5241516171819202122232425262728293031

الإحصائيات

سورة الطور
ترتيب المصحف52ترتيب النزول76
التصنيفمكيّةعدد الصفحات2.50
عدد الآيات49عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع1.10
ترتيب الطول60تبدأ في الجزء27
تنتهي في الجزء27عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 3/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (17) الى الآية رقم (23) عدد الآيات (7)

لمَّا ذَكَرَ عذابَ المكذبينَ أتبعَه بنعيمِ المتقينَ في الجَنَّةِ، وما هم فيه من أنواعِ الملذَّاتِ من المطعمِ والمشربِ والحورِ العينِ، وإلحاقِ الذُّريةِ بالآباءِ في المَنزِلةِ وإن لم يبلغُوا عملَهم.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (24) الى الآية رقم (30) عدد الآيات (7)

تكملةُ نعيمِ أهلِ الجَنَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ اللهُ نبيَّه ﷺ أن يُذَكِّرَ النَّاسَ بالقرآنِ، وأنكَرَ عليهم اتِّهامَهُم النَّبي ﷺ بأنَّهُ كاهنٌ أو مجنونٌ أو شاعرٌ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الطور

قضية الاختيار: الإيمان والجنة أم التكذيب والنار

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • تبدأ السورة بالقسم بخمسة أمور :: على أن العذاب واقع بالكفار لا محالة ولا يمنعه مانع. فالمكذبون سيلاقون مصيرهم: ﴿فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا * هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ﴾ (11-14). وبالمقابل نرى مصير المتقين: ﴿إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَعِيمٍ * فَـٰكِهِينَ بِمَا ءاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ * كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (17-19).
  • • ثم تأتي الآية المحورية:: ﴿كُلُّ ٱمْرِىء بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ﴾ (21)، مصير كل إنسان في الآخرة رهن بما كسب وعمل في الدنيا. وكأن السورة تقول لنا: ماذا نختار؟ عذاب أهل النار أو نعيم أهل الجنّة؟ اختر لنفسك.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «الطور».
  • • معنى الاسم :: الطور: هو الجبل الذي يكون عليه أشجار، وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طورًا، إنما يقال له: جبل، والمقصود به هنا: الجبل الذي كَلَّمَ اللهُ موسى عليه السلام عليه.
  • • سبب التسمية :: لافتتاحها بالقسم بالطور، وقد ورد هذا اللفظ في عدة سور من القرآن.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: ماذا نختار؟ عذاب أهل النار أم نعيم أهل الجنّة؟ اختر لنفسك.
  • • علمتني السورة :: إذا كانَ الخادمُ كاللؤلؤِ، فكيفَ يكونُ المخدومُ؟!: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ﴾
  • • علمتني السورة :: أن من أسباب نعيم المتقين: الخوف من الله، والدعاء: ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾
  • • علمتني السورة :: أن الطغيان سبب من أسباب الضلال: ﴿أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾

مدارسة الآية : [15] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا ..

التفسير :

[15] أفسحر ما تشاهدونه من العذاب أم أنتم لا تنظرون؟

{ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} يحتمل أن الإشارة إلى النار والعذاب، كما يدل عليه سياق الآية أي:لما رأوا النار والعذاب قيل لهم من باب التقريع:{ أهذا سحر لا حقيقة له، فقد رأيتموه، أم أنتم في الدنيا لا تبصرون} أي:لا بصيرة لكم ولا علم عندكم، بل كنتم جاهلين بهذا الأمر، لم تقم عليكم الحجة؟ والجواب انتفاء الأمرين:

أما كونه سحرا، فقد ظهر لهم أنه أحق الحق، وأصدق الصدق، المخالفللسحر من جميع الوجوه، وأما كونهم لا يبصرون، فإن الأمر بخلاف ذلك، بل حجة الله قد قامت عليهم، ودعتهم الرسل إلى الإيمان بذلك، وأقامت من الأدلة والبراهين على ذلك، ما يجعله من أعظم الأمور المبرهنة الواضحة الجلية.

ويحتمل أن الإشارة [بقوله:{ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ}] إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق المبين، والصراط المستقيم أي:هذا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم سحر أم عدم بصيرة بكم، حتى اشتبه عليكم الأمر، وحقيقة الأمر أنه أوضح من كل شيء وأحق الحق، وأن حجة الله قامت عليهم

ثم يقال لهم- أيضا- على سبيل التوبيخ والزجر: أَفَسِحْرٌ هذا أى أفسحر هذا الذي ترونه من العذاب كما كنتم تزعمونه في الدنيا؟

أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ أى: أم أنتم عمى عن مشاهدة العذاب المعد لكم فلا تبصرونه؟

لا، إن هذا العذاب ليس سحرا، ولستم أنتم بمحجوبين عن رؤيته، بل هو أمام أعينكم، ومهيأ لاستقبالكم، وهذه النار تناديكم،

( أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها ) أي : ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته ( فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم ) أي : سواء صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا ، لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها ، ( إنما تجزون ما كنتم تعملون ) أي : ولا يظلم الله أحدا ، بل يجازي كلا بعمله .

القول في تأويل قوله تعالى : أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15)

يقول تعالى ذكره مخبرا عما يقول لهؤلاء المكذبين الذين وصف صفتهم إذا وردوا جهنم يوم القيامة: أفسحر أيها القوم هذا الذي وردتموه الآن أم أنتم لا تعاينونه ولا تبصرونه؟ وقيل هذا لهم توبيخا لا استفهاما.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[15] ﴿أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ﴾ كانوا ينسبون بعض معجزات النبي ﷺ إلى السِّحر، فيقولون عن انشقاق القمر وأمثاله: إنه سحر، فاليوم مع ما يشاهدون من عذاب النار، ويحسون بآلامها، هل يمكنهم الاستمرار في مثل هذا الادعاء؟!
وقفة
[15] ﴿أم أنتم لا تبصرون﴾ عذاب الآخرة حقيقة ثابتة إن لم تبصرها في الدنيا بعيني فؤادك وتعمل لها، ستبصرها بعيون جوارحك وتتجرع مرَّها.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَسِحْرٌ هذا:
  • الهمزة همزة تهكم وتوبيخ بلفظ‍ استفهام. الفاء استئنافية. أو تكون عاطفة على مضمر من جنس المعطوف. بمعنى: كنتم تقولون للوحي هذا سحر أتقولون عن هذا هو سحر. أي أهذا المصداق أيضا سحر؟ سحر: خبر مقدم مرفوع بالضمة. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر أي هذا الذي تشاهدونه اليوم.
  • ﴿ أَمْ أَنْتُمْ:
  • حرف عطف وهي «أم» المتصلة. أنتم: ضمير رفع مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ لا تُبْصِرُونَ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «أنتم» والجملة الاسميةأَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ» معطوفة بأم على الجملة الابتدائية أَفَسِحْرٌ هذا» لا محل لها من الاعراب. لا: نافية لا عمل لها. تبصرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى أم أنتم عمي عن المخبر عنه كما كنتم عميا عن الخبر حين كنتم لا تبصرون في الدنيا. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     ولَمَّا كانوا يقولون عنادًا: إن القرآن بما فيه من الوعيد سحر؛ قيل لهم -تهكمًا وتوبيخًا- وهم يُدْفعون بشدَّةٍ وعنفٍ إلى النار:
﴿ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [16] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا ..

التفسير :

[16] ذوقوا حرَّ هذه النار، فاصبروا على ألمها وشدتها، أولا تصبروا على ذلك، فلن يُخَفَّف عنكم العذاب، ولن تخرجوا منها، سواء عليكم صبرتم أم لم تصبروا، إنما تُجزون ما كنتم تعملون في الدنيا.

{ اصْلَوْهَا} أي:ادخلوا النار على وجه تحيط بكم، وتستوعب جميع أبدانكموتطلع على أفئدتكم.

{ فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ} أي:لا يفيدكم الصبر على النار شيئا، ولا يتأسى بعضكم ببعض، ولا يخفف عنكم العذاب، وليستمن الأمور التي إذا صبر العبد عليها هانت مشقتها وزالت شدتها.

وإنما فعل بهم ذلك، بسبب أعمالهم الخبيثة وكسبهم، [ولهذا قال]{ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

وملائكتنا تقول لكم:

اصْلَوْها أى: ادخلوها، وقاسوا حرها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا أى: ادخلوها داخرين فاصبروا على سعيرها أو لا تصبروا، فهي مأواكم لا محالة.

سَواءٌ عَلَيْكُمْ الأمران، الصبر وعدمه، لأن كليهما لا فائدة لكم من ورائه.

فقوله: سَواءٌ عَلَيْكُمْ خبر لمبتدأ محذوف. أى: الأمران سواء بالنسبة لكم.

إِنَّما تُجْزَوْنَ في هذا اليوم عاقبة، ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أى: في الدنيا.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله: إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ؟

قلت: لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع، لنفعه في العاقبة بأن يجازى عليه الصابر جزاء الخير، فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء، ولا عاقبة له ولا منفعة، فلا مزية له على الجزع.

وكعادة القرآن الكريم في المقارنة بين سوء عاقبة المكذبين، وحسن عاقبة المؤمنين، جاء الحديث عن المتقين، بعد الحديث عن الكافرين، فقال- تعالى-:

( أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها ) أي : ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته ( فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم ) أي : سواء صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا ، لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها ، ( إنما تجزون ما كنتم تعملون ) أي : ولا يظلم الله أحدا ، بل يجازي كلا بعمله .

وقوله: ( اصْلَوْها ) يقول: ذوقوا حرّ هذه النار التي كنتم بها تكذبون, وردوها فاصبروا على ألمها وشدتها, أو لا تصبروا على ذلك, سواء عليكم صبرتم أو لم تصبروا( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول: ما تجزون إلا أعمالكم: أي لا تعاقبون إلا على معصيتكم في الدنيا ربكم وكفركم.

المعاني :

اصْلَوْهَا :       ادْخُلُوهَا، وذُوقُوا حَرَّهَا السراج
ٱصۡلَوۡهَا :       ادْخُلُوها واحْتَرِقُوا بِنارِها الميسر في غريب القرآن
اصلوها :       ادخلوها أو قاسوا حرّها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[16] ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا﴾ من صبر في الدنيا على الطاعات وعن المعاصي فاز وانتفع، وأما في النار فلن ينفعه، صبر أم لم يصبر.
وقفة
[16] ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ﴾ هنا بيان عدم الخلاص واستحالة المناص، فلا خلاص بالموت من العذاب؛ لأن النار ليس فيها موت، ولا خلاص كذلك بنصرة أحد، فكان الصبر في النار كعدمه، فمن يصبر يدوم في العذاب، ومن لا يصبر يدوم فيه كذلك.
وقفة
[16] ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ﴾ في الآية بيان لاختلاف عذاب الآخرة عن عذاب الدنيا، فإن المعذب في الدنيا إن صبر انتفع بصبره، إما بالثواب عليه في الآخرة، أو بأن يمدحه الناس عليه في الدنيا، وأما في الآخرة، فلا ثواب ولا مدح على الصبر في النار.
وقفة
[16] الجزاء من جنس العمل.
تفاعل
[16] ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[16] كل مصيبة إذا صبرت عليها تهون، إلا مصيبة النار ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ﴾.
لمسة
[16، 17] ﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ لما ذكر تعالى عقوبة المكذبين، ذكر نعيم المتقين؛ ليجمع بين الترغيب والترهيب، فتكون القلوب بين الخوف والرجاء.

الإعراب :

  • ﴿ اصْلَوْها:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى ادخلوها وقاسوا حرها والضمير يعود الى جهنم لأنها ذكرت في الآية الكريمة الثالثة عشرة.
  • ﴿ فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا:
  • الفاء استئنافية. تفيد التعليل. اصبروا:تعرب اعراب «اصلوا» أو حرف عطف للتخيير. لا: ناهية جازمة.تصبروا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الأولى «اصبروا» بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ. وجملة أَوْ لاتَصْبِرُوا» بتأويل مصدر في محل رفع معطوف على المصدر المؤول من الجملة الأولى: التقدير: صبركم أو عدم صبركم سواء عليكم. أو التقدير: سواء عليكم الأمران الصبر وعدمه.أي الجزع
  • ﴿ سَواءٌ عَلَيْكُمْ:
  • خبر المبتدأ المقدر مرفوع بالضمة. عليكم: جار ومجرور متعلق بسواء والميم علامة جمع الذكور
  • ﴿ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما:
  • كافة ومكفوفة. تجزون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة والمضاف المصدر محذوف اختصارا: التقدير: تجزون جزاء ما كنتم تعملون.
  • ﴿ كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
  • تعرب اعراب «كنتم تكذبون» والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به التقدير: كنتم تعملونه. تراجع الآية الكريمة الرابعة عشرة. '

المتشابهات :

يس: 64﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
الطور: 16﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [16] لما قبلها :     وبعد التَّوْبِيخِ والتَّغْلِيظِ السّابِقَيْنِ؛ تأتي النَّتِيجَةِ، قال تعالى:
﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [17] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ

التفسير :

[17] إن المتقين في جنات ونعيم عظيم،

لما ذكر تعالى عقوبة المكذبين، ذكر نعيم المتقين، ليجمع بين الترغيب والترهيب، فتكون القلوب بين الخوف والرجاء، فقال:{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ} لربهم، الذين اتقوا سخطه وعذابه، بفعل أسبابه من امتثال الأوامر واجتناب النواهي.

{ فِي جَنَّاتِ} أي:بساتين، قد اكتست رياضها من الأشجار الملتفة، والأنهار المتدفقة، والقصور المحدقة، والمنازل المزخرفة،{ وَنَعِيمٍ} [وهذا] شامل لنعيم القلب والروح والبدن

المعنى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين صانوا أنفسهم عن كل ما نهى الله- تعالى- عنه.

فِي جَنَّاتٍ عظيمة وفي نَعِيمٍ دائم لا ينقطع.

أخبر الله تعالى عن حال السعداء فقال "إن المتقين في جنات ونعيم" وذلك بضد ما أولئك فيه من العذاب والنكال.

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17)

يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا الله بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه في جنات: يقول في بساتين ونعيم فيها, وذلك في الآخرة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[17] ﴿إن المتقين في جناتٍ ونعيم﴾ نهاية سعيدة تهون عليك مشقة الرحلة الآن؛ لأن وعد الله آتٍ لا محالة، فلا تفتر ولا تتوقف، بل واصل لتصل.
وقفة
[17] ﴿إن المتقين في جناتٍ ونعيم﴾ تقدم الوعيد بالجحيم والعذاب، وأعقبه الوعد بالنعيم والثواب؛ ليحلق العبد دوما في العلاء، بجناحي الخوف والرجاء.
تفاعل
[17] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
تفاعل
[17] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ قل: اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
عمل
[17] احرص على تقوى الله تعالى تسعد بجنته ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾.
وقفة
[17] لما كانت الجنات ربما يشقى داخلها أو صاحبها، فقد نفى الله هذا الشقاء بقوله: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ أي نعيم الروح وسعادة الباطن، بعد نعيم وسعادة الظاهر.
وقفة
[17] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾، ﴿إن المتقين في جنات وعيون﴾ [الحجر: 45، والذاريات: 15]، ﴿إن المتقين في مقام أمين﴾ [الدخان: 51]، ﴿إن المتقين في جنات ونهر﴾ [القمر: 54]، ﴿إن المتقين في ظلال وعيون﴾ [المرسلات: 41]؛ تعددُ مقام المتقين في الجنة لشرف هذه الطائفة عند الله جلَّ وعلا، وأعلى هذه المقامات ما جاء في سورة القمر؛ لأنه قال بعدها: ﴿في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر﴾ [القمر: 54].
وقفة
[17، 18] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ وفيه أيضًا أن وقايتهم عذاب الجحيم عدل؛ لأنهم لم يقترفوا ما يوجب العقاب، وأما ما أعطوه من النعيم فذلك فضل من الله وإكرام منه لهم.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَنَعِيمٍ
  • هذه الآية الكريمة أعربت في سورة «الذاريات» الآية الخامسة والأربعين من سورة الحجر. '

المتشابهات :

الحجر: 45﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الذاريات: 15﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
الدخان: 51﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
الطور: 17﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ
القمر: 54﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
المرسلات: 41﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ عُقوبةَ المُكَذِّبينَ؛ ذكَرَ نَعيمَ المُتَّقينَ؛ لِيَجمَعَ بيْنَ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ، فتكونَ القُلوبُ بيْنَ الخَوفِ والرَّجاءِ، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ ..

التفسير :

[18]يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم من أصناف الملاذِّ المختلفة، ونجَّاهم الله من عذاب النار.

{ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ} أي:معجبين به، متمتعين على وجه الفرح والسرور بما أعطاهم الله من النعيم الذي لا يمكن وصفه، ولا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين، ووقاهم عذاب الجحيم، فرزقهم المحبوب، ونجاهم من المرهوب، لما فعلوا ما أحبه الله، وجانبوا ما يسخطه ويأباه.

فاكِهِينَ أى: متلذذين متنعمين بما يحيط بهم من خيرات، مأخوذ من الفكاهة- بفتح الفاء- وهي طيب العيش مع النشاط، يقال: فكه الرجل فكها، وفكاهة فهو فكه وفاكه. إذا طاب عيشه، وزاد سروره، وعظم نشاطه، وسميت الفاكهة بهذا الاسم لتلذذ الإنسان بها.

بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ أى متلذذين بسبب ما آتاهم ربهم من جنات عظيمة، ووقاهم- سبحانه- بفضله ورحمته العذاب الذي يؤلمهم.

( فاكهين بما آتاهم ربهم ) أي : يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم ، من أصناف الملاذ ، من مآكل ومشارب وملابس ومساكن ومراكب وغير ذلك ، ( ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ) أي : وقد نجاهم من عذاب النار ، وتلك نعمة مستقلة بذاتها على حدتها مع ما أضيف إليها من دخول الجنة التي فيها من السرور ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

وقوله: ( فَاكِهِينَ ) يقول: عندهم فاكهة كثيرة, وذلك نظير قول العرب للرجل يكون عنده تمر كثير: رجل تامر, أو يكون عنده لبن كثير, فيقال: هو لابن, كما قال الحُطَيئة:

أَغَـــرَرْتَني وَزَعمْـــتَ أنَّــك

لابــنٌ فـي الصَّيـف تـامِرْ (1)

وقوله: ( بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ) يقول: عندهم فاكهة كثيرة بإعطاء الله إياهم ذلك ( وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) يقول: ورفع عنهم ربهم عقابه الذي عذَّب به أهل الجحيم.

------------------------

الهوامش:

(1) البيت للحطيئة ( ديوانه 17 ) . واستشهد به المؤلف على أن معنى قوله تعالى ( فاكهين بما آتاهم ربهم ) أي عندهم فاكهة كثيرة ، وهو مثل قوله الحطيئة " لابن " و " تامر " أي ذو لبن وذو تمر ، أي عندك منهما في الصيف كثير . وقال السكري في شرح الديوان : يعني أنك غررتني ، وزعمت أنك تطعمني التمر واللبن ، فقنعت بهما ، فلم تفعل أ . هـ . يمدح بغيضا ويهجو الزبرقان . وقد تقدم الاستشهاد بالبيت في الجزء ( 23 : 19 ) وشرحناه بأوسع من شرحه هنا ، فراجعه ثمة .

المعاني :

فَاكِهِينَ :       مُتَلَذِّذِينَ، نَاعِمِينَ، مَسْرُورِينَ السراج
فَٰكِهِينَ :       طَيِّبَةً أَنْفُسُكُم مُتَمَتِّعِينَ عَلَى وَجْهِ السُّرِورِ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[18] ﴿فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ أي متلذذين بما في أيدينا من خيرات، مأخوذ من الفكاهة -بفتح الفاء- وهي طيب العيش والسرور مع النشاط، وسُمِّيت الفاكهة بهذا الاسم؛ لتلذذ الإنسان بها.
وقفة
[18] ﴿فاكِهينَ بِما آتاهُم رَبُّهُم﴾ عن السعادة بما عندهم من رزق وفير متنوع من ربهم حدث ولا حرج، اللهم لا تحرمنا.
وقفة
[18] ﴿فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ فوزان: النجاة من النار، والنعيم بالجنة بفضل الله وبرحمته، جزاء الإيمان والعمل.
تفاعل
[18] ﴿وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ استعذ بالله الآن من عذابه.

الإعراب :

  • ﴿ فاكِهِينَ:
  • حال منصوبة وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد أي ملتذين.
  • ﴿ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ:
  • الباء: حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بفاكهين. آتى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. رب: فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة آتاهُمْ رَبُّهُمْ» صلة الموصول لا محل لها
  • ﴿ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ:
  • تعرب اعراب آتاهُمْ رَبُّهُمْ» والجملة معطوفة على فِي جَنّاتٍ» أو تكون الواو حالية و «قد» بعدها مضمرة والجملة في محل نصب حالا. أو تكون «ما» مصدرية و «ما» بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بالباء التقدير: بايتائهم ربهم. وعلى هذا التقدير: تكون وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ» معطوفة بالواو على آتاهُمْ رَبُّهُمْ» التقدير: ووقايتهم.
  • ﴿ عَذابَ الْجَحِيمِ:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الجحيم:مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. '

المتشابهات :

الدخان: 56﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
الطور: 18﴿فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     ولَمَّا كانَتِ البَساتِينُ رُبَّما يَشْقى داخِلُها أوْ صاحِبُها؛ نَفى هَذا، فقال تعالى:فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ولَمَّا كان المتنَعِّمُ قد تكونُ نِعمتُه بعدها عَذاب؛ بَيَّنَ هنا أنَّهم لَيسُوا كذلك، قال تعالى:
﴿ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فكهين:
1- نصبا على الحال، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- فكهون، بالرفع، على أنه خبر «إن» ، هى قراءة خالد.
ووقاهم:
وقرئ:
بتشديد القاف، وهى قراءة أبى حيوة.

مدارسة الآية : [19] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ ..

التفسير :

[19] كلوا طعاماً هنيئاً، واشربوا شراباً سائغاً؛ جزاءً بما عملتم من أعمال صالحة في الدنيا.

{ كُلُوا وَاشْرَبُوا} أي:مما تشتهيه أنفسكم، من [أصناف] المآكل والمشارب اللذيذة،{ هَنِيئًا} أي:متهنئين بتلك المآكل والمشاربعلى وجه الفرح والسرور والبهجة والحبور.{ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي:نلتم ما نلتم بسبب أعمالكم الحسنة، وأقوالكم المستحسنة.

ويقال لهم فضلا عن ذلك على سبيل التكريم: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً أى: كلوا أكلا مريئا، واشربوا شربا هنيئا. والهنيء من المأكول والمشروب: مالا يلحقه تعب أو سوء عاقبة.

وقوله : ( كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ) ، كقوله : ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) [ الحاقة : 24 ] . أي هذا بذاك ، تفضلا منه وإحسانا .

القول في تأويل قوله تعالى : كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19)

يقول تعالى ذكره: كلوا واشربوا, يقال لهؤلاء المتقين في الجنات: كلوا أيها القوم مما آتاكم ربكم, واشربوا من شرابها هنيئا, لا تخافون مما تأكلون وتشربون فيها أذى ولا غائلة بما كنتم تعملون في الدنيا لله من الأعمال.

المعاني :

هَنِيَٓٔۢا :       أَكْلاً وَشُرْباً هَنِيئاً أي سائِغاً الميسر في غريب القرآن

التدبر :

لمسة
[19] من دقائق وبلاغة القرآن: في الدنيا قال تعالى: ﴿كلوا واشربوا ولا تسرفوا﴾ [الأعراف: 31]، وفي الجنة قال: ﴿كلوا واشربوا هنيئا﴾؛ الفرق بَيِّن.
وقفة
[19] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ قال الرازي: «وهنا إشارة إلى خلوهما عما يكون فيها من المفاسد في الدنيا، منها أن الآكل يخاف من المرض فلا يهنأ له الطعام، ومنها أنه يخاف النفاد، فلا يسخو بالأكل، وكل هذا منتف في الجنة، فلا مرض ولا انقطاع، فإن كل أحد عنده ما يفضل عنه، ولا إثم ولا تعب في تحصيله».
عمل
[19] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ الجزاء من جنس العمل، لا من جنس الأماني! اعمل خيرًا تلقَ خيرًا منه وزيادة.
وقفة
[19] ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ الجنَّة جزاء على عملك؛ فمجرَّد الإيمان دونَ عمل به أبتَر.
عمل
[19] صم يومًا في سبيل الله ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
عمل
[19] تصدق على مسكين بفاكهة أو لحم ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
وقفة
[19] تقديم الأكل على الشرب ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾: جاء في جميع القرآن دون استثناء تقديم الأكل على الشرب، لما في ذلك من منافع صحية، وهذا من عظمة القرآن الكريم وإحكامه.
وقفة
[19] ﴿بما كنتم تعملون﴾ ما أعظم فضلك وإحسانك ربنا! تشكر على العمل اليسير عبدك بالأجر الدائم الجزيل، وما وفاك عبد حقك!
وقفة
[19-20] ﴿كُلوا وَاشرَبوا هَنيئًا بِما كُنتُم تَعمَلونَ * مُتَّكِئينَ عَلى سُرُرٍ مَصفوفَةٍ وَزَوَّجناهُم بِحورٍ عينٍ﴾ قد تقر العين بطعامٍ وشرابٍ وراحةٍ وزوجة صالحة في الدنيا، فما بالكم بهذه الراحة في نعيم الجنة؟!

الإعراب :

  • ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. واشربوا:معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب اعرابها. والجملة الفعلية: في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره يقال لهم وحذف المفعول اختصارا بمعنى:كلوا طعاما واشربوا شرابا هنيئا أو يكون على المصدر. أي كلوا أكلا وشربا هنيئا
  • ﴿ هَنِيئاً:
  • صفة قائمة مقام المصدر أو استعملت استعمال المصدر أو هي صفة لمصدر محذوف.
  • ﴿ بِما:
  • الباء: حرف جر زائد. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر لفظا وفي محل رفع فاعل «هنيئا» المصدر القائم مقام الفعل. التقدير:هنأكم ما كنتم تعملون أي جزاء ما كنتم تعملون.
  • ﴿ كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
  • أعربت في الآية الكريمة السادسة عشرة. '

المتشابهات :

الطور: 19﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
الحاقة: 24﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ
المرسلات: 43﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     وبعد أن رزقهم المحبوب، ونجاهم من المرهوب؛ بَيَّنَ هنا ما يقال لهم، قال تعالى:
﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [20] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم ..

التفسير :

[20] وهم متكئون على سرر متقابلة، وزوَّجناهم بنساء بيض واسعات العيون حسانهنَّ.

{ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ} الاتكاء:هو الجلوس على وجه التمكن والراحة والاستقرار، والسرر:هي الأرائك المزينة بأنواع الزينة من اللباس الفاخر والفرش الزاهية.

ووصف الله السرر بأنها مصفوفة، ليدل ذلك على كثرتها، وحسن تنظيمها، واجتماع أهلها وسرورهم، بحسن معاشرتهم، ولطف كلام بعضهم لبعضفلما اجتمع لهم من نعيم القلب والروح والبدن ما لا يخطر بالبال، ولا يدور في الخيال، من المآكل والمشارب [اللذيذة]، والمجالس الحسنة الأنيقة، لم يبق إلا التمتع بالنساء اللاتي لا يتم سرور بدونهنفذكر الله أن لهم من الأزواج أكمل النساء أوصافا وخلقا وأخلاقا، ولهذا قال:{ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} وهن النساء اللواتي قد جمعن من جمال الصورة الظاهرة وبهاءها، ومن الأخلاق الفاضلة، ما يوجب أن يحيرن بحسنهن الناظرين، ويسلبن عقول العالمين، وتكاد الأفئدة أن تطيششوقا إليهن، ورغبة في وصالهن، والعين:حسان الأعين مليحاتها، التي صفا بياضها وسوادها.

وقوله: مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ منصوب على الحال من فاعل كُلُوا أو من الضمير المستكن في قوله جَنَّاتٍ.

أى: هم في جنات عظيمة، حالة كونهم متكئين فيها على سرر موضوعة على صفوف منتظمة، وعلى خطوط مستوية، والسّرر: جمع سرير وهو ما يجلس عليه الإنسان للراحة.

وقوله: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ بيان لنعمة أخرى من النعم التي يتلذذون بها.

أى: وفضلا عن كل ذلك، فقد زوجناهم بنساء جميلات.

وبذلك نرى أن هؤلاء المتقين، قد أكرمهم الله- تعالى- بكل أنواع النعيم، من مسكن طيب، ومأكل كريم، ومشرب هنيء، وأزواج مطهرات من كل سوء.

وقوله : ( متكئين على سرر مصفوفة ) قال الثوري ، عن حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : السرر في الحجال .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان ، حدثنا صفوان بن عمرو ; أنه سمع الهيثم بن مالك الطائي يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله ، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه " .

وحدثنا أبي ، حدثنا هدبة بن خالد ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت قال : بلغنا أن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة ، عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم ، فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن رآهن قبل ذلك ، فيقلن : قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبا .

ومعنى ) مصفوفة ) أي : وجوه بعضهم إلى بعض ، كقوله : ( على سرر متقابلين ) [ الصافات : 44 ] . ( وزوجناهم بحور عين ) أي : وجعلناهم قرينات صالحات ، وزوجات حسانا من الحور العين .

وقال مجاهد : ( وزوجناهم ) : أنكحناهم بحور عين ، وقد تقدم وصفهن في غير موضع بما أغنى عن إعادته .

وقوله: ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ) قد جعلت صفوفا, وترك قوله: على نمارق, اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليه.

وقوله: ( وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) يقول تعالى ذكره: وزوّجنا الذكور من هؤلاء المتقين أزواجا بحور عين من النساء, يقول الرجل: زوّج هذا الخلف الفرد أو النعل الفرد بهذا الفرد, بمعنى: اجعلهما زوجا. وقد بينَّا معنى الزوج فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا , والحُور: جمع حَوْراء, وهي الشديدة بياض مقلة العين في شدة سواد الحدقة.

وقد ذكرت اختلاف أهل التأويل في ذلك, وبيَّنت الصواب فيه عندنا بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع, والعين: جمع عَيْنَاء, وهي العظيمة العَيْن في حُسن وسعة.

المعاني :

مُتَّكِٔئِينَ :       جالِسِيْن عَلَى وَجْهِ التَّمَكُّن والرَّاحةِ الميسر في غريب القرآن
سُرُرࣲ :       جَمْعُ سَرِيرٍ وهو ما يُضْطَجَعُ عَلَيهِ، وهو مَجْلِسُ المنَعَّمِينَ الميسر في غريب القرآن
مَّصْفُوفَةٍ :       مُتَقَابِلَةٍ، وَبَعْضُهَا إِلَى جَنْبِ بَعْضٍ السراج
مَّصۡفُوفَةࣲۖ :       مُتَقابِلَةٍ الميسر في غريب القرآن
سُرُرٍ مصفوفة :       مَوْصولٍ بعضها ببعـض باستواءٍ معاني القرآن
وَزَوَّجۡنَٰهُم :       قَرَنّاهُم الميسر في غريب القرآن
بِحُورٍ :       نِسَاءٍ بِيضٍ السراج
بِحُورٍ :       بِنِساءٍ شَدِيْداتِ بَياضِ العَينِ وَسَوادها الميسر في غريب القرآن
عِينٍ :       وَاسِعَاتِ العُيُونِ، حِسَانِهَا السراج
عِينࣲ :       واسِعاتِ العُيونِ حِسانِهِنَّ الميسر في غريب القرآن
بحور عين :       بـنساءٍ بيض نُـجْـل العيون حِـسَانِـها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[20] ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ﴾ هنالِك سيرتاحُ الجسدُ الذي بذل، والنفسُ التي صبرت، وتتحسر نفوسٌ قدمت راحتها على مرضاة ربها.
وقفة
[20] ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ﴾ ووصف الله السرر بأنها مصفوفة ليدل ذلك على كثرتها، وحسن تنظيمها، واجتماع أهلها وسرورهم بحسن معاشرتهم، ولطف كلامهم بعضهم لبعض.
وقفة
[20] ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ﴾ الجنة: الراحة بعد التعب، والنعيم بعد الشقاء، وانتهاء التعب والشقاء إلى غير رجعة.
وقفة
[20] ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ﴾ نالهم تعب في عملهم لله في الدنيا؛ فكافأهم الله بالاتِّكاء في الجنَّة راحة ونعيم.
وقفة
[20] ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ﴾ إن قلتَ: كيف قال ذلك، مع أنَّ الحورَ العينَ في الجنة، مملوكاتٍ ملكَ يمينٍ، لا ملك نكاح؟ قلتُ: معناه قرنَّاهم بهنَّ، من قولك: زوَّجتُ إبلي، أي قرنت بعضها إلى بعض، وليس من التزويج الذي هو عقدُ النكاح، ويؤيّده أن ذلك لا يُعدَّى بالباء بل بنفسه، كما قال تعالى: ﴿زَوَّجْنَاكَهَا﴾ [الأحزاب: 37].

الإعراب :

  • ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ:
  • أعربت في الآية الكريمة الحادية والثلاثين من سورة «الكهف» و «مصفوفة» صفة-نعت-لسرر مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. أي على أسرة مصطفة.
  • ﴿ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ:
  • أعربت في الآية الكريمة الرابعة والخمسين من سورة «الدخان» أي بنساء بيض واسعات العين. وهي جمع «عيناء». '

المتشابهات :

الحجر: 47﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
الصافات: 44﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
الطور: 20﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ
الواقعة: 15﴿ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ النَّعِيمُ لا يَتِمُّ إلّا بِأنْ يَكُونَ الإنْسانُ مَخْدُومًا؛ لذا نَبَّهَ عَلَيْهِ هنا بِقَوْلِهِ تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ولَمَّا اجتَمَع لهم مِن نَعيمِ القَلبِ والرُّوحِ والبَدَنِ ما لا يَخطُرُ بالبالِ، مِن المآكِلِ والمشارِبِ اللَّذيذةِ، والمجالِسِ الحَسَنةِ الأنيقةِ، ولم يَبْقَ إلَّا التَّمَتُّعُ بالنِّساءِ اللَّاتي لا يَتِمُّ سُرورٌ بدونِهنَّ؛ ذَكَر اللهُ هنا أنَّ لهم مِنَ الأزواجِ أكمَلَ النِّساءِ أوصافًا وخَلْقًا وأخلاقًا، قال تعالى:
﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سرر:
وقرئ:
بفتح الراء، وهى لغة ل «كلب» فى المضعف، فرارا من توالى ضمنين مع التضعيف، وهى قراءة أبى السمال.
بحور عين:
على الإضافة، وهى قراءة عكرمة.

مدارسة الآية : [21] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ ..

التفسير :

[21] والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم في الإيمان، ألحقنا بهم ذريتهم في منزلتهم في الجنة، وإن لم يبلغوا عمل آبائهم؛ لتَقَرَّ أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيُجْمَع بينهم على أحسن الأحوال، وما نقصناهم شيئاً من ثواب أعمالهم. كل إنسان مرهون بعمله، لا يحم

وهذا من تمام نعيم أهل الجنة، أن ألحق الله [بهم] ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان أي:الذين لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم، فصارت الذرية تبعا لهم بالإيمان، ومن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم، فهؤلاء المذكورون، يلحقهم الله بمنازل آبائهم في الجنة وإن لم يبلغوها، جزاء لآبائهم، وزيادة في ثوابهم، ومع ذلك، لا ينقص الله الآباء من أعمالهم شيئا، ولما كان ربما توهم متوهم أن أهل النار كذلك، يلحق الله بهم أبناءهم وذريتهم، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكما واحدا، فإن النار دار العدل، ومن عدله تعالى أن لا يعذب أحدا إلا بذنب، ولهذا قال:{ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} أي:مرتهن بعمله، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يحمل على أحد ذنب أحد. هذا اعتراض من فوائده إزالة الوهم المذكور.

ثم بين- سبحانه- أنواعا أخرى من تكريمه- تعالى- لهم، فقال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ.

والآية الكريمة بيان لحال طائفة من أهل الجنة- وهم الذين شاركتهم ذريتهم الأقل عملا منهم في الإيمان- إثر بيان حال المتقين بصفة عامة.

والاسم الموصول مبتدأ، وخبره جملة أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ. والمراد بالذرية هنا:

ما يشمل الآباء والأبناء وقوله: وَاتَّبَعَتْهُمْ معطوف على آمَنُوا. وقوله بِإِيمانٍ متعلق بالاتباع، والباء للسببية أو بمعنى في.

ومعنى: أَلَتْناهُمْ أنقصناهم. يقال: فلان ألت فلانا حقه يألته- من باب ضرب- إذا بخسه حقه.

والمعنى: والذين آمنوا بنا حق الإيمان واتبعتهم ذريتهم في هذا الإيمان، ألحقنا بهم ذريتهم، بأن جمعناهم معهم في الجنة، وما نقصنا هؤلاء المتبوعين شيئا من ثواب أعمالهم، بسبب إلحاق ذريتهم بهم في الدرجة، بل جمعنا بينهم في الجنة. وساوينا بينهم في العطاء- حتى ولو كان بعضهم أقل من بعض في الأعمال- فضلا منا وكرما.

قال الإمام ابن كثير: يخبر- تعالى- عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه:

أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان، يلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل، ولا ينقص ذاك من عمله ومنزلته. للتساوى بينه وبين ذاك. ولهذا قال:

أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ.

عن ابن عباس قال: إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته، وإن كانوا دونه في العمل، لتقر بهم عينه، ثم قرأ هذه الآية.

وفي رواية أخرى عنه قال- عند ما سئل عن هذه الآية-: هم ذرية المؤمنين يموتون على الإيمان، فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم ألحقوا بآبائهم، ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوها شيئا.

وقال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما معنى تنكير الإيمان؟ قلت: معناه الدلالة على أنه إيمان خاص عظيم المنزلة، ويجوز أن يراد: إيمان الذرية الداني المحل، كأنه قال: بشيء من الإيمان، لا يؤهلهم لدرجة الآباء ألحقناهم بهم.

قال الجمل: والذرية هنا تصدق على الآباء والأبناء، فإن المؤمن إذا كان عمله الصالح أكثر ألحق به من هو دونه في العمل أبا كان أو ابنا، وهذا منقول عن ابن عباس وغيره.

وعن ابن عباس- أيضا- يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، سأل أحدهم عن أبويه وعن زوجته وولده، فيقال: إنهم لم يدركوا ما أدركت، فيقول: يا رب إنى عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به» .

وقوله: كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ أى: كل إنسان مرهون بعمله عند الله- تعالى- فإن كان عمله صالحا سعد وفاز، وأطلق نفسه من كل ما يسوؤها ويحزنها، وإن كان غير ذلك جوزي على حسب عمله وسعيه.

والتعبير بقوله رَهِينٌ للإشعار بأن كل إنسان مرتهن بعمله، حتى لكأن العمل بمنزلة الدّين، وأن الإنسان لا يستطيع الفكاك منه إلا بعد أدائه.

يخبر تعالى عن فضله وكرمه ، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه : أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم ، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم ، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه ، بأن يرفع الناقص العمل ، بكامل العمل ، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته ، للتساوي بينه وبين ذاك ; ولهذا قال : ( ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء )

قال الثوري ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته ، وإن كانوا دونه في العمل ، لتقر بهم عينه ثم قرأ : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء )

رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري ، به . وكذا رواه ابن جرير من حديث شعبة عن عمرو بن مرة به . ورواه البزار ، عن سهل بن بحر ، عن الحسن بن حماد الوراق ، عن قيس بن الربيع ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد ، عن ابن عباس مرفوعا ، فذكره ، ثم قال : وقد رواه الثوري ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد عن ابن عباس موقوفا .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، أخبرني محمد بن شعيب أخبرني شيبان ، أخبرني ليث ، عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله عز وجل : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) قال : هم ذرية المؤمن ، يموتون على الإيمان : فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم ألحقوا بآبائهم ، ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا شيئا .

وقال الحافظ الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، حدثنا شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - أظنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده ، فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك . فيقول : يا رب ، قد عملت لي ولهم . فيؤمر بإلحاقهم به ، وقرأ ابن عباس ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ) الآية .

وقال العوفي ، عن ابن عباس في هذه الآية : يقول : والذين أدرك ذريتهم الإيمان فعملوا بطاعتي ، ألحقتهم بإيمانهم إلى الجنة ، وأولادهم الصغار تلحق بهم .

وهذا راجع إلى التفسير الأول ، فإن ذاك مفسر أصرح من هذا . وهكذا يقول الشعبي ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم ، وقتادة ، وأبو صالح ، والربيع بن أنس ، والضحاك ، وابن زيد . وهو اختيار ابن جرير . وقد قال عبد الله ابن الإمام أحمد :

حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا حمد بن فضيل ، عن محمد بن عثمان ، عن زاذان ، عن علي قال : سألت خديجة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ولدين ماتا لها في الجاهلية ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هما في النار " . فلما رأى الكراهة في وجهها قال : " لو رأيت مكانهما لأبغضتهما " . قالت : يا رسول الله ، فولدي منك . قال : " في الجنة " . قال : ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن المؤمنين وأولادهم في الجنة ، وإن المشركين وأولادهم في النار " . ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) [ الآية ] .

هذا فضله تعالى على الأبناء ببركة عمل الآباء ، وأما فضله على الآباء ببركة دعاء الأبناء ، فقد قال الإمام أحمد :

حدثنا يزيد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول : يا رب ، أنى لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك " .

إسناده صحيح ، ولم يخرجوه من هذا الوجه ، ولكن له شاهد في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له "

وقوله : ( كل امرئ بما كسب رهين ) لما أخبر عن مقام الفضل ، وهو رفع درجة الذرية إلى منزلة الآباء من غير عمل يقتضي ذلك ، أخبر عن مقام العدل ، وهو أنه لا يؤاخذ أحدا بذنب أحد ، بل ( كل امرئ بما كسب رهين ) أي : مرتهن بعمله ، لا يحمل عليه ذنب غيره من الناس ، سواء كان أبا أو ابنا ، كما قال : ( كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ) [ المدثر : 38 - 41 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم: معناه: والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان, ألحقنا بهم ذرياتهم المؤمنين في الجنة, وإن كانوا لم يبلغوا بأعمالهم درجات آبائهم, تكرمة لآبائهم المؤمنين, وما ألتنا آباءهم المؤمنين من أجور أعمالهم من شيء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا شعبة, عن عمرو بن مرّة, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس, في هذه الآية: (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ) فقال: إن الله تبارك وتعالى يرفع للمؤمن ذريته, وإن كانوا دونه في العمل, ليقرّ الله بهم عينه.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا مؤمل, قال: ثنا سفيان, عن عمرو بن مرّة, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس, قال: إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذرّية المؤمن في درجته, وإن كانوا دونه في العمل, ليقرَّ بهم عينه, ثم قرأ " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ".

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن عمرو بن مرّة الجملي, عن سعيد بن جُبير, عن ابن عباس, قال: إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذريَّة المؤمن معه في درجته, ثم ذكر نحوه, غير أنه قرأ (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ).

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي, قال: ثنا محمد بن بشر, قال: ثنا سفيان بن سعيد, عن سماعة, عن عمرو بن مرّة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, نحوه.

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن عمرو بن مرّة, عن سعيد بن جُبَير عن ابن عباس, أنه قال في هذه الآية (والَّذِينَ آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ) قال: المؤمن ترفع له ذرّيته, فيلحقون به, وإن كانوا دونه في العمل.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: والذين آمنوا وأتبعناهم ذرّيَّاتهم التي بلغت الإيمان بإيمانٍ, ألحقنا بهم ذرياتهم الصغار التي لم تبلغ الإيمان, وما ألتنا الآباء من عملهم من شيء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) يقول: الذين أدرك ذريتهم الإيمان, فعملوا بطاعتي, ألحقتهم بإيمانهم إلى الجنة, وأولادهم الصغار نلحقهم بهم.

حدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) يقول: من أدرك ذريته الإيمان, فعملوا بطاعتي ألحقتهم بآبائهم في الجنة, وأولادهم الصغار أيضا على ذلك.

وقال آخرون نحو هذا القول, غير أنهم جعلوا الهاء والميم في قوله: ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ ) من ذكر الذرّية, والهاء والميم في قوله: ذرّيتهم الثانية من ذكر الذين. وقالوا: معنى الكلام: والذين آمنوا واتبعتهم ذرّيتهم الصغار, وما ألتنا الكبار من عملهم من شيء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) قال: أدرك أبناؤهم الأعمال التي عملوا, فاتبعوهم عليها واتبعتهم ذرّياتهم التي لم يدركوا الأعمال, فقال الله جلّ ثناؤه ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) قال: يقول: لم نظلمهم من عملهم من شيء فننقصهم, فنعطيه ذرّياتهم الذين ألحقناهم بهم, الذين لم يبلغوا الأعمال ألحقتهم بالذين قد بلغوا الأعمال.

وقال آخرون: بل معنى ذلك ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) فأدخلناهم الجنة بعمل آبائهم, وما ألتنا الآباء من عملهم من شيء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر بن سليمان, قال: سمعت داود يحدّث عن عامر, أنه قال في هذه الآية (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ) فأدخل الله الذرّية بعمل الآباء الجنة, ولم ينقص الله الآباء من عملهم شيئا, قال: فهو قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) .

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا ابن أبي عديّ, عن داود, عن سعيد بن جبير أنه قال في قول الله: (أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ) قال: ألحق الله ذرياتهم بآبائهم, ولم ينقص الآباء من أعمالهم, فيردَّه على أبنائهم.

وقال آخرون: إنما عنى بقوله: " أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ": أعطيناهم من الثواب ما أعطينا الآباء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن قيس بن مسلم, قال: سمعت إبراهيم في قوله: (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) قال: أعطوا مثل أجور آبائهم, ولم ينقص من أجورهم شيئًا.

حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن قيس بن مسلم, عن إبراهيم (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) قال: أعطوا مثل أجورهم, ولم ينقص من أجورهم.

قال: ثنا حكام, عن أبي جعفر, عن الربيع (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ) يقول: أعطيناهم من الثواب ما أعطيناهم ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) يقول: ما نقصنا آباءهم شيئا.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتاده, قوله: (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ) كذلك قالها يزيد (ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) قال: عملوا بطاعة الله فألحقهم الله بآبائهم.

وأولى هذه الأقوال بالصواب وأشبهها بما دلّ عليه ظاهر التنـزيل, القول الذي ذكرنا عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, وهو: والذين آمنوا بالله ورسوله, وأتبعناهم ذرياتهم الذين أدركوا الإيمان بإيمان, وآمنوا بالله ورسوله, ألحقنا بالذين آمنوا ذريتهم الذين أدركوا الإيمان فآمنوا, في الجنة فجعلناهم معهم في درجاتهم, وإن قصرت أعمالهم عن أعمالهم تكرمة منا لآبائهم, وما ألتناهم من أجور عملهم شيئا.

وإنما قلت: ذلك أولى التأويلات به, لأن ذلك الأغلب من معانيه, وإن كان للأقوال الأخر وجوه.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) فقرأ ذلك عامه قرّاء المدينة ( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ ) على التوحيد بإيمان (أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) على الجمع, وقرأته قراء الكوفة ( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) كلتيهما بإفراد. وقرأ بعض قرّاء البصرة وهو أبو عمرو (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ).

والصواب من القول في ذلك أن جميع ذلك قراءات معروفات مستفيضات في قراءة الأمصار, متقاربات المعاني, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

وقوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) يقول تعالى ذكره: وما ألتنا الآباء, يعني بقوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ ) : وما نقصناهم من أجور أعمالهم شيئا, فنأخذه منهم, فنجعله لأبنائهم الذين ألحقناهم بهم, ولكنا وفَّيناهم أجور أعمالهم, وألحقنا أبناءهم بدرجاتهم, تفضلا منا عليهم. والألت في كلام العرب: النقص والبخس, وفيه لغة أخرى, ولم يقرأ بها أحد نعلمه, ومن الألت قول الشاعر:

أبْلــغْ بنــي ثُعَـل عَنَّـي مُغلغَلَـةً

جَــهْدَ الرّســالة لا ألْتـا ولا كَذبـا (2)

يعني: لا نُقصان ولا زيادة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار قال: ثنا مؤمل قال: ثنا سفيان, عن عمرو بن مرّة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) قال: ما نقصناهم.

حدثني علي قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن ابن عباس قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) يقول: ما نقصناهم.

وحدثني موسى بن عبد الرحمن, قال: ثنا موسى بن بشر, قال: ثنا سفيان بن سعيد, عن سماعة عن (3) عمرو بن مرّة, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) قال: وما نقصناهم.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) قال: ما نقصنا الآباء للأبناء.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: ما نقصنا الآباء للأبناء,( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ ) قال: وما نقصناهم.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) قال: نقصناهم.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا حكام, عن أبي جعفر, عن الربيع بن أنس ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) يقول: ما نقصنا آباءهم شيئا.

قال ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع بن أنس, مثله.

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن أبي المعلى, عن سعيد بن جبير ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ ) قال: وما ظلمناهم.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) يقول: وما ظلمناهم من عملهم من شيء.

حدثني محمد بن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) يقول: وما ظلمناهم.

وحُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ ) يقول: وما ظلمناهم.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ ) قال: يقول: لم نظلمهم من عملهم من شيء: لم ننتقصهم فنعطيه ذرّياتهم الذين ألحقناهم بهم لم يبلغوا الأعمال ألحقهم بالذين قد بلغوا الأعمال ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) قال: لم يأخذ عمل الكبار فيجزيه الصغار, وأدخلهم برحمته, والكبار عملوا فدخلوا بأعمالهم.

وقوله: ( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) يقول: كلّ نفس بما كسبت وعملت من خير وشرّ مرتهنة لا يؤاخذ أحد منهم بذنب غيره, وإنما يعاقب بذنب نفسه.

------------------------

الهوامش:

(2) البيت من شواهد الفراء في معاني القرآن ( الورقة 313 - 314 ) قال : وقوله : " وما ألتناهم " الألت : النقص . وفيه لغة أخرى : " وما ألتناهم من عملهم من شيء " . وكذلك هي في قراءة عبد الله ( ابن مسعود ) وأبي بن كعب ، قال الشاعر : " أبلغ بني ثعل ... البيت " . يقول : لا نقصان ولا زيادة . وقال الآخر ( نسبه أبو عبيدة إلى رؤبة ) :

وليلـــة ذات نـــدى ســـريت

ولــم يلتنــي عـن سـراها ليـت

والليت هاهنا : لم يثنني عنها نقص بي ، ولا عجز عنها . وفي ( اللسان : ليت ) : " ولاته عن وجهه يليته ويلوته لوتا : أي حبسه عن وجهه وصرفه . قال الراجز : " وليلة ذات ندى ... البيتين " أ . هـ . وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن : " وما ألتناهم " : أي ما نقصناهم ولا حبسنا منه شيئا أ . هـ .

(3) في المطبوعة : عن سماعة بن عمر بن مرة . تحريف .

المعاني :

وَمَا أَلَتْنَاهُم :       مَا نَقَصْنَا الآبَاءَ بِهَذَا الإِلْحَاقِ السراج
وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم :       وما نَقَصْنَاهُم الميسر في غريب القرآن
رَهِينٌ :       مَرْهُونٌ بِعَمَلِهِ، لَا يَحْمِلُ ذَنْبَ غَيْرِهِ السراج
رَهِينࣱ :       مَحْبُوسٌ مقْرُونٌ الميسر في غريب القرآن
رَهين :       مَرْهونٌ عِـنـْد الله تعالى معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ صلاحُك جسرٌ للقاءِ الأحبَّةِ.
وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ لا صلة ولا نسب في الآخرة إلا نسب الإيمان؛ فلنربي أنفسنا وذريتنا عليه من الآن.
وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ هذا هو سبيل الترابط والصلة في الآخرة؛ الإيمان فحسب، لا النسب أو المال أو الخِلاّن.
وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ المؤمن الرحيم البار هو الذي يدرك أن النعيم: دخوله الجنة ثم يلحق الله به آباءه وأبناءه, فكلما قرأ الآية دمعت عينه شوقًا لأحبابه.
وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ دلت هذه الآية على أن شفقة الأبوة كما هي في الدنيا متوفرة كذلك في الآخرة، ولهذا طيب الله تعالى قلوب عباده بأنه لا يولههم بأولادهم بل يجمع بينهم.
وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ ما أجملها من تعزية لمن فقد حبيبًا أن سيكون ثم لقاء في الجنة!
وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ أعمالك الصالحة ليست لك فقط.
وقفة
[21] ما أكرمك يا الله! تدخل الأبناء درجة آبائهم في الجنة، وإن قصرت أعمالهم لتتم فرحتهم ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾.
وقفة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ أي إكرام من الله لعبده المؤمن! علم ما يكنه قلبه من رحمة وشفقة علي فلذات أكباده؛ فأقر عينه بهم في الجنة, ولو كانوا دونه في العمل.
وقفة
[21] ﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم﴾ ونأمل أن نلحق بوالدينا ونحسبهم على خير، ونأمل أن نكون على خير فليحق بنا أبناؤنا كذلك.
عمل
[21] أَعِن والديك على الصلاح؛ فإنك ستُلحَق بهما في منزلتهما ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾.
لمسة
[21] ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته في الجنة، وإن كانوا دونه في العمل، لتقرَّ بهم عينه فذلك كرامة للأبناء بسبب الآباء، فإن قيل: لم قال: (بِإِيمَانٍ) بالتنكير؟ فالجواب: أن المعنى بشيء من الإيمان لم يكونوا به أهلًا لدرجة آبائهم، ولكنهم لحقوا بهم كرامة للآباء، فالمراد تقليل إيمان الذرية ولكنه رفع درجتهم، فكيف إذا كان إيمانًا عظيمًا ﴿وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ أي: ما أنقصناهم من ثواب أعمالهم، بل وفينا لهم أجورهم.
وقفة
[21] ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ الجمع بين الآباء والأبناء في الجنة في منزلة واحدة وإن قصر عمل بعضهم؛ إكرامًا لهم جميعًا حتى تتم الفرحة.
وقفة
[21] ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ صلاح الآباء بركة على الأبناء في الدنيا والآخرة، سعيد من رزق بوالد صالح.
وقفة
[21] ﴿ألحقنا بهم ذريتهم﴾ جمع لأهل الجنة أنواع السرور، بسعادتهم في أنفسهم، ومزاوجة الحور العين، ومؤانسة الإخوان المؤمنين، واجتماع أهلهم بهم.
وقفة
[21] ﴿ألحقنا بهم ذريتهم﴾ من تمام إكرام المرء إلحاق ذريته به في ذلك التكريم، وذلك في الدارين، غير أن له أسبابًا فاحرص على بذر بذرتها في الذرية.
وقفة
[21] ﴿ألحقنا بهم ذريتهم﴾ من تمام نعيم أهل الجنة ألحق بهم ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان، يلحقهم الله بمنازلهم وإن لم يبلغوها، جزاء لآبائهم وزيادة في ثوابهم.
وقفة
[21] ما معنى السعادة إن لم تشاركها ﴿وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [يوسف: 93]، فحتى أعلى النعيم -الجنة- إنما يكتمل بحضور من نحب ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾، وإن من جليل النعم أن يكون هناك من تعود إليه لتقاسمه مسراتك ﴿وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الإنشقاق: 9].
وقفة
[21] تكتمل فرحتك وتقر عينك عندما تنظر خلفك وترى ذريتك تتبعك لمشاركتك فرحتك ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾.
عمل
[21] خذ من فراق أحبتك طاقة للعمل الصالح لتلتقي بهم في الجنة من جديد، كن وفيًّا للوجوه التي أحبتك، صلاحك جسر للقائهم ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾.
عمل
[21] ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ افْـحَص عملك.
وقفة
[21] ﴿كُلُّ امرِئٍ بِما كَسَبَ رَهينٌ﴾ مخيفة.
وقفة
[21] ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ قال الزمخشري: «وكأن نفس العبد رهن عند الله بالعمل الصالح الذي هو مطالب به، كما يرهن الرجل عبدُه بدين عليه، فإن عمل صالحًا فكها وخلَّصها، وإلا أوبقها».

الإعراب :

  • ﴿ وَالَّذِينَ:
  • الواو عاطفة. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر معطوف على «حور عين» بمعنى: قرناهم بالحور وبالذين آمنوا أي بالرفقاء والجلساء منهم لمؤانستهم أو هو في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية بعده:صلته لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ آمَنُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ وَاتَّبَعَتْهُمْ:
  • الواو اعتراضية بين المبتدأ وخبره والجملة بعده: اعتراضية لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم.
  • ﴿ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ:
  • فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بايمان: جار ومجرور متعلق باتبع.
  • ﴿ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر المبتدأ. ألحق:فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بألحقنا. ذرية: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» أعربت.
  • ﴿ وَما أَلَتْناهُمْ:
  • الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. ألتنا: تعرب اعراب «ألحقنا» و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أول بمعنى: وما نقصناهم بهذا الالحاق.
  • ﴿ مِنْ عَمَلِهِمْ:
  • من: حرف جر للتبعيض في مقام المفعول الثاني. عمل:مجرور بمن وعلامة جره الكسرة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. أو يكون الجار والمجرور مِنْ عَمَلِهِمْ» متعلقا بألتنا أو بشيء بمعنى: وما أنقصناهم شيئا من ثواب عملهم. وعلى هذا التقدير يكون الجار والمجرور متعلقا بحال من «شيء».
  • ﴿ مِنْ شَيْءٍ:
  • حرف جر زائد لتوكيد معنى النفي. شيء: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به ثان.
  • ﴿ كُلُّ امْرِئٍ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. امرئ: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. أي كل انسان.
  • ﴿ بِما كَسَبَ رَهِينٌ:
  • الباء حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بالخبر. كسب: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «كسب» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: بما كسبه. رهين: خبر «كل» مرفوع بالضمة بمعنى: مرهون والكلمة من صيغ المبالغة فعيل بمعنى مفعول. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا فَرَغَ سُبْحانَهُ مِن ذِكْرِ أهْلِ الجَنَّةِ عَلى العُمُومِ؛ ذَكَرَ حالَ طائِفَةٍ مِنهم عَلى الخُصُوصِ، قال تعالى:وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ولَمَّا كان رُبَّما خِيفَ أن يُنقَصَ الآباءُ بسَبَبِ إلحاقِ ذُرِّيَّاتِهم بهم شَيئًا مِن دَرَجاتِهم؛ نفى ذلك هنا، فقال تعالى: وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وأيضًا لَمَّا كان رُبَّما تَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أنَّ أهلَ النَّارِ كذلك يُلحِقُ اللهُ بهم أبناءَهم وذُرِّيَّتَهم؛ أخبَرَ هنا أنَّه ليس حُكمُ الدَّارَينِ حُكمًا واحِدًا؛ فإنَّ النَّارَ دارُ العَدلِ، ومِن عَدلِه تعالى ألَّا يُعَذِّبَ أحدًا إلَّا بذَنْبٍ، قال تعالى :
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

واتبعتهم:
وقرئ:
1- واتبعناهم، وهى قراءة أبى عمرو.
2- واتبعتهم، وهى قراءة باقى السبعة.
ذريتهم:
قرئ:
1- ذرياتهم، جمعا نصبا، وهى قراءة أبى عمرو.
2- ذرياتهم، جمعا رفعا، وهى قراءة ابن عامر.
3- مفردا مرفوعا، وهى قراءة باقى السبعة.
ألتناهم:
1- بفتح اللام، من «ألات» وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسر اللام، وهى قراءة الحسن.
3- بالمد، من «آلت» ، على وزن «أفعل» ، وهى قراءة ابن هرمز.
4- لتناهم، بكسر اللام، من «لات» وهى قراءة أبى، وابن مسعود، وطلحة، والأعمش.
5- لتناهم، بفتح اللام، ورويت عن طلحة، والأعمش أيضا.

مدارسة الآية : [22] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ

التفسير :

[22] وزدناهم على ما ذُكر من النعيم فواكه ولحوماً مما يستطاب ويُشتهى،

{ وَأَمْدَدْنَاهُمْ} أي:أمددنا أهل الجنة من فضلنا الواسع ورزقنا العميم،{ بِفَاكِهَةٍ} من العنب والرمان والتفاح، وأصناف الفواكه اللذيذة الزائدة على ما به يتقوتون،{ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} من كل ما طلبوه واشتهته أنفسهم، من لحم الطير وغيرها.

ثم بين- سبحانه- جانبا آخر من مظاهر فضله على عباده المؤمنين فقال: وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ. أى: وأمددنا هؤلاء المؤمنين- على سبيل الزيادة عما عندهم بفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وبلحم لذيذ تشتهيه نفوسهم.

وقوله : ( وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ) أي : وألحقناهم بفواكه ولحوم من أنواع شتى ، مما يستطاب ويشتهى .

القول في تأويل قوله تعالى : وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22)

يقول تعالى ذكره: وأمددنا هؤلاء الذين آمنوا بالله ورسوله, واتبعتهم ذريتهم بإيمان في الجنة, بفاكهة ولحم مما يشتهون من اللحمان.

المعاني :

وَأَمۡدَدۡنَٰهُم :       وَزِدْناهُم الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[22] ﴿وَأَمدَدناهُم بِفاكِهَةٍ وَلَحمٍ مِمّا يَشتَهونَ﴾ مدد دائم لا ينقطع، مما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين.
وقفة
[22] ﴿وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ إشارة لأشهى أنواع الطعام، وهو الفاكهة واللحم فإنهما طعام المتنعِّمين، ووصفهم الله بأنهم يشتهونه؛ لأن بعض أنواع الطعام غير مشتهى عند البعض، فنفى أن يحدث ذلك في الجنة.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَمْدَدْناهُمْ:
  • الواو: عاطفة. أمدد: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.و«هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بأمدد. ولحم: معطوفة بالواو على «فاكهة» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة
  • ﴿ مِمّا:
  • أصلها: من: حرف جر. و «ما» اسم موصول مدغم مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأمدد. أو بصفة محذوفة من «فاكهة ولحم».
  • ﴿ يَشْتَهُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يشتهون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف المحل لأنه مفعول به التقدير: مما يشتهونه. '

المتشابهات :

الطور: 22﴿وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
الواقعة: 21﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     وبعد ما ذُكِرَ من النعيم؛ ذَكَرَ سُبْحانَهُ ما أمَدَّهم بِهِ مِنَ الخَيْرِ، قال تعالى:
﴿ وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ ..

التفسير :

[23]ومن هذا النعيم أنهم يتعاطَوْن في الجنة كأساً من الخمر، يناول أحدهم صاحبه؛ ليتم بذلك سرورهم، وهذا الشراب مخالف لخمر الدنيا، فلا يزول به عقل صاحبه، ولا يحصل بسببه لغو، ولا كلام فيه إثم أو معصية.

{ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} أي:تدور كاسات الرحيق والخمر عليهم، ويتعاطونها فيما بينهم، وتطوف عليهم الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس{ لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} أي:ليس في الجنة كلام لغو، وهو الذي لا فائدة فيه ولا تأثيم، وهو الذي فيه إثم ومعصية، وإذا انتفى الأمران، ثبت الأمر الثالث، وهو أن كلامهم فيها سلام طيب طاهر، مسر للنفوس، مفرح للقلوب، يتعاشرون أحسن عشرة، ويتنادمون أطيب المنادمة، ولا يسمعون من ربهم، إلا ما يقر أعينهم، ويدل على رضاه عنهم [ومحبته لهم].

يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً أى: يتجاذبون على سبيل المداعبة، ويتعاطون على سبيل التكريم، الأوانى المملوءة بالخمر التي هي لذة للشاربين.

لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ أى: لا يصدر منهم في أعقاب شربهم لتلك الخمر، ما جرت به العادة في أعقاب شرب خمر الدنيا، من أن الشارب لها يصدر منه كلام ساقط لا خير فيه، ويأتى من الأقوال والأفعال ما يعاقب عليه. ويرتكب الإثم بسببه.

قال صاحب الكشاف: لا لَغْوٌ فِيها أى: في شربها وَلا تَأْثِيمٌ أى:

لا يتكلمون في أثناء الشرب بسقط الحديث، وما لا طائل تحته، كفعل المتنادمين في الدنيا على الشراب في سفههم وعربدتهم، ولا يفعلون ما يؤثم به فاعله، أى: ينسب إلى الإثم لو فعله في دار التكليف من الكذب والشتم والفواحش، وإنما يتكلمون بالحكم وبالكلام الحسن متلذذين بذلك، لأن عقولهم ثابتة غير زائلة وهم حكماء علماء .

وقوله ( يتنازعون فيها كأسا ) أي : يتعاطون فيها كأسا ، أي : من الخمر . قاله الضحاك . ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) أي : لا يتكلمون عنها بكلام لاغ أي : هذيان ، ولا إثم أي : فحش ، كما تتكلم به الشربة من أهل الدنيا .

وقال ابن عباس : اللغو : الباطل . والتأثيم : الكذب .

وقال مجاهد : لا يستبون ولا يؤثمون .

وقال قتادة : كان ذلك في الدنيا مع الشيطان .

فنزه الله خمر الآخرة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها ، فنفى عنها - كما تقدم - صداع الرأس ، ووجع البطن ، وإزالة العقل بالكلية ، وأخبر أنها لا تحملهم على الكلام السيئ الفارغ عن الفائدة المتضمن هذيانا وفحشا ، وأخبر بحسن منظرها ، وطيب طعمها ومخبرها فقال : ( بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 46 ، 47 ] ، وقال ( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) [ الواقعة : 19 ] ، وقال هاهنا : ( يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم )

وقوله: ( يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا ) يقول: يتعاطون فيها كأس الشراب, ويتداولونها بينهم, كما قال الأخطل:

نَازَعْتُـهُ طَيِّـبَ الـرَّاح الشَّـمول وقَدْ

صَـاحَ الدَّجـاجُ وحَانَتْ وَقْعَةُ السَّاري (4)

وقوله ( لا لَغْوٌ فِيهَا ) يقول: لا باطل في الجنة, والهاء في قوله " فيها " من ذكر الكأس, ويكون المعنى لما فيها الشراب بمعنى: أن أهلها لا لغو عندهم فيها ولا تأثيم, واللغو: الباطل.

وقوله: ( وَلا تَأْثِيمٌ ) يقول: ولا فعل فيها يُؤْثم صاحبه. وقيل: عنى بالتأثيم: الكذب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا ) يقول: لا باطل فيها.

وقوله: ( وَلا تَأْثِيمٌ ) يقول: لا كذب.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا ) قال: لا يستبون ( وَلا تَأْثِيمٌ ) يقول: ولا يؤثمون.

حدثنا بشر, قال ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) : أي لا لغو فيها ولا باطل, إنما كان الباطل في الدنيا مع الشيطان.

وحدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتاده, في قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) قال: ليس فيها لغو ولا باطل, إنما كان اللغو والباطل في الدنيا.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة ( لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ ) بالرفع والتنوين على وجه الخبر, على أنه ليس في الكأس لغو ولا تأثيم. وقرأه بعض قرّاء البصرة (لا لَغْوَ فيها وَلا تَأْثِيَمَ) نصبا غير منوّن على وجه التبرئة.

والقول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وإن كان الرفع والتنوين أعجب القراءتين إليّ لكثرة القراءة بها, وأنها أصحّ المعنيين.

------------------------

الهوامش:

(4) البيت للأخطل وهو من شواهد أبي عبيدة في معاني القرآن ( الورقة 229 ) قال : " يتنازعون فيها كأسا " : يتعاطون أي يتداولون قال الأخطل : " نازعته ... البيت " أ . هـ . وفي ( اللسان : نزع ) : ومنازعة الكأس : معاطاتها ؛ قال الله عز وجل ( يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ) : أي يتعاطون . والأصل فيه : يتجاذبون ، ويقال : نازعني فلان بنانه : أي صافحني . والمنازعة المصافحة ؛ قال الراعي :

ينُازِعْنَنــا رَخْــصَ البنـانِ كأنَّمَـا

يُنَنازِعْننــا هُــدّابَ رَيْـطٍ مُعَضّـدٍ

المنازعة : المجاذبة في الأعيان والمعاني أ . هـ .

المعاني :

يَتَنَازَعُونَ :       يَتَعَاطَوْنَ بَيْنَهُمْ، وَيُنَاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا السراج
يَتَنَٰزَعُونَ :       يَتَعاطَونَ، وَيُناوِلُ بعضُهم بَعْضاً الميسر في غريب القرآن
يتنازعون :       يَتجاذبون و يَتعاورون معاني القرآن
كَاسًا :       مِنَ الخَمْرِ السراج
كَأۡسࣰا :       إِناءً مَمْلُوءاً مِنَ الخَمْرِ الميسر في غريب القرآن
كأسًـا :       خَمْرًا أو إناءً فيه خمرٌ معاني القرآن
لَّا لَغْوٌ فِيهَا :       لَا كَلَامٌ سَاقِطٌ أَثْنَاءَ شُرْبِهَا السراج
لَغۡوࣱ :       كَلَامٌ لا فَائِدةَ فِيهِ الميسر في غريب القرآن
وَلَا تَاثِيمٌ :       وَلَا يَقَعُ بِسَبَبِهَا إِثْمٌ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ السراج
تَأۡثِيمࣱ :       إِثْمٌ ومَعْصِيَةٌ الميسر في غريب القرآن
لا لغوٌ فيها و لا تأثيم :       لا كلامٌ سَاقط في أثناء شربها و لا فِعْـلٌ يوجب الإثم معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[23] ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ خمر الآخرة لا يترتب على شربها مكروه.
وقفة
[23] ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ أي يتناولها بعضهم من بعض، وهو المؤمن وزوجاته وخدمه في الجنة، والكأس: إناء الخمر، وكل إناء مملوء من شراب وغيره، فإذا فرغ لم يُسمَّ كأسًا.
وقفة
[23] ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ أياديِ أهل الطُّهر ستلامِس تلك الكؤوس، أو تظن الكريم لا يكرم من أطاعه واتقاه حاشا لله؟!
وقفة
[23] ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ التنازع يكون في شيء شاق، وقد نهينا عن التنازع ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]، فهل التنازع في الدنيا مذموم وفي الآخرة محمود؟ التنازع هنا ليس معناها الخصومة كما في الدنيا، وإنما تعني التبادل، أحدهم يعطي الآخر، حتى في الدنيا نقول نتنازع الكؤوس أي نتبادلها.
وقفة
[23] ﴿كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم﴾ نزه الله خمر الآخرة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها، فنفى عنها صداع الرأس، ووجع البطن، وإزالة العقل.
وقفة
[23] ﴿لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ قال ابن عطاء: «أي لغو يكون في مجلس محله جنة عدن، وسقاتهم الملائكة، وشربهم على ذكر الله، وريحانهم وتحيتهم من عند الله، والقوم أضياف الله».
وقفة
[23] ﴿لا لغو فيها ولا تأثيم﴾ ليس في الجنة لغو -وهو الكلام الذي لا فائدة منه-، ولا تأثيم -وهو الذي فيه إثم-، انتفى الأمران فثبت الثالث فكلامهم سلام طيب.

الإعراب :

  • ﴿ يَتَنازَعُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية: في محل نصب حال.
  • ﴿ فِيها كَأْساً:
  • جار ومجرور متعلق بيتنازع. كأسا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي يتجاذبون فيها خمرا.
  • ﴿ لا لَغْوٌ فِيها:
  • نافية لا عمل لها. لغو: مبتدأ مرفوع بالضمة. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. أو تكون «لا» بمنزلة «ليس» و «لغو» اسمها.والجار والمجرور متعلقا بخبرها. بمعنى: لا لغو في شربها وجملة لا لَغْوٌ فِيها» في محل نصب صفة لكأسا.
  • ﴿ وَلا تَأْثِيمٌ:
  • معطوفة بالواو على لا لَغْوٌ فِيها» وتعرب اعرابها وحذف الجار اختصارا ولأن ما قبله يدل عليه بمعنى: لا يتكلمون في أثناء الشرب بسقط‍ الحديث ولا يفعلون ما يؤثم به فاعله. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     وبعد الفاكهة واللحم؛ ذكرَ هنا الخمر، قال تعالى :يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا ولَمَّا كان في خَمرِ الدُّنيا غوائِلُ؛ نفاها عنها، فهو خمر مخالف لخمر الدنيا، قال تعالى:
﴿ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لغو ... تأثيم:
1- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بفتحهما، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو.

مدارسة الآية : [24] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ ..

التفسير :

[24] ويطوف عليهم غلمان مُعَدُّون لخدمتهم، كأنهم في الصفاء والبياض والتناسق لؤلؤ مصون في أصدافه.

{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ} أي:خدم شباب{ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} من حسنهم وبهائهم، يدورون عليهم بالخدمة وقضاء ما يحتاجون إليهوهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم.

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ أى: ويطوف عليهم بتلك الكئوس المليئة بالخمر، غلمان لهم، لكي يكونوا في خدمتهم.

كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ أى: كأن هؤلاء الغلمان في صفائهم ونقائهم، لؤلؤ مصون ومحفوظ في صدفه لم تنله الأيدى.

يقال: كننت الشيء كنّا وكنونا، إذا جعلته في كنّ، وسترته عن الأعين.

وقوله : ( ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ) : إخبار عن خدمهم وحشمهم في الجنة كأنهم اللؤلؤ الرطب ، المكنون في حسنهم وبهائهم ونظافتهم وحسن ملابسهم ، كما قال ( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين ) [ الواقعة : 17 ، 18 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)

يقول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في الجنة غلمان لهم, كأنهم لؤلؤ في بياضه وصفائه مكنون, يعني: مصون في كنّ, فهو أنقى له, وأصفى لبياضه. وإنما عنى بذلك أن هؤلاء الغلمان يطوفون على هؤلاء المؤمنين في الجنة بكئوس الشراب التي وصف جل ثناؤه صفتها.

وقد حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة قوله: ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) ذُكر لنا أن رجلا قال: يا نبيّ الله هذا الخادم, فكيف المخدوم؟ قال: " والذي نفس محمد بيده , إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ".

وحدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) قال: بلغني أنه قيل: يا رسول الله هذا الخادم مثل اللؤلؤ, فكيف المخدوم؟ قال: " والَّذي نَفْسِي بِيَدهِ إنَّ فَضْل ما بَيْنَهُمَا كفَضْل القَمَر لَيْلَة البَدر على النجوم ".

المعاني :

مَّكْنُونٌ :       مَصُونٌ، مَسْتُورٌ فِي أَصْدَافِهِ السراج
مَّكۡنُونࣱ :       مَصُونٌ في أَصْدَافِهِ الميسر في غريب القرآن
لؤلؤ مكْـنونٌ :       مَسْـتور مَصونٌ في أصدافه معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[24] ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ﴾ إذا كانت صفات الغلمان المختصين بخدمة أهل الجنة قد بلغت في الحسن غاية؛ فما ظنكم بصفات أهل الجنة المكرمين؟!
وقفة
[24] ﴿وَيَطوفُ عَلَيهِم غِلمانٌ لَهُم كَأَنَّهُم لُؤلُؤٌ مَكنونٌ﴾ من اللطيف أن يخصص لك شخص موكل بخدمتك على مدار الساعة، والألطف أن يكون بهى الطلعة كاللؤلؤ المكنون.
وقفة
[24] ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ﴾ إذا كانَ الخادمُ كاللؤلؤِ، فكيفَ يكونُ المخدومُ؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ:
  • الواو عاطفة. يطوف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيطوف. غلمان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. بمعنى: مملوكون لهم مخصوصون بهم. شبه الغلمان باللؤلؤ المكنون
  • ﴿ لَهُمْ:
  • اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من غلمان.
  • ﴿ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ:
  • حرف مشبه بالفعل تفيد التشبيه. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «كأن».لؤلؤ: خبرها مرفوع بالضمة. و «كأن» وما بعدها من اسمها وخبرها في محل رفع صفة لغلمان.
  • ﴿ مَكْنُونٌ:
  • صفة-نعت-للؤلؤ مرفوعة مثلها بالضمة بمعنى لؤلؤ مخزون أو مصون في صدفه لقيمته. '

المتشابهات :

الطور: 24﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ
الواقعة: 17﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
الانسان: 19﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ولَمَّا كانت المُعاطاةُ لا يَكمُلُ بَسطُها، ولا يَعظُمُ إلَّا بخَدَمٍ وسُقاةٍ؛ لذا قال تعالى هنا:
﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ

التفسير :

[25] وأقبل أهل الجنة يسأل بعضهم بعضاً عن عظيم ما هم فيه وسببه،

{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} عن أمور الدنيا وأحوالها.

ثم حكى- سبحانه- تساؤلهم وهم في الجنة، فقال: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ أى: وأقبل بعضهم على بعض وهم في الجنة، يسأل أحدهم الآخر عن أحواله وعن أعماله، وعن حسن عاقبته.

وقوله : ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) أي : أقبلوا يتحادثون ويتساءلون عن أعمالهم وأحوالهم في الدنيا ، وهذا كما يتحادث أهل الشراب على شرابهم إذا أخذ فيهم الشراب بما كان من أمرهم .

وقوله: ( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) . . . الآية, يقول تعالى ذكره: وأقبل بعض هؤلاء المؤمنين في الجنة على بعض, يسأل بعضهم بعضا. وقد قيل: إن ذلك يكون منهم عند البعث من قبورهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس في قوله: ( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ) قال: إذا بعثوا في النفخة الثانية.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[25] ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ ما أجمل تزاور أهل الجنة، وتجاذب أطراف الحديث في قصورهم بينما يتنازعون كؤوس الشراب! فأي نعيم ينتظرنا هناك!
وقفة
[25] ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ أهل الجنة يتذاكرون مجالسهم التي كانت في الدنيا، جعلنا الله ممن يتذكر هذا المجلس في جنات النعيم.
وقفة
[25] ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ يا لها من ساعات يسترجع فيها أهل الجنة ذكرياتهم الغابرة! عن حياة قضوها في طاعة الله وابتغاء رضاه؛ فليصنع كل منا ما يكون له في الآخرة ذكريات حسنة مبهجة.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ
  • هذه الآية الكريمة أعربت في سورة «الصافات» في الآية السابعة والعشرين. '

المتشابهات :

القلم: 30﴿فَـ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ
الصافات: 27﴿وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ
الصافات: 50﴿فَـ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ
الطور: 25﴿وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أنهم متكئون على سرر متقابلة؛ ذكرَ هنا أنه يسأل بعضهم بعضًا عن حالِهم في الدنيا، قال تعالى:
﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [26] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي ..

التفسير :

[26] قالوا:إنا كنا قبل في الدنيا -ونحن بين أهلينا- خائفين ربنا، مشفقين من عذابه وعقابه يوم القيامة.

{ قَالُوا} في [ذكر] بيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبرة والسرور:{ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ} أي:في دار الدنيا{ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} أي:خائفين وجلين، فتركنا من خوفه الذنوب، وأصلحنا لذلك العيوب.

قالُوا أى: قال كل مسئول لسائله: إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ أى: إنا كنا في الدنيا ونحن نعيش بين أهلنا خائفين من أهوال يوم القيامة، وكنا نقدم العمل الصالح الذي نرجو أن ننال بسببه رضا ربنا:

( قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ) أي : قد كنا في الدار الدنيا ونحن بين أهلنا خائفين من ربنا مشفقين من عذابه وعقابه ،

القول في تأويل قوله تعالى : قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26)

يقول تعالى ذكره: قال بعضهم لبعض: إنا أيها القوم كنا في أهلنا في الدنيا مُشفقين خائفين من عذاب الله وجلين أن يعذبنا ربنا اليوم .

المعاني :

مُشْفِقِينَ :       خَائِفِينَ مِنَ العَذَابِ السراج
مُشۡفِقِينَ :       خائِفِينَ مِنْ عَذابِ رَبِنا الميسر في غريب القرآن
مشفـقـين :       خائفـين من العاقـبة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ أي: خائفين وجلين، فتركنا من خوفه الذنوب، وأصلحنا لذلك العيوب.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ مهما كانت بهجة حاضرنا يظل لذكرياتنا سحرها، حتى أهل الجنة يستدعون ذكرياتهم.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ الذكريات تبعث الحزن والحنين والشجن إلا ذكريات الطاعة؛ فهي فرحة متجددة.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ لم تترك النَّار لذي لذةٍ لذةً، والغافل: ﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الإنشقاق: 13].
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ أهل الجنة يتذكرون حالهم في الدنيا، (مُشْفِقِينَ) أي: خائفين من الله ومعصيته، فهل نحن كذلك.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ يُصاب المؤمن بحزن وإشفاق في دنياه، تزول بدخول الجنة، إذ يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾ [فاطر: 34].
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ الخوف الذي يعتري قلبك في الدنيا هو سبب نجاتك في الآخرة.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلمَ: «لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ» [الترمذي 1633، وصححه الألباني].
عمل
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ لا تزعجْك آلامُك؛ سيصبحُ تذكُّرُها يومًا شيئًا من النعيم.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ خوفك من الله في الدنيا أمان لك في الأخرة، فإن الله لا يجمع على عبده أمنين ولا خوفين.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ خوفــــك اﻵن من الجليــــل؛ سبب لنجاتك من المخاوف يوم القيامة.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ كانت الشكوى والأحزان في الدنيا، أما في الجنان فكل هذا من الذكريات.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ شغَلهم الخوف من الله وصرفهم عن اللذات والشهوات في الدنيا، فكان الجزاء الجنة.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ مَن خاف اللهَ في الدنيا واتَّقاه، أمَّنه الله في الآخرة وأسعده ورضَّاه.
وقفة
[26] ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ المؤمن مشفقٌ وجل، يخاف ربه، ويخشى ذنبه، ويرجو القبول، وتؤرقه الخاتمة والمصير.
عمل
[26] كن كثير الشفقة والخوف من الله تعالى كما أخبر سبحانه عن وصف أهل الجنة لحالهم في الدنيا ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾.
وقفة
[26] يقول أهل الجنة: ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾، في الجنة تصبح ذكريات اﻷحزان والمخاوف لذائذ بها يتحدثون.
وقفة
[26] يقول أهل الجنة عند دخولها: ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ أي: خائفين من عصيان الله، الخوف هو الذي بلغ بهم الجنان.
وقفة
[26] ﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ لم يكن الالتزام ثوبًا يرتدونه أمام الناس إذا دخلو بيوتهم خلعوه؛ بل كان الرجل شعارهم ودثارهم.
وقفة
[26] ﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ أي خائفين من الله تعالى، محبة له وتعظيمًا ألا يقوموا بحقه كما ينبغي له عز وجل.
وقفة
[26] ﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ هذا دليل الإيمان، فالمؤمن لا يزال خائفًا حتى يعبر الصراط.
وقفة
[26] قال إبراهيم التيمي: «ينبغي لمن لا يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا: ﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾».
وقفة
[26، 27] من خاف ربه في الدنيا أمنه في الآخرة.
وقفة
[26، 27] أحاديث أهل الجنة وتلك ذكرياتهم عن الدنيا رب اجعلنا منهم.
وقفة
[26، 27] المجرمون شفقتهم هناك، تأمل حالهم: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا﴾ [الكهف: 49]، أما المتقون فشفقتهم كانت هنا هنا في هذه الدار، ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ فنجا المؤمنون، وهلك أولئك.

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ إِنّا:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وحذفت احدى النونين تخفيفا فأدغمت الأخرى بالضمير. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» والجملة الفعلية بعده: في محل رفع خبر «ان».
  • ﴿ كُنّا:
  • فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل -ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» و «ان» وما في حيزها من اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ قَبْلُ:
  • ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الاضافة في محل نصب بتقدير:قبل ذلك.
  • ﴿ فِي أَهْلِنا:
  • جار ومجرور متعلق بمشفقين. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ مُشْفِقِينَ:
  • خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: خائفين من العاقبة. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ولَمَّا سُئلوا عن حالِهم في الدنيا؛ أجابوا: إنا كنا في الدنيا بين أهلينا خائفين من عذاب الله، قال تعالى:
﴿ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [27] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ..

التفسير :

[27]فمنَّ الله علينا بالهداية والتوفيق، ووقانا عذاب سموم جهنم، وهو نارها وحرارتها.

{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا} بالهداية والتوفيق،{ وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} أي:العذاب الحار الشديد حره.

فقبل- تعالى- بفضله منا هذا العمل فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا أى فتكرم علينا بمغفرته ورضوانه.

وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ اى: وانقدنا من عذاب النار التي تنفذ بحرها وسعيرها، إلى العظام والمسام، نفاذ الريح الحارة إلى الأجساد، فتؤثر فيها تأثير السم في البدن.

قال صاحب الكشاف: والسموم: الريح الحارة التي تدخل المسام، فسميت بها نار جهنم، لأنها بهذه الصفة.

( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ) أي : فتصدق علينا وأجارنا مما نخاف .

( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ) بفضله ( وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) يعني: عذاب النار, يعني فنجَّانا من النار, وأدخلنا الجنة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: ( عَذَابَ السَّمُومِ ) قال: عذاب النار.

المعاني :

عَذَابَ السَّمُومِ :       عَذَابَ النَّارِ الَّتِي تَنْفُذُ فِي المَسَامِّ السراج
ٱلسَّمُومِ :       نَارِ جَهَنَّمَ وَحَرَارَتِها الميسر في غريب القرآن
عذاب السّموم :       نار جهنّم النّـافذة في المَـسَامّ معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[27] ﴿فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ عذاب النار النافذة في المسام نفوذ السموم وهو الريح الحارة المعروفة، وهو أبلغ في الألم؛ لأن كل خلية في الجسد ستعذَّب.
اسقاط
[27] ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَينا وَوَقانا عَذابَ السَّمومِ﴾ لا يهديك سواه، ولا يقيك العذاب سواه، فلماذا تلجأ لغيره؟!
تفاعل
[27] ﴿وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[27، 28] دعاؤهم كان سببًا في نجاتهم من الهول الأعظم، فكيف يكون الأثر في كربات الدنيا!
وقفة
[27، 28] الدعاء وقاية.

الإعراب :

  • ﴿ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا:
  • الفاء: استئنافية. من: فعل ماض مبني على الفتح.الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. علينا: جار ومجرور متعلق بمن.
  • ﴿ وَوَقانا:
  • الواو عاطفة. وقى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «نا» ضمير متصل -ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
  • ﴿ عَذابَ السَّمُومِ:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. السموم:مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. و «السموم» النار النافذة من المسام. أو هي الريح الحارة. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     ولَمَّا ذكروا حالَهم في الدنيا؛ بينوا هنا أنَّ ما هم فِيهِ الآن إنَّما هو ابْتِداءً تَفَضُّلٌ مِنَ اللَّهِ تَعالى؛ حتى لا يَعْتَمِدَ الإنْسانُ عَلى شَيْءٍ مِن عَمَلِهِ، فَلا يَزالُ مُعَظِّمًا لِرَبِّهِ خائِفًا مِنهُ، فقالوا:
﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ..

التفسير :

[28] إنا كنا من قبلُ نضرع إليه وحده لا نشرك معه غيره أن يقينا عذاب السَّموم ويوصلنا إلى النعيم، فاستجاب لنا وأعطانا سؤالنا، إنه هو البَرُّ الرحيم. فمِن بِره ورحمته إيانا أنالنا رضاه والجنة، ووقانا مِن سخطه والنار.

{ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ} أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة أي:لم نزل نتقرب إليه بأنواع القرباتوندعوه في سائر الأوقات،{ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار.

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ.. أى: إنا كنا من قبل في الدنيا ندعوه أن يجنبنا هذا العذاب.

كما كنا- أيضا- نخلص له العبادة والطاعة.

إِنَّهُ- سبحانه- هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ أى: هو المحسن على عباده، الرحيم بهم.

فالبر- بفتح الباء- مشتق من البرّ- بكسرها-، بمعنى المحسن، يقال: بر فلان في يمينه، إذا صدق فيها، وأحسن أداءها.

وبذلك نرى هذه الآيات الكريمة، قد بشرت المتقين ببشارات متعددة، وذكرت نعما متعددة أنعم بها- سبحانه- عليهم.

ثم عادت السورة الكريمة مرة أخرى إلى الحديث عن الكافرين، فأمرت النبي صلى الله عليه وسلم أن يمضى في طريقه دون أن يهتم بأكاذيبهم، وحكت جانبا من هذه الأكاذيب التي قالوها في حقه صلى الله عليه وسلم ولقنته الجواب المزهق لها.. فقال- تعالى-:

( إنا كنا من قبل ندعوه ) أي : نتضرع إليه فاستجاب [ الله ] لنا وأعطانا سؤلنا ، ( إنه هو البر الرحيم )

وقد ورد في هذا المقام حديث ، رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده فقال : حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا سعيد بن دينار ، حدثنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان ، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا ، فيتحدثان ، فيتكئ هذا ويتكئ هذا ، فيتحدثان بما كان في الدنيا ، فيقول أحدهما لصاحبه : يا فلان ، تدري أي يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا ، فدعونا الله - عز وجل - فغفر لنا " .

ثم قال البزار : لا نعرفه يروى إلا بهذا الإسناد .

قلت : وسعيد بن دينار الدمشقي قال أبو حاتم : هو مجهول ، وشيخه الربيع بن صبيح قد تكلم فيه غير واحد من جهة حفظه ، وهو رجل صالح ثقة في نفسه .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة ; أنها قرأت هذه الآية : ( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) فقالت : اللهم من علينا وقنا عذاب السموم ، إنك أنت البر الرحيم . قيل للأعمش : في الصلاة ؟ قال : نعم .

وقوله: ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ) يقول: إنا كنا في الدنيا من قبل يومنا هذا ندعوه: نعبده مخلصا له الدين, لا نشرك به شيئا( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) يعني: اللطيف بعباده.

كما حدثنا عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) يقول: اللطيف.

وقوله: ( الرَّحِيمِ ) يقول: الرحيم بخلقه أن يعذّبهم بعد توبتهم.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) فقرأته عامة قراء المدينة " أَنَّهُ" بفتح الألف, بمعنى: إنا كنا من قبل ندعوه لأنه البرّ, أو بأنه هو البرّ. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بالكسر على الابتداء.

والصواب من القول في ذلك, أنهما قراءتان معروفتان, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

المعاني :

الْبَرُّ :       المُحْسِنُ، كَثِيرُ الخَيْرِ السراج
ٱلۡبَرُّ :       المُحْسِنُ الميسر في غريب القرآن
هو البرّ الرحيم :       المحسِن العَطوف، العظيم الرحمة معاني القرآن

التدبر :

عمل
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ عليك بكثرة الدعاء والابتهال إلى مولاك، فإنه يدفع البلاء عنك ومغفرة لخطاياك.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ عرفوا أن الله لم يضيع دمعاتهم، واستعاذتهم به من النار.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ لحظات الدعــاء بقيت خالدة في أذهان أهل الجنة فلم يستطيعوا نسيانها، تلذذ بالدعاء فهو عبادة.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ أهلُ الجنَّة لا ينسونَ لحظاتِ الدعاء فلنُكثر؛ فعطاءُ اللهِ أكثر.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ اللحظات الجميلة لا تُنسى في الجنة، فلا تنس أيها الموفق.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ سيأتي يوم وترى أمنياتك وأحلامك نصب عينك، ستتذكر أنها من دعوات متكررة تسلل اليأس لها والله ما خيبها.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ وما بعد طرق الأبواب إﻻ فتحها، وما بعد الاستغاثة إﻻ الإجابة، وما بعد الإنتظار إﻻ كل ما يشرح البال.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ لحظات خشوع صادق تمنوا فيها الجنة ونالوا بها بغيتهم، للدعاء المخلص يمن وبهجة لا تنسى رغم نعيم الجنة.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ بمكان تنقطع فيه العبادات، تذكروا ما كانوا يفعلون للحبيب فأحبهم وأدخلهم جنته.
وقفة
[28] ﴿إنا كنا من قبل ندعوه﴾ لا تستهن بالدعاء؛ فدعواتك في الدنيا تجد أثرها في الآخرة عند البر الرحيم، لا يضيع منها شيء.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾ الدعاء له بركة لا تضيع؛ فإن لم تدركها في الدنيا فستجدها حتما في الآخرة.
وقفة
[28] سأقول لك حينما تجمعنا الجنَّة برحمةِ الله: كم كانت اللَّيالي ثقيلة جدًّا، وأنَّ شيئًا واحدًا خفَّف كلَّ هذه الأثقال: ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ﴾.
وقفة
[28] طريق الجنة باختصار: لا تأمن من النار = ﴿إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين﴾ [26]، لا تيأس من الجنة = ﴿إنا كنا من قبل ندعوه﴾.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ إن الله سبحانه يسأله من في السموات ومن في الأرض، والفوز والنجاة إنما هي بإخلاص العبادة لا بمجرد السؤال والطلب.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ استرجاع ذكرياتنا مع الصالحين في الدنيا هي بعض نعيم الجنة.
وقفة
[28] ﴿إِنّا كُنّا مِن قَبلُ نَدعوهُ إِنَّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحيمُ﴾ دعواك لربك مستجابة، إن لم يكن في الحياة الدنيا؛ فستجدها في الآخرة.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ مواقفك الجميلة الآن ستبقى محفوظة للذكرى في جنات عدن.
عمل
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، ولا سيما في الأزمنة الفاضلة، فرب دعوة كانت سببًا في دخولك الجنة ونجاتك من النار.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ دعواتك في جوف الليل، وتحرِّيك أوقات الإجابة، خوفًا وطمعًا هي سبيل نجاتك وسبب يوصلك للجنة.
وقفة
[28] ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ هذه بعض أحاديث أهل الجنة؛ جعلني الله وإياكم من أهلها.
وقفة
[28] ‏الدعاء تجد أثره في الآخرة لا محالة، فكيف تستبطئ الإجابة في الدنيا فتدعه؛ وحياتك دنيا وآخرة! فافقه ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾.
وقفة
[28] يقول أهل الجنة: ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾، بعض مجالس الدنيا هي قطعة من الجنة، فالتمسوها.
وقفة
[28] تساءل أهل الجنة عن أفعالهم، فما نوهوا منها بغير الدعاء، ثم عولوا على رحمة الله وبره ﴿إنا كنا ندعوه﴾، ﴿إنه هو البر الرحيم﴾ فاشدد عقدك فيه.
وقفة
[28] ﴿إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ قال ابن عباس: «الصادق في ما وعد»، وهذا لائق بما دعا به أهل الجنة، فقد نادوا الله بهذا الاسم بعد أن رأوا ما وعدهم الله به واقعًا في الجنة.
وقفة
[25-28] مِن أعذب المشاهد التي ينقلها القرآن، مشهد أهل الجنة وهم يفتحون دفتر الذكريات ذكريات الدموع والدعاء والخوف من عذاب الله.

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا كُنّا مِنْ قَبْلُ:
  • أعربت في الآية الكريمة السادسة والعشرين. و «قبل» اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الاضافة في محل جر بمن. أي من قبل لقاء الله تعالى. يريدون: في الدنيا.
  • ﴿ نَدْعُوهُ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «ان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.بمعنى: نعبده ونسأله الوقاية. وما بعدها من «ان» مع اسمها وخبرها جملة استئنافية.
  • ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ:
  • أعربت في سورة «الذاريات» في الآية الكريمة الثلاثين. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     ولَمَّا أنعمَ اللهُ عليهم ووقاهم عذابَ السَّموم؛ بينوا هنا أنهم كانوا من قبل في الدنيا يدعونه أن يجنبهم هذا العذاب، فقالوا: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ولَمَّا أنعم عليهم مع تَقصيرِهم، وهذا لا يكادُ يَفعَلُه غَيرُه سُبحانَه؛ قالوا:
﴿ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

إنه:
وقرئ:
1- بفتح الهمزة، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، ونافع، والكسائي.
2- بكسرها، وهى قراءة باقى السبعة، والأعرج، وجماعة.

مدارسة الآية : [29] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ ..

التفسير :

[29] فذكِّر -أيها الرسول- مَن أُرسلت إليهم بالقرآن، فما أنت بإنعام الله عليك بالنبوة ورجاحة العقل بكاهن يخبر بالغيب دون علم، ولا مجنون لا يعقل ما يقول كما يَدَّعون.

يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يذكر الناس، مسلمهم وكافرهم، لتقوم حجة الله على الظالمين، ويهتدي بتذكيره الموفقون، وأنه لا يبالي بقول المشركين المكذبين وأذيتهم وأقوالهم التي يصدون بها الناس عن اتباعه، مع علمهم أنه أبعد الناس عنها، ولهذا نفى عنه كل نقص رموه به فقال:{ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} أي:منه ولطفه،{ بِكَاهِنٍ} أي:له رئي من الجن، يأتيه بأخبار بعض الغيوب، التي يضم إليها مائة كذبة،{ وَلَا مَجْنُونٍ} فاقد للعقل، بل أنت أكمل الناس عقلا، وأبعدهم عن الشياطين، وأعظمهم صدقا، وأجلهم وأكملهم،

والفاء في قوله- سبحانه-: فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ للإفصاح. والكاهن: هو الإنسان الذي يزعم أنه يخبر عن الأشياء المغيبة، والمجنون: هو الإنسان الذي سلب عقله، فصار لا يعي ما يقول.

أى: إذا كان الأمر كما ذكرنا لك قبل ذلك- أيها الرسول الكريم- فاثبت على ما أنت عليه من التذكير بما أوحينا إليك.. فما أنت بسبب إنعام الله عليك بكاهن ولا مجنون كما يزعم أولئك الكافرون.

قال الجمل: والباء في قوله بِنِعْمَةِ رَبِّكَ للسببية، وهي متعلقة بالنفي الذي أفادته «ما» أى: انتفى كونك كاهنا أو مجنونا، بسبب إنعام الله عليك بالعقل الراجح، وعلو الهمة، وكرم الفعال، وطهارة الأخلاق، وهم معترفون بذلك لك قبل النبوة.

يقول تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه ، بأن يبلغ رسالته إلى عباده ، وأن يذكرهم بما أنزل الله عليه . ثم نفى عنه ما يرميه به أهل البهتان والفجور فقال : ( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون ) أي : لست بحمد الله بكاهن كما تقوله الجهلة من كفار قريش . والكاهن : الذي يأتيه الرئي من الجان بالكلمة يتلقاها من خبر السماء ، ( ولا مجنون ) : وهو الذي يتخبطه الشيطان من المس .

القول في تأويل قوله تعالى : فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فذكر يا محمد من أرسلت إليه من قومك وغيرهم, وعظهم بنعم الله عندهم ( فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ ) يقول فلست بنعمة الله عليك بكاهن تتكهن, ولا مجنون له رئيّ يخبر عنه قومه ما أخبره به, ولكنك رسول الله, والله لا يخذلك, ولكنه ينصرك .

المعاني :

بِنِعْمَتِ رَبِّكَ :       بِسَبَبِ إِنْعَامِ اللهِ عَلَيْكَ بِالنُّبُوَّةِ، وَرَجَاحَةِ العَقْلِ السراج
بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ :       بمَنِّهِ وَلُطْفِهِ الميسر في غريب القرآن
بِكَاهِنٍ :       يَدَّعِي عِلْمَ الغَيْبِ السراج
بِكَاهِنࣲ :       يُخْبِرُ بالغَيبِ دُونَ عِلْمٍ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[29] ﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ﴾ انتفى كونك كاهنًا أو مجنونًا، بسبب إنعام الله عليك، فقم بشكر هذه النعمة بتذكير غيرك والدعوة إلى ربك.
وقفة
[29] ﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ﴾ إن قلتَ: كيف قال ذلك، مع أن كلَّ أَحدٍ غيره كذلك؟ قلتُ: معناه فما أنتَ - بحمدِ اللَّهِ وإِنعامهِ عليكَ بالصِّدقِ والنبوَّة، - بكاهنٍ ولا مجنون كما يقول الكفَّارُ، أو (الباءُ) هنا - بمعنى (مع) كما في قوله تعالى: ﴿فَتَسْتَجيبونَ بِحمْدِهِ﴾ [الإسراء: 52].

الإعراب :

  • ﴿ فَذَكِّرْ:
  • الفاء استئنافية. ذكر: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أي فذكر بالقرآن.
  • ﴿ فَما أَنْتَ:
  • الفاء استئنافية. تفيد هنا التعليل. ما: بمنزلة «ليس» في لغة الحجاز ونافية لا عمل لها بلغة بني تميم. أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ على اللغتين.
  • ﴿ فَما أَنْتَ:
  • الفاء استئنافية. تفيد هنا التعليل. ما: بمنزلة «ليس» في لغة الحجاز ونافية لا عمل لها بلغة بني تميم. أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ على اللغتين.
  • ﴿ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة التقدير: حالة كونك حامدا ربك وهو مضاف. ربك: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ بِكاهِنٍ:
  • الباء: حرف جر زائد. كاهن: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه خبر «ما» على اللغة الأولى ومرفوع محلا على أنه خبر «أنت» على اللغة الثانية.
  • ﴿ وَلا مَجْنُونٍ:
  • الواو: عاطفة. لا: زائدة لتاكيد النفي. مجنون: معطوفة على «كاهن» وتعرب إعرابها. '

المتشابهات :

الأنعام: 70﴿وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَعِبٗا وَلَهۡوٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ وَذَكِّرْ بِهِۦٓ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٞ
الذاريات: 55﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
ق: 45﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرْ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيد
الطور: 29﴿ فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعۡمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٖ وَلَا مَجۡنُونٍ
الأعلى: 9﴿ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ
الغاشية: 21﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّر

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ولَمَّا تَقدَّمَ إقسامُ اللهِ تعالى على وُقوعِ العَذابِ، وذَكَرَ أشياءَ مِن أحوالِ المعَذَّبينَ والنَّاجِينَ؛ أمَرَ نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالتَّذكيرِ إنذارًا للكافِرِ، وتبشيرًا للمؤمِنِ، ثمَّ نفَى عنه ما كان الكُفَّارُ يَنسُبونَه إليه مِن الكِهانةِ والجُنونِ، قال تعالى:
﴿ فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ ..

التفسير :

[30] أم يقول المشركون لك -أيها الرسول-:هو شاعر ننتظر به نزول الموت؟

وتارة{ يَقُولُونَ} فيه:إنه{ شَاعِرٌ} يقول الشعر، والذي جاء به شعر،

والله يقول:{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ}

{ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} أي:ننتظر به الموتفسيبطل أمره، [ونستريح منه].

ثم أخذت السورة الكريمة في تقريع هؤلاء الجاهلين بأسلوب استنكارى فيه ما فيه من التعجب من جهالاتهم. وفيه ما فيه من الرد الحكيم على أكاذيبهم، فساقت أقاويلهم بهذا الأسلوب الذي تكرر فيه لفظ «أم» خمس عشرة مرة، وكلها إلزامات ليس لهم عنها جواب. وبدأت بقوله- تعالى-: أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ.

ثم قال تعالى منكرا عليهم في قولهم في الرسول صلوات الله وسلامه عليه : ( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ) أي : قوارع الدهر . والمنون : الموت : يقولون : ننظره ونصبر عليه حتى يأتيه الموت فنستريح منه ومن شأنه ،

وقوله: ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) يقول جلّ ثناؤه: بل يقول المشركون يا محمد لك: هو شاعر نتربص به حوادث الدهر, يكفيناه بموت أو حادثة متلفة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت عباراتهم عنه, فقال بعضهم فيه كالذي قلنا. وقال بعضهم: هو الموت.

ذكر من قال: عنى بقوله: ( رَيْبَ الْمَنُونِ ) : حوادث الدهر:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( رَيْبَ الْمَنُونِ ) قال: حوادث الدهر.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, قال: قال مجاهد ( رَيْبَ الْمَنُونِ ) حوادث الدهر.

ذكر من قال: عنى به الموت: حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله: ( رَيْبَ الْمَنُونِ ) يقول: الموت.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) قال: يتربصون به الموت.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) قال: قال ذلك قائلون من الناس: تربصوا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت يكفيكموه, كما كفاكم شاعر بني فلان وشاعر بني فلان.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( رَيْبَ الْمَنُونِ ) قال: هو الموت, نتربص به الموت, كما مات شاعر بني فلان, وشاعر بني فلان.

وحدثني سعيد بن يحيى الأموي, قال: ثني أبي, قال: ثنا محمد بن إسحاق, عن عبد الله بن أبي نجيح, عن مجاهد, عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم: احبسوه في وثاق, ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة, إنما هو كأحدهم, فأنـزل الله في ذلك من قولهم: ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) .

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) الموت, وقال الشاعر:

تَـرَبَّصْ بِهـا رَيْـبَ المَنُـونِ لَعَلَّهَـا

سَــيَهْلِكُ عَنْهــا بَعْلهـا أو " تُسَرَّحُ" (5)

وقال آخرون: معنى ذلك: ريب الدنيا, وقالوا: المنون: الموت.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن أبي سنان ( رَيْبَ الْمَنُونِ ) قال: ريب الدنيا, والمنون: الموت.

------------------------

الهوامش:

(5) وضعنا كلمة " تسرح " في قافية البيت في مكان " شحيح " التي جاءت في الأصل خطأ ، فاختل بها معنى البيت ووزنه . على أن رواية الشطر الثاني كله في اللسان : ربص . وفي تفسير الشوكاني ( 5 : 96 ) وفي البحر المحيط لأبي حيان ( 8 : 151 ) والقرطبي ( 17 : 72 ) مختلفة عن رواية المؤلف . وهو :

* تطلـق يومـا أو يمـوت حليلهـا *

والسراح والتسريح : هو الطلاق ، وفي التنزيل : " فسرحوهن سراحا جميلا " . ومعنى التربص : الانتظار . وتربص به : انتظر به خيرا أو شرا . وتربص به الشيء : كذلك . وقال الفراء في معاني القرآن ( الورقة 314 ) " نتربص به ريب المنون " : أوجاع الدهر ، فيشغل عنكم ، ويتفرق أصحابه ؛ أو عمر آبائه ، فإنا قد عرفنا أعمارهم أ . هـ .

المعاني :

أَمْ :       بَلْ السراج
نَّتَرَبَّصُ بِهِ :       نَنْتَظِرُ بِهِ السراج
نَّتَرَبَّصُ :       نَنْتَظِرُ الميسر في غريب القرآن
رَيْبَ الْمَنُونِ :       نُزُولَ المَوْتِ، وَحَوَادِثَ الدَّهْرِ السراج
رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ :       حوادِثَ الدَّهرِ فَيَمُوتُ الميسر في غريب القرآن
رَيْبَ المَنون :       صُرُوف الدّهْـر المُهلكَة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[30] ﴿أم يقولون شاعر﴾ أعاد (أم) خمس عشرة مرة، وكلها إلزامات ليس للمخاطبين بها جواب.
وقفة
[30] كل ما في القرآن العظيم من (ريب): فالشك, إلا ﴿رَيْبَ الْمَنُونِ﴾ فالمراد: حوادث الدهر.
اسقاط
[30، 31] ﴿أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإني معكم من المتربصين﴾ الداعية والمصلح لا يقف في طريقه شتم و لمز؛ مستمر في مشروعه.
وقفة
[30، 31] لئن كان الكفار المكذبون يترقبون هلاك الدعاة والمصلحين؛ إن الدعاة ليترقبون كذلك أن يحل بالمكذبين وعيد الله وتهديده , وشتان بين ترقب وترقب!

الإعراب :

  • ﴿ أَمْ يَقُولُونَ:
  • عاطفة للاضراب بمعنى «بل» يقولون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الاسمية بعدها:في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ شاعِرٌ:
  • خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو شاعر. و «أم» المنقطعة مسبوقة بهمزة الاستفهام متضمنة معنى الاستفهام الانكاري الذي هو بمنزلة النفي.
  • ﴿ نَتَرَبَّصُ بِهِ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع صفة-نعت-لشاعر وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. به: جار ومجرور متعلق بنتربص.
  • ﴿ رَيْبَ الْمَنُونِ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. المنون: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. نَتَرَبَّصُ» بمعنى: ننتظر.و«المنون» الدهر والمنية أي الموت. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     وبعد أمرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم بالتَّذكيرِ؛ أخذت الآيات في تقريع الجاهلين بأسلوب استنكاري، فيه التعجب من جهالاتهم، والرد على أكاذيبهم، فساقت شبهاتهم وردت عليها بأسلوب يبدأ بلفظ: (أم) خمس عشرة مرة، وهي: الاستفهامُ الأوَّلُ: عن ترقب نزول الموت بالنَّبي، قال تعالى:
﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [31] :الطور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ..

التفسير :

[31]قل لهم:انتظروا موتي فإني معكم من المنتظرين بكم العذاب، وسترون لمن تكون العاقبة.

{ قُلْ} لهم جوابا لهذا الكلام السخيف:{ تَرَبَّصُوا} أي:انتظروا بي الموت،

{ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} نتربص بكم، أن يصيبكم الله بعذاب من عنده، أو بأيدينا،

قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ، و «أم» في هذه الآيات بمعنى بل والهمزة.

وقوله: نَتَرَبَّصُ من التربص بمعنى الانتظار والترقب.

وقوله: رَيْبَ الْمَنُونِ يعنون به: حوادث الدهر التي تحدث له صلى الله عليه وسلم منها الموت. فالمنون: الدهر، وريبه: حوادثه التي يصيبه بسببها الهلاك.

أى: بل أيقولون عنك- أيها الرسول الكريم- إنك شاعر، وأنهم يترقبون موتك لكي يستريحوا منك. كما استراحوا من الشعراء الذين من قبلك، كزهير والنابغة.. قل لهم على سبيل التبكيت والتهديد: تربصوا وترقبوا موتى فإنى معكم من المنتظرين، وستعلمون أينا خير مقاما وأحسن عاقبة.

قال الآلوسى: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ أى: الدهر، وهو فعول من المنّ بمعنى القطع لأنه يقطع الأعمال وغيرها، ومنه حبل منين أى: مقطوع، والريب: مصدر رابه إذا أقلقه، أريد به حوادث الدهر وصروفه، لأنها تقلق النفوس، وعبر عنها بالمصدر مبالغة ...

وأخرج ابن جرير وغيره عن ابن عباس، تفسيره المنون بالموت.

روى أن قريشا اجتمعت في دار الندوة، وكثرت آراؤهم فيه صلى الله عليه وسلم حتى قال قائل منهم: تربصوا به ريب المنون، فإنه شاعر سيهلك كما هلك زهير والنابغة والأعشى، فافترقوا على هذه المقالة.

قال الله تعالى : ( قل تربصوا فإني معكم من المتربصين ) أي : انتظروا فإني منتظر معكم ، وستعلمون لمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة .

قال محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قائل منهم : احتبسوه في وثاق ، ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك ، كما هلك من هلك قبله من الشعراء : زهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم . فأنزل الله في ذلك من قولهم : ( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ) .

وقوله: ( قُلْ تَرَبَّصُوا ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يقولون لك: إنك شاعر نتربص بك ريب المنون, تربصوا: أي انتظروا وتمهلوا فيّ ريب المنون, فإني معكم من المتربصين بكم, حتى يأتي أمر الله فيكم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[31] ﴿قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ﴾ أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي، فأنا واثق من ربي الحق، بنفس درجة اغتراركم بوعود شياطينكم الباطلة.
وقفة
[31] ﴿قُل تَرَبَّصوا فَإِنّي مَعَكُم مِنَ المُتَرَبِّصينَ﴾ مما يزرع الغيظ والحنق فى قلوب البعض من الكارهين لك؛ كونك واثقًا مؤمنًا متيقنًا فى صحة اعتقادك، ولا تهاب غير الله.

الإعراب :

  • ﴿ قُلْ:
  • فعل أمر مبني على السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت.
  • ﴿ تَرَبَّصُوا:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب مفعول به-مقول القول-وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ فَإِنِّي مَعَكُمْ:
  • الفاء: استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب اسم «ان» مع: ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر «ان» وهو مضاف. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة الجمع.
  • ﴿ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «ان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا قالوا إن محمدًا ليس رسولًا، بل هو شاعر ننتظر به أن يتخطفه الموت، فنستريح منه؛ أمَرَه اللهُ أن يهددهم ويتهكم بهم، قال تعالى:
﴿ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف