472414243444546474849

الإحصائيات

سورة غافر
ترتيب المصحف40ترتيب النزول60
التصنيفمكيّةعدد الصفحات9.80
عدد الآيات85عدد الأجزاء0.47
عدد الأحزاب0.95عدد الأرباع3.80
ترتيب الطول21تبدأ في الجزء24
تنتهي في الجزء24عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 21/29الحواميم: 1/7

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (41) الى الآية رقم (46) عدد الآيات (6)

مُؤمِنُ آلِ فرعونَ يُعيدُ عليهم النُّصحَ، ويقارنُ بينَ دعوتِه لهم للنَّجاةِ ودعوتِهم له إلى النَّارِ، فرفضُوا نصحَه وأرادُوا قتلَه فحَفِظَهُ اللهُ، ثُمَّ أغرَقَ آلَ فرعونَ، ثُمَّ يُعذبُهم في قبورِهم، ويومَ القيامةِ لهم النَّارُ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (47) الى الآية رقم (49) عدد الآيات (3)

بعدَ ذكرِ النَّارِ في عظَةِ مؤمنِ آلِ فرعونَ، ذَكَرَ اللهُ هنا الجدلَ والمناظرةَ التي تجري بينَ الرؤساءِ والأتباعِ من أهلِ النَّارِ، =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة غافر

أهمية الدعوة إلى الله وتفويض الأمر لله/ غافر الذنب لمن آمن وشديد العقاب لمن كفر

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • ما علاقة الدعوة بتفويض الأمر إلى الله؟: إن الداعي إلى الله تعالى سيواجه مشاكل ومصاعب خلال دعوته، فإذا أردت أخي المسلم أن تختار طريق الدعوة إلى الله، طريق أنبياء الله تعالى، فاعلم أن هناك عقبات كثيرة فيه، وعليك أن تفوض الأمر كله لله وتتوكل عليه. لذلك جاء في هذه السورة آية محورية: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ﴾ (51). هذه الآية موجهة إليك أخي المسلم كما هي موجهة للأنبياء: ﴿رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ﴾، وتعدك بالنصر الرباني في الدنيا قبل الآخرة: ﴿فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ﴾، فتوكل على الله، وفوض الأمر إليه.
  • • خير القول وخير العمل:: وسورة غافر تنضم إلى سور كثيرة في القرآن في حثها على أشرف مهمة في التاريخ: الدعوة إلى الله، لأنها طريق الأنبياء والمرسلين، فلا بد أن يحرص الإنسان عليها ويهتم بها، لا بل ينذر حياته كلها لإيصال الخير إلى الناس. والدعوة ليست صعبة، إذ لا يشترط أن يكون المرء (علَّامة) حتى يدعو إلى الله تعالى. حدّث أصدقاءك عن الإسلام وعظمته ورحمته، أو انشر الكتب النافعة التي تعلّم الناس أمور دينهم وتقرّبهم إلى الله، حدّثي رفيقاتك عن الحياء والعفة بأي وسيلة تؤثر في القلب، وليس عليكم النظر إلى النتائج، إذ أن المطلوب منا هو العمل فقط، والله وحده هو الذي يهدي من يشاء.
  • • إني عذت بربي وربكم: ولأن السورة تحدثنا عن الدعوة وتفويض الأمر إلى الله، فإننا نرى هذه المعاني مرتين في قصة موسى عليه السلام: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِى أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنّى أَخَافُ أَن يُبَدّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ﴾ (26). وحين وصل الأمر إلى التهديد بالقتل، استمر موسى عليه السلام بالدعوة إلى دين الله تعالى وفوّض أمره إلى الله تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ إِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُـمْ مّن كُلّ مُتَكَبّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ﴾ (27).
  • • وأفوض أمري إلى الله:: ونموذج التفويض الثاني، لرجل مؤمن من آل فرعون، كان يكتم إيمانه، لكنه حين رآهم يكيدون لموسى ليقتلوه، قال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبّىَ ٱلله﴾ (28)، فكانت صدمة لفرعون أن يقف رجل من حاشيته ويدافع عن موسى، وكان مؤكدًا عند الجميع أن فرعون سيبطش به، لكن المؤمن الصادق انتقل من الدعوة إلى التفويض: ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوّضُ أَمْرِى إِلَى ٱلله إِنَّ ٱلله بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ﴾ (44). فماذا حدث بعد ذلك؟: ﴿فَوقَاهُ ٱلله سَيّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ﴾ (45). وكأن المعنى: ادع أيها المسلم إلى الله، ولا تخش في الله لومة لائم، وتوكل على من يحفظك وفوض أمرك إليه، ليحميك من أعدائك، واستعذ دومًا بالله تعالى، كما قال موسى: ﴿إِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُـمْ﴾ (27).
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «سورة غافر»، و«‏سورة ‏المؤمن»، و«سورة حم المؤمن».
  • • معنى الاسم :: غافر: أي ساتر الذنوب ومتجاوز عنها.
  • • سبب التسمية :: سميت «سورة غافر»؛ لورود هذا اللفظ في أول السورة الآية (3)، وسميت بـ«حم المؤمن»، و«‏سورة ‏المؤمن»؛ ‏لذكر ‏قصة ‏مؤمن ‏آل ‏فرعون، ولم تذكر هذه القصة في سورة أخرى.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: 1- سورة «الطَّوْلِ»؛ لورودها في مستهلها (والطَّوْل: أي الفضل والنعمة). 2- «سورة حم الأولى»؛ لأنها السورة الأولى في ترتيب المصحف بين السور الحواميم.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: أهمية الدعوة إلى الله وتفويض الأمر إليه.
  • • علمتني السورة :: أن الله غافر الذنب لمن آمن، وشديد العقاب لمن كفر.
  • • علمتني السورة :: أن الدعوة ليست صعبة، إذ لا يشترط أن يكون المرء (علَّامة) حتى يدعو إلى الله تعالى.
  • • علمتني السورة :: أن من رحمة الله تعالى بنا أن السيئة بمثلها والحسنة مضاعفة: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾

مدارسة الآية : [41] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ ..

التفسير :

[41] ويا قوم كيف أدعوكم إلى الإيمان بالله واتباع رسوله موسى، وهي دعوة تنتهي بكم إلى الجنة والبعد عن أهوال النار، وأنتم تدعونني إلى عمل يؤدي إلى عذاب الله وعقوبته في النار؟

{ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ} بما قلت لكم{ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} بترك اتباع نبي الله موسى عليه السلام.

ثم استنكر موقف قومه منه فقال: وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ من العذاب الدنيوي والأخروى، بأن آمركم بالإيمان والعمل الصالح، وأنهاكم عن قتل رجل يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم، وهو موسى- عليه السلام-.

وأنتم تَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ أى: تدعونني لما يوصل إلى النار وهو عبادة غير الله- تعالى-، والموافقة على قتل الصالحين أو إيذائهم..

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم كرر نداء قومه؟ ولم جاء بالواو في النداء الثالث دون الثاني؟.

قلت: أما تكرير النداء ففيه زيادة تنبيه لهم، وإيقاظ عن سنة الغفلة، وفيه: أنهم قومه وعشيرته.. ونصيحتهم عليه واجبة، فهو يتحزن لهم، ويتلطف بهم، ويستدعى بذلك أن لا يتهموه- فإن سرورهم سروره، وغمهم غمه- وأن ينزلوا على تنصيحه لهم، كما كرر إبراهيم- عليه السلام- في نصيحة أبيه قوله: يا أَبَتِ

في سورة مريم.

وأما المجيء بالواو العاطفة في النداء الثالث دون الثاني، فلأن الثاني داخل على كلام هو بيان للمجمل، وتفسير له فأعطى الداخل عليه حكمه في امتناع دخول الواو. وأما الثالث:

فداخل على كلام ليس بتلك المثابة .

يقول لهم المؤمن : ما بالي أدعوكم إلى النجاة ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له وتصديق رسوله الذي بعثه

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هذا المؤمن لقومه من الكفرة: ( مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ ) من عذاب الله وعقوبته بالإيمان به, واتباع رسوله موسى, وتصديقه فيما جاءكم به من عند ربه ( وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ) يقول: وتدعونني إلى عمل أهل النار.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ ) قال: الإيمان بالله.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ) قال هذا مومن آل فرعون, قال: يدعونه إلى دينهم والإقامة معهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[41] ﴿وَيا قَومِ ما لي أَدعوكُم إِلَى النَّجاةِ وَتَدعونَني إِلَى النّارِ﴾ أرأيت أعقل من هذا السؤال؟ فإما نجاة وإما هلاك! لا طريقٌ آخر: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ [المدثر: 37].
وقفة
[41] ﴿وَيا قَومِ ما لي أَدعوكُم إِلَى النَّجاةِ وَتَدعونَني إِلَى النّارِ﴾ قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لِمَ كرر نداء قومه؟ قلت: أما تكرير النداء ففيه زيادة تنبيه لهم، وإيقاظ عن سنة الغفلة، وفيه: أنهم قومه وعشيرته، ونصيحتهم عليه واجبة، فهو يتحزن لهم، ويتلطف بهم، ويستدعي بذلك أن لا يتهموه، فإن سرورهم سروره، وغمهم غمه، وأن ينزلوا على تنصيحه لهم».
عمل
[41] ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ ادعُ مذنبًا إلى التَّوبةِ، أو كافرًا إلى الإسلامِ، وأظهِرْ شفقتَكَ وحرصَكَ عليهِ.
عمل
[41] استخدم الأسلوب الوعظي المؤثر في دعوتك إلى الله ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾.
وقفة
[41] ﴿وَيا قَومِ ما لي أَدعوكُم إِلَى النَّجاةِ وَتَدعونَني إِلَى النّارِ﴾ وهذا مما يدعو للعجب من البعض، سبحانك ربى!

الإعراب :

  • ﴿ وَيا قَوْمِ ما لِي:
  • اعربت في الآية الكريمة الثانية والثلاثين. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ يفيد الانكار. لي: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. بمعنى: ما بالي؟
  • ﴿ أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب حال. ادعوكم: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: انا. الكاف: ضمير متصل-ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجار والمجرور إِلَى النَّجاةِ» متعلق بأدعوكم. بمعنى الى طريق النجاة. فحذف المضاف المجرور واقيم المضاف اليه مقامه.
  • ﴿ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النّارِ:
  • معطوفة بالواو على أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ» وتعرب اعرابها. والفعل مرفوع بثبوت النون. النون الثانية نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     وبعد أن كَرَّرَ مُؤمِنُ آلِ فرعونَ نصحه لهم؛ استنكرَ هنا موقف قومه من عدم إيمانهم بموسى عليه السلام، قال تعالى:
﴿ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ..

التفسير :

[42] تدعونني لأكفر بالله، وأشرك به ما ليس لي به علم أنه يستحق العبادة من دونه -وهذا من أكبر الذنوب وأقبحها- وأنا أدعوكم إلى الطريق الموصل إلى الله العزيز في انتقامه، الغفار لمن تاب إليه بعد معصيته.

ثم فسر ذلك فقال:{ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ} أنه يستحق أن يعبد من دون الله، والقول على الله بلا علم من أكبر الذنوب وأقبحها،{ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ} الذي له القوة كلها، وغيره ليس بيده من الأمر شيء.{ الْغَفَّارُ} الذي يسرف العباد على أنفسهم ويتجرؤون على مساخطه ثم إذا تابوا وأنابوا إليه، كفر عنهم السيئات والذنوب، ودفع موجباتها من العقوبات الدنيوية والأخروية.

وقوله: تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ... بدل من قوله:

وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ وتفسير وبيان له.

أى: أنا أدعوكم إلى النجاة من النار، وأنتم تدعونني إلى الإشراك بالله- تعالى- وإلى الكفر به، مع أنى أعلم علم اليقين أنه- سبحانه- لا شريك له، لا في ذاته ولا في صفاته.

وقوله: وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ بيان للفرق الشاسع بين دعوته لهم ودعوتهم له.

فهم يدعونه إلى الشرك والكفر، وإلى عبادة آلهة قد قام الدليل القاطع على بطلانها، وهو يدعوهم إلى عبادة الله- تعالى- وحده، الغالب لكل ما سواه، الواسع المغفرة لمن تاب إليه بعد أن عصاه..

( وتدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم ) أي : جهل بلا دليل ( وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ) أي : هو في عزته وكبريائه يغفر ذنب من تاب إليه ،

وقوله: ( تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ) يقول: وأشرك بالله في عبادته أوثانا, لست أعلم أنه يصلح لي عبادتها وإشراكها فى عبادة الله, لأن الله لم يأذن لي في ذلك بخبر ولا عقل.

وقوله: ( وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ) يقول: وأنا أدعوكم إلى عبادة العزيز في انتقامه ممن كفر به, الذي لا يمنعه إذا انتقم من عدوّ له شيء, الغفار لمن تاب إليه بعد معصيته إياه, لعفوه عنه, فلا يضرّه شيء مع عفوه عنه, يقول: فهذا الذي هذه الصفة صفته فاعبدوا, لا ما لا ضرّ عنده ولا نفع.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[42] ﴿تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ﴾ للكفر دعاة مخلصون، يبذلون له أوقاتهم وجهودهم ليدخلوا النار، فكيف يفتر دعاة الحق عن بذل ما يملكون لنصرته ليدخلوا الجنة؟!
وقفة
[42] ﴿تَدعونَني لِأَكفُرَ بِاللَّهِ وَأُشرِكَ بِهِ ما لَيسَ لي بِهِ عِلمٌ وَأَنا أَدعوكُم إِلَى العَزيزِ الغَفّارِ﴾ وعن كم اليقين المتواجد فى قلب المؤمن عندما يكون وسط الكافرين والضالين حدث ولا حرج، اللهم ثباتًا حتى نلقاك.
وقفة
[42] ﴿وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ﴾ ترهيب وترغيب، العزيز الغالب الذي يغلب من عصاه، لكنه مع هذا غفار لمن آمن به ورجاه.

الإعراب :

  • ﴿ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ:
  • تدعونني: مفسرة لتدعونني الواردة في الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. اللام لام التعليل حرف جر. اكفر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: انا. بالله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بأكفر. وجملة «أكفر بالله» صلة «أن» المضمرة لا محل لها من الاعراب و «أن» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتدعونني.
  • ﴿ وَأُشْرِكَ بِهِ ما:
  • معطوفة بالواو على «أكفر بالله» وتعرب إعرابها. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. لي: جار ومجرور متعلق بخبر «ليس» المقدم. به: جار ومجرور متعلق بحال من «علم» علم: اسم «ليس» مرفوع بالضمة. بمعنى: تدعونني لأشرك به سبحانه آلهة لا وجود لها ولا علم لي بها.
  • ﴿ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ:
  • الواو عاطفة. أنا: ضمير منفصل-ضمير المتكلم-مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أدعوكم: أعربت في الآية الكريمة السابقة. وجملة «أدعوكم» في محل رفع خبر «أنا».
  • ﴿ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفّارِ:
  • جار ومجرور متعلق بأدعوكم. الغفار: صفة-نعت- للعزيز مجرورة وعلامة جرها الكسرة. وهما في الأصل نعتان لمنعوت محذوف اختصارا لأنه معلوم. بمعنى: إلى الله العزيز الغفار. و «الغفار» من صيغ المبالغة فعال بمعنى فاعل أي الكثير الغفران.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ مُؤمِنُ آلِ فرعونَ أنَّه يَدعوهم إلى النَّجاةِ، وهم يَدْعُونَه إلى النَّارِ؛ فسَّرَ ذلك هنا بأنَّهم يَدْعُونَه إلى الكُفرِ باللهِ، وإلى الشِّركِ به، وهو يدعوهم إلى الإيمانِ والتَّوحيدِ، قال تعالى:
﴿ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ..

التفسير :

[43] حقّاً أن ما تدعونني إلى الاعتقاد به لا يستحق الدعوة إليه، ولا يُلجأ إليه في الدنيا ولا في الآخرة لعجزه ونقصه، واعلموا أن مصير الخلائق كلها إلى الله سبحانه، وهو يجازي كل عامل بعمله، وأن الذين تعدَّوا حدوده بالمعاصي وسفك الدماء والكفر هم أهل النار.

{ لَا جَرَمَ} أي:حقًا يقينًا{ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ} أي:لا يستحق من الدعوة إليه، والحث على اللجأ إليه، في الدنيا ولا في الآخرة، لعجزه ونقصه، وأنه لا يملك نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة، ولا نشورًا.

{ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ} تعالى فسيجازي كل عامل بعمله.{ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} وهم الذين أسرفوا على أنفسهم بالتجرؤعلى ربهم بمعاصيه والكفر به، دون غيرهم.

فلما نصحهم وحذرهم وأنذرهم ولم يطيعوه ولا وافقوه قال لهم:

ثم يؤكد لهم بصورة لا تقبل الشك أو التردد أن ما يطلبونه منه هو الباطل وأن ما يطلبه منهم هو الحق فيقول: لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ، لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ....

وجرم: فعل ماض بمعنى حق وثبت ووجب. وقد وردت هذه الكلمة في القرآن في خمسة مواضع، وفي كل موضع جاءت متلوة بأنّ واسمها.

وجمهور النحاة على أنها مركبة من «لا» و «جرم» تركيب خمسة عشر. ومعناها بعد هذا التركيب معنى الفعل حق وثبت، والجملة بعدها هي الفاعل لهذا الفعل..

ومن النحاة من يرى أن «لا» نافية للجنس، و «جرم» اسمها، وما بعدها خبرها.

أى: حق وثبت لدى بما لا يقبل الشك، أن آلهتكم التي تدعونني لعبادتها آلهة باطلة، لا وزن لها ولا قيمة لا في الدنيا ولا في الآخرة..

وَأَنَّ مَرَدَّنا جميعا إِلَى اللَّهِ- تعالى- وحده وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ أى:

المستكثرين من المعاصي في الدنيا هُمْ أَصْحابُ النَّارِ في الآخرة.

( لا جرم أنما تدعونني إليه ) يقول : حقا .

قال السدي وابن جرير : معنى قوله : ( لا جرم ) حقا .

وقال الضحاك : ( لا جرم ) لا كذب .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( لا جرم ) يقول : بلى ، إن الذي تدعونني إليه من الأصنام والأنداد ( ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة )

قال مجاهد : الوثن ليس بشيء .

وقال قتادة : يعني الوثن لا ينفع ولا يضر .

وقال السدي : لا يجيب داعيه ، لا في الدنيا ولا في الآخرة .

وهذا كقوله تعالى : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) [ الأحقاف : 5 ، 6 ] ، ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ) [ فاطر : 14 ] .

وقوله : ( وأن مردنا إلى الله ) أي : في الدار الآخرة ، فيجازي كلا بعمله ; ولهذا قال : ( وأن المسرفين هم أصحاب النار ) أي : خالدين فيها بإسرافهم ، وهو شركهم بالله .

القول في تأويل قوله تعالى : لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43)

يقول: حقا أن الذي تدعونني إليه من الأوثان, ليس له دعاء في الدنيا ولا في الآخرة, لأنه جماد لا ينطق, ولا يفهم شيئا.

و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا ) قال: الوثن ليس بشيء.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ ) : أي لا ينفع ولا يضرّ.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ ) (1) .

وقوله: ( وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ ) يقول: وأن مرجعنا ومنقلبنا بعد مماتنا إلى الله ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) يقول: وإن المشركين بالله المتعدّين حدوده, القتلة النفوس التي حرم الله قتلها, هم أصحاب نار جهنم عند مرجعنا إلى الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في معنى المسرفين في هذا الموضع, فقال بعضهم: هم سفاكو الدماء بغير حقها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن, عن القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد, في قوله: ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) قال: هم السفَّاكون الدماء بغير حقها.

حدثنا عليّ بن سهل, قال: ثنا حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد في قول الله ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) قال: هم السفاكون الدماء بغير حقها.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ ) قال: السفاكون الدماء بغير حقها, هم أصحاب النار.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) قال: سماهم الله مسرفين, فرعون ومن معه.

وقال آخرون: هم المشركون.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة,( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) : أي المشركون. وقد بيَّنا معنى الإسراف فيما مضى قبل بما فيه الكفاية من إعادته في هذا الموضع.

وإنما اخترنا في تأويل ذلك في هذا الموضع ما اخترنا, لأن قائل هذا القول لفرعون وقومه, إنما قصد فرعون به لكفره, وما كان همّ به من قتل موسى, وكان فرعون عاليا عاتيا في كفر. سفاكا للدماء التي كان محرّما عليه سفكها, وكلّ ذلك من الإسراف, فلذلك اخترنا ما اخترنا من التأويل في ذلك.

------------------------

الهوامش:

(1) سقط التفسير من قلم الناسخ ، والذي في ابن كثير عنه :" لا يجيب داعيه ، لا في الدنيا ولا في الآخرة" . ا هـ .

المعاني :

لَا جَرَمَ :       حَقًّا السراج
لا جرَم :       حقّ و ثبَتَ أو لا مَحالة أو حقـّـا معاني القرآن
لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ :       لَا يَسْتَحِقُّ الدَّعْوَةَ إِلَى عِبَادَتِهِ، وَلَا يُلْجَأُ إِلَيْهِ؛ لِعَجْزِهِ السراج
ليس له دعوة :       مستجابة أو استجابة دعوة معاني القرآن
مَرَدَّنَا :       مَرْجِعَنَا، وَمَصِيرَنَا السراج
مردنا إلى الله :       رُجُوعنا بعد المَوت إليه تعالى للجَزاء معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[43] ﴿لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ﴾ ثبت لدي بما لا يقبل الشك، أن آلهتكم التي تدعونني لعبادتها آلهة باطلة، لا نفع ولا ضرر منها في الدنيا ولا في الآخرة.
وقفة
[43] ﴿وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ﴾ الذي عرفه في الدنيا يسعد بهذه المعرفة، أما من غفل عنه فيشقى بهذه العودة.
وقفة
[43] ﴿وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ﴾ قد تهضم الحقوق وﻻ تجد ميزان عدل ينصفك، وتنقلب المفاهيم، فالباطل يرتدي ثوب الحق، لكن عند الله تجتمع الخصوم.
وقفة
[43] ﴿وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ﴾ الدنيا ليست عادلة، لكن الحياة ليست في الدنيا فقط، بل الحياة الحقيقية حياة الآخرة، بل هي كل شيء، فانظر إلى الصورة الكاملة، ولا تحكم على الرواية من فصلها الأول.
وقفة
[43] كلما قال مؤمن آل فرعون حجة أجاب عنها فرعون ووزراؤه, فلما قال: ﴿وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ﴾ لم يستطيعوا عنها جواباً, فلا غني للداعية عن التذكير بالله أمام الطغاة.
تفاعل
[43] ﴿وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.

الإعراب :

  • ﴿ لا جَرَمَ:
  • هي في الأصل بمعنى «لا بد» ولا محالة، ثم كثر استعمالها فحولت إلى معنى القسم وصارت بمعنى «حقا» وسياقه على مذهب البصريين كما يقول الزمخشري أن يجعل لا ردا لما دعاه إليه قومه، وجرم: فعل بمعنى «حق» و «أن» في «أنما» مع ما في حيزه: فاعل «حق» أي حق ووجب بطلان دعوته أو بمعنى «كسب» أي كسب ذلك الدعاء إليه بطلان دعوته.ويجوز أن يقال إن لا جرم نظير لا بد فعل من الجرم وهو القطع كما أن بدّ فعل من التبديد وهو التفريق. فكما أن معنى لا بد أنك تفعل كذا بمعنى لا بد لك من فعله فكذلك-لا جرم أن لهم النار-أي لا قطع لذلك بمعنى أنهم أبدا يستحقون النار ولا قطع لبطلان دعوة الأصنام: أي لا تزال باطلة لا ينقطع ذلك فينقلب حقا.
  • ﴿ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ:
  • أن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسمها. بمعنى أن الذي أي الشيء الذي. تدعونني: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل-ضمير المتكلم-في محل نصب مفعول به. وجملة تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. إليه: جار ومجرور متعلق بتدعونني.
  • ﴿ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ:
  • الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن».ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. له: جار ومجرور متعلق بخبرها المقدم. دعوة: اسم «ليس» مرفوع بالضمة. بمعنى ليس له دعوة إلى نفسه قط‍.
  • ﴿ فِي الدُّنْيا:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لدعوة. بمعنى: ليس له دعوة نافعة أو مستجابة في الدنيا. وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر
  • ﴿ وَلا فِي الْآخِرَةِ:
  • الواو: عاطفة. لا: زائدة لتأكيد معنى النفي. في الآخرة: معطوفة على فِي الدُّنْيا» وتعرب مثلها.
  • ﴿ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ:
  • الواو عاطفة. أن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. مرد: اسمها منصوب بالفتحة. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بمعنى: وأن مصيرنا أو مرجعنا. إلى الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر «أن».
  • ﴿ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ:
  • أعربت. المسرفين: اسم «أن» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.
  • ﴿ هُمْ أَصْحابُ النّارِ:
  • الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «أن» هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. أصحاب: خبر «هم» مرفوع بالضمة. النار:مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. ويجوز أن تكون «هم» ضمير فصل أو عماد لا محل له. و أَصْحابُ النّارِ» خبر «أن».'

المتشابهات :

هود: 22﴿ لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ
النحل: 23﴿ لَا جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ
النحل: 62﴿وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ
النحل: 109﴿ لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ
غافر: 43﴿ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ لهم أنَّهم يَدْعُونَه إلى الكُفرِ باللهِ، وإلى الشِّركِ به، وهو يدعوهم إلى الإيمانِ والتَّوحيدِ؛ أَكَّدَ لهم هنا بصورة لا تقبل الشك أو التردد أن ما يطلبونه منه هو الباطل، وأن ما يطلبه منهم هو الحق، قال تعالى:
﴿ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [44] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ ..

التفسير :

[44] فلما نصحهم ولم يطيعوه قال لهم:فستذكرون أني نصحت لكم وذكَّرتكم، وسوف تندمون حيث لا ينفع الندم، وألجأ إلى الله، وأعتصم به، وأتوكل عليه. إن الله سبحانه وتعالى بصير بأحوال العباد، وما يستحقونه من جزاء، لا يخفى عليه شيء منها.

{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ} من هذه النصيحة، وسترون مغبة عدم قبولها حين يحل بكم العقاب، وتحرمون جزيل الثواب.

{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} أي:ألجأ إليه وأعتصم، وألقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم.{ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} يعلم أحوالهم وما يستحقون، يعلم حالي وضعفي فيمنعني منكم ويكفيني شركم، ويعلم أحوالكم فلا تتصرفون إلا بإرادته ومشيئته، فإن سلطكم علي،َّ فبحكمة منه تعالى، وعن إرادته ومشيئته صدر ذلك.

ثم نصح نصائحه الحكيمة الغالية بقوله: فستذكرون يا قوم ما أقول لكم من حق وصدق.

وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ- تعالى- وحده لكي يعصمني من كل سوء.

إِنَّ اللَّهَ- تعالى- بَصِيرٌ بِالْعِبادِ لا يخفى عليه شيء من أقوالهم أو أفعالهم، وسيجازى يوم القيامة كل نفس بما كسبت.

( فستذكرون ما أقول لكم ) أي : سوف تعلمون صدق ما أمرتكم به ونهيتكم عنه ، ونصحتكم ووضحت لكم ، وتتذكرونه ، وتندمون حيث لا ينفعكم الندم ، ( وأفوض أمري إلى الله ) أي : وأتوكل على الله وأستعينه ، وأقاطعكم وأباعدكم ، ( إن الله بصير بالعباد ) أي : هو بصير بهم ، فيهدي من يستحق الهداية ، ويضل من يستحق الإضلال ، وله الحجة البالغة ، والحكمة التامة ، والقدر النافذ .

القول في تأويل قوله تعالى : فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل المؤمن من آل فرعون لفرعون وقومه: فستذكرون أيها القوم إذا عاينتم عقاب الله قد حل بكم, ولقيتم ما لقيتموه صدق ما أقول, وحقيقة ما أخبركم به من أن المسرفين هم أصحاب النار.

كما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ) , فقلت له: أو ذلك في الأخرة؟ قال: نعم.

وقوله: ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) يقول: وأسلم أمري إلى الله, وأجعله إليه وأتوكل عليه, فإنه الكافي من توكل عليه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) قال: أجعل أمري إلى الله.

وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) يقول: إن الله عالم بأمور عباده, ومن المطيع منهم, والعاصي له, والمستحق جميل الثواب, والمستوجب سيئ العقاب.

المعاني :

وَأُفَوِّضُ :       أَعْتَصِمُ، وَأَلْجَأُ، وَأَتَوَكَّلُ السراج

التدبر :

وقفة
[44] ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ﴾ الكلام الصادق الخالص يلتصق بالذاكرة لا ينسى، فالعاقل (يعيه) والغافل (يعميه).
عمل
[44] ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ﴾ استمع للناصح؛ قبل الندم!
وقفة
[44] ﴿فستذكرون ما أقول لكم﴾ ما أشد وقع هذه الكلمة عند وصولها للقلوب السليمة المستجيبة!
وقفة
[44] ﴿فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله﴾ المؤمن ينصح ويبذل جهده في الإصلاح، وأما هداية التوفيق فهي بيد الله سبحانه.
وقفة
[44] نِعم ما ختم به مؤمن آل فرعون وعظَهُ ونصحه لقومه ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ من فوض أمره إلى الله لا يعتريه قلق؛ لأن قلبه صار معلَّقًا بالسماء.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ بقدر قوة تعظيم من فوضت ترحل كل مخاوفك، ويموت القلق فيك.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ إذا تولى الله أمرك هيأ لك الخير وأسبابه، وأنت لا تشعر والدُّعاء مفتاح لجميع أبوابه.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ عندما تزدحم اﻷمور بصدرك وﻻ تنفع معها كل حيلة لحالها، فأحلها إلى الله واطمئن، فقد وضعتها بيد من يدبر اﻷمر!
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ كَافيَة بجعلِك مُطمَئِنَّ، مَسْرور لا يُقلِقُك أمرٌ مَا، لأنَّك في مَعيَّةِ الله.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ أهمية التوكل على الله.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ المفوض ﻻ يصل إليه قلق؛ ﻷن قلبه في السماء.
عمل
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ لا تحتفظ بشيء من ملفات حياتك؛ فوضها كلها الآن لربك، كلها دون استثناء.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ من منازل الإيمان: منزلة التفويض, وهي من ضروريات العبودية؛ لأن العبد فيه جهل وعجز, والله عنده علم وقدرة.
وقفة
[44] ﴿وأفوض أمري إلى الله﴾ إذا أغلقت أمامك الأبواب وأُسدل الحجاب وصعب الأمر؛ فارفع ملف القضية إلى الحي القيوم سبحانه.
وقفة
[44] كل أمر تفوضه إلى الله؛ تخرجه من ضعف حيلتك إلى حفظة وتدبيره ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾.
وقفة
[44] فى الأزمات لو لم يكن فى الشدائد إلا أن تربي قلبك كيف يستغنى بالله عن كلِّ أحد؛ لكفى ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه﴾.
وقفة
[44] رغم كل الذين يحيطون بكِ وازدياد معارفك كل يوم؛ ستلجأ إلى الله فى بداية ووسط ونهاية المطاف، الله هو الملجأ أولًا وآخرًا ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾.
وقفة
[44] إذا نام الإنسان خرج عن الدنيا، ونسي كل سرور وحزن، فلو رتب نفسه فى يقظته على ذلك أيضًا لسعد السعادة التامة ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾.
عمل
[44]‏ لا تقلق على مؤمن فعل الأسباب، وضجّ لسانه قائلًا: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ هذا -والله- لا خوف عليه.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ آية تسكب الطمأنينة في القلب.
عمل
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ فوض جميع أمرك دقه وجله للبصير سبحانه.
عمل
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ إذا أردت أن يقوى توكلك وتفويض أمرك إلى الله، فاستشعر بصر الله بك ورؤيته لكل أحوالك، وتوكل.
وقفة
[44] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ ذكر أن سبب تفويض أمره معهم إلى الله، بأن الله عليم بأحوال جميع العباد، فشمله علم الله وشمل خصومه.
عمل
[44] تذكر أمرًا أهمّك، وتوكل فيه على الله تعالى؛ فهو حسبك ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
وقفة
[44] كتمان المعاناة من أعظم المصابرات، والشكوى الى الله من أعظم العبادات ﴿وأفوض أمرى الى الله إن الله بصير بالعباد﴾.
وقفة
[44] ما من قلب إلا به من الآلام والمعضلات ما الله به عليم، لكن وحدهم الراكنين إلى ركن الله طابوا ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
وقفة
[44، 45] ﴿فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله﴾ هذا ما قاله ذلك الرجل المؤمن في زمن الاستكبار والإعراض من قومه، بعد أن صدع بالحق، غير عائب ولا وجل، فماذا كانت العاقبة؟ ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ فمتى يدعو أناس في زمن أحوج ما تكون الأمة إلى علمهم ومواقفهم، قبل أن يحل بهم وبمجتمعهم سوء العذاب!
وقفة
[44، 45] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾ قال الله: ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ﴾ بقدر ما في قلبك من قوة التفويض والتخلي الكلي عن الشعور بالقلق تجاه أمر فوضته إلى الله بقدر ما تكون الوقاية.
وقفة
[44، 45] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾، والنتيجة: ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾، ما خابوا من فوضوا وعلقوا أمورهم بالله، اللهم إني فوضت جميع أموري إليك.
وقفة
[44، 45] العمل: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾، والنتيجة: ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾، هل رأيت أرباح التفويض؟ اللهم إني فوضتك في أموري كلها.
عمل
[44، 45] إذا مكر الناس بك فقل: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾، فإن الله قال: ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾.
وقفة
[44، 45] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ دليل على أن من فوض أمره إلى الله عز وجل كان الله معه.
وقفة
[44، 45] ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي ... فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ تفويضُ الأمرِ للهِ من أسبابِ النَّجاةِ من مكرِ العدوِّ.
وقفة
[44، 45] ﴿وأُفوض أمري إلى الله ... فوقاه الله سيئات ما مكروا﴾ من فوض أمره إلى الله كفاه الله ووقاه، ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله.
عمل
[44، 45] من خاف مكر الأعداء؛ فليفزع لقول الله تعالى: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ﴾، فإن الله أعقبها بـ ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ:
  • الفاء استئنافية. أو واقعة في جواب شرط‍ مقدر على المعنى.أي إن أصررتم على ضلالكم فستذكرون قولي. السين: حرف تسويف -استقبال-تذكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ ما أَقُولُ لَكُمْ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أقول: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. لكم: جار ومجرور متعلق بأقول والميم علامة جمع الذكور. وجملة أَقُولُ لَكُمْ» صلة الوصول لا محل لها من الإعراب. والعائد-الراجع-إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير: ما أقوله لكم ويجوز أن تكون «ما» مصدرية وجملة أَقُولُ لَكُمْ» صلتها لا محل لها من الإعراب. و «ما» وما تلاها: بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به لتذكرون. التقدير: فستذكرون قولي لكم
  • ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي:
  • الواو عاطفة. أفوض: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. أمري: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة مناسبة. والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ إِلَى اللهِ إِنَّ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بأفوض. إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل.
  • ﴿ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ:
  • لفظ‍ الجلالة اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. بصير: خبرها مرفوع وعلامة رفعه الضمة. بالعباد:جار ومجرور متعلق ببصير.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     ولَمَّا نصحهم ولم يقبلوا نصحه؛ حَذَّرَهم هنا وأنذرهم بأنهم سيندمون عند معاينة العذاب، حيث لا ينفع الندم، قال تعالى:
﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [45] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ..

التفسير :

[45] فوقى الله سبحانه ذلك الرجل المؤمن الموفَّق عقوبات مكر فرعون وآله، وحلَّ بهم سوء العذاب حيث أغرقهم الله عن آخرهم.

{ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} أي:وقى الله القويّ الرحيم، ذلك الرجل المؤمن الموفق، عقوبات ما مكر فرعون وآله له، من إرادة إهلاكه وإتلافه، لأنه بادأهم بما يكرهون، وأظهر لهم الموافقة التامة لموسى عليه السلام، ودعاهم إلى ما دعاهم إليه موسى، وهذا أمر لا يحتملونه وهم الذين لهم القدرة إذ ذاك، وقد أغضبهم واشتد حنقهم عليه، فأرادوا به كيدًا فحفظه الله من كيدهم ومكرهم وانقلب كيدهم ومكرهم، على أنفسهم،{ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} أغرقهم الله تعالى في صبيحة واحدة عن آخرهم.

وقوله- تعالى-: فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا بيان للعاقبة الطيبة التي أكرمه الله- سبحانه- بها بعد صدوعه بكلمة الحق أمام فرعون وجنده..

أى: فكانت نتيجة إيمان هذا الرجل، وجهره بكلمة الحق، ونصحه لقومه، أن وقاه الله- تعالى- ما أراده الظالمون به من أذى وعدوان ومن مكر سيئ..

وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ أى: ونزل وأحاط بفرعون وقومه سُوءُ الْعَذابِ بأن أغرقهم الله- تعالى- في اليم، وجعلهم عبرة لمن يعتبر.

وقوله [ تعالى ] : ( فوقاه الله سيئات ما مكروا ) أي : في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فنجاه الله مع موسى - عليه السلام - وأما في الآخرة فبالجنة ( وحاق بآل فرعون سوء العذاب ) وهو : الغرق في اليم ، ثم النقلة منه إلى الجحيم .

وقوله: ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) يقول تعالى ذكره: فدفع الله عن هذا المؤمن من آل فرعون بإيمانه وتصديق رسوله موسى, مكروه ما كان فرعون ينال به أهل الخلاف عليه من العذاب والبلاء, فنجاه منه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) قال: وكان قبطيا من قوم فرعون, فنجا مع موسى, قال: وذكر لنا أنه بين يدي موسى يومئذ يسير ويقول: أين أمرت يا نبيّ الله؟ فيقول: أمامك, فيقول له المؤمن: وهل أمامي إلا البحر؟ فيقول موسى: لا والله ما كَذبتُ ولا كُذبتُ, ثم يسير ساعة ويقول: أين أمرت يا نبيّ الله؟ فيقول: أمامك, فيقول: وهل أمامي إلا البحر, فيقول: لا والله ما كذبت, ولا كذبت, حتى أتى على البحر فضربه بعصاه, فانفلق اثني عشر طريقا, لكل سبط طريق.

وقوله: ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) يقول: وحل بآل فرعون ووجب عليهم; وعني بآل فرعون في هذا الموضع تباعه وأهل طاعته من قومه.

كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ في قول الله: ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) قال: قوم فرعون.

وعني بقوله: ( سُوءَ الْعَذَابِ ) : مأ ساءهم من عذاب الله, وذلك نار جهنم .

المعاني :

سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا :       عُقُوبَاتِ مَكْرِهِمْ مِنْ إِرَادَةِ إِهْلَاكِهِ السراج
وَحَاقَ :       نَزَلَ، وَأَحَاطَ السراج
حاق :       أحَاطَ أو نـَـزَل معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ﴾ فما خاب من علّق حاجاته بالله، وأحسن الظن بمولاه.
وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ عندما ﻻ تؤذي أحدًا وتخاف الله فيهم لن يستطيع أحد أذيتك، وحتى لو أجمعوا لذلك ﻷن حماية ربك تمنعهم!
وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ أي: من إلحاق أنواع العذاب به، فطلبوه، فما وجدوه؛ لأنه فوض أمره إلى الله.
وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ الله وحده القادر على أن ينجيك من كل من يمكر بك، بحسب ما في قلبك من قوة التفويض والتوكل على الله.
وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ نجاة الداعي إلى الحق من مكر أعدائه.
وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ إذا حَارت خُطاك وتُهت يومًا وضاع القلب وانقطع الطريق؛ فيمِّم نحو باب الله، محتاجٌ غريق.
وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ (فوقاه) مؤمن واحد، (مكروا) فرعون وجنده، أيها المؤمن الصادق: الحافظ ربك، وإن قل ناصرك وعتادك.
وقفة
[45] ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ ‏كل داع إلى الله عز وجل له نصيب من هذه الوقاية والحفظ.
وقفة
[45] ﴿فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ ما مَكَروا وَحاقَ بِآلِ فِرعَونَ سوءُ العَذابِ﴾ المتأمل للآية يعرف كيف وقاه الله من سيئات ما مكروا، والإجابة نجدها فى الآيات السابقة من نفس الوجه.
وقفة
[45] ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ وإنما كان الغَرَق سوء عذاب؛ لأن الغريق يعذب باحتباس النفَس مدة، وهو يطفو على الماء ويغوص فيه، ويُرعبه هول الأمواج وهو مُوقن بالهلاك، ثم يكون عُرضة لأكْل الحيتان حيًّا وميِّتًا، وذلك ألمٌ في الحياة، وخزيٌ بعد الممات، يُذكرون به بين الناس.
تفاعل
[45] ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَوَقاهُ اللهُ:
  • الفاء: سببية. وقاه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. بمعنى فحماه.
  • ﴿ سَيِّئاتِ:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
  • ﴿ ما مَكَرُوا:
  • ما: مصدرية. مكروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «مكروا» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الإعراب. و «ما» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة. بتقدير شدائد مكرهم.
  • ﴿ وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ:
  • الواو عاطفة. حاق: فعل ماض مبني على الفتح. بآل: جار ومجرور متعلق بحاق أي وأحاط‍ بأهل فرعون. فرعون: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. للعجمة والمعرفة.
  • ﴿ سُوءُ الْعَذابِ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. العذاب: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     ولَمَّا جَهَرَ هذا الرجل بكلمة الحق، ونصح لقومه، ثم فوَّض أمره إلى الله؛ أنجاه اللهُ، ورَدَّ عنه أذى الظالمين، وأهلكهم، قال تعالى:
﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [46] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ..

التفسير :

[46] لقد أصابهم الغرق أولاً وهلكوا، ثم يُعذَّبون في قبورهم حيث النار، يُعرضون عليها صباحاً ومساء إلى وقت الحساب، ويوم تقوم الساعة يقال:أدخلوا آل فرعون النار؛ جزاء ما اقترفوه من أعمال السوء. وهذه الآية أصل في إثبات عذاب القبر.

وفي البرزخ{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} فهذه العقوبات الشنيعة، التي تحل بالمكذبين لرسل الله، المعاندين لأمره.

ثم بين- سبحانه- سوء مصيرهم بعد موتهم، وعند قيام الساعة، فقال: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ.. والغدو: أول النهار. والعشى: آخره، وجملة: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها.. بدل من قوله- تعالى- سُوءُ الْعَذابِ. بعرض أرواح فرعون وملئه على النار بعد موتهم وهم في قبورهم في الصباح والمساء، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يقال لملائكة العذاب: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ وهو عذاب جهنم وبئس المصير مصيرهم.

قال القرطبي: والجمهور على أن هذا العرض في البرزخ واحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بقوله- تعالى-: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا مادامت الدنيا..

فإن أرواحهم تعرض على النار صباحا ومساء إلى قيام الساعة ، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار ; ولهذا قال : ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) أي : أشده ألما وأعظمه نكالا . وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور ، وهي قوله : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ) .

ولكن هاهنا سؤال ، وهو أنه لا شك أن هذه الآية مكية ، وقد استدلوا بها على عذاب القبر في البرزخ ، وقد قال الإمام أحمد :

حدثنا هاشم - هو ابن القاسم أبو النضر - حدثنا إسحاق بن سعيد - هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص - حدثنا سعيد - يعني أباه - عن عائشة أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية : وقاك الله عذاب القبر . قالت : فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي فقلت : يا رسول الله ، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة ؟ قال : " لا وعم ذلك ؟ " قالت : هذه اليهودية ، لا نصنع إليها شيئا من المعروف إلا قالت : وقاك الله عذاب القبر . قال : " كذبت يهود . وهم على الله أكذب ، لا عذاب دون يوم القيامة " . ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث ، فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه ، محمرة عيناه ، وهو ينادي بأعلى صوته : " القبر كقطع الليل المظلم - أيها الناس - لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلا - أيها الناس - استعيذوا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق " .

وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم ، ولم يخرجاه .

وروى أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - قال : سألتها امرأة يهودية فأعطتها ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فأنكرت عائشة ذلك ، فلما رأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت له ، فقال : " لا " . قالت عائشة : ثم قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك : " وإنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم " .

وهذا أيضا على شرطهما .

فيقال : فما الجمع بين هذا وبين كون الآية مكية ، وفيها الدليل على عذاب البرزخ ؟ والجواب : أن الآية دلت على عرض الأرواح إلى النار غدوا وعشيا في البرزخ ، وليس فيها دلالة على اتصال تألمها بأجسادها في القبور ، إذ قد يكون ذلك مختصا بالروح ، فأما حصول ذلك للجسد وتألمه بسببه فلم يدل عليه إلا السنة في الأحاديث المرضية الآتي ذكرها .

وقد يقال إن هذه الآية إنما دلت على عذاب الكفار في البرزخ ، ولا يلزم من ذلك أن يعذب المؤمن في قبره بذنب ، ومما يدل على هذا ما رواه الإمام أحمد :

حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا يونس ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وعندها امرأة من اليهود ، وهي تقول : أشعرت أنكم تفتنون في قبوركم ؟ فارتاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " إنما يفتن يهود " قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أشعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ؟ " وقالت عائشة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد يستعيذ من عذاب القبر .

وهكذا رواه مسلم ، عن هارون بن سعيد وحرملة ، كلاهما عن ابن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري به .

وقد يقال : إن هذه الآية دلت على عذاب الأرواح في البرزخ ، ولا يلزم من ذلك أن يتصل بالأجساد في قبورها ، فلما أوحي إليه في ذلك بخصوصيته استعاذ منه ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

وقد روى البخاري من حديث شعبة ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن أبيه ، عن مسروق ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن يهودية دخلت عليها فقالت : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر ؟ فقال : " نعم عذاب القبر حق " . قالت عائشة : فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .

فهذا يدل على أنه بادر إلى تصديق اليهودية في هذا الخبر ، وقرر عليه . وفي الأخبار المتقدمة : أنه أنكر ذلك حتى جاءه الوحي ، فلعلهما قضيتان ، والله أعلم ، وأحاديث عذاب القبر كثيرة جدا .

وقال قتادة في قوله : ( غدوا وعشيا ) صباحا ومساء ، ما بقيت الدنيا ، يقال لهم : يا آل فرعون ، هذه منازلكم ، توبيخا ونقمة وصغارا لهم .

وقال ابن زيد : هم فيها اليوم يغدى بهم ويراح إلى أن تقوم الساعة .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا المحاربي ، حدثنا ليث ، عن عبد الرحمن بن ثروان ، عن هذيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح بهم في الجنة حيث شاءوا ، وإن أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت ، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش ، وإن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح عليها ، فذلك عرضها .

وقد رواه الثوري عن أبي قيس عن الهزيل بن شرحبيل من كلامه في أرواح آل فرعون . وكذلك قال السدي .

وفي حديث الإسراء من رواية أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فيه : " ثم انطلق بي إلى خلق كثير من خلق الله ، رجال كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم ، مصفدون على سابلة آل فرعون ، وآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا . ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وآل فرعون كالإبل المسومة يخبطون الحجارة والشجر ولا يعقلون " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا زيد بن أخرم ، حدثنا عامر بن مدرك الحارثي ، حدثنا عتبة - يعني ابن يقظان - عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما أحسن محسن من مسلم أو كافر إلا أثابه الله " . قال : قلنا : يا رسول الله ما إثابة الكافر ؟ فقال : " إن كان قد وصل رحما أو تصدق بصدقة أو عمل حسنة ، أثابه الله المال والولد والصحة وأشباه ذلك " . قلنا : فما إثابته في الآخرة ؟ قال : " عذابا دون العذاب " وقرأ : ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) ورواه البزار في مسنده ، عن زيد بن أخرم ، ثم قال : لا نعلم له إسنادا غير هذا .

وقال ابن جرير : حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير ، حدثنا حماد بن محمد الفزاري البلخي قال : سمعت الأوزاعي وسأله رجل فقال - رحمك الله - رأينا طيورا تخرج من البحر ، تأخذ ناحية الغرب بيضا ، فوجا فوجا ، لا يعلم عددها إلا الله - عز وجل - فإذا كان العشي رجع مثلها سودا ، قال : وفطنتم إلى ذلك ؟ قال : نعم ، قال : إن تلك الطير في حواصلها أرواح آل فرعون تعرض على النار غدوا وعشيا ، فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشها وصارت سودا ، فينبت عليها من الليل ريش أبيض ، ويتناثر السود ، ثم تغدو على النار غدوا وعشيا ، ثم ترجع إلى وكورها . فذلك دأبهم في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى : ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) قال : وكانوا يقولون إنهم ستمائة ألف مقاتل .

وقال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق ، أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار . فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله - عز وجل - إلى يوم القيامة " .

أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به .

القول في تأويل قوله تعالى : النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)

يقول تعالى ذكره مبيِّنا عن سوء العذاب الذي حلّ بهؤلاء الأشقياء من قوم فرعون ذلك الذي حاق بهم من سوء عذاب الله ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ) إنهم لما هلكوا وغرقهم الله, جعلت أرواحهم في أجواف طير سود, فهي تعرض على النار كلّ يوم مرتين ( غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) إلى أن تقوم الساعة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن أبي قيس, عن الهذيل بن شرحبيل, قال: أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار, وذلك عرضها.

حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: بلغني أن أرواح قوم فرعون في أجواف طير سود تعرض على النار غدوّا وعشيًّا, حتى تقوم الساعة.

حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير, قال: ثنا حماد بن محمد الفزاري البلخي, قال: سمعت الأوزاعيّ وسأله رجل فقال: رحمك الله, رأينا طيورا تخرج من البحر تأخذ ناحية الغرب بيضا, فوجا فوجا, لا يعلم عددها إلا الله, فإذا كان العشيّ رجع مثلُها سُودا, قال: وفطنتم إلى ذلك؟ قالوا: نعم, قال: إن تلك الطيور في حواصلها أرواح آل فرعون يُعرضون على النار غدوّا وعشيًّا, فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشها, وصارت سوداء, فتنبت عليها من الليل رياش بيض, وتتناثر السود, ثم تغدو, ويُعرضون على النار غدوّا وعشيا, ثم ترجع إلى وكورها, فذلك دَأبُها في الدنيا; فإذا كان يوم القيامة, قال الله ( أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) قالوا: وكانوا يقولون: إنهم ستّ مئة ألف مقاتل.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثني حرملة, عن سليمان بن حميد, قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: ليس في الآخرة ليل ولا نصف نهار, وإنما هو بُكرة وعشيّ, وذلك في القرآن في آل فرعون ( يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) وكذلك قال لأهل الجنة وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا .

وقيل: عنى بذلك: أنهم يعرضون على منازلهم في النار تعذيبا لهم غدوّا وعشيّا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) قال: يعرضون عليها صباحا ومساء, يقال لهم: يا آل فرعون هذه منازلكم, توبيخا ونقمة وصغارا لهم.

حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) قال: ما كانت الدنيا.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أن آل فرعون يعرضون على النار غدوّا وعشيّا. وجائز أن يكون ذلك العرض على النار على نحو ما ذكرناه عن الهذيل ومن قال مثل قوله, وأن يكون كما قال قتادة, ولا خبر يوجب الحجة بأن ذلك المعني به, فلا في ذلك إلا ما دل عليه ظاهر القرآن, وهم أنهم يعرضون على النار غدوا وعشيا, وأصل الغدو والعشي مصادر جعلت أوقاتا.

وكان بعض نحويي البصرة يقول في ذلك: إنما هو مصدر, كما تقول: أتيته ظلاما; جعله ظرفا وهو مصدر. قال: ولو قلت: موعدك غدوة, أو موعدك ظلام, فرفعته, كما تقول: موعدك يوم الجمعة, لم يحسن, لأن هذه المصادر وما أشبهها من نحو سحر لا تجعل إلا ظرفا; قال: والظرف كله ليس بمتمكن; وقال نحويو الكوفة: لم يسمع في هذه الأوقات, وإن كانت مصادر, إلا التعريب: موعدك يوم موعدك صباح ورواح, كما قال جلّ ثناؤه: غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ فرفع, وذكروا أنهم سمعوا: إنما الطيلسان شهران (2) قالوا: ولم يسمع في الأوقات النكرات إلا الرفع إلا قولهم: إنما سخاؤك أحيانا, وقالوا: إنما جاز ذلك لأنه بمعنى: إنما سخاؤك الحين بعد الحين, فلما كان تأويله الإضافة نصب.

وقوله: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك فقرأته عامة قرّاء أهل الحجاز والعراق سوى عاصم وأبي عمرو ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ ) بفتح الألف من أدخلوا في الوصل والقطع بمعنى: الأمر بإدخالهم النار. وإذا قُرئ ذلك كذلك, كان الآل نصبا بوقوع أدخلوا عليه, وقرأ ذلك عاصم وأبو عمرو: " وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ادْخُلُوا " بوصل الألف وسقوطها في الوصل من اللفظ, وبضمها إذا ابتدئ بعد الوقف على الساعة, ومن قرأ ذلك كذلك, كان الآل على قراءته نصبا بالنداء, لأن معنى الكلام على قراءته: ادخلوا يا آل فرعون أشدّ العذاب.

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال إنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى قد قرأ بكل واحدة منهما جماعة من القرّاء, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. فمعنى الكلام إذن: ويوم تقوم الساعة يقال لآل فرعون: ادخلوا يا آل فرعون أشدّ العذاب, فهذا على قراءة من وصل الألف من ادخلوا ولم يقطع, ومعناه على القراءة الأخرى, ويوم تقوم الساعة يقول الله لملائكته ( أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) .

------------------------

الهوامش:

(2) الطيلسان : شيء كان يضعه العلماء والكبراء حول أعناقهم وعلى أكتافهم اتقاء البرد . يريد أن مدة لبس الطيلسان شهران .

المعاني :

غُدُوًّا وَعَشِيًّا :       أَوَّلَ النَّهَارِ، وَآخِرَهُ السراج
غدوّا و عشيّا :       صبَاحا و مساءً أو دائما في البرزخ معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[46] ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور.
عمل
[46] ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ زُر المقبرة، ثم استعذ بالله من عذاب القبر.
وقفة
[46] قال ربنا عن آل فرعون: ﴿النّارُ يُعرَضونَ عَلَيها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ أَدخِلوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذابِ﴾، استنبط العلماء من هذه الآية الكريمة الدليل على عذاب القبر، عافانا الله وإياكم وجعل قبورنا روضة من رياض الجنة.
وقفة
[46] استحضار دائم: قال تعالى عن آل فرعون: ﴿النّارُ يُعرَضونَ عَلَيها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ أَدخِلوا آلَ فِرعَونَ أَشَدَّ العَذابِ﴾، قال ابن سيرين: «كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر فيقول: عرجت ملائكة، وهبطت ملائكة، وعُرض آل فرعون على النار»، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار.
وقفة
[46] ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ أرواحهم تعرض على النار صباحًا ومساءً إلى قيام الساعة، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار، ولهذا قال: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ أي: أشده ألمًا، وأعظمه نكالًا.
تفاعل
[46] ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ النّارُ:
  • بدل من سُوءُ الْعَذابِ» الواردة في الآية الكريمة السابقة. مرفوعة مثلها بالضمة أو خبر مبتدأ محذوف أي هي النار، أو تكون مبتدأ خبره الجملة الفعلية يُعْرَضُونَ عَلَيْها».
  • ﴿ يُعْرَضُونَ عَلَيْها:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب حال من آل فرعون.يعرضون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. عليها: جار ومجرور متعلق بيعرضون. و«الظرف» غدوا بعدها متعلق بيعرضون.
  • ﴿ غُدُوًّا وَعَشِيًّا:
  • مصدر غدا يغدو غدوا في موضع الظرف فعبر بالفعل عن الوقت أي وقت الغداة منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهو من الفجر إلى طلوع الشمس. وعشيا: معطوفة بالواو على «غدوا» وتعرب إعرابها. وهي جمع «عشية» وهي الوقت من بعد الظهر إلى المساء أو المغرب. بمعنى يعرضون على النار صباح مساء.
  • ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ:
  • الواو استئنافية. يوم: مفعول فيه-ظرف زمان- منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة. تقوم: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. الساعة: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة تَقُومُ السّاعَةُ» في محل جر بالإضافة. بمعنى فإذا قامت الساعة يقال أَدْخِلُوا» أي يقول الله تعالى: أيها الملائكة أدخلوا آل فرعون.
  • ﴿ أَدْخِلُوا:
  • الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به بفعل مضمر-مقول القول- وهي فعل امر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة.الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ:
  • مفعول به اول منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. فرعون: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة. أشد: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف
  • ﴿ الْعَذابِ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. اي اشد عذاب جهنم. بمعنى ادخلوهم الى جهنم ليذوقوا اشد عذابها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     ولَمَّا أخبَرَ اللهُ أنه حلَّ بآل فرعون سوء العذاب؛ فصَّلَ هنا ما أجمَله مِن سُوءِ العذاب، قال تعالى:
﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أدخلوا:
1- أمرا، من «أدخل» ، وهى قراءة الأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، والأعمش، وابن وثاب، وطلحة، ونافع، وحمزة، والكسائي، وحفص.
وقرئ:
2- أمرا، من «دخل» ، وهى قراءة على، والحسن، وقتادة، وابن كثير، والعربيين.

مدارسة الآية : [47] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ ..

التفسير :

[47] وإذ يتخاصم أهل النار، ويعاتب بعضهم بعضاً، فيحتجُّ الأتباع المقلدون على رؤسائهم المستكبرين الذين أضلُّوهم، وزيَّنوا لهم طريق الشقاء، قائلين لهم:هل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار بتحملكم قسطاً من عذابنا؟

يخبر تعالى عن تخاصم أهل النار، وعتاب بعضهم بعضًا واستغاثتهم بخزنة النار، وعدم الفائدة في ذلك فقال:{ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} يحتج التابعون بإغواء المتبوعين، ويتبرأ المتبوعون من التابعين،{ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ} أي:الأتباع للقادة{ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} على الحق، ودعوهم إلى ما استكبروا لأجله.{ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} أنتم أغويتمونا وأضللتمونا وزينتم لنا الشرك والشر،{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ} أي:ولو قليلاً.

وإِذْ في قوله- تعالى-: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ متعلق بمحذوف تقديره:

اذكر، أى: واذكر- أيها الرسول الكريم- لقومك ليعتبروا ويتعظوا وقت أن يتخاصم أهل النار فيما بينهم.

فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ منهم لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا في الدنيا وكانوا رؤساء وقادة:

إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً أى إنا كنا في الدنيا تابعين لكم، ومنقادين لهواكم ومسخرين لخدمتكم.. والاستفهام في قوله- تعالى-: فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ للطلب المصحوب بالرجاء والاستجداء..

أى: هذا هو حالنا أمامكم، وقد كنا في الدنيا منقادين لكم انقياد العبد لسيده، فادفعوا عنا شيئا من هذا العذاب المهين الذي نزل بنا، فطالما دافعنا عنكم في الدنيا وسرنا وراءكم بدون تفكير أو معارضة..

وقوله نَصِيباً منصوب بفعل مقدر يدل عليه قوله مُغْنُونَ أى: فهل أنتم تدفعون عنا جزءا من العذاب الذي نحن فيه، وتحملون عنا نصيبا منه.

يخبر تعالى عن تحاج أهل النار في النار ، وتخاصمهم ، وفرعون وقومه من جملتهم ( فيقول الضعفاء ) وهم : الأتباع ( للذين استكبروا ) وهم : القادة والسادة والكبراء : ( إنا كنا لكم تبعا ) أي : أطعناكم فيما دعوتمونا إليه في الدنيا من الكفر والضلال ، ( فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار ) أي : قسطا تتحملونه عنا .

القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ,( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ ) يقول: وإذ يتخاصمون في النار. وعنى بذلك: إذ يتخاصم الذين أمر رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بإنذارهم من مشركي قومه في النار, فيقول الضعفاء منهم وهم المتبعون على الشرك بالله ( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ) تقول لرؤسائهم الذين اتبعوهم على الضلالة: إنا كنا لكم في الدنيا تبعا على الكفر بالله ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ ) اليوم ( عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ ) يعنون حظا فتخففوه عنا, فقد كنا نسارع في محبتكم في الدنيا, ومن قبلكم أتينا, لولا أنتم لكنا في الدنيا مؤمنين, فلم يصبنا اليوم هذا البلاء; والتبع يكون واحدا وجماعة في قول بعض نحويي البصرة, وفي قول بعض نحويي الكوفة جمع لا واحد له, لأنه كالمصدر. قال: وإن شئت كان واحده تابع, فيكون مثل خائل وخول, وغائب وغيب.

المعاني :

يَتَحَاجُّونَ :       يَتَخَاصَمُونَ السراج
مُّغْنُونَ :       دَافِعُونَ السراج
مغنون عنا :       دافِـعون أو حاملون عنّا معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[47] كيف نجمع بين: ﴿وهم فيها لا يسمعون﴾ [الأنبياء: 100]، ﴿وإذ يتحاجون في النار﴾، ﴿قالوا وهم فيها يختصمون﴾ [الشعراء: 96] إلى غير ذلك مما يدل على سماعهم؟ الجواب: لعل ذلك باعتبار حالين: فحال السماع والمحاجة والمخاصمة قبل اليأس من الخلاص من النار، وحال اليأس لا يسمعون، لما روى أنهم يجعلون في توابيت من نار ويسد عليهم أبوابها فحينئذ لا يسمعون.
وقفة
[47] ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ﴾ هنا تفاصيل قصة النزاع والخصومة في النار بين العبد المأمور وسيده، بين الأتباع والكبراء، والضعفاء والزعماء.
وقفة
[47] الغبن الشديد لضعاف العقول؛ يقادون في الدنيا ويتبرأ منهم في الآخرة، ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ﴾.
وقفة
[47] ﴿وَإِذ يَتَحاجّونَ فِي النّارِ فَيَقولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذينَ استَكبَروا إِنّا كُنّا لَكُم تَبَعًا فَهَل أَنتُم مُغنونَ عَنّا نَصيبًا مِنَ النّارِ﴾ يتحاجون حتى وهم فى النار!
وقفة
[47] ﴿فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ﴾ ضعفك ليس مبررًا للتخلي عن التفكير، تحمل مسؤولية نفسك.
وقفة
[47] ﴿فَيَقولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذينَ استَكبَروا إِنّا كُنّا لَكُم تَبَعًا فَهَل أَنتُم مُغنونَ عَنّا نَصيبًا مِنَ النّارِ﴾ أين هؤلاء الضعفاء فى الحياة الدنيا ليسمعوا هذه الآية؟!
وقفة
[47] ﴿إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ﴾ لا أمل عندهم في الخروج من النار، أقصى ما يتمنونه هو تحمل غيرهم نصيبًا من عذابهم.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذْ:
  • الواو: استئنافية. اذ: اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره: اذكر.
  • ﴿ يَتَحاجُّونَ فِي النّارِ:
  • الجملة الفعلية: في محل جر بالاضافة. يتحاجون:فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.في النار: جار ومجرور متعلق بيتحاجون بمعنى واذكر وقت يتجادلون.
  • ﴿ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ:
  • الفاء عاطفة. يقول: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. الضعفاء: فاعل مرفوع بالضمة
  • ﴿ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا:
  • اللام: حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيقول. استكبروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة اِسْتَكْبَرُوا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ إِنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعاً:
  • الجملة في محل نصب مفعول به-مقول القول-إن:حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» وأصلها إننا فحذفت احدى النونين تخفيفا. والجملة الفعلية بعدها: في محل رفع خبر «إن» كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل «ضمير المتكلمين» مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» لكم: جار ومجرور متعلق بكنا. تبعا:خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى تباعا. والكلمة مصدر يستوي فيه المفرد والجمع. أي ذوي تبع أي اتباع وبمعنى متابعين لكم في الدنيا.
  • ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ:
  • الفاء: استئنافية. انتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مغنون: خبر «انتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: متحملون او دافعون و «هل» حرف استفهام لا محل له من الاعراب.
  • ﴿ عَنّا نَصِيباً مِنَ النّارِ:
  • جار ومجرور متعلق بمغنون. نصيبا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من النار: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نصيبا» اي من عذاب النار فحذف المجرور المضاف واقيم المضاف اليه مقامه'

المتشابهات :

ابراهيم: 21﴿وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ
غافر: 47﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     وبعد ذكرِ النَّارِ في عظَةِ مؤمنِ آلِ فرعونَ؛ ذَكَرَ اللهُ هنا الجدلَ والمناظرةَ التي تجري بينَ الرؤساءِ والأتباعِ من أهلِ النَّارِ، قال تعالى:
﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [48] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ ..

التفسير :

[48] قال الرؤساء المستكبرون مبيِّنين عجزهم:لا نتحمل عنكم شيئاً من عذاب النار، وكلُّنا فيها، لا خلاصَ لنا منها، إن الله قد قسم بيننا العذاب بقَدْر ما يستحق كلٌّ منا بقضائه العادل.

{ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} مبينين لعجزهم ونفوذ الحكم الإلهي في الجميع:{ إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} وجعل لكل قسطه من من العذاب، فلا يزاد في ذلك ولا ينقص منه، ولا يغير ما حكم به الحكيم.

وهنا يرد عليهم المستكبرون، بضيق وملل. ويحكى القرآن ذلك فيقول قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا أى للضعفاء.

إِنَّا كُلٌّ فِيها أى: إنا نحن وأنتم جميعا في جهنم، فكيف ندفع عنكم شيئا من العذاب، وإننا لو كانت عندنا القدرة على دفع شيء من العذاب، لدفعناه عن أنفسنا.

ولفظ كُلٌّ مبتدأ، وفيها متعلق بمحذوف خبر، والجملة من المبتدأ والخبر، خبر إن.

وجملة: إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ من جملة الرد، أى: إن الله- تعالى- قد حكم بين العباد بحكمه العادل، فجعل للمؤمنين الجنة، وجعل للكافرين النار وقدر لكل منا ومنكم عذابا لا تغنى فيه نفس عن نفس شيئا.

( قال الذين استكبروا إنا كل فيها ) أي : لا نتحمل عنكم شيئا ، كفى بنا ما عندنا ، وما حملنا من العذاب والنكال . ( إن الله قد حكم بين العباد ) أي : يقسم بيننا العذاب بقدر ما يستحقه كل منا ، كما قال تعالى : ( قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ) [ الأعراف : 38 ] .

والصواب من القول في ذلك عندي أنه جمع واحده. تابع, وقد يجوز أن يكون واحدا فيكون جمعه أتباع. فأجابهم المتبوعون بما أخبر الله عنهم; قال الذين استكبروا, وهم الرؤساء المتبوعون على الضلالة في الدنيا: إنا أيها القوم وأنتم كلنا في هذه النار مخلدون, لا خلاص لنا منها( إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ) بفصل قضائه, فأسكن أهل الجنة الجنة, وأهل النار النار, فلا نحن مما نحن فيه من البلاء خارجون, ولا هم مما فيه من النعيم منتقلون، ورفع قوله ( كُلّ ) بقوله ( فِيهَا ) ولم ينصب على النعت.

وقد اختلف في جواز النصب في ذلك في الكلام. وكان بعض نحويي البصرة يقول: إذا لم يضف " كلّ" لم يجز الاتباع. وكان بعض نحويي الكوفة يقول: ذلك جائز في الحذف وغير الحذف, لأن أسماءها إذا حُذفت اكتفي بها منها. وقد بيَّنا الصواب من القول في ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[48] ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾ وفي هذه الآية عبرة لزعماء الأمم وقادتهم، فإن كان إقدامهم ومغامرتهم بأنفسهم وأممِهم على علم بعواقب ذلك؛ كانوا أحرياء بالمذمة والخزي في الدنيا، ومضاعفة العذاب في الآخرة، كما قال تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ [العنكبوت: 13]، وإن كان قَحمهم أنفسهم في مضائق الزعامة عن جهل بعواقب قصورهم وتقصيرهم؛ فإنهم ملومون على عدم التوثق من كفاءتهم لتدبير الأمة، فيخبطوا بها خبط عشواء؛ حتى يزلوا بها، فيَهوُوا بها من شواهق بعيدة.
وقفة
[48] عبارتان وقع كل منهما أشد من الآخر، في تيئيس أهل النار من تخفيف العذاب: ﴿إِنَّا كُلٌّ فِيهَا﴾، ﴿إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾.
وقفة
[48] ﴿إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾ حكم الله نهائي، لا نقض فيه ولا استئناف.
وقفة
[48] ﴿إِنَّ اللَّهَ قَد حَكَمَ بَينَ العِبادِ﴾ إذن: لا ظُلمَ اليَومَ.

الإعراب :

  • ﴿ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا:
  • فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. استكبروا: اعربت في الآية السابقة.
  • ﴿ إِنّا كُلٌّ فِيها:
  • الجملة: في محل نصب مفعول به-مقول القول-إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» كل: مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة والتنوين عوض من المضاف اليه لأن المعنى: كلنا. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر «كل» والجملة الاسمية كُلٌّ فِيها» في محل رفع خبر «إن» اي في جهنم.
  • ﴿ إِنَّ اللهَ:
  • إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل. الله:اسمها منصوب للتعظيم بالفتحة.
  • ﴿ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «إن» قد: حرف تحقيق. حكم: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بين: ظرف زمان او مكان على حسب المعنى منصوب متعلق بحكم وهو مضاف. العباد: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.'

المتشابهات :

الأعراف: 76﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ
سبإ: 32﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم
غافر: 48﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     وبعد ما طلبَه الأتباعُ الضعفاء؛ جاء هنا رَدُّ الرؤساء المستكبرين بأنهم لا يمكنهم أن يتحملوا عنهم شيئًا من عذاب النار؛ لأنهم جميعًا في النَّار، قال تعالى:
﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

كل:
وقرئ:
كلا، بالنصب، على التوكيد لاسم «أن» ، وهى قراءة ابن السميفع، وعيسى بن عمران.

مدارسة الآية : [49] :غافر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ ..

التفسير :

[49] وقال الذين في النار من المستكبرين والضعفاء لخزنة جهنم:ادعوا ربكم يُخَفِّفْ عنا يوماً واحداً من العذاب؛ كي تحصل لنا بعض الراحة.

{ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ} من المستكبرين والضعفاء{ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} لعله تحصل بعض الراحة.

وبعد أن يئس الكل من نصرة بعضهم لبعض، اتجهوا جميعا نحو خزنة جهنم لعلهم يشفعون لهم عند ربهم، ويحكى القرآن: ذلك فيقول: وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ، لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ وهم الملائكة المكلفون بتعذيب الكافرين.

قالوا لهم: ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ أى: ادعوا ربكم أن يخفف عنا يوما واحدا من الأيام الكثيرة التي ينزل علينا العذاب فيها بدون انقطاع، لعلنا في هذا اليوم نستطيع أن نلتقط أنفاسنا التي مزقها العذاب الدائم.

( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ) لما علموا أن الله ، سبحانه ، لا يستجيب منهم ولا يستمع لدعائهم ، بل قد قال : ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) [ المؤمنون : 108 ] سألوا الخزنة - وهم كالبوابين لأهل النار - أن يدعوا لهم الله أن يخفف عن الكافرين ولو يوما واحدا من العذاب ، فقالت لهم الخزنة رادين عليهم :

القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49)

يقول تعالى ذكره: وقال أهل جهنم لخزنتها وقوّامها, استغاثة بهم من عظيم ما هم فيه من البلاء, ورجاء أن يجدوا من عندهم فرجا( ادْعُوا رَبَّكُمْ ) لنا( يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا ) واحدا, يعني قدر يوم واحد من أيام الدنيا( مِنَ الْعَذَابِ ) الذي نحن فيه. وإنما قلنا: معنى ذلك: قدر يوم من أيام الدنيا, لأن الآخرة يوم لا ليل فيه, فيقال: خفف عنهم يوما واحدا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[49] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ﴾ إنما لم يقل: (لخزنتها) مع أنه أخصرُ، لأنَّ في ذكر جهنم تهويلًا وتفظيعًا، أو لأنَّ جهنم أبعدُ النَّار، فغدا خزنتُها أعلى الملائكة الموكلين بالنار مرتبةً، فطلب أهل النار الدعاء منهم لذلك.
وقفة
[49] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ وفي إضافة (ربِّ) إلى ضمير المخاطبين ضرب من الإِغراء بالدعاء؛ أي: لأنكم أقرب إلى استجابته لكم، ولما ظنُّوهم أرجى للاستجابة؛ سألوا التخفيف يومًا من أزمنة العذاب، وهو أنفع لهم من تخفيف قوة النار الذي سألوه من مستكبريهم.
وقفة
[49] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ تعلُّق الكافرين بأي سبب يريحهم من النار ولو لمدة محدودة، وهذا لن يحصل أبدًا.
وقفة
[49] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ ينزع الله الرحمة من قلوب ملائكة العذاب حتى لا يسمعوا استغاثاتهم، فهي صرخة في وادٍ، ونفخة في رماد.
وقفة
[49] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ لم يجرؤوا على النطق بلفظ الربوبية: (ربنا)؛ لاستشعارهم العار والخزي، فيرون معه أنهم ليسوا أهلًا لأن تضاف إليهم ربوبية الله.
وقفة
[49] ﴿وَقالَ الَّذينَ فِي النّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادعوا رَبَّكُم يُخَفِّف عَنّا يَومًا مِنَ العَذابِ﴾ يعلمون أن دعاءهم غير مستجاب فيهرعون لغيرهم يدعون لهم، ولكن فات أوان الدعاء
وقفة
[49] ﴿وَقالَ الَّذينَ فِي النّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادعوا رَبَّكُم يُخَفِّف عَنّا يَومًا مِنَ العَذابِ﴾ العمل غير المناسب وفى الوقت غير المناسب أيضًا.
وقفة
[49] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ لا تغتر بقوة الكفار وإمكاناتهم المادية، فإن ما معهم متاعٌ زائل، وعاقبتهم العذاب الأليم في جهنم، وقد يعاجلهم الله بالعقوبة الدنيوية.
تفاعل
[49] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[49] ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ﴾ اللهمَّ قرعنا أبوابك، وﻻ نزال نقرع، فأنت الكريم الذي لن تصد بابك دوننا يا رب، تعلم حاجتنا فأكرمنا بها.
وقفة
[49] ﴿يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ رُبَّ ركعةٍ في ظُلمةِ تُذهِبُ عنكَ ذاكَ العذاب.

الإعراب :

  • ﴿ وَقالَ الَّذِينَ فِي النّارِ:
  • الواو استئنافية. قال: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. والجار والمجرور فِي النّارِ» متعلق بصلة الموصول المحذوفة لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ:
  • جار ومجرور متعلق بقال. جهنم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للمعرفة والتأنيث. بمعنى: للقوام بتعذيب اهلها. ولم يقل لخزنتها اي خزنة النار للتفخيم لأن في ذكر جهنم تهويلا ولهذا وضع الظاهر جَهَنَّمَ» موضع المضمر «ها» في «لخزنتها» لأن جهنم افظع من النار وأشد منها.
  • ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به-مقول القول-ادعوا:فعل التماس وتوسل بصيغة طلب مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة. والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والالف فارقة. ربكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. والمخاطبون: هم الملائكة خزنة جهنم القائمون بتعذيب اهلها
  • ﴿ يُخَفِّفْ عَنّا:
  • فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. عنا: جار ومجرور متعلق بيخفف.
  • ﴿ يَوْماً مِنَ الْعَذابِ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من العذاب: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة ليوما'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     ولَمَّا ظَهَرَ أنَّه لا يُغْني أحَدٌ عن أحَدٍ شَيئًا، ويَئِسَ الأتباعُ من المتبوعين، ورأَوا بُعْدَهم مِنَ اللهِ، وأنَّهم لَيسُوا بأهلٍ لِدُعائِه سُبحانَه؛ اتجهوا نحو خزنة جهنم؛ ليشفعوا لهم عند ربهم، فيُخَفِّف عنهم يومًا واحدًا من العذاب، فيستريحوا، قال تعالى:
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف