373137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159

الإحصائيات

سورة الشعراء
ترتيب المصحف26ترتيب النزول47
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات227عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول17تبدأ في الجزء19
تنتهي في الجزء19عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 12/29طسم: 1/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (136) الى الآية رقم (150) عدد الآيات (15)

قومُ هودٍ يكذبُونَ نبيَهم فيهلكُهم اللهُ، ثُمَّ القصَّةُ الخامسةُ: قصَّةُ صالحٍ عليه السلام دعا قومَه ثمودَ إلى تقوى اللهِ، وذَكَّرَهم بنعمِ اللهِ عليهم.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (151) الى الآية رقم (159) عدد الآيات (9)

صالحٌ عليه السلام يحذِّرُ قومَه من طاعةِ المُسرفينَ على أنفسِهم بالمعاصي، فاتَّهمُوه بأنَّه مسحورٌ، ثُمَّ يحذِّرُهم من التَّعرضِ للنَّاقةِ (معجزةُ صالحٍ)، فنحرُوها، فنزلَ بهم عذابُ اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الشعراء

مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان/ العناد والعقاب توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة (خطورة الإعلام)/ دعوة الأنبياء كلهم واحدة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • كما جاءت سورة الشعراء تذكر بـ:: فجاءت سورة الشعراء تذم من كفر ببلاغة القرآن منهم ولم تنفعه فصاحته، وتمدح من آمن منهم وسخّر فصاحته لخدمة الدين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «الشعراء».
  • • معنى الاسم :: الشعراء: جمعُ شاعر، وهو قائل وناظم الشعر.
  • • سبب التسمية :: لأنها تفردت من بين سور القرآن بذكر كلمة الشعراء في آخر السورة، بينما جاءت مفردة (شاعر) في عدة سور، وبلفظ الشعر مرة واحدة في سورة يس.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: : «طسم»، و«طسم الشعراء» تسمية للسورة بمفتتحها، و«طسم المائتين».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة.
  • • علمتني السورة :: أنه مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان.
  • • علمتني السورة :: أن آيات القرآن واضحة الحجة بينة الدلالة: ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾
  • • علمتني السورة :: أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ولو مع الأعداء؛ هذا موسى نبي الله يعترف بخطأه لفرعون: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾

مدارسة الآية : [137] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ

التفسير :

[137] وقالوا:ما هذا الذي نحن عليه إلا دين الأولين وعاداتهم،

إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ.

أي:هذه الأحوال والنعم, ونحو ذلك, عادة الأولين, تارة يستغنون, وتارة يفتقرون، وهذه أحوال الدهر, لا أن هذه محن ومنح من الله تعالى, وابتلاء لعباده.

ثم أضافوا إلى قولهم هذا قولا آخر لا يقل عن سابقه في الغرور وانطماس البصيرة فقالوا:

إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ أى: ما هذا الذي تنهانا عنه من التطاول في البنيان، ومن اتخاذ المصانع.. إلا خلق آبائنا الأولين، ومنهجهم في الحياة، ونحن على آثارهم نسير وعلى منهجهم نمشي.

قال القرطبي ما ملخصه: قرأ أكثر القراء إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ- بضم الخاء واللام- أى: عادتهم ودينهم ومذهبهم وما جرى عليه أمرهم..

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي إلا خلق الأولين- بفتح الخاء وإسكان اللام- أى:

ما هذا الذي جئتنا به يا هود إلا اختلاق الأولين وكذبهم، والعرب تقول: حدثنا فلان بأحاديث الخلق، أى: بالخرافات والأحاديث المفتعلة.. .

وعلى كلتا القراءتين فالآية الكريمة تصور ما كانوا عليه من تحجر وجهالة تصويرا بليغا.

وقولهم : ( إن هذا إلا خلق الأولين ) : قرأ بعضهم : " إن هذا إلا خلق " بفتح الخاء وتسكين اللام .

قال ابن مسعود ، والعوفي عن عبد الله بن عباس ، وعلقمة ، ومجاهد : يعنون ما هذا الذي جئتنا به إلا أخلاق الأولين . كما قال المشركون من قريش : ( وقالوا أساطير الأولين [ اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ) [ الفرقان : 5 ] ، وقال : ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا أساطير الأولين ) [ الفرقان : 4 ، 5 ] ، وقال ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) ] [ النحل : 24 ] .

وقرأ آخرون : ( إن هذا إلا خلق الأولين ) - بضم الخاء واللام - يعنون : دينهم وما هم عليه من الأمر هو دين الأوائل من الآباء والأجداد . ونحن تابعون لهم ، سالكون وراءهم ، نعيش كما عاشوا ، ونموت كما ماتوا ، ولا بعث ولا معاد ;

وقوله: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك; فقرأته عامة قرّاء المدينة سوى أبي جعفر, وعامة قرّاء الكوفة المتأخرين منهم: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) من قبلنا: وقرأ ذلك أبو جعفر, وأبو عمرو بن العلاء: " إنْ هَذَا إلا خَلْقُ الأوّلينَ" بفتح الخاء وتسكين اللام بمعنى: ما هذا الذي جئتنا به إلا كذب الأوّلين وأحاديثهم.

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, نحو اختلاف القرَّاء في قراءته, فقال بعضهم: معناه: ما هذا إلا دين الأوّلين وعادتهم وأخلاقهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) يقول: دين الأوّلين.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة قوله: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) يقول: هكذا خِلْقة الأوّلين, وهكذا كانوا يحيون ويموتون.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ما هذا إلا كذب الأوّلين وأساطيرهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) قال: أساطير الأوّلين.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) قال: كذبهم.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) قال: إن هذا إلا أمر الأوّلين وأساطير الأوّلين اكتتبها فهي تُملى عليه بكرة وأصيلا.

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الأعلى, قال: ثنا داود, عن عامر, عن علقمة, عن ابن مسعود: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) يقول: إن هذا إلا اختلاق الأوّلين.

قال ثنا يزيد بن هارون, قال. أخبرنا داود, عن الشعبيّ, عن علقمة, عن عبد الله, أنه كان يقرأ ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) ويقول شيء اختلقوه.

حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, عن داود, عن الشعبيّ, قال: قال علقمة: ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) قال: اختلاق الأوّلين.

وأولى القراءتين في ذلك بالصواب: قراءة من قرأ ( إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ ) بضم الخاء واللام, بمعنى: إن هذا إلا عادة الأوّلين ودينهم, كما قال ابن عباس, لأنهم إنما عوتبوا على البنيان الذي كانوا يتخذونه, وبطشهم بالناس بطش الجبابرة, وقلة شكرهم ربهم فيما أنعم عليهم, فأجابوا نبيّهم بأنهم يفعلون ما يفعلون من ذلك, احتذاء منهم سنة من قبلهم من الأمم, واقتفاء منهم آثارهم, فقالوا: ما هذا الذي نفعله إلا خلق الأوّلين, يعنون بالخلق: عادة الأوّلين. ويزيد ذلك بيانا وتصحيحا لما اخترنا من القراءة والتأويل, قولهم: ( وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) لأنهم لو كانوا لا يقرُّون بأن لهم ربا يقدر على تعذيبهم.

المعاني :

إِنۡ هَٰذَآ :       مَا هَذَا الميسر في غريب القرآن
خُلُقُ :       دِينُ، وَعَادَةُ السراج
خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ :       دِينُ الأوَّلِينَ وعادَاتُهُم الميسر في غريب القرآن
خلُق الأولين :       عادتهم في اعتقاد أن لا بعث معاني القرآن

التدبر :

عمل
[137] لا تأبه باحتقار المكذبين وسخريتهم؛ فهذه حيلة الضعفاء الجاهلين ﴿إِنْ هَـٰذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ هذا:
  • ان: مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى: ان هذا اي ما هذا الذي نحن عليه من الدين او ما هذا الذي جئت به من الكذب. او ما هذا الذي نحن عليه من الحياة والموت والاخلاق.
  • ﴿ إِلاّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ:
  • خبر المبتدأ هذا» مرفوع بالضمة. الاولين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: الا خلق الاولين وعادتهم. او الا عادة لم يزل عليها الناس في قديم الدهر. و إِلاّ» اداة حصر لا عمل لها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [137] لما قبلها :     ولَمَّا لم يُبالوا بوعظِه، وبما ذكَّرَهم به مِن نِعَمِ الله، وبما خَوَّفَهم به من عذابِه؛ عَلَّلُوا ذلك بقولهم:
﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

خلق:
قرئ:
1- بفتح الخاء وسكون اللام، وهى قراءة عبد الله، وعلقمة، والحسن، وأبى جعفر، وأبى عمرو، وابن كثير، والكسائي.
2- بضمتين، وهى قراءة باقى السبعة.
3- بضم الخاء وسكون اللام، وهى قراءة أبى قلابة والأصمعى عن نافع.

مدارسة الآية : [138] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ

التفسير :

[138]وما نحن بمعذبين على ما نفعل مما حَذَّرْتنا منه من العذاب.

وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَوهذا إنكار منهم للبعث، أو تنزل مع نبيهم وتهكم به، إننا على فرض أننا نبعث, فإننا كما أدرَّت علينا النعم في الدنيا, كذلك لا تزال مستمرة علينا إذا بعثنا.

ثم انتقلوا بعد ذلك إلى غرور أشد وأشنع فقالوا: وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ.

أى: هذه: حالنا التي ارتضيناها لحياتنا، وما نحن بمعذبين على هذه الأعمال التي نعملها.

وهكذا رد قوم هود على نبيهم- عليه السلام- بهذا الرد السيئ الذي يدل على استهتارهم وجفائهم وجمودهم على باطلهم.

ولهذا قالوا : ( وما نحن بمعذبين ) .

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( إن هذا إلا خلق الأولين ) يقول : دين الأولين . وقاله عكرمة ، وعطاء الخراساني ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، واختاره ابن جرير .

ما قالوا: ( وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) بل كانوا يقولون: إن هذا الذي جئتنا به يا هود إلا خلق الأوّلين, وما لنا من معذب يعذبنا, ولكنهم كانوا مقرين بالصانع, ويعبدون الآلهة, على نحو ما كان مشركو العرب يعبدونها, ويقولون إنها تقربنا إلى الله زلفى, فلذلك قالوا لهود وهم منكرون نبوته: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ثم قالوا له: ما هذا الذي نفعله إلا عادة من قبلنا وأخلاقهم, وما الله معذبنا عليه. كما أخبرنا تعالى ذكره عن الأمم الخالية قبلنا, أنهم كانوا يقولون لرسلهم: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[138] ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ غياب العذاب عن الأذهان هو ما يدفع صاحبه نحو الطغيان.
وقفة
[138] ﴿وَما نَحنُ بِمُعَذَّبينَ﴾ من فرط الغرور والكبر يخيل للمجرمين أنهم ناجون من العذاب، وهذا يجعلهم مفرطين فى الغرور.

الإعراب :

  • ﴿ وَما نَحْنُ:
  • الواو عاطفة. ما: نافية بمنزلة «ليس» اي تعمل عملها في لغة الحجاز. ونافية لا عمل لها في لغة اهل نجد. نحن: ضمير منفصل- ضمير المتكلمين-في محل رفع اسم ما» على اللغة الاولى. ومبتدأ على اللغة الثانية.
  • ﴿ بِمُعَذَّبِينَ:
  • الباء حرف جر زائد للتوكيد. معذبين: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على انه خبر ما» على اللغة الاولى. وفي محل رفع خبر المبتدأ نَحْنُ» على اللغة الثانية وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الشعراء: 138﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
سبإ: 35﴿وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
الصافات: 59﴿إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [138] لما قبلها :     وبعد أن قابلوا وعظ نبيِّهم بالاستخفاف والاستهانة بما سمعوا؛ انتقلوا في غرور إلى إنكار ما وَعَدَهم هودٌ عليه السلام من العذابِ، فقالوا:
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [139] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ ..

التفسير :

[139] فاستمَرُّوا على تكذيبه، فأهلكهم الله بريحباردة شديدة. إن في ذلك الإهلاك لَعبرة لمن بعدهم، وما كان أكثر الذين سمعوا قصتهم مؤمنين بك.

فَكَذَّبُوهُأي:صار التكذيب سجية لهم وخلقا, لا يردعهم عنه رادع،فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةًعلى صدق نبينا هود عليه السلام وصحة ما جاء به وبطلان ما عليه قومه من الشرك والجبروتوَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ مع وجود الآيات المقتضية للإيمان

ولذا جاءت نهايتهم الأليمة بسرعة وحسم، قال- تعالى-: فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ.

أى: أصر قوم هود على باطلهم وغرورهم فأهلكناهم بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً، فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى، كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ

أهلكهم الله- تعالى- دون أن تنفعهم أموالهم، أو قوتهم التي كانوا يدلون بها ويقولون:

مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً.

وختم- سبحانه- قصتهم بما ختم به قصة نوح مع قومه من قبلهم، فقال- تعالى-:

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ.

قال الله تعالى : ( فكذبوه فأهلكناهم ) أي : فاستمروا على تكذيب نبي الله هود ومخالفته وعناده ، فأهلكهم الله ، وقد بين سبب إهلاكه إياهم في غير موضع من القرآن بأنه أرسل عليهم ريحا صرصرا عاتية ، أي : ريحا شديدة الهبوب ذات برد شديد جدا ، فكان إهلاكهم من جنسهم ، فإنهم كانوا أعتى شيء وأجبره ، فسلط الله عليهم ما هو أعتى منهم وأشد قوة ، كما قال : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ) [ ذات العماد ] ) [ الفجر : 6 ، 7 ] وهم عاد الأولى ، كما قال : ( وأنه أهلك عادا الأولى ) [ النجم : 50 ] ، وهم من نسل إرم بن سام بن نوح . ( ذات العماد ) أي : الذين كانوا يسكنون العمد . ومن زعم أن " إرم " مدينة ، فإنما أخذ ذلك من الإسرائيليات من كلام كعب ووهب ، وليس لذلك أصل أصيل . ولهذا قال : ( التي لم يخلق مثلها في البلاد ) [ الفجر : 8 ] ، أي : لم يخلق مثل هذه القبيلة في قوتهم وشدتهم وجبروتهم ، ولو كان المراد بذلك مدينة لقال : التي لم يبن مثلها في البلاد ، وقال : ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ) [ فصلت : 15 ] .

وقد قدمنا أن الله تعالى لم يرسل عليهم من الريح إلا بمقدار أنف الثور ، عتت على الخزنة ، فأذن الله لها في ذلك ، وسلكت وحصبت بلادهم ، فحصبت كل شيء لهم ، كما قال تعالى : ( تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ) الآية [ الأحقاف : 25 ] ، وقال تعالى : ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ) [ الحاقة : 6 ، 7 ] ، أي : كاملة ( فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) [ الحاقة : 7 ] ، أي : بقوا أبدانا بلا رؤوس ; وذلك أن الريح كانت تأتي الرجل منهم فتقتلعه وترفعه في الهواء ، ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخ دماغه ، وتكسر رأسه ، وتلقيه ، كأنهم أعجاز نخل منقعر . وقد كانوا تحصنوا في الجبال والكهوف والمغارات ، وحفروا لهم في الأرض إلى أنصافهم ، فلم يغن عنهم ذلك من أمر الله شيئا ، ( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ) [ نوح : 4 ] ; ولهذا قال : ( فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )

يقول تعالى ذكره: فكذّبت عاد رسول ربهم هودا, والهاء في قوله ( فكذبوه ) من ذكر هود.( فأهلكناهم ) يقول: فأهلكنا عادا بتكذيبهم رسولنا.( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ) يقول تعالى ذكره: إن في إهلاكنا عادا بتكذيبها رسولها, لعبرة وموعظة لقومك يا محمد, المكذّبيك فيما أتيتهم به من عند ربك.

يقول: وما كان أكثر من أهلكنا بالذين يؤمنون في سابق علم الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[139] ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ قد بين سبب إهلاكه إياهم في غير موضع من القرآن؛ بأنه أرسل عليهم ريحًا صرصرًا عاتية؛ أي: ريحًا شديدة الهبوب، ذات برد شديد جدًا، فكان إهلاكهم من جنسهم، فإنهم كانوا أعتى شيء وأجبره، فسلط الله عليهم ما هو أعتى منهم، وأشد قوة.
تفاعل
[139] ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
عمل
[139] تأمل في إخبار الله تعالى عن حال أكثر الناس، وأنهم غير مؤمنين، وحينها لا تأمن على نفسك من الضلالة، فأكثر من دعاء الله بالثبات ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَذَّبُوهُ:
  • الفاء استئنافية. كذبوه: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فَأَهْلَكْناهُمْ:
  • الفاء سببية. اهلك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ:
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآيتين الكريمتين الثامنة والسابعة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 8﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 67﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 103﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 121﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 139﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 158﴿فَأَخَذَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 174﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 190﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [139] لما قبلها :     ولَمَّا أصَرَّ قومُ هود على باطلِهم وغرورِهم؛ جاءت هنا نهايتُهم الأليمة، قال تعالى: ( فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ ) وبعد هلاك عاد قوم هود؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن في ذلك عبرة عجيبة دالة على قدرة الله تعالى، وتدعو إلى الإيمان به سبحانه، قال تعالى:
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [140] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

التفسير :

[140]. وإن ربك لهو العزيز الغالب على ما يريده من إهلاك المكذبين، الرحيم بالمؤمنين.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُالذي أهلك بقوته قوم هود على قوتهم وبطشهم

الرَّحِيمُبنبيه هود حيث نجاه ومن معه من المؤمنين

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك قصة صالح مع قومه، فقال- تعالى-:

( وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) .

( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ) في انتقامه من أعدائه,( الرَّحِيمُ ) بالمؤمنين به.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[140] إثبات صفة العزة والرحمة لله ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآيتين الكريمتين التاسعة والثامنة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 9﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 68﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 104﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 122﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 140﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 159﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 175﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 191﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [140] لما قبلها :     وبعد بيان هلاك عاد قوم هود، ونجاة المؤمنين؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنه بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته أنجى المؤمنين، وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن عصاه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [141] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ

التفسير :

[141] كذَّبت قبيلة ثمود رسولهم صالحاً في رسالته ودعوته إلى توحيد الله، فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسل؛ لأنهم جميعاً يدعون إلى توحيد الله.

( كَذَّبَتْ ثَمُودُ ) القبيلة المعروفة في مدائن الحجر ( الْمُرْسَلِينَ ) كذبوا صالحا عليه السلام, الذي جاء بالتوحيد, الذي دعت إليه المرسلون, فكان تكذيبهم له تكذيبا للجميع.

وقد وردت قصة صالح مع قومه في سور أخرى منها الأعراف، وهود، والنمل، والقمر..

وثمود اسم للقبيلة التي أرسل إليها صالح- عليه السلام- والثمد: الماء القليل ... وكانوا يعبدون الأصنام، فأرسل الله- تعالى- واحدا منهم- هو صالح- لكي يأمرهم بعبادة الله وحده.

وما زالت مساكنهم تعرف إلى الآن بمدائن صالح، في المنطقة التي بين المدينة المنورة والشام، وقد مر النبي صلّى الله عليه وسلّم على ديارهم وهو متوجه إلى غزوة تبوك..

وهذا إخبار من الله ، عز وجل ، عن عبده ورسوله صالح ، عليه السلام : أنه بعثه إلى قوم ثمود ، وكانوا عربا يسكنون مدينة الحجر ، التي بين وادي القرى وبلاد الشام ، ومساكنهم معروفة مشهورة . وقد قدمنا في " سورة الأعراف " الأحاديث المروية في مرور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم حين أراد غزو الشام ، فوصل إلى تبوك ، ثم عاد إلى المدينة ليتأهب لذلك . وقد كانوا بعد عاد وقبل الخليل ، عليه السلام . فدعاهم نبيهم صالح إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة ، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه . فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم ، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله ، عز وجل ، ثم ذكرهم آلاء الله عليهم فقال :

يقول تعالى ذكره: كذّبت ثمود رسل الله, إذ دعاهم صالح أخوهم إلى الله, فقال لهم: ألا تتقون عقاب الله يا قوم على معصيتكم إياه, وخلافكم أمره, بطاعتكم أمر المفسدين في أرض الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[141] ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾ استنبط علماء التفسير من جمع المرسلين أن الذي يكذب رسولًا واحدًا يكذب كل المرسلين؛ لأن رسالات الأنبياء كلها واحدة.
وقفة
[141] ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾ ذكر الله هنا عموم المرسلين مع أنهم إنما كذبوا صالحًا فقط؛ لكن تكذيب واحد من الرسل تكذيب للجميع.
وقفة
[141] من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل، ولذا قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾، مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل، ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه.
وقفة
[141] كذبوا صالحًا فقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾، التَّكذيب برسولٍ واحدٍ يعني التَّكذيب بكلِّ الرُّسُلِ.

الإعراب :

  • ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثالثة والعشرين بعد المائة. و ثَمُودُ» لم يصرف اي منع من الصرف لانه بتأويل القبيلة اي للمعرفة والتأنيث.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [141] لما قبلها :     القصَّةُ الخامسةُ: قصَّةُ صالح عليه السلام، قال تعالى:
﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [142] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ ..

التفسير :

[142] إذ قال لهم أخوهم صالح:ألا تخشون عقاب الله، فتُفرِدوه بالعبادة؟

إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌفي النسب, برفق ولين: أَلا تَتَّقُونَالله تعالى, وتدعون الشرك والمعاصي.

وقد نصح صالح قومه، بما نصح به هود ونوح قومهما من قبله، فقد أمرهم بتقوى الله وصارحهم بصدقه معهم، وبتعففه عن تعاطى الأجر على نصحه لهم.

فدعاهم نبيهم صالح إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة ، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه . فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم ، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله ، عز وجل ، ثم ذكرهم آلاء الله عليهم فقال :

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[142] ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ في النسب ﴿صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾، وإنما ابتعث الله الرسل من نسب من أرسل إليهم؛ لئلا يشمئزوا من الانقياد له، ولأنهم يعرفون حقيقته؛ فلا يحتاجون أن يبحثوا عنه.

الإعراب :

  • ﴿ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة السادسة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 106﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 124﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 142﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
الشعراء: 161﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [142] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن ثمود قوم صالح كذبوه؛ بَيَّنَ هنا ما قاله لهم ناصحًا ومنذرًا، قال تعالى:
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [143] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

التفسير :

[143]إني مرسَل من الله إليكم، حفيظ على هذه الرسالة كما تلقيتها عن الله،

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌمن الله ربكم, أرسلني إليكم, لطفا بكم ورحمة, فتلقوا رحمته بالقبول, وقابلوها بالإذعان،أَمِينٌتعرفون ذلك مني, وذلك يوجب عليكم أن تؤمنوا بي, وبما جئت به.

إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

فدعاهم نبيهم صالح إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة ، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه . فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم ، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله ، عز وجل ، ثم ذكرهم آلاء الله عليهم فقال :

( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ ) من الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته على خلافكم أمره ( أمِينٌ ) على رسالته التي أرسلها معي إليكم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[143] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ الأمانةُ شعارُ الرُّسلِ والدُّعاةِ الصَّادقين في كلِّ الأممِ والعصُّورِ.
وقفة
[143] ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ أهم شرط وصفة للداعية الحق: الأمانة والإخلاص.

الإعراب :

  • ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة السابعة بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 107﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 125﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 143﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 162﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الشعراء: 178﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
الدخان: 18﴿أَنۡ أَدُّوٓاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [143] لما قبلها :     ولَمَّا نصحهم بتقوى الله؛ عَلَّلَ هنا نُصحَه لهم بقوله:
﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [144] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[144]فاحذروا عقابه تعالى، وامتثلوا ما دعوتكم إليه.

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

فقد أمرهم بتقوى الله وصارحهم بصدقه معهم .

فدعاهم نبيهم صالح إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة ، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه . فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم ، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله ، عز وجل ، ثم ذكرهم آلاء الله عليهم فقال :

( فَاتَّقُوا اللَّهَ ) أيها القوم, واحذروا عقابه ( وأطيعون ) في تحذيري إياكم, وأمر ربكم باتباع طاعته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[144، 145] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كررت الآيات للتنبيه على أن دعوة الرسل واحدة، فكل رسول يذكر قومه بالغاية من بعثته ورسالته، وأنها لصالح البشر.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [144] لما قبلها :     ولَمَّا عَرَضَ عَلَيْهِمْ بِرِفْقٍ تَقْوى اللَّهِ؛ انْتَقَلَ هنا مِنَ العَرْضِ إلى الأمْرِ، فقال:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [145] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ..

التفسير :

[145]وما أطلب منكم على نصحي وإرشادي لكم أيَّ جزاء، ما جزائي إلا على رب العالمين.

وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍفتقولون:يمنعنا من اتباعك, أنك تريد أخذ أموالنا،إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَأي:لا أطلب الثواب إلا منه.

وبتعففه عن تعاطى الأجر على نصحه لهم .

فدعاهم نبيهم صالح إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة ، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه . فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم ، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله ، عز وجل ، ثم ذكرهم آلاء الله عليهم فقال :

( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ) يقول: وما أسألكم على نصحي إياكم, وإنذاركم من جزاء ولا ثواب.( إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يقول: إن جزائي وثوابي إلا على ربّ جميع ما في السموات, وما في الأرض, وما بينهما من خلق.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ المشاريع العلمية والدعوية ينبغي أن تكون بلا أجر ورسوم مالية تأمل سنة المرسلين.
وقفة
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ قالها نوحٌ وهودٌ وصالحٌ ولوطٌ وشعيبٌ عليهم السلام، نصيبُك من طريقِ الأنبياءِ بقدرِ استغناءِ قلبِك ويدِك عن مدحِ النَّاسِ وعطائِهم.
وقفة
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ لو أن داعية طلب من الناس أجرًا؛ لكان هذا سببًا لنفور الناس منه؛ وقبول بعض كلامهم وردِّ بعضه، ولذا كان لكل نبي حرفة يأكل بها، عَنْ الْمِقْدَامِ t: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ». [البخاري 2072].
وقفة
[145] كل الأنبياء في سورة الشعراء قالوا لقومهم: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ إلا موسى وإبراهيم عليهما السلام، لماذا؟ لأن موسى تربى في قصر فرعون، وإبراهيم لم يقلها لقومه، لأن فيهم أباه الذي رباه، فاستحيى أن يقول ذلك له.
وقفة
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ التقدير الاجتماعي أجر أيضًا يجب أن نوطن نفوسنا على الاستغناء عنه.
وقفة
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ اتهام الدعاة الناشرين لمذهب السلف بأنهم يطلبون عطايا الحكام تهمة ليست جديدة جوابها ملقن للأنبياء في.
وقفة
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ سيماء الدعوات النقية إبداء استغناء مطلق عن الخلق، وإظهار أعظم حالة من الرفض لأي ثمن لدعواتهم، ونفور فطري من أي معني يوحي بانتظار ردود أفعالهم.
عمل
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لا ينبغي للدعاة النظر لما في أيدي الناس.
عمل
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ علم أحدًا من المسلمين سورة من سور القرآن الكريم ابتغاء وجه الله.
وقفة
[145] ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ فتقولون: يمنعنا من اتباعك، أنك تريد أخذ أموالنا، ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أي: لا أطلب الثواب إلا منه.
عمل
[145] أرسل رسالة بالهاتف الجوال تذكر فيها الدعاة أن من أسباب نجاح دعوتهم إخلاصهم، وعدم إرادة الدنيا في دعوتهم, ﴿وَمَا أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾.
عمل
[145] علِّم مسلمًا بعض أذكار اليوم والليلة محتسبًا في ذلك الأجر من الله, ﴿وَمَا أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾.
عمل
[145] ﴿إن أجريَ إلاعلى رب العالمين﴾ لتكن دعوتك ونصحك احتسابًا وإلا كان عملك رياءً، وكان عند ربك هباءً.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة التاسعة بعد المائة.'

المتشابهات :

هود: 51﴿يا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
يونس: 72﴿فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
هود: 29﴿وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۚ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا
سبإ: 47﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [145] لما قبلها :     ولَمَّا أثْبَتَ أمانَتَهُ؛ نَفى هنا تُهْمَتَهُ، فقال:
﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [146] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ

التفسير :

[146] أيترككم ربكم فيما أنتم فيه من النعيم مستقرين في هذه الدنيا آمنين من العذاب والزوال والموت؟

أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ

ثم وعظهم بما يرقق القلوب، وبما يحمل العقلاء على شكر الله- تعالى- على نعمه فقال لهم: أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ.

فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ ...

والاستفهام للإنكار. والطلع: اسم من الطلوع وهو الظهور، وأصله ثمر النخل في أول ما يطلع، وهو بعد التلقيح يسمى خلالا- بفتح الخاء- ثم يصير بسرا، فرطبا، فتمرا.

والهضيم: اليانع والنضيج، أو الرطب اللين اللذيذ الذي تداخل بعضه في بعض وهو وصف للطلع الذي قصد به الثمار الناضجة الطيبة لصيرورته إليها.

والمعنى: أتظنون أنكم متروكون بدون حساب أو سؤال من خالقكم- عز وجل- وأنتم تتقلبون في نعمه التي منها ما أنتم فيه من بساتين وأنهار وزروع كثيرة متنوعة.

إن كنتم تظنون ذلك، فأقلعوا عن هذا الظن، واعتقدوا بأنكم أنتم وما بين أيديكم من نعم، إلى زوال، وعليكم أن تخلصوا لخالقكم العبادة والشكر لكي يزيدكم من فضله..

فأنت ترى أن- صالحا- عليه السلام قد استعمل مع قومه أرق ألوان الوعظ، لكي يوقظ قلوبهم الغافلة، نحو طاعة الله- تعالى- وشكره، وقد استعمل في وعظه لفت أنظارهم إلى ما يتقلبون فيه من نعم تشمل البساتين والعيون، والزروع المتعددة، والنخيل الجيدة الطلع، اللذيذة الطعم، حتى لكأن ثمرها لجودته ولينه، لا يحتاج إلى هضم في البطون.

يقول لهم واعظا لهم ومحذرا إياهم نقم الله أن تحل بهم ، ومذكرا بأنعم الله عليهم فيما رزقهم من الأرزاق الدارة ، وجعلهم في أمن من المحذورات .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل صالح لقومه من ثمود: أيترككم يا قوم ربكم في هذه الدنيا آمنين, لا تخافون شيئا؟.

المعاني :

مَا هَٰهُنَآ :       أي: في الدُّنيا الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[146] ﴿أَتُتْرَكُونَ﴾: تخويف لهم معناه: أتطمعون أن تتركوا في النعم على كفركم.
وقفة
[146] ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ﴾ (آمِنِينَ) حال مبينة لبعض ما أجمله قوله: (فِي مَا هَاهُنَا)؛ وذلك تنبيه على نعمة عظيمة لا يدل عليها اسم الإشارة؛ لأنها لا يشار إليها، وهي نعمة الأمن التي هي من أعظم النعم ولا يتذوق طعم النعم الأخرى إلا بها.
وقفة
[146] ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ﴾ تعجب من غيابهم، يظنون أن الأمن سيبقى مع كفرهم ومعاصيهم.
وقفة
[146] ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ﴾ أمن الأمة وأمانها بشكر النعمة وطاعة ربها.
عمل
[146] ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ﴾ لا تحسب أنك ستنجو من الابتلاء، تمحص وتبتلى قبل جوار الله في الجنة.

الإعراب :

  • ﴿ أَتُتْرَكُونَ:
  • الالف ألف انكار بلفظ‍ استفهام. تتركون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. بمعنى: أخيل اليكم انكم تتركون مخلدين في نعيمكم لا تزالون عنه. او تكون الالف الف تقرير اي تذكيركم بالنعمة في تخليد الله اليهم وما يتنعمون فيه من الجنات وغير ذلك من الامن والراحة.
  • ﴿ فِي ما هاهُنا:
  • جار ومجرور متعلق بتتركون. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي. ههنا: الهاء زائدة للتنبيه. هنا: اسم اشارة للمكان مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمضمر اي بتقدير اِسْتَقَرَّ».وجملة «استقر هاهنا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. بمعنى: في الذي استقر في هذا المكان من النعيم ثم فسره بقوله: في جنات ونعيم وعيون. في الآية الكريمة التالية.
  • ﴿ آمِنِينَ:
  • حال من ضمير الغائبين في تُتْرَكُونَ» منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [146] لما قبلها :     ولَمَّا ثبتَتِ الأمانةُ، وانتفَى مُوجبُ الخيانةِ؛ شرَعَ يُنكِرُ عليهم أكْلَ خَيرِه، وعبادةَ غيرِه، فقال مخوِّفًا لهم مِن سَطَواتِه، ومرغِّبًا في المزيدِ مِن خَيراتِه:
﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [147] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

التفسير :

[147]في حدائق مثمرة وعيون جارية

فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

ثم وعظهم بما يرقق القلوب ، وبما يحمل العقلاء على شرك الله - تعالى - على نعمه فقال لهم : ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ . . ) .

والاستفهام للإنكار . والطلع : اسم من الطلوع وهو الظهور ، وأصله ثمر النخل فى أول ما يطلع ، وهو بعد التلقيح يسمى خلالا - بفتح الخاء - ثم يصير بسرا ، فرطبا ، فتمرا .

والهضيم : اليانع والنضيج ، أو الرطب اللين اللذيذ الذى تداخل بعضه فى بعض وهو وصف للطلع الذى قصد به الثمار الناضجة الطيبة لصيرورته إليها .

والمعنى : أتظنون أنكم متروكون بدون حساب أو سؤال من خالقكم - عز وجل - وأنتم تتقلبون فى نعمه التى منها ما أنتم فيه من بساتين وأنهار وزروع كثيرة متنوعة .

إن كنتم تظنون ذلك ، فأقلعوا عن هذا الظن ، واعتقدوا بأنكم أنتم وما بين أيديكم من نعم ، إلى زوال ، وعليكم أن تخلصوا لخالقكم العبادة والشكر لكى يزيدكم من فضله . .

فأنت ترى أن - صالحا - عليه السلام قد استعمل مع قومه أرق ألوان الوعظ ، لكى يوقظ قلوبهم الغافلة ، نحو طاعة الله - تعالى - وشكره ، وقد استعمل فى وعظه لفت أنظارهم إلى ما يتقلبون فيه من نعم تشمل البساتين والعيون ، الزروع المتعددة ، والنخيل الجيدة الطلع ، اللذيذة الطعم ، حتى لكأن ثمرها لجودته ولينه ، لا يحتاج إلى هضم فى البطون .

وأنبت لهم من الجنات ، وأنبع لهم من العيون الجاريات ، وأخرج لهم من الزروع والثمرات ;

( فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) يقول: في بساتين وعيون ماء.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[147، 148] ﴿فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ أي: في بساتين وأنهار جاريات، ﴿وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ أي: وسهول فسيحة، فيها من أنواع الزروع والنخيل الرطب اللين؟ أتتركون في كل ذلك النعيم دون حساب ولا جزاء؟ قال المفسرون: كانت أرض ثمود كثيرة البساتين، والماء، والنخيل، فذكرهم صالح بنعم الله الجليلة من إنبات البساتين والجنات، وتفجير العيون الجاريات، لاخراج الزروع، والثمرات.

الإعراب :

  • ﴿ فِي جَنّاتٍ:
  • جار ومجرور متعلق بتتركون والجملة تفسيرية لا محل لها او بدل من الجار والظرف فِي ما هاهُنا».
  • ﴿ وَعُيُونٍ:
  • معطوفة بالواو على جَنّاتٍ» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.'

المتشابهات :

الحجر: 45﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الشعراء: 57﴿فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الشعراء: 134﴿وَ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الشعراء: 147﴿ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الدخان: 25﴿كَمۡ تَرَكُواْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الدخان: 52﴿ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الذاريات: 15﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [147] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ لِلتَّفْسِيرِ بَعْدَ الإجْمالِ شَأْنٌ؛ بَيَّنَ هنا ما أجْمَلَ بِقَوْلِهِ مُذَكِّرًا لَهم بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيَشْكُرُوها:
﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [148] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ

التفسير :

[148] وزروع كثيرة ونخل ثمرها يانع لين نضيج،

وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌأي نضيد كثير أي أتحسبون أنكم تتركون في هذه الخيرات والنعم سدى تتنعمون وتتمتعون كما تتمتع الأنعام وتتركون سدى لا تؤمرون ولا تنهون وتستعينون بهذه النعم على معاصي الله

ثم وعظهم بما يرقق القلوب ، وبما يحمل العقلاء على شرك الله - تعالى - على نعمه فقال لهم : ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ . . ) .

والاستفهام للإنكار . والطلع : اسم من الطلوع وهو الظهور ، وأصله ثمر النخل فى أول ما يطلع ، وهو بعد التلقيح يسمى خلالا - بفتح الخاء - ثم يصير بسرا ، فرطبا ، فتمرا .

والهضيم : اليانع والنضيج ، أو الرطب اللين اللذيذ الذى تداخل بعضه فى بعض وهو وصف للطلع الذى قصد به الثمار الناضجة الطيبة لصيرورته إليها .

والمعنى : أتظنون أنكم متروكون بدون حساب أو سؤال من خالقكم - عز وجل - وأنتم تتقلبون فى نعمه التى منها ما أنتم فيه من بساتين وأنهار وزروع كثيرة متنوعة .

إن كنتم تظنون ذلك ، فأقلعوا عن هذا الظن ، واعتقدوا بأنكم أنتم وما بين أيديكم من نعم ، إلى زوال ، وعليكم أن تخلصوا لخالقكم العبادة والشكر لكى يزيدكم من فضله . .

فأنت ترى أن - صالحا - عليه السلام قد استعمل مع قومه أرق ألوان الوعظ ، لكى يوقظ قلوبهم الغافلة ، نحو طاعة الله - تعالى - وشكره ، وقد استعمل فى وعظه لفت أنظارهم إلى ما يتقلبون فيه من نعم تشمل البساتين والعيون ، الزروع المتعددة ، والنخيل الجيدة الطلع ، اللذيذة الطعم ، حتى لكأن ثمرها لجودته ولينه ، لا يحتاج إلى هضم فى البطون .

ولهذا قال : ( ونخل طلعها هضيم ) . قال العوفي ، عن ابن عباس : أينع وبلغ ، فهو هضيم .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ونخل طلعها هضيم ) يقول : معشبة .

[ و ] قال إسماعيل بن أبي خالد ، عن عمرو بن أبي عمرو - وقد أدرك الصحابة - عن ابن عباس ، في قوله : ( ونخل طلعها هضيم ) قال : إذا رطب واسترخى . رواه ابن أبي حاتم ، قال : وروي عن أبي صالح نحو هذا .

وقال أبو إسحاق ، عن أبي العلاء : ( ونخل طلعها هضيم ) قال : هو المذنب من الرطب .

وقال مجاهد : هو الذي إذا كبس تهشم وتفتت وتناثر .

وقال ابن جريج : سمعت عبد الكريم أبا أمية ، سمعت مجاهدا يقول : ( ونخل طلعها هضيم ) قال : حين يطلع تقبض عليه فتهضمه ، فهو من الرطب الهضيم ، ومن اليابس الهشيم ، تقبض عليه فتهشمه .

وقال عكرمة : وقتادة ، الهضيم : الرطب اللين .

وقال الضحاك : إذا كثر حمل الثمرة ، وركب بعضه بعضا ، فهو هضيم .

وقال مرة : هو الطلع حين يتفرق ويخضر .

وقال الحسن البصري : هو الذي لا نوى له .

وقال أبو صخر : ما رأيت الطلع حين يشق عنه الكم ، فترى الطلع قد لصق بعضه ببعض ، فهو الهضيم .

( وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) يعني بالطلع: الكُفُرَّى.

واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( هَضِيمٌ ) فقال بعضهم: معناه اليانع النضيج.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) يقول: أينع وبلغ فهو هضيم.

وقال آخرون: بل هو المتهشم المتفتت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) قال محمد بن عمرو في حديثه تهشم هشيما. وقال الحارث: تهشم تهشّما.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: سمعت عبد الكريم يقول: سمعت مجاهدا يقول في قوله: ( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) قال: حين تطلع يقبض عليه فيهضمه.

قال ابن جُرَيج: قال مجاهد: إذا مسّ تهشّم وتفتَّت, قال: هو من الرطب هضيم تقبض عليه فتهضمه.

وقال آخرون: هو الرطب اللين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا هناد, قال: ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرمة قوله: ( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) قال: الهضيم: الرطب اللين.

وقال آخرون: هو الراكب بعضه بعضا.

* ذكر من قال ذلك:

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) إذا كثر حمل النخلة فركب بعضها بعضا, حتى نقص بعضها بعضا, فهو حينئذ هضيم.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: الهضيم: هو المتكسر من لينه ورطوبته, وذلك من قولهم: هضم فلان حقه: إذا انتقصه وتحيفه, فكذلك الهضم في الطلع, إنما هو التنقص منه من رطوبته ولينه إما بمسّ الأيدي, وإما بركوب بعضه بعضا, وأصله مفعول صرف إلى فعيل.

المعاني :

طَلْعُهَا هَضِيمٌ :       ثَمَرُهَا يَانِعٌ لَيِّنٌ نَضِيجٌ السراج
طَلۡعُهَا :       ثَمَرُها الميسر في غريب القرآن
طلعها :       ثمرُها الذي يؤول إليه الطّـلْـع معاني القرآن
هَضِيمࣱ :       مُنْكَسِرٌ مِنْ لِينِهِ ورُطُوبَتِه الميسر في غريب القرآن
هضيم :       رُطب نضيج أو متدلّ لكثرته معاني القرآن

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ:
  • معطوفة بالواو على جَنّاتٍ وَعُيُونٍ».ونخل: معطوفة بالواو على زُرُوعٍ» مجرورة مثلها.
  • ﴿ طَلْعُها هَضِيمٌ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. هضيم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية في محل جر صفة-نعت-لنخل. بمعنى: وزروع ونخل ثمرها لطيف لين منكسر لان طلع النخل هو بمثابة العنقود بالنسبة لاشجار الكروم. وهضيم: بمعنى داخل بعضه في بعض.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [148] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ العيون؛ ذكرَ هنا ما ينتُجُ عن العيون، فقال:
﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [149] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ

التفسير :

[149] وتنحتون من الجبال بيوتاً ماهرين بنحتها، أَشِرين بَطِرين.

وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَأي بلغت بكم الفراهة والحذق إلى أن اتخذتم بيوتا من الجبال الصم الصلاب

ثم ذكرهم بنعمة أخرى، وكرر عليهم الأمر بتقوى الله فقال: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ.

وقوله: وَتَنْحِتُونَ معطوف على تُتْرَكُونَ فهو داخل في حيز الإنكار عليهم، لعدم شكرهم لله- تعالى- والنحت: البرى. يقال: نحت فلان الحجر نحتا إذا براه وأعده للبناء.

وفارِهِينَ أى: ماهرين حاذقين في نحتها. من فره- ككرم- فراهة. إذا برع في فعل الشيء، وعرف غوامضه ودقائقه.

قال القرطبي: وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: فرهين بغير ألف في الفاء. وهي بمعنى واحد.. وفرق بينهما قوم فقالوا: فارِهِينَ أى حاذقين في تحتها ... وفرهين- بغير ألف-. أى: أشرين بطرين فرهين.. .

أى: وأنهاكم- أيضا- عن انهماككم في نحت الحجارة من الجبال بمهارة وبراعة، لكي تبنوا بها بيوتا وقصورا بقصد الأشر والبطر، لا يقصد الإصلاح والشكر لله- فمحل النهى إنما هو قصد الأشر والبطر في البناء وفي النحت.

وقوله : ( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) قال ابن عباس ، وغير واحد : يعني : حاذقين . وفي رواية عنه : شرهين أشرين . وهو اختيار مجاهد وجماعة . ولا منافاة بينهما ; فإنهم كانوا يتخذون تلك البيوت المنحوتة في الجبال أشرا وبطرا وعبثا ، من غير حاجة إلى سكناها ، وكانوا حاذقين متقنين لنحتها ونقشها ، كما هو المشاهد من حالهم لمن رأى منازلهم ;

وقوله: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) يقول تعالى ذكره: وتتخذون من الجبال بيوتا.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( فارهين ) فقرأته عامة قرّاء أهل الكوفة: ( فارهين ) بمعنى: حاذقين بنحتها.

وقرأته عامة قرّاء أهل المدينة والبصرة: " فَرِهِينَ" بغير ألف, بمعنى: أشرين بطرين.

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك على نحو اختلاف القرّاء في قراءته, فقال بعضهم: معنى فارهين: حاذقين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كريب, قال: ثنا عثام, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح وعبد الله بن شدّاد: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) قال أحدهما: حاذقين, وقال الآخر: يتجبرون.

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا مروان, قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) قال: حاذقين بنحتها.

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( فارهين ) يقول: حاذقين.

وقال آخرون: معنى فارهين: مستفرهين متجبرين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا يحيى, قال: ثنا سفيان, عن السديّ, عن عبد الله بن شداد في قوله: " فَرِهِينَ" قال: يتجبرون.

قال أبو جعفر: والصواب: فارهين.

وقال آخرون ممن قرأه فارهين: معنى ذلك: كيسين.

* ذكر من قال ذلك:

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فارهين ) قال: كيسين.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا عبيد, عن الضحاك أنه قرأ ( فارهين ) قال: كيسين.

وقال آخرون: فرهين: أشرين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) يقول: أشرين, ويقال: كيسين.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " بيوتا فرهين " قال: شرهين.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, بمثله.

وقال آخرون: معنى ذلك: أقوياء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: " وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ" قال: الفره: القويّ.

وقال آخرون في ذلك بما حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر عن قتادة, في قوله: " فَرِهِينَ" قال: معجبين بصنيعكم.والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن قراءة من قرأها( فارهين ) وقراءة من قرأ " فَرِهِينَ" قراءتان معروفتان, مستفيضة القراءة بكل واحدة منهما في علماء القرّاء, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. ومعنى قراءة من قرأ ( فارهين ) : حاذقين بنحتها, متخيرين لمواضع نحتها, كيسين, من الفراهة. ومعنى قراءة من قرأ " فَرِهِينَ": مرحين أشرين. وقد يجوز أن يكون معنى فاره وفره واحدا, فيكون فاره مبنيا على بنائه, وأصله من فعل يفعل, ويكون فره صفة, كما يقال: فلان حاذق بهذا الأمر وحذق. ومن الفاره بمعنى المرح قول الشاعر عديّ بن وادع العوفي من الأزد:

لا أسْــتَكِينُ إذا مــا أزْمَـةٌ أزَمَـتْ

وَلَــنْ تَـرَانِي بِخَـيْرٍ فـارِهَ الطَّلَـبِ (1)

------------------------

الهوامش :

(1) البيت لعدي بن وادع الشاعر الأزدي الأعمى، (كما سماه صاحب معجم الشعراء ص 252)، وكما في مجاز القرآن لأبي عبيدة (مصورة الجامعة ص 173) قال (وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين) أي مرحين. قال عدي بن وادع العفوي من العفاة بن عمرو بن فهم من الأزد:

لا أسْــتَكِينُ إذَا مَــا أزْمَـةٌ أزَمَـتْ

وَ لَــنْ تَـرَاني بِخَـيْرٍ فَـارِهَ اللَّبَـبِ

أي مرح اللبب. قال: ويجوز: "فرهين" في معنى "فارهين".

أو هو ابن وادع العوفي، كما في (اللسان: فره) قال: الفاره: الحاذق بالشيء والفروهة والفراهة والفراهية: النشاط. وفره بالكسر: أشر وبطر، ورجل فره نشيط أشر. وفي التنزيل: (وتنحتون من الجبال بيوتًا فرهين). فمن قرأه كذلك، فهو من هذا: شرهين بطرين. ومن قرأه: "فارهين"، فهو من فره بالضم. قال ابن برى عند هذا الموضع: قال ابن وادع العوفي:

لا أســتكين إذا مــا أزمـة أزمـت

ولــن تـراني بخـير فـاره الطلـب

قال الفراء: معنى فارهين: حاذقين. ا ه. وأما "اللبب" في رواية أبي عبيدة، فلعلها الرواية الصحيحة. ومعناه: البال. يقال: إنه لرخى اللبب. وفي التهذيب: فلان في بال رخى، ولبب رخى: أي في سعة وخصب وأمن.

المعاني :

فَارِهِينَ :       مَاهِرِينَ بِنَحْتِهَا أَشِرِينَ بَطِرِينَ السراج
فَٰرِهِينَ :       ماهِرِين بنَحْتِها الميسر في غريب القرآن
فارهين :       حاذقين بـِــنحتها أو متجبّرين معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[149] ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ ليس النهي عن نحت الجبال بيوتًا بهذه المهارة والبراعة، لكن النهي أن يتم ذلك بقصد الفخر والأشر والبطر.
وقفة
[146-149] ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ التذكير بالنعم يُرتجى منه الإيمان والعودة إلى الله من العبد.

الإعراب :

  • ﴿ وَتَنْحِتُونَ:
  • الواو عاطفة. تنحتون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً:
  • جار ومجرور متعلق بتنحتون او بحال محذوفة من بيوتا. بيوتا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ فارِهِينَ:
  • حال من ضمير تَنْحِتُونَ» منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: بطرين او حاذقين اي نشيطين. لأن الفراهة بمعنى النشاط‍ والحاذق يعمل بنشاط‍.'

المتشابهات :

الأعراف: 74﴿وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا بُيُوتٗاۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ
الحجر: 82﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ
الشعراء: 149﴿وَتَنْحِتُون مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [149] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللَّطِيفَ مِن أحْوالِهِمْ؛ أتْبَعَهُ الكَثِيفَ مِن أفْعالِهِمْ، فقال:
﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وتنحتون:
1- بالتاء، للخطاب، وكسر الحاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالتاء للخطاب، وفتح الحاء، وهى قراءة أبى حيوة، وعيسى، والحسن.
3- بالياء وكسر الحاء، ورويت عن عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه.
4- بالياء وفتح الحاء، ورويت عن أبى حيوة، والحسن أيضا.
فارهين:
1- بالألف، وهى قراءة عبد الله، وابن عباس، وزيد بن على، والكوفيين، وابن عامر.
وقرئ:
2- فرهين، بغير ألف، وهى قراءة باقى السبعة.
3- متفرهين، اسم فاعل من «تفره» ، وهى قراءة مجاهد.

مدارسة الآية : [150] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

التفسير :

[150] فخافوا عقوبة الله، واقبلوا نصحي،

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

فقد أمرهم بتقوى الله وصارحهم بصدقه معهم .

ولهذا قال : ( فاتقوا الله وأطيعون ) أي : أقبلوا على عمل ما يعود نفعه عليكم في الدنيا والآخرة ، من عبادة ربكم الذي خلقكم ورزقكم لتوحدوه وتعبدوه وتسبحوه بكرة وأصيلا .

أي مرح الطلب. وقوله: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) يقول تعالى ذكره: فاتقوا عقاب الله أيها القوم على معصيتكم ربكم, وخلافكم أمره, وأطيعون في نصيحتي لكم, وإنذاري إياكم عقاب الله ترشدوا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[150] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ كرره تأكيدًا وتنبيها على أهمية الأمر الذي دعاهم إليه.

الإعراب :

  • ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [150] لما قبلها :     وبعد أن ذكَّرَهم بنعم الله عليهم؛ كَرَّرَ الأمْرَ بِالتَّقْوى والطّاعَةِ؛ تَنْبِيهًا عَلى أنَّ الأمْرَ في غايَةِ العَظَمَةِ لِما يُعْلَمُ مِن قُلُوبِهِمْ مِن شِدَّةِ الجَلافَةِ، فقال:
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [151] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ

التفسير :

[151]ولا تنقادوا لأمر المسرفين على أنفسهم المتمادين في معصية الله

وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَالذين تجاوزوا الحد

ثم نهاهم عن طاعة المفسدين في الأرض بعد أن أمرهم بتقوى الله فقال: وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ.

أى: اجعلوا طاعتكم لله- تعالى- وحده، ولى بصفتى رسوله إليكم، واتركوا طاعة زعمائكم وكبرائكم المسرفين في إصرارهم على الكفر والجحود والذين من صفاتهم أنهم يفسدون في الأرض فسادا لا يخالطه إصلاح.

قال الآلوسى: قوله: وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ.. كأنه عنى بالخطاب جمهور قومه.

وبالمسرفين كبراءهم في الكفر والإضلال. وكانوا تسعة رهط.. والإسراف: تجاوز الحد في كل أمر.. والمراد به هنا: زيادة الفساد.. والمراد بالأرض: أرض ثمود. وقيل: الأرض كلها.

ولما كان قوله يُفْسِدُونَ لا ينافي إصلاحهم أحيانا، أردفه بقوله- تعالى-: وَلا يُصْلِحُونَ لبيان كمال إفسادهم. وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا .

( ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) يعني : رؤساءهم وكبراءهم ، الدعاة لهم إلى الشرك والكفر ، ومخالفة الحق .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل صالح لقومه من ثمود: لا تطيعوا أيها القوم أمر المسرفين على أنفسهم في تماديهم في معصية الله, واجترائهم على سخطه.

المعاني :

الْمُسْرِفِينَ :       المُتَمَادِينَ فيِ مَعْصِيَةِ اللهِ السراج

التدبر :

وقفة
[151] من فتن الأمم الماضية: طاعة المسرفين ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ﴾، وهذه الأمة فتنتها طاعة الأذلين.
وقفة
[151] لم يأت الإسراف في شريعتنا إلا مذمومًا، غير أن أخطره وأفجره إفساد الناس بعد صلاحهم ﴿ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾.
وقفة
[151، 152] ﴿ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾ فمن أطاعهم أفسدوه، ومن كان مسرفًا فسدت أموره.
وقفة
[151، 152] ﴿ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾ أراد صالح عليه السلام أن يصف نفوس المكذبين، وما اشتملت عليه من حب الإفساد العريض في البلاد، فالفساد سجيّتهم التي لا يشوبها أدنى إصلاح، ولذلك لم يكتف بقوله: ﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾، بل عطف عليه: ﴿وَلَا يُصْلِحُونَ﴾؛ ليؤكد وقوع الفساد منهم من خلال نفي ضد الفساد، وهو الإصلاح.
وقفة
[151، 152] أعظم الإسراف: الإفساد في الأرض ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.
وقفة
[151، 152] التحذير من طاعة المسرفين في الذنوب والمعاصي؛ لخطورة عاقبة طاعتهم ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.
عمل
[151، 152] اكتب رسالة تبين فيها خطر الكفار والمنافقين، ومظاهر إفسادهم في الأرض ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.
وقفة
[151، 152] المعاصي هي سبب الفساد في الأرض ﴿وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلا تُطِيعُوا:
  • الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. تطيعوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. المسرفين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [151] لما قبلها :     وبعد أن أمَرَهم بتقوى الله وطاعةِ نبيِّه؛ نهاهم عن طاعةِ المسرفين على أنفسهم بارتكاب المعاصي، فقال:
﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [152] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا ..

التفسير :

[152]الذين دأبوا على الإفساد في الأرض إفساداً لا إصلاح فيه.

الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَأي الذين وصفهم ودأبهم الإفساد في الأرض بعمل المعاصي والدعوة إليها إفسادا لا إصلاح فيه وهذا أضر ما يكون لأنه شر محض وكأن أناسا عندهم مستعدون لمعارضة نبيهم موضعون في الدعوة لسبيل الغي فنهاهم صالح عن الاغترار بهم ولعلهم الذين قال الله فيهموَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَفلم يفد فيهم هذا النهي والوعظ شيئا.

والمراد به هنا : زيادة الفساد . . . والمراد بالأرض : أرض نمود . وقيل : الأرض كلها .

ولما كان قوله ( يُفْسِدُونَ ) لا ينافى إصلاحهم أحيانان أردفه بقوله - تعالى - : ( وَلاَ يُصْلِحُونَ ) لبيان كمال إفسادهم . وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا .

"ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون" يعني رؤساءهم وكبراءهم الدعاة لهم إلى الشرك والكفر ومخالفة الحق.

وهم الرهط التسعة الذين كانوا يفسدون في الأرض, ولا يصلحون من ثمود الذين وصفهم الله جلّ ثناؤه بقوله: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ يقول: الذين يسعون في أرض الله بمعاصيه, ولا يصلحون, يقول: ولا يصلحون أنفسهم بالعمل بطاعة الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[152] ﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ ولما كان (يُفْسِدُونَ) لا ينافي إصلاحهم أحيانًا؛ أردف بقوله تعالى: (وَلَا يُصْلِحُونَ)؛ لبيان كمال إفسادهم، وأنه لم يخالطه إصلاح أصلًا.
وقفة
[152] ﴿الَّذينَ يُفسِدونَ فِي الأَرضِ وَلا يُصلِحونَ﴾ مهتهم الفساد دائمًا وأبدًا، وللتأكيد على أنهم لم يفعلوا خيرًا قط خُتمت الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿وَلا يُصلِحونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِينَ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة-نعت-للمسرفين. والجملة الفعلية بعده صلته لا محل لها.
  • ﴿ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. في الارض: جار ومجرور متعلق بيفسدون.
  • ﴿ وَلا يُصْلِحُونَ:
  • الواو عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. يصلحون: تعرب اعراب يُفْسِدُونَ».'

المتشابهات :

الشعراء: 152﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ
النمل: 48﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [152] لما قبلها :     ولَمَّا نهى عن طاعةِ المسرفين؛ وصفهم هنا، فقال: ( الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ) ولَمَّا كان قوله: ﴿يُفْسِدُونَ﴾ لا ينافي إصلاحهم أحيانًا؛ بَيَّنَ هنا كمال إفسادهم، وأنه لم يخالطه إصلاح أصلًا، فقال:
﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [153] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ

التفسير :

[153] قالت ثمود لنبيها صالح:ما أنت إلا من الذين سُحروا سِحْراً كثيراً، حتى غلب السحر على عقلك.

فقالوا لصالحإِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَأي قد سحرت فأنت تهذي بما لا معنى له

ولكن هذا النصح الحكيم من صالح لقومه، لم يقابل منهم بأذن صاغية، بل قابلوه بالتطاول والاستهتار وإنكار رسالته قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ. ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا، فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ.

أى: قال قوم صالح له: أنت لست إلا من الذين غلب عليهم السحر، وأثر في عقولهم، فصاروا يتكلمون بكلام المجانين.

يقول تعالى مخبرا عن ثمود في جوابهم لنبيهم صالح ، عليه السلام ، حين دعاهم إلى عبادة ربهم ( قالوا إنما أنت من المسحرين ) . قال مجاهد ، وقتادة : يعنون من المسحورين .

وروى أبو صالح ، عن ابن عباس : ( من المسحرين ) : يعني من المخلوقين ، واستشهد بعضهم على هذا القول بما قال الشاعر :

فإن تسألينا : فيم نحن ؟ فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر

يعني الذين لهم سحور ، والسحر : هو الرئة .

والأظهر في هذا قول مجاهد وقتادة : أنهم يقولون : إنما أنت في قولك هذا مسحور لا عقل لك .

وقوله: ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ) اختلف أهل التأويل في تأويله, فقال بعضهم: معناه إنما أنت من المسحورين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ) قال: من المسحورين.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتاده, في قوله: ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ) قال: إنما أنت من المسحورين.

وقال آخرون: معناه: من المخلوقين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عبيد, قال: ثنا موسى بن عمرو, عن أبي صالح, عن ابن عباس, في قوله: ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ) قال: من المخلوقين.

واختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى ذلك, فكان بعض أهل البصرة يقول: كل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحر, وذلك لأن له سحرا يقري ما أكل فيه, واستشهد على ذلك بقول لبيد:

فَــإِنْ تَسْــأَلينا فِيـمَ نَحْـنُ فإنَّنـا

عَصَـافِيرُ مِـنْ هَـذَا الأنـامِ المُسَحَّر (2)

وقال بعض نحويي الكوفيين نحو هذا, غير أنه قال: أخذ من قولك: انتفخ سحرك: أي أنك تأكل الطعام والشراب, فتُسَحَّر به وتعلل. وقال: معنى قول لبيد: " من هذا الأنام المسحر ": من هذا الأنام المعلل المخدوع. قال: ويُروى أن السحر من ذلك, لأنه كالخديعة.

والصواب من القول في ذلك عندي: القول الذي ذكرته عن ابن عباس, أن معناه: إنما أنت من المخلوقين الذين يعللون بالطعام والشراب مثلنا, ولست ربا ولا ملكا فنطيعك, ونعلم أنك صادق فيما تقول. والمسحر: المفعل من السحرة, وهو الذي له سحرة.

------------------------

الهوامش :

(2) سبق الاستشهاد ببيت لبيد هذا في (15 : 96) وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (مصورة الجامعة الورقة 174) قال: وكل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحر، وذلك أن له سحرًا يقرى فيه ما أكل، قال لبيد (وأنشد البيت). وفي (اللسان: سحر)/ سحره بالطعام والشراب يسحره سحرًا، وسحره: غذاه وعلله. وقيل: خدعه. والسحر: الغذاء. قال امرؤ القيس:

أرَانَــا مُــوضِعِينَ لأَمْــرِ غَيْـبٍ

وَنُسْـــحَرُ بِالطَّعَــامِ وَبِالْشَّــرَابِ

موضعين: مسرعين. ولأمر غيب: يريد الموت وأنه قد غيب عنا وقته، ونحن نلهى عنه بالطعام والشراب والسحر: الخديعة. وقول لبيد: "فإن تسألينا.." البيت. يكون على وجهين. وقوله تعالى: (إنما أنت من المسحرين) يكون من التغذية ومن الخديعة وقال الفراء: (إنما أنت من المسحرين): قالوا لنبي الله: لست بملك، إنما أنت بشر مثلنا. قال: والمسحر: المجوف؛ كأنه أعلم، أخذ من قولك: انتفخ سحرك، أي أنك تأكل الطعام والشراب، فتعلل به. وقيل: (من المسحرين) أي: ممن سحر مرة بعد مرة.

المعاني :

الْمُسَحَّرِينَ :       المَغْلُوبِ عَلَى عُقُولِهِمْ بِكَثْرَةِ السِّحْرِ السراج
مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِينَ :       مِنَ المغْلُوبِ على عُقُولِهِم بِكَثْرَةِ السِّحرِ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[153] ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾ ما أسهل إلقاء التهم على الشرفاء! ولو سلم منه أحد لسلم منه السادة الأنبياء.
وقفة
[153] استغلالك الأزمات لترمي ذا الحق بأنه كذا وكذا، إنما هو ديدن خصوم الرسل مع يقينهم بصدقهم ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾، استغلوا شيوع السحر فاتهموه به.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ:
  • انما: كافة ومكفوفة. انت: ضمير منفصل -ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. من المسحرين: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد. والكلمة اسم مفعول بمعنى: انما انت من الذين سحروا كثيرا اي مرات متعددة حتى فسدت عقولهم.'

المتشابهات :

الشعراء: 153﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ
الشعراء: 185﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [153] لما قبلها :     ولَمَّا دعاهم إلى الله تعالى بما لا خَلَلَ فيه، وعَلِموا أنهم عاجزون عن الطعن في شيء منه؛ أجابوا موعظته بالبهتان، فزعموا أنه فقدَ رُشدَه بسبب سِحر شديد، قال تعالى:
﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [154] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ..

التفسير :

[154]ما أنت إلا فرد مماثل لنا في البشرية من بني آدم، فكيف تتميز علينا بالرسالة؟ فأت بحجة واضحة تدل على ثبوت رسالتك، إن كنت صادقاً في دعواك أن الله أرسلك إلينا.

مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَافأي فضيلة فقتنا بها حتى تدعونا إلى اتباعك؟فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَهذا مع أن مجرد اعتبار حالته وحالة ما دعا إليه من أكبر الآيات البينات على صحة ما جاء به وصدقه ولكنهممن قسوتهم سألوا آيات الاقتراح التي في الغالب لا يفلح من طلبها لكون طلبه مبنيا على التعنت لا على الاسترشاد

وما أنت- أيضا- إلا بشر مثلنا تأكل الطعام كما نأكل.

وتشرب الشراب كما نشرب.. فإن كنت رسولا حقا فأتنا بعلامة ومعجزة تدل على صدقك في دعواك الرسالة وكأنهم- لجهلهم وانطماس بصائرهم- يرون أن البشرية تتنافى مع النبوة والرسالة، وتضرع صالح- عليه السلام- إلى ربه- عز وجل- أن يمنحه معجزة لعلها تكون سببا في هداية قومه،

ثم قالوا : ( ما أنت إلا بشر مثلنا ) يعني : فكيف أوحي إليك دوننا ؟ كما قالوا في الآية الأخرى : ( أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ) [ القمر : 25 ، 26 ] .

ثم إنهم اقترحوا عليه آية يأتيهم بها ، ليعلموا صدقه بما جاءهم به من ربهم فطلبوا منه - وقد اجتمع ملؤهم - أن يخرج لهم الآن من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرة عندهم - ناقة عشراء من صفتها كذا وكذا . فعند ذلك أخذ عليهم نبي الله صالح العهود والمواثيق ، لئن أجابهم إلى ما سألوا ليؤمنن به ، [ وليصدقنه ] ، وليتبعنه ، فأنعموا بذلك . فقام نبي الله صالح ، عليه السلام ، فصلى ، ثم دعا الله عز وجل ، أن يجيبهم إلى سؤالهم ، فانفطرت تلك الصخرة التي أشاروا إليها عن ناقة عشراء ، على الصفة التي وصفوها . فآمن بعضهم وكفر أكثرهم

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل ثمود لنبيها صالح: ( مَا أَنْتَ -يَا صَالِحُ- إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا ) من بني آدم, تأكل ما نأكل, وتشرب ما نشرب, ولست بربّ ولا ملك, فعلام نتبعك؟ فإن كنت صادقا في قيلك, وأن الله أرسلك إلينا( فَأْتِ بِآيَةٍ ) يعني: بدلالة وحجة على أنك محقّ فيما تقول, إن كنت ممن صدقنا في دعواه أن الله أرسله إلينا.

وقد حدثنا أحمد بن عمرو البصري, قال: ثنا عمرو بن عاصم الكلابي, قال: ثنا داود بن أبي الفرات, قال: ثنا علباء بن أحمر, عن عكرمة, عن ابن عباس: أن صالحا النبيّ صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى قومه, فآمنوا به واتبعوه, فمات صالح, فرجعوا عن الإسلام, فأتاهم صالح, فقال لهم: أنا صالح, قالوا: إن كنت صادقا فأتنا بآية, فأتاهم بالناقة, فكذبوه وعقروها, فعذّبهم الله.

المعاني :

بِٔايَةٍ :       بِحُجَّةٍ واضِحَةٍ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[154] ﴿فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ من جميل أقوال الشيخ الألباني: «طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل، الجاهل يُعلَّم، وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل».

الإعراب :

  • ﴿ ما أَنْتَ إِلاّ بَشَرٌ:
  • ما: نافية لا عمل لها. انت: ضمير منفصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. إلا: اداة حصر لا عمل لها. بشر: خبر أَنْتَ» مرفوع بالضمة. بمعنى: ما انت الا رجل. والكلمة مفرد بمعنى الجمع اي المفرد والجمع واحد. والعرب ثنت الكلمة ولم تجمعها.
  • ﴿ مِثْلُنا:
  • صفة-نعت-لبشر مرفوعة مثلها بالضمة. و «نا» ضمير متصل -ضمير المتكلمين-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَأْتِ بِآيَةٍ:
  • الفاء استئنافية او رابطة لجواب شرط‍ متقدم. ائت: فعل امر مبني على حذف آخره-حرف العلة-وبقيت الكسرة دالة عليه. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. و بِآيَةٍ» جار ومجرور متعلق بائت. اي فأت بمعجزة او علامة تؤكد صدقك.
  • ﴿ إِنْ كُنْتَ:
  • ان حرف شرط‍ جازم. كنت: فعل ماض ناقص فعل الشرط‍ في محل جزم بإن مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».
  • ﴿ مِنَ الصّادِقِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. وحذف جواب الشرط‍ لتقدم معناه. وحذف المفعول الاول لائت. وهو ضمير المتكلمين. والجار والمجرور بِآيَةٍ» في مقام المفعول الثاني بمعنى فأتنا آية.'

المتشابهات :

الشعراء: 154﴿ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
الشعراء: 186﴿وَ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [154] لما قبلها :     ولَمَّا كَذَّبُوه، وزعموا أنه فقد رُشدَه بسبب سِحر شديد؛ أيَّدُوا تَكْذِيبَهُ بِأنَّهُ بَشَرٌ مِثْلُهم، وذَلِكَ في زَعْمِهِمْ يُنافِي أنْ يَكُونَ رَسُولًا مِنَ اللَّهِ؛ لِأنَّ الرَّسُولَ في زَعْمِهِمْ لا يَكُونُ إلّا مَخْلُوقًا خارِقًا لِلْعادَةِ، كَأنْ يَكُونَ مَلَكًا أوْ جِنِّيًّا، فقالوا:
﴿ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [155] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ ..

التفسير :

[155] قال لهم صالح -وقد أتاهم بناقة أخرجها الله له من الصخرة-:هذه ناقة الله لها نصيب من الماء في يوم معلوم، ولكم نصيب منه في يوم آخر، ليس لكم أن تشربوا في اليوم الذي هو نصيبها، ولا هي تشرب في اليوم الذي هو نصيبكم،

فقال صالحهَذِهِ نَاقَةٌتخرج من صخرة صماء ملساء ترونها وتشاهدونها بأجمعكملَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍأي تشرب ماء البئر يوما وأنتم تشربون لبنها ثم تصدر عنكم اليوم الآخر وتشربون أنتم ماء البئر

وأجاب الله - تعالى - تضرعه ، فقال - سبحانه - : ( قَالَ هذه نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ وَلاَ تَمَسُّوهَا بسواء فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .

قال ابن كثير : ثم إنهم اقترحوا عليه آية يأتيهم بها ، ليعلموا صدقه بما جاءهم به من ربهم ، فطلبوا منه أن يخرج لهم الآن من صخرة عندهم ناقة عُشرَاء من صفتها كذا وكذا . فعند ذلك أخذ عليهم صالح العهود والمواثيق ، لئن أجابهم إلى ما سألوا ليؤمنن به ، فأنعموا بذلك - أى : قالوا نعم - فقام نبى الله صالح فصلى ، ثم دعا ربه أن يجيبهم على سؤالهم ، فانفطرت تلك الصخرة التى أشاروا إليها . عن ناقة عشراء . على الصفة التى وصفوها . فآمن بعضهم وكفر أكثرهم .

"قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم" يعني ترد ماءكم يوما ويوما تردونه أنتم.

وقوله: ( قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) يقول تعالى ذكره: قال صالح لثمود لما سألوه آية يعلمون بها صدقه, فأتاهم بناقة أخرجها من صخرة أو هضبة: هذه ناقة يا قوم, لها شرب ولكم مثله شرب يوم آخر معلوم, ما لكم من الشرب, ليس لكم في يوم وردها أن تشربوا من شربها شيئا, ولا لها أن تشرب في يومكم مما لكم شيئا. ويعني بالشرب: الحظّ والنصيب من الماء, يقول: لها حظّ من الماء, ولكم مثله, والشُّرْب والشَّرْب والشِّرْب مصادر كلها بالضم والفتح والكسر.

وقد حُكي عن العرب سماعا: آخرها أقلها شُربا وشِربا.

المعاني :

شِرْبُ :       نَصِيبٌ مِنَ المَاءِ السراج
لَّهَا شِرۡبࣱ :       لها نَصِيبٌ مِنَ الماءِ الميسر في غريب القرآن
لها شرب :       نصيب مشروب من الماء معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[155] ﴿قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ كان من عجائب الناقة أن تشرب يومًا ولا يشربون، وفي اليوم التالي تتحول كل المياه التي شربتها في ضرعها لبنًا، فيكفي القوم جميعًا.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ هذِهِ ناقَةٌ:
  • اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. ناقة: خبر هذِهِ» مرفوع بالضمة. بمعنى: فأجابهم قائلا: معجزتي التي طالبتموني بها هي هذه الناقة.
  • ﴿ لَها شِرْبٌ:
  • الجملة الاسمية في محل رفع صفة-نعت-الناقة. لها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. شرب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة بمعنى: لها نصيب من الماء تشربه.
  • ﴿ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ:
  • معطوفة بالواو على لَها شِرْبٌ» وتعرب اعرابها. والميم في لَكُمْ» علامة جمع الذكور. يوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. معلوم: صفة-نعت-ليوم مجرورة مثلها.'

المتشابهات :

الأعراف: 73﴿قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
هود: 64﴿وَيَا قَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
الشعراء: 155﴿قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةُ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [155] لما قبلها :     ولَمَّا طلبوا من نبيِّهم معجزة -من باب التعنت والتعجيز- تدل على صدقه؛ تضرع صالح عليه السلام إلى ربه؛ لعلها تكون سببًا في هداية قومه، فأجاب الله تعالى تضرعه، قال تعالى:
﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [156] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ ..

التفسير :

[156]ولا تنالوها بشيء مما يسوءها كضَرْبٍ أو قتل أو نحو ذلك، فيهلككم الله بعذابِ يومٍ تعظم شدته؛ بسبب ما يقع فيه من الهول والشدة.

وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍبعقر أو غيرهفَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍفخرجت واستمرت عندهم بتلك الحال فلم يؤمنوا واستمروا على طغيانهم

والمعنى : قال لهم صالح - عليه السلام - بعد أن طلبوا منه معجزة تدل على صدقه : هذه ناقة ( لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ) أى : لها نصيب معين من الماء ، ولكم نصيب آخر منه ، وليس لكم أن تشربوا منه فى يوم شربها .

وليس لها أن تشرب منه فى يوم شربكم ، واحذروا أن تمسوها بسوء - كضرب أو قتل - فيأخذكم عذاب يوم عظيم .

( ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) فحذرهم نقمة الله إن أصابوها بسوء ، فمكثت الناقة بين أظهرهم حينا من الدهر ترد الماء ، وتأكل الورق والمرعى . وينتفعون بلبنها ، يحتلبون منها ما يكفيهم شربا وريا ، فلما طال عليهم الأمد وحضر شقاؤهم ، تمالئوا على قتلها وعقرها .

وقوله: ( وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ) يقول: لا تمسوها بما يؤذيها من عقر وقتل ونحو ذلك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, في قوله: ( وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ) لا تعقروها. وقوله: ( فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) يقول: فيحل بكم من الله عذاب يوم عظيم عذابه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[156] ﴿فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[156، 157] ﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ﴾ قصة عقر الناقة ذكرها الإمام ابن كثير فقال: «وذكر الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله وغيره من علماء التفسير في سبب قتل الناقة: أن امرأة منهم يقال لها: عنيزة ابنة غنم بن مِجْلِز، وتكنى أم غَنَمْ كانت عجوزًا كافرة، وكانت من أشد الناس عداوة لصالح عليه السلام، وكانت لها بنات حسان ومال جزيل، وكان زوجها ذُؤاب بن عمرو أحد رؤساء ثمود، وامرأة أخرى يقال لها: صدوف بنت المحيا بن دهر بن المحيا ذات حسب ومال وجمال، وكانت تحت رجل مسلم من ثمود، ففارقته، فكانتا تجعلان لمن التزم لهما بقتل الناقة، فدعت صدوف رجلًا يقال له: الحباب، وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة، فأبى عليها، فدعت ابن عم لها يقال له: مصدع بن مهرج بن المحيا، فأجابها إلى ذلك، ودعت عنيزة بنت غنم (قدار بن سالف بن جُنْدَع) وكان رجلًا أحمر أزرق قصيرًا، يزعمون أنه كان ولد زَنية، وأنه لم يكن من أبيه الذي ينسب إليه، وهو سالف، وإنما هو من رجل يقال له: صهياد، ولكن ولد على فراش سالف، وقالت له: أعطيك أي بناتي شئتَ على أن تعقر الناقة، فعند ذلك انطلق قدار بن سالف ومصدع بن مهرج، فاستفزا غُواة من ثمود، فاتبعهما سبعة نفر، فصاروا تسعة رهط، وهم الذين قال الله تعالى: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ﴾ [النمل:48]».

الإعراب :

  • ﴿ وَلا تَمَسُّوها:
  • الواو عاطفة. لا: ناهية جازمة. تمسوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بلا تمسوها. الفاء سببية بمعنى:لكيلا. يأخذ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور. و «ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق.
  • ﴿ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. وجملة «يأخذكم عذاب» صلة«ان» المضمرة لا محل لها. يوم: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. عظيم: صفة-نعت-ليوم مجرورة مثلها. وقد عظم اليوم لحلول العذاب فيه. ووصف اليوم به ابلغ من وصف العذاب لان الوقت اذا عظم بسببه كان موقعه من العظم اشد. هذا ما قاله كشاف الزمخشري.'

المتشابهات :

الأعراف: 73﴿هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
هود: 64﴿وَيَا قَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
الشعراء: 156﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [156] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ لهم أن لها نصيبًا معينًا من الماء، ولهم نصيب آخر منه؛ حَذَّرَهم هنا من إلحاقِ الأذى بها، فقال:
﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [157] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ

التفسير :

[157] فنحروا الناقة، فأصبحوا متحسرين على ما فعلوا لَمَّا أيقنوا بالعذاب، فلم ينفعهم ندمهم.

فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ

ووصف اليوم بالعظم لعظم ما يحل فيه من عذاب ينزل بهم إذا مسوها بسوء.

( فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب ) وهو أن أرضهم زلزلت زلزالا شديدا ، وجاءتهم صيحة عظيمة اقتلعت القلوب عن محالها ، وأتاهم من الأمر ما لم يكونوا يحتسبون ، فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) .

يقول تعالى ذكره, فخالفت ثمود أمر نبيها صالح صلى الله عليه وسلم, فعقروا الناقة التي قال لهم صالح: لا تمسوها بسوء, فأصبحوا نادمين على عقرها, فلم ينفعهم ندمهم.

المعاني :

فَعَقَرُوهَا :       نَحَرُوهَا السراج
فَعَقَرُوهَا :       فَنَحَرُوها الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[157] ﴿فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِين﴾ ما أجمل أن يتريث المرء حتى لا يكون في دوامة الندم!
وقفة
[157] ﴿فَعَقَروها فَأَصبَحوا نادِمينَ﴾ وهل ينفع الندم؟ وأين كانت عقولهم؟ والله إن فى الآية لدرسًا عظيمًا فى ضرورة تحكيم عقل الرشد قبل الإتيان بأى فعل.
وقفة
[157، 158] ﴿فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ﴾ إن قلتَ: كيف أخذهُم العذابُ بعدما ندموا على جنايتهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (النَّدَم توبةٌ)، قلتُ: ندمهم كان عند معاينة العذاب، وهي ليست وقت التوبة كما قال تعالى: ﴿وليست التوبةُ للذين يعملون السيئات﴾ [النساء: 18] الآية، وقيل: كان ندمُهم ندم خوفٍ من العقاب العاجل، لا ندم توبة فلم تنفعهم.

الإعراب :

  • ﴿ فَعَقَرُوها:
  • الفاء استئنافية. عقروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. اي فذبحوها.
  • ﴿ فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ:
  • الفاء عاطفة-سببية-.اصبحوا: فعل ماض ناقص من اخوات «كان» مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «اصبح» والالف فارقة. نادمين: خبر «اصبح» منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. اي فندموا خوفا من حلول العذاب بهم.'

المتشابهات :

الأعراف: 77﴿ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ
هود: 65﴿ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ
الشعراء: 157﴿ فَعَقَرُوهَا فَأَصۡبَحُواْ نَٰدِمِينَ
الشمس: 14﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمۡدَمَ عَلَيۡهِمۡ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمۡ فَسَوَّىٰهَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [157] لما قبلها :     وبعد أن حَذَّرَهم صالح عليه السلام من إلحاقِ الأذى بالناقة؛ أشارَ اللهُ هنا إلى سُرْعَةِ عِصْيانِهِمْ بِفاءِ التَّعْقِيبِ، فقال:
﴿ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [158] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ ..

التفسير :

[158] فنزل بهم عذاب الله الذي توعدهم به صالح عليه السلام، فأهلكهم. إن في إهلاك ثمود لَعبرة لمن اعتبر بهذا المصير، وما كان أكثرهم مؤمنين.

فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُوهي صيحة نزلت عليهم, فدمرتهم أجمعين،إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةًعلى صدق ما جاءت به رسلنا, وبطلان قول معارضيهم،وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ

ولكن قومه لم يفوا بعهودهم ( فَعَقَرُوهَا ) أى : فعقروا الناقة التى هى معجزة نبيهم . وأسند العقر إليهم جميعا . مع أن الذى عقرها بعضهم ، لأن العقر كان برضاهم جميعا ، كما يرشد إليه قوله - تعالى - فى آية أخرى : ( فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فتعاطى فَعَقَرَ ) وقوله ( فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ ) بيان لما ترتب على عقرهم لها .

( فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب ) وهو أن أرضهم زلزلت زلزالا شديدا ، وجاءتهم صيحة عظيمة اقتلعت القلوب عن محالها ، وأتاهم من الأمر ما لم يكونوا يحتسبون ، فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) .

وأخذهم عذاب الله الذي كان صالح توعدهم به فأهلكهم.( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ) يقول: إنّ في إهلاك ثمود بما فعلت من عقرها ناقة الله وخلافها أمر نبي الله صالح لعبرة لمن اعتبر به يا محمد من قومك.( وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) يقول: ولن يؤمن أكثرهم في سابق علم الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[158] ﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[158] ﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ وذلك أن الريح كانت تأتي الرجل منهم فتقتلعه وترفعه في الهواء، ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخ دماغه، وتكسر رأسه، وتلقيه؛ كأنهم أعجاز نخل منقعر. وقد كانوا تحصنوا في الجبال والكهوف والمغارات، وحفروا لهم في الأرض إلى أنصافهم، فلم يغن عنهم ذلك من أمر الله شيئا، ﴿إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُ﴾ [نوح:4].
وقفة
[158] ﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ توالي النعم مع الكفر استدراج للهلاك.
عمل
[158] تأمل في إخبار الله تعالى عن حال أكثر الناس، وأنهم غير مؤمنين، وحينها لا تأمن على نفسك من الضلالة، فأكثر من دعاء الله بالثبات ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ:
  • الفاء سببية. اخذ: فعل ماض مبني على الفتح. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. العذاب: فاعل مرفوع بالضمة. اي عذاب يوم عظيم.
  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ:
  • اعربت في الآيتين الكريمتين الثامنة. والسابعة والستين.'

المتشابهات :

النحل: 113﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
الشعراء: 158﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 189﴿فَكَذَّبُوه فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [158] لما قبلها :     ولَمَّا عقروا الناقة؛ نزل بهم العذاب، قال تعالى: ( فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ) وبعد هلاك ثمود قوم صالح؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن في ذلك عبرة عجيبة دالة على قدرة الله تعالى، وتدعو إلى الإيمان به سبحانه، قال تعالى:
﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [159] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

التفسير :

[159] وإن ربك لهو العزيز القاهر المنتقم من أعدائه المكذبين، الرحيم بمن آمن من خلقه.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم ) .

( وَإِنَّ رَبَّكَ ) يا محمد ( لَهُوَ الْعَزِيزُ ) في انتقامه من أعدائه ( الرَّحِيمُ ) بمن آمن به من خلقه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[159] إثبات صفة العزة والرحمة لله ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآيتين الكريمتين التاسعة. والثامنة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 9﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 68﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 104﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 122﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 140﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 159﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 175﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 191﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [159] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن في هلاك ثمود قوم صالح لآية دالة على صدق صالح عليه السلام، ومع ذلك لم يؤمن الناس؛ بَيَّنَ هنا أنه بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته أنجى المؤمنين، وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن عصاه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف