ترتيب المصحف | 26 | ترتيب النزول | 47 |
---|---|---|---|
التصنيف | مكيّة | عدد الصفحات | 10.00 |
عدد الآيات | 227 | عدد الأجزاء | 0.50 |
عدد الأحزاب | 1.00 | عدد الأرباع | 4.00 |
ترتيب الطول | 17 | تبدأ في الجزء | 19 |
تنتهي في الجزء | 19 | عدد السجدات | 0 |
فاتحتها | فاتحتها | ||
حروف التهجي: 12/29 | طسم: 1/2 |
لمَّا تقابلَ الجمعانِ أمرَ اللهُ موسى أن يضربَ البحرَ بعصاهُ فانشقَّ، وأنجى اللهُ موسى ومن معَه، وأغرقَ فرعونَ وجندَه.
قريبًا إن شاء الله
القصَّةُ الثانيةُ: قصَّةُ إبراهيمَ عليه السلام لمَّا بَيَّنَ لأبيِه وقومِه بُطلانَ عبادةِ الأصنامِ: لا تسمعُ، لا تنفعُ، لا تضرُ.
قريبًا إن شاء الله
إبراهيمُ عليه السلام يعلنُ لقومِه عداوتَه للأصنامِ، ويُعَرّفهم بربِّه: الذي خلقَنِي ويهدِينِي ويُطعمُنِى ويسقِينِى ويشفِينِي ...
قريبًا إن شاء الله
التفسير :
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِأي رأى كل منهما صاحبه،قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىشاكين لموسى وحزنينإِنَّا لَمُدْرَكُونَ
فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ أى: تقاربا بحيث يرى كل فريق خصمه.
قالَ بنو إسرائيل لنبيهم موسى- عليه السلام- والخوف يملأ نفوسهم: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ أى: سيدركنا بعد قليل فرعون وجنوده، ولا قدرة لنا.. على قتالهم..
"فلما تراءى الجمعان" أي رأى كل من الفريقين صاحبه فعند ذلك "قال أصحاب موسى إنا لمدركون" وذلك أنهم انتهى بهم السير إلى سيف البحر وهو بحر القلزم فصار أمامهم البحر وقد أدركهم فرعون بجنوده.
يقول تعالى ذكره: فلما تناظر الجمعان: جمع موسى وهم بنو إسرائيل, وجمع فرعون وهم القبط ( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) أي إنا لملحقون, الآن يلحقنا فرعون وجنوده فيقتلوننا, وذكر أنهم قالوا ذلك لموسى, تشاؤما بموسى.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه, قال: قلت لعبد الرحمن ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) قال: تشاءموا بموسى, وقالوا: أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا .
حدثنا موسى, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ) فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد رمقهم قالوا (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (قالوا) يَامُوسَى (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا, إنا لمدركون; البحر بين أيدينا, وفرعون من خلفنا.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر, عن شهر بن حوشب, عن ابن عباس, قال: لما انتهى موسى إلى البحر, وهاجت الريح العاصف, فنظر أصحاب موسى خلفهم إلى الريح, وإلى البحر أمامهم (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى الأعرج ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ), وقرأه الأعرج: " إنَّا لَمُدَرَّكُونَ" كما يقال نـزلت, وأنـزلت. والقراءة عندنا التي عليها قرّاء الأمصار, لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
تراءى:
1- مثل: تراعى، وهى قراءة الجمهور، وهو الصواب.
وقرئ:
2- تراى، بغير همز، على مذهب التخفيف بين بين، ولا يصح القلب لوقوع الهمزة بين ألفين أحدهما ألف «تفاعل» الزائدة بعد الفاء، والثانية اللام المعتلة من الفعل، فلو خففت بالقلب لاجتمع ثلاث ألفات متسقة، وذلك مما لا يكون أبدا، وهى قراءة الأعمش، وابن وثاب.
3- ترئ، بكسر الراء ويمد ثم يهمز، وهى قراءة حمزة.
لمدركون:
1- بإسكان الدال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح الدال مشددة وكسر الراء، على وزن «مفتعلون» ، وهى قراءة الأعرج، وعبيد بن عمير.
التفسير :
قَالَموسى, مثبتا لهم, ومخبرا لهم بوعد ربه الصادق: كُلاأي:ليس الأمر كما ذكرتم, أنكم مدركون،إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِلما فيه نجاتي ونجاتكم.
وهنا رد عليهم موسى- عليه السلام- بثقة وثبات بقوله: كَلَّا أى: كلا لن يدركوكم، فاثبتوا ولا تجزعوا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ.
بهذا الجزم والتأكيد رد موسى على بنى إسرائيل، وهو رد يدل على قوة إيمانه، وثبات يقينه، وثقته التي لا حدود لها في نصر الله- تعالى- له، وفي هدايته إياه إلى طريق الفوز والفلاح.
( قال كلا إن معي ربي سيهدين ) أي : لا يصل إليكم شيء مما تحذرون ، فإن الله ، سبحانه ، هو الذي أمرني أن أسير هاهنا بكم ، وهو لا يخلف الميعاد .
وكان هارون ، عليه السلام ، في المقدمة ، ومعه يوشع بن نون ، [ ومؤمن آل فرعون وموسى ، عليه السلام ، في الساقة ، وقد ذكر غير واحد من المفسرين : أنهم وقفوا لا يدرون ما يصنعون ، وجعل يوشع بن نون ] ، أو مؤمن آل فرعون يقول لموسى ، عليه السلام : يا نبي الله ، هاهنا أمرك الله أن تسير؟ فيقول : نعم ، واقترب فرعون وجنوده ، ولم يبق إلا القليل ، فعند ذلك أمر الله نبيه موسى أن يضرب بعصاه البحر ، فضربه ، وقال : انفلق بإذن الله .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد ، حدثنا محمد بن حمزة [ بن محمد ] بن يوسف بن عبد الله بن سلام : أن موسى ، عليه السلام ، لما انتهى إلى البحر قال : يا من كان قبل كل شيء والمكون لكل شيء ، والكائن قبل كل شيء ، اجعل لنا مخرجا .
وقوله: ( كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) قال موسى لقومه: ليس الأمر كما ذكرتم, كلا لن تدركوا إن معي ربي سيهدين, يقول: سيهدين لطريق أنجو فيه من فرعون وقومه.
كما حدثني ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, عن محمد بن كعب القرظي, عن عبد الله بن شداد بن الهاد, قال: لقد ذكر لي أنه خرج فرعون في طلب موسى على سبعين ألفا من دُهم الخيل, سوى ما في جنده من شية الخيل, وخرج موسى حتى إذا قابله البحر, ولم يكن عنه منصرف, طلع فرعون في جنده من خلفهم ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) أي للنجاة, وقد وعدني ذلك, ولا خُلف لموعوده.
حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: ( قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) يقول: سيكفيني, وقال: عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ .
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الشعراء: 15 | ﴿ قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا﴾ |
---|
الشعراء: 62 | ﴿ قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَفضربهفَانْفَلَقَاثني عشر طريقافَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِأي:الجبلالْعَظِيمِفدخله موسى وقومه.
ولم يطل انتظار موسى لنصر الله- تعالى- بل جاءه سريعا متمثلا في قوله- سبحانه- فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ أى: البحر الأحمر- على أرجح الأقوال- وهو الذي كان يسمى ببحر القلزم..
فضربه فَانْفَلَقَ إلى اثنى عشر طريقا فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ أى: قسم منه كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أى: كالجبل الشامخ الكبير.
وسار موسى ومن معه في الطريق اليابس بين أمواج البحر- بقدرة الله- تعالى-،
فأوحى الله إليه : ( أن اضرب بعصاك البحر ) .
وقال قتادة : أوحى الله تلك الليلة إلى البحر : أن إذا ضربك موسى بعصاه فاسمع له وأطع ، فبات البحر تلك الليلة ، وله اضطراب ، ولا يدري من أي جانب يضربه موسى ، فلما انتهى إليه موسى قال له فتاه يوشع بن نون : يا نبي الله ، أين أمرك ربك؟ قال : أمرني أن أضرب البحر . قال : فاضربه .
وقال محمد بن إسحاق : أوحى الله - فيما ذكر لي - إلى البحر : أن إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له . قال : فبات البحر يضرب بعضه بعضا ، فرقا من الله تعالى ، وانتظارا لما أمره الله ، وأوحى الله إلى موسى : ( أن اضرب بعصاك البحر ) ، فضربه بها وفيها ، سلطان الله الذي أعطاه ، فانفلق .
وذكر غير واحد أنه كناه فقال : انفلق علي أبا خالد بحول الله . قال الله تعالى : ( فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) أي : كالجبل الكبير . قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، وقتادة ، وغيرهم .
وقال عطاء الخراساني : هو الفج بين الجبلين .
وقال ابن عباس : صار البحر اثني عشر طريقا ، لكل سبط طريق - وزاد السدي : وصار فيه طاقات ينظر بعضهم إلى بعض ، وقام الماء على حيله كالحيطان ، وبعث الله الريح إلى قعر البحر فلفحته ، فصار يبسا كوجه الأرض ، قال الله تعالى : ( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ) [ طه : 77 ] .
وقوله ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ ) ذكر أن الله كان قد أمر البحر أن لا ينفلق حتى يضربه موسى بعصاه.
حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: فتقدم هارون فضرب البحر, فأبى أن ينفتح, وقال: من هذا الجبار الذي يضربني, حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد, وضربه فانفلق.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, قال: ثني محمد بن إسحاق, قال: أوحى الله فيما ذكر إلى البحر: إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له, قال: فبات البحر يضرب بعضه بعضا فرقا من الله, وانتظار أمره, وأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر, فضربه بها وفيها سلطان الله الذي أعطاه, فانفلق.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أبو أحمد, قال: ثنا سفيان, ظن سليمان التيمي, عن أبي السليل, قال: لما ضرب موسى بعصاه البحر, قال: إيها أبا خالد, فأخذه إفْكَلُ.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا حجاج, عن ابن جُرَيج, وحجاج عن أبي: بكر بن عبد الله وغيره, قالوا: لما انتهى موسى إلى البحر وهاجت الريح والبحر يرمي بتياره, ويموج مثل الجبال, وقد أوحى الله إلى البحر أن لا ينفلق حتى يضربه موسى بالعصا, فقال له يوشع: يا كليم الله أين أمرت؟ قال: ههنا, قال: فجاز البحر ما يواري حافره الماء, فذهب القوم يصنعون مثل ذلك, فلم يقدروا, وقال له الذي يكتم إيمانه: يا كليم الله أين أمرت؟ قال: ههنا, فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه, ثم قحمه البحر فأرسب في الماء, فأوحى الله إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر, فضرب بعصاه موسى البحر فانفلق, فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتلّ سرجه ولا لبده.
وقوله: ( فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) يقول تعالى ذكره: فكان كل طائفة من البحر لما ضربه موسى كالجبل العظيم. وذُكر أنه انفلق اثنتي عشرة فلقة على عدد الأسباط, لكل سبط منهم فرق.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: ( فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) يقول: كالجبل العظيم, فدخلت بنو إسرائيل, وكان في البحر اثنا عشر طريقا, في كل طريق سبط, وكان الطريق كما إذا انفلقت الجدران, فقال: كل سبط قد قتل أصحابنا; فلما رأى ذلك موسى دعا الله فجعلها قناطر كهيئة الطيقان, فنظر آخرهم إلى أولهم حتى خرجوا جميعا.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, وحجاج, عن أبي بكر بن عبد الله وغيره قالوا: انفلق البحر, فكان كل فرق كالطود العظيم, اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط, وكان بنو إسرائيل اثني عشر سبطا, وكانت الطرق بجدران, فقال كل سبط: قد قتل أصحابنا; فلما رأى ذلك موسى, دعا الله فجعلها لهم بقناطر كهيئة الطيقان, ينظر بعضهم إلى بعض, وعلى أرض يابسة كأن الماء لم يصبها قطّ حتى عبر.
قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: لما انفلق البحر لهم صار فيه كوى ينظر بعضهم إلى بعض.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, قال: ثني محمد بن إسحاق: ( فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) أي كالجبل على نشز من الأرض.
حدثني عليّ, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) يقول: كالجبل.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: ( كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) قال: كالجبل العظيم.
ومنه قول الأسود بن يعفر:
حَــلُّوا بــأنْقِرَةٍ يَســيلُ عَلَيْهِــمُ
مــاء الفُـرَاتِ يَجـيءُ مِـنْ أطْـوادِ (1)
يعني بالأطواد: جمع طود, وهو الجبل.
------------------------
الهوامش :
(1) البيت للأسود بن يعفر، قاله المؤلف. وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (مخطوطة الجامعة ص 172) قال: كالطود العظيم: أي الجبل. قال: "حلوا بأنقرة.." البيت وفي (اللسان: طود): الطود: الجبل العظيم. وفي حديث عائشة تصف أباها (رضي الله عنهما): ذاك طود منيف: أي جبل عال. والطود: الهضبة. عن ابن الأعرابي. والجمع: أطواد. ا ه. وفي رواية أبي عبيدة في مجاز القرآن: "يجيش" في موضع "يسيل" ورواية البكري في معجم ما استعجم ص 204 طبعة القاهرة: "يسيل" كرواية المؤلف. وأنقرة: موضع بظهر الكوفة، أسفل من الخورنق، كانت إياد تنزله في الدهر الأول، إذا غلبوا على ما بين الكوفة والبصرة. قال البكري: وفيه اليوم طيئ وسليح، وفي بارق إلى هيث وما يليها، كلها منازل طيئ وسليح. هذا قول عمر بن شبة. وقال غيره: أنقرة: موضع بالحيرة. وقد صرحوا بأن أنقرة هذه. غير أنقرة التي في بلاد الروم (الأناضول) وهي الآن قاعدة دولة الترك.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الشعراء: 63 | ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ |
---|
البقرة: 60 | ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ |
---|
الأعراف: 160 | ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
فرق:
وقرئ:
فلق، باللام، عوض الراء، حكاها يعقوب عن بعض القراء.
التفسير :
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّفي ذلك المكانالآخَرِينَأي فرعون وقومه, قربناهم, وأدخلناهم في ذلك الطريق, الذي سلك منه موسى وقومه.
وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ أى: وقربنا- بقدرتنا وحكمتنا- هنالك القوم الآخرين وهم فرعون وجنوده. أى: قربناهم من موسى وقومه فدخلوا وراءهم في الطريق الذي سلكوه بين أمواج البحر، فماذا كانت النتيجة؟
كانت النتيجة أن خرج موسى ومن معه سالمين، أما فرعون وجنوده فقد انطبق عليهم البحر فأغرقهم أجمعين.
وقال في هذه القصة : ( وأزلفنا ) أي : هنالك ( الآخرين ) .
قال ابن عباس ، وعطاء الخراساني ، وقتادة ، والسدي : ( وأزلفنا ) أي : قربنا فرعون وجنوده من البحر وأدنيناهم إليه .
يعني بقول تعالى ذكره: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) : وقرّبنا هنالك آل فرعون من البحر, وقدمناهم إليه, ومنه قوله: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ بمعنى: قربت وأُدنيت; ومنه قول العجاج:
طَـــيّ اللَّيــالي زُلَفــا فَزُلَفــا
سَــماوَةَ الهِــلالِ حـتى احْقَوْقَفَـا (2)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عطاء الخراساني, عن ابن عباس, قوله: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) قال: قرّبنا.
حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) قال: هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر.
حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: دنا فرعون وأصحابه بعد ما قطع موسى ببني إسرائيل البحر من البحر; فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا, قال: ألا ترون البحر فرق مني, قد تفتح لي حتى أدرك أعدائي فأقتلهم, فذلك قول الله ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) يقول: قربنا ثم الآخرين هم آل فرعون; فلما قام فرعون على الطرق, وأبت خيله أن تتقحم, فنـزل جبرائيل صلى الله عليه وسلم على ماذيانة, فتشامَّتْ الحُصُن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم أن يخرج ودخل آخرهم, أمر البحر أن يأخذهم, فالتطم عليهم, وتفرد جبرائيل بمقلة من مقل البحر, فجعل يدسها في فيه.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر بن عبد الله, قال: أقبل فرعون فلما أشرف على الماء, قال أصحاب موسى: يا مكلم الله إن القوم يتبعوننا في الطريق, فاضرب بعصاك البحر فاخلطه, فأراد موسى أن يفعل, فأوحى الله إليه: أن اترك البحر رَهْوا يقول: أمره على سكناته إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ إنما أمكر بهم, فإذا سلكوا طريقكم غرقتهم; فلما نظر فرعون إلى البحر قال: ألا ترون البحر فرق مني حتى تفتح لي, حتى أدرك أعدائي فأقتلهم; فلما وقف على أفواه الطرق وهو على حصان, فرأى الحصان البحر فيه أمثال الجبال هاب وخاف, وقال فرعون: أنا راجع, فمكر به جبرائيل عليه السلام, فأقبل على فرس أنثى, فأدناها من حصان فرعون, فطفق فرسه لا يقرّ, وجعل جبرائيل يقول: تقدم, ويقول: ليس أحد أحق بالطريق منك, فتشامت الحصن الماذيانة, فما ملك فرعون فرسه أن ولج على أثره; فلما انتهى فرعون إلى وسط البحر, أوحى الله إلى البحر: خذ عبدي الظَّالم وعبادي الظلمة, سلطاني فيك, فإني قد سلطتك عليهم, قال: فتغطمطت تلك الفرق من الأمواج كأنها الجبال, وضرب بعضها بعضا; فلما أدركه الغرق قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وكان جبرائيل صلى الله عليه وسلم شديد الأسف عليه لما ردّ من آيات الله, ولطول علاج موسى إياه, فدخل في أسفل البحر, فأخرج طينا, فحشاه في فم فرعون لكيلا يقولها الثانية, فتدركه الرحمة, قال: فبعث الله إليه ميكائيل يعيره: آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وقال جبرائيل: يا محمد ما أبغضت أحدا من خلق الله ما أبغضت اثنين أحدهما من الجن وهو إبليس, والآخر فرعون فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى : ولقد رأيتني يا محمد, وأنا أحشو في فيه مخافة أن يقول كلمة يرحمه الله بها.
وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: ( وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ) وجمعنا, قال: ومنه ليلة المزدلفة, قال: ومعنى ذلك: أنها ليلة جمع. وقال بعضهم: وأزلفنا ثَمَّ وأهلكنا.
------------------------
الهوامش:
(2) البيت من مشطور الرجز، وهما للعجاج، من أرجوزة مطولة له، وصف ارتحاله في ظلال الليل، وجملا ناجيًا حمله. (انظر اللسان: زلف. وأراجيز العرب للسيد البكري ص 52). وقبل البيتين بيت متصل بمعناهما، وهو قوله: * نـاج طـواه الأيـن ممـا وجفا *
قال في اللسان: يقول: منزلة بعد منزلة، ودرجة بعد درجة. وقال السيد البكري: زلفًا فزلفًا: أي درجة فدرجة. وسماوة: أي أعلى. واحقوقف: اعوج. يريد طواه السير كما تطوى الليالي الأهلة حتى تنحل (من النحول) وتعوج ا ه. وفي اللسان: الزلف (كسبب) والزلفة والزلفى: القربة، والدرجة، والمنزلة. وأزلف الشيء: قربه. وفي التنزيل (وأُزلفت الجنة للمتقين): أي قربت. قال الزجاج: وتأويله: أي قريب دخولهم فيها، ونظرهم إليها. وقوله عز وجل: (وأزلفنا ثم الآخرين) معنى (أزلفنا): جمعنا، وقيل: قربنا الآخرين من الغرق، وهم أصحاب فرعون، وكلاهما حسن جميل؛ لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض. والبيتان من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (ص 172 من مخطوطة جامعة القاهرة).
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
وأزلفنا:
وقرئ:
1- وزلفنا، بغير ألف، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة.
2- وأزلفنا، بالقاف عوض الفاء، أي: أزللنا، وهى قراءة أبى، وابن عباس، وعبد الله بن الحارث.
التفسير :
وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَاستكملوا خارجين, لم يتخلف منهم أحد.
وصدق الله إذ يقول: وَأَنْجَيْنا- أى: بقدرتنا ورحمتنا- مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ من الغرق ومن لحاق فرعون بهم
"وأنجينا موسى ومن معه أجمعين" أي أنجينا موسى وبني إسرائيل ومن اتبعهم على دينهم فلم يهلك منهم أحد.
وقوله: ( وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ) يقول تعالى ذكره: وأنجينا موسى مما أتبعنا به فرعون وقومه من الغرق في البحر ومن مع موسى من بني إسرائيل أجمعين.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَلم يتخلف منهم عن الغرق أحد.
ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ وهم فرعون وجنوده.
( وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين ) أي : أنجينا موسى وبني إسرائيل ومن معهم على دينهم فلم يهلك منهم أحد ، وأغرق فرعون وجنوده ، فلم يبق منهم رجل إلا هلك .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا شبابة ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - أن موسى ، عليه السلام ، حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون ذلك ، فأمر بشاة فذبحت ، ثم قال : لا والله لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط . فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر ، فقال له : انفرق . فقال البحر : لقد استكبرت يا موسى ، وهل انفرقت لأحد من ولد آدم فأنفرق لك؟ قال : ومع موسى رجل على حصان له ، فقال له ذلك الرجل : أين أمرت يا نبي الله؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه [ يعني : البحر ، فأقحم فرسه ، فسبح به فخرج ، فقال : أين أمرت يا نبي الله؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ] . قال : والله ما كذبت ولا كذبت . ثم اقتحم الثانية فسبح ، ثم خرج فقال : أين أمرت يا نبي الله؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه؟ قال : والله ما كذبت ولا كذبت . قال : فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه موسى بعصاه ، فانفلق ، فكان فيه اثنا عشر طريقا ، لكل سبط طريق يتراءون ، فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون ، التقى البحر عليهم فأغرقهم .
وفي رواية إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله قال : فلما خرج آخر أصحاب موسى ، وتكامل أصحاب فرعون ، اضطم عليهم البحر ، فما رئي سواد أكثر من يومئذ ، وغرق فرعون لعنه الله .
وقوله: ( ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ ) يقول: ثم أغرقنا فرعون وقومه من القبط في البحر بعد أن أنجينا موسى منه ومن معه.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الشعراء: 120 | ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ﴾ |
---|
الشعراء: 66 | ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ |
---|
الصافات: 82 | ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةًعظيمة, على صدق ما جاء به موسى عليه السلام, وبطلان ما عليه فرعون وقومه،وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَمع هذه الآيات المقتضية للإيمان, لفساد قلوبكم.
ثم ختم- سبحانه- هذه القصة- كما ختم غيرها- بقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.
أى: إن في ذلك الذي قصصناه عليك- أيها الرسول الكريم- من قصة موسى وفرعون، لَآيَةً عظيمة تدعو إلى إخلاص العبادة والطاعة لنا، ومع ذلك فلم يؤمن بما جاء به نبينا موسى، إلا عدد قليل
ثم قال تعالى : ( إن في ذلك لآية ) أي : في هذه القصة وما فيها من العجائب والنصر والتأييد لعباد الله المؤمنين; لدلالة وحجة قاطعة وحكمة بالغة ، ( وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) تقدم تفسيره .
وقوله: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً ) يقول تعالى ذكره: إن فيما فعلت بفرعون ومن معه تغريقي إياهم في البحر إذ كذبوا رسولي موسى, وخالفوا أمري بعد الإعذار إليهم, والإنذار لدلالة بينة يا محمد لقومك من قريش على أن ذلك سنتي فيمن سلك سبيلهم من تكذيب رسلي, وعظة لهم وعبرة أن ادكروا واعتبروا أن يفعلوا مثل فعلهم من تكذيبك مع البرهان والآيات التي قد أتيتهم, فيحلّ بهم من العقوبة نظير ما حل بهم, ولك آية في فعلي بموسى, وتنجيتي إياه بعد طول علاجه فرعون وقومه منه, وإظهاري إياه وتوريثه وقومه دورهم وأرضهم وأموالهم, على أني سالك فيك سبيله, إن أنت صبرت صبره, وقمت من تبليغ الرسالة إلى من أرسلتك إليه قيامه, ومظهرك على مكذّبيك, ومعليك عليهم.( وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) يقول: وما كان أكثر قومك يا محمد مؤمنين بما أتاك الله من الحقّ المبين, فسابق في علمي أنهم لا يؤمنون.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُبعزته أهلك الكافرين المكذبين، وبرحمته نجى موسى, ومن معه أجمعين.
وَإِنَّ رَبَّكَ- أيها الرسول الكريم- لَهُوَ الْعَزِيزُ. أى: الغالب المنتقم من أعدائه الرَّحِيمُ أى: الواسع الرحمة بأوليائه، حيث جعل العاقبة لهم.
وهكذا ساق لنا- سبحانه- هنا جانبا من قصة موسى- عليه السلام- بهذا الأسلوب البديع، لتكون عبرة وعظة لقوم يؤمنون.
ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك جانبا من قصة إبراهيم- عليه السلام- فقال- تعالى-:
ثم قال تعالى "إن في ذلك لآية" أي في هذه القصة وما فيها من العجائب والنصر والتأييد لعباد الله المؤمنين لدلالة وحجة قاطعة وحكمة بالغة "وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم" تقدم تفسيره.
( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ) في انتقامه ممن كفر به وكذّب رسله من أعدائه,( الرَّحِيمُ ) بمن أنجى من رسله, وأتباعهم من الغرق والعذاب الذي عذب به الكفرة.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
أي:واتل يا محمد على الناس, نبأ إبراهيم الخليل, وخبره الجليل, في هذه الحالة بخصوصها, وإلا فله أنباء كثيرة، ولكن من أعجب أنبائه, وأفضلها, هذا النبأ المتضمن لرسالته, ودعوته قومه, ومحاجته إياهم, وإبطاله ما هم عليه.
وقصة إبراهيم- عليه السلام- قد وردت في القرآن في سور متعددة، وبأساليب متنوعة، وردت في سورة البقرة، وكان معظم الحديث فيها، يدور حول بنائه للبيت الحرام هو وابنه إسماعيل، وحكاية تلك الدعوات الخاشعات التي تضرع بها إلى ربه.
ووردت في سورة الأنعام، وكان معظم الحديث فيها يدور حول إقامته الأدلة على وحدانية الله- تعالى- عن طريق التأمل في مشاهد هذا الكون.
ووردت في سورة هود، وكان معظم الحديث فيها يدور حول تبشيره بإسحاق..
ووردت في سورة إبراهيم، وكان معظم الحديث فيها بدور حول ما توجه به إلى ربه من دعاء بعد أن ترك بعض ذريته في جوار بيت الله الحرام.
ووردت في سورة الحجر. وكان معظم الحديث فيها يدور حول ما دار بينه وبين الملائكة من مناقشات..
ووردت في سورة مريم، وفيها حكى القرآن تلك النصائح الحكيمة التي وجهها لأبيه وهو يدعوه لعبادة الله- تعالى- وحده.
ووردت في سورة الأنبياء. وفيها عرض القرآن لما دار بينه وبين قومه من مجادلات ومن تحطيم للأصنام، ومن إلقائهم إياه في النار فصارت بأمر الله- تعالى- بردا وسلاما عليه.
أما هنا في سورة الشعراء، فيحكى لنا- سبحانه- ما دار بينه وبين قومه من مناقشات، وما توجه به إلى خالقه من دعوات.
لقد افتتحت بقوله- تعالى-: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ أى: واقرأ- أيها الرسول الكريم- على قومك- أيضا- نبأ رسولنا إبراهيم- عليه السلام- الذي يزعم قومك أنهم ورثته، وأنهم يتبعونه في ديانته، مع أن إبراهيم برىء منهم ومن شركهم، لأنه ما أرسل إلا لنهى أمثالهم عن الإشراك بالله- تعالى-.
هذا إخبار من الله تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء أمر الله تعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتلوه على أمته ليقتدوا به في الإخلاص والتوكل وعبادة الله وحده لا شريك له والتبري من الشرك وأهله.
يقول تعالى ذكره: واقصص على قومك من المشركين يا محمد خبر إبراهيم
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
المائدة: 27 | ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا﴾ |
---|
الأعراف: 175 | ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا﴾ |
---|
يونس: 71 | ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي﴾ |
---|
الشعراء: 69 | ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إبراهيم﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
ولذلك قيده بالظرف فقال: إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
وقوله: إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ منصوب على الظرفية. أى: اقرأ عليهم نبأه وقت أن قال لأبيه وقومه على سيل التبكيت وإلزامهم الحجة: أى شيء هذا الذي تعبدونه من دون الله- عز وجل-؟
فإن الله تعالى آتى إبراهيم رشده من قبل أي من صغره إلى كبره فإنه من وقت نشأ وشب أنكر على قومه عبادة الأصنام مع الله عز وجل فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أي ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟.
حين قال لأبيه وقومه: أيّ شيء تعبدون؟
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
مريم: 42 | ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ﴾ |
---|
الأنبياء: 52 | ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ﴾ |
---|
الشعراء: 70 | ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾ |
---|
الصافات: 85 | ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
قَالُوامتبجحين بعبادتهم: نَعْبُدُ أَصْنَامًاننحتها ونعملها بأيدينا.فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَأي مقيمين على عبادتها في كثير من أوقاتنا.
فأجابوه بقولهم: نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ وكان يكفيهم في الجواب أن يقولوا:
نعبد أصناما، ولكنهم لغبائهم وجهلهم قصدوا التباهي والتفاخر بهذه العبادة الباطلة أى: نعبد أصناما منحوتة من الحجر أو مما يشبهه، ونداوم على عبادتها ليلا ونهارا، ونعكف على التقرب لها كما يتقرب الحبيب إلى حبيبه وهكذا، عند ما تنحط الأفهام، تتباهى بما يجب البعد عنه، وتفتخر بالمرذول من القول والفعل..
فإن الله تعالى آتى إبراهيم رشده من قبل أي من صغره إلى كبره فإنه من وقت نشأ وشب أنكر على قومه عبادة الأصنام مع الله عز وجل فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أي ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟.
(قالوا) لَهُ: (نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ) يقول: فنظلّ لها خدما مقيمين على عبادتها وخدمتها.
وقد بيَّنا معنى العكوف بشواهده فيما مضى قبل, بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وكان ابن عباس فيما روي عنه يقول في معنى ذلك ما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال ابن عباس, قوله: ( قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ) قال: الصلاة لأصنامهم.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
فقال لهم إبراهيم, مبينا لعدم استحقاقها للعبادة: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَفيستجيبون دعاءكم, ويفرجون كربكم, ويزيلون عنكم كل مكروه؟.
وقد رد عليهم إبراهيم- عليه السلام- بما يوقظهم من جهلهم لو كانوا يعقلون، فقال لهم: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ. أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ.
أى: قال لهم إبراهيم على سبيل التنبيه والتبكيت: هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله، هل تسمع دعاءكم إذا دعوتموها، وهل تحس بعبادتكم لها إذا عبدتموها،
"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" يعني اعترفوا بأن أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال لهم إبراهيم.
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لهم: هل تسمع دعاءكم هؤلاء الآلهة إذ تدعونهم؟ واختلف أهل العربية في معنى ذلك: فقال بعض نحويي البصرة معناه: هل يسمعون منكم أو هل يسمعون دعاءكم. فحذف الدعاء, كما قال زُهَير:
القــائِدُ الخَــيْلَ مَنْكُوبًـا دَوَابِرُهـا
قـدْ أُحْـكِمَتْ حَكمـاتِ القِـدّ والأبَقـا (3)
وقال: يريد أحكمت حكمات الأبق, فألقى الحكمات وأقام الأبق مُقامها. وقال بعض من أنكر ذلك من قوله من أهل العربية: الفصيح من الكلام في ذلك هو ما جاء في القرآن, لأن العرب تقول: سمعت زيدا متكلما, يريدون: سمعت كلام زيد, ثم تعلم أن السمع لا يقع على الأناسيّ. إنما يقع على كلامهم ثم يقولون: سمعت زيدا: أي سمعت كلامه. قال: ولو لم يقدم في بيت زهير حكمات القدّ لم يجز أن يسبق بالأبق عليها, لأنه لا يقال: رأيت الأبق, وهو يريد الحكمة.
------------------------
الهوامش :
(3) البيت لزهير بن أبي سلمى المزني، من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان (مختار الشعر الجاهلي، بشرح مصطفى السقا، طبعة الحلبي 248) قال شارحه: الدوابر: الحوافر، أي تأكلها الأرض وتؤثر فيها. (وفي اللسان: دبر): دابرة الحافر مؤخرة، وقيل: هي التي تلي مؤخر الرسغ. وجمعها: دوابر. (وأحكمت): جعل لها حكمات. والحكمة: التي تكون على الأنف من الرسن. والقد: ما قطع من الجلد. والأبق: شبه الكتان، وقيل: هو القنب. ا ه. وفي (اللسان: حكم): والحكمة: حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحنكه تمنعه عن مخالفة راكبه وحكم الفرس حكمًا (بفتح الحاء) ، وأحكمه بالحكمة: جعل للجامه حكمة، وكانت العرب تتخذها من القد والأبق، لأن قصدهم الشجاعة، لا الزينة؛ قال زهير: "القائد الخيل.." البيت. يريد قد أحكمت بحكمات القد، وبحكمات الأبق. فحذف الحكمات، وأقام الأبق مكانها. ويروي: "محكومة حكمات القد والأبقا" على اللغتين جميعًا. قال أبو الحسن: عُدِّي: "قد أحكمت" لأن فيه معنى قلدت، وقلدت متعدية إلى مفعولين، الأزهري: وفرس محكومة في رأسها حكمة، وأنشد * محكوكـة حكمـات القـد والأبق *
ابن شميل: الحكمة: خلقة تكون في فم الفرس.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
يسمعونكم:
وقرئ:
بضم الياء وكسر الميم، من «أسمع» ، والمفعول الثاني محذوف، تقديره الجواب، أو الكلام، وهى قراءة قتادة، ويحيى بن يعمر.
إذ تدعون:
وقرئ:
بإظهار ذال «إذ» ، وبإدغامها فى «تاء» «تدعون» .
التفسير :
أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَفأقروا أن ذلك كله, غير موجود فيها, فلا تسمع دعاء, ولا تنفع, ولا تضر، ولهذا لما كسرها وقال: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَقالوا له: لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ أي:هذا أمر متقرر من حالها, لا يقبل الإشكال والشك.
وهل تملك أن تنفعكم بشيء من النفع أو تضركم بشيء من الضر؟.
"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" يعني اعترفوا بأن أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال لهم إبراهيم.
وقوله: ( أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ) يقول: أو تنفعكم هذه الأصنام, فيرزقونكم شيئا على عبادتكموها, أو يضرّونكم فيعاقبونكم على ترككم عبادتها بأن يسلبوكم أموالكم, أو يهلكوكم إذا هلكتم وأولادكم ( قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ). وفي الكلام متروك استغني بدلالة ما ذكر عما ترك, وذلك جوابهم إبراهيم عن مسألته إياهم: (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) فكان جوابهم إياه: لا ما يسمعوننا إذا دعوناهم, ولا ينفعوننا ولا يضرّون, يدل على أنهم بذلك أجابوه.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
فلجأوا إلى تقليد آبائهم الضالين, فقالوا: بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَفتبعناهم على ذلك, وسلكنا سبيلهم, وحافظنا على عاداتهم، فقال لهم إبراهيم:أنتم وآباءكم, كلكم خصوم في الأمر, والكلام مع الجميع واحد.
ولم يستطع القوم أن يواجهوا إبراهيم بجواب. بعد أن ألقمهم حجرا بنصاعة حجته، فلجأوا إلى التمسح بآبائهم فقالوا: بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ.
أى: قالوا له: إن هذه الأصنام هي كما قلت يا إبراهيم لا تسمع دعاءنا، ولا تنفعنا ولا تضرنا، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونها، فسرنا على طريقتهم في عبادتها، فهم قالوا ما قاله أمثالهم في الجهالة في كل زمان ومكان.. إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ.
"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" يعني أعترفوا بأن أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال لهم إبراهيم.
قولهم: ( بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) وذلك رجوع عن مجحود, كقول القائل: ما كان كذا بل كذا وكذا, ومعنى قولهم: ( وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) وجدنا من قبلنا ولا يضرّون, يدّل على أنهم بذلك أجابوه، قولهم من آبائنا يعبدونها ويعكفون عليها لخدمتها وعبادتها, فنحن نفعل ذلك اقتداء بهم, واتباعا لمنهاجهم.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الأنبياء: 53 | ﴿ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ﴾ |
---|
الشعراء: 74 | ﴿ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ
وأمام هذا التقليد الأعمى، نرى إبراهيم- عليه السلام- يعلن عداوته لهم ولمعبوداتهم الباطلة، ويجاهرهم بأن عبادته إنما هي لله- تعالى- وحده فيقول:
أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ. فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ.
أى: قال لهم إبراهيم على سبيل الإنكار والتأنيب: أفرأيتم وشاهدتم هذه الأصنام التي عبدتموها
( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) أي : إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير ، فلتخلص إلي بالمساءة ، فإني عدو لها لا أباليها ولا أفكر فيها . وهذا كما قال تعالى مخبرا عن نوح ، عليه السلام : ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ) [ يونس : 71 ] وقال هود ، عليه السلام : ( إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [ هود : 54 - 56 ] وهكذا تبرأ إبراهيم من آلهتهم وقال : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) [ الأنعام : 81 ] وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [ الممتحنة : 4 ] وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) [ الزخرف : 26 - 28 ] يعني : لا إله إلا الله .
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لقومه: أفرأيتم أيها القوم ما كنتم تعبدون من هذه الأصنام
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ
أنتم وآباؤكم الأقدمون من دون الله- تعالى-
( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) أي : إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير ، فلتخلص إلي بالمساءة ، فإني عدو لها لا أباليها ولا أفكر فيها . وهذا كما قال تعالى مخبرا عن نوح ، عليه السلام : ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ) [ يونس : 71 ] وقال هود ، عليه السلام : ( إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [ هود : 54 - 56 ] وهكذا تبرأ إبراهيم من آلهتهم وقال : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) [ الأنعام : 81 ] وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [ الممتحنة : 4 ] وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) [ الزخرف : 26 - 28 ] يعني : لا إله إلا الله .
أنتم وآباؤكم الأقدمون, يعني بالأقدمين: الأقدمين من الذين كان إبراهيم يخاطبهم, وهم الأوّلون قبلهم ممن كان على مثل ما كان عليه الذين كلمهم إبراهيم من عبادة الأصنام
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيفليضروني بأدنى شيء من الضرر, وليكيدوني, فلا يقدرون.
إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ
إنها عدو لي لأن عبادتها باطلة لكن الله- تعالى- رب العالمين هو وليي وصاحب الفضل على في الدنيا والآخرة، فلذا أعبده وحده.
فقوله إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ استثناء منقطع من ضمير فَإِنَّهُمْ.
قال صاحب الكشاف: وإنما قال: عَدُوٌّ لِي تصويرا للمسألة في نفسه، على معنى:
أنى فكرت في أمرى فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو فاجتنبتها وآثرت عبادة الذي الخير كله منه، وأراهم بذلك أنها نصيحة نصح بها نفسه أولا، وبنى عليها تدبير أمره، لينظروا فيقولوا:
ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، ليكون أدعى لهم إلى القبول. ولو قال: فإنهم عدو لكم لم يكن بتلك المثابة، ولأنه دخل في باب من التعريض، وقد يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح، لأنه يتأمل فيه، فربما قاده التأمل إلى التقبل ومنه ما يحكى عن الشافعى- رحمه الله-: أن رجلا واجهه بشيء، فقال: لو كنت بحيث أنت، لاحتجت إلى الأدب. وسمع رجل ناسا يتحدثون في الحجر فقال: ما هو بيتي ولا بيتكم.. .
( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) أي : إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير ، فلتخلص إلي بالمساءة ، فإني عدو لها لا أباليها ولا أفكر فيها . وهذا كما قال تعالى مخبرا عن نوح ، عليه السلام : ( فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ) [ يونس : 71 ] وقال هود ، عليه السلام : ( إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون . إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ) [ هود : 54 - 56 ] وهكذا تبرأ إبراهيم من آلهتهم وقال : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا ) [ الأنعام : 81 ] وقال تعالى : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) [ الممتحنة : 4 ] وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) [ الزخرف : 26 - 28 ] يعني : لا إله إلا الله .
( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ). يقول قائل: وكيف يوصف الخشب والحديد والنحاس بعداوة ابن آدم؟ فإن معنى ذلك: فإنهم عدوّ لي لو عبدتهم يوم القيامة, كما قال جلّ ثناؤه وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا .
وقوله: ( إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ ) نصبا على الاستثناء, والعدوّ بمعنى الجمع, ووحد لأنه أخرج مخرج المصدر, مثل القعود والجلوس.
ومعنى الكلام: أفرأيتم كل معبود لكم ولآبائكم, فإني منه بريء لا أعبده, إلا رب العالمين.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِهو المنفرد بنعمة الخلق, ونعمة الهداية للمصالح الدينية والدنيوية.
ثم حكى القرآن الكريم، ما وصف به إبراهيم خالقه من صفات كريمة تليق بجلاله- سبحانه- فقال: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ أى: أخلص عبادتي لرب العالمين، الذي أوجدنى بقدرته، والذي يهديني وحده إلى ما يصلح شأنى في دنياى وفي آخرتي.
قال الجمل وقوله: الَّذِي خَلَقَنِي يجوز فيه أوجه: النصب على النعت لرب العالمين أو البدل أو عطف البيان.. أو الرفع على الابتداء. وقوله فَهُوَ يَهْدِينِ جملة اسمية في محل رفع خبر له .
يعني لا أعبد إلا الذي يفعل هذه الأشياء "الذي خلقني فهو يهدين" أي هو الخالق الذي قدر قدرا وهدى الخلائق إليه فكل يجري على ما قدر له وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
يقول: فإنهم عدوّ لي إلا ربّ العالمين ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) للصواب من القول والعمل, ويسددني للرشاد.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الشعراء: 78 | ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴾ |
---|
الزخرف: 27 | ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
ثم خصص منها بعض الضروريات فقال: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
وقوله: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ معطوف على ما قبله. أى: وهو- سبحانه- وحده الذي يطعمنى ويسقيني من فضله، ولو شاء لأمسك عنى ذلك.
"والذي هو يطعمني ويسقين" أي هو خالقي ورازقي بما سخر ويسر من الأسباب السماوية والأرضية فساق المزن وأنزل الماء وأحيا به الأرض وأخرج به من كل الثمرات رزقا للعباد وأنزل الماء عذبا زلالا يسقيه مما خلق أنعاما وأناسي كثيرا.
( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ) يقول: والذي يغذوني بالطعام والشراب, ويرزقني الأرزاق.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
وأضاف المرض إلى نفسه في قوله وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وإن كان الكل من الله- تعالى- تأدبا مع خالقه- عز وجل- وشكرا له- سبحانه- على نعمة الخلق والهداية.
والإطعام والإسقاء والشفاء..
وقوله : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) أسند المرض إلى نفسه ، وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلقه ، ولكن أضافه إلى نفسه أدبا ، كما قال تعالى آمرا للمصلي أن يقول : ( اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) [ الفاتحة : 6 ، 7 ] فأسند الإنعام إلى الله ، سبحانه وتعالى ، والغضب حذف فاعله أدبا ، وأسند الضلال إلى العبيد ، كما قالت الجن : ( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) [ الجن : 10 ] ; ولهذا قال إبراهيم : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) أي : إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره ، بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه .
( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) يقول: وإذا سقم جسمي واعتل, فهو يبرئه ويعافيه.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
والمراد بالإحياء في قوله: وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ إعادة الحياة إلى الميت يوم القيامة أى: ومن صفات رب العالمين الذي أخلص له العبادة، أنه- سبحانه- الذي بقدرته وحده أن يميتني عند حضور أجلى، ثم يعيدني إلى الحياة مرة أخرى يوم البعث والحساب.
وجاء العطف ب ثُمَّ في قوله ثُمَّ يُحْيِينِ لاتساع الأمر بين الإماتة في الدنيا والإحياء في الآخرة.
( والذي يميتني ثم يحيين ) أي : هو الذي يحيي ويميت ، لا يقدر على ذلك أحد سواه ، فإنه هو الذي يبدئ ويعيد .
يقول: والذي يميتني إذا شاء ثم يحييني إذا أراد بعد مماتي.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِفهذا هو وحده المنفرد بذلك, فيجب أن يفرد بالعبادة والطاعة, وتترك هذه الأصنام, التي لا تخلق, ولا تهدي, ولا تمرض, ولا تشفي, ولا تطعم ولا تسقي, ولا تميت, ولا تحيي, ولا تنفع عابديها, بكشف الكروب, ولا مغفرة الذنوب.
فهذا دليل قاطع, وحجة باهرة, لا تقدرون أنتم وآباؤكم على معارضتها، فدل على اشتراككم في الضلال, وترككم طريق الهدى والرشد. قال الله تعالى: وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِالآيات.
ثم ختم إبراهيم هذه الصفات الكريمة بقوله: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ أى: وهو وحده الذي أطمع أن يغفر لي ذنوبي يوم ألقاه لأنه لا يقدر على ذلك أحد سواه- عز وجل-.
وفي هذه الآية أسمى درجات الأدب من إبراهيم مع ربه- سبحانه-، لأنه يوجه طمعه في المغفرة إليه وحده، ويستعظم- عليه السلام- ما صدر منه من أمور قد تكون خلاف الأولى، ويعتبرها خطايا، هضما لنفسه، وتعليما للأمة أن تجتنب المعاصي، وأن تكون منها على حذر وأن تفوض رجاءها إلى الله- تعالى- وحده.
( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) أي : هو الذي لا يقدر على غفر الذنوب في الدنيا والآخرة ، إلا هو ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، وهو الفعال لما يشاء .
( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) فربي هذا الذي بيده نفعي وضرّي, وله القدرة والسلطان, وله الدنيا والآخرة, لا الذي لا يسمع إذا دعي, ولا ينفع ولا يضرّ. وإنما كان هذا الكلام من إبراهيم احتجاجا على قومه, في أنه لا تصلح الألوهة, ولا ينبغي أن تكون العبودة إلا لمن يفعل هذه الأفعال, لا لمن لا يطيق نفعا ولا ضرّا.
وقيل: إن إبراهيم صلوات الله عليه, عني بقوله: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) : والذي أرجو أن يغفر لي قولي: إِنِّي سَقِيمٌ وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وقولي لسارة: إنها أختي.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: ( أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) قال: قوله: إِنِّي سَقِيمٌ وقوله: فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وقوله لسارة: إنها أختي, حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) قال: قوله إِنِّي سَقِيمٌ وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وقوله لسارة: إنها أختي.
قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو تُمَيلة, عن أبي حمزة, عن جابر, عن عكرمة ومجاهد نحوه.
ويعني بقوله ( يَوْمِ الدِّينِ ) يوم الحساب, يوم المجازاة. وقد بيَّنا ذلك بشواهده فيما مضى.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
خطيئتى:
1- على الإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2-، على الجمع، وهى قراءة الحسن.
التفسير :
ثم دعا عليه السلام ربه فقال: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًاأي:علما كثيرا, أعرف به الأحكام, والحلال والحرام, وأحكم به بين الأنام،وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَمن إخوانه الأنبياء والمرسلين.
وبعد أن أثنى إبراهيم- عليه السلام- على ربه بهذا الثناء الجميل، أتبع ذلك بتلك الدعوات الخاشعات فقال: رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً أى: علما واسعا مصحوبا بعمل نافع.
وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ من عبادك الذين رضيت عنهم- ورضوا عنك، بحيث ترافقنى بهم في جنتك.
وهذا سؤال من إبراهيم ، عليه السلام ، أن يؤتيه ربه حكما .
قال ابن عباس : وهو العلم . وقال عكرمة : هو اللب . وقال مجاهد : هو القرآن . وقال السدي : هو النبوة . وقوله : ( وألحقني بالصالحين ) أي : اجعلني مع الصالحين في الدنيا والآخرة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار : " [ اللهم الرفيق الأعلى " قالها ثلاثا . وفي الحديث في الدعاء ] : اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مبدلين " .
يقول تعالى ذكره مخبرا عن مسألة خليله إبراهيم إياه ( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا ) يقول: رب هب لي نبوّة.( وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) يقول: واجعلني رسولا إلى خلقك, حتى تلحقني بذلك بعداد من أرسلته من رسلك إلى خلقك, وائتمنته على وحيك, واصطفيته لنفسك.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
آل عمران: 38 | ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾ |
---|
الشعراء: 83 | ﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ |
---|
الصافات: 100 | ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء