2702728293031323334

الإحصائيات

سورة النحل
ترتيب المصحف16ترتيب النزول70
التصنيفمكيّةعدد الصفحات14.50
عدد الآيات128عدد الأجزاء0.75
عدد الأحزاب1.50عدد الأرباع6.00
ترتيب الطول9تبدأ في الجزء14
تنتهي في الجزء14عدد السجدات1
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 3/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (27) الى الآية رقم (29) عدد الآيات (3)

لمَّا بَيَّنَ حالَ المشركينَ في الدُّنيا، بَيَّنَ هنا حالَهم يومَ القيامةِ، ثُمَّ عندَ الموتِ، ثُمَّ خُلودَهم في جهنَّمَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (30) الى الآية رقم (34) عدد الآيات (5)

لمَّا بَيَّنَ اللهُ حالَ المشركينَ الذينَ ﴿إِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ أي طعنُوا في القرآنِ، بَيَّنَ هنا حالَ المؤمنينَ الَّذينَ قِيلَ لهم ﴿مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا﴾ أي صَدَّقُوا به ووصفُ

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة النحل

التعرف على نعم الله وشكره عليها

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • هي سورة النعم تخاطب قارئها قائلة:: فسورة النحل هي أَكْثَرُ سُورَةٍ نُوِّهَ فِيهَا بِالنِّعَمِ، وَهِيَ أَكْثَرُ سُورَةٍ تَكَرَّرَتْ فِيهَا مُفْرَدَةُ (نِعْمَة) وَمُشْتَقَّاتُهَا.
  • • سورة إبراهيم وسورة النحل:: انظر لنعم الله تعالى في الكون، من النعم الأساسيّة (ضروريّات الحياة) إلى النعم الخفيّة التي يغفل عنها الكثير وينساها، وحتى التي يجهلها، كل أنواع النعم. ثم تعرض السورة النعم وتناديك وتذكرك وتنبهك: المنعم هو الله، احذر من سوء استخدام النعم، اشكر الله عليها ووظفها فيما خلقت له.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «النحل».
  • • معنى الاسم :: النحل: حشرة صغيرة تربى للحصول على العسل.
  • • سبب التسمية :: قال البعض: لذكر لفظ النحل فيها في الآية (68)، ولم يذكر في سورة أخرى غيرها
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: «سورة النِّعَم»؛ لكثرة ذكر النعم فيها.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: التفكر في نعم الله الكثيرة علينا.
  • • علمتني السورة :: أنّ الوحي قرآنًا وسنة هو الرُّوح الذي تحيا به النفوس: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾
  • • علمتني السورة :: أنّ نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، ما نعرف منها وما لا نعرف: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ (18)، فلو أننا قضينا حياتنا في عدّها ما أحصيناها، فكيف بشكرها؟
  • • علمتني السورة :: أن العاقل من يعتبر ويتعظ بما حل بالضالين المكذبين، كيف آل أمرهم إلى الدمار والخراب والعذاب والهلاك: ﴿فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾

مدارسة الآية : [27] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ ..

التفسير :

[27] ثم يوم القيامة يفضحهم الله بالعذاب ويذلُّهم به، ويقول:أين شركائي من الآلهة التي عبدتموها من دوني؛ ليدفعوا عنكم العذاب، وقد كنتم تحاربون الأنبياء والمؤمنين وتعادونهم لأجلهم؟قال العلماء الربانيون:إن الذل في هذا اليوم والعذاب على الكافرين بالله ورسله

فإنهم فكروا وقدروا فيما جاءت به الرسل لما كذبوهم وجعلوا لهم أصولا وقواعد من الباطل يرجعون إليها، ويردون بها ما جاءت [به] الرسل، واحتالوا أيضا على إيقاع المكروه والضرر بالرسل ومن تبعهم، فصار مكرهم وبالا عليهم، فصار تدبيرهم فيه تدميرهم، وذلك لأن مكرهم سيئ{ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ْ} هذا في الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى، ولهذا قال:{ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ ْ} أي:يفضحهم على رءوس الخلائق ويبين لهم كذبهم وافتراءهم على الله.{ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ْ} أي:تحاربون وتعادون الله وحزبه لأجلهم وتزعمون أنهم شركاء لله، فإذا سألهم هذا السؤال لم يكن لهم جواب إلا الإقرار بضلالهم، والاعتراف بعنادهم فيقولون{ ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ْ}{ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ْ} أي:العلماء الربانيون{ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ ْ} أي:يوم القيامة{ وَالسُّوءَ ْ} أي:العذاب{ عَلَى الْكَافِرِينَ ْ} وفي هذا فضيلة أهل العلم، وأنهم الناطقون بالحق في هذه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وأن لقولهم اعتبارا عند الله وعند خلقه، ثم ذكر ما يفعل بهم عند الوفاة وفي القيامة

ثم بين- سبحانه- مصيرهم في الآخرة، بعد أن بين عاقبة مكرهم في الدنيا فقال- تعالى-: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ، وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ...

أى: هذا هو مصير هؤلاء المستكبرين في الدنيا، أما مصيرهم في الآخرة فإن الله- تعالى- يذلهم ويهينهم ويفضحهم على رؤوس الأشهاد، ويقول لهم على سبيل التقريع والتوبيخ: أين شركائى في العبادة والطاعة، الذين كنتم تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم، قائلين لهم: إنكم لا بد لكم من إشراكهم معى في العبادة.

وجيء بثم المفيدة للترتيب النسبي، للإشارة إلى ما بين الجزاءين من تفاوت فإن خزي الآخرة أشد وأعظم مما نزل بهم من دمار في الدنيا.

والاستفهام في قوله «أين شركائى..» للتهكم بهم وبمعبوداتهم الباطلة التي كانوا يعبدونها في الدنيا، فإنهم كانوا يقولون للمؤمنين إن صح ما تقولونه من العذاب في الآخرة، فان الأصنام ستشفع لنا.

أى: أين هؤلاء الشركاء ليدفعوا عنكم ما نزل بكم من خزي وذلة وعذاب مهين؟! وأضاف- سبحانه- الشركاء إليه، لزيادة توبيخهم، لأنهم في هذا اليوم العظيم، يعلمون علم اليقين أنه لا شركاء له- سبحانه- وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ.

قال الجمل ما ملخصه: وقوله: «تشاقون» من المشاقة وهي عبارة عن كون كل واحد من الخصمين في شق غير شق صاحبه.

وقرأ نافع «تشاقون» بكسر النون خفيفه، وقرأ الباقون بفتح النون، ومفعوله محذوف.

أى: تشاقون المؤمنين، أو تشاقون الله، بدليل القراءة الأولى ... ».

ثم حكى- سبحانه- ما يقوله أولو العلم في هذا الموقف الهائل الشديد فقال- تعالى-: قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ، إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ.

والمراد بالذين أوتوا العلم، كل من اهتدى إلى الحق في الدنيا وأخلص لله- تعالى- العبادة والطاعة.

أى: قال الذين هداهم الله- تعالى- إلى صراطه المستقيم، في هذا اليوم العصيب، إن الخزي الكامل، في هذا اليوم، والسوء الذي ليس بعده سوء، على هؤلاء الكافرين، أصحاب القلوب المنكرة للحق، والنفوس الجاحدة لليوم الآخر وما فيه من حساب.

وجيء بجمله «قال الذين أوتوا العلم..» غير معطوفة على ما قبلها، لأنها واقعة موقع الجواب لقوله- سبحانه- «أين شركائى ... » وللتنبيه على أن الذين أوتوا العلم سارعوا بالجواب بعد أن وجم المستكبرون، وعجزوا عن الإجابة.

وقولهم هذا يدل على شماتتهم بأعداء الله- تعالى-، وتوبيخهم لهم على كفرهم، واستكبارهم عن الاستماع إلى كلمة الحق.

وقال- سبحانه-: قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ... بلفظ الماضي، مع أن هذا القول سيكون في الآخرة، للإشارة إلى تحقق وقوعه، وأنه كائن لا محالة.

(ثم يوم القيامة يخزيهم ) أي : يظهر فضائحهم ، وما كانت تجنه ضمائرهم ، فيجعله علانية ، كما قال تعالى : ( يوم تبلى السرائر ) [ الطارق : 9 ] أي : تظهر وتشتهر ، كما في الصحيحين عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه بقدر غدرته ، فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان " .

وهكذا هؤلاء ، يظهر للناس ما كانوا يسرونه من المكر ، ويخزيهم الله على رءوس الخلائق ، ويقول لهم الرب تبارك وتعالى مقرعا لهم وموبخا : ( أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ) تحاربون وتعادون في سبيلهم [ أي ] : أين هم عن نصركم وخلاصكم هاهنا ؟ ( هل ينصرونكم أو ينتصرون ) [ الشعراء : 93 ] ( فما له من قوة ولا ناصر ) [ الطارق : 10 ] . فإذا توجهت عليهم الحجة ، وقامت عليهم الدلالة ، وحقت عليهم الكلمة ، وأسكتوا عن الاعتذار حين لا فرار ( قال الذين أوتوا العلم ) - وهم السادة في الدنيا والآخرة ، والمخبرون عن الحق في الدنيا والآخرة ، فيقولون حينئذ : ( إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين ) أي : الفضيحة والعذاب اليوم [ محيط ] بمن كفر بالله ، وأشرك به ما لا يضره ولا ينفعه .

يقول تعالى ذكره: فعل الله بهؤلاء الذين مكروا الذين وصف الله جلّ ثناؤه أمرهم ما فعل بهم في الدنيا ، من تعجيل العذاب لهم ، والانتقام بكفرهم ، وجحودهم وحدانيته، ثم هو مع ذلك يوم القيامة مخزيهم ، فمذلهم بعذاب أليم ، وقائل لهم عند ورودهم عليه ( أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ) أصله: من شاققت فلانا فهو يشاقُّني، وذلك إذا فعل كلّ واحد منهما بصاحبه ما يشقّ عليه . يقول تعالى ذكره يوم القيامة تقريعا للمشركين بعبادتهم الأصنام: أين شركائي؟ يقول: أين الذين كنتم تزعمون في الدنيا أنهم شركائي اليوم ، ما لهم لا يحضرونكم ، فيدفعوا عنكم ما أنا مُحلّ بكم من العذاب ، فقد كنتم تعبدونهم في الدنيا ، وتتولونهم ، والوليّ ينصر وليه ، وكانت مشاقتهم الله في أوثانهم مخالفتهم إياه في عبادتهم.

كما حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ) يقول: تخالفوني.

وقوله ( إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يعني: الذلة والهوان والسوء ، يعني: عذاب الله على الكافرين.

المعاني :

يُخْزِيهِمْ :       يَفْضَحُهُمْ، وَيُذِلُّهُمْ بِالعَذَابِ السراج
يُخزيهم :       يُذلّهم و يهينهم بالعذاب معاني القرآن
تُشَاقُّونَ فِيهِمْ :       تُحَارِبُونَ، وَتُجَادِلُونَ الأَنْبِيَاءَ لِأَجْلِهِمْ السراج
تُشاقّون فيه :       تُخاصمون و تعادون الأنيباء فيهم معاني القرآن
الخزي :       الذلّ و الهوان معاني القرآن
السّوء :       العذاب معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[27] ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ﴾ حسرة المفلس تتضاعف عند الحساب، فكيف إذا اجتمع مع ذل الحساب: الفضيحة على رؤوس الأشهاد؟!
تفاعل
[27] ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ﴾ استعذ بالله من خزي يوم القيامة.
لمسة
[27] ﴿وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ﴾ التعبير بالشق فيه إشارة إلى الصعوبة؛ حيث بذل الكفار جهدًا كبيرًا لمفارقة المسلمين، وبذلوا الكثير من الجهود والأموال لدعم هذه المفارقة ومحاربة المؤمنين.
وقفة
[27] ﴿وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ﴾ ما الفرق بين يشاقق ويشاقّ؟ للعرب عند جزم المضارع لُغتان، منهم من يُبقي الإدغام شاقَّ يشاقُّ، ومنهم من يفُكُّ إدغامها شاقَّ يشاقق، وهما لغتان فصيحتان تكلم بهما القرآن، ولاحظ العلماء أنه لما يذكر اسم الجلالة وحده يبقى الإدغام، فالمشاقَّة هي أن تكون في شق والثاني في شق، وهذا لا يمكن أن يكون مع الله سبحانه، أما في سورة النساء: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ﴾ [النساء: 115] جعل الرسول صلى الله عليه وسلم في شق وهو في شق.
عمل
[27] ﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾، ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ [الكهف: 65]، ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ [الكهف: 66]؛ لا تغتر بعلمك، إنما هو شيء أوتيته وعُلمته، ليس لك منه شيء.
وقفة
[27] ﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ في هذا فضيلة لأهل العلم، وأنهم الناطقون بالحق في هذه الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، وأن لقولهم اعتبارًا عند الله وعند خلقه.
وقفة
[27] ﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ يشهَد العلماء الربانيون يوم القيامة على صنيع أهل الدنيا؛ فعليك بمتابعتهم في الدنيا في معرفة ما يحبه الله ويرضاه.
وقفة
[27] ﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ أهل العلم هم من يؤخذ بقولهم ويسدد رأيهم وتقبل شهادتهم.
عمل
[27] ﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ لا تهجر طلب العلم واحضر اليوم درسًا، أو اسمع محاضرة، أو اقرأ كتابًا؛ فإن الله تعالى يرفع أهل العلم في الدنيا والآخرة.
تفاعل
[27] ﴿إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ:
  • ثم: حرف عطف. يوم: مفعول فيه ظرف زمان منصوب على الظرفية بالفتحة وهو مضاف. القيامة: مضاف اليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ:
  • يخزي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. ويقول: معطوفة بالواو على «يخزي» وتعرب اعرابها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. بمعنى: ويقول لهم. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ أَيْنَ شُرَكائِيَ:
  • أين: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان متعلق بخبر مقدم محذوف. شركائي: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة حرك بالفتح لالتقاء الساكنين على الاضافة الى نفسه حكاية لاضافتهم ليوبخهم بها على طريق الاستهزاء بهم. بمعنى الذين جعلتموهم شركائي في الملك.
  • ﴿ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ:
  • الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة-نعت-للشركاء. وما بعدها: صلة الموصول لا محل لها. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.التاء: ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور.تشاقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيهم: جار ومجرور متعلق بتشاقون و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بفي وجملة تُشَاقُّونَ فِيهِمْ» في محل نصب خبر «كان» بمعنى:الذين: كنتم تعادون المؤمنين من أجلهم أو في شأنهم.
  • ﴿ قالَ الَّذِينَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ أُوتُوا الْعِلْمَ:
  • أي من الأنبياء والعلماء والحكماء. أوتوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهرة على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. العلم: مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ إِنَّ الْخِزْيَ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الخزي اسم «إنّ» منصوب بالفتحة و «إنّ» مع اسمها وخبرها: في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ:
  • ظرف زمان متعلق بخبر «إنّ» منصوب على الظرفية بالفتحة. والسوء: معطوفة بالواو على «الخزي» منصوبة مثلها.
  • ﴿ عَلَى الْكافِرِينَ:
  • جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر إنّ وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

النحل: 27﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ
القصص: 62﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
القصص: 74﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     وبعد تهديد المشركين بأنْ يقَعَ لهم ما وقَعَ فيه أمثالُهم في الدُّنيا مِن الخِزيِ والعذابِ؛ بَيَّنَ اللهُ عز وجل هنا أن عذابهم لا يكون مقصورا على هذا القدر؛ بل الله تعالى يخزيهم يوم القيامة، والخزي هو العذاب مع الهوان، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

شركائى:
قرئ:
1- ممدودا مهموزا مفتوح الياء، وهى قراءة الجمهور.
2- على هذه القراءة، ولكن بإسكان الياء، وهى قراءة فرقة.
تشاقون:
قرئ:
1- بفتح النون، وهى قراءة الجمهور.
2- بكسرها، وهى قراءة نافع.
3- بتشديدها، بإدغام نون الرفع فى نون الوقاية.

مدارسة الآية : [28] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ..

التفسير :

[28]الذين تقبض الملائكة أرواحهم في حال ظلمهم لأنفسهم بالكفر، فاستسْلَموا لأمر الله حين رأوا الموت، وأنكروا ما كانوا يعبدون من دون الله، وقالوا:ما كنا نعمل شيئاً من المعاصي، فيقال لهم:كَذَبْتم، قد كنتم تعملونها، إن الله عليم بأعمالكم كلها، وسيجازيكم عل

{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ْ} أي:تتوفاهم في هذه الحال التي كثر فيها ظلمهم وغيهم وقد علم ما يلقى الظلمة في ذلك المقام من أنواع العذاب والخزي والإهانة.

{ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ْ} أي:استسلموا وأنكروا ما كانوا يعبدونهم من دون الله وقالوا:{ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ ْ} فيقال لهم:{ بَلَى ْ} كنتم تعملون السوء فـ{ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ْ} فلا يفيدكم الجحود شيئا، وهذا في بعض مواقف القيامة ينكرون ما كانوا عليه في الدنيا ظنا أنه ينفعهم، فإذا شهدت عليهم جوارحهم وتبين ما كانوا عليه أقروا واعترفوا، ولهذا لا يدخلون النار حتى يعترفوا بذنوبهم.

ثم صور- سبحانه- أحوال هؤلاء الكافرين ساعة انتزاع أرواحهم من أجسادهم وساعة وقوفهم للحساب، فقال- تعالى-: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ، فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ.......

قال الآلوسى: وفي الموصول أوجه الإعراب الثلاثة: الجر على أنه صفة للكافرين،أو بدل منه، أو بيان له، والنصب والرفع على القطع للذم. وجوز بعضهم كونه مرتفعا بالابتداء، وجملة «فألقوا» خبره..».

والمراد بالملائكة: عزرائيل ومن معه من الملائكة.

والمراد بظلمهم لأنفسهم: إشراكهم مع الله- تعالى- آلهة أخرى في العبادة.

أى: إن أشد أنواع الخزي والعذاب يوم القيامة على الكافرين، الذين تنتزع الملائكة أرواحهم من أجسادهم وهم ما زالوا باقين على الكفر والشرك دون أن يتوبوا منهما، أو يقلعوا عنهما. وقوله: «ظالمي أنفسهم» حال من مفعول تتوفاهم.

وفي وصف هؤلاء الكافرين بكونهم «ظالمي أنفسهم» إشعار إلى أن الملائكة تنتزع أرواحهم من جنوبهم بغلظة وقسوة، ويشهد لذلك قوله- تعالى-: وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ ... .

وقوله «فألقوا السلم» بيان لما صار إليه هؤلاء المستكبرون من ذل وخضوع في الآخرة، بعد أن كانوا مغترين متجبرين في الدنيا.

وأصل الإلقاء يكون في الأجسام والمحسات فاستعير هنا لإظهار كمال الخضوع والطاعة، حيث شبهوا بمن ألقى سلاحه أمام الأقوى منه، بدون أية مقاومة أو حركة.

والمراد بالسلم: الاستسلام والاستكانة. أى: أنهم عند ما عاينوا الموت، وتجلت لهم الحقائق يوم القيامة، خضعوا واستكانوا واستسلموا وانقادوا، وقالوا: ما كنا في الدنيا نعمل عملا سيئا، توهما منهم أن هذا القول ينفعهم.

وقد حكى الله- تعالى- عنهم في آيات أخرى ما يشبه هذا القول، ومن ذلك قوله- تعالى-: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ.

وقوله- سبحانه- بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تكذيب لهم في دعواهم أنهم ما كانوا يعملون السوء لأن لفظ «بلى» لإبطال ما نفوه.

أى: بلى كنتم تعملون السوء، لأن الله- تعالى- لا تخفى عليه خافية من أعمالكم،وسيجازيكم عنها بما تستحقون وهذا التكذيب لهم قد يكون من الملائكة بأمر الله- تعالى- وقد يكون من قبله- سبحانه-.

يخبر تعالى عن حال المشركين الظالمي أنفسهم عند احتضارهم ومجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم : ( فألقوا السلم ) أي : أظهروا السمع والطاعة والانقياد قائلين : ( ما كنا نعمل من سوء ) كما يقولون يوم المعاد : ( والله ربنا ما كنا مشركين ) [ الأنعام : 23 ] ( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ) [ المجادلة : 18 ] .

قال الله مكذبا لهم في قيلهم ذلك : ( بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون)

يقول تعالى ذكره: قال الذين أوتوا العلم: إن الخزي اليوم والسوء على من كفر بالله فجحد وحدانيته ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ) يقول: الذين تقبض أرواحهم الملائكة، ( ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) يعني: وهم على كفرهم وشركهم بالله ، وقيل: إنه عنى بذلك من قتل من قريش ببدر ، وقد أخرج إليها كرها.

حدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا يعقوب بن محمد الزهري، قال: ثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة، قال: كان ناس بمكة أقرّوا بالإسلام ولم يهاجروا، فأخرج بهم كرها إلى بدر، فقتل بعضهم، فأنـزل الله فيهم ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ )

وقوله ( فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ) يقول: فاستسلموا لأمره، وانقادوا له حين عاينوا الموت قد نـزل بهم ، ( مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ ) وفي الكلام محذوف استغني بفهم سامعيه ما دلّ عليه الكلام عن ذكره وهو: قالوا ما كنا نعمل من سوء ، يخبر عنهم بذلك أنهم كذّبوا وقالوا: ما كنا نعصي الله اعتصاما منهم بالباطل رجاء أن ينجوا بذلك، فكذّبهم الله فقال: بل كنتم تعملون السوء وتصدّون عن سبيل الله ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول: إن الله ذو علم بما كنتم تعملون في الدنيا من معاصيه ، وتأتون فيها ما يسخطه.

المعاني :

فَأَلْقَوُا السَّلَمَ :       فَاسْتَسْلَمُوا لِأَمْرِ اللهِ السراج
فألقوا السّلم :       أظهروا الإستسلام و الخضوع معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[28] ما الفرق بين توفاهم وتتوفاهم؟ الحذف في عموم القرآن جائز من حيث اللغة للتخفيف، ويكون في مقام الإيجاز أو للدلالة على أن الحدث أقلُّ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ﴾ [النساء: 97] هؤلاء كانوا مستضعفين وظالمي أنفسهم صاروا أقل في العدد فقال توفاهم، أما هنا في سورة النحل: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ﴾ ظالمي أنفسهم فقط، ولم يكونوا مستضعفين، فلما كثر هؤلاء قال تتوفاهم، وهؤلاء المستضعفين في آية سورة النساء هم قسم من الظالمين فهم أقل، فالذين ظلموا أنفسهم أكثر من المستضعفين لأنهم عموم الظالمين.
عمل
[28] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ حدد عدة أعمال ثبت أن الله أدخل أصحابها بسببها الجنة، وابدأ اليوم بواحد منها.
وقفة
[28] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من أدب الملائكة مع الله أنهم أسندوا العلم إلى الله دون أن يقولوا: إنا نعلم ما كنتم تعملون، وإشعارًا بأنهم ما علموا ذلك إلا بتعليم من الله تعالى.
تفاعل
[28] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ سل الله تعالى حسن الخاتمة.
وقفة
[28] ﴿فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وهذا في بعض مواقف القيامة: ينكرون ما كانوا عليه في الدنيا ظنًّا أنه ينفعهم، فإذا شهدت عليهم جوارحهم، وتبين ما كانوا عليه أقروا واعترفوا؛ ولهذا لا يدخلون النار حتى يعترفوا بذنوبهم.
وقفة
[28] ﴿فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ استسلام لله، لكن بعد فوات الأوان ومعاينة الأهوال.
وقفة
[28] ﴿فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أسندوا العلم إلى الله، دون أن يقولوا: (إنا نعلم)؛ أدبًا مع الله، وإشعارًا بأنهم ما علموا إلا بتعليم الله.
لمسة
[28] ﴿فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ كذب صراح! جاء التعبير (من سوء) وليس (سوءا)؛ لأنهم أرادوا أن ينفوا عن أنفسهم أدنى شيء من السوء.
وقفة
[28] ﴿بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ يعلم ما تعملون، وسيحاسبكم عليه، فعلم العبد أن علم الله محيط به خوف إيجابي، ويدفعه لاستدراك تقصيره.

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ:
  • الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة-نعت-للكافرين. تتوفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم حركت الميم بالضم للاشباع. الملائكة. فاعل مرفوع بالضمة وجملة تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ» صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ:
  • حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للاضافة. أنفس: مضاف اليه مجرور بالكسرة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. التقدير: وهم ظالمون لأنفسهم.
  • ﴿ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ:
  • الفاء: استئنافية. القوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصالها بواو الجماعة وبقيت الفتحة الدالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. السلم: أي الاستسلام: مفعول به منصوب بالفتحة.بمعنى: فسالموا حين شاهدوا العذاب.
  • ﴿ ما كُنّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ:
  • الجملة: مقول القول-أي وقالوا: وما:نافية لا عمل لها. كنّا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا، و «نا» ضمير متصل في محل رفع اسم «كان».نعمل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. وجملة «نعمل» في محل نصب خبر «كان».من: جرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. سوء:اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به.
  • ﴿ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ:
  • بلى: حرف جواب لا عمل لها يجاب به عن النفي ويقصد به الايجاب والجملة بعده: جواب على قولهم ما كُنّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ» إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله: اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. عليم خبرها مرفوع بالضمة.
  • ﴿ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
  • الباء: حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة «تعملون» في محل نصب خبر «كان» وجملة كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» صلة الموصول لا محل لها. والجار والمجرور «بما» متعلق بعليم. '

المتشابهات :

النساء: 97﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ
النحل: 28﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ
النحل: 32﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     وبعد ذكرِ العذاب السابق؛ بَيَّنَ اللهُ عز وجل هنا أن الكافرين الذين يستحقون هذا العذاب هم الذين استمر كفرهم إلى أن تتوفاهم الملائكة وهم ظالمو أنفسهم، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ..

التفسير :

[29] فادخلوا أبواب جهنم، لا تخرجون منها أبداً، فلبئست مقرّاً للذين تكبَّروا عن الإيمان بالله وعن عبادته وحده وطاعته.

{ فادخلوا أبواب جهنم ْ} كلُّ أهل عمل يدخلون من الباب اللائق بحالهم،{ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ْ} نار جهنم فإنها مثوى الحسرة والندم، ومنزل الشقاء والألم ومحل الهموم والغموم، وموضع السخط من الحي القيوم، لا يفتَّر عنهم من عذابها، ولا يرفع عنهم يوما من أليم عقابها، قد أعرض عنهم الرب الرحيم، وأذاقهم العذاب العظيم.

وقوله- سبحانه-: فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها ... بيان لما انتهى إليه أمرهم من عذاب مهين.

وأبواب جهنم قد ذكر- سبحانه- عددها في قوله- تعالى-: لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ .

أى: فادخلوا- أيها الكافرون- من أبواب جهنم، حالة كونكم خالدين فيها خلودا أبديا «فلبئس مثوى المتكبرين» أى فلبئس مقام المتعاظمين عن الإيمان بالله جهنم.

وبذلك نرى الآيات الكريمة. قد بينت بأسلوب مؤثر، مصير المستكبرين الذين وصفوا القرآن بأنه أساطير الأولين، والذين جادلوا المؤمنين بالباطل ليدحضوا به الحق.

وبعد أن بين- سبحانه- أقوال المستكبرين، وأحوالهم، وسوء عاقبتهم أتبع ذلك ببيان أحوال المتقين، وببيان ما أعده لهم من خيرات فقال- تعالى-:

أي : بئس المقيل والمقام والمكان من دار هوان ، لمن كان متكبرا عن آيات الله واتباع رسله .

وهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم ، ويأتي أجسادهم في قبورها من حرها وسمومها ، فإذا كان يوم القيامة سلكت أرواحهم في أجسادهم ، وخلدت في نار جهنم ، ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ) [ فاطر : 36 ] كما قال الله تعالى : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) [ غافر : 46 ] .

يقول تعالى ذكره، يقول لهؤلاء الظلمة أنفسهم حين يقولون لربهم: ما كنا نعمل من سوء: ادخلوا أبواب جهنم، يعني: طبقات جهنم ( خَالِدِينَ فِيهَا ) يعني: ماكثين فيها( فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) يقول: فلبئس منـزل من تكبر على الله ولم يقرّ بربوبيته ، ويصدّق بوحدانيته جهنم.

المعاني :

مَثْوَى :       مَقَرُّ السراج
مثوى المُتكبّرين :       مأواهم و مقامُهم معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[29] ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ كُلُّ أهل عملٍ يدخلون من الباب اللائق بحالهم.
تفاعل
[29] ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ استعذ بالله من جهنم.
وقفة
[29] ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ وهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم، وينال أجسادهم في قبورها من حرهاوسمومها، فإذا كان يوم القيامة سلكت أرواحهم في أجسادهم، وخلدت في نار جهنم.
عمل
[29] ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ أبواب جهنم سبعة! استحضر ببصيرة قلبك صورة هذه الأبواب العملاقة حين تفتح غدًا لاستقبال وجبتها من أهل الشقاء.
لمسة
[29] ﴿فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ جاءت مثوى مع النار ودار مع الجنة؛ لأن المثوى مكان تحديد الإقامة، فالثاوي: المعتقل الموقوف ذو الإقامة الإجبارية، أو المريض الذي لا يقوم، فالثواء إما عقوبة أو عجز، أما الدار فتعني الراحة والسكن والأمان.
وقفة
[29] ﴿فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ ولم يعبر عن جهنم بالدار كما في الجنة تحقيرا لهم وأنهم في جهنم ليسوا بمنزلة أهل الدار بل هم متراصون في النار ، وهم في مثوى : أي في محل سواء.

الإعراب :

  • ﴿ فَادْخُلُوا أَبْوابَ:
  • الفاء: سببية. ادخلوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أي فادخلوا أيها الكافرون. أبواب: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف.
  • ﴿ جَهَنَّمَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف-التنوين-للعلمية.
  • ﴿ خالِدِينَ فِيها:
  • حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. فيها: جار ومجرور متعلق بخالدين.
  • ﴿ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ:
  • الفاء: استئنافية. اللام: للتوكيد. بئس:فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء الذم. مثوى: فاعل «بئس» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. المتكبرين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. والنون: عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي منزل المتكبرين أو مأواهم أو مسكنهم. وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه.ما يشعر به. '

المتشابهات :

النحل: 29﴿فَـ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
الزمر: 72﴿قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
غافر: 76﴿ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     وبعد الإنكار الذي لم ينفعهم؛ يقال لهم: «ادخُلُوا حسب أعمالكم أبوابَ جهنم»، قال تعالى:
﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ ..

التفسير :

[30] وإذا قيل للمؤمنين الخائفين من الله:ما الذي أنزل الله على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا:أنزل الله عليه الخير والهدى. للذين آمنوا بالله ورسوله في هذه الدنيا، ودَعَوْا عِباد الله إلى الإيمان والعمل الصالح، مَكْرُمَة كبيرة من النصر لهم في الدن

لما ذكر الله قيل المكذبين بما أنزل الله، ذكر ما قاله المتقون، وأنهم اعترفوا وأقروا بأن ما أنزله الله نعمة عظيمة، وخير عظيم امتن الله به على العباد، فقبلوا تلك النعمة، وتلقوها بالقبول والانقياد، وشكروا الله عليها، فعلموها وعملوا لها{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ْ} في عبادة الله تعالى، وأحسنوا إلى عباد الله فلهم{ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً ْ} رزق واسع، وعيشه هنية، وطمأنينة قلب، وأمن وسرور.

{ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ْ} من هذه الدار وما فيها من أنواع اللذات والمشتهيات، فإن هذه نعيمها قليل محشو بالآفات منقطع، بخلاف نعيم الآخرة ولهذا قال:{ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ْ}

فقوله- سبحانه-: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً.. بيان لما رد به المؤمنون الصادقون، على من سألهم عما أنزله الله- تعالى- على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو معطوف على ما قبله، للمقابلة بين ما قاله المتقون، وما قاله المستكبرون.

ووصفهم بالتقوى، للاشعار بأن صيانتهم لأنفسهم عن ارتكاب ما نهى الله- تعالى- عنه، وخوفهم منه- سبحانه- ومراقبتهم له، كل ذلك حملهم على أن يقولوا هذا القول السديد. وكلمة «خيرا» مفعول لفعل محذوف أى: أنزل خيرا. أى: رحمة وبركة ونورا وهداية، إذ لفظ «خيرا» من الألفاظ الجامعة لكل فضيلة.

قال صاحب الكشاف: فان قلت لم نصب هذا ورفع الأول؟.

قلت: فصلا بين جواب المقر وجواب الجاحد، يعنى أن هؤلاء لما سئلوا لم يتلعثموا وأطبقوا الجواب على السؤال بينا مكشوفا مفعولا للإنزال، فقالوا خيرا. أى أنزل خيرا. وأولئك عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا: هو أساطير الأولين وليس من الإنزال في شيء.

وقوله- سبحانه-: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ جملة مستأنفة لبيان ما وعدهم به- تعالى- على أعمالهم الصالحة من أجر وثواب.

أى: هذه سنتنا في خلقنا أننا نجازي الذين يعملون الصالحات بالجزاء الحسن الكريم، دون أن نضيع من أعمالهم شيئا.

وقوله «حسنة» صفة لموصوف محذوف أى: مجازاة حسنة بسبب أعمالهم الصالحة.

كما قال- تعالى- في آية اخرى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.

ثم بين- سبحانه- جزاءهم في الآخرة فقال: وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ، وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ. والمراد بدار الآخرة: الجنة ونعيمها.

و «خير» صيغة تفضيل، حذفت همزتها لكثرة الاستعمال على سبيل التخفيف، كما قال ابن مالك:

وغالبا أغناهم خير وشر ... عن قولهم أخير منه وأشر ونعم: فعل ماض لإنشاء المدح، وهو ضد بئس.

والمعنى: ولدار الآخرة وما فيها من عطاء غير مقطوع، خير لهؤلاء المتقين مما أعطيناهم في الدنيا، ولنعم دارهم هذه الدار. قال- تعالى-: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا. وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى.

ووصفها- سبحانه- بالآخرة، لأنها آخر المنازل، فلا انتقال عنها إلى دار أخرى، كما قال- تعالى-: خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا.

والمخصوص بالمدح محذوف لتقدم ما يدل عليه، والتقدير: ولنعم دار المتقين، دار الآخرة.

هذا خبر عن السعداء ، بخلاف ما أخبر به عن الأشقياء ، فإن أولئك قيل لهم : ( ماذا أنزل ربكم ) فقالوا معرضين عن الجواب : لم ينزل شيئا ، إنما هذا أساطير الأولين . وهؤلاء ( قالوا خيرا ) أي : أنزل خيرا ، أي : رحمة وبركة وحسنا لمن اتبعه وآمن به .

ثم أخبروا عما وعد الله [ به ] عباده فيما أنزله على رسله فقالوا : ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ) كما قال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) [ النحل : 97 ] أي : من أحسن عمله في الدنيا أحسن الله إليه في الدنيا والآخرة .

ثم أخبر بأن دار الآخرة خير ، أي : من الحياة الدنيا ، والجزاء فيها أتم من الجزاء في الدنيا ، كما قال تعالى : ( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير ) [ القصص : 80 ] وقال تعالى : ( وما عند الله خير للأبرار ) [ آل عمران : 198 ] وقال تعالى ( والآخرة خير وأبقى ) [ الأعلى : 17 ] وقال لرسوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) [ الضحى : 4 ] .

ثم وصفوا الدار الآخرة فقالوا : ( ولنعم دار المتقين )

يقول تعالى ذكره: وقيل للفريق الآخر ، الذين هم أهل إيمان وتقوى لله ( مَاذَا أَنـزلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا ) يقول: قالوا: أنـزل خيرا. وكان بعض أهل العربية من الكوفيين يقول: إنما اختلف الأعراب في قوله قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وقوله (خَيْرًا) والمسألة قبل الجوابين كليهما واحدة، وهي قوله ( مَاذَا أَنـزلَ رَبُّكُمْ ) لأن الكفار جحدوا التنـزيل، فقالوا حين سمعوه: أساطير الأوّلين: أي هذا الذي جئت به أساطير الأوّلين ، ولم ينـزل الله منه شيئا ، وأما المؤمنون فصدَّقوا التنـزيل، فقالوا خيرا ، بمعنى أنه أنـزل خيرا، فانتصب بوقوع الفعل من الله على الخير، فلهذا افترقا ثم ابتدأ الخبر فقال ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ) وقد بيَّنا القول في ذلك فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته.

وقوله ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ) يقول تعالى ذكره: للذين آمنوا بالله في هذه الدنيا ورسوله ، وأطاعوه فيها ، ودعوا عباد الله إلى الإيمان والعمل بما أمر الله به ،حسنة ، يقول: كرامة من الله ( وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ ) يقول: ولدار الآخرة خير لَهُمْ مِنْ دَارِ الدُّنْيا، وكرامة الله التي أعدّها لهم فيها أعظم من كرامته التي عجلها لهم في الدنيا( وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ) يقول: ولنعم دار الذين خافوا الله في الدنيا فاتقوا عقابه بأداء فرائضه وتجنب معاصيه دار الآخرة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنـزلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ) وهؤلاء مؤمنون، فيقال لهم ( مَاذَا أَنـزلَ رَبُّكُمْ ) فيقولون ( خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ) : أي آمنوا بالله وأمروا بطاعة الله، وحثوا أهل طاعة الله على الخير ودعوهم إليه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[30] ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا﴾ (خيرًا) نكرة مما يدل هنا على الإطلاق، أي أن خيرية القرآن مطلقة، فهو خير للفرد، وخير للمجتمع، وخير للعلاقات الأسرية، والعلاقات الاجتماعية، وخير للاقتصاد، وخير لكل شيء.
وقفة
[30] ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا﴾ علموا أن الشريعة كلها خير.
وقفة
[30] ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾ وحسنة الدّنيا هي الحياة الطيّبة، وما فتح الله لهم من زهرة الدنيا مع نعمة الإيمان.
عمل
[30] ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ ما تراه في حياتك هو انعكاس ﻷفعالك، افعل حسنًا ترَ حسنًا.
وقفة
[30] ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ ليس هذا تكملة جواب المؤمنين، بل هو بيان من الله لعاقبة المؤمنين.
لمسة
[30] ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ ولم يقل: (للمحسنين)، إشارة إلى أن كل من أحسن ولو بأقل إحسان سينال حسن ثواب إحسانه، ولو كان إحسانه طفرة من الطفرات لا عادة من العادات.
لمسة
[30] ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾ حرية أهل الجنة وحبس أهل النار! عبر عن الجنة بلفظ (الدار)، بينما عبر عن النار بلفظ (مثوی)؛ لأن صاحب الدار يتصرف فيها بإرادته، وهذا متحقق لأهل الجنة لا أهل النار؛ لأن النار سجن يعذب فيه أصحابه، ولا يتصرفون بإرادتهم.
وقفة
[30] ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ﴾ من هذه الدار وما فيها من أنواع اللذات والمشتهيات، فإن هذه نعيمها قليل محشو بالآفات منقطع، بخلاف نعيم الآخرة ولهذا قال: ﴿وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ:
  • الواو: استئنافية. قيل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل.
  • ﴿ اتَّقَوْا:
  • صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. «الذين اتقوا» أي المؤمنين».
  • ﴿ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ:
  • أعربت في الآية الكريمة الرابعة والعشرين. أي ماذا أوحى ربكم اليكم؟ .
  • ﴿ قالُوا خَيْراً:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو:ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. خيرا: مفعول به منصوب بالفتحة لمضمر تقديره أنزل خيرا أي أوحى خيرا. والجملة «أنزل خيرا» في محل نصب مفعول به-مقول القول-والكلمة «خيرا» نصبت هنا ورفعت في الآية الرابعة والعشرين قالُوا أَساطِيرُ» فصلا بين جواب المقر وجواب الجاحد.
  • ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ:
  • الجملة: في محل نصب بدل من «خيرا» حكاية لقول المؤمنين أي قالوا هذا القول فقدم تسميته خيرا ثم حكاه. ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا. «للذين» أعربت وهي جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. أحسنوا: صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في هذه: جار ومجرور متعلق بأحسنوا. هذه: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي. الدنيا: بدل من «هذه» مجرورة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. حسنة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. بمعنى: فقضى أن يكون للذين أحسنوا مكافأة في الدنيا
  • ﴿ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ:
  • الواو: عاطفة. اللام: للابتداء تفيد التوكيد. دار: مبتدأ مرفوع بالضمة والآخرة مضاف اليه مجرور بالكسرة. خير: وأصلها: أخير: خبر مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ:
  • الواو عاطفة. اللام: لام الابتداء للتوكيد. نعم:فعل ماض جامد مبني على الفتح لانشاء المدح. دار: فاعل «نعم» مرفوع بالضمة. المتقين: مضاف اليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. أي ولنعم دار الآخرة. وحذف المخصوص بالمدح لتقدم ذكره أي لتقدم ما يشعر به. وقد ذكّر الفعل «نعم» مع فاعله «الدار» وهي مؤنثة على تضمين موضع دار المتقين أو مثواهم ولم يؤنث الفعل لسبب آخر هو خشية الالتباس. لأن «نعمت» تشبه الاسماء التركية الأصل في الكتابة نحو: حكمت .. نشأت .. نعمت .. الخ.وهي مأخوذة من اللغة العربية التي أصل كتابتها بالتاء القصيرة-المدورة- هذا ما تقوله مدرسة البصريين وحذفوا علامة التأنيث لأنها عندهم أوجه. '

المتشابهات :

النحل: 24﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
النحل: 30﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     وبعد أن ذكَرَ اللهُ عز وجل حالَ الكافرين بالقرآن في الدُّنيا والآخرةِ؛ ذكَرَ هنا حالَ المؤمِنينَ بالقرآن في الدُّنيا والآخرةِ، قال تعالى:
﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ولنعم دار المتقين:
قرئ:
ولنعمة دار المتقين، بتاء مضمومة، و «دار» مخفوضة بالإضافة، فيكون «نعمة» مبتدأ، و «جنات» الخبر، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [31] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن ..

التفسير :

[31] جنات إقامة لهم، يستقرون فيها، لا يخرجون منها أبداً، تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار، لهم فيها كل ما تشتهيه أنفسهم، بمثل هذا الجزاء الطيب يجزي الله أهل خشيته وتقواه

{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ْ} أي:مهما تمنته أنفسهم وتعلقت به إرادتهم حصل لهم على أكمل الوجوه وأتمها، فلا يمكن أن يطلبوا نوعا من أنواع النعيم الذي فيه لذة القلوب وسرور الأرواح، إلا وهو حاضر لديهم، ولهذا يعطي الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه، حتى إنه يذكرهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم.

فتبارك الذي لا نهاية لكرمه، ولا حد لجوده الذي ليس كمثله شيء في صفات ذاته، وصفات أفعاله وآثار تلك النعوت، وعظمة الملك والملكوت،{ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ْ} لسخط الله وعذابه بأداء ما أوجبه عليهم من الفروض والواجبات المتعلقة بالقلب والبدن واللسان من حقه وحق عباده، وترك ما نهاهم الله عنه.

ثم وصف- سبحانه- ما أعده لهم من نعيم فقال: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.

والعدن: الإقامة الدائمة: يقال: عدن فلان ببلد كذا، إذا توطن فيه وأقام دون أن يبرحه أى: لهؤلاء المتقين: جنات دائمة باقية، يدخلونها بسرور وحبور، تجرى من تحت بساتينها وأشجارها الأنهار.

«لهم فيها ما يشاءون» مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين «كذلك يجزى الله المتقين» أى:

مثل هذا الجزاء الحسن، يجزى الله- تعالى- عباده المتقين، الذين جنبوا أنفسهم مالا يرضيه.

وقوله : ( جنات عدن ) بدل من [ قوله ] : ( دار المتقين ) أي : لهم في [ الدار ] الآخرة ( جنات عدن ) أي : إقامة يدخلونها ( تجري من تحتها الأنهار ) أي : بين أشجارها وقصورها ، ( لهم فيها ما يشاءون ) كما قال تعالى : ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ) [ الزخرف : 71 ] وفي الحديث : " إن السحابة لتمر بالملأ من أهل الجنة وهم جلوس على شرابهم ، فلا يشتهي أحد منهم شيئا إلا أمطرته عليهم ، حتى إن منهم لمن يقول : أمطرينا كواعب أترابا ، فيكون ذلك " .

( كذلك يجزي الله المتقين ) أي : كذلك يجزي الله كل من آمن به واتقاه وأحسن عمله .

يعني تعالى ذكره بقوله (جَنَّاتُ عَدْنٍ) بساتين للمقام، وقد بيَّنا اختلاف أهل التأويل في معنى عدن فيما مضى بما أغنى عن إعادته ( يَدْخُلُونَها) يقول: يدخلون جنات عدن ، وفي رفع جنات أوجه ثلاث: أحدها: أن يكون مرفوعا على الابتداء، والآخر: بالعائد من الذكر في قوله ( يَدْخُلُونَها) والثالث: على أن يكون خبر النعم، فيكون المعنى إذا جعلت خبر النعم: ولنعم دار المتقين جنات عدن، ويكون ( يَدْخُلُونَها) في موضع حال، كما يقال: نعم الدار دار تسكنها أنت ، وقد يجوز أن يكون إذا كان الكلام بهذا التأويل يدخلونها ، من صلة جنات عدن ، وقوله ( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار ( لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ) يقول: للذين أحسنوا في هذه الدنيا في جنات عدن ما يشاءون مما تشتهي أنفسهم ، وتلذّ أعينهم ( كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ) يقول: كما يجزي الله هؤلاء الذين أحسنوا في هذه الدنيا بما وصف لكم أيها الناس أنه جزاهم به في الدنيا والآخرة، كذلك يجزي الذين اتقوه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[31] ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّـهُ الْمُتَّقِينَ﴾ ذكر بعضهم أن تقديم (فيها) للحصر, و(ما) للعموم بقرينة المقام؛ فيُفيدُ أن الإنسان لا يجد جميع ما يريده إلا في الجنة, فتأمَّلهُ.
وقفة
[31] ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّـهُ الْمُتَّقِينَ﴾ من كرم الله وجوده أنه يعطي أهل الجنة كل ما تمنوه عليه، حتى إنه يُذَكِّرهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم.
تفاعل
[31] ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ سَل الله الجنة الآن.
وقفة
[31] ﴿لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ﴾، و﴿لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق: 35]، إذا كان السياق في الكلام عن الجنة قدَّم (فيها)، وإذا كان الكلام على أصحاب الجنة يقدم المشيئة، هنا: ﴿وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ... لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ﴾ يتكلم عن الجنة، بينما في آية سورة ق السياق على أصحاب الجنة فقدّم ما يتعلق بهم: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾.
لمسة
[31] ﴿لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ﴾ ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، عن أبي ظبية السلفي قال: «إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول: ما أمطركم؟! قال: فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم به، حتی إن القائل منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابًا».
لمسة
[31] ﴿لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ﴾ المشيئة (يَشَاؤُونَ) جاءت بصيغة المضارع؛ لأنها متجددة مستمرة، وليست مشيئة واحدة.

الإعراب :

  • ﴿ جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها:
  • جنات: خبر مبتدأ محذوف. التقدير: هي جنات عدن. أو مبتدأ مرفوع بالضمة وخبره وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ» الواردة في الآية الكريمة السابقة. أي المخصوص بالمدح والمعنى: جنات استقرار وإقامة. عدن: مضاف اليه مجرور بالكسرة. يدخلون: الجملة في محل رفع صفة-نعت-لجنات. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ:
  • الجملة: في محل رفع صفة ثانية لجنات.تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت:جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من الأنهار أي كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة. الأنهار: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ لَهُمْ فِيها ما يَشاءونَ:
  • جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. فيها: جار ومجرور متعلق بيشاءون. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يشاءون: صلة الموصول لا محل لها. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ كَذلِكَ يَجْزِي:
  • الكاف: اسم مبني على الفتح بمعنى «مثل» في محل نصب صفة للمصدر. التقدير يجزي جزاء مثل ذلك. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. يجزي:أي يكافئ: تعرب إعراب «تجري».
  • ﴿ اللهُ الْمُتَّقِينَ:
  • لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. المتقين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. '

المتشابهات :

الرعد: 23﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
النحل: 31﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ
فاطر: 33﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     وبعد أن مدحَ اللهُ عز وجل دارَ المتقين؛ وصفَ هنا ما أعدَّه لهم فيها من نعيم، قال تعالى:
﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

جنات عدن:
قرئ:
بالنصب، على الاشتغال أي: يدخلون جنات عدن، وهى قراءة زيد بن ثابت، وأبى عبد الرحمن.
يدخلونها:
وقرئ:
1- تدخلونها، بتاء الخطاب، وهى قراءة السلمى.
2- يدخلونها، بالياء، والفعل مبنى للمفعول، وهى قراءة إسماعيل بن جعفر عن نافع.

مدارسة الآية : [32] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ ..

التفسير :

[32]الذين تَقْبض الملائكةُ أرواحَهم، وقلوبُهم طاهرة من الكفر، تقول الملائكة لهم:سلام عليكم، تحية خاصة لكم، وسَلِمتم من كل آفة، ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون من الإيمان بالله والانقياد لأمره.

{ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ْ} مستمرين على تقواهم{ طَيِّبِينَ ْ} أي:طاهرين مطهرين من كل نقص ودنس يتطرق إليهم ويخل في إيمانهم، فطابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته وألسنتهم بذكره والثناء عليه، وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه،{ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ْ} أي:التحية الكاملة حاصلة لكم والسلامة من كل آفة.

وقد سلمتم من كل ما تكرهون{ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ْ} من الإيمان بالله والانقياد لأمره، فإن العمل هو السبب والمادة والأصل في دخول الجنة والنجاة من النار، وذلك العمل حصل لهم برحمة الله ومنته عليهم لا بحولهم وقوتهم.

ثم حكى- سبحانه- ما تحييهم به الملائكة فقال: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ...

أى: هذا الجزاء الحسن لهؤلاء المتقين، الذين تتوفاهم الملائكة، أى: تقبض أرواحهم، حال كونهم «طيبين» أى: مطهرين من دنس الشرك والفسوق والعصيان.

«يقولون» أى الملائكة لهؤلاء المتقين عند قبض أرواحهم، «سلام عليكم» أى: أمان عليكم من كل شر ومكروه.

«ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون» أى: بسبب ما قدمتموه من أعمال صالحة.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ، أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ.

هذا، ولا تعارض بين قوله تعالى- تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ وبين قوله في آية أخرى قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ وبين قوله في آية ثالثة اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها.

لأن إسناد التوفي إلى ذاته- تعالى-، باعتبار أن أحدا لا يموت إلا بمشيئته- تعالى-، وإسناده إلى ملك الموت باعتباره هو المأمور بقبض الأرواح، وإسناده إلى الملائكة باعتبارهم أعوانا له، ولا تعارض- أيضا- بين قوله- تعالى- ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وبين ما جاء في الحديث الصحيح: «لن يدخل أحدا عمله الجنة..» .

لأن الأعمال الصالحة إنما هي أسباب عادية لدخول الجنة، أما السبب الحقيقي فهو فضل الله- تعالى- ورحمته، حيث قبل هذه الأعمال، وكافأ أصحابها عليها.

وبعد أن بينت السورة الكريمة جانبا من أقوال المتقين، وبشرتهم بما يسرهم ويشرح صدورهم، عادت مرة أخرى لتهديد الكافرين، لعلهم يزدجرون أو يتذكرون، فقال- تعالى-:

ثم أخبر تعالى عن حالهم عند الاحتضار ، أنهم طيبون ، أي : مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء ، وأن الملائكة تسلم عليهم وتبشرهم بالجنة ، كما قال تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ) [ فصلت : 30 - 32 ] .

وقد قدمنا الأحاديث الواردة في قبض روح المؤمن وروح الكافر عند قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) [ إبراهيم : 27 ] .

يقول تعالى ذكره: كذلك يجزي الله المتقين الذين تَقْبِض أرواحَهم ملائكةُ الله، وهم طيبون بتطييب الله إياهم بنظافة الإيمان، وطهر الإسلام في حال حياتهم وحال مماتهم.

كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثني عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ ) قال: أحياء وأمواتا، قدر الله ذلك لهم.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.

وقوله ( يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ) يعني جلّ ثناؤه أن الملائكة تقبض أرواح هؤلاء المتقين، وهي تقول لهم: سلام عليكم صيروا إلى الجنة بشارة من الله تبشرهم بها الملائكة.

كما حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرني أبو صخر، أنه سمع محمد بن كعب القُرَظيّ يقول: إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك فقال: السلام عليك وليّ الله، الله يقرأ عليك السلام ، ثم نـزع بهذه الآية ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ ) ... إلى آخر الآية.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراسانيّ ، عن ابن عباس، قوله فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ قال: الملائكة يأتونه بالسلام من قِبَل الله، وتخبره أنه من أصحاب اليمين.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا الأشبُّ أبو عليّ، عن أبي رجاء، عن محمد بن مالك، عن البراء، قال: قوله سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ قال: يسلم عليه عند الموت.

وقوله ( بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقول: بما كنتم تصيبون في الدنيا أيام حياتكم فيها طاعة الله ، طلب مرضاته.

المعاني :

طيّبين :       طاهرين من دنسالشّرك و المعاصي معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ قال ابن القيم: «فالجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شيء من الخبث، فمن تطهر في الدنيا ولقي الله طاهرًا من نجاساته دخلها بغير معوق، ومن لم يتطهر في الدنيا فإن كانت نجاسته عينية كالكافر؛ لم يدخلها بحال، وإن كانت نجاسته کسبية عارضة دخلها بعد ما يتطهر في النار من تلك النجاسة، ثم يخرج منها».
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ طابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته، وألسنتهم بذكره والثناء عليه، وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه.
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ لأنهم كانوا طيبين ماتوا طيبين، بدون تكلف.
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ طابت حياتهم؛ فطابت وفاتهم، ربِّ اجعلنا منهم.
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ عاشوا على منهج طيب وبقلوب طيبة، وماتوا على ما عاشوا عليه.
تفاعل
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ﴾ كم نحن بحاجة إلى هذه البشرى حال خروج الروح! نسألك من فضلك يا رب.
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ الطيب معهم حتى لحظة الوفاة، من عاش طيبًا توفاه الله طيبًا.
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ الكل ميت، فطوبى لمن مات طيبًا سلام في الدنيا، وجنة في الآخرة .
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ قال ابن القيم: «ليس في الجنة ذرَّة خبث»، جعلنا الله من أهلها .
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ طيب الأقوال والأفعال، وسلامة اللسان واليد من أذى المسلمين سبيل لحسن الخاتمة، وسلام الملائكة حين الاحتضار.
وقفة
[32] ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من طابت بدايته طابت نهايته، ربِّ اجعلنا في زمرتهم.
لمسة
[32] ﴿يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ جاءت (سَلَامٌ) نكرة؛ لأن الأصل في النكرة العموم والشمول، إذن (سلام) أعم من كلمة السلام؛ لأن المعرفة هو ما دلَّ على أمر معين، وربنا سبحانه وتعالى لم يحييّ في القرآن كله إلا بالتنكير؛ لأنه أعم وأشمل، مثل: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل: 59]، ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الصافات: 109]، حتى في الجنة: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ [يس: 58]، حتى الملائكة: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾، أي كل السلام، لا يترك منه شيئًا.
تفاعل
[32] ﴿يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ سَل الله الجنة الآن.
وقفة
[32] ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ مصيبة أن ينتقل الإنسان من الدنيا إلى الآخرة وهو لا يعرف الله، يصل إلى الحياة الأبدية وليس معه ثمنها.
وقفة
[32] ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ العمل هو السبب والأصل في دخول الجنة والنجاة من النار، وذلك يحصل برحمة الله ومنته على المؤمنين، لا بحولهم وقوتهم.

الإعراب :

  • ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ:
  • الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة-نعت-للمتقين. والجملة بعده: صلة الموصول لا محل لها.تتوفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعزز و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحركت الميم بالضمّ للاشباع. الملائكة: فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ طَيِّبِينَ:
  • حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. بمعنى طاهرين من كل ظلم وعدوان.
  • ﴿ يَقُولُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ سَلامٌ عَلَيْكُمْ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة أو خبر لمبتدإ محذوف. عليكم: جار ومجرور والميم علامة جمع الذكور أشبعت بالضمة لالتقاء الساكنين. والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ.
  • ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الجنة:مفعول به منصوب بالفتحة.
  • ﴿ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
  • الباء حرف جر للتسبيب وقيل للعوض. ما:مصدرية. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون: جملة فعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بادخلوا وجملة كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» صلة «ما» المصدرية لا محل لها. '

المتشابهات :

النساء: 97﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ
النحل: 28﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ
النحل: 32﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     وبعد بيان ما أعدَّه اللهُ عز وجل للمتقين؛ بَيَّنَ هنا حال المتقين عند الاحتضار في مقابلة حال الكافرين، قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ..

التفسير :

[33] ما ينتظر المشركون إلا أن تأتيهم الملائكة؛ لتقبض أرواحهم وهم على الكفر، أو يأتي أمر الله بعذاب عاجل يهلكهم، كما كذَّب هؤلاء كذَّب الكفار مِن قبلهم، فأهلكهم الله، وما ظلمهم الله بإهلاكهم، وإنزال العذاب بهم، ولكنهم هم الذين كانوا يظلمون أنفسهم بما جعلهم

يقول تعالى:هل ينظر هؤلاء الذين جاءتهم الآيات فلم يؤمنوا، وذكِّروا فلم يتذكروا،{ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ ْ} لقبض أرواحهم{ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ْ} بالعذاب الذي سيحل بهم فإنهم قد استحقوا وقوعه فيهم،{ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ْ} كذبوا وكفروا، ثم لم يؤمنوا حتى نزل بهم العذاب.

{ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ْ} إذ عذبهم{ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ْ} فإنها مخلوقة لعبادة الله ليكون مآلها إلى كرامة الله فظلموها وتركوا ما خلقت له، وعرضوها للإهانة الدائمة والشقاء الملازم.

والاستفهام في قوله- سبحانه-هلْ يَنْظُرُونَ..

إنكارى في معنى النفي.

«ينظرون» هنا بمعنى ينتظرون، من الإنظار بمعنى الإمهال، والضمير المرفوع يعود إلى أولئك المتكبرين الذين وصفوا القرآن بأنه أساطير الأولين، والذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، كما جاء في الآيات السابقة.

أى: ما ينتظر أولئك المتكبرون الذين لا يؤمنون بالآخرة، إلا أن تأتيهم الملائكة لنزع أرواحهم من أجسادهم، أو يأتى أمر ربك- أيها الرسول الكريم- بإهلاكهم، أو بإنزال العذاب بهم من حيث لا يشعرون.

وليس المراد من الجملة الكريمة، أنهم ينتظرون ذلك على سبيل الحقيقة، لأن إصرارهم على الكفر جعلهم يستهينون بهذا التهديد وإنما المراد أنهم حين أصروا على الكفر مع ظهور البراهين على بطلانه، صار حالهم كحال المترقب لنزول أحد الأمرين: قبض الملائكة لأرواحهم، أو نزول العذاب بهم.

فالجملة الكريمة تهديد لهم في تماديهم في الكفر، وتحريض لهم على الإيمان قبل فوات الأوان.

قال الجمل: و «أو» في قوله «أو يأتى أمر ربك» مانعة خلو، فإن كلا من الموت والعذاب يأتيهم وإن اختلف الوقت، وإنما عبر بأو دون الواو، للاشارة إلى كفاية كل واحد من الأمرين في تعذيبهم ... ».

وقوله- سبحانه-: ذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

. تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عما أصابه منهم من أذى.

أى: مثل هذا الفعل الشنيع الذي صدر عن الكافرين من قومك- يا محمد- فعل الذين من قبلهم من أقوام الرسل السابقين، كقوم نوح وقوم هود، وقوم صالح، فإنهم قد آذوا رسلهم. كما آذاك قومك.

وقد أنزلنا بهم ما يستحقون من عقاب دنيوى، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.

وقوله- سبحانه- ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

. بيان لعدالة الله- تعالى- وأنه- سبحانه- لا يظلم الناس شيئا.

أى: وما ظلمهم الله حين أنزل بهم عقابه: ولكن هم الذين ظلموا أنفسهم بترديهم في الكفر، وإصرارهم عليه، ومحاربتهم لمن جاء لإخراجهم من الظلمات إلى النور.

يقول تعالى متهددا للمشركين على تماديهم في الباطل واغترارهم بالدنيا : هل ينتظر هؤلاء إلا الملائكة أن تأتيهم بقبض أرواحهم ، قاله قتادة .

( أو يأتي أمر ربك ) أي : يوم القيامة وما يعاينونه من الأهوال .

وقوله : ( كذلك فعل الذين من قبلهم ) أي : هكذا تمادى في شركهم أسلافهم ونظراؤهم وأشباههم من المشركين حتى ذاقوا بأس الله ، وحلوا فيما هم فيه من العذاب والنكال . ( وما ظلمهم الله ) ; لأنه تعالى أعذر إليهم ، وأقام حججه عليهم بإرسال رسله وإنزال كتبه ، ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) أي : بمخالفة الرسل والتكذيب بما جاءوا به

يقول تعالى ذكره: هل ينتظر هؤلاء المشركون إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم، أو يأتي أمر ربك بحشرهم لموقف القيامة ( كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) يقول جلّ ثناؤه: كما يفعل هؤلاء من انتظارهم ملائكة الله لقبض أرواحهم ، أو إتيان أمر الله فعل أسلافهم من الكفرة بالله ، لأن ذلك في كلّ مشرك بالله ( وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ ) يقول جلّ ثناؤه: وما ظلمهم الله بإحلال سُخْطه، ( وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) بمعصيتهم ربهم وكفرهم به، حتى استحقوا عقابه، فعجَّل لهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ ) قال: بالموت، وقال في آية أخرى وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ وهو ملك الموت ، وله رسل، قال الله تعالى ( أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ) ذاكم يوم القيامة.

حدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ ) يقول: عند الموت حين تتوفاهم، أو يأتي أمر ربك ذلك يوم القيامة.

المعاني :

يَنظُرُونَ :       يَنْتَظِرُونَ السراج

التدبر :

لمسة
[33] ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ﴾ جاء ترتيب الوعيد بالموت الذي تأتي به الملائكة، وبعده العذاب الذي يأتي به أمر الله، وهذا ترتيب تصاعدي من الأدنى إلى الأعلى، وهذا من بلاغة القرآن، لأن فيه زيادة الوعيد.
لمسة
[33] ﴿وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ قدَّم ذكر (أنْفُسَهُمْ) لإظهار استبشاع أن يظلم العبد نفسه.

الإعراب :

  • ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ:
  • هل: حرف استفهام لا محل لها. ينظرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير موصول في محل رفع فاعل أي هل ينتظر هؤلاء الكافرون.
  • ﴿ إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ:
  • إلاّ: أداة حصر لا عمل لها. أن: حرفمصدرية ونصب. تأتي: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحركت الميم بالضم للاشباع و «الملائكة» فاعل مرفوع بالضمة. وأن «وما تلاها»: بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل ينظر. وجملة تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الاعراب. أي لقبض أرواحهم
  • ﴿ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ:
  • أو: حرف عطف للشك. وجملة يأتي أمر: تعرب إعراب «تأتي الملائكة» ربك: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي أن يأتي العذاب أو القيامة.
  • ﴿ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ:
  • الكاف: اسم مبني على الفتح في محل نصب نائب عن المصدر-المفعول المطلق-أو صفة له بتقدير مثل ذلك الفعل. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. فعل: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
  • ﴿ مِنْ قَبْلِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بفعل محذوف وجوبا. التقدير: كانوا من قبلهم أو مضوا. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة وجملة كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ:
  • الواو: استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. ظلم: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم واشبعت الميم بالضمة. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. أي وما ظلمهم بتدميرهم.
  • ﴿ وَلكِنْ كانُوا:
  • الواو: زائدة. لكن: حرف استدراك لا عمل له لأنه مخفف. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.
  • ﴿ أَنْفُسَهُمْ:
  • مفعول به بفعل مضمر يفسره المذكور بعده. أي كانوا يظلمون أنفسهم. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يَظْلِمُونَ:
  • تعرب إعراب «ينظرون» والمعمول محذوف دلّ عليه ما قبله. أي يظلمون أنفسهم بالكفر والمعاصي. '

المتشابهات :

البقرة: 210﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ
الأنعام: 158﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ
النحل: 33﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     وبعد المقارنة بين حال المتقين وحال الكافرين عند الاحتضار؛ جاء هنا تهديد الكافرين، وتحريضهم على الإِيمان قبل فوات الأوان، قال تعالى:
﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تأتيهم:
قرئ:
1- بالياء، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
2- بالتاء، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [34] :النحل     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ ..

التفسير :

[34] فنزلت بهم عقوبة ذنوبهم التي عملوها، وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يسخرون منه.

{ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا ْ} أي:عقوبات أعمالهم وآثارها،{ وَحَاقَ بِهِمْ ْ} أي:نزل{ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ْ} فإنهم كانوا إذا أخبرتهم رسلهم بالعذاب استهزأوا به، وسخروا ممن أخبر به فحل بهم ذلك الأمر الذي سخروا منه.

وقوله- سبحانه-: فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ معطوف على قوله ذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

وما بينهما اعتراض.

وحاق: بمعنى أحاط، من الحيق بمعنى الإحاطة، وبابه باع، يقال: حاق يحيق، وخص في الاستعمال بإحاطة الشر، ومنه قوله- تعالى-: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ.

أى: هكذا تمادى أسلافهم في الكفر والجحود، فأصابهم جزاء سيئات أعمالهم، وأحاط بهم العذاب من كل جانب، بسبب كفرهم وسخريتهم بالرسل وبما أخبروهم به من حساب وثواب وعقاب في الآخرة، وسيقال لهؤلاء المجرمين يوم القيامة وهم يردون النار: هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ .

وبذلك نرى أن هاتين الآيتين، قد هددتا الكافرين ودعتهما إلى الدخول في الحق، وحذرتاهم من انتهاج نهج الظالمين من قبلهم.

ثم حكى- سبحانه- بعض أقاويلهم الباطلة، ومعاذيرهم الفاسدة، ورد عليهم بما يدحضها ويدمغها، فقال- تعالى-:

فلهذا أصابتهم عقوبة الله على ذلك ، ( وحاق بهم ) أي : أحاط بهم من العذاب الأليم ( ما كانوا به يستهزئون ) أي : يسخرون من الرسل إذا توعدوهم بعقاب الله ; فلهذا يقال يوم القيامة : ( هذه النار التي كنتم بها تكذبون ) [ الطور : 14 ] .

يقول تعالى ذكره: فأصاب هؤلاء الذين فعلوا من الأمم الماضية فعل هؤلاء المشركين من قريش سيئات ما عملوا ، يعني عقوبات ذنوبهم ، ونقم معاصيه التي اكتسبوها( وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) يقول: وحلّ بهم من عذاب الله ما كانوا يستهزئون منه ، ويسخرون عند إنذارهم ذلك رسلُ الله، ونـزل ذلك بهم دون غيرهم من أهل الإيمان بالله.

المعاني :

وَحَاقَ :       وَأَحَاطَ السراج
حاق بهم :       أحاط أو نزل بهم معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[34] ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا﴾ أعمالك لها تأثير على حياتك؛ فأحسن العمل يحسن إليك.
وقفة
[34] ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا﴾ للسيئات إذا تتابعت تبعات، منها عذاب قد يصيب الـمرء في الدنيا قبل يوم القيامة؛ فحري بالعاقل أن يحاذر مغبة السيئة، وأن يخشى الأخذة العاجلة قبل نكبته في الآخرة.
وقفة
[34] ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ لا يزال شؤم السيئة بالإنسان حتى يهلكه في الدنيا والآخرة، ومن أقبح السيئات وأسوأها عاقبة الاستهزاء بالدين.
عمل
[34] ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ احذر السخـرية، أو الاستـهزاء بالدعاة إلى الله، والعلماء المصلحين.
تفاعل
[34] ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا:
  • الفاء: سببية. أصاب: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. سيئات:فاعل مرفوع بالضمة. وقد ذكّر الفعل لأنّ تقدير الفاعل: جزاء سيئات ولفصل الفعل عن فاعله بفاصل فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه.ما: مصدرية. عملوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و «ما» وما بعدها:بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة. التقدير: سيئات اعمالهم وجملة «عملوا» صلة «ما» المصدرية لا محل لها. ويجوز أن تكون «ما» اسما موصولا في محل جر بالاضافة وجملة «عملوا» صلة الموصول لا محل لها.والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: الذي عملوه.
  • ﴿ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ:
  • الواو عاطفة. حاق: أي أحاط‍: فعل ماض مبني على الفتح. بهم: جار ومجرور متعلق بحاق. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. به: جار ومجرور متعلق بيستهزءون والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ يَسْتَهْزِؤُنَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة: في محل نصب خبر «كان» أي جزاء ما كانوا به يستهزئون. فحذف الفاعل المضاف وحل المضاف اليه محله. '

المتشابهات :

النحل: 34﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
الجاثية: 33﴿وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا تمادى أهلُ الضلالِ في الكفرِ؛ نزلَ بهم عذابُ الله، وأحاطَ بهم من كل جانب، قال تعالى:
﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف