53517181920212223242526272829303132333435363738394041424344454647484950

الإحصائيات

سورة الواقعة
ترتيب المصحف56ترتيب النزول46
التصنيفمكيّةعدد الصفحات3.30
عدد الآيات96عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع1.30
ترتيب الطول49تبدأ في الجزء27
تنتهي في الجزء27عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الشرط: 1/7_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (17) الى الآية رقم (26) عدد الآيات (10)

بقيةُ جزاءِ القِسْمِ الثالثِ (السَّابقين) وما يتمتَّعُونَ به من أنواعِ النَّعيمِ: فُرُشٍ وخَدمٍ وطعامٍ وشرابٍ ونساءٍ وأحاديثَ خاليةٍ من اللغوِ والإثمِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (27) الى الآية رقم (40) عدد الآيات (14)

جزاءُ القسمِ الأولِ (أصحاب اليمين) وما يتمتعُونَ به من أنواعِ النَّعيمِ: فواكهُ وظلال ومياهٍ وفرشٍ ونساءٍ حسانٍ عذارى في سنٍّ واحدةٍ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (41) الى الآية رقم (50) عدد الآيات (10)

جزاءُ القِسْمِ الثاني (أصحابِ الشِّمالِ) وما يلقَونَه في جهنَّمَ، بسببِ انشغالِهم بشهواتِ الدُّنيا، وشركِهم، وإنكارِهم للبعثِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الواقعة

التذكير بيوم القيامة، وانقسام الناس فيه إلى ثلاثة أقسام

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سورة الواقعة تنادي وبكل بوضوح:: اختاروا أن تكونوا بين أحد هذه الأصناف الثلاثة: 1- السابقون المقرّبون. 2- أصحاب اليمين. 3- أصحاب الشمال.
  • • لذلك في بدايتها نرى هذا التقسيم:: ﴿وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَـٰثَةً * فَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ مَا أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ * وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ﴾ (7-10). ثم تمضي السورة في الحديث عنهم (بالترتيب التنازلي) ، وعن مصير كل واحد منهم، وتختتم أيضًا بنفس الأصناف الثلاثة: ﴿فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّـٰتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ * فَسَلَـٰمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذّبِينَ ٱلضَّالّينَ * فَنُزُلٌ مّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ (88-94).
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «الواقعة».
  • • معنى الاسم :: الواقعة: بمعنى الحادثة العظيمة، وهي اسم من أسماء يوم القيامة.
  • • سبب التسمية :: لافتتاحها به؛ ولأنها مملوءة بوقائع القيامة، وقد جاء لفظ الواقعة في سورة أخرى، وهي سورة الحاقة آية (15).
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: أن الناس ينقسمون يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام.
  • • علمتني السورة :: أن من انخفض يوم القيامة لن يرتفع أبدًا، ومن ارتفع يومئذ لن ينخفض أبدًا: ﴿خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ﴾
  • • علمتني السورة :: أن العمل الصالح سبب لنيل النعيم في الآخرة: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
  • • علمتني السورة :: سبب وقوع أهل الشمال في العذاب يوم القيامة: كانوا منغمسين في ملذات الحياة الدنيا، كانوا يصرون على الشرك بالله تعالى، وكانوا لا يؤمنون بيوم البعث: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ ...﴾

مدارسة الآية : [17] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ

التفسير :

[17] يطوف عليهم لخدمتهم غلمان لا يهرمون ولا يموتون،

أي:يدور على أهل الجنة لخدمة وقضاء حوائجهم، ولدان صغار الأسنان، في غاية الحسن والبهاء،{ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} أي:مستور، لا يناله ما يغيره، مخلوقون للبقاء والخلد، لا يهرمون ولا يتغيرون، ولا يزيدون على أسنانهم.

( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ) أى : يدور عليهم من أجل خدمتهم غلمان ، شبابهم باق لا يتغير ، وهيئتهم الجميلة على حالها لا تتبدل ، فهم دائما على تلك الهيئة المنعوتة بالشباب والمنظر الحسن .

( يطوف عليهم ولدان مخلدون ) أي : مخلدون على صفة واحدة ، لا يكبرون عنها ولا يشيبون ولا يتغيرون ،

القول في تأويل قوله تعالى : يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17)

وقوله: ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ) يقول تعالى ذكره: يطوف على هؤلاء السابقين الذين قرّبهم الله في جنات النعيم، ولدان على سنّ واحدة، لا يتغيرون ولا يموتون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مُخَلَّدُونَ ) قال: لا يموتون.

وقال آخرون: عني بذلك أنهم مقرّطون مسوّرون.

والذي هو أولى بالصواب في ذلك قول من قال معناه: إنهم لا يتغيرون، ولا يموتون، لأن ذلك أظهر معنييه، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه لمخلد، وإنما هو مفعل من الخلد.

المعاني :

وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ :       غِلْمَانٌ لِلْخِدْمَةِ لَا يَهْرَمُونَ، وَلَا يَمُوتُونَ السراج
ولدان مُخلّدون :       مُبْـقون على هيئة الولدان في البهاء معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[17] ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ مخلدون أي باقون على ما هم عليه من الشباب والغضاضة والحسن، لا يهرمون ولا يتغيَّرون، ويكونون على سن واحدة على مرِّ الازمنة.
وقفة
[17] ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ أليس كل من في الجنة موصوفًا بالخلد، فما الجديد في وصف الولدان بالخلود؟! قال أبو حيان: «وصفوا بالخلد، وإن كان كل من في الجنة مخلدًا، ليدل على أنهم يبقون دائمًا في سن الولدان، لا يكبرون، ولا يتحوّلون عن شكل الوصافة».
وقفة
[17] ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ إن قلتَ: كيف قال ذلك مع أن التخليد لا يختصُّ بالولدانِ في الجنة؟ قلتُ: معناه أنهم لا يتحوَّلون عن شكل الولدان، والمراد بهم هنا ولدانُ المسلمين، الذين يموتون صغارًا ولا حسنة لهم. وقيل: ولدانٌ على سنٍّ واحدٍ، أنشأهم الله لأهل الجنة، يطوفون عليهم، من غير ولادة، لأن الجنة لا ولادة فيها، وقيل: أطفالُ المشركين وهم خدمُ أهل الجنة.

الإعراب :

  • ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب حال ثالثة.يطوف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. على: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيطوف.ولدان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
  • ﴿ مُخَلَّدُونَ:
  • صفة-نعت-لولدان مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين الاسم المفرد.'

المتشابهات :

الطور: 24﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ
الواقعة: 17﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
الانسان: 19﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     ولَمَّا كان المُتَّكِئُ قد يَصعُبُ عليه القيامُ لحاجتِه؛ بَيَّنَ تعالى هنا أنَّهم في غايةِ الرَّاحةِ، قال تعالى:
﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ

التفسير :

[18]بأقداح وأباريق وكأس من عين خمر جارية في الجنة،

ويدورون عليهم بآنية شرابهم{ بِأَكْوَابٍ} وهي التي لا عرى لها،{ وَأَبَارِيقَ} الأواني التي لها عرى،{ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} أي:من خمر لذيذ المشرب، لا آفة فيها.

( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ) أى : يطوفون عليهم ، بأكواب أى : باقداح لا عُرَا لها ، وأباريق ، أى : وبأوان ذات عرا ( وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ) أى : وبإناء مملوء بالخمر الكثير الجارى فقوله ( مَّعِينٍ ) من المعن بمعنى الكثرة .

( بأكواب وأباريق وكأس من معين ) ، أما الأكواب فهي : الكيزان التي لا خراطيم لها ولا آذان . والأباريق : التي جمعت الوصفين . والكئوس : الهنابات ، والجميع من خمر من عين جارية معين ، ليس من أوعية تنقطع وتفرغ ، بل من عيون سارحة .

وقوله: ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) والأكواب: جمع كوب، وهو من الأباريق ما اتسع رأسه، ولم يكن له خرطوم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( بِأَكْوَابٍ ) قال: الأكواب: الجرار من الفضة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) قال: الأباريق: ما كان لها آذان، والأكواب ما ليس لها آذان.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: الأكواب ليس لها آذان.

حدثنا يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: سئل الحسن عن الأكواب، قال: هي الأباريق التي يصبّ لهم منها.

حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب، قالا ثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي، قال: مر أبو صالح صاحب الكلبي قال: فقال أبي، قال لي الحسن وأنا جالس: سله، فقلت: ما الأكواب ؟ قال: جرار الفضة المستديرة أفواهها، والأباريق ذوات الخراطيم.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( بِأَكْوَابٍ ) قال: ليس لها عرى ولا آذان.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) والأكواب التي يغترف بها ليس لها خراطيم، وهي أصغر من الأباريق.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ) قال: الأكواب التي دون الأباريق ليس لها عُرًى.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: الأكواب جرار ليست لها عرى، وهي بالنبطية كوبا، وإياها عنى الأعشى بقوله:

صَرِيفيٌَّـــةٌ طَيِّـــبٌ طَعْمُهـــا

لَهَــا زَبَــدٌ بَيــنَ كُــوب ودَنٌ (1)

وأما الأباريق: فهي التي لها عرى.

وقوله: ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) وكأس خمر من شراب معين، ظاهر العيون، جار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) : قال الخمر.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) أي من خمر جارية.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) الكأس: الخمر.

حدثنا أبو سنان، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة، في قوله: ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) قال: الخمر الجارية.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك، مثله.

-------------------

الهوامش :

(1) وهذا الشاهد كذلك لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوانه طبعة القاهرة 17 ) والصريفية: الخمر المنسوبة إلى صريفون، وهو موضع بالعراق مشهور بجودة خمره. وقيل سماها صريفية لأنها أخذت من الدن ساعتئذ، كاللبن الصريف . وقيل نسبت إلى صريفين، وهو نهر يتخلج من الفرات. والصريف أيضا: الخمر التي لم يمزج بالماء . والكوب: الكوز لا عروة له. والدن: وعاء الخمر. والزبد ما يعلو الخمر من الرغوة إذا تحركت في الدن، أو صبت من الإبريق في الكأس.

المعاني :

بِأَكْوَابٍ :       أَقْدَاحٍ لَا عُرَى لَهَا، وَلَا خَرَاطِيمَ السراج
وَأَبَارِيقَ :       أَوَانٍ لَهَا عُرًى، وَخَرَاطِيمُ السراج
وَكَاسٍ :       خَمْرٍ، أَوْ قَدَحٍ فِيهِ خَمْرٌ السراج
مِّن مَّعِينٍ :       خَمْرٍ جَارِيَةٍ فِي الجَنَّةِ السراج
من معين :       خمْر جارية من العيون معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[18] ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾ وكأس من معين هي من خمر جارية، فكيف تجري الخمر في الكأس؟! هذا ما لا يعلمه إلا من شاهده، ولن نشاهده إلا في الجنة!
وقفة
[18] ﴿بِأَكوابٍ وَأَباريقَ وَكَأسٍ مِن مَعينٍ﴾ التنوع بين الأكواب والأباريق والكئوس يعد من دلائل كرم الضيافة، فما بالكم بالكريم فى جنة عرضها السموات والأرض؟
وقفة
[18] ﴿وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾ لما منع شهوته في الدنيا وجعل هواه تبعًا للشرع؛ أعطاه الله الحرية المطلقة في الجنة.

الإعراب :

  • ﴿ بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ:
  • جار ومجرور متعلق بيطوف. وأباريق: معطوفة بالواو على «اكواب» مجرورة مثلها وعلامة جرها الفتحة بدلا من الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف على وزن-مفاعيل-.
  • ﴿ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ:
  • معطوفة بالواو على «اكواب» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. من: حرف جر بياني لبيان جنس الكأس وتمييز له. معين:اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من كأس أي الذي هو «معين» أي الخمر'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ أنه يطوف عليهم ولدانٌ مخلَّدون؛ ذكرَ هنا ما يطوفون به، قال تعالى:
﴿ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [19] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ

التفسير :

[19]لا تُصَدَّعُ منها رؤوسهم، ولا تذهب بعقولهم.

{ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} أي:لا تصدعهم رءوسهم كما تصدع خمرة الدنيا رأس شاربها.

ولا هم عنها ينزفون، أي:لا تنزف عقولهم، ولا تذهب أحلامهم منها، كما يكون لخمر الدنيا.

والحاصل:أن جميعما في الجنة من أنواع النعيم الموجود جنسه في الدنيا، لا يوجد في الجنة فيه آفة، كما قال تعالى:{ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} وذكر هنا خمر الجنة، ونفى عنها كل آفة توجد في الدنيا.

( لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا . . ) أى لا يصيبهم صداع أو تعب بسبب شرب هذه الخمر . فعن هنا بمعنى باء السببية .

قوله : ( وَلاَ يُنزِفُونَ ) أى : ولا تذهب الخمر عقولهم ، كما تفعل خمر الدنيا بشاربيها ، مأخوذ من النزف ، بمعنى اختلاط العقل .

وقوله : ( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) أي : لا تصدع رءوسهم ولا تنزف عقولهم ، بل هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة .

وروى الضحاك ، عن ابن عباس ، أنه قال : في الخمر أربع خصال : السكر ، والصداع ، والقيء ، والبول . فذكر الله خمر الجنة ونزهها عن هذه الخصال .

وقال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وعطية ، وقتادة ، والسدي : ( لا يصدعون عنها ) يقول : ليس لهم فيها صداع رأس .

وقالوا في قوله : ( ولا ينزفون ) أي : لا تذهب بعقولهم .

وقوله: ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ) يقول: لا تصدع رءوسهم عن شربها فتسكر.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني إسماعيل بن موسى السديّ، قال: أخبرنا شريك، عن سالم، عن سعيد، قوله: ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ) قال: لا تصدّع رءوسهم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ) ليس لها وجع رأس.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ) قال: لا تصدع رءوسهم.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ) يقول: لا تصدّع رءوسهم.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ) يعني: وجع الرأس.

وقوله: ( وَلا يُنـزفُونَ ) اختلفت القرّاء في قراءته، فقرأت عامة قرّاء المدينة والبصرة ( يُنـزفُونَ ) بفتح الزاي، ووجهوا ذلك إلى أنه لا تنـزف عقولهم. وقرأته عامة قرّاء الكوفة ( لا يُنـزفُونَ ) بكسر الزاي بمعنى: ولا ينفد شرابهم.

والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب فيها الصواب.

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك على نحو اختلاف القرّاء فيه. وقد ذكرنا اختلاف أقوالهم في ذلك، وبيَّنا الصواب من القول فيه في سورة الصافات، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع، غير أنا سنذكر قول بعضهم في هذا الموضع لئلا يظنّ ظانّ أن معناه في هذا الموضع مخالف معناه هنالك.

* ذكر قول من قال منهم: معناه لا تنـزف عقولهم:

حدثنا إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريك، عن سالم، عن سعيد ( وَلا يُنـزفُونَ ) قال: لا تنـزف عقولهم.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( وَلا يُنـزفُونَ ) قال: لا تنـزف عقولهم.

وحدثنا ابن حُميد، مرة أخرى فقال: ولا تذهب عقولهم.

حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَلا يُنـزفُونَ ) لا تنـزف عقولهم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: ( وَلا يُنـزفُونَ ) قال: لا يغلب أحد على عقله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، في قوله: ( وَلا يُنـزفُونَ ) قال: لا يغلب أحد على عقله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة في قول الله ( وَلا يُنـزفُونَ ) قال: لا تغلب على عقولهم.

المعاني :

لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا :       لَا تُصَدَّعُ مِنْهَا رُؤُوسُهُمْ السراج
لا يُصدّعون عنها :       لا يُصيبهم صداع بشربها معاني القرآن
وَلَا يُنزِفُونَ :       لَا تَذْهَبُ بِعُقُولِهِمْ السراج
لا يُنزفون :       لا تذهَبُ عقولهم بسببها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[19] ﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ﴾ قال ابن عباس: «في الخمر أربع خصال: السُّكر، والصُّداع، والقيء، والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة، ونزَّهَها عن هذه الخصال».
وقفة
[19] ﴿لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ﴾ يأكلون ويشربون دون خوف من عواقب طعامهم وشرابهم، انتهت دنيا الصداع والتحاليل والسكر والأملاح والحميات.

الإعراب :

  • ﴿ لا يُصَدَّعُونَ عَنْها:
  • الجملة الفعلية: في محل جر صفة-نعت-لكأس.لا: نافية لا عمل لها. يصدعون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. عنها: جار ومجرور متعلق بيصدعون أي بسببها. أي بسبب الخمر بمعنى لا يصدر صداعهم عنها وهو احدى آفات خمر الدنيا. والفعل مبني للمجهول
  • ﴿ وَلا يُنْزِفُونَ:
  • الواو عاطفة. لا: زائدة لتاكيد معنى النفي. ينزفون:فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.أي ولا يسكرون.'

المتشابهات :

الصافات: 47﴿لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ
الواقعة: 19﴿لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     ولَمَّا أثبَتَ نَفْعَها وما يُشَوِّقُ إليها؛ نفَى ما يُنَفِّرُ عنها، فقال تعالى:
﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يصدعون:
1- بضم الياء وخفة الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح الياء وشد الصاد، أصله: يتصدعون، وهى قراءة مجاهد.
ينزفون:
1- مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح الياء وكسر الزاى، وهى قراءة ابن أبى إسحاق.
3- بضم الياء وكسر الزاى، وهى قراءة ابن أبى إسحاق أيضا، وعبد الله، والسلمى، والجحدري، والأعمش، وطلحة، وعيسى.

مدارسة الآية : [20] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ

التفسير :

[20] ويطوف عليهم الغلمان بما يتخيرون من الفواكه،

{ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ} أي:مهما تخيروا، وراق في أعينهم، واشتهته نفوسهم، من أنواع الفواكه الشهية، والجنى اللذيذ، حصل لهم على أكمل وجه وأحسنه.

وقوله : ( وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ) أى : ويطاف عليهم بفاكهة يتلذذون بأكلها ، وهذه الفاكهة تأتيهم من كل نوع ، على حسب ما يريدون ويشتهون .

وقوله : ( وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ) أي : ويطوفون عليهم بما يتخيرون من الثمار .

وهذه الآية دليل على جواز أكل الفاكهة على صفة التخير لها ، ويدل على ذلك حديث " عكراش بن ذؤيب " الذي رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي ، رحمه الله ، في مسنده : حدثنا العباس بن الوليد النرسي ، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية ، حدثنا عبيد الله بن عكراش ، عن أبيه عكراش بن ذؤيب ، قال : بعثني بنو مرة في صدقات أموالهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدمت المدينة فإذا هو جالس بين المهاجرين والأنصار ، وقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى ، قال : " من الرجل ؟ " قلت : عكراش بن ذؤيب . قال : " ارفع في النسب " ، فانتسبت له إلى " مرة بن عبيد " ، وهذه صدقة " مرة بن عبيد " . فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : هذه إبل قومي ، هذه صدقات قومي . ثم أمر بها أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها . ثم أخذ بيدي فانطلقنا إلى منزل أم سلمة ، فقال : " هل من طعام ؟ " فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر ، فجعل يأكل منها ، فأقبلت أخبط بيدي في جوانبها ، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليسرى على يدي اليمنى ، فقال : " يا عكراش ، كل من موضع واحد ، فإنه طعام واحد " . ثم أتينا بطبق فيه تمر ، أو رطب - شك عبيد الله رطبا كان أو تمرا - فجعلت آكل من بين يدي ، وجالت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطبق ، وقال : " يا عكراش ، كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد " . ثم أتينا بماء ، فغسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ومسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه ثلاثا ، ثم قال : " يا عكراش ، هذا الوضوء مما غيرت النار " .

وهكذا رواه الترمذي مطولا وابن ماجه جميعا ، عن محمد بن بشار ، عن أبي الهذيل العلاء بن الفضل ، به . وقال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديثه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز بن أسد وعفان - وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا شيبان - قالوا : حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا ثابت ، قال : قال أنس : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجبه الرؤيا ، فربما رأى الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه ، فإذا أثني عليه معروفا ، كان أعجب لرؤياه إليه . فأتته امرأة فقالت : يا رسول الله ، رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة ، فأدخلت الجنة فسمعت وجبة انتحبت لها الجنة ، فنظرت فإذا فلان بن فلان ، وفلان بن فلان ، فسمت اثني عشر رجلا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بعث سرية قبل ذلك ، فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم ، فقيل : اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ - أو : البيذخ - قال : فغمسوا فيه ، فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، فأتوا بصحفة من ذهب فيها بسر ، فأكلوا من بسره ما شاءوا ، فما يقلبونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا ، وأكلت معهم . فجاء البشير من تلك السرية ، فقال : كان من أمرنا كذا وكذا ، وأصيب فلان وفلان . حتى عد اثني عشر رجلا فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة فقال : " قصي رؤياك " فقصتها ، وجعلت تقول : فجيء بفلان وفلان كما قال .

هذا لفظ أبي يعلى ، قال الحافظ الضياء : وهذا على شرط مسلم .

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا ريحان بن سعيد ، عن عباد بن منصور ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الرجل إذا نزع ثمرة في الجنة ، عادت مكانها أخرى " .

وقوله : ( ولحم طير مما يشتهون ) ، قال الإمام أحمد :

حدثنا سيار بن حاتم ، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن طير الجنة كأمثال البخت ، يرعى في شجر الجنة " . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هذه لطير ناعمة فقال : " أكلتها أنعم منها - قالها ثلاثا - وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها " . تفرد به أحمد من هذا الوجه .

وروى الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه " صفة الجنة " من حديث إسماعيل بن علي الخطبي ، عن أحمد بن علي الخيوطي ، عن عبد الجبار بن عاصم ، عن عبد الله بن زياد ، عن زرعة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : ذكرت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - طوبى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا بكر ، هل بلغك ما طوبى ؟ " قال : الله ورسوله أعلم . قال : " طوبى شجرة في الجنة ، ما يعلم طولها إلا الله ، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ، ورقها الحلل ، يقع عليها الطير كأمثال البخت " . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هناك لطيرا ناعما ؟ قال : " أنعم منه من يأكله ، وأنت منهم إن شاء الله " .

وقال قتادة في قوله : ( ولحم طير مما يشتهون ) : ذكر لنا أن أبا بكر قال : يا رسول الله ، إني أرى طيرها ناعمة كما أهلها ناعمون . قال : " من يأكلها - والله يا أبا بكر - أنعم منها ، وإنها لأمثال البخت ، وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر " .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني مجاهد بن موسى ، حدثنا معن بن عيسى ، حدثني ابن أخي ابن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الكوثر فقال : " نهر أعطانيه ربي عز وجل ، في الجنة أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجزر " . فقال عمر : إنها لناعمة . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آكلها أنعم منها " .

وكذا رواه الترمذي عن عبد بن حميد ، عن القعنبي ، عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس ، وقال : حسن .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا أبو معاوية ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة ، فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة فينتفض ، فيخرج من كل ريشة - يعني لونا - أبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأعذب من الشهد ، ليس منها لون يشبه صاحبه ثم يطير " .

هذا حديث غريب جدا ، والوصافي وشيخه ضعيفان . ثم قال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح - كاتب الليث - حدثني الليث ، حدثنا خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن أبي حازم عن عطاء ، عن كعب ، قال : إن طائر الجنة أمثال البخت ، يأكل مما خلق من ثمرات الجنة ، ويشرب من أنهار الجنة ، فيصطففن له ، فإذا اشتهى منها شيئا أتاه حتى يقع بين يديه ، فيأكل من خارجه وداخله ثم يطير لم ينقص منه شيء .صحيح إلى كعب .

وقال الحسن بن عرفة : حدثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا " .

وقوله: ( وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ) يقول تعالى ذكره: ويطوف هؤلاء الولدان المخلدون على هؤلاء السابقين بفاكهة من الفواكه التي يتخيرونها من الجنة لأنفسهم، وتشتهيها نفوسهم .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[20] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ﴾ هذه الآية دليل على جواز أكل الفاكهة على صفة التخير، وهو مستثني من الأكل مما يلي.
وقفة
[20] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ﴾ وقف بشر بن الحارث عند بائع فاكهة، وأطال النظر، وقال: «إذا كان يطعم هذا لمن يعصيه فكيف بمن يطيعه؟! ماذا سيطعمه في الجنة ويسقيه؟!».
وقفة
[20] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ﴾ تنوع الفاكهة من النعيم، ومن صور إكرام الضيف تنويع الفاكهة له حتى يختار ما يحبه ويناسبه.
وقفة
[20] ﴿وَفاكِهَةٍ مِمّا يَتَخَيَّرونَ﴾ فى الحياة الدنيا قد يشتهى المرء فاكهة الشتاء فى الصيف أو العكس، ولكن فى جنة عرضها السموات والأرض وقتما تشتهى وأيما كان تشتهى، يأتيك من فوره.
وقفة
[20،21] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ قدم ذكر الفاكهة على اللحم؛ لأن الفواكه أعز، ولذلك جعل التخير للفاكهة، والاشتهاء للحم؛ ولأن الاشتهاء أعلق بالطعام منه بالفواكه، فلذة كسر الشهية بالطعام لذة زائدة على لذة حسن طعمه، وكثرة التخير للفاكهة فيه لذة أخرى هي لذة تلوين الأصناف فهم من لذة عظمى إلى مثلها.
وقفة
[20، 21] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ تقديم الفاكهة في الأكل، وهو طِبِّيًّا مستحسن؛ لأنها ألطف وأسرع انحدارًا، وأقل احتياجًا إلى المكث في المعدة للهضم، وقد ذكروا أن أحد أسباب الهيضة إدخال اللطيف من الطعام على الكثيف منه.
وقفة
[20، 21] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ لا يأكل أهل الجنة عن جوع ولا عن حاجة، بل للتلذذ والمتعة فحسب.
وقفة
[20، 21] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ لما منع شهوته في الدنيا وجعل هواه تبعًا للشرع؛ أعطاه الله الحرية المطلقة في الجنة.
وقفة
[20، 21] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ في ضيافة الدنيا قد يقدم لك ما لا تحب ولا تشتهي، أما في ضيافة الآخرة فلا يقدم إلا ما تحب وتشتهي، منًّا من الله وتفضلًا.
وقفة
[20، 21] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ من المفارقات في الدنيا أن كثيرًا من الأغنياء يملكون ولا يشتهون, كثيرًا من الفقراء يشتهون ولا يجدون، في حين تجتمع في الجنة الرغبة والنعم, وتلك منة كبري لا تقدر بثمن.
وقفة
[20، 21] عظم ما أعد الله لأهل طاعته إكرامًا لهم, جزاء صبرهم وعملهم في الدنيا ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾.
عمل
[20، 21] ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ تصدَّق على فقيرٍ بفـاكهةٍ أو لحمٍ؛ لتنالَ فـاكهةَ الجَنَّة ولحمَها.

الإعراب :

  • ﴿ وَفاكِهَةٍ مِمّا:
  • معطوفة بالواو على «اكواب» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة أي ويطوفون عليهم بفاكهة. مما: أصلها: من: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن وقد أدغمت النون بما فحصل التشديد والجار والمجرور «مما» متعلق بصفة لفاكهة.
  • ﴿ يَتَخَيَّرُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أي يختارون بمعنى يأخذون خيره وأفضله.وجملة «يتخيرون» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد-الراجع- الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به وحذف-أسقط‍ - اختصارا التقدير: يتخيرونه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ الشَراب؛ ذكرَ الطعام، قال تعالى:
﴿ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وفاكهة:
1- بالجر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، أي: ولهم فاكهة، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [21] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ

التفسير :

[21] وبلحم طير ممَّا ترغب فيه نفوسهم.

{ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} أي:من كل صنف من الطيور يشتهونه، ومن أي جنس من لحمه أرادوا، وإن شاءوا مشويا، أو طبيخا، أو غير ذلك.

( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ) مما يحبونه ويختارونه من هذه اللحوم الطيبة المحببة إلى النفوس ، يطاف عليهم به - أيضا - .

وقوله : ( وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ) أي : ويطوفون عليهم بما يتخيرون من الثمار .

وهذه الآية دليل على جواز أكل الفاكهة على صفة التخير لها ، ويدل على ذلك حديث " عكراش بن ذؤيب " الذي رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي ، رحمه الله ، في مسنده : حدثنا العباس بن الوليد النرسي ، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية ، حدثنا عبيد الله بن عكراش ، عن أبيه عكراش بن ذؤيب ، قال : بعثني بنو مرة في صدقات أموالهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدمت المدينة فإذا هو جالس بين المهاجرين والأنصار ، وقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى ، قال : " من الرجل ؟ " قلت : عكراش بن ذؤيب . قال : " ارفع في النسب " ، فانتسبت له إلى " مرة بن عبيد " ، وهذه صدقة " مرة بن عبيد " . فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : هذه إبل قومي ، هذه صدقات قومي . ثم أمر بها أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها . ثم أخذ بيدي فانطلقنا إلى منزل أم سلمة ، فقال : " هل من طعام ؟ " فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر ، فجعل يأكل منها ، فأقبلت أخبط بيدي في جوانبها ، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليسرى على يدي اليمنى ، فقال : " يا عكراش ، كل من موضع واحد ، فإنه طعام واحد " . ثم أتينا بطبق فيه تمر ، أو رطب - شك عبيد الله رطبا كان أو تمرا - فجعلت آكل من بين يدي ، وجالت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطبق ، وقال : " يا عكراش ، كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد " . ثم أتينا بماء ، فغسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ومسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه ثلاثا ، ثم قال : " يا عكراش ، هذا الوضوء مما غيرت النار " .

وهكذا رواه الترمذي مطولا وابن ماجه جميعا ، عن محمد بن بشار ، عن أبي الهذيل العلاء بن الفضل ، به . وقال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديثه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز بن أسد وعفان - وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا شيبان - قالوا : حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا ثابت ، قال : قال أنس : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجبه الرؤيا ، فربما رأى الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه ، فإذا أثني عليه معروفا ، كان أعجب لرؤياه إليه . فأتته امرأة فقالت : يا رسول الله ، رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة ، فأدخلت الجنة فسمعت وجبة انتحبت لها الجنة ، فنظرت فإذا فلان بن فلان ، وفلان بن فلان ، فسمت اثني عشر رجلا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بعث سرية قبل ذلك ، فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم ، فقيل : اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ - أو : البيذخ - قال : فغمسوا فيه ، فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، فأتوا بصحفة من ذهب فيها بسر ، فأكلوا من بسره ما شاءوا ، فما يقلبونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا ، وأكلت معهم . فجاء البشير من تلك السرية ، فقال : كان من أمرنا كذا وكذا ، وأصيب فلان وفلان . حتى عد اثني عشر رجلا فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة فقال : " قصي رؤياك " فقصتها ، وجعلت تقول : فجيء بفلان وفلان كما قال .

هذا لفظ أبي يعلى ، قال الحافظ الضياء : وهذا على شرط مسلم .

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا ريحان بن سعيد ، عن عباد بن منصور ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الرجل إذا نزع ثمرة في الجنة ، عادت مكانها أخرى " .

وقوله : ( ولحم طير مما يشتهون ) ، قال الإمام أحمد :

حدثنا سيار بن حاتم ، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن طير الجنة كأمثال البخت ، يرعى في شجر الجنة " . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هذه لطير ناعمة فقال : " أكلتها أنعم منها - قالها ثلاثا - وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها " . تفرد به أحمد من هذا الوجه .

وروى الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه " صفة الجنة " من حديث إسماعيل بن علي الخطبي ، عن أحمد بن علي الخيوطي ، عن عبد الجبار بن عاصم ، عن عبد الله بن زياد ، عن زرعة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : ذكرت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - طوبى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا بكر ، هل بلغك ما طوبى ؟ " قال : الله ورسوله أعلم . قال : " طوبى شجرة في الجنة ، ما يعلم طولها إلا الله ، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ، ورقها الحلل ، يقع عليها الطير كأمثال البخت " . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هناك لطيرا ناعما ؟ قال : " أنعم منه من يأكله ، وأنت منهم إن شاء الله " .

وقال قتادة في قوله : ( ولحم طير مما يشتهون ) : ذكر لنا أن أبا بكر قال : يا رسول الله ، إني أرى طيرها ناعمة كما أهلها ناعمون . قال : " من يأكلها - والله يا أبا بكر - أنعم منها ، وإنها لأمثال البخت ، وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر " .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني مجاهد بن موسى ، حدثنا معن بن عيسى ، حدثني ابن أخي ابن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الكوثر فقال : " نهر أعطانيه ربي عز وجل ، في الجنة أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجزر " . فقال عمر : إنها لناعمة . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آكلها أنعم منها " .

وكذا رواه الترمذي عن عبد بن حميد ، عن القعنبي ، عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس ، وقال : حسن .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا أبو معاوية ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة ، فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة فينتفض ، فيخرج من كل ريشة - يعني لونا - أبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأعذب من الشهد ، ليس منها لون يشبه صاحبه ثم يطير " .

هذا حديث غريب جدا ، والوصافي وشيخه ضعيفان . ثم قال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح - كاتب الليث - حدثني الليث ، حدثنا خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن أبي حازم عن عطاء ، عن كعب ، قال : إن طائر الجنة أمثال البخت ، يأكل مما خلق من ثمرات الجنة ، ويشرب من أنهار الجنة ، فيصطففن له ، فإذا اشتهى منها شيئا أتاه حتى يقع بين يديه ، فيأكل من خارجه وداخله ثم يطير لم ينقص منه شيء .صحيح إلى كعب .

وقال الحسن بن عرفة : حدثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا " .

( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) يقول: ويطوفون أيضا عليهم بلحم طير مما يشتهون من الطير الذي تشتهيه نفوسهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[21] ﴿ولحم طير مما يشتهون﴾ يخطر على قلب أحدهم لحم الطير، فيطير حتى يقع بين يديه على ما اشتهى مقليًّا أو مشويًّا.
وقفة
[21] ﴿ولحم طير مما يشتهون﴾ هل لاختصاص ذكر لحم الطير عن سائر اللحوم دلالة؟ ذكر لحم الطير لأنه الأقرب إلى وصف التنعم، فأهل الجنة لا يأكلون عن جوع، وإنما للتلذذ والتنعم، والله أعلم.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمّا يَشْتَهُونَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي مما يتمنونه.طير: مضاف اليه مجرور بالكسرة.'

المتشابهات :

الطور: 22﴿وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
الواقعة: 21﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ ما جَرَت العادةُ بتَناوُلِه لمُجَرَّدِ اللَّذَّةِ؛ أتْبَعَه ما العادةُ أنَّه لإقامةِ البِنْيَةِ، وإنْ كان هناك لمجَرَّدِ اللَّذَّةِ أيضًا؛ فقال تعالى:
﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ولحم:
1- بالجر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [22] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَحُورٌ عِينٌ

التفسير :

[22]ولهم نساء ذوات عيون واسعة،

{ وَحُورٌ عِينٌ} أي:ولهم حور عين، والحوراء:التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء، والعين:حسان الأعين وضخامهاوحسن العين في الأنثى، من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.

وقوله : ( وَحُورٌ عِينٌ ) معطوف على قوله ( وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ) أى : ويطوف عليهم - أيضا - نساء عيونهن شديدة البياض والسواد فى سعة وجمال .

وقوله : ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) قرأ بعضهم بالرفع ، وتقديره : ولهم فيها حور عين . وقراءة الجر تحتمل معنيين ، أحدهما : أن يكون الإعراب على الإتباع بما قبله ; لقوله : ( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين ) ، كما قال ( وامسحوا برءوسكم وأرجلكم ) [ المائدة : 6 ] ، وكما قال : ( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق ) [ الإنسان : 21 ] . والاحتمال الثاني : أن يكون مما يطوف به الولدان المخلدون عليهم الحور العين ، ولكن يكون ذلك في القصور ، لا بين بعضهم بعضا ، بل في الخيام يطوف عليهم الخدام بالحور العين ، والله أعلم .

القول في تأويل قوله تعالى : وَحُورٌ عِينٌ (22)

اختلف القرّاء في قراءة قوله: ( وَحُورٌ عِينٌ ) فقرأته عامة قراء الكوفة وبعض المدنيين ( وحُورٍ عِينٍ ) بالخفض إتباعا لإعرابها إعراب ما قبلها من الفاكهة واللحم، وإن كان ذلك مما لا يُطاف به، ولكن لما كان معروفا معناه المراد أتبع الآخر الأوّل في الإعراب، كما قال بعض الشعراء.

إذَا مــا الغانِيــاتُ بَــرَزْنَ يَوْمـا

وَزَجَّجْــن الْحَوَاجِــبَ والعُيُونــا (2)

فالعيون تكَحَّل. ولا تزجَّج إلا الحواجب، فردّها في الإعراب على الحواجب، لمعرفة السامع معنى ذلك وكما قال الآخر:

تَسْــمَعُ للأحَشْــاءِ مِنْــهُ لَغَطَــا

وللْيَــــدَيْنِ جُســـأةً وَبَـــدَدَا (3)

والجسأة: غلظ في اليد، وهي لا تُسمع.

وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة ومكة والكوفة وبعض أهل البصرة بالرفع ( وحُورٍ عِينٍ ) على الابتداء، وقالوا: الحور العين لا يُطاف بهنّ، فيجوز العطف بهنّ في الإعراب على إعراب فاكهة ولحم، ولكنه مرفوع بمعنى: وعندهم حور عين، أو لهم حور عين.

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان قد قرأ بكل واحدة منهما جماعة من القرّاء مع تقارب معنييهما ، فبأيّ القراءتين قرأ القارئ فمصيب. والحور جماعة حَوْراء: وهي النقية بياض العين، الشديدة سوادها. والعين: جمع عيناء، وهي النجلاء العين في حُسن.

------------

الهوامش :

(2) هذا الشاهد من شواهد الفراء في معاني القرآن ( الورقة 323 ) وتقدم الكلام عليه مع الشاهد " ورأيت زوجك الوغى .... البيتين " . وفي ( اللسان : زجج ) وزجت المرأة حاجبها بالمزج: دققته وطولته . وقيل : أطالته بالأثمد. وقوله: إذا ما الغانيات ... البيت" إنما أراد: وكحلن العيونا، كما قال: * شــراب ألبـان وتمـر وأقـط *

أراد: وآكل تمر وأقط، ومثله كثير.

قال الشاعر: " علفتها تبنا .... البيت " أي وسقيتها ماء باردا . يريد أن ما جاء من هذا، فإنما يجيء على إضمار فعل أخر يصح المعنى عليه . ومثله قول الآخر : " يا ليت زوجك .... البيت " تقديره: وحاملا رمحا. قال ابن بري ذكر الجوهري عجز بيت على زججت المرأة حاجبيها * وزججــن الحواجـب والعيونـا *

قال: هو للراعي وصوابه: يزججن. وصدره:

وهِــزَّةِ نشْــوَةٍ مِـنْ حـيّ صِـدْقٍ

يُزَجِّجْـــنَ الْحَوَاجِــبَ والْعُيُونــا

وبعده:

أنَخْــنَ جِمَــالُهنَّ بــذَاتِ غِسْـلٍ

سَــرَاةَ اليَــوْمِ يَمْهَــدْنَ الكُدُونـا

ذات غسل: موضع. ويمهدن: يوطئن. والكدون: جمع كدن، وهو ما توطئ به المرأة مركبها، من كساء ونحوه.

(3) البيت من شواهد الفراءء في معاني القرآن ( الورقة 323 ). وفي ( اللسان: لغط ) اللغط ( بسكون الغين وتحريكها ) : الأصوات المبهمة المختلفة، والجلبة لا تفهم. وفي (اللسان : جسأ ) : جسأ الشيء يجسأ جسوءا فهو جاسئ : صلب وخشن . وجسأت يده من العمل تجسأ جسأ: صلبت. والاسم الجسأة، مثل الجرعة. والجسأة في الدواب: يبس المعطف، ودابة جاسئة القوائم. وفي ( اللسان : بدد ) : وفرس أبد: بين البدد أي بعيد ما بين اليدين. وقيل هو الذي في يديه تباعد عن جنبيه، وهو البدد، وبعير أبدا، وهو الذي في يديه فتل ( بالتحريك ) وموضع الشاهد في البيت: أنه عطف الجسأة والبدد. وهما مما يرى لا مما يسمع، على " لغطا " وهو ما يسمع، وذلك على تقدير فعل ،أي وترى لليدين جسأة وبددا. فهو إذن كناظائره من الشواهد التي ذكرها الفراء في هذا الموضع . وفي الأصل ( دئدا ) في موضع ( بددا ) وهو من تحريف النساخين .

المعاني :

وَحُورٌ عِينٌ :       نِسَاءٌ بِيضٌ وَاسِعَاتُ الأَعْيُنِ حِسَانُهَا السراج

التدبر :

وقفة
[22] ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ قال مجاهد في معنى الحور: «يحار فيهن الطرف».
وقفة
[22] ﴿وَحُورٌ عِينٌ﴾ الحور العين للرجال في الجنة فماذا للنساء؟ الاستثارة البصرية عند الرجال هي أعلى ما يكون، بخلاف المرأة التي لا تثيرها الأشكال بقدر ما تؤئر فيها الكلمات والمعاملات والسلوكيات؛ ولذا ذكر الله من نعيم الجنة ما هو أعظم تأثيرًا في النفوس بموجب الفطرة.
وقفة
[22، 23] ﴿وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ إنما غلا اللؤلؤ لصيانته في محاراته وصعوبة الوصول إليه, وكذلك المرأة لا تكون ثمينة إلا إن كانت عفيفة مصونة, ملتزمة شرع الله وأمره.
وقفة
[22، 23] ﴿وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ شبههن باللؤلؤ في البياض، ووصفه بالمكنون لأنه أبعد عن تغيير حسنه.

الإعراب :

  • ﴿ وَحُورٌ عِينٌ
  • وَحُورٌ عِينٌ: معطوفة بالواو على «ولدان» مرفوعة مثلها بالضمة. أو تكون مبتدأ مؤخرا وخبره المقدم محذوفا. أي وفيها حور عين. بمعنى ونساء حور عين فحذف الموصوف اختصارا وأقيمت الصفة مقامه. عين: صفة-نعت- لحور أو صفة ثانية للموصوف المقدر. ويجوز أن يكون المعنى: ولديهم أو لهم حور عين'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ طعامَهم وشرابَهم؛ ذكرَ نساءَهم، قال تعالى:
﴿ وَحُورٌ عِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وحور عين:
1- برفعهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بجرهما، وهى قراءة السلمى، والحسن، وعمرو بن عبيد، وأبى جعفر، وشيبة، والأعمش، وطلحة، والمفضل، وأبان، وعصمة، والكسائي.
3- وحير، بقلب الواو ياء، وجرهما، وهى قراءة النخعي.
4- وحورا عينا، بنصبهما، وهى قراءة أبى، وعبد الله.
5- وحور عين، بالرفع والإضافة، وهى قراءة قتادة.
6- وحور عين، بالنصب والإضافة، وهى قراءة ابن مقسم.
7- وحوراء عيناء، على التوحيد، وفتح الهمزة فيهما، وهى قراءة عكرمة.

مدارسة الآية : [23] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ

التفسير :

[23]كأمثال اللؤلؤ المصون في أصدافه صفاءً وجمالاً؛

{ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} أي:كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن [بوجه]، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت.

فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطرويروق الناظر.

وهؤلاء الحور العين ( كَأَمْثَالِ اللؤلؤ المكنون ) أى : يشبهن اللؤلؤ المكنون الذى لم تلمسه الأيدى ، فى صفاء بياضهن ، وفى شدة جمالهن .

وقوله : ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) قرأ بعضهم بالرفع ، وتقديره : ولهم فيها حور عين . وقراءة الجر تحتمل معنيين ، أحدهما : أن يكون الإعراب على الإتباع بما قبله ; لقوله : ( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين ) ، كما قال ( وامسحوا برءوسكم وأرجلكم ) [ المائدة : 6 ] ، وكما قال : ( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق ) [ الإنسان : 21 ] . والاحتمال الثاني : أن يكون مما يطوف به الولدان المخلدون عليهم الحور العين ، ولكن يكون ذلك في القصور ، لا بين بعضهم بعضا ، بل في الخيام يطوف عليهم الخدام بالحور العين ، والله أعلم .

وقوله : ( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) أي : كأنهن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه ، كما تقدم في " سورة الصافات " ( كأنهن بيض مكنون ) [ الصافات : 49 ] وقد تقدم في سورة " الرحمن " وصفهن أيضا ;

وقوله: كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ يقول: هنّ في صفاء بياضهنّ وحسنهن، كاللؤلؤ المكنون الذي قد صين في كِنٍّ.

المعاني :

الْمَكْنُونِ :       المَصُونِ فيِ أَصْدَافِهِ مِنْ صَفَائِهِنَّ، وَجَمَالِهِنَّ السراج
اللؤلؤ المكنون :       المصون في أصدافه مما يغيّره معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[23] ﴿كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ﴾ شكل الحور غير معلوم، لكنها أقرب ما تكون شبهًا باللؤلؤ المكنون.
وقفة
[23] ﴿كَأَمثالِ اللُّؤلُؤِ المَكنونِ﴾ مصونة كما اللؤلؤ مصان فى صدفه.

الإعراب :

  • ﴿ كَأَمْثالِ:
  • الكاف حرف جر للتشبيه. أمثال: اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلق بصفة ثانية لحور. أو تكون الكاف اسما بمعنى «مثل» مبنيا على الفتح في محل رفع صفة-نعتا-لحور وهو مضاف.
  • ﴿ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.المكنون: صفة-نعت-للؤلؤ مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. أي المصون الذي لا تمسه الأيدي.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ نساءَهم؛ شبَّه حُسْنَهُنَّ باللؤلؤ المصون في أصدافِه صفاءً وجمالًا، قال تعالى:
﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

التفسير :

[24] جزاء لهم بما كانوا يعملون من الصالحات في الدنيا.

وذلك النعيم المعد لهم{ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فكما حسنت منهم الأعمال، أحسن الله لهم الجزاء، ووفر لهم الفوز والنعيم.

وقوله - سبحانه - : ( جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) بيان للأسباب التى أوصلتهم إلى هذا النعيم الكبير .

ولفظ ( جَزَآءً ) منصوب على أنه مفعول لأجله لفعل محذوف ، أى : أعطيناهم هذا العطاء الجزيل ، جزاء مناسبا بسبب ما كانوا يعملونه فى الدنيا من أعمال صالحة .

ولهذا قال : ( جزاء بما كانوا يعملون ) أي : هذا الذي أتحفناهم به مجازاة لهم على ما أحسنوا من العمل .

وقوله: ( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) يقول تعالى ذكره: ثوابا لهم من الله بأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا، وعوضا من طاعتهم إياه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو هشام الرفاعيّ، قال: ثنا ابن يمان، عن ابن عيينة، عن عمرو عن الحسن ( وَحُورٌ عِينٌ ) قال: شديدة السواد: سواد العين، شديدة البياض: بياض العين.

قال ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن رجل، عن الضحاك ( وَحُورٌ عِينٌ ) قال: بيض عين، قال: عظام الأعين.

حدثنا ابن عباس الدوريّ، قال: ثنا حجاج، قال: قال ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس قال: الحُور: سُود الحَدَق.

حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا إبراهيم بن محمد الأسلميّ، عن عباد بن منصور الباجيّ، أنه سمع الحسن البصريّ يقول: الحُور: صوالح نساء بني آدم.

قال ثنا إبراهيم بن محمد، عن ليث بن أبي سليم، قال: بلغني أن الحور العين خُلقن من الزعفران.

حدثنا الحسن بن يزيد الطحان، قال: حدثتنا عائشة امرأة ليث، عن ليث، عن مجاهد قال: خلق الحُور العين من الزعفران.

حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا عمرو بن سعد، قال: سمعت ليثا، ثني عن مجاهد، قال: حور العين خُلقن من الزعفران.

وقال آخرون: بل معنى قوله: ( حُورٌ ) أنهنّ يحار فيهنّ الطرف.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد ( وَحُورٌ عِينٌ ) قال: يحار فيهنّ الطرف.

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: ( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ ) قال أهل التأويل، وجاء الأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا أحمد بن الفرج الصَّدفيّ الدِّمْياطيّ، عن عمرو بن هاشم، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أمّ سلمة قالت: قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله ( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) قال: " صفاؤُهُن كَصَفاء الدُّرّ الَّذيِ فِي الأصْدَافِ الَّذيِ لا تَمُسُّهُ الأيْدي".

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[24] ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ العمل الصالح سبب لنيل النعيم في الآخرة.
وقفة
[24] ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ إنما ينال ما عند الله بالطاعات والجد والعمل، لا بالأماني والتمني والكسل.

الإعراب :

  • ﴿ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ
  • هذه الآية الكريمة أعربت في سور عديدة تراجع الآية الثانية والثمانون من سورة «التوبة».'

المتشابهات :

التوبة: 82﴿فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
التوبة: 95﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
فصلت: 28﴿لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ولَمَّا أبلَغَ في وَصفِ جَزائِهم بالحُسْنِ والصَّفاءِ؛ دَلَّ على أنَّ أعمالَهم كانت كذلك؛ لأنَّ الجَزاءَ مِن جِنسِ العَمَلِ؛ فقال تعالى:
﴿ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا ..

التفسير :

[25] لا يسمعون في الجنة باطلاً، ولا ما يتأثمون بسماعه،

{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا} أي:لا يسمعون في جنات النعيم كلاما يلغى، ولا يكون فيه فائدة، ولا كلاما يؤثم صاحبه.

قوله - تعالى - : ( لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً ) تتميم للنعم التى أنعم - سبحانه - عليهم بها فى الجنة .

واللغو : الكلام الساقط الذى لا فائدة منه ، ولا وزن له . يقال : لغا فلان يلغو . إذا قال كلاما يلام عليه .

والتأثيم : مصدر إثم ، إذا نسب غيره إلى الإثم وفعل ما لا يليق .

أى : أن هؤلاء المقربين لا يسمعون فى الجنة كلاما لا يعتد به ، ولا يسمعون - أيضا - كلاما سيئا أو قبيحا ، بأن ينسب بعضهم إلى بعض ما لا يليق به ، وإنما الذى يسمعونه هو الكلام الطيب المشتمل على الأمان المتكرر ، والتحية الدائمة .

ثم قال : ( لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما ) أي : لا يسمعون في الجنة كلاما لاغيا ، أي : غثا خاليا عن المعنى ، أو مشتملا على معنى حقير أو ضعيف ، كما قال : ( لا تسمع فيها لاغية ) [ الغاشية : 11 ] أي : كلمة لاغية ( ولا تأثيما ) أي : ولا كلاما فيه قبح ،

وقوله: ( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا ) يقول: لا يسمعون فيها باطلا من القول ولا تأثيما، يقول: ليس فيها ما يُؤثمهم.

وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول ( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا ) والتأثيم لا يُسمع، وإنما يُسمع اللغو، كما قيل: أكلت خبزا ولبنا، واللبن لا يُؤكل، فجازت إذ كان معه شيء يؤكل.

المعاني :

لَغْوًا :       بَاطِلًا، وَكَلَامًا لَا خَيْرَ فِيهِ السراج
لغْوًا :       كلاما لا خير فيه أو باطلا معاني القرآن
تَاثِيمًا :       مَا يَتَأَثَّمُونَ بِسَمَاعِهِ السراج
و لا تأثيما :       ولا نسبة إلى الإثم أو لا ما يوجبه معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[25] ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا﴾ هذه متعة روحية رائعة: ألا تسمع ما يُكرَه سماعه، وألا تسمع إلا ما تحب، فإن هذا مما يتمم نعيم الأجساد.
وقفة
[25] ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا﴾ اللغو والكذب والباطل من كدر الحياة الدنيا وتنغيص نعيمها، ولذا حفظ الله أهل الجنة منها وصانهم عن قبائحها.
وقفة
[25] ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا﴾ ما أجمل أن تتشبَّه مجالسُنا بشيءٍ من نعيمِ الجنةِ!
وقفة
[25] من حمى سمعه من اللغو والإثم؛ فقد عجل له جزء من نعيم الجنة وهو في الدنيا ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا﴾، يا سلام سلم ألسنتنا وأسماعنا وأبصارنا.
وقفة
[25] من يُعرض عن اللغو ولا يصغي للكلام الساقط الذي يُلحق الإثم؛ إنما يتعجل بعض نعيم الجنة ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً
  • تعرب إعراب الآية الكريمة التاسعة عشرة. لغوا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والواو عاطفة. لا: زائدة لتاكيد معنى النفي. تأثيما:معطوفة على «لغوا» وتعرب إعرابها.'

المتشابهات :

مريم: 62﴿ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا
الواقعة: 25﴿ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا
النبإ: 35﴿ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ولَمَّا أثْبَتَ لَها الكَمالَ وجَعَلَهُ لَهُمْ؛ نَفى عَنْها النَّقْصَ، قال تعالى:
﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [26] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا

التفسير :

[26] إلا قولاً سالماً من هذه العيوب، وتسليمَ بعضهم على بعض.

{ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} أي:إلا كلاما طيبا، وذلك لأنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إلا كل طيب، وهذا دليل على حسن أدب أهل الجنة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب كلام، وأسره للنفوسوأسلمه من كل لغو وإثم، نسأل الله من فضله.

ولفظ ( سَلاَماً ) الأول ، بدل من قوله ( قِيلاً ) أو نعت له . . . أى : سالما من العيوب . والتكرير لهذا اللفظ القصد منه التأكيد ، والإشعار بكثرة تحيتهم بهذا اللفظ الدال على المحبة والوئام .

أى : لا يسمعون فى الجنة إلا سلاما إثر سلام ، وتحية فى أعقاب تحية ، ومودة تتلوها مودة .

والاستثناء منقطع ، لأن السلام لا يندرج تحت اللغو ، وهو من تأكيد المدح بما يشبه الذم ، و ( قِيلاً ) بمعنى : قولا ، وهو منصوب على الاستثناء . .

وإلى هنا نجد الآيات الكريمة ، قد بينت أقسام الناس يوم القيامة ، وفصلت ما أعده - سبحانه - للسابقين ، من عطاء جزيل ، وفضل عميم .

( إلا قيلا سلاما سلاما ) أي : إلا التسليم منهم بعضهم على بعض ، كما قال : ( تحيتهم فيها سلام ) [ إبراهيم : 23 ] وكلامهم أيضا سالم من اللغو والإثم .

وقوله: ( إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا ) يقول: لا يسمعون فيها من القول إلا قيلا سلاما: أي أسلم مما تكره.

وفي نصب قوله: ( سَلامًا سَلامًا ) وجهان: إن شئت جعلته تابعا للقيل، ويكون السلام حينئذ هو القيل؛ فكأنه قيل: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما، إلا سلاما سلاما، ولكنهم يسمعون سلاما سلاما. والثاني: أن يكون نصبه بوقوع القيل عليه، فيكون معناه حينئذ: إلا قيلَ سلامٍ فإن نوّن نصب قوله: ( سَلامًا سَلامًا ) بوقوع قِيلٍ عليه.

المعاني :

قِيلًا :       قَوْلًا السراج
سَلَامًا :       إِلَّا قَوْلًا سَالِمًا مِنْ هَذِهِ العُيُوبِ، وَإِلَّا تَسْلِيمَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ السراج

التدبر :

وقفة
[26] ﴿إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا﴾ تكرار لفظ السلام بهذه الصورة القصد منه الإشعار بكثرة تحيتهم بلفظ السلام الدال على المحبة والوئام، يحيي أهل الجنة بعضهم بعضًا بالسلام، وتحييهم الملائكة بالسلام، ويحييهم الله بالسلام.
وقفة
[26] ﴿إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا﴾ السلام حديث أهل الجنة وتحيتهم فيها، فهلا منحنا إخواننا من نفحات الجنة بإفشاء السلام!

الإعراب :

  • ﴿ إِلاّ قِيلاً:
  • أي الا قولا أو تكون «الا» أداة حصر لا عمل لها وتكون «قيلا» مفعولا به منصوبا بيسمعون. أي لا يسمعون في الجنة الا قولا.
  • ﴿ سَلاماً سَلاماً:
  • صفة-نعت-لقيلا منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.أو بدل من «قيلا» أي لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما. أو تكون مفعولا به لقيلا بمعنى لا يسمعون فيها الا أن يقولوا سلاما سلاما والمعنى أنهم يفشون السّلام بينهم فيسلمون سلاما بعد سلام وعلى هذا التفسير يكون منصوبا على المصدر وهو ساد مسد الفعل مستغن به عنه وأصله نسلم عليكم سلاما.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ولَمَّا نفى عنهم سماع الباطل، وما يتأثمون بسماعه؛ أثبت لهم سماع سلام الملائكة عليهم، وسلام بعضهم على بعض، قال تعالى:
﴿ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [27] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ

التفسير :

[27] وأصحاب اليمين، ما أعظم مكانتهم وجزاءهم!

{ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} أي:شأنهم عظيم، وحالهم جسيم.

وبعد هذا الحديث الزاخر بالخيرات والبركات عن السابقين . . . جاء الحديث عن أصحاب اليمين وعما أعده الله - تعالى - لهم من ثواب فقال - سبحانه - : ( وَأَصْحَابُ اليمين . . . ) .

قال الآلوسى : قوله - تعالى - ( وَأَصْحَابُ اليمين . . . ) شروع فى بيان تفاصيل شئونهم ، بعد بيان شئون السابقين .

وأصحاب : مبتدأ وقوله : ( مَآ أَصْحَابُ اليمين ) جملة استفهامية مشعرة بتفخيمهم ، والتعجب من حالهم ، وهى خبر المبتدأ . . أو معترضة ، والخبر قوله : ( فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ . . ) .

لما ذكر تعالى مآل السابقين - وهم المقربون - عطف عليهم بذكر أصحاب اليمين - وهم الأبرار - كما قال ميمون بن مهران : أصحاب اليمين منزلة دون المقربين ، فقال : ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) أي : أي شيء أصحاب اليمين ؟ وما حالهم ؟ وكيف مآلهم ؟ ثم فسر ذلك فقال

القول في تأويل قوله تعالى : وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ ) وهم الذين يُؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين، الذي أُعطوا كتبهم بأيمانهم يا محمد ( مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) أيّ شيء هم وما لهم، وماذا أعدّ لهم من الخير، وقيل: إنهم أطفال المؤمنين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا أبو هشام المخزوميّ، قال: ثنا عبد الواحد، قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا عثمان بن قيس، أنه سمع زاذان أبا عمرو يقول: سمعت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) قال: أصحاب اليمين: أطفال المؤمنين.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) : أي ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[27] ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ القرآن يشوِّقنا، فأي شيء أصحاب اليمين؟ وما مصيرهم؟ وما صفة نعيمهم؟ وهي جملة استفهامية مُشعِرة بتفخيمهم، والتعجب من أحوالهم.
عمل
[27] سَل الله أن تكون من أصحاب اليمين ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثامنة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ حالَ السَّابِقينَ؛ ذكرَ هنا حالَ أصحاب اليمينِ، قال تعالى:
﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ

التفسير :

[28] هم في سِدْر لا شوك فيه،

{ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} أي:مقطوع ما فيه من الشوك والأغصان [الرديئة] المضرة، مجعول مكان ذلك الثمر الطيب، وللسدر من الخواص، الظل الظليل، وراحة الجسم فيه.

( فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ . . )

والسدر : شجر النبق ، واحده سدرة ، ومخضود . أى : منزوع الشوك ، يقال : خضد فلان الشجر ، إذا قطع الشوك الذى به فهو خضيد ومخضود ، أو مخضود بمعنى ملىء بالثمر حتى تثنت أغصانه ، من خضدت الغصن ، إذا ثنيته وأملته إلى جهة أخرى .

أى : وأصحاب اليمين ، المقول فيهم ما أصحاب اليمين على سبل التفخيم ، مستقرون يوم القيامة فى حدائق ملبئة بالشجر الذى خلا من الشوك وامتلأ بالثمار الطيبة ، التى تثنت أغصانها لكثرتها . .

قال القرطبى : وذكر ابن المبارك قال : حدثنا صفوان عن سليم بن عامر قال : " كان أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يقولون : إنه لينفعنا الأعراب ومسائلهم . قال : أقبل أعرابى يوما فقال : يا رسول الله ، لقد ذكر الله فى القرآن : شجرة مؤذية ، وماكنت أرى فى الجنة شجرة تؤذى صاحبها؟

فقال - صلى الله عليه وسلم - : وما هى؟ قال : السدر ، فإن له شوكا مؤذيا ، فقال : - صلى الله عليه وسلم - : ألم يقل الله - تعالى - ( فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ) . خضد الله - تعالى - شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة " .

( في سدر مخضود ) . قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وأبو الأحوص ، وقسامة بن زهير ، والسفر بن نسير ، والحسن ، وقتادة ، وعبد الله بن كثير ، والسدي ، وأبو حرزة ، وغيرهم : هو الذي لا شوك فيه . وعن ابن عباس : هو الموقر بالثمر . وهو رواية عن عكرمة ، ومجاهد ، وكذا قال قتادة أيضا : كنا نحدث أنه الموقر الذي لا شوك فيه .

والظاهر أن المراد هذا وهذا فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ، وفي الآخرة على عكس من هذا لا شوك فيه ، وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله ، كما قال الحافظ أبو بكر بن سلمان النجاد .

حدثنا محمد بن محمد هو البغوي ، حدثني حمزة بن عباس ، حدثنا عبد الله بن عثمان ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر ، قال : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم ; قال : أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله ، ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وما هي ؟ " . قال : السدر ، فإن له شوكا موذيا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أليس الله يقول : ( في سدر مخضود ) ، خضد الله شوكه ، فجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونا من طعام ، ما فيها لون يشبه الآخر " .

طريق أخرى : قال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا محمد بن المبارك ، حدثنا يحيى بن حمزة ، حدثني ثور بن يزيد ، حدثني حبيب بن عبيد ، عن عتبة بن عبد السلمي قال : كنت جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله ، أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها ؟ يعني : الطلح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود ، فيها سبعون لونا من الطعام ، لا يشبه لون آخر " .

ثم ابتدأ الخبر عما ذا أعدّ لهم في الجنة، وكيف يكون حالهم إذا هم دخلوها؟ فقال: هم ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) يعني: في ثمر سدر موقر حملا قد ذهب شوكه.

وقد اختلف في تأويله أهل التأويل، فقال بعضهم: يعني بالمخضود: الذي قد خُضد من الشوك، فلا شوك فيه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: خضده وقره من الحمل، ويقال: خُضِد حتى ذهب شوكه فلا شوك فيه.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: زعم محمد بن عكرِمة قال: لا شوك فيه.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن حبيب، عن عكرمة، في قوله: ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: لا شوك فيه.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة بن خليفة، قال: ثنا عوف، عن قسامة بن زُهَير في قوله: ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: خُضِد من الشوك، فلا شوك فيه.

حدثنا أبو حُميد الحمصي أحمد بن المغيرة، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا عمرو بن عمرو بن عبد الله الأحموسيّ، عن السفر بن نُسَير في قول الله عزّ وجلّ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: خُضِد شوكه، فلا شوك فيه.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: كنا نحدّث أنه المُوقَر الذي لا شوك فيه.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا قتادة، في قوله: ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: ليس فيه شوك.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: لا شوك له.

حدثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عكرمة ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: لا شوك فيه.

وحدثني به ابن حُميد مرّة أخرى، عن مهران بهذا الإسناد، عن عكرمة، فقال: لا شوك له، وهو المُوقَر.

وقال آخرون: بل عُنِي به أنه المُوقَر حَمْلا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مَخْضُودٍ ) قال: يقولون هذا الموقَرُ حَمْلا.

حدثني محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا أبو حُذَيفة، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: الموقَر.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: الموقَر.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: ( سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) يقول: مُوقَر.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: ثمرها أعظم من القِلال.

المعاني :

سِدْرٍ مَّخْضُودٍ :       شَجَرٍ النَّبِقِ لَا شَوْكَ فِيهِ السراج
في سِدْر :       في شجر النـّـبَـق ينعّمون به معاني القرآن
مخضود :       مقطوع شوكه معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[28] ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ قال ابن عاشور: «وَلَمَّا كَانَ السِّدْرُ مِنْ شَجَرِ الْبَادِيَةِ، وَكَانَ مَحْبُوبًا لِلْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَطِيعِينَ أَنْ يَجْعَلُوا مِنْهُ فِي جَنَّاتِهِمْ وَحَوَائِطِهِمْ؛ لِأَنَّهُ لَا يَعِيشُ إِلَّا فِي الْبَادِيَةِ، فَلَا يَنْبُتُ فِي جَنَّاتِهِمْ، خُصَّ بِالذِّكْرِ مِنْ بَيْنِ شَجَرِ الْجَنَّةِ إِغْرَابًا بِهِ وَبِمَحَاسِنِهِ الَّتِي كَانَ مَحْرُومًا مِنْهَا مَنْ لَا يَسْكُنُ الْبَوَادِي، وَبِوَفْرَةِ ظِلِّهِ، وَتَهَدُّلِ أَغْصَانِهِ، وَنَكْهَةِ ثَمَرِهِ، وَوُصِفِ بِالْمِخْضُودِ، أَيِ الْمُزَالِ شَوْكَهُ، فَقَدْ كَمُلَتْ مَحَاسِنُهُ بِانْتِفَاءِ مَا فِيهِ مِنْ أَذًى».

الإعراب :

  • ﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثانية عشرة. بمعنى: هم في حدائق من شجر نبق مقطع الشوك. ومخضود: صفة لسدر مجرورة بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ﴾ قالَ أبُو العالِيَةِ والضَّحّاكُ: نَظَرَ المُسْلِمُونَ إلى وجٍّ - وهو وادٍ مُخْصِبٌ بِالطّائِفِ - فَأعْجَبَهم سِدْرُهُ، فَقالُوا: يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ هَذا. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     وبعد تفخيم حالهم؛ فَصَّلَ نعيمَهم: ١- هم في سِدْر مقطوع الشوك، لا أذى فيه، قال تعالى:
﴿ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ

التفسير :

[29]وموز متراكب بعضه على بعض،

{ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} والطلح معروف، وهو شجر [كبار] يكون بالبادية، تنضد أغصانه من الثمر اللذيذ الشهي.

وقوله - تعالى - : ( وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ) بيان لنعمة ثانية . والطلح : قالوا هو شجر الموز . واحدة طلحة ، والمنضود : المتراكب بعضه فوق بعض ، بحيث صار ثمره متراصا على هيئة جميلة تسر الناظرين .

فقوله ( مَّنضُودٍ ) اسم مفعول من النضد وهو الرص . يقال؛ نضد فلان متاعه ، - من باب ضرب - إذا وضع بعضه فوق بعض بطريقة منسقة جميلة ، ومنه قوله - تعالى - : ( والنخل بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ )

وقوله : ( وطلح منضود ) : الطلح : شجر عظام يكون بأرض الحجاز ، من شجر العضاة ، واحدته طلحة ، وهو شجر كثير الشوك ، وأنشد ابن جرير لبعض الحداة :

بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والجبالا

وقال مجاهد : ( منضود ) أي : متراكم الثمر ، يذكر بذلك قريشا ; لأنهم كانوا يعجبون من وج ، وظلاله من طلح وسدر .

وقال السدي : ( منضود ) : مصفوف . قال ابن عباس : يشبه طلح الدنيا ، ولكن له ثمر أحلى من العسل .

قال الجوهري : والطلح لغة في الطلع .

قلت : وقد روى ابن أبي حاتم من حديث الحسن بن سعد ، عن شيخ من همدان قال : سمعت عليا يقول : هذا الحرف في ( وطلح منضود ) قال : طلع منضود ، فعلى هذا يكون هذا من صفة السدر ، فكأنه وصفه بأنه مخضود وهو الذي لا شوك له ، وأن طلعه منضود ، وهو كثرة ثمره ، والله أعلم .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو معاوية ، عن إدريس ، عن جعفر بن إياس ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : ( وطلح منضود ) قال : الموز . قال : وروي عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، والحسن ، وعكرمة ، وقسامة بن زهير ، وقتادة ، وأبي حزرة ، مثل ذلك ، وبه قال مجاهد وابن زيد - وزاد فقال : أهل اليمن يسمون الموز الطلح . ولم يحك ابن جرير غير هذا القول .

وقوله: ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) أما الفرّاء فعلى قراءة ذلك بالحاء ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) وكذا هو في مصاحف أهل الأمصار. وروي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ ( وطَلْعٍ مَنْضُودٍ ) بالعين.

حدثنا عبد الله بن محمد الزهريّ قال: ثنا سفيان، قال: ثنا زكريا، عن الحسن بن سعد، عن أبيه رضي الله عنه، قرأها( وطَلْعٍ مَْنُضودٍ ).

حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنى أبي، قال: ثنا مجاهد، عن الحسن بن سعد، عن قيس بن سعد، قال: قرأ رجل عند عليّ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) فقال عليّ: ما شأن الطلح، إنما هو: ( وطَلْعٍ مَنْضُودٍ ) ، ثم قرأ طَلْعُهَا هَضِيمٌ فقلنا أولا نحوّلهُا، فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم، ولا يحوّل. وأما الطلح فإن المعمر بن المثنى كان يقول: هو عند العرب شجر عظام كثير الشوك، وأنشد لبعض الحُداة:

بَشَّــــرَها دَلِيلُهــــا وَقـــالا

غَــدًا تَــرَيْنَ الطَّلْــحَ والحبــالا (4)

وأما أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون: إنه هو الموز.

حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا سليمان التيميّ، عن أبي سعيد، مولى بني رَقاشِ، قال: سألت ابن عباس عن الطلح، فقال: هو الموز.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا سليمان التيميّ، قال: ثنا أبو سعيد الرقاشيّ، أنه سمع ابن عباس يقول: الطلح المنضود: هو الموز.

حدثني يعقوب وأبو كُرَيب، قالا ثنا ابن عُلَية، عن سليمان، قال: ثنا أبو سعيد الرَّقاشيّ، قال قلت لابن عباس: ما الطلح المنضود؟ قال: هو الموز.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، قال: ثنا أبو سعيد الرقاشيّ قال: سألت ابن عباس عن الطلح، فقال: هو الموز.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن التيمي، عن أبي سعيد الرقاشي، عن ابن عباس ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: الموز.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الكلبيّ، عن الحسن بن سعيد، عن عليّ رضي الله عنه ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: الموز.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن رجل من أهل البصرة أنه سمع ابن عباس يقول في الطلح المنضود: هو الموز.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: موزكم لأنهم كانوا يُعجبون بوجٍّ وظلاله من طلحه وسدره.

حدثنا محمد بن سنان، قال: ثنا أبو حُذيفة، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، في قوله: ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: الموز.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة بن خليفة، عن عوف، عن قسامة، قال: الطلح المنضود: هو الموز.

قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة، في قول الله ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: الموز: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: الموز.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) كنا نحدَّث أنه الموز.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال الله أعلم، إلا أن أهل اليمن يسمون الموز الطلح.

وقوله: ( مَنْضُودٍ ) يعني أنه قد نُضِدَ بعضهُ على بعض، وجمع بعضه إلى بعض.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: بعضه على بعض.

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) متراكم، لأنهم يعجبون بوجّ وظلاله من طلحة وسدره.

--------------------

الهوامش :

(4) هذا الشاهد من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 175 - من المصورة 26390 عن المخطوطة " مراد منثلا " بالآستانة ) أنشده عند قوله تعالى " وطلح منضود " قال : زعم المفسرون أنه الموز . وأما العرب فالطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك . وقال الحادي: " بشرها دليلها ... البيتين " ا هـ . وأما الحبال بالحاء كما في رواية المؤلف فهي جمع حبل وهو الرمل المرتفع ينقاد مسافة طويلة في الأرض . وبالجيم في رواية أبي عبيدة، وهي جمع جبل . يبشر ناقته بأنها ستبلغ وطنها غدا وترى فيه ما ألفته من شجر الطلح والرمال أو الجبال .

المعاني :

وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ :       مَوْزٍ مُتَرَاكِبٍ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، أَوْ هُوَ شَجَرُ الطَّلْحِ المَعْرُوفُ، وَهُوَ أَعْظَمُ أَشْجَارِ العَرَبِ السراج
طلح :       شجر الموز أو مثله معاني القرآن
منضود :       نضّد بالحمْل من أسفله إلى أعلاه معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[29] ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ لكن شتان بين موز الدنيا وموز الجنة، الأسماء واحدة، لكن الحقائق مختلفة.
وقفة
[29] ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ قالوا: هو شجر الموز، والمنضود: المتراكب بعضه فوق بعض على هيئة تسر الناظرين.

الإعراب :

  • ﴿ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
  • معطوفة بالواو على سِدْرٍ مَخْضُودٍ» وتعرب إعرابها. أي وشجر موز متراصف الثمر'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ٢- موز متراكب بعضه على بعض، قال تعالى:
﴿ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ

التفسير :

[30] وظلٍّ دائم لا يزول،

وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ

وقوله - سبحانه - : ( وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ) أى : متسع منبسط ، بحيث لا يزول كما يزول الظل فى الدنيا ، ويحل محله ضوء الشمس .

أخرج الشيخان وغيرهما عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها عاما - وفى رواية مائة عام - اقرءوا إن شئتم ( وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ) " .

وقوله : ( وظل ممدود ) : قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .

ورواه مسلم من حديث الأعرج ، به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا فليح ، عن هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .

وكذا رواه البخاري ، عن محمد بن سنان ، عن فليح به ، وكذا رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة . وكذا رواه حماد بن سلمة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، والليث بن سعد ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وعوف ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة [ به ] .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة ، سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين ، أو مائة سنة ، هي شجرة الخلد " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله قال : " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها ، واقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .

إسناده جيد ، ولم يخرجوه . وهكذا رواه ابن جرير ، عن أبي كريب ، عن عبدة وعبد الرحيم ، عن محمد بن عمرو ، به . وقد رواه الترمذي ، من حديث عبد الرحيم بن سليمان ، به .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن زياد - مولى بني مخزوم - عن أبي هريرة قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) . فبلغ ذلك كعبا فقال : صدق ، والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد ، لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ، ثم دار حول تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ، إن الله غرسها بيده ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة ، وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة .

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا محمد بن منهال الضرير ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله عز وجل : ( وظل ممدود ) ، قال : " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " .

وكذا رواه البخاري ، عن روح بن عبد المؤمن ، عن يزيد بن زريع ، وهكذا رواه أبو داود الطيالسي ، عن عمران بن داور القطان ، عن قتادة به . وكذا رواه معمر ، وأبو هلال ، عن قتادة ، به . وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد وسهل بن سعد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها " .

فهذا حديث ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل متواتر مقطوع بصحته عند أئمة الحديث النقاد ، لتعدد طرقه ، وقوة أسانيده ، وثقة رجاله .

وقد قال الإمام أبو جعفر بن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو حصين قال : كنا على باب في موضع ، ومعنا أبو صالح وشقيق - يعني : الضبي - فحدث أبو صالح قال : حدثني أبو هريرة قال : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما . قال أبو صالح : أتكذب أبا هريرة ؟ قال : ما أكذب أبا هريرة ، ولكني أكذبك أنت . فشق ذلك على القراء يومئذ .

قلت : فقد أبطل من يكذب بهذا الحديث ، مع ثبوته وصحته ورفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقال الترمذي : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب " . ثم قال : حسن غريب .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا أبو عامر العقدي ، عن زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في نواحيها مائة عام . قال : فيخرج إليها أهل الجنة ; أهل الغرف وغيرهم ، فيتحدثون في ظلها . قال : فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا .

هذا أثر غريب وإسناده جيد قوي حسن .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن يمان ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون في قوله : ( وظل ممدود ) قال : سبعون ألف سنة . وكذا رواه ابن جرير ، عن بندار ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، مثله . ثم قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون : ( وظل ممدود ) قال : خمسمائة ألف سنة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا حصين بن نافع ، عن الحسن في قول الله تعالى : ( وظل ممدود ) قال : في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها .

وقال عوف عن الحسن : بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " . رواه ابن جرير .

وقال شبيب عن عكرمة ، عن ابن عباس : في الجنة شجر لا يحمل ، يستظل به . رواه ابن أبي حاتم .

وقال الضحاك ، والسدي ، وأبو حرزة في قوله : ( وظل ممدود ) لا ينقطع ، ليس فيها شمس ولا حر ، مثل قبل طلوع الفجر .

وقال ابن مسعود : الجنة سجسج ، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .

وقد تقدمت الآيات كقوله : ( وندخلهم ظلا ظليلا ) [ النساء : 57 ] ، وقوله : ( أكلها دائم وظلها ) [ الرعد : 35 ] ، وقوله : ( في ظلال وعيون ) [ المرسلات : 41 ] إلى غير ذلك من الآيات .

وقوله: ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) يقول: وهم في ظلّ دائم لا تنسخه الشمس فتذهبه، وكل ما لا انقطاع له فإنه ممدود، كما قال لبيد:

غَلَـبَ البَقـاءَ وكـنْتُ غَـيْرَ مُغَلَّـبَ

دَهْـــرٌ طَــوِيلٌ دائــم مَمْــدُودُ (5)

وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الآثار، وقال به أهل العلم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) قال: خمس مئة ألف سنة.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة، قال: " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام، اقرءوا إن شئتم ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) فبلغ ذلك كعبا، فقال: صدق والذي أنـزل التوراة على لسان موسى، والفرقان على لسان محمد، لو أن رجلا ركب حُقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها، حتى يسقط هـَرِما، إن الله غرسها بيده، ونفخ فيها من روحه، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة ".

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا حكام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى لبني مخزوم، أنه سمع أبا هريرة يقول: ثم ذكر نحوه، إلا أنه قال: وما في الجنة من نهر.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) قال: مسيرة سبعين ألفَ سنة.

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو يحيى بن سليمان، عن هلال بن عليّ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إنَّ فِي الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّها مِئَةَ سَنَةٍ، اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) ".

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن محمد، عن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: " إنَّ فِي الجَنَّة شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلها مِئَةَ عامٍ، اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) ".

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن محمد، عن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول : " وإنَّ فِي الجَنَّة شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها، اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) ."

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا شعبة، عن أبي الضحي، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " وإنَّ فِي الجَنَّة لشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها، لا يَقْطَعُها، شَجَرَةُ الخُلْدِ".

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: سمعت أبا الضحاك يحدّث، عن أبي هريرة، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " وإنَّ فِي الجَنَّة لشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّهَا سَبْعِينَ أو مِئَةَ عامٍ، هيَ شَجَرَةُ الخُلْدِ".

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا عمران، عن قتادة، عن أنس، أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال : " إنَّ فِي الجَنَّة لشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها ".

قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا عمران، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، مثل ذلك.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مثله.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عبدة وعبد الرحمن، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " فِي الجَنَّة شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ سَنَهٍ لا يَقْطَعُها، اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ قوله: ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) ".

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا فردوس، قال: ثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إنَّ فِي الجَنَّة شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ سَنَةٍ".

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا المحاربيّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، مثله.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد بن الحارث، قال: ثنا عوف، عن الحسن، قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " إنَّ فِي الجَنَّة شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها ".

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد، قال: ثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، وبمثله عن خلاس.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا أبو حصين، قال: كنا على باب في موضع ومعنا أبو صالح وشقيق، يعني الضبيّ، فحدّث أبو صالح، فقال: حدثني أبو هريرة، قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما، فقال أبو صالح أتكذّب أبا هريرة، فقال: ما أكذّب أبا هريرة، ولكني أكذّبك؛ قال: فشقّ على القرّاء يومئذ.

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) قال: حدثنا، عن أنس بن مالك، قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها.

قال ثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) قال قتادة: حدثنا أنس بن مالك، أن نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " إنَّ فِي الجَنَّة شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها ".

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتاده، عن أنس، أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " إنَّ فِي الجَنَّة شَجَرَةً يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها ".

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، مثل ذلك أيضا.

--------------------

الهوامش :

(5) البيت للبيد نسبه إليه أبو عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 175 - ب ) وفي روايته: " الغراء" في موضع " البقاء" في رواية المؤلف . يقول : غلب الدهر الطويل البقاء في الدنيا ولم يكن شيء ليغلبني غير الدهر . أنشده أبو عبيدة عند قوله تعالى " وظل ممدود" قال: أي لا تنسخه الشمس ، دائم. يقال للدهر الممدود والعيش إذا كان لا ينقطع. قال لبيد: "غلب البقاء ... البيت " .

المعاني :

وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ :       ظِلٍّ دَائِمٍ لَا يَزُولُ السراج
ظل ممدود :       دائم لا يتقلّص أو ممتدّ منبسط معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[30] ﴿وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ﴾ أي منبسط لا يزول؛ لأنه لا تنسخه الشمس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t: قال ﷺ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ﴾» [البخاري 4881].

الإعراب :

  • ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ
  • معطوفة بالواو على وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ» وتعرب إعرابها. أي وهم في ظل ممتد عليهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ٣- ظلٍّ دائم لا يزول، قال تعالى:
﴿ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [31] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَاء مَّسْكُوبٍ

التفسير :

[31] وماء جار لا ينقطع،

{ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} أي:كثير من العيون والأنهار السارحة، والمياه المتدفقة.

وقوله - سبحانه - ( وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ ) أى : وفيها ماء كثير مصبوب يجرى على الأرض ، ويأخذون منه ما شاءوا ، بدون جهد أو تعب .

يقال : سكب فلان الماء سكبا ، إذا صبه بقوة وكثرة .

وقوله : ( وماء مسكوب ) قال الثوري : [ يعني ] يجري في غير أخدود .

وقد تقدم الكلام عند تفسير قوله تعالى : ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) الآية [ محمد : 15 ] ، بما أغنى عن إعادته هاهنا .

وقوله: ( وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ) يقول تعالى ذكره وفيه أيضا ماء مسكوب، يعني مصبوب سائل في غير أخدود.

كما حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ) قال: يجري في غير أخدود.

المعاني :

مَّسْكُوبٍ :       جَارٍ لَا يَنْقَطِعُ السراج
ماءٍ مسكوب :       مصبوب يجري في غير أخاديد معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[31] ﴿وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ﴾ ماء الجنة جارٍ، ولقوة جريانه فكأنه مسكوب.
وقفة
[31] ﴿وَماءٍ مَسكوبٍ﴾ غير راكدٍ ولا ءاسن، بل جارٍ منعش.

الإعراب :

  • ﴿ وَماءٍ مَسْكُوبٍ
  • معطوفة بالواو على وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ» وتعرب إعرابها. بمعنى: وماء منصب بين أيديهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ٤- ماء جار لا يتوقف، قال تعالى:
﴿ وَمَاء مَّسْكُوبٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ

التفسير :

[32] ، وفاكهة كثيرة لا تنفَد

{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} أي:ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات، وتكون ممتنعة [أي:متعسرة] على مبتغيها، بل هي على الدوام موجودة، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون.

وقوله - تعالى - : ( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ) أى : وهم بجانب كل ذلك يتلذذون فى الجنة بفاكهة كثيرة .

وقوله : ( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ) أي : وعندهم من الفواكه الكثيرة المتنوعة في الألوان ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ) [ البقرة : 25 ] أي : يشبه الشكل الشكل ، ولكن الطعم غير الطعم . وفي الصحيحين في ذكر سدرة المنتهى قال : " فإذا ورقها كآذان الفيلة ونبقها مثل قلال هجر " .

وفيهما أيضا من حديث مالك ، عن زيد ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس قال : خسفت الشمس ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه ، فذكر الصلاة . وفيه : قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت . قال : " إني رأيت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا " .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا عبيد الله ، حدثنا ابن عقيل ، عن جابر قال : بينا نحن في صلاة الظهر ، إذ تقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدمنا معه ، ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر ، فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب : يا رسول الله ، صنعت اليوم في الصلاة شيئا ما كنت تصنعه ؟ قال : " إنه عرضت علي الجنة ، وما فيها من الزهرة والنضرة ، فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به ، فحيل بيني وبينه ، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه " .

وروى مسلم ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، نحوه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن بحر ، حدثنا هشام بن يوسف ، أخبرنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عامر بن زيد البكالي : أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول : جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الحوض وذكر الجنة ، ثم قال الأعرابي : فيها فاكهة ؟ قال : " نعم ، وفيها شجرة تدعى طوبى " فذكر شيئا لا أدري ما هو ، قال : أي شجر أرضنا تشبه ؟ قال : " ليست تشبه شيئا من شجر أرضك " . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أتيت الشام ؟ " قال : لا . قال : " تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة ، تنبت على ساق واحد ، وينفرش أعلاها " . قال : ما عظم أصلها ؟ قال : " لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما " . قال : فيها عنب ؟ قال : " نعم " . قال : فما عظم العنقود ؟ قال : " مسيرة شهر للغراب الأبقع ، ولا يفتر " . قال : فما عظم الحبة ؟ قال : " هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما ؟ " قال : نعم . قال : " فسلخ إهابه فأعطاه أمك ، فقال : اتخذي لنا منه دلوا ؟ " قال : نعم . قال الأعرابي : فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي ؟ قال : " نعم وعامة عشيرتك " .

القول في تأويل قوله تعالى : وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32)

يقول (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ) يقول تعالى ذكره: وفيها(فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ ) لا ينقطع عنهم شيء منها أرادوه في وقت من الأوقات، كما تنقطع فواكه الصيف في الشتاء في الدنيا، ولا يمنعهم منها، ولا يحول بينهم وبينها شوك على أشجارها، أو بعدها منهم، كما تمتنع فواكه الدنيا من كثير ممن أرادها ببعدها على الشجرة منهم، أو بما على شجرها من الشوك، ولكنها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتى يتناولها بيده.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

وقد ذكرنا الرواية فيما مضى قبل، ونذكر بعضا آخر منها:

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، في قوله: (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ) قال: لا يمنعه شوك ولا بعد.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[32، 33] ﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ فاكهة كثيرة، أكثر مما تخيل، لا تنقطع زمانًا بانقطاع فواكه الشتاء في الصيف، وفواكه الصيف في الشتاء.
وقفة
[32، 33] ﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ كان الحجاج بن فرافصة واقفًا في سوق الفاكهة، فقيل له: ما تصنع هنا؟! قال: «أنظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة».

الإعراب :

  • ﴿ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ
  • معطوفة بالواو على وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ» وتعرب إعرابها. أي وفاكهة من كل الأنواع والأجناس.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ٥- فاكهة كثيرة لا تنحصر، قال تعالى:
﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وفاكهة كثيرة:
وقرئ:
برفعهما.

مدارسة الآية : [33] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ

التفسير :

[33]ولا تنقطع عنهم، ولا يمنعهم منها مانع،

{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} أي:ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات، وتكون ممتنعة [أي:متعسرة] على مبتغيها، بل هي على الدوام موجودة، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون.

هذه الفاكهة ليست مقطوعة عنهم فى وقت من الأوقات ، ولا تمتنع عن طالبها متى طلبها .

وجمع - سبحانه - بين انتفاء قطعها ومنعها ، للإشعار بأن فاكهة الجنة ليست كفاكهة الدنيا فهى تارة تكون مقطوعة ، لأنها لها أوقاتا معينة تظهر فيها ، وتارة تكون موجودة ولكن يصعب الحصول عليها ، لامتناع أصحابها عن إعطائها .

وقوله : ( لا مقطوعة ولا ممنوعة ) أي : لا تنقطع شتاء ولا صيفا ، بل أكلها دائم مستمر أبدا ، مهما طلبوا وجدوا ، لا يمتنع عليهم بقدرة الله شيء .

قال قتادة : لا يمنعهم من تناولها عود ولا شوك ولا بعد . وقد تقدم في الحديث : " إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى " .

يقول (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ) يقول تعالى ذكره: وفيها(فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ ) لا ينقطع عنهم شيء منها أرادوه في وقت من الأوقات، كما تنقطع فواكه الصيف في الشتاء في الدنيا، ولا يمنعهم منها، ولا يحول بينهم وبينها شوك على أشجارها، أو بعدها منهم، كما تمتنع فواكه الدنيا من كثير ممن أرادها ببعدها على الشجرة منهم، أو بما على شجرها من الشوك، ولكنها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتى يتناولها بيده.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

وقد ذكرنا الرواية فيما مضى قبل، ونذكر بعضا آخر منها:

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، في قوله: (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ) قال: لا يمنعه شوك ولا بعد.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[33] ﴿لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: «لا تنقطع إذا جنيت، ولا تمتنع من أحد أراد أخذها»، وقال بعضهم: «لا مقطوعة بالأزمان، ولا ممنوعة بالأثمان؛ كما ينقطع أكثر ثمار الدنيا إذا جاء الشتاء، ولا يتوصل إليها إلا بالثمن».
وقفة
[33] ﴿لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ ما أكثر أن تكون النعم بين يديك وأنت عاجز عن التمتع بها! أما نعم الآخرة فالتمتع بها حاصل بلا انقطاع.
وقفة
[33] ﴿لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ هنا تقريرُ شيءٍ من النعيم فوق نعيمِهم، لمّا كان أكثر ما يكدّرُ مَلاذُّ الدنيا (انقطاعها) قبل فراغ النفس مِنها، أو (منعها) بعد تعلق كمال اللذة فيها، كان أهلُ الجنة في أمانٍ من هذا وذاكَ.

الإعراب :

  • ﴿ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ
  • نافية لا عمل لها. مقطوعة: صفة-نعت-لفاكهة مجرورة بالكسرة. أي لا تنقطع في أي وقت من الأوقات والواو عاطفة. لا:زائدة لتأكيد معنى النفي. ممنوعة: معطوفة على «مقطوعة» وتعرب إعرابها.أي لا تمنع عن متناولها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ولَمَّا كانَت الفَاكِهَة لا تَكُونُ عِنْدَنا إلّا في أوْقاتٍ يَسِيرَةٍ؛ بَيَّنَ أنَّ أمْرَ الجَنَّةِ عَلى غَيْرِ ذَلِكَ، فهي لا تنفَد ولا تنقطع عنهم، ولا يمنعهم منها مانع، قال تعالى:
﴿ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ

التفسير :

[34]وفرشٍ مرفوعة على السرر.

{ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} أي:مرفوعة فوق الأسرة ارتفاعا عظيما، وتلك الفرش من الحرير والذهب واللؤلؤ وما لا يعلمه إلا الله.

وقوله - تعالى - : ( وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ) أى : وفيها - أيضا - فرش منضدة ، قد ارتفعت عن الأرض ، ليتكىء عليها أهل الجنة وأزواجهم .

وقوله : ( وفرش مرفوعة ) أي : عالية وطيئة ناعمة .

قال النسائي وأبو عيسى الترمذي : حدثنا أبو كريب ، حدثنا رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( وفرش مرفوعة ) قال : " ارتفاعها كما بين السماء والأرض ، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام " .

ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه ، إلا من حديث رشدين بن سعد . قال : وقال بعض أهل العلم : معنى هذا الحديث : ارتفاع الفرش في الدرجات ، وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض .

هكذا قال : إنه لا يعرف هذا إلا من رواية رشدين بن سعد ، وهو المصري ، وهو ضعيف . وهكذا رواه أبو جعفر بن جرير ، عن أبي كريب ، عن رشدين . ثم رواه هو وابن أبي حاتم ، كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، فذكره . وكذا رواه ابن أبي حاتم أيضا عن نعيم بن حماد ، عن ابن وهب . وأخرجه الضياء في صفة الجنة من حديث حرملة عن بن وهب ، به مثله . ورواه الإمام أحمد عن حسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، فذكره .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو معاوية ، عن جويبر ، عن أبي سهل - يعني : كثير بن زياد - عن الحسن : : ( وفرش مرفوعة ) قال : ارتفاع فراش الرجل من أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة .

وقوله: (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) يقول تعالى ذكره: ولهم فيها فرش مرفوعة طويلة، بعضها فوق بعض، كما يقال: بناء مرفوع.

وكالذي حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا رشْدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، في قوله

القول في تأويل قوله تعالى وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ قال: " إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمس مئة عام ".

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا عمرو، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) " وَالَّذي نَفْسِي بيَدِهِ إنَّ ارْتِفاعها. . ." ثم ذكر مثله.

المعاني :

مَّرْفُوعَةٍ :       مَرْفُوعَةٍ عَلَى السُّرُرِ السراج
مرفوعة :       على الأسرّة أو منضدّة مرتفعة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[34] ﴿وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ﴾ فرش أهل الجنة مرفوعة على الأسرة، وليست مفروشة في الأرض، لكن كم ارتفاعها؟! لا أحد يعلم، ويجتمع مع ارتفاع المكان، رفعة القدر.
وقفة
[30-34] ﴿وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ﴾ أي نعيم في الدنيا يباري هذا النعيم.

الإعراب :

  • ﴿ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ
  • معطوفة بالواو على وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ» وتعرب إعرابها. بمعنى: مقربة لهم. أي مرفوعة على الأرائك.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ٦- فرشٍ مرفوعة على السرر، قال تعالى:
﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وفرش:
1- بضم الراء، مجرورة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بسكونها، مرفوعة، وهى قراءة أبى حيوة.

مدارسة الآية : [35] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء

التفسير :

[35] إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، نشأة كاملة لا تقبل الفناء،

{ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي:إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، نشأة كاملة لا تقبل الفناء.

والضمير فى قوله - تعالى - : ( إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً . . . ) عائد إلى غيره مذكور ، إلا أنه يفهم من سياق الكلام . لأن الحديث عن الفرش المرفوعة يشير إلى من يجلس عليها ، وهم الرجال ونساؤهم ، أى : نساؤهم من أهل الدنيا أو الحور العين ، ويرى بعضهم أنه يعود إلى مذكور ، لأن المراد بالفرش النساء ، والعرب تسمى المرأة لباسا ، وإزارا ، وفراشا .

والإنشاء : الخلق والإيجاد . فيشمل إعادة ما كان موجودا ثم عدم ، كما يشمل الإيجاد على سبيل الابتداء .

أى : إنا أنشأنا هؤلاء النساء المطهرات من كل رجس حسى أو معنوى ، إنشاء جميلا ، يشرح الصدور .

وقوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ) جرى الضمير على غير مذكور . لكن لما دل السياق ، وهو ذكر الفرش على النساء اللاتي يضاجعن فيها ، اكتفى بذلك عن ذكرهن ، وعاد الضمير عليهن ، كما في قوله : ( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ) [ ص : 31 ، 32 ] يعني : الشمس ، على المشهور من قول المفسرين .

قال الأخفش في قوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) أضمرهن ولم يذكرهن قبل ذلك . وقال أبو عبيدة : ذكرن في قوله : ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 22 ، 23 ] .

فقوله : ( إنا أنشأناهن ) أي : أعدناهن في النشأة الآخرة بعدما كن عجائز رمصا ، صرن أبكارا عربا ، أي : بعد الثيوبة عدن أبكارا عربا ، أي : متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة .

وقال بعضهم : ( عربا ) أي : غنجات .

قال موسى بن عبيدة الربذي ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) قال : " نساء عجائز كن في الدنيا عمشا رمصا " . رواه الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم . ثم قال الترمذي : غريب ، وموسى ويزيد ضعيفان .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا آدم - يعني : ابن أبي إياس - حدثنا شيبان ، عن جابر ، عن يزيد بن مرة ، عن سلمة بن يزيد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) يعني : " الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا " .

وقال عبد بن حميد : حدثنا مصعب بن المقدام ، حدثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : أتت عجوز فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال : " يا أم فلان ، إن الجنة لا تدخلها عجوز " . قال : فولت تبكي ، قال : " أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا )

وهكذا رواه الترمذي في الشمائل عن عبد بن حميد .

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي ، حدثنا سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله : ( وحور عين ) [ الواقعة : 22 ] ، قال : " حور : بيض ، عين : ضخام العيون ، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر " . قلت : أخبرني عن قوله : ( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 23 ] ، قال : " صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف ، الذي لم تمسه الأيدي " . قلت : أخبرني عن قوله : ( فيهن خيرات حسان ) [ الرحمن : 70 ] . قال : " خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه " . قلت : أخبرني عن قوله : ( كأنهن بيض مكنون ) [ الصافات : 49 ] ، قال : " رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر ، وهو : الغرقئ " . قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قوله : ( عربا أترابا ) . قال : " هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا ، خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات ، أترابا على ميلاد واحد " . قلت : يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال : " بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظهارة على البطانة " . قلت : يا رسول الله ، وبم ذاك ؟ قال : " بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ، ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان ، خضر الثياب ، صفر الحلي ، مجامرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن : نحن الخالدات فلا نموت أبدا ، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، طوبى لمن كنا له وكان لنا " . قلت : يا رسول الله ، المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها ، من يكون زوجها ؟قال : " يا أم سلمة ، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا ، فتقول : يا رب ، إن هذا كان أحسن خلقا معي فزوجنيه ، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .

وفي حديث الصور الطويل المشهور أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشفع للمؤمنين كلهم في دخول الجنة فيقول الله : قد شفعتك وأذنت لهم في دخولها . فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " والذي بعثني بالحق ، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم ، فيدخل الرجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة ، سبعين مما ينشئ الله ، وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله ، بعبادتهما الله في الدنيا ، يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة ، على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ ، عليه سبعون زوجا من سندس وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت ، كبده لها مرآة - يعني : وكبدها له مرآة - فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ، ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ، ما يفتر ذكره ، ولا تشتكي قبلها إلا أنه لا مني ولا منية ، فبينما هو كذلك إذ نودي : إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل ، إلا أن لك أزواجا غيرها ، فيخرج ، فيأتيهن واحدة واحدة ، كلما جاء واحدة قالت : والله ما في الجنة شيء أحسن منك ، وما في الجنة شيء أحب إلي منك " .

وقال عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن ابن حجيرة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال له : أنطأ في الجنة ؟ قال : " نعم ، والذي نفسي بيده دحما دحما ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا " .

وقال الطبراني : حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي ، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيق الواسطي ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي ، حدثنا شريك ، عن عاصم الأحول ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا " . وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا عمران ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في النساء " . قلت : يا رسول الله ، ويطيق ذلك ؟ قال : " يعطى قوة مائة " .

ورواه الترمذي من حديث أبي داود وقال : صحيح غريب .

وروى أبو القاسم الطبراني من حديث حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : " إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء " .

قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي : هذا الحديث عندي على شرط الصحيح ، والله أعلم .

وقوله : ( عربا ) قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يعني متحببات إلى أزواجهن ، ألم تر إلى الناقة الضبعة ، هي كذلك .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : العرب : العواشق لأزواجهن ، وأزواجهن لهن عاشقون . وكذا قال عبد الله بن سرجس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية ، ويحيى بن أبي كثير ، وعطية ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم .

وقال ثور بن زيد ، عن عكرمة قال : سئل ابن عباس عن قوله : ( عربا ) قال : هي الملقة لزوجها .

وقال شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة : هي الغنجة .

وقال الأجلح بن عبد الله ، عن عكرمة : هي الشكلة .

وقال صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة في قوله : ( عربا ) قال : الشكلة بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة .

وقال تميم بن حذلم : هي حسن التبعل .

وقال زيد بن أسلم ، وابنه عبد الرحمن : العرب : حسنات الكلام .

وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن سهل بن عثمان العسكري : حدثنا أبو علي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عربا ) قال : " كلامهن عربي " .

وقوله : ( أترابا ) قال الضحاك ، عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ، ثلاث وثلاثين سنة .

وقال مجاهد : الأتراب : المستويات . وفي رواية عنه : الأمثال . وقال عطية : الأقران . وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق ، المتواخيات بينهن ، ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر [ في الدنيا ] ضرائر متعاديات .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الله بن الكهف ، عن الحسن ومحمد : ( عربا أترابا ) قالا : المستويات الأسنان ، يأتلفن جميعا ، ويلعبن جميعا .

وقد روى أبو عيسى الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن أبي معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن في الجنة لمجتمعا للحور العين ، يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق بمثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له " . ثم قال : هذا حديث غريب .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن فلان بن عبد الله بن رافع ، عن بعض ولد أنس بن مالك ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الحور العين ليغنين في الجنة ، يقلن نحن خيرات حسان ، خبئنا لأزواج كرام " .

قلت : إسماعيل بن عمر هذا هو أبو المنذر الواسطي أحد الثقات الأثبات . وقد روى هذا الحديث الإمام عبد الرحيم بن إبراهيم الملقب بدحيم ، عن ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن ابن لأنس ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الحور العين يغنين في الجنة : نحن الجوار الحسان ، خلقنا لأزواج كرام " .

وقوله: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا ) يقول تعالى ذكره: إنا خلقناهن خلقا فأوجدناهنّ؛ قال أبو عبيدة: يعني بذلك: الحور العين اللاتي ذكرهنّ قبل، فقال ( وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) ، وقال الأخفش: أضمرهنّ ولم يذكرهنّ قبل ذلك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال: خلقناهنّ خَلقا.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا معاوية بن هشام، عن شيبان، عن جابر الجُعفي، عن يزيد بن مرّة، عن سلمة بن يزيد، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في هذه الآية (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال: " مِنَ الثَّيِّب والأبكارِ".

المعاني :

أَنشَانَاهُنَّ إِنشَاءً :       خَلَقْنَا نِسَاءَ أَهْلِ الجَنَّةِ نَشْأَةً كَامِلَةً لَا تَقْبَلُ الفَنَاءَ السراج

التدبر :

وقفة
[35] ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ الحديث عن نساء الجنة، والإنشاء يشمل إعادة ما كان موجودًا من نساء المؤمنين، أو الإنشاء من العدم كما في الحور العين، فكلهن أنشأهن الله خصيصًا لأهل الجنة.

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» وحذفت احدى النونين اختصارا ولكثرة الاستعمال. والجملة الفعلية بعده: في محل رفع خبر «ان».
  • ﴿ أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هن» ضمير متصل -ضمير الغائبات الاناث-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. انشاء:مفعول مطلق-مصدر-منصوب وعلامة نصبه الفتحة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     ٧- أنشأ اللهُ نساءَ أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، قال تعالى:
﴿ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [36] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا

التفسير :

[36]فجعلناهن أبكاراً،

{ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} صغارهن وكبارهن.

( فَجَعَلْنَاهُنَّ ) بقدرتنا ( أَبْكَاراً ) أى : فصيرناهن أبكارا ليكون ذلك أكثر تلذذا بهن .

قال الآلوسى : وفى الحديث الذى أخرجه الطبرانى عن أبى سعيد مرفوعا إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم ، عدن أبكارا .

وقوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ) جرى الضمير على غير مذكور . لكن لما دل السياق ، وهو ذكر الفرش على النساء اللاتي يضاجعن فيها ، اكتفى بذلك عن ذكرهن ، وعاد الضمير عليهن ، كما في قوله : ( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ) [ ص : 31 ، 32 ] يعني : الشمس ، على المشهور من قول المفسرين .

قال الأخفش في قوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) أضمرهن ولم يذكرهن قبل ذلك . وقال أبو عبيدة : ذكرن في قوله : ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 22 ، 23 ] .

فقوله : ( إنا أنشأناهن ) أي : أعدناهن في النشأة الآخرة بعدما كن عجائز رمصا ، صرن أبكارا عربا ، أي : بعد الثيوبة عدن أبكارا عربا ، أي : متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة .

وقال بعضهم : ( عربا ) أي : غنجات .

قال موسى بن عبيدة الربذي ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) قال : " نساء عجائز كن في الدنيا عمشا رمصا " . رواه الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم . ثم قال الترمذي : غريب ، وموسى ويزيد ضعيفان .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا آدم - يعني : ابن أبي إياس - حدثنا شيبان ، عن جابر ، عن يزيد بن مرة ، عن سلمة بن يزيد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) يعني : " الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا " .

وقال عبد بن حميد : حدثنا مصعب بن المقدام ، حدثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : أتت عجوز فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال : " يا أم فلان ، إن الجنة لا تدخلها عجوز " . قال : فولت تبكي ، قال : " أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا )

وهكذا رواه الترمذي في الشمائل عن عبد بن حميد .

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي ، حدثنا سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله : ( وحور عين ) [ الواقعة : 22 ] ، قال : " حور : بيض ، عين : ضخام العيون ، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر " . قلت : أخبرني عن قوله : ( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 23 ] ، قال : " صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف ، الذي لم تمسه الأيدي " . قلت : أخبرني عن قوله : ( فيهن خيرات حسان ) [ الرحمن : 70 ] . قال : " خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه " . قلت : أخبرني عن قوله : ( كأنهن بيض مكنون ) [ الصافات : 49 ] ، قال : " رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر ، وهو : الغرقئ " . قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قوله : ( عربا أترابا ) . قال : " هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا ، خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات ، أترابا على ميلاد واحد " . قلت : يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال : " بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظهارة على البطانة " . قلت : يا رسول الله ، وبم ذاك ؟ قال : " بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ، ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان ، خضر الثياب ، صفر الحلي ، مجامرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن : نحن الخالدات فلا نموت أبدا ، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، طوبى لمن كنا له وكان لنا " . قلت : يا رسول الله ، المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها ، من يكون زوجها ؟قال : " يا أم سلمة ، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا ، فتقول : يا رب ، إن هذا كان أحسن خلقا معي فزوجنيه ، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .

وفي حديث الصور الطويل المشهور أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشفع للمؤمنين كلهم في دخول الجنة فيقول الله : قد شفعتك وأذنت لهم في دخولها . فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " والذي بعثني بالحق ، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم ، فيدخل الرجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة ، سبعين مما ينشئ الله ، وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله ، بعبادتهما الله في الدنيا ، يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة ، على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ ، عليه سبعون زوجا من سندس وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت ، كبده لها مرآة - يعني : وكبدها له مرآة - فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ، ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ، ما يفتر ذكره ، ولا تشتكي قبلها إلا أنه لا مني ولا منية ، فبينما هو كذلك إذ نودي : إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل ، إلا أن لك أزواجا غيرها ، فيخرج ، فيأتيهن واحدة واحدة ، كلما جاء واحدة قالت : والله ما في الجنة شيء أحسن منك ، وما في الجنة شيء أحب إلي منك " .

وقال عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن ابن حجيرة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال له : أنطأ في الجنة ؟ قال : " نعم ، والذي نفسي بيده دحما دحما ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا " .

وقال الطبراني : حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي ، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيق الواسطي ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي ، حدثنا شريك ، عن عاصم الأحول ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا " . وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا عمران ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في النساء " . قلت : يا رسول الله ، ويطيق ذلك ؟ قال : " يعطى قوة مائة " .

ورواه الترمذي من حديث أبي داود وقال : صحيح غريب .

وروى أبو القاسم الطبراني من حديث حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : " إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء " .

قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي : هذا الحديث عندي على شرط الصحيح ، والله أعلم .

وقوله : ( عربا ) قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يعني متحببات إلى أزواجهن ، ألم تر إلى الناقة الضبعة ، هي كذلك .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : العرب : العواشق لأزواجهن ، وأزواجهن لهن عاشقون . وكذا قال عبد الله بن سرجس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية ، ويحيى بن أبي كثير ، وعطية ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم .

وقال ثور بن زيد ، عن عكرمة قال : سئل ابن عباس عن قوله : ( عربا ) قال : هي الملقة لزوجها .

وقال شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة : هي الغنجة .

وقال الأجلح بن عبد الله ، عن عكرمة : هي الشكلة .

وقال صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة في قوله : ( عربا ) قال : الشكلة بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة .

وقال تميم بن حذلم : هي حسن التبعل .

وقال زيد بن أسلم ، وابنه عبد الرحمن : العرب : حسنات الكلام .

وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن سهل بن عثمان العسكري : حدثنا أبو علي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عربا ) قال : " كلامهن عربي " .

وقوله : ( أترابا ) قال الضحاك ، عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ، ثلاث وثلاثين سنة .

وقال مجاهد : الأتراب : المستويات . وفي رواية عنه : الأمثال . وقال عطية : الأقران . وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق ، المتواخيات بينهن ، ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر [ في الدنيا ] ضرائر متعاديات .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الله بن الكهف ، عن الحسن ومحمد : ( عربا أترابا ) قالا : المستويات الأسنان ، يأتلفن جميعا ، ويلعبن جميعا .

وقد روى أبو عيسى الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن أبي معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن في الجنة لمجتمعا للحور العين ، يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق بمثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له " . ثم قال : هذا حديث غريب .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن فلان بن عبد الله بن رافع ، عن بعض ولد أنس بن مالك ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الحور العين ليغنين في الجنة ، يقلن نحن خيرات حسان ، خبئنا لأزواج كرام " .

قلت : إسماعيل بن عمر هذا هو أبو المنذر الواسطي أحد الثقات الأثبات . وقد روى هذا الحديث الإمام عبد الرحيم بن إبراهيم الملقب بدحيم ، عن ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن ابن لأنس ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الحور العين يغنين في الجنة : نحن الجوار الحسان ، خلقنا لأزواج كرام " .

وقوله: (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ) يقول: فصيرناهنّ أبكارا عذارى بعد إذ كنّ. (6)

كما حدثنا حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن عبيده، عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال: " عَجائِز كُنَّ فِي الدُّنْيا عُمْشا رُمْصًا ".

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن موسى بن عُبيدة، عن يزيد بن أبان الرقاشيّ، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً قال: أنْشأَ عَجائِز كُنَّ فِي الدُّنْيا عُمْشا رُمْصًا ".

حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال: ثنا محمد بن ربيعة الكلابّي، عن موسى بن عبيدة الرَّبَذِيّ، عن يزيد الرَّقاشيّ، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، في قوله: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال: " منهن العَجائِز اللاتِي كُنَّ فِي الدُّنْيا عُمْشا رُمْصًا ".

حدثنا سوار بن عبد الله بن داود، عن موسى بن عبيدة الرَّبَذِيّ، عن يزيد الرَّقاشيّ، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، في قوله: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال: " هـُنَّ اللَّوَاتِي كُنَّ فِي الدُّنْيا عَجائِز عُمشا رُمصْا ".

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن صفوان بن محرز في قوله: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ) قال: فهنُ العُجُز الرُّمْصُ.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، في قوله: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ) قال: إن منهن العُجُزَ الرُّجَّفَ، أنشأهن الله في هذا الخلق.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ) قال قتادة: كان صفوان بن محرز يقول: إن منهنّ العُجُزَ الرُّجَّف، صيرهنّ الله كما تسمعون.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: قوله: ( أَبْكَارًا ) يقول: عذارى.

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن الفرج الصَّدفي الدِّمياطيّ، عن عمرو بن هاشم، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن أمّ سلمة، زوج النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنها قالت: قلت يا رسول الله، أخبرني عن قول الله ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لأصْحَابِ الْيَمِينِ ) قال: " هـُنَّ اللَّوَاتي قُبِضْنَ فِي الدُّّنْيا عَجائِزَ رُمْصًا شُمْطا، خَلَقَهُنَّ الله بَعْدَ الكبر فَجَعَلَهُنَّ عَذَارَى ".

حدثنا أبو عبيد الوَصَّابيّ، قال: ثنا محمد بن حمير، قال: ثنا ثابت بن عجلان، قال: سمعت سعيد بن جبير، يحدّث عن ابن عباس، في قوله: ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا ) قال: هن من بني آدم، نساؤكنّ في الدنيا ينشئهنّ الله أبكارا عذارى عربا.

---------------------

الهوامش :

(6) لعله حذف خبر " كن" اعتمادا على التصريح به في الحديث الذي بعده؛ أي بعد إذ كن عجائز.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[36] ﴿فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ أنَّهُ قِيلَ لَهُ: «أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ؟»، قَالَ:«نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ دَحْمًا دَحْمًا، فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَرَةً بِكْرا». [ابن حبان 7359، وحسنه الألباني، والدَّحْمُ: النكاح والوطء).

الإعراب :

  • ﴿ فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً
  • معطوفة بالفاء على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أبكارا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     ولَمَّا كان للنَّفْسِ أتَمُّ التِفاتٍ إلى الاختِصاصِ، وكان الأصلُ في الأُنثى المُنْشأةِ أن تكونَ بِكرًا؛ نَبَّه على أنَّ المرادَ بَكارةٌ لا تَزولُ إلَّا حالَ الوَطْءِ ثمَّ تَعودُ، فكُلَّما عاد إليها وَجَدَها بِكرًا، قال تعالى:
﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا

التفسير :

[37]متحببات إلى أزواجهن، في سنٍّ واحدة،

وعموم ذلك، يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا، وأن هذا الوصف -وهو البكارة- ملازم لهن في جميع الأحوال، كما أن كونهن{ عُرُبًا أَتْرَابًا} ملازم لهن في كل حال، والعروب:هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها [ومحبتها]، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا، وإن برزتمن محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع.

والأتراب اللاتي على سن واحدة، ثلاث وثلاثين سنة، التي هي غاية ما يتمنى ونهاية سن الشباب، فنساؤهم عرب أتراب، متفقات مؤتلفات، راضيات مرضيات، لا يحزن ولا يحزن، بل هن أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار.

وقوله : ( عُرُباً أَتْرَاباً ) صفة أخرى من صفات هؤلاء النساء الفضليات الجميلات .

وقوله : ( عُرُباً ) جمع عروب - كرسل ورسول - من أعرب فلان فى قوله إذا نطق بفصاحة وحسن بيان .

وأترابا : جمع ترب - بكسر التاء وسكون الراء - وترب الإنسان هو ما كان مساويا له فى السن .

أى : إنا أنشأنا هؤلاء النساء على تلك الصورة الجميلة ، فجعلناهن أبكارا كما جعلناهن - أيضا - محببات إلى أزواجهن ، ومستويات فى سن واحدة .

روى الترمذى عن الحسن قال : " أتت عجوز فقالت يا رسول الله ادع الله - تعالى - أن يدخلنى الجنة ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز ، فولت تبكى " .

فقال - صلى الله عليه وسلم - أخبروها أنها لا تدخلها وهى عجوز ، إن الله - تعالى - يقول : ( إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً . . ) " .

وقوله : ( عربا ) قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يعني متحببات إلى أزواجهن ، ألم تر إلى الناقة الضبعة ، هي كذلك .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : العرب : العواشق لأزواجهن ، وأزواجهن لهن عاشقون . وكذا قال عبد الله بن سرجس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية ، ويحيى بن أبي كثير ، وعطية ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم .

وقال ثور بن زيد ، عن عكرمة قال : سئل ابن عباس عن قوله : ( عربا ) قال : هي الملقة لزوجها .

وقال شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة : هي الغنجة .

وقال الأجلح بن عبد الله ، عن عكرمة : هي الشكلة .

وقال صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة في قوله : ( عربا ) قال : الشكلة بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة .

وقال تميم بن حذلم : هي حسن التبعل .

وقال زيد بن أسلم ، وابنه عبد الرحمن : العرب : حسنات الكلام .

وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن سهل بن عثمان العسكري : حدثنا أبو علي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عربا ) قال : " كلامهن عربي " .

وقوله : ( أترابا ) قال الضحاك ، عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ، ثلاث وثلاثين سنة .

وقال مجاهد : الأتراب : المستويات . وفي رواية عنه : الأمثال . وقال عطية : الأقران . وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق ، المتواخيات بينهن ، ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر [ في الدنيا ] ضرائر متعاديات .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الله بن الكهف ، عن الحسن ومحمد : ( عربا أترابا ) قالا : المستويات الأسنان ، يأتلفن جميعا ، ويلعبن جميعا .

وقد روى أبو عيسى الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن أبي معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن في الجنة لمجتمعا للحور العين ، يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق بمثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له " . ثم قال : هذا حديث غريب .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن فلان بن عبد الله بن رافع ، عن بعض ولد أنس بن مالك ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الحور العين ليغنين في الجنة ، يقلن نحن خيرات حسان ، خبئنا لأزواج كرام " .

قلت : إسماعيل بن عمر هذا هو أبو المنذر الواسطي أحد الثقات الأثبات . وقد روى هذا الحديث الإمام عبد الرحيم بن إبراهيم الملقب بدحيم ، عن ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن ابن لأنس ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الحور العين يغنين في الجنة : نحن الجوار الحسان ، خلقنا لأزواج كرام " .

وقوله: ( عُرُبًا ) يقول تعالى ذكره: فجعلناهنّ أبكارًا غنجات، متحببات إلى أزواجهنّ يحسن التبعل وهي جمع، واحدهن عَرُوب، كما واحد الرسل رسول، وواحد القطف قطوف؛ ومنه قول لبيد:

وفـي الْحُـدُوجِ عَـرُوبٌ غيرُ فاحِشَةٍ

رَيَّـا الـرَّوَادِفِ يَعْشَـى دوَنها البَصَرُ (7)

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا إسماعيل بن أبان، وإسماعيل بن صُبيح، عن أبي إدريس، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس ( عُرُبًا أَتْرَابًا ) قال: المَلَقَة.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( عُرُبًا ) يقول: عواشق.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس ( عُرُبًا ) قال: العرب المتحببات المتودّدات إلى أزواجهنّ.

حدثني سليمان بن عبيد الله الغيلاني، قال: ثنا أيوب، قال: أخبرنا قرة، عن الحسن، قال: العرب: العاشق.

حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرِمة، أنه قال في هذه الآية ( عُرُبًا ) قال: العرب المغنوجة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن شعبة، عن سماك بن عكرِمة قال: هي المغنوجة.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا عُمارة بن أبي حفصة، عن عكرِمة، في قوله: ( عُرُبًا ) قال: غِنجات.

حدثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن أبي إسحاق التيميّ، عن صالح بن حيان، عن أبي بريدة ( عُرُبًا ) قال: الشَّكِلة بلغة مكة، والغِنجة بلغة المدينة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، قال: سمعت إبراهيم التيمي يعني ابن الزبرقان، عن صالح بن حيان، عن أبي يزيد بنحوه.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن عثمان بن بشار، عن تميم بن حذلم، قوله: ( عُرُبًا ) قال: حسن تبعُّل المرأة.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن عثمان بن بشار، عن تميم بن حذلم في ( عُرُبًا ) قال: العَرِبة: الحسنة التبعل. قال: وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل: إنها لعَرِبة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أُسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه ( عُرُبًا ) قال: حسنات الكلام.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد، قال: عواشق.

قال: ثنا ابن يمان، عن شريك، عن خصيف، عن مجاهد، وعكرِمة، مثله.

قال: ثنا ابن إدريس، عن حصين، عن مجاهد في ( عُرُبًا ) قال: العرب المتحببات.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد ( عُرُبًا ) قال: العرب: العواشق.

حدثنا أبو كُرَيب قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير، مثله.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن غالب أبي الهُذَيل، عن سعيد بن جبير ( عُرُبًا ) قال: العرب اللاتي يشتهين أزواجهنّ.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: المشتهية لبعولّتهنّ.

قال: ثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا عثمان بن الأسود، عن عبد الله بن عبيد الله، قال: العرب: التي تشتهي زوجها.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن عثمان بن الأسود، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ( عُرُبًا ) قال: العَرِبة: التي تشتهي زوجها؛ ألا ترى أن الرجل يقول للناقة: إنها لعَرِبة؟

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( عُرُبًا ) قال: عُشَّقا لأزواجهنّ.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( عُرُبًا أَتْرَابًا ) يقول: عشَّق لأزواجهنّ، يحببن أزواجهنّ حبا شديدا.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، يقول: سمعت الضحاك يقول: العُرُب: المتحببات.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( عُرُبًا أَتْرَابًا ) قال: متحببات إلى أزواجهن.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( عُرُبًا ) قال: العُرُب: الحسنة الكلام.

حدثنا ابن البرقيّ، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سُئل الأوزاعيّ، عن ( عُرُبًا ) قال: سمعت يحيى يقول: هنّ العواشق.

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن الفرج الصَّدَفيّ الدِّمياطِيّ، عن عمرو بن هاشم، عن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أمّ سلمة، قالت: قلت يا رسول الله، أخبرني عن قوله: ( عُرُبًا أَتْرَابًا ) قال: " عُرُبا مُتَعَشِّقاتٍ مُتَحَبباتٍ، أترَابا على مِيلادٍ وَاحِدٍ".

حدثني محمد بن حفص أبو عبيد الوصَّابُّي، قال: ثنا محمد بن حمير، قال: ثنا ثابت بن عجلان، قال: سمعت سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عباس ( عُرُبًا ) والعَرَب: الشَّوْق.

واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قرّاء المدينة وبعض قرّاء الكوفيين عُرُبا بضم العين والراء. وقرأه بعض قرّاء الكوفة والبصرة ( وعُرُبا ) بضم العين وتخفيف الراء، وهي لغة تميم وبكر، والضم في الحرفين أولى القراءتين بالصواب لما ذكرت من أنها جمع عروب، وإن كان فعول أو فعيل أو فعال إذا جُمع، جُمع على فُعُل بضم الفاء والعين، مذكرًا كان أو مؤنثا، والتخفيف في العين جائز، وإن كان الذي ذكرت أقصى الكلامين عن وجه التخفيف.

وقوله: ( أَتْرَابًا ) يعني أنهنّ مستويات على سنّ واحدة، واحدتهنّ تِرْب، كما يقال: شَبَه وأشَبْاه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ بن الحسين بن الحارث، قال: ثنا محمد بن ربيعة، عن سلمة بن سابور، عن عطية، عن ابن عباس، قال: الأتراب: المستويات.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( أَتْرَابًا ) قال: أمثالا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَتْرَابًا ) يعني: سنِّا واحدة.

حدثني ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

حُدثت عن الحسين، قال سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: في قوله: ( أَتْرَابًا ) قال: الأتراب: المستويات.

----------------

الهوامش :

(7) هذا البيت للبيد الشاعر، نسبه إليه أبو عبية في مجاز القرآن ( الورقة 175 - ب ) أنشده عند قوله تعالى ( عربا أترابا ) قال : واحدها عروب، وهي الحسنة التبعل ( أي المودة للزوج ) قال لبيد " وفي الحدوج ..." البيت وفي الأصل: الجزوع، وهو خطأ من الناسخ. وفي القرطبي ( 17: 211 ) الخباء، ولا بأس بها . ورواية البيت في فتح القدير للشوكاني ( 5: 149 ) .

* رَيَّا الرَّوادِفِ يُعْشِي ضَوْءُها البَصَرَا *

المعاني :

عُرُبًا :       مُتَحَبِّبَاتٍ لِأَزْوَاجِهِنَّ السراج
عُرُبا :       متحبّبات إلى أزواجهنّ معاني القرآن
أَتْرَابًا :       فِي سِنٍّ وَاحِدَةٍ السراج
أترابا :       مسْتويات في السّنّ معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[37] ﴿عُرُبًا﴾ من أسبابِ الاستقرارِ الأُسرِي تودُّدُ الزَّوجةِ لزوجِها.
وقفة
[37] ﴿عُرُبًا﴾ الزوجة المؤمنة تحرص على الاتصاف بصفات حور الجنة، والتي من أهمها: التحبب إلى الزوج، قال المبرد: هي العاشقة لزوجها.
وقفة
[37] ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ العرب: جمع عروب؛ وهي المتحببة إلى زوجها، قال المبرد: هي العاشقة لزوجها.
وقفة
[37] ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ قال المفسرون: العروب هي العاشقة المتعشقة لزوجها، الغنجات حسنات الكلام مع أزواجهن على الفراش، فالصالحة تجمع ولا بد صفتين، وهما: تمام الحياء عند غير زوجها، وكمال اللعب والتكسر والتغنج والتعشق والخضوع إذا خلت ببعلها، ولهن مثل الذي عليهن.
وقفة
[37] ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ لو كان الجمال وحده يكفي لكفى الحور العين، لكن وصفهن الله بالتودد ولطف الأخلاق.

الإعراب :

  • ﴿ عُرُباً أَتْراباً:
  • صفتان-نعتان-لأبكارا منصوبتان مثلها وعلامة نصبهما الفتحة. أي متحببات الى أزواجهن. مستويات في السن أي هن وأزواجهن في سن واحدة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ أن وصفَ البكارة ملازمٌ لهن في جميع الأحوال؛ ذكرَ هنا وصفًا آخر ملازم لهن في كل حال، وهي أنهن مُتَحَبِّبات إلى أزواجهنَّ. بحسن اللفظ، وحسن الهيئة، والدلال، والجمال، والضحك، والمزاح، قال تعالى:عُرُبًا ولَمَّا كانَ الِاتِّفاقُ في السِّنِّ أدْعى إلى المَحَبَّةِ ومَزِيدِ الأُلْفَةِ؛ بَيَّنَ هنا أنهن عَلى سِنٍّ واحِدَةٍ، قال تعالى:
﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

عربا:
قرئ:
1- بسكون الراء، وهى لغة تميم، وهى قراءة حمزة، وكثيرين.
2- بضمها، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [38] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ

التفسير :

[38]خلقناهن لأصحاب اليمين.

{ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ} أي:معدات لهم مهيئات.

واللام فى قوله : ( لاًّصْحَابِ اليمين ) متعلقة بأنشأناهن ، أو جعلناهن .

أى : أنشأناهن كذلك ، ليكن فى صحبة أصحاب اليمين ، على سبيل التكريم لهم . .

وقوله : ( لأصحاب اليمين ) أي : خلقنا لأصحاب اليمين ، أو : ادخرن لأصحاب اليمين ، أو : زوجن لأصحاب اليمين . والأظهر أنه متعلق بقوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ) فتقديره : أنشأناهن لأصحاب اليمين . وهذا توجيه ابن جرير .

روي عن أبي سليمان الداراني - رحمه الله - قال : صليت ليلة ، ثم جلست أدعو ، وكان البرد شديدا ، فجعلت أدعو بيد واحدة ، فأخذتني عيني فنمت ، فرأيت حوراء لم ير مثلها وهي تقول : يا أبا سليمان ، أتدعو بيد واحدة وأنا أغذى لك في النعيم من خمسمائة سنة !

قلت : ويحتمل أن يكون قوله : ( لأصحاب اليمين ) متعلقا بما قبله ، وهو قوله : ( أترابا لأصحاب اليمين ) أي : في أسنانهم . كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ، من حديث جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة - وروى الطبراني ، واللفظ له من حديث حماد بن سلمة - عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين ، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين ، وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع " .

وروى الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي ، عن عمران القطان ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين سنة " . ثم قال : حسن غريب

وقال ابن وهب : أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير ، يردون بني ثلاث وثلاثين في الجنة ، لا يزيدون عليها أبدا ، وكذلك أهل النار " .

ورواه الترمذي عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن رشدين بن سعد ، عن عمرو بن الحارث ، به

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا القاسم بن هاشم ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا رواد بن الجراح العسقلاني ، حدثنا الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك ! على حسن يوسف ، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة ، وعلى لسان محمد ، جرد مرد مكحلون " .

وقال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قالا : " حدثنا عمر عن الأوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين ، جردا مردا مكحلين ، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها ، لا تبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم " .

وقوله: ( لأصْحَابِ الْيَمِينِ ) يقول تعالى ذكره: أنشأنا هؤلاء اللواتي وصف صفتهنّ من الأبكار للذين يؤخذ بهم ذات اليمين من موقف الحساب إلى الجنة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[35-38] ﴿إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ متع ناظريك وقلبك بتدبر هذا الجمال؛ وخل عنك من يمتعون أنظارهم بالحرام.

الإعراب :

  • ﴿ لِأَصْحابِ الْيَمِينِ:
  • جار ومجرور متعلق بأنشأنا وجعلنا. اليمين: مضاف اليه مجرور بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     وبعد ما ذُكِرَ من النعيم، كأنه قيل: لمن كل هذا؟ وإن كان قد عُلِمَ قبل ذلك؛ جاء الرَدُّ هنا بقوله تعالى:
﴿ لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [39] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ

التفسير :

[39] وهم جماعة كثيرة من الأولين،

{ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} أي:هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين، وعدد كثير من الآخرين.

وقوله : ( ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخرين ) خبر لمبتدأ محذوف . أى : أصحاب اليمين جماعة كبيرة منهم من الأمم الماضية ، وجماعة كبيرة أخرى من هذه الأمة الإسلامية .

وبذلك نرى أن الله - تعالى - قد ذرك لنا ألوانا من النعم التى أنعم بها على أصحاب اليمين . كما ذكر قبل ذلك ألوانا أخرى مما أنعم به على السابقين .

قال الآلوسى : ولم يقل - سبحانه - فى حق أصحاب اليمين : ( جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) كما قال - سبحانه - ذلك فى حق السابقين ، رمزا إلى أن الفضل فى حقهم متمحض ، كأن عملهم لقصوره عن عمل السابقين ، لم يعتبر اعتباره .

ثم الظاهر أن ما ذكر من أصحاب اليمين ، هو حالهم الذى ينتهون إليه فلا ينافى أن يكون منهم من يعذب لمعاص فعلها ، ومات غير تائب عنها ، ثم يدخل الجنة .

وقوله : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) أي : جماعة من الأولين وجماعة من الآخرين .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا المنذر بن شاذان ، حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، عن عبد الله بن مسعود - قال : وكان بعضهم يأخذ عن بعض - قال : أكرينا ذات ليلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم غدونا عليه ، فقال : " عرضت علي الأنبياء وأتباعها بأممها ، فيمر علي النبي ، والنبي في العصابة ، والنبي في الثلاثة ، والنبي ليس معه أحد - وتلا قتادة هذه الآية : ( أليس منكم رجل رشيد ) [ هود : 78 ] - قال : حتى مر علي موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل " . قال : " قلت : ربي من هذا ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل " . قال : " قلت : رب فأين أمتي ؟ قال : انظر عن يمينك في الظراب . قال : " فإذا وجوه الرجال " . قال : " قال : أرضيت ؟ " قال : قلت : " قد رضيت ، رب " . قال : انظر إلى الأفق عن يسارك فإذا وجوه الرجال . قال : أرضيت ؟ قلت : " رضيت ، رب " . قال : فإن مع هؤلاء سبعين ألفا ، يدخلون الجنة بغير حساب " . قال : وأنشأ عكاشة بن محصن من بني أسد - قال سعيد : وكان بدريا - قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . قال : فقال : " اللهم اجعله منهم " . قال : أنشأ رجل آخر ، قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " سبقك بها عكاشة " قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإن استطعتم - فداكم أبي وأمي - أن تكونوا من أصحاب السبعين فافعلوا وإلا فكونوا من أصحاب الظراب ، وإلا فكونوا من أصحاب الأفق ، فإني قد رأيت ناسا كثيرا قد تأشبوا حوله " . ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " . فكبرنا ، ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " . قال : فكبرنا ، قال : " إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " . قال : فكبرنا . ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) قال : فقلنا بيننا : من هؤلاء السبعون ألفا ؟ فقلنا : هم الذين ولدوا في الإسلام ، ولم يشركوا . قال : فبلغه ذلك فقال : " بل هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " .

وكذا رواه ابن جرير من طريقين آخرين عن قتادة ، به نحوه . وهذا الحديث له طرق كثيرة من غير هذا الوجه في الصحاح وغيرها .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، حدثنا سفيان ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هما جميعا من أمتي " .

القول في تأويل قوله تعالى : ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ (39)

يقول تعالى ذكره: الذين لهم هذه الكرامة التي وصف صفتها في هذه الآيات ثُلَّتان، وهي جماعتان وأمتان وفرقتان: (ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ ) ، يعني جماعة من الذين مضوا قبل أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.(وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) ، يقول: وجماعة من أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، وقال به أهل التأويل.

* ذكر الرواية بذلك:

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال الحسن: (ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ ) من الأمم (وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) : أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ ) قال: أمة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، قال ثنا قتادة، قال: ثنا الحسن عن حديث عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود قال: " تحدثنا عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ذات ليلة حتى أكرينا في الحديث، ثم رجعنا إلى أهلينا، فلما أصبحنا غدونا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: عُرِضَتْ عَلىَّ الأنْبِياءُ اللَّيْلَةَ بأتْباعها مِنْ أُمَمِها، فَكانَ النَّبِيُّ يَجِيءُ مَعَهَ الثُّلَّةُ مِنْ أُمَّتِهِ، والنَّبِيُّ مَعَهُ العِصَابَةُ مِنَ أُمَّتِهِ؛ والنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِن أُمَّتِهِ، والنَّبِيُّ مَعَهَ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، والنَّبِيُّ ما مَعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ أحَد مِنْ قَوْمِهِ، حتى أتى عَليَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ في كَبْكَبَةٍ مِنْ بني إسْرائيلَ؛ فَلَمَّا رأيْتُهُمْ أعْجَبُونِي، فَقُلْتُ أيْ رَبّ مَنْ هَؤُلاء؟ قال: هَذاَ أخُوك مُوسَى بنُ عِمْرَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بني إسْرائِيلَ فقُلْتُ رَبّ، فأيْنَ أُمَّتِي؟ فَقِيلَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينكَ، فإذَا ظرَابُ مَكَّةَ قَدْ سُدَّتْ بِوُجُوهِ الرّجِالِ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاء؟ قِيلَ: هَؤُلاء أُمَّتُكَ، فَقِيل: أرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَبِّ رَضيتُ رَب رَضِيتُ قِيلَ: انْظُر عَنْ يَسارِكَ، فَإذَا الأفقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرّجِالِ، فَقُلْتُ: رَبَّ مَنْ هَؤُلاء؟ قِيلَ: هَؤُلاء أُمَّتُكَ، فَقيلَ: أرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ رَضيتُ، رَبَّ رَضِيتُ؛ فَقِيلَ إنَّ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعينَ ألْفا مِنْ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ لا حسابَ عَلَيْهمْ؛ قال: فأنشأ عُكَّاشة بن محصن، رجل من بني أسد بن خُزيمة، فقال: يا نبيّ الله ادعُ ربك أن يجعلني منهم، قال: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثم أنشأ رجل آخر فقال: يا نبيّ الله ادع ربك أن يجعلني منهم، قال: سَبَقَك بها عُكَّاشَةُ، فقال نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: فَدًى لَكُمْ أبي وأمِّي إن اسْتطَعْتُمْ أنْ تَكُونوا مِنَ السَبْعينَ فَكُونُوا، فإنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أهْل الظِّرَاب، فإنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أهْل الأفُقِ، فإنّي رأيْتُ ثمَّ أناسا يَتَهَرَّشُونَ (8) كَثيرًا، أو قال يَتَهَوَّشُونَ؛ قال: فتراجع المؤمنون، أو قال فتراجعنا على هؤلاء السبعين، فصار من أمرهم أن قالوا: نراهم ناسا وُلدوا في الإسلام، فلم يزالوا يعلمون به حتى ماتوا عليه، فنمى حديثهم ذاك إلى نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، فقال: لَيْس كَذاكَ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذينِ لا يَسْترْقُونَ، وَلا يَكْثَوونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلى رَبَّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - ذُكر أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال يومئذ: " إنّي لأرَجْو أنْ يَكُونَ مِنْ تَبِعَنِي مِنْ أمَّتِي رُبْعَ أهْلِ الجَنَّة، فكبرنا، ثم قال: إنّي لأرَجْو أنْ تكُونُوا الشَّطْرَ، فكبرنا، ثم تلا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم هذه الآية: (ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا الحسن بن بشر البجَليُّ، عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة، عن الحسن عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود، قال: " تحدّثنا لَيْلَةً عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، حتى أكرينا أو أكثرنا، ثم ذكر نحوه، إلا أنه قال: فإذَا الظِّرَابُ ظِرابُ مَكَّةَ مَسْدُودَةٌ بَوُجُوهِ الرّجالِ وقال أيضا: فإني رأيْتُ عبده أناسا يَتَهاوَشُونَ كَثِيرا؛ قال: فقلنا: من هؤلاء السبعون ألفا فاتفق رأينا على أنهم قوم وُلدوا في الإسلام ويموتون عليه قال: فذكرنا ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: لا وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَكْتَوُونَ وقال أيضا: ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: إني لأرَجو أنْ تكُونُوا رُبْعَ أهـْل الجَنَّةِ، فكبر أصحابه ثم قال: إنيّ لأرَجوا أنْ تكُونُوا ثُلثَ أهـْلِ الجَنَّةِ، فكبر أصحابه; ثم قال: إنيّ لأرَجو أنْ تَكُونُوا شَطْرَ أهـْلِ الجَنَّةِ، ثم قرأ (ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) " .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عوف، عن عبد الله بن الحارث قال: كلهم في الجنة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، أنه بلغه أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " أتَرْضَوْنَ أنْ تكُونُوا رُبُعَ أهـْل الجَنَّة؟ قالوا: نعم، قال: أتَرْضَوْنَ أنْ تكُونُوا ثُلُثَ أهـْل الجَنَّة؟ قالوا: نعم، قال وَالَّذي نَفْسي بَيَده إنيّ لآرَجو أنْ تَكُونُوا شَطْرَ أهـْل الجَنَّةِ، ثم تلا هذه الآية (ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) " .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن بُديَل بن كعب أنه قال: أهل الجنة عشرون ومئة صفّ، ثمانون صفا منها من هذه الأمة.

---------------------

الهوامش :

(8) كذا في الأصل . وفي (النهاية: هرش ) يتهارشون، هكذا رواه بعضهم، وفسره بالتقاتل. وهو في مسند أحمد بالواو بدل الراء، والتهاوش: الاختلاط . ا هـ. ( وقال في هوش ) : وفي حديث الإسراء: فإذا بشر كثير يتهاوشون، الهوش: الاختلاط، أي يدخل بعضهم في بعض.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[39، 40] ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ﴾ مهما تأخَّرَت القرونُ يظلُّ الزمنُ مكتظًّا بالأخيارِ، جَعَلَنَا اللهُ وإيَّاكم منهم.
وقفة
[39، 40] ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ﴾ مهما تطاولت القرون والأزمان، فإن المجال رحب في اللحاق بركب الرعيل الأول من الصالحين ذوي الإحسان.
وقفة
[39، 40] أصحاب اليمين جماعة منهم من الأمم السابقة، وجماعة من هذه الأمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قال رسول الله ﷺ: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ تَبِعَنِي مِنْ أُمَّتِي رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الثُّلُثَ»، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ»، فَكَبَّرْنَا، فَتَلا النَّبِيُّ ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ﴾ [ابن حبان 6۳۹۷، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح].

الإعراب :

  • ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة عشرة.
  • ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها.'

المتشابهات :

الواقعة: 13﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ
الواقعة: 39﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾ قالَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ: لَمّا أنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾ . بَكى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، آمَنّا بِكَ وصَدَّقْناكَ ويَنْجُو مِنّا قَلِيلٌ ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾ . فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عُمَرَ فَقالَ: ”يا ابْنَ الخَطّابِ، قَدْ أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيما قُلْتَ فَجَعَلَ ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾“ . فَقالَ عُمَرُ: رَضِينا عَنْ رَبِّنا وتَصْدِيقِ نَبِيِّنا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”مِن آدَمَ إلَيْنا ثُلَّةٌ، ومِنِّي إلى يَوْمِ القِيامَةِ ثُلَّةٌ، ولا يَسْتَتِمُّها إلّا سُودانٌ مِن رُعاةِ الإبِلِ مِمَّنْ قالَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ“ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     وبعد بيان ما أعده اللهُ لأصحابِ اليمين؛ فَصَّلَهم هنا بأنهم: ١- جماعة كثيرة من الأولين، قال تعالى:
﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ

التفسير :

[40] وجماعة كثيرة من الآخرين.

{ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} أي:هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين، وعدد كثير من الآخرين.

وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ

وقوله : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) أي : جماعة من الأولين وجماعة من الآخرين .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا المنذر بن شاذان ، حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، عن عبد الله بن مسعود - قال : وكان بعضهم يأخذ عن بعض - قال : أكرينا ذات ليلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم غدونا عليه ، فقال : " عرضت علي الأنبياء وأتباعها بأممها ، فيمر علي النبي ، والنبي في العصابة ، والنبي في الثلاثة ، والنبي ليس معه أحد - وتلا قتادة هذه الآية : ( أليس منكم رجل رشيد ) [ هود : 78 ] - قال : حتى مر علي موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل " . قال : " قلت : ربي من هذا ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل " . قال : " قلت : رب فأين أمتي ؟ قال : انظر عن يمينك في الظراب . قال : " فإذا وجوه الرجال " . قال : " قال : أرضيت ؟ " قال : قلت : " قد رضيت ، رب " . قال : انظر إلى الأفق عن يسارك فإذا وجوه الرجال . قال : أرضيت ؟ قلت : " رضيت ، رب " . قال : فإن مع هؤلاء سبعين ألفا ، يدخلون الجنة بغير حساب " . قال : وأنشأ عكاشة بن محصن من بني أسد - قال سعيد : وكان بدريا - قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . قال : فقال : " اللهم اجعله منهم " . قال : أنشأ رجل آخر ، قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " سبقك بها عكاشة " قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإن استطعتم - فداكم أبي وأمي - أن تكونوا من أصحاب السبعين فافعلوا وإلا فكونوا من أصحاب الظراب ، وإلا فكونوا من أصحاب الأفق ، فإني قد رأيت ناسا كثيرا قد تأشبوا حوله " . ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " . فكبرنا ، ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " . قال : فكبرنا ، قال : " إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " . قال : فكبرنا . ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) قال : فقلنا بيننا : من هؤلاء السبعون ألفا ؟ فقلنا : هم الذين ولدوا في الإسلام ، ولم يشركوا . قال : فبلغه ذلك فقال : " بل هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " .

وكذا رواه ابن جرير من طريقين آخرين عن قتادة ، به نحوه . وهذا الحديث له طرق كثيرة من غير هذا الوجه في الصحاح وغيرها .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، حدثنا سفيان ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هما جميعا من أمتي " .

وفي رفع (ثُلَّةٌ ) وجهان: أحدهما الاستئناف، والآخر بقوله: لأصحاب اليمين ثلتان، ثلة من الأوّلين وقد رُوي عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم خبر من وجه عنه صحيح أنه قال: الثُّلَّتانِ جَميعا مِنْ أمَّتِي".

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبان بن أبي عياش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ) قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " هُمَا جَميعا مِنْ أمَّتي".

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾ قالَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ: لَمّا أنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾ . بَكى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، آمَنّا بِكَ وصَدَّقْناكَ ويَنْجُو مِنّا قَلِيلٌ ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾ . فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عُمَرَ فَقالَ: ”يا ابْنَ الخَطّابِ، قَدْ أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيما قُلْتَ فَجَعَلَ ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (٣٩) وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ (٤٠)﴾“ . فَقالَ عُمَرُ: رَضِينا عَنْ رَبِّنا وتَصْدِيقِ نَبِيِّنا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”مِن آدَمَ إلَيْنا ثُلَّةٌ، ومِنِّي إلى يَوْمِ القِيامَةِ ثُلَّةٌ، ولا يَسْتَتِمُّها إلّا سُودانٌ مِن رُعاةِ الإبِلِ مِمَّنْ قالَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ“ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     ٢- وجماعة كثيرة من أمة محمد ﷺ، قال تعالى:
﴿ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [41] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ

التفسير :

[41] وأصحاب الشمال ما أسوأ حالهم وجزاءهم!

المراد بأصحاب الشمال [هم:] أصحاب النار، والأعمال المشئومة.

وبعد هذا الحديث الذى يشرح الصدور ، ويقر العيون ، وترتاح له الأفئدة . عن السابقين وعن أصحاب اليمين . . جاء الحديث عن أصحاب الشمال ، وهم الذين استحبوا العمى على الهدى وآثروا الغى على الرشد ، فقال - تعالى - : ( وَأَصْحَابُ الشمال . . . ) .

قوله - تعالى - : ( وَأَصْحَابُ الشمال مَآ أَصْحَابُ الشمال ) أى : ما قصة هؤلاء القوم؟ وما حالهم؟ وما جزاؤهم؟

لما ذكر تعالى حال أصحاب اليمين عطف عليهم بذكر أصحاب الشمال فقال "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال" أي شيء هم فيه أصحاب الشمال؟.

وقوله: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) يقول تعالى ذكره معجبا نبيه محمدا من أهل النار (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ ) الذين يؤخذ بهم ذات الشمال من موقف الحساب إلى النار (مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) : أي ماذا لهم، وماذا أعدّ لهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[41] ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ تشويق للحديث عن أخبارهم، أي ما قصة هؤلاء؟ لتحدِث الآية دورها في تنبيه الغافلين، بما نزل بأصحاب الشمال من بلاء وعذاب أليم.
تفاعل
[41] ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[41] ﴿وَأَصحابُ الشِّمالِ ما أَصحابُ الشِّمالِ﴾ إن ذكر التضاد قويًّا واضحًا بين أصحاب اليمين بكل ما يجدونه فى الجنة، وبين أصحاب الشمال وكل ما يجدونه فى جهنم، يثير هواجس النفس ويحفزها على الاجتهاد لتكون من أصحاب اليمين، وبالطبع كذلك الاجتهاد فى الابتعاد عن جهنم.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابعة والعشرين وتعرب إعرابها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ حالَ أصحابِ اليمينِ؛ ذكرَ هنا حالَ أصحابِ الشِّمالِ، قال تعالى:
﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ

التفسير :

[42]في ريح حارة من حَرِّ نار جهنم تأخذ بأنفاسهم، وماء حار يغلي،

فذكر [الله] لهم من العقاب، ما هم حقيقون به، فأخبر أنهم{ فِي سَمُومٍ} أي:ريح حارة من حر نار جهنم، يأخذ بأنفاسهم، وتقلقهم أشد القلق،{ وَحَمِيمٍ} أي:ماء حار يقطع أمعاءهم.

ثم بين - سبحانه - ذلك فقال : ( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ) والسموم : الريح الشديدة الحرارة . التى تدخل فى مسام الجسد ، فكأنها السم القاتل .

والحميم : الماء الذى بلغ النهاية فى الغليان . أى : هم فى الآخرة مستقرون فيما يهلكهم من الريح الحارة ، والماء الشديد الغليان .

ثم فسر ذلك فقال "في سموم" وهو الهواء الحار "وحميم" وهو الماء الحار.

وقوله: (فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ) يقول: هم في سّموم جهنم وحَميمها.

المعاني :

سَمُومٍ :       رِيحٍ حَارَّةٍ مِنْ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ، تَاخُذُ بِأَنْفَاسِهِمْ السراج
سموم :       ريح شديدة الحرارة تدخل المَسام معاني القرآن
وَحَمِيمٍ :       مَاءٍ حَارٍّ يَغْلِي السراج
حميم :       ماءٍ بالغ غاية الحرارة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[42] ﴿فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ﴾ السموم هي الريح شديدة الحرارة التي تنفذ إلى المسام لتشوي الأجسام، فكأنها سُمٌّ قاتل، والحميم هو الماء الذي بلغ النهاية في الغليان، حتى ينفذ من الجلد إلى الأمعاء، فيقطِّعها.
تفاعل
[42] ﴿فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ﴾ استعذ بالله الآن من عذابه.

الإعراب :

  • ﴿ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر لمبتدإ محذوف بمعنى: هم في سموم أي في حر نار ينفذ في المسام. وحميم: معطوفة بالواو على «سموم» وتعرب إعرابها. أي وماء حار متناه في الحرارة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     ولَمَّا ذَمَّهم وعابَهم، ذَكَرَ هنا عَذابَهم، فهم في: ١- ريح حارة شديدة الحرارة. ٢- ماء حار يغلي، قال تعالى:
﴿ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ

التفسير :

[43]وظلٍّ من دخان شديد السواد،

{ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} أي:لهب نار، يختلط بدخان.

وهم كذلك فى ( ظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ) أى : فى دخان أسود شديد يخنق أنفاسهم ، والعرب يقولون لكل شىء شديد السواد : أسود يحموم ، مأخوذ من الشىء الأحم ، وهو الأسود من كل شىء ، ومثله الحمم .

و ( مِّن ) فى قوله : ( مِّن يَحْمُومٍ ) للبيان . إذ الظل هنا هو نفس اليحموم وتسميته ظلا من باب التهكم بهم .

( وظل من يحموم ) قال ابن عباس : ظل الدخان . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وأبو صالح ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم . وهذه كقوله تعالى : ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين ) [ المرسلات : 29 ، 34 ] ، ولهذا قال هاهنا : ( وظل من يحموم ) وهو الدخان الأسود

وقوله: (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) يقول تعالى ذكره: وظل من دُخان شديد السواد.والعرب تقول لكلّ شيء وصفته بشدّة السواد: أسود يَحْموم.

وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني ابن أبي الشوارب، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، قال: ثنا سليمان الشيباني، قال: ثني يزيد بن الأصمّ، قال: سمعت ابن عباس يقول في (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: هو ظلّ الدخان.

حدثنا محمد بن عبيد المحاربيّ، قال: ثنا قبيصة بن ليث، عن الشيبانيّ، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عباس، مثله.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت الشيباني، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عباس، بمثله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الشيباني، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عباس (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: هو الدخان.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إبراهيم بن طُهمان، عن سماك بن جرب، عن عكرِمة، عن ابن عباس (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: الدخان.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) يقول: من دخان حَميم.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرِمة، أنه قال في هذه الآية (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: الدخان.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عثام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك، في قوله: (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: دخان حميم.

حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنا ابن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك بمثله.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: الدخان.

قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، مثله.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: من دخان حميم.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سليمان الشيباني، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عباس، ومنصور، عن مجاهد (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قالا دخان.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: من دخان.

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) كنا نحَدَّث أنها ظلّ الدخان.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: ظلّ الدخان دخان جَهنم، زعم ذلك بعض أهل العلم.

المعاني :

يَحْمُومٍ :       دُخَانٍ شَدِيدِ السَّوَادِ السراج
يَحْموم :       دخان شديد السّواد أو نار معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[43] ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾ غاية البشاعة والرعب أن يكون الظل الذي يأوي إليه المتعبون لهيبًا يشوي الوجوه!
وقفة
[43] ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾ دخان النار يخنق أنفاسهم، ويُعمي أبصارهم، فيضاعف الله به عذابهم، والعرب يقولون لكل شديد السواد: أسود يحموم.
وقفة
[43] ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾ ما يُفترض أنه ظل يستريحون تحته، يعذبون به، وهذه من مفاجآت النار الكثيرة التي تنتظر أهلها.
وقفة
[43] ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾ قال القرطبي: «أي يفزعون من السُّموم إلى الظلِّ كما يفزع أهل الدنيا، فيجدونه ظلًّا من يحموم، أي من دخان جهنم أسود شديد السواد».
وقفة
[43] ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾ كل نعيم لأهل الجنة ينقلب جحيمًا على أهل النار، فلما ذكر الظل الممدود في الجنة أتبعه بذكر ظل النار الذي هو من يحموم.
وقفة
[43] ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾ ما الفرق بين حميم ويحموم؟ الجواب: (الحميم) هو الماء الحار: ﴿وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ﴾ [محمد: 15] من حمَّ والحمَّى، والحميم يأتي من الشيء وضده، حتى أنه يستعمل للماء البارد أيضًا (مشترك لفظي)، و(اليحموم) هو الدخان الأسود الشديد السواد.
وقفة
[43، 44] ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ * لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ أي: لا برد فيه ولا كرم، والمقصود أن هناك الهم والغم، والحزن والشر، الذي لا خير فيه؛ لأن نفي الضد إثبات لضده.

الإعراب :

  • ﴿ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي وفي ظل من دخان أسود بهيم والجار والمجرور مِنْ يَحْمُومٍ» في محل جر-صفة-نعت- لظل. و «من» حرف جر بياني.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     ٣- ظِلٍّ من دخان شديد السواد، قال تعالى:
﴿ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [44] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ

التفسير :

[44]لا بارد المنزل، ولا كريم المنظر.

{ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} أي:لا برد فيه ولا كرم، والمقصود أن هناك الهم والغم، والحزن والشر، الذي لا خير فيه، لأن نفي الضد إثبات لضده.

وقوله - تعالى - : ( لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ ) صفتان للظل . أى : هذا الظل لا شىء فيه من البرودة التى يستروح بها من الحر . ولا شىء فيه من النفع لمن يأوى إليه .

فهاتان الصفتان لبيان انتفاء البرودة والنفع عنه ، ومتى كان كذلك انتفت عنه صفات الظلال التى يحتاج إليها .

قال صاحب الكشاف : قوله - تعالى - : ( لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ ) صفتان للظل . أى : هذا الظل لا شىء فيه من البرودة التى يستروح بها من الحر . ولا شىء فيه من النفع لمن يأوى إليه .

فهاتان الصفتان لبيان انتفاء البرودة والنفع عنه ، ومتى كان كذلك انتفت عنه صفات الظلال التى يحتاج إليها .

قال صاحب الكشاف : قوله - تعالى - : ( لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ ) نفى لصفتى الظل عنه ، يريد أنه ظل ولكن لا كسائر الظلال سماه ظلا ثم نفى عنه برد الظل وروحه ونفعه لمن يأوى إليه من أذى الحر ، ليمحق ما فى مدلول الظل من الاسترواح إليه . والمعنى : أنه ظل حار ضار ، إلا أن للنفى فى نحو هذا شأنا ليس للإثبات ، وفيه تهكم بأصحاب المشأمة ، وأنهم لا يستأهلون الظل البارد الكريم ، الذى هو لأضدادهم فى الجنة . . .

( لا بارد ولا كريم ) أي : ليس طيب الهبوب ولا حسن المنظر ، كما قال الحسن وقتادة : ( ولا كريم ) أي : ولا كريم المنظر . وقال الضحاك : كل شراب ليس بعذب فليس بكريم .

وقال ابن جرير : العرب تتبع هذه اللفظة في النفي ، فيقولون : " هذا الطعام ليس بطيب ولا كريم ، هذا اللحم ليس بسمين ولا كريم ، وهذه الدار ليست بنظيفة ولا كريمة " .

وقوله: (لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ) يقول تعالى ذكره: ليس ذلك الظلّ ببارد، كبرد ظلال سائر الأشياء، ولكنه حارّ، لأنه دخان من سعير جهنّم، وليس بكريم لأنه مؤلم من استظلّ به، والعرب تتبع كلّ منفيّ عنه صفة حمد نفي الكرم عنه، فتقول: ما هذا الطعام بطيب ولا كريم، وما هذا اللحم بسمين ولا كريم وما هذه الدار بنظيفة ولا كريمة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا النضر، قال: ثنا جويبر، عن الضحاك، في قوله: (لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ) قال: كلّ شراب ليس بعذب فليس بكريم.

وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ) قال: لا بارد المنـزل، ولا كريم المنظر.

المعاني :

لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ :       لَا بَارِدِ المَنْزِلِ، وَلَا طَيِّبِ المَنْظَرِ السراج
لا كريم :       لا نافع من أذى الحرّ معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[44] ﴿لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ نفي محاسن الظلال هو في حقيقته تذكيرًا للسامعين بما حُرم منه أصحاب النار، وتخويف لهم من الوقوع في أسباب هذا العذاب.
وقفة
[44] ﴿لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ قال قتادة: «لا بارد المنزل، ولا كريم المنظر».

الإعراب :

  • ﴿ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ
  • لا بارِدٍ: نافية لا عمل لها. بارد: صفة-نعت-لظل مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. الواو عاطفة. لا: زائدة تفيد التهكم بأصحاب المشأمة.كريم: معطوفة على «بارد» وتعرب إعرابها. أي ظل حار ضار لا كسائر الظلال'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     ولَمَّا كان المعهودُ مِنَ الظِّلِّ البَردَ والإراحةَ؛ نفَى ذلك عنه، فقال تعالى:
﴿ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

بارد ... كريم:
1- بالجر، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، فيهما، وهى قراءة ابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [45] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ

التفسير :

[45] إنهم كانوا في الدنيا متنعِّمين بالحرام، معرِضين عما جاءتهم به الرسل.

ثم ذكر أعمالهم التي أوصلتهم إلى هذا الجزاء فقال:{ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} أي:قد ألهتهم دنياهم، وعملوا لها، وتنعموا وتمتعوا بها، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه.

ثم بين - سبحانه - الأسباب التى أدت بهؤلاء الاشقياء إلى هذا المصير الأليم ، فقال - تعالى - : ( إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) أى : إنهم كانوا قبل ذلك العذاب الذى حل بهم ، أى : كانوا فى الدنيا ( مُتْرَفِينَ ) أى : متنعمين بطرين ، متبعين لهوى أنفسهم ، وسالكين خطوات الشيطان . دون أن يصدهم عن ذلك صاد ، أو يردعهم رادع .

فالمراد بالترف هنا : بطر النعمة ، وعدم شكر الله - تعالى - عليها ، والمترف : هو الذى يتقلب فى نعم الله - تعالى - ، ولكنه يستعملها فى المعاصى لا فى الطاعات ، وفى الشرور لا فى الخيرات .

ثم ذكر تعالى استحقاقهم لذلك ، فقال تعالى : ( إنهم كانوا قبل ذلك مترفين ) أي : كانوا في الدار الدنيا منعمين مقبلين على لذات أنفسهم ، لا يلوون على ما جاءتهم به الرسل .

وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء الذين وصف صفتهم من أصحاب الشمال، كانوا قبل أن يصيبهم من عذاب الله ما أصابهم في الدنيا مترفين، يعني منعمين.

كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول: منعمين.

المعاني :

مُتْرَفِينَ :       مُتَنَعِّمِينَ مُنْهَمِكِينَ فيِ الشَّهَوَاتِ السراج
مُترَفين :       منعّمين متّبعين أهواء أنفسهم معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[45] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ وإنما جعل أهل الشمال مترَفين؛ لأنهم لا يخلو واحد منهم عن ترف، ولو في بعض أحواله وأزمانه، من نعم الأكل والشرب والنساء، أو لأنهم لما قصروا أنظارهم على التفكير في العيشة العاجلة صرفهم ذلك عن النظر والاستدلال على صحة ما يدعوهم إليه الرسول ﷺ؛ فهذا وجه جعل الترف في الدنيا من أسباب جزائهم الجزاء المذكور.
وقفة
[45] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ البعد عن صفات أهل الشمال، والاستعاذة بالله منها.
عمل
[45] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ اصبر عن نوع من أنواع الترف في حياتك لهذا اليوم.
وقفة
[45] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ ليس المراد بالترف هنا الغني، بل بطر النعمة وعدم شكر الله عليها.
وقفة
[45] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ الترف والتنعم من أسباب الوقوع في المعاصي.
وقفة
[45] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ لم يذكر القرآن الترف إلا على وجه الذم.
وقفة
[45] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾ الإغراق في نعيم الدنيا يؤدي إلى الترف، والترف يقود إلى البطَر، والبطر يوصل إلى جحد فضل المنعم، وعاقبة الجحود جِدُّ وخيمة.
عمل
[45] احذر أن تكون من المتنعمين بدنياهم، من لا همّ لهم إلا شهواتهم، الترف من صفات أصحاب الشمال. ﴿إنهم كانوا قبل ذلك مترفين﴾.
وقفة
[45] الترف مجاوزة حد التنعم إلى درجة بطر الحق، وقد ذكر في ثمانية مواضع من القرآن كلها على وجه الذم، قيل عن أصحاب الشمال: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّهُمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «ان» والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبرها.
  • ﴿ كانُوا:
  • فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.
  • ﴿ قَبْلَ ذلِكَ:
  • ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بكانوا أو بخبرها وهو مضاف. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. أي في دنياهم.
  • ﴿ مُتْرَفِينَ:
  • خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. أي متنعمين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ ما أعَدَّ لأصحابِ الشِّمالِ مِن العذابِ؛ بَيَّنَ هنا بعضَ أعمالِهم التي أَوصَلَتْهم إلى هذا الجزاء: ١- إنهم كانوا في الدنيا متنعِّمين بالحرام، لا هَمَّ لهم إلا شهواتهم، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [46] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ

التفسير :

[46] وكانوا يقيمون على الكفر بالله والإشراك به ومعصيته، ولا ينوون التوبة من ذلك.

{ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} أي:وكانوا يفعلون الذنوب الكبار ولا يتوبون منها، ولا يندمون عليها، بل يصرون على ما يسخط مولاهم، فقدموا عليه بأوزار كثيرة [غير مغفورة].

وقوله - سبحانه - : ( وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الحنث العظيم ) بيان لسبب آخر من الأسباب التى أدت بهم إلى هذا المصير السىء .

والحنث : الذنب الكبير ، والمعصية الشديدة ، ويندرج تحته الإشراك بالله - تعالى - ، وإنكار البعث والجزاء ، والحلف الكاذب مع تعمد ذلك .

أى : وكانوا فى الدنيا يصرون على ارتكاب الذنوب العظيمة ، ويتعمدون إتيانها بدون تحرج أو تردد ، ومن مظاهر ذلك أنهم أقسموا بالأيمان المغلظة أنه لا بعث ولا حساب ، ولا جزاء ، كما قال - تعالى - : ( وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ . . . ).

( وكانوا يصرون ) أي : يصممون ولا ينوون توبة ( على الحنث العظيم ) وهو الكفر بالله ، وجعل الأوثان والأنداد أربابا من دون الله .

قال ابن عباس : ( الحنث العظيم ) الشرك . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم .

وقال الشعبي : هو اليمين الغموس .

وقوله: (وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) يقول جلّ ثناؤه: وكانوا يقيمون على الذنب العظيم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد يُصِروّن: يدمنون

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: يدهنون، أو يدمنون.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَكَانُوا يُصِرُّونَ ) قال: لا يتوبون ولا يستغفرون، والإصرار عند العرب على الذنب: الإقامة عليه، وترك الإقلاع عنه.

وقوله: (عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) يعني: على الذنب العظيم، وهو الشرك بالله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) قال: على الذنب.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا أبو تُميلة، قال: ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك، في قوله: (الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) قال: الشرك.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) يعني: الشرك.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) قال: الذنب.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد (وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) قال: الحنث العظيم: الذنب العظيم، قال: وذلك الذنب العظيم الشرك لا يتوبون ولا يستغفرون.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) وهو الشرك.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن ابن جُريج، عن مجاهد (عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) قال: الذنب العظيم.

المعاني :

الْحِنثِ الْعَظِيمِ :       الذَّنْبِ العَظِيمِ؛ وَهُوَ الشِّرْكُ بِاللهِ السراج
الحِنث :       الذنب العظيم – الشرك معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[46] ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ﴾ الإصرار قادهم إلي العناد ثم الاستمرار, ولهذا كانت التوبة دليلًا على عدم الإصرار، وسببًا لتوبة بعدها أخري.
وقفة
[46] ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ﴾ لا يتوبون ولا يستغفرون، ويصرُّون على الذنب، ولا يُقلعون عن الحنث العظيم أي الذنب الكبير، والمعصية الشديدة.
وقفة
[46] ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ﴾ خطر الإصرار على الذنب.
وقفة
[46] ﴿وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ﴾ ما أرحم الله بعباده! إنه لا يعذبهم على مجرد الذنب العظيم، ولكن يعذبهم على الإصرار عليه وترك التوبة منه، ولو تابوا لبدل سيئاتهم حسنات.

الإعراب :

  • ﴿ وَكانُوا:
  • معطوفة بالواو على «كانوا» الواردة في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. والجملة الفعلية بعدها: في محل نصب خبرها.
  • ﴿ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. على الحنث: جار ومجرور متعلق بيصرون. العظيم: صفة-نعت-للحنث مجرورة وعلامة جرها الكسرة أي على الذنب العظيم بمعنى الشرك.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     ٢- كانوا يصممون على الكفر بالله وعبادة الأصنام من دونه، قال تعالى:
﴿ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [47] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا ..

التفسير :

[47] وكانوا يقولون إنكاراً للبعث:أنُبعث إذا متنا وصرنا تراباً وعظاماً بالية؟ وهذا استبعاد منهم لأمر البعث وتكذيب له.

وكانوا ينكرون البعث، فيقولون استبعادا لوقوعه:{ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} أي:كيف نبعث بعد موتنا وقد بلينا، فكنا ترابا وعظاما؟ [هذا من المحال]{ أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ}

ثم حكى - سبحانه - لونا من أقوالهم الباطلة ، وحججهم الداحضة فقال : ( وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَآؤُنَا الأولون ) .

أى : أنهم فوق ترفهم وإصرارهم على ارتكاب الآثام كانوا يقولون - على سبيل الإنكار - لمن نصحهم باتباع الحق : أئذا متنا ، وانتهت حياتنا ووضعنا فى القبور ، وصرنا ترابا وعظاما ، أئنا لمبعوثون ومعادون إلى الحياة مرة أخرى؟

يعني أنهم يقولون ذلك مكذبين به مستبعدين لوقوعه.

القول في تأويل قوله تعالى : وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47)

يقول تعالى ذكره: وكانوا يقولون كفرا منهم بالبعث، وإنكارًا لإحياء الله خلقه من بعد مماتهم: أئذا كنا ترابا في قبورنا من بعد مماتنا، وعظاما نخرة، أئنا لمبعوثون منها أحياء كما كنا قبل الممات.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[47، 48] ﴿وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ قال البهوتي: «وإذا جحد البعث كفَر، لتكذيبه للكتاب والسنة وإجماع الأمة».

الإعراب :

  • ﴿ وَكانُوا يَقُولُونَ:
  • معطوفة بالواو على كانُوا يُصِرُّونَ» الواردة في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها وما بعدها: أعرب في سورة «الصافات» الآية الكريمة السادسة عشرة.'

المتشابهات :

ق: 3﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ
المؤمنون: 82﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ
الصافات: 16﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ
الصافات: 53﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ
الواقعة: 47﴿وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     ٣- كانوا ينكرون البعث، قال تعالى:
﴿ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [48] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ

التفسير :

[48] أنُبعث نحن وآباؤنا الأقدمون الذين صاروا تراباً، قد تفرَّق في الأرض؟

أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ

وهل آباؤنا الأولون الذين صاروا من قبلنا عظاما ورفاتا يبعثون - أيضا -؟

ولا شك أن قولهم هذا دليل على انطماس بصائرهم ، وعلى شدة غفلتهم عن آثار قدرة الله - تعالى - التى لا يعجزها شىء ، والتى من آثارها إيجادهم من العدم .

( وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون ) ؟ يعني : أنهم يقولون ذلك مكذبين به مستبعدين لوقوعه ، قال الله تعالى : ( قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) أي : أخبرهم يا محمد أن الأولين والآخرين من بني آدم سيجمعون إلى عرصات القيامة ، لا نغادر منهم أحدا ، كما قال : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ) [ هود : 103 - 105 ] .

أو آباؤنا الأوّلون الذين كانوا قبلنا، وهم الأوّلون.

المعاني :

أَوَ آبَاؤُنَا :       أَنُبْعَثُ نَحْنُ، وَآبَاؤُنَا؟! السراج

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ
  • أعربت في الآية الكريمة السابعة عشرة من سورة «الصافات»'

المتشابهات :

الصافات: 17﴿ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ
الواقعة: 48﴿ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     ولَمَّا كانت أفهامهم واقفة مع المحسوسات لجمودهم، وكان البلى كلما كان أقوى كان ذلك البالي في زعمهم من البعث أبعد؛ زادوا وقالوا:
﴿ أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [49] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ

التفسير :

[49] قل لهم -أيها الرسول-:إن الأولين والآخرين من بني آدم

قال تعالى جوابا لهم وردا عليهم:

{ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ} أي:قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم، قدره الله لعباده، حين تنقضي الخليقة، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف.

ولذا لقن الله - تعالى - نبيه - صلى الله عليه وسلم - الجواب الذى يخرس ألسنتهم فقال - سبحانه - : ( قُلْ إِنَّ الأولين والآخرين لَمَجْمُوعُونَ إلى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ) .

أى : قال لهم - أيها الرسول الكريم - إن الأمم السابقة التى من جملتها آباؤكم . والأمم اللاحقة التى من جملتها أنتم . الكل مجموعون ومسوقون إلى المحشر فى وقت واحد محدد فى علم الله - تعالى - . وعند ما يأتى هذا الوقت ماله من دافع .

( قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) أي : أخبرهم يا محمد أن الأولين والآخرين من بني آدم سيجمعون إلى عرصات القيامة ، لا نغادر منهم أحدا ، كما قال : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ) [ هود : 103 - 105 ] .

يقول الله لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل يا محمد لهؤلاء إن الأوّلين من آبائكم والآخرين منكم ومن غيركم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[49، 50] ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ كل الخلق غدًا مجموعون، لن يُفلِت منا أحد، فلا مجال لتخلف أو فرار، والموعد مجهول، لكن وقته محدَّد بدقة، لا يتقدم لحظة ولا يتأخر.

الإعراب :

  • ﴿ قُلْ:
  • فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
  • ﴿ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الأولين:اسم «ان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. والآخرين: معطوفة بالواو على «الأولين» وتعرب إعرابها وخبر «ان» في الآية الكريمة التالية.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ استِفهامَهم عن البَعثِ على طَريقِ الاستِبعادِ والإنكارِ؛ أمَرَ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هنا أن يُخبِرَهم ببَعثِ الأولين والآخرين للحِسابِ، وشُمولِ ذلك لهم ولآبائِهم ولجَميعِ الناسِ، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [50] :الواقعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

التفسير :

[50]سيُجمَعون في يوم مؤقت بوقت محدد، وهو يوم القيامة.

{ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ} أي:قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم، قدره الله لعباده، حين تنقضي الخليقة، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف.

فالميقات هنا : بمعنى الوقت والأجل ، والمراد به هنا : يوم القيامة .

ووصفه - سبحانه - بأنه معلوم ، للإشعار بكونه معينا وواقعا وقوعا لا ريب فيه ، ولكن فى الوقت الذى يشاؤه الله - تعالى - ويختاره .

ولهذا قال هاهنا : ( لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) أي : هو موقت بوقت محدد ، لا يتقدم ولا يتأخر ، ولا يزيد ولا ينقص .

لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم، وذلك يوم القيامة.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ لَمَجْمُوعُونَ:
  • اللام لام التوكيد-المزحلقة-مجموعون: خبر «ان» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد والجملة من «ان» وما في حيزها من اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ:
  • جار ومجرور متعلق بمجموعون. يوم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. معلوم: صفة-نعت-ليوم مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. بمعنى الى ما وقتت به الدنيا من يوم معلوم والاضافة بمعنى «من» كقولنا: خاتم فضة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [50] لما قبلها :     ولَمَّا رَدَّ إنكارَهم بإثبات ما نفوه؛ بَيَّنَ أن جمعَهم مُوقَّت بوقت مُحَدَّد، لا يتقدم ولا يتأخر، قال تعالى:
﴿ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف