من بعض, ولم يقبل هديتها.

قال: ثنا الحسين, قال: ثنا سفيان, عن معمر, عن ثابت البُنَانيّ, قال: أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج، فلما بلغ ذلك سليمان أمر الجنّ فموّهوا له الآجرّ بالذهب, ثم أمر به فألقي في الطرق، فلما جاءوا فرأوه ملقى ما يُلتفت إليه, صغر في أعينهم ما جاءوا به.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ... الآية, وقالت: إن هذا الرجل إن كان إنما همته الدنيا فسنرضيه, وإن كان إنما يريد الدين فلن يقبلَ غيره (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ).

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن بعض أهل العلم, عن وهب بن منبه, قال: كانت بلقيس امرأة لبيبة أديبة في بيت ملك, لم تملك إلا لبقايا من مضى من أهلها, إنه قد سيست وساست حتى أحكمها ذلك, وكان دينها ودين قومها فيما ذكر الزنديقية; فلما قرأت الكتاب سمعت كتابا ليس من كتب الملوك التي كانت قبلها, فبعثت إلى المقَاولة من أهل اليمن, فقالت لهم: يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ إلى قوله (بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) ثم قالت: إنه قد جاءني كتاب لم يأتني مثله من ملك من الملوك قبله, فإن يكن الرجل نبيا مرسلا فلا طاقة لنا به ولا قوّة, وإن يكن الرجل ملكا يكاثر, فليس بأعز منا, ولا أعدّ. فهيَّأت هدايا مما يُهدَى للملوك, مما يُفتنون به, فقالت: إن يكن ملكا فسيقبل الهدية ويرغب في المال, وإن يكن نبيا &; 19-457 &; فليس له في الدنيا حاجة, وليس إياها يريد, إنما يريد أن ندخل معه في دينه ونتبعه على أمره, أو كما قالت.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ ) بعثت بوصائف ووصفاء, لباسهم لباس واحد, فقالت: إن زيَّل بينهم حتى يعرف الذكر من الأنثى, ثم رد الهدية فهو نبي, وينبغي لنا أن نتبعه, وندخل في دينه; فزيل سليمان بين الغلمان والجواري, وردّ الهدية, فقال (أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ ).

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: كان في الهدايا التي بعثت بها وصائف ووصفاء يختلفون في ثيابهم, ليميز الغلمان من الجواري, قال: فدعا بماء, فجعل الجواري يتوضأن من المرفق إلى أسفل, وجعل الغلمان يتوضئون من المرفق إلى فوق. قال: وكان أبي يحدثنا هذا الحديث.

حدثنا عبد الأعلى, قال: ثنا مروان بن معاوية, قال: ثنا إسماعيل, عن أبي صالح: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ ) قال: أرسلت بلبنة من ذهب, وقالت: إن كان يريد الدنيا علمته, وإن كان يريد الآخرة علمته.

وقوله: (فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) تقول: فأنظر بأيّ شيء من خبره وفعله في هديتي التي أرسلها إليه ترجع رسلي, أبقبول وانصراف عنا, أم بردّ الهدية والثبات على مطالبتنا باتباعه على دينه؟ وأسقطت الألف من " ما " في قوله ( بِمَ ) وأصله: بما, لأن العرب إذا كانت " ما " بمعنى: أي, ثم وصلوها بحرف خافض أسقطوا ألفها تفريقا بين الاستفهام وغيره, كما قال جلّ ثناؤه عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ و قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ , وربما أثبتوا فيها الألف, كما قال الشاعر:

عَلامَـــا قــامَ يَشْــتُمِني لَئِــيمٌ

كَخِــنزيرٍ تَمَــرَّغَ فِــي تُــرَاب (3)

وقالت: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ ) وإنما أرسلت إلى سليمان وحده على النحو الذي بينا في قوله: عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ ،

------------------------

الهوامش:

(3) البيت لحسان بن ثابت وهو من شواهد كتاب المغني لابن هشام: "ما" وفي قافيته روايتان أخريان: (في دمان، في رماد). قال ابن هشام: ويجب حذف ألف "ما" الاستفهامية إذا جرت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، نحو: فيم، وإلام، وعلام، وبم، وعلة حذف الألف: الفرق بين الاستفهام والخبر، فلهذا حذفت في نحو (فيم أنت من ذكراها)، (فناظرة بم يرجع المرسلون)، (لم تقولون ما لا تفعلون) وأما قراءة عكرمة وعيسى: (عما يتساءلون) فنادر، وأما قول حسان "على ما قام" البيت، فضرورة، والدمان كالرماد: وزنًا ومعنًى. ويروى: في رماد، فلذلك رجحته على تفسير ابن الشجري له بالسرجين ومثله قول الآخر:

إنـــا قتلنــا بقتلانــا ســراتكم

أهــل اللـواء ففيمـا يكـثر القيـل

وهذا يتضمن معنى قول المؤلف في هذا الشاهد.

التدبر :

وقفة
[35] ‏﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾ سر هدية بلقيس: قال ابن عباس: «قالت لقومها إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه».
وقفة
[35] ‏﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾ ملكة سبأ تعلم أن التعامل المادي قد يكف شرًا ويجلب ودًّا، لكن لم تعلم أنها تتعامل مع حاكم من طراز آخر.
وقفة
[35] ‏﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾ النفس الضعيفة لا يغنيها حتى الملك، وإلا فكيف الملوك تقبل الرشوة.
وقفة
[35] ‏﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾ الهدية هي القوة الناعمة في التأثير، ولذلك تستخدمها المرأة كثيرًا، وإذا أرادت المرأة كسب زوجها فعليها بالهدية.
وقفة
[35] ﴿وَإِنِّى مُرْسِلَةٌإِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾ اختيار الأسلوب الأمثل في التعامل مع الناس وفق شخصيتهم هو عين الحكمة.
عمل
[35] ‏﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾ قدِّم هدية لمن تطمع في هدايته؛ لما فيها من توادِّ القلوب.
وقفة
[35] ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ قالت لقومها: إني أجرب هذا الرجل بهدية من نفائس الأموال، فإن كان ملكًا دنيويًّا أرضاه المال، وإن كان نبيًّا لم يرضه المال، وإنما يرضيه دخولنا في دينه، فبعثت إليه هدية عظيمة.
عمل
[35] ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ لا تتخذ قرارًا عاجلًا، بل ضع لك تجربة لحل المشكلة وانتظر النتيجة.
وقفة
[35] ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ حسن الظن بكل من أهدى لك هدية قد يزري ويردي، فانظر في القرائن والأحوال قبل أن تردها أو تقبلها.
وقفة
[35] ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ أخوف شيء على الداعي إلى الحق أن يُمتحن بحطام الدنيا؛ إذ بمثل هذا يتمخض صدقه في دعوته من عدمه.
وقفة
[35] ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ قال قتادة: «رحمها الله ورضي عنها، ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها! علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس»، وقال ابن عباس وغير واحد: «قالت لقومها: إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه».
وقفة
[35] التعامل مع الناس يتم بالتروى والصبر؛ فلا تستعجلوه بالقرارات والأحكام ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾.
وقفة
[35] من الهدايَا المُحرَّمة ما كان في مُقابِلِ التنازُل عن حقِّ الله وشرعِه، أو إقرارِ الباطِلِ والرِّضَا به، كما ذكَرَ الله ذلك عن ملِكَة سبَأ في مُحاولَتها مع سُليمان عليه السلام: ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾.
وقفة
[32-35] استشارت بلقيس ملأها: ﴿أَفْتُونِي فِي أَمْرِي﴾، فأشاروا: ﴿نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾، فتركت رأيهم وقالت: ‏﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾، فكانت حكمتها طريق إسلامها.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ:
  • الواو عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل-ضمير المتكلمة-في محل نصب اسم «ان».مرسلة:خبرها مرفوع بالضمة.
  • ﴿ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ:
  • الى حرف جر و «هم» ضمير الغائبين المقصود سليمان على صيغة التفخيم في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بمرسلة او بحال محذوفة من «هدية» لانه مقدم عليها. بهدية: جار ومجرور متعلق بمفعول اسم الفاعل مُرْسِلَةٌ» المحذوف بتقدير: مرسلة رسلا بهدية لان الهدية لا ترسل بنفسها.
  • ﴿ فَناظِرَةٌ:
  • الفاء عاطفة. ناظرة: معطوفة على مُرْسِلَةٌ» مرفوعة مثلها.ويجوز ان تكون خبر مبتدأ محذوف بمعنى: فأنا ناظرة.
  • ﴿ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ:
  • م: اصلها: الباء حرف جر و «ما» الاستفهامية التي سقطت ألفها لانها جرت بحرف الجر. الباء: حرف جر و «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلق بيرجع او بناظرة. يرجع: فعل مضارع مرفوع بالضمة. المرسلون: فاعل مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل «ناظرة'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد أن بينت لهم مساوئ القتال؛ صرحت لهم هنا بما ستفعله مع سليمان عليه السلام، قال تعالى:
﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف