ترتيب المصحف | 44 | ترتيب النزول | 64 |
---|---|---|---|
التصنيف | مكيّة | عدد الصفحات | 3.00 |
عدد الآيات | 59 | عدد الأجزاء | 0.12 |
عدد الأحزاب | 0.25 | عدد الأرباع | 1.00 |
ترتيب الطول | 57 | تبدأ في الجزء | 25 |
تنتهي في الجزء | 25 | عدد السجدات | 0 |
فاتحتها | فاتحتها | ||
حروف التهجي: 25/29 | الحواميم: 5/7 |
بعدَ إنكارِ المشركينَ للبعثِ بَيَّنَ هنا حالَ الكفارِ والعُصاةِ يومَ القيامةِ: فقدُ الأعوانِ، وتجرُّع الزَّقُّومِ، والجَرُّ بشدَّةٍ إلى جهنَّمَ، وصبُّ الحميمِ فوقَ الرؤوسِ، والاستهزاءُ.
قريبًا إن شاء الله
بعدَ ذكرِ حالِ أهلِ النَّارِ أتبعَه بحالِ أهلِ الجَنَّةِ، وما أعدَّهُ اللهُ لهم من النَّعيمِ، ثُمَّ ختامُ السُّورةِ بالحديثِ عن القرآنِ ليتناسقَ البدءُ معَ الختامِ.
قريبًا إن شاء الله
التفسير :
{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ} وهو يوم القيامة الذي يفصل الله به بين الأولين والآخرين وبين كل مختلفين{ مِيقَاتُهُمْ} أي:الخلائق{ أَجْمَعِينَ}
ثم بين- سبحانه- أن يوم القيامة آت لا ريب فيه، وسيحكم- سبحانه- في هذا اليوم بين الناس بحكمه العادل فقال: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ وهو يوم القيامة الذي يفصل فيه الله - عز وجل- بين المحق والمبطل، وبين المهتدى والضال..
هذا اليوم مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ أى: وقت اجتماعهم للحساب جميعا دون أن يتخلف منهم أحد.
ثم قال : ( إن يوم الفصل ) وهو يوم القيامة ، يفصل الله فيه بين الخلائق ، فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين .
وقوله : ( ميقاتهم أجمعين ) أي : يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم .
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)
يقول تعالى ذكره: إن يوم فصل الله القضاء بين خلقه بما أسلفوا في دنياهم من خير أو شرّ يجزي به المحسن بالإحسان, والمسيء بالإساءة (ميقاتهم أجمعين) : يقول: ميقات اجتماعهم أجمعين.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ) يوم يُفْصَل فيه بين الناس بأعمالهم.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الدخان: 40 | ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ |
---|
النبإ: 17 | ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
ميقاتهم:
وقرئ:
بالنصب، على أنه اسم «إن» ، والخبر، «يوم الفصل».
التفسير :
كلهم سيجمعهم الله فيه ويحضرهم ويحضر أعمالهم ويكون الجزاء عليها ولا ينفع مولى عن مولى شيئا لا قريب عن قريبه ولا صديق عن صديقه،{ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} أي:يمنعون من عذاب الله عز وجل لأن أحدا من الخلق لا يملك من الأمر شيئا.
ثم وصف- سبحانه- هذا اليوم بقوله: يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ.
وقوله: يَوْمَ لا يُغْنِي ... بدل من يوم الفصل. والمولى: يطلق على القريب والصديق والناصر..
أى: في هذا اليوم، وهو يوم الفصل، لن يستطيع قريب أن ينفع قريبه، أو صديق أن ينفع صديقه شيئا من النفع، ولا هم ينصرون من عذاب الله- تعالى- إذا ما أراد- سبحانه- إنزال عذابه بهم.
( يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ) أي : لا ينفع قريب قريبا ، كقوله : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) [ المؤمنون : 101 ] ، وكقوله ( ولا يسأل حميم حميما . يبصرونهم ) [ المعارج : 10 ، 11 ] أي : لا يسأل أخا له عن حاله وهو يراه عيانا .
وقوله : ( ولا هم ينصرون ) أي : لا ينصر القريب قريبه ، ولا يأتيه نصره من خارج .
وقوله ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا ) يقول: لا يدفع ابن عمّ عن ابن عمّ, ولا صاحب عن صاحبه شيئا من عقوبة الله التي حلَّت بهم من الله ( وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) يقول: ولا ينصر بعضهم بعضا, فيستعيذوا ممن نالهم بعقوبة كما كانوا يفعلونه في الدنيا.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا )... الآية, انقطعت الأسباب يومئذ يا ابن آدم, وصار الناس إلى أعمالهم, فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به آخر ما عليه, ومن أصاب يومئذ شرّا شقي به آخر ما عليه.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الدخان: 41 | ﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ |
---|
الطور: 46 | ﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} فإنه هو الذي ينتفع ويرتفع برحمة الله تعالى التي تسبب إليها وسعى لها سعيها في الدنيا. ثم قال تعالى:
وقوله: إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ... في محل رفع على أنه بدل من ضمير يُنْصَرُونَ. أو في محل نصب على الاستثناء منه أى: لا يستطيع صديق أن يدفع العذاب عن صديقه، ولا قريب أن ينفع قريبه أو ينصره، إلا من رحمه الله- تعالى-، وذلك بأن يعفو- سبحانه- عنه، أو يقبل شفاعة غيره فيه.
إِنَّهُ- سبحانه- هو الْعَزِيزُ الذي لا يغلب الرَّحِيمُ الذي وسعت رحمته كل شيء.
ثم قال : ( إلا من رحم الله ) أي : لا ينفع يومئذ إلا من رحمه الله ، عز وجل ، لخلقه ( إنه هو العزيز الرحيم ) أي : هو عزيز ذو رحمة واسعة .
وقوله ( إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ) اختلف أهل العربية في موضع " مَنْ" في قوله: ( إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ) فقال بعض نحويي البصرة: إلا من رحم الله, فجعله بدلا من الاسم المضمر في ينصرون, وإن شئت جعلته مبتدأ وأضمرت خبره, يريد به: إلا من رحم الله فيغني عنه. وقال بعض نحويي الكوفة قوله ( إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ) قال: المؤمنون يشفع بعضهم في بعض, فإن شئت فاجعل " مَنْ" في موضع رفع, كأنك قلت: لا يقوم أحد إلا فلان, وإن شئت جعلته نصبا على الاستثناء والانقطاع عن أوّل الكلام, يريد: اللهمّ إلا من رحم الله.
وقال آخرون منهم: معناه لا يغني مولى عن مولى شيئا, إلا من أذن الله له أن يشفع; قال: لا يكون بدلا مما في ينصرون, لأن إلا محقق, والأوّل منفيّ, والبدل لا يكون إلا بمعنى الأوّل. قال: وكذلك لا يجوز أن يكون مستأنفا, لأنه لا يستأنف بالاستثناء.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يكون في موضع رفع بمعنى: يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا إلا من رحم الله منهم, فإنه يغني عنه بأن يشفع له عند ربه.
وقوله ( إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) يقول جلّ ثناؤه واصفا نفسه: إن الله هو العزيز في انتقامه من أعدائه, الرحيم بأوليائه, وأهل طاعته.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
يوسف: 53 | ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ |
---|
هود: 43 | ﴿قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ﴾ |
---|
هود: 119 | ﴿ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ |
---|
الدخان: 42 | ﴿ إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّـهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
لما ذكر يوم القيامة وأنه يفصل بين عباده فيه ذكر افتراقهم إلى فريقين:فريق في الجنة، وفريق في السعير وهم:الآثمون بعمل الكفر والمعاصي وأن طعامهم{ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ} شر الأشجار وأفظعها وأن طعمها{ كَالْمُهْلِ}
ثم بين- سبحانه- طعام أهل النار وحالهم يوم القيامة فقال: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ. طَعامُ الْأَثِيمِ. كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ...
والمراد بشجرة الزقوم: الشجرة التي خلقها الله- تعالى- في جهنم، وسماها الشجرة الملعونة، ليكون طعام أهل النار منها.
ولفظ الزقوم: اسم لتلك الشجرة، أو من الزقم بمعنى الالتقام والابتلاع للشيء.
يقول تعالى مخبرا عما يعذب به [ عباده ] الكافرين الجاحدين للقائه : ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) والأثيم أي : في قوله وفعله ، وهو الكافر . وذكر غير واحد أنه أبو جهل ، ولا شك في دخوله في هذه الآية ، ولكن ليست خاصة به .
قال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان عن الأعمش ، عن إبراهيم عن همام بن الحارث ، أن أبا الدرداء كان يقرئ رجلا ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) فقال : طعام اليتيم فقال أبو الدرداء قل : إن شجرة الزقوم طعام الفاجر . أي : ليس له طعام غيرها .
قال مجاهد : ولو وقعت منها قطرة في الأرض لأفسدت على أهل الأرض معايشهم . وقد تقدم نحوه مرفوعا .
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43)
يقول تعالى ذكره: ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ) التي أخبر أنها تَنْبتُ في أصل الجحيم, التي جعلها طعاما لأهل الجحيم, ثمرها فى الجحيم طعام الآثم في الدنيا بربه, والأثيم: ذو الإثم, والإثم من أثم يأثم فهو أثيم. وعنى به في هذا الموضع: الذي إثمه الكفر بربه دون غيره من الآثام.
وقد حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن الأعمش، عن إبراهيم, عن همام بن الحارث, أن أبا الدرداء كان يُقرئ رجلا( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ ) فقال: طعام اليتيم, فقال أبو الدرداء: قل إن شجرة الزقوم طعام الفاجر.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش, عن أبي يحيى, عن مجاهد, عن ابن عباس قال: " لو أن قطرة من زقوم جهنم أنـزلت إلى الدنيا, لأفسدت على الناس معايشهم ".
حدثني أبو السائب, قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن همام, قال: كان أبو الدرداء يُقْرئ رجلا( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ ) قال: فجعل الرجل يقول: إن شجرة الزقوم طعام اليتيم; قال: فلما أكثر عليه أبو الدرداء, فرآه لا يفهم, قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
والأثيم: الكثير الآثام والسيئات. والمراد به الكافر لدلالة ما قبله عليه.
( طعام الأثيم ) والأثيم أي : في قوله وفعله ، وهو الكافر . وذكر غير واحد أنه أبو جهل ، ولا شك في دخوله في هذه الآية ، ولكن ليست خاصة به .
قال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان عن الأعمش ، عن إبراهيم عن همام بن الحارث ، أن أبا الدرداء كان يقرئ رجلا ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) فقال : طعام اليتيم فقال أبو الدرداء قل : إن شجرة الزقوم طعام الفاجر . أي : ليس له طعام غيرها .
قال مجاهد : ولو وقعت منها قطرة في الأرض لأفسدت على أهل الأرض معايشهم . وقد تقدم نحوه مرفوعا .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ ) قال: أبو جهل.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ كَالْمُهْلِ} أي:كالصديد المنتن خبيث الريح والطعم شديد الحرارة يغلي في بطونهم{ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}
والمهل: هو النحاس المذاب، أو رديء الزيت الحار.
أى: إن الشجرة الملعونة التي هي شجرة الزقوم، خلقها الله- تعالى- لتكون طعاما للإنسان الكافر، الكثير الآثام والجرائم..
فتنزل في بطنه كما ينزل النحاس الحار المذاب، فيغلي فيها كغلي الماء البالغ نهاية الحرارة.
وقوله : ( كالمهل ) قالوا : كعكر الزيت ( يغلي في البطون)
وقوله ( كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ) يقول تعالى ذكره: إن شجرة الزقوم التي جعل ثمرتها طعام الكافر في جهنم, كالرصاص أو الفضة, أو ما يُذاب فى النار إذا أُذيب بها, فتناهت حرارته, وشدّت حميته في شدّة السواد.
وقد بينَّا معنى المهل فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع من الشواهد, وذكَر اختلاف أهل التأويل فيه, غير أنا نذكر من أقوال أهل العلم في هذا الموضع ما لم نذكره هناك.
حدثنا سليمان بن عبد الجبار, قال: ثنا محمد بن الصلت, قال: ثنا أبو كدينة, عن قابوس, عن أبيه, قال: سألت ابن عباس, عن قول الله جلّ ثناؤه ( كَالمُهْلِ ) قال: كدرديّ الزيت.
حدثني عليّ بن سهل, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ) يقول: أسود كمهل الزيت.
حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب ويعقوب بن إبراهيم, قالوا: ثنا ابن إدريس, قال: سمعت مطرفا, عن عطية بن سعد, عن ابن عباس, في قوله: ( كَالمُهْلِ ) ماء غليظ كدرديّ الزيت.
حدثني يحيى بن طلحة, قال: ثنا عبد الصمد، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا ابن إدريس ، قال : سمعت مطرفا ، عن عطية بن سعد ، عن ابن عباس ، في قوله ( كَالمُهْلِ ) قال : كدرديّ الزيت.
حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا عبد الصمد, قال: ثنا شعبة, قال: ثنا خليد, عن الحسن, عن ابن عباس, أنه رأى فضة قد أُذيبت, فقال: هذا المهل.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا أبو معاوية, قال: ثنا عمرو بن ميمون عن أبيه, عن عبد الله في قوله: كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ قال: دخل عبد الله بيت المال, فأخرج بقايا كانت فيه, فأوقد عليها النار حتى تلألأت, قال: أين السائل عن المهل, هذا المهل.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا ابن أبي عديّ: وحدثنا محمد بن المثنى, قال: ثنا خالد بن الحارث, عن عوف, عن الحسن, قال: بلغني أن ابن مسعود سُئل عن المهل الذي يقولون يوم القيامة شراب أهل النار, وهو على بيت المال, قال: فدعا بذهب وفضة فأذابهما, فقال: هذا أشبه شيء في الدنيا بالمهل الذي هو لون السماء يوم القيامة, وشراب أهل النار, غير أن ذلك هو أشدّ حرّا من هذا. لفظ الحديث لابن بشار وحديث ابن المثنى نحوه.
حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب, قالا ثنا ابن إدريس, قال: أخبرنا أشعث, عن الحسن, قال: كان من كلامه أن عبد الله بن مسعود رجل أكرمه الله بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم, فإن عمر رضي الله عنه استعمله على بيت المال, قال: فعمد إلى فضة كثيرة مكسرة, فخدّ لها أُخدودا, ثم أمر بحطب جزل فأوقد عليها, حتى إذا امَّاعت وتزبدت وعادت ألوانا, قال: انظروا من بالباب, فأُدخل القوم فقال لهم: هذا أشبه ما رأينا في الدنيا بالمُهْل.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ )... الآية, ذُكر لنا أن ابن مسعود أُهديت له سقاية من ذهب وفضة, فأمر بأخدود فخدّت في الأرض, ثم قُذِف فيها من جزل الحطب, ثم قذفت فيها تلك السقاية, حتى إذا أزبدت وانماعت قال لغلامه: ادع من بحضرتنا من أهل الكوفة, فدعا رهطا, فلما دخلوا قال: أترون هذا؟ قالوا نعم, قال: ما رأينا في الدنيا شبيها للمهل أدنى من الذهب والفضة حين أزبد وانماع.
حدثنا أبو هشام الرفاعي, قال: ثنا ابن يمان, قال: ثنا سفيان, عن الأعمش, عن عبد الله بن سفيان الأسديّ, قال: أذاب عبد الله بن مسعود فضة, ثم قال: من أراد أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, عن قابوس, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ قال: كدُرديّ الزيت.
حدثني يحيى بن طلحة قال: ثنا شريك, عن سالم, عن سعيد: (كالمُهْلِ) قال: كدردي الزيت.
حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا يعمر بن بشر, قال: ثنا ابن المبارك, قال: ثنا أبو الصباح, قال: سمعت يزيد بن أبي سمية يقول: سمعت ابن عمر يقول: هل تدرون ما المهل؟ المهل مهل الزيت, يعني آخره.
قال: ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني, قال: ثنا ابن المبارك, قال: أخبرنا أبو الصباح الأيلي, عن يزيد بن أبي سمية, عن ابن عمر بمثله.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا رشدين بن سعد, عن عمرو بن الحارث, عن درّاج أبي السمح, عن أبي الهيثم, عن أبي سعيد, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ كعَكر الزيت, فإذا قرّبه إلى وجهه, سقطت فروة وجهه فيه ".
قال: ثنا محمد بن المثنى, قال: ثنا يعمر بن بشر, قال: أخبرنا ابن المبارك, قال: أخبرنا رشدين بن سعد, قال: ثني عمرو بن الحارث, عن أبي السمح, عن أبي الهيثم, عن أبي سعيد الخُدْريّ, عن النبي صلى الله عليه وسلم, مثله.
وقوله ( فِي الْبُطُونِ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة " تَغْلِي" بالتاء, بمعنى أن شجرة الزقوم تغلي في بطونهم, فأنثوا تغلي لتأنيث الشجرة. وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل الكوفة (يَغْلِي) بمعنى: طعام الأثيم يغلي, أو المهل يغلي, فذكَّره بعضهم لتذكير الطعام, ووجه معناه إلى أن الطعام هو الذي يغلي في بطونهم وبعضهم لتذكير المهل, ووجهه إلى أنه صفة للمهل الذي يغلي.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
يغلى:
1- بالياء، أي: الطعام، وهى قراءة مجاهد، وقتادة، والحسن، والابنين، وحفص.
وقرئ:
2- بالتاء، أي: الشجرة، وهى قراءة عمرو بن ميمون، وأبى رزين، والأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، وابن محيصن، وطلحة، والحسن فى رواية، وباقى السبعة.
التفسير :
يغلي في بطونهم{ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}
فقوله: كَغَلْيِ الْحَمِيمِ نعت لمصدر محذوف. أى: غليا كغلي الحميم.
"كغلي الحميم" أي من حرارتها ورداءتها.
( كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ) يقول: يغلي ذلك في بطون هؤلاء الأشقياء كغلي الماء المحموم, وهو المسخن الذي قد أوقد عليه حتى تناهت شدّة حرّه, وقيل: حميم وهو محموم, لأنه مصروف من مفعول إلى فعيل, كما يقال: قتيل من مقتول.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
وقوله- سبحانه- خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ. ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ، ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ... مقول لقول محذوف، هذا القول موجه من الله- تعالى- لملائكة العذاب.
وقوله- سبحانه فَاعْتِلُوهُ من العتل وهو الأخذ بمجامع الشيء، وجره بغلظة وقهر.
يقال: عتل فلان فلانا يعتله عتلا، إذا جذبه جذبا شديدا، وسار به إلى ما يكره السير إليه.
أى: يقول الله- تعالى- لملائكة العذاب في هذا اليوم العسير: خذوا هذا الكافر الأثيم، فجروه بغلظة، وسوقوه بشدة إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ أى: إلى وسطها.
وقوله : ( خذوه فاعتلوه ) أي : [ خذوا ] الكافر ، وقد ورد أنه تعالى إذا قال للزبانية ) خذوه ) ابتدره سبعون ألفا منهم .
( فاعتلوه ) أي : سوقوه سحبا ودفعا في ظهره .
قال مجاهد : ( خذوه فاعتلوه ) أي : خذوه فادفعوه .
وقال الفرزدق :
ليس الكرام بناحليك أباهم حتى ترد إلى عطية تعتل
( إلى سواء الجحيم ) أي : وسطها .
القول في تأويل قوله تعالى : خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)
يقول تعالى ذكره: (خُذُوهُ) يعني هذا الأثيم بربه, الذي أخبر جلّ ثناؤه أن له شجرة الزقوم طعام (فاعْتلُوهُ) يقول تعالى ذكره: فادفعوه وسوقوه, يقال منه: عتله يعتله عتلا إذا ساقه بالدفع والجذب; ومنه قول الفرزدق:
ليْسَ الكِـــرَامُ بِنَــاحِلِيكَ أبَــاهُمُ
حــتى تُــرَدّ إلـى عَطِيَّـةَ تُعْتِـلُ (1)
أي تُساق دَفْعا وسحبا.
وقوله ( إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) : إلى وسط الجحيم. ومعنى الكلام: يقال يوم القيامة: خذوا هذا الأثيم فسوقوه دفعا في ظهره, وسحبا إلى وسط النار.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: (فاعْتلُوهُ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثني عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله ( خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) قال: خذوه فادفعوه.
وفي قوله (فاعْتلُوهُ) لغتان: كسر التاء, وهي قراءة بعض قرّاء أهل المدينة وبعض أهل مكة (2) .
والصواب من القراءة في ذلك عندنا أنهما لغتان معروفتان في العرب, يقال منه: عتل يعتِل ويعتُل, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال. ثنا سعيد, عن قتادة ( إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) : إلى وَسَط النار.
------------------------
الهوامش:
(1) البيت في ديوان الفرزدق (طبعة الصاوي بالقاهرة ص 722 ) وناحليك : معطيك . وموضع الشاهد في البيت قوله"تعتل". قال في (اللسان: عتل) : وفي التنزيل"خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم" قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو"فاعتلوه" بكسر التاء؛ وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب :"فاعتلوه" بضم التاء. قال الأزهري : وهما لغتان فصيحتان. ومعناه : خذوه فاقصفوه كما يقصف الحطب. والعتل : الدفع والإرهاق بالسوق العنيف. ا هـ.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الدخان: 47 | ﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾ |
---|
الحاقة: 30 | ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوه ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
فاعتلوه:
1- بكسر التاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها، وهى قراءة زيد بن على، والابنين، ونافع.
التفسير :
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ على سبيل التنكيل به مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ صبا يذله ويوجعه ويجعل رأسه تغلى من شدة حرارة هذا الماء.
( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) كقوله ( يصب من فوق رءوسهم الحميم . يصهر به ما في بطونهم والجلود ) [ الحج : 19 ، 20 ] .
وقد تقدم أن الملك يضربه بمقمعة من حديد ، تفتح دماغه ، ثم يصب الحميم على رأسه فينزل في بدنه ، فيسلت ما في بطنه من أمعائه ، حتى تمرق من كعبيه - أعاذنا الله تعالى من ذلك .
وقوله ( ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ) يقول تعالى ذكره: ثم صبوا على رأس هذا الأثيم من عذاب الحميم, يعني: من الماء المسخن الذي وصفنا صفته, وهو الماء الذي قال الله يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وقد بيَّنت صفته هنالك.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
ويقال للمعذب:{ ذُقْ} هذا العذاب الأليم والعقاب الوخيم{ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} أي:بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله وأنك كريم على الله لا يصيبك بعذاب، فاليوم تبين لك أنك أنت الذليل المهان الخسيس.
ثم قولوا له بعد ذلك على سبيل التهكم به، والتقريع له: ذُقْ أى: تذوق شدة هذا العذاب فالأمر للإهانة.
إِنَّكَ كنت تزعم في الدنيا، بأنك أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.
وقوله : ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) أي : قولوا له ذلك على وجه التهكم والتوبيخ .
وقال الضحاك عن ابن عباس : أي لست بعزيز ولا كريم .
وقد قال الأموي في مغازيه : حدثنا أسباط ، حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة قال : لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل - لعنه الله - فقال : " إن الله تعالى أمرني أن أقول لك : ( أولى لك فأولى . ثم أولى لك فأولى ) [ القيامة : 34 ، 35 ] قال : فنزع ثوبه من يده وقال : ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء . ولقد علمت أني أمنع أهل البطحاء ، وأنا العزيز الكريم . قال : فقتله الله تعالى يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ، وأنزل : ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) .
القول في تأويل قوله تعالى : ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)
يقول تعالى ذكره: يقال لهذا الأثيم الشقيّ : ذق هذا العذاب الذي تعذّب به اليوم ( إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ ) في قومك ( الكَرِيمُ ) عليهم.
وذُكر أن هذه الآيات نـزلت في أبي جهل بن هشام.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ نـزلت في عدوّ الله أبي جهل لقي النبيّ صلى الله عليه وسلم, فأخذه فهزه, ثم قال: أولى لك يا أبا جهل فأولى, ثم أولى لك فأولى, ذق إنك أنت العزيز الكريم, وذلك أنه قال: أيوعدني محمد, والله لأنا أعزّ من مشى بين جبليها. وفيه نـزلت وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا وفيه نـزلت كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ وقال قتادة: نـزلت في أبي جهل وأصحابه الذين قتل الله تبارك وتعالى يوم بدر أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ .
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, قال: نـزلت في أبي جهل خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ قال قتادة, قال أبو جهل: ما بين جبليها رجل أعزّ ولا أكرم مني, فقال الله عزّ وجلّ: ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ قال: هذا لأبي جهل.
فإن قال قائل: وكيف قيل وهو يهان بالعذاب الذي ذكره الله, ويذلّ بالعتل إلى سواء الجحيم: إنك أنت العزيز الكريم؟ قيل: إن قوله ( إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) غير وصف من قائل ذلك له بالعزّة والكرم, ولكنه تقريع منه له بما كان يصف به نفسه في الدنيا, وتوبيخ له بذلك على وجه الحكاية, لأنه كان في الدنيا يقول: إنك أنت العزيز الكريم, فقيل له في الآخرة, إذ عذّب بما عُذّب به في النار: ذُق هذا الهوان اليوم, فإنك كنت تزعم إنك أنت العزيز الكريم, وإنك أنت الذليل المهين, فأين الذي كنت تقول وتدّعي من العزّ والكرم, هلا تمتنع من العذاب بعزّتك.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا صفوان بن عيسى; قال ثنا ابن عجلان عن سعيد المقبري, عن أبي هريرة قال: قال كعب: لله ثلاثة أثواب: اتَّزر بالعزّ, وتَسَربل الرحمة, وارتدى الكبرياء تعالى ذكره, فمن تعزّز بغير ما أعزّه الله فذاك الذي يقال: ذق إنك أنت العزيز الكريم, ومن رحم الناس فذاك الذي سربل الله سرباله الذي ينبغي له ومن تكبر فذاك الذي نازع الله رداءه إن الله تعالى ذكره يقول: " لا ينبغي لمن نازعني ردائي أن أدخله الجنة " جلّ وعزّ.
وأجمعت قرّاء الأمصار جميعا على كسر الألف من قوله: ( ذُقْ إنَّكَ ) على وجه الابتداء. وحكاية قول هذا القائل: إني أنا العزيز الكريم. وقرأ ذلك بعض المتأخرين ( ذُقْ أَنَّكَ ) بفتح الألف على إعمال قوله (ذُقْ) في قوله: (أنَّكَ) كأنك معنى الكلام عنده: ذق هذا القول الذي قلته في الدنيا.
والصواب من القراءة في ذلك عندنا كسر الألف من (إنَّكَ) على المعنى الذي ذكرت لقارئه, لإجماع الحجة من القرّاء عليه, وشذوذ ما خالفه, (3) وكفى دليلا على خطأ قراءة خلافها, ما مضت عليه الأئمة من المتقدمين والمتأخرين, مع بُعدها من الصحة في المعنى وفراقها تأويل أهل التأويل.
------------------------
الهوامش:
(2) لم يذكر الثانية ، وهي ضم التاء ، وبها قرئ ، ولعله اكتفى عن ذلك ؛ بما ذكره في السطر الذي بعده.
(3) قوله وشذوذ ما خالفه ، هذا غير صحيح لأن الإمام الكسائي قرأ بفتح الهمز ، وهي قراءة سبعية متواترة مشهورة وليست شاذة
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
إنك:
1- بكسر الهمزة.
وقرئ:
2- بفتحها، وهى قراءة الحسن بن على بن أبى طالب، والكسائي.
التفسير :
{ إِنَّ هَذَا} العذاب العظيم{ مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} أي:تشكون فالآن صار عندكم حق اليقين.
ثم ختم- سبحانه- هذه الآيات بقوله: إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ أى: إن هذا العذاب الذي نزل بكم أيها الكافرون، هو ما كنتم بشأنه تجادلون وتخاصمون في الدنيا، فمنكم من كان ينكره، ومنكم من كان يشكك في صحته. فها هو ذا قد أصبح حقيقة واقعة فوق رءوسكم.
وهكذا نجد الآيات الكريمة، قد وضحت أن يوم القيامة حق لا ريب فيه، وأن الكافرين به سيصيبهم عذاب شديد يذلهم ويخزيهم.
وبعد هذا الحديث عن الكافرين وسوء مصيرهم، ختم- سبحانه- السورة الكريمة بالحديث عن المتقين وحسن عاقبتهم فقال- تعالى-:
وقوله : ( إن هذا ما كنتم به تمترون ) ، كقوله ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا . هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ) [ الطور : 13 - 15 ] ، ; ولهذا قال هاهنا : ( إن هذا ما كنتم به تمترون )
وقوله ( إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ) يقول تعالى ذكره: يقال له: إنَّ هذا العذاب الذي تعذّب به اليوم, هو العذاب الذي كنتم في الدنيا تَشُكُّون, فتختصمون فيه, ولا توقنون به فقد لقيتموه, فذوقوه.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
هذا جزاء المتقين لله الذين اتقوا سخطه وعذابه بتركهم المعاصي وفعلهم الطاعات، فلما انتفى السخط عنهم والعذاب ثبت لهم الرضا من الله والثواب العظيم في ظل ظليل من كثرة الأشجار والفواكه وعيون سارحة تجري من تحتهم الأنهار يفجرونها تفجيرا في جنات النعيم.
أى: إن الذين اتقوا الله- تعالى- وصانوا أنفسهم عن كل ما لا يرضيه سيكونون يوم القيامة فِي مَقامٍ أَمِينٍ أى: في مكان يأمن معه صاحبه من كل خوف.
فالمراد بالمقام- بالفتح- موضع القيام، أى: الثبات والملازمة. وقرأ ابن عامر ونافع، مَقامٍ- بضم الميم- أى: موضع الإقامة. والمراد أنهم في مكان أو مجلس لا خوف فيه ولا مكروه.
لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر [ حال ] السعداء - ولهذا سمي القرآن مثاني - فقال : ( إن المتقين ) أي : لله في الدنيا ( في مقام أمين ) أي : في الآخرة وهو الجنة ، قد أمنوا فيها من الموت والخروج ، ومن كل هم وحزن وجزع وتعب ونصب ، ومن الشيطان وكيده ، وسائر الآفات والمصائب .
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)
يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا الله بأداء طاعته, واجتناب معاصيه في موضع إقامة, آمنين في ذلك الموضع مما كان يخاف منه في مقامات الدنيا من الأوصاب والعلل والأنصاب والأحزان.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) فقرأته عامة قرّاء المدينة ( فِي مُقَامٍ أَمِينٍ ) بضم الميم, بمعنى: في إقامة أمين من الظعن (4) . وقرأته عامة قرّاء المصرين: الكوفة والبصرة (في مَقامٍ) بفتح الميم على المعنى الذي وصفنا, وتوجيها إلى أنهم في مكان وموضع أمين.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) إيْ والله, أمين من الشيطان والأنصاب والأحزان.
------------------------
الهوامش:
(4) ما فوق الخط ليس في الأصل.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الحجر: 45 | ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ |
---|
الذاريات: 15 | ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ |
---|
الدخان: 51 | ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾ |
---|
الطور: 17 | ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ |
---|
القمر: 54 | ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ |
---|
المرسلات: 41 | ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
مقام:
وقرئ:
1- بضم الميم، وهى قراءة عبد الله بن عمر، وزيد بن على، وأبى جعفر، وشيبه، والأعرج، والحسن، وقتادة، ونافع، وابن عامر.
2- بفتحها، وهى قراءة أبى رجاء، وعيسى، ويحيى، والأعمش، وباقى السبعة.
التفسير :
فأضاف الجنات إلى النعيم لأن كل ما اشتملت عليه كله نعيم وسرور، كامل من كل وجه ما فيه منغص ولا مكدر بوجه من الوجوه.
وقوله: في جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
بدل من مَقامٍ أَمِينٍ بإعادة حرف الجر أى: هم في مكان آمن، تتوسطه وتحيط به البساتين الناضرة، وعيون الماء المتفجرة.
( في جنات وعيون ) وهذا في مقابلة ما أولئك فيه من شجر الزقوم ، وشرب الحميم .
وقوله ( فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) الجنات والعيون ترجمة عن المقام الأمين, والمقام الأمين: هو الجنات والعيون, والجنات: البساتين, والعيون: عيون الماء المطرد في أصول أشجار الجنات.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الحجر: 45 | ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ |
---|
الشعراء: 57 | ﴿فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ |
---|
الشعراء: 134 | ﴿وَ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ |
---|
الشعراء: 147 | ﴿فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ |
---|
الدخان: 25 | ﴿كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ |
---|
الدخان: 52 | ﴿فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ |
---|
الذاريات: 15 | ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
ولباسهم من الحرير الأخضر من السندس والإستبرق أي:غليظ الحرير ورقيقه مما تشتهيه أنفسهم.{ مُتَقَابِلِينَ} في قلوبهم ووجوههم في كمال الراحة والطمأنينة والمحبة والعشرة الحسنة والآداب المستحسنة.
يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ والسندس هو أجود أنواع الحرير وأرقه، واحده سندسة.
وَإِسْتَبْرَقٍ وهو ما كان سميكا من الديباج والحرير.
مُتَقابِلِينَ أى: يجلسون في مجالس متقابلة، بحيث ينظر بعضهم إلى بعض.
وقوله تعالى : ( يلبسون من سندس وإستبرق ) وهو : رفيع الحرير ، كالقمصان ونحوها ) وإستبرق ) وهو ما فيه بريق ولمعان وذلك كالرياش ، وما يلبس على أعالي القماش ، ( متقابلين ) أي : على السرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره .
وقوله ( يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ ) يقول: يلبس هؤلاء المتقون في هذه الجنات من سندس, وهو ما رقّ من الديباج وإستبرق: وهو ما غلظ من الديباج.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, عن عكرمة, في قوله ( مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) قال: الإستبرق: الديباج الغليظ.
وقيل: ( يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) ولم يقل لباسا, استغناء بدلالة الكلام على معناه.
وقوله ( مُتَقَابِلِينَ ) يعني أنهم في الجنة يقابل بعضهم بعضا بالوجوه, ولا ينظر بعضهم في قفا بعض.
وقد ذكرنا الرواية بذلك فما مضى, فأغنى ذلك عن إعادته.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ كَذَلِكَ} النعيم التام والسرور الكامل{ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عين} أي:نساء جميلات من جمالهن وحسنهن أنه يحار الطرف في حسنهن وينبهر العقل بجمالهن وينخلب اللب لكمالهن{ عَيْنٍ} أي:ضخام الأعين حسانها.
كَذلِكَ أى: الأمر كذلك. من أن المتقين لهم كل هذا النعيم.
وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ أى: وزوجناهم بنساء يحار الطرف فيهم لجمالهن وحسنهن، والحور: جمع حوراء.. وهي التي يحار الطرف فيها لفرط جمالها. والعين: جمع عيناء. وهي التي اتسعت عينها في حسن وجمال.
وقوله : ( كذلك وزوجناهم بحور عين ) أي : هذا العطاء مع ما قد منحناهم من الزوجات الحور العين الحسان اللاتي ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) [ الرحمن : 56 ، 74 ] ( كأنهن الياقوت والمرجان ) [ الرحمن : 58 ] ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) [ الرحمن : 60 ] .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا نوح بن حبيب ، حدثنا نصر بن مزاحم العطار ، حدثنا عمر بن سعد ، عن رجل عن أنس - رفعه نوح - قال : لو أن حوراء بزقت في بحر لجي ، لعذب ذلك الماء لعذوبة ريقها .
القول في تأويل قوله تعالى : كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)
يقول تعالى ذكره: كما أعطينا هؤلاء المتقين في الآخرة من الكرامة بإدخالناهم الجنات, وإلباسناهم فيها السندس والإستبرق, كذلك أكرمناهم بأن زوّجناهم أيضا فيها حورا من النساء, وهن النقيات البياض, واحدتهنّ: حَوْراء.
وكان مجاهد يقول في معنى الحُور, ما حدثني به محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) قال: أنكحناهم حورا. قال: والحُور: اللاتي يحار فيهنّ الطرف بادٍ مُخُّ سوقهنّ من وراء ثيابهنّ, ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهنّ كالمرآة من رقة الجلد, وصفاء اللون. وهذا الذي قاله مجاهد من أن الحور إنما معناها: أنه يحار فيها الطرف, قول لا معنى له في كلام العرب, لأن الحُور إنما هو جمع حوراء, كالحمر جمع حمراء, والسود: جمع سوداء, والحوراء إنما هي فعلاء من الحور وهو نقاء البياض, كما قيل للنقيّ البياض من الطعام الحُوَّارِيُّ. وقد بينَّا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل.
وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال سائر أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) قال: بيضاء عيناء, قال: وفي قراءة ابن مسعود ( بعِيس عِين ) .
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( بِحُورٍ عِينٍ ) قال: بيض عين, قال: وفي حرف ابن مسعود ( بعِيس عِين ). وقرأ ابن مسعود هذه, يعني أن معنى الحور غير الذي ذهب إليه مجاهد, لأن العيس عند العرب جمع عيساء, وهي البيضاء من الإبل, كما قال الأعشى:
وَمَهْمَـهٍ نَـازِحٍ تَعْـوِي الذّئـابُ بِـهِ
كَــلَّفْتُ أَعْيَسَ تَحْـتَ الرَّحْـلِ نَعَّابـا (5)
يعني بالأعيس: جملا أبيض. فأما العين فإنها جمع عيناء, وهي العظيمة العينين من النساء.
وقوله ( يَدْعُونَ فِيهَا )... الآية, يقول: يدعو هؤلاء المتقون في الجنة بكلّ نوع من فواكه الجنة اشتهوه, آمنين فيها من انقطاع ذلك عنهم ونفاده وفنائه, ومن غائلة أذاه ومكروهه, يقول: ليست تلك الفاكهة هنالك كفاكهة الدنيا التي نأكلها, وهم يخافون مكروه عاقبتها, وغبّ أذاها مع نفادها من عندهم, وعدمها في بعض الأزمنة والأوقات.
وكان قتادة يوجه تأويل قوله: (آمِنِينَ) إلى ما حدثنا به بشر.
------------------------
الهوامش:
(5) البيت : لأعشى بني قيس بن ثعلبة (ديوانه طبع القاهرة 1361 ) والرواية فيه :"قفر مساربه" في موضع"تعوي الذئاب به" والمهمه : الصحراء ، ونازح : بعيد . وقفر : خال من النبات والإنس . ومساربه مسالكه . وأعيس : حمل أبيض يخالطه شقرة أو ظلمة . والرحل : الخشب يشد على الجمل ليركب فوقه . ونعاب : من نعبت الإبل : إذا مدت أعناقها في سيرها . وقيل هو أن يحرك البعير رأسه إذا أسرع (اللسان: نعب) . ومحل الشاهد في البيت عند المؤلف أن العيس عند العرب جمع أعيس ، وعيساء ، وهي الناقة البيضاء ، كما جاء في شعر الأعشى : الأعيس : الجمل الأبيض.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الدخان: 54 | ﴿كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ |
---|
الطور: 20 | ﴿مُتَّكِِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
بحور:
1- منونا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بغير تنوين، وهى قراءة عكرمة.
التفسير :
{ يَدْعُونَ فِيهَا} أي:الجنة{ بِكُلِّ فَاكِهَةٍ} مما له اسم في الدنيا ومما لا يوجد له اسم ولا نظير في الدنيا، فمهما طلبوه من أنواع الفاكهة وأجناسها أحضر لهم في الحال من غير تعب ولا كلفة،{ آمِنِينَ} من انقطاع ذلك وآمنين من مضرته وآمنين من كل مكدر، وآمنين من الخروج منها والموت .
يَدْعُونَ فِيها أى: في الجنات بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ.
أى: يطلبون ويأمرون غيرهم بأن يحضر لهم كل ما يشتهونه من فاكهة أو غيرها، فيلبي طلبهم وهم آمنون في أماكنهم من كل خوف أو ضرر.
وقوله : ( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) أي : مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر لهم ، وهم آمنون من انقطاعه وامتناعه ، بل يحضر إليهم كلما أرادوا .
قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ) أمنوا من الموت والأوصاب والشيطان.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} أي:ليس فيها موت بالكلية، ولو كان فيها موت يستثنى لم يستثن الموتة الأولى التي هي الموتة في الدنيا فتم لهم كل محبوب مطلوب،{ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}
ثم بين- سبحانه- أن بقاءهم في تلك الجنات بقاء دائم فقال: لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى، وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ.
أى: هم باقون بقاء دائما في تلك الجنات، بحيث لا يموتون فيها أبدا، إلا الموتة الأولى التي ذاقوها عند نهاية آجالهم في الدنيا، ووقاهم- سبحانه- بعدها عذاب الجحيم، الذي حل بالكافرين.
قال الآلوسى: وقوله: لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى جملة مستأنفة أو حالية، وكأنه أريد أن يقال: لا يذوقون فيها الموت البتة، فوضع الموتة الأولى موضع ذلك، لأن الموتة الماضية محال ذوقها في المستقبل فهو من باب التعليق بالمحال، كأنه قيل: إن كانت الموتة الأولى يستقيم ذوقها في المستقبل فإنهم يذوقونها. ونظيره قول القائل لمن يستسقيه:
لا أسقيك إلا الجمر، وقد علم أن الجمر لا يسقى .
وقوله : ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) هذا استثناء يؤكد النفي ، فإنه استثناء منقطع ومعناه : أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدا ، كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يؤتى بالموت في صورة كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار ثم يذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت " وقد تقدم الحديث في سورة مريم .
وقال عبد الرزاق : حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي مسلم الأغر ، عن أبي سعيد وأبي هريرة ، رضي الله عنهما ، قالا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يقال لأهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا " . رواه مسلم عن إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد ، كلاهما عن عبد الرزاق به .
هكذا يقول أبو إسحاق وأهل العراق " أبو مسلم الأغر " ، وأهل المدينة يقولون : " أبو عبد الله الأغر " .
وقال أبو بكر بن أبي داود السجستاني : حدثنا أحمد بن حفص ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن الحجاج - هو ابن حجاج - عن عبادة ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من اتقى الله دخل الجنة ، ينعم فيها ولا يبأس ، ويحيا فيها فلا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه " .
وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن يحيى ، حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدثنا سليمان بن عبيد الله الرقي ، حدثنا مصعب بن إبراهيم ، حدثنا عمران بن الربيع الكوفي ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، رضي الله عنه ، قال : سئل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : أينام أهل الجنة ؟ فقال : " النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا ينامون " .
وهكذا رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره : حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري ، حدثنا المقدام بن داود ، حدثنا عبد الله بن المغيرة ، حدثنا سفيان الثوري ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " النوم أخو الموت ، وأهل الجنة لا ينامون " .
وقال أبو بكر البزار في مسنده : حدثنا الفضل بن يعقوب ، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، عن سفيان ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قيل : يا رسول الله ، هل ينام أهل الجنة ؟ قال : " لا النوم أخو الموت " ثم قال : " لا نعلم أحدا أسنده عن ابن المنكدر ، عن جابر إلا الثوري ، ولا عن الثوري ، إلا الفريابي " هكذا قال ، وقد تقدم خلاف ذلك ، والله أعلم .
وقوله : ( ووقاهم عذاب الجحيم ) أي : مع هذا النعيم العظيم المقيم قد وقاهم ، وسلمهم ونجاهم وزحزحهم من العذاب الأليم في دركات الجحيم ، فحصل لهم المطلوب ، ونجاهم من المرهوب ;
وقوله: ( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأولَى ) يقول تعالى ذكره: لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة الموت بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا.
وكان بعض أهل العربية يوجه " إلا " في هذا الموضع إلى أنها في معنى سوى, ويقول: معنى الكلام: لا يذوقون فيها الموت سوى الموتة الأولى, ويمثله بقوله تعالى ذكره: وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ بمعنى: سوى ما قد فعل آباؤكم, وليس للذي قال من ذلك عندي وجه مفهوم, لأن الأغلب من قول القائل: لا أذوق اليوم الطعام إلا الطعام الذي ذقته قبل اليوم أنه يريد الخبر عن قائله أن عنده طعاما في ذلك اليوم ذائقه وطاعمه دون سائر الأطعمة غيره.
وإذ كان ذلك الأغلب من معناه وجب أن يكون قد أثبت بقوله ( إِلا الْمَوْتَةَ الأولَى ) موتة من نوع الأولى هم ذائقوها, ومعلوم أن ذلك ليس كذلك, لأن الله عزّ وجلّ قد آمَن أهل الجنة في الجنة إذا هم دخلوها من الموت, ولكن ذلك كما وصفت من معناه. وإنما جاز أن توضع " إلا " في موضع " بعد " لتقارب معنييهما في هذا الموضع وذلك أن القائل إذا قال: لا أكلم اليوم رجلا إلا رجلا بعد رجل عند عمرو قد أوجب على نفسه أن لا يكلم ذلك اليوم رجلا بعد كلام الرجل الذي عند عمرو.
وكذلك إذا قال: لا أكلم اليوم رجلا بعد رجل عند عمرو, قد أوجب على نفسه أن لا يكلم ذلك اليوم رجلا إلا رجلا عند عمرو, فبعد, وإلا متقاربتا المعنى في هذا الموضع. ومن شأن العرب أن تضع الكلمة مكان غيرها إذا تقارب معنياهما, وذلك كوضعهم الرجاء مكان الخوف لما في معنى الرجاء من الخوف, لأن الرجاء ليس بيقين, وإنما هو طمع, وقد يصدق ويكذب كما الخوف يصدق أحيانا ويكذب, فقال في ذلك أبو ذُؤَيْب:
إذا لَسَـعَتْهُ الدَّبْـرُ لَـمْ يَـرْجُ لَسْـعَها
وَخَالَفهَـا فِـي بَيْـتِ نُـوبٍ عَـوَامِلُ (6)
فقال: لم يرج لسعها, ومعناه في ذلك: لم يخف لسعها, وكوضعهم الظنّ موضع العلم الذي لم يدرك من قِبل العيان, وإنما أدرك استدلالا أو خبرا, كما قال الشاعر:
فَقُلْــتُ لَهُـمْ ظُنُّـوا بـألْفَيْ مُدَجَّـجٍ
سَــرَاتُهُمُ فــي الفَارِسِـيّ المُسَـرَّدِ (7)
بمعنى: أيقنوا بألفي مدجَّج واعلموا, فوضع الظنّ موضع اليقين, إذ لم يكن المقول لهم ذلك قد عاينوا ألفي مدجج, ولا رأوهم, وإن ما أخبرهم به هذا المخبر, فقال لهم ظنوا العلم بما لم يعاين من فعل القلب, فوضع أحدهما موضع الآخر لتقارب معنييهما في نظائر لما ذكرت يكثر إحصاؤها, كما يتقارب معنى الكلمتين في بعض المعاني, وهما مختلفتا المعنى في أشياء أخر, فتضع العرب إحداهما مكان صاحبتها في الموضع الذي يتقارب معنياهما فيه.
فكذلك قوله ( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأولَى ) وضعت " إلا " في موضع " بعد " لما نصف من تقارب معنى " إلا ", و " بعد " في هذا الموضع, وكذلك وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إنما معناه: بعد الذي سلف منكم في الجاهلية, فأما إذا وجهت " إلا " في هذا الموضع إلى معنى سوى, فإنما هو ترجمة عن المكان, وبيان عنها بما هو أشدّ التباسًا على من أراد علم معناها منها.
------------------------
الهوامش:
(6) البيت لأبي ذؤيب . وهو شاهد على أن لم يرج : أي لم يخف . وقد سبق الاستشهاد به في هذا التفسير ، وتقدم الكلام عليه مفصلا (انظره في 5 : 264 من هذه الطبعة) . وفي قافيته :"عواسل" في موضع عوامل. وكلتاهما صحيحة.
(7) البيت لدريد بن الصمة الجشمي . (اللسان : ظنن) . قال : الجوهري : الظن معروف . وقد يوضع موضع العلم . قال دريد ابن الصمة :"فقلت لهم ظنوا..." البيت : أي استيقنوا ، وإنما يخوف عدوه باليقين لا بالشك . والشاهد في البيت عند المؤلف أن العلم قد يوضع في موضع الظن ، كما أن الرجاء قد يوضع موضع الخوف.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الدخان: 56 | ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ |
---|
الطور: 18 | ﴿فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لا يذوقون:
وقرئ:
لا يذاقون، مبنيا للمفعول، وهى قراءة عبيد بن عمير.
ووقاهم:
وقرئ:
مشدد القاف، وهى قراءة أبى حيوة.
التفسير :
[فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ} أي:حصول النعيم واندفاع العذاب عنهم من فضل الله عليهم وكرمه فإنه تعالى هو الذي وفقهم للأعمال الصالحة التي بها نالوا خير الآخرة وأعطاهم أيضا ما لم تبلغه أعمالهم،{ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وأي فوز أعظم من نيل رضوان الله وجنته والسلامة من عذابه وسخطه؟
وقوله فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ أى: أعطوا كل ذلك فضلا من ربك، فقوله فَضْلًا منصوب على المصدرية بفعل محذوف. أو على أنه مفعول لأجله. أى: لأجل الفضل منه- سبحانه-.
ذلِكَ الذي أعطيناهم إياه هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الذي لا يدانيه ولا يساميه فضل.
ولهذا قال : ( فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم ) أي : إنما كان هذا بفضله عليهم وإحسانه إليهم كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " اعملوا وسددوا وقاربوا ، واعلموا أن أحدا لن يدخله عمله الجنة " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " .
وقوله ( وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ) يقول تعالى ذكره: ووقى هؤلاء المتقين ربهم يومئذ عذاب النار تفضلا يا محمد من ربك عليهم, وإحسانًا منه عليهم بذلك, ولم يعاقبهم بجرم سلف منهم في الدنيا, ولولا تفضله عليهم بصفحه لهم عن العقوبة لهم على ما سلف منهم من ذلك, لم يقهم عذاب الجحيم, ولكن كان ينالهم ويصيبهم ألمه ومكروهه.
وقوله ( ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يقول تعالى ذكره: هذا الذي أعطينا هؤلاء المتقين في الآخرة من الكرامة التي وصفت في هذه الآيات, هو الفوز العظيم: يقول: هو الظفر العظيم بما كانوا يطلبون من إدراكه في الدنيا بأعمالهم وطاعتهم لربهم, واتقائهم إياه, فيما امتحنهم به من الطاعات والفرائض, واجتناب المحارم.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ} أي:القرآن{ بِلِسَانِكَ} أي:سهلناه بلسانك الذي هو أفصح الألسنة على الإطلاق وأجلها فتيسر به لفظه وتيسر معناه.{ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} ما فيه نفعهم فيفعلونه وما فيه ضررهم فيتركونه.
فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ أى: فإنما أنزلنا عليك- يا محمد- هذا القرآن، وجعلناه بلغتك ولغة قومك لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ما فيه من هدايات ويعتبرون بما اشتمل عليه من عبر وعظات.
وقوله : ( فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون ) أي : إنما يسرنا هذا القرآن الذي أنزلناه سهلا واضحا بينا جليا بلسانك الذي هو أفصح اللغات وأجلاها وأحلاها وأعلاها ( لعلهم يتذكرون ) أي : يتفهمون ويعملون . ثم لما كان مع هذا البيان والوضوح ، من الناس من كفر وخالف وعاند ، قال الله تعالى لرسوله مسليا له وواعدا له بالنصر ، ومتوعدا لمن كذبه بالعطب والهلاك :
القول في تأويل قوله تعالى : فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فإنما سهَّلنا قراءة هذا القرآن الذي أنـزلناه إليك يا محمد بلسانك, ليتذكر هؤلاء المشركون الذين أرسلناك إليهم بعبره وحُججه, ويتَّعظوا بعظاته, ويتفكَّروا في آياته إذا أنت تتلوه عليهم, فينيبوا إلى طاعة ربهم, ويذعنوا للحقّ عند تبينهموه.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ) : أي هذا القرآن ( لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ) قال: القرآن, ويسَّرناه: أطلق به لسانه.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
مريم: 97 | ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا﴾ |
---|
الدخان: 58 | ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ فَارْتَقِبْ} أي:انتظر ما وعدك ربك من الخير والنصر{ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ} ما يحل بهم من العذاب وفرق بين الارتقابين:رسول الله وأتباعه يرتقبون الخير في الدينا والآخرة، وضدهم يرتقبون الشر في الدنيا والآخرة.
تم تفسير سورة الدخان، ولله الحمد والمنة
ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بقوله: فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ.
أى: فعلنا ذلك لعلهم يتذكرون، فإن لم يتذكروا ويتعظوا ويؤمنوا بما جئتهم به. فارتقب وانتظر ما يحل بهم من عذاب، وما وعدناك به من النصر عليهم، إنهم- أيضا- منتظرون ومرتقبون ما يحل بك من موت أو غيره.
ونحن بفضلنا ورحمتنا سنحقق لك ما وعدناك به، وسنخيب ظنونهم وآمالهم.
وبعد فهذا تفسير وسيط لسورة «الدخان» . نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
( فارتقب ) أي : انتظر ( إنهم مرتقبون ) أي : فسيعلمون لمن يكون النصر والظفر وعلو الكلمة في الدنيا والآخرة ، فإنها لك يا محمد ولإخوانك من النبيين والمرسلين ومن اتبعكم من المؤمنين ، كما قال تعالى : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) [ المجادلة : 21 ] ، وقال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [ غافر : 51 ، 52 ] .
آخر تفسير سورة الدخان ، ولله الحمد والمنة ، وبه التوفيق والعصمة
وقوله ( فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فانتظر أنت يا محمد الفتح من ربك, والنصر على هؤلاء المشركين بالله من قومك من قريش, إنهم منتظرون عند أنفسهم قهرك وغلبتك بصدّهم عما أتيتهم به من الحق من أراد قبوله واتباعك عليه.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ) : أي فانتظر إنهم منتظرون.
آخر تفسير سورة الدخان
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الدخان: 10 | ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ |
---|
الدخان: 59 | ﴿ فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء