375184185186187188189190191192193194195196197198199200201202203204205206

الإحصائيات

سورة الشعراء
ترتيب المصحف26ترتيب النزول47
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات227عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول17تبدأ في الجزء19
تنتهي في الجزء19عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 12/29طسم: 1/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (185) الى الآية رقم (191) عدد الآيات (7)

قومُ شعيبٍ عليه السلام يتَّهمُونه بأنَّه مسحورٌ وكاذبٌ، وقالُوا: لو كنتَ صادقًا ادعُ اللهَ أن يُسقِطَ علينا قِطَعَ عذابٍ من السماءِ، فأظَلّتْهُم سحابةٌ أمطرتْ عليهم نارًا فأحرقَتْهُم.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (192) الى الآية رقم (207) عدد الآيات (16)

بعدَ ذكرِ قصصِ الأنبياءِ بَيَّنَ اللهُ هنا ما يدلُ على نُبوَّتِه ﷺ، ثُمَّ العودة إلى ما افتُتِحتْ به السورةُ من التَّأكيدِ على أنَّ القرآنَ من عندِ اللهِ لإنذارِ المشركينَ، وعاقبة الإعراضِ عنه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الشعراء

مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان/ العناد والعقاب توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة (خطورة الإعلام)/ دعوة الأنبياء كلهم واحدة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • كما جاءت سورة الشعراء تذكر بـ:: فجاءت سورة الشعراء تذم من كفر ببلاغة القرآن منهم ولم تنفعه فصاحته، وتمدح من آمن منهم وسخّر فصاحته لخدمة الدين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «الشعراء».
  • • معنى الاسم :: الشعراء: جمعُ شاعر، وهو قائل وناظم الشعر.
  • • سبب التسمية :: لأنها تفردت من بين سور القرآن بذكر كلمة الشعراء في آخر السورة، بينما جاءت مفردة (شاعر) في عدة سور، وبلفظ الشعر مرة واحدة في سورة يس.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: : «طسم»، و«طسم الشعراء» تسمية للسورة بمفتتحها، و«طسم المائتين».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: توصيل الرسالة بأفضل الوسائل الممكنة.
  • • علمتني السورة :: أنه مهما بذل الأنبياء سيبقى هناك كفر وإيمان.
  • • علمتني السورة :: أن آيات القرآن واضحة الحجة بينة الدلالة: ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾
  • • علمتني السورة :: أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ولو مع الأعداء؛ هذا موسى نبي الله يعترف بخطأه لفرعون: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾

مدارسة الآية : [184] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ

التفسير :

[184] واحذروا عقوبة الله الذي خلقكم وخلق الأمم المتقدمة عليكم.

وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَأي:الخليقة الأولين، فكما انفرد بخلقكم, وخلق من قبلكم من غير مشارك له في ذلك, فأفردوه بالعبادة والتوحيد، وكما أنعم عليكم بالإيجاد والإمداد بالنعم, فقابلوه بشكره.

ثم ذكرهم بأحوال السابقين ، وبأن الله - تعالى - هو الذى خلقهم وخلق أولئك السابقين فقال : ( واتقوا الذي خَلَقَكُمْ ) من ماء مهين . وخلق - أيضا - الأقوام السابقين ، الذين كانوا أشد منكم قوة وأكثر جمعا . والذين أهلكهم - سبحانه - بقدرته بسبب إصرارهم على كفرهم وبغيهم .

وقوله : ( واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ) : يخوفهم بأس الله الذي خلقهم وخلق آباءهم الأوائل ، كما قال موسى ، عليه السلام : ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) [ الصافات : 126 ] . قال ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( والجبلة الأولين ) يقول : خلق الأولين . وقرأ ابن زيد : ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ) [ يس : 62 ] .

يقول تعالى ذكره: ( واتقوا ) أيها القوم عقاب ربكم ( الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ خَلَقَ الْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) يعني بالجبلة: الخلق الأوّلين. وفي الجبلة للعرب لغتان: كسر الجيم والباء وتشديد اللام, وضم الجيم والباء وتشديد اللام; فإذا نـزعت الهاء من آخرها كان الضم في الجيم والباء أكثر كما قال جلّ ثناؤه: " وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جُبُلا كَثِيرًا " وربما سكنوا الباء من الجبْل, كما قال أبو ذؤيب:

مَنايــا يُقَــرّبْنَ الحُـتُوفَ لأهْلِهـا

جِهـارًا وَيَسْـتَمْتِعْنَ بـالأنس الجِـبْلِ (1)

وبنحو ما قلنا في معنى الجِبِلَّة قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس: قوله: ( وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) يقول: خلق الأوّلين.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) قال: الخليقة.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ ) قال: الخلق الأوّلين, الجبلة: الخلق.

--------------------------------

الهوامش :

(1) البيت لأبي ذؤيب الهذلي (اللسان: جبل) والمنايا: جمع منية، وهي الموت. والحتوف جمع حتف، وهو الهلاك. والأنس الناس. والجبل: الأمة من الخلق. وفيه لغات، فيكون مثلث الجيم، ساكن الباء. ويكون بضم الجيم والباء وتشديد اللام. قال في اللسان: وحى جبل كثير. قال أبو ذؤيب: "منايا.." البيت. أي كثير. يقول: الناس كلهم متعة للموت، يستمتع بهم. قال ابن برى: ويروى: الجبل، بضم الجيم. قال: وكذا رواه أبو عبيدة. وقول الله عز وجل: (ولقد أضل منكم جبلا كثيرًا): يقرأ: جبلا (بضم فسكون) عن أبي عمرو وجبلا (بضمتين) عن الكسائي. وجبلا (بكسر فسكون) عن الأعرج وعيسى بن عمر. وجبلا (بكسرتين فلام مشددة) عن أهل المدينة وجبلا (بضمتين مع التشديد) عن الحسن وابن أبي إسحاق قال: ويجوز أيضًا جبل (بكسر ففتح) جمع جبلة (بكسرة فسكون) وهو في جميع هذه الوجوه: خلقًا كثيرًا ا ه.

المعاني :

وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ :       الخَلِيقَةَ وَالأُمَمَ المَاضِينَ السراج
وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ :       والخَلَائِقَ من الأُمَمِ المتقدِّمةِ الميسر في غريب القرآن
و الجبلّة الأوّلين :       و خلَق الخليقة و الأمم الماضين معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[184] ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ﴾ أي: الخليقة الأولين، فكما انفرد بخلقكم، وخلق من قبلكم من غير مشارك له في ذلك؛ فأفردوه بالعبادة والتوحيد، وكما أنعم عليكم بالإيجاد والإمداد بالنعم؛ فقابلوه بشكره.
وقفة
[184] ﴿وَاتَّقُوا الَّذي خَلَقَكُم وَالجِبِلَّةَ الأَوَّلينَ﴾ لا خالق سواه فهو سبحانه خلقكم وغيركم، فمن نتقى غيره؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي:
  • الواو عاطفة. اتقوا: تعرب اعراب أَوْفُوا» الواردة في الآية الكريمة الحادية والثمانين بعد المائة. الذي: اسم موصول مبني على السكون. في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ خَلَقَكُمْ:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين-في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ:
  • معطوفة بالواو على ضمير المخاطبين في خَلَقَكُمْ» منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. الاولين: صفة-نعت-للجبلة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الياء لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: وخلق من تقدمكم من الخلائق اي ذوي الجبلة بمعنى: والخلق الأولين.'

المتشابهات :

الشعراء: 132﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ
الشعراء: 184﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [184] لما قبلها :     وبعد أن أمَرَهم ونهاهم؛ خَوَّفَهم سطوة الجبار الذي خلقَهم وخلقَ مَن قبلهم، ممن كانوا أشد منهم بطشًا وعتوًّا، فقال:
﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

والجبلة:
1- بكسر الجيم والباء، وشد اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها وشد اللام، وهى قراءة أبى حصين، والأعمش، والحسن، بخلاف عنهما.
3- بكسر الجيم، وسكون الباء، وهى قراءة السلمى.

مدارسة الآية : [185] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ

التفسير :

[185] قالوا:إنما أنت -يا شعيب- مِنَ الذين أصابهم السحر إصابة شديدة، فذهب بعقولهم،

قالوا له, مكذبين له, رادين لقوله: إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَفأنت تهذي وتتكلم كلام المسحور, الذي غايته أن لا يؤاخذ به.

واستمع قوم شعيب إلى تلك النصائح الحكيمة . ولكن لم يتأثروا بها ، بل اتهموا نبيهم فى عقله وفى صدقه ، وتحده فى رسالته فقالوا - كما حكى القرآن عنهم - : ( إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ المسحرين وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الكاذبين فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السمآء إِن كُنتَ مِنَ الصادقين ) .

قالوا له بسفاهة وغرور : إنما أنت يا شعيب من الذين أصيبوا بسحر عظيم جعلهم لا يعقلون ما يقولون ، أو إنما أنت من الناس الذين يأكلون الطعام ، ويشربون الشراب ، ولا مزية لك برسالة أو بنبوة علينا ، فأنت بشر مثلنا ، وما نظنك إلا من الكاذبين فيما تدعيه .

يخبر تعالى عن جواب قومه له بمثل ما أجابت به ثمود لرسولها - تشابهت قلوبهم - حيث قالوا : ( إنما أنت من المسحرين ) يعنون : من المسحورين ، كما تقدم .

وقوله: ( قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ) يقول: قالوا: إنما أنت يا شعيب معلل تعلل بالطعام والشراب, كما نعلل بهما, ولست ملَكا.

المعاني :

الْمُسَحَّرِينَ :       مَنْ أَصَابَهُمْ سِحْرٌ شَدِيدٌ، فَذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ السراج
مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِينَ :       مِنَ المغلُوبِ على عُقُولِهِم بِكَثْرَةِ السِّحْرِ الميسر في غريب القرآن
المسحّرين :       المغلوبة عقولهم بكثرة السّحر معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[185] ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾ نفوا رسالته عن الله كنايةً وتصريحًا فزعموه مسحورًا، أي مختل الإدراك والتصورات من جراء سحر سلط عليه، وذلك كناية عن بطلان أن يكون ما جاء به رسالة عن الله.
وقفة
[185] ﴿قالوا إِنَّما أَنتَ مِنَ المُسَحَّرينَ﴾ كلمة (الْمُسَحَّرِينَ) أى المغلوبة عقولهم بكثرة السِّحر، فيهذى المرء بغير المفهوم من الكلام، وينساق وراء الغث من الأمور، وحاشاه شعيب عليه السلام أن يوصف بهكذا صفة، وهو من قيل فيه أنه خطيب الأنبياء.
وقفة
[185] ﴿قالوا إِنَّما أَنتَ مِنَ المُسَحَّرينَ﴾ قالها قوم صالح من قبل، وقالها قوم شعيب، وهذا دأب الكافرين المجرمين، تشابهت قلوبهم.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الثالثة والخمسين بعد المائة.'

المتشابهات :

الشعراء: 153﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ
الشعراء: 185﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [185] لما قبلها :     ولَمَّا دعاهم إلى الله تعالى بما لا خَلَلَ فيه، وعَلِموا أنهم عاجزون عن الطعن في شيء منه؛ أجابوا موعظته بالبهتان، فزعموا أنه فقدَ رُشدَه بسبب سِحر شديد، قال تعالى:
﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [186] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ..

التفسير :

[186]وما أنت إلا واحد مثلنا في البشرية، فكيف تختص دوننا بالرسالة؟ وإن أكبر ظننا أنك من الكاذبين فيما تدَّعيه من الرسالة.

وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَافليس فيك فضيلة, اختصصت بها علينا, حتى تدعونا إلى اتباعك، وهذا مثل قول من قبلهم ومن بعدهم, ممن عارضوا الرسل بهذه الشبهة، التي لم يزالوا, يدلون بها ويصولون, ويتفقون عليها, لاتفاقهم على الكفر, وتشابه قلوبهم.

وقد أجابت عنها الرسل بقولهم: إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ.

وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَوهذا جراءة منهم وظلم, وقول زور, قد انطووا على خلافه، فإنه ما من رسول من الرسل, واجه قومه ودعاهم, وجادلهم وجادلوه, إلا وقد أظهر الله على يديه من الآيات, ما به يتيقنون صدقه وأمانته, خصوصا شعيبا عليه السلام, الذي يسمى خطيب الأنبياء, لحسن مراجعته قومه, ومجادلتهم بالتي هي أحسن، فإن قومه قد تيقنوا صدقه, وأن ما جاء به حق, ولكن إخبارهم عن ظن كذبه, كذب منهم.

واستمع قوم شعيب إلى تلك النصائح الحكيمة . ولكن لم يتأثروا بها ، بل اتهموا نبيهم فى عقله وفى صدقه ، وتحدوه فى رسالته فقالوا - كما حكى القرآن عنهم - : ( إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ المسحرين وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الكاذبين فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السمآء إِن كُنتَ مِنَ الصادقين ) .

قالوا له بسفاهة وغرور : إنما أنت يا شعيب من الذين أصيبوا بسحر عظيم جعلهم لا يعقلون ما يقولون ، أو إنما أنت من الناس الذين يأكلون الطعام ، ويشربون الشراب ، ولا مزية لك برسالة أو بنبوة علينا ، فأنت بشر مثلنا ، وما نظنك إلا من الكاذبين فيما تدعيه .

( وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين ) أي : تتعمد الكذب فيما تقوله ، لا أن الله أرسلك إلينا .

( وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا ) تأكل وتشرب ( وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ). يقول: وما نحسبك فيما تخبرنا وتدعونا إليه, إلا ممن يكذب فيما يقول.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[186] ﴿وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ جعلوا كونه بشرًا إبطالًا ثانيًا لرسالته!

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَنْتَ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الكريمة الرابعة والخمسين بعد المائة.
  • ﴿ وَإِنْ نَظُنُّكَ:
  • الواو عاطفة. ان: مخففة من إِنْ» الثقيلة لا عمل لها لدخولها على جملة فعلية. نظنك: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به اول.
  • ﴿ لَمِنَ الْكاذِبِينَ:
  • اللام فارقة اي تفرق وتميز إِنْ» المخففة من إِنْ» النافية وهي لام التوكيد. و «من الكاذبين» جار ومجرور متعلق بمفعول نَظُنُّ» الثاني. وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الشعراء: 154﴿ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
الشعراء: 186﴿وَ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [186] لما قبلها :     ولَمَّا كَذَّبُوه، وزعموا أنه فقد رُشدَه بسبب سِحر شديد؛ أيَّدُوا تَكْذِيبَهُ بِأنَّهُ بَشَرٌ مِثْلُهم، وذَلِكَ في زَعْمِهِمْ يُنافِي أنْ يَكُونَ رَسُولًا مِنَ اللَّهِ؛ لِأنَّ الرَّسُولَ في زَعْمِهِمْ لا يَكُونُ إلّا مَخْلُوقًا خارِقًا لِلْعادَةِ، كَأنْ يَكُونَ مَلَكًا أوْ جِنِّيًّا، فقالوا:
﴿ وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [187] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء ..

التفسير :

[187]فإن كنت صادقاً في دعوى النبوة، فادع الله أن يسقط علينا قطع عذاب من السماء تستأصلنا.

فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِأي:قطع عذاب تستأصلنا.إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَكقول إخوانهموَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍأو أنهم طلبوا بعض آيات الاقتراح, التي لا يلزم تتميم مطلوب من سألها.

فإن كنت صادقا فى دعوى الرسالة فأسقط علينا ( كِسَفاً مِّنَ السمآء ) أى : قطعا من العذاب الكائن من جهة السماء .

وجاء التعبير بالواو هنا فى قوله ( وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا ) للإشارة إلى أنه جمع بين أمرين منافيين لدعواه الرسالة ، وهما : كونه من المسحرين وكونه بشرا وقصدوا بذلك المبالغة فى تكذيبه ، فكأنهم يقولون له : إن وصفا واحدا كاف فى تجريدك من نبوتك فكيف إذا اجتمع فيك الوصفان ، ولم يكتفوا بهذا بل أكدوا عدم تصديقهم له فقالوا : وما نظنك إلا من الكاذبين .

ثم أضافوا إلى كل تلك السفاهات . والتحدى حيث تعجلوا العذاب .

( فأسقط علينا كسفا من السماء ) : قال الضحاك : جانبا من السماء . وقال قتادة : قطعا من السماء . وقال السدي : عذابا من السماء . وهذا شبيه بما قالت قريش فيما أخبر الله عنهم في قوله تعالى : ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) ، إلى أن قالوا : ( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ) [ الإسراء : 90 - 92 ] . وقوله : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) [ الأنفال : 32 ] ، وهكذا قال هؤلاء الكفرة الجهلة : ( فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ) .

فإن كنت صادقا فيما تقول بأنك رسول الله كما تزعم ( فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ) يعني قطعا من السماء, وهي جمع كِسفة, جمع كذلك كما تجمع تمرة: تمرا (2) .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثنا معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( كسفا ) يقول: قِطَعا.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: ( كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ) : جانبا من السماء.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ) قال: ناحية من السماء, عذاب ذلك الكسف.

--------------------------------

الهوامش :

(2) كذا في الأصل وقياس الجمع الأخير على ما قبله ليس بواضح

المعاني :

كِسَفًا :       قِطَعًا مِنَ العَذَابِ السراج
كِسَفࣰا :       قِطَعَ عَذَابٍ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[187] ﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ﴾ هذا من جنس ما سألوه من إسقاط الكسف عليهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى جعل عقوبتهم أن أصابهم حر عظيم مدة سبعة أيام لا يكنهم منه شيء، ثم أقبلت إليهم سحابة أظلتهم، فجعلوا ينطلقون إليها، يستظلون بظلها من الحر، فلما اجتمعوا كلهم تحتها أرسل الله تعالى عليهم منها شرراً من نار، ولهبًا، ووهجًا عظيمًا، ورجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة عظيمة أزهقت أرواحهم.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَسْقِطْ‍ عَلَيْنا:
  • الفاء رابطة لجواب الشرط‍ المتقدم. اسقط‍: فعل امر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت: علينا: جار ومجرور متعلق بأسقط‍.
  • ﴿ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من السماء: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من كِسَفاً» اي قطعا ومفردها كسفة اي قطعة. والسماء: السحاب او المظلة.
  • ﴿ إِنْ كُنْتَ:
  • ان: حرف شرط‍ جازم. كنت: فعل ماض ناقص فعل الشرط‍ في محل جزم بإن مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».
  • ﴿ مِنَ الصّادِقِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «كان» اي صادقا من الصادقين. وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. وحذف جواب الشرط‍ لتقدم معناه. التقدير: ان كنت من الصادقين فأسقط‍ علينا كسفا من السماء بمعنى: ان كنت صادقا انك نبي فادع الله ان يسقط‍ علينا قطعا من السحاب.'

المتشابهات :

الطور: 44﴿وَإِن يَرَوۡاْ كِسْفًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطٗا
الإسراء: 92﴿أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا
الشعراء: 187﴿فَأَسۡقِطۡ عَلَيۡنَا كِسَفًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ
الروم: 48﴿وَيَجۡعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦۖ
سبإ: 9﴿أَوۡ نُسۡقِطۡ عَلَيۡهِمۡ كِسَفًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [187] لما قبلها :     ولَمَّا كَذَّبُوه، وكان يتوعدهم بالعذاب؛ طلبوا منه هنا -استهزاءً به وتعجيزًا له- إنزال العذاب، قال تعالى:
﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [188] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ

التفسير :

[188] قال لهم شعيب:ربي أعلم بما تعملونه مِنَ الشرك والمعاصي، وبما تستوجبونه من العقاب.

قَالَشعيب عليه السلام: رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَأي:نزول العذاب, ووقوع آيات الاقتراح, لست أنا الذي آتي بها وأنزلها بكم, وليس علي إلا تبليغكم ونصحكم وقد فعلت، وإنما الذي يأتي بها ربي، العالم بأعمالكم وأحوالكم, الذي يجازيكم ويحاسبكم.

ولكن شعيبا - عليه السلام - قابل استهتارهم بقوله : ( ربي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ )

أى : ربى وحده هو العليم بأقوالكم وأعمالكم ، وسيجازيكم عليها بما تستحقون من عذاب أليم .

"قال ربي أعلم بما تعملون" يقول الله أعلم بكم فإن كنتم تستحقون ذلك جازاكم به وهو غير ظالم لكم وهكذا وقع بهم جزاء كما سألوا جزاء وفاقا.

يقول تعالى ذكره: قال شعيب لقومه: ( رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يقول: بأعمالهم هو بها محيط, لا يخفى عليه منها شيء, وهو مجازيكم بها جزاءكم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[188] ﴿قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ أي الله أعلم بأعمالكم، فإن كنتم تستحقون ذلك جازاكم به، وهو غير ظالم لكم، وإن كنتم تستحقون عقابًا آخر فإليه الحكم والمشيئة.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ رَبِّي أَعْلَمُ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل جر بالاضافة. اعلم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. ولم ينون لانه ممنوع من الصرف على وزن-افعل-صيغة تفضيل وبوزن الفعل.
  • ﴿ بِما تَعْمَلُونَ:
  • الباء: حرف جر. ما: مصدرية. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة تَعْمَلُونَ» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «ما» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلق بأعلم. بمعنى: ان الله اعلم بأعمالكم وبما تستوجبون عليها من العقاب. ويجوز ان تكون «ما» اسما موصولا. فتكون جملة تَعْمَلُونَ» صلة الموصول والعائد ضميرا منصوبا محلا لانه مفعول به. التقدير: بما تعملونه. ويكون الاسم الموصول «ما» مبنيا على السكون في محل جر بالباء.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [188] لما قبلها :     ولَمَّا طَلَبُوا مِنهُ -استهزاءً به وتعجيزًا له- إنزال العذاب؛ أحالَ عِلْمَ ذَلِكَ إلى اللَّهِ تَعالى، فهو العالِمُ بِأعْمالِكم، وبِما تَسْتَوْجِبُونَ عَلَيْها مِنَ العِقابِ، قال تعالى:
﴿ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [189] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ..

التفسير :

[189] فاستمَرُّوا على تكذيبه، فأصابهم الحر الشديد، وصاروا يبحثون عن ملاذ يستظلون به، فأظلتهم سحابة، وجدوا لها برداً ونسيماً، فلما اجتمعوا تحتها التهبت عليهم ناراً فأحرقتهم، فكان هلاكهم جميعاً في يوم شديد الهول.

فَكَذَّبُوهُأي:صار التكذيب لهم, وصفا والكفر لهم ديدنا, بحيث لا تفيدهم الآيات, وليس بهم حيلة إلا نزول العذاب.

فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها مستلذين, لظلها غير الظليل, فأحرقتهم بالعذاب, فظلوا تحتها خامدين, ولديارهم مفارقين, ولدار الشقاء والعذاب نازلين.

إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍلا كرة لهم إلى الدنيا, فيستأنفوا العمل، ولا يفتر عنهم العذاب ساعة, ولا هم ينظرون.

ثم يعجل - سبحانه - ببيان عاقبتهم السيئة فيقول : ( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظلة إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .

قال الآلوسى : وذلك على ما أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبى حاتم ، والحاكم عن ابن عباس : أن الله - تعالى - بعث عليهم حرا شديدا ، فأخذ بأنفاسهم ، فدخلوا أجواف البيوت ، فدخل عليهم ، فخرجوا منها هرابا إلى البرية . فبعث الله - تعالى - عليهم سحابة فأظلتهم من الشمس ، وهى الظلة ، فوجدوا لها بردا ولذة ، فنادى بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها ، أسقطها الله عليهم نارا .

فأهلكتهم جميعا . .

ففى الأعراف ذكر أنهم أخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين ، وذلك لأنهم قالوا : ( لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب والذين آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ . . ) فلما أرجفوا بنبى الله ومن تبعه . - أى : حاولوا زلزلتهم وتخويفهم - أخذتهم الرجفة .

وفى سورة هود قال : ( وَأَخَذَ الذين ظَلَمُواْ الصيحة ) وذلك لأنهم استهزءوا بنبى الله فى قولهم : ( أصلاوتك تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ . . ) فناسب أن تأتيهم صيحة تسكتهم . .

وها هنا قالوا : ( فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السمآء ) على وجه التعنت والعناد فناسب أن ينزل بهم ما استبعدوا وقوعه فقال : ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظلة ) .

ولهذا قال تعالى : ( فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ) وهذا من جنس ما سألوا ، من إسقاط الكسف عليهم ، فإن الله سبحانه وتعالى ، جعل عقوبتهم أن أصابهم حر شديد جدا مدة سبعة أيام لا يكنهم منه شيء ، ثم أقبلت إليهم سحابة أظلتهم ، فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون بظلها من الحر ، فلما اجتمعوا [ كلهم ] تحتها أرسل الله تعالى عليهم منها شررا من نار ، ولهبا ووهجا عظيما ، ورجفت بهم الأرض وجاءتهم صيحة عظيمة أزهقت أرواحهم ; ولهذا قال : ( إنه كان عذاب يوم عظيم ) .

وقد ذكر الله تعالى صفة إهلاكهم في ثلاثة مواطن كل موطن بصفة تناسب ذلك السياق ، ففي الأعراف ذكر أنهم أخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ; وذلك لأنهم قالوا : ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ) [ الأعراف : 88 ] ، فأرجفوا بنبي الله ومن اتبعه ، فأخذتهم الرجفة . وفي سورة هود قال : ( وأخذت الذين ظلموا الصيحة ) [ هود : 94 ] ; وذلك لأنهم استهزءوا بنبي الله في قولهم : ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد ) [ هود : 87 ] . قالوا ذلك على سبيل التهكم والازدراء ، فناسب أن تأتيهم صيحة تسكتهم ، فقال : ( وأخذت الذين ظلموا الصيحة ) وهاهنا قالوا : ( فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ) على وجه التعنت والعناد ، فناسب أن يحق عليهم ما استبعدوا وقوعه .

( فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ) .

قال قتادة : قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : إن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام حتى ما يظلهم منه شيء ، ثم إن الله أنشأ لهم سحابة ، فانطلق إليها أحدهم واستظل بها ، فأصاب تحتها بردا وراحة ، فأعلم بذلك قومه ، فأتوها جميعا ، فاستظلوا تحتها ، فأججت عليهم نارا .

وهكذا روي عن عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة ، وغيرهم .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، بعث الله إليهم الظلة ، حتى إذا اجتمعوا كلهم ، كشف الله عنهم الظلة ، وأحمى عليهم الشمس ، فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى .

وقال محمد بن كعب القرظي : إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب : أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها ، فلما خرجوا منها أصابهم فزع شديد ، ففرقوا أن يدخلوا إلى البيوت فتسقط عليهم ، فأرسل الله عليهم الظلة ، فدخل تحتها رجل فقال : ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا أبرد من هذا . هلموا أيها الناس . فدخلوا جميعا تحت الظلة ، فصاح بهم صيحة واحدة ، فماتوا جميعا . ثم تلا محمد بن كعب : ( فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ) .

وقال ابن جرير : حدثني الحارث ، حدثني الحسن ، حدثني سعيد بن زيد - أخو حماد بن زيد - حدثني حاتم بن أبي صغيرة حدثني يزيد الباهلي : سألت ابن عباس ، عن هذه الآية ( فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ) قال : بعث الله عليهم ومدة وحرا شديدا ، فأخذ بأنفاسهم [ فدخلوا البيوت ، فدخل عليهم أجواف البيوت ، فأخذ بأنفاسهم ] فخرجوا من البيوت هرابا إلى البرية ، فبعث الله سحابة فأظلتهم من الشمس ، فوجدوا لها بردا ولذة ، فنادى بعضهم بعضا ، حتى إذا اجتمعوا تحتها أرسلها الله عليهم نارا . قال ابن عباس : فذلك عذاب يوم الظلة ، إنه كان عذاب يوم عظيم .

( فكذبوه ) يقول: فكذّبه قومه.( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) يعني بالظلة: سحابة ظللتهم, فلما تتاموا تحتها التهبت عليهم نارا, وأحرقتهم, وبذلك جاءت الآثار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن أبي إسحاق, عن زيد بن معاوية, في قوله: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) قال: أصابهم حرّ أقلقهم في بيوتهم, فنشأت لهم سحابة كهيئة الظلة, فابتدروها, فلما تتاموا تحتها أخذتهم الرجفة.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب, عن جعفر, في قوله: ( عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) قال: كانوا يحفرون الأسراب ليتبردوا فيها, فإذا دخلوها وجدوها أشد حرا من الظاهر, وكانت الظلة سحابة.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يقول: بعث شُعيب إلى أمتين: إلى قومه أهل مدين, وإلى أصحاب الأيكة. وكانت الأيكة من شجر ملتف; فلما أراد الله أن يعذّبهم, بعث الله عليهم حرّا شديدا, ورفع لهم العذاب كأنه سحابة; فلما دنت منهم خرجوا إليها رجاء بردها, فلما كانوا تحتها مطرت عليهم نارا. قال: فذلك قوله: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ).

حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثني سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد, قال: ثنا حاتم بن أبي صغيرة, قال: ثني يزيد الباهلي, قال: سألت عبد الله بن عباس, عن هذه الآية: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) فقال عبد الله بن عباس: بعث الله عليهم ومدة وحرّا شديدا, فأخذ بأنفاسهم, فدخلوا البيوت, فدخل عليهم أجواف البيوت, فأخذ بأنفاسهم, فخرجوا من البيوت هرابا (3) إلى البرية, فبعث الله عليهم سحابة, فأظلتهم من الشمس, فوجدوا لها بردا ولذة, فنادى بعضهم بعضا, حتى إذا اجتمعوا تحتها, أرسلها الله عليهم نارا. قال عبد الله بن عباس: فذلك عذاب يوم الظلة,(إنه كان عذاب يوم عظيم).

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: " يَوْمُ الظُّلَّةِ" قال: إظلال العذاب إياهم.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) قال: أظلّ العذابُ قوم شُعيب.

قال ابن جُرَيج: لما أنـزل الله عليهم أوّل العذاب, أخذهم منه حر شديد, فرفع الله لهم غمامة, فخرج إليها طائفة منهم ليستظلوا بها, فأصابهم منها روح وبرد وريح طيبة, فصبّ الله عليهم من فوقهم من تلك الغمامة عذابا, فذلك قوله: ( عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ).

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر بن راشد, قال: ثني رجل من أصحابنا, عن بعض العلماء قال: كانوا عطلوا حدّا, فوسع الله عليهم في الرزق, ثم عطلوا حدّا, فوسع الله عليهم في الرزق, ثم عطلوا حدّا, فوسع الله عليهم في الرزق, فجعلوا كلما عطلوا حدّا وسع الله عليهم في الرزق, حتى إذا أراد إهلاكهم سلط الله عليهم حرّا لا يستطيعون أن يتقارّوا, ولا ينفعهم ظل ولا ماء, حتى ذهب ذاهب منهم, فاستظلّ تحت ظلة, فوجد روحا, فنادى أصحابه: هلموا إلى الروح, فذهبوا إليه سراعا, حتى إذا اجتمعوا ألهبها الله عليهم نارا, فذلك عذاب يوم الظلة.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو تميلة, عن أبي حمزة, عن جابر, عن ابن عباس, قال: من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة؟ فكذِّبْه.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) قوم شعيب, حبس الله عنهم الظل والريح, فأصابهم حرّ شديد, ثم بعث الله لهم سحابة فيها العذاب, فلما رأوا السحابة انطلقوا يؤمونها, زعموا يستظلون, فاضطرمت عليهم نارا فأهلكتهم.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) قال: بعث الله إليهم ظلة من سحاب, وبعث إلى الشمس فأحرقت ما على وجه الأرض, فخرجوا كلهم إلى تلك الظلة, حتى إذا اجتمعوا كلهم, كشف الله عنهم الظلة, وأحمى عليهم الشمس, فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى. وقوله: ( إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) يقول تعالى ذكره: إن عذاب يوم الظلة كان عذاب يوم لقوم شُعيب عظيم.

--------------------------

الهوامش :

(3) هرابًا: لعله جمع هارب، ولم أجده في اللسان.

المعاني :

الظُّلَّةِ :       سَحَابَةٍ أَظَلَّتْهُمْ وَجَدُوا تَحْتَهَا بَرْدًا، فَلمَّا اجْتَمَعُوا أَحْرَقَتْهُمْ بِنَارِهَا السراج
يَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ :       أي: أظَلَّتْهُم سَحَابَةٌ، ثُمَّ أمْطَرَتْهُم نَارَاً الميسر في غريب القرآن
الظّلة :       سحابة أظلّــتهم ثم أمطرتهم نارًا معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[189] ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾ وهذا من جنس ما سألوه من إسقاط الكسف عليهم, فإن الله سبحانه وتعالى جعل عقوبتهم أن أصابهم حر عظيم مدة سبعة أيام, لا يكنهم منه شيء, ثم أقبلت إليهم سحابة أظلتهم, فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون بظلها من الحر, فلما اجتمعوا كلهم تحتها, أرسل الله تعالى عليهم منها شررًا من نار ولهبًا ووهجًا عظيمًا, ورجفت بهم الأرض, وجاءتهم صيحة عظيمة أزهقت أرواحهم, ولهذا قال تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.
تفاعل
[189] ﴿فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَذَّبُوهُ:
  • الفاء استئنافية. كذبوه: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فَأَخَذَهُمْ:
  • الفاء عاطفة سببية. اخذ: فعل ماض مبني على الفتح. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم.
  • ﴿ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. يوم: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الظلة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والظلة: ما يظل الانسان. ويوم الظلة: العذاب الذي سلط‍ عليهم وهو السحابة التي امطرت عليهم نارا فأحرقتهم.
  • ﴿ إِنَّهُ كانَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «ان».كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على عذاب يوم الظلة.
  • ﴿ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ:
  • عذاب: خبر كانَ» منصوب بالفتحة وهو مضاف. يوم: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. عظيم: صفة -نعت-ليوم مجرورة مثلها بالكسرة والجملة الفعلية كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ» في محل رفع خبر «ان».'

المتشابهات :

النحل: 113﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
الشعراء: 158﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 189﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [189] لما قبلها :     ولَمَّا استمَرُّوا على تكذيبهم؛ أصابهم الحر الشديد، وصاروا يبحثون عن ملاذ يستظلون به، فأظلتهم سحابة، وجدوا لها بردًا ونسيمًا، فلما اجتمعوا تحتها أمطرت عليهم نارًا فأحرقتهم، قال تعالى: ( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ )ولَمَّا كان الحالُ مُوجِبًا للسؤالِ عن يومِ الظُّلَّةِ؛ قال تعالى مُهَوِّلًا لأمرِه، ومعظِّمًا لقَدْرِه:
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [190] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا ..

التفسير :

[190] إن في ذلك العقاب الذي نزل بهم، لَدلالة واضحة على قدرة الله في مؤاخذة المكذبين، وعبرة لمن يعتبر، وما كان أكثرهم مؤمنين متعظين بذلك.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةًدالة على صدق شعيب, وصحة ما دعا إليه, وبطلان رد قومه عليه،وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَمع رؤيتهم الآيات, لأنهم لا زكاء فيهم, ولا خير لديهموَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ.

ثم ختم - سبحانه - قصة شعيب مع قومه بمثل ما ختم به قصص الرسل السابقين مع أقوامهم فقال - تعالى - : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم ) .

وإلى هنا ترى سورة الشعراء قد ساقت لنا سبع قصص من قصص الأنبياء مع أقوامهم .

ساقت لنا قصة موسى ، فإبراهيم ، فنوح . فهود ، فصالح ، فلوط ، فشعيب - عليهم جميعا الصلاة والسلام - .

ويلاحظ فى قصص هذه السورة ، أنها لم تجىء على حسب الترتيب الزمنى - كما هو الشأن فى سورة الأعراف - وذلك لأن المقصود الأعظم هنا هو الاعتبار والاتعاظ ، فأما فى سورة الأعراف ، فكان التسلسل الزمنى مقصودا لعرض أحوال الناس منذ آدم - عليه السلام - .

كما يلاحظ أن معظم القصص هنا ، قد افتتح بافتتاح متشابه ، وهو أمر كل نبى قومه بتقوى الله ، وببيان أنه رسول أمين . وببيان أنه لا يطلب من قومه أجرا على دعوته ، نرى ذلك واضحا فى قصة نوح وهود وصالح وشعيب ولوط مع أقوامهم .

ولعل السر فى ذلك التأكيد على أن الرسل جميعا قد جاؤوا برسالة واحدة فى أصولها وأسسها ، ألا وهى الدعوة إلى إخلاص العبادة لله - تعالى - ، وإلى مكارم الأخلاق .

كما يلاحظ - أيضا - أن كل قصة من تلك القصص قد اختتمت بقوله - تعالى - : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم ) .

ولعل السر فى ذلك تكرار التسلية للنبى صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت فؤاده . وبيان أن ما أصابه من قومه ، قد أصاب الرسل السابقين ، فعليه أن يصبر كما صبروا ، وقد قالوا : " المصيبة إذا عمت خفت " .

كما يلاحظ - كذلك - على قصص هذى السورة التركيز على أهم الأحداث وبيان الرذائل التى انغمس فيها أولئك الأقوام ، باستثناء قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون فقد جاءت بشىء من التفصيل .

( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) : أي : العزيز في انتقامه من الكافرين ، الرحيم بعباده المؤمنين .

يقول تعالى ذكره: إن في تعذيبنا قوم شعيب عذاب يوم الظلة, بتكذيبهم نبيهم شعيبا, لآية لقومك يا محمد, وعبرة لمن اعتبر, إن اعتبروا أن سنتنا فيهم بتكذيبهم إياك, سنتنا في أصحاب الأيكة.( وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ )في سابق علمنا فيهم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[190] فإن قيل: لم كرر قوله: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً﴾ مع كل قصة فالجواب: أن ذلك أبلغ في الاعتبار، وأشدُّ تنبيهًا للقلوب، وأيضًا فإن كل قصة منها كأنها كلام قائم مستقل بنفسه، فختمت بما ختمت به صاحبتها.
وقفة
[190] اقرأ قصة قوم شعيب في أكثر من موضع من القرآن الكريم وتأمل ما فيها من فوائد ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً﴾.
عمل
[190] تأمل في إخبار الله تعالى عن حال أكثر الناس، وأنهم غير مؤمنين، وحينها لا تأمن على نفسك من الضلالة، فأكثر من دعاء الله بالثبات ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآيتين الكريمتين الثامنة. والسابعة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 8﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 67﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 103﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 121﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 139﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 158﴿فَأَخَذَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 174﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
الشعراء: 190﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [190] لما قبلها :     وبعد هلاك قوم شعيب؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن في ذلك عبرة عجيبة دالة على قدرة الله تعالى، وتدعو إلى الإيمان به سبحانه، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [191] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

التفسير :

[191] وإن ربك -أيها الرسول- لهو العزيز في نقمته ممن انتقم منه من أعدائه، الرحيم بعباده الموحدين.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُالذي امتنع بقدرته, عن إدراك أحد, وقهر كل مخلوق.الرَّحِيمُالذي الرحمة وصفه ومن آثارها, جميع الخيرات في الدنيا والآخرة, من حين أوجد الله العالم إلى ما لا نهاية له. ومن عزته أن أهلك أعداءه حين كذبوا رسله، ومن رحمته, أن نجى أولياءه ومن اتبعهم من المؤمنين.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) : أي : العزيز في انتقامه من الكافرين ، الرحيم بعباده المؤمنين .

( وَإِنَّ رَبَّكَ ) يا محمد ( لَهُوَ الْعَزِيزُ ) فى نقمته ممن انتقم منه من أعدائه ( الرَّحِيمُ ) بمن تاب من خلقه, وأناب إلى طاعته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[191] ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ إثبات صفة العزة والرحمة لله.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآيتين الكريمتين التاسعة. والثامنة والستين.'

المتشابهات :

الشعراء: 9﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 68﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 104﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 122﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 140﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 159﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 175﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
الشعراء: 191﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [191] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن في هلاك قوم شعيب لآية دالة على صدق شعيب عليه السلام، ومع ذلك لم يؤمن الناس؛ بَيَّنَ هنا أنه بعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته أنجى المؤمنين، وفي هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن عصاه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [192] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ

التفسير :

[192] وإن هذا القرآن الذي ذُكِرَتْ فيه هذه القصص الصادقة، لَمنزَّل مِن خالق الخلق، ومالك الأمر كله،

لما ذكر قصص الأنبياء مع أممهم, وكيف دعوهم, و [ما]ردوا عليهم به; وكيف أهلك الله أعداءهم, وصارت لهم العاقبة.

ذكر هذا الرسول الكريم, والنبي المصطفى العظيم وما جاء به من الكتاب, الذي فيه هداية لأولي الألباب فقال:(وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فالذي أنزله, فاطر الأرض والسماوات, المربي جميع العالم, العلوي والسفلي، وكما أنه رباهم بهدايتهم لمصالح دنياهم وأبدانهم, فإنه يربيهم أيضا, بهدايتهم لمصالح دينهم وأخراهم، ومن أعظم ما رباهم به, إنزال هذا الكتاب الكريم, الذي اشتمل على الخير الكثير, والبر الغزير، وفيه من الهداية, لمصالح الدارين, والأخلاق الفاضلة, ما ليس في غيره، وفي قوله:(وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) من تعظيمه وشدة الاهتمام فيه, من كونه نزل من الله, لا من غيره, مقصودا فيه نفعكم وهدايتكم.

وكما بدأت السورة بالحديث عن القرآن ، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عادت مرة أخرى بعد الحديث عن قصص بعض الأنبياء - إلى متابعة الحديث عن القرآن الكريم ، وعن نزوله ، وعن تأثيره ، وعن مصدره . فقال - تعالى - : ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العالمين . . . . )

.

الضمير فى قوله ( وَإِنَّهُ ) يعود إلى القرآن الكريم ، وما اشتمل عليه من قصص وهدايات . .

أى : وإن هذا القرآن لتنزيل رب العالمين ، لا تنزيل غيره ، والتعبير عن إنزاله بالتنزيل ، للمبالغة فى إنزاله من عند الله - تعالى - وحده .

ووصف - سبحانه - ذاته بالربوبية للعالمين ، للإيذان بأن إنزاله بهذه الطريقة ، من مظاهر رحمته بعباده ، وإحكام تربيته لهم جميعا .

قال - تعالى - : ( تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العالمين ) وقال - سبحانه - : ( تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَق الأرض والسماوات العلى ).

يقول تعالى مخبرا عن الكتاب الذي أنزله على عبده ورسوله محمد ، صلوات الله وسلامه عليه : ( وإنه ) أي : القرآن الذي تقدم ذكره في أول السورة في قوله : ( وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث ) [ الآية ] . ( لتنزيل رب العالمين ) أي : أنزله الله عليك وأوحاه إليك .

يقول تعالى ذكره: وإنّ هذا القرآن ( لَتَنـزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) والهاء في قوله ( وإنه ) كناية الذكر الذي فى قوله: وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( لَتَنـزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال: هذا القرآن.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[192] ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فالذي أنزله فاطر الأرض والسماوات، المربِّي جميع العالم العلوي والسفلي، وكما أنه رباهم بهدايتهم لمصالح دنياهم وأبدانهم فإنه يربيهم أيضًا بهدايتهم لمصالح دينهم وأخراهم، ومن أعظم ما رباهم به: إنزال هذا الكتاب الكريم الذي اشتمل على الخير الكثير، والبر الغزير، وفيه من الهداية لمصالح الدارين والأخلاق الفاضلة ما ليس في غيره.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ:
  • الواو عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» اي «وان هذا التنزيل» يعني ما نزل من هذه القصص والآيات. والمراد بالتنزيل المنزل اي القرآن. لتنزيل: اللام لام التوكيد-المزحلقة-.تنزيل: خبر «ان» مرفوع بالضمة. بمعنى: لوحي منزل.
  • ﴿ رَبِّ الْعالَمِينَ:
  • رب: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. العالمين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [192] لما قبلها :     وبعد ذكرِ قصص الأنبياءِ مع أُمَمهم، وكيف دَعَوْهم، وما ردوا عليهم به، وكيف أهلَكَ اللهُ أعداءهم، وصارت لهم العاقبةُ، والأدلة على صدقِهم؛ ذكرَ اللهُ هنا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من الكتاب، والأدلةَ على صدقِه، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [193] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ

التفسير :

[193]نزل به جبريل الأمين،

(نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ) وهو جبريل عليه السلام, الذي هو أفضل الملائكة وأقواهم (الأمِينُ) الذي قد أمن أن يزيد فيه أو ينقص.

ثم وصف - سبحانه - من نزل به بالأمانة فقال : ( نَزَلَ بِهِ الروح الأمين ) وهو جبريل - عليه السلام - وعبر عنه بالروح ، لأن الأرواح تحيا بما نزل به كما تحيا الأجسام بالغذاء .

( نزل به الروح الأمين ) : وهو جبريل ، عليه السلام ، قاله غير واحد من السلف : ابن عباس ، ومحمد بن كعب ، وقتادة ، وعطية العوفي ، والسدي ، والضحاك ، والزهري ، وابن جريج . وهذا ما لا نزاع فيه .

قال الزهري : وهذه كقوله ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) الآية [ البقرة : 97 ] .

وقال مجاهد : من كلمه الروح الأمين لا تأكله الأرض .

واختلف القرّاء في قراءة قوله ( نـزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ) فقرأته عامة قرّاء الحجاز والبصرة ( نـزل ) به مخففة ( الرُّوحُ الأمِينُ ) رفعا بمعنى: أن الروح الأمين هو الذي نـزل بالقرآن على محمد, وهو جبريل. وقرأ ذلك عامة قرّاء أهل الكوفة.( نـزل ) مشددة الزاي ( الرُّوحُ الأمِينُ ) نصبا, بمعنى: أن رب العالمين نـزل بالقرآن الروح الأمين, وهو جبريل عليه السلام.

والصواب من القول فى ذلك عندنا أن يقال: إنهما قراءتان مستفيضتان فى قرّاء الأمصار, متقاربتا المعنى, فأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وذلك أن الروح الأمين إذا نـزل على محمد بالقرآن, لم ينـزل به إلا بأمر الله إياه بالنـزول, ولن يجهل أن ذلك كذلك ذو إيمان بالله, وأن الله إذا أنـزله به نـزل.

وبنحو الذي قلنا في أن المعني بالروح الأمين في هذا الموضع جبريل قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبى, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس. في قوله: ( نـزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ) قال: جبريل.

حدثنا الحسين, قال أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قول الله: ( نـزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ ) قال: جبريل.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج قال: ( الرُّوحُ الأمِينُ ) جبريل.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( الرُّوحُ الأمِينُ ) قال: جبريل.

المعاني :

الرُّوحُ الْأَمِينُ :       جِبْرِيلُ - عليه السلام - السراج

التدبر :

وقفة
[193] ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ لا ينالُ شرفَ حملِ القرآنِ حقًا إلَّا الأمناءُ.
وقفة
[193] ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ الأمانة أعظم شروط حملة الوحي.
عمل
[193] ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ نزل جبريل أمين وحي السماء بالقرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، فبلَّغه وأدى الأمانة وبلّغ الرسالة، وحملة القرآن ينبغي أن يكونوا أمناء في حملهم للقرآن، فلا يحملونه في قلوبهم وأفعالهم تناقض ما فيها، ولا يقولون ما لا يفعلون، تعلَّم القرآن وتعليمه وتطبيقه واقعًا في حياتنا أمانة ثقيلة ينبغي أن نُحسن حملها وأداءها؛ لأننا مسؤولون عنها يوم القيامة، ولنتذكر: كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه! أعاذنا الله من أن نكون من هؤلاء.
وقفة
[193، 194] ﴿نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ * عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾ هنيئًا لمن داوم على إصلاح قلبه، وأيقن أن صلاحه صلاح للجسد كله.
وقفة
[193، 194] ﴿نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ * عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾ قلب النبي محل إنزال القرآن، فمن أراد الانتفاع به فليفتح له قلبه ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق: 37].
وقفة
[193، 194] نزل القرآن على أعظم عضو في الجسم (القلب)؛ ليستنهض بقية الجوارح للتدبر والعمل، قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ * عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾، فمن لم يحضر قلبه عند التلاوة أو السماع فلن ينتفع بالقرآن حقًّا: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق: 37].
وقفة
[193، 194] ﴿نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ * عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾، ﴿كَذلِكَ سَلَكناهُ في قُلوبِ المُجرِمينَ﴾ [200] المُنزل واحد من رب عليم، إنما هى القلوب التى تتلقى وحالها؛ فانتبهوا لها وتعهدوها بالتخلية.
لمسة
[193، 194] ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ لم يقل: (على سمعك)، بل: (على قلبك)، فأي داعية لابد أن يكون بين (قلبه) وبين (القرآن) قصة حب.
وقفة
[193، 194] ﴿نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ * عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾ نزل القرآن علي ملك الاعضاء القلب؛ لأن صلاحه صلاح لسائر الجوارح، والعكس بالعكس، رب أصلح قلوبنا.
وقفة
[193-195] ﴿نزل به الروح الأمين * على قلبك .....* بلسانٍ عربيٍّ مُبين﴾؛ لأن كل لغات العالم سوى العربية قاصرة عن إدراك معاني القرآن، وذلك لثروتها البلاغية.

الإعراب :

  • ﴿ نَزَلَ بِهِ:
  • نزل: فعل ماض مبني على الفتح. به: جار ومجرور متعلق بنزل. وقد تعدى الفعل بالباء مثل قوله: الحمد لله الذي هدانا لهذا. فقد تعدى الفعل «هدى» باللام.
  • ﴿ الرُّوحُ الْأَمِينُ:
  • اي الملك جبريل: الروح: فاعل مرفوع بالضمة. الامين: صفة-نعت-للروح مرفوعة بالضمة ايضا. والجملة الفعلية في محل نصب حال من «التنزيل» الواردة في الآية الكريمة السابقة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [193] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ القرآنَ المنزل على محمد ﷺ؛ بَيَّنَ هنا من نَزَلَ به، قال تعالى:
﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [194] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ

التفسير :

[194]فتلاه عليك -أيها الرسول- حتى وعيته بقلبك حفظاً وفهماً؛ لتكون مِن رسل الله الذين يخوِّفون قومهم عقاب الله، فتنذر بهذا التنزيل الإنس والجن أجمعين.

(عَلَى قَلْبِكَ) يا محمد (لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) تهدي به إلى طريق الرشاد, وتنذر به عن طريق الغي.

أى : نزل جبريل الأمين - بأمرنا - بهذا القرآن كاملا غير منقوص ، ( على قَلْبِكَ ) أيها الرسول الكريم ( لِتَكُونَ مِنَ المنذرين ) أى : من أجل أن تنذر به الناس ، وتخوفهم بسوء المصير إذا ما استمروا على كفرهم وفسوقهم عن أمر الله - تعالى - .

قال الجمل : قال الكرخى : وقوله ( على قَلْبِكَ ) خصه بالذكر وهو إنما أنزل عليه ليؤكد أن ذلك المنزل محفوظ ، والرسول متمكن من قلبه لا يجوز عليه التغير . ولأن القلب المخاطب فى الحقيقة لأنه موضع التمييز والاختيار ، وأما سائر الأعضاء فمسخرة له ، ويدل على ذلك القرآن والحديث والمعقول .

أما القرآن فقوله - تعالى - : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لذكرى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السمع وَهُوَ شَهِيدٌ ) وأما الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب " .

وأما المعقول : فإن القلب إذا غشى عليه ، لم يحصل له شعور ، وإذا أفاق القلب شعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات .

وقال الآلوسى ما ملخصه : وخص القلب بالإنزال ، قيل للإشارة إلى كمال تعقله صلى الله عليه وسلم وفهمه ذلك المنزل ، حيث لم تعبر واسطة فى وصوله إلى القلب . .

وقيل للإشارة إلى صلاح قلبه صلى الله عليه وسلم حيث كان منزلا لكلام الله - تعالى - . .

( على قلبك لتكون من المنذرين ) [ أي : نزل به ملك كريم أمين ، ذو مكانة عند الله ، مطاع في الملأ الأعلى ، ( على قلبك ) يا محمد ، سالما من الدنس والزيادة والنقص ; ( لتكون من المنذرين ) ] أي : لتنذر به بأس الله ونقمته على من خالفه وكذبه ، وتبشر به المؤمنين المتبعين له .

وقوله ( عَلَى قَلْبِكَ ) يقول: نـزل به الروح الأمين فتلاه عليك يا محمد, حتى وعيته بقلبك. وقوله: ( لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) يقول: لتكون من رسل الله الذين كانوا ينذرون من أرسلوا إليه من قومهم, فتنذر بهذا التنـزيل قومك المكذّبين بآيات الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[194] قلبك هو أول ميادين الدعوة ﴿عَلى قَلبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنذِرينَ﴾.
عمل
[194] ﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ أنذِرْ جلساءَكَ بما تحفظُه وتفهمُه من معاني القرآنِ الكريمِ.
عمل
[192-194] ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ اكتب رسالة تنصح فيها مسلمًا بتذكيره بآية من آيات القرآن الكريم.

الإعراب :

  • ﴿ عَلى قَلْبِكَ:
  • جار ومجرور متعلق بالفعل نَزَلَ» والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لِتَكُونَ:
  • اللام حرف جر للتعليل. تكون: فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره انت. وجملة «تكون» مع خبرها صلة «أن» المضمرة لا محل لها. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنزل.
  • ﴿ مِنَ الْمُنْذِرِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «تكون» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: لتكون نذيرا من المنذرين للناس.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [194] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ القرآنَ، ومَن نَزَلَ به؛ ذكرَ هنا الموضعَ الذي نَزَلَ عليه، والحكمةَ من إنزالِه، قال تعالى:
﴿ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [195] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ

التفسير :

[195]نزل به جبريل عليك بلغة عربية واضحة المعنى، ظاهرة الدلالة، فيما يحتاجون إليه في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم.

(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ) وهو أفضل الألسنة, بلغة من بعث إليهم, وباشر دعوتهم أصلا اللسان البين الواضح. وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم، فإنه أفضل الكتب, نزل به أفضل الملائكة, على أفضل الخلق, على أفضل بضعة فيه وهي قلبه، على أفضل أمة أخرجت للناس, بأفضل الألسنة وأفصحها, وأوسعها, وهو:اللسان العربي المبين.

وقوله - تعالى - : ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) متعلق بقوله - تعالى - ( نَزَلَ ) . أى : نزل هذا القرآن باللسان العربى ليكون أوضح فى البلاغ والبيان لقومك لأننا لو نزلناه بلسان أعجمى أو بلغة أعجمية لتعللوا بعدم فهمه وقلة إدراكهم لمعناه .

وبذلك نرى أن الله - تعالى - قد بين لنا مصدر القرآن ، والنازل به ، والنازل عليه ، وكيفية النزول ، وحكمة الإنزال ، واللغة التى نزل بها ، وكل ذلك أدلة من القرآن ذاته على أنه من عند الله - تعالى - وأنه من كلامه الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

وقوله : ( بلسان عربي مبين ) أي : هذا القرآن الذي أنزلناه إليك [ أنزلناه ] بلسانك العربي الفصيح الكامل الشامل ، ليكون بينا واضحا ظاهرا ، قاطعا للعذر ، مقيما للحجة ، دليلا إلى المحجة .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي ، حدثنا عباد بن عباد المهلبي ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه في يوم دجن إذ قال لهم : " كيف ترون بواسقها ؟ " . قالوا : ما أحسنها وأشد تراكمها . قال : " فكيف ترون قواعدها ؟ " . قالوا : ما أحسنها وأشد تمكنها . قال : " فكيف ترون جونها ؟ " . قالوا : ما أحسنه وأشد سواده . قال : " فكيف ترون رحاها استدارت ؟ " . قالوا : ما أحسنها وأشد استدارتها . قال : " فكيف ترون برقها ، أوميض أم خفو أم يشق شقا ؟ " . قالوا : بل يشق شقا . قال : " الحياء الحياء إن شاء الله " . قال : فقال رجل : يا رسول الله ، بأبي وأمي ما أفصحك ، ما رأيت الذي هو أعرب منك . قال : فقال : " حق لي ، وإنما أنزل القرآن بلساني ، والله يقول : ( بلسان عربي مبين ) .

وقال سفيان الثوري : لم ينزل وحي إلا بالعربية ، ثم ترجم كل نبي لقومه ، واللسان يوم القيامة بالسريانية ، فمن دخل الجنة تكلم بالعربية . رواه ابن أبي حاتم .

وقوله: ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) يقول: لتنذر قومك بلسان عربي مبين, يبين لمن سمعه أنه عربي, وبلسان العرب نـزل, والباء من قوله ( بلسان ) من صلة قوله: ( نـزلَ ), وإنما ذكر تعالى ذكره أنه نـزل هذا القرآن بلسان عربي مبين في هذا الموضع, إعلاما منه مشركي قريش أنه أنـزله كذلك, لئلا يقولوا إنه نـزل بغير لساننا, فنحن إنما نعرض عنه ولا نسمعه, لأنا لا نفهمه, وإنما هذا تقريع لهم, وذلك أنه تعالى ذكره قال: وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ . ثم قال: لم يعرضوا عنه لأنهم لا يفهمون معانيه, بل يفهمونها, لأنه تنـزيل رب العالمين نـزل به الروح الأمين بلسانهم العربيّ, ولكنهم أعرضوا عنه تكذيبا به واستكبارا فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ . كما أتى هذه الأمم التي قصصنا نبأها في هذه السورة حين كذّبت رسلها أنباء ما كانوا به يكذّبون.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[195] ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ تعلَّمْ قواعدَ اللغةِ العربيةِ بنيةِ تَفهُّمِ كتابِ اللهِ.
وقفة
[195] ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ لو لم يكن للعرب شغل سوى تبليغ القرآن لما قاموا بشكر الله على تشريفهم بنزوله بلسانهم.
عمل
[195] ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ ادرس متنًا في اللغة العربية بنية تفهم كتاب الله تعالى.
وقفة
[195] ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ كلما تعمَّق المسلم في اللغة العربية، كان أقدر على فهم القرآن.
وقفة
[195] ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ نسخر ممن يخرج لسانه عند نطق (الثاء) و(الذال)؛ لأنه يتحدث العربية بشكل سليم، ونفخر بمن يخرج لسانه عند نطق (th)؛ لأنه يتحدث الإنجليزية بشكل سليم!
وقفة
[195] ﴿بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبينٍ﴾ اللغة العربية من أهم المعينات على الفهم والتدبر، عندما تجد بجوارك فى الحرم أحدًا مِن غير الناطقين بالعربية يقرؤون فى كتب تكتب نطق الآيات بلغتهم الأم؛ ألا تحمد الله كثيرًا على اللسان العربى المبين؟! فهى نعمة كبيرة أنعم الله بها علينا، أن خلقنا بهذا اللسان العربى، فالحمد لله على كثير نعمه، ورزقنا الله وإياكم بالعمرة والحج مرات ومرات.
وقفة
[192-195] ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ تأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم! فإنه أفضل الكتب، نزل به أفضل الملائكة، على أفضل الخلق، على أفضل بُضْعَةٍ فيه وهي قلبه، على أفضل أمةٍ أخرجت للناس، بأفضل الألسنة وأفصحها وأوسعها؛ وهو اللسان العربي المبين.
وقفة
[192-195] ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ لأن كل لغات العالم سوى العربية قاصرة عن إدراك معاني القرآن وذلك لثروتها البلاغية.

الإعراب :

  • ﴿ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ:
  • جار ومجرور متعلق بالمنذرين. بمعنى: لتكون من الذين انذروا بهذا اللسان وهم الانبياء العرب الخمسة. او متعلق بنزل.بمعنى: نزله باللسان العربي لتنذر به. وانزله بالعربية لانها لسانك ولسان قومك. عربي مبين: صفتان-نعتان-للسان مجرورتان مثله وعلامة جرهما الكسرة بمعنى واضح مبين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [195] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ القرآنَ، ومَن نَزَلَ به، والموضعَ الذي نَزَلَ عليه، والحكمةَ من إنزالِه؛ ذكرَ هنا اللسانَ الذي نَزَلَ به، قال تعالى:
﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [196] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ

التفسير :

[196] وإنَّ ذِكْرَ هذا القرآن لَمثبتٌ في كتب الأنبياء السابقين، قد بَشَّرَتْ به وصَدَّقَتْه.

(وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأوَّلِينَ) أي:قد بشرت به كتب الأولين وصدقته، وهو لما نزل, طبق ما أخبرت به, صدقها, بل جاء بالحق, وصدق المرسلين.

ثم بين - سبحانه - أن الكتب السماوية السابقة قد ذكرت ما يدل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذى أنزل الله - تعالى - عليه هذا القرآن فقال - تعالى - : ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأولين أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بني إِسْرَائِيلَ ) .

والزبر : جمع زَبُور ، وهو الكتاب المقصور على الحكم والمواعظ ، كزبور داود . مأخوذ من الزبر بمعنى الزجر . لزجره الناس عن اتباع الباطل .

والمعنى : وإن نعت هذا القرآن الكريم ، ونعت الرسول الذى سينزل عليه هذا القرآن . لموجود فى كتب السابقين .

قال الإمام ابن كثير : أخبر - تعالى - : بأن ذكر هذا القرآن والتنويه به لموجود فى كتب الأولين المأثورة عن أنبيائهم ، الذين بشروا به فى قديم الدهر وحديثه ، كما أخذ الله عليهم الميثاق بذلك ، حتى قام آخرهم خطيبا فى ملئه بالبشارة بأحمد : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يابني إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التوراة وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ . . ).

يقول تعالى : وإن ذكر هذا القرآن والتنويه به لموجود في كتب الأولين المأثورة عن أنبيائهم ، الذين بشروا به في قديم الدهر وحديثه ، كما أخذ الله عليهم الميثاق بذلك ، حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه بالبشارة بأحمد : ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) [ الصف : 6 ] ، والزبر هاهنا هي الكتب وهي جمع زبور ، وكذلك الزبور ، وهو كتاب داود . وقال تعالى : ( وكل شيء فعلوه في الزبر ) [ القمر : 52 ] أي : مكتوب عليهم في صحف الملائكة .

يقول تعالى ذكره: وإن هذا القرآن لفي زبر الأوّلين: يعني في كتب الأوّلين, وخرج مخرج العموم ومعناه الخصوص, وإنما هو: وإن هذا القرآن لفي بعض زبر الأوّلين; يعني: أن ذكره وخبره في بعض ما نـزل من الكتب على بعض رسله.

المعاني :

وَإِنَّهُۥ :       وإِنَّ ذِكْرَ هَذَا القُرآنِ الميسر في غريب القرآن
زُبُرِ الْأَوَّلِينَ :       كُتُبِ الأَنْبِيَاءِ السَّابِقِينَ السراج
زُبُرِ ٱلۡأَوَّلِينَ :       كُتُبِ الرُّسُلِ السَّابِقِينَ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[196] ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾ دليل على أن القرآن جاء في كل الكتب السماوية السابقة؛ لذا وجب على جميع من يعتنقون الكتب السابقة أن يؤمنوا بالقرآن.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّهُ:
  • الواو عاطفة. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» اي: وان القرآن بمعنى: وان ذكره.
  • ﴿ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ:
  • اللام لام التوكيد المزحلقة. في زبر: جار ومجرور متعلق بخبر «ان» بمعنى مثبت في سائر الكتب السماوية اي ان معانيه فيها.الاولين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: في كتب الاولين. و زُبُرِ» جمع «زبور» اي الكتاب. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [196] لما قبلها :     ولَمَّا كان الاستكثارُ مِن الأدلة ممَّا يُسكِّنُ النُّفوسَ، وتطمئنُّ به القلوبُ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن هذا القرآنَ تصدِّقُه كُتُبُ الأنبياء الأوَّلين، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [197] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن ..

التفسير :

[197] أو لم يَكْفِ هؤلاء -في الدلالة على أنك رسول الله، وأن القرآن حق- عِلْمُ علماء بني إسرائيل صحة ذلك، ومَن آمن منهم كعبدالله بن سلام؟

(أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً) على صحته, وأنه من الله (أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) الذي قد انتهى إليهم العلم, وصاروا أعلم الناس, وهم أهل الصنف، فإن كل شيء يحصل به اشتباه, يرجع فيه إلى أهل الخبرة والدراية, فيكون قولهم حجة على غيرهم، كما عرف السحرة الذين مهروا في علم السحر, صدق معجزة موسى, وأنه ليس بسحر، فقول الجاهلين بعد هذا, لا يؤبه به.

والاستفهام فى قوله ( أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً . . . ) للإنكار والتوبيخ . والواو للعطف على مقدر ، والتقدير : أغفلوا عن ذلك وجهلوه ، ولم يكفهم للدلالة على صدقه وحقيته أن يعلم ذلك علماء بنى إسرائيل ، ويتحدث عنه عُدُولهم ، وينتظرون مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم .

قال - تعالى - : ( وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ الله مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الذين كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ الله عَلَى الكافرين ) وقال - سبحانه - : ( الذين يَتَّبِعُونَ الرسول النبي الأمي الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التوراة والإنجيل يَأْمُرُهُم بالمعروف وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المنكر ).

ثم قال تعالى : ( أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ) أي : أوليس يكفيهم من الشاهد الصادق على ذلك : أن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكر هذا القرآن في كتبهم التي يدرسونها ؟ والمراد : العدول منهم ، الذين يعترفون بما في أيديهم من صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ومبعثه وأمته ، كما أخبر بذلك من آمن منهم كعبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي ، عمن أدركه منهم ومن شاكلهم . وقال الله تعالى : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) الآية [ الأعراف : 157

وقوله: ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) يقول تعالى ذكره: أولم يكن لهؤلاء المعرضين عما يأتيك يا محمد من ذكر ربك, دلالةٌ على أنك رسول رب العالمين, أن يعلم حقيقة ذلك وصحته علماء بني إسرائيل. وقيل: عني بعلماء بني إسرائيل في هذا الموضع: عبد الله بن سلام ومن أشبهه ممن كان قد آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل في عصره.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) قال: كان عبد الله بن سلام من علماء بنى إسرائيل, وكان من خيارهم, فآمن بكتاب محمد صلى الله عليه وسلم, فقال لهم الله: أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل وخيارهم.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: ( عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) قال: عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج: ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً ) قال محمد: ( أَنْ يَعْلَمَهُ ) قال: يعرفه.( عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ). قال ابن جُرَيج, قال مجاهد: علماء بني إسرائيل: عبد الله بن سلام, وغيره من علمائهم.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) قال: أولم يكن للنبي آية, علامة أن علماء بني إسرائيل كانوا يعلمون أنهم كانوا يجدونه مكتوبا عندهم؟.

المعاني :

آيَةً :       عَلَامَةً عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّتِكَ السراج

التدبر :

وقفة
[197] ﴿أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ فإن كل شيء يحصل به اشتباه يرجع فيه إلى أهل الخبرة والدراية، فيكون قولهم حجة على غيرهم؛ كما عرف السحرة الذين مهروا في علم السحر صدق معجزة موسى، وأنه ليس بسحر؛ فقول الجاهلين بعد هذا لا يؤبه به.
وقفة
[197] ﴿أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ الاحتجاج على المشركين بما عند المُنْصِفين من أهل الكتاب من الإقرار بأن القرآن من عند الله.
وقفة
[197] ﴿أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ علمه بعض أهل الكتاب مثل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فأخبر به، وعلمه كثيرون غيره من أهل الكتاب، لكن لم يخبروا به.
وقفة
[197] ﴿أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ تدل على أن أهل العلم بهم يعرف الحق من الباطل.

الإعراب :

  • ﴿
  • أَوَلَمْ يَكُنْ:
  • ﴿ الالف ألف استفهام لفظا وتقرير معنى. الواو استئنافية. لم:حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
  • لَهُمْ آيَةً:
  • ﴿ اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من آيَةً».آية: خبر يَكُنْ» مقدم منصوب بالفتحة.
  • أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ:
  • ﴿ ان: حرف مصدرية ونصب. يعلمه: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب- مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. علماء: فاعل مرفوع بالضمة. وخطت الكلمة في المصحف الكريم بواو قبل الالف على لغة من يميل الالف الى الواو. وجملة يَعْلَمَ
  • بَنِي إِسْرائِيلَ:
  • ﴿ بني: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت نونه للاضافة وهو مضاف. اسرائيل: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف-التنوين-للعجمة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [197] لما قبلها :     ولَمَّا كان التَّقدير: ألم يكُنْ لهم أمَارةٌ على صِدْقِ ذلك أن يطلُبوا تلك الزُّبُرَ فينظُروا فيذُوقُوا ذلك منها ليَصِلوا إلى حقِّ اليقين؟؛ عطف عليه قوله:
﴿ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أو لم يكن:
1- بالياء، و «آية» بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالتاء، ورفع «آية» ، وهى قراءة ابن عامر، والجحدري.
يعلمه:
وقرئ:
تعلمه، بتاء التأنيث، وهى قراءة الجحدري.

مدارسة الآية : [198] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ

التفسير :

[198] ولو نَزَّلنا القرآن على بعض الذين لا يتكلمون بالعربية

(وَلَوْ نزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ) الذين لا يفقهون لسانهم, ولا يقدرون على التعبير لهم كما ينبغي.

ثم ذكر - سبحانه - طرفا من جحود الكافرين وعنادهم فقال : ( وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ على بَعْضِ الأعجمين فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ) .

والأعجمين : جمع أعجم ، وهو الذى لا يفصح وفى لسانه عجمة وإن كان عربى النسب ، أو جمع أعجمى ، إلا أنه حذف منه ياء النسب تخفيفا ، كأشعر جمع أشعرى .

أى : ولو نزلنا هذا القرآن على رجل من الأعجمين ، الذين لا يحسنون النطق بالعربية ، فقرأ هذا القرآن على قومك - أيها الرسول الكريم - قراءة صحيحة لكفروا به عنادا ومكابرة مع أنهم فى قرارة أنفسهم يعرفون صدقه ، وأنه ليس من كلام البشر .

فالآيتان الكريمتان المقصود بهما تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما يراه من إنكار المشركين لدعوته ، ومن وصفهم للقرآن تارة بأنه سحر ، وتارة بأنه أساطير الأولين ، تصوير صادق لما وصل إليه أولئك المشركون من جحود وعناد ومكابرة .

وشبيه بهاتين الآيتين قوله - تعالى - : ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ الملائكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله ).

ثم قال تعالى مخبرا عن شدة كفر قريش وعنادهم لهذا القرآن ; أنه لو أنزله على رجل من الأعاجم ، ممن لا يدري من العربية كلمة ، وأنزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته ، لا يؤمنون به ; ولهذا قال : ( ولو نزلناه على بعض الأعجمين . فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ) ، كما أخبر عنهم في الآية الأخرى : ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون . لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) [ الحجر : 14 ، 15 ] وقال تعالى : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ) [ الأنعام : 111 ] ، وقال : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون . ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] .

وقوله: ( وَلَوْ نـزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ ) يقول تعالى ذكره: ولو نـزلنا هذا القرآن على بعض البهائم التي لا تنطق, وإنما قيل على بعض الأعجمين, ولم يقل على بعض الأعجميين, لأن العرب تقول إذا نعتت الرجل بالعجمة وأنه لا يفصح بالعربية: هذا رجل أعجم, وللمرأة: هذه امرأة عَجْماء, وللجماعة: هؤلاء قوم عُجْم وأعجمون, وإذا أريد هذا المعنى وصف به العربيّ والأعجمي, لأنه إنما يعني أنه غير فصيح اللسان, وقد يكون كذلك, وهو من العرب ومن هذا المعنى قول الشاعر:

مِــنْ وَائِــلٍ لا حَــيَّ يَعْــدِلُهُمْ

مِــنْ سُــوقَةٍ عَــرَبٌ ولا عُجْـمُ (4)

فأما إذا أريد به نسبة الرجل إلى أصله من العجم, لا وصفه بأنه غير فصيح اللسان, فإنه يقال: هذا رجل عجميّ, وهذان رجلان عجميان, وهؤلاء قوم عَجَم, كما يقال: عربيّ, وعربيان, وقوم عرب. وإذا قيل: هذا رجل أعجميّ, فإنما نسب إلى نفسه كما يقال للأحمر: هذا أحمري ضخم, وكما قال العجاج:

والدَّهْرُ بالإنسانِ دَوَّارِيُّ (5)

ومعناه: دوّار, فنسبه إلى فعل نفسه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

----------------------

الهوامش :

(4) السوقة: الرعية التي تسوسها الملوك. يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر. والعجم بضم العين: جمع أعجم. قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (مصورة الجامعة الورقة 175): يقال: رجل أعجم: إذا كان في لسانه عجمة، ورجل عجمي: أي من العجم. والدواب: عجم، لأنها لا تتكلم. وفي (اللسان: عجم) قال أبو إسحاق: الأعجم: الذي لا يفصح ولا يبين كلامه، وإن كان عربي النسب، كزياد الأعجم. والأنثى: عجماء، وكذلك الأعجمي. فأما العجمي فالذي من جنس العجم: أفصح أو لم يفصح، والجمع: عجم (بالتحريك) كعربي وعرب. ورجل أعجمي وأعجم: إذا كانت في لسانه عجمة، وإن أفصح بالعجمية وكلام أعجم وأعجمي: بين العجمة. وفي لتنزيل: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي). وجمعه بالواو والنون، تقول: أحمري وأحمرون، وأعجمي وأعجمون، على حد أشعثي وأشعثين وأشعري وأشعرين وعليه قوله عز وجل: (ولو نزلناه على بعض الأعجمين)

(5) هذا بيت من مشطور الرجز للعجاج الراجز المشهور (اللسان: دور. وأراجيز العرب للسيد توفيق البكري 174) وهو من أرجوزة له حزينة، بدأها بقوله:

بَكَـــيْتُ وَالْمُحْـــتَرِنُ البَكِـــيُّ

وَإنَّمَــا يَــأْتي الصّبــا الصَّبــيُّ

أطَرَبَــــا وَأَنْـــتَ قِنَّسْـــرِيُّ

وَالدَّهْــــرُ بِالإِنْسَــــانِ دَوَّارِيُّ

أَفْنَــى الْقُــرُونَ وَهْــوَ قَعْسَـرِيُّ

وَبِالدَّهَـــاءِ يُخْـــتَلُ المَـــدْهِيّ

يقول: بكيت ومن حزم كان بكاؤك. والقنسري: المسن القديم. ودواري: دائر، أي أنه يتصرف بالإنسان ويدور به أطوارًا وأحوالا. والقعسري: الشديد، يريد الدهر. ومحل الشاهد في قوله: "دواري" قال في اللسان: أي دائر به، على إضافة الشيء إلى نفسه (أي نسبته إلى نفسه، لأن دواري منسوب إلى دوار، فلفظ المنسوب إليه كلفظ المنسوب). قال ابن سيده: هذا قول اللغويين قال الفارسي هو على لفظ النسب، وليس بنسب، ونظيره بختى وكرسي. وفي (اللسان: عجم) وينسب إلى الأعجم الذي في لسانه عجمة، فيقال: لسان أعجمي، وكتاب أعجمي، ولا يقال رجل أعجمي فتنسب إلى نفسه، إلا أن يكون أعجم وأعجمي بمعنى، مثل دوار ودواري، وجمل قعسر وقعسري؛ هذا إذا ورد وردًا لا يمكن رده. ا ه.

المعاني :

الْأَعْجَمِينَ :       الَّذِينَ لَا يَتَكَلَّمُونَ العَرَبِيَّةَ السراج
ٱلۡأَعۡجَمِينَ :       الَّذِينَ لا يتكَلَّمُونَ باللغةِ العَربيةِ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[198، 199] قال محمد بن أبي موسى: كنت واقفًا إلى جنب عبد الله بن مطيع بعرفة، فتلا هذه الآية: ﴿وَلَوْ نزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ قال: «لو نزل على بعيري هذا فتكلَّم به ما آمنوا به».

الإعراب :

  • ﴿ وَلَوْ نَزَّلْناهُ:
  • الواو استئنافية. لو: حرف شرط‍ غير جازم. نزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به وجواب لَوْ» في الآية الكريمة التالية.
  • ﴿ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بنزلناه. الاعجمين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. والكلمة جمع «الاعجم» وهو الذي لا يفصح وفي لسانه عجمة واستعجام ومثله «الاعجمى» الا ان فيه زيادة ياء النسب وهي زيادة تأكيد. بمعنى: ولو كنا نزلنا هذا القرآن على بعض الاجانب الذين لا يحسنون العربية اضافة لعجزهم عن نظم مثله.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [198] لما قبلها :     ولَمَّا فَرغَ مِن الاستِدلالِ بتعجيزِهم؛ فضَحَ نيَّاتِهم بأنَّهم لا يُؤمِنون به في كلِّ حالٍ، قال تعالى:
﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [199] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ ..

التفسير :

[199] فقرأه على كفار قريش قراءة عربية صحيحة، لكفروا به أيضاً، وانتحلوا لجحودهم عذراً

(فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) يقولون:ما نفقه ما يقول, ولا ندري ما يدعو إليه، فليحمدوا ربهم, أن جاءهم على لسان أفصح الخلق, وأقدرهم على التعبير عن المقاصد, بالعبارات الواضحة, وأنصحهم، وليبادروا إلى التصديق به, وتلقيه بالتسليم والقبول، ولكن تكذيبهم له من غير شبهة, إن هو إلا محض الكفر والعناد, وأمر قد توارثته الأمم المكذبة.

ثم ذكر - سبحانه - طرفا من جحود الكافرين وعنادهم فقال : ( وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ على بَعْضِ الأعجمين فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ) .

والأعجمين : جمع أعجم ، وهو الذى لا يفصح وفى لسانه عجمة وإن كان عربى النسب ، أو جمع أعجمى ، إلا أنه حذف منه ياء النسب تخفيفا ، كأشعر جمع أشعرى .

أى : ولو نزلنا هذا القرآن على رجل من الأعجمين ، الذين لا يحسنون النطق بالعربية ، فقرأ هذا القرآن على قومك - أيها الرسول الكريم - قراءة صحيحة لكفروا به عنادا ومكابرة مع أنهم فى قرارة أنفسهم يعرفون صدقه ، وأنه ليس من كلام البشر .

فالآيتان الكريمتان المقصود بهما تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما يراه من إنكار المشركين لدعوته ، ومن وصفهم للقرآن تارة بأنه سحر ، وتارة بأنه أساطير الأولين ، تصوير صادق لما وصل إليه أولئك المشركون من جحود وعناد ومكابرة .

وشبيه بهاتين الآيتين قوله - تعالى - : ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ الملائكة وَكَلَّمَهُمُ الموتى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ ليؤمنوا إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله ).

ثم قال تعالى مخبرا عن شدة كفر قريش وعنادهم لهذا القرآن ; أنه لو أنزله على رجل من الأعاجم ، ممن لا يدري من العربية كلمة ، وأنزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته ، لا يؤمنون به ; ولهذا قال : ( ولو نزلناه على بعض الأعجمين . فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ) ، كما أخبر عنهم في الآية الأخرى : ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون . لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) [ الحجر : 14 ، 15 ] وقال تعالى : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ) [ الأنعام : 111 ] ، وقال : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون . ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] .

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الأعلى, قال: ثنا داود, عن محمد بن أبي موسى, قال: كنت واقفا إلى جنب عبد الله بن مطيع بعرفة, فتلا هذه الآية: ( وَلَوْ نـزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ) قال: لو نـزل على بعيري هذا فتكلم به ما آمنوا به لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ حتى يفقهه عربيّ وعجميّ, لو فعلنا ذلك.

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا ابن إدريس, قال: سمعت داود بن أبي هند, عن محمد بن أبي موسى, قال: كان عبد الله بن مطيع واقفا بعرفة, فقرأ هذه الآية ( وَلَوْ نـزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ) قال: فقال: جملي هذا أعجم, فلو أُنـزل على هذا ما كانوا به مؤمنين.

ورُوي عن قَتادة في ذلك ما حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة: ( وَلَوْ نـزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ ) قال: لو نـزله الله أعجميا كانوا أخسر الناس به, لأنهم لا يعرفون بالعجمية.

وهذا الذي ذكرناه عن قتادة قول لا وجه له, لأنه وجَّه الكلام أن معناه: ولو أنـزلناه أعجميا, وإنما التنـزيل ( وَلَوْ نـزلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ ) يعني: ولو نـزلنا هذا القرآن العربي علي بهيمة من العجم أو بعض ما لا يفصح, ولم يقل: ولو نـزلناه أعجميا. فيكون تأويل الكلام ما قاله.

وقوله ( فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ) يقول: فقرأ هذا القرآن على كفار قومك يا محمد الذين حتمت عليهم أن لا يؤمنوا ذلك الأعجم ما كانوا به مؤمنين. يقول: لم يكونوا ليؤمنوا به, لما قد جرى لهم في سابق علمي من الشقاء, وهذا تسلية من الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عن قومه, لئلا يشتد وجدُه بإدبارهم عنه, وإعراضهم عن الاستماع لهذا القرآن, لأنه كان صلى الله عليه وسلم شديدا حرصه على قبولهم منه, والدخول فيما دعاهم إليه, حتى عاتبه ربه على شدّة حرصه على ذلك منهم, فقال له: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ثم قال مؤيسه من إيمانهم وأنهم هالكون ببعض مثلاته, كما هلك بعض الأمم الذين قص عليهم قصصهم في هذه السورة. ولو نـزلناه على بعض الأعجمين يا محمد لا عليك, فإنك رجل منهم, ويقولون لك: ما أنت إلا بشر مثلنا, وهلا نـزل به ملك, فقرأ ذلك الأعجم عليهم هذا القرآن, ولم يكن لهم علة يدفعون بها أنه حق, وأنه تنـزيل من عندي, ما كانوا به مصدقين, فخفض من حرصك على إيمانهم به, ثم وكد تعالى ذكره الخبر عما قد حتم على هؤلاء المشركين, الذين آيس نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من إيمانهم من الشقاء والبلاء, فقال: كما حتمنا على هؤلاء أنهم لا يؤمنون بهذا القرآن ( وَلَوْ نَـزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ) ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ) التكذيب والكفر ( فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ). ويعني بقوله: سلكنا: أدخلنا, والهاء في قوله ( سلكناه ) كناية من ذكر قوله ( مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ), كأنه قال: كذلك أدخلنا في قلوب المجرمين ترك الإيمان بهذا القرآن.

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[198، 199] ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ ليست مشكلة البعض في ضعف البيان وغياب البرهان، بل هو العناد والإصرار على البهتان.

الإعراب :

  • ﴿ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ:
  • الفاء عاطفة. قرأه: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. على: حرف جر. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بقرأه.
  • ﴿ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. ما: نافية لا عمل لها. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة. به: جار ومجرور متعلق بخبر «كان».مؤمنين: خبر «كان» منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. اي لو قرأه عليهم فصيحا لكفروا به.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [199] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ جحودَ الكافرين وعنادهم؛ بَيَّنَ تماديَهم في المكابَرة والعناد واستنكافهم عن اتباعِ المُرسَلِ ولو كان أعجميًّا، قال تعالى:
﴿ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [200] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ

التفسير :

[200] كذلك أدخلنا في قلوب المجرمين جحود القرآن، وصار متمكناً فيها؛ وذلك بسبب ظلمهم وإجرامهم،

(كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) أي:أدخلنا التكذيب, وأنظمناه في قلوب أهل الإجرام, كما يدخل السلك في الإبرة, فتشربته, وصار وصفا لها، وذلك بسبب ظلمهم وجرمهم,

ثم بين - سبحانه - أنهم مع عملهم بأن هذا القرآن من عند الله ، وتأثرهم به سيستمرون على كفرهم حتى يروا العذاب الأليم ، فقال - تعالى - : ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي . . . ) .

قوله - تعالى - : ( سَلَكْنَاهُ ) من السَّلك بمعنى إدخال الشىء فى الشىء تقول : سلكت الطريق إذا دخلت فيه . والضمير يعود إلى القرآن الكريم وقوله : ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ) نعت لمصدر محذوف .

أى : مثل ذلك الإدخال العجيب ، أدخلنا القرآن فى قلوب المجرمين ، حيث جعلناهم - بسبب جحودهم وعنادهم - مع تأثرهم به واعترافهم بفصاحته ، لا يؤمنون به ، حتى يروا بأعينهم العذاب الأليم .

ومنهم من يرى أن الضمير فى ( سَلَكْنَاهُ ) يعود إلى كفر الكافرين وتكذيبهم . والمعنى - كما يقول ابن كثير - : كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد . أى : أدخلناه فى قلوب المجرمين .

يقول تعالى كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد أي أدخلناه في قلوب المجرمين.

قوله: ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ) قال: الكفر ( فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ).

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ . لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ ). (6)

حدثني عليّ بن سهل, قال: ثنا زيد بن أبي الزرقاء, عن سفيان, عن حميد, عن الحسن, في هذه الآية: ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) قال: خلقناه.

قال: ثنا زيد, عن حماد بن سلمة, عن حميد, قال: سألت الحسن في بيت أبي خليفة, عن قوله ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) قال: الشرك سلكه في قلوبهم.

المعاني :

سَلَكْنَاهُ :       أَدْخَلْنَا التَّكْذِيبَ السراج
سَلَكۡنَٰهُ :       أدْخَلْناه الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[200، 201] ﴿كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ لِمَ عبّر الله سبحانه وتعالى عن المشركين بـ ﴿المجرمين﴾؟ لأن كفرهم بعد نزول القرآن وتوضيحه للأدلة والبراهين هو إجرامٌ بحق أنفسهم أولًا، وبحق النبي صلى الله عليه وسلم ثانيًا.

الإعراب :

  • ﴿ كَذلِكَ سَلَكْناهُ:
  • الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب نائبة عن المصدر-المفعول المطلق-بتقدير: مثل هذا المسلك سلكناه. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. سلك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بسلكناه. المجرمين: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد بمعنى: ادخلنا القرآن في قلوبهم ومكناه في قلوبهم وقررناه فيها.'

المتشابهات :

الحجر: 12﴿ كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
الشعراء: 200﴿ كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [200] لما قبلها :     ولَمَّا كان ذلك محَلَّ عجَبٍ، وكان ربما ظنَّ له أنَّ الأمرَ على غيرِ حقيقته؛ قرَّر مضمونَه وحققه بقوله:
﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [201] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا ..

التفسير :

[201]فلا سبيل إلى أن يتغيروا عمَّا هم عليه من إنكار القرآن، حتى يعاينوا العذاب الشديد الذي وُعِدوا به.

(لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ) على تكذيبهم.

لا يؤمنون به . أى : بالحق ( حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم ) حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم ، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار .

والرأيان متقاربان فى المعنى ، لأن المراد بالتكذيب على الرأى الثانى تكذيبهم بالقرآن ، إلا أن الرأى الأول أنسب بسياق الآيات ، وبانتظام الضمائر . . .

"لا يؤمنون به" أي بالحق "حتى يروا العذاب الأليم" أي حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.

وقوله: ( لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ ) يقول: فعلنا ذلك؛ بهم لئلا يصدّقوا بهذا القرآن, حتى يروا العذاب الأليم في عاجل الدنيا, كما رأت ذلك الأمم الذين قص الله قصصهم في هذه السورة. ورفع قوله ( لا يُؤْمِنُونَ ) لأن العرب من شأنها إذا وضعت في موضع مثل هذا الموضع " لا " ربما جزمت ما بعدها, وربما رفعت فتقول: ربطت الفرس لا تنفلتْ, وأحكمت العقد لا ينحلّ, جزما ورفعا. وإنما تفعل ذلك لأن تأويل ذلك: إن لم أحكم العقد انحلّ, فجزمه على التأويل, ورفعه بأن الجازم غير ظاهر.

ومن الشاهد على الجزم في ذلك قول الشاعر:

لَـوْ كُـنْتَ إذْ جِئْتَنـا حـاوَلْتَ رؤْيَتَنا

أوْ جِئْتنـا ماشِـيا لا يَعْـرِف الفَـرَس (7)

وقول الآخر:

لَطالَمَـــا حَلأتَمَاهـــا لا تَــرِدْ

فَخَلِّياهـــا والسِّـــجَالَ تَبْـــتَرِدْ (8)

-------------------------------

الهوامش :

(6) سقط تفسير ابن زيد لما أراد من الآية، ولعله الكفر أو الشرك، أو نحوه، أو مثله.

(7) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (مصورة الجامعة الورقة 230) قال: وقوله: (كذلك سلكناه) تقول: سلكنا التكذيب في قلوب المجرمين كيلا يؤمنوا به حتى يروا العذاب الأليم. وإذا كان موقع كى في مثل هذا "لا" و "إن" جميعًا، صلح الجزم في "لا" والرفع. والعرب تقول: ربطت الفرس لا ينفلت: جزمًا ورفعًا وأوثقت العبد لا يفر: جزما ورفعًا؛ وإنما جزم، لأن تأويله: إن لم أربطه فر؛ فجزم على التأويل. أنشدني بعض بني عقيل:

وَحَـتى رَأَيْنَـا أَحْسَـنَ الْفِعْـلِ بَيْنَنَـا

مُسَــاكَتَةً لا يَفْــرِقُ الشَّـرَّ فَـارِقُ

ينشد رفعًا وجزمًا. وقال الآخر: "لو كنت إذ جئتنا.." البيت: رفعًا وجزمًا، وقوله: "لطالما حلأتماها.." الشاهد الآتي بعد من ذلك.

(8) البيت في (اللسان: حلأ). وروايته: قد طالما.. إلخ، قال: حلأ الإبل والماشية عن الماء تحليئًا وتحلئة: طردها أو حبسها عن الورود، ومنعها أن ترده. وكذلك حلأ القوم عن الماء. وقال ابن الأعرابي: قالت قريبة: كان رجل عاشق لمرأة فتزوجها، فجاءها النساء، فقال بعضهن لبعض * قـد طالمـا حلأتماهـا لا تـرد *

البيت. والسجال: جمع سجل وهو الدلو الضخمة المملوءة ماء (اللسان) والبيت شاهد كالذي قبله، على أن "لا ترد" يجوز فيه الرفع والجزم على التأويل الذي ذكره الفراء.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[200، 201] ﴿كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ أراد به تمكن التكذيب من قلوبهم أشد التمكين، فجعله بمنزلة أمر جُبِلوا عليه، قال ابن عطية: «أراد بهم مجرمي كل أمّة، أي إن هذه عادة الله فيهم، أنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب».

الإعراب :

  • ﴿ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ:
  • لا: نافية لا عمل لها. يؤمنون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. به: جار ومجرور متعلق بلا يؤمنون. والجملة الفعلية لا يُؤْمِنُونَ بِهِ» تفسير لقوله سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ» لا محل لها بمعنى: فعرفوا معناه ولكنهم لم يؤمنوا به. ويجوز ان تكون الجملة في محل نصب حالا من ضمير الغائب اي القرآن بمعنى: سلكنا القرآن اي مكناه في قلوبهم غير مؤمن به من قبلهم.
  • ﴿ حَتّى يَرَوُا:
  • حتى: حرف غاية وجر معناها هنا: الى ان. يروا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حَتّى» وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وجملة يَرَوُا» صلة «ان» المضمرة لا محل لها. و «ان» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بحتى. والجار والمجرور متعلق بلا يؤمنون به.
  • ﴿ الْعَذابَ الْأَلِيمَ:
  • مفعول به منصوب بيروا وعلامة نصبه الفتحة. الاليم: صفة-نعت-للعذاب منصوب بالفتحة.'

المتشابهات :

يونس: 88﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
يونس: 97﴿وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ
الشعراء: 201﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [201] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أنه أدخل التكذيب والكفر في قلوب المجرمين؛ بَيَّنَ هنا أنهم مع علمهم بأن هذا القرآن من عند الله، وتأثرهم به، سيستمرون على كفرهم حتى يروا العذاب الأليم، قال تعالى:
﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [202] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

التفسير :

[202] فينزل بهم العذاب فجأة، وهم لا يعلمون قبل ذلك بمجيئه،

(فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي:يأتيهم على حين غفلة, وعدم إحساس منهم, ولا استشعار بنزوله, ليكون أبلغ في عقوبتهم والنكال بهم.

ثم بين - سبحانه - أن نزول العذاب بالمجرمين سيكون مباغتا لهم فقال : ( فَيَأْتِيَهُم ) أى : العذاب ( بَغْتَةً ) فجأة وعلى غير توقع ( وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) أى : بإتيانه بعد أن يحيط بهم .

"فيأتيهم بغتة" أي عذاب الله بغتة.

يقول تعالى ذكره: فيأتي هؤلاء المكذّبين بهذا القرآن, العذاب الأليم بغتة, يعني فجأة ( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) يقول: لا يعلمون قبل ذلك بمجيئه حتى يفجأهم بغتة.

المعاني :

بَغْتَةً :       فَجْأَةً السراج

التدبر :

وقفة
[202] ﴿فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ نصر الله لأوليائه ومحقه لأعدائه لا يأتي إلا بغتة.
تفاعل
[202] ﴿فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ استعذ بالله من عذابه الآن.
وقفة
[202، 203] ﴿فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ﴾ موت القلب يجعل المرء يستبعد وقوع العذاب عليه.

الإعراب :

  • ﴿ فَيَأْتِيَهُمْ:
  • الفاء عاطفة تفيد التعقيب والترتيب. والمقصود بالترتيب هنا هو شدة الامر عليهم بمعنى لا يؤمنون بالقرآن حتى تكون رؤيتهم للعذاب فما هو اشد من هذه الرؤية وهو لحوق العذاب بهم فجأة فما هو اشد منه وهو سؤالهم الامهال و «يأتيهم» معطوفة على يَرَوُا» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و فَيَأْتِيَهُمْ» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ:
  • بغتة: حال من ضمير «يأتي» بمعنى «فجأة» منصوب بالفتحة. ويجوز ان يكون منصوبا على المصدر بفعل مضمر بتقدير: فيباغتهم بغتة. وهم: الواو حالية. والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال. هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين-في محل رفع مبتدأ. لا: نافية لا عمل لها. يشعرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية لا يَشْعُرُونَ» في محل رفع خبر فَيَأْتِيَهُمْ» وصلة يَشْعُرُونَ» محذوفة. بمعنى: لا يشعرون به. او بإتيانه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [202] لما قبلها :     ولَمَّا كان إتيانُ الشَّرِّ فُجاءةً أشَدَّ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن نزول العذاب بالمجرمين سيكون مباغتًا لهم، قال تعالى:
﴿ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فيأتيهم:
1- بالياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتاء التأنيث، أنث على معنى «العذاب» ، لأن معناه، العقوبة، وهى قراءة الحسن، وعيسى.
بغتة:
وقرئ:
بفتح الغين، وهى قراءة الحسن.

مدارسة الآية : [203] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ

التفسير :

[203]فيقولون عند مفاجأتهم به تحسُّراً على ما فاتهم من الإيمان:هل نحن مُمْهَلون مُؤخَّرون؛ لنتوب إلى الله مِن شركنا، ونستدرك ما فاتنا؟

(فَيَقُولُوا) إذ ذاك:(هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ) أي:يطلبون أن ينظروا ويمهلوا، والحال إنه قد فات الوقت, وحل بهم العذاب الذي لا يرفع عنهم, ولا يفتر ساعة.

وعندئذ يقولون على سبيل التمنى والتحسر ( هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ) أى : ليتنا نمهل قليلا لكى نصلح ما أفسدناه من أقوال وأعمال .

قال صاحب الكشاف : فإن قلت : ما معنى التعقيب فى قوله : ( فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَيَقُولُواْ . . ) .

قلت : ليس المعنى ترادف رؤية العذاب ومفاجأته ، وسؤال النظرة فيه فى الوجود ، وإنما المعنى ترتبها فى الشدة ، كأنه قيل : لا يؤمنون بالقرآن حتى تكون رؤيتهم للعذاب ، فما هو أشد منها وهو لحوقه بهم مفاجأة ، فما هو أشد منه وهو سؤالهم النظرة .

ومثال ذلك أن تقول لمن تعظه : إذا أسأت مقتك الصالحون ، فمقتك الله ، فإنك ، لا تقصد بهذا الترتيب أن مقت الله يوجد عقيب مقت الصالحين ، وإنما قصدك إلى ترتيب شدة الأمر على المسىء ، ونه يحصل له بسبب الإساءة مقت الصالحين ، فما هو أشد من مقتهم وهو مقت الله . . .

أي : يتمنون حين يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلا ليعملوا [ من فزعهم ] بطاعة الله ، كما قال تعالى : ( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) [ إبراهيم : 44 ] ، فكل ظالم وفاجر وكافر إذا شاهد عقوبته ، ندم ندما شديدا هذا فرعون لما دعا عليه الكليم بقوله : ( ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما ) [ فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ] ) [ يونس : 88 ، 89 ] ، فأثرت هذه الدعوة في فرعون ، فما آمن حتى رأى العذاب الأليم ، ( حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين . آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) [ يونس : 90 ، 91 ] ، وقال : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ) [ غافر : 84 ، 85 ] الآية .

( فيقولوا ) حين يأتيهم بغتة ( هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ ) : أي هل نحن مؤخَّر عنا العذاب, ومُنْسأ في آجالنا لنئوب, وننيب إلى الله من شركنا وكفرنا بالله, فنراجع الإيمان به, وننيب إلى طاعته؟.

المعاني :

مُنظَرُونَ :       مُمْهَلُونَ مُؤَخَّرُونَ السراج
مُنظَرُونَ :       مُمْهَلُون لِنُؤمِنَ الميسر في غريب القرآن
هل نحن منظرون :       ممهلون لِنؤمن ؟ كلاّ معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[203] ﴿فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ﴾ أي: لنؤمن ونصدق؛ يتمنون الرجعة والنظرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَيَقُولُوا:
  • الفاء عاطفة. يقولوا: فعل مضارع منصوب لانه معطوف على منصوب وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. بمعنى: فيقولوا حينئذ بحسرة وندم. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ:
  • هل حرف استفهام لا عمل له. نحن: ضمير منفصل-ضمير المتكلمين-في محل رفع مبتدأ. منظرون: خبر نَحْنُ» مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: هل نحن ممهلون وقتا حتى نؤمن به؟'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [203] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أنَّهم لا يُؤمِنون به حتى يَروُا العذابَ الأليمَ، وأنَّه يأتيهم العذابُ بغتةً؛ أتبعَه هنا بما يكونُ منهم عندَ ذلك على وجهِ الحَسرةِ، قال تعالى:
﴿ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [204] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ

التفسير :

[204] أَغَرَّ هؤلاء إمهالي، فيستعجلون نزول العذاب عليهم من السماء؟

يقول تعالى:(أَفَبِعَذَابِنَا) الذي هو العذاب الأليم العظيم, الذي لا يستهان به, ولا يحتقر، (يَسْتَعْجِلُونَ) فما الذي غرهم؟ هل فيهم قوة وطاقة, للصبر عليه؟ أم عندهم قوة يقدرون على دفعه أو رفعه إذا نزل؟ أم يعجزوننا, ويظنون أننا لا نقدر على ذلك؟.

والاستفهام فى قوله - تعالى - : ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ) للتوبيخ والتهكم بهؤلاء المجرمين ..

وقوله تعالى : ( أفبعذابنا يستعجلون ) : إنكار عليهم ، وتهديد لهم ; فإنهم كانوا يقولون للرسول تكذيبا واستبعادا : ( ائتنا بعذاب الله ) [ العنكبوت : 29 ] ، كما قال تعالى : ( ويستعجلونك بالعذاب ) الآية . [ العنكبوت : 53 ] .

وقوله: ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ) يقول تعالى ذكره: أفبعذابنا هؤلاء المشركون يستعجلون بقولهم: لن نؤمن لك حتى تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[204] ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ الاستفهام للتوبيخ والتبكيت.
وقفة
[204] ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ إنكار وتوبيخ، أي كيف يستعجل العذاب هؤلاء المشركون؟ وحالهم عند نزول العذاب أنهم يطلبون الإمهال والنظرة؟

الإعراب :

  • ﴿ أَفَبِعَذابِنا:
  • الالف ألف انكار وتهكم وتعنيف بلفظ‍ استفهام. الفاء تزيينية. بعذاب جار ومجرور متعلق بيستعجلون. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يَسْتَعْجِلُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

الشعراء: 204﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ
الصافات: 176﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [204] لما قبلها :     ولَمَّا أوعدَهم النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالعذابِ؛ قالوا: إلى متى تُوعِدُنا بالعَذابِ؟ ومتى هذا العذابُ؟ قال تعالى:
﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [205] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ

التفسير :

[205] أفعلمت -أيها الرسول- إن مَتَّعناهم بالحياة سنين طويلة بتأخير آجالهم،

(أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ) أي:أفرأيت إذا لم نستعجل عليهم, بإنزال العذاب, وأمهلناهم عدة سنين, يتمتعون في الدنيا

أبلغ الحمق والجهل بهؤلاء المجرمين أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم ، وقالوا لنا : ( أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ مَآ أغنى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ ) .

وقوله : ( أَفَرَأَيْتَ ) معطوف على قوله : ( فَيَقُولُواْ . . ) والاستفهام للتعجب من أحوالهم .

والمعنى : إن شأن هؤلاء المجرمين لموجب للعجب : إنهم قبل نزول العذاب بهم يستعجلونه ، فإذا ما نزل بساحتهم قالوا - على سبيل التحسر والندم - : هل نحن منظرون .

اعلم - أيها الرسول الكريم - أننا حتى لو أمهلناهم وأخرناهم .

ثم قال : ( أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) أي : لو أخرناهم وأنظرناهم ، وأملينا لهم برهة من الزمان وحينا من الدهر وإن طال ، ثم جاءهم أمر الله ، أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعم؟‍! ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) [ النازعات : 46 ] ، وقال تعالى : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ) [ البقرة : 96 ] ،

المعاني :

أَفَرَأَيْتَ :       أَفَعَلِمْتَ؟ السراج
أفرأيت :       أخبرني معاني القرآن
مَّتَّعۡنَٰهُمۡ سِنِينَ :       أي: طَوَّلْنا لَهُم أَعْمَارَهُم الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[205] ﴿أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ﴾ المعنى: أن مدِّة إمهالهم لا تغني مع نزول العذاب بعدها، وإن طالت مدة سنين؛ لأن كل ما هو آت قريب.
وقفة
[205، 206] مهما كثر التمتع وطال الزمان، فليس ذلك بمغن للعبد عن الحساب والجزاء ﴿أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَرَأَيْتَ:
  • الالف الف تقرير وتنبيه بلفظ‍ استفهام. الفاء تزيينية. رأيت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل رفع فاعل.
  • ﴿ إِنْ مَتَّعْناهُمْ:
  • ان حرف شرط‍ جازم. متع: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. بمعنى: ان متعناهم بأموالهم وبنيهم. وجواب الشرط‍ في آية قادمة.
  • ﴿ سِنِينَ:
  • مفعول فيه-ظرف زمان-متعلق بمتعناهم منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الياء لانه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد. والكلمة تعرب بالحروف والحركات وهنا جاءت منصوبة بالحرف. وفي الحركة تلفظ‍ «سنينا».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [205] لما قبلها :     ولَمَّا استعجلوا نزول العذاب؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن طول العمر لا يغنى عنهم شيئًا، قال تعالى:
﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [206] :الشعراء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ

التفسير :

[206]ثم نزل بهم العذاب الموعود؟

(ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ) من العذاب.

ثم جاءهم عذابنا بعد ذلك ، فإن هذا التمتع الذى عاشوا فيه .

ثم جاءهم أمر الله ، أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعم؟‍! ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) [ النازعات : 46 ] ، وقال تعالى : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ) [ البقرة : 96 ] ، وقال تعالى : ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) [ الليل : 11 ] ; ولهذا قال : ( ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) .

وفي الحديث الصحيح : " يؤتى بالكافر فيغمس في النار غمسة ، ثم يقال له : هل رأيت خيرا قط ؟ هل رأيت نعيما قط ؟ فيقول : لا [ والله يا رب ] . ويؤتى بأشد الناس بؤسا كان في الدنيا ، فيصبغ في الجنة صبغة ، ثم يقال له : هل رأيت بؤسا قط ؟ فيقول : لا والله يا رب " أي : ما كأن شيئا كان ; ولهذا كان عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه يتمثل بهذا البيت :

كأنك لم توتر من الدهر ليلة إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب

يقول تعالى ذكره: ثم جاءهم العذاب الذي كانوا يوعدون على كفرهم بآياتنا, وتكذيبهم رسولنا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[205-207] عن الزهري أن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته، ثم قرأ: ﴿أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾، ثم يبكي ويقول: نَهَارُك يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُك نَوْمٌ وَالْأَسَى لَك لَازِمُ فَلَا أَنْت في الأيقاظ يقظان حَازِم ... وَلَا أَنْت فِي النوام نَاجٍ فسالم تُسَرُّ بِمَا يَفْنَى وَتَفْرَحُ بِالْمُنَى ... كَمَا سُرَّ بِاللَّذَّاتِ فِي النَّوْمِ حَالِمُ وَشُغْلُك فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ جاءَهُمْ:
  • ثم: حرف عطف. جاء: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم.
  • ﴿ ما كانُوا:
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة.
  • ﴿ يُوعَدُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية كانُوا يُوعَدُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد الى الموصول ضمير منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: ما كانوا يوعدونه. بمعنى: ثم جاءهم عذابنا الذي يستعجلونك اياه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [206] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ أن طول العمر لا يغنى عنهم شيئًا؛ أخبر بمجيء العذاب بعد هذه السنين، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف