44571727374757677787980818283

الإحصائيات

سورة يس
ترتيب المصحف36ترتيب النزول41
التصنيفمكيّةعدد الصفحات5.80
عدد الآيات83عدد الأجزاء0.30
عدد الأحزاب0.60عدد الأرباع2.30
ترتيب الطول38تبدأ في الجزء22
تنتهي في الجزء23عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 19/29يس: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (71) الى الآية رقم (76) عدد الآيات (6)

العودةُ لبيانِ أدلَّةِ قدرتِه ونعمِه تعالى على خلقِه، وبالرغمِ من ذلك اتَّخذَ المشركونَ من دونِ اللهِ آلهةً يعبدُونَها رجاءَ أن تنصرَهم، وهي لا تستطيعُ ذلك.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (77) الى الآية رقم (83) عدد الآيات (7)

بعدَ بيانِ أدلَّةِ القدرةِ ردَّ اللهُ هنا على مُنكِري البعثِ بأجوبةٍ ثلاثةٍ: الإعادةُ مثلُ البدءِ بل أهونُ، وقدرةُ اللهِ على إيجادِ النَّارِ من الشجرِ الأخضرِ، وخلقُ ما هو أعظمُ من الإنسانِ، وهو خلقُ السمواتِ والأرضِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة يس

الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات/ قدرة الله على البعث

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • لماذا الاستمرار في الدعوة إلى الله؟:   لماذا يبقى المرء مصرًا على الدعوة إلى الله سواء اهتدى الناس أم لم يهتدوا: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ... لِتُنْذِرَ قَوْمًا ...﴾ (1-6)؟ لأن الدعوة إلى الله عبادة لله، وأنت تتقرب إلى الله بهذه العبادة سواء أرأيت النتائج أمامك أم لم ترها. عليك أن تستمر في الدعوة إلى الله؛ لأن الناس مهما كانوا بعيدين عن الحق فقد تكون قلوبهم حيّة، وقد يستجيبون للدعوة في وقت ما، فعلينا ألّا نفقد الأمل من دعوتهم.وتخبر السورة أن المهمة ليست يسيرة، بل صعبة: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ (6).
  • • نموذج رائع للاستمرار في الدعوة رغم الصعوبات::   نرى في هذه السورة القصة الشهيرة، قصة القرية التي أرسل الله لها ثلاثة من المرسلين: ﴿وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلًا أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ﴾ (13–14)، رغم أنه قد أرسل إليها ثلاثة أنبياء، لكن هناك رجلًا أحس بمسؤوليته عن هذا الدين وكان موقفه رائعًا: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ * ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (20–22)، إنها قصة رجل لم يقف مكتوف اليدين دون أن يدعو إلى الله، بحجة وجود الأنبياء في هذه القرية، لكنه أصر على الاستمرار في دعوة قومه رغم أنهم لم يستجيبوا للأنبياء الذين هم أفضل منه بكثير، وهكذا نرى أن هذه القصة تصب في محور السورة مباشرة: إياك واليأس من دعوة الناس إلى الله.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «يس».
  • • معنى الاسم ::   حرفان من حروف هجائية أو مقطعة، ابتدأت بها 29 سورة من سور القرآن، وتنطق (يا سين).
  • • سبب التسمية ::   لأن ‏الله ‏افتتح ‏السورة ‏الكريمة ‏بهما، وقد انفردت السورة بافتتاحها بهذين الحرفين‏‏.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   1. «قَلْبُ القُرآن» وجاء هذا الوصف للسورة في حديث، ولكنه ضعيف. 2. «سورة حبيب النجار»؛ لأنها اشتملت على قصته، وإن كان لم يثبت في حديث صحيح أن الرجل المقصود في الآية: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ ...﴾ (20) أن اسمه حبيب النجار، وإنما اشتهر ذلك عند بعض المفسرين.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات.
  • • علمتني السورة ::   أن التذكير والإنذار ينفع الذين اتبعوا القرآن وخافوا من الله تعالى في الغيب: ﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن أذهب إلى مجموعة من الغافلين عن الصلاة، وأنصحهم بأدائها: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾
  • • علمتني السورة ::   لا تَدَعْ الحقَّ من أجل الاستهزاء به؛ لأنَّ أهلَ الباطلِ لا يزالون يستهزئون بالحقِّ وقائلِه: ﴿إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بـ: (يس)».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ». وسورة يس من المثاني التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان الإنجيل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • اشتهر في كتب السيرة أن الكفار لما أحاطوا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ليقتلوه، خرج عليهم صلى الله عليه وسلم وفي يده حفنة من التراب، وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو صدر سورة يس إلى قوله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (9).
    • يذكر العوام أن «يس» و«طه» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح
    • قال الشيخ ابن باز رحمه الله: وليس «طه» و«يس» من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في أصح قولي العلماء، بل هما من الحروف المقطعة في أوائل السور؛ مثل «ص» و«ق» و«ن» ونحوها.
    • ذهب جمهور العلماء (منهم: الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى استحباب قراءة سورة يس عند المحتضر, واستدلوا على ذلك ببعض الأدلة: منها: عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ».
    • وسئل ابن عثيمين: هل قراءة سورة (يس) عند المحتضر ثابتة في السنة أم لا؟ فأجاب: قراءة (يس) عند المحتضر سنة عند كثير من العلماء, لقوله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ»، لكن هذا الحديث تكلم فيه بعضهم وضعفه، فعند من صححه تكون قراءة هذه السورة سنة، وعند من ضعفه لا تكون سنة، والله أعلم.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أن نستمر في الدعوة الله؛ حتى لو كان ظاهر الناس لا يبشّر بالخير.
    • أن نتق الله تعالى في السر والعلن؛ فجميع أعمالنا محصاة علينا: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾ (12).
    • أن نفكر في مخلوقات الله تعالى، في الأرض وثمارها، وفي السماء وكواكبها: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ (33).
    • أن نكثر من شكر الله تعالى على نعمه وفضله: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ ...﴾ (34، 35).
    • أن نتأمَّل لو لم توجدْ وسائلُ النَّقلِ الحديثةِ! ثم نشكر اللهَ على تسخيرِها لنا: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾ (41، 42).
    • أن ننفق في سبيل الله تعالى ولا نبخل: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (47).
    • أن ننتبه، فجميع أعمالنا محصاة علينا من خير وشر: ﴿فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (54).
    • أن نحذر من اتباع خطوات الشيطان، ونستعذ بالله منه: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ (60).
    • أن نتبع صراط الله المستقيم؛ وهو: عبادة الله وحده لا شريك له: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ (61).
    • أن نحذر من أقرب الشهود علينا: اليدان والرجلان: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (65).

تمرين حفظ الصفحة : 445

445

مدارسة الآية : [71] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ ..

التفسير :

[71] أولم ير الخلق أنا خلقنا لأجلهم أنعاماً ذللناها لهم، فهم مالكون أمرها؟

يأمر تعالى العباد بالنظر إلى ما سخر لهم من الأنعام وذللها، وجعلهم مالكين لها، مطاوعة لهم في كل أمر يريدونه منها، وأنه جعل لهم فيها منافع كثيرة من حملهم وحمل أثقالهم ومحاملهم وأمتعتهم من محل إلى محل، ومن أكلهم منها، وفيها دفء، ومن أوبارها وأشعارها وأصوافها أثاثا ومتاعا إلى حين، وفيها زينة وجمال، وغير ذلك من المنافع المشاهدة منها،{ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} اللّه تعالى الذي أنعم بهذه النعم، ويخلصون له العبادة ولا يتمتعون بها تمتعا خاليا من العبرة والفكرة.

والاستفهام في قوله- تعالى-: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً ...

للإنكار والتعجب من أحوال هؤلاء المشركين، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام.

والأنعام: جمع نعم: وهي الإبل والبقر والغنم.

والمعنى: أعمى هؤلاء المشركون عن مظاهر قدرتنا، ولم يروا بأعينهم، ولم يعلموا بعقولهم.

أنا خلقنا لهم مما عملته أيدينا. وصنعته قدرتنا. أنعاما كثيرة هم لها مالكون يتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه.

وأسند- سبحانه- العمل إلى الأيدى، للإشارة إلى أن خلق هذه الأنعام كان بقدرته - تعالى- وحده دون أن يشاركه في ذلك مشارك، أو يعاونه معاون. كما يقول القائل: هذا الشيء فعلته بيدي وحدي، للدلالة على تفرده بفعله.

والتعبير بقوله- تعالى- لَهُمْ للإشعار بأن خلق هذه الأنعام إنما حدث لمنفعتهم ومصلحتهم.

وما في قوله مِمَّا عَمِلَتْ موصولة. والعائد محذوف. أى: مما عملته أيدينا.

وقوله: فَهُمْ لَها مالِكُونَ بيان لإحدى المنافع المترتبة على خلق هذه الأنعام لهم.

يذكر تعالى ما أنعم به على خلقه من هذه الأنعام التي سخرها لهم ، ( فهم لها مالكون ) : قال قتادة : مطيقون أي : جعلهم يقهرونها وهي ذليلة لهم ، لا تمتنع منهم ، بل لو جاء صغير إلى بعير لأناخه ، ولو شاء لأقامه وساقه ، وذاك ذليل منقاد معه . وكذا لو كان القطار مائة بعير أو أكثر ، لسار الجميع بسير صغير .

القول في تأويل قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71)

يقول تعالى ذكره ( أَوَلَمْ يَرَوْا ) هؤلاء المشركون بالله الآلهة والأوثان ( أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ) يقول: مما خلقنا من الخلق ( أَنْعَامًا ) وهي المواشي التي خلقها الله لبني آدم، فسخَّرها لهم من الإبل والبقر والغنم ( فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ) يقول: فهم لها مصرِّفون كيف شاءوا بالقهر منهم لها والضبط.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ) أي: ضابطون .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ) فقيل له: أهي الإبل؟ فقال: نعم، قال: والبقر من الأنعام، وليست بداخلة في هذه الآية، قال: والإبل والبقر والغنم من الأنعام، وقرأ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ قال: والبقر والإبل هي النعم، وليست تدخل الشاء في النعم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[71] ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾ من فضل الله ونعمته على الناس تذليل الأنعام لهم، وتسخيرها لمنافعهم المختلفة.
وقفة
[71] ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾ أي: ضابطون قاهرون، أي: لم يخلق الأنعام وحشية نافرة من بني آدم لا يقدرون على ضبطها، بل هي مسخرة لهم.
وقفة
[71] ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾ متملكون لها بتمليكنا إياها، أو متمكنون من ضبطها والتصرف فيها بتسخيرنا إياها.
وقفة
[71، 72] ما الحكمة في التنصيص على الأنعام في هذه الآية: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ﴾ يقول القاسمي رحمه الله: «والسر في إفراده هذه النعمة، والتذكير بها دون غيرها من نعمة وأياديه، أن بها حياة العرب وقوام معاشهم؛ إذ منها طعامهم وشرابهم ولباسهم وأثاثهم وخباؤهم وركوبهم وجمالهم، فلولا تفضله تعالى عليهم بتذليلها لهم، لما قامت لهم قائمة».

الإعراب :

  • ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا:
  • الهمزة همزة تقرير بلفظ‍ استفهام. الواو حرف عطف على معطوف عليه منوي من جنس المعطوف. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يروا: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ أَنّا خَلَقْنا لَهُمْ:
  • انّ مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به لأن الرؤية هنا بصرية وليست قلبية على معنى: ألم يعلموا. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» والجملة الفعلية بعدها: في محل رفع خبرها. خلق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخلقنا.
  • ﴿ مِمّا عَمِلَتْ أَيْدِينا:
  • أصلها: من: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. عملت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب. أيدي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة وجملة عَمِلَتْ أَيْدِينا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد -الراجع-الى الموصول ضمير محذوف اختصارا محله النصب لأنه مفعول به. التقدير: مما عملته أيدينا. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية والجملة الفعلية: صلتها لا محل لها من الاعراب. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخلقنا. أي من صنعتنا أو من عملنا وعمل الأيدي استعارة من عمل من يعملون بالأيدي.
  • ﴿ أَنْعاماً:
  • مفعول به منصوب بخلقنا وعلامة نصبه الفتحة أي بهائم. مفردها نعم.
  • ﴿ فَهُمْ لَها مالِكُونَ:
  • الفاء: استئنافية. تفيد التعليل. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لها: جار ومجرور متعلق بخبر «هم» مالكون: خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين في المفرد والكلمة اسم فاعل حذف مفعوله لأن الجار والمجرور «لها» يدل عليه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [71] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ الأدلةَ على الأصول الثلاثة: الوحدانية والرسالة والحشر؛ أعادَ هنا الكلامَ في الوحدانية، وذكر بعض دلائلها، قال تعالى:
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [72] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا ..

التفسير :

[72] وسخَّرناها لهم، فمنها ما يركبون في الأسفار، ويحملون عليها الأثقال، ومنها ما يأكلون.

يأمر تعالى العباد بالنظر إلى ما سخر لهم من الأنعام وذللها، وجعلهم مالكين لها، مطاوعة لهم في كل أمر يريدونه منها، وأنه جعل لهم فيها منافع كثيرة من حملهم وحمل أثقالهم ومحاملهم وأمتعتهم من محل إلى محل، ومن أكلهم منها، وفيها دفء، ومن أوبارها وأشعارها وأصوافها أثاثا ومتاعا إلى حين، وفيها زينة وجمال، وغير ذلك من المنافع المشاهدة منها،{ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} اللّه تعالى الذي أنعم بهذه النعم، ويخلصون له العبادة ولا يتمتعون بها تمتعا خاليا من العبرة والفكرة.

أما المنافع الأخرى فقد جاءت بعد ذلك في قوله: وَذَلَّلْناها لَهُمْ ... أى: وجعلنا هذه الأنعام مذللة ومسخرة لهم، بحيث أصبحت في أيديهم سهلة القيادة، مطواعة لما يريدونه منها، يقودونها فتنقاد للصغير والكبير. كما قال القائل:

لقد عظم البعير بغير لبّ ... فلم يستغن بالعظم البعير

يصرّفه الصبى بكل وجه ... ويحبسه على الخسف الجرير

وتضربه الوليدة بالهراوى ... فلا غير لديه ولا نكير

ففي هذه الجملة الكريمة تذكير لهم بنعمة تسخير الأنعام لهم، ولو شاء- سبحانه- لجعلها وحشية بحيث ينفرون منها.

والفاء في قوله: فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ تفريع على ما تقدم وركوب بمعنى مركوب.

أى: وصيرنا هذه الأنعام مذللة ومسخرة لهم، فمنها ما يستعملونه في ركوبهم والانتقال عليها من مكان إلى آخر، ومنها ما يستعملونه في مآكلهم عن طريق ذبحه.

وقوله : ( فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ) أي : منها ما يركبون في الأسفار ، ويحملون عليه الأثقال ، إلى سائر الجهات والأقطار . ( ومنها يأكلون ) إذا شاءوا نحروا واجتزروا .

وقوله ( وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ ) يقول: وذللنا لهم هذه الأنعام ( فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ ) يقول: فمنها ما يركبون كالإبل يسافرون عليها؛ يقال: هذه دابة ركوب، والرُّكوب بالضم: هو الفعل ( وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ) لحومها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ ) : يركبونها يسافرون عليها( وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ) لحومها .

التدبر :

وقفة
[72] ﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾ قال ابن كثير: «أي جعلهم يقهرونها وهي ذليلة لهم، لا تمتنع منهم، بل لو جاء صغير إلى بعير لأناخه، ولو شاء لأقامه وساقه، وذاك ذليل منقاد معه، وكذا لو كان القطار مائة بعير أو أكثر لسار الجميع بسير الصغير».
وقفة
[72] ﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾ ما خضوع الأنعام لنا إلا بتسخير الله لها، وليس بقدراتنا، فعند الأضحية، تذكر أن الله هو من ذللها لك.
وقفة
[72] ﴿وَذَلَّلناها لَهُم فَمِنها رَكوبُهُم وَمِنها يَأكُلونَ﴾ وهل كنا نستطيع ركوبها والحمل عليها إلا بتذليل الله لها؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَذَلَّلْناها لَهُمْ:
  • معطوفة بالواو على خَلَقْنا لَهُمْ» وتعرب إعرابها. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أي البهائم.
  • ﴿ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ:
  • الفاء استئنافية. منها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. ركوب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة ويجوز أن يكون المعنى فمن منافعها ركوبهم.
  • ﴿ وَمِنْها يَأْكُلُونَ:
  • الواو عاطفة. منها: أعربت. يأكلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف لأنه معلوم ولأن ما قبله يدل عليه. التقدير: فمنها مطاياهم ومنها بهائم يأكلون. و «منها» جار ومجرور متعلق بيأكلون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [72] لما قبلها :     ولَمَّا كان المِلْكُ لا يَستلزِمُ الطَّواعيَةَ؛ قال تعالى هنا:
﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ركوبهم:
1- فعول بمعنى مفعول، كالحضور والحلوب، وهو مما لا ينقاس، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- ركوبتهم، وهى فعول بمعنى مفعول، وهى قراءة أبى، وعائشة.
3- ركوبهم، بضم الراء، وبغير تاء، مصدرا حذف مضافه، أي: ذو ركوبهم، وهى قراءة الحسن، وأبى البرهسم، والأعمش.

مدارسة الآية : [73] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا ..

التفسير :

[73] ولهم فيها منافع أخرى ينتفعون بها، كالانتفاع بأصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ولباساً، وغير ذلك، ويشربون ألبانها، أفلا يشكرون الله الذي أنعم عليهم بهذه النعم، ويخلصون له العبادة؟

يأمر تعالى العباد بالنظر إلى ما سخر لهم من الأنعام وذللها، وجعلهم مالكين لها، مطاوعة لهم في كل أمر يريدونه منها، وأنه جعل لهم فيها منافع كثيرة من حملهم وحمل أثقالهم ومحاملهم وأمتعتهم من محل إلى محل، ومن أكلهم منها، وفيها دفء، ومن أوبارها وأشعارها وأصوافها أثاثا ومتاعا إلى حين، وفيها زينة وجمال، وغير ذلك من المنافع المشاهدة منها،{ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} اللّه تعالى الذي أنعم بهذه النعم، ويخلصون له العبادة ولا يتمتعون بها تمتعا خاليا من العبرة والفكرة.

وفضلا عن كل ذلك، فإنهم «لهم» في تلك الأنعام «منافع» أخرى غير الركوب وغير الأكل كالانتفاع بها في الحراثة وفي نقل الأثقال ... ولهم فيها- أيضا- «مشارب» حيث يشربون من ألبانها.

والاستفهام في قوله: أَفَلا يَشْكُرُونَ للتخصيص على الشكر، أى: فهلا يشكرون الله- تعالى- على هذه النعم، ويخلصون له العبادة والطاعة.

( ولهم فيها منافع ) أي : من أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين ، ( ومشارب ) أي : من ألبانها وأبوالها لمن يتداوى ، ونحو ذلك . ( أفلا يشكرون ) ؟ أي : أفلا يوحدون خالق ذلك ومسخره ، ولا يشركون به غيره ؟

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73)

يقول تعالى ذكره: ولهم في هذه الأنعام منافع، وذلك منافع في أصوافها وأوبارها وأشعارها باتخاذهم من ذلك أثاثًا ومتاعًا، ومن جلودها أكنانا، ومشارب يشربون ألبانها.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ) يلبسون أصوافها( وَمَشَارِبُ ) يشربون ألبانها .

وقوله ( أَفَلا يَشْكُرُونَ ) يقول: أفلا يشكرون نعمتي هذه، وإحساني إليهم بطاعتي، وإفراد الألوهية والعبادة، وترك طاعة الشيطان وعبادة الأصنام.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[73] ﴿وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ﴾ كل شيء خلقه الله له منافع متعددة، فالبعير مثلًا: مركوب ومتعة وفيه مأكل ومشرب وفي جلوده منافع، فسبحان من أبدع خلقه!
وقفة
[73] ﴿وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ﴾ فرع على هذا التذكير والامتنان قوله: ﴿أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾ استفهامًا تعجيبيًا؛ لتركهم تكرير الشكر على هذه النعم العِدّة، فلذلك جيء بالمضارع المفيد للتجديد والاستمرار؛ لأن تلك النعم متتالية متعاقبة في كل حين.
وقفة
[73] ﴿وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾ هذه المنافع بأكل لحومها، والانتفاع بشحومها، وشرب ألبانها، والحمل عليها، وقطع المسافات الطويلة بها، ثم الاستفادة بأصوافها وأوبارها وأشعارها، ومع هذا قصَّروا في شكرها.
وقفة
[73] محور سورة يس: ﴿أَفَلا يَشكُرونَ﴾؛ فالحمد لله كثيرًا.
عمل
[71-73] اشكر الله تعالى على نعمة المركب والمأكل والمشرب والملبس.
وقفة
[73-74] ﴿وَلَهُم فيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشكُرونَ * وَاتَّخَذوا مِن دونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُم يُنصَرونَ﴾ عدم شكر النعم يحيد بك عن الطريق المستقيم.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ:
  • الواو عاطفة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. فيها: جار ومجرور متعلق بحال من «منافع».منافع: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف-التنوين-على وزن مفاعل. ومن الجموع المنتهية بألف بعده حرفان. و «مشارب»: معطوفة بالواو على «منافع» وتعرب مثلها.
  • ﴿ أَفَلا يَشْكُرُونَ:
  • الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. الفاء زائدة-تزيينية- لا: نافية لا عمل لها. يشكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعولها أي أفلا يشكرون هذه النعم؟ .'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [73] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ من منافعِ الأنعام: الركوب والأكل؛ بَيَّنَ هنا منافع أخرى، ثم حثَّ على شكر هذه النعم، قال تعالى:
﴿ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [74] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً ..

التفسير :

[74] واتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها؛ طمعاً في نصرها لهم وإنقاذهم من عذاب الله.

هذا بيان لبطلان آلهة المشركين، التياتخذوها مع اللّه تعالى، ورجوا نصرها وشفعها، فإنها في غاية العجز{ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} ولا أنفسهم ينصرون، فإذا كانوا لا يستطيعون نصرهم، فكيف ينصرونهم؟ والنصر له شرطان:الاستطاعة [والقدرة]فإذا استطاع، يبقى:هل يريد نصرة من عبده أم لا؟ فَنَفْيُ الاستطاعة، ينفي الأمرين كليهما.

{ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} أي:محضرون هم وهم في العذاب، ومتبرئ بعضهم من بعض، أفلا تبرأوا في الدنيا من عبادة هؤلاء، وأخلصوا العبادة للذي بيده الملك والنفع والضر، والعطاء والمنع، وهو الولي النصير؟

ثم بين- سبحانه- موقفهم الجحودى من هذه النعم فقال: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ.

أى: إن هؤلاء الكافرين لم يقابلوا نعمنا عليهم بالشكر، وإنما قابلوها بالجحود والبطر.

فقد تركوا عبادتنا، واتخذوا من دوننا آلهة أخرى لا تنفع ولا تضر، متوهمين أنها تنصرهم عند ما يطلبون نصرها. وراجين أن تدفع عنهم ضرا عند التماس ذلك منها.

يقول تعالى منكرا على المشركين في اتخاذهم الأنداد آلهة مع الله ، يبتغون بذلك أن تنصرهم تلك الآلهة وترزقهم وتقربهم إلى الله زلفى .

قوله ( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً ) يقول: واتخذ هؤلاء المشركون من دون الله آلهة يعبدونها( لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ ) يقول: طمعا أن تنصرهم تلك الآلهة من عقاب الله وعذابه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[74] ﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ﴾ ما أشد غباء من يرجو النصر من غير الله! قد آخي الكفار الذين رجو نصر الأصنام، وهو رجا النصر ممن لا يملك شيئًا من هذا الحطام.
عمل
[74، 75] ليكن التجاؤك إلى الله وحده في جميع حاجاتك ﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ * لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَاتَّخَذُوا:
  • الواو استئنافية. اتخذوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً:
  • جار ومجرور في مقام المفعول الثاني. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة. آلهة: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ:
  • لعل: حرف مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «لعل» ينصرون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وجملة «ينصرون» في محل رفع خبر «لعل» بمعنى: رجاء أن تنصرهم.'

المتشابهات :

الفرقان: 3﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
مريم: 81﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا
يس: 74﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [74] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَّرَهم اللهُ نِعَمَه؛ وَبَّخَهم هنا، وبَيَّنَ موقفَهم الجحودي من هذه النعم، فقد اتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها، رجاء أن تنصرهم، قال تعالى:
﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [75] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ ..

التفسير :

[75] لا تستطيع تلك الآلهة نصر عابديها ولا أنفسهم ينصرون، والمشركون وآلهتهم جميعاً محضرون في العذاب، متبرئ بعضهم من بعض.

هذا بيان لبطلان آلهة المشركين، التياتخذوها مع اللّه تعالى، ورجوا نصرها وشفعها، فإنها في غاية العجز{ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} ولا أنفسهم ينصرون، فإذا كانوا لا يستطيعون نصرهم، فكيف ينصرونهم؟ والنصر له شرطان:الاستطاعة [والقدرة]فإذا استطاع، يبقى:هل يريد نصرة من عبده أم لا؟ فَنَفْيُ الاستطاعة، ينفي الأمرين كليهما.

{ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} أي:محضرون هم وهم في العذاب، ومتبرئ بعضهم من بعض، أفلا تبرأوا في الدنيا من عبادة هؤلاء، وأخلصوا العبادة للذي بيده الملك والنفع والضر، والعطاء والمنع، وهو الولي النصير؟

وقوله- تعالى-: لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ.. دفع لما توهموه من نصرهم ونفى لما توقعوه من نفعهم.

أى: هذه الآلهة المزعومة، لا يستطيعون نصر هؤلاء الكافرين. لأنهم أعجز من أن ينصروا أنفسهم، فضلا عن نصرهم لغيرهم.

وقال- سبحانه-: لا يَسْتَطِيعُونَ بالواو والنون على طريقة جمع العقلاء بناء على زعم المشركين أن هذه الأصنام تنفع أو تضر أو تعقل.

والضمير «هم» في قوله- تعالى-: وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ يعود إلى المشركين، والضمير في قوله لَهُمْ يعود إلى الآلهة المزعومة.

أى: وهؤلاء الكفار- لجهالتهم وانطماس بصائرهم- قد صاروا في الدنيا بمنزلة الجند الذين أعدوا أنفسهم لخدمة هذه الآلهة والدفاع عنها. والحضور عندها لخدمتها، ورعايتها وحفظها.

ويرى بعضهم أن الضمير «هم» للآلهة، والضمير في «لهم» للمشركين، عكس القول الأول، فيكون المعنى: وهؤلاء الآلهة لا يستطيعون نصر المشركين وهم أى الآلهة- «لهم» أى: للمشركين، «جند محضرون» أى: جند محضرون معهم إلى النار، ليلقوا فيها كما يلقى الذين عبدوهم، كما قال- تعالى-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ.

قال الله تعالى : ( لا يستطيعون نصرهم ) أي : لا تقدر الآلهة على نصر عابديها ، بل هي أضعف من ذلك وأقل وأذل وأحقر وأدخر ، بل لا تقدر على الانتصار لأنفسها ، ولا الانتقام ممن أرادها بسوء ; لأنها جماد لا تسمع ولا تعقل .

وقوله : ( وهم لهم جند محضرون ) : قال مجاهد : يعني : عند الحساب ، يريد أن هذه الأصنام محشورة مجموعة يوم القيامة ، محضرة عند حساب عابديها ; ليكون ذلك أبلغ في خزيهم ، وأدل عليهم في إقامة الحجة عليهم .

وقال قتادة : ( لا يستطيعون نصرهم ) يعني الآلهة ، ( وهم لهم جند محضرون ) ، والمشركون يغضبون للآلهة في الدنيا وهي لا تسوق إليهم خيرا ، ولا تدفع عنهم سوءا ، إنما هي أصنام .

وهكذا قال الحسن البصري . وهذا القول حسن ، وهو اختيار ابن جرير ، رحمه الله .

القول في تأويل قوله تعالى : لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75)

يقول تعالى ذكره: لا تستطيع هذه الآلهة نصرهم من الله إن أراد بهم سوءا، ولا تدفع عنهم ضرا.

وقوله ( وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ) يقول: وهؤلاء المشركون لآلهتهم جند محضَرون.

واختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( مُحْضَرُونَ ) وأين حضورهم إياهم، فقال بعضهم: عني بذلك: وهم لهم جند محضرون عند الحساب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ) قال: عند الحساب .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهم لهم جند محضَرون في الدنيا يغضبون لهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ ) الآلهة ( وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ) والمشركون يغضبون للآلهة في الدنيا، وهي لا تسوق إليهم خيرا، ولا تدفع عنهم سوءا، إنما هي أصنام .

وهذا الذي قاله قتادة أولى القولين عندنا بالصواب في تأويل ذلك، لأن المشركين عند الحساب تتبرأ منهم الأصنام، وما كانوا يعبدونه، فكيف يكونون لها جندا حينئذ، ولكنهم في الدنيا لهم جند يغضبون لهم، ويقاتلون دونهم.

التدبر :

وقفة
[75] ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ﴾ يحضر الله الأصنام ويحشر من عبدها إلى النار؛ ليروا سفاهة رأيهم وخيبة أمنهم، فلا يستطيعون نصرهم، ويشهدون تعذيبهم، بل ويشاركونهم العذاب.
تفاعل
[75] قل: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا أقل من ذلك» ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ﴾.
تفاعل
[75] قل: «اللهم أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، واهدني ويسر الهدى لي» ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب صفة-نعت- لآلهة. لا: نافية لا عمل لها. يستطيعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. نصر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ:
  • الواو حالية والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بحال من «جند» أي وهم لآلهتهم جنود. جند: خبر «هم» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ مُحْضَرُونَ:
  • صفة-نعت-لجند مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: والكفار لالهتهم جنود معدون لحفظهم أي يدفعون عنهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [75] لما قبلها :     وبعد توبيخ المشركين لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونها، رجاء أن تنصرهم؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن هذه الآلهة المزعومة لا يستطيعون نصرهم؛ لأنهم أعجز من أن ينصروا أنفسهم، فضلًا عن نصرهم لغيرهم، قال تعالى:
﴿ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [76] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ..

التفسير :

[76] فلا يَحْزُنك -أيها الرسول- كفرهم بالله وتكذيبهم لك واستهزاؤهم بك؛ إنا نعلم ما يخفون وما يظهرون، وسنجازيهم على ذلك.

أي:فلا يحزنك يا أيها الرسول، قول المكذبين، والمراد بالقول:ما دل عليه السياق، كل قول يقدحون فيه في الرسول، أو فيما جاء به.

أي:فلا تشغل قلبك بالحزن عليهم{ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}

فنجازيهم على حسب علمنا بهم، وإلا فقولهم لا يضرك شيئا.

والفاء في قوله- تعالى-: فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ للإفصاح. أى: إذا كان حال هؤلاء المشركين كما ذكرنا لك- أيها الرسول الكريم من الجهالة والغفلة، فأعرض عنهم، ولا تحزن عليهم، ولا تبال بأقوالهم.

وقوله- سبحانه-: إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ تعليل للنهى عن الحزن بسبب أقوالهم. أى لا تحزن- أيها الرسول الكريم- بسبب أقوالهم الباطلة، فإنا نعلم علما تاما ما يسرونه من حقد عليك، وما يعلنونه من أعمال قبيحة، وسنعاقبهم على كل ذلك العقاب الذي يستحقونه.

فالآية الكريمة تسلية للرسول صلّى الله عليه وسلم عما كان يلقاه من هؤلاء المشركين.

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة، بإقامة الأدلة الساطعة على أن البعث حق، وعلى أن قدرته- تعالى- لا يعجزها شيء، فقال- تعالى-:

وقوله : ( فلا يحزنك قولهم ) أي : تكذيبهم لك وكفرهم بالله ، ( إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) أي : نحن نعلم جميع ما هم عليه ، وسنجزيهم وصفهم ونعاملهم على ذلك ، يوم لا يفقدون من أعمالهم جليلا ولا حقيرا ، ولا صغيرا ولا كبيرا ، بل يعرض عليهم جميع ما كانوا يعملون قديما وحديثا .

وقوله تعالى ( فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : فلا يحْزُنْك يا محمد قول هؤلاء المشركين بالله من قومك لك: إنك شاعر، وما جئتنا به شعر، ولا تكذيبهم بآيات الله وجحودهم نبوتك.

وقوله ( إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) يقول تعالى ذكره: إنا نعلم أن الذي يدعوهم إلى قيل ذلك الحسد، وهم يعلمون أن الذي جئتهم به ليس بشعر، ولا يشبه الشعر، وأنك لست بكذاب، فنعلم ما يسرون من معرفتهم بحقيقة ما تدعوهم إليه، وما يعلنون من جحودهم ذلك بألسنتهم علانية.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[76] همسة في قلب كل محزون، في قلب كل مُثقل: هو ليس ذنبك، لست أنت السبب، كثيرًا ما تكون أشياء أكبر منا، ﴿فلا يحزنك﴾، ﴿ولا تحزني﴾ [القصص: 7]، واعلم أن الله ﷻ لا يكلف نفسًا إلا وسعها؛ فارفق بنفسك، إن الله رفيق يُحبّ الرّفْقَ.
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ لن تكونَ أشرفَ نسبًا، ولا أتقى دينًا، ولا أطهرَ قلبًا، ولا أصدقَ لسانًا من رسولِ اللهِ ﷺ، ومع ذلك كلِّه قالوا عنه: شاعرٌ وساحرٌ وكاهنٌ ومجنونٌ.
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ مواساة ربانيَّة حين تنشغل وتتألم من أقوال البشر وتنسى إن الله سبحانه معك.
عمل
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ لا تَجعلْ كلَامَ النَّاسِ أكبَر همِّك؛ فإنَّه سيُرهقك دون جدوى.
وقفة
[76] قول الرحمن يفرحك وذكره يطمئنك ويزيل خوفك، وبعض قول البشر يؤلمك ويحزنك، فأيهما تتبع وبه تؤمن وتعتقد وتصدق! ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾.
وقفة
[76] الداعية يسمع ويري ما يدخل الحزن في قلبه فيعود ذلك على دعوته بالضعف أو على عزيمته بالخور, فهو أحوج ما يكون لهذه الآية: ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾، ولا غني لأي داعية عن التحفيز بهذه الآية حتي الأنبياء عليهم السلام، فقد قالها الله لنبيه عليه السلام فكيف بغيره؟!
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ إنا نعلم أن الذي يدعوهم إلى قيل ذلك الحسد، وهم يعلمون أن الذي جئتهم به ليس بشعر، ولا يشبه الشعر، وأنك لست بكذاب، فنعلم ما يسرون من معرفتهم بحقيقة ما تدعوهم إليه، وما يعلنون من جحودهم ذلك بألسنتهم علانية.
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ اليقين بإحاطة علم الله يطفئ الأحزان.
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ من أعظم ما يخفف ألمك عند كلام المبطلين: يقينك أن الله يعلم به.
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ بعض الكلمات لها وقع السيوف، وألمها شديد بالغ، فاستدعى أن يواسي الله خير رسله في كتابه بلطيف كلامه.
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ كل حيل الأعداء ومكائد الأشقياء مكشوفة لدى من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السيء، أطمئن.
اسقاط
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ اتهام المصلحين سنَّة لم يسلم منها خير المرسلين، فكيف تسلم أنت من اتهامات المبطلين؟!
وقفة
[76] ﴿فَلا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنّا نَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَما يُعلِنونَ﴾ رسالة طمأنة لقلب أوعجه سماع ما يسوءه.
عمل
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ دعك منهم، ولا تحزن، وامض على بركة الله في درب الفلاح.
عمل
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ مواساة ربانية لقلبك حين يحزنه قول قائل وافتراءه؛ الله معك وناصرك فاستبشر.
وقفة
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ هذه الآية تسلية للنبى ﷺ، ومواساة ربانية لقلبك حين تشغل بالك بأقوال الآخرين، وتنسى أن الله سبحانه وتعالى معك ويعلم حالك.
تفاعل
[76] ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ قل: «اللهم إنك تعلم سرنا وعلانيتنا؛ فاقـبل معـذرتنا، وتعلم حاجتنا؛ فأعطـنا سؤالنا، وتعـلم ما في نفـوسنا فاغـفِـر لنا».
وقفة
[76] تواطؤ الوجوه المأجورة على اتهام المصلحين أسلوب تقليدي لمشاغلة المصلحين عن رسالتهم ﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾.
وقفة
[76] ﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ مواساةٌ ربَّانيةٌ لقلبِك حين ينشغل بالك بأقوالِ بشرٍ، فاليقينُ بإحاطةِ علمِ اللهِ يُطفئُ الأحزانَ.
وقفة
[76] ﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ أي: نحن نعلم جميع ما هم فيه، وسنجزيهم وصفهم، ونعاملهم على ذلك؛ يوم لا يفقدون من أعمالهم جليلًا ولا حقيرًا، ولا صغيرًا ولا كبيرًا، بل يعرض عليهم جميع ما كانوا يعملون قديمًا وحديثًا.
وقفة
[76] ﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ اليقين بإحاطة علم الله بها نزل من الآلام خير دواء للأحزان.

الإعراب :

  • ﴿ فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ:
  • الفاء استئنافية. لا: ناهية جازمة. يحزنك: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-وهو الرسول الكريم، مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. قول: فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِنّا نَعْلَمُ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. و «نعلم» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. وجملة «نعلم» وما بعدها في محل رفع خبر «انّ».
  • ﴿ ما يُسِرُّونَ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يسرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يسرون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد -الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: ما يسرونه بمعنى: ما يخفونه. أو تكون «ما» مصدرية. والجملة: صلتها لا محل لها من الاعراب. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به. بمعنى وتقدير: إسرارهم. أي اخفاءهم وكتمانهم.
  • ﴿ وَما يُعْلِنُونَ:
  • معطوفة بالواو على ما يُسِرُّونَ» وتعرب اعرابها. أو نعلم سرهم وعلانيتهم.'

المتشابهات :

البقرة: 77﴿أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
هود: 5﴿أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
النحل: 23﴿لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ
يس: 76﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [76] لما قبلها :     وبعد ما ذُكرَ من أقوالِ وأفعالِ المشركين؛ حَذَّرَ اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يحزن لأقوالهم، وأفعالهم، وتكذيبهم، وإيذائهم له وللمؤمنين، قال تعالى:
﴿ فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [77] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ ..

التفسير :

[77] أولم ير الإنسان المنكر للبعث ابتداء خلقه فيستدل به على معاده، أنا خلقناه من نطفة مرَّت بأطوار حتى كَبِر، فإذا هو كثير الخصام واضح الجدال؟

هذه الآيات الكريمات، فيها [ذكر] شبهة منكري البعث، والجواب عنها بأتم جواب وأحسنه وأوضحه، فقال تعالى:{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ} المنكر للبعث و الشاك فيه، أمرا يفيده اليقين التام بوقوعه، وهو ابتداء خلقه{ مِنْ نُطْفَةٍ} ثم تنقله في الأطوار شيئا فشيئا، حتى كبر وشب، وتم عقله واستتب،{ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} بعد أن كان ابتداء خلقه من نطفة، فلينظر التفاوت بين هاتين الحالتين، وليعلم أن الذي أنشأه من العدم، قادر على أن يعيده بعد ما تفرق وتمزق، من باب أولى.

وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآيات، أن أبىّ بن خلف جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وهو يفتته ويذريه في الهواء ويقول: يا محمد، أتزعم أن الله يبعث هذا؟ فقال صلّى الله عليه وسلم: نعم. يميتك الله- تعالى- ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار» . ونزلت هذه الآيات إلى آخر السورة ...

والمراد بالإنسان: جنسه. ويدخل فيه المنكرون للبعث دخولا أوليا.

وأصل النطفة: الماء القليل الذي يبقى في الدلو أو القربة. وجمعها نطف ونطاف. يقال:

نطفت القربة، إذا تقاطر ماؤها بقلة.

والمراد بها هنا: المنى الذي يخرج من الرجل، إلى رحم المرأة.

والخصيم: الشديد الخصام والجدال لغيره، والمراد به هنا: الكافر والمجادل بالباطل.

والمعنى: أبلغ الجهل بهذا الإنسان، أنه لم يعلم أنا خلقناه بقدرتنا، من ذلك الماء المهين الذي يخرج من الرجل فيصب في رحم المرأة، وأن من أوجده من هذا الماء قادر على أن يعيده إلى الحياة بعد الموت.

لقد كان من الواجب عليه أن يدرك ذلك، ولكنه لغفلته وعناده، بادر بالمبالغة في الخصومة والجدل الباطل. وجاهر بذلك مجاهرة واضحة، مع علمه بأصل خلقته.

قال الآلوسى ما ملخصه: وقوله- تعالى-: أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ كلام مستأنف مسوق لبيان بطلان إنكارهم البعث، بعد ما شاهدوا في أنفسهم ما يوجب التصديق به ... والهمزة للإنكار والتعجب من أحوالهم، وإيراد الإنسان مورد الضمير، لأن مدار الإنكار متعلق بأحواله من حيث هو إنسان. والمراد بالإنسان الجنس. والخصيم إنما هو الكافر المنكر للبعث مطلقا.

وقوله: فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ عطف على الجملة المنفية، داخل في حيز الإنكار والتعجب كأنه قيل: أو لم ير أنا خلقناه من أخس الأشياء وأمهنها، فأظهر الخصومة في أمر يشهد بصحته مبدأ فطرته شهادة بينة ... » .

قال مجاهد ، وعكرمة ، وعروة بن الزبير ، والسدي . وقتادة : جاء أبي بن خلف [ لعنه الله ] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم وهو يفتته ويذريه في الهواء ، وهو يقول : يا محمد ، أتزعم أن الله يبعث هذا ؟ فقال : " نعم ، يميتك الله تعالى ثم يبعثك ، ثم يحشرك إلى النار " . ونزلت هذه الآيات من آخر " يس " : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ) ، إلى آخرهن .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا عثمان بن سعيد الزيات ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته بيده ، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أيحيي الله هذا بعد ما أرى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم ، يميتك الله ثم يحييك ، ثم يدخلك جهنم " . قال : ونزلت الآيات من آخر " يس " .

ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، فذكره ولم يذكر " ابن عباس " .

وروي من طريق العوفي ، عن ابن عباس قال : جاء عبد الله بن أبي بعظم ففته وذكر نحو ما تقدم .

وهذا منكر ; لأن السورة مكية ، وعبد الله بن أبي ابن سلول إنما كان بالمدينة . وعلى كل تقدير سواء كانت هذه الآيات قد نزلت في أبي بن خلف ، أو [ في ] العاص [ بن وائل ] ، أو فيهما ، فهي عامة في كل من أنكر البعث . والألف واللام في قوله : ( أولم ير الإنسان ) للجنس ، يعم كل منكر للبعث .

( أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) أي : أولم يستدل من أنكر البعث بالبدء على الإعادة ، فإن الله ابتدأ خلق الإنسان من سلالة من ماء مهين ، فخلقه من شيء حقير ضعيف مهين ، كما قال تعالى : ( ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم ) [ المرسلات : 20 - 22 ] . وقال ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) [ الإنسان : 2 ] أي : من نطفة من أخلاط متفرقة ، فالذي خلقه من هذه النطفة الضعيفة أليس بقادر على إعادته بعد موته ؟ كما قال الإمام أحمد في مسنده :

حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا حريز ، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة ، عن جبير بن نفير ، عن بسر بن جحاش ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوما في كفه ، فوضع عليها أصبعه ، ثم قال : " قال الله تعالى : ابن آدم ، أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ، حتى إذا سويتك وعدلتك ، مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت ، حتى إذا بلغت التراقي قلت : أتصدق وأنى أوان الصدقة ؟ " .

ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يزيد بن هارون ، عن جرير بن عثمان ، به . ولهذا قال :

القول في تأويل قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)

يقول تعالى ذكره ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ ) واخُتلف في الإنسان الذي عُني بقوله ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ ) فقال بعضهم: عُني به أُبي بن خلف.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عُمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى عن مجاهد، في قوله ( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) قال: أُبي بن خَلَف أتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعَظْم .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن &; 20-554 &; مجاهد، قوله ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا ) أبي بن خلف .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) : ذُكر لنا أن أُبيَّ بن خلف، أتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعظم حائل، ففتَّه، ثم ذراه في الريح، ثم قال: يا محمد من يحيي هذا وهو رميم؟ قال: " والله يحييه، ثم يميته، ثم يُدخلك النار ؛ قال: فقتله رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم أُحد .

وقال آخرون: بل عني به: العاص بن وائل السَّهمي.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، قال: جاء العاص بن وائل السهمي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعظْم حائل، ففته بين يديه، فقال: يا محمد أيبعث الله هذا حيا بعد ما أرم؟ قال: نَعَمْ يَبْعَثُ اللهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْييكَ، ثُمَّ يُدْخِلُك نَار جَهَنَّم " قال: ونـزلت الآيات ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) .. " وإلى آخر الآية .

وقال آخرون: بل عُنِي به: عبد الله بن أُبي.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ ) .. إلى قوله ( وَهِيَ رَمِيمٌ ) قال: جاء عبد الله بن أبي إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعظْم حائل فكسره بيده، ثم قال: يا محمد كيف يبعث الله هذا وهو رميم؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : يَبْعَثُ اللهُ هَذَا، ويُمِيتُكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ ، فقال الله ( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) .

فتأويل الكلام إذن: أو لم ير هذا الإنسان الذي يقول ( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) أنا خلقناه من نطفة فسويناه خلقا سَوِيًّا( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ ) يقول: فإذا هو ذو خصومة لربه، يخاصمه فيما قال له ربه إني فاعل، وذلك إخبار لله إياه أنه مُحْيي خلقه بعد مماتهم، فيقول: مَنْ يحيي هذه العظام وهي رميم؟ إنكارا منه لقُدرة الله على إحيائها.

وقوله ( مُبِينٌ ) يقول: يبين لمن سمع خُصومته وقيله ذلك أنه مخاصم ربه الذي خلقه.

التدبر :

عمل
[77] تأمَّل أصلَ خلقتِك؛ لتعرفَ حدودَ قدرتِك ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ﴾.
وقفة
[77] ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾ ما أعْجَبك! تنسَ أَصلك وتُخاصم ربك.
وقفة
[77] ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾ كان نطفة لو سقطت في غير محلها لغُسلت، حتى إذا أمد الله في عمره اعترض على ربه.
عمل
[77] ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾ إنْ دعتك نفسك لتتطاول وتعصي خالقك؛ فتذكر أصل خلقتك.
وقفة
[77] خلق الإنسان من نطفة ﴿فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾، خُلقتَ لِتكونَ عَبْدًا لا خَصْمًا.

الإعراب :

  • ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ:
  • أعربت في الآية الكريمة الحادية والسبعين. ير: علامة جزمها حذف آخرها-حرف العلة-الانسان: فاعل مرفوع بالضمة. والهاء في «خلقناه» ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة للهاء في «خلقناه» لأن «من» بيانية أي خلقناه حالة كونه من نطفة.
  • ﴿ فَإِذا هُوَ:
  • الفاء استئنافية. اذا: حرف فجاءة-فجائية-لا محل لها من الاعراب. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ خَصِيمٌ مُبِينٌ:
  • خبر «هو» مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لخصيم مرفوعة مثلها بالضمة. والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها من الاعراب. وخصيم: فعيل أي مخاصم وهي من صيغ المبالغة.'

المتشابهات :

النحل: 4﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
يس: 77﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [77] لما قبلها :     وبعد توبيخ المشركين لاتخاذهم آلهة يعبدونها من دون الله؛ جاء هنا استفهام إنكاري يحمل معنى التوبيخ: أولمْ يَرَ هذا الإنسان المنكر للبعث ابتداء خلقه، فيستدل به على معاده، قال تعالى:
﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [78] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ..

التفسير :

[78] وضرب لنا المنكر للبعث مثلاً لا ينبغي ضربه، وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق، ونسي ابتداء خلقه، قال:مَن يحيي العظام البالية المتفتتة؟

{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا} لا ينبغي لأحد أن يضربه، وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق، وأن الأمر المستبعد على قدرة المخلوق مستبعد على قدرة الخالق. فسر هذا المثل [بقوله]:{ قَالَ} ذلك الإنسان{ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} أي:هل أحد يحييها؟ استفهام إنكار، أي:لا أحد يحييها بعد ما بليت وتلاشت.

هذا وجه الشبهة والمثل، وهو أن هذا أمر في غاية البعد على ما يعهد من قدرة البشر، وهذا القول الذي صدر من هذا الإنسان غفلة منه، ونسيان لابتداء خلقه، فلو فطن لخلقه بعد أن لم يكن شيئا مذكورا فوجد عيانا، لم يضرب هذا المثل.

وقوله- تعالى-: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ معطوف على الكلام المتقدم، وداخل في حيز الإنكار.

أى: أن هذا الإنسان الجاهل المجادل بالباطل، لم يكتف بذلك، بل ضرب لنا مثلا هو في غاية الغرابة، حيث أنكر قدرتنا على إحياء الموتى، وعلى بعثهم يوم القيامة، فقال: - دون أن يفطن إلى أصل خلقته- من يحيى العظام وهي رميم، أى: وهي بالية أشد البلى. فرميم بزنة فعيل بمعنى فاعل. من رمّ اللازم بمعنى بلى، أو بمعنى مفعول، من رم المتعدى بمعنى أبلى.

يقال: رمه إذا أبلاه. فيستوى فيه المذكر والمؤنث.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم سمى قوله: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ مثلا؟

قلت: لما دل عليه من قصة عجيبة شبيهة بالمثل، وهي إنكار قدرة الله- تعالى- على إحياء الموتى.. مع أن ما أنكر من قبيل ما يوصف الله- تعالى- بالقدرة عليه، بدليل النشأة الأولى.. .

( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ) ؟ أي : استبعد إعادة الله تعالى - ذي القدرة العظيمة التي خلقت السماوات والأرض - للأجساد والعظام الرميمة ، ونسي نفسه ، وأن الله خلقه من العدم ، فعلم من نفسه ما هو أعظم مما استبعده وأنكره وجحده ; ولهذا قال تعالى :

وقوله ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ) يقول: ومثَّل لنا شبها بقوله ( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) إذ كان لا يقدر على إحياء ذلك أحد، يقول: فجعلنا كمن لا يقدر على إحياء ذلك من الخلق ( وَنَسِيَ خَلْقَهُ ) يقول: ونسي خَلْقَنا إياه كيف خلقناه، وأنه لم يكن إلا نطفة، فجعلناها خلقا سَوِيًّا ناطقا، يقول: فلم يفكر في خلقناه، فيعلم أن من خلقه من نطفة حتى صار بشرا سويا ناطقا متصرفا، لا يعْجِز أن يعيد الأموات أحياء، والعظام الرَّميم بشَرا كهيئتهم التي كانوا بها قبل الفناء .

التدبر :

وقفة
[78] ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ وفرة الأَدلة العقلية على يوم القيامة وإعراض المشركين عنها.
وقفة
[78] ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ سمَّاه مثلًا، وإن لم يكن مثلًا، لما اشتمل عليه من الأمرِ العجيب، وهو إنكار الِإنسان قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، مع شهادة العقل والنقل على ذلك.
وقفة
[78] ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ خلق الله للإنسان فيه إجابات للأسئلة المحيرة في أذهان الملاحدة لو كانوا يدركون.
وقفة
[78] ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ لأَهْلِهِ إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لاَ يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟»، قَالَ: «مِنْ خَشْيَتِكَ يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ»، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ. [مسلم 2756].
وقفة
[78] من أعظم الجهل: ‏قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق ﴿وضَرَبَ لنَا مَثَلاً ونَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ العِظَامَ وهيَ رَميمٌ﴾.
وقفة
[78] ﴿قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ في الآية دليل على استعمال القياس والاعتبار.
وقفة
[78، 79] تفسد الآراء بالأهواء، وتفسد الأهواء بالقياس، وكل قياس فاسد ففوقه قياس صحيح يبطله ﴿قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة﴾.
عمل
[78، 79] لا تجادل، ولا تخاصم على سبيل التعنت ورد الحق ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً:
  • الواو استئنافية. ضرب: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الانسان المخاصم المجادل. لنا: جار ومجرور متعلق بضرب. مثلا: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ وَنَسِيَ خَلْقَهُ:
  • الواو عاطفة. نسي خلقه: تعرب اعراب «ضرب مثلا» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى. ونسي أو تجاهل خلقنا اياه من نطفة.
  • ﴿ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ:
  • قال: تعرب اعراب «ضرب» والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-بمعنى: فقال بزهو واستهزاء. من: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يحيي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. العظام: مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة يُحْيِ الْعِظامَ» في محل رفع خبر «من».
  • ﴿ وَهِيَ رَمِيمٌ:
  • الواو حالية والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال. هي: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. رميم: خبر «هي» مرفوع بالضمة. بمعنى: وهي بالية. والرميم: اسم لما بلي من العظام يقال رم العظم: أي بلي فهو رميم. ولم يؤنث رميم «لأنه على وزن» «فعيل» يستوى فيه المذكر والمؤنث.'

المتشابهات :

الروم: 28﴿ ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِّنْ أَنفُسِكُمْ
يس: 78﴿وَ ضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿قالَ مَن يُحْيِ العِظامَ وهي رَمِيمٌ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: إنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ أتى النَّبِيَّ ﷺ بِعَظْمٍ حائِلٍ قَدْ بَلِيَ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، أتَرى اللَّهَ يُحْيِي هَذا بَعْدَما قَدْ رَمَّ ؟ فَقالَ: ”نَعَمْ، ويَبْعَثُكَ ويُدْخِلُكَ في النّارِ“ . فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآياتِ: ﴿وضَرَبَ لَنا مَثَلًا ونَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَن يُحْيِ العِظامَ﴾ .أخْبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قالَ: أخْبَرَنا أبُو عَلِيِّ بْنُ أبِي بَكْرٍ الفَقِيهُ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْدِ، قالَ: حَدَّثَنا زِيادُ بْنُ أيُّوبَ، قالَ: حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، قالَ: حَدَّثَنا حُصَيْنٌ، عَنْ أبِي مالِكٍ، أنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ الجُمَحِيَّ جاءَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِعَظْمٍ حائِلٍ فَفَتَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذا بَعْدَما أرَمَّ ؟ فَقالَ: ”نَعَمْ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذا ويُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نارَ جَهَنَّمَ“ . فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآياتُ. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [78] لما قبلها :     وبعد توبيخ من ينكر البعث؛ ضربَ المنكرُ للبعث مثلًا هو في غاية الغرابة، حيث أنكر قدرة الله على إحياء الموتى، قال تعالى:
﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

خلقه:
1- أي نشأته، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- خالقه، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [79] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ ..

التفسير :

[79] قل له:يحييها الذي خلقها أول مرة، وهو بجميع خلقه عليم، لا يخفى عليه شيء.

فأجاب تعالى عن هذا الاستبعاد بجواب شاف كاف، فقال:{ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} وهذا بمجرد تصوره، يعلم به علما يقينا لا شبهة فيه، أن الذي أنشأها أول مرة قادر على الإعادة ثاني مرة، وهو أهون على القدرة إذا تصوره المتصور،{ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}

هذا أيضا دليل ثان من صفات اللّه تعالى، وهو أن علمه تعالى محيط بجميع مخلوقاته في جميع أحوالها، في جميع الأوقات، ويعلم ما تنقص الأرض من أجساد الأموات وما يبقى، ويعلم الغيب والشهادة، فإذا أقر العبد بهذا العلم العظيم، علم أنه أعظم وأجل من إحياء اللّه الموتى من قبورهم.

ثم لقن الله- تعالى- رسوله صلّى الله عليه وسلم الجواب الذي يخرس ألسنة المنكرين للبعث فقال: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ...

أى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء الجاهلين المنكرين لإعادة الحياة إلى الأجساد بعد موتها، قل لهم: يحيى هذه الأجسام والأجساد البالية، الله- تعالى- الذي أوجدها من العدم دون أن تكون شيئا مذكورا، ومن قدر على إيجاد الشيء من العدم قادر من باب أولى على إعادته بعد هلاكه. وهو- سبحانه- بكل شيء في هذا الوجود عليم علما تاما، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، سواء أكان هذا الشيء صغيرا أم كبيرا، مجموعا أم مفرقا.

قال الشوكانى: وقد استدل أبو حنيفة وبعض أصحاب الشافعى بهذه الآية على أن العظام مما تحله الحياة- أى أنها بعد الموت تكون نجسة.

وقال الشافعى: لا تحله الحياة، وأن المراد بقوله: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ من يحيى أصحاب العظام على تقدير مضاف محذوف. ورد بأن هذا التقدير خلاف الظاهر» .

( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) أي : يعلم العظام في سائر أقطار الأرض وأرجائها ، أين ذهبت ، وأين تفرقت وتمزقت .

قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي قال : قال عقبة بن عمرو لحذيفة : ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : سمعته يقول : " إن رجلا حضره الموت ، فلما أيس من الحياة أوصى أهله : إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا جزلا ثم أوقدوا فيه نارا ، حتى إذا [ أكلت ] لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت ، فخذوها فدقوها فذروها في اليم . ففعلوا ، فجمعه الله إليه فقال له : لم فعلت ذلك ؟ قال : من خشيتك . فغفر الله له " . فقال عقبة بن عمرو : وأنا سمعته يقول ذلك ، وكان نباشا .

وقد أخرجاه في الصحيحين ، من حديث عبد الملك بن عمير ، بألفاظ كثيرة منها : أنه أمر بنيه أن يحرقوه ثم يسحقوه ، ثم يذروا نصفه في البر ونصفه في البحر ، في يوم رائح ، أي : كثير الهواء - ففعلوا ذلك . فأمر الله البحر فجمع ما فيه ، وأمر البر فجمع ما فيه ، ثم قال له : كن . فإذا هو رجل قائم . فقال له : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : مخافتك وأنت أعلم . فما تلافاه أن غفر له " .

يقول الله لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( قُلْ) لهذا المشرك القائل لك: من يُحيي العظام وهي رميم ( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ) يقول: يحييها الذي ابتدع خلْقها أول مرة ولم تكن شيئا( وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) يقول: وهو بجميع خلقه ذو علم كيف يميت، وكيف يحيي، وكيف يبدىء، وكيف يعيد، لا يخفي عليه شيء من أمر خلقه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[79] ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ أي: يعلم العظام في سائر أقطار الأرض وأرجائها أين ذهبت، وأين تفرقت وتمزقت.
وقفة
[79] ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ؛ إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ» [مسلم 2955].
عمل
[79] ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ لا تقس قدرة الخالق على قدرة المخلوقين، وإنما القياس على كيف بدأ الخلق من التراب والطين.
وقفة
[79] فمن يقدر على الإبتداء لا يصعب عليه الإعادة (البعث الآخر) كما في قوله: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾.
وقفة
[79] ﴿وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ جواب لمن تساءل: كيف بمن أكلته السباع، أو احترق تمامًا حتى صار رمادًا تذروه الرياح؟
وقفة
[79] تأملوا: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَليمٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ قُلْ:
  • فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
  • ﴿ يُحْيِيهَا الَّذِي:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب مفعول به-مقول القول- يحيي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ:
  • الجملة: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. أنشأ: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول ظرف زمان أو حال من ضمير «أنشأها» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. مرة: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ:
  • الواو استئنافية. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بكل: جار ومجرور متعلق بالخبر. خلق: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. عليم: خبر «هو» مرفوع بالضمة.'

المتشابهات :

يس: 79﴿قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
البقرة: 29﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
الأنعام: 101﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
الحديد: 3﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [79] لما قبلها :     وبعد توبيخ من ينكر البعث؛ رَدَّ اللهُ هنا على من ينكر البعث بثلاثة أدلة واضحة على إمكانية البعث: الدليل الأول: الخَلْقُ الأوَّلُ، قال تعالى:
﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [80] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ ..

التفسير :

[80] الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر الرطب ناراً محرقة، فإذا أنتم من الشجر توقدون النار، فهو القادر على إخراج الضد من الضد. وفي ذلك دليل على وحدانية الله وكمال قدرته، ومن ذلك إخراج الموتى من قبورهم أحياء.

ثم ذكر دليلا ثالثا{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} فإذا أخرج [النار] اليابسة من الشجر الأخضر، الذي هو في غاية الرطوبة، مع تضادهما وشدة تخالفهما، فإخراجه الموتى من قبورهم مثل ذلك.

وقوله- تعالى-: الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ دليل آخر على إمكانية البعث وهو بدل من قوله- تعالى- قبل ذلك: الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ....

والمراد بالشجر الأخضر: الشجر النّدى الرطب، كشجر المرخ والعفار وهما نباتان أخضران إذا ضرب أحدهما بالآخر اتقدت منهما شرارة نار بقدرة الله- تعالى-.

قال ابن كثير المراد بذلك سرح- أى: شجر المرخ والعفار. ينبت بأرض الحجاز فيأتى من أراد قدح نار وليس معه زناد، فيأخذ منه عودين أخضرين، ويقدح أحدهما بالآخر، فتتولد النار من بينهما، كالزناد سواء سواء.

روى هذا عن ابن عباس- رضى الله عنهما- وفي المثل: «لكل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار» .

أى: لكل شجر حظ من النار، ولكن أكثر الأشجار حظا من النار: المرخ والعفار. فهو مثل يضرب في تفضيل بعض الشيء على بعض.

أى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء المنكرين للبعث، يحيى الأجساد البالية الله- تعالى- الذي أنشأها أول مرة، والذي جعل لكم- بفضله ورحمته وقدرته- من الشجر الأخضر الرطب نارا، فإذا أنتم من هذا الشجر الأخضر توقدون النار. وتنتفعون بها في كثير من أحوال حياتكم.

وإذا فمن قدر على إحداث النار من الشجر الأخضر- مع ما فيه من المائية المضادة لها- كان أقدر على إعادة الأجساد بعد فنائها.

وقوله : ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) أي : الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ، ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا ، توقد به النار ، كذلك هو فعال لما يشاء ، قادر على ما يريد لا يمنعه شيء .

قال قتادة في قوله : ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) يقول : الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه .

وقيل : المراد بذلك سرح المرخ والعفار ، ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد ، فيأخذ منه عودين أخضرين ، ويقدح أحدهما بالآخر ، فتتولد النار من بينهما ، كالزناد سواء . روي هذا عن ابن عباس ، رضي الله عنهما . وفي المثل : لكل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار . وقال الحكماء : في كل شجر نار إلا الغاب .

القول في تأويل قوله تعالى : الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80)

يقول تعالى ذكره: قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ &; 20-556 &; مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا ) يقول: الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر نارا تُحْرق الشجر، لا يمتنع عليه فعل ما أراد، ولا يعجز عن إحياء العظام التي قد رَمَّت، وإعادتها بشَرا سويا، وخلقا جديدا، كما بدأها أول مرة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا ) يقول: الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر أن يبعثه .

قوله ( فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ) يقول: فإذا أنتم من هذا الشجر توقدون النار؛ وقال ( مِنْهُ) والهاء من ذكر الشجر، ولم يقل: منها، والشجر جمع شجرة، لأنه خرج مخرج الثمر والحصَى، ولو قيل: منها كان صوابا أيضًا، لأن العرب تذكِّر مثل هذا وتؤنِّثه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[80] ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ﴾ سبحانه وتعالى خلق الشجر من ماء حتى أخضر ونضر، ثم صيره حطبًا توقد به النار.
وقفة
[80] دليل ثالث على البعث: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ﴾، فإذا أخرج النار اليابسة من الشجر الأخضر الذي هو في غاية الرطوبة، مع تضادهما وشدة تخالفهما، فإخراجه الموتى من قبورهم مثل ذلك.
وقفة
[80] ﴿الَّذي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ نارًا فَإِذا أَنتُم مِنهُ توقِدونَ﴾ فمن جمع بين ضدين -بين رطوبة ماء الشجر الأخضر، والنار المشتعلة فيه- قادر على إحياء الموتى.
وقفة
[80] ﴿الَّذي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ نارًا فَإِذا أَنتُم مِنهُ توقِدونَ﴾ تعلمنا أنه من الصعوبة بمكان اشتعال النار فى النبات الأخضر الغض لإحتوائه على نسبة من الماء، لكن علمت مؤخرًا بوجود نوع نادر من الأشجار تحترق أوراقها الخضراء بنفس سهولة احتراق اليابس من النباتات الأخرى، سبحانه جل شأنه.

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الذي.
  • ﴿ جَعَلَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «جعل» مع مفعوليها: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً:
  • جار ومجرور متعلق بالفعل «جعل» والميم علامة جمع الذكور. من الشجر: جار ومجرور مقامه مقام المفعول الثاني لجعل. الأخضر: صفة-نعت-للشجر مجرورة مثلها وعلامة الجر الكسرة بمعنى: من الشجر المشبع بالماء. نارا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ فَإِذا أَنْتُمْ:
  • الفاء: استئنافية. اذا: حرف فجاءة لا عمل له. أنتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ مِنْهُ تُوقِدُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «أنتم» توقدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعولها اختصارا لأن ما قبله يدل عليه بمعنى: تشعلون نارا وجملة «توقدون» في محل رفع خبر «أنتم» والجملة الاسمية: استئنافية لا محل لها من الاعراب والضمير في «منه» يعود على «الشجر الأخضر على معنى» من العفار والعفار: هو شجر تقدح منه النار. وقد ذكر الضمير في «منه» ولم يقل «منها» لأنه ليس المقصود «النار» حيث انّ النار مؤنث. فالمقصود: العفار. أي من «العفار» وهذا من بدائع خلقه سبحانه وهو انقداح النار من الشجر الأخضر مع مضادة النار الماء وانطفائها به.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [80] لما قبلها :     الدليلُ الثاني: إخراج النار من الشجر الأخضر، قال تعالى:
﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الأخضر:
1- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- الخضراء، وأهل الحجاز يؤنثون الجنس، المميز واحده، بالتاء.

مدارسة الآية : [81] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ..

التفسير :

[81] أوليس الذي خلق السموات والأرض وما فيهما بقادر على أن يخلق مثلهم، فيعيدهم كما بدأهم؟ بلى، إنه قادر على ذلك، وهو الخلَّاق لجميع المخلوقات، العليم بكل ما خلق ويَخْلُقُ، لا يخفى عليه شيء.

ثم ذكر دليلا رابعا فقال:{ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} على سعتهما وعظمهما{ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} أي:[أن] يعيدهم [بأعيانهم].{ بَلَى} قادر على ذلك، فإن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس.{ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} وهذا دليل خامس، فإنه تعالى الخلاق، الذي جميع المخلوقات، متقدمها ومتأخرها، صغيرها وكبيرها، كلها أثر من آثار خلقه وقدرته، وأنه لا يستعصي عليه مخلوق أراد خلقه.

ثم أضاف- سبحانه- إلى توبيخهم على جهلهم وكفرهم توبيخا آخر. فقال: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ.

والاستفهام- كسابقه- للإنكار والتعجيب من جهالاتهم، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام والضمير في «مثلهم» يعود إلى المنكرين للبعث.

والمعنى: إن من قدر على خلق السموات والأرض- وهما في غاية العظم- قادر من باب أولى على إعادة خلق البشر، الذي هو صغير الشكل، ضعيف القوة.

وجملة: بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ جواب من جهته- تعالى- وتصريح بما أفاده الاستفهام الإنكارى، من تقرير ما بعد النفي، وتأكيد قدرته- سبحانه- على الخلق والإعادة. لأن «بلى» حرف جواب، يؤتى به لإثبات فعل ورد قبله منفيا.

أى: بلى إنه لقادر- سبحانه- على أن يخلق مثلهم، وعلى أن يعيدهم للحياة مرة أخرى، وهو- سبحانه- «الخلاق» أى: الكثير المخلوقات «العليم» أى: الكثير العلم بحيث لا يخفى عليه شيء.

قول تعالى منبها على قدرته العظيمة في خلق السماوات السبع ، بما فيها من الكواكب السيارة والثوابت ، والأرضين السبع وما فيها من جبال ورمال ، وبحار وقفار ، وما بين ذلك ، ومرشدا إلى الاستدلال على إعادة الأجساد بخلق هذه الأشياء العظيمة ، كقوله تعالى : ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ) [ غافر : 57 ] . وقال هاهنا : ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ) أي : مثل البشر ، فيعيدهم كما بدأهم . قاله ابن جرير .

وهذه الآية كقوله تعالى : ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ) [ الأحقاف : 33 ] ، وقال : ( بلى وهو الخلاق العليم )

( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ) يقول تعالى ذكره منبها هذا الكافر الذي قال مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ على خطأ قوله، وعظيم جهله ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ) السبع ( وَالأرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ ) مثلكم، فإن خلق مثلكم من العظام الرميم ليس بأعظم من خلق السَّمَواتِ والأرض. يقول: فمن لم يتعذر عليه خلق ما هو أعظم من خلقكم، فكيف يتعذر عليه إحياء العظام بعد ما قد رمَّت وبلِيَت؟ وقوله ( بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ) يقول: بلى هو قادر على أن يخلق مثلهم وهو الخلاق لما يشاء، الفعَّال لما يريد، العليم بكل ما خلق ويخلق ، لا يخفي عليه خافية.

التدبر :

وقفة
[81] ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾ هذه الشمس واحدة من مائة مليون في المجرة الواحدة التي تتبعها شمسنا، والتي تؤلف دنيانا القريبة، وفي الكون مجرات أخرى كثيرة، أو دنيات كدنيانا القريبة، عدَّ الفلكيون حتى اليوم منها مائة مليون مجرة بمناظيرهم المحدودة، وهم في انتظار المزيد كلما أمكن تكبير المناظير والمراصد، وبين مجرتنا أو دنيانا والمجرة التالية لها نحو خمسين وسبع مائة ألف سنة ضوئية (السنة الضوئية تُقدَّر بستة وعشرين مليون مليون من الأميال)، وهذا هو الجزء الذي يدخل في دائرة معارفنا الصغيرة المحدودة، تلك الشموس التي لا يحصيها العد، لكل منها فلك تجري فيه، ولمعظمها توابع ذات مدارات حولها كمدار الأرض حول الشمس، وكلها تجري وتدور في دقة وفي دأب، لا تتوقف لحظة ولا تضطرب، وإلا تحطم الكون المنظور واصطدمت هذه الكتل الهائلة السابحة في الفضاء الوسيع، هذا الفضاء الذي تسبح فيه تلك الملايين التي لا يحصيها العد، كأنها ذرات صغيرة، لا نحاول تصويره ولا تصوره، فذلك شيء يدير الرؤوس، أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم؟ وأين الناس من ذلك الخلق الهائل العجيب؟.
تفاعل
[81] ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾ سَبِّح الله الآن.

الإعراب :

  • ﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي:
  • الهمزة همزة انكار دخلت على النفي فرجع الى معنى التقرير. الواو استئنافية. ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم «ليس».
  • ﴿ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. خلق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. السموات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض: معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
  • ﴿ بِقادِرٍ:
  • الباء حرف جر زائد للتاكيد. قادر: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه خبر «ليس».
  • ﴿ عَلى أَنْ يَخْلُقَ:
  • حرف جر. أن: حرف مصدرية ونصب. يخلق: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «ان» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بقادر وهو اسم فاعل أي على تأويل يقدر. وجملة «يخلق»: صلة حرف مصدري لا حل لها.
  • ﴿ مِثْلَهُمْ بَلى:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى: أن يخلق مثل مثلهم في الصغر بالاضافة الى السموات والأرض أو على معنى: أن يعيدهم. بلى: حرف جواب لا عمل له يجاب به عن النفي ويقصد به الايجاب.
  • ﴿ وَهُوَ الْخَلاّقُ الْعَلِيمُ:
  • الواو عاطفة. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الخلاق العليم: خبران: خبر بعد خبر للمبتدإ «هو» مرفوعان بالضمة. ويجوز أن يكون «العليم» صفة-نعتا-للخلاق.'

المتشابهات :

الحجر: 86﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ
يس: 81﴿بَلَىٰ وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [81] لما قبلها :     الدليلُ الثالث: خَلْقُ ما هو أعظم من الإنسان، قال تعالى:
﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

بقادر:
1- بباء الجر، داخلة على اسم الفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- يقدر، فعلا مضارعا، وهى قراءة الجحدري، وابن أبى إسحاق، والأعرج، وسلام، ويعقوب.
الخلاق:
1- بصيغة المبالغة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- الخالق، اسم فاعل، وهى قراءة الحسن، والجحدري، ومالك بن دينار، وزيد بن على.

مدارسة الآية : [82] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا ..

التفسير :

[82] إنما أمره سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً أن يقول له:«كن» فيكون، ومن ذلك الإماتة والإحياء، والبعث والنشور.

فإعادته للأموات، فرد من أفراد [آثار] خلقه، ولهذا قال:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا} نكرة في سياق الشرط، فتعم كل شيء.{ أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} أي:في الحال من غير تمانع.

ثم أكد- سبحانه- شمول قدرته لكل شيء فقال: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

أى: إنما شأنه- سبحانه- في إيجاد الشيء، أنه إذا أراد إحداثه، أن يقول له كن، أى: كن موجودا فيكون، أى: فهذا الشيء يكون ويوجد في الحال ... قال الشاعر:

إذا ما أراد الله أمرا فإنما ... يقول له «كن» قولة فيكون

(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) أي : يأمر بالشيء أمرا واحدا ، لا يحتاج إلى تكرار :

إذا ما أراد الله أمرا فإنما يقول له " كن " قولة فيكون

وقال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير ، حدثنا موسى بن المسيب ، عن شهر ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقول : يا عبادي ، كلكم مذنب إلا من عافيت ، فاستغفروني أغفر لكم . وكلكم فقير إلا من أغنيت ، إني جواد ماجد واجد أفعل ما أشاء ، عطائي كلام ، وعذابي كلام ، إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون " .

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)

يقول تعالى ذكره ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ قال: هذا مثل إنما أمر. إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، قال: ليس من كلام العرب شيء هو أخف من ذلك، ولا أهون، فأمر الله كذلك .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[82] ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ أبعد المستحيلات تحدث لو أرادها الله وفي لمح البصر، فلا تيأس من انكشاف غمة أو نصر أمة.
وقفة
[82] ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ ليس عند الله أمر صعب ولا سهل، وليس هناك قريب ولا بعيد، فإرادة الله لأي شيء سبب كاف لوجوده كائنًا ما كان، وإنما يقرِّب الله الأمور لأفهامنا لندركها بمقاييسنا البشرية المحدودة.
عمل
[82] ﴿إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴾ اجعل هذه الآية شعارا لآمالك وطموحاتك.
وقفة
[82] ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ يا من يقول للشيء كن فيكون فرّج همَّ المهمومين من المسلمين ونفِّس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين ويسِّر لنا كل عسير واحفظ شباب وبنات المسلمين واهدنا الصراط المستقيم وردّنا إلى ديننا ردا صحيحا جميلا وآمنا في أوطاننا وانصر المظلومين المستضعفين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وثبت قلوبنا على دينك واختم لنا بخير يا حيّ يا قيوم يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
عمل
[82] إذا حدثتك نفسك باليأس وانقطاع الأمل؛ فحدثها بأن الله سبحانه: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.
عمل
[82] إذا جاءك اليأس ليحبطك ويحدثك عن المستحيل فحدثه عن قدرة ربِّ العالمين سبحانه ﴿إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴾.
وقفة
[82] قد يتغير كل شيء في أقل من ثانية، ليس لـشيء، فقط لأن الله يريد، فلا تقل مستحيل ﴿إنما أمره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون﴾.
وقفة
[82] أن تمسي على أمر قد ثقل عليك تحقيقه، وفي الصباح يسوق الله بجانبك في المسجد من يرتل بصوت شجي ﴿إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴾.
عمل
[82] لا تجعلْ اليأس يدخلُ إلى قلبك، وتذكَّر قدرَة الله تعالى حينما قال: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.
وقفة
[82] ﴿إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ أنتَ لا تستطيعُ أن تجعلَ أمراً تريدهُ أن يتحقَّق، لكنَّك تستطيعُ أن تقول: «يا رب».
لمسة
[82] ﴿أن يقول له كن فيكون﴾ فيكون، ولم يقل: «ثم يكون»؛ للدلالة على التعقيب، وأنه يكون ما أراده مباشرة كما أمر، وليس في ذلك تراخ أو مهلة.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّما أَمْرُهُ:
  • كافة ومكفوفة. أمره: مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى أمر الله اي شأنه.
  • ﴿ إِذا أَرادَ شَيْئاً:
  • اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط‍ خافض لشرطه متعلق بجوابه. وجوابه محذوف دل عليه ما قبله. والجملة الشرطية اعتراضية بين المبتدأ وخبره لا محل لها من الاعراب. اراد: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. شيئا: مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة أَرادَ شَيْئاً» في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ أَنْ يَقُولَ لَهُ:
  • حرف مصدرية ونصب. يقول: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. له: جار ومجرور متعلق بيقول. وجملة يَقُولَ لَهُ» صلة «ان» المصدرية لا محل لها من الاعراب و «أن» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ. أي قوله.
  • ﴿ كُنْ:
  • فعل أمر تام: مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين وفاعلها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. والجملة الفعلية «كن» في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ فَيَكُونُ:
  • الفاء استئنافية. يكون: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يكون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره فهو يكون بمعنى فيحصل أو فيوجد ويجوز أن تكون الفاء عاطفة فتكون الجملة الاسمية فهو يكون معطوفة على الجملة الاسمية أمره أن يقول كن. والمعنى: أن يكونه من غير توقف فيحدث أي فهو كائن موجود لا محالة.'

المتشابهات :

البقرة: 117﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
آل عمران: 47﴿قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
مريم: 35﴿مَا كَانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
غافر: 68﴿هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَـ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [82] لما قبلها :     وبعد ذكرِ الأدلة السابقة؛ ذكرَ اللهُ هنا ما يدل على كمال قدرته، وتيسر المبدأ والإعادة عليه، قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [83] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ ..

التفسير :

[83] فتنزه الله تعالى وتقدس عن العجز والشرك، فهو المالك لكل شيء، المتصرف في شؤون خلقه بلا منازع أو ممانع، وقد ظهرت دلائل قدرته، وتمام نعمته، وإليه تُرجعون للحساب والجزاء.

{ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} وهذا دليل سادس، فإنه تعالى هو الملك المالك لكل شيء، الذي جميع ما سكن في العالم العلوي والسفلي ملك له، وعبيد مسخرون ومدبرون، يتصرف فيهم بأقداره الحكمية، وأحكامه الشرعية، وأحكامه الجزائية.

فإعادته إياهم بعد موتهم، لينفذ فيهم حكم الجزاء، من تمام ملكه، ولهذا قال:{ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} من غير امتراء ولا شك، لتواتر البراهين القاطعة والأدلة الساطعة على ذلك. فتبارك الذي جعل في كلامه الهدى والشفاء والنور.

تم تفسير سورة يس، فللّه [تعالى] الحمد كما ينبغي لجلاله، وله الثناء كما يليق بكماله، وله المجد كما تستدعيه عظمته وكبرياؤه، وصلى اللّه على محمد وآله وسلم.

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بتنزيهه- تعالى- عن كل نقص، فقال فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.

أى: فتنزه الله- تعالى- الذي له ملك كل شيء ملكا تاما، والذي إليه المرجع والمآب، عن كل ما يقوله الكافرون من عدم قدرته على إحياء الموتى.

فهو- سبحانه- لا يعجزه شيء، ولا يخفى على علمه شيء، ولا يحول دون قدرته شيء أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.

وبعد: فهذا تفسير محرر لسورة «يس» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم.

وقوله : ( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ) أي : تنزيه وتقديس وتبرئة من السوء للحي القيوم ، الذي بيده مقاليد السماوات والأرض ، وإليه يرجع الأمر كله ، وله الخلق والأمر ، وإليه ترجع العباد يوم القيامة ، فيجازي كل عامل بعمله ، وهو العادل المتفضل .

ومعنى قوله : ( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ) كقوله عز وجل : ( قل من بيده ملكوت كل شيء ) [ المؤمنون : 88 ] ، وكقوله تعالى : ( تبارك الذي بيده الملك ) [ الملك : 1 ] ، فالملك والملكوت واحد في المعنى ، كرحمة ورحموت ، ورهبة ورهبوت ، وجبر وجبروت . ومن الناس من زعم أن الملك هو عالم الأجساد والملكوت هو عالم الأرواح ، والأول هو الصحيح ، وهو الذي عليه الجمهور من المفسرين وغيرهم .

قال الإمام أحمد : حدثنا حماد ، عن عبد الملك بن عمير ، حدثني ابن عم لحذيفة ، عن حذيفة - وهو ابن اليمان - رضي الله عنه ، قال : قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ السبع الطول في سبع ركعات ، وكان إذا رفع رأسه من الركوع قال : " سمع الله لمن حمده " . ثم قال : " الحمد لذي ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة " وكان ركوعه مثل قيامه ، وسجوده مثل ركوعه ، فأنصرف وقد كادت تنكسر رجلاي .

وقد روى أبو داود ، والترمذي في الشمائل ، والنسائي ، من حديث شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي حمزة - مولى الأنصار - عن رجل من بني عبس ، عن حذيفة ; أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ، وكان يقول : " الله أكبر - ثلاثا - ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة " . ثم استفتح فقرأ البقرة ، ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه ، وكان يقول في ركوعه : " سبحان ربي العظيم " . ثم رفع رأسه من الركوع ، فكان قيامه نحوا من ] ركوعه ، يقول : " لربي الحمد " . ثم سجد ، فكان سجوده نحوا من ] قيامه ، وكان يقول في سجوده : " سبحان ربي الأعلى " . ثم رفع رأسه من السجود ، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده ، وكان يقول : " رب ، اغفر لي ، رب اغفر لي " . فصلى أربع ركعات ، فقرأ فيهن البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة - أو الأنعام شك شعبة - هذا لفظ أبي داود .

وقال النسائي : " أبو حمزة عندنا : طلحة بن يزيد ، وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة " . كذا قال . والأشبه أن يكون ابن عم حذيفة ، كما تقدم في رواية الإمام أحمد ، [ والله أعلم ] . فأما رواية صلة بن زفر ، عن حذيفة ، فإنها في صحيح مسلم ، ولكن ليس فيها ذكر الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة .

وقال أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، حدثني معاوية بن صالح ، عن عمرو بن قيس ، عن عاصم بن حميد ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة ، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ . قال : ثم ركع بقدر قيامه ، يقول في ركوعه : " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " . ثم سجد بقدر قيامه ، ثم قال في سجوده مثل ذلك ، ثم قام فقرأ بآل عمران ، ثم قرأ سورة سورة .

ورواه الترمذي في الشمائل ، والنسائي ، من حديث معاوية بن صالح ، به .

] آخر تفسير سورة " يس " ولله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ] .

وقوله ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ) يقول تعالى ذكره: فتنـزيه الذي بيده ملك كل شيء وخزائنه. وقوله ( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) يقول: وإليه تردون وتصيرون بعد مماتكم.

آخر تفسير سورة يس

التدبر :

وقفة
[83] ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ من صفات الله تعالى أن علمه تعالى محيط بجميع مخلوقاته في جميع أحوالها، في جميع الأوقات، ويعلم ما تنقص الأرض من أجساد الأموات وما يبقى، ويعلم الغيب والشهادة.
وقفة
[83] ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ الملكوت والرحموت والرهبوت والجبروت هي مصادر زيدت الواو والتاء فيها للمبالغة في الملك والرحمة والرهبة والجبر، لكن الملكوت لا يختص إلا بملك الله، والمعنى: نزهوا الله الذي بيده وتحت قدرته وقيد تصرفه ملك كل شيء، عما وصف به من العجز والنقصان والبهتان.
وقفة
[83] ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ ما دام أن بيده سبحانه ملكوت كل شيء، فهو القادر على كل شيء، كما قال قتادة: «الملكوت كل شيء أي مفاتح كل شيء».
وقفة
[83] ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ الملكوت صيغة مبالغة من الملك، فهو بمعنى الملك التام، الملك والملكوت واحد في المعنى كجبر وجبروت.
وقفة
[83] ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ما قدروا الله حق قدره، وكل من أنكر البعث فإنما أنكره لجهله بقدرة الله سبحانه وتعالى.
تفاعل
[83] ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ سَبِّح الله الآن.
لمسة
[83] ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ قُدم (إِلَيْهِ) على (تُرْجَعُونَ): تأكيدًا لرجوعهم إلى الله؛ لأنهم كان ينكرون المعاد.

الإعراب :

  • ﴿ فَسُبْحانَ الَّذِي:
  • الفاء استئنافية. سبحان: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره «أسبح» بمعنى اسبح الله أي أنزهه سبحانه عن النقائص تسبيحا أي تنزيها. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ:
  • الجملة الاسمية متعلقة بصلة الموصول المحذوفة لا محل لها من الاعراب. بيده: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. ملكوت: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
  • ﴿ كُلِّ شَيْءٍ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. شيء: مضاف اليه مجرور بالاضافة. وعلامة جره الكسرة بمعنى: بيده ملك كل شيء. أي مالك كل شيء.
  • ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ:
  • الواو استئنافية. إليه: جار ومجرور متعلق بترجعون. ترجعون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. ويجوز أن تكون جملة «ترجعون» في محل رفع خبرا لمبتدإ محذوف اختصارا لأنه معلوم من سياق القول. على تقدير: وأنتم إليه ترجعون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [83] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكرَ اللهُ ما يدل على كمالِ قدرتِه؛ نزَّه هنا نفسه عن أن يوصف بغير القدرة، قال تعالى:
﴿ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف