44455565758596061626364656667686970

الإحصائيات

سورة يس
ترتيب المصحف36ترتيب النزول41
التصنيفمكيّةعدد الصفحات5.80
عدد الآيات83عدد الأجزاء0.30
عدد الأحزاب0.60عدد الأرباع2.30
ترتيب الطول38تبدأ في الجزء22
تنتهي في الجزء23عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 19/29يس: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (55) الى الآية رقم (64) عدد الآيات (10)

لمَّا بَيَّنَ اللهُ أن البعثَ حقٌ أتبعَه بذِكْرِ جزاءِ المؤمنينَ، ثُمَّ جزاءِ الكافرينَ لمَّا أطاعُوا الشيطانَ، ترغيبًا في العملِ الصالحِ، وترهيبًا من سوءِ الأعمالِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (65) الى الآية رقم (70) عدد الآيات (6)

لمَّا قالَ اللهُ للكافرينَ: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ ...﴾ لم يكنْ لهم جوابٌ فسكتُوا وخرسُوا وتكلمتْ أعضاؤُهُم غيرَ اللسانِ بما فعلُوا في الدُّنيا، ثُمَّ الردُّ على الذينَ وصفُوا النَّبي ﷺ بأنَّهُ شاعرٌ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة يس

الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات/ قدرة الله على البعث

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • لماذا الاستمرار في الدعوة إلى الله؟: لماذا يبقى المرء مصرًا على الدعوة إلى الله سواء اهتدى الناس أم لم يهتدوا: ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ... لِتُنْذِرَ قَوْمًا ...﴾ (1-6)؟ لأن الدعوة إلى الله عبادة لله، وأنت تتقرب إلى الله بهذه العبادة سواء أرأيت النتائج أمامك أم لم ترها. عليك أن تستمر في الدعوة إلى الله؛ لأن الناس مهما كانوا بعيدين عن الحق فقد تكون قلوبهم حيّة، وقد يستجيبون للدعوة في وقت ما، فعلينا ألّا نفقد الأمل من دعوتهم.وتخبر السورة أن المهمة ليست يسيرة، بل صعبة: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ (6).
  • • نموذج رائع للاستمرار في الدعوة رغم الصعوبات:: نرى في هذه السورة القصة الشهيرة، قصة القرية التي أرسل الله لها ثلاثة من المرسلين: ﴿وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلًا أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا ٱلْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ﴾ (13–14)، رغم أنه قد أرسل إليها ثلاثة أنبياء، لكن هناك رجلًا أحس بمسؤوليته عن هذا الدين وكان موقفه رائعًا: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ * ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (20–22)، إنها قصة رجل لم يقف مكتوف اليدين دون أن يدعو إلى الله، بحجة وجود الأنبياء في هذه القرية، لكنه أصر على الاستمرار في دعوة قومه رغم أنهم لم يستجيبوا للأنبياء الذين هم أفضل منه بكثير، وهكذا نرى أن هذه القصة تصب في محور السورة مباشرة: إياك واليأس من دعوة الناس إلى الله.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «يس».
  • • معنى الاسم :: حرفان من حروف هجائية أو مقطعة، ابتدأت بها 29 سورة من سور القرآن، وتنطق (يا سين).
  • • سبب التسمية :: لأن ‏الله ‏افتتح ‏السورة ‏الكريمة ‏بهما، وقد انفردت السورة بافتتاحها بهذين الحرفين‏‏.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: 1. «قَلْبُ القُرآن» وجاء هذا الوصف للسورة في حديث، ولكنه ضعيف. 2. «سورة حبيب النجار»؛ لأنها اشتملت على قصته، وإن كان لم يثبت في حديث صحيح أن الرجل المقصود في الآية: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ ...﴾ (20) أن اسمه حبيب النجار، وإنما اشتهر ذلك عند بعض المفسرين.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: الاستمرار في الدعوة رغم كل الصعوبات.
  • • علمتني السورة :: أن التذكير والإنذار ينفع الذين اتبعوا القرآن وخافوا من الله تعالى في الغيب: ﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾
  • • علمتني السورة :: أن أذهب إلى مجموعة من الغافلين عن الصلاة، وأنصحهم بأدائها: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾
  • • علمتني السورة :: لا تَدَعْ الحقَّ من أجل الاستهزاء به؛ لأنَّ أهلَ الباطلِ لا يزالون يستهزئون بالحقِّ وقائلِه: ﴿إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾

مدارسة الآية : [55] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي ..

التفسير :

[55] إن أهل الجنة في ذلك اليوم مشغولون عن غيرهم بأنواع النعيم التي يتفكهون بها.

[لما ذكر تعالى] أن كل أحد لا يجازى إلا ما عمله، ذكر جزاء الفريقين، فبدأ بجزاء أهل الجنة، وأخبر أنهم في ذلك اليوم{ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} أي:في شغل مفكه للنفس، مُلِذِّ لها، من كل ما تهواه النفوس، وتلذه العيون، ويتمناه المتمنون.

فقوله- تعالى-: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ بيان لأحوالهم الطيبة، بعد بيان أحوال الكافرين السيئة.

والشغل: الشأن الذي يشغل الإنسان عما سواه من الشئون، لكونه أهم عنده من غيره، وما فيه من التنكير للتفخيم، كأنه قيل: في شغل أى شغل.

وفاكهون. أى: متنعمون متلذذون في النعمة التي تحيط بهم، مأخوذ من الفكاهة- بفتح الفاء- وهي طيب العيش مع النشاط. يقال: فكه الرجل فكها وفكاهة فهو فكه وفاكه، إذا طاب عيشه، وزاد سروره، وعظم نشاطه وسميت الفاكهة بذلك لتلذذ الإنسان بها.

أى: يقال للكافرين في يوم الحساب والجزاء زيادة في حسرتهم- إن أصحاب الجنة اليوم في شغل عظيم، يتلذذون فيه بما يشرح صدورهم، ويرضى نفوسهم، ويقر عيونهم، ويجعلهم في أعلى درجات التنعم والغبطة.

وعبر عن حالهم هذه بالجملة الاسمية المؤكدة، للإشعار بأن هذه الحال ثابتة لهم ثبوتا تاما، بفضل الله- تعالى- وكرمه.

يخبر تعالى عن أهل الجنة : أنهم يوم القيامة إذا ارتحلوا من العرصات فنزلوا في روضات الجنات : أنهم ( في شغل [ فاكهون ) أي : في شغل ] عن غيرهم ، بما هم فيه من النعيم المقيم ، والفوز العظيم .

قال الحسن البصري : وإسماعيل بن أبي خالد : ( في شغل ) عما فيه أهل النار من العذاب .

وقال مجاهد : ( في شغل فاكهون ) أي : في نعيم معجبون ، أي : به . وكذا قال قتادة .

وقال ابن عباس : ( فاكهون ) أي فرحون .

قال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والأعمش ، وسليمان التيمي ، والأوزاعي في قوله : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) قالوا : شغلهم افتضاض الأبكار .

وقال ابن عباس - في رواية عنه - : ( في شغل فاكهون ) أي بسماع الأوتار .

وقال أبو حاتم : لعله غلط من المستمع ، وإنما هو افتضاض الأبكار .

القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55)

وقوله ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) اختلف أهل التأويل في معنى الشغل الذي وصف الله جلّ ثناؤه أصحاب الجنة أنهم فيه يوم القيامة، فقال بعضهم: ذلك افتضاض العذارَى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شَمِر بن عطية، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، في قوله ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) قال: شغلهم افتضاض العذارى .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) قال: افتضاض الأبكار .

حدثني عبيد بن أسباط بن محمد، قال: ثنا أبي، عن أبيه، &; 20-535 &; عن عكرمة، عن ابن عباس ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) قال: افتضاض الأبكار .

حدثني الحسن بن زُرَيْق الطُّهَوِي، قال: ثنا أسباط بن محمد، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله.

حدثني الحسين بن علي الصُّدائي، قال: ثنا أبو النضر، عن الأشجعي، عن وائل بن داود، عن سعيد بن المسيب، في قوله ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) قال: في افتضاض العذارى وقال آخرون: بل عُنِي بذلك: أنهم في نعمة .

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ ) قال: في نعمة .

حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا مروان، عن جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن، في قول الله ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) .. الآية، قال: شغلهم النعيم عما فيه أهل النار من العذاب .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهم في شغل عما فيه أهل النار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا نصر بن عليّ الجَهْضَمِيّ، قال: ثنا أبي، عن شعبة، عن أبان بن تغلب، عن إسماعيل بن أبي خالد ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) ... الآية، قال: في شغل عما يلقى أهلُ النار .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال الله جلّ ثناؤه ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) وهم أهلها( فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) بنعم تأتيهم في شغل، وذلك الشغل الذي هم فيه نعمة، وافتضاض أبكار، ولهو ولذة، وشغل عما يلقى أهل النار.

وقد اختلفت القراء في قراءة قوله ( فِي شُغُلٍ ) فقرأت ذلك عامة قراء المدينة وبعض البصريين على اختلاف عنه: (فِي شُغْلٍ) بضم الشين وتسكين &; 20-536 &; الغين. وقد رُوي عن أبي عمرو الضم في الشين والتسكين في الغين، والفتح في الشين والغين جميعًا في شغل.وقرأ ذلك بعض أهل المدينة والبصرة وعامة قراء أهل الكوفة ( فِي شُغُلٍ ) بضم الشين والغين.

والصواب في ذلك عندي قراءته بضم الشين والغين، أو بضم الشين وسكون الغين، بأي ذلك قرأه القارئ فهو مصيب، لأن ذلك هو القراءة المعروفة في قراء الأمصار مع تقارب معنييهما. وأما قراءته بفتع الشين والغين، فغير جائزة عندي، لإجماع الحجة من القراء على خلافها.

واختلفوا أيضًا في قراءة قوله ( فَاكِهُونَ ) فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار ( فَاكِهُونَ ) بالألف. وذُكر عن أبي جعفر القارئ أنه كان يقرؤه: (فَكِهُونَ) بغير ألف.

والصواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بالألف، لأن ذلك هو القراءة المعروفة.

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: فَرِحون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ) يقول: فرحون .

وقال آخرون: معناه: عجبون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فَاكِهُونَ ) قال: عجبون .

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فَكِهُونَ) قال: عَجِبون .

واختلف أهل العلم بكلام العرب في ذلك، فقال بعض البصريين: منهم الفكه الذي يتفكَّه. وقال: تقول العرب للرجل الذي يتفكَّه بالطعام أو بالفاكهة، أو بأعراض الناس: إن فلانا لفكِه بأعراض الناس، قال: ومن قرأها( فَاكِهُونَ ) جعله كثير الفواكه صاحب فاكهة، واستشهد لقوله ذلك ببيت الحُطَيئة:

وَدَعَـــوْتَنِي وَزَعَمْـــتَ أنَّــكَ

لابــــنٌ بـــالصَّيْفِ تـــامِرْ (1)

أي عنده لبن كثير، وتمر كثير، وكذلك عاسل، ولاحم، وشاحم. وقال بعض الكوفيين: ذلك بمنـزلة حاذرون وحذرون، وهذا القول الثاني أشبه بالكلمة.

------------------------

الهوامش:

(1) البيت للحطيئة، وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (مصورة الجامعة ص 207 - 1) قال في تفسير قوله تعالى: (في شغل فاكهون): الفكه الذي يتفكه، تقول العرب للرجل إذا كان يتفكه بالطعام أو الفاكهة أو بأعراض الناس: إن فلانا لفكه بأعراض الناس. ومن قرأها "فاكهون": جعلها كثير الفواكه ، صاحب فاكهة؛ قال الحطيئة: "ودعوتني ..." البيت، أي عنده لبن كثير، وتمر كثير. فكذلك عاسل، ولاحم، وشاحم. ا . هـ. وفي (اللسان: فكه): رجل فكه: يأكل الفاكهة، وفاكه: عنده فاكهة. وكلاهما على النسب. أبو معاذ النحوي: الفاكه: الذي كثرت فاكهته. والفكه: الذي ينال من أعراض الناس. اهـ. وفي معاني القرآن للفراء (مصورة الجامعة ص 270): وقوله "فاكهون" بالألف، وتقرأ "فكهون" . وهي بمنزلة "حذرون" "وحاذرون". وهي في قراءة عبد الله: "فاكهين" بالألف. وقد نقله عنه المؤلف، ورجحه.

المعاني :

فِي شُغُلٍ :       مَشْغُولُونَ بِالنَّعِيمِ عَمَّا سِوَاهُ السراج
فِي شُغُلࣲ :       في نَعِيمٍ عَظِيمٍ يُلْهِيهِم عمَّا سِواه الميسر في غريب القرآن
شُغُلٍ :       نعيم عظيم يُلهيهمْ عمّا سواه معاني القرآن
فَٰكِهُونَ :       مُتَلَذِّذُونَ الميسر في غريب القرآن
فاكهون :       مُتلذذون أو فَرحون معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ الشغل بلا نصب شيء من لذة الخلود.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ كلُّ الهموم خلَّفوها في الدُّنيا، وفي الجنَّة سيتفرَّغون للسعادة!
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ هذا يؤذن بأن أهل الجنة عجل بهم إلى النعيم قبل أن يبعث إلى النار أهلها، وأن أهل الجنة غير حاضرين ذلك المحضر.
تفاعل
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ قل: اللهم إني أسألك نعيمًا لا ينفدُ.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ أهل الجنة مسرورون بكل ما تهواه النفوس وتلذه العيون ويتمناه المتمنون.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ ذو فكاهة ومزاح وكلام يجلب الفكاهة والسرور أشغال الدنيا تعب ونكد وجد, وأشغال الآخرة تلذذ وفرح وطرب.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ من كان مشغولًا في الخير هنا كان مشغولًا مع الحور هناك، شغل في مقابل شغل، لكن مع الفارق.
تفاعل
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ سَل الله الجنة الآن.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ لا ملل في الجنة؛ لأن تنوع النعيم لا تحيط بكنهه العقول، ولا حد لنهايته، عطاءً غير مجذوذ.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ ما أجملَ هذا الشُغُل! ذاقوا النعيم مبكرًا فانشغلوا عن التفكير في غيره.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ كل شغل في الدنيا يحتاج وقت وجهد وتعب، لكن أهل الجنة في شغل يتنعمون.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ مهما بلغ بك التعب، وأرهقتك الحياة تذكَّر أن الجنَّة تشغل بالنعيم، ولا كدر.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ أيْ مُتَنَعِّمُونَ مُتَلَذِّذُونَ، وفي تَنْكِيرِ (شُغُلٍ) تَعْظِيمُ ما هم فِيهِ وتَفْخِيمُهُ.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ يستفاد من قوله: (فَاكِهُونَ) كمال نعيمهم؛ لأن كلما كمُل النعيم كمُل التَّفَكُّه بهذه النعمة التي يتنعم بها الإنسان.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ لأنهم انشغلو بعبادة ربهم في الدنيا انشغلوا بالنعيم في الجنة.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصحابَ الجَنَّةِ اليَومَ في شُغُلٍ فاكِهونَ﴾ انشغالك بما يدخل السرور إلى قلبك وما تهواه نفسك هو النعيم، اللهم اجعلنا منهم ومعهم.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصحابَ الجَنَّةِ اليَومَ في شُغُلٍ فاكِهونَ﴾ ما أطيب أن تنشغل بما يروق لك بينما أنت فى الجنة!
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصحابَ الجَنَّةِ اليَومَ في شُغُلٍ فاكِهونَ﴾ والحرف (في) يدل على الاهتمام والانغماس الشديد وعدم الملل، فهو يتملكنا بكل جوارحنا، اللهم فردوسك الأعلى.
وقفة
[55] ﴿إِنَّ أَصحابَ الجَنَّةِ اليَومَ في شُغُلٍ فاكِهونَ﴾ الآن البعض ينشغل بما لا يفيد، ولكن وقتها سننشغل بما يسعدنا، ويدخل السرور على قلوبنا، وبالتأكيد ويقينًا هو أمر متجدد بصفة دورية، وفيه من الإبهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، سبحانه جل شأنه.
وقفة
[55] ﴿فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ إنهم لا يفقدون لذة الحركة وازدحام الزمن بحياة مكتظة بالمتعة، الشغل بلا نصب شيء من لذة الخلود.
وقفة
[55، 56] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ﴾ كانوا في الدنيا مشغولين بين ملهوفٍ يغيثونه أو مريض يداوونه؛ فكافأهم ربهم بأن شغلهم بالنعيم.
وقفة
[55، 56] ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ﴾ كانوا في الدنيا مشغولين بين ملهوفٍ يغيثونه أو مريض يداوونه، فكافأهم ربهم بأن شغلهم بالنعيم.
وقفة
[55، 56] انشغال أهل الجنة بالنعيم، مقابل انشغالهم بالطاعات في الدنيا ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. اصحاب: اسم «انّ» منصوب بالفتحة. الجنة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ:
  • ظرف زمان-مفعول فيه-منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة. في شغل: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة بمعنى: متنعمين بما هم فيه.
  • ﴿ فاكِهُونَ:
  • خبر «انّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: متلذذون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [55] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ أن كلَّ أحدٍ لا يجازى إلا ما عَمِله؛ ذكرَ جزاءَ الفريقينِ، وبدأ بجزاءِ أهل الجنة، قال تعالى:
﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

شغل:
1- بضم الشين والغين، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضم الشين وسكون الغين، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو.
3- بفتحهما، وهى قراءة مجاهد، وأبى السمال، وابن هبيرة.
4- بفتح الشين وإسكان الغين، وهى قراءة يزيد النحوي، وابن هبيرة، فيما نقل أبو الفضل الرازي.
فاكهون:
1- بالألف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- فكهون، بغير ألف، وهى قراءة الحسن، وأبى جعفر، وقتادة، وأبى حيوة، ومجاهد، وشيبة، وأبى رجاء، ويحيى بن صبيح، ونافع، فى رواية.
3- فاكهين، بالألف، وبالياء نصبا على الحال، وهى قراءة طلحة، والأعمش.
4- فكهون، بضم الكاف، يقال: رجل فكه وفكه، بكسر الكاف وبضمها.

مدارسة الآية : [56] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى ..

التفسير :

[56] هم وأزواجهم متنعمون بالجلوس على الأسرَّة المزيَّنة، تحت الظلال الوارفة.

ومن ذلك افتضاض العذارى الجميلات، كما قال:{ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ} من الحور العين، اللاتي قد جمعن حسن الوجوه والأبدان وحسن الأخلاق.{ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ} أي:على السرر المزينة باللباس المزخرف الحسن.{ مُتَّكِئُونَ} عليها، اتكاء على كمال الراحة والطمأنينة واللذة.

ثم بين- سبحانه- جانبا من كيفية هذا التمتع بالجنة ونعيمها فقال: هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ.

و «هم» مبتدأ، و «أزواجهم» معطوف عليه. و «متكئون» خبر المبتدأ.

قال الامام الرازي. ولفظ الأزواج هنا يحتمل وجهين:

أحدهما: أشكالهم في الإحسان. وأمثالهم في الإيمان، كما قال- تعالى-: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ.

وثانيهما: الأزواج هم المفهومون من زوج المرأة وزوجة الرجل، كما في قوله- تعالى-:

إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ ... .

ويبدو أن المراد بالأزواج هنا: حلائلهم اللاتي أحلهن الله لهم، زيادة في مسرتهم وبهجتهم، وعلى هذا سار عامة المفسرين.

والظلال: جمع ظل أو ظلة، وهي ما يظل الإنسان ويقيه من الحر.

والأرائك: جمع أريكة وهي ما يجلس عليه الإنسان من سرير ونحوه للراحة والمتعة.

أى: أن أصحاب الجنة هم وحلائلهم يجلسون على الأرائك متكئين في متعة ولذة.

وقوله : ( هم وأزواجهم ) قال مجاهد : وحلائلهم ( في ظلال ) أي : في ظلال الأشجار ( على الأرائك متكئون ) .

قال ابن عباس ، ومجاهد وعكرمة ، ومحمد بن كعب ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، وخصيف : ( الأرائك ) هي السرر تحت الحجال .

قلت : نظيره في الدنيا هذه التخوت تحت البشاخين ، والله أعلم .

القول في تأويل قوله تعالى : هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56)

يعني تعالى بقوله ( هُمْ) أصحاب الجنة ( وَأَزْوَاجُهُمْ ) من أهل الجنة في الجنة.

كما حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ووقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ ) قال: حلائلهم في ظلل .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: (فِي ظُلَلٍ) بمعنى: جمع ظلة، كما تُجمع الْحُلة حُلَلا. وقرأه آخرون ( في ظِلالٍ) ؛ وإذا قرىء ذلك كذلك كان له وجهان: أحدهما أن يكون مُرادًا به جمع الظُّلَل الذي هو بمعنى الكِنّ، فيكون معنى الكلمة حينئذ: هم وأزواجهم في كِنّ لا يضْحَوْن لشمس كما يَضْحَى لها أهلُ الدنيا، لأنه لا شمس فيها. والآخر: أن يكون مرادا به جمع ظلة، فيكون وجه جمعها كذلك نظير جمعهم الخلة في الكثرة: الخلال، والقُلَّة: قِلال.

وقوله ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) والأرائك: هي الحِجال فيها السُرر والفُرُش: واحدتها أريكة، وكان بعضهم يزعم أن كل فِراش فأريكة، ويستشهد لقوله ذلك بقول ذي الرمة:

.......................

كأنَّمـا يُبَاشِـرْنَ بالمَعزاءِ مَسَّ الأرَائِكِ (2)

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حُصَيْن، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) قال: هي السُّرُر في الحِجال .

حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن حصين، عن مجاهد، في قول الله ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) قال: الأرائك: السُّرر عليها الحِجال .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا حصين، عن مجاهد، في قوله ( مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ ) قال: الأرائك: السُّرُر في الحِجال .

حدثنا أبو السائب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا حُصَيْن، عن مجاهد، في قوله ( عَلَى الأرَائِكِ ) قال: سُرُر عليها الحِجال .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، قال: زعم محمد أن عكرمة قال: الأرائك: السُّرُر في الحِجال .

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، قال: سمعت الحسن، وسأله رجل عن الأرائك قال: هي الحجال. أهل اليمن يقولون: أريكة فلان. وسمعت عكرمة وسئل عنها فقال: هي الحجال على السُّرر .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) قال: هي الحِجال فيها السرر .

المعاني :

الْأَرَائِكِ :       الأَسِرَّةِ المُزَيَّنَةِ السراج
الأرائك :       السّرر في الحِجال (جمع حجلة محركة- بيت يزين بالثياب و الأسرّة و الستور) معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[56] ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ﴾ ليس في الجنة شمس ولا قمر، وإنما هو ظل ليس له في الظاهر سبب.
وقفة
[56] ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ﴾ امرأة لا تحب زوجها، فهل تجتمع به في الجنة؟! الجواب: إذا دخل الزوجان الجنة، تبدَّل أوصافها بما بجلب السرور التام فيها، الذي لا تنغيص فيه بوجه من الوجوه، وهذا من التبديل الذي ورد في الدعاء النبوي في صلاة الجنازة: «وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ» [مسلم 963].
وقفة
[56] ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ زال التعب، وتمَّ النعيم، فطَاب الاتكاء.
وقفة
[56] ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ إذا ذُكِر أزواج المؤمنين من النساء المؤمنات، وذُكر إدخالهن الجنة لم يُذكر معهن الحور العين، فلم يرد في القرآن الكريم ذكر الحور العين مع أزواج المؤمنين مراعاة لنفسيتهن ومشاعرهنَّ، فإن المرأة لا ترغب أن تكون معها شريكة في زوجها، ولو كانت من الحور العين.
تفاعل
[56] ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ سَل الله الجنة الآن.
وقفة
[56] ﴿هُم وَأَزواجُهُم في ظِلالٍ عَلَى الأَرائِكِ مُتَّكِئونَ﴾ كل كلمة فى الآية تدل على النعيم الأبدى، والراحة الدائمة، والسعادة غير المنقطعة، فتأملوا: ﴿هُم وَأَزواجُهُم﴾ أزواجًا متفقين معهم فى الطباع يشعرون معهم بالراحة ويأنسون بهم ولهم، ﴿ظِلالٍ﴾ هواء عليل وظل ظليل لا حار ولا بارد، ﴿الأَرائِكِ﴾ مكان مريح للجلوس والاسترخاء، ﴿مُتَّكِئونَ﴾ جلسة مستريحة مهما طالت فلا تعب ولا ملل.
وقفة
[56] ﴿هُم وَأَزواجُهُم في ظِلالٍ عَلَى الأَرائِكِ مُتَّكِئونَ﴾ ذكر سبحانه الصحبة أولًا، فبها تلذ أى جلسة، فى أى مكان، فما بالكم إن كانت فى الجنة، اللهم فردوسك الأعلى صحبة مع من نحب.
وقفة
[56] ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ صبروا في الدنيا على التعب وألوان الشقاء، فطاب لهم في الجنة النعيم وراحة الاتكاء.
وقفة
[56] كمال راحة أهل الجنة: ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾، فإن المتكئ عادة يكون مستريحًا مطمئنًّا، وكلما اطمئن الإنسان ازدادت راحته، والاتكاء على الأرائك لا شك أنه دليل على راحة البال وعدم الانشغال.
وقفة
[56] ﴿مُتَّكِئُونَ﴾ دليل على أنهم مرتاحون في جلستهم.

الإعراب :

  • ﴿ هُمْ وَأَزْواجُهُمْ:
  • هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ويجوز أن يكون تاكيدا للضمير في «شغل» وفي «فاكهون» على أن أزواجهم يشاركنهم في ذلك الشغل والتفكه الواو عاطفة. وأزواج: معطوفة على «هم» أو على الضمير في «شغل» وفي «فاكهون» مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بمعنى: وزوجاتهم.
  • ﴿ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ:
  • في ظلال جار ومجرور متعلق بحال بمعنى: مستظلين. على الأرائك: جار ومجرور متعلق بخبر «هم» بمعنى: على الأسرة ومفردها: أريكة: أي سرير.
  • ﴿ مُتَّكِؤُنَ:
  • خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [56] لما قبلها :     ولَمَّا كانت النَّفْسُ لا يَتِمُّ سُرورُها إلَّا بالقرينِ الملائِمِ؛ قال تعالى:
﴿ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فى ظلال:
1- وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- فى ظل، وهى قراءة عبد الله، والسلمى، وطلحة، وحمزة، والكسائي.

مدارسة الآية : [57] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا ..

التفسير :

[57] لهم في الجنة أنواع الفواكه اللذيذة، ولهم كل ما يطلبون من أنواع النعيم.

{ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ} كثيرة، من جميع أنواع الثمار اللذيذة، من عنب وتين ورمان، وغيرها،{ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} أي:يطلبون، فمهما طلبوه وتمنوه أدركوه.

لَهُمْ فِيها أى في الجنة فاكِهَةٌ كثيرة متنوعة وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ أى: ولهم فوق ذلك جميع ما يطلبونه من مطالب وما يتمنونه من أمنيات.

فقوله: يَدَّعُونَ يصح أن يكون من الدعاء بمعنى الطلب، كما يصح أن يكون من الادعاء بمعنى التمني.

يقال: ادع علىّ ما شئت أى: تمن علىّ ما شئت. ويقال: فلان في خير ما يدّعى، أى: في خير ما يتمنى.

وقوله : ( لهم فيها فاكهة ) أي : من جميع أنواعها ، ( ولهم ما يدعون ) أي : مهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذ .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، حدثنا محمد بن مهاجر ، عن الضحاك المعافري ، عن سليمان بن موسى ، حدثني كريب ; أنه سمع أسامة بن زيد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا هل مشمر إلى الجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها هي - ورب الكعبة - نور كلها يتلألأ وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد ، في دار سلامة ، وفاكهة خضرة وحبرة ونعمة ، ومحلة عالية بهية " . قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها . قال : " قولوا : إن شاء الله " . قال القوم : إن شاء الله .

وكذا رواه ابن ماجه في " كتاب الزهد " من سننه ، من حديث الوليد بن مسلم ، عن محمد بن مهاجر ، به .

وقوله ( لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ ) يقول لهؤلاء الذين ذكرهم تبارك وتعالى من أهل الجنة في الجنة فاكهة ( وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ) يقول: ولهم فيها ما يتَمنُّون. وذُكر عن العرب أنها تقول: دع عليّ ما شئت أي: تمنّ عليّ ما شئت.

المعاني :

مَّا يَدَّعُونَ :       ما يَشْتَهُونَ الميسر في غريب القرآن
لهم ما يدّعون :       ما يتمنّونه أو ما يطلبونه معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[57] ﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ﴾ أكل أهل الجنة أكل تفكهٍ وتمتع، وليس عن حاجة أو جوع.
تفاعل
[57] ﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[57] ﴿وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ﴾ أي يتمنون، عن كثير بن مُرّة قال: «إن من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: ما تشاءون أن أمطركم؟ فلا يسألون شيئًا إلا مطرتهم»، فقال كثير بن مُرّة: «لئن أشهدنا الله ذلك المشهد لأقولن أمطرينا جواري مزينات».
وقفة
[57] كل ما يتمناه أهل الجنة ينعمون به ﴿وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ﴾ أي يتمنون.

الإعراب :

  • ﴿ لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ:
  • اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. فيها: جار ومجرور متعلق بحال من فاكهة لأنها متعلقة بصفة لها قدمت عليها أي في الجنة. فاكهة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ:
  • معطوفة بالواو على «لهم» وتعرب إعرابها. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يدعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «يدعون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: ما يدعونه بمعنى ما يتمنونه وأصلها: يفتعلون من الدعاء أي يدعون به لأنفسهم ويجوز أن يكون بمعنى: يتداعون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [57] لما قبلها :     وبعد بيانِ ما لهُم في الجنةِ من مجالسِ الأنسِ مع الأزواج؛ ذكرَ اللهُ هنا أن لهم في الجنة أنواع الفواكه اللذيذة، ولهم كل ما يطلبون من أنواع النعيم، قال تعالى:
﴿ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [58] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ

التفسير :

[58] ولهم نعيم آخر أكبر حين يكلمهم ربهم، الرحيم بهم بالسلام عليهم. وعند ذلك تحصل لهم السلامة التامة من جميع الوجوه.

ولهم أيضا{ سَلَامٌ} حاصل لهم{ مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ففي هذا كلام الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم، وأكده بقوله:{ قَوْلًا} وإذا سلم عليهم الرب الرحيم، حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوجوه، وحصلت لهم التحية، التي لا تحية أعلى منها، ولا نعيم مثلها، فما ظنك بتحية ملك الملوك، الرب العظيم، الرءوف الرحيم، لأهل دار كرامته، الذي أحل عليهم رضوانه، فلا يسخط عليهم أبدا، فلولا أن اللّه تعالى قدر أن لا يموتوا، أو تزول قلوبهم عن أماكنها من الفرح والبهجة والسرور، لحصل ذلك.

فنرجو ربنا أن لا يحرمنا ذلك النعيم، وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم.

ثم ختم- سبحانه- هذا العطاء الجزيل للمؤمنين بقوله: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ.

وللمفسرين في إعراب قوله: سَلامٌ أقوال منها: أنه مبتدأ خبره الناصب للفظ قَوْلًا أى: سلام يقال لهم قولا ... .

وقد أشار صاحب الكشاف إلى بعض هذه الأقوال فقال: وقوله: سَلامٌ بدل من قوله ما يَدَّعُونَ كأنه قال لهم: سلام يقال لهم قولا من جهة رب رحيم.

والمعنى: أن الله- تعالى- يسلم عليهم بواسطة الملائكة، أو بغير واسطة، مبالغة في تكريمهم، وذلك غاية متمناهم.. .

وقد ذكر الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية بعض الأحاديث، منها ما رواه ابن أبى حاتم- بسنده- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «بينما أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطح لهم نور، فرفعوا رءوسهم فإذا الرب- تعالى- قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة. فذلك قوله: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ماداموا ينظرون إليه. حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم» .

والمتأمل في هذه الآيات الكريمة- كما يقول الإمام الفخر الرازي- يراها تشير إلى أن أصحاب الجنة ليسوا في تعب، كما تشير إلى وحدتهم، وإلى حسن المكان، وإلى إعطائهم كل ما يحتاجونه، وإلى تلذذهم بالنعيم وإلى تلقيهم لأجمل تحية..» .

هذا هو حال المؤمنين، وهذا بعض ما يقال لهم من ألفاظ التكريم، فماذا يقال للمجرمين.

وقوله : ( سلام قولا من رب رحيم ) قال ابن جريج : قال ابن عباس في قوله : ( سلام قولا من رب رحيم ) فإن الله نفسه سلام على أهل الجنة .

وهذا الذي قاله ابن عباس كقوله تعالى : ( تحيتهم يوم يلقونه سلام ) [ الأحزاب : 44 ]

وقد روى ابن أبي حاتم هاهنا حديثا ، وفي إسناده نظر ، فإنه قال : حدثنا موسى بن يوسف ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، حدثنا أبو عاصم العباداني ، حدثنا الفضل الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أهل الجنة في نعيمهم ، إذ سطع لهم نور ، فرفعوا رءوسهم ، فإذا الرب تعالى قد أشرف عليهم من فوقهم ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة . فذلك قوله : ( سلام قولا من رب رحيم ) . قال : " فينظر إليهم وينظرون إليه ، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه ، حتى يحتجب عنهم ، ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم " .

ورواه ابن ماجه في " كتاب السنة " من سننه ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، به .

وقال ابن جرير : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، حدثنا حرملة ، عن سليمان بن حميد قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عن عمر بن عبد العزيز قال : إذا فرغ الله من أهل الجنة والنار ، أقبل في ظلل من الغمام والملائكة ، قال : فيسلم على أهل الجنة ، فيردون عليه السلام - قال القرظي : وهذا في كتاب الله ( سلام قولا من رب رحيم ) - فيقول : سلوني . فيقولون : ماذا نسألك أي رب ؟ قال : بلى سلوني . قالوا : نسألك - أي رب - رضاك . قال : رضائي أحلكم دار كرامتي . قالوا : يا رب ، فما الذي نسألك ، فوعزتك وجلالك وارتفاع مكانك ، لو قسمت علينا رزق الثقلين لأطعمناهم ولأسقيناهم ولألبسناهم ولأخدمناهم ، لا ينقصنا ذلك شيئا . قال : إن لدي مزيدا . قال فيفعل ذلك بهم في درجهم ، حتى يستوي في مجلسه . قال : ثم تأتيهم التحف من الله ، عز وجل ، تحملها إليهم الملائكة . ثم ذكر نحوه .

وهذا أثر غريب ، أورده ابن جرير من طرق .

وقوله ( سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) في رفع سلامٌ وجهان في قول بعض نحويّي الكوفة؛ أحدهما: أن يكون خبرا لما يدّعون، فيكون معنى الكلام: ولهم ما يدّعون مسلَّم لهم خالص. وإذا وُجِّه معنى الكلام إلى ذلك كان القول حينئذ منصوبا توكيدا خارجا من السلام، كأنه قيل: ولهم فيها ما يدّعون مسلَّم خالص حقا، كأنه قيل: قاله قولا. والوجه الثاني: أن يكون قوله ( سَلامٌ) مرفوعا على المدح، بمعنى: هو سلام لهم قولا من الله. وقد ذُكر أنها في قراءة عبد الله: (سَلامًا قَوْلا) على أن الخبر متناه عند قوله ( وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ) ثم نصب سلاما على التوكيد، بمعنى: مسلما قولا. وكان بعضُ نحويّي البصرة يقول: انتصب قولا على البدل من اللفظ بالفعل، كأنه قال: أقول ذلك قولا. قال: ومن نصبها نصبها على خبر المعرفة على قوله ( وَلَهُمْ) فيها(مَا يَدَّعُونَ) .

والذي هو أولى بالصواب على ما جاء به الخبر عن محمد بن كعب القُرَظِيّ، أن يكون ( سَلامٌ) خبرا لقوله ( وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ) فيكون معنى ذلك: ولهم فيها ما يدعون، وذلك هو سلام من الله عليهم، بمعنى: تسليم من الله، ويكون قَولا ترجمة ما يدعون، ويكون القول خارجا من قوله: سلام.

وإنما قلت ذلك أولى بالصواب لما حَدَّثنا به إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: ثنا أبو عبد الرحمن المقري عن حرملة، عن سليمان بن حميد، قال: سمعت محمد بن كعب، يحدث عمر بن عبد العزيز، قال: إذا فرغ الله من أهل الجنة وأهل النار، أقبل يمشي في ظُلَل من الغمام والملائكة، فيقف على أول أهل درجة، فيسلم عليهم، فيردون عليه السلام، وهو في القرآن ( سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) فيقول: سَلُوا، فيقولون: ما نسألك وعزتك وجلالك، لو أنك قسمت بيننا أرزاق الثَّقَلين لأطعمناهم وسقيناهم وكسوناهم، فيقول: سَلُوا، فيقولون: نسألك رضاك، فيقول: رضائي أحلَّكم دار كرامتي، فيفعل ذلك بأهل كلّ درجة حتى ينتهي، قال: ولو أن امرأة من الحُور العِين طلعت لأطفأ ضوء سِوَارَيْها الشمس والقمر، فكيف بالمُسَوَّرة " .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا حرملة، عن سليمان بن حميد، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عمر بن عبد العزيز، قال: إذ فرغ الله من أهل الجنة وأهل النار، أقبل في ظُلَل من الغمام والملائكة، قال: فيسلم على أهل الجنة، فيردون عليه السلام، قال القُرظي: وهذا في كتاب الله ( سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) ؟ فيقول: سَلُوني، فيقولون: ماذا نسألك، أي رَبّ؟ قال: بل سلوني قالوا: نسألك أي ربّ رضاك، قال: رضائي أحلكم دار كرامتي، قالوا: يا رب وما الذي نسألك! فوعزتك وجلالك، وارتفاع مكانك، لو قسمت علينا رزق الثقلين لأطعمناهم، ولأسقيناهم، ولألبسناهم ولأخدمناهم، لا يُنقصنا ذلك شيئا، قال: إن لدي مزيدا، قال: فيفعل الله ذلك بهم في درجهم حتى يستوي في مجلسه، قال: ثم تأتيهم التحف من الله تحملها إليهم الملائكة. ثم ذكر نحوه .

حدثنا ابن سنان القزاز، قال: ثنا أبو عبد الرحمن، قال: ثنا حرملة، قال: ثنا سليمان بن حميد، أنه سمع محمد بن كعب القرظي يحدث عمر بن عبد العزيز، قال: إذا فرغ الله من أهل الجنة وأهل النار، أقبل يمشي في ظُلل من الغمام ويقف، قال: ثم ذكر نحوه، إلا أنه قال: فيقولون: فماذا نسألك يا رب، فوعزتك وجلالك وارتفاع مكانك، لو أنك قسمت علينا أرزاق الثقلين، الجن والإنس، لأطعمناهم، ولسقيناهم، ولأخدمناهم، من غير أن ينتقص ذلك شيئًا مما عندنا، قال: بلى فسلوفي، قالوا: نسألك رضاك، قال: رضائي أحلَّكم دار كرامتي، فيفعل هذا بأهل كلّ درجة، حتى ينتهي إلى مجلسه. وسائر الحديث مثله ". فهذا القول الذي قاله محمد بن كعب، ينبىء عن أنَّ " سلام " بيان عن قوله ( مَا يَدَّعُونَ) ، وأن القول خارج من السلام. وقوله ( مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) يعني: رحيم بهم إذ لم يعاقبهم بما سلف لهم من جُرْم في الدنيا.

------------------------

الهوامش:

(2) هذا جزء من بيت لذي الرمة (ديوانه 422) وصدره:

"خدودا جفت في السير حتى كأنما". وخدودا منصوب مفعول به لكسا في البيت الذي قبله. وقال شارح ديوانه: أرادوا كسوا حيث موتت الرياح خدودا .. إلخ. أي صيروا المكان الذي ناموا فيه كسوة الخدود. ا هـ. والمعزاء: الأرض فيها الحجارة والحصى. والأرائك؛ واحدها أريكة وهي السرير في الحجلة. يقول: من شدة النوم يرون الأرض ذات الحجارة مثل الفرش على الأرائك. واستشهد أبو عبيدة بالبيت في مجاز القرآن (الورقة 207) عند قوله تعالى: (على الأرائك) وقال: واحدتها: أريكة، وهو الفرش في الحجال. قال ذو الرمة: "خدودا ..." البيت، جعلها فراشا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ ذكر الله نعيم أهل الجنة ثم تَوَّجَهُ بذكر السلام، فلا نعيم دون سلام.
لمسة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ يسمعون سلام الله منه بلا واسطة، وأكد ذلك بقوله: (قَوْلًا)، ثم قال: (مِّن رَّبٍّ)؛ لتعلم أنه ليس سلامًا على لسان رسول ولا سفير.
وقفة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ وذكر صفة الرحمة؛ ليعلم العبد أنه لم يصل إلى الجنة بعمله واستحقاقه، وإنما وصلها برحمة ربه.
وقفة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ أيُّ فرحة وأيُّ شعور وأيُّ لذّة تنتاب قلوبهم عند سماع تلك العبارة! اللَّهُم اجعلنا من أهل جنتك.
وقفة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ سمع كثير من البشر السلام، لكن سلام من الله هذا شيء لا مثيل له.
وقفة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ أعظم نعيم في الجنة أن تسمع كلمة (سلام) من السلام جل جلاله، يا رب اجعلنا منهم ووالدينا ومن نحب.
وقفة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ أعظم وأسعد سلام سيسمعه المؤمنون سلام ربهم عليهم وهم في الجنات، رب اجعلنا منهم.
وقفة
[58] ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ أسمعني الله وإياكم ووالدينا هذا السلام.
وقفة
[58] ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾ [الأحزاب: 44]، ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ فسَلامٌ من السَّلام كافٍ من كلِّ سَلام.
وقفة
[58] كان ابن حجر يكثر تلاوة القرآن فنزل به مرض الموت فطلب أن يُقرأ عنده القرآن، فلما وصلوا قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ توفي، رحمه الله.
وقفة
[58] ﴿سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ قل: «يا رب اجعلنا ووالدينا وأزواجنا وإخوننا وأخواتنا والمسلمين منهم يا ذا الجلال والإكرام، اجعلنا يا رب ممن تحييهم بالسلام».

الإعراب :

  • ﴿ سَلامٌ:
  • بدل من ما يَدَّعُونَ» بتقدير: لهم سلام مرفوع بالضمة ويجوز أن تكون ما يَدَّعُونَ» مبتدأ وخبره: سلام. بمعنى: ولهم ما يدعون سالم خالص لا شائبة فيه.
  • ﴿ قَوْلاً:
  • مصد مؤكد-مفعول مطلق-منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي عدة من رب رحيم وهو مصدر لقوله تعالى وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ سَلامٌ» بمعنى: يقول الله لهم قولا كائنا من جهته. والأوجه أن تكون منصوبة على الاختصاص وهو من مجازه.
  • ﴿ مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ:
  • جار ومجرور في محل نصب صفة-نعت-لقولا. رحيم: صفة-نعت-لرب مجرور أيضا وعلامة الجر: الكسرة. أي من جهة رب رحيم. فحذف المضاف المجرور وأقيم المضاف اليه مقامه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [58] لما قبلها :     وبعد ما ذُكرَ من النعيم؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن لهم نعيمًا آخر أكبر حين يكلمهم ربهم الرحيم بهم بالسلام عليهم، وعند ذلك تحصل لهم السلامة التامة من جميع الوجوه، قال تعالى:
﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سلام:
1- بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- سلاما، بالنصب على المصدر، وهى قراءة أبى، وعبد الله، وعيسى، والغنوي.
3- سلم، بكسر السين وسكون اللام، وهى قراءة محمد بن كعب القرظي.

مدارسة الآية : [59] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ

التفسير :

[59] ويقال للكفار في ذلك اليوم:تميَّزوا عن المؤمنين، وانفصلوا عنهم.

لما ذكر تعالى جزاء المتقين، ذكر جزاء المجرمين{ و} أنهم يقال لهم يوم القيامة{ امْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} أي:تميزوا عن المؤمنين، وكونوا على حدة، ليوبخهم ويقرعهم على رءوس الأشهاد قبل أن يدخلهم النار.

لقد بين- سبحانه- بعد ذلك ما يقال للمجرمين فقال: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أى: ويقال للمجرمين في هذا اليوم- على سبيل الزجر والتأنيب انفردوا- أيها المجرمون- عن المؤمنين، واتجهوا إلى ما أعد لكم من عذاب في جهنم، بسبب كفركم وجحودكم للحق.

يقال: امتاز وتميز القوم بعضهم عن بعض، إذا انفصل كل فريق عن غيره.

قال تعالى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ

.

يقول تعالى مخبرا عما يؤول إليه حال الكفار يوم القيامة من أمره لهم أن يمتازوا ، بمعنى : يتميزون عن المؤمنين في موقفهم ، كقوله تعالى : ( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم ) [ يونس : 28 ] ، وقال تعالى : ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) [ الروم : 14 ] ، ( يومئذ يصدعون ) [ الروم : 43 ] أي : يصيرون صدعين فرقتين ، ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) [ الصافات : 22 ، 23 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)

يعني بقوله ( وَامْتَازُوا ) : تَميزوا؛ وهي افتعلوا، من ماز يميز، فعل يفعل منه: امتاز يمتاز امتيازا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) قال: عُزِلوا عن كل خير .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع، عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " إذَا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أمَرَ اللهُ جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ مِنْها عُنُقٌ ساطِعٌ مُظْلِمٌ، ثُمَّ يَقُولُ: ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ) .. الآية، إلى قوله هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) فيَتَمَيَّزُ النَّاسُ ويَجْثُونَ، وَهِيَ قَوْلُ اللهِ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ ... الآية " .

فتأويل الكلام إذن: وتميزوا من المؤمنين اليوم أيها الكافرون بالله، فإنكم واردون غير موردهم، داخلون غير مدخلهم.

المعاني :

وَامْتَازُوا :       تَمَيَّزُوا وَانْفَصِلُوا عَنِ المُؤْمِنِينَ السراج
وَٱمۡتَٰزُواْ :       تميَّزُوا، وانفرِدُوا عَنِ المؤمِنِينَ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[59] ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ قال مقاتل: «اعتزلوا اليوم من الصالحين».
وقفة
[59] ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ قال الضحاك: «إن لكل كافر في النار بيتًا؛ يدخل ذلك البيت، ويُردَم بابه بالنار، فيكون فيه أبد الآبدين، لا يرى ولا يُرى».
وقفة
[59] ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ من وقف على الحياد بين الحق والباطل، فلن يكون في مقدوره القيام بنفس الدور يوم القيامة.
وقفة
[59] ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ انفصلوا عن المؤمنين، لا تسيروا في ركابهم، فارقتموهم في الدنيا في الأعمال، فلتفارقوهم اليوم في الأحوال: هم في النعيم، وأنتم في الجحيم.
وقفة
[59] ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ قد نجتمع على خير لكن التصفية الحقيقية والتمايز في هذا الموقف، يوم القيامة.

الإعراب :

  • ﴿ وَامْتازُوا الْيَوْمَ:
  • الواو استئنافية. امتازوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اليوم: ظرف زمان-مفعول فيه-متعلق بامتازوا منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة. أي وانفردوا اليوم عن المؤمنين والجملة الفعلية «امتازوا» في محل نصب مفعول به-مقول القول-أي يقول لهم .. وعلى هذا التقدير تكون الواو عاطفة على الفعل المضمر في «قولا» الواردة في الآية الكريمة السابقة. أي ويقول لهم قولا .. ويقول لهم امتازوا.
  • ﴿ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ:
  • أي: اسم منادى بأداة نداء محذوفة. التقدير: يا أيها. مبني على الضم في محل نصب. و «ها» زائدة للتنبيه. المجرمون: صفة -نعت-لأي مرفوعة على لفظ‍ «أي» لا على محلها. وعلامة رفعها الواو لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [59] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ جزاءَ المتَّقينَ؛ ذكَرَ هنا جزاءَ المُجرِمين، قال تعالى:
﴿ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [60] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ..

التفسير :

[60] ويقول الله لهم -توبيخاً وتذكيراً-:ألم أُوصكم على ألسنة رسلي أن لا تعبدوا الشيطان ولا تطيعوه؟ إنه لكم عدو ظاهر العداوة.

{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} أي:آمركم وأوصيكم، على ألسنة رسلي، [وأقول لكم:]{ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} أي:لا تطيعوه؟ وهذا التوبيخ، يدخل فيه التوبيخ عن جميع أنواع الكفر والمعاصي، لأنها كلها طاعة للشيطان وعبادة له،{ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} فحذرتكم منه غاية التحذير، وأنذرتكم عن طاعته، وأخبرتكم بما يدعوكم إليه.

وقوله- تعالى- بعد ذلك: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ من جملة ما يقال لهم- أيضا- على سبيل التقريع والتوبيخ.

والعهد بالشيء: الوصية به، والمراد به هنا: وصية الله- تعالى- للناس على ألسنة رسله، أن يخلصوا له العبادة والطاعة، وأن يخالفوا: ما يوسوس لهم به الشيطان من شرك ومعصية قال الآلوسى: والمراد بالعهد هنا. ما كان منه- تعالى- على ألسنة الرسل- عليهم السلام- من الأوامر والنواهي التي من جملتها قوله- تعالى- يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ....

وقيل: هو الميثاق المأخوذ عليهم في عالم الذر، إذ قال- سبحانه- أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى.

وقيل: هو ما نصب لهم من الحجج العقلية والسمعية الآمرة بعبادة الله- تعالى- الزاجرة عن عبادة غيره ...

والمراد بعبادة الشيطان: طاعته فيما يوسوس به إليهم، ويزينه لهم، عبر عنها بالعبادة لزيادة التحذير والتنفير عنها .

والمعنى: لقد عهدت إليكم- يا بنى آدم- عهدا مؤكدا على ألسنة رسلي، أن لا تعبدوا الشيطان وأن لا تستمعوا لوسوسته، وأن لا تتبعوا خطواته، لأنه لكم عدو ظاهر العداوة، بحيث لا تخفى عداوته على أحد من العقلاء.

فجملة إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ تعليل لوجوب الانتهاء عن طاعة الشيطان.

وقوله تعالى : ( ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) : هذا تقريع من الله للكفرة من بني آدم ، الذين أطاعوا الشيطان وهو عدو لهم مبين ، وعصوا الرحمن وهو الذي خلقهم ورزقهم

وقول ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) وفي الكلام متروك استغني بدلالة الكلام عليه منه، وهو: ثم يقال: ألم أعهد إليكم يا بني آدم، يقول: ألم أوصكم وآمركم في الدنيا أن لا تعبدوا الشيطان فتطيعوه في معصية الله ( إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) يقول: وأقول لكم: إن الشيطان لكم عدو مبين، قد أبان لكم عداوته بامتناعه من السجود، لأبيكم آدم، حسدًا منه له، على ما كان الله أعطاه من الكرامة، وغُروره إياه، حتى أخرجه وزوجته من الجنة.

المعاني :

أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ :       أُوصِكُم وأُبَلِّغْكُم الميسر في غريب القرآن
أعْهَدْ إليكم :       أوصِكمْ أو أكلـّـفكمْ معاني القرآن

التدبر :

تفاعل
[60] ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ استعذ بالله الآن من الشيطان الرجيم.
وقفة
[60] ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ وهذا التوبيخ يدخل فيه التوبيخ عن جميع أنواع الكفر والمعاصي؛ لأنها كلها طاعة للشيطان وعبادة له.
وقفة
[60] ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ ما أقسى هذه العبارة مع ما فيها من تقريع ولوم وتبكيت بعد أن أمرهم بالتمايز، ثم أمرهم بمقاساة النار، فدائمًا ما يرتبط العذاب البدني في النار بالعذاب النفسي!
وقفة
[60] ﴿أَن لَّا تَعْبُدُوا ٱلشَّيْطَٰنَ﴾ يتدرج الشيطان بالإنسان من اتباع خطواته إلى عبادته ثم إلى نشر دعوته بنشر الرذيلة.
وقفة
[60] ﴿أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ عبادة الشيطان هي طاعة الهوى؛ لأن الشيطان لا يظهر للإنسان بصورته، بل بلباس الهوى ﴿أرأيت من اتخذ إلهه هواه﴾ [الفرقان: 43].
وقفة
[60] استحضار عداوة الشيطان من أعظم الأسباب المانعة من طاعته واتباع خطواته؛ فالعاقل لا يتبع عدوه ولا يطيعه ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾.
وقفة
[60-61] ﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ * وَأَنِ اعبُدوني هذا صِراطٌ مُستَقيمٌ﴾ التخلية أولًا ثم التحلية.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ:
  • الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. لم: حرف نفي وجزم وقلب. أعهد: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. اليكم: جار ومجرور متعلق بأعهد والميم علامة جمع الذكور. بمعنى: ألم أوصكم؟ بمعنى: قد عهدت اليكم.
  • ﴿ يا بَنِي آدَمَ:
  • أداة نداء. بني: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. و «آدم» مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-لأنه معرفة وعلى وزن-أفعل-وحذفت النون من «بني» لأن أصلها بنين للاضافة.
  • ﴿ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ:
  • أن: حرف تفسير لا عمل له والجملة الفعلية بعدها: مفسرة لا محل لها من الاعراب أو تكون تفسيرية مجرورة بحرف جر مقدر وجملة لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ» صلتها لا محل لها من الاعراب. لا: ناهية جازمة. تعبدوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه: حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الشيطان: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأعهد. التقدير: بعدم عبادة الشيطان.
  • ﴿ إِنَّهُ لَكُمْ:
  • انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «انّ» لكم: جار ومجرور متعلق بعدو والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ عَدُوٌّ مُبِينٌ:
  • خبر «ان» مرفوع بالضمة. مبين: صفة-نعت-لعدو مرفوعة مثلها بالضمة.'

المتشابهات :

الأعراف: 26﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ
الأعراف: 27﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ
الأعراف: 31﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ
الأعراف: 35﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي
يس: 60﴿أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [60] لما قبلها :     ولَمَّا أمَرَ اللهُ المُجرِمين أن يتميَّزوا عن المؤمنين وينفصلوا عنهم؛ ذكَرَ هنا ما يقال لهم على جهةِ التَّوبيخِ والتَّقريعِ، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أعهد:
1- بفتح الهمزة والهاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسر الهمزة، وهى قراءة طلحة، والهذيل بن شرحبيل الكوفي.
3- بكسر الهاء، وهى قراءة ابن وثاب.

مدارسة الآية : [61] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

التفسير :

[61] وأمرتكم بعبادتي وحدي، فعبادتي وطاعتي ومعصية الشيطان هي الدين القويم الموصل لمرضاتي وجنَّاتي.

{ و} أمرتكم{ أَنِ اعْبُدُونِي} بامتثال أوامري وترك زواجري،{ هَذَا} أي:عبادتي وطاعتي، ومعصية الشيطان{ صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} فعلوم الصراط المستقيم وأعماله ترجع إلى هذين الأمرين، أي:فلم تحفظوا عهدي، ولم تعملوا بوصيتي، فواليتم عدوكم.

وقوله: وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ بيان لما يجب عليهم أن يفعلوه بعد النهى عما يجب عليهم أن يجتنبوه.

و «أن» في قوله أَنْ لا تَعْبُدُوا وفي قوله وَأَنِ اعْبُدُونِي مفسرة، والجملة الثانية معطوفة على الأولى.

أى: لقد عهدت إليكم بأن تتركوا عبادة الشيطان، وعهدت إليكم أن تعبدونى وحدي دون غيرى.

والإشارة في قوله: هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ تعود إلى إخلاص العبادة لله- تعالى-.

أى: هذا الذي أمرتكم به من إخلاص العبادة والطاعة لي هو الطريق الواضح المستقيم، الذي يوصلكم إلى عز الدنيا، وسعادة الآخرة.

ولهذا قال : ( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) أي : قد أمرتكم في دار الدنيا بعصيان الشيطان ، وأمرتكم بعبادتي ، وهذا هو الصراط المستقيم ، فسلكتم غير ذلك واتبعتم الشيطان فيما أمركم به ; ولهذا قال :

وقوله ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) يقول: وألم أعهد إليكم أن اعبدوني دون كلّ ما سواي من الآلهة والأنداد، وإياي فأطيعوا، فإن إخلاص عبادتي، وإفراد طاعتي، ومعصية الشيطان، هو الدين الصحيح، والطريق المستقيم.

المعاني :

هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ :       عِبَادَتِي وَمَعْصِيَةُ الشَّيْطَانِ طَرِيقٌ قَوِيمٌ السراج

التدبر :

وقفة
[61] ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ كما أن الطبيب يقول للمريض: «لا تتناول كذا؛ فإنه يضرك»، ثم يقول له: «تناول هذا الدواء؛ لتقاوم المرض»، فكذلك يمنع الله عبده من أصل الداء، وهو اتباع الشيطان، ويوصيه بالدواء، وهو العبادة.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَنِ اعْبُدُونِي:
  • الواو عاطفة. ان: معطوفة على «أن» في الآية السابقة وتعرب إعرابها. وكسرت نونها لالتقاء الساكنين. اعبدوني: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون للوقاية. والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة «اعبدوني» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الاعراب أي الجملة المفسرة. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف الجر المقدر والجار والمجرور متعلق بأعهد. التقدير والمعنى. ألم أوصكم بعبادتي أنا.
  • ﴿ هذا صِراطٌ‍ مُسْتَقِيمٌ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والاشارة الى ما عهد اليهم بمعصية الشيطان وطاعة الرحمن. صراط‍: خبر «هذا» مرفوع بالضمة. مستقيم: صفة-نعت-لصراط‍ مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة. أي وهذا طريق قويم لا صراط‍ أقوم منه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [61] لما قبلها :     ولَمَّا مَنَع عبادةَ الشَّيطانِ؛ حَمَل على عبادةِ الرَّحمنِ، قال تعالى:
﴿ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [62] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ..

التفسير :

[62] ولقد أضلَّ الشيطان عن الحق منكم خلقاً كثيراً، أفما كان لكم عقل -أيها المشركون- ينهاكم عن اتباعه؟

{ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} أي:خلقا كثيرا.

{ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} أي:فلا كان لكم عقل يأمركم بموالاة ربكم ووليكم الحق، ويزجركم عن اتخاذ أعدى الأعداء لكم وليا، فلو كان لكم عقل صحيح لما فعلتم ذلك.

وقوله- سبحانه- وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ استئناف مسوق لتأكيد النهى عن طاعة الشيطان. ولتشديد التوبيخ لمن اتبع خطواته.

«وجبلا كثيرا» بمعنى: خلقا كثيرا حتى إنهم لكثرتهم كالجبل العظيم.

ولفظ «جبلّا» قرأه نافع وعاصم- بكسر الجيم والباء، وقرأه ابن كثير وحمزة والكسائي جِبِلًّا بضم الجيم وتسكين الباء مع تخفيف اللام وجميع القراءات بمعنى واحد. أى: ولقد أغوى الشيطان منكم يا بنى آدم خلقا كثيرا، فهل عقلتم ذلك، واتعظتم بما فعله مع كثير من أبناء جنسكم، وأخلصتم لنا العبادة والطاعة، واتخذتم الشيطان عدوا لكم كما صرح بعداوتكم. وبالعمل على إغوائكم.

قال- تعالى-: إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا، إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ .

وقال- سبحانه- حكاية عنه. قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ .

( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ) ، يقال : " جبلا " بكسر الجيم ، وتشديد اللام . ويقال : " جبلا " بضم الجيم والباء ، وتخفيف اللام . ومنهم من يسكن الباء . والمراد بذلك الخلق الكثير ، قاله مجاهد ، والسدي ، وقتادة ، وسفيان بن عيينة .

وقوله : ( أفلم تكونوا تعقلون ) ؟ أي : أفما كان لكم عقل في مخالفة ربكم فيما أمركم به من عبادته وحده لا شريك له ، وعدولكم إلى اتباع الشيطان ؟!

قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن إسماعيل بن رافع ، عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة أمر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ، يقول : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التي كنتم توعدون ) امتازوا اليوم أيها المجرمون فيتميز الناس ويجثون ، وهي التي يقول الله تعالى : ( وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون ) [ الجاثية : 28 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)

يعني تعالى ذكره بقوله ( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا ) : ولقد صد الشيطان منكم خلقًا كثيرا عن طاعتي، وإفرادي بالألوهة حتى عبدوه، واتخذوا من دوني آلهة يعبدونها.

كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا ) قال: خلقا .

واختلف القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة وبعض الكوفيين ( جِبِلا) بكسر الجيم وتشديد اللام، وكان بعض المكِّيين وعامة قراء الكوفة يقرءونه (جُبُلا) بضم الجيم والباء وتخفيف اللام. وكان بعض قراء البصرة يقرؤه: (جُبْلا) بضم الجيم وتسكين الباء، وكل هذه لغات معروفات، غير أني لا أحب القراءة في ذلك إلا بإحدى القراءتين اللتين إحداهما بكسر الجيم وتشديد اللام، والأخرى: ضم الجيم والباء وتخفيف اللام، لأن ذلك هو القراءة التي عليها عامة قراء الأمصار.

وقوله ( أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ) يقول: أفلم تكونوا تعقلون أيها المشركون، إذ أطعتم الشيطان في عبادة غير الله، أنه لا ينبغي لكم أن تطيعوا عدوكم وعدو الله، وتعبدوا غير الله.

المعاني :

جِبِلًّا :       خَلْقًا السراج
جـِــبـِـلاّ :       خلقـًـا أو جماعة عظيمة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[62] ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا﴾ كم نسبة الضالين من البشر؟! عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَا آدَمُ»، فَيَقُولُ: «لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ, وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ», فيَقُولُ: «أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ»، قَالَ: «وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟»، قَالَ: «مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ». [البخاري 3348].
تفاعل
[62] ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[62] ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ﴾ الشيطان أضل من المتقدمين أممًا كثيرة، وهم أسلم عقولًا وأقوي شأنًا, فكم إذن أضل من المتأخرين الذين هم أقل عقولًا وأضعف حالًا.
وقفة
[62] ﴿ولقد أضلّ منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون﴾ رغم خطورة عداوة الشيطان وتأثيرها، فإنه لا يدركها ولا يميزها إلا قليل من العقلاء.
وقفة
[62] ﴿أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ﴾ تقريع على عتبات النار: يضاعف عذابها على عدم انتفاعهم بنعمة العقل الذي ركبه فيهم، حيث استعملوه فيها يضرهم، ولتلبية حظوظهم وشهواتهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ:
  • الواو استئنافية. تفيد التعليل. اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. اضل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي الشيطان بمعنى لقد أغوى.
  • ﴿ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً:
  • جار ومجرور متعلق بأضل والميم علامة جمع الذكور. جبلا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي خلقا. كثيرا: صفة -نعت-لجبلا منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.
  • ﴿ أَفَلَمْ تَكُونُوا:
  • الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. الفاء: زائدة-تزيينية- لم: حرف نفي وجزم وقلب و «تكونوا» فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكون» والألف فارقة. وفي القول تأكيد بمعنى: قد كنتم تعقلون.
  • ﴿ تَعْقِلُونَ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب خبر «تكونوا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى: قد كنتم تعقلون أي تفهمون ان الشيطان اغوى خلقا كثيرا فأهلكهم. ومفعول «تعقلون» محذوف لأنه معلوم أي تعقلون ذلك الاضلال.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [62] لما قبلها :     وبعد أن نبههم اللهُ إلى أنهم نقضوا العهد؛ وبخهم هنا على عدم اتعاظهم بغيرهم ممن أوقعهم الشيطان في المهالك، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

جبلا:
1- بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وهى قراءة نافع، وعاصم، وأبى حيوة، وسهيل، وأبى جعفر، وشيبة، وأبى رجاء، والحسن، بخلاف عنه.
وقرئ:
2- بضم الجيم وإسكان الباء، وهى قراءة العربيين، والهذيل بن شرحبيل.
3- بضمهما وتخفيف اللام، وهى قراءة باقى السبعة.
4- بضمهما وتشديد اللام، وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحاق، والزهري، وابن هرمز، وعبد الله ابن عبيد بن عمير، وحفص بن حميد.
5- بكسر الجيم وسكون الباء، وهى قراءة الأشهب العقيلي، واليماني، وحماد بن مسلمة، عن عاصم.
6- بكسرتين وتخفيف اللام، وهى قراءة الأعمش.
7- بكسر الجيم وفتح الباء وتخفيف اللام.
8- جيلا، بكسر الجيم، بعدها ياء، واحد «الأجيال» ، وهى قراءة على بن أبى طالب، وبعض الخراسانيين.
تكونوا:
1- بتاء الخطاب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بياء الغيبة، عائدا على «جبل» ، وهى قراءة طلحة، وعيسى.

مدارسة الآية : [63] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ

التفسير :

[63] هذه جهنم التي كنتم توعدون بها في الدنيا على كفركم بالله وتكذيبكم رسله.

فإذا أطعتم الشيطان، وعاديتم الرحمن، وكذبتم بلقائه، ووردتم القيامة دار الجزاء، وحق عليكم القول بالعذاب فـ{ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} وتكذبون بها، فانظروا إليها عيانا، فهناك تنزعج منهم القلوب، وتزوغ الأبصار، ويحصل الفزع الأكبر.

وبعد هذا التوبيخ لمن أطاعوا الشيطان، يقال لهم في النهاية: هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ.

أى: هذه جهنم ماثلة أمام أعينكم أيها الكافرون، وهي التي كنتم توعدون بها في الدنيا.

وكنتم تقابلون ذلك بالسخرية والتكذيب.

يقال للكفرة من بني آدم يوم القيامة ، وقد برزت الجحيم لهم تقريعا وتوبيخا : ( هذه جهنم التي كنتم توعدون ) أي : هذه التي حذرتكم الرسل فكذبتموهم ،

وقوله ( هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) يقول: هذه جهنم التي كنتم توعدون بها في الدنيا على كفركم بالله، وتكذيبكم رسله، فكنتم بها تكذبون. وقيل: إن جهنم أول باب من أبواب النار.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[63] ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ هذه جهنم التي توعَّدكم الله بها إن عصيتموه، بل وعاديتم من حذَّركم منها وقاطعتموه، وتشاءمتم من خطاب الترهيب وتناسيتموه، فطالعوا هذا العذاب قبل أن تذوقوه.
تفاعل
[63] ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ استعذ بالله من جهنم.

الإعراب :

  • ﴿ هذِهِ جَهَنَّمُ:
  • اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. جهنم: خبر«هذه» مرفوع بالضمة ولم تنون لأنها ممنوع من الصرف-التنوين-للمعرفة والتأنيث.
  • ﴿ الَّتِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة-نعت-لجهنم. ويجوز أن تكون «جهنم» بدلا من اسم الاشارة «هذه» واسم الموصول «التي» في محل رفع خبر «هذه».
  • ﴿ كُنْتُمْ تُوعَدُونَ:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: كنتم توعدونها. أي يعدكم بها رسلكم. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل -ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» توعدون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وجملة «توعدون» في محل نصب خبرها.'

المتشابهات :

يس: 63﴿ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
الرحمن: 43﴿ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [63] لما قبلها :     وبعد أن وَبَّخَهم اللهُ، وأنكَرَ عليهم أن يَفعَلوا فِعلَ مَن لا عَقلَ له؛ خُوطبوا هنا بما يزيدهم حسرةً وألمًا، قال تعالى:
﴿ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [64] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ

التفسير :

[64] ادخلوها اليوم وقاسوا حرَّها؛ بسبب كفركم.

ثم يكمل ذلك، بأن يؤمر بهم إلى النار، ويقال لهم:{ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} أي:ادخلوها على وجه تصلاكم، ويحيط بكم حرها، ويبلغ منكم كل مبلغ، بسبب كفركم بآيات اللّه، وتكذيبكم لرسل اللّه.

اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ أى: ذوقوا حرها ولهيبها وسعيرها، بسبب كفركم في الدنيا، وموتكم على هذا الكفر.

والأمر في قوله- تعالى-: اصْلَوْهَا للتحقير والإهانة، كما في قوله- تعالى-: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ والذين يأمرونهم بذك هم خزنة النار، بأمر من الله- تعالى- ثم تنتقل السورة الكريمة فتحكى لنا جانبا آخر من أحوال الكافرين في هذا اليوم العصيب، كما تحكى لنا جانبا من مظاهر قدرة الله- تعالى- فتقول:

( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون ) ، كما قال تعالى : ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ) [ الطور : 13 - 15 ] .

وقوله ( اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) يقول: احترقُوا بها اليوم ورِدُوها؛ يعني باليوم: يوم القيامة ( بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) : يقول: بما كنتم تَجْحدونها في الدنيا، وتكذبون بها.

المعاني :

ٱصۡلَوۡهَا :       ادخُلُوا جَهَنَّمَ وقاسُوا حَرَّها الميسر في غريب القرآن
اصلوها :       ادخلوها أو قاسوا حرّها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[64] ﴿اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ لا عقوبة إلا بذنب، وعدالة الله مطلقة.
تفاعل
[64] ﴿اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[64] ﴿اصلَوهَا اليَومَ بِما كُنتُم تَكفُرونَ﴾ الله عدل.

الإعراب :

  • ﴿ اصْلَوْهَا:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بمعنى: ادخلوها. أي ادخلوا جهنم.
  • ﴿ الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ:
  • ظرف زمان-مفعول فيه-متعلق باصلوها منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. وجملة كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به أو صلة له. التقدير: بما كنتم تكفرونه أو تكفرون به. والمعنى بسبب ما كنتم تكفرون فحذف المضاف المجرور وأقيم المضاف اليه مقامه. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية. أي بسبب كفركم.
  • ﴿ تَكْفُرُونَ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

يس: 64﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
الطور: 16﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [64] لما قبلها :     وبعد أن خُوطبوا بما يزيدهم حسرةً وألمًا؛ أمرهم اللهُ أمر إهانة وتحقير لهم، قال تعالى:
﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [65] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا ..

التفسير :

[65] اليوم نطبع على أفواه المشركين فلا ينطقون، وتُكلِّمنا أيديهم بما بطشت به، وتشهد أرجلهم بما سعت إليه في الدنيا، وكسبت من الآثام.

قال الله تعالى في بيان وصفهم الفظيع في دار الشقاء:{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} بأن نجعلهم خرسا فلا يتكلمون، فلا يقدرون على إنكار ما عملوه من الكفر والتكذيب.{ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} أي:تشهد عليهم أعضاؤهم بما عملوه، وينطقها الذي أنطق كل شيء.

والمراد باليوم في قوله- تعالى-: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ ... يوم القيامة.

وقوله: نَخْتِمُ من الختم، والختم الوسم على الشيء بطابع ونحوه. مأخوذ من وضع الخاتم على الشيء وطبعه فيه للاستيثاق، لكي لا يخرج منه ما هو بداخله، ولا يدخله ما هو خارج عنه.

أى: في يوم القيامة نختم على أفواه الكافرين فنجعلها لا تنطق، وإنما تكلمنا أيديهم، وتشهد عليهم أرجلهم بما كانوا يكسبونه في الدنيا من أقوال باطلة، وأفعال قبيحة.

قالوا: وسبب الختم على أفواههم، أنهم أنكروا أنهم كانوا مشركين في الدنيا، كما حكى عنهم- سبحانه- ذلك في قوله- تعالى-: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ أو ليكونوا معروفين لأهل الموقف في ذلك اليوم العصيب، أو لأن إقرار غير الناطق أبلغ في الحجة من إقرار الناطق، أو ليعلموا أن أعضاءهم التي ارتكبت المعاصي في الدنيا، قد صارت شهودا عليهم في الآخرة.

وجعل- سبحانه- ما تنطق به الأيدى كلاما، وما تنطق به الأرجل شهادة، لأن مباشرة المعاصي- غالبا- تكون بالأيدى، أما الأرجل فهي حاضرة لما ارتكب بالأيدى من سيئات، وقول الحاضر على غيره شهادة بما له، أما قول الفاعل فهو إقرار ونطق بما فعله.

قال الجمل: وقال الكرخي: أسند سبحانه فعل الختم إلى نفسه، وأسند الكلام والشهادة إلى الأيدى والأرجل، لئلا يكون فيه احتمال أن ذلك منهم كان جبرا، أو قهرا. والإقرار مع الإجبار غير مقبول. فقال: تكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم، أى باختيارها بعد إقدار الله لها على الكلام، ليكون أدل على صدور الذنب منهم .

وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات جملة من الأحاديث. التي صرحت بأن أعضاء الإنسان تشهد عليه يوم القيامة بما ارتكبه في الدنيا من سيئات. ومن تلك الأحاديث ما جاء عن أنس بن مالك- رضى الله عنه- أنه قال: كنا عند النبي صلّى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: «أتدرون مم أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال من مجادلة العبد ربه يوم القيامة.

يقول: رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى، فيقول: لا أجيز علىّ إلا شاهدا من نفسي، فيقول الله- تعالى- له: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا، وبالكرام الكاتبين شهودا.

قال: فيختم على فيه، ويقال لأركانه- أى لأعضائه-: انطقى. فتنطق بما عمله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بعدا وسحقا فعنكن كنت أناضل» . .

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ .

وقوله تعالى : ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) : هذا حال الكفار والمنافقين يوم القيامة ، حين ينكرون ما اجترموه في الدنيا ، ويحلفون ما فعلوه ، فيختم الله على أفواههم ، ويستنطق جوارحهم بما عملت .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة ، حدثنا منجاب بن الحارث التميمي ، حدثنا أبو عامر الأسدي ، حدثنا سفيان ، عن عبيد المكتب ، عن الفضيل بن عمرو ، عن الشعبي ، عن أنس بن مالك قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : " أتدرون مم أضحك ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : " من مجادلة العبد ربه يوم القيامة ، يقول : رب ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول : بلى . فيقول : لا أجيز علي إلا شاهدا من نفسي . فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ، وبالكرام الكاتبين شهودا . فيختم على فيه ، ويقال لأركانه : انطقي . فتنطق بعمله ، ثم يخلى بينه وبين الكلام ، فيقول : بعدا لكن وسحقا ، فعنكن كنت أناضل " .

وقد رواه مسلم والنسائي ، كلاهما عن أبي بكر بن أبي النضر ، عن أبي النضر ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي ، عن سفيان - هو الثوري - به . ثم قال النسائي : [ لا أعلم أحدا روى هذا الحديث عن سفيان غير الأشجعي ، وهو حديث غريب ، والله تعالى أعلم .

كذا قال ، وقد تقدم من رواية أبي عامر عبد الملك بن عمرو الأسدي - وهو العقدي - عن سفيان .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام ، فأول ما يسأل عن أحدكم فخذه وكتفه " . رواه النسائي ] عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، به .

وقال سفيان بن عيينة ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث القيامة الطويل ، قال فيه : " ثم يلقى الثالث فيقول : ما أنت ؟ فيقول : أنا عبدك ، آمنت بك وبنبيك وبكتابك ، وصمت وصليت وتصدقت - ويثني بخير ما استطاع - قال : فيقال له : ألا نبعث عليك شاهدنا ؟ قال : فيفكر في نفسه ، من الذي يشهد عليه ، فيختم على فيه ، ويقال لفخذه : انطقي . فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل ، وذلك المنافق ، وذلك ليعذر من نفسه . وذلك الذي سخط الله عليه " .

ورواه مسلم وأبو داود ، من حديث سفيان بن عيينة ، به بطوله .

ثم قال ابن أبي حاتم ، رحمه الله : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد ، عن عقبة بن عامر ; أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه ، فخذه من الرجل اليسرى " . .

ورواه ابن جرير عن محمد بن عوف ، عن عبد الله بن المبارك ، عن إسماعيل بن عياش ، به مثله .

وقد جود إسناده الإمام أحمد ، رحمه الله ، فقال : حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد الحضرمي ، عمن حدثه عن عقبة بن عامر ; أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه ، فخذه من الرجل الشمال " .

وقال ابن جرير : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن حميد بن هلال قال : قال أبو بردة : قال أبو موسى هو الأشعري ، رضي الله عنه - : يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة ، فيعرض عليه ربه عمله فيما بينه وبينه ، فيعترف فيقول : نعم أي رب ، عملت عملت عملت . قال : فيغفر الله له ذنوبه ، ويستره منها . قال : فما على الأرض خليقة ترى من تلك الذنوب شيئا ، وتبدو حسناته ، فود أن الناس كلهم يرونها ، ويدعى الكافر والمنافق للحساب ، فيعرض ربه عليه عمله ، فيجحد فيقول : أي رب ، وعزتك لقد كتب علي هذا الملك ما لم أعمل . فيقول له الملك : أما عملت كذا ، في يوم كذا ، في مكان كذا ؟ فيقول : لا وعزتك أي رب ما عملته . فإذا فعل ذلك ختم على فيه . قال أبو موسى الأشعري : فإني أحسب أول ما ينطق منه الفخذ اليمنى ، ثم تلا ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) .

القول في تأويل قوله تعالى : الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)

يعني تعالى ذكره بقوله ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ) : اليوم نطبع على أفواه المشركين، وذلك يوم القيامة ( وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ ) بما عملوا في الدنيا من معاصي الله ( وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ ) قيل: إن الذي ينطق من أرجلهم: أفخاذهم من الرجل اليُسرى ( بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) في الدنيا من الآثام.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: ثنا يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، قال: قال أبو بردة: قال أبو موسى: يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة، فيعرض عليه ربُّه عمله فيما بينه وبينه، فيعترف فيقول: نعم أي رب عملت عملت عملت، قال: فيغفر الله له ذنوبه، ويستره منها، فما على الأرض خليقة ترى من تلك الذنوب شيئًا، وتبدو حسناته، فود أن الناس كلهم يرونها؛ ويدعى الكافر والمنافق للحساب، فيعرض عليه ربه عمله فيجحده، ويقول أي: رب، وعزتك لقد كتب عليّ هذا الملك ما لم أعمل، فيقول له الملك: أما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا؟ فيقول: لا وعزتك أي رب، ما عملته، فإذا فعل ذلك ختم على فيه. قال الأشعري: فإني أحسب أول ما ينطق منه لفخذه اليمنى، ثم تلا( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنى يحيى، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن الشعبي، قال: يقال للرجل يوم القيامة: عملت كذا وكذا، فيقول: ما عملت، فيختم على فيه، وتنطق جوارحه، فيقول لجوارحه: أبعدكن الله، ما خاصمت إلا فيكن .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ) .... الآية، قال: قد كانت خصومات وكلام، فكان هذا آخره، ( نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ).

حدثني محمد بن عوف الطائي، قال: ثنا ابن المبارك، عن ابن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عقبة بن عامر، أنه سمع النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: " أوَّلُ شَيْءٍ يَتَكَلَّمُ مِنَ الإنْسانِ، يَوْمَ يَخْتِمُ اللهُ على الأفْوَاهِ، فَخِذُهُ مِنْ رِجْلِهِ اليُسْرَى " .

المعاني :

نَخْتِمُ :       نَطْبَعُ السراج

التدبر :

وقفة
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ قيل: لأن اليد مباشرة لعمله، والرجل حاضرة، وقول الحاضر على غيره شهادة، وقول الفاعل على نفسه إقرار بما قال أو فعل، فلذلك عبر عما صدر من الأيدي بالقول، وعما صدر من الأرجل بالشهادة .
وقفة
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ أعضاء الإنسان تشهد عليه يوم القيامة.
وقفة
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ يجادل العبد يوم القيامة ربه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَضَحِكَ، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ»، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَلَمْ تُجِرْنِى مِنَ الظُّلْمِ؟ قَالَ: يَقُولُ بَلَى، قَالَ فَيَقُولُ فَإِنِّى لاَ أُجِيزُ عَلَى نَفْسِى إِلاَّ شَاهِدًا مِنِّى، قَالَ فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطِقِى، قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ، فَيَقُولُ بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ» [مسلم 2969].
وقفة
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ لا تتعب نفسك وتغلق الأبواب لتعصي؛ فشهودك معك.
عمل
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ إذا كنت لوحدك وفكرت بفعل المعصية فلا تغتر بصمت أعضائك؛ فإن لها يومًا تتكلم فيه.
عمل
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ استعد ليومٍ تشهد فيه اليد التي تتحرك على شاشة الجوال ولوحة المفاتيح.
وقفة
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ ما الحكمة من ختم الأفواه وكلام الأيدي؟ هو جسم واحد سيعذب كله! الجواب: في وقت الحساب يوم القيامة ينكر بعض الناس ما كتب في صحائف أعمالهم، فيحضر الله له شهودًا من جسده، فينطق الله جوارحه بما كان يفعل حتى لا تكون له حجة.
وقفة
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ سمَّى نطق اليد كلامًا، ونطق الرجل شهادةً؛ لأن الغالب في كونها فاعلة، وفي الرِّجْلِ كونها حاضرة، وقولُ الفاعل على نفسه إقرارٌ لا شهادة، وقولُ الحاضر على غيره شهادة.
وقفة
[65] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ بعد عصر الفيس بوك ستطول شهادة الأيدي.
وقفة
[65] قال أحدهم: «كنت في طريقي في هذه الإجازة لفعل الفاحشة وفجأة، تذكرت وقوفي بين يدي الله وتذكرت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، فغيرت مساري، ورجعت لبيتي، فحمدت الله على فضله أن عصمني من كبيره من كبائر الذنوب، بسبب تدبر هذه الآية».
عمل
[65] اعمل عملًا صالحًا بجوارحك؛ كمساعدة مسلم، أو إماطة أذى عن الطريق، أو مشيٍ إلى صلاة، أو نحو ذلك ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
وقفة
[65] ﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ الجوارحُ ستنطقُ، فجَهِّزْها لتنطِقَ بما يسرُّك.
وقفة
[65] ﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ ظننت نفسك في الدنيا خاليًا، وما علمت أن جوارحك كانت معك شهدت عليك، وستؤدي الشهادة غدًا بين يدي الله.

الإعراب :

  • ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ:
  • مفعول فيه-ظرف زمان-متعلق بنختم وقد قدم على متعلقه. منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نختم» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن بمعنى نطبع.
  • ﴿ عَلى أَفْواهِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بنختم. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ:
  • الواو عاطفة. تكلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. أيدي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بمعنى: تنطق أيديهم.
  • ﴿ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ:
  • الواو عاطفة. تشهد أرجلهم: تعرب اعراب «تكلم أيديهم» وعلامة رفع الفاعل الضمة الظاهرة.
  • ﴿ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ:
  • أعربت في الآية الكريمة السابقة. أي تعرب مثلها. واسم «كان» الواو وهو ضمير متصل في محل رفع.'

المتشابهات :

النور: 24﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يس: 65﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     وبعد توبيخهم؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنهم يوم القيامة لا يستطيعون دفاعًا عن أنفسهم، وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم، قال تعالى:
﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

نختم:
وقرئ:
يختم، مبنيا للمفعول.
وتكلمنا:
وقرئ:
1- ولتكلمنا، بلام الأمر والجزم.
2- ولتكلمنا، بلام «كى» ، ورويت عن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن جده طلحة.
3- وتتكلم، بتاءين.
وتشهد:
وقرئ:
1- ولتشهد، بلام الأمر والجزم.
2- ولتشهد، بلام «كى» ، ورويت عن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن جده طلحة.

مدارسة الآية : [66] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ ..

التفسير :

[66] ولو نشاء لطمسنا على أعينهم بأن نُذْهب أبصارهم، كما ختمنا على أفواههم، فبادَروا إلى الصراط ليجوزوه، فكيف يتحقق لهم ذلك وقد طُمِست أبصارهم؟

{ وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ} بأن نُذْهِبَ أبصارهم، كما طمسنا على نطقهم.{ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ} أي:فبادروا إليه، لأنه الطريق إلى الوصول إلى الجنة،{ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} وقد طمست أبصارهم.

ثم بين- سبحانه- أن هؤلاء الكافرين هم في قبضته في كل وقت فقال: وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ.

وقوله: لَطَمَسْنا الطمس إزالة أثر الشيء عن طريق محوه. يقال: طمست الشيء طمسا- من باب ضرب- بمعنى محوته وأزلت أثره، والمطموس والطميس الأعمى. ومفعول المشيئة محذوف. والصراط: الطريق وهو منصوب بنزع الخافض.

أى: ولو نشاء طمس أعينهم بأن نمحو عنها الرؤية والإبصار لفعلنا، ولكنا لم نفعل بهم ذلك فضلا منا عليهم، ورحمة بهم، فكان من الواجب عليهم أن يقابلوا نعمنا بالشكر لا بالكفر.

وقوله- سبحانه-: فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ معطوف على لَطَمَسْنا على سبيل الفرض.

أى: لو نشاء محو أبصارهم لمحوناها، فلو أرادوا في تلك الحالة المبادرة إلى الطريق ليسيروا فيه، أو ليعبروه لما استطاعوا ذلك. لأنهم كيف يستطيعون ذلك وهم لا يبصرون شيئا.

فالاستفهام في قوله- تعالى-: فَأَنَّى يُبْصِرُونَ لاستبعاد اجتيازهم الطريق، ونفى قدرتهم على التصرف.

وقوله : ( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ) : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في تفسيرها : يقول : ولو نشاء لأضللناهم عن الهدى ، فكيف يهتدون ؟ وقال مرة : أعميناهم .

وقال الحسن البصري : لو شاء الله لطمس على أعينهم ، فجعلهم عميا يترددون .

وقال السدي : لو شئنا أعمينا أبصارهم .

وقال مجاهد ، وأبو صالح ، وقتادة ، والسدي : ( فاستبقوا الصراط ) يعني الطريق .

وقال ابن زيد : يعني بالصراط هاهنا الحق ، ( فأنى يبصرون ) وقد طمسنا على أعينهم ؟

وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( فأنى يبصرون ) ] يقول ] : لا يبصرون الحق .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66)

اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ ) فقال بعضهم: معنى ذلك: ولو نشاء لأعميناهم عن الهدى، وأضللناهم عن قصد المَحَجَّة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ ) يقول: أضللتهم وأعميتهم عن الهدى وقال آخرون: معنى ذلك: ولو نشاء لتركناهم عميا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) قال: لو يشاء لطمس على أعينهم فتركهم عميًا يترددون .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) يقول: لو شئنا لتركناهم عميا يترددون . وهذا القول الذي ذكرناه عن الحسن وقتادة أشبه بتأويل الكلام، لأن الله إنما تهدد به قومًا كفارا، فلا وجه لأن يقال: وهم كفار، لو نشاء لأضللناهم وقد أضلهم، ولكنه قال: لو نشاء لعاقبناهم على كفرهم، فطمسنا على أعينهم فصيرناهم عميا لا يبصرون طريقا، ولا يهتدون له؛ والطَّمْس على العين: هو أن لا يكون بين جفني العين غرٌّ، وذلك هو الشق الذي بين الجفنين (3) كما تطمس الريح الأثر، يقال: أعمى مطموس وطميس.

وقوله ( فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ ) يقول: فابتدروا الطريق.

كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ ) قال الطريق .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ ) أي: الطريق .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ ) قال: الصراط، الطريق .

وقوله ( فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) يقول: فأي وجه يبصرون أن يسلكوه من الطرق، وقد طمسنا على أعينهم.

كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) وقد طمسنا على أعينهم .

وقال الذين وجهوا تأويل قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ ) إلى أنه معني به العمى عن الهدى، تأويل قوله ( فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) : فأنى يهتدون للحق.

* ذكر من قال ذلك:

-حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) يقول: فكيف يهتدون .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) يقول: لا يبصرون الحق .

------------------------

الهوامش:

(3) كذا في مجاز القرآن لأبي عبيدة (مصورة الجامعة، الورقة 207).

المعاني :

لَطَمَسۡنَا عَلَىٰٓ أَعۡيُنِهِمۡ :       لصَيرَّناها مَمْسُوحَةً لا يُرى لها شِقٌّ ولا جَفْنٌ الميسر في غريب القرآن
لطمسنا :       لصيّرناها ممسوحة لا يُرى لها شق معاني القرآن
فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ :       بَادَرُوا إِلَى الطَّرِيقِ؛ لِيَجْتَازُوهُ السراج
فَٱسۡتَبَقُواْ ٱلصِّرَٰطَ :       بادَرُوا إليه الميسر في غريب القرآن
فاستبقوا الصّراط :       ابْتـَـدروا الطّريق ليَجوزوه معاني القرآن
فَأَنَّىٰ يُبۡصِرُونَ :       فكيفَ يُبْصِرُونَ وقد طُمِسَتْ أَبْصارُهُم؟ الميسر في غريب القرآن
فأنّى يبصرون ؟ :       فكيف يُبصرون الطريق؟ معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[66] ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ﴾ ولو نشاء طمس أعينهم لنمحو عنها الرؤية والإبصار لفعلنا، ولكنا لم نفعل رحمة بهم، وكان الواجب أن يقابلوا النعمة بالشكر لا بالكفر، وقوله: ﴿فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ﴾ أي لو أرادوا بعد الطمس على العيون المبادرة إلى الطريق الذي اعتادوا سلوكه، لا يقدرون لأنهم لا يبصرون، وهذا تهديد شديد حال استمرارهم في الكفر.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَوْ نَشاءُ:
  • الواو عاطفة. لو: حرف شرط‍ غير جازم. نشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
  • ﴿ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. اللام واقعة في جواب «لو» طمس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. على أعين: جار ومجرور متعلق بطمسنا. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بمعنى لمسحنا أعينهم أي أعميناهم عقابا لهم.
  • ﴿ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ‍:
  • الفاء سببية. استبقوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الصراط‍: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ويجوز أن يكون بمعنى فتسابقوا الى الصراط‍ فحذف الجار وأوصل الفعل.
  • ﴿ فَأَنّى يُبْصِرُونَ:
  • الفاء استئنافية. أنى: اسم استفهام مبني على السكون بمعنى «كيف» في محل نصب متعلق بحال. وهو في الأصل منصوب على الظرفية الزمانية او المكانية فقدر تعلقه بالحال على معنى «كيف».يبصرون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعوله لأن ما قبله يدل عليه. بمعنى فكيف يبصرون الطريق أو سلوك الطريق.:'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ قدرتَه على أن يختم على أفواههم، فلا يستطيعون الكلام، وتنطق باقي جوارحهم؛ ذَكَّرَهم هنا بشدةِ ضعفِهم، وبأنهم في قبضتِه في كل وقت، قال تعالى:
﴿ وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [67] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ ..

التفسير :

[67] ولو شئنا لَغَيَّرنا خلقهم وأقعدناهم في أماكنهم، فلا يستطيعون أن يَمْضوا أمامهم، ولا يرجعوا وراءهم.

{ وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} أي:لأذهبنا حركتهم{ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا} إلى الأمام{ وَلَا يَرْجِعُونَ} إلى ورائهم ليبعدوا عن النار. والمعنى:أن هؤلاء الكفار، حقت عليهم كلمة العذاب، ولم يكن بُدٌّ من عقابهم.

وفي ذلك الموطن، ما ثَمَّ إلا النار قد برزت، وليس لأحد نجاة إلا بالعبور على الصراط، وهذا لا يستطيعه إلا أهل الإيمان، الذين يمشون في نورهم، وأما هؤلاء، فليس لهم عند اللّه عهد في النجاة من النار؛ فإن شاء طمس أعينهم وأبقى حركتهم، فلم يهتدوا إلى الصراط لو استبقوا إليه وبادروه، وإن شاء أذهب حراكهم فلم يستطيعوا التقدم ولا التأخر. المقصود:أنهم لا يعبرونه، فلا تحصل لهم النجاة.

وقوله- سبحانه-: وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ، فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ والمسخ: تبديل الخلقة وتحويلها من حال إلى حال، ومن هيئة إلى هيئة.

أى: وفي قدرتنا إذا شئنا، أن نغير صورهم الإنسانية إلى صور أخرى قبيحة، كأن نحولهم إلى قردة أو حيوانات وهم عَلى مَكانَتِهِمْ أى: وهم في مكانهم الذي يقيمون فيه فَمَا اسْتَطاعُوا بسبب هذا المسخ مُضِيًّا أى: ذهابا إلى مقاصدهم وَلا يَرْجِعُونَ أى: ولما استطاعوا- أيضا- إذا ذهبوا أن يرجعوا.

أى: في إمكاننا أن نمسخهم وهم جالسون في أماكنهم، فلا يقدرون أن يمضوا إلى الأمام، أو أن يعودوا إلى الخلف.

فالمقصود بالآيتين الكريمتين تهديدهم على استمرارهم في كفرهم، وبيان أنهم تحت قدرة الله- تعالى- وفي قبضته، وأنه- سبحانه- قادر على أن يفعل بهم ما يشاء من طمس للأبصار، ومن مسخ للصور، ومن غير ذلك مما يريده- تعالى-.

وقوله : ( ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم ) قال العوفي عن ابن عباس : أهلكناهم .

وقال السدي : يعني : لغيرنا خلقهم .

وقال أبو صالح : لجعلناهم حجارة .

وقال الحسن البصري ، وقتادة : لأقعدهم على أرجلهم .

ولهذا قال تعالى : ( فما استطاعوا مضيا ) أي : إلى أمام ، ( ولا يرجعون ) أي : إلى وراء ، بل يلزمون حالا واحدا ، لا يتقدمون ولا يتأخرون .

وقوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ ) يقول تعالى ذكره: ولو نشاء لأقعدنا هؤلاء المشركين من أرجلهم في منازلهم ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ ) يقول: فلا يستطيعون أن يمضوا أمامهم، ولا أن يرجعوا وراءهم.

وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم نحو الذي قلنا في ذلك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، عن أبي رجاء، عن الحسن ( وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ ) قال: لو نشاء لأقعدناهُمْ .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد عن قتادة ( وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ ) أي: لأقعدناهم على أرجلهم ( فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ ) فلم يستطيعوا أن يتقدموا ولا يتأخروا .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولو نشاء لأهلكناهم في منازلهم .

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ ) يقول: ولو نشاء أهلكناهم في مساكنهم ، والمكانة والمكان بمعنى واحد. وقد بيَّنا ذلك فيما مضى قبل .

المعاني :

لَمَسَخْنَاهُمْ :       لَغَيَّرْنَا خَلْقَهُمْ السراج
لَمَسَخۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمۡ :       لَغَيَّرْنا خَلْقَهم في المكانِ الَّذي هم فيهِ الميسر في غريب القرآن
مَكَانَتِهِمْ :       أَمَاكِنِهِمْ السراج
على مكانتهم :       في مكان معاصيهمْ معاني القرآن
مُضِيًّا :       أَنْ يَمْضُوا أَمَامَهُمْ السراج
مُضِيࣰّا :       أي: ذَهاباً إلى الأمامِ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[67] ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ﴾ هدَّدهم بالمسخ، وهو تبديل الخلقة وقلبها حجرًا أو جمادًا أو بهيمة، وبذلك لا تستطيع أن تتقدم أو تتأخر؛ لأنها لا تعقل.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ:
  • تعرب اعراب وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ» الواردة في الآية الكريمة السابقة. و «هم» في «مسخناهم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به والجار والمجرورعَلى مَكانَتِهِمْ» في محل نصب متعلق بحال محذوفة بمعنى: ولو نشاء لغيرنا صورهم كائنين في مكانتهم أي جامدين في أماكنهم. أي في مواضعهم.
  • ﴿ فَمَا اسْتَطاعُوا:
  • الفاء: سببية. ما: نافية لا عمل لها. استطاعوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة.
  • ﴿ مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى: ذهابا. الواو عاطفة. لا: نافية لا عمل لها. يرجعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وعطف المضارع على الماضي على المعنى. على تضمين فما استطاعوا رجوعا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     وبعد أن هَدَّدَهم اللهُ بالطمسِ على أعينهم؛ هَدَّدَهم هنا بتحويلِ خلقتِهم من حالٍ إلى حالٍ، قال تعالى:
﴿ وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

مكانتهم:
1- بالإفراد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مكاناتهم، بالجمع، وهى قراءة أبى بكر.
مضيا:
1- بضم الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسر الميم، اتباعا لحركة الضاد، وهى قراءة أبى حيوة، وأحمد بن جبير الأنطاكى، عن الكسائي.
3- بفتح الميم، فيكون من المصادر التي جاءت على «فعيل» ، كالوسيم.

مدارسة الآية : [68] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ..

التفسير :

[68] ومن نُطِلْ عمره حتى يهرم نُعِدْه إلى الحالة التي ابتدأ منها حالة ضعف العقل وضعف الجسد، أفلا يعقلون أنَّ مَن فعل مثل هذا بهم قادر على بعثهم؟

يقول تعالى:{ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ} من بني آدم{ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} أي:يعود إلى الحالة التي ابتدأ حالة الضعف، ضعف العقل، وضعف القوة.{ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} أن الآدمي ناقص من كل وجه، فيتداركوا قوتهم وعقولهم، فيستعملونها في طاعة ربهم.

ثم بين- سبحانه- أحوال الإنسان عند ما يتقدم به العمر فقال: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ.

وقوله: نُعَمِّرْهُ من التعمير، بمعنى إطالة العمر.

قال القرطبي: وقوله: نُنَكِّسْهُ قرأه عاصم وحمزة- بضم النون الأولى وتشديد الكاف- من التنكيس. وقرأه الباقون: نُنَكِّسْهُ- بفتح النون الأولى وضم الكاف- من نكست الشيء أنكسه نكسا إذا قلبته على رأسه فانتكس.

قال قتادة: المعنى: أنه يصير إلى حال الهرم الذي يشبه حال الصبا ... قال الشاعر:

من عاش أخلقت الأيام جدّته ... وخانه ثقتاه السمع والبصر

فطول العمر يصير الشباب هرما، والقوة ضعفا، والزيادة نقصا.. وقد استعاذ النبي صلّى الله عليه وسلم من أن يرد إلى أرذل العمر..» .

والمعنى: «ومن نطل عمره ننكسه في الخلق» أى: نرده إلى أرذل العمر، فنجعله- بقدرتنا- ضعيفا بعد أن كان قويا، وشيخا بعد أن كان شابا فتيا، وناقص العقل بعد أن كان مكتمله ... أَفَلا يَعْقِلُونَ ذلك- أيها الناس- مع أنه من الأمور المشاهدة أمام أبصاركم، وتعرفون أن من قدر على تحويل الإنسان من ضعف إلى قوة، ومن قوة إلى ضعف.. قادر- أيضا- على إعادته إلى الحياة مرة أخرى بعد موته.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً، يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ .

وقوله- سبحانه- وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً .

وبذلك نرى الآيات الكريمة، قد هددت الكافرين بسوء المصير إذا استمروا في كفرهم، وبينت جانبا من فضل الله- تعالى- عليهم، لعلهم يفيئون إلى رشدهم، ويشكرونه على نعمه.

ثم رد- سبحانه- على الكافرين الذين وصفوا النبي صلّى الله عليه وسلم بأنه شاعر، كما قالوا عن القرآن أنه شعر، فقال- تعالى-:

يخبر تعالى عن ابن آدم أنه كلما طال عمره رد إلى الضعف بعد القوة والعجز بعد النشاط ، كما قال تعالى : ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ) [ الروم : 54 ] . وقال : ( ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) [ الحج : 5 ] .

والمراد من هذا - والله أعلم - الإخبار عن هذه الدار بأنها دار زوال وانتقال ، لا دار دوام واستقرار ; ولهذا قال : ( أفلا يعقلون ) أي : يتفكرون بعقولهم في ابتداء خلقهم ثم صيرورتهم إلى [ نفس ] الشبيبة ، ثم إلى الشيخوخة ; ليعلموا أنهم خلقوا لدار أخرى ، لا زوال لها ولا انتقال منها ، ولا محيد عنها ، وهي الدار الآخرة .

القول في تأويل قوله تعالى : وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)

يقول تعالى ذكره ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ ) فنمُد له في العمر ( نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ) نرده إلى مثل حاله في الصبا من الهرم والكبر، وذلك هو النكس في الخلق، فيصير لا يعلم شيئا بعد العلم الذي كان يعلمه.

وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ) يقول: من نمد له في العمر ننكسه في الخلق، لكيلا يعلم بعد علم شيئا، يعني الهَرَم .

واختلفت القراء في قراءة قوله ( نُنَكِّسْهُ ) فقرأه عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: (نَنْكِسْهُ) بفتح النون الأولى وتسكين الثانية، وقرأته عامة قراء الكوفة ( نُنَكِّسْهُ ) بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد الكاف.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أن التي عليها عامة قراء الكوفيين أعجبُ إليّ، لأن التنكيس من الله في الخلق إنما هو حال بعد حال، وشيء بعد شيء، فذلك تأييد للتشديد.

وكذلك اختلفوا في قراءة قوله ( أَفَلا يَعْقِلُونَ ) فقرأته قراء المدينة (أفَلا تَعْقِلُونَ) بالتاء على وجه الخطاب. وقرأته قراء الكوفة بالياء على الخبر، وقراءة ذلك بالياء أشبه بظاهر التنـزيل، لأنه احتجاج من الله على المشركين الذين قال فيهم وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فإخراج ذلك خبرا على نحو ما خرج قوله لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ أعجب إلي، وإن كان الآخر غير مدفوع.

ويعني تعالى ذكره بقوله ( أَفَلا يَعْقِلُونَ ) : أفلا يعقل هؤلاء المشركون قُدْرة الله على ما يشاء بمعاينتهم ما يعاينون من تصريفه خلقه فيما شاء وأحب من صغر إلى كبر، ومن تنكيس بعد كبر في هرم.

المعاني :

نُعَمِّرْهُ :       نُطِلْ عُمُرَهُ السراج
نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ :       نُعِدْهُ إِلَى الحَالَةِ الَّتِي ابْتَدَأَهَا؛ وَهِيَ الضَّعْفُ السراج
نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ :       نَرُدَّه إلى أرْذَلِ العُمُرِ وأَضْعَفِه الميسر في غريب القرآن
ننكّسه في الخلق :       نرُدّه إلى أرذل العمر معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[68] ﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ﴾ لا يكون هم الإنسان طول العمر فقط؛ لأن مآله إلى الضعف بل يدعوا بالبركة وصلاح العمل.
وقفة
[68] ﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ كم في هذه الآية من عبرة نبصرها كل يوم فيمن نكس في خلقه وعلاه الشيب والضعف! اللهم ارحم ضعفنا.
وقفة
[68] ﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ يخبر تعالى عن ابن آدم أنه كلما طال عمره رد إلى الضعف بعد القوة، والعجز بعد النشاط، والمراد من هذا -والله أعلم- الإخبار عن هذه الدار بأنها دار زوال وانتقال، لا دار دوام واستقرار.
وقفة
[68] ﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ أيها الشباب، اعملوا قبل أن يُحال بينكم وبين العمل، كانت حفصة بنت سيرين تقول: «يا معشر الشباب، اعملوا، فإنما العمل في الشباب».
تفاعل
[68] ﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ قل: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ».
وقفة
[68] ﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ﴾ كان النبي ﷺ يستعيذ بالله من أن يرد إلى أرذل العمر؛ لأن فيه ذهاب العقل ﴿أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾.
وقفة
[68] ﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ﴾ وَالْمُرَادُ مِنْ هَذَا -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- الإخبارُ عَنْ هَذِهِ الدَّارِ بِأَنَّهَا دَارُ زَوَالٍ وَانْتِقَالٍ، لَا دَارُ دَوَامٍ وَاسْتِقْرَارٍ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿أَفَلا يَعْقِلُونَ﴾.
وقفة
[68] ﴿وَمَن نُعَمِّرهُ نُنَكِّسهُ فِي الخَلقِ أَفَلا يَعقِلونَ﴾ من أسوأ الانتكاسات فى تقدم العمر هو فقدان العقل؛ لذا يذكرنا الله به فى خاتمة الآية.

الإعراب :

  • ﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ:
  • الواو استئنافية. من: اسم شرط‍ جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة من فعل الشرط‍ وجوابه-في محل رفع خبر «من» نعمره: فعل مضارع فعل الشرط‍ مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ نُنَكِّسْهُ:
  • تعرب اعراب «نعمره» وهي فعل مضارع جواب الشرط‍.والجملة جواب شرط‍ جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الاعراب. بمعنى: ومن نطل عمره نقلبه على رأسه أي نرجعه هزيلا.
  • ﴿ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بننكسه. الهمزة همزة توبيخ بلفظ‍ استفهام. لا: نافية لا عمل لها والفاء زائدة-تزيينية-يعقلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [68] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ الطَّمْسَ والمسْخَ؛ ذكَرَ هنا دليلًا على باهِرِ قُدرتهِ في تَنكيسِ المُعَمَّرِ، وأنَّ ذلك لا يَفعَلُه إلَّا هو تعالى، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ننكسه:
1- مشددا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مخففا، وهى قراءة عاصم، وحمزة.
يعقلون:
وقرئ:
1- بتاء الخطاب، وهى قراءة نافع، وابن ذكوان، وأبى عمرو، فى رواية عباس.
2- بياء الغيبة، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [69] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي ..

التفسير :

[69] وما علَّمنا رسولنا محمداً الشعر، وما ينبغي له أن يكون شاعراً، ما هذا الذي جاء به إلا ذكر يتذكر به أولو الألباب، وقرآن بيِّن الدلالة على الحق والباطل، واضحة أحكامه وحِكَمه ومواعظه؛

ينزه تعالى نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم، عما رماه به المشركون، من أنه شاعر، وأن الذي جاء به شعر فقال:{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} أن يكون شاعرا، أي:هذا من جنس المحال أن يكون شاعرا، لأنه رشيد مهتد، والشعراء غاوون، يتبعهم الغاوون، ولأن اللّه تعالى حسم جميع الشبه التي يتعلق بها الضالون على رسوله، فحسم أن يكون يكتب أو يقرأ، وأخبر أنه ما علمه الشعر وما ينبغي له،{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} أي:ما هذا الذي جاء به إلا ذكر يتذكر به أولو الألباب، جميع المطالب الدينية، فهو مشتمل عليها أتم اشتمال، وهو يذكر العقول، ما ركز اللّه في فطرها من الأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح.

{ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} أي:مبين لما يطلب بيانه. ولهذا حذف المعمول، ليدل على أنه مبين لجميع الحق، بأدلته التفصيلية والإجمالية، والباطل وأدلة بطلانه، أنزله اللّه كذلك على رسوله.

أى: وما علّمنا الرسول صلّى الله عليه وسلم الشعر وإنما الذي علمناه إياه هو القرآن الكريم، المشتمل على ما يسعد الناس في دنياهم وفي آخرتهم.

فالمقصود من هذه الجملة الكريمة، نفى أن يكون القرآن شعرا بأبلغ وجه لأن الذي علمه الله- تعالى- لنبيه هو القرآن وليس الشعر، وما دام الأمر كذلك فالقرآن ليس شعرا.

وقوله- تعالى-: وَما يَنْبَغِي لَهُ. أى: ما علمناه الشعر، وإنما علمناه القرآن، فقد اقتضت حكمتنا أن لا نعجل الشعر في طبعه صلّى الله عليه وسلم ولا في سليقته، فحتى لو حاوله- على سبيل الفرض- فإنه لا يتأتى له، ولا يسهل عليه ولا يستقيم مع فطرته صلّى الله عليه وسلم.

والضمير في قوله- تعالى-: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ يعود إلى القرآن الكريم:

أى: ما هذا القرآن الكريم إلا ذكر من الأذكار النافعة، والمواعظ الناجحة، والتوجيهات الحكيمة، وهو في الوقت نفسه قُرْآنٌ مُبِينٌ أى: كتاب مقروء من الكتب السماوية الواضحة، التي لا تختلط ولا تلتبس بكلام البشر.

وقوله : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) : يقول تعالى مخبرا عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أنه ما علمه الشعر ، ( وما ينبغي له ) أي : وما هو في طبعه ، فلا يحسنه ولا يحبه ، ولا تقتضيه جبلته ; ولهذا ورد أنه ، عليه الصلاة والسلام ، كان لا يحفظ بيتا على وزن منتظم ، بل إن أنشده زحفه أو لم يتمه .

وقال أبو زرعة الرازي : حدثت عن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن الشعبي أنه قال : ما ولد عبد المطلب ذكرا ولا أنثى إلا يقول الشعر ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكره ابن عساكر في ترجمة " عتبة بن أبي لهب " الذي أكله السبع بالزرقاء .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن - هو البصري - قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت :

كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا

فقال أبو بكر : يا رسول الله :

كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

قال أبو بكر ، أو عمر : أشهد أنك رسول الله ، يقول الله : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) .

وهكذا روى البيهقي في الدلائل : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : للعباس بن مرداس السلمي : " أنت القائل :

أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة " . 50 فقال : إنما هو : " بين عيينة والأقرع " فقال : " الكل سواء " .

يعني : في المعنى ، صلوات الله وسلامه عليه .

وقد ذكر السهيلي في " الروض الأنف " لهذا التقديم والتأخير الذي وقع في كلامه ، عليه السلام ، في هذا البيت مناسبة أغرب فيها ، حاصلها شرف الأقرع بن حابس على عيينة بن بدر الفزاري ; لأنه ارتد أيام الصديق ، بخلاف ذاك ، والله أعلم .

وهكذا روى الأموي في مغازيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يمشي بين القتلى يوم بدر ، وهو يقول : " نفلق هاما . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . " .

فيقول الصديق رضي الله عنه متمما للبيت :

. . . . . من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما

وهذا لبعض شعراء العرب في قصيدة له ، وهي في الحماسة .

وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، حدثنا مغيرة ، عن الشعبي ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراث الخبر ، تمثل فيه ببيت طرفة :

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

وهكذا رواه النسائي في " اليوم والليلة " من طريق إبراهيم بن مهاجر ، عن الشعبي ، عنها . ورواه الترمذي والنسائي أيضا من حديث المقدام بن شريح بن هانئ ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، كذلك . ثم قال الترمذي . هذا حديث حسن صحيح .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا أسامة ، عن زائدة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار :

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ثم قال : رواه غير زائدة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن عائشة .

وهذا في شعر طرفة بن العبد ، في معلقته المشهورة ، وهذا المذكور [ هو عجز بيت ] منها ، أوله :

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ويأتيك بالأخبار من لم تبع له بتاتا ولم تضرب له وقت موعد

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو عبد الحافظ ، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نعيم - وكيل المتقي ببغداد - حدثنا أبو محمد عبد الله بن هلال النحوي الضرير ، حدثنا علي بن عمرو الأنصاري ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط ، إلا بيتا واحدا .

تفاءل بما تهوى يكن فلقلما يقال لشيء كان إلا تحققا

سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث ، فقال : هو منكر . ولم يعرف شيخ الحاكم ، ولا الضرير .

وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة : قيل لعائشة : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت : كان أبغض الحديث إليه ، غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس ، فيجعل أوله آخره ، وآخره أوله . فقال أبو بكر ليس هكذا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني والله ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي " . رواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، وهذا لفظه .

وقال معمر عن قتادة : بلغني أن عائشة سئلت : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ فقالت : لا إلا بيت طرفة :

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود

فجعل يقول : " من لم تزود بالأخبار " . فقال أبو بكر : ليس هذا هكذا . فقال : " إني لست بشاعر ، ولا ينبغي لي "

وثبت في الصحيحين أنه ، عليه الصلاة والسلام ، تمثل يوم حفر الخندق بأبيات عبد الله بن رواحة ، ولكن تبعا لقول أصحابه ، فإنهم يرتجزون وهم يحفرون ، فيقولون :

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا

ويرفع صوته بقوله : " أبينا " ويمدها . وقد روي هذا بزحاف في الصحيح أيضا . وكذلك ثبت أنه قال يوم حنين وهو راكب البغلة ، يقدم بها في نحور العدو :

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

لكن قالوا : هذا وقع اتفاقا من غير قصد لوزن شعر ، بل جرى على اللسان من غير قصد إليه .

وكذلك ما ثبت في الصحيحين عن جندب بن عبد الله قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت أصبعه ، فقال :

هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

وسيأتي عند قوله تعالى : ( إلا اللمم ) [ النجم : 32 ] إنشاد :

إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك ما ألما

وكل هذا لا ينافي كونه صلى الله عليه وسلم ما علم شعرا ولا ينبغي له ; فإن الله تعالى إنما علمه القرآن العظيم الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) [ فصلت : 42 ] . وليس هو بشعر كما زعمه طائفة من جهلة كفار قريش ، ولا كهانة ، ولا مفتعل ، ولا سحر يؤثر ، كما تنوعت فيه أقوال الضلال وآراء الجهال . وقد كانت سجيته صلى الله عليه وسلم تأبى صناعة الشعر طبعا وشرعا ، كما رواه أبو داود قال :

حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثنا شرحبيل بن يزيد المعافري ، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : [ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ] : ما أبالي ما أوتيت إن أنا شربت ترياقا ، أو تعلقت تميمة ، أو قلت الشعر من قبل نفسي " . تفرد به أبو داود .

وقال الإمام أحمد ، رحمه الله : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل قال : سألت عائشة : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر ؟ فقالت : كان أبغض الحديث إليه . وقال عن عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء ، ويدع ما بين ذلك .

وقال أبو داود : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ، خير له من أن يمتلئ شعرا " . تفرد به من هذا الوجه ، وإسناده على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا بريد ، حدثنا قزعة بن سويد الباهلي ، عن عاصم بن مخلد ، عن أبي الأشعث ، الصنعاني ( ح ) وحدثنا الأشيب فقال : عن ابن عاصم ، عن [ أبي ] الأشعث عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة ، لم تقبل له صلاة تلك الليلة " .

وهذا حديث غريب من هذا الوجه ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة . والمراد بذلك نظمه لا إنشاده ، والله أعلم . على أن الشعر فيه ما هو مشروع ، وهو هجاء المشركين الذي كان يتعاطاه شعراء الإسلام ، كحسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، وأمثالهم وأضرابهم ، رضي الله عنهم أجمعين . ومنه ما فيه حكم ومواعظ وآداب ، كما يوجد في شعر جماعة من الجاهلية ، ومنهم أمية بن أبي الصلت الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " آمن شعره وكفر قلبه " . وقد أنشد بعض الصحابة منه للنبي صلى الله عليه وسلم مائة بيت ، يقول عقب كل بيت : " هيه " . يعني يستطعمه ، فيزيده من ذلك .

وقد روى أبو داود من حديث أبي بن كعب ، وبريدة بن الحصيب ، وعبد الله بن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من البيان سحرا ، وإن من الشعر حكما " .

ولهذا قال تعالى : ( وما علمناه الشعر ) يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم ما علمه الله شعرا ، ( وما ينبغي له ) أي : وما يصلح له ، ( إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) أي : ما هذا الذي علمناه ، ( إلا ذكر وقرآن مبين ) أي : بين واضح جلي لمن تأمله وتدبره . ولهذا قال :

وقوله ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ) يقول تعالى ذكره: وما علَّمنا محمدا الشعر، وما ينبغي له أن يكون شاعرا.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ ) قال: قيل لعائشة: هل كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنه كان يتمثَّل ببيت أخي بني قيس، فيجعل آخره أوله، وأوله آخره، فقال له أبو بكر: إنه ليس هكذا، فقال نبي الله: " إني وَاللهِ ما أنا بِشاعِرٍ، وَلا يَنْبَغِي لي".

وقوله ( إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ ) يقول تعالى ذكره: ما هو إلا ذكر، يعني بقوله) إنْ هُوَ) أي: محمد إلا ذكر لكم أيها الناس، ذكركم الله بإرساله إياه إليكم، ونبهكم به على حظكم ( وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ) يقول: وهذا الذي جاءكم به محمد قرآن مبين، يقول: يَبِين لمن تدبَّره بعقل ولب، أنه تنـزيل من الله أنـزله إلى محمد، وأنه ليس بشعر ولا مع كاهن.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ) قال: هذا القرآن .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[69] ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ﴾ هناك طبقة من الناس لا تليق بهم بعض الأمور، فلا مكانتهم تسمح بذلك ولا تكوينهم الشخصي، بل إن نفسهم ترفضه.
عمل
[69] ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ﴾ لا تُكثِر من الشِّعرِ ونحوه كالأناشيد، حتى لا يصرفكَ عن القرآنِ.
عمل
[69] ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ﴾ ثق أن هناك أمورًا لا تليق بك؛ فتخلَّص منها.
وقفة
[69] روى ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن إنشاد الشعر، فقال: «لا تكثرن منه، فمن عيبه أن الله يقول: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ﴾».
وقفة
[69] ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ﴾ الشعر الجاهلي أعظم ما بلغه العرب من سمو اللغة، فجاء القرآن بإعجازه؛ فأبهر العرب ببيانه.
وقفة
[69] ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ﴾ القرآن ليس من الشعر في شيء، وأين هو من الشعر، والشعر إنما هو كلام موزون مقفي، يدل على معنى، فأين الوزن في القرآن؟ وأين القافية؟ وأين المعاني التي يبثها الشعراء من معانيه؟ وأين تنظم كلامهم من نظمه وأساليبه؟
وقفة
[69] ﴿وَمَا يَنبَغِي لَهُ﴾ لو أراد قرض الشعر لم يستطلع، كما جعلناه أميًّا لا يتهدّي للخط ولا يحسنه، لتكون الحجة أثبت، والشبهة أدحض.
وقفة
[69] ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ﴾ من أسرار الترابط: من ألهم الذكر وفق للقرآن.
وقفة
[69] ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ﴾ الأصل أن القرآن بيَّن واضح لمن تأمله، فلا عذر لمن لم يتدبر القرآن ويهتدي به.
وقفة
[69] ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ [2] حكمته تتجلى في آيات السورة: ﴿وقرآن مبين﴾، بيانه واضح جليٌّ في آياته، وتكرر وصف مبين في السورة 7 مرات.
وقفة
[69، 70] ﴿إِنْ هوَ إِلَّا ذِكْرٌ وقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ الحياة حياة القلب، وصاحبُ القلبِ الحيّ هو المُنتفع بآي القرآن.
عمل
[69، 70] تدبر، ورتل آيات من كتاب الله تعالى؛ ففيه حياة القلوب ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ:
  • الواو استئنافية والجملة بعده: استئنافية لا محل لها من الاعراب وهي جواب لمن وصف الرسول الكريم بأنه شاعر. ما: نافية لا عمل لها. علم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. الشعر: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ وَما يَنْبَغِي لَهُ:
  • الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. ينبغي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. له: جار ومجرور متعلق بينبغي. بمعنى: ولا يصح له ولا يتطلب لو طلبه. ويجوز أن يكون فاعل ينبغي محذوفا اختصارا دل عليه ما قبله أي لا يصح الشعر.
  • ﴿ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ:
  • مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الا: أداة حصر لا عمل لها. ذكر: خبر «هو» مرفوع بالضمة بمعنى: فما هذا القرآن إلا موعظة.
  • ﴿ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ:
  • معطوف بالواو على «ذكر» مرفوع بالضمة. مبين: صفة -نعت-لقرآن مرفوع بالضمة أيضا بمعنى: وكتاب سماوي واضح المعاني أي ذكر من الله يوعظ‍ الإنس والجن.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [69] لما قبلها :     ولَمَّا أقسمَ اللهُ في أول السورة أن محمدًا رسول من عند الله، وكان كفار مكة يقولون: إن القرآن شعر، وإن محمدًا شاعر؛ ردَّ اللهُ عليهم هنا بقوله تعالى:
﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [70] :يس     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ ..

التفسير :

[70]لينذر مَن كان حيَّ القلب مستنير البصيرة، ويحق العذاب على الكافرين بالله؛ لأنهم قامت عليهم بالقرآن حجة الله البالغة.

{ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} أي:حي القلب واعيه، فهو الذي يزكو على هذا القرآن، وهو الذي يزداد من العلم منه والعمل، ويكون القرآن لقلبه بمنزلة المطر للأرض الطيبة الزاكية.{ وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} لأنهم قامت عليهم به حجة اللّه، وانقطع احتجاجهم، فلم يبق لهم أدنى عذر وشبهة يُدْلُونَ بها.

وقد أنزلناه على الرسول الكريم لِيُنْذِرَ به مَنْ كانَ حَيًّا.

أى: من كان مؤمنا عاملا ذا قلب حي، ونفس نقية، وأذن واعية، لأن من كانت هذه صفاته انتفع بالإنذار والتذكير.

وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ أى: أن من كان ذا قلب فإنه ينتفع بالإنذار، أما من كان مصرا على كفره وضلاله، فإن كلمة العذاب قد حقت عليه، وصارت نهايته الإلقاء به في جهنم وبئس القرار.

وقد تكلم المفسرون هنا كلاما مفصلا. عن كون القرآن ليس شعرا، وكون الرسول صلّى الله عليه وسلم ليس شاعرا، وعلى رأسهم صاحب الكشاف فقد قال ما ملخصه: كانوا يقولون لرسول الله صلّى الله عليه وسلم إنه شاعر. فرد عليهم بقوله: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ أى: أن القرآن ليس بشعر، وأين هو من الشعر. والشعر إنما هو كلام موزون مقفى يدل على معنى، فأين الوزن؟ وأين التقفية؟

وأين المعاني التي ينتحيها الشعراء من معانيه؟ وأين نظم كلامهم من نظمه وأساليبه ...

وَما يَنْبَغِي لَهُ أى: وما يصح له، ولا يتطلبه إن طلبه، أى: جعلناه بحيث لو أراد قرض الشعر لم يتأت له، ولم يتسهل كما جعلناه أميا.. لتكون الحجة أثبت، والشبهة أدحض ...

فإن قلت: فقوله:

أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

قلت: ما هو إلا كلام من جنس كلامه صلّى الله عليه وسلم الذي كان يرمى به على السليقة. من غير صنعة ولا تكلف، إلا أنه اتفق ذلك من غير قصد إلى ذلك، ولا التفات منه إذا جاء موزونا، كما يتفق في كثير من إنشاءات الناس في خطبهم ورسائلهم، أشياء موزونة، ولا يسميها أحد شعرا، ولا يخطر ببال السامع ولا المتكلم أنها شعر ... » .

ثم ذكر- سبحانه- المشركين ببعض النعم التي أسبغها عليهم، والتي يرونها بأعينهم، ويعلمونها بعقولهم، وسلّى النبي صلّى الله عليه وسلم عما لقيه منهم، فقال- تعالى-:

( لينذر من كان حيا ) أي : لينذر هذا القرآن البين كل حي على وجه الأرض ، كقوله : ( لأنذركم به ومن بلغ ) [ الأنعام : 19 ] ، وقال : ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) [ هود : 17 ] . وإنما ينتفع بنذارته من هو حي القلب ، مستنير البصيرة ، كما قال قتادة : حي القلب ، حي البصر . وقال الضحاك : يعني : عاقلا ( ويحق القول على الكافرين ) أي : هو رحمة للمؤمن ، وحجة على الكافر .

وقوله ( لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ) يقول: إن محمد إلا ذكر لكم لينذر منكم أيها الناس من كان حي القلب، يعقل ما يقال له، ويفهم ما يُبين له، غير ميت الفؤاد بليد.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو معاوية، عن رجل، عن أبي رَوْق، عن الضحاك، في قوله ( لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ) قال: من كان عاقلا .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ) : حي القلب، حي البصر .

قوله ( وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يقول: ويحق العذاب على أهل الكفر بالله، المولِّين عن اتباعه، المعرضين عما أتاهم به من عند الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) بأعمالهم .

المعاني :

وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ :       أي: تَجِبَ كلمةُ العذابِ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ﴾ القرآن ﴿مَن كَانَ حَيًّا﴾ يعني: مؤمنًا، حي القلب؛ لأن الكافر كالميت في أنه لا يتدبر ولا يتفكر.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ أنت بغير القرآن ميت.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ من لم تُنذره آيات القرآن، وتوقض قلبه زواجره العِظام، فهو ميت وإن سار بين الأحياء فالعبرة بحياة القلوب.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ قال قتادة: «عمّن يستفيد من القرآن الكريم وينتفع به أنَّه حي القلب حي البصر».
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ ذو القلب هو الذي يزكو بالقرآن، ويزداد من العلم منه والعمل.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ الحياة حياة القلب، والموت موت القلب، والأكل والشرب علامة حياة الظاهر، والقرآن علامة حياة الباطن.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ أي: حي القلب واعيه، فهو الذي يزكو على هذا القرآن، وهو الذي يزداد من العلم منه والعمل، ويكون القرآن لقلبه بمنزلة المطر للأرض الطيبة الزاكية.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ العبرَة بحياة القلب، انتفاعه بكتاب ربه، وليس فقط بنبضه.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾ القلوب التي تستقبل المواعظ هي القلوب الحية، أما المقفلة فهي ميتة، وإن كان أصحابها يمشون على الأرض.
وقفة
[70] ﴿لِيُنذِرَ مَن كانَ حَيًّا﴾ يصلح عنوانًا لما يسبق الآية من آيات تشمل أحوال يوم القيامة، تأملوا ما ورد فى الآيات: الختم على الأفواه، والكلام للأيدى، والشهادة للأرجل، والطمس للأعين، والمسخ فى المكان، والإنتكاسه فى العمر، الله قادر.
عمل
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ مادة حياتك الحقيقية ليست بالأكل والشرب، وإنما بهذا القرآن والمنهج الإلهي؛ فتزوّد منه.
وقفة
[70] ﴿لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ الكافر ميت لأنه فقد القرآن، وأنت حي فقط بالقرآن.

الإعراب :

  • ﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ:
  • اللام لام التعليل حرف جر. ينذر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي القرآن أو الرسول. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وجملة «ينذر من» صلة «أن» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة ثانية لذكر أو لقرآن. والجملة الفعلية بعد «من» صلتها لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ كانَ حَيًّا:
  • فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. حيا: خبرها منصوب بالفتحة.
  • ﴿ وَيَحِقَّ الْقَوْلُ:
  • الواو عاطفة. يحق: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة. القول: فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى: لينذر من كان عاقلا متأملا وتجب كلمة العذاب.
  • ﴿ عَلَى الْكافِرِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بيحق وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [70] لما قبلها :     وبعد ذكرِ القرآن؛ ذُكِرَ هنا من ينتفع به، قال تعالى:
﴿ لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لينذر:
قرئ:
1- بتاء الخطاب، للرسول ﷺ، وهى قراءة نافع، وابن عامر.
2- بالياء للغيبة، مبنيا للفاعل، وهى قراءة باقى السبعة.
3- بالياء للغيبة، مبنيا للمفعول، وهى قراءة اليماني.
4- بياء الغيبة مفتوحة، وفتح الذال، مضارع «نذر» ، بكسر الذال، إذا علم، وقد عزاها ابن خاوية إلى أبى السمال، واليماني.

البحث بالسورة

البحث في المصحف