3336789101112131415

الإحصائيات

سورة الحج
ترتيب المصحف22ترتيب النزول103
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات78عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول20تبدأ في الجزء17
تنتهي في الجزء17عدد السجدات2
فاتحتهافاتحتها
النداء: 3/10يا أيها الناس: 2/2

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (6) الى الآية رقم (10) عدد الآيات (5)

لمَّا ذَكَرَ اللهُ الأدلَّةَ بَيَّنَ هنا النتيجةَ، وهي أن تؤمنُوا بـ: أنَّ اللهَ هو الحقُّ (بخلافِ ما تعبدُونَ من أصنامِ)، وأنَّ الساعةَ آتيةٌ لا شكَّ فيها، ثُمَّ ذَمَّ المجادلَ في اللهِ بغيرِ علمٍ، وبَيَّنَ عقابَه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (11) الى الآية رقم (15) عدد الآيات (5)

لمَّا ذكَرَ في الآيةِ الثالثةِ حالَ الأتباعِ المُقلِّدينَ، وذَكرَ في الآيةِ الثامنةِ حالَ المتبوعينَ الدُّعاةِ إلى الكفرِ والضلالِ، ذَكَرَ هنا حالَ المنافقينَ، ثُمَّ حالَ المؤمنينَ، =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الحج

الحج أبرز مظهر للتوحيد في الأرض وأشبهها بالبعث

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • لماذا يتوجه الناس جميعًا إلى الله وحده بالعبادة؟: ومع بدايتها تذكرك السورة بأن حياتك رحلة سفر تمر بمحطات متعددة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ...﴾ (5). • العمر رحلة، كما هو الحج رحلة. • سورة الحج رسالة لك: أن حياتك رحلة سفر، كما أن الحج رحلة سفر. • سورة الحج رسالة إلى الناس جميعًا أن يتوجهوا إلى الله وحده لا شريك له بالعبادة كلها. • سورة الحج رسالة إلى الناس جميعًا أن يحجوا إلى الله بقلوبهم وبأبدانهم (وليس فقط حج البدن إلى مكة).
  • • بين سورة الحج وسورة الأنبياء:: والسورة تجيب: لأنه وحده هو الذي خلق، ووحده هو الذي ملك، ووحده هو الذي أحيا، ووحده هو الذي يميت، ووحده هو الذي يرزق، ووحده هو الذي يبعث الناس يوم القيامة. هل عندكم من شركاء بهذه الصفات أو ببعضها؟ لا أحد، إذًا فتبارك الله أحسن الخالقين، وتبارك الله رب العالمين.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «الحج».
  • • معنى الاسم :: الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام.
  • • سبب التسمية :: لأنها اشتملت على الدعوة إلى الحج على لسان ‏إبراهيم ‏عليه ‏السلام.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: أن الحج أبرز مظهر للتوحيد في الأرض، وأشبهها بالبعث.
  • • علمتني السورة :: تذكر يوم القيامة والاستعداد له: ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا﴾
  • • علمتني السورة :: أن هناك ارتباطًا عكسيًا بين العلمِ والجَدَلِ، كلَّما قلَّ العلمُ زادَ الجدالُ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾
  • • علمتني السورة :: ألا أكون أقل خلق الله في التسبيح والسجود له سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ﴾

مدارسة الآية : [6] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ..

التفسير :

[6] ذلك المذكور مما تقدَّم من آيات قدرة الله تعالى، فيه دلالة قاطعة على أن الله سبحانه وتعالى هو الرب المعبود بحق، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، وهو يُحيي الموتى، وهو قادر على كل شيء.

{ ذَلِكَ} الذي أنشأ الآدمي من ما وصف لكم، وأحيا الأرض بعد موتها،{ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} أي:الرب المعبود، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، وعبادته هي الحق، وعبادة غيره باطلة،{ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى} كما ابتدأ الخلق، وكما أحيا الأرض بعد موتها،{ وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} كما أشهدكم من بديع قدرته وعظيم صنعته ما أشهدكم.

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك ما يدل على وحدانيته وقدرته فقال: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ، وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى، وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

واسم الإشارة يعود إلى المذكور من خلق الإنسان وإحياء الأرض بعد موتها..

أى: ذلك الذي ذكرناه لكم دليل واضح، وبرهان قاطع، على أن الله- تعالى- هو الإله الحق، الذي يجب أن تخلصوا له العبادة والطاعة، لأنه هو وحده الخالق لكل شيء، ولأنه هو وحده الذي يعيد الموتى إلى الحياة، ولأنه هو وحده الذي لا يعجزه شيء.

وخص- سبحانه- إحياء الموتى بالذكر، مع أنه من جملة الأشياء المقدور عليها.

للتصريح بما هو محل النزاع وهو البعث، ولدحض شبه المنكرين له.

وقوله : ( ذلك بأن الله هو الحق ) أي : الخالق المدبر الفعال لما يشاء ، ( وأنه يحيي الموتى ) [ أي : كما أحيا الأرض الميتة وأنبت منها هذه الأنواع; ( إن الذي أحياها لمحيي الموتى ) ] ، ( إنه على كل شيء قدير ) [ فصلت : 39 ] ف ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) [ يس : 82 ] .

يعني تعالى ذكره بقوله: ذلك هذا الذي ذكرت لكم أيها الناس من بدئنا خلقكم في بطون أمهاتكم، ووصفنا أحوالكم قبل الميلاد وبعده، طفلا وكهلا وشيخا هرما وتنبيهنا لكم على فعلنا بالأرض الهامدة بما ننـزل عليها من الغيث، لتؤمنوا وتصدّقوا بأن ذلك الذي فعل ذلك الله الذي هو الحقّ لا شك فيه، وأن من سواه مما تعبدون من الأوثان والأصنام باطل لأنها لا تقدر على فعل شيء من ذلك، وتعلموا أن القدرة التي جعل بها هذه الأشياء العجيبة لا يتعذّر عليها أن يحيي بها الموتى بعد فنائها ودروسها في التراب، وأن فاعل ذلك على كلّ ما أراد وشاء من شيء قادر لا يمتنع عليه شيء أراده.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[6] ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّهُ يُحيِي الموتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ وكم من حاجٍ يُحيي الله قلبه في هذا الموسم العظيم، نسأل الله حياة قلوبنا ورضاه عنا ووالدينا.
وقفة
[6] ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّهُ يُحيِي المَوتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ فى آية واحدة جمع سبحانه عز وجل: توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات، توحيد الربوبية.
وقفة
[6] سورة الحج: سورة التعظيم والتذلل -جاء فيها سجدتان-، وتكرر فيها لفظ التعظيم وما يدل عليه: ﴿ذلك ومن يعظم﴾ [32]، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾؛ فتدبرها.
وقفة
[6-7] ما الحكمة من تكرار (أن) فى الآيات: ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّهُ يُحيِي المَوتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ * وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبورِ﴾ الجواب: لأن كل فعل من هذه الأفعال يوجد من ينكره، فاستوجب ذلك تكرار (أن) مع كل فعل لزوال الشك والريبة.
وقفة
[6] كما كوّن الجنين في بطن أمه، وأخرج نبات الأرض بعد المطر؛ قادر على البعث بعد الموت ﴿وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
وقفة
[6] ﴿وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ قال ابن تيمية: «الله خلق كل شيء، وهو على كل شيء قدير، ومن جعل شيئًا من الأعمال خارجًا عن قدرته ومشيئته؛ فقد ألحد في أسمائه وآياته».

الإعراب :

  • ﴿ ذلِكَ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره:الحكم ذلك. اللام: للبعد والكاف للخطاب.
  • ﴿ بِأَنَّ اللهَ:
  • الباء حرف جر. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ‍ الجلالة: اسم «أنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة بمعنى: بسبب أن الله هو الحق الثابت الذي تتحقق به الاشياء.
  • ﴿ هُوَ الْحَقُّ:
  • الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «أنّ» هو: ضمير منفصل- ضمير الغائب-في محل رفع مبتدأ. الحق: خبر «هو» مرفوع بالضمة ويجوز أن يكون هو ضمير فصل أو عمادا لا محل له. و «الحق» خبر «أن».
  • ﴿ وَأَنَّهُ:
  • الواو عاطفة. أنّ: أعربت. والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم «أن» والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره.
  • ﴿ يُحْيِ الْمَوْتى:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. الموتى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
  • ﴿ وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:
  • أعربت. على كل: جار ومجرور متعلق بقدير. شيء: مضاف اليه مجرور بالكسرة. قدير: خبر «أنّ» مرفوع بالضمة.'

المتشابهات :

الحج: 6﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الحج: 62﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
لقمان: 30﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     ولَمَّا قرَّرَ اللهُ الدَّليلَينِ السَّابِقَينِ؛ رتب عليهما ما هو المطلوب والنتيجة، فذكر أمورًا خمسةـ وهي: 1- أن الله هو الحق. 2- أنه يحيي الموتى. 3- أنه على كل شيء قدير، قال تعالى:
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [7] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ ..

التفسير :

[7] وأن ساعة البعث آتية لا شك في ذلك، وأن الله يبعث الموتى مِن قبورهم لحسابهم وجزائهم.

{ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا} فلا وجه لاستبعادها،{ وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} فيجازيكم بأعمالكم حسنها وسيئها.

ثم أكد- سبحانه- ذلك تأكيدا دامغا فقال: وَأَنَّ السَّاعَةَ وما تشتمل عليه من حساب وثواب وعقاب آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها أى: لا ريب ولا شك في إتيانها في الوقت الذي يريده الله- تعالى-.

وَأَنَّ اللَّهَ- تعالى- وحده يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ليحاسبهم على أعمالهم.

وبذلك نرى الآيات الكريمة قد أقامت أعظم الأدلة وأوضحها على وحدانية الله- تعالى- وقدرته، وعلى أن البعث حق وصدق وأنه آت لا ريب فيه.

ثم ساقت السورة الكريمة بعد ذلك نموذجين لصنفين من الناس، أحدهما: متكبر مغرور، والآخر مذبذب لا ثبات له في عقيدة فقال- تعالى-:

( وأن الساعة آتية لا ريب فيها ) أي : كائنة لا شك فيها ولا مرية ، ( وأن الله يبعث من في القبور ) أي : يعيدهم بعد ما صاروا في قبورهم رمما ، ويوجدهم بعد العدم ، كما قال تعالى : ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) [ يس : 78 - 80 ] والآيات في هذا كثيرة .

وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز ، حدثنا حماد بن سلمة قال : أنبأنا يعلى عن عطاء ، عن وكيع بن حدس ، عن عمه أبي رزين العقيلي - واسمه لقيط بن عامر - أنه قال : يا رسول الله ، أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس كلكم ينظر إلى القمر مخليا به؟ " قلنا : بلى . قال : " فالله أعظم " . قال : قلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ، وما آية ذلك في خلقه؟ قال : " أما مررت بوادي أهلك محلا " قال : بلى . قال : " ثم مررت به يهتز خضرا؟ " . قال : بلى . قال : " فكذلك يحيي الله الموتى ، وذلك آيته في خلقه " .

ورواه أبو داود وابن ماجه ، من حديث حماد بن سلمة ، به .

ثم رواه الإمام أحمد أيضا : حدثنا علي بن إسحاق ، أنبأنا ابن المبارك ، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن سليمان بن موسى ، عن أبي رزين العقيلي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى؟ قال : " أمررت بأرض من أرضك مجدبة ، ثم مررت بها مخصبة؟ " قال : نعم . قال : " كذلك النشور " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبيس بن مرحوم ، حدثنا بكير بن أبي السميط ، عن قتادة ، عن أبي الحجاج ، عن معاذ بن جبل قال : من علم أن الله هو الحق المبين ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور - دخل الجنة . [ والله أعلم ] .

ولتوقنوا بذلك أن الساعة التي وعدتكم أن أبعث فيها الموتى من قبورهم جاثية لا محالة ( لا رَيْبَ فِيهَا ) يقول: لا شك في مجيئها وحدوثها، ( وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) حينئذ من فيها من الأموات أحياء إلى موقف الحساب، فلا تشكوا في ذلك ، ولا تمترُوا فيه.

المعاني :

يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ :       أي: يَبْعَثُهم أحْيَاءً الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[7] كلُّنا يعلمُ جيدًا ﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا﴾، فمتى نستعدُّ لها؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ
  • هذه الآية الكريمة معطوفة على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. لا: نافية للجنس تعمل عمل «إنّ» ريب: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب بمعنى أن الساعة آتية لا شك فيها. وجملة لا رَيْبَ فِيها» في محل رفع خبر ثان لأنّ. ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من الساعة. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف وجوبا. من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في القبور: جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة.'

المتشابهات :

الحجر: 85﴿وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
غافر: 59﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
طه: 15﴿ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى
الحج: 7﴿وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّـهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     4- أن الساعة آتية. 5- أنه يبعث من في القبور، قال تعالى:
﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ..

التفسير :

[8] ومن الكفار مَن يجادل بالباطل في الله وتوحيده واختياره رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإنزاله القرآن، وذلك الجدال بغير علم، ولا بيان، ولا كتاب من الله فيه برهان وحجة واضحة،

المجادلة المتقدمة للمقلد، وهذه المجادلة للشيطان المريد، الداعي إلى البدع، فأخبر أنه{ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} أي:يجادل رسل الله وأتباعهم بالباطل ليدحض به الحق،{ بِغَيْرِ عِلْمٍ} صحيح{ وَلَا هُدًى} أي:غير متبع في جداله هذا من يهديه، لا عقل مرشد، ولا متبوع مهتد،{ وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} أي:واضح بين، أي:فلا له حجة عقلية ولا نقلية ، إن هي إلا شبهات، يوحيها إليه الشيطان{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ}

قال ابن كثير- رحمه الله-: «لما ذكر- تعالى- حال الضلال الجهال المقلدين لغيرهم في الآية الثالثة من هذه السورة وهي قوله- سبحانه-: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ، ذكر في هذه حال الدعاة إلى الضلال من رءوس الكفر والبدع، فقال: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ أى:

بلا عقل صحيح. ولا نقل صحيح صريح بل بمجرد الرأى والهوى» .

ولعل مما يؤيد ما ذهب إليه ابن كثير من أن الآية الثالثة من هذه السورة في شأن المقلدين لغيرهم، أنه- سبحانه- قال فيها في شأنهم: وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ.

أما في هذه الآية فقد قال في شأن هذا النوع من الناس: ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ... أى: ليضل غيره ويصرفه عن طاعة الله- تعالى- واتباع طريقه الحق.

وقد نفت الآية الكريمة عن هذا المجادل، استناده إلى أى دليل أو ما يشبه الدليل، فهو يجادل في ذات الله- تعالى- وفي صفاته «بغير علم» يستند إليه وبغير «هدى» يهديه ويرشده إلى الحق وبغير «كتاب منير» أى: وبغير وحى ينير عقله وقلبه، ويوضح له سبيل الرشاد.

فأنت ترى أن الآية قد جردت هذا المجادل من أى مستند إليه في جداله سواء كان عقليا أم نقليا، بل أثبتت له الجهالة من جميع الجهات.

لما ذكر تعالى حال الضلال الجهال المقلدين في قوله : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ) ، ذكر في هذه حال الدعاة إلى الضلال من رءوس الكفر والبدع ، فقال : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ) أي : بلا عقل صحيح ، ولا نقل صحيح صريح ، بل بمجرد الرأي والهوى .

يقول تعالى ذكره: ومن الناس من يخاصم في توحيد الله وإفراده بالألوهة بغير علم منه بما يخاصم به ( وَلا هُدًى ) يقول: وبغير بيان معه لما يقول ولا برهان.

( وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ) يقول: وبغير كتاب من الله أتاه لصحة ما يقول.

(منير ) يقول ينير عن حجته. وإنما يقول ما يقول من الجهل ظنا منه وحسبانا، وذكر أن عني بهذه الآية والتي بعدها النضر بن الحارث من بني عبد الدار.

المعاني :

يُجَٰدِلُ :       يُخاصِمُ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ كلما قل (العلم) زاد (الجدال).
وقفة
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ هذه حال من يجادل بالباطل فهو لا يملك حقيقة يستند عليها.
وقفة
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ فليس عنده علم ضروري، ولا علم مكتسب بالنظر الصحيح العقلي، ولا علم من وحي، فهو جاهل محض من جميع الجهات.
وقفة
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ من الجهل الجدال في الدين بغير علم.
عمل
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ احضر دورة علمية, أو استمع إليها عن طريق التسجيل؛ لتكون على هدى، وعلم بيِن.
تفاعل
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ قل الآن: « رب زدني علمًا».
وقفة
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ أسباب الهداية إما علم يوصل به إلى الحق، أو هادٍ يدلهم إليه، أو كتاب يوثق به يهديهم إليه.
وقفة
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ الآية دليل على فضل المجادلة في دين الله إذا كان صاحب المجادلة على علم وحجة ليستطيع الدفاع عن دينه في وجه المعاندين والمبطلين.
لمسة
[8] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ كرر الله الإخبار بالمجادلة على وجه التوبيخ، فكأنه يقول: هذه الأمثال في غاية الوضوح والبيان، ومن الناس مع ذلك من يجادل في الله!

الإعراب :

  • ﴿ وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ
  • أعربت في الآية الكريمة الثالثة. ولا: الواو عاطفة. و «لا» زائدة لتأكيد النفي هدى: معطوفة على «علم» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة قبل التنوين. ونونت الكلمة لأنها نكرة ثلاثي مقصور.ولا: أعربت. كتاب: معطوفة على «علم» مجرورة مثلها بالكسرة الظاهرة.منير: صفة-نعت-لكتاب. وصفة المجرور مجرورة مثله بمعنى: بغير علم يعتمد عليه ولا هدى يستند اليه ولا كتاب منير يستمد منه..'

المتشابهات :

الحج: 8﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ
لقمان: 20﴿وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ في الآيةِ الثالثةِ المجادِلَ بالباطِلِ المقَلِّد لغيره في الكفر والضَّلالِ؛ ذكَرَ هنا المجادِلَ بالباطِلِ الذي يدعو غيره إلى الكفر والضَّلالِ، قال تعالى:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ..

التفسير :

[9]لاوياً عنقه في تكبر، معرضاً عن الحق؛ ليصد غيره عن الدخول في دين الله، فسوف يلقى خزياً في الدنيا باندحاره وافتضاح أمره، ونحرقه يوم القيامة بالنار.

{ ثَانِيَ عِطْفِهِ} أي:لاوي جانبه وعنقه، وهذا كناية عن كبره عن الحق، واحتقاره للخلق، فقد فرح بما معه من العلم غير النافع، واحتقر أهل الحق وما معهم من الحق،{ لِيُضِلَّ} الناس، أي:ليكون من دعاة الضلال، ويدخل تحت هذا جميع أئمة الكفر والضلال، ثم ذكر عقوبتهم الدنيوية والأخروية فقال:{ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} أي:يفتضح هذا في الدنيا قبل الآخرة، وهذا من آيات الله العجيبة، فإنك لا تجد داعيا من دعاة الكفر والضلال، إلا وله من المقت بين العالمين، واللعنة، والبغض، والذم، ما هو حقيق به، وكل بحسب حاله.{ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي:نذيقه حرها الشديد، وسعيرها البليغ،

ثم صورته السورة الكريمة بعد ذلك بتلك الصورة المزرية، صورة الجاهل المغرور المتعجرف، فقال- تعالى-: ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.

وقوله ثانِيَ من الثّنى بمعنى اللّىّ والميل عن الاستقامة. يقال: فلان ثنى الشيء إذا رد بعضه على بعض فانثنى أى: مال والتوى.

والعطف- بكسر العين- الجانب، وهذا التعبير كناية عن غروره وصلفه مع جهله. أى:

أنه مع جداله بدون علم، متكبر معجب بنفسه، معرض عن الحق، مجتهد في إضلال غيره عن سبيل الله- تعالى- وعن الطريق الذي يوصل إلى الرشاد.

ثم بين- سبحانه- سوء عاقبة هذا الجاهل المغرور المضل لغيره فقال: ولَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ أى: هوان وذلة وصغار.

وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ أى: ونجعله يوم القيامة يدرك طعم العذاب المحرق. ويصطلى به جزاء غروره وشموخه في الدنيا بغير حق.

وقوله : ( ثاني عطفه ) قال ابن عباس وغيره : مستكبرا عن الحق إذا دعي إليه . وقال مجاهد ، وقتادة ، ومالك عن زيد بن أسلم : ( ثاني عطفه ) أي : لاوي عنقه ، وهي رقبته ، يعني : يعرض عما يدعى إليه من الحق رقبته استكبارا ، كقوله تعالى : ( وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون ) [ الذاريات : 38 ، 39 ] ، وقال تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) [ النساء : 61 ] ، وقال : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ) [ المنافقون : 5 ] : وقال لقمان لابنه : ( ولا تصعر خدك للناس ) [ لقمان : 18 ] أي : تميله عنهم استكبارا عليهم ، وقال تعالى : ( وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ) [ لقمان : 7 ] .

وقوله : ( ليضل عن سبيل الله ) : قال بعضهم : هذه لام العاقبة; لأنه قد لا يقصد ذلك ، ويحتمل أن تكون لام التعليل . ثم إما أن يكون المراد بها المعاندين ، أو يكون المراد بها أن هذا الفاعل لهذا إنما جبلناه على هذا الخلق الذي يجعله ممن يضل عن سبيل الله .

ثم قال تعالى : ( له في الدنيا خزي ) وهو الإهانة والذل ، كما أنه لما استكبر عن آيات الله لقاه الله المذلة في الدنيا ، وعاقبه فيها قبل الآخرة; لأنها أكبر همه ومبلغ علمه ، ( ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق)

يقول تعالى ذكره: يجادل هذا الذي يجادل في الله بغير علم ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) .

واختلف أهل التأويل في المعنى الذي من أجله وصف بأنه يثني عطفه ، وما المراد من وصفه إياه بذلك، فقال بعضهم: وصفه بذلك لتكبره وتبختره، وذكر عن العرب أنها تقول: جاءني فلان ثاني عطفه: إذا جاء متبخترا من الكبر.

ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) يقول: مستكبرا في نفسه.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: لاوٍ رقبته.

ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال: رقبته.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتادة ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال: لاوٍ عنقه.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قَتادة، مثله.

وقال آخرون: معنى ذلك أنه يعرض عما يدعى إليه فلا يسمع له.

ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) يقول: يعرض عن ذكري.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد ( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) قال: لاويا رأسه، معرضا موليا، لا يريد أن يسمع ما قيل له، وقرأ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ - وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا . حدثنا القاسم - قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) قال: يعرض عن الحق.

قال أبو جعفر: وهذه الأقوال الثلاثة متقاربات المعنى، وذلك أن من كان ذا استكبار فمن شأنه الإعراض عما هو مستكبر عنه ولّي عنقه عنه والإعراض.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله وصف هذا المخاصم في الله بغير علم أنه من كبره إذا دُعي إلى الله ، أعرض عن داعيه ، لوى عنقه عنه ولم يسمع ما يقال له استكبارا.

وقوله ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) يقول تعالى ذكره: يجادل هذا المشرك في الله بغير علم معرضا عن الحق استكبارا، ليصدّ المؤمنين بالله عن دينهم الذي هداهم له ويستزلهم عنه، ( لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) يقول جلّ ثناؤه: لهذا المجادل في الله بغير علم في الدنيا خزي ، وهو القتل والذل والمهانة بأيدي المؤمنين، فقتله الله بأيديهم يوم بدر.

كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قوله ( فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) قال: قتل يوم بدر.

وقوله ( وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) يقول تعالى ذكره: ونحرقه يوم القيامة بالنار.

المعاني :

ثَانِيَ عِطْفِهِ :       لَاوِيًا عُنُقَهُ فِي تَكَبُّرٍ السراج
ثَانِيَ عِطۡفِهِ :       لاوياً عُنُقَه في استكبارٍ عَنِ الْحَقِّ الميسر في غريب القرآن
ثانيَ عِطفه :       لاويا لجانبه تكبرا وإباء معاني القرآن
خِزۡيࣱ :       ذُلٌّ وهَوَانٌ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

لمسة
[9] ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾ صورة حسّية لتكبُّر المتنطِّع في المجادلة، وهو يثني عِطفه ويلوي جانبه، فالكافر كأنه واقف أمامك تراه في حركته وسكونه يُجادِل بالحق وبالباطل.
وقفة
[9] ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ﴾ الكبر خُلُق يمنع من التوفيق للحق.
وقفة
[9] ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ﴾ من صد وتكبر ضل وأضل، نسأل الله السلامة.
لمسة
[9] ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ﴾ (ثانِيَ) من الثّنى بمعنى اللَّيِّ، والميل عن الاستقامة، والعطف -بكسر العين- الجانب، وهذا التعبير كناية عن غروره وصلفه مع جهله.
وقفة
[9] ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ من أشد الحرمان والعقوبات أن يزين لك حرب هذا الدين والاجتهاد في ذلك.
وقفة
[9] ﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ جَمَعَ بين الجِدالِ والتَّكبرِ على الخَلقِ فعُومِلَ بنقيضِ قصدِه من الذِّلةِ والمهانةِ جزاءً وفاقًا.
وقفة
[9] ﴿لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ وهو الإهانة والذل؛ كما أنه استكبر عن آيات الله لقاه الله المذلة في الدنيا، وعاقبه فيها قبل الآخرة؛ لأنها أكبر همه ومبلغ علمه.
تفاعل
[9] ﴿لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ ثانِيَ عِطْفِهِ:
  • حال منصوب بالفتحة وهو مضاف. عطفه: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف والهاء ضمير الغائب في محل جر بالاضافة.بمعنى: متكبرا عن قبول الحق، وثني العطف: عبارة عن الكبر والخيلاء وهو من الكنايات كتصعير الخد.
  • ﴿ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ:
  • اللام: لام التعليل وهي حرف جر. يضل:فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ومفعوله محذوف بتقدير ليضل الناس.عن سبيل: جار ومجرور متعلق بيضل. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيجادل وجملة «يضل عن سبيل الله» صلة «أن» المصدرية لا محل لها.
  • ﴿ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ:
  • له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. في الدنيا:جار ومجرور متعلق بخزي أو بحال منها وعلامة جر الاسم «الدنيا» الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. خزي: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَنُذِيقُهُ:
  • الواو استئنافية. نذيقه: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ يَوْمَ الْقِيامَةِ:
  • ظرف زمان-مفعول فيه-متعلق بنذيق منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ عَذابَ الْحَرِيقِ:
  • عذاب: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف.الحريق: أي النار: مضاف اليه مجرور بالكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     ولَمَّا ذمَّ اللهُ هذا المجادل بالباطِلِ الذي لا يستند إلى دليل؛ بَيَّنَ هنا أنه متكبر مغرور، معرض عن الحق، مجتهد في إضلال غيره عن سبيل الله، ثم بَيَّنَ سوء عاقبته في الدنيا والآخرة، قال تعالى:
﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

عطفه:
وقرئ:
بفتح العين، أي: تعطفه وترحمه، وهى قراءة الحسن.
ليضل:
1- بضم الياء، أي: ليضل غيره، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحها، أي: ليضل فى نفسه، وهى قراءة مجاهد، وأهل مكة، وأبى عمرو، فى رواية.
ونذيقه:
وقرئ:
فأذيقه، بهمزة المتكلم، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [10] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ ..

التفسير :

[10] ويقال له:ذلك العذاب بسبب ما فَعَلْتَ من المعاصي واكتسبت من الآثام، والله لا يعذب أحداً بغير ذنب.

وذلك بما قدمت يداه،{ وَأَّن اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}

وتقول له ملائكتنا وهي تصب عليه ألوان العذاب ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ أى: ذلك الذي تتذوقه من عذاب محرق سببه: جهلك وغرورك وإصرارك على الكفر، وحرصك على إضلالك لغيرك.

وأسند- سبحانه- سبب ما نزل بهذا الكافر من خزي وعذاب إلى يديه، لأنهما الجارحتان اللتان يزاول بهما أكثر الأعمال.

وقوله- سبحانه- وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ بيان لعدله- تعالى- مع عباده، أى: وأن الله- تعالى- ليس بذي ظلم لعباده أصلا، حتى يعذبهم بدون ذنب، بل هو عادل رحيم بهم، ومن مظاهر عدله ورحمته أنه يضاعف الحسنات، ويعاقب على السيئات، ويعفو عن كثير من ذنوب عباده.

أي : يقال له هذا تقريعا وتوبيخا ، ( وأن الله ليس بظلام للعبيد ) كقوله تعالى : ( خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم . ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم . ذق إنك أنت العزيز الكريم . إن هذا ما كنتم به تمترون ) [ الدخان : 47 - 50 ] .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن الصباح ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا هشام ، عن الحسن قال : بلغني أن أحدهم يحرق في اليوم سبعين ألف مرة .

وقوله ( ذلك بما قدمت يداك ) يقول جلّ ثناؤه: ويقال له إذا أذيق عذاب النار يوم القيامة: هذا العذاب الذي نذيقكه اليوم بما قدمت يداك في الدنيا من الذنوب والآثام ، واكتسبته فيها من الإجرام ( وأن الله ليس بظلام للعبيد ) يقول: وفعلنا ذلك لأن الله ليس بظلام للعبيد ، فيعاقب بعض عبيده على جُرْم ، وهو يغفر (1) مثله من آخر غيره، أو يحمل ذنب مذنب على غير مذنب ، فيعاقبه به ويعفو عن صاحب الذنب ، ولكنه لا يعاقب أحدا إلا على جرمه ، ولا يعذب أحدا على ذنب يغفر مثله لآخر إلا بسبب استحق به منه مغفرته.

------------------------

الهوامش:

(1) في الأصل يعفو : وفي العبارة ارتباك ، توضيحه في آخر كلامه .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[10] ﴿ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ﴾ صيغة المبالغة تقتضي بظاهرها نفي الظلم الشديد، لكن الله لا يظلم لا ظلمًا شديدًا ولا يسيرًا، والقرآن يكمل بعضه بعضًا، وقد قال الله: ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾.
وقفة
[10] ﴿ذلِكَ بِما قَدَّمَت يَداكَ﴾، وفي غيرها: ﴿أيديكم﴾ [آل عمران: 182]؛ لأن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث، وقيل في أبي جهل فوحده، وفي غيرها نزلت في الجماعة التي تقدم ذكرهم.
وقفة
[10] ﴿ذلِكَ بِما قَدَّمَت يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ﴾ أيا نفس تذكري عند كل حسنةٍ وسيئة أنكِ مرهونةٌ بعملكِ، وسـتحصدين ثماره حلوةً أو حنظلة.
وقفة
[10] ﴿وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ أوصد كل الأبواب، أحكم كل النوافذ، إلا ما كان من قِبَلهِ سبحانه، فإنها تنفذ إلى الأمان المطلق.
وقفة
[10] ﴿وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ من عدل الله أنه لا يعاقب إلا على ذنب.
لمسة
[10] ﴿وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ الآية تنفي أن يكون الله تعالى ظلاَّمًا، فهل هذا النفي يشمل أن يكون ظالمًا حاشاه سبحانه؟ لو أن أي شخص ظلم شخصًا واحدًا مرة يكون ظالمًا، أما إذا ظلم مجموعة من الناس حتى لو كان الظلم بسيطًا يكون ظلاّمًا، والملاحظ في الآية أن الله تعالى جاء بصيغة الجمع في كلمة العبيد وهي أصلًا جمع كثرة.

الإعراب :

  • ﴿ ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ:
  • الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به-مقول القول-بتقدير: ونذيقه عذاب النار ونقول له ذلك ... ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. : الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء بتقدير بسبب ما. وحذف المجرور المضاف «سبب» وحل محله المضاف اليه «ما» والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ «ذلك» بمعنى ذلك مستحق بسبب. قدمت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. يداك: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للاضافة والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالاضافة والجملة الفعلية قَدَّمَتْ يَداكَ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب بما. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: بما قدمته يداك.
  • ﴿ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ:
  • الواو: عاطفة. أنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.الله لفظ‍ الجلالة: اسم «أنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ» في محل رفع خبر «أنّ» وان وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر معطوف على الاسم الموصول وصلته بِما قَدَّمَتْ يَداكَ».
  • ﴿ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ:
  • الباء حرف جر زائد لتأكيد النفي ظلام اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه خبر «ليس» للعبيد: جار ومجرور متعلق بظلام.'

المتشابهات :

الحج: 10﴿ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ
آل عمران: 182﴿ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ
الأنفال: 51﴿ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ سوءَ عاقبة هذا المجادل بالباطِلِ في الدنيا والآخرة؛ بَيَّنَ له هنا أن الذي تتذوقه من عذاب محرق سببه جهلك وغرورك وإصرارك على الكفر، وحرصك على إضلالك لغيرك، قال تعالى:
﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [11] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ ..

التفسير :

[11] ومن الناس مَن يدخل في الإسلام على ضعف وشك، فيعبد الله على تردد، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته، ويربط إيمانه بدنياه، فإن عاش في صحة وسَعَة استمر على عبادته، وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه، فرجع عنه كمن ينقلب على

أي:ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن،{ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} أي:إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه. فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه،{ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} من حصول مكروه، أو زوال محبوب{ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} أي:ارتد عن دينه،{ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار،{ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} أي:الواضح البين.

ثم بين- سبحانه- نوعا آخر من الناس، لا يقل جرما عن سابقه فقال- تعالى-:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ، فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ، وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ...

قال صاحب الكشاف: «على حرف» أى: على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه.

وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم: لا على سكون وطمأنينة، كالذي يكون على طرف من العسكر، فإن أحس بظفر وغنيمة قر واطمأن، وإلا فر وطار على وجهه ... » .

وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية روايات منها: ما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإذا ولدت امرأته غلاما، ونتجت خيله. قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته، ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء ... » .

والمتأمل في هذه الآية الكريمة يراها قد صورت المذبذبين في عقيدتهم أكمل تصوير، فهم يقيسون العقيدة بميزان الصفقات التجارية، إن ربحوا من ورائها فرحوا، وإن خسروا فيها أصابهم الغم والحزن.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى- في شأن المنافقين: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ «3» .

والتعبير بقوله- سبحانه- عَلى حَرْفٍ يصور هذا النوع من الناس، وكأنه يترجح في عبادته كما يترجح من يكون على طرف الشيء. فهو معرض للسقوط في أية لحظة.

والمراد من الخير في قوله- تعالى- فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ الخير الدنيوي من صحة وغنى ومنافع دنيوية.

أى: فإن نزل بهذا المذبذب في عبادته خير دنيوى اطْمَأَنَّ بِهِ أى: ثبت على ما هو عليه من عبادة ثباتا ظاهريا، وليس ثباتا قلبيا حقيقيا كما هو شأن المؤمنين الصادقين الذين لا يزحزحهم عن إيمانهم وعد أو وعيد.

وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ أى: مصيبة أو شر انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ أى: ارتد ورجع عن عبادته ودينه إلى الكفر والمعاصي.

وقوله- تعالى-: خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ بيان لسوء عاقبة صنيعه.

أى: هذا الذي يعبد الله على حرف، جمع على نفسه خسارتين، خسارة الدنيا بسبب عدم حصوله على ما يريده منها، وخسارة الآخرة بسبب ارتداده إلى الكفر وغشيان السيئات،وذلك الذي جمعه على نفسه هو الخسران الواضح، الذي لا ينازع في شأنه عاقلان، إذ لا خسران أشد وأظهر، من الخسران الذي ضيع دنياه وآخرته.

قال مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما : ( على حرف ) : على شك .

وقال غيرهم : على طرف . ومنه حرف الجبل ، أي : طرفه ، أي : دخل في الدين على طرف ، فإن وجد ما يحبه استقر ، وإلا انشمر .

وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن الحارث ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) قال : كان الرجل يقدم المدينة ، فإن ولدت امرأته غلاما ، ونتجت خيله ، قال : هذا دين صالح . وإن لم تلد امرأته ، ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون ، فإذا رجعوا إلى بلادهم ، فإن وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن ، قالوا : " إن ديننا هذا لصالح ، فتمسكوا به " . وإن وجدوا عام جدوبة وعام ولاد سوء وعام قحط ، قالوا : " ما في ديننا هذا خير " . فأنزل الله على نبيه : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه ) .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : كان أحدهم إذا قدم المدينة ، وهي أرض وبيئة ، فإن صح بها جسمه ، ونتجت فرسه مهرا حسنا ، وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأن إليه ، وقال : " ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا " . وإن أصابته فتنة - والفتنة : البلاء - أي : وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته جارية ، وتأخرت عنه الصدقة ، أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرا . وذلك الفتنة .

وهكذا ذكر قتادة ، والضحاك ، وابن جريج ، وغير واحد من السلف ، في تفسير هذه الآية .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هو المنافق ، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة ، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت ، انقلب فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه ، فإن أصابته فتنة أو شدة أو اختبار أو ضيق ، ترك دينه ورجع إلى الكفر .

وقال مجاهد في قوله : ( انقلب على وجهه ) أي : ارتد كافرا .

وقوله : ( خسر الدنيا والآخرة ) أي : فلا هو حصل من الدنيا على شيء ، وأما الآخرة فقد كفر بالله العظيم ، فهو فيها في غاية الشقاء والإهانة; ولهذا قال : ( ذلك هو الخسران المبين ) أي : هذه هي الخسارة العظيمة ، والصفقة الخاسرة .

يعني جلّ ذكره بقوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أعرابا كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهاجرين من باديتهم، فإن نالوا رخاء من عيش بعد الهجرة والدخول في الإسلام أقاموا على الإسلام، وإلا ارتدّوا على أعقابهم، فقال الله ( ومن الناس من يعبد الله ) على شك، ( فإن أصابه خير اطمأن به ) وهو السعة من العيش وما يشبهه من أسباب الدنيا اطمأنّ به يقول: استقرّ بالإسلام وثبت عليه ( وإن أصابته فتنة ) وهو الضيق بالعيش وما يشبهه من أسباب الدنيا( انقلب على وجهه ) يقول: ارتدّ فانقلب على وجهه الذي كان عليه من الكفر بالله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) ... إلى قوله ( انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) قال: الفتنة البلاء، كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض وبيئة، فإن صحّ بها جسمه ، ونُتِجت فرسه مُهرا حسنا، وولدت امرأته غلاما رضي به واطمأنّ إليه وقال: ما أصبت منذ كنت على ديني هذا إلا خيرا ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته &; 18-576 &; جارية وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرّا، وذلك الفتنة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عنبسة، عن أبي بكر، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن القاسم بن أبي بَزَّة، عن مجاهد في قول الله ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) قال: على شكّ.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( عَلَى حَرْفٍ ) قال: على شك (فإن أصابه خير ) رخاء وعافية ( اطمأن به) اسْتَقَرَّ (وإن أصابته فتنة ) عذاب ومصيبة (انْقَلَبَ ) ارتد ( على وجهه ) كافرا.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، بنحوه.

قال ابن جُرَيج: كان ناس من قبائل العرب ومن حولهم من أهل القرى يقولون: نأتي محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن صادفنا خيرا من معيشة الرزق ثبتنا معه، وإلا لحقنا بأهلنا.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قَتادة ( من يعبد الله على حرف ) قال: شك.( فإن أصابه خير ) يقول: أكثر ماله وكثرت ماشيته اطمأنّ وقال: لم يصبني في ديني هذا منذ دخلته إلا خير ( وإن أصابته فتنة ) يقول: وإن ذهب ماله، وذهبت ماشيته ( انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) .

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، نحوه.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) الآية، كان ناس من قبائل العرب ومن حول المدينة من القرى كانوا يقولون: نأتي محمدا صلى الله عليه وسلم فننظر في شأنه، فإن صادفنا خيرا ثبتنا معه، وإلا لحقنا بمنازلنا وأهلينا. وكانوا يأتونه فيقولون: نحن على دينك! فإن أصابوا معيشة ونَتَجُوا خيلهم وولدت نساؤهم الغلمان، اطمأنوا وقالوا: هذا دين صدق ، وإن تأخر عنهم الرزق، وأزلقت خيولهم ، وولدت نساؤهم البنات، قالوا: هذا دين سَوْء، فانقلبوا على وجوههم.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) قال: هذا المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر.

وقوله ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) يقوله: غَبِن هذا الذي وصف جلّ ثناؤه صفته دنياه، لأنه لم يظفر بحاجته منها بما كان من عبادته الله على الشك، ووضع في تجارته فلم يربح والآخرة : يقول: وخسر الآخرة، فإنه معذّب فيها بنار الله الموقدة. وقوله ( ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) يقول : وخسارته الدنيا والآخرة هي الخسران : يعني الهلاك المبين : يقول : يبين لمن فكّر فيه وتدبره أنه قد خسر الدنيا والآخرة .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته قراء الأمصار جميعا غير حميد الأعرج ( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) على وجه المضيّ. وقرأه حميد الأعرج ( خاسِرًا) نصبا على الحال على مثال فاعل.

المعاني :

عَلَى حَرْفٍ :       عَلَى ضَعْفٍ، وَشَكٍّ، وَتَرَدُّدٍ السراج
عَلَىٰ حَرۡفࣲ :       على ضَعْفٍ وشَكٍّ الميسر في غريب القرآن
على حرْف :       شكّ وقلق و تزلزل في الدين معاني القرآن
خَيْرٌ :       صِحَّةٌ، وَسَعَةُ رِزْقٍ السراج
فِتْنَةٌ :       اِبْتِلَاءٌ بِمَكْرُوهٍ وَشِدَّةٍ السراج
فِتۡنَةٌ :       ابْتِلاءٌ وشِدَّةٌ الميسر في غريب القرآن
ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِ :       رَجَعَ عمَّا كان عليه مِنَ الاسْتِقامَةِ الميسر في غريب القرآن
ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ :       الخَسارةُ العَظِيمَةُ والصَّفْقَةُ الخاسِرةُ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

لمسة
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ﴾ صورة قرآنية فذَّة تعمل عملها في الخيال، وتُثير في النفس انفعالاتٍ شتى وتأثيراتٍ عدَّة، فالقارئ يكاد يُجسِّم هذا الحرف في خياله، ويذهب مع الحركية المتخيَّلة للعابِد وهو يعبد الله على هذا الحرف المجسَّم، ثم يلمح في خياله الاضطراب الحسي في وقفته وهو يتأرجح بين اليمين واليسار، ويُشفِق على حاله أن يسقط.
وقفة
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ﴾ من أضمر في قلبه مقايضة الخالق أتاه الخذلان من حيث لا يحتسب، اللهم زدنا يقينًا وتعلقًا بك.
وقفة
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ﴾ استقامته هشة تتطلع للدنيا، صاحبها ضعف علم وعبادة، فهو إن لم يتحقق مطلوبه انحرف وانتكس عياذًا بالله.
اسقاط
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ﴾ عبادتك انتبه أن تكون فقط من أجل منفعة تريدها أو ضر يدفع عنك حتى لا تكون من الخاسرين.
وقفة
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ﴾ قال ابن عباس: «كان الرَّجُلُ يَقْدَمُ المدِينةَ، فإن ولَدَتِ امْرَأتُهُ غُلاَمًا، ونُتِجَتْ خَيْلُهُ، قال: هذا دِينٌ صالِحٌ، وإن لم تَلِدِ امْرَأَتُهُ، ولم تُنْتَجْ خَيْلُهُ، قال: هذا دِينُ سُوء».
وقفة
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ﴾ أي: ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه: إما خوفًا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن.
وقفة
[11] شخص يعمل في شركة فهدد إن لم تتنصر وإلا ستفصل؛ فأُرْسِلتْ له هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ﴾.
وقفة
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ نزلت في قوم من الإعراب: كان أحدهم إذا أسلم فاتفق له ما يعجبه في ماله وولده، قال: هذا دين حسن، وإن اتفق له خلاف ذلك تشاءم به، وارتدَّ عن الإسلام.
تفاعل
[11] ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ قل: اللهم يا مقلب القلوب؛ ثبت قلبي على دينك.
وقفة
[11] الناس في عبوديتهم لله يتفاوتون، فكن في كل أحوالك عابدًا لله في حال الطمأنينة وحال الفتنة ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
عمل
[11] احذر من علامة المنافق: عبادة وقت الرخاء، وردة وقت الابتلاء ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
وقفة
[11] البعض ﴿يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ﴾ هذا حال المتردد: يجرب ربه في عبادته إياه, إن رأي خيرًا من وراء عبادته استمر على قدر تحقق مصلحته, وإن أبتلي سخط وترك العبادة على قدر فوات مصلحته, ونتيجة ذلك بينتها الآية:
عمل
[11] ﴿عَلَىٰ حَرْفٍ﴾ أي: طرف, حتي العبادة لا تصلح فيها الأطراف, اذهب للعمق واستقر, يطمئن لك حالك. [11] جاء كثيرًا في القرآن ذم من يعبد الله على ﴿حَرْفٍ﴾ أي: على حال واحدة، فإذا تغيَّرت ترك ما كان عليه ﴿ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾.
وقفة
[11] يا هذا! اعبد الله لما أراده منك، لا لمرادك منه، فمن عبده لمراد نفسه منه فهو ممن يعبد الله على حرف: ﴿فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريده مولاه.
وقفة
[11] ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾ أما في الدنيا؛ فإنه لا يحصل له بالردة ما أَمَّله الذي جعل الردة رأسًا لماله، وعوضًا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له.
تفاعل
[11] ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من الخاسرين.

الإعراب :

  • ﴿ وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ:
  • أعربت في الآية الكريمة الثالثة. الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة ومعنى عَلى حَرْفٍ» أي على طرف لاثبات له فيه أي غير متمكن من الدين. والجار والمجرور متعلق بحال من ضمير «يعبد» بمعنى: يعبد الله غير متمكن من الدين. وقيل المعنى: على وجه واحد.
  • ﴿ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ:
  • الفاء: استئنافية. إن: حرف شرط‍ جازم. أصابه:فعل ماض فعل الشرط‍ في محل جزم بإن مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. خير: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ اطْمَأَنَّ بِهِ:
  • الجملة: جواب شرط‍ جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. اطمأن: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. به: جار ومجرور متعلق باطمأن.
  • ﴿ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ:
  • معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعرابها. والتاء في «أصابته» تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والهاء في «وجهه» ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى وان أصابه ابتلاء من الله أو عذاب أو شر تشاء من الدين فارتد عنه. و اِنْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ» كناية عن الكفر.
  • ﴿ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الدنيا: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. والآخرة: معطوفة بالواو على «الدنيا» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة في آخرها بمعنى: خسر الدنيا والآخرة معا.
  • ﴿ ذلِكَ:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. أي ذلك الخسران.
  • ﴿ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ:
  • الجملة الاسمية: في محل رفع خبر المبتدأ «ذلك» هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الخسران: خبر «هو» مرفوع بالضمة. المبين: أي الواضح: صفة-نعت-للخسران مرفوع مثلها بالضمة. ويجوز أن يكون «هو» ضمير الفصل أو عمادا لا محل له.و«الخسران» خبر «ذلك».'

المتشابهات :

الحج: 11﴿وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
الزمر: 15﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: نَزَلَتْ في أعْرابٍ كانُوا يَقْدَمُونَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ المَدِينَةَ مُهاجِرِينَ مِن بادِيَتِهِمْ، وكانَ أحَدُهم إذا قَدِمَ المَدِينَةَ فَإنْ صَحَّ بِها جِسْمُهُ ونُتِجَتْ فَرَسُهُ مُهْرًا حَسَنًا، ووَلَدَتِ امْرَأتُهُ غُلامًا، وكَثُرَ مالُهُ وماشِيَتُهُ رَضِيَ عَنْهُ واطْمَأنَّ، وقالَ: ما أصَبْتُ مُنْذُ دَخَلْتُ في دِينِي هَذا إلّا خَيْرًا. وإنْ أصابَهُ وجَعُ المَدِينَةِ ووَلَدَتِ امْرَأتُهُ جارِيَةً، وأجْهَضَتْ رِماكُهُ، وذَهَبَ مالُهُ، وتَأخَّرَتْ عَنْهُ الصَّدَقَةُ أتاهُ الشَّيْطانُ فَقالَ: واللَّهِ ما أصَبْتَ مُنْذُ كُنْتَ عَلى دِينِكَ هَذا إلّا شَرًّا. فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِينِهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾ .ورَوى عَطِيَّةُ عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: أسْلَمَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَذَهَبَ بَصَرُهُ ومالُهُ ووَلَدُهُ، وتَشاءَمَ بِالإسْلامِ، فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: أقِلْنِي. قالَ: ”إنَّ الإسْلامَ لا يُقالُ“ . فَقالَ: إنِّي لَمْ أُصِبْ في دِينِي هَذا خَيْرًا، ذَهَبَ بَصَرِي ومالِي ووَلَدِي. فَقالَ: ”يا يَهُودِيُّ، إنَّ الإسْلامَ لَيَسْبِكُ الرِّجالَ كَما تَسْبِكُ النّارُ خَبَثَ الحَدِيدِ والفِضَّةِ والذَّهَبِ“ . قالَ: ونَزَلَتْ: ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَر اللهُ المجادِلَ بالباطِلِ، وأنَّه على قِسمَينِ: مُقلِّد، وداعٍ؛ ذَكَر هنا أنَّ المُتسمِّيَ بالإيمانِ أيضًا على قِسمَينِ: القِسمُ الأول: قِسْمٌ لم يَدخُلِ الإيمانُ قلبَه، يعبدُ اللهَ على حرفٍ، يربط إيمانَه بدنياه، فإن أصابه خير من صحة وغنى استمرَّ على إيمانه، وإن أصابه ابتلاء بمرض وفقر تشاءم بدينه فارتدَّ عنه، قال تعالى:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

خسر:
1- فعلا ماضيا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- خاسر الدنيا، اسم فاعل، نصب على الحال، وهى قراءة مجاهد، وحميد، والأعرج، وابن محيصن، من طريق الزعفراني، وقعنب، والجحدري، وابن مقسم.
3- خاسر الدنيا، اسم فاعل مرفوعا، على تقدير: هو خاسر.

مدارسة الآية : [12] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا ..

التفسير :

[12]يعبد ذلك الخاسر من دون الله ما لا يضره إن تركه، ولا ينفعه إذا عبده، ذلك هو الضلال البعيد عن الحق.ً.

{ يَدْعُو} هذا الراجع على وجهه{ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ} وهذا صفة كل مدعو ومعبود من دون الله، فإنه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا،{ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} الذي قد بلغ في البعد إلى حد النهاية، حيث أعرض عن عبادة النافع الضار، الغني المغني ، وأقبل على عبادة مخلوق مثله أو دونه، ليس بيده من الأمر شيء بل هو إلى حصول ضد مقصوده أقرب

ثم بين- سبحانه- مظاهر خسران هذا المذبذب، وأحواله القبيحة فقال: يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ...

أى: يعبد سوى الله- تعالى- أوثانا وأصناما، إن ترك عبادتها لا تستطيع أن تضره، وإن عبدها فلن تستطيع أن تنفعه.

وذلِكَ الذي يفعله هذا الشقي من عبادته لما لا يضر ولا ينفع هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ بعدا شاسعا عن كل صواب ورشاد.

وقوله : ( يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ) أي : من الأصنام والأنداد ، يستغيث بها ويستنصرها ويسترزقها ، وهي لا تنفعه ولا تضره ، ( ذلك هو الضلال البعيد )

يقول تعالى ذكره: وإن أصابت هذا الذي يعبد الله على حرف فتنة، ارتدّ عن دين الله، يدعو من دون الله آلهة لا تضرّه إن لم يعبدها في الدنيا ولا تنفعه في الآخرة إن عبدها( ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) يقول: ارتداده ذلك داعيا من دون الله هذه الآلهة هو الأخذ على غير استقامة ، والذهاب عن دين الله ذهابا بعيدا.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ) يكفر بعد إيمانه ( ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[12، 13] هنا إشكال: كونه وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، ثم وصفها بأن ضرها أقرب من نفعها، فنفی الضر ثم أثبته، والجواب: أن الضر المنفي أولًا يراد به ما يكون من فعلها وهي لا تفعل شيئًا، والضر الثاني: يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره.

الإعراب :

  • ﴿ يَدْعُوا:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بمعنى: يعبد.
  • ﴿ مِنْ دُونِ اللهِ ما:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بمعنى: يعبد. جار ومجرور متعلق بيدعو. الله: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة. ما: اسم: موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ:
  • لا: نافية لا عمل لها. يضره: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به. والجملة: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وما لا ينفعه: معطوفة بالواو على ما لا يَضُرُّهُ» وتعرب إعرابها.بمعنى لا يضره ولا ينفعه في شيء.
  • ﴿ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ:
  • تعرب إعراب ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ» الواردة في الآية الكريمة السابقة.'

المتشابهات :

ابراهيم: 18﴿لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ
الحج: 12﴿يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ۚ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     وبعد ذمِّ المذبذب الذي يعبد الله على حرف؛ وَبَّخَه اللهُ هنا، وبَيَّنَ مظاهر خسرانه، قال تعالى:
﴿ يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [13] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن ..

التفسير :

[13]يدعو مَن ضررُه المحقق أقرب من نفعه، قبح ذلك المعبود نصيراً، وقبح عشيراً.

{ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} فإن ضرره في العقل والبدن والدنيا والآخرة معلوم{ لَبِئْسَ الْمَوْلَى} أي:هذا المعبود{ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} أي:القرين الملازم على صحبته، فإن المقصود من المولى والعشير، حصول النفع، ودفع الضرر، فإذا لم يحصل شيء من هذا، فإنه مذموم ملوم.

ثم أضاف- سبحانه- إلى تبكيت هذا المذبذب وتقريعه تقريعا آخر فقال: يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ، لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ.

والمولى: هو كل من انعقد بينك وبينه سبب، يجعلك تواليه ويواليك، وتناصره ويناصرك.

والعشير: هو من يعاشرك ويخالطك في حياتك.

أى: يعبد هذا الإنسان الجاهل المضطرب، معبودا ضرره أقرب من منفعته، لبئس الناصر ولبئس الصاحب هذا المعبود.

فإن قيل: كيف نجمع بين هذه الآية التي جعلت المعبود الباطل ضرره أقرب من نفعه، وبين الآية السابقة عليها والتي نفت الضر والنفع نفيا تاما.

وقد أجاب العلماء عن هذا التساؤل بإجابات منها: أن لفظ «يدعو» في الآية الثانية بمعنى يقول.

وقد صدر الآلوسى تفسيره للآية بهذا الرأى فقال ما ملخصه: «قوله- تعالى- يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ. استئناف يبين مآل دعائه وعبادته غير الله- تعالى- ويقرر كون ذلك ضلالا بعيدا. فالدعاء هنا بمعنى القول.

أى: يقول الكافر يوم القيامة برفع صوت، وصراخ حين يرى تضرره بمعبوده ودخوله النار بسببه، ولا يرى منه أثرا مما كان يتوقعه منه من نفع أو دفع ضر: والله لبئس الذي يتخذ ناصرا- من دون الله- ولبئس الذي يعاشر ويخالط، فكيف بما هو ضرر محض، عار عن النفع بالكلية، وفي هذا من المبالغة في تقبيح حال الصنم والإمعان في ذمه ما لا يخفى ... » .

ومنها ما ذكره الإمام القرطبي فقال: قوله- تعالى- يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ أى: هذا الذي انقلب على وجهه يدعو من ضره أدنى من نفعه، أى: في الآخرة، لأنه بعبادته دخل النار. ولم ير منه نفعا أصلا، ولكنه قال: ضره أقرب من نفعه، ترفيعا للكلام، كقوله- تعالى-: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ .

ومنها: ما ذكره بعض العلماء من أن الآية الأولى في شأن الذين يعبدون الأصنام، إذ الأصنام لا تنفع من عبدها، ولا تضر من كفر بها، ولذا قال فيها: ما لا يضره وما لا ينفعه، والقرينة على أن المراد بذلك الأصنام: التعبير بلفظة «ما» في قوله:

ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ لأن لفظ «ما» يأتى- غالبا- لما لا يعقل. والأصنام لا تعقل.

أما الآية الثانية فهي في شأن من عبد بعض الطغاة من دون الله، كفرعون القائل لقومه:

«ما علمت لكم من إله غيرى» فإن فرعون وأمثاله من الطغاة المعبودين، قد يغدقون نعم الدنيا على عابديهم. وهذا النفع الدنيوي بالنسبة لما سيلاقونه من عذاب لا شيء. فضر هذا المعبود بخلود عابده في النار. أقرب من نفعه بعرض قليل زائل من حطام الدنيا.

والقرينة على أن المراد بالمعبود الباطل في الآية الثانية بعض الطغاة الذين هم من جنس العقلاء: هي التعبير «بمن» التي تأتى- غالبا- لمن يعقل، كما قال- تعالى-: يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ.. .

ويبدو لنا أن هذا القول الأخير له وجه من القبول.

وبذلك نرى السورة الكريمة قد ساقت لنا نماذج من أحوال الناس في هذه الحياة. لكي يحذرهم المؤمنون ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.

ثم بينت السورة الكريمة ما أعده الله- تعالى- للمؤمنين الصادقين من حسن الثواب، بعد أن صرحت بما توعد به- سبحانه- المجادلين فيه بغير علم بسوء العقاب، فقال- تعالى-:

( يدعو لمن ضره أقرب من نفعه ) أي : ضرره في الدنيا قبل الآخرة أقرب من نفعه فيها ، وأما في الآخرة فضرره محقق متيقن .

وقوله : ( لبئس المولى ولبئس العشير ) : قال مجاهد : يعني الوثن ، يعني : بئس هذا الذي دعا به من دون الله مولى ، يعني : وليا وناصرا ، ( ولبئس العشير ) وهو المخالط والمعاشر .

واختار ابن جرير أن المراد : لبئس ابن العم والصاحب من يعبد [ الله ] على حرف ، ( فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه )

وقول مجاهد : إن المراد به الوثن ، أولى وأقرب إلى سياق الكلام ، والله أعلم .

يقول تعالى ذكره: يدعو هذا المنقلب على وجهه من أن أصابته فتنة آلهة لضرّها في الآخرة له أقرب وأسرع إليه من نفعها. وذكر أن ابن مسعود كان يقرؤه يدعو مَنْ ضَرّه أقرب من نفعه.

واختلف أهل العربية في موضع " من "، فكان بعض نحويِّي البصرة يقول: موضعه نصب بيدعو، ويقول: معناه: يدعو لآلهة ضرّها أقرب من نفعها، ويقول: هو شاذٌّ لأنه لم يوجد في الكلام: يدعو لزيدا. وكان بعض نحويِّي الكوفة يقول: اللام من صلة " ما " بعد " مَنْ"، كأن معنى الكلام عنده: يدعو من لَضَرّه أقرب من نفعه. وحُكي عن العرب سماعا منها عندي لَمَا غيرُه خير منه، بمعنى: عندي ما لغيره خير منه، وأعطيتك لما غيره خير منه، بمعنى: ما لغيره خير منه. وقال: جائز في كلّ ما لم يتبين فيه الإعراب الاعتراض باللام دون الاسم.

وقال آخرون منهم: جائز أن يكون معنى ذلك: هو الضلال البعيد يدعو، فيكون يدعو صلة الضلال البعيد، وتضمر في يدعو الهاء ثم تستأنف الكلام باللام، فتقول لمن ضرّه أقرب من نفعه: لبئس المولى، كقولك في الكلام في مذهب الجزاء: لَمَا فَعَلْتَ لَهُو خَيْر لك. فعلى هذا القول " من " في موضع رفع بالهاء في قوله ، ضَرّه، ، لأن مَنْ إذا كانت جزاء فإنما يعربها ما بعدها، واللام الثانية في لبئس المولى جواب اللام الأولى، وهذا القول الآخر على مذهب العربية أصحّ، والأوّل إلى مذهب أهل التأويل أقرب.

وقوله ( لَبِئْسَ الْمَوْلَى ) ، يقول: لبئس ابن العم هذا الذي يعبد الله على حرف.

( وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) يقول: ولبئس الخليط المعاشر والصاحب: هو كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، فال: قال ابن زيد، في قوله ( وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) قال: العشير: هو المعاشر الصاحب.

وقد قيل: عني بالمولى في هذا الموضع: الولي الناصر.

وكان مجاهد يقول: عني بقوله ( لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) الوثن.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله ( وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) قال: الوثن.

المعاني :

الْمَوْلَى :       النَّاصِرُ السراج
ٱلۡمَوۡلَىٰ :       النَّصِيرُ الميسر في غريب القرآن
ٱلۡعَشِيرُ :       الصَّاحِبُ المُعاشِرُ الميسر في غريب القرآن
العشير :       المصاحب المعاشر معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[13] ﴿يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ﴾ كل لحظة تتعلق فيها قلوبنا بأحد غير الله نجد ضررها في حياتنا، يا رب نعوذ بك من الفقر لغيرك.
وقفة
[13] ﴿يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ﴾ قال ابن القيم: «إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلق به وصل».
وقفة
[13] ﴿يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ ۚ لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ﴾ لأن شأن المولى جلب النفع لمولاه، وشأن العشير جلب الخير لعشيره، فإذا تخلف ذلك منهما نادرًا كان مذمة وغضاضة، فأما أن يكون ذلك منه مطردًا فذلك شر الموالي.

الإعراب :

  • ﴿ يَدْعُوا:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الاسمية بعده: في محل نصب مفعول به -مقول القول-لأن المعنى يقول هذا الكافر يوم القيامة بدعاء وصراخ حين يرى استضراره بالأصنام ودخوله النار بعبادتها ولا يرى الشفاعة التي ادعاها لها لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ... »
  • ﴿ لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ:
  • اللام: لام الابتداء للتوكيد. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ضره: مبتدأ ثان مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء ضمير الغائب في محل جر بالاضافة. أقرب: خبر «ضره» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-أفعل- صيغة تفضيل وبوزن الفعل. والجملة الفعلية «لبئس المولى» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «من» بمعنى: لمن ضره بكونه معبودا أقرب من نفعه بكونه شفيعا لبئس المولى والجملة الاسمية «ضره أقرب» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ مِنْ نَفْعِهِ:
  • جار ومجرور متعلق بأقرب والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لَبِئْسَ الْمَوْلى:
  • اللام زائدة للتوكيد. بئس: فعل ماض جامد لانشاء الذم.المولى: أي ولي الأمر أو الناصر: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ:
  • معطوفة بالواو على «لبئس المولى» وتعرب إعرابها بمعنى:ولبئس الصديق أو الصاحب هو وحذف المخصوص بالذم لأن ما قبله يدل عليه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     وبعد توبيخ المذبذب وتبكيته، زاد اللهُ هنا توبيخه، وبَيَّنَ مآل دعائه وعبادته غير الله، قال تعالى:
﴿ يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [14] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا ..

التفسير :

[14] إن الله يدخل الذين آمنوا بالله ورسوله، وثبتوا على ذلك، وعملوا الصالحات، جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، إن الله يفعل ما يريد من ثواب أهل طاعته تفضلاً، وعقابِ أهل معصيته عدلاً.

لما ذكر تعالى المجادل بالباطل، وأنه على قسمين، مقلد، وداع، ذكر أن المتسمي بالإيمان أيضا على قسمين، قسم لم يدخل الإيمان قلبه كما تقدم، والقسم الثاني:المؤمن حقيقة، صدق ما معه من الإيمان بالأعمال الصالحة، فأخبر تعالى أنهيدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وسميت الجنة جنة، لاشتمالها على المنازل والقصور والأشجار والنوابت التي تجن من فيها، ويستتر بها من كثرتها،{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} فما أراده تعالى فعله من غير ممانع ولا معارض، ومن ذلك، إيصال أهل الجنة إليها، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه.

أى: إن الله- تعالى- بفضله وكرمه، يدخل عباده «الذين آمنوا» إيمانا حقا، «وعملوا» الأعمال «الصالحات جنات تجرى من» تحت أشجارها، «الأنهار» إن الله- تعالى- يفعل ما يريد فعله على حسب ما تقتضيه حكمته ومشيئته دون أن ينازعه في ذلك منازع. أو يعارضه معارض، فهو- سبحانه- لا يسأل عما يفعل.

ثم بين- سبحانه- أن نصره لنبيه صلّى الله عليه وسلّم آت لا شك فيه مهما كره ذلك الكارهون، فقال- تعالى-:

لما ذكر أهل الضلالة الأشقياء ، عطف بذكر الأبرار السعداء ، من الذين آمنوا بقلوبهم ، وصدقوا إيمانهم بأفعالهم ، فعملوا الصالحات من جميع أنواع القربات ، [ وتركوا المنكرات ] فأورثهم ذلك سكنى الدرجات العاليات ، في روضات الجنات .

ولما ذكر أنه أضل أولئك ، وهدى هؤلاء ، قال : ( إن الله يفعل ما يريد )

يقول تعالى ذكره: إن الله يدخل الذين صدقوا الله ورسوله، وعملوا بما أمرهم الله في الدنيا، وانتهوا عما نهاهم عنه فيها جنات يعني بساتين ( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) يقول: تجري الأنهار من تحت أشجارها( إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) فيعطي ما شاء من كرامته أهل طاعته، وما شاء من الهوان أهل معصيته.

المعاني :

مِن تَحۡتِهَا :       أي: مِنْ تَحْتِ قُصُورِها الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[14] تسمع عن عظمته وخضوع كل المخلوقات وسجودها له فأين قلبك؟ لِمَ تستكبر؟ تسمع عن عظمته وجلاله وجبروته: ﴿وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ [9]، وتسمع عن فضله ورحمته: ﴿إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾.
تفاعل
[14] ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ سَل الله الجنة الآن.
وقفة
[14] ﴿إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ ثق ثقة تامة أن أي أحد غير الله يقول لك إنه يفعل ما يريد أنه كذَّاب، مهما بلغت إمكانياته.
وقفة
[14] ﴿إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ إرادته متعلقة بحكمته، وحكمته مرتبطة برحمته، فأبشر واطمئن بأن ارادة الله دائرة بين الحكمة والرحمة.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ‍ الجلالة:اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. يدخل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يدخل» في محل رفع خبر «انّ».
  • ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:
  • معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها.الصالحات: مفعول به لعملوا منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم أو بمعنى: وعملوا الأعمال الصالحات.
  • ﴿ جَنّاتٍ:
  • مفعول به ثان منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والجملة الفعلية بعدها في محل نصب صفة لها.
  • ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت: جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» بتقدير: كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. الأنهار: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ:
  • تعرب إعراب إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ» يريد: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على لفظ‍ الجلالة. بمعنى: ما يشاء والعائد المحذوف ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما يريده.'

المتشابهات :

الحج: 14﴿ إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ
الحج: 23﴿ إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا
محمد: 12﴿ إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     القِسمُ الثاني: المؤمِنُ حقيقةً، وهو الذي صدَّق ما معه من الإيمانِ بالأعمالِ الصَّالحةِ، فأخْبَر اللهُ هنا أنَّه يُدخِلُ أصحابَ هذا القسمِ جَنَّاتٍ تَجري مِن تَحتِها الأنهارُ، قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [15] :الحج     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن ..

التفسير :

[15] من كان يعتقد أن الله تعالى لن يؤيد رسوله محمداً بالنصر في الدنيا بإظهار دينه، وفي الآخرة بإعلاء درجته، وعذابِ مَن كذَّبه، فلْيَمْدُدْ حبلاً إلى سقف بيته وليخنق به نفسه، ثم ليقطع ذلك الحبل، ثم لينظر:هل يُذْهِبنَّ ذلك ما يجد في نفسه من الغيظ؟ فإن الله

أي:من كان يظن أن الله لا ينصر رسوله، وأن دينه سيضمحل، فإن النصر من الله ينزل من السماء{ فَلْيَمْدُدْ} ذلك الظان{ بِسَبَبٍ} أي:حبل{ إِلَى السَّمَاءِ} وليرقى إليها{ ثُمَّ لِيَقْطَعْ} النصر النازل عليه من السماء

{ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} أي:ما يكيد به الرسول، ويعمله من محاربته، والحرص على إبطال دينه، ما يغيظه من ظهور دينه، وهذا استفهام بمعنى النفي [وأنه]، لا يقدر على شفاء غيظه بما يعمله من الأسباب.

ومعنى هذه الآية الكريمة:يا أيها المعادي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الساعي في إطفاء دينه، الذي يظن بجهله، أن سعيه سيفيده شيئا، اعلم أنك مهما فعلت من الأسباب، وسعيت في كيد الرسول، فإن ذلك لا يذهب غيظك، ولا يشفي كمدك، فليس لك قدرة في ذلك، ولكن سنشير عليك برأي، تتمكن به من شفاء غيظك، ومن قطع النصر عن الرسول -إن كان ممكنا- ائت الأمر مع بابه، وارتق إليه بأسبابه، اعمد إلى حبل من ليف أو غيره، ثم علقه في السماء، ثم اصعد به حتى تصل إلى الأبواب التي ينزل منها النصر، فسدها وأغلقها واقطعها، فبهذه الحال تشفي غيظك، فهذا هو الرأي:والمكيدة، وأما ما سوى هذه الحال فلا يخطر ببالك أنك تشفي بها غيظك، ولو ساعدك من ساعدك من الخلق. وهذه الآية الكريمة، فيها من الوعد والبشارة بنصر الله لدينه ولرسوله وعباده المؤمنين ما لا يخفى، ومن تأييس الكافرين، الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره، ولو كره الكافرون، أي:وسعوا مهما أمكنهم.

وللعلماء في تفسير الآية الأولى أقوال:

أولها أن الضمير في قوله يَظُنُّ يعود إلى أعداء النبي صلّى الله عليه وسلّم وفي قوله يَنْصُرَهُ يعود إليه صلّى الله عليه وسلّم والمعنى: «من كان يظن» من الكافرين الكارهين للحق الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم «أن لن ينصره الله» . أى: أن لن ينصر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم «في الدنيا والآخرة فليمدد» هذا الكافر «بسبب» أى: بحبل إلى السماء، أى: سقف بيته، لأن العرب تسمى كل ما علاك فهو سماء.

«ثم ليقطع» ثم ليختنق هذا الكافر بهذا الحبل، بأن يشده حول عنقه ويتدلى من الحبل المعلق بالسقف حتى يموت.

«فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ» أى: فليتفكر هذا الكافر في أمره، هل يزيل فعله هذا ما امتلأت به نفسه من غيظ لنصر الله- تعالى- لنبيه صلّى الله عليه وسلّم؟

كلا، فإن ما يفعله بنفسه من الاختناق والغيظ، لن يغير شيئا من نصر الله- تعالى- لنبيه صلّى الله عليه وسلّم، فليمت هذا الكافر بغيظه وكيده.

فالمقصود بالآية الكريمة: بيان أن ما قدره الله- تعالى- من نصر لنبيه صلّى الله عليه وسلّم لن يحول بين تنفيذه حائل، مهما فعل الكافرون، وكره الكارهون، فليموتوا بغيظهم، فإن الله- تعالى- ناصر نبيه لا محالة.

وصح عود الضمير في قوله أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم مع أنه لم يسبق له ذكر، لأن الكلام دال عليه في الآيات السابقة، إذ المراد بالإيمان في قوله- تعالى- في الآية السابقة إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... الإيمان بصدق النبي صلّى الله عليه وسلّم فيما جاء به عند ربه- تعالى-.

وعبر- سبحانه- عن اختناق هذا الحاقد بالحبل بقوله: ثُمَّ لْيَقْطَعْ لأن قطع الشيء يؤدى إلى انتهائه وهلاكه، والمفعول محذوف. والتقدير: ثم ليقطع نفسه أو حياته.

وقد صدر صاحب الكشاف تفسيره للآية بهذا القول فقال: هذا كلام قد دخله اختصار.

والمعنى: إن الله ناصر رسوله في الدنيا والآخرة، فمن كان يظن من حاسديه وأعاديه أن الله يفعل خلاف ذلك.. فليستقص وسعه، وليستفرغ مجهوده في إزالة ما يغيظه. بأن يفعل ما يفعله من بلغ به الغيظ كل مبلغ، حتى مد حبلا إلى سماء بيته فاختنق، فلينظر- هذا الحاسد- وليصور في نفسه أنه إن فعل ذلك هل يذهب نصر الله الذي يغيظه؟

وسمى- سبحانه- فعل هذا الكافر كيدا، لأنه وضعه موضع الكيد، حيث لم يقدر على غيره، أو سماه كذلك على سبيل الاستهزاء، لأنه لم يكد به محسوده، إنما كاد نفسه.

والمراد: إنه ليس في يده إلا ما ليس بمذهب لما يغيظه ... » .

وثانيها: إن الضمير في قوله: لَنْ يَنْصُرَهُ يعود إلى «من» في قوله مَنْ كانَ يَظُنُّ وأن النصر هنا بمعنى الرزق..

فيكون المعنى: من كان من الناس يظن أن لن يرزقه الله في الدنيا والآخرة فليختنق، وليقتل نفسه، إذ لا خير في حياة ليس فيها رزق الله وعونه، أو فليختنق، فإن اختناقه لن يغير شيئا مما قضاه الله- تعالى-.

قال الآلوسى: واستظهر أبو حيان كون الضمير في «ينصره» عائدا على «من» لأنه المذكور، وحق الضمير أن يعود على مذكور ... وفسر النصر بالرزق.

قال أبو عبيدة: وقف علينا سائل من بنى بكر فقال: من ينصرني نصره الله- أى: من يرزقني رزقه الله.

والمعنى: أن الأرزاق بيد الله- تعالى- لا تنال إلا بمشيئته، فمن ظن أن الله- تعالى- غير رازقه، ولم يصبر ولم يستسلم فليختنق، فإن ذلك لا يقلب القسمة ولا يرده مرزوقا.

والغرض: الحث على الرضا بما قسمه الله- تعالى- لا كمن يعبده على حرف ... .

وثالثها: أن الآية في قوم من المسلمين استبطئوا نصر الله- تعالى- لاستعجالهم وشدة غيظهم وحنقهم على المشركين، فنزلت الآية لبيان أن كل شيء عند الله بمقدار.

ويكون المعنى: من كان من الناس يظن أن لن ينصره الله، واستبطأ حدوث ذلك، فليمت غيظا. لأن للنصر على المشركين وقتا لا يقع إلا فيه بإذن الله ومشيئته.

ويبدو أن أقرب الأقوال إلى الصواب، القول الأول، وعليه جمهور المفسرين، ويؤيده قوله- تعالى-: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ .

وقوله- سبحانه-: ... وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ، قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ .

قال ابن عباس : من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ( فليمدد بسبب ) أي : بحبل ) إلى السماء ) أي : سماء بيته ، ( ثم ليقطع ) يقول : ثم ليختنق به . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وأبو الجوزاء ، وقتادة ، وغيرهم .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( فليمدد بسبب إلى السماء ) أي : ليتوصل إلى بلوغ السماء ، فإن النصر إنما يأتي محمدا من السماء ، ( ثم ليقطع ) ذلك عنه ، إن قدر على ذلك .

وقول ابن عباس وأصحابه أولى وأظهر في المعنى ، وأبلغ في التهكم; فإن المعنى : من ظن أن الله ليس بناصر محمدا وكتابه ودينه ، فليذهب فليقتل نفسه ، إن كان ذلك غائظه ، فإن الله ناصره لا محالة ، قال الله تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد . يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [ غافر : 51 ، 52 ] ; ولهذا قال : ( فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ )

قال السدي : يعني : من شأن محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال عطاء الخراساني : فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من الغيظ .

اختلف أهل التأويل في المعنيّ بالهاء التي في قوله: ( أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ ) .

فقال بعضهم: عُنِي بها نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فتأويله على قول بعض قائلي ذلك: من كان من الناس يحسب أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة، فليمدد بحبل، وهو السبب إلى السماء: يعني سماء البيت، وهو سقفه، ثم ليقطع السبب بعد الاختناق به، فلينظر هل يذهبن اختناقه ذلك، وقطعه السبب بعد الاختناق ما يغيظ، يقول: هل يذهبن ذلك ما يجد في صدره من الغيظ.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثني أبي، قال: ثني خالد بن قيس، عن قَتادة: من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه ولا دينه ولا كتابه، ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ) يقول: بحبل إلى سماء البيت فليختنق به ( فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ) .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) قال: من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم، ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ) يقول: بحبل إلى سماء البيت، ( ثُمَّ لِيَقْطَعْ ) يقول: ثم ليختنق ثم لينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظ.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن قَتادة، بنحوه.

وقال آخرون ممن قال: الهاء في ينصره من ذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم السماء التي ذكرت في هذا الموضع، هي السماء المعروفة.

قالوا: معنى الكلام ما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) فقرأ حتى بلغ ( هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ) قال: من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم، ويكابد هذا الأمر ليقطعه عنه ومنه: فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه، فإن أصله في السماء، فليمدد بسبب إلى السماء، ثم ليقطع عن النبيّ صلى الله عليه وسلم الوحي الذي يأتيه من الله، فإنه لا يكايده حتى يقطع أصله عنه، فكايد ذلك حتى قطع أصله عنه.( فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ) ما دخلهم من ذلك، وغاظهم الله به من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وما ينـزل عليه. وقال آخرون ممن قال " الهاء " التي في قوله: ( يَنْصُرَهُ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم; معنى النصر هاهنا الرزق، فعلى قول هؤلاء تأويل الكلام: من كان يظنّ أن لن يرزق الله محمدا في الدنيا، ولن يعطيه. وذكروا سماعا من العرب: من ينصرني نصره الله، بمعنى: من يعطيني أعطاه الله، وحكوا أيضا سماعا منهم: نصر المطر أرض كذا: إذا جادها وأحياها.

واستشهد لذلك ببيت الفقعسيّ:

وإنَّـكَ لا تُعْطِـي امْـرأً فَـوْقَ حَظِّـهِ

ولا تَمْلِـكُ الشَّـقَّ الَّـذِي الغَيْثُ ناصِرُهُ (2)

* ذكر من قال ذلك:

حدثني أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن التميمي، قال: قلت لابن عباس: أرأيت قوله ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ) قال: من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا، فليربط حبلا في سقف ثم ليختنق به حتى يموت.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام عن عنبسة، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن التميمي، قال: سألت ابن عباس، عن قوله: ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ ) قال: أن لن يرزقه الله في الدنيا والآخرة، ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ) والسبب: الحَبْل، والسماء: سقف البيت، فليعلق حبلا في سماء البيت ثم ليختنق ( فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ) هذا الذي صنع ما يجد من الغيظ.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو بن مطرف، عن أبي إسحاق، عن رجل من بني تميم، عن ابن عباس، مثله.

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التميميّ، عن ابن عباس: ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ) قال: سماء البيت.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت التميميّ، يقول: سألت ابن عباس، فذكر مثله.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبى، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) ... إلى قوله: ( مَا يَغِيظُ ) قال: السماء التي أمر الله أن يمد إليها بسبب سقف البيت أمر أن يمد إليه بحبل فيختنق به، قال: فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ إذا اختنق إن خشي أن لا ينصره الله!

وقال آخرون: الهاء في ينصره من ذكر " مَنْ". وقالوا: معنى الكلام: من كان يظنّ أن لن يرزقه الله في الدنيا والآخرة، فليمدد بسبب إلى سماء البيت ثم ليختنق، فلينظر هل يذهبن فعله ذلك ما يغيظ، أنه لا يرزق!

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث (3) ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله ( أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ ) قال: يرزقه الله.( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ) قال: بحبل ( إِلَى السَّمَاءِ ) سماء ما فوقك ( ثُمَّ لِيَقْطَعْ ) ليختنق، هل يذهبن كيده ذلك خنقه أن لا يرزق.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، في قوله ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ ) يرزقه الله ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ) قال: بحبل إلى السماء.

قال ابن جُرَيج، عن عطاء الخراسانيّ، عن ابن عباس، قال: ( إِلَى السَّمَاءِ ) إلى سماء البيت. قال ابن جُرَيج: وقال مجاهد: ( ثُمَّ لِيَقْطَعْ ) قال: ليختنق، وذلك كيده ( مَا يَغِيظُ ) قال: ذلك خنقه أن لا يرزقه الله.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ) يعني: بحبل ( إِلَى السَّمَاءِ ) يعني: سماء البيت.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عطية، قال: أخبرنا أبو رجاء، قال: سُئل عكرِمة عن قوله: ( فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ) قال: سماء البيت.( ثُمَّ لِيَقْطَعْ ) قال: يختنق.

وأولى ذلك بالصواب عندي في تأويل ذلك قول من قال: الهاء من ذكر نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ودينه وذلك أن الله تعالى ذكره، ذكر قومًا يعبدونه على حرف وأنهم يطمئنون بالدين إن أصابوا خيرا في عبادتهم إياه، وأنهم يرتدّون عن دينهم لشدّة تصيبهم فيها، ثم أتبع ذلك هذه الآية، فمعلوم أنه إنما أتبعه إياها توبيخا لهم على ارتدادهم عن الدين، أو على شكهم فيه نفاقهم، استبطاء منهم السعة في العيش، أو السبوغ في الرزق. وإذا كان الواجب أن يكون ذلك عقيب الخبر عن نفاقهم، فمعنى الكلام إذن، إذ كان كذلك: من كان يحسب أن لن يرزق الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته في الدنيا، فيوسع عليهم من فضله فيها، ويرزقهم في الآخرة من سَني عطاياه وكرامته، استبطاء منه فعل الله ذلك به وبهم، فليمدد بحبل إلى سماء فوقه: إما سقف بيت، أو غيره مما يعلق به السبب من فوقه، ثم يختنق إذا اغتاظ من بعض ما قضى الله، فاستعجل انكشاف ذلك عنه، فلينظر هل يذهبنّ كيده اختناقه كذلك ما يغيظ، فإن لم يذهب ذلك غيظه؛ حتى يأتي الله بالفرج من عنده فيذهبه، فكذلك استعجاله نصر الله محمدا ودينه لن يُؤَخِّر ما قضى الله له من ذلك عن ميقاته، ولا يعجَّل قبل حينه، وقد ذكر أن هذه الآية نـزلت في أسد وغطفان، تباطئوا عن الإسلام، وقالوا: نخاف أن لا ينصر محمد صلى الله عليه وسلم، فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من اليهود فلا يميروننا ولا يُرَوُّوننا، فقال الله تبارك وتعالى لهم: من استعجل من الله نصر محمد، فليمدد بسبب إلى السماء فليختنق فلينظر استعجاله بذلك في نفسه، هل هو مُذْهِبٌ غيظه؟ فكذلك استعجاله من الله نصر محمد غير مقدّم نصره قبل حينه.

واختلف أهل العربية في " ما " التي في قوله: ( مَا يَغِيظُ ) فقال بعض نحوييِّ البصرة هي بمعنى الذي، وقال: معنى الكلام: هل يذهبنّ كيده الذي يغيظه، قال: وحذفت الهاء لأنها صلة الذي، لأنه إذا صارا جميعا اسما واحدا كان الحذف أخفّ. وقال غيره: بل هو مصدر لا حاجة به إلى الهاء، هل يذهبنّ كيده غيظه.

------------------------

الهوامش:

(2) البيت للفقعسي ، كما قال المؤلف . والشاهد فيه قوله " الغيث ناصره " . قال في ( اللسان : نصر ) قال أبو حنيفة الدينوري الناصر والناصرة : ما جاء من مكان بعيد إلى الوادي ، فنصر السيول . ونصر البلاد ينصرها أتاها . عن ابن الأعرابي ، ونصرت أرض بني فلان أي أتيتها ، ونصر الغيث الأرض نصرا : أغاثها وسقاها وأنبتها . قال :

مــن كـان أخطـأه الـربيع فإنمـا

نصـر الحجـاز بغيـث عبـد الواحد

ونصر الغيث البلد : إذا أعانه على الخصب والنبات . وقال أبو عبيدة : نصرت البلاد : إذا مطرت فهي منصورة : أي ممطورة . ونصر القوم : إذا أغيثوا . وفي الحديث . " إن هذه السحابة تنصر أرض بني كعب " أي تمطرهم .

(3) في السند اختصار لعله من الناسخ .

المعاني :

ينصره الله :       ينصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم معاني القرآن
فَلۡيَمۡدُدۡ :       فليَشْدُدْ الميسر في غريب القرآن
بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ :       بِحَبْلٍ إِلَى سَقْفِ بَيْتِهِ؛ لْيَخْنُقَ بِهِ نَفْسَهُ السراج
بِسَبَبٍ :       بحَبْلٍ الميسر في غريب القرآن
إِلَى ٱلسَّمَآءِ :       أي: سَماءِ بيتِه، وهو سَقْفُه الميسر في غريب القرآن
بسبب إلى السماء :       بحبل إلى سقف بيته معاني القرآن
ثُمَّ لِيَقْطَعْ :       أَيْ: لِيَقْطَعْ ذَلِكَ الحَبْلَ السراج
ثُمَّ لۡيَقۡطَعۡ :       أي: ذلك الحبلَ، لِيَخْنُقَ بِه نَفْسَه الميسر في غريب القرآن
ثم ليقطع :       ثم ليختنق به حتى يموت معاني القرآن
كَيۡدُهُ :       مَكْرُه وحِيلَتُه الميسر في غريب القرآن
كيده :       صنيعه بنفسه معاني القرآن
مَا يَغِيظُ :       ما يَجِدُ في نَفْسِه مِنَ الغَيظِ والغَضَبِ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[15] ﴿مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ الله ناصرٌ نبيه ودينه ولو كره الكافرون.
وقفة
[15] ﴿مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ إن الله ناصر رسوله في الدنيا والآخرة، فمن كان يظن من أعدائه أن الله لا يفعل، فليستفرغ جهده في إزالة غيظه، بأن يفعل فعل من بلغ به الغيظ منتهاه، حتى مد حبلًا إلى سماء بيته فشنق به نفسه، فلينظر إن فعل ذلك هل يذهب غيظ قلبه؟ كلا، فإن ما فعله بنفسه من الاختناق والغيط، لن يغير شي من نصر الله تعالى له، فليمت بغيظه وكمده.
وقفة
[15] ﴿مَن كانَ يَظُنُّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ ليَقطَع فَليَنظُر هَل يُذهِبَنَّ كَيدُهُ ما يَغيظُ﴾ هى لمن يستبطئ نصرًا، أو يهتز يقينه وثباته.

الإعراب :

  • ﴿ مَنْ كانَ يَظُنُّ:
  • من: اسم شرط‍ جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة من فعل الشرط‍ وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من».كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط‍ في محل جزم بمن. واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على «من».يظن: فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يظن» في محل نصب خبر «كان» والجملة الفعلية «كان يظن» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. بمعنى: ان الله ناصر رسوله محمدا ومظهر دينه فمن كان يظن من حاسديه وأعاديه.
  • ﴿ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ:
  • العرب اذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت أحدهما.أن: مخففة من «أن» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن مستتر تقديره: أنه. لن: حرف نصب ونفي واستقبال. ينصره: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى لن يرزقه الله. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ» في محل رفع خبر «أن» و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي «يظن
  • ﴿ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ:
  • جار ومجرور متعلق بينصره وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعزز، والآخرة: معطوفة بالواو على «الدنيا» مجرورة مثلها وتعرب اعرابها.
  • ﴿ فَلْيَمْدُدْ:
  • الجملة: جواب شرط‍ جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط‍.اللام لام الأمر. يمدد: فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ:
  • جار ومجرور متعلق بيمدد. الى السماء: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «سبب» بمعنى بحبل الى سقف أو سماء بيته ويجوز أن تكون الباء حرف جر زائدا و «سبب» اسما مجرورا لفظا منصوبا محلا بتقدير فليمدد سببا أو حبلا وينصب على المفعولية.
  • ﴿ ثُمَّ لْيَقْطَعْ:
  • ثم: عطف. ليقطع: معطوفة على «ليمدد» وتعرب إعرابها بمعنى: ليختنق. ويجوز أن يكون المعنى: ثم ليخنق نفسه به. بحذف المفعول أي نفسه.
  • ﴿ فَلْيَنْظُرْ هَلْ:
  • تعرب إعراب ثُمَّ لْيَقْطَعْ» لأنها معطوفة عليها. بمعنى: ثم ليتصور. هل: حرف استفهام لا محل له
  • ﴿ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ:
  • فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.كيده: فاعل مرفوع بالضمة. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف اليه.بمعنى: هل يذهبن فعله هذا بنفسه.
  • ﴿ ما يَغِيظُ‍:
  • ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.يغيظ‍: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يغيظ‍» صلة الموصول لا محل لها. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما يغيظه بسبب انتصار رسول الله.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [15] لما قبلها :     وبعد توبيخ الذين يعبدون اللهَ على حرفٍ، ويظنون أن اللهَ لن ينصرَ رسولَه صلى الله عليه وسلم وأتباعه؛ هنا أيْأس اللهُ هؤلاء، وأعلمهم أنه ناصرٌ دينه ورسوله، قال تعالى:
﴿ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف