584171819202122232425262728293031323334353637383940414243444546

الإحصائيات

سورة النازعات
ترتيب المصحف79ترتيب النزول81
التصنيفمكيّةعدد الصفحات1.50
عدد الآيات46عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.50
ترتيب الطول76تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 7/17_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (15) الى الآية رقم (26) عدد الآيات (12)

بعدَ أن ذَكَرَ اللهُ إصرارَ الكُفَّارِ على إنكارِ البعثِ، ذَكَرَ هنا قصَّةَ موسى عليه السلام معَ فرعونَ الذي ادّعى الرُّبوبيةَ، فأهلَكَه اللهُ،

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (27) الى الآية رقم (33) عدد الآيات (7)

ثُمَّ أثبتَ قدرتَه تعالى على البعثِ بقدرتِه على خلقِ السمواتِ والأرضِ والجبالِ،

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (34) الى الآية رقم (46) عدد الآيات (13)

ثُمَّ ذكَرَ أهوالَ يومِ القيامةِ، وانقسامَ النَّاسِ فيه فريقينِ: أشقياءُ وسعداءُ، وسؤالَ المشركينَ عن مِيقاتِ الساعةِ، وتفويضَ أمرِها إلى اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة النازعات

تذكرة بالموت وخروج الروح، والبعث، والقيامة وأهوالها

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سورة النازعات دعوة للتفكر:: سورة النازعات جاءت تهز القلوب المكذبة بالبعث والجزاء، من خلال عرض مشاهد الموت والبعث والحشر والقيامة.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «النازعات».
  • • معنى الاسم :: النازعات: اسم فاعل من النزع، وهو جذب الشئ من مقره، والنازعات: الملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعًا شديدًا.
  • • سبب التسمية :: لافتتاحها بالقسم بالنازعات.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: «السَّاهِرَةُ‏‏»، ‏و«الطَّامَّةُ».
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: تذكر الموت وخروج الروح، والبعث، والقيامة وأهوالها.
  • • علمتني السورة :: أن قبض روح الكافر يكون بشدّة وعنف، وأن قبض روح المؤمن يكون برفق ولين: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ۞ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾
  • • علمتني السورة :: دعوة الناس إلى الله بأسلوب حكيم: ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾
  • • علمتني السورة :: أن إمهال الله للطغاة تنكيلًا بهم، وليس حبًا لهم، فإذا حانت ساعتهم أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّـهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ﴾

مدارسة الآية : [17] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى

التفسير :

[17] فقال له:اذهب إلى فرعون، إنه قد أفرط في العصيان

{ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي:فانهه عن طغيانه وشركه وعصيانه، بقول لين، وخطاب لطيف، لعله{ يتذكر أو يخشى}

وقوله - سبحانه - : ( اذهب إلى فِرْعَوْنَ . . . ) مقول لقول محذوف ، أى : ناديناه وقلن له : ( اذهب ) يا موسى إلى فرعون إنه طغى ، أى : إنه تجاوز كل حد فى الكفر والغرور والعصيان .

وفرعون : لقب لكل ملك من ملوك مصر فى ذلك الزمان ، وقد قالوا إن فرعون الذى أرسل الله - تعالى - إليه موسى - عليه السلام - هو منفتاح بن رمسيس الثانى .

أي تجرد وتمرد وعتى.

وقوله: ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) يقول تعالى ذكره: نادى موسى ربُّه: أن اذهب إلى فرعون، فحذفت " أن " إذ كان النداء قولا فكأنه قيل لموسى قال ربه: اذهب إلى فرعون. وقوله: ( إِنَّهُ طَغَى ) يقول: عتا وتجاوز حدّه في العدوان، والتكبر على ربه.

المعاني :

طغى :       عـتا و تجبّر و كَـفـَر و الطغيان معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[17] ﴿اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ﴾ دعوةُ أيَّ شخصٍ مهما بلغَ طغيانُه.
وقفة
[17] ﴿اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ﴾ من رحمة الرحمن أن أرسل إلى رأس الطغيان من يدعوه إلى الإيمان، ولم يعاجله بعذابه؛ لأنه حليم ذو إمهال.
وقفة
[17] ﴿اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ﴾ ما أعظم حلم الله علي عباده, حتي فرعون الذي بلغ الغاية في العتو والطغيان بعث الله إليه رسولًا؛ رجاء أن يهتدي يتوب.
وقفة
[17] ﴿اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى﴾ فِرعون كان أقوى من قريش وكفارها، فيريد الله عز وجل من الآيات إن يبلغنا أنه إذا أخذناه فمن السهل أن نأخذ من هم أقل منه قوة، وأيضًا يريد الله أن يبلغ رسوله ﷺ أنه كما ثبت موسى؛ فاثبت يا محمد.
وقفة
[17] ﴿اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى﴾ فِرعون هو لقب ملك مصر، كما أن النجاشى لقب ملك الحبشة، والنمرود لقب ملك كنعان، وكسرى لقب ملك الفرس، وهكذا.
وقفة
[17] ما أحلم الله على عباده! كم من مسافة حلمٍ طويلة لم يستفد منها أصحابها حتى فات أوانها! ولا يعجل الله تعالى على ضالٍّ مهما كان بغيه وطغيانه في الأرض، حتى يأخذ من وسائل الهداية، وفي قوله تعالى: ﴿اذهب إلى فرعون إنه طغى﴾ دلائل هذا الحلمِ الكبير.

الإعراب :

  • ﴿ اذْهَبْ:
  • فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وجملة «اذهب» في محل نصب مفعول به- مقول القول- لأن في قوله «ناداه» معنى القول.
  • ﴿ إِلى فِرْعَوْنَ:
  • جار ومجرور متعلق باذهب وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة ولأنه اكثر من ثلاثة أحرف.
  • ﴿ إِنَّهُ طَغى:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل والهاء ضمير متصل- ضمير الغائب- مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» طغى:فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو وجملة «طغى» في محل رفع خبر «ان» أي تجاوز الحد.

المتشابهات :

طه: 24﴿ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ
النازعات: 17﴿ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ
طه: 43﴿ ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [17] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ المُناداةَ؛ ذكرَ هنا بأي شيء ناداه، قال تعالى:
﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [18] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن ..

التفسير :

[18] فقل له:أتودُّ أن تطهِّر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان

{ فَقُلْ} له:{ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} أي:هل لك في خصلة حميدة، ومحمدة جميلة، يتنافس فيها أولو الألباب، وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان، إلى الإيمان والعمل الصالح؟

ثم بين - سبحانه - ما قاله لموسى على سبيل الإِرشاد إلى أحكم وأفضل وسائل الدعوة إلى الحق فقال : ( فَقُلْ هَل لَّكَ إلى أَن تزكى . وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ فتخشى ) .

والمقصود بالاستفهام هنا : الحض والترغيب فى الاستجابة للحق ، كما تقول لمن تنصحه : هل كل فى كذا ، والجار والمجرور " لك " خبر لمبتدأ محذوف ، أى : هل كل رغبة فى التزكية .

أى : اذهب يا موسى إلى فرعون ، فقل له على سبيل النصح الحكيم ، والإِرشاد البليغ : هل لك يا فرعون رغبة فى أن أدلك على ما يزكيك ويطهرك من الرجس والفسوق والعصيان .

وهل لك رغبة - أيضا - فى أن أرشدك إلى الطريق الذى يوصلك إلى رضى ربك ، فيترتب على وصولك إلى الطريق السوى ، الخشية منه - تعالى - والمعرفة التامة بجلاله وسلطانه .

أي قل له هل لك أن تجيب إلى طريقة ومسلك تزكى به وتسلم وتطيع.

وقوله: ( فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) يقول: فقل له: هل لك إلى أن تتطهَّر من دنس الكفر، وتؤمِن بربك؟

كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) قال: إلى أن تُسلم. قال: والتزكي في القرآن كله: الإسلام، وقرأ قول الله: وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى قال: من أسلم، وقرأ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى قال: يسلم، وقرأ وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى . ألا يسلم .

حدثني سعيد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، قال: ثنا حفص بن عُمَرَ العَدَنِيّ، عن الحكم بن أبان عن عكرمة، قول موسى لفرعون: ( هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) هل لك إلى أن تقول: لا إله إلا الله .

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( تَزَكَّى ) فقرأته عامة قرَّاء المدينة ( تَزَّكَّى ) بتشديد الزاي، وقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة ( إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) بتخفيف الزاي. وكان أبو عمرو يقول فيما ذُكر عنه ( تَزَّكَّى ) بتشديد الزاي، بمعنى: تتصدّق بالزكاة، فتقول: تتزكى، ثم تدغم، وموسى لم يدع فرعون إلى أن يتصدّق وهو كافر، إنما دعاه إلى الإسلام، فقال: تزكى: أي تكون زاكيا مؤمنا، والتخفيف في الزاي هو أفصح القراءتين في العربية.

المعاني :

تَزَكَّى :       تَتَطَهَّرَ مِنَ الكُفْرِ، وَتَتَحَلَّى بِالإِيمَانِ السراج
تـزكى :       تطهّر من الكفر و الطغيان معاني القرآن

التدبر :

لمسة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ حَثُّهُ على أن يستعد لتخليص نفسه من العقيدة الضالة، التي هي خبث مجازي في النفس، فيقبَلَ إرشاد من يرشده إلى ما به زيادة الخير.
وقفة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ وجوب الرفق عند خطاب المدعو.
وقفة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ مثال عجيب لقول ليِّن أمر الله كليمه أن يخاطب به منازعًا له في ربوبيته، تقطر يده من دماء عباده، فمن دونه أولى.
وقفة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ لو آمن فرعون لأصبح زاكيًا, فالإيمان يزكي صاحبه ويستوعب حاضره ولو كان ماضية كماضي فرعون في الطغيان.
وقفة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ إذا كان شأن مخاطبة أعدى أعداء الله ومن ادعى الألوهية بالرفق واللين، فكيف بخطاب أخيك المسلم؟!
وقفة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ يا رب، هذا أمرك بالرفق مع من جحدك، فكيف رفقك بمن وحَدك؟ هذا رفقك بالكفار، فكيف رفقك بالأبرار؟!
وقفة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ المراد بالزكاة هنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة، ومن أهم ذلك: طهارة النفس من الشرك.
وقفة
[18] ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ والسبب في ذلك أن الله أرسله هاديًا، وليس معاقبًا، وفرعون قد تعود على لين الخطاب من أتباعه، فخاطبه بما تعود عليه، لعله أن يهتدي ويقبل منه.
وقفة
[18، 19] ﴿فَقُل هَل لَكَ إِلى أَن تَزَكّى * وَأَهدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخشى﴾ التخلية أولًا ثم التحلية.
وقفة
[18، 19] ﴿فَقُل هَل لَكَ إِلى أَن تَزَكّى * وَأَهدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخشى﴾ إذن الخطوات هى: تزكية، هداية، خشية.
وقفة
[18، 19] تأمل: ﴿فَقُل هَل لَكَ إِلى أَن تَزَكّى * وَأَهدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخشى﴾ لم ينسب موسى التزكية لنفسه، بينما نسب الهداية إليه، ماذا؟ لكى لا تكون التزكية منَّة من موسى على فِرعون، بينما ما على موسى إلا إبانة الطريق والهداية إليه.
لمسة
[18] ﴿فَقُل هَل لَكَ إِلى أَن تَزَكّى﴾ (تَزَكّى) جاءت بتاء واحدة فجعلتها أكثر شمولًا.
وقفة
[18] الطغيان تجاوز الحد في الظلم، ومع ذلك يأمر نبيه بأن يخاطبه بقوله: ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾ مع أن المناسب للطغيان خطاب فيه شدةٌ وقوة.
عمل
[18] على الداعية أن يكون متمثلًا للمنهج الرباني في دعوته، وهو الرفق ولين الجانب ﴿فقل هل لك إلى أن تزكى﴾، ﴿فقولا له قولا لينا﴾ [طه: 44].
وقفة
[18] دعوة غير مسلم إلى الإسلام بأسلوب حكيم ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾.
وقفة
[18] حسن الأسلوب ولينه في الدعوة ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ﴾.
وقفة
[18، 19] إذا أمرنا الناس بالدعوة؛ فيلزمنا أن نعلمهم أصولها وأساليبها؛ لئلا يسيئوا إليها، ولنـا في ربنا قدوة، لما أمـر موسى بالدعوة قال لـه: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 44]، ثم وضح القول اللين بقوله: ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾.
وقفة
[18، 19] في قلوب كثير منا فرعون صغير يصيح كلما واتته فرصة: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [النازعات: 24]، ويحتاج إلى موسى ليهتف به: ﴿هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَقُلْ هَلْ:
  • معطوفة بالفاء على «اذهب» وتعرب إعرابها وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. والجملة بعدها: في محل نصب مفعول به- مقول القول-. هل: حرف استفهام لا عمل له. بمعنى العرض.
  • ﴿ لَكَ:
  • جار ومجرور متعلق بفعل مضمر بمعنى أدعوك. ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بخبر مقدم وحذف المبتدأ بتقدير: هل لك ميل أو رغبة الى أن تتطهر من الشرك؟ .
  • ﴿ إِلى أَنْ تَزَكَّى:
  • حرف جر. أن: حرف مصدرية ونصب. تزكى: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وأصله «تتزكى» حذفت احدى التاءين تخفيفا وقيل «إلى» بمعنى «في» أو تبقى على أصلها لأننا نقول: هل لك في كذا وهل لك إلى كذا كما نقول هل ترغب في الشيء وهل ترغب الى الشيءو«تزكى» أي «تطهر» وقيل «تسلم» وجملة «تزكى» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الإعراب. و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بالفعل المضمر المؤول.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [18] لما قبلها :     ولَمَّا أمَرَه بالذهابِ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا ما قالَه لموسى على سبيل الإرشاد إلى أحكم وأفضل وسائل الدعوة إلى الحقِّ، قال تعالى:
﴿ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تزكى:
وقرئ:
1- بشد الزاى، وهى قراءة الحرميين، وأبى عمرو، بخلاف.
2- بخفها، وهى قراءة باقى السبعة.

مدارسة الآية : [19] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى

التفسير :

[19] وأُرشدك إلى طاعة ربك، فتخشاه وتتقيه؟

{ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} أي:أدلك عليه، وأبين لك مواقع رضاه، من مواقع سخطه.{ فَتَخْشَى} الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى.

قال صاحب الكشاف : قوله : ( وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ . . . ) أى : وأرشدك إلى معرفة الله ، أى : أنبهك عليه فتعرفه ( فتخشى ) لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة . . وذكر الخشية ، لأنها ملاك الأمر ، من خشى الله أتى منه كل خير ، ومن أمن اجترأ على كل شئ . ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أدلج ، - أى : سار فى أول الليل - ومن أدلج بلغ المنزل " .

بدأ مخاطبته بالاستفهام الذى معناه العرض ، كما يقول الرجل لضيفه : هل لك أن تنزل بنا؟ وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف فى القول ، ويستنزله بالمداراة من عتوه ، كما أمر بذلك فى قوله - تعالى - ( فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى . . . ) والحق أن هاتين الآيتين فيهما أسمى ألوان الإِرشاد إلى الدعوة إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة .

وأهديك إلى ربك أي أدلك إلى عبادة ربك فتخشى أي فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشعا بعدما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير.

القول في تأويل قوله تعالى : وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)

يقول تعالى ذكره لنبيه موسى: قل لفرعون: هل لك إلى أن أرشدك إلى ما يرضي ربك، وذلك الدين القيم ( فَتَخْشَى ) يقول: فتخشى عقابه بأداء ما ألزمك من فرائضه، واجتناب ما نهاك عنه من معاصيه.

المعاني :

وَأَهْدِيَكَ :       أُرْشِدَكَ السراج

التدبر :

وقفة
[19] ﴿وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ﴾ وتفريع (فَتَخْشَىٰ) على: (وَأَهْدِيَكَ)؛ إشارة إلى أن خشية الله لا تكون إلا بالمعرفة؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]؛ أي: العلماء به، أي: يخشاه خشية كاملة لا خطأ فيها ولا تقصير.
وقفة
[19] ﴿وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ﴾ الخشية غاية الهداية.
وقفة
[19] ﴿وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ﴾ في الاقتصار على ذكر الخشية إيجاز بليغ؛ لأن خشية الله جماع كلّ خير.
وقفة
[19] ﴿وَأَهدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخشى﴾ الخشية تكون عن علم، أما الخوف فبلا علم مسبق.
وقفة
[19] ﴿وَأَهدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخشى﴾ (ربك) أى ربك يا فِرعون، الذى هو رب كل شئ.
وقفة
[19] ﴿وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ﴾ على قدر الهداية تكون الخشية.
وقفة
[19] ما العلاقة بين الخشية والهداية في قوله: ﴿وأهديك إلى ربك فتخشى﴾؟ خشية الله لا تكون إلا بمعرفته حقًّا، تأمل: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ [فاطر: 28].

الإعراب :

  • ﴿ وَأَهْدِيَكَ:
  • معطوفة بالواو على «تزكى» وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ إِلى رَبِّكَ:
  • جار ومجرور متعلق بأهديك والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل جر بالاضافة أي وأرشدك الى معرفة الله سبحانه وأنبهك عليه فتخافه.
  • ﴿ فَتَخْشى:
  • معطوفة بالفاء على «اهدي» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.وحذف المفعول اختصارا لأن سياق القول يدل عليه. أي فتخاف عقاب ربك بترك الشرك.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     ولَمَّا أشارَ لَهُ الطَّهارَةَ عَنِ الشِّرْكِ؛ أتْبَعَها الأعْمالَ، فَقالَ تعالى:
﴿ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [20] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى

التفسير :

[20] فأرى موسى فرعونَ العلامة العظمى:العصا واليد

{ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} أي:جنس الآية الكبرى، فلا ينافي تعددها{ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}

والفاء فى قوله - تعالى - : ( فَأَرَاهُ الآية الكبرى . فَكَذَّبَ وعصى ) للإفصاح والتفريع على كلام محذوف يفهم من المقام . والتقدير : فامتثل موسى - عليه السلام - أمر ربه ، فذهب إلى فرعون ، فدعاه إلى الحق ، فكذبه فرعون ، فما كان من موسى إلا أن أراه الآية الكبرى التى تدل على صدقه ، وهى أن ألقى أمامه عصاه فإذا هى حية تسعى ، وأن نزع يده من جيبه فإذا هى بيضاء من غير سوء .

يعني فأظهر له موسى مع هذه الدعوة الحق حجة قوية ودليلا واضحا على صدق ما جاءه به من عند الله.

قوله: ( فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ) يقول تعالى ذكره: فأرى موسى فرعون الآية الكبرى، يعني الدلالة الكبرى، على أنه لله رسول أرسله إليه، فكانت تلك الآية يد موسى إذ أخرجها بيضاء للناظرين، وعصاه إذ تحوّلت ثعبانا مبينا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، عن محمد بن سيف أبي رجاء هكذا هو في كتابي وأظنه عن نوح بن قيس، عن محمد بن سيف، قال: سمعت الحسن يقول في هذه الآية: ( فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ) قال: يده وعصاه .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ) قال: عصاه ويده .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ) قال: رأى يد موسى وعصاه، وهما آيتان .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الآيَةَ الْكُبْرَى ) قال: عصاه ويده .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ) قال: العصا والحية.

المعاني :

الْآيَةَ الْكُبْرَى :       مُعْجِزَةَ العَصَا، وَاليَدَ البَيْضَاءَ السراج

التدبر :

لمسة
[20] ﴿فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى﴾ في الكلام محذوف أي فذهب موسى إليه ودعاه وكلمه، فلما امتنع عن الإيمان أراه المعجزة الكبرى، وهي قلب العصا حية تسعى.
وقفة
[20] ﴿فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى﴾ قال القرطبي: «أي العلامة العظمى وهي المعجزة، وقيل: العصا، وقيل: اليد البيضاء تبرق كالشمس، وروى الضحاك عن ابن عباس: الآية الكبرى قال العصا، الحسن: يده وعصاه، وقيل: فلق البحر، وقيل: الآية: إشارة إلى جميع آياته ومعجزاته».
وقفة
[20] ﴿فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى﴾ قال أبو حيان: «وهي العصا واليد، جعلها واحدة؛ لأن اليد كأنها من جملة العصا لكونها تابعة لها، أو العصا وحدها لأنها كانت المقدمة والأصل، واليد تبع لها؛ لأنه كان يتقيها بيده».
وقفة
[20] ﴿فَأَراهُ الآيَةَ الكُبرى﴾ اليد والعصا، والله سبحانه أيد أنبياءه بالآيات كوسيلة من وسائل الإقناع.
لمسة
[20] ﴿فَأَراهُ الآيَةَ الكُبرى﴾ التفات، فبعد ما بلَّغ موسى بما أمره ربه، فكذبه فأراه الآية، الفاء الفصيحة كناية عن كلام محذوف.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَراهُ:
  • الفاء عاطفة على مضمر. أراه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول.
  • ﴿ الْآيَةَ الْكُبْرى:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكبرى:صفة- نعت- للاية منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر أي المعجزة الكبرى. وهي قلب العصاحية

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     ولَمَّا ذَهَبَ إلَيْهِ كَما أمَرَهُ اللَّهُ، ولم يقنع بما أدلى إليه من حجة، وطَلَبَ الدَّلِيلَ عَلى صِحَّةِ الرِّسالَةِ؛ فأظهر له موسى عليه السلام العلامة العظمى الدالة على أنه رسول من ربِّه، وهي اليد والعصا، قال تعالى:
﴿ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [21] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَذَّبَ وَعَصَى

التفسير :

[21] فكذب فرعون نبيَّ الله موسى عليه السلام، وعصى ربه عزَّ وجلَّ

{ فَكَذَّبَ} بالحق{ وَعَصَى} الأمر،

ولكن فرعون لم يستجب لدعوة موسى ، بعد أن أراه الآية الكبرى الدالة على صدقه ، بل كذب ما رآه تكذيبا شديدا ، وعصى أمر ربه عصيانا كبيرا .

( فكذب وعصى ) أي : فكذب بالحق وخالف ما أمره به من الطاعة . وحاصله أنه كفر قلبه فلم ينفعل لموسى بباطنه ولا بظاهره ، وعلمه بأن ما جاء به أنه حق لا يلزم منه أنه مؤمن به ; لأن المعرفة علم القلب ، والإيمان عمله ، وهو الانقياد للحق والخضوع له .

وقوله: ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) يقول: فكذّب فرعون موسى فيما أتاه من الآيات المعجزة، وعصاه فيما أمره به من طاعته ربه، وخَشيته إياه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[21] ﴿فَكَذَّبَ وَعَصَى﴾ الجمع بين (فَكَذَّبَ) و(عَصَى) للدلالة على أنه كذب بالقلب واللسان، وعصى بأن أظهر التمرد والتجبر.
وقفة
[21] ﴿فَكَذَّبَ وَعَصَى﴾ كذب الخبر، وعصى الأمر، فقال لموسى: إنك لست رسولًا، بل اتهمه بالجنون، وعصى الأمر، فلم يمتثل أمر موسى.
لمسة
[21] ﴿فَكَذَّبَ وَعَصى﴾ كذب بالخبر، وعصى الأمر، وهذا كبر وعناد، والفاء دِلالة على السرعة.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَذَّبَ:
  • الفاء استئنافية. تفيد التسبيب لأن فرعون سمى موسى ساحرا والآية الكبرى سحرا. كذب: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ وَعَصى:
  • معطوفة بالواو على «كذب» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. أي كذب بموسى والآية الكبرى وعصى الله تعالى

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا رأى الآية؛ بادَرَ إلى التَّكذيبِ والعصيانِ، قال تعالى:
﴿ فَكَذَّبَ وَعَصَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [22] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى

التفسير :

[22] ثم ولَّى معرضاً عن الإيمان مجتهداً في معارضة موسى.

{ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي:يجتهد في مبارزة الحق ومحاربته،

( ثُمَّ أَدْبَرَ يسعى ) أى : ثم أضاف إلى تكذيبه وعصيانه . إعراضه وتوليه عن الإِيمان والطاعة . وسعيه سعيا حثيثا فى إبطال أمر موسى ، وإصراره ، على تكذيب معجزته .

وجاء العطف هنا بثم ، للدلالة على أنه قد تجاوز التكذيب والعصيان ، إلى ما هو أشد منهما فى الجحود والعناد ، وهو الإِعراض عن الحق والسعى الشديد فى إبطاله .

أي في مقابلة الحق بالباطل وهو جمعه السحرة ليقابلوا ما جاء به موسى من المعجزات الباهرات.

وقوله: ( ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى ) يقول: ثم ولَّى مُعرضا عما دعاه إليه موسى من طاعته ربه، وخشيته وتوحيده.( يَسْعَى ) يقول: يعمل في معصية الله، وفيما يُسخطه عليه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى ) قال: يعمل بالفساد.

المعاني :

يَسْعَى :       يَجْتَهِدُ فِي مُعَارَضَةِ مُوسَى - عليه السلام - السراج
يَسعى :       يَــجـِدّ في الإفساد و المعارضة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[22] ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ﴾ تجاوز فرعون حدود التكذيب والعصيان، إلى ما هو أشد منها في الجحود والعناد، وهو صد الناس عن الحق والسعي في إبطاله.
وقفة
[22] ﴿ثُمَّ أَدبَرَ يَسعى﴾ تولى، وأعطاهم ظهره، ومشى مبتعدًا.
وقفة
[22] ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ﴾ السعي حركة دؤوبة تخبر عن حماسة أهل الباطل وجلدهم في الشر، فكيف لا يغار أهل الحق؟!
اسقاط
[22، 23] ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ * فَحَشَرَ فَنَادَىٰ﴾ تأمل في جلد هذا الفاجر, وحرصه علي إثبات باطله, ثم انظر إلي عجز بعض الصالحين, وانقطاعهم عن مشروعاتهم عند أول عقبة, ورضي الله عن عمر إذ يقول: «أشكو إلي الله جلد الخائن وعجز الثقة».
وقفة
[22، 23] قال تعالى عن فرعون: ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ * فَحَشَرَ فَنَادَىٰ﴾ تلتها آيات بيّنت عاقبة ذلك السعي يوم القيامة: ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ﴾ [35، 36].

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى:
  • حرف عطف. أدبر: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. يسعى: فعل ماض مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «يسعى» في محل نصب حال. أي ولّى يسرع في مشيته أو تولى عن موسى. أو أريد أقبل يسعى: بمعنى أنشأ يفعل فوضع «أدبر» موضع أقبل.

المتشابهات :

المدثر: 23﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ
النازعات: 22﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     وبعد التَّكذيبِ والعصيانِ؛ انتقل إلى الإِدبار والسعي في محاربةِ الحقِّ، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَحَشَرَ فَنَادَى

التفسير :

[23] فجمع أهل مملكته وناداهم

{ فَحَشَرَ} جنوده أي:جمعهم{ فَنَادَى}

ثم بين - سبحانه - ما فعله بعد ذلك فقال : ( فَحَشَرَ فنادى . فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى ) .

والحشر : جمع الناس ، والنداء : الجهر بالصوت لإِسماع الغير ، ومفعولاهما محذوفان .

أى : فجمع فرعون الناس عن طريق جنده ، وناداهم بأعلى صوته ، قائلا لهم : أنا ربكم الأعلى الذى لا رب أعلى منه ، وليس الأمر كما يقول موسى من أن لكم إلها سواى .

والتعبير بالفاء فى قوله : ( فنادى ) للإِشعار بأنه بمجرد أن جمعهم دعاهم إلى الاعتراف بأنه هو رب الأرباب .

أي في قومه.

وقوله: ( فَحَشَرَ فَنَادَى ) يقول: فجمع قومه وأتباعه، فنادى فيهم .

المعاني :

فَحَشَرَ :       جَمَعَ أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ السراج
فحَشر :       جَمَعَ السّـحَرَة أو الجُـنـْـد معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[23] ﴿فَحَشَرَ فَنادى﴾ كالحيوانات استهانة بالناس، كما فى قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الوُحوشُ حُشِرَت﴾ [التكوير: ٥].

الإعراب :

  • ﴿ فَحَشَرَ:
  • معطوفة بالفاء على «أدبر» وتعرب إعرابها. وحذف المفعول اختصارا. أي فجمع السحرة.
  • ﴿ فَنادى:
  • معطوفة بالفاء على «حشر» وتعرب إعراب- عصى- أي فنادى في الاجتماع أو أمر مناديا فنادى في الناس بذلك

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ولَمَّا سعى في محاربةِ الحقِّ؛ جَمَعَ جنودَه، قال تعالى:
﴿ فَحَشَرَ فَنَادَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى

التفسير :

[24] فقال:أنا ربكم الذي لا ربَّ فوقه

[ فَقَالَ} لهم:{ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} فأذعنوا له وأقروا بباطله حين استخفهم،

وجاء نداؤه بالصيغة الدالة على الحصر ( أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى ) للرد على ما قاله موسى له . من وجوب إخلاص العبادة لله - تعالى - وحده .

( فقال أنا ربكم الأعلى )

قال ابن عباس ومجاهد : وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله : ( ما علمت لكم من إله غيري ) [ القصص : 38 ] بأربعين سنة .

( فَقالَ ) لهم: ( أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى ) الذي كلّ ربّ دوني، وكذب الأحمق.

وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَحَشَرَ فَنَادَى ) قال: صرخ وحشر قومه، فنادى فيهم، فلما اجتمعوا قال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[24] ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ قالها فرعون فصدقه الملأ المفسدون معه، وهكذا الطغاة يضعون لأنفسهم الألقاب والمقامات فيصدقهم من حولهم من الطغمة الفاسدة.
وقفة
[24] ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ قال هذا القول الفاجر، فلم يرده عن ضلاله أحد، فهلكوا معه؛ ضريبة السكوت غالية!
وقفة
[24] ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ كلمة واحدة أضاعت دينه ودنياه، فافهم خطورة ما تتكلم به.
وقفة
[24] ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ كلما تمادي الطغاة كان أخذ الله لهم أشد, ولما كان جرم فرعون بادعاء الربوبية أعظم الجرائم؛ نكل الله به وجعله عبرة إلي يوم القيامة.
وقفة
[24] قال بعض السلف: «إن بين الكلمة الأولى والثانية أربعين سنة»، وهذا يدل على أن الطاغية يسلك مسالكَ في الطغيان يبدأ بكلمة صغيرة، ثم تكبر، ثم تكبر، حتى تصل إلى أن يقول لهم مثل هذه الكلمة التي هو أول من يعلم أنه كاذب فيها ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾.
وقفة
[24] لما أيقن فرعون بدنو نهايته وقدره ادعى العلو: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾، هل يحتاج الأعلى أن يبني لههامان صرحًا؟! كلما اقتربت نهاية الظالم اشتد كفرًا وفسادًا.
وقفة
[24] ﻗﺎﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ ﻓﺄﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ البحر ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺍﻷﺩﻧﻰ، ﻳﺎ ﺧﻠﻔﺎﺀ ﻓﺮﻋﻮﻥ: «ﺍﺗﻌﻈﻮﺍ».
وقفة
[24] قال فرعون: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ فكَفر؛ وقال رجل: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ» [مسلم 2747]؛ فلم يكفر؛ فرعون جحد الله، والرجل أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ.
عمل
[24] لا يمنعنك كفر أحد أو فسقه من اللين له رجاء هدايته؛ فإن فرعون قال: ﴿أنا ربكم اﻷعلى﴾، فقال الله لموسى وهارون: ﴿فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى﴾ [طه: 44].
وقفة
[24] ما فرق اﻷمة شيء كعنف اللسان والقلم واليد والسلاح! فقد قال فرعون لقومه: ﴿أنا ربكم اﻷعلى﴾، ومع ذلك قال الله لموسى: ﴿فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى﴾ [طه: 44].
وقفة
[24] قرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا﴾ [طه: 44]، فبكى يحيى، وقال: «إلهي هذا رفقك بمن يقول أنا الإله! فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟! هذا رفقك بمن قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾، فكيف بمن قال: سبحان ربي الأعلى؟!».
وقفة
[24] أهم درس تعلمته من التاريخ: أن الله سبحانه يملي للباطل كي يرتفع؛ لأنه يريد له سقوطًا مريعًا، وينبت الحق على مهل؛ لأنه يريد له وقوفًا راسخًا، قصة موسى وفرعون تتكرر في كل عصر، فالذي كان يتبجح قائلًا: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ غرق على مرأى الطفل الذي بكى يومًا في قصره يريد أن يرضع!
وقفة
[24، 25] ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ﴾ مشهد فرعوني متكرر لكن النتيجة: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّـهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَقالَ:
  • معطوفة بالفاء على «نادى» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة.
  • ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ:
  • الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به- مقول القول- أنا:ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ربكم: خبر «أنا» مرفوع بالضمة الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ الْأَعْلى:
  • صفة- نعت- لربكم مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ولَمَّا جَمَعَهم؛ قامَ فيهم خطيبًا، قال تعالى:
﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى

التفسير :

[25] فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة، وجعله عبرة ونكالاً لأمثاله من المتمردين

{ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} أي:صارت عقوبتهدليلا وزاجرا، ومبينة لعقوبة الدنيا والآخرة،

ثم بين - سبحانه - ما ترتب على هذا الفجور الذى تلبس به فرعون ، وعلى هذا الطغيان الذى تجاوز مه كل حد ، فقال : ( فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الآخرة والأولى ) .

والنكال : مصدر بمعنى التنكيل ، وهو العقاب الذى يجعل من رآه فى حالة تمتعه وتصرفه عما يؤدى إليه ، يقال : نَكَّلَ فلان بفلان ، إذا أوقع به عقوبة شديدة تجعله نكالا وعبرة لغيره وهو منصوب على أنه مصدر مؤكد لقوله ( فَأَخَذَهُ ) ، لأن معناه نكل به ، والتعبير بالأخذ اللإشعار بأن هذه العقوبة كانت محيطة بالمأخوذ بحيث لا يستطيع التفلت منها .

والمراد بالآخرة : الدار الآخرة ، والمراد بالأولى : الحياة الدنيا .

أى : أن فرعون عندما تمادى فى تكذيبه وعصيانه وطغيانه . . كانت نتيجة ذلك أن أخذه الله - تعالى - أخذ عزيز مقتدر ، بأن أنزل به فى الآخرة أشد أنواع الإِحراق ، وأنزل به فى الدنيا أفظع ألوان الإِغراق .

وقدم - سبحانه - عذاب الآخرة على الأولى ، لأنه أشد وأبقى .

ومنهم من يرى أن المراد بالآخرة قوله لقومه : ( أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى ) ، وأن المراد بالأولى تكذيبه لموسى - عليه السلام - أى ، فعاقبه الله - تعالى - على هاتين المعصيتين وهذا العقاب الأليم ، بأن أغرقه ومن معه جميعا . .

ويبدو لنا أن التفسير الأول هو الأقرب إلى ما تفيده الآية الكريمة ، إذ من المعروف أن الآخرة ، هى ما تقابل الأولى وهى دار الدنيا ، ولذا قال الإِمام ابن كثير : قوله - تعالى - : ( فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الآخرة والأولى ) أى : انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين فى الدنيا . ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ، كما قال - تعالى - : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار وَيَوْمَ القيامة لاَ يُنصَرُونَ ) هذا هو الصحيح فى معنى الآية ، أن المراد بقوله : ( نَكَالَ الآخرة والأولى ) أى : الدنيا والآخرة . وقيل المراد بذلك كلمتاه الأولى والثانية . وقيل : كفره وعصيانه ، والصحيح الذى لا شك فيه الأول . .

قال الله تعالى : ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) أي : انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين في الدنيا ، ( ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) [ هود : 99 ] ، كما قال تعالى : ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ) [ القصص : 41 ] . هذا هو الصحيح في معنى الآية ، أن المراد بقوله : ( نكال الآخرة والأولى ) أي : الدنيا والآخرة ، وقيل : المراد بذلك كلمتاه الأولى والثانية . وقيل : كفره وعصيانه . والصحيح الذي لا شك فيه الأول .

القول في تأويل قوله تعالى : فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25)

يعني تعالى ذكره بقوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ ) فعاقبه الله ( نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) يقول: عقوبة الآخرة من كلمتيه، وهي قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ، والأولى قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: سمعت أبا بكر، وسُئل عن هذا فقال: كان بينهما أربعون سنة، بين قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ، وقوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى قال: هما كلمتاه، ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قيل له: مَن ذكره؟ قال: أبو حصين، فقيل له: عن أبي الضُّحَى، عن ابن عباس؟ قال: نعم .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: أما الأولى فحين قال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ، وأما الآخرة فحين قال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن أبي الوضَّاح، عن عبد الكريم الجَزريّ، عن مجاهد، في قوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: هو قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ، وقوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى وكان بينهما أربعون سنة .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا أبو عوانة، عن إسماعيل الأسدي، عن الشعبيّ بمثله.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن زكريا، عن عامر ( نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: هما كلمتاه مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي و أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) فذلك قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي والآخرة في قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: أخبرني من سمع مجاهدا يقول: كان بين قول فرعون: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي وبين قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى أربعون سنة .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى) أما الأولى فحين قال فرعون: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ، وأما الآخرة فحين قال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى فأخذه الله بكلمتيه كلتيهما، فأغرقه في اليم .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: اختلفوا فيها فمنهم من قال: نكال الآخرة من كلمتيه، والأولى قوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي وقوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى .

وقال آخرون: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، عجَّل الله له الغرق مع ما أعدّ له من العذاب في الآخرة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة الجعفي، قال: كان بين كلمتي فرعون أربعون سنة، قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ، وقوله: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن ثُوير، عن مجاهد، قال: مكث فرعون في قومه بعد ما قال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى أربعين سنة .

قال آخرون: بل عُنِيَ بذلك: فأخذه الله نكال الدنيا والآخرة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هَوْذَة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: الدنيا والآخرة .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: عقوبة الدنيا والآخرة، وهو قول قتادة .

وقال آخرون: الأولى عصيانه ربه وكفره به، والآخرة قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى .

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رَزين ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: الأولى تكذيبه وعصيانه، والآخرة قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ، ثم قرأ: فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى فهي الكلمة الآخرة .

وقال آخرون: بل عُنِيَ بذلك أنه أخذه بأوّل عمله وآخره.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: أوّل عمله وآخره .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: أول أعماله وآخرها .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الكلبي: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: نكال الآخرة من المعصية والأولى .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قوله: ( نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى ) قال: عمله للآخرة والأولى.

المعاني :

نَكَالَ :       عُقُوبَةَ السراج
نكال :       عُقوبة أو بعقوبَة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[25] ﴿فَأَخَذَهُ اللَّـهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ﴾ إمهال الله للطغاة؛ تنكيلًا بهم، وليس حبًّا لهم، فإذا حانت ساعتهم أخذهم الله أخذ عزيزٌ مقتدر.
تفاعل
[25] ﴿فَأَخَذَهُ اللَّـهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[25] ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الآخِرَةِ وَالأولى﴾ فى الدنيا بالغرق، وجهنم فى الآخرة.
لمسة
[25] ما سر تقديم الآخرة على الأولى في قوله: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّـهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ﴾؟ الجواب: لأن سياق السورة في الحديث عن الآخرة، ولأن نكال الآخرة أشد وأبقى.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ:
  • الفاء سببية. أخذه: فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل- ضمير الغائب- مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم.الله: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
  • ﴿ نَكالَ:
  • مصدر مؤكد مقدرا بفعله مثل «وَعَدَ اللَّهُ» و «صِبْغَةَ اللَّهِ» التقدير: نكل به الله نكال الآخرة والأولى. والنكال بمعنى التنكيل وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو بتقدير: فأخذه الله أخذا نكالا أو أخذا منكلا يعني الاغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة.
  • ﴿ الْآخِرَةِ وَالْأُولى:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.والأولى: معطوفة بالواو على الآخرة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. أي نكال كلمتيه الآخرة وهي قوله- أنا ربكم الأعلى- والأولى وهي قوله- ما علمت لكم من اله غيري- وعلى هذا التقدير: يكون الموصوف محذوفا وحلت الصفة محله.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ولَمَّا حكى اللهُ عن فِرعَونَ أفعالَه وأقوالَه؛ أتْبَعَه بما عاقبَه به، قال تعالى:
﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [26] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن ..

التفسير :

[26] إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظةً لمن يتعظ وينزجر.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى، عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن [بها].

والإِشارة فى قوله - تعالى - : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يخشى ) ، تعود إلى حديث موسى الذى دار بينه وبين فرعون ، وما ترتب عليه من نجاة لموسى ومن إهلاك لفرعون .

أى : إن فى ذلك الذى ذكرناه عما دار بين موسى وفرعون ، لعبرة وعظة ، لمن يخشى الله - تعالى - ، ويقف عند حدوده ، لا لغيره ممن لا يتوبون ولا يتذكرون ولا تخالط أنفسهم خشية الله - تعالى - .

والمقصود من هذه القصة كلها ، تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتهديد المشركين بأنهم إذا ما استمروا فى طغيانهم ، كانت عاقبتهم كعاقبة فرعون .

أي لمن يتعظ وينزجر.

وقوله: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) يقول تعالى ذكره: إن في العقوبة التي عاقب الله بها فرعون في عاجل الدنيا، وفي أخذه إياه نكال الآخرة والأولى، عظة ومعتبرا لمن يخاف الله ويخشى عقابه، وأخرج نكال الآخرة مصدرا من قوله: ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ ) لأن قوله ( فَأَخَذَهُ اللَّهُ ) نكل به فجعل ( نَكَالَ الآخِرَةِ ) مصدرا من معناه لا من لفظه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ لا يعتبرون لأنهم لا يعرفون الله، فكيف يخشون من لا يعرفونه!
وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون عرف أن كل من تكبر وعصى وبارز الملك الأعلى عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه فلو جاءته كل آية لم يؤمن بها.
وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ كأنه قال: «خافوا أن تسلكوا نفس الطريق، فتصيروا إلى نفس المصير».
وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ الخوف شرط الانتفاع بالعبر، والاستفادة من السير.
وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ لا يعتبرون؛ لأنهم لا يعرفون الله، فكيف يخشون من لا يعرفونه.
وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ من لا يعرف الله، كيف يعتبر ويخشى!
وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ أحداث التاريخ قد تتكرر بمشيئة الله, فما أحسن أن نعتبر بعواقب الماضين, وأن نوظف أحداث الغابرين بإصلاح الحاضر والمستقبل!
وقفة
[26] ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾ إنما يكون الانتفاع بالآيات بحسب ما في القلوب من خشية الله وتعظيمه, فاللهم زدنا لك خشية, وانفعنا بعظيم آياتك ومننك.
وقفة
[26] من علامات البلادة وقلة الخشية وحرمان التوفيق عدمُ اعتبار المتأخر بحال المتقدم مع تشابه الحال بينهما من وجوه كثيرة ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾.
وقفة
[26] أعظم أنواع الاعتبار ما كان مبعثه خشية الله، ولما كانت عقوبة فرعون بقدر طغيانه صارت خشية عقوبة الله سببًا للاعتبار ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ﴾.
وقفة
[26] لم يخبرنا الله بقصة فرعون ليتأثر بها الكفار فقط؛ أكثر من يتأثر بها هم أشد الناس خشية لله ﴿إن في ذلك لعبرة لمن يخشى﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. وقد فصل بينها وبين اسمها المؤكد باللام بجار ومجرور منعا لتوالي حرفي التوكيد. أو أدخلت لام الابتداء على اسم «ان» لزيادة التوكيد. في: حرف جر. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي واللام للبعد والكاف حرف خطاب والجار والمجرور متعلق بخبر «ان» المقدم.
  • ﴿ لَعِبْرَةً:
  • اللام لام التوكيد- المزحلقة- عبرة: اسم «انّ» منصوب بالفتحة.أي لموعظة.
  • ﴿ لِمَنْ يَخْشى:
  • اللام حرف جر. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بعبرة أو بصفة محذوفة لها. يخشى:فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يخشى» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وحذف المفعول اختصارا أي لمن يخشى الله أي عذابه

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     وبعد بيان ما حدث لفرعون وجنده؛ بَيَّنَ اللهُ أن في هذا عبرة وعظة لمن يخشى ربَّه، وينتفع بالآيات والعبر، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [27] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء ..

التفسير :

[27] أبَعْثُكم -أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟

يقول تعالى مبينا دليلا واضحا لمنكري البعث ومستبعدي إعادة الله للأجساد:{ أَأَنْتُمْ} أيها البشر{ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} ذات الجرم العظيم، والخلق القوي، والارتفاع الباهر{ بَنَاهَا} الله.

وبعد هذا الاستطراد عن طريق ذكر جانب مما دار بين موسى وفرعون . . عادت السورة الكريمة ، كما بدأت إلى الحديث عن أهوال يوم القيامة ، وعن إمكانية وقوعه ، وعن أحوال الناس فيه . وعن أن موعد قيامه مرد علمه إلى الله - تعالى - وحده ، فقال - سبحانه - :

( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السمآء . . . ) .

الخطاب فى قوله - تعالى - : ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً . . . ) لأولئك الجاحدين الجاهلين الذين استنكروا إعادتهم إلى الحياة بعد موتهم ، وقالوا : ( أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافرة ) وجاء هذا الخطاب على سبيل التقريع والتوبيخ لهم ، حيث بين لهم - سبحانه - أن إعادتهم إلى الحياة ، ليست بأصعب من خلق السموات والأرض .

و ( أَشَدُّ ) أفعل تفضيل ، والمفضل عليه محذوف ، لدلالة قوله - تعالى - : ( أَمِ السمآء ) عليه .

والمراد بالأشد هنا : الأصعب بالنسبة لاعتقاد المخاطبين ، إذ كل شئ فى هذا الكون خاضع لإرادة الله - تعالى - ومشيئته ( إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) والمعنى : أخلقكم - أيها الجاهلون - بعد موتكم ، وإعادتكم إلى الحياة بعد هلاككم ، أشد وأصعب فى تقديركم ، أم خلق السماء التى ترون بأعينكم عظمتها وضخامتها ، والتى أوجدها - سبحانه وبناها بقدرته .

فالمقصود من الآية الكريمة لفت أنظارهم إلى أمر معلوم عندهم بالمشاهدة ، وهو أن خلق السماء أعظم وأبلغ من خلقهم ، ومن كان قادرا على الأبلغ والأعظم كان على ما هو أقل منه - وهو خلقهم وإعادتهم بعد موتهم - أقدر .

وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس . . . ).

يقول تعالى محتجا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه : ( أأنتم ) أيها الناس ( أشد خلقا أم السماء ) ؟ يعني : بل السماء أشد خلقا منكم ، كما قال تعالى : ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ) [ غافر : 57 ] ، وقال : ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ) [ يس : 81 ] ، فقوله : ( بناها ) فسره بقوله : ( رفع سمكها فسواها )

وقوله: ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ) يقول تعالى ذكره للمكذّبين بالبعث من قريش، القائلين: أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ أأنتم أيها الناس أشد خلقا، أم السماء بناها ربكم، فإن من بنى السماء فرفعها سقفا، هَيِّن عليه خلقكم &; 24-206 &; وخلق أمثالكم، وإحياؤكم بعد مماتكم وليس خلقكم بعد مماتكم بأشدّ من خلق السماء. وعني بقوله: ( بَناها ) : رفعها فجعلها للأرض سقفا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[27] يقول تعالى مبينًا دليلًا واضحًا لمنكري البعث ومستبعدي إعادة الله للأجساد: ﴿أَأَنتُمْ﴾ أيها البشر ﴿أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ﴾ فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام، والأرض الكثيفة الغبراء وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم لا بد أن يبعث الخلق المكلفين، فيجازيهم على أعمالهم، فمن أحسن فله الحسنى، ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه؛ ولهذا ذكر بعد هذا قيام الساعة ثم الجزاء.
وقفة
[27] ﴿أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا﴾ لفت الله أنظارهم للسماء وهم في بيئة بدائية ولم يبلغوا من العلم ما بلغناه، فكيف بأبناء القرن الواحد والعشرين، واكتشافات السماء وعالم الفضاء تنهمر علينا صباح مساء؟!
وقفة
[27] ﴿أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا﴾ هل تعلم أن السماء تحوي ما يقارب ۲۰۰ ألف إلى 400 ألف مليون مجرَّة في الجزء الذي عُرف من السماء.
وقفة
[27] ﴿أَأَنتُم أَشَدُّ خَلقًا أَمِ السَّماءُ بَناها﴾ الخطاب لأهل قريش المنكرين للبعث من أول السورة الكريمة، والسؤال لهم: هل خلقكم بعد الموت أصعب أم بناء السموات؟ فإن كان قادرًا سبحانه على خلق السماء -وهى أصعب- فمن باب أولى أن يكون خلق الإنسان أيسر وأسهل.

الإعراب :

  • ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً:
  • الهمزة همزة انكار بلفظ استفهام أي مخاطبة منكري البعث. أنتم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ أشد: خبر «أنتم» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن أفعل صيغة تفضيل وبوزن الفعل. خلقا: تمييز منصوب بالفتحة أي أأنتم أصعب خلقا؟
  • ﴿ أَمِ السَّماءُ:
  • حرف عطف. وهي «أم» المتصلة لأنها مسبوقة بهمزة استفهام.السماء: مبتدأ مرفوع بالضمة وحذف خبره اختصارا لأن ما قبله يدل عليه التقدير: أم السماء أصعب انشاء وخلقا والجملة الاسمية معطوفة بأم على الجملة الابتدائية «أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً» لا محل لها من الإعراب. وكسر آخر «أم» لالتقاء الساكنين.
  • ﴿ بَناها:
  • الجملة الفعلية تفسيرية لا محل لها من الإعراب أي بين سبحانه كيف خلقها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وقيل الهمزة في «أم» المتصلة للتعيين.

المتشابهات :

الصافات: 11﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا
النازعات: 27﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     وبعد دعوة الكفار للاعتبارِ بأمثالِهم مِن الأُممِ السابقة؛ تنتقل الآيات إلى إبطالِ شُبهتِهم على نفْيِ البعثِ، فأثبتَ قدرتَه على البعثِ بقدرتِه على خلقِ السمواتِ والأرضِ والجبالِ، قال تعالى:
﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا

التفسير :

[28] رفعها فوقكم كالبناء، وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور

{ رَفَعَ سَمْكَهَا} أي:جرمها وصورتها،{ فَسَوَّاهَا} بإحكام وإتقان يحير العقول، ويذهل الألباب،

ثم بين - سبحانه - جانبا من بديع قدرته فى خلق السماء فقال : ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ) .

والسَّمْك - بفتح السين - المشددة وسكون الميم - : الرفع فى الفضاء ، وجعل الشئ عاليا عن غيره .

تقول : سمكت الشئ ، إذا رفعته فى الهواء ، وبناء مسموك ، أى : مرتفع ، ومنه قول الشاعر :

إن الذى سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول

أى : أن الله - تعالى - بقدرته ، جعل مقدار ارتفاع السماء عن الأرض عظيما ، وبجانب ذلك سوى بحكمته هذه السماء ، بأن جعلها خالية من الشقوق والثقوب . . كما قال - سبحانه - : ( مَّا ترى فِي خَلْقِ الرحمن مِن تَفَاوُتٍ . . . ).

أي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.

وقوله: ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ) يقول تعالى ذكره: فسوّى السماء، فلا شيء أرفع من شيء، ولا شيء أخفض من شيء، ولكن جميعها مستوي الارتفاع والامتداد.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ) يقول: رفع بناءها فسوّاها .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ) قال: رفع بناءها بغير عمد .

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( رَفَعَ سَمْكَهَا ) يقول: بُنيانها.

المعاني :

رَفَعَ سَمْكَهَا :       أَعْلَى سَقْفَهَا السراج
رفع سمكها :       جعل ثِـخَـنـَـها مُرْتـَـفِعًـا جهة العلوّ معاني القرآن
فسوّاها :       فجَعَلها مُسْـتـَـوية الخلـْـق بلا عَيْب معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[28] ﴿رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ أي رفع جرمها، وأعلى سقفها فوقكم، فجعلها مستوية لا تفاوت فيها، ولا شقوق، ولا فطور، قال ابن كثير: أي جعلها عالية البناء، بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء، مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.
وقفة
[28] ﴿رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ نظرة واحدة إلي السماء تملأ القلب مهابة, أفيكون بعث البشر أشد من خلقها ورفعها بلا عمد؟! ما لكم كيف تحكمون؟!
عمل
[28] ﴿رَفَعَ سَمكَها فَسَوّاها﴾ يجب أن نتعلم الإتقان لأى عمل.

الإعراب :

  • ﴿ رَفَعَ سَمْكَها:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. سمك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل- مبني على السكون- في محل جر بالاضافة. أي جعل مقدار ذهابها في العلو مديدا رفيعا والجملة تفسيرية لا محل لها.
  • ﴿ فَسَوَّاها:
  • معطوفة بالفاء على «رفع» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أي فعدلها مستوية ملساء أو فتممها أو تكون بمعنى «جعلها غطاء للأرض».

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ في السَّماءِ أنَّه بناها؛ بَيَّنَ بعدَ ذلك أنَّه كيف بناها، قال تعالى:
﴿ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا

التفسير :

[29] وأظلم ليلها بغروب شمسها، وأبرز نهارها بشروقها

{ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي:أظلمه، فعمت الظلمة [جميع] أرجاء السماء، فأظلم وجه الأرض،{ وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي:أظهر فيه النور العظيم، حين أتى بالشمس، فامتدالناس في مصالح دينهم ودنياهم.

وجملة ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا . . . ) معطوفة على " بناها " والإِغطاش : الإِظلام الشديد .

يقال " غطش الليل - من باب ضرب - إذا اشتد ظلامه .

أى : وجعل - بقدرته - ليل هذه السماء مظلما غاية الإِظلام : بسبب مغيب شمسها .

( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) أى : وأبرز وأضاء نهارها ، إذ الضحكى فى الأصل : انتشار الشمس ، وامتداد النهار . ثم سمى به هذا الوقت ، لبروز ضوء الشمس فيه أكثر من غيره ، فهو من باب تسمية الشئ باسم أشرف أجزائه وأطيبها .

وأضاف - سبحانه - الليل والضحى إلى السماء لأنهما يحدثان بسبب غروب شمسها وطلوعها .

وقوله : ( وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) أي : جعل ليلها مظلما أسود حالكا ، ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا .

قال ابن عباس : أغطش ليلها : أظلمه . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وجماعة كثيرون .

( وأخرج ضحاها ) أي : أنار نهارها .

القول في تأويل قوله تعالى : وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)

وقوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) يقول تعالى ذكره: أظلم ليل السماء، فأضاف الليل إلى السماء، لأن الليل غروب الشمس، وغروبها وطلوعها فيها، فأضيف إليها لمَّا كان فيها، كما قيل: نجوم الليل، إذ كان فيه الطلوع والغروب.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) يقول: أظلم ليلها .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) يقول: أظلم ليلها .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) قال: أظلم .

حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) قال: أظلم ليلها .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) قال: أظلم .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب. قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) قال: الظُّلمة .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) يقول: أظلم ليلها .

حدثنا محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا حفص بن عمر، قال: ثنا الحكم عن عكرمة ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) قال: أظلم ليلها.

وقوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) يقول: وأخرج ضياءها، يعني: أبرز نهارها فأظهره، ونوّر ضحاها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) نوّرها .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) يقول: نوّر ضياءها .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) قال: نهارها .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) قال: ضوء النهار.

المعاني :

وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا :       أَظْلَمَ لَيْلَهَا بِغُرُوبِ شَمْسِهَا السراج
أغطش ليلها :       أظلمه معاني القرآن
وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا :       أَبْرَزَ نَهَارَهَا بِشُرُوقِ شَمْسِهَا السراج
أخرج ضحاها :       أبْرز نهارها المضيء بالشمس معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[29] ﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾ وإضافة (ليل) و(ضحى) إلى ضمير (السَّمَاءُ)؛ فلأنهما يلوحان للناس في جو السماء، فيلوح الضحى أشعة منتشرة من السماء صادرة من جهة مطلع الشمس، فتقع الأشعة على وجه الأرض، ثم إذا انحجبت الشمس بدورة الأرض في اليوم والليلة أخذ الظلام يحل محل ما يتقلص من شعاع الشمس في الأفق، إلى أن يصير ليلًا حالكًا محيطًا بقسم من الكرة الأرضية.
وقفة
[29] ﴿وَأَغطَشَ لَيلَها وَأَخرَجَ ضُحاها﴾ أضاف الليل والنهار للسماء؛ لأنهما يحدثان فى السماء.
وقفة
[29] ﴿وَأَخرَجَ ضُحاها﴾ عبر سبحانه بالضحى عن النهار؛ لأنه أكثر الأوقات نورًا وضياءً.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَها:
  • معطوفة بالواو على «رَفَعَ سَمْكَها» في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. أي وأظلم ليلها: أي ليل السماء وأضيف الليل الى السماء لأن الليل ظلها.
  • ﴿ وَأَخْرَجَ ضُحاها:
  • معطوفة بالواو على «أَغْطَشَ لَيْلَها» وتعرب إعرابها. أي وأبرز ضوء شمسها وأضيف «ضحاها» الى السماء لأن الشمس هي السراج المثقب في جوها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ كُلُّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلى القُدْرَةِ عَلى البَعْثِ؛ لِأنَّهُ إيجادُ ما هو أشَدُّ مِن خَلْقِ الآدَمِيِّ مِن عَدَمٍ؛ أتْبَعَهُ ما يَتَصَوَّرُ بِهِ البَعْثَ في كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ مَرَّتَيْنِ، فَقالَ تعالى:
﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا

التفسير :

[30] والأرض بعد خلق السماء بسطها، وأودع فيها منافعها

{ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ} أي:بعد خلق السماء{ دَحَاهَا} أي:أودع فيها منافعها.

ثم انتقلت الآيات الكريمة من الاستدلال على قدرته - تعالى - عن طريق خلق السماء ، إلى الاستدلال على قدرته عن طريق خلق الأرض فقال : ( والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) .

ولفظ " الأرض " منصوب على الاشتغال . واسم الإِشارة " ذلك " يعود إلى خلق السماء وتسويتها ورفعها وإغطاش ليلها . وقوله ( دَحَاهَا ) من الدحو بمعنى البسط ، تقول : دحوت الشئ أدحوه ، إذا بسطته . .

أى : خلق - سبحانه - السماء وسواها ، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ، والأرض بعد كل ذلك الخلق البديع للسماء ، بسطها وأوسعها لتكون مستقرا لكم وموضعا لتقبلكم عليها . .

وقد أخذ بعض العلماء من هذه الآية ، تأخر خلق الأرض عن خلق السماء . .

وجمهور العلماء على أن خلق الأرض متقدم على خلق السماء ، بدليل قوله - تعالى - : ( هُوَ الذي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي الأرض جَمِيعاً ثُمَّ استوى إِلَى السمآء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) قالوا فى الجمع بين هذه الآية التى معنا ، وبين آية سورة البقرة ، بما روى عن ابن عباس من أنه سئل عن الجمع بين هاتين الآيتين فقال : خلق الله - تعالى - الأرض أولا غير مدحوة ، ثم خلق السماء ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، وجعل فيها الرواسى والأنهار وغيرهما . أى : أن أصل خلق الأرض كان قبل خلق السماء ، ودحوها بجبالها وأشجارها ، كان بعد خلق السماء .

وقالوا - أيضا - فى وجه الجمع ، إن لفظ بعد فى قوله - تعالى - ( بَعْدَ ذَلِكَ ) بمعنى مع . أى : والأرض مع ذلك بسطها ومهدها لسكنى أهلها فيها . .

وقدم - سبحانه - هنا خلق السماء على الأرض ، لأنه أدل على القدرة الباهرة ، لعظم السماء وانطوائها على الأعاجيب .

وقوله : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) فسره بقوله : ( أخرج منها ماءها ومرعاها ) وقد تقدم في سورة " حم السجدة " أن الأرض خلقت قبل السماء ، ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء ، بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل . وهذا معنى قول ابن عباس ، وغير واحد ، واختاره ابن جرير .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، حدثنا عبيد الله - يعني ابن عمرو - عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( دحاها ) ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى ، وشقق [ فيها ] الأنهار ، وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام ، فذلك قوله : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) وقد تقدم تقرير ذلك هنالك .

وقوله: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) اختلف أهل التأويل في معنى قوله ( بَعْدَ ذَلكَ ) فقال بعضهم: دُحِيت الأرض من بعد خَلق السماء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السماء، ثم ذكر السماء قبل الأرض، وذلك أن الله خَلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسوّاهنّ سبع سماوات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فذلك قوله: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) يعني: أن الله خلق السماوات والأرض، فلما فرغ من السماوات قبل أن يخلق أقوات الأرض فيها بعد خلق السماء، وأرسى الجبال، يعني بذلك دحْوَها الأقوات، ولم تكن تصلح أقوات الأرض ونباتها إلا بالليل والنهار، فذلك قوله: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) ألم تسمع أنه قال: ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام، ثم دُحيت الأرض من تحت البيت .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، قال: خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة، ومنه دُحيت الأرض .

وقال آخرون: بل معنى ذلك: والأرض مع ذلك دحاها، وقالوا: الأرض خُلِقت ودُحِيت قبل السماء، وذلك أن الله قال: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ . قالوا: فأخبر الله أنه سوّى السماوات بعد أن خلق ما في الأرض جميعا، قالوا فإذا كان ذلك كذلك، فلا وجه لقوله: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) إلا ما ذكرنا من أنه مع ذلك دحاها قالوا: وذلك كقول الله عز وجلّ: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ . بمعنى: مع ذلك زنيم، وكما يقال للرجل: أنت أحمق، وأنت بعد هذا لئيم الحسب، بمعنى: مع هذا، وكما قال جلّ ثناؤه: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ : أي من قبل الذكر، واستشهد بقول الهُذَليّ:

حَـمِدْتُ إلَهِـي بَعْـدَ عُـرْوَةَ إذْ نَجَـا

خِـراشٌ وبَعْضُ الشِّر أهْوَنُ مِنْ بَعْضِ (1)

وزعموا أن خراشا نجا قبل عروة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن خَصِيفٍ، عن مجاهد ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) قال: مع ذلك دحاها .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، أنه قال: والأرْضَ عِنْدَ ذَلكَ دَحاها.

حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا عليّ بن معبد، قال: ثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن مجاهد ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) قال: مع ذلك دحاها .

حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا روّاد بن الجرّاح، عن أبي حمزة، عن السدي في قوله: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) قال: مع ذلك دحاها .

والقول الذي ذكرناه عن ابن عباس من أن الله تعالى خلق الأرض، وقدّر فيها أقواتها، ولم يدحها، ثم استوى إلى السماء، فسوّاهن سبع سماوات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنـزيل، لأنه جلّ ثناؤه قال: ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) والمعروف من معنى " بَعْدَ " أنه خلاف معنى " قَبْل " وليس في دحوِّ الله الأرض بعد تسويته السماوات السبع، وإغطاشه ليلها، وإخراجه ضحاها، ما يوجب أن تكون الأرض خُلقت بعد خلق السماوات لأن الدحوّ إنما هو البسط في كلام العرب، والمدّ يقال منه: دحا يدحو دَحْوا، ودَحيْتُ أدْحي دَحْيا، لغتان؛ ومنه قول أُميَّة بن أبي الصلت:

دَارٌ دَحاهــا ثُــمَّ أعْمَرَنــا بِهــا

وَأقـامَ بـالأخْرَى الَّتِـي هـي أمجـدُ (2)

وقول أوس بن حجر في نعت غيث:

يَنْفِي الحصَى عن جديد الأرْضِ مُبْتَرِكٌ

كأنَّــه فــاحِصٌ أو لاعِـبٌ داحِـي (3)

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) : أي بسطها .

حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا رَوّاد، عن أبي حمزة، عن السدي ( دَحَاها ) قال: بسطها .

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان: ( دَحَاها ) بسطها .

وقال ابن زيد في ذلك ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( دَحَاها ) قال: حرثها شقَّها وقال: ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) ، وقرأ: ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا ... حتى بلغ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ، وقال حين شقَّها أنْبتَ هذا منها، وقرأ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ .

------------------------

الهوامش:

(1) البيت لأبي خراش الهذلي ( شرح التبريزي على الحماسة 2 : 43 ) من قصيدة له قالها في أخيه عروة وابنه خراش بن أبي خراش ، وكان قوم من العرب أسروهما ، فقتلوا عروة ، ونجا خراش وقد ذهب المؤلف إلى أن ( بعد ) في البيت بمعنى ( مع ) وكأن الشاعر يقول : حمدت إلهي على نجاة خراش ، مع ما أصبت به من قتل عروة أخي وانظر ( ديوان الهذليين 2 : 157 )

(2) البيت لأمية بن أبي الصلت ( ديوانه 63 عن تفسير الطبري ) وفي ( اللسان : دحا ) الدحو البسط دحا الأرض يدحوها دحوا : بسطها . ودحيت الشيء أدحاه : بسطته ، لغة في دحوته ، حكاها اللحياني . وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 184 ) دحاها : بسطها . تقول : دحوت ودحيت . ا . هـ .

(3) البيت في ( اللسان : دحا ) وفي الشطر الأول منه : " ينزع جلد الحصى أجش مبترك " . وهو وصف غيث . يقال : دحا المطر الحصى عن وجه الأرض دحوا : نزعه ، والمطر الداحي : الذي ينزع الحصى عن وجه الأرض ، والأجش : الذي في صوته خشونة . والمبترك : المعتمد على الشيء ، الملح عليه . والفاحص : الذي يفحص الأرض وينبشها ويحتفرها . والداحي : الذي يلعب بالمداحي ، وهي أحجار أمثال القرصة ، كانوا يحفرون حفرة ويدحون فيها تلك الأحجار ، فإن وقع الحجر فيها غلب صاحبها ، وإن لم يقع غلب . والدحو : هو رمي اللاعب بالحجر والجوز وغيره ، وتسمى الحفرة أدحية . والبيت شاهد كالذي قبله . والبيت متنازع في نسبته بين أوس وعبيد بن الأبرص . وهو في ديوان أوس ص 3 ، وفي ديوان عبيد 35 .

المعاني :

دَحَاهَا :       بَسَطَهَا، وَأَوْدَعَ فِيهَا مَنَافِعَهَا السراج
دحاها :       بَسَطها و أوْسَعها لسُكنى أهلها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[30] ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ هذه الآية تقتضي تأخر خلق الأرض على خلق السماء، بينما في سورة البقرة تقدم خلق الأرض على خلق السماء: ﴿هُوَ الذي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي الأرض جَمِيعًا ثُمَّ استوى إِلَى السمآء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 29] كيف الجمع بينهما؟ والجواب: سئل ابن عباس عن الجمع بين هاتين الآيتين فقال: خلق الله تعالى الأرض أولًا غير مدحوة، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض بعد ذلك، وجعل فيها الرواسى والأنهار وغيرهما.

الإعراب :

  • ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ:
  • الواو عاطفة. الأرض: مفعول به منصوب باضمار فعل يدل عليه ما بعدها أي ودحا الأرض وعلامة نصبه الفتحة. بعد: ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بالفعل المضمر وهو مضاف.
  • ﴿ ذلِكَ دَحاها:
  • اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. دحا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أي بسطها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     ولَمَّا وَصَفَ اللهُ كيفيَّةَ خَلْقِ السَّماءِ؛ أتْبَعَه بكيفيَّةِ خَلْقِ الأرضِ، قال تعالى:
﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

والأرض:
1- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- برفعها، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وعمرو بن عبيد، وابن أبى عبلة، وأبى السمال.

مدارسة الآية : [31] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا

التفسير :

[31] وفجَّر فيها عيون الماء، وأنبت فيها ما يُرعى من النباتات

* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا

وقوله - سبحانه - ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا . والجبال أَرْسَاهَا ) بدل اشتمال من قوله ( دحاها ) ، أو بيان وتفسير لدحوها ، والمرعى : مصدر ميمى أطلق على المفعول ، كالخلق بمعنى المخلوق ، أى أخرج منها ما يُرْعَى .

أى : والأرض جعلها مستقرا لكم ، ومكانا لانتفاعكم ، بأن أخرج منها ماءها ، عن طريق تفجير العيون والآبار والبحار ، وأخرج منها ( مرعاها ) أى : جميع ما يقتات به الناس والدواب ، بدليل قوله - تعالى - بعد ذلك : ( مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) .

( أخرج منها ماءها ومرعاها ) وقد تقدم في سورة " حم السجدة " أن الأرض خلقت قبل السماء ، ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء ، بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل . وهذا معنى قول ابن عباس ، وغير واحد ، واختاره ابن جرير .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، حدثنا عبيد الله - يعني ابن عمرو - عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( دحاها ) ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى ، وشقق [ فيها ] الأنهار ، وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام ، فذلك قوله : ( والأرض بعد ذلك دحاها ) وقد تقدم تقرير ذلك هنالك .

وقوله: ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا ) يقول: فجَّر فيها الأنهار ( وَمَرْعَاهَا ) يقول: أنبت نَباتها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَمَرْعَاهَا ) ما خلق الله فيها من النبات، ومَاءهَا ما فجر فيها من الأنهار .

المعاني :

وَمَرْعَاهَا :       مَا يُرْعَى مِنَ النَّبَاتِ السراج
مَرْعاها :       أقواتَ الناس و الدّواب معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[31] ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا﴾ وهو من مياه البحر المالحة، ولكن الله بقدرته يجعله حلوا عن طريق الأبخرة المتصاعدة من البحار بواسطة أشعة الشمس، فالمطر إذًا (تحلية ربانية)، ولو شاء الله لأنزله علينا كما أخرجه من البحر مالحًا، يضر ولا ينفع، فما أعظم نعمة الله على عباده، بنزول مياه الأمطار الخارجة من البحار، دون الآت ولا مضخات كما يصنع البشر في تحلية مياه البحر!
وقفة
[31] ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا﴾ قال الرازي: «فانظر كيف دلَّ بقوله: ﴿مَاءهَا وَمَرْعَاهَا﴾ على جميع ما أخرجه من الأرض قوتًا ومتاعًا للأنام من العشب والشجر، والحب والثمر والعصف والحطب، واللباس والدواء، حتى النار والملح، أما النار فلا شك أنها من العيدان، قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ﴾ [الواقعة: 71، 72]، وأما الملح فلا شك أنه متولد من الماء، وأنت إذا تأملت علمت أن جميع ما يتنزه به الناس في الدنيا ويتلذذون به، فأصله الماء والنبات، ولهذا السبب تردد في وصف الجنة ذكرهما، فقال: ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَارُ﴾ [البقرة: 25]».

الإعراب :

  • ﴿ أَخْرَجَ مِنْها:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. منها: جار ومجرور متعلق بأخرج.
  • ﴿ ماءَها:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَمَرْعاها:
  • معطوفة بالواو على «ماءها» وتعرب إعرابها وعلامة نصب الاسم الفتحة المقدرة على الألف للتعذر أي أخرج من الأرض عيونها المتفجرة بالماء وأخرج منها أي أنبت رعيها وهو في الأصل موضع الرعي.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَر الدَّحْوَ؛ أتْبَعَه ما استلزَمَه مِنَ المنافِعِ؛ لتوَقُّفِ السُّكنى المقصودةِ بالدَّحْوِ عليه، قال تعالى:
﴿ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا

التفسير :

[32] وأثبت فيها الجبال أوتاداً لها

{ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي:ثبتها في الأرض. فدحى الأرض بعد خلق السماء، كما هو نص هذه الآيات [الكريمة]. وأما خلق نفس الأرض، فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى:{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى أن قال:{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وهي دخان فقال لها وللأرض ائتنا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين}فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام، والأرض الكثيفة الغبراء، وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم، لا بد أن يبعث الخلق المكلفين، فيجازيهم على أعمالهم، فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه،

وكذلك من مظاهر قدرته - تعالى- ورحمته بكم ، أنه أثبت الجبال فى الأرض حتى لا تميد أو تضطرب ، فالمقصود بإرسال الجبال : تثبيتها فى الأرض .

وقوله : ( والجبال أرساها ) أي : قررها وأثبتها وأكدها في أماكنها ، وهو الحكيم العليم ، الرءوف بخلقه الرحيم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا العوام بن حوشب ، عن سليمان بن أبي سليمان ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، فخلق الجبال فألقاها عليها ، فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت : يا رب ، فهل من خلقك شيء أشد من الجبال ؟ قال نعم ، الحديد . قالت : يا رب ، فهل من خلقك شيء أشد من الحديد ؟ قال : نعم ، النار . قالت : يا رب ، فهل من خلقك شيء أشد من النار ؟ قال : نعم ، الماء . قالت : يا رب ، فهل من خلقك شيء أشد من الماء ؟ قال : نعم ، الريح . قالت : يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح ؟ قال : نعم ، ابن آدم ، يتصدق بيمينه يخفيها من شماله " .

وقال أبو جعفر بن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا جرير ، عن عطاء ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي قال : لما خلق الله الأرض قمصت وقالت : تخلق علي آدم وذريته ، يلقون علي نتنهم ويعملون علي بالخطايا ، فأرساها الله بالجبال ، فمنها ما ترون ، ومنها ما لا ترون ، وكان أول قرار الأرض كلحم الجزور إذا نحر ، يختلج لحمه . غريب .

وقوله: ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) يقول: والجبال أثبتها فيها، وفي الكلام متروك استغني بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو فيها، وذلك أن معنى الكلام: والجبال أرساها فيها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) أي: أثبتها لا تَمِيد بأهلها حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي قال: لما خلق الله الأرض قمصت وقالت: تخلق عليّ آدم وذرّيته يلقون عليّ نتْنهم، ويعملون عليّ بالخطايا، فأرساها الله، فمنها ما ترون، ومنها ما لا ترون، فكان أوَّل قرار الأرض كلحم الجزور إذا نُحِر يحتلج لحمها.

المعاني :

أَرْسَاهَا :       أَثْبَتَهَا عَلَى الأَرْضِ؛ كَالْأَوْتَادِ السراج

التدبر :

وقفة
[32] ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ أي والجبال أثبتها في الأرض، وجعلها كالأوتاد لتستقر وتسكن بأهلها، فتقرّ ولا تضطرب أثناء دورانها بما عليها من كائنات حيّة.
وقفة
[32] ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ للإرساء معنيان: 1- إثباتها في الأرض وتغلغل صخورها في باطن الأرض، ولولا ذلك لزعزعتها الرياح. 2- جعلها منحدرة ليتمكن الناس من تسلقها بسهولة كما يتمكن الراكب من ركوب السفينة الراسية، ولو كانت داخل البحر لما تمكن أحد من ركوبها.
وقفة
[32] ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ يغمر المؤمن الحياء من الله حين يجيل طرفه فيما حوله من جبال وأرض وشجر وماء؛ فيهتف قلبه قبل لسانه: ما أعظم منتك ربنا!

الإعراب :

  • ﴿ وَالْجِبالَ أَرْساها
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثلاثين وتعرب إعرابها. أي وأرسى الجبال.أي ثبتها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ الأرضَ ومَنافِعَها؛ ذكَرَ المراسيَ الَّتي تمَّ بها نَفْعُها، قال تعالى:
﴿ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

والجبال:
1- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- برفعها، وهى قراءة الحسن، وأبى حيوة، وعمرو بن عبيد، وابن أبى عبلة، وأبى السمال.

مدارسة الآية : [33] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ

التفسير :

[33] خلق سبحانه كل هذه النعم منفعة لكم ولأنعامكم. إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على الله مِن خلق هذه الأشياء، وكله على الله هين يسير.

وقوله - تعالى - : ( مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) بيان لوجه المنة فى خلق الأرض على هذه الطريقة البديعة .

والمتاع : اسم لما يتمتع به الإِنسان من منافع الحياة الدنيا لمدة محدودة من الزمان ، وانتصب لفظ " متاعا " هنا بفعل مقدر من لفظه ، أى : متعناكم متاعا .

والمعنى : دحونا الأرض ، وأخرجنا منها ماءها ومرعاها . . لتكون موضع منفعة لكم ، تتمتعون بخيراتها أنتم وأنعامكم ، إلى وقت معين من الزمان ، تتركونها النتهاء أعماركم .

وقوله ( متاعا لكم ولأنعامكم ) أي : دحا الأرض فأنبع عيونها ، وأظهر مكنونها ، وأجرى أنهارها ، وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها ، وثبت جبالها ، لتستقر بأهلها ويقر قرارها ، كل ذلك متاعا لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدة احتياجهم إليها في هذه الدار إلى أن ينتهي الأمد ، وينقضي الأجل .

القول في تأويل قوله تعالى : مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (33)

يعني تعالى ذكره بقوله: ( مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ ) أنه خلق هذه الأشياء، وأخرج من الأرض ماءها ومرعاها منفعة لنا ومتاعا إلى حين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[33] ﴿مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ تشترك الكائنات في الإنعام عليها بالطعام، ويفارقها الإنسان بنعمة العقل والإيمان.
عمل
[33] ﴿مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ لا تفخر على أقرانك بمتاع الدنيا الذي تعيشه، الأنعام تشاركك بعض المنافع!
وقفة
[33] ﴿مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ إنَّ متاعًا تُشاركك البهائم فيه؛ لا يستحق سُكنى قلبك.
وقفة
[33] ﴿مَتاعًا لَكُم وَلِأَنعامِكُم﴾ المتاع مؤقت لأنه فى الدنيا، بينما فى الآخرة اسمه النعيم: ﴿يُبَشِّرُهُم رَبُّهُم بِرَحمَةٍ مِنهُ وَرِضوانٍ وَجَنّاتٍ لَهُم فيها نَعيمٌ مُقيمٌ﴾ [التوبة: ٢١].

الإعراب :

  • ﴿ مَتاعاً لَكُمْ:
  • مفعول لأجله- له- منصوب بفعل مضمر تقديره: فعل ذلك متاعا أي تمتيعا. لكم: جار ومجرور متعلق بمتاعا أو بصفة محذوفة له.والميم علامة جمع الذكور
  • ﴿ وَلِأَنْعامِكُمْ:
  • معطوفة بالواو على «لكم» وعلامة جر الاسم الكسرة. الكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور أي ولبهائمكم.

المتشابهات :

النازعات: 33﴿ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ
عبس: 32﴿ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ اللهُ كيفيَّةَ خلقِه الأرضَ، وكَمِّيَّةَ منافعِها؛ بَيَّنَ هنا فائدةَ ذلك، قال تعالى:
﴿ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى

التفسير :

[34] فإذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى وهي النفخة الثانية

أي:إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمى، التي يهون عندها كل شدة، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده، والصاحب عن صاحبه [وكل محب عن حبيبه].

ثم بين - سبحانه - حال الأشقياء والسعداء يوم القيامة ، فقال : ( فَإِذَا جَآءَتِ الطآمة الكبرى ) . والطامة : اسم للمصيبة العظمى ، التى تَطُمُّ وتغلب وتعلو ما سواها من مصائب ، من قولهم : طمَّ الشئ يطُمُّه طَمّاً ، إذا غمره .

وكل شئ كثر وعلا على غيره ، فقد طم عليه . ويقال : طم الماء الأرض إذا غمرها .

وهذا الوصف ليوم القيامة ، من أوصاف التهويل والشدة ، لأن أحوالها تغمر الناس وتجعلهم لا يفكرون فى شئ سواها .

وجواب الشرط محذوف ، والمجئ هنا : بمعنى الحدوث والوقوع ، أى : فإذا وقعت القيامة ، وقامت الساعة . . حدث ما لم يكن فى الحسبان من شدائد وأهوال .

يقول تعالى : ( فإذا جاءت الطامة الكبرى ) وهو يوم القيامة . قاله ابن عباس ، سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع ، كما قال تعالى : ( والساعة أدهى وأمر ) [ القمر : 46 ] .

وقوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) يقول تعالى ذكره: فإذا جاءت التي تطم على كلّ هائلة من الأمور، فتغمر ما سواها بعظيم هولها، وقيل: إنها اسم من أسماء يوم القيامة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) من أسماء يوم القيامة عظمه الله، وحذّره عباده .

حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا سهل بن عامر، قال: ثنا مالك بن مغول، عن القاسم بن الوليد، في قوله: ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) قال: سيق أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار.

المعاني :

الطَّامَّةُ :       القِيَامَةُ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ السراج
الطامة الكبرى :       الدّاهـية العظمى (القيامة) معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[34] ﴿فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبرى﴾ إنها القيامة، وسُمِّيت بذلك؛ لأنها تطمُ على كل شيء؛ لعظم أهوالها، فالمصيبة مصيبة الآخرة، ومن نجى منها فهو المعافى بحق.
وقفة
[34] ﴿فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبرى﴾ الطامة عند العرب الداهية التى لا تستطاع.

الإعراب :

  • ﴿ فَإِذا:
  • الفاء: استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه.
  • ﴿ جاءَتِ الطَّامَّةُ:
  • الجملة الفعلية: في محل جر بالاضافة. جاءت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. الطامة: فاعل مرفوع بالضمة. أي الداهية التي تطم كل شيء:أي تعلو وتغلب وهي القيامة. وقيل: هي النفخة الثانية وجواب «اذا» في الآية الكريمة السابعة والثلاثين.
  • ﴿ الْكُبْرى:
  • صفة- نعت- للطامة مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ كيفيَّةَ خَلْقِه السَّماءَ والأرضَ؛ لِيستَدلَّ بها على كَونِه قادِرًا على الحَشْرِ والنَّشرِ، فلمَّا قَرَّر ذلك وبَيَّنَ إمكانَ الحَشْرِ عَقلًا؛ أخبَرَ بعدَ ذلك عن وُقوعِه، قال تعالى:
﴿ فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى

التفسير :

[35] عندئذ يُعْرض على الإنسان كل عمله من خير وشر، فيتذكره

{ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى} في الدنيا، من خير وشر، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته، ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته.

ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الأعمال.

وقوله : ( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنسان مَا سعى ) بدل اشتمال من الجملة التى قبلها وهى قوله : ( فَإِذَا جَآءَتِ الطآمة ) لأن ما أضيف إليه لفظ " يوم " من الأحوال التى يشملها يوم القيامة ، وتذكر الإِنسان لسعيه فى الدنيا ، يكون بإطلاعه على أعماله التى نسيها ، ورؤيته إياها فى كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .

أى : فإذا قامت القيامة ، وتذكر الإِنسان فى هذا الوقت ما كان قد نسيه من أعمال فى دنياه ، وقع له من الخوف والفزع مالا يدخل تحت وصف . .

( يوم يتذكر الإنسان ما سعى ) أي : حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره وشره ، كما قال : ( يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ) [ الفجر : 23 ] .

وقوله: ( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى ) يقول: إذا جاءت الطامة يوم يتذكر الإنسان ما عمل في الدنيا من خير وشر، وذلك سعيه .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[34، 35] ﴿فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبرى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى﴾ أنشطُ ما تكون الذاكرةُ يومَ تجيءُ الطامَّة!
وقفة
[35] ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾ شريطُ الأعمالِ يُعرضُ يومَ القيامةِ بتفاصيلِه؛ فيا ربِّ تقبلْ ما أحسنَّا واغفرْ ما أسأنَا.
عمل
[35] ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾ اعمل عملًا صـالحًا تتمنَّى أن تتذكَّرَه يومَ القيـامةِ.
وقفة
[35] ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾ أعمالٌ نُسيت، ولكنها في كتابٍ أُحصيت، إن كانت خيرًا فنِعم ما تذكَّر، وإن كانت شرًّا فبئس ما تذكَّر.
عمل
[35] ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾ كُنْ حريصًا على تذكرِ كلِّ الأعمال التي فعلتها بيومك لإصلَاحِ ما هو شر لك، فسيأتي يوم ستحاسَب عليها دون فرصة للإصلَاح؛ فاستعدَّ لهذا اليوم.
اسقاط
[35] ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾ مهما نسيت من أعمالك؛ فسيأتي يوم تتذكر فيه الصغير منها والكبير, يوم يقال لك: ﴿اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا﴾ [الإسراء: 14].
عمل
[35] ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾ اعمل لنفسك ما يسرك أن تراه يوم القيامة.
عمل
[35] قم بعمل من الأعمال الصالحة تتمنى أن تتذكرها يوم القيامة ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى﴾.
عمل
[35] حاسب نفسك قبل النوم ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ:
  • ظرف زمان منصوب لأنه بدل من «فَإِذا جاءَتِ» وعلامة نصبه الفتحة. يتذكر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره لتجرده عن الناصب والجازم. وجملة «يتذكر» في محل جر بالاضافة. أي إذا رأى أعماله مدونة في كتابه تذكرها وكان قد نسيها.
  • ﴿ الْإِنْسانُ ما سَعى:
  • فاعل مرفوع بالضمة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. سعى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «سعى» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أو تكون «ما» مصدرية وجملة «سعى» صلتها لا محل لها من الإعراب. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به. التقدير: سعيه.

المتشابهات :

النازعات: 35﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ
الفجر: 23﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد ذكرَ يوم القيامة؛ وَصَفَ اللهُ ذلك اليوم بوصفين: ١- يوم يتذكر الإنسان ما قَدَّمَ من عمل، خيرًا كان أو شرًّا، قال تعالى:
﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [36] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى

التفسير :

[36] وأُظهرت جهنم لكل مُبْصر تُرى عِياناً.

{ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} أي:جعلت في البراز، ظاهرة لكل أحد، قد برزتلأهلها، واستعدت لأخذهم، منتظرة لأمر ربها.

وقوله : ( وَبُرِّزَتِ الجحيم لِمَن يرى ) معطوف على قوله ( جاءت ) أى : فإذا جاءت الطامة الكبرى ، وتذكر الإِنسان فيها ما كان قد نسيه من أعمال دنيوية ( وَبُرِّزَتِ الجحيم ) أى : وأظهرت إظهاراً واضحا لا خفاء فيه ولا لبس ( لِمَن يرى ) أى : لكل راء . كان الهول الأعظم

أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عيانا.

( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ ) يقول: وأظْهِرت الجحيم، وهي نار الله لمن يراها، يقول: لأبصار الناظرين.

المعاني :

وَبُرِّزَتِ :       أُظْهِرَتْ إِظْهَارًا بَيِّنًا السراج

التدبر :

وقفة
[36] ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ﴾ الظاهر أن تبرز لكل راء، فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها، وأما الكافر فيزداد غمًّا إلى غمه وحسرة إلى حسرته.
وقفة
[36] ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ﴾ أي لآحت وظهرت، مع أنها تبعد مسيرة ٥٠٠ عام عن الناس يوم القيامة، لكن من عظمتها يرونها.
وقفة
[36] ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ﴾ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا». [مسلم 2842].
تفاعل
[36] ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.

الإعراب :

  • ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ:
  • الواو عاطفة. برزت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة حركت بالكسر لالتقاء الساكنين.الجحيم: نائب فاعل مرفوع بالضمة وهي من اسماء النار أي النار العظيمة ولهذا أنث الفعل على المعنى.
  • ﴿ لِمَنْ يَرى:
  • اللام حرف جر. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق ببرزت أي للرائين جميعا: أي لكل أحد. يرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وجملة «يرى» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

المتشابهات :

الشعراء: 91﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ
النازعات: 36﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     ٢- جيء بجهنم، وأُظْهِرت عيانًا لمن يبصرها، قال تعالى:
﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَمَّا مَن طَغَى

التفسير :

[37] فأمَّا من تمرَّد على أمر الله

{ فَأَمَّا مَنْ طَغَى} أي:جاوز الحد، بأن تجرأ على المعاصي الكبار، ولم يقتصر على ما حده الله.

وقوله - سبحانه - : ( فَأَمَّا مَن طغى . . . ) تفصيل لأحوال الناس فى هذا اليوم .

أى : ( فَأَمَّا مَن طغى ) بأن تجاوز الحدود فى الكفر والفسوق والعصيان.

أي تمرد وعتى.

القول في تأويل قوله تعالى : فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)

يقول تعالى ذكره: فأما من عتا على ربه، وعصاه واستكبر عن عبادته.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( طَغَى ) قال: عصى.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[37، 38] ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ قدم الطغيان على إيثار الحياة؛ لأن الطغيان من أكبر أسباب إيثار الدنيا.
وقفة
[37، 38] ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ قال ابن عاشور: «مناط الذمِّ في إيثار الحياة الدنيا هو إيثارها على الآخرة، فأما الأخذ بحظوظ الحياة الدنيا التي لا يفيت الأخذ بها حظوظ الآخرة فذلك غير مذموم، وهو مقام كثير من عباد الله الصالحين».
وقفة
[37، 38] ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ فر من الجحيم فرارك من الأسد, باجتنابك صفتين ذميمتين من صفات أهل النار: الطغيان, وإيثار الدنيا علي الآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَمَّا:
  • الفاء واقعة في جواب «اذا» في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين. أما:حرف شرط وتفصيل. أي فاذا جاءت الطامة فان الأمر كذلك.
  • ﴿ مَنْ طَغى:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. طغى:فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «طغى» صلة الموصول لا محل لها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     وبعد أن وَصَفَ اللهُ حالَ القيامة في الجُملة؛ قسم المكلفين هنا قسمين: الأشقياء، والسعداء، وذكرَ أولًا حالَ الأشقياء، قال تعالى:
﴿ فَأَمَّا مَن طَغَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

التفسير :

[38] وفضَّل الحياة الدنيا على الآخرة

{ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} على الآخرة فصار سعيه لها، ووقته مستغرقا في حظوظها وشهواتها، ونسي الآخرة وترك العمل لها.

( وَآثَرَ الحياة الدنيا ) بأن قدم متاعها الفانى ، على نعيم الآخرة الخالد . .

أي قدمها على أمر دينه وأخراه.

قوله: ( وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) يقول: وآثر متاع الحياة الدنيا على كرامة الآخرة، وما أعدّ الله فيها لأوليائه، فعمل للدنيا، وسعى لها، وترك العمل للآخرة .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[37، 38] هناك ارتباط وثيق بين الطغيان وبين إيثار الحياة الدنيا على اﻵخرة، فاﻷول سبب لوجود الثاني ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَآثَرَ الْحَياةَ:
  • معطوفة بالواو على «طغى» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة. الحياة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي واختار الحياة.
  • ﴿ الدُّنْيا:
  • صفة- نعت- للحياة منصوبة مثلها بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     ولَمَّا تجاوز الحدَّ في الضلال؛ فَضَّلَ الحياة الدنيا الفانية على الحياة الأخرى الباقية، قال تعالى:
﴿ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [39] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى

التفسير :

[39] فإن مصيره إلى النار.

{ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [له] أي:المقر والمسكن لمن هذه حاله،

( فَإِنَّ الجحيم هِيَ المأوى ) أى : فإن مصير هذا الإِنسان الشقى سيكون إلى النار الملتهبة ، لا منزل له سواها فى هذا اليوم .

أي فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطعمه من الزقوم ومشربه من الحميم.

( فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) يقول: فإن نار الله التي اسمها الجحيم، هي منـزله ومأواه، ومصيره الذي يصير إليه يوم القيامة.

المعاني :

الْمَاوَى :       المَصِيرُ السراج
هي المأوى :       هي المرْجع و المُقام له لا غيرها معاني القرآن

التدبر :

تفاعل
[39] ﴿فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
عمل
[39] أنت دومًا في مفترق طُرُق، لا تؤثر النوم على الصلاة، ولا اللغو على القرآن، ولا الرشوة والربا على أكل الحلال، ولا الخبيث على الطيب، ولا ما يأكله الدود على جنات الخلود، وإلا ﴿فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ فَإِنَّ الْجَحِيمَ:
  • الفاء واقعة في جواب «أما» ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الجحيم: اسم «ان» منصوب بالفتحة و «إن» مع اسمها وخبرها:في محل رفع خبر «من» في الآية السابعة والثلاثين.
  • ﴿ هِيَ الْمَأْوى:
  • الجملة الاسمية: في محل رفع خبر «انّ» هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ و «المأوى» خبره مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. أي فان الجحيم مأواه أو يكون المعنى: هي المأوى له أي للطاغي ويجوز أن تكون «هي» ضمير فصل- عماد- لا محل لها فتكون «المأوى» خبر ان.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ أعمالَ الطاغي؛ ذكرَ مصيرَ مَن فعلَ ذلك، قال تعالى:
﴿ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ..

التفسير :

[40] وأمَّا مَن خاف القيام بين يدي الله للحساب، ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي:خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل، فأثر هذا الخوف في قلبه فنهى نفسه عن هواها الذي يقيدهاعن طاعة الله، وصار هواه تبعا لما جاء به الرسول، وجاهد الهوى والشهوة الصادين عن الخير،

( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ) أى : خاف عظمته وجلاله ، وسلح نفسه بالإِيمان والعمل الصالح استعدادا لهذا اليوم الذى يجازى فيه كل إنسان بما يستحقه .

( وَنَهَى النفس عَنِ الهوى ) أى : وزجر نفسه وكفها عن السيئات والمعاصى والميول نحو الأهوال الضالة المضلة .

أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها وردها إلى طاعة مولاها.

وقوله: ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) يقول: وأما من خاف مسألة الله إياه عند وقوفه يوم القيامة بين يديه، فاتقاه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه، ( وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) يقول: ونهى نفسه عن هواها فيما يكرهه الله، ولا يرضاه منها، فزجرها عن ذلك، وخالف هواها إلى ما أمره به ربه .

المعاني :

مَقَامَ رَبِّهِ :       القِيَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ لِلْحِسَابِ السراج

التدبر :

وقفة
[40] أكثرُ ما يحرِّر القلب من سطوة الشهوات المحرمة: تذكر فزع الحِساب وشدَّته يوم القيامة، قال مقاتل في قول الله: ﴿وأما من خاف مقام ربه﴾: «هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر مقامه للحساب؛ فيتـركها».
وقفة
[40] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ عظم منزلة المراقبة.
وقفة
[40] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ خشية الله والهوىٰ ضدان لا يجتمعان.
وقفة
[40] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ أفضل أدوية العشق والهوى: الخوف من الله.
وقفة
[40] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ يخاف غدًا مقامه بين يدي الله للحساب، فينتهي عن السيئات، ويصبر عن الشهوات.
وقفة
[40] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ إذا أردت الصواب؛ فانظر هواك فخالفه، قال عمرانُ الميرتلي: فخالِفْ هواها واعصِها إنّ مَنْ يُطعْ ... هوى نفسه تنزعْ به كلَّ منزعِ ومَنْ يطع النفسَ اللجوجة تردِهِ ... وترمِ به في مصرعٍ أي مصرعِ
وقفة
[40] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ قال إبراهيم بن سفيان: «إذا سكن الخوفُ القلوب؛ أحرق مواضع الشَّهوات منها».
وقفة
[40] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ المحسن يتعامل مع الله، وكأنه ماثل بين يديه.
وقفة
[40] ﴿وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى﴾ كلمات قليلة، لكنها جمعت معان عظيمة كثيرة.
عمل
[40] لا تكن ممن قال الله عنهم: ﴿قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين﴾ [المؤمنون: 106]، بل كن ممن قال الله عنهم: ﴿وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى﴾.
وقفة
[40] هوى النفس والحق قلَّما يجتمعان، فإذا رأيت الهوى في جهة؛ فالحق في جهة أخرى ﴿وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى﴾.
وقفة
[40] ﴿وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوى﴾ عندما يهم بالمعصية يتذكر ربه.
وقفة
[40] ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ في قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلًا؛ لأنه قُهر بخلاف غالب الهوى.
وقفة
[40] ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ إن اشتبه الحق بالباطل فغالبًا أن الشر فيما تهواه النفس منها.
وقفة
[40] ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴾ كتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري يقول: «أما بعد: فإذا وصلك كتابي هذا؛ فاكتب لي موعظة وأوجز»، فرد عليه الحسن: «أما بعد: اعص هواك، والسلام».
وقفة
[40] ﴿الْهَوَىٰ﴾ وأصل الهوى: مطلق الميل، وشاع في الميل إلى الشهوة, وسمي بذلك على ما قال الراغب: «لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل واهية، وفي الآخرة إلى الهاوية, ولذلك مدح مخالفه»، قال بعض الحكماء: «إذا أردت الصواب؛ فانظر هواك فخالفه»، وقال الفضيل: «أفضل الأعمال: مخالفة الهوى».
وقفة
[40، 41] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ عِظَمُ منزلةِ المراقبةِ.
وقفة
[40، 41] جمعت الآيتان الكريمتان أسباب دخول الجنة: الخوف من الله, ومنع النفس عن الهوي, وأنت إذا تأملت جميع الأسباب الموصلة للجنة وجدتها متفرعة عنهما.
وقفة
[40، 41] حُقَّ لهم والله أن يهنأوا بجنة المأوى تكون لهم مأوى.
وقفة
[40، 41] منع النفس عن الهوي هو ثمرة الخوف من الله, وعلى مقدار الخوف من الله تمتنع النفس عن أهوائها, وكلما انحرف هوي النفس عن مراد الله فحاجتها للخوف من الله متعينة.
وقفة
[40، 41] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ الخوف من الله وكفُّ النفس عن الهوى من أسباب دخول الجنَّة.
وقفة
[40، 41] أتظن أن المسلم وهو يغالب شهواته، ويجاهد نفسه على الطهر والعفاف لا يجيش في نفسه الهوى؟ كلا؛ بل يتحرك في نفسه من النوازع مثل ما في نفوس الفجار أو أشد، ولكنه يخاف مقام ربه، فينهى النفس عن الهوى.
وقفة
[40، 41] يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله، وينهى النفس عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة لا يعاقب عليه -إذا لم يتسبب فيها-، بل على اتباعه والعمل به، فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله، وعملًا صالحًا، ﴿مَقَامَ رَبِّهِ﴾ أي: قيامه بين يديه تعالى للجزاء.
وقفة
[40، 41] السبب: مراقبة ﷲ ﴿وأما من خاف مقام ربه﴾، العمل: مخالفة الهوى ﴿ونهى النفس عن الهوى﴾، النتيجة: دخول الجنة ﴿فإن الجنة هي المأوى﴾.
وقفة
[40، 41] رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾، وتيقنت أن القرآن حق صادق، فبادرت إلى خلاف نفسي، وتشمرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت.
عمل
[40، 41] مهر الجنة: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾، إلى صاحب القلب القاسي: إلى متى وأنت تعبد هواك، تعبد الدرهم والدينار؟ فمتى يصفو لك توحيد؟ سارع قبل فجأة الموت.
وقفة
[40، 41] طريق الجنة: ١- الخوف من الله ﷻ. ٢- مخالفة الهوى ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾.
وقفة
[40، 41] ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ إذا سمعت من الإذاعة حديثًا، وسمعت من الأخرى أغنية لفلان أو فلانة، وتركت الأغنية للحديث، فأنت قوي الإرادة، لأنك سلكت الطريق الصعب، إنك تكون قد صعدت والصعود إلى العلى صعب، أما الهبوط فهو هيِّن.
وقفة
[40، 41] من أراد منزلة: ‏﴿فإنَّ الجنَّةَ هيَ المأوى﴾؛ ‏فعليه أن يجتهد قبلها لتحصيل: ‏﴿ونهى النَّفْسَ عنِ الهَوى﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَمَّا مَنْ خافَ:
  • معطوفة بالواو على «فَأَمَّا مَنْ طَغى» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «خاف» الفتحة الظاهرة.
  • ﴿ مَقامَ رَبِّهِ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ربه: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي موقفه من الله سبحانه.
  • ﴿ وَنَهَى النَّفْسَ:
  • معطوفة بالواو على «خافَ مَقامَ» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل- نهى- الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. أي الأمارة بالسوء.
  • ﴿ عَنِ الْهَوى:
  • جار ومجرور متعلق بنهى وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر وكسر آخر «عن» لالتقاء الساكنين. أي اتباع الشهوات وزجرها عنه وضبطها بالصبر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ تعالى الطَّاغيَ؛ أتْبَعَه المتَّقِيَ، قال تعالى:
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [41] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى

التفسير :

[41]فإن الجنة هي مسكنه.

{ فَإِنَّ الْجَنَّةَ} [المشتملة على كل خير وسرور ونعيم]{ هِيَ الْمَأْوَى} لمن هذا وصفه.

( فَإِنَّ الجنة هِيَ المأوى ) أى : فإن الجنة فى هذا اليوم ، ستكون هى مأواه ومنزله ومستقره . .

أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء.

( فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) يقول: فإن الجنة هي مأواه ومنـزله يوم القيامة.

وقد ذكرنا أقوال أهل التأويل في معنى قوله: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[41] ﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ اختصار أن الحياة فترة، وما الدُّنيا إلا فناء، وما نحنُ إلا عابرين، وما الآخرةُ إلا بقاء، فاجعلنا يا رب بجنتك مُخلدين.
وقفة
[41] ﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ هذه الجنة يدركها العبد قبل موته، وذلك إذا حضر الأجل ودعَت الملائكة نفسه للخروج: «اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ, كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ, اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ» [أحمد 2/364، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين].
تفاعل
[41] ﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى
  • تعرب إعراب الآية الكريمة التاسعة والثلاثين.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ أعمالَ المتَّقِيَ؛ ذكرَ مصيرَ مَن فعلَ ذلك، قال تعالى:
﴿ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

التفسير :

[42] يسألك المشركون - أيها الرسول -استخفافاً- عن وقت حلول الساعة التي تتوعدهم بها

أي:يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث{ عَنِ السَّاعَةِ} متى وقوعها و{ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}

ثم لقن الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم الجواب الذى يرد به على المشركين ، الذين كانوا يكثرون من سؤاله عن يوم القيامة ، على سبيل الإِنكار والاستهزاء ، فقال - تعالى - : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الساعة أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) .

وإيان : اسم يستفهم به عن تعيين الوقت وتحديده ، فهو ظرف زمان متضمن معنى " متى " ومرساها : مصدر ميمى من أرسى الشئ إذا ثبته وأقره ، ولا يكاد يستعمل هذا اللفظ إلا فى الشئ الثقيل ، كما فى قوله - تعالى - : ( والجبال أَرْسَاهَا . . . ) .

ونسبة الإِرساء إلى الساعة ، باعتبار تشبيه المعانى بالأجسام و " أيان " خبر مقدم ، و " مرساها " وإرساؤها ووقوعها؟

وأطلق على يوم القيامة ساعة لوقوع بغتة ، أو لسرعة ما فيه من الحساب ، أو لأنه على طوله ، زمان يسير عند الله - تعالى - .

ثم قال تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ) أي : ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله - عز وجل - فهو الذي يعلم وقتها على التعيين ، ( ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ) [ الأعراف : 187 ] ،وقال هاهنا : ( إلى ربك منتهاها ) ولهذا لما سأل جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وقت الساعة قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . .

القول في تأويل قوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42).

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يسألك يا محمد هؤلاء المكذّبون بالبعث عن الساعة التي تبعث فيها الموتى من قبورهم ( أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) ، متى قيامها وظهورها. وكان الفرّاء يقول: إن قال القائل: إنما الإرساء للسفينة، والجبال الراسية وما أشبههنّ، فكيف وصف الساعة بالإرساء؟ قلت: هي بمنـزلة السفينة إذا كانت جارية فرست، ورسوّها: قيامها؛ قال: وليس قيامها كقيام القائم، إنما هي كقولك: قد قام العدل، وقام الحقّ: أي ظهر وثبت.

المعاني :

أَيَّانَ مُرْسَاهَا :       مَتَى وَقْتُ حُلُولِهَا؟ السراج
أيان مرساها؟ :       متى يقيمها الله و يُثبتها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[42] ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ حين ترسو سفينة الآخرة لن يكون لك فيها إلا ما أودعته من عملك الصالح.
وقفة
[42] ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ رحلة حياتك المضطربة بالأحداث والأحوال المتغيرة، لا بد أن ترسو يومًا على ساحل الآخرة.
لمسة
[42] ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ السؤال عن الساعة نوعان: سؤال استبعاد، وهذا كفر، وسؤال استعداد، وهذا لا بأس به.
وقفة
[42] ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها﴾ لا يكاد يستخدم لفظ (مُرساها) إلا فى الشئ الشديد الثقل والقوة، كما فى قوله تعالى: ﴿وَالجِبالَ أَرساها﴾ [32].
وقفة
[42] ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها﴾ أطلق على يوم القيامة كلمة (ساعة)؛ لوقوعه بغتة، ولسرعة ما فيه من الحساب، أو لأنه على طوله يعد زمانًا يسيرًا على الله عز وجل.
وقفة
[42] ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ وَلاَ صَوْمٍ وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» [البخاري 6171].

الإعراب :

  • ﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. عن الساعة: جار ومجرور متعلق بيسألون.
  • ﴿ أَيَّانَ مُرْساها:
  • اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بالخبر المحذوف المقدم. مرسى: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة أي متى ارساؤها؟ أي اقامتها وقيل أيان منتهاها ومستقرها والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به لأنه مقول القول. أي قائلين متى حدوث القيامة؟

المتشابهات :

الأعراف: 187﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي
النازعات: 42﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     وبعد أن أثبتَ اللهُ أن البعثَ والقيامةَ حقٌّ؛ لَقَّنَ نبيَّه صلى الله عليه وسلم الجوابَ الذي يرد به على المشركين، الذين كانوا يكثرون من سؤاله عن يوم القيامة، على سبيل الإنكار والاستهزاء، قال تعالى:
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا

التفسير :

[43] لستَ في شيء مِن علمها

فأجابهم الله بقوله:{ فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} أي:ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟ فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه

وقوله - سبحانه - : ( فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا . إلى رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ ) واقع موقع الجواب عن سؤالهم عن الساعة ، وعن وقت وقوعها .

والمقصود بهذا الجواب توبيخهم على إلحاحهم فى السؤال عنها ، مع أن الأولى بهم كان الاستعداد لها بالإِيمان والعمل الصالح .

و " ما " فى قوله ( فيم ) اسم استفهام بمعنى : أى شئ ، وهى هنا مستعملة فى التعجيب من كثرة أسئلتهم عن شئ لا يهمهم حدوثه ، وإنما الذى يهمهم - لو كانوا يعقلون - هو حسن الاستعداد له .

قال الآلوسى : قوله : ( فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ) إنكار ورد لسؤال المشركين عنها . أى : فى أى شئ أنت من أن تذكر لهم وقتها ، وتعلمهم به حتى يسألونك بيانها ، كقوله - تعالى - ( يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ) فالاستفهام للإِنكار . وفيم خبر مقدم ، وأنت مبتدأ مؤخر . وقوله ( مِن ذِكْرَاهَا ) على تقدير مضاف ، أى : ذكرى وقتها ، وهو متعلق بما تعلق به الخبر .

وقيل : ( فيم ) إنكار لسؤالهم ، وما بعده استئناف تعليل للإِنكار ، وبيان لبطلان السؤال . أى فيم هذا السؤال ، ثم ابتدئ فقيل : أنت خاتم النبيين . . علامة من علاماتها .

ثم قال تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ) أي : ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله - عز وجل - فهو الذي يعلم وقتها على التعيين ، ( ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ) [ الأعراف : 187 ] ،وقال هاهنا : ( إلى ربك منتهاها ) ولهذا لما سأل جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وقت الساعة قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . .

قال أبو جعفر رحمه الله: يقول الله لنبيه: ( فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ) يقول: في أيّ شيء أنت من ذكر الساعة والبحث عن شأنها. وذُكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثر ذكر الساعة، حتى نـزلت هذه الآية.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهريّ، عن عُروة، عن عائشة، قالت: لم يزل النبيّ صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة، حتى أنـزل الله عزّ وجل: ( فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ) .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن طارق بن شهاب، قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يزال يذكر شأن الساعة حتى نـزلت ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) ... إلى ( مَنْ يخْشاهَا ) .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ) قال: الساعة.

المعاني :

فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا :       لَيْسَ عِنْدَكَ عِلْمُهَا؛ حَتَّى تَذْكُرَهَا السراج

التدبر :

وقفة
[43] ﴿فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا﴾ عن عائشة: «أن رسول الله ﷺ لم يزل يذكر الساعة، ويسأل عنها حتى نزلت هذه الآية».
وقفة
[43] ﴿فيمَ أَنتَ مِن ذِكراها﴾ محمد ﷺ آخر الرسل، فكفاهم هذا دليلًا على قرب وقوعها، ووجوب الاستعداد لها.
لمسة
[43] ﴿فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا﴾ أي مالك أنت وهذا السؤال؟ فالسؤال هنا تعجيب من كثرة ذكر النبي ﷺ لها، والمعنى أنهم يسألونك عنها، فلحرصك على جوابهم لا تزال تذكرها وتسأل عنها.
لمسة
[43] ﴿فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا﴾ هذا تعجب من كثرة ذكره لها، كأنه قيل: في أيِّ شغل واهتمام أنت من ذكرها والسؤال عنها، حرصًا على جوابهم، والمعنى ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها ومرجعها ومنتهى علمها إلى الله عز وجل، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين، ولا يوجد علمها عند غيره، فكيف يسألونك عنها ويطلبون منك بيان وقت قيامها؟ وهم يسألونك عنها، فلحرصك على جوابهم لا تزال تذكرها وتسأل عنها.

الإعراب :

  • ﴿ فِيمَ:
  • في: حرف جر. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بفي وسقطت الألف لأن «ما» الاستفهامية اذا جرت بحروف الجر سقطت ألفها.والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم.
  • ﴿ أَنْتَ:
  • ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر. أي في أي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمهم به. وقيل: «فيم» انكار لسؤالهم: أي فيم هذا السؤال؟ ثم قيل: أنت من ذكراها. وعلى هذا تكون «أنت» في محل رفع مبتدأ و «مِنْ ذِكْراها» في محل رفع خبر «أنت» والجملة الاسمية «أَنْتَ مِنْ ذِكْراها» استئنافية لا محل لها.
  • ﴿ مِنْ ذِكْراها:
  • جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. أي إرسالك وأنت خاتم الأنبياء وآخر الرسل ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     ولَمَّا سألوا؛ بَيَّنَ اللهُ أن النَّبي صلى الله عليه وسلم نفسه لا يعلم وقتها، قال تعالى:
﴿ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [44] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا

التفسير :

[44] بل مردُّ ذلك إلى الله عزَّ وجلَّ

{ إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} أي:إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى:{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغته يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.

وقوله - تعالى - ( إلى رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ ) أى : إلى ربك وحده منتهى علم قيامها ، لأنه - سبحانه - هو وحده - من دون غيره - العليم علما تاما بالوقت الذى ستقوم فيه الساعة .

ومن الآيات التى وردت فى هذا المعنى قوله : ( إِنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ الساعة . . . ) وقوله - سبحانه - ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الساعة أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ . . . )

ثم قال تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ) أي : ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله - عز وجل - فهو الذي يعلم وقتها على التعيين ، ( ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ) [ الأعراف : 187 ] ،وقال هاهنا : ( إلى ربك منتهاها ) ولهذا لما سأل جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وقت الساعة قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . .

وقوله: ( إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ) يقول: إلى ربك منتهى علمها، أي إليه ينتهي علم الساعة، لا يعلم وقت قيامها غيره.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[44] ﴿إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا﴾ علم الساعة من الغيب الَّذي لا يعلمه إلا الله.
وقفة
[44] ﴿إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا﴾ أي: إلى ربك علم منتهاها، وليس أمر الساعة إليك، فأنت لا تعلم إلا ما أذن الله لك بعلمه، ولم يأذن لك بذلك.

الإعراب :

  • ﴿ إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها:
  • جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. منتهى: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل- مبني على السكون في محل جر بالاضافة. أي منتهى علمها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     وبعد بيان أن النَّبي صلى الله عليه وسلم نفسه لا يعلم وقت الساعة؛ بَيَّنَ هنا أن مردَّ ذلك إلى الله عزَّ وجلَّ وحده، قال تعالى:
﴿ إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [45] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا

التفسير :

[45]وإنما شأنك في أمر الساعة أن تحذر منها مَن يخافها

{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} أي:إنما نذارتك [نفعها] لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يديه، فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها. وأما من لا يؤمن بها، فلا يبالي به ولا بتعنته، لأنه تعنت مبني على العناد والتكذيب، وإذا وصل إلى هذه الحال، كان الإجابة عنه عبثا، ينزه الحكيم عنه [تمت] والحمد لله رب العالمين.

وقوله - تعالى - : ( إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ) تحديد لوظيفته صلى الله عليه وسلم أى : ليست وظيفتك - أيها الرسول الكريم - معرفة الوقت الذى تقوم فيه الساعة ، فهذا أمر مرد معرفته إلى الله وحده . . وإنما وظيفتك امتثال ما أمرت به ، من بيان اقترابها ، وتفصيل أهوالها ، ودعوة الناس إلى حسن الاستعداد لها بالإيمان والعمل الصالح . .

وإذا كان الأمر كذلك فلماذا ترك هؤلاء الجاهلون ما يجب عليهم من الإِيمان والعمل الصالح ، وأخذوا يسألونك عن أشياء خارجة عن وظيفتك؟

وخص - سبحانه - الإِنذار بمن يخشى قيام الساعة ، مع أن رسالته صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة . وإنذاره إنما هو لهم جميعا ، لأن هؤلاء الذين يخشون وقوعها ، ويعملون العمل الصالح الذى ينجيهم من أهوالها ، هم الذين ينتفعون بهذا الإِنذار .

أي إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده أتبعك فأفلح وأنجح والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك.

وقوله: ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ) يقول تعالى ذكره لمحمد: إنما أنت رسول مبعوث بإنذار الساعة من يخاف عقاب الله فيها على إجرامه ولم تكلف علم وقت قيامها، يقول: فدع ما لم تكلف علمَه واعمل بما أمرت به من إنذار من أُمرت بإنذاره.

واختلف القرّاء في قراءة قوله: ( مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ) فكان أبو جعفر القارئ وابن محيصن يقرآن ( مُنْذِرٌ ) بالتنوين، بمعنى: أنه منذر من يخشاها، وقرأ ذلك سائر قرّاء المدينة ومكة والكوفة والبصرة بإضافة ( مُنْذِرُ ) إلى ( من ).

والصواب من القول في ذلك عندي: أنهم قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[45] ﴿إِنَّما أَنتَ مُنذِرُ﴾ هى وظيفة الأنبياء والرسل، ولنا فيهم قدوة حسنة، والإنذار يعنى التحذير مع وجود مهلة للإصلاح وتدارك الخطأ.
وقفة
[45] ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا﴾ أي: إنما بعثت لتنذر بها، وليس عليك الإخبار بوقتها.
وقفة
[45] ﴿إِنَّما أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخشاها﴾ الخشية أى الخوف بعلم، وهؤلاء هم الذين يهتمون بالإنذارات.
وقفة
[45] ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا﴾ لا تحتاج لتعلم كل العلم لتقوم بالدعوة والإنذار؛ ولذا يشملك الأمر النبوي: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» [البخاري 3461].
وقفة
[45] ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا﴾ تزداد ضرورة الإنذار إذا لم يكن العلم بوقت قيام الساعة حاصلًا.
وقفة
[45] خص سبحانه فى الآية: ﴿مَن يَخشاها﴾ رغم أن الإنذار هو للناس كافة؛ لأن هؤلاء من ينتفعون بالإنذارات.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ:
  • كافة ومكفوفة. أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. منذر: خبر «أنت» مرفوع بالضمة والأصل تنوين «منذر» والاضافة للتخفيف.
  • ﴿ مَنْ يَخْشاها:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.يخشى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به وجملة «يخشاها» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب أي من يخشى أهوالها.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     وبعد بيان أن النَّبي صلى الله عليه وسلم نفسه لا يعلم وقت الساعة؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن وظيفته صلى الله عليه وسلم هي دعوة النَّاس إلى حسن الاستعداد لها بالإيمان والعمل الصالح، قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

منذر:
1- بالإضافة، وهى قراءة الجمهور.
قرئ:
2- بالتنوين، وهى قراءة عمر بن عبد العزيز، وأبى جعفر، وشيبة، وخالد الحذاء، وابن هرمز، وعيسى، وطلحة، وابن محيصن، وأبى عمرو، فى رواية، وابن مقسم.

مدارسة الآية : [46] :النازعات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا ..

التفسير :

[46]كأنهم يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا في الحياة الدنيا؛ لهول الساعة إلا ما بين الظهر إلى غروب الشمس، أو ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار.

ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة ، ببيان حالهم عند قيام الساعة ، قيام ، فقال - تعالى - : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يلبثوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) .

والعشية : هى الوقت الكائن من الزوال إلى الغروب .

والضحى : الوقت الكائن من أوائل النهار إلى الزوال .

أى : كأن هؤلاء المشركين حين يرون الساعة وقد فاجأتهم بأهوالها ، لم يلبثوا فى دنياهم أو فى قبورهم إلا وقتا يسيرا ، يشبه العشية أو الضحى بالنسبة للزمان الطويل .

فالمقصود من الآية الكريمة : بيان أن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن المشركين عند إتيانها كأنهم ما لبثوا فى انتظارها إلا يوما أو بعض يوم . .

قال صاحب الكشاف : فإن قلت : كيف صحت إضافة الضحى إلى العشية؟ قلت : لما بينهما من الملابسة لاجتماعهما فى نهار واحد .

فإن قلت : فهلا قيل : إلا عشية أو ضحى وما فائدة الإِضافة؟ قلت : للدلالة على أن مدة لبثهم ، كأنها لم تبلغ يوما كاملا ، ولكن ساعة منه عشيته أو ضحاه ، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشيته . فهو كقوله : ( لَمْ يلبثوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ) .

وبعد: فهذا تفسير لسورة «النازعات» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه ونافعا لعباده.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وقوله : ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) أي : إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا ، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم .

قال جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) أما عشية : فما بين الظهر إلى غروب الشمس ، ( أو ضحاها ) ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار .

وقال قتادة : وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة .

[ آخر تفسير سورة " النازعات " ] [ ولله الحمد والمنة]

وقوله: ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) يقول جلّ ثناؤه: كأن هؤلاء المكذّبين بالساعة، يوم يرون أن الساعة قد قامت من عظيم هولها، لم يلبثوا في الدنيا إلا عشية يوم، أو ضحى تلك العشية، والعرب تقول: آتيك العشية أو غَدَاتَها، وآتيك الغداةَ أو عشيتها، فيجعلون معنى الغداة بمعنى أوّل النهار، والعشية: آخر النهار فكذلك قوله: ( إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) إنما معناه إلا آخر يوم أو أوّله، وينشد هذا البيت:

نَحْـنُ صَبَحْنـا عـامِرًا فِـي دَارِهـا

عَشِـــيَّةَ الهِـــلالِ أوْ سِــرَارِها (4)

يعني: عشية الهلال، أو عشية سرار العشية.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة، قوله: ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة.

آخر تفسير سورة النازعات.

------------------------

الهوامش:

(4) البيت لبعض بني عقيل ، أنشده الفراء في معاني القرآن ( 357 ) عند قوله تعالى : { إلا عشية أو ضحاها } ، يقول القائل وهل للعشي ضحى ؟ ، إنما الضحى لصدر النهار ، فهذا بين ظاهر من كلام العرب ، أن يقولوا : آتيك العشية أو غذاتها ، أو آتيك الغداة أو عشيتها ؛ تكون العشية في معنى : آخر ، والغداة في معنى : أول ، أنشدني بعض بني عقيل : " نحن صبحنا ... " البيت . أراد : عشية الهلال ، أو عشية سرار العشية ، فهذا أشذ من آتيك الغداة أو عشيتها . ا هـ .

المعاني :

عَشِيَّةً :       مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ السراج
ضُحَاهَا :       مَا بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ السراج

التدبر :

وقفة
[46] ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى!
وقفة
[46] ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ هذه الدنيا ليست إلا غدوة أو روحة؛ فكيف لا تصبر على شدَّتها؟! أو كيف يغتر عاقل بلذتها؟!
وقفة
[46] كان الحسن البصري إذا قرأ: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ قال: «ابن آدم، هذه الدنيا إنما هي غدوة أو روحة؛ أما تصبر عن المعصية؟!».
وقفة
[46] ﴿لَم يَلبَثوا﴾ فى الدنيا وقيل فى القبور.
وقفة
[46] ﴿إِلّا عَشِيَّةً أَو ضُحاها﴾ العشية لا ضحى لها، فلماذا الهاء عائدة على عشية؟ إنما المقصود عشية اليوم نفسه.
وقفة
[46] إذا كانت الدنيا كلها -في عمر الزمان- إنما هي: ﴿عَشِيَّةً أَو ضُحاها﴾، فكيف بليال معدودات من عمر الدنيا كلها؟ والمؤمن يستعمل هذا المعنى في أمثال مواسم الطاعات؛ ليغتنم كل لحظة فيها، ويغار أن يمضي وقت منها في غير قربة، ولسان حاله يقول: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ﴾ [طه: 84].

الإعراب :

  • ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ:
  • حرف مشبه بالفعل يفيد التشبيه. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «كأن» يوم: ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية بعده: في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يَرَوْنَها لَمْ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.لم: حرف نفي وجزم وقلب.
  • ﴿ يَلْبَثُوا:
  • فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه: حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجملة «لَمْ يَلْبَثُوا» وما بعدها: في محل رفع خبر «كأن» أي لم يلبثوا في الدنيا.
  • ﴿ إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ:
  • أداة حصر لا عمل لها. عشية: مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أو حرف عطف للتخيير.
  • ﴿ ضُحاها:
  • معطوفة بأو على «عشية» وتعرب إعرابها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة يعود على «عشية» العشية: الوقت من الظهر الى المغرب و «الضحى» وقت شروق الشمس. وأضيفت الضحى إلى العشية لاجتماعهما في نهار واحد أي ان مدة مكوثهم لم تبلغ يوما كاملا ولكن ساعة من عشية أو ضحاها.

المتشابهات :

الأحقاف: 35﴿وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ
النازعات: 46﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     وبعد الرد على سؤالهم عن يوم القيامة؛ بَيَّنَ اللهُ هنا حالَهم عند قيام الساعة، قال تعالى:
﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف