364444546474849505152535455

الإحصائيات

سورة الفرقان
ترتيب المصحف25ترتيب النزول42
التصنيفمكيّةعدد الصفحات7.30
عدد الآيات77عدد الأجزاء0.37
عدد الأحزاب0.75عدد الأرباع3.00
ترتيب الطول29تبدأ في الجزء18
تنتهي في الجزء19عدد السجدات1
فاتحتهافاتحتها
الثناء على الله: 5/14تبارك: 1/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (44) الى الآية رقم (49) عدد الآيات (6)

= فبَيَّنَ اللهُ هنا أن الكفارَ لا يسمعُونَ ولا يعقلُونَ، ثُمَّ ذكرَ خمسةَ أدلَّةٍ على وجودِه ووحدانيتِه وقدرتِه، وهي: خلقُ الظلِّ، والَّليلِ والنَّهارِ، والرِّياحِ والأمطارِ، والبحارِ المالحةِ والعذبةِ، والإنسانِ من الماءِ، =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (50) الى الآية رقم (55) عدد الآيات (6)

= ومعَ كلِّ هذهِ الدَّلائلِ على وجودِ اللهِ وقدرتِه وإنعامِه على خلقِه يَعبدُ الكفارُ مِن دونِ اللهِ ما لا ينفعُهم إن عبدُوه، ولا يضرُّهم إن تركُوا عبادتَه، =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الفرقان

صدق القرآن وسوء عاقبة المكذبين

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • لحظات صعبة:: كل واحد منا مرت عليه لحظات صعبة، قد تجد نفسك فجأة فريسة لاتهامات الناس، وكذبهم، وافتراءاتهم، وسوء ظنونهم، وتكون الحقيقة مختلفة تمامًا عما يقولون وعما يفترون.والشعور بالظلم شعور مرير. هنا تأتي سورة الفرقان لتقول لك : لقد تعرض من هو أفضل منك بكثير إلى ما هو أسوأ من هذا بكثير، فَلِمَ تعتقد أنك استثناء؟! تأخذنا السورة إلى داخل نفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم ، إلى مواضع تلك الطعنات التي حاول كفار مكة أن يجرحوه من خلالها. فتهمس السورة: تماسك وتجلد إذن، هذا هو الرجل الذي بلغ الكمال الإنساني، ورغم ذلك فقد تعرض لأسوأ مما تعرضت له.كف عن التذمر والبكاء، حاول أن لا تكترث لما يقولون. سورة الفرقان فيها شيء من الحزن النبيل الراقي الذي كان يشعر به صلى الله عليه وسلم في المرحلة التي نزلت فيها السورة، نحن في منتصف المرحلة المكية تقريبًا، بعد هجرة الحبشة وقبل الإسراء. وكفار مكة لا يزالون على عنادهم، لا يزالون يتهمونه بشتى الاتهامات ويتعرضون له بالسخرية والانتقاص.يسخرون ويتسائلون عن أهمية ما جاء به محمد، كل شيء مما يقوله موجود في أخبار الأولين، لم يأت بجديد، محمد يجمع ما كتب من قبل، ويساعده في ذلك من له علم بما في أخبار الآخرين.كانوا يعيبون عليه بشريته، يعيبون عليه أنه يتصرف كما الناس، ويأكل كما يأكلون، ويمشي في أسواقهم. أي ظلم أن تشعر أن من يرفضك يتحجج بكونك إنسان ليرفضك، ماذا أفعل مثلًا؟ ماذا تقترحون؟ يقترحون أن يكون معه مَلَكَ، أو يدله ربُه على كنز يغنيه عن العمل تمامًا، أو أن يجعل له جنة بحيث يأكل منها متى ما أراد، بدلًا من السعي للرزق. ولا يعني هذا أن كل انتقاد يوجه لنا يدل على أننا على صواب، فبعض ما يوجه لنا من انتقادات تكون صحيحة تمامًا، ويكون ما نفعله هو الخطأ، ليس الانتقاد دليلًا للخطأ ولا للصواب، ولا التصفيق دليلًا على أي منهما أيضًا.
  • • محاور سورة الفرقان:: سورة الفرقان تتحدث عن صدق القرآن وسوء عاقبة من يكذب بالله ورسوله وكتابه، عبر 3 محاور: 1- أنواع التكذيب التي لقيها النبي صلى الله عليه وسلم. 2- التحذير من سوء عاقبة التكذيب. 3- تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فتسير السورة على نفس المنوال: بيان أنواع تكذيب المشركين، ثم ذكر عاقبته، ثم طمأنة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «سورة الفرقان».
  • • معنى الاسم :: الفرقان: اسم من أسماء القرآن الكريم، سمى بذلك؛ لأنه يفرق أي يفصل بين الحق والباطل، يفصل بين الحلال والحرام.
  • • سبب التسمية :: لوقوع لفظ الفرقان في أولها (وقد وقع في غيرها).
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: صدق القرآن وسوء عاقبة المكذبين.
  • • علمتني السورة :: القرآن فرقان بين الحق والباطل.
  • • علمتني السورة :: أن الله أنزل القرآن الكريم نذيرًا لنا، فلنعمل بما جاء به: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾
  • • علمتني السورة :: أن الغنى فتنة للفقير، والفقير فتنة للغني، وهكذا سائر أصناف الخلق في هذه الدار، دار الفتن والابتلاء والاختبار: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾

مدارسة الآية : [44] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ ..

التفسير :

[44] أم تظن أن أكثرهم يسمعون آيات الله سماع تدبر، أو يفهمون ما فيها؟ ما هم إلا كالبهائم في عدم الانتفاع بما يسمعونه، بل هم أضل طريقاً منها.

ثم سجل تعالى على ضلالهم البليغ بأن سلبهم العقول والأسماع وشبههم في ضلالهم بالأنعام السائمة التي لا تسمع إلا دعاء ونداء، صم بكم عمي فهم لا يعقلون بل هم أضل من الأنعام لأن الأنعام يهديها راعيها فتهتدي وتعرف طريق هلاكها فتجتنبه وهي أيضا أسلم عاقبة من هؤلاء، فتبين بهذا أن الرامي للرسول بالضلال أحق بهذا الوصف وأن كل حيوان بهيم فهو أهدى منه.

ثم أضاف- سبحانه- إلى توبيخهم السابق توبيخا أشد وأنكى فقال- تعالى-:

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ..

و «أم» هنا: هي المنقطعة، وهي تجمع في معناها بين الإضراب الانتقالى، والاستفهام الإنكارى.

أى: بل أتحسب أن أكثر هؤلاء الكافرين يسمعون ما ترشدهم إليه سماع تدبر وتعقل، أو يعقلون ما تأمرهم به أو تنهاهم عنه بانفتاح بصيرة، وباستعداد لقبول الحق..

كلا إنهم ليسوا كذلك، لاستيلاء الجحود والحسد على قلوبهم.

وقال- سبحانه- أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ ... لأن هناك قلة منهم كانت تعرف الحق معرفة حقيقية، ولكن المكابرة والمعاندة ومتابعة الهوى.. حالت بينها وبين الدخول فيه، واتباع ما جاء به النبي صلّى الله عليه وسلّم.

وقوله- سبحانه-: إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ذم لهم على عدم انتفاعهم بالهداية التي أرسلها الله- تعالى- إليهم.

أى: هؤلاء المشركون ليسوا إلا كالأنعام في عدم الانتفاع بما يقرع قلوبهم وأسماعهم من توجيهات حكيمة، بل هم أضل سبيلا من الأنعام: لأن الأنعام تنقاد لصاحبها الذي يحسن إليها، أما هؤلاء فقد قابلوا نعم الله بالكفر والجحود.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما معنى ذكر الأكثر؟ قلت: كان فيهم من لا يصده عن الإسلام إلا داء واحد، وهو حب الرياسة، وكفى به داء عضالا.

فإن قلت: كيف جعلوا أضل من الأنعام؟ قلت: لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها وتتعهدها، وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها، وتطلب ما ينفعها وتتجنب ما يضرها، وتهتدى لمراعيها ومشاربها، وهؤلاء لا ينقادون لربهم، ولا يعرفون إحسانه إليهم، من إساءة الشيطان الذي هو عدوهم، ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع، ولا يتقون العقاب الذي هو أشد المضار والمهالك.. .

وهكذا نرى الآيات الكريمة تصف هؤلاء المستهزئين برسولهم صلّى الله عليه وسلّم بأوصاف تهبط بهم عن درجة الأنعام، وتتوعدهم بما يستحقونه من عذاب مهين.

ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى الحديث عن مظاهر قدرة الله- تعالى- وعن جانب من الآلاء التي أنعم بها على عباده، فإن من شأن هذه النعم المبثوثة في هذا الكون، أن تهدى المتفكر فيها إلى منشئها وواهبها وإلى وجوب إخلاص العبادة له، قال- تعالى-:

ثم قال : ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم .

يعني تعالى ذكره: ( أَرَأَيْتَ ) يا محمد ( مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ ) شهوته التي يهواها وذلك أن الرجل من المشركين كان يعبد الحجر, فإذا رأى أحسن منه رمى به, وأخذ الآخر يعبده, فكان معبوده وإلهه ما يتخيره لنفسه، فلذلك قال جلّ ثناؤه ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا ) يقول تعالى ذكره: أفأنت تكون يا محمد على هذا حفيظا في أفعاله مع عظيم جهله؟

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[44] ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ﴾ نُفي فهم الأدلة السمعية والعقلية عن أكثرهم دون جميعهم؛ لأن هذا حال دهمائهم ومقلِّديهم، وفيهم معشر عقلاء يفهمون، ويستدلون بالكائنات، ولكنهم غلب عليهم حبّ الرئاسة، وأَنِفوا من أن يعودوا أتباعًا للنبي ﷺ ومساوين للمؤمنين من ضعفاء قريش وعبيدهم، مِثل عمار، وبلال.
وقفة
[44] ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ لأنهم لا ينزجرون بما يسمعون؛ وهي تنزجر، ولا يشكرون للمحسن وهو وليهم، لا يجانبون المسيء وهو عدوهم، ولا يرغبون في الثواب، ولا يخافون العقاب؛ وذلك لأنا حجبنا شموس عقولهم بظلال الجبال الشامخة من ضلالهم، ولو آمنوا لانقشعت تلك الحجب، وأضاءت أنوار الإيمان، فأبصروا غرائب المعاني، وتبدت لهم خفايا الأســـرار ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ﴾ [يونس: 9].
وقفة
[44] ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ قف مع هذه الآية متدبرًا متأملًا، لتدرك الخلل في مقاييس كثير من البشر، وأن الميزان القرآني هو المعتبر في تقدير عقل الإنسان قوة وضعفًا، فبمقدار الالتزام بالشرع، وسماع الحق يكون تمام العقل أو نقصه.
وقفة
[44] ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ الكافر كالبهيمة فيما يخص أمور الآخرة، بل البهيمة خير منه.
وقفة
[44] ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ قال الحسن البصري: «لا تكن شاة الراعي أعقل منك! تزجرها الصيحة وتطردها الإشارة»، وأنت! کم زجرتك آيات الله من النار تخوفك فلا تخاف، وإلى الجنة تدعوك فلا تشتاق، ومن الله تحذرك فتتعرض لغضبه.
وقفة
[44] ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ﴾ من يرتضي الذل ليحفظ دنياه على حساب دينه وأمته ومجتمعه، فقد تسلم له الدنيا، لكنه سيعيش عيشة البهائم، بلا عزة ولا كرامة.
وقفة
[44] ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ بل هم أضل من الأنعام؛ لأن الأنعام يهديها راعيها فتهتدي، وتعرف طريق هلاكها فتجتنبه، وهي أيضًا أسلم عاقبة من هؤلاء.
وقفة
[44] ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ انحطاط الكافر إلى مستوى دون مستوى الحيوان بسبب كفره بالله.
وقفة
[44] ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ فهم كالأنعام في الظاهر، أكلًا وشربًا وتمتعًا باللذات؛ لكن الأنعام تعرف طريقها، وتهتدي لما ينفعها، ولا تجلب الضر لنفسها، بينما هم: ﴿وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل﴾ [المائدة: 77].
وقفة
[44] شبَّه الله بعض الضُلَّال بالبهائم: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾؛ فيه رسالة للراعي أن يرأف بها، وأن يذودها عن مراعي الخطر ولو كرهت.

الإعراب :

  • ﴿ أَمْ تَحْسَبُ:
  • أم: حرف عطف وهي أم المنقطعة بمعنى «بل» للاضراب.تحسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت بمعنى: بل أتظن.
  • ﴿ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. اكثر:اسم أَنَّ» منصوب بالفتحة. و أَكْثَرَهُمْ» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.يسمعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية يَسْمَعُونَ» في محل رفع خبر أَنَّ» و أَنَّ» وما بعدها: بتأويل مصدر سد مسد مفعولي تَحْسَبُ».
  • ﴿ أَوْ يَعْقِلُونَ:
  • او حرف عطف للتخيير. يعقلون: معطوفة على يَسْمَعُونَ» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ إِنْ هُمْ إِلاّ كَالْأَنْعامِ:
  • ان: حرف مهمل بمعنى «ما» النافية. هم: ضمير منفصل-ضمير الغائبين-في محل رفع مبتدأ. إلا: أداة حصر لا عمل لها. كالأنعام: الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر أَكْثَرَهُمْ» و «الأنعام» مضاف إليه مجرور بالكسرة. أي كالبهائم.
  • ﴿ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً:
  • بل: حرف اضراب للاستئناف. هم: أعربت.أضل: خبر أَكْثَرَهُمْ» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين- على وزن-أفعل-وبوزن الفعل. سبيلا: تمييز منصوب بالفتحة بمعنى:بل هم أضل من البهائم طريقا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     وبعد ذم المشركين لاتباعهم الهوى؛ ذمهم هنا مرة أخرى، فبَيَّنَ أن أكثرهم كالبهائم في عدم الانتفاع بما يسمعونه، قال تعالى:
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [45] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ ..

التفسير :

[45] ألم تر كيف مدَّ الله الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس؟ ولو شاء لجعله ثابتاً مستقرّاً لا تزيله الشمس، ثم جعلنا الشمس علامة يُستَدَلُّ بأحوالها على أحواله،

أي:ألم تشاهد ببصرك وبصيرتك كمال قدرة ربك وسعة رحمته، أنه مد على العباد الظل وذلك قبل طلوع الشمس{ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ} أي:على الظل{ دَلِيلًا} فلولا وجود الشمس لما عرف الظل فإن الضد يعرف بضده.

قال القرطبي: قوله- تعالى-: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ... يجوز أن تكون هذه الرؤية من رؤية العين، ويجوز أن تكون من العلم.

قال الحسن وقتادة وغيرهما: مد الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. وحكى أبو عبيدة عن رؤبة أنه قال: «كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظل، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل» .

والجملة الكريمة شروع في بعض دلائل قدرته- سبحانه- وواسع رحمته، إثر بيان جهالات المشركين، وغفلتهم عما في هذا الكون من آثار تدل على وحدانية الله- تعالى-.

والخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم والاستفهام للتقرير.

والمعنى لقد رأيت- أيها الرسول الكريم- بعينيك، وتأملت بعقلك وبصيرتك، في صنع ربك الذي أحسن كل شيء خلقه، وكيف أنه- سبحانه- مد الظل، أى: بسطه وجعله واسعا متحركا مع حركة الأرض في مواجهة الشمس، وجعله مكانا يستظل فيه الناس من وهج الشمس وحرها، فيجدون عنده الراحة بعد التعب.. وهذا من عظيم رحمة ربك بعباده.

وقوله- تعالى-: وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً جملة معترضة لبيان مظهر من مظاهر قدرته- تعالى-. أى: «ولو شاء» - سبحانه- لجعل هذا الظل «ساكنا» أى: ثابتا دائما مستقرا على حالة واحدة بحيث لا تزيله الشمس، ولا يذهب عن وجه الأرض، ولكنه- سبحانه- لم يشأ ذلك، لأن مصلحة خلقه ومنفعتهم في وجوده على الطريقة التي أوجده عليها بمقتضى حكمته.

وقوله- سبحانه-: ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا معطوف على قوله مَدَّ الظِّلَّ داخل في حكمه. أى: ألم تر إلى عجيب صنع ربك كيف مد الظل، ثم جعلنا بقدرتنا وحكمتنا الشمس دليلا عليه، إذ هو يزول بتسلطها عليه ويظهر عند احتجابها عنه، ويستدل بأحوالها على أحواله، فهو يتبعها كما يتبع الإنسان من يدله على الشيء، من حيث إنه يزيد كلما احتجبت عنه، ويتقلص كلما ظهرت عليه.

قال الجمل: قوله: ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا أى: جعلنا الشمس بنسخها الظل عند مجيئها دالة على أن الظل شيء، لأن الأشياء تعرف بأضدادها، ولولا الشمس ما عرف الظل، ولولا النور ما عرفت الظلمة.. ولم يؤنث الدليل- وهو صفة للشمس- لأنه في معنى الاسم، كما يقال: الشمس برهان، والشمس حق .

من هاهنا شرع تعالى في بيان الأدلة الدالة على وجوده ، وقدرته التامة على خلق الأشياء المختلفة والمتضادة ، فقال : ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ) ؟ قال ابن عباس ، وابن عمر ، وأبو العالية ، وأبو مالك ، ومسروق ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، والحسن البصري ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم : هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . ( ولو شاء لجعله ساكنا ) أي : دائما لا يزول ، كما قال تعالى : ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة ) ، ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة ) [ القصص : 71 - 72 ] .

وقوله : ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ) أي : لولا أن الشمس تطلع عليه ، لما عرف ، فإن الضد لا يعرف إلا بضده .

وقال قتادة ، والسدي : دليلا يتلوه ويتبعه حتى يأتي عليه كله .

يقول تعالى ذكره: ( أَلَمْ تَرَ ) يا محمد ( كَيْفَ مَدَّ ) ربك ( الظِّلَّ ) وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) يقول: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) قال: مدّه ما بين صلاة الصبح إلى طلوع الشمس.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب, عن جعفر, عن سعيد بن جُبير, في قوله: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ) قال: الظلّ: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع, قال: ثنا أبو محصن, عن حصين, عن أبي مالك, قال: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) قال: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) قال. ظلّ الغداة قبل أن تطلع الشمس.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قال: الظلّ: ظلّ الغداة.

قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عكرمة, قوله: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) قال: مدّه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) يعني: من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس.

قوله: ( وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ) يقول: ولو شاء لجعله دائما لا يزول, ممدودا لا تذهبه الشمس, ولا تنقصه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني علي, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ) يقول: دائما.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال, ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ) قال: لا تصيبه الشمس ولا يزول.

حدثنا القاسم. قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد ( وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ) قال: لا يزول.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ) قال: دائما لا يزول.

وقوله: ( ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا ) يقول جلّ ثناؤه: ثم دللناكم أيها الناس بنسخ الشمس إياه عند طلوعها عليه, أنه خلْق من خلق ربكم, يوجده إذا شاء, ويفنيه إذا أراد; والهاء في قوله: " عليه " من ذكر الظلّ. ومعناه: ثم جعلنا الشمس على الظلّ دليلا. قيل: معنى دلالتها عليه أنه لو لم تكن الشمس التي تنسخه لم يعلم أنه شيء, إذا كانت الأشياء إنما تعرف بأضدادها, نظير الحلو الذي إنما يعرف بالحامض والبارد بالحارِّ, وما أشبه ذلك.

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا ) يقول: طلوع الشمس.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا ) قال: تحويه.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله: ( ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا ) قال: أخرجت ذلك الظل فذهبت به وقوله: ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) يقول تعالى ذكره: ثم قبضنا ذلك الدليل من الشمس على الظلّ إلينا قبضا خفيا سريعا بالفيء الذي نأتي به بالعشيّ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد.

المعاني :

مَدَّ الظِّلَّ :       بَسَطَهُ مِنْ طُلُوعِ الفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ السراج
مدّ الظلّ :       بسطه بين الفجر و طلوع الشّمس معاني القرآن
سَاكِنًا :       ثَابِتًا مُسْتَقِرًّا السراج

التدبر :

وقفة
[45] ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ هل تفكرت يومًا في نعمة الظل؟ ففي مد الظل وبسطه مصالح للعباد لا تُحصى، ولو كان ساكنًا دائما لتعطلت مرافق العالم.
وقفة
[45] ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ ظاهرة الظل آية من آيات الله الدالة على قدرته.
عمل
[45] ﴿ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا﴾ حتى الظل الذي لا تبالون به هو من آياته سبحانه؛ فوحدوا الله في آياته.
وقفة
[45] ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾ وفي مَدِّ الظل وقبضِه نعمةُ معرفة أوقات النهار للصلوات وأعمال الناس، ونعمةُ التناوب في انتفاع الجماعات والأقطار بفوائد شعاع الشمس، وفوائد الفيء؛ بحيث إن الفريق الذي كان تحت الأشعة يتبرد بحلول الظلِّ، والفريق الذي كان في الظل ينتفع بانقباضه.
وقفة
[45] ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾ كل شيء برحمة الله.
وقفة
[45] ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾ تأمل في نعمتي الظل والشمس, واكتب ثلاث فوائد نفيدها من ذلك.
وقفة
[45] ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾ الدليل هو المُرشد إلى الطريق والهادي إليه، فكيف جعل الشمس دليلًا؟ جعل البيان الإلهي امتداد الظلِّ كامتداد الطريق وجعل به علامات مقادير الأوقات كما أن الطريق عليه علامات تدل السائر والتائه، وجعلت الشمس دليلًا تعرِّف المستدل من خلال الظل بأوقات أعماله ليشرع فيها، كما أن الهادي يخبر السائر أين ينزل من الطريق.
وقفة
[45، 46] إنني عندما أسمع القرآن الكريم يتحدث عن موضوع الظل والأضواء، أشعر كأن الله يحدثنا عنه لنعجب ونسبح ونسجد ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴿٤٥﴾ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ تَرَ:
  • الهمزة همزة تنبيه وتقرير بلفظ‍ استفهام. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره-حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
  • ﴿ إِلى رَبِّكَ:
  • جار ومجرور متعلق بترى. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة بمعنى ألم تنظر الى صنع ربك وقدرته.
  • ﴿ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ:
  • كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.والجملة من «كيف وما بعدها» في محل نصب مفعول «ترى».مد: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الظل:مفعول به منصوب بالفتحة بمعنى كيف بسط‍ الظل.
  • ﴿ وَلَوْ شاءَ:
  • الواو استئنافية. لو: حرف شرط‍ غير جازم حرف امتناع لامتناع. شاء: تعرب اعراب مَدَّ».
  • ﴿ لَجَعَلَهُ ساكِناً:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب لَوْ».جعل: تعرب اعراب مَدَّ» والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به اول. ساكنا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة اي ثابتا.
  • ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَا:
  • ثم: حرف عطف للتراخي اي لتباعد الفترات الزمنية بين الحوادث الثلاثة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً:
  • مفعولا جَعَلْنَا» منصوبان بالفتحة. عليه: جار ومجرور متعلق بدليلا بمعنى: سببا لوجوده.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     وبعد ذم المشركين؛ ذكرَ اللهُ هنا خمسةَ أدلَّةٍ على وجودِه ووحدانيتِه وقدرتِه ونعمه، والتي من شأنها أنها تهدي المتفكر فيها إلى منشئها وواهبها، وهي: الدليل الأول: مد الظلِّ، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [46] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا

التفسير :

[46]ثم تَقَلَّصَ الظل يسيراً يسيراً، فكلما ازداد ارتفاع الشمس ازداد نقصانه. وذلك من الأدلة على قدرة الله وعظمته، وأنه وحده المستحق للعبادة دون سواه.

{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} فكلما ارتفعت الشمس تقلص الظل شيئا فشيئا، حتى يذهب بالكلية فتوالي الظل والشمس على الخلق الذي يشاهدونه عيانا وما يترتب على ذلك من اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما وتعاقب الفصول، وحصول المصالح الكثيرة بسبب ذلك- من أدل دليل على قدرة الله وعظمته وكمال رحمته وعنايته بعباده وأنه وحده المعبود المحمود المحبوب المعظم، ذو الجلال والإكرام.

وقوله- تعالى-: ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً معطوف- أيضا- على «مد» وداخل في حكمه.

والقبض: ضد المد والبسط. واليسير: السهل الذي لا عسر فيه.

أى: ثم قبضنا ذلك الظل الممدود بقدرتنا وحكمتنا- قبضا يسيرا وهينا علينا. بأن محوناه بالتدريج عند إيقاعنا الشمس عليه. حتى انتهى أمره إلى الزوال والاضمحلال.

وقال- سبحانه-: إِلَيْنا للتنصيص على أن مد الظل وقبضه مرجعه إليه - تعالى- وحده. فليس في إمكان أحد سواه- عز وجل- أن يفعل ذلك.

قال صاحب الكشاف: قوله: ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً أى: على مهل. وفي هذا القبض اليسير شيئا بعد شيء من المنافع ما لا يعد ولا يحصر. ولو قبض دفعة واحدة لتعطلت أكثر مرافق الناس بالظل والشمس جميعا.

فإن قلت: «ثم» في هذين الموضعين كيف موقعها؟ قلت: موقعها لبيان تفاضل الأمور الثلاثة: كان الثاني أعظم من الأول، والثالث أعظم منهما، تشبيها لتباعد ما بينهما في الفضل، بتباعد ما بين الحوادث في الوقت ... ويحتمل أن يريد قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه وهي الأجرام التي تبقى الظل، فيكون قد ذكر إعدامه بإعدام أسبابه .

وقوله : ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) أي : الظل ، وقيل : الشمس . ) يسيرا ) أي : سهلا . قال ابن عباس : سريعا . وقال مجاهد : خفيا . وقال السدي; قبضا خفيا ، حتى لا يبقى في الأرض ظل إلا تحت سقف أو تحت شجرة ، وقد أظلت الشمس ما فوقه .

وقال أيوب بن موسى : ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) أي : قليلا قليلا .

قوله: ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) قال: حوى الشمس الظلّ. وقيل: إن الهاء التي في قوله: ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا ) عائدة على الظلّ, وإن معنى الكلام: ثم قبضنا الظلّ إلينا بعد غروب الشمس، وذلك أن الشمس إذا غربت غاب الظلّ الممدود, قالوا: وذلك وقت قبضه.

واختلف أهل التأويل في معنى قوله: ( يَسِيرًا ) فقال بعضهم: معناه: سريعا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) يقول: سريعا.

وقال آخرون: بل معناه: قبضا خفيا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن عبد العزيز بن رفيع, عن مجاهد ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) قال: خفيا.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, قال: قال ابن جُرَيج ( قَبْضًا يَسِيرًا ) قال: خفيا, قال: إن ما بين الشمس والظلّ مثل الخيط, واليسير الفعيل من اليسر, وهو السهل الهين في كلام العرب. فمعنى الكلام إذ كان ذلك كذلك, يتوجه لما روي عن ابن عباس ومجاهد؛ لأن سهولة قبض ذلك قد تكون بسرعة وخفاء. وقيل: إنما قيل ( ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ) لأن الظلّ بعد غروب الشمس لا يذهب كله دفعة, ولا يقبل الظلام كله جملة, وإنما يقبض ذلك الظلّ قبضا خفيا, شيئا بعد شيء ويعقب كل جزء منه يقبضه جزء من الظلام.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[46] ﴿ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾ ترتفع الشمس فيزداد نقصان الظل شيئًا فشيئًا، وفي القبض التدريجي من المنافع ما لا يحصى، ولو قبضه الله دفعة واحدة لتعطلت أكثر مصالح الناس، فاختلاف الليل والنهار، وتعاقب فصول العام، ومعرفة الأوقات، ومواسم الزروع والحصاد، وتناوب انتفاع الأقطار بأشعة شمس النهار، ومنافع الظل، كل هذه نعم قليلًا ما ينتبه إليها، أو أن تشکر.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة أي إعراب ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ». والهاء في قَبَضْناهُ» ضمير متصل في محل نصب مفعول به. قبضا: مفعول مطلق-مصدر-منصوب بالفتحة. يسيرا: صفة-نعت-لقبضا منصوبة مثلها بالفتحة. اي ثم كففناه كفا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     ولَمَّا كان مدُّ الظلِّ آية؛ كانت إزالته شيئًا فشيئًا على الوجه النافع للعباد كذلك آية، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [47] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ ..

التفسير :

[47] والله تعالى هو الذي جعل لكم الليل ساتراً لكم بظلامه كما يستركم اللباس، وجعل النوم راحة لأبدانكم فيه تهدؤون وتسكنون، وجعل لكم النهار؛ لتنتشروا في الأرض، وتطلبوا معايشكم.

أي:من رحمته بكم ولطفه أن جعل الليل لكم بمنزلة اللباس الذي يغشاكم، حتى تستقروا فيه وتهدؤوا بالنوم وتسبت حركاتكم أي:تنقطع عند النوم، فلولا الليل لما سكن العباد ولا استمروا في تصرفهم فضرهم ذلك غاية الضرر، ولو استمر أيضا الظلام لتعطلت عليهم معايشهم ومصالحهم، ولكنه جعل النهار نشورا ينتشرون فيه لتجاراتهم وأسفارهم وأعمالهم فيقوم بذلك ما يقوم من المصالح.

ثم انتقلت السورة من الحديث عن الظل ومده وقبضه. إلى الحديث عن الليل والنوم والنهار. فقال- تعالى-: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً، وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً. ولباسا: أى: ساترا بظلامه كما يستر اللباس ما تحته.

والسبات: الانقطاع عن الحركة مع وجود الروح في البدن، مأخوذ من السبت بمعنى القطع أو الراحة والسكون، ومنه قوله- تعالى-: وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً أى راحة لأبدانكم.

والنشور: بمعنى الانتشار والحركة لطلب المعاش. أى: وهو- سبحانه- الذي جعل لكم- أيها الناس- الليل «لباسا» أى: ساترا لكم يستركم كما يستر اللباس عوراتكم، وجعل لكم النوم «سباتا» أى: راحة لأبدانكم من عناء العمل. وما يصاحبه من مشقة وتعب، وجعل- سبحانه- النهار «نشورا» أى: وقتا مناسبا لانتشاركم فيه، وللسير في مناكب الأرض، طلبا للرزق والكسب ووسائل المعيشة.

وهكذا تتقلب الحياة بالإنسان وهو تارة تحت جنح الليل الساتر، وتارة مستغرق في نومه، وتارة يكدح لطلب معاشه.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً .

وقوله : ( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا ) أي : يلبس الوجود ويغشيه ، كما قال : [ ( والليل إذا يغشى ) [ الليل : 1 ] وقال ] ( والليل إذا يغشاها ) [ الشمس : 4 ] .

( والنوم سباتا ) أي : قطعا للحركة لراحة الأبدان ، فإن الأعضاء والجوارح تكل من كثرة الحركة في الانتشار بالنهار في المعايش ، فإذا جاء الليل وسكن سكنت الحركات ، فاستراحت فحصل النوم الذي فيه راحة البدن والروح معا .

( وجعل النهار نشورا ) أي : ينتشر الناس فيه لمعايشهم ومكاسبهم وأسبابهم ، كما قال تعالى : ( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) [ القصص : 73 ] .

يقول تعالى ذكره: الذي مدّ الظل ثم جعل الشمس عليه دليلا هو الذي جعل لكم أيها الناس الليل لباسا. وإنما قال جلّ ثناؤه ( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا ) لأنه جعله لخلقه جنة يجتنون فيها ويسكنون، فصار لهم سترا يستترون به, كما يستترون بالثياب التي يُكسونها. وقوله: ( وَالنَّوْمَ سُبَاتًا ) يقول: وجعل لكم النوم راحة تستريح به أبدانكم, وتهدأ به جوارحكم. وقوله: ( وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ) يقول تعالى ذكره: وجعل النهار يقظة وحياة من قولهم: نَشر الميتُ, كما قال الأعشى:

حَــتى يقُــولَ النَّــاسُ مِمَّـا رأَوْا

يـــا عَجَبــا للْمَيِّــتِ النَّاشِــرِ (1)

ومنه قول الله: وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا

وكان مجاهد يقول في تأويل ذلك ما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( وَجَعَلَ َالنَّهَارَ نُشُورًا ) قال: ينشر فيه.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.

وإنما اخترنا القول الذي اخترنا في تأويل ذلك, أنه عقيب قوله: ( وَالنَّوْمَ سُبَاتًا ) في الليل. فإذ كان ذلك كذلك, فوصف النهار بأن فيه اليقظة والنشور من النوم أشبه إذ كان النوم أخا الموت. والذي قاله مجاهد غير بعيد من الصواب؛ لأن الله أخبر أنه جعل النهار معاشا, وفيه الانتشار للمعاش, ولكن النشور مصدر من قول القائل: نشر, فهو بالنشر من الموت والنوم أشبه, كما صحّت الرواية عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أصبح وقام من نومه: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَما أماتَنا, وإلَيْهِ النُّشُورُ".

-----------------------

الهوامش:

(1) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوان طبعة القاهرة ، بشرح الدكتور محمد حسين 141) وهو من قصيدة يهجو بها علقمة بن علاثة ، ويمدح عامر بن الطفيل في المنافرة التي جرت بينهما . وقبل البيت قوله :

لَــو أسْـنَدَتْ مَيْتًـا إلـى صَدْرِهَـا

عَــاشَ وَلَــمْ يَنْقَــلْ إلـى قَـابِرِ

والبيت كذلك في ( اللسان : نشر) قال : ونشر الله الميت ينشره نشرًا ونشورًا ، وأنشره ، فنشر الميت ( برفع الميت ) لا غير : أحياه قال الأعشى : حتى يقول ... " البيت . وهذا محل الشاهد عند المؤلف .

المعاني :

لِبَاسًا :       سَاتِرًا لَكُمْ بِظَلَامِهِ السراج
الليل لباسا :       ساترا لكم بظلامه كاللباس معاني القرآن
سُبَاتًا :       رَاحَةً لِأَبْدَانِكُمْ السراج
النوم سُباتا :       راحة لأبدانكم ، بقطع أعمالكم معاني القرآن
نُشُورًا :       وَقْتًا لِلِانْتِشَارِ وَالسَّعْيِ فيِ الأَرْضِ السراج
النهار نشورا :       إمبعاثا من النّوم للسعي و العمل معاني القرآن

التدبر :

عمل
[47] ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ اجعل حياتك موافقة للفطرة؛ فنم بالليل، واعمل بالنهار.
وقفة
[47] ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ من بديع خلق الله في الإنسان أن جسده بمجرد استقبال أشعة النهار، يبدأ إفراز هرمون النهار المعروف باسم (السيروتينين)، فينشط للحركة، فإذا جاء الليل، بدأ إفراز هرمون (الميلاتونين)، المعروف باسم هرمون النوم أو هرمون الظلام، حيث ينشط إفرازه ليلًا ويقل نهارًا، فيحدث زيادة الرغبة في النوم.
وقفة
[47] أخبر الله بأنه جعل ﴿اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ يستر عن الشمس ونورها ويحجب حرها، بينما قال هناك: ﴿لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا﴾ [الكهف: 90]، فلا ليل لهم يسترهم؛ بل نهار دائم.
وقفة
[47] ﴿وجعل النهار نشورا﴾ تأمل أول النهار كيف ينتشر الناس إلى أعمالهم، تزدحم بهم الشوارع بعد أن كانت خاوية، ألا يذكرك بيوم النشور الأكبر؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَهُوَ الَّذِي:
  • الواو استئنافية. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر هُوَ» والجملة الفعلية بعده: صلته لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ جَعَلَ لَكُمُ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. لكم: جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ اللَّيْلَ لِباساً:
  • مفعولا جَعَلَ» منصوبان بالفتحة. بمعنى: سترا. شبه ظلام الليل باللباس في ستره.
  • ﴿ وَالنَّوْمَ سُباتاً:
  • معطوفة بالواو على اللَّيْلَ لِباساً» وتعرب مثلها. اي راحة لاجسامكم بعد العناء.
  • ﴿ وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً:
  • معطوفة بالواو على جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً» وتعرب اعرابها. وقد كرر جَعَلَ» للتأكيد. اي ذا نشور لانه مصدر بمعنى للانتشار.'

المتشابهات :

الأنعام: 96﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَ جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا
الفرقان: 62﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     الدليل الثاني: تَعَاقُب الَّليلِ والنَّهارِ، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [48] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا ..

التفسير :

[48] وهو الذي أرسل الرياح التي تحمل السحاب، تبشر الناس بالمطر رحمة منه، وأنزلنا من السماء ماء يُتَطَهَّر به؛

تفسير الآيتين 48 و49

أي:هو وحده الذي رحم عباده وأدر عليهم رزقه بأن أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته وهو المطر فثار بها السحاب وتألف وصار كسفا وألقحته وأدرته بإذن آمرها والمتصرف فيها ليقع استبشار العباد بالمطر قبل نزوله وليستعدوا له قبل أن يفاجئهم دفعة واحدة.

{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} يطهر من الحدث والخبث ويطهر من الغش والأدناس، وفيه بركة من بركته أنه أنزله ليحيي به بلدة ميتا فتختلف أصناف النوابت والأشجار فيها مما يأ كل الناس والأنعام.{ وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} أي:نسقيكموه أنتم وأنعامكم، أليس الذي أرسل الرياح المبشرات وجعلها في عملها متنوعات، وأنزل من السماء ماء طهورا مباركا فيه رزق العباد ورزق بهائمهم، هو الذي يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك معه غيره؟

ثم ذكر- سبحانه- نعمته في الرياح، حيث تكون بشيرا بالأمطار التي تحيى الأرض بعد موتها، فقال- تعالى-: وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ.

وبشرا: أى: مبشرات بنزول الغيث المستتبع لمنفعة الخلق.

أى: وهو- سبحانه- الذي أرسل- بقدرته- الرياح لتكون بشيرا لعباده بقرب نزول رحمته المتمثلة في الغيث الذي به حياة الناس والأنعام وغيرهما.

قال الجمل: «الرياح» أى: المبشرات وهي الصبا- وتأتى من جهة مطلع الشمس- والجنوب والشمال، والدبور- وتأتى من ناحية مغرب الشمس- وفي قراءة سبعية: وهو الذي أرسل الريح.. على إرادة الجنس، و «بشرا» قرئ بسكون الشين وضمها وقرئ- أيضا- نشرا، أى: متفرقة قدام المطر .

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ .

ثم ذكر- سبحانه- ما ترتب على إرسال الرياح من خير فقال: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً ...

أى: وأنزلنا من السماء ماء طاهرا في ذاته، مطهرا لغيره، سائغا في شربه، نافعا للإنسان والحيوان والنبات والطيور وغير ذلك من المخلوقات.

ووصف- سبحانه- الماء بالطهور زيادة في الإشعار بالنعمة وزيادة في إتمام المنة، فإن الماء الطهور أهنأ وأنفع مما ليس كذلك.

وهذا أيضا من قدرته التامة وسلطانه العظيم ، وهو أنه تعالى يرسل الرياح مبشرات ، أي : بمجيء السحاب بعدها ، والرياح أنواع ، في صفات كثيرة من التسخير ، فمنها ما يثير السحاب ، ومنها ما يحمله ، ومنها ما يسوقه ، ومنها ما يكون بين يدي السحاب مبشرا ، ومنها ما يكون قبل ذلك يقم الأرض ، ومنها ما يلقح السحاب ليمطر; ولهذا قال : ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) أي : آلة يتطهر بها ، كالسحور والوقود وما جرى مجراه . فهذا أصح ما يقال في ذلك . وأما من قال : إنه فعول بمعنى فاعل ، أو : إنه مبني للمبالغة أو التعدي ، فعلى كل منهما إشكالات من حيث اللغة والحكم ، ليس هذا موضع بسطها ، والله أعلم .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، عن أبي جعفر الرازي ، حدثني حميد الطويل ، عن ثابت البناني قال : دخلت مع أبي العالية في يوم مطير ، وطرق البصرة قذرة ، فصلى ، فقلت له ، فقال : ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) قال : طهره ماء السماء .

وقال أيضا : حدثنا أبي ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا وهيب عن داود ، عن سعيد بن المسيب في هذه الآية : ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) [ قال : أنزله الله ماء طاهرا ] لا ينجسه شيء .

وعن أبي سعيد قال : قيل : يا رسول الله ، أنتوضأ من بئر بضاعة؟ - وهي بئر يلقى فيها النتن ، ولحوم الكلاب - فقال : " إن الماء طهور لا ينجسه شيء " رواه الشافعي ، وأحمد وصححه ، وأبو داود ، والترمذي وحسنه ، والنسائي .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الأشعث ، حدثنا معتمر ، سمعت أبي يحدث عن سيار ، عن خالد بن يزيد ، قال : كان عند عبد الملك بن مروان ، فذكروا الماء ، فقال خالد بن يزيد : منه من السماء ، ومنه ما يسقيه الغيم من البحر فيعذبه الرعد والبرق . فأما ما كان من البحر ، فلا يكون له نبات ، فأما النبات فمما كان من السماء .

وروي عن عكرمة قال : ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة . وقال غيره : في البر بر ، وفي البحر در .

يقول تعالى ذكره: والله الذي أرسل الرياح الملقحة ( بُشْرًا ) : حياة أو من الحيا والغيث الذي هو منـزله على عباده ( وَأَنـزلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ) يقول: وأنـزلنا من السحاب الذي أنشأناه بالرياح من فوقكم أيها الناس ماء طهورا.

المعاني :

بُشْرًا :       مُبَشِّرَاتٍ بِالرَّحْمَةِ، وَهِيَ المَطَرُ السراج

التدبر :

وقفة
[48] ﴿وأنزلنا من السماء ماء﴾ ماء السماء إذا نزل من رحمة الله؛ يحيي الأرض بعد موتها، وماء العين إذا نزل من خشية الله؛ يحيي القلوب بعد قسوتها.
وقفة
[48] قال ثابت البناني: «دخلتُ على أبي العالية في يوم مطير وطرُق البصرة قِذرة، فصلى، فقلت له، فقال: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾، قال: طَهَّرَه ماء السماء».
وقفة
[48] ﴿وَلَقَد أَتَوا عَلَى القَريَةِ الَّتي أُمطِرَت مَطَرَ السَّوءِ﴾ [40] نسب سبحانه مطر السوء للمبنى للمجهول، وهنا: ﴿وَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهورًا﴾ نسب لنفسه عز وجل إنزال الماء الطهور من السماء، وهذا لنتعمل التأدب مع الله جل شأنه.

الإعراب :

  • ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ:
  • معطوفة بالواو على هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ» في الآية السابقة وتعرب مثلها.
  • ﴿ بُشْراً:
  • حال من الرياح منصوب بالفتحة بمعنى: مبشرة بالغيث أي المطر وهو رحمة الله من السماء الى الارض.
  • ﴿ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ:
  • العبارة استعارة عن قدوم المطر. بين: ظرف مكان متعلق ببشرا منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. يدي:مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه مثنى وحذفت نونه للاضافة وهو مضاف ايضا. رحمته: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ:
  • الواو عاطفة. انزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.وانتقل القول الكريم من الغيبة الى المتكلم اي من ضمير الغائب الى ضمير المتكلم سبحانه. من السماء: جار ومجرور متعلق بأنزلنا.
  • ﴿ ماءً طَهُوراً:
  • مفعول به منصوب بالفتحة. طهورا: صفة-نعت-لماء منصوبة مثلها بالفتحة وهي اسم فاعل بصيغة فعول اي طاهرا. وجاءت الكلمة هنا صفة. وتأتي ايضا اسما اي شيء يتطهر به كالوضوء لما يتوضأ به.'

المتشابهات :

الأعراف: 57﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ
الفرقان: 48﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا
النمل: 63﴿أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     الدليل الثالث: الرِّياح والأمطار، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [49] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ ..

التفسير :

[49] لنخرج به النبات في مكان لا نبات فيه، فيحيا البلد الجدب بعد موات، ونُسْقي ذلك الماء مِن خَلْقِنا كثيراً من الأنعام والناس.

تفسير الآيتين 48 و49

أي:هو وحده الذي رحم عباده وأدر عليهم رزقه بأن أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته وهو المطر فثار بها السحاب وتألف وصار كسفا وألقحته وأدرته بإذن آمرها والمتصرف فيها ليقع استبشار العباد بالمطر قبل نزوله وليستعدوا له قبل أن يفاجئهم دفعة واحدة.

{ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} يطهر من الحدث والخبث ويطهر من الغش والأدناس، وفيه بركة من بركته أنه أنزله ليحيي به بلدة ميتا فتختلف أصناف النوابت والأشجار فيها مما يأ كل الناس والأنعام.{ وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} أي:نسقيكموه أنتم وأنعامكم، أليس الذي أرسل الرياح المبشرات وجعلها في عملها متنوعات، وأنزل من السماء ماء طهورا مباركا فيه رزق العباد ورزق بهائمهم، هو الذي يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك معه غيره؟

وقوله- تعالى-: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً.

أى: أنزلنا من السماء ماء طهورا، لنحيي بهذا الماء بلدة، أى: أرضا جدباء لا نبات فيها لعدم نزول المطر عليها، ولكي نسقى بهذا الماء أيضا «أنعاما» أى: إبلا وبقرا وغنما «وأناسى كثيرا» أى: وعددا كثيرا من الناس. فالأناسى: جمع إنسان وأصله أناسين فقلبت نونه ياء وأدغمت فيما قبلها.

وقدم- سبحانه- إحياء الأرض، لأن خروج النبات منها بسبب المطر تتوقف عليه حياة الناس والأنعام وغيرهما.

وخص الأنعام بالذكر، لأن مدار معاشهم عليها، ولذا قدم سقيها على سقيهم.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم خص الأنعام من بين ما خلق من الحيوان الشارب؟.

قلت: لأن الطير والوحش تبعد في طلب الماء فلا يعوزها الشرب بخلاف الأنعام..

فإن قلت: فما معنى تنكير الأنعام والأناسى ووصفها بالكثرة؟

قلت: معنى ذلك أن علية الناس وجلهم منيخون بالقرب من الأودية والأنهار ومنابع الماء، فيهم غنية عن سقى السماء، وأعقابهم- وهم كثير منهم- لا يعيشهم إلا ما ينزل الله من رحمته وسقيا سمائه.

فإن قلت: لم قدم إحياء الأرض وسقى الأنعام على سقى الأناسى؟

قلت: لأن حياة الأناسى بحياة أرضهم وحياة أنعامهم، فقدم ما هو سبب حياتهم وتعيشهم على سقيهم، ولأنهم إذا ظفروا بما يكون سقيا لأرضهم ومواشيهم لم يعدموا سقياهم .

وقوله : ( لنحيي به بلدة ميتا ) أي : أرضا قد طال انتظارها للغيث ، فهي هامدة لا نبات فيها ولا شيء . فلما جاءها الحيا عاشت واكتست رباها أنواع الأزاهير والألوان ، كما قال تعالى : ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) [ الحج : 5 ] .

( ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ) أي : وليشرب منه الحيوان من أنعام وأناسي محتاجين إليه غاية الحاجة ، لشربهم وزروعهم وثمارهم ، كما قال تعالى : ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ) [ الشورى : 28 ] وقال تعالى : ( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير ) [ الروم : 50 ] .

( لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا ) يعني أرضا قَحِطة عذية لا تُنبت. وقال: ( بَلْدَةً مَيْتًا ) ولم يقل ميتة, لأنه أريد بذلك لنحيي به موضعًا ومكانًا ميتًا( وَنُسْقِيَهُ ) من خلقنا( أَنْعَامًا ) من البهائم ( وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ) يعني الأناسيّ: جمع إنسان وجمع أناسي, فجعل الياء عوضا من النون التي في إنسان, وقد يجمع إنسان: إناسين, كما يجمع النَشْيان (2) نشايين. فإن قيل: أناسيّ جمع واحده إنسيّ, فهو مذهب أيضًا محكي, وقد يجمع أناسي مخففة الياء, وكأن من جمع ذلك كذلك أسقط الياء التي بين عين الفعل ولامه, كما يجمع القرقور: قراقير وقراقر. ومما يصحح جمعهم إياه بالتخفيف, قول العرب: أناسية كثيرة.

-----------------------

الهوامش:

(2) يقال : رجل نشوان ، من السكر ؛ ونشيان للخبر : يختبر الأخبار أول ورودها ، ويبحث عنها . وأصلها الواو .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[49] ﴿لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾ قدم الله إحياء الأرض على سقي الأنعام والناس؛ لأن خروج النبات من الأرض بسبب المطر تتوقف عليه حياة الناس والأنعام، وقدم سقي الأنعام لأنها سبب حياة الناس.
لمسة
[49] ﴿لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾ ذكر الصفة مع أن الموصوف مؤنَّثٌ، نظراً إلى معنى البلدة وهو المكان، لا إلى لفظها، والسرُّ فيه تخفيف اللفظ.
عمل
[49] ادع الله تعالى أن يغيث البلاد والعباد, واحمد الله على رحمته وفضله كلما شربت من الماء ﴿لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ:
  • اللام حرف جر للتعليل. نحيي: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. به: جار ومجرور متعلق بنحيي. وجملة «نحيي به» صلة «ان» المضمرة لا محل لها. و «ان» المضمرة المصدرية وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بأنزلنا.
  • ﴿ بَلْدَةً مَيْتاً:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ميتا: صفة-نعت- لبلدة منصوبة مثلها بالفتحة. ولم يقل «ميتة» لان الكلمة يستوي فيها المذكر والمؤنث. او لان الْبَلْدَةِ» في معنى «البلد» في قوله تعالى فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ».
  • ﴿ وَنُسْقِيَهُ مِمّا:
  • معطوفة بالواو على «نحيي» وتعرب اعرابها. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. مما: اصلها: «من» حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بنسقي.
  • ﴿ خَلَقْنا:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجملة خَلَقْنا» صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: خلقناه.
  • ﴿ أَنْعاماً:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى «بهائم».
  • ﴿ وَأَناسِيَّ كَثِيراً:
  • معطوفة بالواو على أَنْعاماً» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. ولم تنون لانها ممنوعة من الصرف-التنوين-على وزن-مفاعل-.كثيرا: صفة-نعت-لاناسي منصوبة مثلها بالفتحة. بمعنى: واناسا كثيرين. او بشرا كثيرين. والكلمة جمع «إنسي» وقيل مفردها: أنسي.والانس: البشر. الواحد: إنسي وأنسي.'

المتشابهات :

الفرقان: 49﴿ لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا
الزخرف: 11﴿وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ
ق: 11﴿رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ الرِّياحَ والأمطارَ؛ ذكرَ هنا ما يترتب عليهما من حياة النبات والحيوان والإنسان، قال تعالى:
﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ونسقيه:
وقرئ:
بفتح النون، وهى قراءة عبد الله، وأبى حيوة، وابن أبى عبلة، والأعمش، وعاصم، وأبى عمرو.
وأناسى:
وقرئ:
بتخفيف الياء، وهى قراءة يحيى بن الحارث الذمارى.

مدارسة الآية : [50] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى ..

التفسير :

[50] ولقد أنزلنا المطر على أرض دون أخرى؛ ليذكر الذين أنزلنا عليهم المطر نعمة الله عليهم، فيشكروا له، وليذكر الذين مُنِعوا منه، فيسارعوا بالتوبة إلى الله -جل وعلا- ليرحمهم ويسقيهم، فأبى أكثر الناس إلا جحوداً لنعمنا عليهم، كقولهم:مطرنا بنَوْء كذا وكذا.

ولما ذكر تعالى هذه الآيات العيانية المشاهدة وصرفها للعباد ليعرفوه ويشكروه ويذكروه مع ذلك أبي أكثر الخلق إلا كفورا، لفساد أخلاقهم وطبائعهم.

والضمير المنصوب في قوله- تعالى-: وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ... يعود إلى الماء الطهور الذي سبق الحديث عنه.

والتصريف: التكرير والتنويع والانتقال من حال إلى حال.

أى: ولقد صرفنا هذا المطر النازل من السماء فأنزلناه بين الناس في البلدان المختلفة، وفي الأوقات المتفاوتة، وعلى الصفات المتغايرة، فنزيده في بعض البلاد وننقصه أخرى، ونمنعه عن بعض الأماكن.. كل ذلك على حسب حكمتنا ومشيئتنا.

وقد فعلنا ما فعلنا لكي يعتبر الناس ويتعظوا ويخلصوا العبادة لنا.

قال الآلوسى: قوله: وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ الضمير للماء المنزل من السماء، وتصريفه:

تحويل أحواله، وأوقاته وإنزاله على أنحاء مختلفة.

وقال بعضهم: هو راجع الى القول المفهوم من السياق، وهو ما ذكر فيه إنشاء السحاب وإنزال المطر، وتصريفه: تكريره، وذكره على وجوه ولغات مختلفة.

والمعنى: ولقد كررنا هذا القول وذكرناه على أنحاء مختلفة في القرآن وغيره من الكتب السماوية بين الناس ليتفكروا..

وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء الخراساني أنه عائد على القرآن. ألا ترى قوله- تعالى- بعد ذلك: وَجاهِدْهُمْ بِهِ وحكاه في البحر عن ابن عباس. والمشهور عنه ما تقدم، ولعل المراد ما ذكر فيه من الأدلة على كمال قدرته- تعالى- .

ويبدو لنا أن أقرب الأقوال إلى الصواب هو القول الأول، لأن سياق الحديث عن المطر النازل من السماء بقدرة الله- تعالى- ولأن هذا القول هو المأثور عن جمع من الصحابة والتابعين، كابن عباس، وابن مسعود وعكرمة، ومجاهد وقتادة.. وغيرهم.

وقوله- تعالى-: فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً بيان لموقف أكثر الناس من نعم الله- تعالى-. أى: أنزلنا المطر، وصرفناه بين الناس ليعتبروا ويتعظوا، فأبى أكثرهم إلا الجحود لنعمنا، ومقابلتها بالكفران، وإسنادها إلى غيرنا ممن لا يخلقون شيئا وإنما هم عباد لنا، وخلقنا.

وفي صحيح مسلم أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال يوما لأصحابه بعد نزول المطر من السماء:

«أتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال صلّى الله عليه وسلّم: «قال ربكم، أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا، فذاك كافر بي مؤمن بالكواكب» .

- والنوء- بتشديد النون وفتحها وسكون الواو: سقوط نجم في المغرب مع الفجر، وطلوع آخر يقابله من ساعته بالمشرق.

وقال- سبحانه-: فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ ... لمدح القلة المؤمنة منهم، وهم الذين قابلوا نعم الله- تعالى- بالشكر والطاعة.

وقوله : ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ) أي : أمطرنا هذه الأرض دون هذه ، وسقنا السحاب فمر على الأرض وتعداها وجاوزها إلى الأرض الأخرى ، [ فأمطرتها وكفتها فجعلتها غدقا ، والتي وراءها ] لم ينزل فيها قطرة من ماء ، وله في ذلك الحجة البالغة والحكمة القاطعة .

قال ابن مسعود وابن عباس : ليس عام بأكثر مطرا من عام ، ولكن الله يصرفه كيف يشاء ، ثم قرأ هذه الآية : ( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) .

أي : ليذكروا بإحياء الله الأرض الميتة أنه قادر على إحياء الأموات . والعظام الرفات . أو : ليذكر من منع القطر أنما أصابه ذلك بذنب أصابه ، فيقلع عما هو فيه .

وقال عمر مولى غفرة : كان جبريل ، عليه السلام ، في موضع الجنائز ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا جبريل ، إني أحب أن أعلم أمر السحاب؟ " قال : فقال جبريل : يا نبي الله ، هذا ملك السحاب فسله . فقال : تأتينا صكاك مختمة : اسق بلاد كذا وكذا ، كذا وكذا قطرة . رواه ابن حاتم ، وهو حديث مرسل .

وقوله : ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) : قال عكرمة : يعني : الذين يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا .

وهذا الذي قاله عكرمة كما صح في الحديث المخرج في صحيح مسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه يوما ، على أثر سماء أصابتهم من الليل : " أتدرون ماذا قال ربكم " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب . وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذاك كافر بي ، مؤمن بالكوكب " .

يقول تعالى ذكره: ولقد قسمنا هذا الماء الذي أنـزلناه من السماء طهورا لنحيي به الميت من الأرض بين عبادي, ليتذكروا نعمي عليهم, ويشكروا أيادي عندهم وإحساني إليهم ( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا ) يقول: إلا جحودا لنعمي عليهم, وأياديّ عليهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا معتمر بن سليمان, عن أبيه, قال: سمعت الحسن بن مسلم يحدّث طاوسا, عن سعيد بن جُبير, عن ابن عباس قال: ما عام بأكثر مطرا من عام, ولكنّ الله يصرّفه بين خلقه; قال: ثم قرأ: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ ).

حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, عن سليمان التيمي, قال: ثنا الحسن بن مسلم, عن سعيد بن جُبير, قال: قال ابن عباس: ما عام بأكثر مطرا من عام, ولكنه يصرفه في الأرضين, ثم تلا( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ).

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ ) قال: المطر ينـزله في الأرض, ولا ينـزله في الأرض الأخرى, قال: فقال عكرِمة: صرفناه بينهم ليذّكروا.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ) قال: المطر مرّة هاهنا, ومرّة هاهنا.

حدثنا سعيد بن الربيع الرازي, قال: ثنا سفيان بن عيينة, عن يزيد بن أبي زياد, أنه سمع أبا جحيفة يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ليس عام بأمطر من عام, ولكنه يصرفه, ثم قال عبد الله: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ ).

وأما قوله: ( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا ) فإن القاسم حدثنا قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج عن ابن جُرَيج, عن عكرمة: ( فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا ) قال: قولهم في الأنواء.

المعاني :

صَرَّفْنَاهُ :       أَنْزَلْنَا المَطَرَ عَلَى أَرْضٍ دُونَ أُخْرَى السراج
صرّفناه بينهم :       أنزلنا المطر على أنحاء مختلفة معاني القرآن
كفورا :       جحودا و كفرانا بالنّعمة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[50] ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾ قال عكرمة: «ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة»، أو كما قال غيره: «في البَّر بُرُّ، وفي البحر دُرُّ».
وقفة
[50] ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا﴾ عرضناه عليهم بصور وأساليب شتى، وخاطبنا به مشاعرهم وأرواحهم وأذهانهم؛ ودخلنا عليهم به من كل باب من أبواب نفوسهم، وبكل وسيلة تستجيش ضمائرهم ﴿ليذكروا﴾ فما يحتاج الأمر لأكثر من التذكر والحقيقة التي يحاول القرآن ردهم إليها مركوزة في فطرتهم أنساهم إياها الهوى.
وقفة
[50] إذا نصحته بتركِ معصيةٍ ردَّ عليك: «أكثرُ النَّاسِ يفعلُ ذلكَ، لستُ وحدِي»، وﻟﻮ بَحثَ ﻋﻦ كلمةِ: ﴿أَكْثَرُ النَّاسِ﴾ في اﻟﻘﺮﺁﻥِ ﻟﻮﺟَﺪَ ﺑﻌﺪﻫﺎ: ﴿لَا يَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 243]، ﴿لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 187]، ﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [هود: 17]، وهنا: ﴿فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾.
وقفة
[50] الحق لا يتأثر بكثرة المخالفين له إلا عند ضعيف الإرادة قوي الهوى ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾.
تفاعل
[50] أسأل الله ألا نكون ممن قال فيهم: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾، ويجعلنا من الشاكرين.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ:
  • الواو عاطفة. اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. صرفناه: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به اي لقد كررنا هذا القول في القرآن وفي سائر الكتب والصحف التي انزلت على الرسل وهو انشاء السحاب وانزال القطر.
  • ﴿ بَيْنَهُمْ:
  • ظرف مكان متعلق بصرفناه منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة اي بين الناس.
  • ﴿ لِيَذَّكَّرُوا:
  • بمعنى: ليفكروا ويعتبروا ويعرفوا حق النعمة فيه ويشكروا. اللام حرف جر للتعليل. يذكروا اصلها: يتذكروا حذفت التاء تخفيفا وادغمت بالذال فحصل التشديد في الذال وهي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وجملة «يذكروا» صلة «أن» لا محل لها. و «أن» المضمرة المصدرية وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بصرفناه.
  • ﴿ فَأَبى أَكْثَرُ النّاسِ:
  • الفاء استئنافية. أبى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر .. اكثر: فاعل مرفوع بالضمة. الناس: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ إِلاّ كُفُوراً:
  • بمعنى: فكرهوا الا كفران النعمة وجحودها وقلة الاكتراث لها. إلا: اداة حصر لا عمل لها. كفورا: مفعول لاجله. اي فأبوا ذلك لا لسبب او لعلة من العلل إلا للكفر وحده. ويجوز ان تكون صفة للمصدر اي إلا إباء كفورا. وثمة وجه آخر للإعراب هو الأجود والأصح تكون كُفُوراً» مفعولا به لأن «أبى» متأول بالنفي بتقدير: فلم يرضوا الا كفورا.'

المتشابهات :

الإسراء: 99﴿وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
الإسراء: 89﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا
الفرقان: 50﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [50] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ ما في المطر من حياة النبات والحيوان والإنسان؛ نبه هنا على فائدةٍ أخرى، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

صرفناه:
وقرئ:
بتخفيف الراء، وهى قراءة عكرمة.

مدارسة الآية : [51] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ ..

التفسير :

[51] ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً، يدعوهم إلى الله عز وجل، وينذرهم عذابه، ولكنا جعلناك -أيها الرسول- مبعوثاً إلى جميع أهل الأرض، وأمرناك أن تبلغهم هذا القرآن،

يخبر تعالى عن نفوذ مشيئته وأنه لو شاء لبعث في كل قرية نذيرا، أي:رسولا ينذرهم ويحذرهم فمشيئته غير قاصرة عن ذلك، ولكن اقتضت حكمته ورحمته بك وبالعباد -يا محمد- أن أرسلك إلى جميعهم أحمرهم وأسودهم عربيهم وعجميهم إنسهم وجنهم.

ثم ذكر- سبحانه- ما يدل على رفعة منزلة نبيه صلّى الله عليه وسلّم فقال: وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً. أى: ولو شئنا لبعثنا في زمنك- أيها الرسول الكريم- في كل قرية من القرى نذيرا ينذر أهلها بسوء عاقبة الكفر والجحود، ويكون عونا لك على تحمل أعباء الرسالة التي أرسلناك بها ...ولكنّا لم نشأ ذلك تكريما لك وتعظيما لقدرك، حيث خصصناك بعموم الرسالة لجميع الناس.

يقول تعالى : ( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ) يدعوهم إلى الله عز وجل ، ولكنا خصصناك - يا محمد - بالبعثة إلى جميع أهل الأرض ، وأمرناك أن تبلغ الناس هذا القرآن ، ( لأنذركم به ومن بلغ ) [ الأنعام : 19 ] ، ( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) [ هود : 17 ] ( ولتنذر أم القرى ومن حولها ) [ الأنعام : 92 ] ، ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [ الأعراف : 158 ] . وفي الصحيحين : " بعثت إلى الأحمر والأسود " وفيهما : " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " ; ولهذا قال :

يقول تعالى ذكره: ولو شئنا يا محمد لأرسلنا في كلّ مصر ومدينة نذيرا ينذرهم بأسنا على كفرهم بنا, فيخفّ عنك كثير من أعباء ما حملناك منه, ويسقط عنك بذلك مؤنة عظيمة, ولكنا حملناك ثقل نذارة جميع القرى, لتستوجب بصبرك عليه إن صبرت ما أعدّ الله لك من الكرامة عنده, والمنازل الرفيعة قِبَله, فلا تطع الكافرين فيما يدعونك إليه من أن تعبد آلهتهم, فنذيقك ضعف الحياة وضعف الممات, ولكن جاهدهم بهذا القرآن جهادا كبيرا, حتى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض الله, ويدينوا به ويذعنوا للعمل بجميعه طوعا وكرها.

وبنحو الذي قلنا في قوله: ( وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ) قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[51] ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا﴾ جعلناك نذيرًا للكل لترتفع درجتك، فاشكر نعمة الله عليك.
وقفة
[51] ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا﴾ قال الطيبي: «ومدار السورة على كونه ﷺ مبعوثًا إلى الناس كافة؛ ولذلك افتتحت بما يثبت عموم رسالة محمد إلى جميع الناس بقوله: ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [1]».

الإعراب :

  • ﴿ وَلَوْ شِئْنا:
  • الواو استئنافية. لو: حرف شرط‍ غير جازم-حرف امتناع لامتناع-شئنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ لَبَعَثْنا:
  • الجملة جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. اللام واقعة في جواب لَوْ».بعثنا: تعرب اعراب شِئْنا» وقول الله لرسوله (صلّى الله عليه وسلم) ويجوز على المعنى ان تكون لَبَعَثْنا» معطوفة اي ولبعثنا على جواب لَوْ شِئْنا» المحذوف. اي لو شئنا لخففنا عنك اعباء انذار جميع القرى.
  • ﴿ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ:
  • جار ومجرور متعلق ببعثنا. قرية: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ نَذِيراً:
  • مفعول به منصوب بالفتحة. بمعنى: نبيا ينذرها من العاقبة.'

المتشابهات :

الإسراء: 86﴿ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
الأعراف: 176﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ
الفرقان: 51﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا
السجدة: 13﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [51] لما قبلها :     ولَمَّا عَلِم اللهُ ما كابده الرسولُ صلى الله عليه وسلم من أذى قومه؛ أعلمه هنا أنه تعالى لو أراد لبعث في كل قرية نذيرًا، فَيَخِف عنه الأمر، لكن جعله مبعوثًا إلى جميع أهل الأرض؛ ليُكثِرَ ثوابَه؛ لأنه على كثرة المجاهدة يكون الثواب، قال تعالى:
﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [52] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ ..

التفسير :

[52]فلا تطع الكافرين في ترك شيء مما أرسلتَ به، بل ابذل جهدك في تبليغ الرسالة، وجاهد الكافرين بهذا القرآن جهاداً كبيراً، لا يخالطه فتور.

{ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} في ترك شيء مما أرسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما أرسلت به.{ وَجَاهِدْهُمْ} بالقرآن{ جِهَادًا كَبِيرًا} أي:لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.

وما دام الأمر كذلك «فلا تطع الكافرين» فيما يريدونه منك من أمور باطلة فاسدة «وجاهدهم به» أى: بهذا القرآن، عن طريق قراءته والعمل بما فيه، وبيان ما اشتمل عليه من دلائل وبراهين على صحة دعوتك.

وقوله- تعالى-: جِهاداً كَبِيراً مؤكد لما قبله. أى: جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا مصحوبا بالإغلاظ عليهم تارة، وبإبطال شبهاتهم وأراجيفهم تارة أخرى.

قال- تعالى-: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ، وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.

( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به ) يعني : بالقرآن ، قاله ابن عباس ( جهادا كبيرا ) ، كما قال تعالى : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) [ التوبة : 73 ، التحريم : 9 ] .

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال ابن عباس، قوله ( فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ ) قال: بالقرآن.

وقال آخرون في ذلك بما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ) قال: الإسلام. وقرأ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وقرأ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وقال: هذا الجهاد الكبير.

المعاني :

وَجَاهِدْهُم بِهِ :       بَلِّغْهُمُ القُرْآنَ بَاذِلًا وُسْعَكَ السراج
جِهَادًا كَبِيرًا :       لَا يُخِالِطُهُ فُتُورٌ السراج

التدبر :

وقفة
[52] ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ هذه الآية في سورة الفرقان وهي مكية، ولم يشرع الجهاد بالسيف وقتها، فدل أن طلب العلم من سبيل الله؛ لأن به قوام الإسلام كما أن قوامه بالجهاد، فقوام الدين بالعلم والجهاد.
وقفة
[52] ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ ويستدل بالآية على الوجه المأثور على عظم جهاد العلماء لأعداء الدين بما يوردون عليهم من الأدلة، وأوفرهم حظا المجاهدون بالقرآن منهم.
عمل
[52] ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ به﴾ بالقرآن ﴿جِهَادًا كَبِيرًا﴾ أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته، ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت؛ فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.
وقفة
[52] ما ادَّخر المؤمن من عتادٍ مثل التسلح بالقرآن ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾.
وقفة
[52] في كتاب الله من النور والحكمة ما يكون أقوى سلاح لنا في وجه خصوم الحق؛ لأن الله قال لنبيه ﷺ عن القرآن: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾.
وقفة
[52] ﴿وجاهدهم به جهادًا كبيرًا﴾ القرآن أعظم وسائل الدعوة والجهاد، فإذا كان الجهاد بالسيف يُخضع الأبدان، فإن الجهاد بالقرآن يُخضع القلوب والأبدان.
وقفة
[52] ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ الدَّعوةُ بالقرآنِ من صورِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، فابذلْ أقصى وسعكَ.
وقفة
[52] ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ على الداعية أن يبذل أقصى وسعه في دعوته وجهاده.
وقفة
[52] ﴿وجاهدهم به جهاداً كبيراً﴾ أي بالقرآن، وفي ذلك حجة على من فهم أن أعظم الجهاد جهاد السيف فحسب؛ بل قد يكون الجهاد بالكلمة، وخصوصًا بالقرآن أشدَّ نكاية، وأقوى أثرًا، وأعم نفعًا في الحاضر والمستقبل.
وقفة
[52] أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المعارض ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾.
وقفة
[52] ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴾ [الأنعام: 26] عرف الكفار عظيم تأثير هذا القرآن؛ فلم يكتفوا بإعراضهم عنه، بل اجتهدوا في صد الناس عنه بكل وسيلة؛ فصار نشر القرآن -حفظًا، وتدبرًا، وتعليمًا- من أعظم درجات الجهاد: ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾.
وقفة
[52] جهاد الحجة والبرهان أمضى من جهاد السنان: ﴿وجاهدهم به جهاداً كبيراً﴾، يعني بحُجج القرآن وبيناته.
وقفة
[52] إلى الباحثين عن ميادين الجهاد، إليكم ميدانًا لا تتوقف فيه هذه العبادة ما دام في الأرض حق وباطل، إنه جهاد أهل الباطل بالقرآن: ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ يقول العلامة السعدي: «فهذا فرض عين على كل مسلم أن يقوم بما يقدر عليه ويعلمه، وعلى أهل العلم من ذلك ما ليس على غيرهم».
وقفة
[52] الجهاد لا يقتصر على الجهاد بالنفس أو المال، بل إن الجهاد باللسان من أعظم أنواع الجهاد، قال سبحانه: ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ أي: جاهد المشركين بالقرآن، ويتأكد في هذا الوقت مع المنافقين الذين عاثوا في البلاد فسادًا، وقد سمى الله فضحهم باللسان جهادًا في (التوبة) و(التحريم): ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 73].

الإعراب :

  • ﴿ فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ:
  • الفاء استئنافية. لا: ناهية جازمة. تطع: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين وحذفت الياء ايضا لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. الكافرين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. اي لا تطعهم فيما يريدونك عليه.
  • ﴿ وَجاهِدْهُمْ بِهِ:
  • الواو عاطفة. جاهد: فعل امر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. به: جار ومجرور متعلق بجاهدهم. اي وجاهدهم بسبب كونك نذيرا للقرى كافة بالقرآن ويجوز ان يكون ضمير بِهِ» عائدا لترك الطاعة الذي يدل عليه فلا تطع.
  • ﴿ جِهاداً كَبِيراً:
  • مفعول مطلق-مصدر-منصوب وعلامة نصبه الفتحة.كبيرا: صفة-نعت-لجهادا منصوبة بالفتحة. بمعنى: جهادا جامعا لكل مجاهدة اي جهادا شديدا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [52] لما قبلها :     وبعد أن امتنَّ اللهُ على رسولِه صلى الله عليه وسلم بجعله مبعوثًا إلى جميع أهل الأرض؛ أمَرَه هنا بمقابلةِ ذلك بالاجتهاد في الدعوةِ، والثَّبات فيها، قال تعالى:
﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [53] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا ..

التفسير :

[53] والله هو الذي خلط البحرين:العذب السائغ الشراب، والملح الشديد الملوحة، وجعل بينهما حاجزاً يمنع كل واحدٍ منهما من إفساد الآخر، ومانعاً مِن أن يصل أحدهما إلى الآخر.

أي:وهو وحده الذي مرج البحرين يلتقيان البحر العذب وهي الأنهار السارحة على وجه الأرض والبحر الملح وجعل منفعة كل واحد منهما مصلحة للعباد،{ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا} أي:حاجزا يحجز من اختلاط أحدهما بالآخر فتذهب المنفعة المقصودة منها{ وَحِجْرًا مَحْجُورًا} أي:حاجزا حصينا.

وقوله- سبحانه-: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ، وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً بيان لمظهر آخر من مظاهر قدرته- عز وجل-.

و «مرج» من المرج بمعنى الإرسال والتخلية، ومنه قولهم. مرج فلان دابته إذا أرسلها إلى المرج وهو المكان الذي ترعى فيه الدواب، ويصح أن يكون من المرج بمعنى الخلط، ومنه قوله- تعالى-: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ أى: مختلط. ومنه قيل للمرعى: مرج، لاختلاط الدواب فيه بعضها ببعض.

والعذب الفرات: هو الماء السائغ للشرب، الذي يشعر الإنسان عند شربه باللذة، وهو ماء الأنهار وسمى فراتا لأنه يفرت العطش، أى يقطعه ويكسره ويزيله.

والملح الأجاج: هو الشديد الملوحة والمرارة وهو ماء البحار. سمى أجاجا من الأجيج وهو تلهب النار، لأن شربه يزيد العطش.

والبرزخ. الحاجز الذي يحجز بين الشيئين.

أى: وهو- سبحانه- الذي أرسل البحرين. العذب والمالح في مجاريهما متجاورين، كما ترسل الدواب في المراعى. أو جعلهما- بقدرته- في مجرى واحد ومع ذلك لا يختلط أحدهما بالآخر: بل جعل- سبحانه- بينهما «برزخا» أى: حاجزا عظيما، وحجرا محجورا.

أى: وجعل كل واحد منهما حراما محرما على الآخر أن يفسده.

والمراد: لزوم كل واحد منهما صفته التي أوجده الله عليها، فلا ينقلب العذب في مكانه ملحا، ولا الملح في مكانه عذبا.

قال- تعالى-: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ، بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ .

وقال- سبحانه-: أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً، وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً، وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ، وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً، أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ

وهذا الحاجز الذي جعله- سبحانه- بين البحرين: العذب والملح، من أكبر الأدلة وأعظمها على قدرة الله- تعالى-، وعلى أن لهذا الكون إلها صانعا حكيما مدبرا وأن كل شيء في هذا الكون يسير بنظام معلوم، وبنسق مرسوم.

وبعد هذا الحديث المتنوع عن مظاهر قدرة الله- تعالى- في الظل وفي الرياح وفي الماء..

وقوله : ( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ) أي : خلق الماءين : الحلو والملح ، فالحلو كالأنهار والعيون والآبار ، وهذا هو البحر الحلو الفرات العذب الزلال . قاله ابن جريج ، واختاره ابن جرير ، وهذا الذي لا شك فيه ، فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات . والله سبحانه إنما أخبر بالواقع لينبه العباد على نعمه عليهم ليشكروه ، فالبحر العذب هو هذا السارح بين الناس ، فرقه تعالى بين خلقه لاحتياجهم إليه أنهارا وعيونا في كل أرض بحسب حاجتهم وكفايتهم لأنفسهم وأراضيهم .

وقوله : ( وهذا ملح أجاج ) أي : مالح مر زعاق لا يستساغ ، وذلك كالبحار المعروفة في المشارق والمغارب : البحر المحيط وما يتصل به من الزقاق وبحر القلزم ، وبحر اليمن ، وبحر البصرة ، وبحر فارس وبحر الصين والهند وبحر الروم وبحر الخزر ، وما شاكلها وشابهها من البحار الساكنة التي لا تجري ، ولكن تتموج وتضطرب وتغتلم في زمن الشتاء وشدة الرياح ، ومنها ما فيه مد وجزر ، ففي أول كل شهر يحصل منها مد وفيض ، فإذا شرع الشهر في النقصان جزرت ، حتى ترجع إلى غايتها الأولى ، فإذا استهل الهلال من الشهر الآخر شرعت في المد إلى الليلة الرابعة عشرة ثم تشرع في النقص ، فأجرى الله سبحانه وتعالى - وله القدرة التامة - العادة بذلك . فكل هذه البحار الساكنة خلقها الله سبحانه وتعالى مالحة الماء ، لئلا يحصل بسببها نتن الهواء ، فيفسد الوجود بذلك ، ولئلا تجوى الأرض بما يموت فيها من الحيوان . ولما كان ماؤها ملحا كان هواؤها صحيحا وميتتها طيبة; ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن ماء البحر : أنتوضأ به؟ فقال : " هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته " . رواه الأئمة : مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأهل السنن بإسناد جيد .

وقوله : ( وجعل بينهما برزخا وحجرا ) أي : بين العذب والمالح ) برزخا ) أي : حاجزا ، وهو اليبس من الأرض ، ( وحجرا محجورا ) أي : مانعا أن يصل أحدهما إلى الآخر ، كما قال : ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان ) [ الرحمن : 19 - 21 ] ، وقال تعالى : ( أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) [ النمل : 61 ] .

يقول تعالى ذكره: والله الذي خلط البحرين, فأمرج أحدهما في الآخر, وأفاضه فيه. وأصل المرج الخلط, ثم يقال للتخلية مرج؛ لأن الرجل إذا خلى الشيء حتى اختلط بغيره, فكأنه قد مرجه، ومنه الخبر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم, وقوله لعبد الله بن عمرو: " كَيْفَ بِكَ يا عَبْدَ اللهِ إذَا كُنْتَ في حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ, قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وأماناتُهُمْ, وصَارُوا هَكَذا وشبَّك بين أصابعه. يعني بقوله: قد مرجت: اختلطت, ومنه قول الله: فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ أي مختلط. وإنما قيل للمرج مرج من ذلك, لأنه يكون فيه أخلاط من الدوابّ, ويقال: مَرَجْت دابتك: أي خليتها تذهب حيث شاءت. ومنه قول الراجز:

رَعَى بِهَا مَرَجَ رَبيعٍ مَمْرَج (3)

وبنحو ما قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) يعني أنه خلع أحدهما على الآخر.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) أفاض أحدهما على الآخر.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) يقول: خلع أحدهما على الآخر.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو تميلة, عن أبي حمزة, عن جابر, عن مجاهد ( مَرَجَ ) أفاض أحدهما على الآخر.

وقوله ( هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ) الفرات: شديد العذوبة, يقال: هذا ماء فرات: أي شديد العذوبة وقوله ( وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) يقول: وهذا ملح مرّ، يعني بالعذب الفرات: مياه الأنهار والأمطار, وبالملح الأجاج: مياه البحار.

وإنما عنى بذلك أنه من نعمته على خلقه, وعظيم سلطانه, يخلط ماء البحر العذب بماء البحر الملح الأجاج, ثم يمنع الملح من تغيير العذب عن عذوبته, وإفساده إياه بقضائه وقدرته, لئلا يضرّ إفساده إياه بركبان الملح منهما, فلا يجدوا ماء يشربونه عند حاجتهم إلى الماء, فقال جلّ ثناؤه: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) يعني حاجزا يمنع كل واحد منهما من إفساد الآخر ( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) يقول: وجعل كلّ واحد منهما حراما محرّما على صاحبه أن يغيره ويفسده.

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك, قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) يعني أنه خلع أحدهما على الآخر, فليس يفسد العذب المالح, وليس يفسد المالح العذب, وقوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: البرزخ: الأرض بينهما( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) يعني: حجر أحدهما على الآخر بأمره وقضائه, وهو مثل قوله وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا .

وحدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: محبسا، قوله: ( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) قال: لا يختلط البحر بالعذب.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: حاجزا لا يراه أحد, لا يختلط العذب في البحر. قال ابن جُرَيج: فلم أجد بحرا عذبا إلا الأنهار العذاب, فإن دجلة تقع في البحر, فأخبرني الخبير بها أنها تقع في البحر, فلا تمور فيه بينهما مثل الخيط الأبيض، فإذا رجعت لم ترجع في طريقها من البحر, والنيل يصبّ في البحر.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني أبو تميلة, عن أبي حمزة, عن جابر, عن مجاهد ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) قال: البرزخ أنهما يلتقيان فلا يختلطان, وقوله ( حِجْرًا مَحْجُورًا ) : أي لا تختلط ملوحة هذا بعذوبة هذا, لا يبغي أحدهما على الآخر.

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, عن رجاء, عن الحسن, في قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) قال: هذا اليبس.

حدثنا الحسن, قال: ثنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, في قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) قال: جعل هذا ملحا أجاجًا, قال: والأجاج: المرّ.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ) يقول: خلع أحدهما على الآخر, فلا يغير أحدهما طعم الآخر ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ) هو الأجل ما بين الدنيا والآخرة ( وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) جعل الله بين البحرين حجرا, يقول: حاجزا حجز أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) وجعل بينهما سترا لا يلتقيان. قال: والعرب إذا كلم أحدهم الآخر بما يكره قال حجرا, قال: سترا دون الذي تقول.

قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في معنى قوله: ( وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) دون القول الذي قاله من قال معناه: إنه جعل بينهما حاجزا من الأرض أو من اليبس, لأن الله تعالى ذكره أخبر في أوّل الآية أنه مرج البحرين, والمرج: هو الخلط في كلام العرب على ما بيَّنت قبل, فلو كان البرزخ الذي بين العذب الفرات من البحرين, والملح الأجاج أرضا أو يبسا لم يكن هناك مرج للبحرين, وقد أخبر جلّ ثناؤه أنه مرجهما, وإنما عرفنا قدرته بحجزه هذا الملح الأجاج عن إفساد هذا العذب الفرات, مع اختلاط كلّ واحد منهما بصاحبه. فأما إذا كان كلّ واحد منهما في حيز عن حيز صاحبه, فليس هناك مرج, ولا هناك من الأعجوبة ما ينبه عليه أهل الجهل به من الناس, ويذكرون به, وإن كان كلّ ما ابتدعه ربنا عجيبا, وفيه أعظم العبر والمواعظ والحجج البوالغ.

-----------------------

الهوامش:

(3) البيت من مشطور الرجز ، للعجاج الراجز ( ديوانه طبع ليبسك سنة 1093 ص 9 ) وهو البيت الثاني والثمانون من أرجوزته التي مطلعها * مـا هـاج أحزانا وشجوا قد شجا *

وضبط ناشره لفظ ممرج ، بضم الميم الأول وكسر الراء ، والصواب ما في اللسان ، ونقلناه عنه ، وهو اسم مكان من مرج الدابة يمرجها ( من باب نصر ) إذا أرسلها ترعى في المرج

المعاني :

مَرَجَ :       خَلَطَ السراج
مرج البحرين :       أرسلهما في مجاريهما أو أجراهما معاني القرآن
فُرَاتٌ :       شَدِيدُ العُذُوبَةِ السراج
عذب فرات :       حلو شديد العذوبة معاني القرآن
أُجَاجٌ :       شَدِيدُ المُلُوحَةِ السراج
ملح أجاج :       شديد الكلوحة و الحرارة أو المرارة معاني القرآن
بَرْزَخًا :       حَاجِزًا يَمْنَعُ إِفْسَادَ أَحَدِهِمَا لِلآخَرِ السراج
برزخا :       حاجزا عظيما يمنع اختلاطهما معاني القرآن
وَحِجْرًا مَّحْجُورًا :       سِتْرًا يَمْنَعُ وُصُولَ أَحَدِهِمَا إِلَى الآخَرِ السراج
حجرا محجورا :       حراما محرّما تغيّر صفاتهما معاني القرآن

التدبر :

عمل
[53] ﴿وَهُوَ الَّذي مَرَجَ البَحرَينِ هذا عَذبٌ فُراتٌ وَهذا مِلحٌ أُجاجٌ﴾ لا تدع الملح الأجاج من المنغصات والإبتلاءات يتعدى حدوده ويفسد حياتك عليك، واجتهد أن يظل العذب الفرات من قولك وعملك هو المسيطر على الأمر ناصبًا حاجزًا من التقوى يمنع إختلاطهما.
وقفة
[53] ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا﴾، يقول العلامة الشنقيطي: «ومن المواضع التي وقع فيها هذا: نهر السنغال بالمحيط الأطلسي بجنب مدينة سان لويس، وقد زرتها عام 1366هـ، واغتسلت مرة في نهر السنغال، ومرة في المحيط، ولم آت على محل اختلاطهما، لكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إليه، وأنه جالس يغرف بإحدى يديه عذبًا وفراتًا، وبالأخرى ملحًا أُجاجًا، والجميع في مجرى واحد، لا يختلط أحدهما بالآخر، فسبحانه جل وعلا ما أعظمه، وما أكمل قدرته!».
وقفة
[53] ﴿عَذْبٌ فُرَاتٌ﴾ أي مفرط في العذوبة.

الإعراب :

  • ﴿ وَهُوَ الَّذِي:
  • الواو عاطفة. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر هُوَ».
  • ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ:
  • الجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. مرج: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. البحرين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لانه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد. بمعنى: خلاهما لا يلتبس احدهما بالآخر رغم كونهما متلاصقين متجاورين. وسماهما سبحانه اي سمى الماءين الكثيرين الواسعين بحرين.
  • ﴿ هذا عَذْبٌ فُراتٌ:
  • الجملة الاسمية تفسيرية لا محل لها. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره: هذا ماء.عذب: صفة-نعت-لخبر هذا المحذوف مرفوعة مثلها بالضمة. ويجوز ان تكون عَذْبٌ» خبر هذا» على معنى هذا الماء عذب و فُراتٌ» صفة-نعتا- لعذب مرفوعة مثلها بالضمة بمعنى: هذا بليغ العذوبة.
  • ﴿ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ:
  • معطوفة بالواو على هذا عَذْبٌ فُراتٌ» وتعرب اعرابها.والاجاج نقيض الفرات. اي بليغ الملوحة. والفرات: بليغ العذوبة يضرب الى الحلاوة. و مِلْحٌ» بمعنى «مالح» بحذف الالف تخفيفا. مثل «بردا» بمعنى «باردا».
  • ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً:
  • معطوفة بالواو على مَرَجَ» وتعرب اعرابها.بين: ظرف مكان متعلق بجعل منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف.الهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. الميم: عماد. والالف علامة التثنية. برزخا: مفعول به منصوب بالفتحة. اي حاجزا او سدا.
  • ﴿ وَحِجْراً مَحْجُوراً:
  • معطوفة بالواو على بَرْزَخاً» منصوبة مثلها بالفتحة. محجورا: صفة-نعت-لحجرا منصوبة مثلها بالفتحة. ومن اجمل التفاسير ما ذكره كشاف الزمخشري اذ قال: حجرا محجورا: واقعة ههنا على سبيل المجاز كأن كل واحد من البحرين يتعوذ من صاحبه ويقول له حجرا محجورا كما قال-لا يبغيان-اي لا يبغي احدهما على صاحبه بالممازجة فانتفاء البغي ثمة كالتعوذ ههنا جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه فهو يتعوذ منه، وهي من احسن الاستعارات واشهدها على البلاغة. وهذا القول الكريم بمعنى: دفعه ومنعه وتقوله العرب عند الامر الذي تنكره.'

المتشابهات :

الفرقان: 53﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا
فاطر: 12﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلّٖ تَأۡكُلُونَ لَحۡمٗا طَرِيّٗا وَتَسۡتَخۡرِجُونَ حِلۡيَةٗ تَلۡبَسُونَهَاۖ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [53] لما قبلها :     الدليل الرابع: البحار المالحة والعذبة، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ملح:
وقرئ:
بفتح الميم وكسر اللام، وهى قراءة طلحة، وقتيبة، عن الكسائي.
قال أبو الفضل الرازي فى كتاب «اللوامح» : وهى لغة شاذة قليلة.

مدارسة الآية : [54] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء ..

التفسير :

[54] وهو الذي خلق مِن منيِّ الرجل والمرأة ذرية ذكوراً وإناثاً، فنشأ من هذا قرابة النسب وقرابة المصاهرة. وكان ربك قديراً على خلق ما يشاء.

أي:وهو الله وحده لا شريك له الذي خلق الآدمي من ماء مهين، ثم نشر منه ذرية كثيرة وجعلهم أنسابا وأصهارا متفرقين ومجتمعين، والمادة كلها من ذلك الماء المهين، فهذا يدل على كمال اقتداره لقوله:{ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} ويدل على أن عبادته هي الحق وعبادة غيره باطلة.

جاء الحديث عن خلق الإنسان. فقال- تعالى-: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً....

والمراد بالماء: ماء النطفة، وبالبشر الإنسان. أو المراد بالماء: الماء المطلق الذي أشار إليه سبحانه في قوله: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.

أى: وهو- سبحانه- الذي خلق من ماء النطفة إنسانا «فجعله نسبا وصهرا» أى:

فجعل من جنس هذا الإنسان ذوى نسب: وهم الذكور الذين ينتسب إليهم بأن يقال فلان بن فلان، كما جعل من جنسه- أيضا ذوات صهر وهن الإناث، لأنهن موضع المصاهرة.

والصهر يطلق على أهل بيت المرأة وأقاربها، كالأبوين والإخوة والأعمام والأخوال، فهؤلاء يعتبرون أصهارا لزوج المرأة.

قال صاحب الكشاف: قسم- سبحانه- البشر قسمين: ذوى نسب، أى: ذكورا ينسب إليهم فيقال: فلان بن فلان وفلانة بنت فلان وذوات صهر: أى: إناثا يصاهر بهن ونحوه قوله- تعالى-: فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى .

وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً حيث خلق- سبحانه- من النطفة الواحدة بشرا نوعين: ذكرا وأنثى .

وإلى هنا نرى هذه الآية الكريمة قد اشتملت على ستة أدلة محسوسة على وحدانية الله- تعالى- وقدرته. وهذه الأدلة الستة هي. الظلال قبضا وبسطا، والليل والنهار راحة ونشورا، والرياح بشرا بين يدي رحمته، والأمطار حياة للناس والأنعام وغيرهما، ومرج البحرين أحدهما عذب فرات والآخر ملح أجاج، وخلق الإنسان من نطفة منها الذكر ومنها الأنثى.

ثم بينت السورة الكريمة بعد ذلك موقف المشركين من هذه النعم العظيمة كما بينت وظيفة

جاء الحديث عن خلق الإنسان. فقال- تعالى-: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً....

والمراد بالماء: ماء النطفة، وبالبشر الإنسان. أو المراد بالماء: الماء المطلق الذي أشار إليه سبحانه في قوله: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ.

أى: وهو- سبحانه- الذي خلق من ماء النطفة إنسانا «فجعله نسبا وصهرا» أى:

فجعل من جنس هذا الإنسان ذوى نسب: وهم الذكور الذين ينتسب إليهم بأن يقال فلان بن فلان، كما جعل من جنسه- أيضا ذوات صهر وهن الإناث، لأنهن موضع المصاهرة.

والصهر يطلق على أهل بيت المرأة وأقاربها، كالأبوين والإخوة والأعمام والأخوال، فهؤلاء يعتبرون أصهارا لزوج المرأة.

قال صاحب الكشاف: قسم- سبحانه- البشر قسمين: ذوى نسب، أى: ذكورا ينسب إليهم فيقال: فلان بن فلان وفلانة بنت فلان وذوات صهر: أى: إناثا يصاهر بهن ونحوه قوله- تعالى-: فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى .

وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً حيث خلق- سبحانه- من النطفة الواحدة بشرا نوعين: ذكرا وأنثى .

وإلى هنا نرى هذه الآية الكريمة قد اشتملت على ستة أدلة محسوسة على وحدانية الله- تعالى- وقدرته. وهذه الأدلة الستة هي. الظلال قبضا وبسطا، والليل والنهار راحة ونشورا، والرياح بشرا بين يدي رحمته، والأمطار حياة للناس والأنعام وغيرهما، ومرج البحرين أحدهما عذب فرات والآخر ملح أجاج، وخلق الإنسان من نطفة منها الذكر ومنها الأنثى.

ثم بينت السورة الكريمة بعد ذلك موقف المشركين من هذه النعم العظيمة كما بينت وظيفة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأمرته بالمضي في دعوته متوكلا على الله- تعالى- وحده الذي خلق فسوى. وقدر فهدى.. قال- تعالى-:

وقوله : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) أي : خلق الإنسان من نطفة ضعيفة ، فسواه وعدله ، وجعله كامل الخلقة ، ذكرا أو أنثى ، كما يشاء ، ( فجعله نسبا وصهرا ) ، فهو في ابتداء أمره ولد نسيب ، ثم يتزوج فيصير صهرا ، ثم يصير له أصهار وأختان وقرابات . وكل ذلك من ماء مهين; ولهذا قال : ( وكان ربك قديرا ) .

يقول تعالى ذكره: والله الذي خلق من النطف بشرا إنسانا فجعله نسبا, وذلك سبعة, وصهرا, وهو خمسة.

كما حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ) النسب: سبع, قوله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ... إلى قوله وَبَنَاتُ الأُخْتِ والصهر خمس, قوله: وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ ... إلى قوله وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ .

وقوله: (وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) يقول: وربك يا محمد ذو قدرة على خلق ما يشاء من الخلق, وتصريفهم فيما شاء وأراد.

المعاني :

الْمَاءِ :       مَنِيِّ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ السراج
نَسَبًا :       قَرَابَةَ النَّسَبِ السراج
نسبا :       ذوي نسب ذكورا يُنسب إليهم معاني القرآن
وَصِهْرًا :       قَرَابَةَ المُصَاهَرَةِ السراج
صهرا :       ذوات صهر إناثا يُصاهر بهن معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[54] ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾ الصهر يطلق على أقارب المرأة، كالأبوين والإخوة والأعمام والأخوال، قال صاحب الكشاف: «قسم سبحانه البشر قسمين ذوي نسب، أي: ذكورًا ينسب إليهم، فيقال: فلان بن فلان وفلانة بنت فلان، وذوات صهر: أي: إناثًا يصاهر بهن».
عمل
[54] ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾ صل بعض أرحامك اليومَ بزيارتهم، أو الاتصال بهم هاتفيًا.

الإعراب :

  • ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ:
  • تعرب اعراب وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ» الواردة في الآية السابقة. من الماء: جار ومجرور متعلق بخلق
  • ﴿ بَشَراً:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اي خلق من نطفة الرجل بشرا.
  • ﴿ فَجَعَلَهُ:
  • معطوفة بالفاء على خَلَقَ» وتعرب مثلها. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به اي فقسمه قسمين.
  • ﴿ نَسَباً وَصِهْراً:
  • مفعول به ثان منصوب بالفتحة اي فصيره نسبا. وصهرا:معطوفة بالواو على نَسَباً» وتعرب مثلها. بمعنى: جعل البشر قسمين:ذوي نسب: اي ذكورا ينسب اليهم فيقال فلان ابن فلان وفلانة بنت فلان، وذوات صهر: اي اناثا يصاهر بهن.
  • ﴿ وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً:
  • الواو عاطفة. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. ربك: اسم كانَ» مرفوع للتعظيم بالضمة والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. و قَدِيراً» خبر كانَ» منصوب بالفتحة. أي قادرا على كل شيء.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [54] لما قبلها :     الدليل الخامس: خلق الإنسانِ، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [55] :الفرقان     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا ..

التفسير :

[55] ومع كل هذه الدلائل على قدرة الله وإنعامه على خلقه يَعبدُ الكفار مِن دون الله ما لا ينفعهم إن عبدوه، ولا يضرهم إن تركوا عبادته، وكان الكافر عوناً للشيطان على ربه بالشرك في عبادة الله، مُظاهِراً له على معصيته.

أي:يعبدون أصناما وأمواتا لا تضر ولا تنفع ويجعلونها أندادا لمالك النفع والضرر والعطاء والمنع مع أن الواجب عليهم أن يكونوا مقتدين بإرشادات ربهم ذابين عن دينه، ولكنهم عكسوا القضية.

{ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا} فالباطل الذي هو الأوثان والأندادأعداء لله، فالكافر عاونها وظاهرها على ربها وصار عدوا لربه مبارزا له في العداوة والحرب، هذا وهو الذي خلقه ورزقه وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة، وليس يخرج عن ملكه وسلطانه وقبضته والله لم يقطع عنه إحسانه وبره وهو -بجهله- مستمر على هذه المعاداة والمبارزة.

والضمير في قوله- تعالى-: وَيَعْبُدُونَ ... يعود على الكافرين، الذين عموا وصموا عن الحق.

أى: أن هؤلاء الكافرين يتركون عبادة الله- تعالى- الواحد القهار، ويعبدون من دونه آلهة لا تنفعهم عبادتها إن عبدوها، ولا تضرهم شيئا من الضرر إن تركوا عبادتها.

وقوله- سبحانه-: وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً بيان لما وصل إليه هؤلاء الكافرون من حمق وجهالة وجحود. فالمراد بالكافر: جنسه والظهير: المعين. يقال: ظاهر فلان فلانا إذا أعانه وساعده. وظهير بمعنى مظاهر.

أى: وكان هؤلاء الكافرون مظاهرين ومعاونين للشيطان وحزبه، على الإشراك بالله- تعالى- الذي خلقهم، وعلى عبادة غيره- سبحانه-.

ويصح أن يكون الكلام على حذف مضاف. أى: وكان الكافر على حرب دين ربه، ورسول ربه، مظاهرا للشيطان على ذلك.

وقال- سبحانه- عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً لتفظيع جريمة هذا الكافر وتبشيعها، حيث صوره- سبحانه- بصورة من يعاون على محاربة خالقه ورازقه ومربيه وواهبه الحياة.

يخبر تعالى عن جهل المشركين في عبادتهم غير الله من الأصنام ، التي لا تملك لهم نفعا ولا ضرا ، بلا دليل قادهم إلى ذلك ، ولا حجة أدتهم إليه ، بل بمجرد الآراء ، والتشهي والأهواء ، فهم يوالونهم ويقاتلون في سبيلهم ، ويعادون الله ورسوله [ والمؤمنين ] فيهم; ولهذا قال : ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) أي : عونا في سبيل الشيطان على حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون ، كما قال تعالى : ( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون ) [ يس : 74 - 75 ] أي : آلهتهم التي اتخذوها من دون الله لا تملك لهم نصرا ، وهؤلاء الجهلة للأصنام جند محضرون يقاتلون عنهم ، ويذبون عن حوزتهم ، ولكن العاقبة والنصرة لله ولرسوله في الدنيا والآخرة .

قال مجاهد : ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) قال : يظاهر الشيطان على معصية الله ، يعينه .

وقال سعيد بن جبير : ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) يقول : عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك .

وقال زيد بن أسلم : ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) قال : مواليا .

يقول تعالى ذكره: ويعبد هؤلاء المشركون بالله من دونه آلهة لا تنفعهم, فتجلب إليهم نفعا إذا هم عبدوها, ولا تضرّهم إن تركوا عبادتها, ويتركون عبادة من أنعم عليهم هذه النعم التي لا كفاء لأدناها, وهي ما عدّد علينا جلّ جلاله في هذه الآيات من قوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ إلى قوله: قَدِيرًا ، ومن قدرته القدرة التي لا يمتنع عليه معها شيء أراده, ولا يتعذّر عليه فعل شيء أراد فعله, ومن إذا أراد عقاب بعض من عصاه من عباده أحلّ به ما أحلّ بالذين وصف صفتهم من قوم فرعون وعاد وثمود وأصحاب الرّسّ, وقرونا بين ذلك كثيرا, فلم يكن لمن غضب عليه منه ناصر, ولا له عنه دافع ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) يقول تعالى ذكره: وكان الكافر معينا للشيطان على ربه, مظاهرا له على معصيته.

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عنبسة, عن ليث, عن مجاهد ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) قال: يظاهر الشيطان على معصية الله بعينه.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) قال: معينا.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله. قال ابن جُرَيج: أبو جهل معينا ظاهر الشيطان على ربه.

حدثنا الحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن الحسن, في قوله: ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) قال: عونا للشيطان على ربه على المعاصي.

حدثني يونس. قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) قال: على ربه عوينا. والظهير: العوين. وقرأ قول الله: فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ قال: لا تكونن لهم عوينا. وقرأ أيضا قول الله: وَأَنْـزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ قال: ظاهروهم: أعانوهم.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) يعني: أبا الحكم الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبا جهل بن هشام.

وقد كان بعضهم يوجه معنى قوله: ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ) أي وكان الكافر على ربه هينا، من قول العرب: ظهرت به, فلم ألتفت إليه, إذا جعله خلف ظهره فلم يلتفت إليه, وكأنّ الظهير كان عنده فعيل صرف من مفعول إليه من مظهور به, كأنه قيل: وكان الكافر مظهورا به. والقول الذي قلناه هو وجه الكلام, والمعنى الصحيح, لأن الله تعالى ذكره أخبر عن عبادة هؤلاء الكفار من دونه, فأولى الكلام أن يتبع ذلك ذمه إياهم, وذمّ فعلهم دون الخبر عن هوانهم على ربهم, ولم يجر لاستكبارهم عليه ذكر, فيتبع بالخبر عن هوانهم عليه.

المعاني :

ظَهِيرًا :       مُعِينًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى رَبِّهِ؛ بِالشِّرْكِ، مُظَاهِرًا لَهُ فيِ المَعْصِيَةِ السراج
على ربّه ظهيرا :       مُعينا للشّيطان على ربّه بالشّرك معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[55] ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا﴾ نفي الضرّ بعد نفي النفع؛ للتنبيه على انتفاء شبهة عَبَدة الأصنام في شركهم؛ لأن موجب العبادة: إما رجاء النفع، وإما اتقاء ضر المعبود، وكلاهما منتف عن الأصنام بالمشاهَدة.
وقفة
[55] ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا﴾ ومن الذي يعبد من يضره؟ من يحب من ينزل به الضر؟ إن الناس تحب الذي ينفعها، وتكره من يضرها، إلا الضرر الذي يصيب العبد بقدر الله، لا يخلو من فوائد، کألم البدن الذي ينبه للمرض، والمرض الذي يحط الوزر، والهم الذي يمحو الخطايا.
وقفة
[55] ﴿وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا﴾ هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه، فالمؤمن دائمًا مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً
  • هذه الآية الكريمة اعربت في الآية الثامنة عشرة من سورة يونس.
  • ﴿ وَكانَ الْكافِرُ:
  • الواو استئنافية. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.الكافر: اسم كانَ» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر كانَ» والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل جر بالاضافة. ظهيرا: خبر كانَ» منصوب بالفتحة. بمعنى: وكان الكافر نصيرا او مناصرا للشيطان.'

المتشابهات :

يونس: 18﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ
النحل: 73﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ
الحج: 71﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ
الفرقان: 55﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [55] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ أدلةَ قدرتِه ووحدانيتِه ونعمِه واستحقاقِه للعبادة؛ بَيَّنَ هنا فساد عقول المشركين حيث يعبدون الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، قال تعالى:
﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف