3406566676869707172

الإحصائيات

سورة الحج
ترتيب المصحف22ترتيب النزول103
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات78عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول20تبدأ في الجزء17
تنتهي في الجزء17عدد السجدات2
فاتحتهافاتحتها
النداء: 3/10يا أيها الناس: 2/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (65) الى الآية رقم (69) عدد الآيات (5)

= وتسخيرِ ما في الأرضِ، والفلكِ، وإمساكِ السماءِ من الوقوعِ على الأرضِ، والإحياءِ والإماتةِ ثُمَّ الإحياءِ، ثُمَّ بَيَّنَ أن لكلِّ أمةٍ شريعةً، وأنه يحكمُ بين العبادِ يومَ القيامةِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (70) الى الآية رقم (72) عدد الآيات (3)

بعدَ ذكرِ حُكمِه بينَ العبادِ، بَيَّنَ هنا أنَّه يعلمُ ما يستحقُّه كلُّ أحدٍ، وأنَّ عبادةَ المشركينَ لغيرِ اللهِ لا تعتمدُ على دليلٍ نقلِيٍ أو عقلِيٍ، فإذا أُرْشِدُوا للحقِّ وتُلِي عليهم القرآنُ ظهرَ في وجوهِهم الغيظُ والغضبُ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الحج

الحج أبرز مظهر للتوحيد في الأرض وأشبهها بالبعث

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • لماذا يتوجه الناس جميعًا إلى الله وحده بالعبادة؟: ومع بدايتها تذكرك السورة بأن حياتك رحلة سفر تمر بمحطات متعددة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ...﴾ (5). • العمر رحلة، كما هو الحج رحلة. • سورة الحج رسالة لك: أن حياتك رحلة سفر، كما أن الحج رحلة سفر. • سورة الحج رسالة إلى الناس جميعًا أن يتوجهوا إلى الله وحده لا شريك له بالعبادة كلها. • سورة الحج رسالة إلى الناس جميعًا أن يحجوا إلى الله بقلوبهم وبأبدانهم (وليس فقط حج البدن إلى مكة).
  • • بين سورة الحج وسورة الأنبياء:: والسورة تجيب: لأنه وحده هو الذي خلق، ووحده هو الذي ملك، ووحده هو الذي أحيا، ووحده هو الذي يميت، ووحده هو الذي يرزق، ووحده هو الذي يبعث الناس يوم القيامة. هل عندكم من شركاء بهذه الصفات أو ببعضها؟ لا أحد، إذًا فتبارك الله أحسن الخالقين، وتبارك الله رب العالمين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «الحج».
  • • معنى الاسم :: الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام.
  • • سبب التسمية :: لأنها اشتملت على الدعوة إلى الحج على لسان ‏إبراهيم ‏عليه ‏السلام.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: أن الحج أبرز مظهر للتوحيد في الأرض، وأشبهها بالبعث.
  • • علمتني السورة :: تذكر يوم القيامة والاستعداد له: ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا﴾
  • • علمتني السورة :: أن هناك ارتباطًا عكسيًا بين العلمِ والجَدَلِ، كلَّما قلَّ العلمُ زادَ الجدالُ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾
  • • علمتني السورة :: ألا أكون أقل خلق الله في التسبيح والسجود له سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ﴾

مدارسة الآية : [65] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ ..

التفسير :

[65] ألم تر أن الله تعالى ذلَّل لكم ما في الأرض من الدواب والبهائم والزروع والثمار والجماد لركوبكم وطعامكم وكل منافعكم، كما ذلَّل لكم السفن تجري في البحر بقدرته وأمره، فتحملكم مع أمتعتكم إلى حيث تشاؤون من البلاد والأماكن، وهو الذي يمسك السماء فيحفظها؛ حتى

أي:ألم تشاهد ببصرك وقلبك نعمة ربك السابغة، وأياديه الواسعة، و{ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ} من حيوانات، ونبات، وجمادات، فجميع ما في الأرض، مسخر لبني آدم، حيواناتها، لركوبه، وحمله، وأعماله، وأكله، وأنواع انتفاعه، وأشجارها، وثمارها، يقتاتها، وقد سلط على غرسها واستغلالها، ومعادنها، يستخرجها، وينتفع بها،{ وَالْفُلْكِ} أي:وسخر لكم الفلك، وهي السفن{ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} تحملكم، وتحمل تجاراتكم، وتوصلكم من محل إلى محل، وتستخرجون من البحر حلية تلبسونها، ومن رحمته بكم أنه{ يمسك السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} فلولا رحمته وقدرته، لسقطت السماء على الأرض، فتلف ما عليها، وهلك من فيها{ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}

{ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} أرحم بهم من والديهم، ومن أنفسهم، ولهذا يريد لهم الخير، ويريدون لها الشر والضر، ومن رحمته، أن سخر لهم ما سخر من هذه الأشياء.

وقوله- تعالى-: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ، وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ، وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ... بيان لألوان أخرى من النعم التي أنعم بها على بنى آدم.

أى: لقد علمت- أيضا- أيها العاقل، أن الله- تعالى- سخر لكم يا بنى آدم- ما في الأرض من دواب وشجر وأنهار، وغير ذلك مما تحتاجونه لحياتكم، وسخر لمنفعتكم السفن التي تجرى في البحر بتقديره وإرادته وإذنه.

وهو- سبحانه- الذي يمسك السماء ويمنعها من أن تقع على الأرض، فتهلك من فيها، ولو شاء لأذن لها في الوقوع فسقطت على الأرض فأهلكت من عليها.

قال الجمل: وقوله: إِلَّا بِإِذْنِهِ: الظاهر أنه استثناء مفرغ من أعم الأحوال، وهو لا يقع إلا في الكلام الموجب إلا أن قوله: وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ في قوة النفي. أى: لا يتركها تقع في حالة من الأحوال إلا في حالة كونها ملتبسة بمشيئة الله- تعالى- فالباء للملابسة .

وقوله- سبحانه-: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أى: لكثير الرأفة والرحمة بهم، ومن علامات ذلك أنه سخر لهم ما في الأرض وسخر لهم الفلك، وأمسك السماء عنهم، ولم يسقطها عليهم.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً .

وقوله : ( ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض ) أي : من حيوان ، وجماد ، وزروع ، وثمار . كما قال : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) [ الجاثية : 13 ] أي : من إحسانه وفضله وامتنانه ، ( والفلك تجري في البحر بأمره ) أي : بتسخيره وتسييره ، أي : في البحر العجاج ، وتلاطم الأمواج ، تجري الفلك بأهلها بريح طيبة ، ورفق وتؤدة ، فيحملون فيها ما شاءوا من تجائر وبضائع ومنافع ، من بلد إلى بلد ، وقطر إلى قطر ، ويأتون بما عند أولئك إلى هؤلاء ، كما ذهبوا بما عند هؤلاء إلى أولئك ، مما يحتاجون إليه ، ويطلبونه ويريدونه ، ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ) أي : لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض ، فهلك من فيها ، ولكن من لطفه ورحمته وقدرته يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه; ولهذا قال : ( إن الله بالناس لرءوف رحيم ) أي : مع ظلمهم ، كما قال في الآية الأخرى : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) [ الرعد : 6 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)

يقول تعالى ذكره: ألم تر أن الله سخر لكم أيها الناس ما في الأرض من الدّوابّ والبهائم, فذلك كله لكم تصرفونه فيما أردتم من حوائجكم ( وَالْفُلْكَ &; 18-678 &; تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ) يقول: وسخر لكم السفن تجري في البحر بأمره, يعني بقُدرته, وتذليله إياها لكم كذلك.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( وَالْفُلْكَ تَجْرِي ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار: (والفُلْكَ) نصبا, بمعنى سخر لكم ما في الأرض, والفلك عطفا على " ما ", وعلى تكرير " أن " وأن الفلك تجري. ورُوي عن الأعرج أنه قرأ ذلك رفعا على الابتداء والنصب هو القراءة عندنا في ذلك لإجماع الحجة من القرّاء عليه ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ ) يقول: ويمسك السماء بقدرته كي لا تقع على الأرض إلا بإذنه. ومعنى قوله: ( أَنْ تَقَعَ ) أن لا تقع.

( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) بمعنى: أنه بهم لذو رأفة ورحمة، فمن رأفته بهم ورحمته لهم أمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه, وسخر لكم ما وصف في هذه الآية تفضلا منه عليكم بذلك.

المعاني :

وَالْفُلْكَ :       السُّفُنَ السراج

التدبر :

وقفة
[65] ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾ وإنما خصَّ هذا بالذكر؛ لأن ذلك الجري في البحر هو مظهر التسخير؛ إذ لولا الإلهام إلى صنعها على الصفة المعلومة لكان حظها من البحر الغَرق.
وقفة
[65] ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾ من نعم الله على الناس تسخير ما في السماوات وما في الأرض لهم.
وقفة
[65] ﴿أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي الأَرضِ وَالفُلكَ تَجري فِي البَحرِ بِأَمرِهِ وَيُمسِكُ السَّماءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إِلّا بِإِذنِهِ﴾ نِعم الله سخرها لكل خلقه، فلم يخص سبحانه بها المؤمنين منهم، لذا جاءت خاتمة الآية ﴿إِنَّ اللَّهَ بِالنّاسِ لَرَءوفٌ رَحيمٌ﴾
وقفة
[65] ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ فيكون قوله: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ) امتنانًا على الناس بالسلامة مما يُفسد حياتهم، ويكون قوله: (إِلَّا بِإِذْنِهِ) احتراسًا؛ جمعًا بين الامتنان والتخويف.
وقفة
[65] ﴿إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾: أرحم بهم من والديهم، ومن أنفسهم؛ ولهذا يريد لهم الخير، ويريدون لها الشر والضر، ومن رحمته أن سخر لهم ما سخر من هذه الأشياء.
عمل
[65] ﴿إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ ادع الله تعالى باسميه: (الرؤوف)، و(الرحيم) لعله يرحمك، ويتجاوز عنك.
وقفة
[65] ﴿إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ إثبات صفتي الرأفة والرحمة لله تعالى.
وقفة
[65] ﴿إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ الرؤوف: هو الذي يزيل الآلام، الرحيم: هو الذي يأتي بالخير للناس، وقدم الرؤوف على الرحيم؛ لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ:
  • أعربت في الآية الكريمة الثالثة والستين. و «سخر» بمعنى: ذلل.
  • ﴿ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ:
  • جار ومجرور متعلق بسخر والميم علامة جمع الذكور. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في الأرض: جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة. لا محل لها أي ما استقر.
  • ﴿ وَالْفُلْكَ:
  • معطوفة بالواو على «ما» منصوبة مثلها أي وسخر لكم الفلك. بمعنى: ذلك لكم ما في الأرض من البهائم للركوب في البر ومن السفن أو المراكب جارية في البحر.
  • ﴿ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب حال بمعنى جارية. تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. في البحر: جار ومجرور متعلق بتجري.بأمره: جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال من ضمير «تجري» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَيُمْسِكُ السَّماءَ:
  • الواو عاطفة. يمسك: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. السماء: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ:
  • حرف مصدرية ونصب بمعنى لئلاّ. تقع: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. على الأرض: جار ومجرور متعلق بتقع. وجملة «تقع» صلة «أن» المصدرية لا محل لها. و «أن» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل نصب مفعول لأجله بمعنى: كراهة أن تقع على الأرض. أو في محل جر بحرف جر بتقدير: من الوقوع. والجار والمجرور متعلق بيمسك.
  • ﴿ إِلاّ بِإِذْنِهِ:
  • إلاّ: أداة استثناء والمستثنى محذوف بتقدير: إلاّ وقوعا بإذنه. بإذنه: جار ومجرور متعلق بالمصدر «وقوعا» أو بصفة محذوفة منه والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى الاّ اذا شاء ذلك الوقوع يوم القيامة.
  • ﴿ إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ:
  • انّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم إن منصوب للتعظيم بالفتحة. بالناس: جار ومجرور متعلق برءوف.
  • ﴿ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ:
  • اللام لام التوكيد المزحلقة-رءوف رحيم: خبران متتابعان لإن مرفوعان بالضمة.'

المتشابهات :

الحج: 65﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ
لقمان: 20﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [65] لما قبلها :     4- تسخير ما في الأرضِ والبحرِ والسماءِ، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

والفلك:
1- بسكون اللام والنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضم اللام، وبالنصب، وهى قراءة ابن مقسم، والكسائي.
وانتصب عطفا على «ما» .
3- بضم الكاف، مبتدأ وخبر، وهى قراءة السلمى، والأعرج، وطلحة، وأبى حيوة، والزعفراني.

مدارسة الآية : [66] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ..

التفسير :

[66] وهو الله تعالى الذي أحياكم بأن أوجدكم من العدم، ثم يميتكم عند انقضاء أعماركم، ثم يحييكم بالبعث لمحاسبتكم على أعمالكم. إن الإنسان لَجحود لما ظهر من الآيات الدالة على قدرة الله ووحدانيته.

{ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ} أوجدكم من العدم{ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} بعد أن أحياكم،{ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} بعد موتكم، ليجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته،{ إِنَّ الْإِنْسَانَ} أي:جنسه، إلا من عصمه الله{ لَكَفُورٌ} لنعم الله، كفور بالله، لا يعترف بإحسانه، بل ربما كفر بالبعث وقدرة ربه.

ثم ختم- سبحانه- هذه النعم بما هو أجلها وأعظمها فقال: وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ أى: بعد أن كنتم أمواتا في بطون أمهاتكم، وقبل أن ينفخ بقدرته الروح فيكم. ثُمَّ يُمِيتُكُمْ أى: بعد انقضاء آجالكم في هذه الحياة ثُمَّ يُحْيِيكُمْ أى: عند البعث والحساب.

إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ أى: لكثير الجحود والكفران لنعم ربه التي لا تحصى.

فأنت ترى أن هذه الآيات الكريمة قد ذكرت أنواعا متعددة من الأدلة على قدرته- سبحانه-، كما ذكرت ألوانا من نعمه على عباده، ومن ذلك إنزال الماء من السماء فتصبح الأرض مخضرة بعد أن كانت يابسة. وتسخير ما في الأرض للإنسان، وتسخير الفلك لخدمته ومنفعته، وإمساك السماء أن تقع على الأرض إلا بمشيئته- تعالى- وإيجادنا من العدم بقدرته ورحمته.

وبعد أن عرضت السورة الكريمة دلائل قدرة الله- تعالى- ورحمته بعباده أتبعت ذلك ببيان أنه- سبحانه- قد جعل لكل أمة شرعة ومنهاجا، وأمرت النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يمضى في طريقه لتبليغ رسالة الله- تعالى- دون أن يلتفت إلى ممارات المشركين له، وأن يفوض الحكم فيهم إليه- سبحانه- فهو العليم بكل شيء، فقال- تعالى-:

وقوله : ( وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور ) ، كقوله : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) [ البقرة : 28 ] ، وقوله : ( قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ) [ الجاثية : 26 ] ، وقوله : ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ) [ غافر : 11 ] ومعنى الكلام : كيف تجعلون [ مع ] الله أندادا وتعبدون معه غيره ، وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف ، ( وهو الذي أحياكم ) أي : خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا يذكر ، فأوجدكم ( ثم يميتكم ثم يحييكم ) أي : يوم القيامة ، ( إن الإنسان لكفور ) أي : جحود .

يقول تعالى ذكره: والله الذي أنعم عليكم هذه النعم, هو الذي جعل لكم أجساما أحياء بحياة أحدثها فيكم, ولم تكونوا شيئا, ثم هو يميتكم من بعد حياتكم فيفنيكم عند مجيء آجالكم، ثم يحييكم بعد مماتكم عند بعثكم لقيام الساعة ( إِنَّ الإنْسَانَ لَكَفُورٌ ) يقول: إن ابن آدم لجحود لنعم الله التي أنعم بها عليه من حُسن خلقه إياه, وتسخيره له ما سخر مما في الأرض والبرّ والبحر, وتركه إهلاكه بإمساكه السماء أن تقع على الأرض بعبادته غيره من الآلهة والأنداد, وتركه إفراده بالعبادة وإخلاص التوحيد له.

وقوله: ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ) يقول: لكل جماعة قوم هي خلت من قبلك, جعلنا مألفا يألفونه ومكانا يعتادونه لعبادتي فيه، وقضاء فرائضي، وعملا يلزمونه. وأصل المنسك في كلام العرب الموضع المعتاد الذي يعتاده الرجل ويألفه لخير أو شرّ; يقال: إن لفلان منسكا يعتاده: يراد مكانا يغشاه ويألفه لخير أو شر . وإنما سميت مناسك الحجّ بذلك, لتردّد الناس إلى الأماكن التي تعمل فيها أعمال الحجّ والعُمرة. وفيه لغتان: " مَنْسِك " بكسر السين وفتح الميم, وذلك من لغة أهل الحجاز, و " مَنْسَك " بفتح الميم والسين جميعا, وذلك من لغة أسد. وقد قرئ باللغتين جميعا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[66] ﴿وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ تأمل روعة القياس، ذكر الخلق بالموتة الأولى حين كانوا نطفة تمنى، ثم بالحياة الأولى مع الولادة وهذه لا يرتاب فيها أحد، ثم بالإماتة التي يرونها بأعينهم كل يوم، فكيف لا يصدق أحد بعد كل هذا أن بعد الموت إحياء آخر؟!
وقفة
[66] ﴿وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ كان بلال بن سعد يقول: «إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دار إلى دار، کما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في جنة أو نار».
وقفة
[66] ﴿وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ الموت سر يعجز العقل البشري عن تصور كنهه، وهو يتم في لحظة خاطفة، والمسافة بين طبيعة الموت وطبيعة الحياة مسافة عريضة ضخمة، وفيه مجال فسيح للتأمل والتدبر.
عمل
[66] ﴿وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ﴾ قل بعد استيقاظك: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانِي بَعْدَ مَا أَمَاتَنِي وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».
وقفة
[66] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ﴾ أي: لجحود لما ظهر من الآيات الدالة على قدرته، ووحدانيته، وقيل: إنما قال ذلك لأن الغالب على الإنسان كفر النعم؛ كما قال تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13].

الإعراب :

  • ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ:
  • الواو: استئنافية. هو: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» أحياكم صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أحيا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ:
  • ثم حرف عطف للتراخي. يميت: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «كم» أعربت بمعنى: أحياكم بعد أن كنتم جمادا ثم يميتكم عند دنو أجلكم.
  • ﴿ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ:
  • تعرب إعراب ثُمَّ يُمِيتُكُمْ» بمعنى: ثم يحييكم يوم البعث للحساب والجزاء
  • ﴿ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الانسان: اسمها منصوب بالفتحة. اللام: المزحلقة للتوكيد. كفور: خبر «إن» مرفوع بالضمة. وهو من صيغ المبالغة بمعنى كثير الكفران.'

المتشابهات :

الشورى: 48﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَـ إِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
الحج: 66﴿وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ
الزخرف: 15﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ۚ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [66] لما قبلها :     5- الإحياء والإماتة، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [67] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ ..

التفسير :

[67] لكل أمة من الأمم الماضية جعلنا شريعة وعبادة أمرناهم بها، فهم عاملون بها، فلا ينازعَنَّك -أيها الرسول- مشركو قريش في شريعتك، وما أمرك الله به في المناسك وأنواع العبادات كلها، وادع إلى توحيد ربك وإخلاص العبادة له واتباع أمره، إنك لعلى دين قويم، لا اعوج

يخبر تعالى أنه جعل لكل أمة{ مَنْسَكًا} أي:معبدا وعبادة، قد تختلف في بعض الأمور، مع اتفاقها على العدل والحكمة، كما قال تعالى:{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} الآية،{ هُمْ نَاسِكُوهُ} أي:عاملون عليه، بحسب أحوالهم، فلا اعتراض على شريعة من الشرائع، خصوصا من الأميين، أهل الشرك والجهل المبين، فإنه إذا ثبتت رسالة الرسول بأدلتها، وجب أن يتلقى جميع ما جاء به بالقبول والتسليم، وترك الاعتراض، ولهذا قال:{ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} أي:لا ينازعك المكذبون لك، ويعترضون على بعض ما جئتهم به، بعقولهم الفاسدة، مثل منازعتهم في حل الميتة، بقياسهم الفاسد، يقولون:"تأكلون ما قتلتم، ولا تأكلون ما قتل الله "وكقولهم{ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} ونحو ذلك من اعتراضاتهم، التي لا يلزم الجواب عن أعيانها، وهم منكرون لأصل الرسالة، وليس فيها مجادلة ومحاجة بانفرادها، بل لكل مقام مقال، فصاحب هذا الاعتراض، المنكر لرسالة الرسول، إذا زعم أنه يجادل ليسترشد، يقال له:الكلام معك في إثبات الرسالة وعدمها، وإلا فالاقتصار على هذه، دليل أن مقصوده التعنت والتعجيز، ولهذا أمر الله رسوله أن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويمضي على ذلك، سواء اعترض المعترضون أم لا، وأنه لا ينبغي أن يثنيك عن الدعوة شيء، لأنك{ على هُدًى مُسْتَقِيمٍ} أي:معتدل موصل للمقصود، متضمن علم الحق والعمل به، فأنت على ثقة من أمرك، ويقين من دينك، فيوجب ذلك لك الصلابة والمضي لما أمرك به ربك، ولست على أمر مشكوك فيه، أو حديث مفترى، فتقف مع الناس ومع أهوائهم، وآرائهم، ويوقفك اعتراضهم، ونظير هذا قوله تعالى:{ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} مع أن في قوله:{ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ} إرشاد لأجوبة المعترضين على جزئيات الشرع، بالعقل الصحيح، فإن الهدى وصف لكل ما جاء به الرسول، والهدى:ما تحصل به الهداية، من مسائل الأصول والفروع، وهي المسائل التي يعرف حسنها وعدلها وحكمتها بالعقل والفطرة السليمة، وهذا يعرف بتدبر تفاصيل المأمورات والمنهيات.

قال الآلوسى: قوله- تعالى-: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ... كلام مستأنف جيء به لزجر معاصريه صلّى الله عليه وسلّم من أهل الأديان السماوية عن منازعته، ببيان حال ما تمسكوا به من الشرائع، وإظهار خطئهم .

والمراد بالأمة هنا: القوم الذين يدينون بشريعة معينة. والمراد بالمنسك المنهج والشريعة التي يتبعونها في عقيدتهم وفي معاملاتهم ...

أى: شرعنا لكل أمة من الأمم السابقة منهجا يسيرون عليه في اعتقادهم وفي طريقة حياتهم، فالأمة التي وجدت من مبعث موسى الى مبعث عيسى- عليهما السلام- شريعتها التوراة، والأمة التي وجدت من مبعث عيسى حتى مبعث محمد صلّى الله عليه وسلّم شريعتها الإنجيل، والأمة التي وجدت منذ مبعث محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى يوم القيامة شريعتها القرآن.

وعلى كل أمة أدركت بعثة محمد صلّى الله عليه وسلّم أن تتبعه فيما جاء به من عند ربه، لأن شريعته هي الشريعة الناسخة لما قبلها، والمهيمنة عليها.

ويرى بعضهم أن المراد بالمنسك هنا: المكان الذي يذبحون فيه ذبائحهم تقربا إلى الله- تعالى-.

وقد رجح الإمام ابن جرير ذلك فقال ما ملخصه: وأصل المنسك في كلام العرب: الموضع المعتاد الذي يعتاده الرجل ويألفه لخير أو شر. يقال: إن لفلان منسكا يعتاده، يراد مكانا يغشاه ويألفه لخير أو شر. وقد اختلف أهل التأويل في معنى المنسك هنا، فقيل: عيد، وقيل: إراقة الدم.. والصواب من القول في ذلك أن يقال: عنى بذلك إراقة الدم أيام النحر بمنى، لأن المناسك التي كان المشركون جادلوا فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانت إراقة الدم في هذه الأيام ... ولذلك قلنا: عنى بالمنسك في هذا الموضع: الذبح.. .

ويبدو لنا أن القول الأول، وهو تفسير المنسك بالشريعة الخاصة أقرب إلى الصواب لشموله للذبح وغيره.

والضمير في قوله: هُمْ ناسِكُوهُ يعود لكل أمة.

أى: جعلنا لكل أمة شريعة تسير على تعاليمها، وتنهج على نهجها..

والفاء في قوله- تعالى-: فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ لترتيب النهى على ما قبلها.

والمنازعة: المجادلة والمخاصمة. والمراد بالأمر: ما جاء به النبي صلّى الله عليه وسلّم من عند ربه- تعالى- من تشريعات وأحكام.

أى: قد جعلنا لكل أمة من الأمم السابقة شريعة تتبع تعاليمها، وما دام الأمر كذلك، فاسلك أنت وأتباعك- أيها الرسول الكريم- الشريعة التي أوحيناها إليك، وأمرناك باتباعها، ولا تلتفت إلى مخاصمة من ينازعك في ذلك من اليهود أو النصارى أو غيرهم، فإن منازعتهم لك فيما جئت به من عند ربك، يدل على جهلهم وسوء تفكيرهم، لأن ما جئت به من عند ربك مصدق لشريعتهم، ومهيمن عليها وناسخ لها.

ثم أرشده- سبحانه- إلى ما يجب عليه نحو دينه فقال: وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ.

أى: وادع هؤلاء الذين ينازعونك فيما جئتهم به من الحق، وأدع غيرهم معهم إلى ترك التنازع والتخاصم، وإلى الدخول في دين الإسلام: فإنك أنت على الصراط المستقيم، الذي لا اعوجاج فيه ولا التباس.

يخبر تعالى أنه جعل لكل قوم منسكا .

قال ابن جرير : يعني : لكل أمة نبي منسكا . قال : وأصل المنسك في كلام العرب : هو الموضع الذي يعتاده الإنسان ، ويتردد إليه ، إما لخير أو شر . قال : ولهذا سميت مناسك الحج بذلك ، لترداد الناس إليها وعكوفهم عليها .

فإن كان كما قال من أن المراد : ( لكل أمة جعلنا منسكا ) فيكون المراد بقوله : ( فلا ينازعنك في الأمر ) أي : هؤلاء المشركون . وإن كان المراد : " لكل أمة جعلنا منسكا جعلا قدريا كما قال : ( ولكل وجهة هو موليها ) [ البقرة : 148 ] ولهذا قال هاهنا : ( هم ناسكوه ) أي : فاعلوه فالضمير هاهنا عائد على هؤلاء الذين لهم مناسك وطرائق ، أي : هؤلاء إنما يفعلون هذا عن قدر الله وإرادته ، فلا تتأثر بمنازعتهم لك ، ولا يصرفك ذلك عما أنت عليه من الحق; ولهذا قال : ( وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم ) أي : طريق واضح مستقيم موصل إلى المقصود .

وهذه كقوله : ( ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ) [ القصص : 87 ] .

وقد اختلف أهل التأويل في المعنيّ بقوله: ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ) أيّ المناسك عنى به؟ فقال بعضهم: عنى به: عيدهم الذي يعتادونه.

*ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله: ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ) يقول: عيدا.

وقال آخرون: عنى به: ذبح يذبحونه، ودم يهريقونه.

*ذكر من قال ذلك: حدثني أبو كريب, قال: ثنا ابن يمان, قال: ثنا ابن جُرَيج, عن مجاهد, في قوله: ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ) قال: إراقة الدم بمكة.

حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( هُمْ نَاسِكُوهُ ) قال: إهراق دماء الهدي.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة: (مَنْسَكا) قال: ذبحا وحجا.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: عني بذلك إراقة الدم أيام النحر بمِنى، لأن المناسك التي كان المشركون جادلوا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت إراقة الدم في هذه الأيام, على أنهم قد كانوا جادلوه في إراقة الدماء التي هي دماء ذبائح الأنعام بما قد أخبر الله عنهم في سورة الأنعام. غير أن تلك لم تكن مناسك, فأما التي هي مناسك فإنما هي هدايا أو ضحايا. ولذلك قلنا: عنى بالمنسك في هذا الموضع الذبح الذي هو بالصفة التي وصفنا.

وقوله: ( فلا ينازعنك في الأمر) يقول تعالى ذكره: فلا ينازعنك هؤلاء المشركون بالله يا محمد في ذبحك ومنسكك بقولهم: أتأكلون ما قتلتم, ولا تأكلون الميتة التي قتلها الله؟ فأنك أولى بالحقّ منهم, لأنك محقّ وهم مبطلون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأمْرِ ) قال: الذبح.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة: ( فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأمْرِ ) فلا تتحام لحمك.

وقوله: ( وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ ) يقول تعالى ذكره: وادع يا محمد منازعيك من المشركين بالله في نسكك وذبحك إلى اتباع أمر ربك في ذلك بأن لا يأكلوا إلا ما ذبحوه بعد اتباعك وبعد التصديق بما جئْتهم به من عند الله, وتجنبوا الذبح للآلهة والأوثان وتبرّءوا منها, إنك لعلى طريق مستقيم غير زائل عن محجة الحقّ والصواب في نسكك الذي جعله لك ولأمتك ربك, وهم الضلال على قصد السبيل, لمخالفتهم أمر الله في ذبائحهم وعبادتهم الآلهة.

المعاني :

مَنسَكًا :       شَرِيعَةً، وَعِبَادَةً السراج
منسكا :       شريعة خاصة أو نـُسُـكا وعبادة معاني القرآن

التدبر :

عمل
[67] ﴿فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ﴾ نجح المبطلون في إشغال كثير من الدعاة بالنزاعات عن الدعوة إلى ﷲ، فاحذر أيها الداعية.
وقفة
[67] الاعتزاز بالدين سبب للثبات عليه والدعوة إليه ﴿فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ﴾.
اسقاط
[67] ﴿وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ﴾ هي المهنةُ الوحيدةُ التي لن تندمَ إن أنفقتَ عمركَ وصحَّتكَ ومالكَ فيها.
وقفة
[67] ﴿وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ﴾ هي التجارة لمن يبحث عن الربح الحقيقي.
عمل
[67] ﴿وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ﴾ دعوة الإسلام عالمية، لا تخص بالدعوة أمة دون أمة، فكل الناس أمتك، فادعهم إلى شريعتك، إنك لعلى هدي مستقيم.
اسقاط
[67] ﴿وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ﴾ إذا أكثر الداعية وهو يدعو إلى الله من ذكر قصصه ومغامراته، فأصبح كأنه يدعو إلى نفسه؛ استثقلت حديثه القلوب، وحُرِم القبول.
عمل
[67] ادعُ غيرك إلى الله بأي نوعٍ من أنواع الدعوة تجيده ﴿وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ﴾.
لمسة
[67] ﴿لَعَلَى هُدًى﴾ (على) للدلالة على التمكن من الهدى.
لمسة
[67] ﴿هُدًى مُّسْتَقِيمٍ﴾ شبَّه الهدى بالطريق الموصل إلى المطلوب، ورمز إليه بالمستقيم؛ لأن المستقيم أسرع إيصالًا، فدين الإسلام أيسر الشرائع في الإيصال إلى الكمال.

الإعراب :

  • ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا:
  • جار ومجرور متعلق بجعلنا. أمة: مضاف اليه مجرور بالكسرة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ مَنْسَكاً:
  • مفعول به منصوب بالفتحة. بمعنى: متعبدا أو شريعة. ويجوز أن يكون بمعنى «عيدا».
  • ﴿ هُمْ ناسِكُوهُ:
  • الجملة الاسمية: في محل نصب صفة-نعت-لمنسكا. هم: ضمير رفع منفصل-ضمير الغائبين-في محل رفع مبتدأ. ناسكوه خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. وقد أضيف اسم الفاعل لمعموله. بمعنى هم متعبدون فيه.
  • ﴿ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ:
  • الفاء استئنافية للتعليل. لا: ناهية جازمة. ينازعنك: فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة في محل جزم بلا لأنّ سبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة. وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل تعود على معنى «أمة» أي لا يغلبنك في المنازعة أهل الملل الأخرى ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها. في الأمر: جار ومجرور متعلق بينازعون.
  • ﴿ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ:
  • الواو عاطفة. ادع: فعل أمر مبني على حذف آخره- حرف العلة-والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. الى ربك:جار ومجرور متعلق بادع. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» اللام لام المزحلقة للتوكيد. على: حرف جر. هدى: اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف قبل تنوينها للتعذر ونونت ألف الكلمة لأنها اسم نكرة مقصوروالجار والمجرور في محل رفع خبر «إن» مستقيم: صفة-نعت-لهدى مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.بمعنى: لعلى هدى مستقيم لا عوج فيه.'

المتشابهات :

الحج: 34﴿وَ لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
الحج: 67﴿ لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [67] لما قبلها :     وبعد عرض أدلة وحدانية الله وقدرته ونعمه على عباده؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنه قد جعل لكل أمة شرعة ومنهاجًا، ثم أمَرَ نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالثبات على ما هو عليه من الحق، دون أن يلتفت إلى أحد، قال تعالى:
﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فلا ينازعنك:
وقرئ:
1- بالنون الخفيفة، أي: اثبت على دينك ثباتا لا يطمعون أن يجذبوك.
2- من النزع، بمعنى: فلا يقلعنك، وهى قراءة أبى مجاز.

مدارسة الآية : [68] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ ..

التفسير :

[68] وإن أصرُّوا على مجادلتك بالباطل فيما تدعوهم إليه فلا تجادلهم، بل قل لهم:الله أعلم بما تعملونه من الكفر والتكذيب، فهم معاندون مكابرون.

تفسير الايتين 68 و 69:ـ

ولهذا أمره الله بالعدول عن جدالهم في هذه الحالة، فقال:{ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} أي:هو عالم بمقاصدكم ونياتكم، فمجازيكم عليها في يوم القيامة الذي يحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فمن وافق الصراط المستقيم، فهو من أهل النعيم، ومن زاغ عنه، فهو من أهل الجحيم

ثم بين له- سبحانه- ما يفعله إذا ما لجّوا في منازعتهم له فقال: وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ.

أى: وإن أبوا إلا مجادلتك بعد أن ظهر الحق، ولزمتهم الحجة، فقل لهم- أيها الرسول الكريم- أمرى وأمركم إلى الله- تعالى-، فهو الذي يتولى الحكم بيني وبينكم يوم القيامة، لأنه- سبحانه- هو العليم بحالي وحالكم.

وهذه الجملة الكريمة قد تضمنت تهديدهم على استمرارهم في جدالهم بعد أن تبين لهم الحق، كما تضمنت وجوب إعراض الرسول صلّى الله عليه وسلّم عنهم.

وقوله : ( وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون ) ، كقوله : ( وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) [ يونس : 41 ] .

وقوله : ( الله أعلم بما تعملون ) تهديد شديد ، ووعيد أكيد ، كقوله : ( هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم ) [ الأحقاف : 8 ]

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:وإن جادلك يا محمد هؤلاء المشركون بالله في نسكك, فقل: الله أعلم بما تعملون ونعمل.

كما:حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد: ( وَإِنْ جَادَلُوكَ ) قال: قول أهل الشرك: أما ما ذبح الله بيمينه ( فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ) لنا أعمالنا ولكم أعمالكم،

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[68] ﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ في هذه الآية أدب حسن علمه الله عباده في الرد على من جادل تعنتًا ومراءً: ألا يجاب، ولا يناظر، ويدفع بهذا القول الذي علمه الله لنبيه ﷺ.
وقفة
[68] ﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ تعليم في كيفية التعامل الحسن مع المجادل المعاند.
وقفة
[68] ﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ علاج الجدال قطعه.
عمل
[68] تأدب بآداب الحوار؛ فلطالب الحق طريقة يجاب بها، وللمتعنت طريقة يرد بسببها ﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
عمل
[68] من جادلكَ تعنُّتًا فلا تجبْه إلا بما عَلَّم اللهُ نبيَّه: ﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنْ جادَلُوكَ:
  • الواو: استئنافية. ان: حرف شرط‍ جازم. جادلوك:فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة فعل الشرط‍ في محل جزم إن. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. بمعنى: وان جادلوك بعد انبلاج الحق.
  • ﴿ فَقُلِ:
  • الجملة: جواب شرط‍ جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء: رابطة لجواب الشرط‍.قل: فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. والجملة الاسمية بعده: في محل نصب مفعول به -مقول القول-.
  • ﴿ اللهُ أَعْلَمُ:
  • لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أعلم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-أفعل- صيغة مبالغة وبوزن الفعل.
  • ﴿ بِما تَعْمَلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بأعلم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تعملون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير: بما تعملونه من المجادلات الباطلة. وفي القول وعيد وانذار يتسمان بالرفق واللين. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «تعملون» صلتها لا محل لها. و «ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير: أعلم بعملكم'

المتشابهات :

الكهف: 26﴿ قُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
الحج: 68﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَـ قُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [68] لما قبلها :     ولَمَّا أمرَ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالإقبال على ما يُهِمُّه، والإعراضِ عن منازعتهم؛ علَّمه هنا الجوابَ إن أصروا على مجادلته، قال تعالى:
﴿ وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [69] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..

التفسير :

[69] الله تعالى يحكم بين المسلمين والكافرين يوم القيامة في أمر اختلافهم في الدين. وفي هذه الآية أدب حسن في الرد على مَن جادل تعنتاً واستكباراً.

تفسير الايتين 68 و 69:ـ

ولهذا أمره الله بالعدول عن جدالهم في هذه الحالة، فقال:{ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} أي:هو عالم بمقاصدكم ونياتكم، فمجازيكم عليها في يوم القيامة الذي يحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فمن وافق الصراط المستقيم، فهو من أهل النعيم، ومن زاغ عنه، فهو من أهل الجحيم

ثم أكد- سبحانه- هذا التهديد والإعراض فقال: اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ أيها المسلمون وبين هؤلاء الكافرين يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ في الدنيا تَخْتَلِفُونَ من أمرنا هذا الدين، وحينئذ يتبين من هو على الحق ومن هو على الباطل، وسيجازى- سبحانه- كل فريق بما يستحقه من ثواب أو عقاب.

ولهذا قال : ( الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون )

وهذه كقوله : ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ) [ الشورى : 15 ] .

وقوله: ( اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) يقول تعالى ذكره: والله يقضي بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه من أمر دينكم تختلفون, فتعلمون حينئذ أيها المشركون المحقّ من المبطل.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[69] ﴿اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ تعلَّم من نبيك ﷺ! ترفَّع أثناء الحوار مع مخالفيك عن أسلوب الطعن والتجريح والتعنيف والسخرية والاحتقار والاستفزاز، واستعمل هذا الخُلُق مع عدوك قبل صديقك.

الإعراب :

  • ﴿ اللهُ يَحْكُمُ:
  • لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يحكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يحكم» في محل رفع خبر المبتدأ.
  • ﴿ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ:
  • بين: ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بيحكم وهو مضاف. الكاف: ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. يوم: مفعول فيه-ظرف زمان -منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ فِيما كُنْتُمْ:
  • جار ومجرور متعلق بيحكم. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. وجملة «كنتم مع خبرها» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ:
  • فيه: جار ومجرور متعلق بتختلفون. تختلفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «تختلفون» في محل نصب خبر «كان».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [69] لما قبلها :     ولَمَّا أمَرَ اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالإعراضِ عن الكافِرينَ، وكان ذلك شَديدًا على النَّفْسِ؛ سلَّاه هنا بأنه تعالى سيجازيهم لا محالة يوم القيامة على ما يقولون ويفعلون، فقال تعالى:
﴿ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [70] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ..

التفسير :

[70] ألم تعلم -أيها الرسول- أن الله يعلم ما في السماء والأرض علماً كاملاً قد أثبته في اللوح المحفوظ؟ إن ذلك العلم أمر سهل على الله الذي لا يعجزه شيء.

ومن تمام حكمه، أن يكون حكما بعلم، فلذلك ذكر إحاطة علمه، وإحاطة كتابه فقال:{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} لا يخفى عليه منها خافية، من ظواهر الأمور وبواطنها، خفيها وجليها، متقدمها ومتأخرها، أن ذلك العلم المحيط بما في السماء والأرض قد أثبته الله في كتاب، وهو اللوح المحفوظ، حين خلق الله القلم، قال له:"اكتب "قال:ما أكتب؟ قال:"اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة

{ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} وإن كان تصوره عندكم لا يحاط به، فالله تعالى يسير عليه أن يحيط علما بجميع الأشياء، وأن يكتب ذلك في كتاب مطابق للواقع.

ثم ختم- سبحانه- هذه الآيات بتأكيد علمه بكل شيء فقال: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ ...

أى: لقد علمت- أيها الرسول الكريم- وتيقنت، أن الله- تعالى- لا يعزب عن علمه مثقال ذرة مما يحصل في السموات والأرض من أقوال أو أفعال.

إِنَّ ذلِكَ الذي يجرى في السموات والأرض كائن وثابت فِي كِتابٍ هو اللوح المحفوظ المشتمل على جميع أحوال الخلق.

إِنَّ ذلِكَ الذي ذكرناه لك من الحكم بين الناس، ومن العلم بأحوالهم ومن تسجيل أعمالهم عَلَى اللَّهِ- تعالى- يَسِيرٌ وهين، لأنه- سبحانه- له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.

يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه ، وأنه محيط بما في السماوات وما في الأرض ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، وأنه تعالى علم الكائنات كلها قبل وجودها ، وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ ، كما ثبت في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء " .

وفي السنن ، من حديث جماعة من الصحابة; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أول ما خلق الله القلم ، قال له : اكتب ، قال : وما أكتب؟ قال : اكتب ما هو كائن . فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا ابن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، حدثني سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس : خلق الله اللوح المحفوظ مسيرة مائة عام ، وقال للقلم قبل أن يخلق الخلق وهو على العرش تبارك وتعالى : اكتب . قال القلم : وما أكتب؟ قال : علمي في خلقي إلى يوم تقوم الساعة . فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة . فذلك قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض )

وهذا من تمام علمه تعالى أنه علم الأشياء قبل كونها ، وقدرها وكتبها أيضا ، فما العباد عاملون قد علمه تعالى قبل ذلك ، على الوجه الذي يفعلونه ، فيعلم قبل الخلق أن هذا يطيع باختياره ، وهذا يعصي باختياره ، وكتب ذلك عنده ، وأحاط بكل شيء علما ، وهو سهل عليه ، يسير لديه; ولهذا قال تعالى : ( إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )

يقول تعالى ذكره: ألم تعلم يا محمد أن الله يعلم كلّ ما في السموات السبع والأرضين السبع, لا يخفى عليه من ذلك شيء, وهو حاكم بين خلقه يوم القيامة, على علم منه بجميع ما عملوه في الدنيا, فمجازي المحسن منهم بإحسانه والمسيء بإساءته ( إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ) يقول تعالى ذكره: إن علمه بذلك في كتاب, وهو أم الكتاب الذي كتب فيه ربنا جلّ ثناؤه قبل أن يخلق خلقه ما هو كائن إلى يوم القيامة ( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ).

كما حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا ميسر بن إسماعيل الحلبي, عن الأوزاعي, عن عبدة بن أبي لبابة, قال: علم الله ما هو خالق وما الخلق عاملون, ثم كتبه, ثم قال لنبيه: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ).

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني ميسر, عن أرطأة بن المنذر, قال: سمعت ضمرة بن حبيب يقول: إن الله كان على عرشه على الماء, وخلق السموات والأرض بالحقّ, وخلق القلم فكتب به ما هو كائن من خلقه, ثم إن ذلك الكتاب سبح الله ومجده ألف عام, قبل أن يبدأ شيئا من الخلق.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني معتمر بن سليمان, عن أبيه, عن سيار, عن ابن عباس, أنه سأل كعب الأحبار عن أمّ الكتاب, فقال: علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون, فقال لعلمه: كن كتابا.

وكان ابن جُرَيج يقول في قوله: ( إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ) قال: قوله: اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ .

وإنما اخترنا القول الذي قلنا في ذلك, لأن قوله: (إنَّ ذلك) إلى قوله: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ ) أقرب منه إلى قوله: اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فكان إلحاق ذلك بما هو أقرب إليه أولى منه بما بعد.

وقوله: ( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) اختلف في ذلك, فقال بعضهم: معناه: إن الحكم بين المختلفين في الدنيا يوم القيامة على الله يسير.

*ذكر من قال ذلك:حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج: ( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) قال: حكمه يوم القيامة, ثم قال بين ذلك: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن كتاب القلم الذي أمره الله أن يكتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن على الله يسير يعني هين. وهذا القول الثاني أولى بتأويل ذلك, وذلك أن قوله: ( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )... إلى قوله: ( إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ) أقرب وهو له مجاور، ومن قوله: اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ متباعد مع دخول قوله: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ ) بينهما، فإلحاقه بما هو أقرب أولى ما وجد للكلام, وهو كذلك مخرج في التأويل صحيح.

المعاني :

فِي كِتَابٍ :       هُوَ اللَّوْحُ المَحْفُوظُ السراج

التدبر :

وقفة
[70] ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ إحاطة علم الله بما في السماوات والأرض وما بينهما.
وقفة
[70] مات ولد لأنس بن مالك، فقال أنس عند قبره: «الحمد لله، اللهم عبدك وابن عبدك، وقد رد إليك؛ فارأف به، وارحمه، وجاف الأرض عن بدنه، وافتح أبواب السماء لروحه، وتقبله بقبول حسن»، ثم انصرف، فأكل، وشرب، وأدهن، وأصاب من أهله، ولسان حاله: ﴿إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ﴾.
عمل
[70] ﴿إن ذلك على الله يسير﴾ ثق أن الله قادر على تحقيق أمنياتك كلها مهما استحالت في نظرك، أحسن الظن بالله وسله، وحاشاه أن يرد سائلًا أقبل بقلبه عليه.

الإعراب :

  • ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ:
  • تعرب اعراب أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ» الواردة في الآية الكريمة الثالثة والستين. وعلامة جزم «تعلم» السكون وهو فعل مضارع مجزوم بلم.
  • ﴿ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ:
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في السماء: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره: ما استقر في السماء. وجملة «استقر في السماء» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والأرض: معطوفة بالواو على «السماء» وتعرب إعرابها.
  • ﴿ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ:
  • إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام للبعد والكاف للخطاب. في كتاب: جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ» أي في لوح محفوظ‍ عنده.
  • ﴿ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ:
  • تعرب اعراب إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ». يسير: خبر «إنّ» مرفوع بالضمة.'

المتشابهات :

البقرة: 106﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
البقرة: 107﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
المائدة: 40﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الحج: 70﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [70] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ أنه الذي يحكم بينَ العبادِ يوم القيامة، بَيَّنَ هنا أنَّه يعلمُ ما يستحقُّه كلُّ أحدٍ، قال تعالى:
﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [71] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا ..

التفسير :

[71] ويصر كفار قريش على الشرك بالله مع ظهور بطلان ما هم عليه، فهم يعبدون آلهة، لم يَنْزِل في كتاب مِن كتب الله برهان بأنها تصلح للعبادة، ولا علم لهم فيما اختلقوه، وافتروه على الله، وإنما هو أمر اتبعوا فيه آباءَهم بلا دليل. فإذا جاء وقت الحساب في الآخرة فل

يذكر تعالى حالة المشركين به، العادلين به غيره، وأن حالهم أقبح الحالات، وأنه لا مستند لهم على ما فعلوه، فليس لهم به علم، وإنما هو تقليد تلقوه عن آبائهم الضالين، وقد يكون الإنسان لا علم عنده بما فعله، وهو -في نفس الأمر- له حجة ما علمها، فأخبر هنا، أن الله لم ينزل في ذلك سلطانا، أي:حجة تدل علي وتجوزه، بل قد أنزل البراهين القاطعة على فساده وبطلانه، ثم توعد الظالمين منهم المعاندين للحق فقال:{ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} ينصرهم من عذاب الله إذا نزل بهم وحل.

ثم وبخ- سبحانه- الكافرين على جهلهم، حيث عبدوا من دونه مالا ينفعهم ولا يضرهم، وحيث كرهوا الحق وأصحابه، فقال- تعالى-:

أى: أن هؤلاء المشركين الذين ينازعونك فيما جئتهم به من عند ربك، يتركون ما تدعوهم إليه- أيها الرسول الكريم- من إخلاص للعبادة لله- تعالى- ويعبدون من دونه- سبحانه- آلهة أخرى لا دليل لهم على عبادتها من عقل أو نقل.

إذ قوله- سبحانه-: ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً نفى لأن يكون لهم دليل سمعي على عبادتها وقوله- تعالى-: وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ نفى لأن يكون لهم دليل عقلي على عبادتها.

والتنكير في قوله: «سلطانا، وعلم» للتقليل. أى: لا دليل لهم أصلا لا من جهة السمع، ولا من جهة العقل، ومع ذلك يتمسكون بهذه العبادة الباطلة.

وقوله- تعالى-: وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ تهديد بسوء المصير لهؤلاء المشركين.

أى: وما للظالمين الذين وضعوا العبادة في غير موضعها، من نصير ينصرهم من عقاب الله وعذابه، لأنهم بسبب عبادتهم لغير الله- تعالى-، قد قطعوا عن أنفسهم كل رحمة ومغفرة.

يقول تعالى مخبرا عن المشركين فيما جهلوا وكفروا ، وعبدوا من دون الله ما لم ينزل به سلطانا ، يعني : حجة وبرهانا ، كقوله : ( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) [ المؤمنون : 117 ] . ولهذا قال هاهنا : ( ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم ) أي : ولا علم لهم فيما اختلقوه وائتفكوه ، وإنما هو أمر تلقوه عن آبائهم وأسلافهم ، بلا دليل ولا حجة ، وأصله مما سول لهم الشيطان وزينه لهم; ولهذا توعدهم تعالى بقوله : ( وما للظالمين من نصير ) أي : من ناصر ينصرهم من الله ، فيما يحل بهم من العذاب والنكال .

يقول تعالى ذكره: ويعبد هؤلاء المشركون بالله من دونه ما لم ينـزل به جلّ ثناؤه لهم حجة من السماء في كتاب من كتبه التي أنـزلها إلى رسله, بأنها آلهة تصلح عبادتها، فيعبدوها بأن الله أذن لهم في عبادتها, وما ليس لهم به علم أنها آلهة &; 18-683 &; وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ يقول: وما للكافرين بالله الذين يعبدون هذه الأوثان من ناصر ينصرهم يوم القيامة, فينقذهم من عذاب الله ويدفع عنهم عقابه إذا أراد عقابهم.

المعاني :

سُلْطَانًا :       حُجَّةً، وَبُرْهَانًا السراج

التدبر :

وقفة
[71] ﴿وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ﴾ التقليد الأعمى هو سبب تمسك المشركين بشركهم بالله.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ:
  • الواو استئنافية. يعبدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من دون: جار ومجرور متعلق بيعبدون. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
  • ﴿ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً:
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لم: حرف نفي وجزم وقلب. ينزل: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه: سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. به: جار ومجرور متعلق بينزل. سلطانا: حجة أو برهانا أو دليلا: مفعول به منصوب بالفتحة والجملة الفعلية لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ:
  • الواو عاطفة. ما: معطوفة على «ما» الأولى. أي يعبدون ما ليس .. ليس: فعل ماض ناقص من أخوات «كان» لهم: جار ومجرور متعلق بخبر «ليس» المقدم والميم علامة جمع الذكور. به: جار ومجرور متعلق بحال من «علم» علم: اسم «ليس» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَما لِلظّالِمِينَ:
  • الواو استئنافية. ما: نافية تعمل عمل «ليس» عند الحجازيين. ونافية لا عمل لها عند بني تميم. للظالمين: جار ومجرور في محل نصب خبر مقدم لما على اللغة الأولى. وفي محل رفع خبر مقدم للمبتدإ المؤخر وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض من تنوين المفرد. ومن خصائص «ما» الحجازية أن لا يتقدم خبرها على اسمها. وهنا تقدم الخبر فهي اذن نافية لا عمل لها فيكون شبه الجملة «للظالمين» في محل رفع خبرا مقدما. و «نصير» مرفوعا محلا لأنه مبتدأ مؤخر.
  • ﴿ مِنْ نَصِيرٍ:
  • حرف جر زائد لتوكيد النفي. نصير: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه اسم «ما» المؤخر على اللغة الأولى. ولأنه مبتدأ مؤخر على اللغة الثانية. بمعنى: وما للذين ارتكبوا مثل هذا الظلم من أحد ينصرهم أي يدفع عنهم العذاب.'

المتشابهات :

يونس: 18﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ
النحل: 73﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ
الحج: 71﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ
الفرقان: 55﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [71] لما قبلها :     وبعد الأمر بالإعراضِ عن الكافِرينَ؛ وَبَّخَهم اللهُ هنا، حيث عبدوا من دونه آلهة لا دليل لهم على عبادتها من عقل أو نقل، قال تعالى:
﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [72] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ..

التفسير :

[72] وإذا تتلى آيات القرآن الواضحةُ على هؤلاء المشركين ترى الكراهة ظاهرة على وجوههم، يكادون يبطشون بالمؤمنين الذين يدعونهم إلى الله تعالى، ويتلون عليهم آياته. قل لهم -أيها الرسول-:أفلا أخبركم بما هو أشد كراهة إليكم من سماع الحق ورؤية الداعين إليه؟ النار

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا} التي هي آيات الله الجليلة، المستلزمة لبيان الحق من الباطل، لم يلتفتوا إليها، ولم يرفعوا بها رأسا، بل{ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} من بغضها وكراهتها، ترى وجوههم معبسة، وأبشارهم مكفهرة،{ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} أي:يكادون يوقعون بهم القتل والضرب البليغ، من شدة بغضهم وبغض الحق وعداوته، فهذه الحالة من الكفار بئس الحالة، وشرها بئس الشر، ولكن ثم ما هو شر منها، حالتهم التي يؤولون إليها، فلهذا قال:{ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} فهذه شرها طويل عريض، ومكروهها وآلامها تزداد على الدوام.

ثم بين- سبحانه- أنهم بجانب ضلالهم، تأخذهم العزة بالإثم إذا ما نصحهم الناصحون بالإقلاع عن هذا الضلال فقال: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ، يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا ...

وقوله يَسْطُونَ من السطو، بمعنى الوثب والبطش بالغير. يقال: سطا فلان على فلان، إذا بطش به بضرب أو شتم أو سرقة أو ما يشبه ذلك.

أى: وإذا تتلى على هؤلاء الظالمين، آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا، من قبل عبادنا المؤمنين تَعْرِفُ- أيها الرسول الكريم- فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا بهذه الآيات البينات الْمُنْكَرَ أى: ترى في وجوههم الإنكار لها، والغضب منها ومن قارئها، والكراهية والعبوس عند سماعها.

بل ويكادون فوق ذلك، يبطشون بالمؤمنين الذين يتلون عليهم آياتنا، ويعتدون عليهم بالسب تارة، وبالضرب تارة أخرى.

وذلك لأن هؤلاء الظالمين، حين عجزوا عن مقارعة الحجة بالحجة لجئوا إلى السطو والعدوان، وهذا شأن الطغاة الجاهلين في كل زمان ومكان.

ثم أمر الله- تعالى- رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يقول لهؤلاء الطغاة على سبيل التهديد والوعيد، ما من شأنه أن يردعهم عن سطوهم وبغيهم فقال: قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ.

أى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء الظالمين ألا أخبركم بما هو أشد ألما من غيظكم على من يتلو عليكم آياته، ومن همكم بالسطو عليه؟.

أشد من كل ذلك النَّارُ التي وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا أى: وعدهم بدخولها، وبالاصطلاء بسعيرها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ مصير هؤلاء الكافرين.

قال الجمل: وقوله: النَّارُ خبر مبتدأ محذوف، كأن سائلا سأل فقال: وما الأشر؟

فقيل: النار، أى: هو النار. وحينئذ فالوقف على ذلكم، أو على النار.

ويصح أن يكون لفظ النار مبتدأ، والخبر: وعدها الله. وعلى هذا فالوقف على:

كفروا.. .

ثم وجه- سبحانه- نداء إلى الناس. بين فيه أن كل آلهة تعبد من دونه- عز وجل- فهي باطلة وهي أعجز من أن تدافع عن نفسها، وأن كل عابد لها هو جاهل ظالم. فقال- تعالى-:

ثم قال : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ) أي : وإذا ذكرت لهم آيات القرآن والحجج والدلائل الواضحات على توحيد الله ، وأنه لا إله إلا هو ، وأن رسله الكرام حق وصدق ، ( يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ) أي : يكادون يبادرون الذين يحتجون عليهم بالدلائل الصحيحة من القرآن ، ويبسطون إليهم أيديهم وألسنتهم بالسوء! ) قل ) أي : يا محمد لهؤلاء . ( أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا ) أي : النار وعذابها ونكالها أشد وأشق وأطم وأعظم مما تخوفون به أولياء الله المؤمنين في الدنيا ، وعذاب الآخرة على صنيعكم هذا أعظم مما تنالون منهم ، إن نلتم بزعمكم وإرادتكم .

وقوله : ( وبئس المصير ) أي : وبئس النار منزلا ومقيلا ومرجعا وموئلا ومقاما ، ( إنها ساءت مستقرا ومقاما ) [ الفرقان : 66 ] .

يقول تعالى ذكره: وإذا تُتلى على مشركي قريش العابدين من دون الله ما لم ينـزل به سلطانا(آياتُنا) يعني: آيات القرآن (بَيِّناتٍ) يقول: واضحات حججها وأدلتها فيما أنـزلت فيه ( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ ) يقول: تتبين في وجوههم ما ينكره أهل الإيمان بالله من تغيرها, لسماعهم بالقرآن.

وقوله: ( يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ) يقول: يكادون يبطشون بالذين يتلون عليهم آيات كتاب الله من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, لشدّة تكرّههم أن يسمعوا القرآن ويتلى عليهم.

وبنحو ما قلنا في تأويل قوله (يَسْطُونَ) قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( يَكَادُونَ يَسْطُونَ ) يقول: يبطشون.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( يَكَادُونَ يَسْطُونَ ) يقول: يقعون بمن ذكرهم.

حدثنا محمد بن عمارة, قال: ثنا عبد الله بن موسى, قال: أخبرنا إسرائيل, عن أبي يحيى, عن مجاهد: ( يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ) قال: يكادون يقعون بهم.

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( يَكَادُونَ يَسْطُونَ ) قال: يبطشون كفار قريش.

حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ) يقول: يكادون يأخذونهم بأيديهم أخذا. وقوله: ( قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ ) يقول: أفأنبئكم أيها المشركون بأكره إليكم من هؤلاء الذين تتكرّهون قراءتهم القرآن عليكم, هي (النَّارُ) وعدها الله الذين كفروا. وقد ذُكر عن بعضهم أنه كان يقول: إن المشركين قالوا: والله إن محمدا وأصحابه لشرّ خلق الله! فقال الله لهم: قل أفأنبئكم أيها القائلون هذا القول بشر من محمد صلى الله عليه وسلم، أنتم أيها المشركون الذين وعدهم الله النار. ورفعت النار على الابتداء, ولأنها معرفة لا تصلح أن ينعت بها الشر وهو نكرة, كما يقال: مررت برجلين: أخوك وأبوك, ولو كانت مخفوضة كان جائزا; وكذلك لو كان نصبا للعائد من ذكرها في وعدها وأنت تنوي بها الاتصال بما قبلها، يقول تعالى ذكره: فهؤلاء هم أشرار الخلق لا محمد وأصحابه.

وقوله: ( وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) يقول: وبئس المكان الذي يصير إليه هؤلاء المشركون بالله يوم القيامة.

المعاني :

الْمُنكَرَ :       الكَرَاهَةَ ظَاهِرَةً عَلَى وُجُوهِهِمْ السراج
المنكر :       الأمر المستقبح من العبوس والتجهّم معاني القرآن
يَسْطُونَ :       يَبْطِشُونَ السراج
يسْطون :       يَــثـِـبـُـون ويَبْطشُون غيظا وغضبا معاني القرآن
الْمَصِيرُ :       المَكَانُ الَّذِي يَصِيرُونَ إِلَيْهِ السراج

التدبر :

وقفة
[72] من عظمة هذا القرآن: عدم قدرة الكافرين أن يردوا عليه ﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ﴾.
وقفة
[72] ﴿وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ﴾ [محمد: 30]، وقال: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ﴾ وهذا أمر محسوس لمن له قلب؛ فإن ما في القلب من النور والظلمة والخير والشر يسري كثيرًا إلى الوجه والعين، وهما أعظم الأشياء ارتباطًا بالقلب.
عمل
[72] ﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر﴾ أنكر عليهم تعابير وجوههم؛ الله يرى ملامحك وبسماتك وتعبيرات وجهك، تقرب إلى الله بما يحب فيها.
وقفة
[72] القرآن ثقيل على أهل الهوى يعجزهم الرد فينتقمون بالظلم والبهتان ﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون﴾.
وقفة
[72] من النفاق الأكبر كراهة الاحتجاج بالقرآن ﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا﴾.
وقفة
[72] وقيعة الفساق في أهل الفضل والدين على شَبَهٍ ممن قال الله فيهم: ﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا﴾ واستخفاف هؤلاء بالدين يحملهم على إشاعة أشياء عن العلماء والدعاة منهم، ورجال الحسبة فيهم، بقصد الشناعة عليهم.
وقفة
[72] ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ﴾ من لطائف المعرفة: أن قلوبهم أنكرت, ووجوهم فضحت, وفراسة المؤمن كشفت.
وقفة
[72] ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ﴾ لا تنتظر الجواب، الوجوه تتكلم أحيانًا.
وقفة
[72] أثر الأعمال يظهر على الوجوه: ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ﴾، ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم﴾ [الفتح: 29] صدقوني إن القسمات الوسيمة تصنعها الأخلاق الكريمة.
وقفة
[72] ﴿يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا﴾ وكذلك أهل البدع المضلة، إذا سمع الواحد منهم ما يتلوه العالم عليه من آيات الكتاب العزيز أو من السنة الصحيحة مخالفًا لما اعتقده من الباطل، رأيت في وجهه من المنكر، ما لو تمكن من أن يسطو بذلك لفعل به ما لا يفعله بالمشركين.
وقفة
[72] ﴿يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا﴾ الشر هنا على وجهين: الأول: الذي ينالكم من النار التی ستقتحمونها بسوء فعالكم أعظم مما ينالكم من ثورة وغضب عند تلاوة هذه الآيات. الثاني: ما تهمون به من البطش بمن يتلو عليکم آياتنا، أهون ما يكون، فإن مصيره إلى الجنة إن قتلتموه، وأنتم مصيركم إلى النار الدائمة بما فعلتموه.
وقفة
[72] ﴿النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ استعذ بالله من عذاب النار.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا تُتْلى:
  • الواو: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه. تتلى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى: واذا تقرأ.
  • ﴿ عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ:
  • جار ومجرور متعلق بتتلى و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. آيات: نائب فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. بينات: أي واضحات حال منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. وجملة تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا» في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ تَعْرِفُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة: جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها.
  • ﴿ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بتعرف. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. والجملة بعده: صلته لا محل لها
  • ﴿ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. المنكر: بمعنى: الانكار والجحود: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ يَكادُونَ يَتلونَ:
  • الجملة: في محل نصب حال بمعنى: يكادون يثبون أي يقفزون. يكادون: فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكاد» وخبره: الجملة الفعلية «يسطون» في محل نصب. يسطون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصب في محل رفع فاعل.
  • ﴿ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بيسطون. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالباء بمعنى على الذين. يتلون: تعرب إعراب «يسطون» بمعنى يكادون يثبون على التالين ليبطشوا بهم غيظا منهم وحقدا عليهم والجملة الفعلية «يتلون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ عَلَيْهِمْ آياتُنا:
  • عليهم: أعربت. آيات: مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف اليه.
  • ﴿ قُلْ:
  • فعل أمر مبني على السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
  • ﴿ أَفَأُنَبِّئُكُمْ:
  • أي أفأخبركم. الهمزة: همزة استفهام لا محل لها. الفاء: زائدة -تزيينية-أنبئ: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والجملة: مفعول به في محل نصب-مقول القول-.
  • ﴿ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ:
  • جار ومجرور متعلق بأنبئ أي بأكثر شررا لأن الأصل «أشر» فحذف الألف لأن حذفها أفصح. من: حرف جر. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بشّر. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والاشارة الى غيظهم بمعنى: أفأخبركم بشر من ذلك الغيظ‍ أو من غيظكم هذا وأشد منه على نفوسكم؟ أي بشر من غيظكم على التالين وسطوكم عليهم أو مما أصابكم من الكراهة والضجر بسبب ما تلي عليكم.
  • ﴿ النّارُ وَعَدَهَا اللهُ:
  • النار: خبر مبتدأ محذوف بتقدير: هو النار أو هي النار وقد حذف المبتدأ لوجود دليل يدل عليه. ويجوز أن تكون «النار» مبتدأ خبره الجملة بعده على تقدير «التي وعدها الله» وعد: فعل ماض مبني على الفتح. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول مقدم.الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة بمعنى: النار التي وعدها الله.
  • ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان.كفروا: أعربت.
  • ﴿ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ:
  • الواو استئنافية. بئس: فعل ماض جامد لانشاء الذم مبني على الفتح. المصير: فاعل مرفوع بالضمة. وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه ما يشعر به.'

المتشابهات :

آل عمران: 15﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ
المائدة: 60﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّـهِ
الحج: 72﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
الكهف: 103﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا
الشعراء: 221﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [72] لما قبلها :     وبعد بيان ضلال الكافرين؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنهم بجانب ضلالهم، تأخذهم العزة بالإثم إذا ما نصحهم الناصحون بالإقلاع عن هذا الضلال، ويكادون يبطشون بهم، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

النار:
1- بالرفع، وعلى إضمار مبتدأ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالنصب، على الاختصاص، وهى قراءة ابن أبى عبلة، وإبراهيم بن يوسف، عن الأعمش، وزيد بن على.
3- بالجر، على البدل من «شر» ، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، وإبراهيم بن نوح.

البحث بالسورة

البحث في المصحف