5761920212223242526272829303132333435363738394041424344454647

الإحصائيات

سورة المدثر
ترتيب المصحف74ترتيب النزول4
التصنيفمكيّةعدد الصفحات1.80
عدد الآيات56عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.80
ترتيب الطول68تبدأ في الجزء29
تنتهي في الجزء29عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
النداء: 10/10يا أيها المدثر: 1/1

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (18) الى الآية رقم (31) عدد الآيات (14)

اقتنعَ الوليدُ بنُ المُغِيرةِ بأنَّ القرآنَ صِدْقٌ، ولحبِّه الزَّعامةَ والرِّياسةَ زَعَمَ أنَّهُ سِحْرٌ، فذكَرَ اللهُ ما يستحِقُّه من عقابٍ، وناسَبَ ذلك تعدادُ أوصافِ النَّارِ، وعَدَدُ خزنتِها.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (32) الى الآية رقم (48) عدد الآيات (17)

القَسَمُ بالقمرِ والليلِ والصبحِ على أنَّ جهنَّمَ إحدى الدَّواهي العِظامِ، وأنَّ كلَّ نفسٍ مرهونةٌ بعملِها، ثُمَّ الحوارُ بينَ المؤمنينَ والمجرمينَ في سببِ دخولِهم الجحيمَ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة المدثر

الحركة والنهوض بالدعوة (قم فأنذر)

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سورة المدثر هي سورة الحركة والنهوض بالدعوة إلى الله:: أيها الداعي إلى الله، بعد أن أخذت زادك (سورة المزمل)، وتعرفت على من ستدعو إليه (سورة الملك)، ورأيت نماذج مضيئة من الدعاة إلى الله (سورة نوح)، ماذا أنت فاعل في مكانك؟ لماذا لا تزال ساكنًا؟
  • • ومن الملفت في السورة:: ﴿يأَيُّهَا ٱلْمُدَّثّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبّرْ﴾ (1-3). هذه الآية لا تعني أن تقول بلسانك: «الله أكبر» وحسب، عرّف كل الناس على قدر الله، واجعل الأرض كلها تكبر الله، لتكن أوامر الله أكبر من أي شيء في حياتك.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «المدثر».
  • • معنى الاسم :: ‏المدثر: الْمُلْتَفُّ بِالدِّثَارِ، والدثار: الثوب الذي يستدفأ به.
  • • سبب التسمية :: لأنه اللَّفْظ الْوَاقِع فِي أَوَّلِهَا، و‏محورها ‏يدور ‏حول ‏الرسول ‏صلى الله عليه وسلم وما ‏كان ‏عليه ‏من ‏حالة، ‏فوصفه ‏الله ‏وناداه ‏بحالته ‏التي ‏كان ‏عليها‎، ‏وهى ‏التدثر ‏بالثوب.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: الحركة والنهوض بالدعوة إلى الله.
  • • علمتني السورة :: لا وقت للراحة، مضى زمان النوم.
  • • علمتني السورة :: أن الدعوة إلى الله تنافي الكسل: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ۞ قُمْ فَأَنذِرْ﴾
  • • علمتني السورة :: أن الإنعام على الفاجر استدراج له وليس إكرامًا: ﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا ۞ وَبَنِينَ شُهُودًا ۞ وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا﴾

مدارسة الآية : [19] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ

التفسير :

[19] فَلُعِن، واستحق بذلك الهلاك، كيف أعدَّ في نفسه هذا الطعن؟

{ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} لأنه قدر أمرا ليس في طوره، وتسور على ما لا يناله هو و [لا] أمثاله

وقوله- سبحانه-: فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ تعجيب من تفكيره وتقديره، وذم شديد له على هذا التفكير السّيّئ ...

أى: إنه فكر مليا، وهيأ نفسه طويلا للنطق بما يقوله في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حق القرآن، فَقُتِلَ أى: فلعن، أو عذب، وهو دعاء عليه كَيْفَ قَدَّرَ أى: كيف فكر هذا التفكير العجيب البالغ النهاية في السوء والقبح.

دعاء عليه.

المعاني :

فقتل :       لُعِنَ و عُذب أو قُـبِّـح معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[19] ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ هذا دعاء على الوليد أن يقتله قاتل، أي بتعجيل موته، وفيه إخبار عن قهره وذلته.
وقفة
[19] ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ بعض تقديرات وتقريرات وقرارات العبد طريقه للهلاك، وليس للعبد الضعيف سوي اللجوء للرب القوي؛ ليحميه من نفسه قبل عدوه.
وقفة
[19] الاستفهام بقوله: ﴿كَيْفَ قَدَّرَ﴾ فيه تعجيب من حاله، أي كيف قدَّر ما لا يصح تقديره، وما لا يسوغ أن يقدِّره أي عاقل؟

الإعراب :

  • ﴿ فَقُتِلَ:
  • الفاء سببية. قتل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو
  • ﴿ كَيْفَ قَدَّرَ:
  • اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال. قدر: اعربت في الآية الكريمة السابقة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [19] لما قبلها :     ولَمَّا فَكَّرَ الوليدُ بن المُغِيرة فيما يقوله في القرآن لإبطاله، وقدَّر ذلك في نفسه؛ ذكرَ اللهُ هنا أنه استحق بذلك الهلاك، قال تعالى:
﴿ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [20] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ

التفسير :

[20] ثم لُعِن كذلك

{ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} لأنه قدر أمرا ليس في طوره، وتسور على ما لا يناله هو و [لا] أمثاله

وقوله: ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ تكرير للمبالغة في ذمه، والتعجيب من سوء تقديره، وفي الدعاء عليه باللعن والطرد من رحمته- تعالى-.

والعطف بثم لإفادة التفاوت في الرتبة، وأن الدعاء عليه والتعجيب من حاله في الجملة الثانية، أشد منه في الجملة الأولى.

دعاء عليه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[20] ﴿ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ ما فائدة التكرار؟ كأنه دعا عليه أولًا ورجا أن يُقلع عن ضلاله، فلما لم يفعل، دعا عليه ثانيًا.
وقفة
[16-20] مهما بذل المنحرفون لزحزحة كتاب الله عن الحياة فسيرتد عليهم حسرة.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ
  • معطوفة بثم العاطفة على الآية الكريمة السابقة وتكرير الدعاء عليه بالهلاك دلالة على ان الكرة الثانية ابلغ من الاولى.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     ذكرَ اللهُ أنه استحق بذلك الهلاك؛ كَرَّرَه هنا للتأكيد، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [21] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ نَظَرَ

التفسير :

[21]ثم تأمَّل فيما قدَّر وهيَّأ من الطعن في القرآن

{ ثُمَّ نَظَرَ} ما يقول

وقوله- تعالى- بعد ذلك: ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ... تصوير آخر لحالة هذا الشقي، يرسم حركات جسده، وخلجات قلبه، وتقاطيع وجهه.. رسما بديعا، يثير في النفوس السخرية من هذا الشقي.

أى: إنه فكر تفكيرا مليا، وقدر في نفسه ما سيقوله في شأن النبي صلى الله عليه وسلم تقديرا طويلا، ... ولم يكتف بكل ذلك، بل فكر وقدر ثُمَّ نَظَرَ أى: ثم نظر في وجوه من حوله نظرات يكسوها الجد المصطنع المتكلف، حتى لكأنه يقول لهم: اسمعوا وعوا لما سأقوله لكم..

أي أعاد النظرة والتروي.

المعاني :

نظر :       تأمّل فيما قدّرَ و هيّـأ من الــّطـعْن معاني القرآن

التدبر :

عمل
[21] ﴿ثُمَّ نَظَرَ﴾ ليس شرطًا أن تكون نظرتك للأشياء وفكرك فيها وحكمك عليها دائمًا علي صواب؛ فتواضع لربك، واسأله التوفيق، فكم من فكرة جلبت حسرة!
وقفة
[18-21] صاحب الهوى لا يزيده طول التفكر والتأمل إلا انحرافًا، فإذا تخلَّص من هواه يكفيه قليل التفكير.

الإعراب :

  • ﴿ ُمَّ نَظَر
  • معطوفة بثم على «فَكَّرَ وَقَدَّرَ» الواردة في الآية الكريمة الثامنة عشرة والدعاء بالهلاك الوارد في الآيتين التاسعة عشرة والعشرين اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     ولَمَّا كان الماهرُ بالنظرِ إذا فكَّر وصحَّح فِكْرَه نظرَ في لوازمِه؛ قال مشيرًا إلى طولِ تَرَوِّيهِ، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ نَظَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [22] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ

التفسير :

[22] ثم قطَّب وجهه، واشتدَّ في العبوس والكُلُوح لمَّا ضاقت عليه الحيل، ولم يجد مطعناً يطعن به في القرآن

{ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} في وجهه، وظاهره نفرة عن الحق وبغضا له

ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ أى: ثم قطب ما بين عينيه حين استعصى عليه أن يجد في القرآن مطعنا، وكلح وجهه، وتغير لونه، وارتعشت أطرافه، حين ضاقت عليه مذاهب الحيل، في أن يجد في القرآن مطعنا.

يقال: عبس فلان يعبس عبوسا، إذا قطب جبينه. وأصله من العبس وهو ما تعلق بأذناب الإبل من أبوالها وأبعارها بعد أن جف عليها.

ويقال: بسر فلان يبسر بسورا، إذا قبض ما بين عينيه كراهية للشيء.

ومنه قوله- تعالى-: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ. تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ..

"ثم عبس" أي قبض بين عينيه وقطب "وبسر" أي كلح وكره ومنه قول توبة بن حمير الشاعر:

وقد رابني منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجتي وبسورها.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا يعني الوليد بن المغيرة، دعاه نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فقال: حتى أنظر، ففكر ( ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) فجعل الله له سقر.

المعاني :

عَبَس :       قـَــّطبَ وَجْهَه لمّا ضاقـَـتْ عليه الحِيَل معاني القرآن
بَسَر :       اشتدّ في العبوس و كُـلـُـوح الوَجْه معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[18-22] كم من فكرة رفعت صاحبها! وكم من فكرة أهلكت صاحبها!
وقفة
[21، 22] ﴿ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ كل شيء مكتوب عليك حتى (النظرة) و(تقطيبة الجبين).
عمل
[22] ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ راقِبْ حتَّى تَمَعُّرِ وجهِك، فكلُّ شيءٍ مكتوبٌ عند اللهِ حتَّى تقطيبِ الجبينِ.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الحادية والعشرين و «ثم» العاطفة تفيد التباعد والتراخي لان هناك تأملا وتمهلا من قبله ومعنى «عبس» قطب وجهه و«بسر» كلح وهي مرادفة لعبس. بسر: معطوفة على «عبس» وتعرب مثلها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     ولَمَّا كان مَن فعل كذلك، فظهر له فسادُ رأيِه، ووقَف مع حظِّ نفسِه، يصيرُ يعبسُ، ويفعلُ أشياء تتغيَّرُ لها خِلْقَتُه من غيرِ اختيارِه، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [23] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ

التفسير :

[23] ثم رجع معرضاً عن الحق، وتعاظم أن يعتر به

{ ثُمَّ أَدْبَرَ} أي:تولى{ وَاسْتَكْبَرَ} نتيجة سعيه الفكري والعملي والقولي أن قال:

( ثُمَّ أَدْبَرَ واستكبر ) أى : ثم إنه بعد هذا التفكير والتقدير ، وبعد هذا العبوس والبسور ، بعد ذلك أدبر على الحق ، واستكبر عن قبوله .

أي صرف عن الحق ورجع القهقرى مستكبرا عن الانقياد للقرآن.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[23] ﴿ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ﴾ خطورة الكبر حيث صرف الوليد بن المغيرة عن الإيمان بعدما تبين له الحق.
وقفة
[18-23] دخل الكِبْر؛ فأفسد تفكيره ومنطقه.
وقفة
[18-23] محاولات البعض الفاشلة والبلهاء للنيل من كتاب الله عز وجل مآلها فى خاتمة الأمر إلى مزيدًا من التولى والإعراض.
وقفة
[18-23] مع أهمية (التفكير) وأثره في الحياة، فيجب أن يُبنى على أصول صحيحه، ومنطلقات شرعية، وتجرد سالم من المؤثرات الصارفة؛ وإلا كان وبالًا على صاحبه في العاجل والآجل.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة اي ثم تولى عن الحق وتعالى عنه.'

المتشابهات :

المدثر: 23﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ
النازعات: 22﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     وبعد هذا التفكير والتقدير، وبعد هذا العبوس والبسور؛ بعد ذلك أدبر على الحقِّ، واستكبر عن قبوله، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [24] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ ..

التفسير :

[24]فقال عن القرآن:ما هذا الذي يقوله محمد إلا سحر يُنْقل عن الأولين

{ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} أي:ما هذا كلام الله، بل كلام البشر، وليس أيضا كلام البشر الأخيار، بل كلام الفجار منهم والأشرار، من كل كاذب سحار.

فتبا له، ما أبعده من الصواب، وأحراه بالخسارة والتباب!!

كيف يدور في الأذهان، أو يتصوره ضمير كل إنسان، أن يكون أعلى الكلام وأعظمه، كلام الرب العظيم، الماجد الكريم، يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين؟!

أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد، على وصفه كلام المبدئ المعيد.

فَقالَ- على سبيل الغرور والجحود- إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ أى: ما هذا القرآن الذي يقرؤه محمد صلى الله عليه وسلم علينا، إلا سحر مأثور أى: مروى عن الأقدمين، ومنقول من أقوالهم وكلامهم.

أي هذا سحر ينقله محمد عن غيره عمن قبله ويحكيه عنهم.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا ... إلى قوله: ( إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) قال: هذا الوليد بن المغيرة قال: سأبتار لكم هذا الرجل الليلة، فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فوجده قائما يصلي ويقترئ، وأتاهم فقالوا: مه، قال: سمعت قولا حلوا أخضر مثمرا يأخذ بالقلوب، فقالوا: هو شعر، فقال: لا والله ما هو بالشعر، ليس أحد أعلم بالشعر مني، أليس قد عَرضت عليّ الشعراء شعرهم نابغة وفلان وفلان؟ قالوا: فهو كاهن، فقال: لا والله ما هو بكاهن، قد عرضت عليّ الكهانة، قالوا: فهذا سحر الأوّلين اكتتبه، قال: لا أدري إن كان شيئا فعسى هو إذا سحر يؤثر، فقرأ: ( فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) قال: قتل كيف قدّر حين قال: ليس بشعر، ثم قتل كيف قدّر حين قال: ليس بكهانة.

وقوله: ( ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ) يقول تعالى ذكره: ثم ولى عن الإيمان والتصديق بما أنـزل الله من كتابه، واستكبر عن الإقرار بالحق ( فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) قال: يأثره عن غيره.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين ( إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) قال: يأخذه عن غيره.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي رزين ( إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ) قال: يأثره عن غيره.

المعاني :

سِحْرٌ يُؤثر :       يُرْوَى و يُـتـَـعـلـّـمُ من السَّحَرَة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[24] ﴿فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ أي: ما هذا كلام الله، بل كلام البشر، وليس أيضًا كلام البشر الأخيار، بل كلام الفجار، من كل كاذب سحار، فتبًّا له.

الإعراب :

  • ﴿ فَقالَ:
  • الفاء عاطفة. قال: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
  • ﴿ إِنْ هذا إِلَّا:
  • الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به- مقول القول- ان:حرف لا عمل لها بمعنى «ما» النافية. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. الا: اداة حصر لا عمل لها.
  • ﴿ سِحْرٌ يُؤْثَرُ:
  • خبر «هذا» مرفوع بالضمة. يؤثر: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.وجملة «يؤثر» في محل رفع صفة- نعت- لسحر اي يروى ويتعلم.'

المتشابهات :

القصص: 36﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِ‍َٔايَٰتِنَا بَيِّنَٰتٖ قَالُواْ مَا هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفۡتَرٗى وَمَا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِيٓ ءَابَآئِنَا ٱلۡأَوَّلِينَ
المائدة: 110﴿فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٞ
الأنعام: 7﴿وَلَوۡ نَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ كِتَٰبٗا فِي قِرۡطَاسٖ فَلَمَسُوهُ بِأَيۡدِيهِمۡ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٞ
هود: 7﴿وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٞ
سبإ: 43﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٞ
الصافات: 15﴿وَقَالُوٓا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٞ
المدثر: 24﴿فَقَالَ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤۡثَر

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ولَمَّا ولى واستكبر؛ ذكرَ هذه الشبهة، قال تعالى:
﴿ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [25] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ

التفسير :

[25] ما هذا إلَّا كلام المخلوقين تعلَّمه محمد منهم، ثم ادَّعى أنه من عند الله.

{ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} أي:ما هذا كلام الله، بل كلام البشر، وليس أيضا كلام البشر الأخيار، بل كلام الفجار منهم والأشرار، من كل كاذب سحار.

فتبا له، ما أبعده من الصواب، وأحراه بالخسارة والتباب!!

كيف يدور في الأذهان، أو يتصوره ضمير كل إنسان، أن يكون أعلى الكلام وأعظمه، كلام الرب العظيم، الماجد الكريم، يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين؟!

أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد، على وصفه كلام المبدئ المعيد.

وجملة إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ بدل مما قبلها، أى: ما هذا القرآن إلا سحر مأثور عن السابقين، فهو من كلام البشر، وليس من كلام الله- تعالى- كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما معنى «ثم» الداخلة في تكرير الدعاء؟ قلت:

الدلالة على أن الكرة الثانية أبلغ من الأولى، ونحوه قوله: ألا يا أسلمي ثم أسلمي، ثمّت أسلمي.

فإن قلت: ما معنى المتوسطة بين الأفعال التي بعدها؟ قلت: الدلالة على أنه قد تأتى في التأمل والتمهل، وكأن بين الأفعال المتناسقة تراخيا وتباعدا..

فإن قلت: فلم قيل: فَقالَ إِنْ هذا ... بالفاء بعد عطف ما قبله بثم؟ قلت: لأن الكلمة لما خطرت بباله بعد التطلب، لم يتمالك أن نطق بها من غير تلبث.

فإن قلت: فلم لم يوسط حرف العطف بين الجملتين؟ قلت: لأن الأخرى جرت من الأولى مجرى التوكيد من المؤكد .

وهذا المذكور في هذا السياق هو الوليد بن المغيرة المخزومي ، أحد رؤساء قريش - لعنه الله - وكان من خبره في هذا ما رواه العوفي ، عن ابن عباس ، قال : دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة ، فسأله عن القرآن ، فلما أخبره خرج على قريش فقال : يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ، فوالله ما هو بشعر ، ولا بسحر ، ولا بهذي من الجنون ، وإن قوله لمن كلام الله ، فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا ، فقالوا : والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش ، فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال : أنا والله أكفيكم شأنه ، فانطلق حتى دخل عليه بيته ، فقال للوليد : ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟ فقال : ألست أكثرهم مالا وولدا ، فقال له أبو جهل : يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه ، فقال الوليد : أقد تحدث به عشيرتي؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ، ولا عمر ، ولا ابن أبي كبشة ، وما قوله إلا سحر يؤثر ، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ) إلى قوله : ( لا تبقي ولا تذر )

وقال قتادة : زعموا أنه قال : والله لقد نظرت فيما قال الرجل فإذا هو ليس بشعر ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه ليعلو وما يعلى ، وما أشك أنه سحر ، فأنزل الله : ( فقتل كيف قدر ) الآية . ( ثم عبس وبسر ) قبض ما بين عينيه وكلح .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ، أخبرنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن عباد بن منصور ، عن عكرمة : أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل بن هشام ، فأتاه فقال : أي عم ، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا . قال : لم ؟ قال : يعطونكه ، فإنك أتيت محمدا تتعرض لما قبله . قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالا . قال : فقل فيه قولا يعلم قومك أنك منكر لما قال ، وأنك كاره له . قال : فماذا أقول فيه ؟ فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من ذلك . والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو وما يعلى . وقال : والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه . قال : فدعني حتى أفكر فيه ، فلما فكر قال : إن هذا سحر يأثره عن غيره ، فنزلت : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ) [ قال قتادة : خرج من بطن أمه وحيدا ] حتى بلغ : ( تسعة عشر )

وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد نحوا من هذا . وقد زعم السدي أنهم لما اجتمعوا في دار الندوة ليجمعوا رأيهم على قول يقولونه فيه ، قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عنه ، فقال قائلون : شاعر . وقال آخرون : ساحر . وقال آخرون : كاهن . وقال آخرون : مجنون . كما قال تعالى : ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) [ الإسراء : 48 ] كل هذا والوليد يفكر فيما يقوله فيه ، ففكر وقدر ، ونظر وعبس وبسر ، فقال : ( إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر )

وقوله: ( إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الوحيد في القرآن ( إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ ) ما هذا الذي يتلوه محمد إلا قول البشر، يقول: ما هو إلا كلام ابن آدم، وما هو بكلام الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[25، 26] الوليد بن المغيرة هو من قال: ﴿إِنْ هَـٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾، فتوعَّده الله بـ ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾؛ ذكر ابن عباس أن سَقَر هي الطبقة السادسة من جهنم.

الإعراب :

  • ﴿ إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة ولم تعطف عليها بعاطف لانها بمثابة تأكيد من مؤكد و «البشر» مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ولَمَّا وصفَ ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بأنه سحر يرويه عن غيره؛ جاء هنا تأكيدُ ذلك، ولذلك أُخليَ عنِ العاطفِ، قال تعالى:
﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [26] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ

التفسير :

[26] سأدخله جهنم؛ كي يصلى حرَّها ويحترق بنارها

فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال، ولهذا قال تعالى:

{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ} أي:لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك الوعيد الشديد الذي توعد به هذا الشقي الأثيم فقال:

سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وسقر: اسم لطبقة من طبقات جهنم، والجملة الكريمة بدل من قوله:

سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً أى: سأحرقه بالنار المتأججة الشديدة الاشتعال.

أي سأغمره فيها من جميع جهاته.

يعني تعالى ذكره بقوله: ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) سأورده بابا من أبواب جهنم اسمه سقر، ولم يُجرَّ سقر لأنه اسم من أسماء جهنم.

المعاني :

سأصليه سَقـَـر :       سأدْخِلـُـه جهنّم معاني القرآن

التدبر :

تفاعل
[26] ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[26، 27] ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ سأغمره فيها من جميع جهاته، وستحاصره حتى لا مفر له منها، وإنما سُمِّيَت سقر من سقَرَتْه الشمس: إذا أذابته، وأحرقتت جلد وجهه.
وقفة
[26، 27] ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ إعجاز القرآن، كان بوسع الوليد بن المغيرة أن يكذِّب القرآن، فيُسلِم -ولو كاذبًا- لينجو من سقر، لكن الإعجاز أن القرآن حكَم بكفره، وبموته على الكفر.

الإعراب :

  • ﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابعة عشرة. أي سأدخله جهنم وهي بدل من الآية المذكورة ولم تصرف «سقر» للتأنيث والمعرفة لانها من اسماء جهنم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     وبعد ما قاله الوليدُ بن المُغِيرة عِنادًا وحَمية وتكبرًا عن اتباع الحقِّ؛ بَيَّنَ اللهُ هنا مصيرَ هذا الكافر، قال تعالى:
﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [27] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ

التفسير :

[27] وما أعلمك أيُّ شيء جهنم؟

فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال، ولهذا قال تعالى:

{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ} أي:لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.

وقوله: وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ تهويل من حال هذه النار وتفظيع لشدة حرها.

أى: وما أدراك ما حال سقر؟ إن حالها وشدتها لا تستطيع العبارة أن تحيط بها.

وهذا تهويل لأمرها وتفخيم.

( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ) يقول تعالى ذكره: وأيّ شيء أدراك يا محمد، أيّ شيء سقر. ثم بين الله تعالى ذكره ما سقر، فقال: هي نار.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة من سورة «الحاقة».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     وبعد ذكرِ النَّارِ؛ جاء هنا تهويل حال هذه النّار، وتفظيع لشدة حرها، قال تعالى:
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [28] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ

التفسير :

[28]لا تُبقي لحماً ولا تترك عظماً إلا أحرقته

فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال، ولهذا قال تعالى:

{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ} أي:لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.

وجملة لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ بدل اشتمال من التهويل الذي أفادته جملة وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ.

أى: هذه النار لا تبقى شيئا فيها إلا أهلكته، ولا تترك من يلقى فيها سليما، بل تمحقه محقا، وتبلعه بلعا، وتعيده- بأمر الله تعالى- إلى الحياة مرة أخرى ليزداد من العذاب، كما قال- تعالى-: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ....

أى تأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم ثم تبدل غير ذلك وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون قاله ابن بريدة وأبو سنان وغيرهما.

( لا تُبْقي ) من فيها حيا( وَلا تَذَرُ ) من فيها ميتا، ولكنها تحرقهم كلما جدّد خلقهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ ) قال: لا تميت ولا تحيي.

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا أبو ليلى، عن مرثد، في قوله: ( لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ ) قال: لا تبقي منهم شيئا أن تأكلهم، فإذا خلقوا لها لا تذرهم حتى تأخذهم فتأكلهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[28] عن ابن عباس قال: «﴿لا تُبقي﴾ إذا أخذَت فيهم لم تُبقِ منهم شيئًا، وإذا بدَّلوا جلدًا جديدًا لم تذر أن تُبادرَهم سبيلَ العذاب الأول».
وقفة
[28] ﴿لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ﴾ تأكل لحومهم وعروقهم وأعصابهم وجلودهم، ثم تُبدَّل غير ذلك، فيظلون في هذا العذاب، وهم في ذلك لا يحيون ولا يموتون.

الإعراب :

  • ﴿ لا تُبْقِي:
  • نافية لا عمل لها. تبقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي وحذف المفعول اختصارا لانه معلوم اي لا تبقي شيئا الا اهلكته. والجملة الفعلية في محل نصب حال من «سقر».
  • ﴿ وَلا تَذَرُ:
  • معطوفة بالواو على «لا تُبْقِي» وتعرب إعرابها اي ولا تدعه من الهلاك. وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة على آخره.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     ولَمَّا أثبتَ لها هذه العَظَمة؛ زادها عِظَمًا ببيانِ فعلِها دونَ شرحِ ماهيَّتِها، قال تعالى:
﴿ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ

التفسير :

[29]مغيِّرة للبشرة، مسوِّدة للجلود، محرقة لها

{ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} أي:تلوحهم [وتصليهم] في عذابها، وتقلقهم بشدة حرها وقرها.

وقوله: لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ صفة ثالثة من صفات سقر.

ومعنى: لَوَّاحَةٌ مغيّرة للبشرات. مسوّدة للوجوه، صيغة مبالغة من اللّوح بمعنى تغيير الشيء يقال: فلان لوّحته الشمس، إذا سوّدت ظاهره وأطرافه. والبشر: جمع بشرة وهي ظاهر الجلد.

أى: أن هذه النار من صفاتها- أيضا- أنها تغير ألوان الجلود، فتجعلها مسودة بعد أن كانت على غير هذا اللون، وأنها تنزل بالأجساد من الآلام ما لا يعلمه إلا الله- تعالى-.

وقوله : ( لواحة للبشر ) قال مجاهد : أي للجلد ، وقال أبو رزين : تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل . وقال زيد بن أسلم : تلوح أجسادهم عليها . وقال قتادة : ( لواحة للبشر ) أي : حراقة للجلد . وقال ابن عباس : تحرق بشرة الإنسان .

وقوله: ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يعني جلّ ثناؤه: مغيرة لبشر أهلها، واللّواحة من نعت سقر، وبالردّ عليها رُفعت، وحسُن الرفع فيها، وهي نكرة، وسقر معرفة، لما فيها من معنى المدح.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قال: الجلد.

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبى رزين ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قال: تلفح الجلد لفحة، فتدعه أشدّ سوادا من الليل.

حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا أبي وشعيب بن الليث، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال، قال: قال زيد بن أسلم ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ): أي تلوَّح أجسادهم عليها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) أي حرّاقة للجلد.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يقول: تحرق بشرة الإنسان.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قال: تغير البشر، تحرق البشر ؛ يقال: قد لاحه استقباله السماء، ثم قال: النار تغير ألوانهم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) غيرت جلودهم فاسودّت.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين مثله.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يعني: بشر الإنسان، يقول: تحرق بشره.

ورُوي عن ابن عباس في ذلك، ما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يقول: معرّضة، وأخشى أن يكون خبر عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس هذا غلطا، وأن يكون موضع معرّضة مغيرة، لكن صحَّف فيه.

المعاني :

لوّاحة للبشر :       مُسودّة للجلود ، مُحْـرقَة لها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[29] ﴿لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ﴾ ومعنى: لَوَاحَةً مغيِّرة للبشرات، ومسوِّدة للوجوه، والبشر: جمع بشرة وهي ظاهر الجلد.
وقفة
[29] ﴿لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ﴾ أي محرقة للجلد مسودة للبشرة -أي نار جهنم-، وليس معناها هنا أنها تلوح للناس وتبرز لهم.
وقفة
[29] ثم وصف الله جهنم بأنَّها: ﴿لوّاحة للبشر﴾ فيها قولان: الأول بمعنى أنها تُسوِّد البشرة بحُرقتها، والآخر بمعنى أنها تلوح أي تُرى من بعيد.

الإعراب :

  • ﴿ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ:
  • خبر مبتدأ محذوف تقديره هي لواحة مرفوع بالضمة.للبشر: جار ومجرور متعلق بلواحة اي تلفح الجلد لفحة فتسوده. والبشر:اعالي الجلود او تلوح للناس.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ تَغَيُّرُ حالِ الإنْسانِ إلى دُونِ ما هو عَلَيْهِ غائِطًا لَهُ مُوجِعًا، إذا كانَ ذَلِكَ تُغَيِّرُ لَوْنَهُ؛ لِأنَّ الظّاهِرَ عُنْوانُ الباطِنِ؛ قالَ اللَّهُ تَعالى دالًّا عَلى شِدَّةِ فِعْلِها في ذَلِكَ:
﴿ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لواحة:
1- بالرفع، أي: هى لواحة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالنصب، على الحال، وهى قراءة زيد بن على، والحسن، وابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [30] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ

التفسير :

[30]يلي أمرها ويتسلط على أهلها بالعذاب تسعةَ عشَرَ ملكاً من الزبانية الأشداء.

{ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} من الملائكة، خزنة لها، غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.

وقوله- تعالى-: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ صفة رابعة من صفات سقر. أى: على هذه النار تسعة عشر ملكا، يتولون أمرها، وينفذون ما يكلفهم الله- تعالى- في شأنها.

قال القرطبي: قوله- تعالى- عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ أى: على سقر تسعة عشر من الملائكة، يلقون فيها أهلها. ثم قيل: على جملة النار تسعة عشر من الملائكة هم خزنتها.

مالك وثمانية عشر ملكا.

ويحتمل أن يكون التسعة عشر نقيبا. ويحتمل أن يكون تسعة عشر ملكا بأعيانهم، وعلى هذا أكثر المفسرين...

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك جانبا من مظاهر قدرته وحكمته، وابتلائه لعباده بشتى أنواع الابتلاء، ليتميز قوى الإيمان من ضعيفه.

فقال- تعالى-:

وقوله : ( عليها تسعة عشر ) أي : من مقدمي الزبانية ، عظيم خلقهم ، غليظ خلقهم .

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا ابن أبي زائدة ، أخبرني حريث ، عن عامر ، عن البراء في قوله : ( عليها تسعة عشر ) قال إن رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم ، فقال : الله ورسوله أعلم ، فجاء رجل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ : ( عليها تسعة عشر ) فأخبر أصحابه وقال : " ادعهم ، أما إني سائلهم عن تربة الجنة إن أتوني ، أما إنها درمكة بيضاء " ، فجاءوه فسألوه عن خزنة جهنم ، فأهوى بأصابع كفيه مرتين وأمسك الإبهام في الثانية ، ثم قال : " أخبروني عن تربة الجنة " ، فقالوا : أخبرهم يا ابن سلام ، فقال : كأنها خبزة بيضاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إن الخبز إنما يكون من الدرمك " .

هكذا وقع عند ابن أبي حاتم ، عن البراء ، والمشهور عن جابر بن عبد الله ، كما قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا منده ، حدثنا أحمد بن عبدة ، أخبرنا سفيان ويحيى بن حكيم ، حدثنا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، غلب أصحابك اليوم ، فقال : " بأي شيء؟ " قال : سألتهم يهود : هل أعلمكم نبيكم عدة خزنة أهل النار ؟ قالوا : لا نعلم حتى نسأل نبينا صلى الله عليه وسلم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفغلب قوم سئلوا عما لا يدرون فقالوا : لا ندري حتى نسأل نبينا ؟ علي بأعداء الله ، لكن سألوا نبيهم أن يريهم الله جهرة " ، فأرسل إليهم فدعاهم . قالوا : يا أبا القاسم ، كم عدد خزنة أهل النار ؟ قال : " هكذا " ، وطبق كفيه ، ثم طبق كفيه ، مرتين ، وعقد واحدة ، وقال لأصحابه : " إن سئلتم عن تربة الجنة فهي الدرمك " ، فلما سألوه فأخبرهم بعدة خزنة أهل النار ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تربة الجنة؟ " فنظر بعضهم إلى بعض ، فقالوا : خبزة يا أبا القاسم ، فقال : " الخبز من الدرمك " .

وهكذا رواه الترمذي عند هذه الآية عن ابن أبي عمر ، عن سفيان ، به ، وقال هو والبزار : لا نعرفه إلا من حديث مجالد . وقد رواه الإمام أحمد ، عن علي بن المديني ، عن سفيان ، فقص الدرمك فقط .

وقوله: ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) يقول تعالى ذكره: على سقر تسعة عشر من الخزنة.

وذُكر أن ذلك لما أنـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو جهل ما حدثني به محمد بن سعد قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ... ) إلى قوله: ( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) فلما سمع أبو جهل بذلك قال لقريش: ثكلتكم أمهاتكم، أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزَنة النار تسعة عشر وانتم الدَّهم، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم؟ فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي أبا جهل، فيأخذ بيده في بطحاء مكة فيقول له: أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى فلما فعل ذلك به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل: والله لا تفعل أنت وربك شيئا، فأخزاه الله يوم بدر.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) ذُكر لنا أن أبا جهل حين أُنـزلت هذه الآية قال: يا معشر قريش، ما يستطيع كلّ &; 24-29 &; عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزَنة النار وأنتم الدَّهم (2) ؟ فصاحبكم يحدثكم أن عليها تسعة عشر.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: قال أبو جهل: يخبركم محمد أن خزَنة النار تسعة عشر، وأنتم الدَّهم ليجتمع كلّ عشرة على واحد.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) قال: خزنتها تسعة عشر.

------------------------

الهوامش:

(2) في النهاية لابن الأثير وذكر الآية، الدهم بفتح الدال: العدد الكثير.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[30] ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ جعل الله أمور الجنة والنار من الغيب الذي يبتلى به فيزداد به المؤمنون إيمانًا والمنافقون مرضًا، وما جعلنا عدتهم إلا فتنة.
وقفة
[30] ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ لماذا تسعة عشر؟ هذا العدد كغيره من الأعداد، والذي يبغي الجدل يمكنه أن يجادل وأن يعترض على أي عدد آخر، وعلى أي أمر آخر بنفس الاعتراض، لماذا كانت السماوات سبعًا؟ لماذا كان خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار؟ لماذا كان حمل الجنين تسعة أشهر؟ لماذا تعيش السلاحف آلاف السنين؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ والجواب: لأن صاحب الخلق والأمر يريد ويفعل ما يريد؟ هذا هو فصل الخطاب في مثل هذه الأمور.

الإعراب :

  • ﴿ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. تسعة عشر: عدد مركب مبني على فتح الجزئين في محل رفع مبتدأ مؤخر وحذف المعدود- التمييز- اختصارا لانه معلوم من السياق اي تسعة عشر ملكا يتسلطون على اهل النار وقيل: صنفا من الملائكة وقيل صفا.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     وبعد وصفِها؛ ذكرَ عددَ خَزَنَتِها، قال تعالى:
﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

تسعة عشر:
1- مبنيين على الفتح، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بإسكان العين، كراهة توالى الحركات، وهى قراءة أبى جعفر، وطلحة بن سليمان.
3- بضم التاء، وهى حركة بناء، عدل إليها عن الفتح لتوالى خمس فتحات، وهى قراءة أنس بن مالك، وابن عباس، وابن قطيب، وإبراهيم بن قنة.
4- تسعة أعشر، تسعة، بالضم، أعشر، بالفتح، وهى قراءة أنس أيضا.

مدارسة الآية : [31] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا ..

التفسير :

[31] وما جعلنا خزنة النار إلَّا من الملائكة الغلاظ، وما جعلنا ذلك العدد إلَّا اختباراً للذين كفروا بالله؛ وليحصل اليقين للذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأنَّ ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى، حيث وافق ذلك كتبهم، ويزداد المؤمنو

{ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً} وذلك لشدتهم وقوتهم.{ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} يحتمل أن المراد:إلا لعذابهم وعقابهم في الآخرة، ولزيادة نكالهم فيها، والعذاب يسمى فتنة، [كما قال تعالى:{ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ}] ويحتمل أن المراد:أنا ما أخبرناكم بعدتهم، إلا لنعلم من يصدق ومن يكذب، ويدل على هذا ما ذكر بعده في قوله:{ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} فإن أهل الكتاب، إذا وافق ما عندهم وطابقه، ازداد يقينهم بالحق، والمؤمنون كلما أنزل الله آية، فآمنوا بها وصدقوا، ازداد إيمانهم،{ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ} أي:ليزول عنهم الريب والشك، وهذه مقاصد جليلة، يعتني بها أولو الألباب، وهي السعي في اليقين، وزيادة الإيمان في كل وقت، وكل مسألة من مسائل الدين، ودفع الشكوك والأوهام التي تعرض في مقابلة الحق، فجعل ما أنزله الله على رسوله محصلا لهذه الفوائدالجليلة، ومميزا للكاذبين من الصادقين، ولهذا قال:{ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي:شك وشبهة ونفاق.{ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} وهذا على وجه الحيرة والشك، والكفر منهم بآيات الله، وهذا وذاك من هداية الله لمن يهديه، وإضلاله لمن يضل ولهذا قال:

{ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فمن هداه الله، جعل ما أنزله الله على رسوله رحمة في حقه، وزيادة في إيمانه ودينه، ومن أضله، جعل ما أنزله على رسوله زيادة شقاء عليه وحيرة، وظلمة في حقه، والواجب أن يتلقى ما أخبر الله به ورسوله بالتسليم، فإنه لا يعلم جنود ربك من الملائكة وغيرهم{ إلَّا هُوَ} فإذا كنتم جاهلين بجنوده، وأخبركم بها العليم الخبير، فعليكم أن تصدقوا خبره، من غير شك ولا ارتياب،{ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} أي:وما هذه الموعظة والتذكار مقصودا به العبث واللعب، وإنما المقصود به أن يتذكر [به] البشر ما ينفعهم فيفعلونه، وما يضرهم فيتركونه.

قال الإمام ابن كثير: يقول الله- تعالى-: وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ أى: خزانها إِلَّا مَلائِكَةً أى: غلاظا شدادا. وذلك رد على مشركي قريش حين ذكر عدد الخزنة.

فقال أبو جهل: يا معشر قريش، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم؟ فقال الله- تعالى-:

وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً. أى: شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون.

وقد قيل: إن أبا الأشد- واسمه: كلدة بن أسيد بن خلف- قال: يا معشر قريش، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم سبعة عشر، إعجابا منه بنفسه، وكان قد بلغ من القوة- فيما يزعمون- أنه كان يقف على جلد البقرة. ويجاذبه عشرة لينتزعوه من تحت قدميه، فيتمزق الجلد، ولا يتزحزح عنه...

وقال الجمل في حاشيته: قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ.

قال أبو جهل لقريش: ثكلتكم أمهاتكم! محمد صلى الله عليه وسلم يخبر أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الشجعان، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم؟.

فقال أبو الأشد: أنا أكفيكم منهم سبعة عشر، عشرة على ظهري، وسبعة على بطني.

واكفوني أنتم اثنين.. فأنزل الله- تعالى-: وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً...

والمقصود من هذه الآية الكريمة الرد على المشركين، الذين سخروا من النبي صلى الله عليه وسلم عند ما عرفوا منه أن على سقر تسعة عشر ملكا يتولون أمرها..

أى: إننا أوجدنا النار لعذاب الكافرين، وما جعلنا خزنتها إلا من الملائكة الغلاظ الشداد، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، والذين لا قدرة لأحد من البشر على مقاومتهم أو مخالفة أمرهم، لأنهم أشد بأسا، وأقوى بطشا من كافة الإنس والجن..

والاستثناء من عموم الأنواع. أى: وما جعلنا أصحاب النار إلا من نوع الملائكة، الذين لا قدرة لأحد من البشر على مقاومتهم..

وقوله- سبحانه-: وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا بيان لحكمة أخرى من ذكر هذا العدد..

والفتنة بمعنى الاختبار والامتحان. تقول: فتنت الذهب بالنار، أى: اختبرته بها، لتعلم جودته من رداءته. وقوله: إِلَّا فِتْنَةً مفعول ثان لقوله جَعَلْنا والكلام على حذف مضاف..

أى: وما جعلنا عدة خزنة النار تسعة عشر، إلا ليكون هذا العدد سبب فتنة واختبار للذين كفروا، ولقد زادهم هذا الامتحان والاختبار جحودا وضلالا، ومن مظاهر ذلك أنهم استهزءوا بالنبي صلى الله عليه وسلم عند ما قرأ عليهم القرآن، فحق عليهم عذابنا ووعيدنا..

قال الإمام الرازي: وإنما صار هذا العدد سببا لفتنة الكفار من وجهين: الأول أن الكفار كانوا يستهزئون ويقولون: لم لا يكونون عشرين- بدلا من تسعة عشر- وما المقتضى لتخصيص هذا العدد؟.

والثاني أن الكفار كانوا يقولون: هذا العدد القليل، كيف يكون وافيا بتعذيب أكثر العالم من الجن والإنس..؟

وأجيب عن الأول: بأن هذا السؤال لازم على كل عدد يفرض، وأفعال الله- تعالى- لا تعلل، فلا يقال فيها لم كان هذا العدد، فإن ذكره لحكمة لا يعلمها إلا هو- سبحانه-.

وأجيب عن الثاني: بأنه لا يبعد أن الله- تعالى- يعطى ذلك العدد القليل قوة تفي بذلك، فقد اقتلع جبريل وحده. مدائن قوم لوط على أحد جناحيه، ورفعها إلى السماء.. ثم قلبها، فجعل عاليها سافلها..

- وأيضا- فأحوال القيامة، لا تقاس بأحوال الدنيا، وليس للعقل فيها مجال...

وقوله- سبحانه-: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ، وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً ...

علة أخرى، لذكر هذا العدد. والاستيقان: قوة اليقين، فالسين والتاء للمبالغة.

أى: وما جعلنا عدتهم كذلك- أيضا- إلا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه، إذ أن الكتب السماوية التي بين أيديهم قد ذكرت هذا العدد. كما ذكره القرآن الكريم، وإلا ليزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، بصدق نبيهم صلى الله عليه وسلم، إذ أن الإخبار عن المغيبات عن طريق القرآن الكريم، من شأنها أن تجعل الإيمان في قلوب المؤمنين الصادقين، يزداد رسوخا وثباتا.

قال الإمام ابن كثير: قوله: لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ أى: يعلمون أن هذا الرسول حق، فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله.. .

وقال الآلوسى: وأخرج الترمذي وابن مردويه عن جابر قال: قال ناس من اليهود، لأناس من المسلمين: هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم؟ فأخبروا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هكذا وهكذا» في مرة عشرة. وفي مرة تسعة.

وقال الآلوسى: واستشعر من هذا أن الآية مدنية، لأن اليهود إنما كانوا فيها، وهو استشعار ضعيف، لأن السؤال لصحابى فلعله كان مسافرا فاجتمع بيهودي حيث كان..

- وأيضا- لا مانع إذ ذاك من إتيان بعض اليهود نحو مكة.. .

وقوله- تعالى-: وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ معطوف على قوله:

لِيَسْتَيْقِنَ.. وهو مؤكد لما قبله، من الاستيقان وازدياد الإيمان، ونفى لما قد يعترى المستيقن من شبهة عارضة.

أى: فعلنا ما فعلنا ليكتسب أهل الكتاب اليقين من نبوته صلى الله عليه وسلم وليزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم. ولتزول كل ريبة أو شبهة قد تطرأ على قلوب الذين أوتوا الكتاب، وعلى قلوب المؤمنين..

وقوله- سبحانه-: وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا بيان لعلة أخرى لكون خزنة سقر تسعة عشر.

أى: ما جعلنا عدتهم كذلك إلا فتنة للذين كفروا، وإلا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإلا ليزداد الذين آمنوا إيمانا، وإلا لنزول الريبة من قلوب الفريقين، وإلا ليقول الذين في قلوبهم مرض، أى: شك وضعف إيمان، وليقول الكافرون المصرون على التكذيب: ما الأمر الذي أراده الله بهذا المثل، وهو جعل خزنة سقر تسعة عشر؟ فالمقصود بالاستفهام في قوله- تعالى-: ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا الإنكار.

والإشارة بهذا مرجعها إلى قوله- تعالى- قبل ذلك: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وقوله:

مَثَلًا حال من اسم الإشارة، والمراد به العدد السابق. وسموه مثلا لغرابته عندهم.

أى: ما الفائدة في أن تكون عدة خزنة سقر تسعة عشر، وليسوا أكثر أو أقل؟ وهم يقصدون بذلك نفى أن يكون هذا العدد من عنده- تعالى-.

قال الآلوسى: قوله- تعالى-: ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا أى: أى شيء أراده الله- تعالى-، أو ما الذي أراده الله- تعالى- بهذا العدد المستغرب استغراب المثل.

وعلى الأول تكون ماذا بمنزلة اسم واحد.. وعلى الثاني: هي مؤلفة من كلمة ما اسم استفهام مبتدأ، وذا اسم موصول خبره، والجملة بعده صلة، والعائد فيها محذوف، ومَثَلًا نصب على التمييز أو على الحال.. وعنوا بالإشارة: التحقير، وغرضهم: نفى أن يكون ذلك من عند الله- تعالى-. .

واسم الإشارة في قوله- تعالى-: كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ يعود إلى ما تضمنه الكلام السابق، من استيقان أهل الكتاب، وازدياد المؤمنين إيمانا، واستنكار الكافرين ومن في قلوبهم مرض لهذا المثل.

أى: مثل ذلك الضلال الحاصل للذين في قلوبهم مرض وللكافرين، يضل الله- تعالى- من يشاء إضلاله من خلقه، ومثل ذلك الهدى الحاصل في قلوب المؤمنين، يهدى الله من يشاء هدايته من عباده، إذ هو- سبحانه- الخالق لكل شيء، وهو على كل شيء قدير.

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك ما يخرس ألسنة الكافرين، الذين أنكروا هذا العدد الذي جعله الله- تعالى- على سقر، ليتصرف فيها على حسب إرادته- تعالى- ومشيئته، فقال: وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ. والجنود: جمع جند، وهو اسم لما يتألف منه الجيش من أفراد.

والمراد بهم هنا: مخلوقاته- تعالى- الذين سخرهم لتنفيذ أمره، وسموا جنودا، تشبيها لهم بالجنود في تنفيذ مراده- سبحانه-.

أى: وما يعلم عدد جنود ربك- أيها الرسول الكريم-، ولا مبلغ قوتهم، إلا هو- عز وجل- وما هذا العدد الذي ذكرناه لك إلا جزء من جنودنا، الذين حجبنا علم عددهم وكثرتهم.. عن غيرنا.

قال الإمام ابن كثير: قوله- تعالى-: وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ أى: وما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو- تعالى-، لئلا يتوهم متوهم أنماهم تسعة عشر فقط.

وقد ثبت في حديث الإسراء المروي في الصحيحين وغيرهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في صفة البيت المعمور، الذي في السماء السابعة: فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك.. .

والضمير في قوله: وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ يعود إلى سقر.. أى: وما سقر التي ذكرت لكم أن عليها تسعة عشر ملكا يلون أمرها، إلا تذكرة وعظة للبشر، لأن من يتذكر حرها وسعيرها وشدة عذابها.. من شأنه، أن يخلص العبادة لله- تعالى-، وأن يقدم في دنياه العمل الصالح الذي ينفعه في أخراه.

وقيل: الضمير للآيات الناطقة بأحوال سقر. أى: وما هذه الآيات التي ذكرت بشأن سقر وأهوالها إلا ذكرى للبشر.

قول تعالى : ( وما جعلنا أصحاب النار ) أي : خزانها ، ( إلا ملائكة ) أي : [ زبانية ] غلاظا شدادا . وذلك رد على مشركي قريش حين ذكر عدد الخزنة ، فقال أبو جهل : يا معشر قريش ، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم ؟ فقال الله : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) أي : شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون . وقد قيل : إن أبا الأشدين - واسمه : كلدة بن أسيد بن خلف - قال : يا معشر قريش ، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر ، إعجابا منه بنفسه ، وكان قد بلغ من القوة فيما يزعمون أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرة لينتزعوه من تحت قدميه ، فيتمزق الجلد ولا يتزحزح عنه . قال السهيلي : وهو الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصارعته ، وقال : إن صرعتني آمنت بك ، فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم مرارا ، فلم يؤمن . قال : وقد نسب ابن إسحاق خبر المصارعة إلى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب .

قلت : ولا منافاة بين ما ذكراه ، والله أعلم .

( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) أي : إنما ذكرنا عدتهم أنهم تسعة عشر اختبارا منا للناس ، ( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) أي : يعلمون أن هذا الرسول حق ; فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله .

( ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) أي : إلى إيمانهم . بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ( ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض ) أي : من المنافقين ( والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) ؟ أي : يقولون : ما الحكمة في ذكر هذا هاهنا ؟ قال الله تعالى : ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) أي : من مثل هذا وأشباهه يتأكد الإيمان في قلوب أقوام ، ويتزلزل عند آخرين ، وله الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة .

وقوله : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) أي : ما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو تعالى ، لئلا يتوهم متوهم أنهم تسعة عشر فقط ، كما قد قاله طائفة من أهل الضلالة والجهالة ومن الفلاسفة اليونانيين ، ومن تابعهم من الملتين الذين سمعوا هذه الآية ، فأرادوا تنزيلها على العقول العشرة والنفوس التسعة ، التي اخترعوا دعواها وعجزوا عن إقامة الدلالة على مقتضاها ، فأفهموا صدر هذه الآية وقد كفروا بآخرها ، وهو قوله : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو )

وقد ثبت في حديث الإسراء المروي في الصحيحين وغيرهما . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في صفة البيت المعمور الذي في السماء السابعة : " فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أسود ، حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن مورق ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل " . فقال أبو ذر : والله لوددت أني شجرة تعضد .

ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث إسرائيل وقال الترمذي : حسن غريب ، ويروى عن أبي ذر موقوفا .

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا خير بن عرفة المصري ، حدثنا عروة بن مروان الرقي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم بن مالك ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم ، أو ملك ساجد ، أو ملك راكع ، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، إلا أنا لم نشرك بك شيئا " . .

وقال محمد بن نصر المروزي في " كتاب الصلاة " : حدثنا عمرو بن زرارة ، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن صفوان بن محرز ، عن حكيم بن حزام قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ قال لهم : " هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا : ما نسمع من شيء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط ، ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك راكع أو ساجد " .

وقال أيضا : حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، حدثنا أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي ، حدثنا عبيد بن سليمان الباهلي ، سمعت الضحاك بن مزاحم ، يحدث عن مسروق بن الأجدع ، عن عائشة أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم ، وذلك قول الملائكة : ( وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ) [ الصافات : 164 - 166 ] . .

وهذا مرفوع غريب جدا ، ثم رواه عن محمود بن آدم ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود أنه قال : إن من السماوات سماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه قائما ، ثم قرأ : ( وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ) .

ثم قال : حدثنا أحمد بن سيار : حدثنا أبو جعفر محمد بن خالد الدمشقي المعروف بابن أمه ، حدثنا المغيرة بن عثمان بن عطية من بني عمرو بن عوف ، حدثني سليمان بن أيوب [ من بني ] سالم بن عوف . حدثني عطاء بن زيد بن مسعود من بني الحبلي ، حدثني سليمان بن عمرو بن الربيع ، من بني سالم ، حدثني عبد الرحمن بن العلاء ، من بني ساعدة ، عن أبيه العلاء بن سعد - وقد شهد الفتح وما بعده - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه : " هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا : وما تسمع يا رسول الله ؟ قال : " أطت السماء وحق لها أن تئط ، إنه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد ، وقال الملائكة : ( وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ) وهذا إسناد غريب جدا .

ثم قال : حدثنا [ محمد بن يحيى ، حدثنا ] إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي ، حدثنا عبد الملك بن قدامة ، عن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر : أن عمر جاء والصلاة قائمة ، ونفر ثلاثة جلوس ، أحدهم أبو جحش الليثي ، فقال : قوموا فصلوا مع رسول الله ، فقام اثنان وأبى أبو جحش أن يقوم ، وقال : لا أقوم حتى يأتي رجل هو أقوى مني ذراعين ، وأشد مني بطشا فيصرعني ، ثم يدس وجهي في التراب . قال عمر : فصرعته ودسست وجهه في التراب ، فأتى عثمان بن عفان فحجزني عنه ، فخرج عمر مغضبا حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما رأيك يا أبا حفص ؟ " ، فذكر له ما كان منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن رضى عمر رحمة ، والله لوددت أنك جئتني برأس الخبيث " ، فقام عمر يوجه نحوه ، فلما أبعد ناداه ، فقال : " اجلس حتى أخبرك بغنى الرب عز وجل عن صلاة أبي جحش ، إن لله في السماء الدنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون رءوسهم حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت رفعوا رءوسهم ثم قالوا : ربنا ، ما عبدناك حق عبادتك ، وإن لله في السماء الثانية ملائكة سجودا لا يرفعون رءوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رءوسهم ، وقالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك " فقال له عمر : وما يقولون يا رسول الله ؟ فقال : " أما أهل السماء الدنيا فيقولون : سبحان ذي الملك والملكوت ، وأما أهل السماء الثانية فيقولون : سبحان ذي العزة والجبروت ، وأما أهل السماء الثالثة فيقولون : سبحان الحي الذي لا يموت ، فقلها يا عمر في صلاتك " ، فقال عمر : يا رسول الله ، فكيف بالذي كنت علمتني وأمرتني أن أقوله في صلاتي ؟ فقال : " قل هذا مرة وهذا مرة " . وكان الذي أمره به أن يقول : " أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك ، جل وجهك " وهذا حديث غريب جدا ، بل منكر نكارة شديدة وإسحاق الفروي روى عنه البخاري ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي والدارقطني . وقال أبو حاتم الرازي : كان صدوقا إلا أنه ذهب بصره فربما لقن ، وكتبه صحيحة ، وقال مرة : هو مضطرب ، وشيخه عبد الملك بن قدامة أبو قتادة الجمحي : تكلم فيه أيضا . والعجب من الإمام محمد بن نصر كيف رواه ولم يتكلم عليه ، ولا عرف بحاله ، ولا تعرض لضعف بعض رجاله؟ غير أنه رواه من وجه آخر عن سعيد بن جبير مرسلا بنحوه . ومن طريق أخرى عن الحسن البصري مرسلا قريبا منه ، ثم قال محمد بن نصر :

حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، أخبرنا النضر ، أخبرنا عباد بن منصور قال : سمعت عدي بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال : سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله تعالى ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ، ما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينه إلا وقعت على ملك يصلي ، وإن منهم ملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، وإن منهم ملائكة ركوعا لم يرفعوا رءوسهم منذ خلق الله السماوات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، فإذا رفعوا رءوسهم نظروا إلى وجه الله عز وجل ، قالوا : سبحانك ، ما عبدناك حق عبادتك " .

وهذا إسناد لا بأس به .

وقوله : ( وما هي إلا ذكرى للبشر ) قال مجاهد وغير واحد : ( وما هي ) أي : النار التي وصفت ، ( إلا ذكرى للبشر )

وقوله: ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً ) يقول تعالى ذكره: وما جعلنا خزَنة النار إلا ملائكة يقول لأبي جهل في قوله لقريش: أما يستطيع كلّ عشرة منكم أن تغلب منها واحدا؟ فمن ذا يغلب خزنة النار وهم الملائكة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا ابن زيد، في قوله: ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً ) قال: ما جعلناهم رجالا فيأخذ كلّ رجل رجلا كما قال هذا.

وقوله: ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) يقول: وما جعلنا عدّة هؤلاء الخزنة إلا فتنة للذين كفروا بالله من مُشركي قريش.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ): إلا بلاء.

وإنما جعل الله الخبر عن عدّة خزنة جهنم فتنة للذين كفروا، لتكذيبهم بذلك، وقول بعضهم لأصحابه: أنا أكفيكموهم.

* ذكر الخبر عمن قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني &; 24-30 &; الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( تِسْعَةَ عَشَرَ ) قال: جعلوا فتنة، قال أبو الأشدّ بن الجمحي: لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم.

وقوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) يقول تعالى ذكره: ليستيقن أهل التوراة والإنجيل حقيقة ما في كتبهم من الخبر عن عدّة خزَنة جهنم، إذ وافق ذلك ما أنـزل الله في كتابه على محمد صلى الله عليه وسلم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) قال: وإنها في التوراة والإنجيل تسعة عشر، فأراد الله أن يستيقن أهل الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيمانًا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) قال: يجدونه مكتوبا عندهم عدّة خزَنة أهل النار.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) يصدّق القرآن الكتب التي كانت قبله فيها كلها، التوراة والإنجيل أن خزنة النار تسعة عشر.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) قال: ليستيقن أهل الكتاب حين وافق عدّة خزَنة النار ما في كتبهم.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) قال: عدّة خزَنة جهنم تسعة عشر في التوراة والإنجيل.

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) أنك رسول الله. &; 24-31 &;

وقوله: ( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) يقول تعالى ذكره: وليزداد الذين آمنوا بالله تصديقا إلى تصديقهم بالله وبرسوله بتصديقهم بعدّة خزنة جهنم.

وقوله: ( وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) يقول: ولا يشك أهل التوراة والإنجيل في حقيقة ذلك، والمؤمنون بالله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وقوله: ( وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ ) يقول تعالى ذكره: وليقول الذين في قلوبهم مرض النفاق، والكافرون بالله من مشركي قريش ( مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا )

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ): أي نفاق.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا ) يقول: حتى يخوّفنا بهؤلاء التسعة عشر.

وقوله: ( كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) يقول تعالى ذكره: كما أضل الله هؤلاء المنافقين والمشركين القائلين في خبر الله عن عدّة خزنة جهنم، أيّ شيء أراد الله بهذا الخبر من المثل حتى يخوّفنا بذكر عدتهم، ويهتدي به المؤمنون، فازدادوا بتصديقهم إلى إيمانهم إيمانا( كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ ) مِنْ خَلْقِهِ فيخذله عن إصابة الحقّ( وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) منهم، فيوفقه لإصابة الصواب ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ ) من كثرتهم ( إلا هُوَ ) يعني: الله.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ ) أي: من كثرتهم.

وقوله: ( وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) يقول تعالى ذكره: وما النار التي وصفتها إلا تذكرة ذكر بها البشر، وهم بنو آدم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) يعني النار.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) قال: النار.

المعاني :

فتنة :       سبب فتنة و ضلال معاني القرآن
و ما هي :       و ما سَقـَـر معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[31] كل ما في القرآن العظيم من (أصحب النار): فأهلها, إلا ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ﴾ فهم: خزنتها.
عمل
[31] إذا رأيت أن (علم الغيب) لا يزيد إيمانك ويقينك وثباتك؛ فراجع قلبك؛ خشية أن يكون قد أشرب فتنة، تدبر: ﴿وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.
تفاعل
[31] قل: «اللهم إن أردت بعبادك فتنة؛ فأخرجنا منها غير مفتونين».
وقفة
[31] ﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ بيان أن الواجب على المؤمن المبادرة بالتصديق والانقياد، ولو لم يعلم الحكمة أو السر أو الغرض؛ بناء على أن الخبر من الله تعالى وهو أعلم.
وقفة
[31] هكذا تترك الحقيقة الواحدة أثرين مختلفين في القلوب المختلفة، فبينما الذين أوتوا الكتاب يستيقنون، والذين آمنوا يزيدون إيمانًا، إذا بالذين كفروا والمنافقين في حيرة يتساءلون: ماذا أراد الله بهذا مثلًا؟
وقفة
[31] وهذا حال القلوب عند ورود الحق المنَزل عليها: قلب يفتتن به كفرًا وجحودًا، وقلب يزداد به إيمانًا وتصديقًا، وقلب يَتَيَقَّنه فتقوم عليه به الحجة، وقلب يوجب له حيرةً وعمًى فلا يدري ما يراد به.
وقفة
[31] ﴿وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ أي: ليزول عنهم الريب والشك، وهذه مقاصد جليلة يعتني بها أولو الألباب؛ وهي: السعي في اليقين، وزيادة الإيمان في كل وقت وكل مسألة من مسائل الدين، ودفع الشكوك والأوهام التي تعرض في مقابلة الحق.
وقفة
[31] ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ ليست المسألة قضية فكرية واحدة، لكن جهاز العدالة بذاته معتل مريض.
تفاعل
[31] ﴿يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
تفاعل
[31] ﴿وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[31] ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ ربما بأبسط الأشياء يفرج الله عنك ويزيل همك وغمك بها، لكن أين الذين يستمطرون رحمة الله بأفعالهم.
وقفة
[31] ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ لا ترصدها أجهزة التنصت.
وقفة
[31] ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ عام 1958م أمر الزعيم الصيني ماوتسي تونغ شعبه بقتل جميع أنواع طيور الدوري؛ لأنها تأكل المحاصيل وتقلل من الإنتاج الزراعي، فكان الفلاحون يقتلون عشرات الآلاف من طيور الدوري، وكان من يقتل أكبر عدد يتلقى الجوائز والمكافآت، ويُعامل معاملة الأبطال، لاحقًا انتشر الجراد الذي كانت تأكله طيور الدوري بشكل مأساوي في أنحاء البلاد قاضيًا على المحاصيل، وكانت هذه أحد الأسباب الرئيسة لمجاعة الصين الكبرى عام ۱۹6۱، والتي تسببت في وفاة 15 مليون إنسان بالجوع.
وقفة
[31] ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ لا تعلم بها المخابرات، ولا ترصدها أجهزة التنصت.
وقفة
[31] ﴿وَما يَعلَمُ جُنودَ رَبِّكَ إِلّا هُوَ ﴾ عددًا وعملًا ومكانًا وزمانًا وقدرةً وطاعةً لله مسخرين.
عمل
[31] ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ لا يزولُ بالشكِ اليقين، ولا يقينَ إلا بالإيمان؛ فاعمل أيها المسلمُ دومًا على زيادة إيمانك، بكثرة الصالحات، ولزوم الطاعات.
وقفة
[31] الجنود التي يخذل بها الباطل، وينصر بها الحق، ليست مقصورة على نوع معين من السلاح، بل هي أعم من أن تكون مادية أو معنوية، وإذا كانت مادية فإن خطرها لا يتمثل في ضخامتها، فقد تفتك جرثومة لا تراها العين بجيش عظبم: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾.
وقفة
[31] إذا كان الله جل وعلا خالق كل شيء ومالك كل شيء؛ فالجميع تحت أمره ويسخّر أو يسلط ما يشاء على من يشاء ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَما جَعَلْنا:
  • الواو اعتراضية. ما: نافية لا عمل لها. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ وَما جَعَلْنا:
  • الواو اعتراضية. ما: نافية لا عمل لها. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ أَصْحابَ النَّارِ:
  • مفعول به اول منصوب وعلامة نصبه الفتحة. النار:مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ إِلَّا مَلائِكَةً:
  • اداة حصر لا عمل لها. ملائكة: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة اي خزنتها
  • ﴿ وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً:
  • معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعرابها و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ لِلَّذِينَ:
  • اللام حرف جر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة لفتنة.
  • ﴿ كَفَرُوا:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ لِيَسْتَيْقِنَ:
  • اللام لام التعليل- لام- كي حرف جر. يستيقن: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. وجملة «يستيقن الذين» صلة «ان» لا محل لها.
  • ﴿ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ:
  • اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بفتنة بمعنى جعلنا عدتهم سببا لفتنة الكافرين وسببا ليقين- استيقان- المؤمنين والجار والمجرور في محل نصب مفعول لاجله اي لاجل استيقان المؤمنين وحيرة الكافرين.اوتوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والالف فارقة. الكتاب:مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وجملة «أوتوا الكتاب» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب اي لييقنوا بصحة القرآن.
  • ﴿ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا:
  • معطوفة بالواو على «لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا» وتعرب إعرابها. آمنوا: فعل ماض مبني للمعلوم وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ:
  • تمييز منصوب بالفتحة والواو عاطفة. لا:نافية لا عمل لها. يرتاب الذين معطوفة على «لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ» وتعرب إعرابها.
  • ﴿ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ:
  • اعربت والواو عاطفة. المؤمنون: اسم معطوف على «الذين» أوتوا وعلامة رفعه الواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.
  • ﴿ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ:
  • معطوفة بالواو على «لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ» وتعرب إعرابها.
  • ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:
  • الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.في قلوب: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. مرض: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهم المنافقون اي في قلوبهم مرض النفاق
  • ﴿ وَالْكافِرُونَ:
  • معطوفة بالواو على «الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الواو لانها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد
  • ﴿ ماذا أَرادَ اللَّهُ:
  • اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «اراد» او تكون «ما» اسم استفهام مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ و «ذا» اسما موصولا بمعنى «الذي» مبنيا على السكون في محل رفع خبر «ما» والجملة الفعلية بعده صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. اراد: فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة.
  • ﴿ بِهذا:
  • الباء حرف جر. هذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأراد
  • ﴿ مَثَلًا:
  • تمييز لاسم الاشارة «هذا» منصوب بالفتحة او حال منه وهو استعارة من المثل المضروب بمعنى اي شيء اراد الله بهذا العدد واي غرض قصد في جعل الملائكة تسعة عشر لا عشرين سواء؟ وهو انكار منهم بأنه ليس من عند الله.
  • ﴿ كَذلِكَ:
  • اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة- نعت- لمفعول مطلق- مصدر- محذوف تقديره يضل الله اضلالا مثل ذلك المذكور من الاضلال وهو مضاف. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة والاشارة الى ما قبله من معنى الاضلال والهدى واللام للبعد والكاف للخطاب.
  • ﴿ يُضِلُّ اللَّهُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
  • ﴿ مَنْ يَشاءُ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.يشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يشاء» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وحذف مفعول «يشاء» اختصارا اي من يشاء اضلاله.
  • ﴿ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ:
  • معطوفة بالواو على «يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ» وتعرب إعرابها وفاعل «يهدي» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو اي ويهدي من يشاء هديه وعلامة رفع الفعل «يهدي» الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
  • ﴿ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ:
  • الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. يعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة. جنود: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطب- مبني على الفتح في محل جر بالاضافة.الا: اداة حصر لا عمل لها. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من فاعل «يعلم» اي وما يعلم احد جنود ربك الا هو ويجوز ان يكون «هو» في محل رفع فاعل «يعلم».
  • ﴿ وَما هِيَ:
  • الواو عاطفة. ما: نافية لا عمل لها. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
  • ﴿ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ:
  • اداة حصر لا عمل لها. ذكرى: خبر «هي» مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر ولم تنون لانها ممنوعة من الصرف لانها اسم مقصور على وزن- فعلى- وهي مصدر ولانه رباعي مؤنث. للبشر: جار ومجرور متعلق بذكرى او بصفة محذوفة لها والجملة متصلة بوصف «سقر» و «هي» ضميرها اي وما سقر وصفتها الا تذكرة للبشر او ضمير الآيات التي ذكرت فيها. والجمل «وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ الى قوله إِلَّا هُوَ» اعتراضية بين الصفة والموصوف'

المتشابهات :

غافر: 34﴿حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
غافر: 74﴿قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ الْكَافِرِينَ
المدثر: 31﴿مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     ولَمَّا كان ما سَبَق غيرَ مُمَيِّزٍ للمعدودِ، وكانت الحِكمةُ في تعيينِ هذا العدَدِ غيرَ ظاهرةٍ، وكان هذا العَدَدُ مِمَّا يَستقِلُّه المتعَنِّتُ، فيَزيدُه كُفرًا؛ قال تعالى مُبَيِّنًا ذلك:وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ولَمَّا كان ما سَبَق مِمَّا يُوهِمُ قِلَّةَ جُنودِه تعالى؛ أتْبَعَه ما يُزيلُ ذلك، فقال تعالى:
﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [32] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَلَّا وَالْقَمَرِ

التفسير :

[32] ليس الأمر كما ذكروا من التكذيب للرسول فيما جاء به، أقسم الله سبحانه بالقمر

{ كَلَّا} هنا بمعنى:حقا، أو بمعنى{ ألا} الاستفتاحية، فأقسم تعالى بالقمر.

ثم أبطل- سبحانه- ما أنكره الذين في قلوبهم مرض، وما أنكره الكافرون مما جاء به القرآن الكريم، فقال: كَلَّا وَالْقَمَرِ. وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ. وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ. إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ. نَذِيراً لِلْبَشَرِ. لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ.

وكَلَّا حرف زجر وردع وإبطال لكلام سابق. والواو في قوله: وَالْقَمَرِ للقسم والمقسم به ثلاثة أشياء: القمر والليل والصبح، وجواب القسم قوله: إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ....

أى: كلا، ليس الأمر كما أنكر هؤلاء الكافرون، من أن تكون عدة الملائكة الذين على سقر، تسعة عشر ملكا، أو من أن تكون سقر مصير هؤلاء الكافرين، أو من أن في قدرتهم مقاومة هؤلاء الملائكة.

كلا، ليس الأمر كذلك، وحق القمر الذي قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ،

يعني تعالى ذكره بقوله ( كَلا ) ليس القول كما يقول من زعم أنه يكفي أصحابَهُ المشركين خزنةُ جهنم حتى يجهضهم عنها، ثم أقسم ربنا تعالى فقال: ( وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) يقول: والليل إذ ولَّى ذاهبا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[32] ﴿كَلَّا وَالْقَمَرِ﴾ رغم جمال القمر إلا أنه لا يصلح للحياة، وتبلغ درجة حرارة جانب القمر المواجه للشمس ۱۲۰ درجة مئوية، أي أعلى من درجة غليان الماء، ودرجة حرارة الجانب المظلم أقل من درجة تجمد الماء بمقدار يبلغ ۱5۰ درجة.
وقفة
[32، 33] يقسم الله تعالى بما شاء من خلقه، وليس للإنسان أن يقسم إلا بالله تعالى ﴿كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ كَلاَّ وَالْقَمَرِ
  • حرف ردع وزجر تفيد الانكار بعد ان جعلها ذكرى ان تكون لهم ذكرى لانهم لا يتذكرون او ردع لما ينكر ان تكون احدى الكبر نذيرا والواو واو القسم حرف جر. القمر: مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف اي أقسم برب القمر او وحق القمر فحذف المضاف المقسم به واقيم المضاف اليه مقامه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا كان حصرُها في الذِّكرى ربما أوهَم نقصًا في أمرِها، يُوجِبُ لبعضِ المعانِدين ريبةً في عِظمِها، وأنَّه لا حقيقةَ لها، ولا عذابَ فيها؛ قال رادعًا من ذلك، ومُنبِّهًا على الاستعدادِ والحذرِ بكلمةِ الرَّدعِ والتنبيهِ:
﴿ كَلَّا وَالْقَمَرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ

التفسير :

[33] وبالليل إذ ولَّى وذهب

وبالليل وقت إدباره.

وحق ( والليل إِذْ أَدْبَرَ ) أى : وقت أن ولى ذاهبا بسبب إقبال النهار عليه .

أي ولى.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) إذ ولَّى.

وقال آخرون في ذلك ما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي ؛ عن أبيه، عن ابن عباس ( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) دبوره: إظلامه.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة ( إِذْ أَدْبَرَ )، وبعض قرّاء مكة والكوفة ( إذا دَبَرَ ).

والصواب من القول في ذلك عندنا، أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

وقد اختلف أهل العلم بكلام العرب في ذلك، فقال بعض الكوفيين: هما لغتان، يقال: دبر النهار وأدبر، ودبر الصيف وأدبر ، قال: وكذلك قَبل وأقبل ؛ فإذا قالوا: أقبل الراكب وأدبر لم يقولوه إلا بالألف. وقال بعض البصريين: ( واللَّيْل إذَا دَبَرَ ) يعني: إذا دبر النهار وكان في آخره ؛ قال: ويقال: دبرني: إذا جاء خلفي، وأدبر: إذا ولَّى.

والصواب من القول في ذلك عندي أنهما لغتان بمعنى، وذلك أنه محكيّ عن العرب: قبح الله ما قَبِل منه وما دبر. وأخرى أن أهل التفسير لم يميزوا في تفسيرهم بين القراءتين، وذلك دليل على أنهم فعلوا ذلك كذلك، لأنهما بمعنى واحد.

المعاني :

و الليل إذ أدبَر :       وَلـّـى و ذهَب (قسم) معاني القرآن

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ وَاللَّيْلِ إِذْ:
  • معطوفة بالواو على «القمر» وتعرب إعرابها. اذ: ظرف للزمن الماضي بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل القسم المحذوف.
  • ﴿ أَدْبَرَ:
  • فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.وجملة «ادبر» في محل جر بالاضافة اي اذا تولى او بمعنى تبع النهار اي خلفه.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     وبعد أن أقسم بالقمر؛ أقسم بالليل، قال تعالى:
﴿ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

إذ أدبر:
1- إذ، ظرف زمان ماض، وأدبر، رباعيا، وهى قراءة ابن جبير والسلمى، والحسن، بخلاف عنه، وابن سيرين، والأعرج، وزيد بن على، وأبى شيخ، وابن محيصن، ونافع، وحمزة، وحفص.
وقرئ:
2- إذا أدبر، وهى قراءة الحسن أيضا، وأبى رزين، وأبى رجاء، وابن يعمر، والسلمى، وطلحة، والأعمش، ويونس بن عبيد، ومطر، وهى فى مصحف عبد الله، وأبى.
3- إذ دبر، إذ، ظرف زمان مستقبل، ودبر، بفتح الدال، وهى قراءة ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وعطاء، وابن يعمر، وأبى جعفر، وشيبة، وأبى الزناد، وقتادة، وعمر بن عبد العزيز، والحسن، وطلحة، والنحويين، والابنين، وأبى بكر.

مدارسة الآية : [34] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ

التفسير :

[34] وبالصبح إذا أضاء وانكشف

والنهار وقت إسفاره، لاشتمال المذكورات على آيات الله العظيمة، الدالة على كمال قدرة الله وحكمته، وسعة سطانه، وعموم رحمته، وإحاطة علمه.

وحق ، ( والصبح إِذَآ أَسْفَرَ ) ، أى : إذا أضاء وابتدأ فى الظهور والسطوع .

أي أشرق.

وقوله: ( وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ) يقول تعالى ذكره: والصبح إذا أضاء.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ) إذا أضاء وأقبل.

المعاني :

و الصبح إذا أسْـفَر :       أضاء و انكشف (قسَم) معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[34] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾إسفار الصبح بداية البركة في تحصيل المعاش مع التوكل على الله، فلذلك أقسم الله به، فمن غفل عنه فقد فرط في البركة.
عمل
[34] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ لا سَرمديَّة للألم، ظلمةٌ فضياء إذا اشتدت ظلمة همومك، فثق بربك وتيقن أن هناك صبحٌ سيبددها.
وقفة
[34] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ يا رب إني أرى قَسَمك، سبحان من فلق الصبح.
وقفة
[34] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ أسفر قلبك بذكر الله وبطاعته جعلنا الله ممن قال فيهم: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ [عبس: 38، 39].
وقفة
[34] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ إذا أقبل الصبح بنوره وأدبر الظلام بأسره، افتح نافذة الأمل وثق بربك الذي يدبر أمره.
وقفة
[34] ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ الصباح بدايات الخير؛ فانوِ الخير لتنال الخير بمجرد النية ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46].

الإعراب :

  • ﴿ وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. و «اذا» ظرف للزمان المستقبل و «أسفر» اي تجلى بمعنى انبلج واضاء.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     وبعد أن أقسم بالليل؛ أقسم بالصبح الذي يعقب الليل، قال تعالى:
﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ

التفسير :

[35] إن النار لإحدى العظائم

والمقسم عليه قوله:{ إِنَّهَا} أي النار{ لَإِحْدَى الْكُبَرِ} أي:لإحدى العظائم الطامة والأمور الهامة، فإذا أعلمناكم بها، وكنتم على بصيرة من أمرها.

والضمير في قوله- تعالى-: إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ يعود إلى سقر. والكبر: جمع كبرى، والمراد بها: الأمور العظام، والخطوب الجسام.

أى: إن سقر التي تهكم بها وبخزنتها الكافرون، لهى إحدى الأمور العظام، والدواهي الكبار، التي قل أن يوجد لها نظير أو مثيل في عظمها وفي شدة عذاب من يصطلى بنارها.

وأقسم- سبحانه- بهذه الأمور الثلاثة، لزيادة التأكيد، ولإبطال ما تفوه به الجاحدون، بأقوى أسلوب.

وكان القسم بهذه الأمور الثلاثة، لأنها تمثل ظهور النور بعد الظلام، والهداية بعد الضلال، ولأنها تناسب قوله- تعالى- قبل ذلك: كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ.

أي العظائم يعني النار.

قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وغير واحد من السلف.

( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) يقول تعالى ذكره: إن جهنم لإحدى الكبر، يعني: الأمور العظام.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثني عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) يعني: جهنم.

حدثنا أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) قال: جهنم.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) قال: هذه النار.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) قال: هي النار.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) يعني: جهنم.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) يعني جهنم.

وقوله: ( نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ) يقول تعالى ذكره: إن النار لإحدى الكبر، نذيرا لبنى آدم.

المعاني :

إنها لإحدى الكُـبـَر :       لإحدى الدّواهي العظيمة (جوابه) معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[35، 36] ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ﴾ النار علامة رحمة! قال سفيان بن عيينة: «خُلِقَت النار رحمةً، يخوِّف الله بها عباده لينتهوا».

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّها:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وقع جوابا للقسم او يفيد التعليل لكلا فيكون القسم وما في حيزه جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها اي ان سقر.
  • ﴿ لَإِحْدَى:
  • اللام لام التوكيد- المزحلقة-. احدى: خبر «ان» مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر.
  • ﴿ الْكُبَرِ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو جمع «الكبرى» اي لاحدى المصائب العظمى.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد القسم؛ جاء هنا جوابُ القسم، قال تعالى:
﴿ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لإحدى:
1- بالهمز، وهى منقلبة عن واو، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بحذف الهمزة، وهو حذف لا ينقاس، وهى قراءة نصر بن عاصم، وابن محيصن، ووهب بن جرير، عن ابن كثير.

مدارسة الآية : [36] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ

التفسير :

[36] إنذاراً وتخويفاً للناس

وانتصب لفظ «نذيرا» من قوله: نَذِيراً لِلْبَشَرِ على أنه حال من الضمير في قوله إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ أى: إن سقر لعظمى العظائم، ولداهية الدواهي، حال كونها إنذارا للبشر، حتى يقلعوا عن كفرهم وفسوقهم، ويعودوا إلى إخلاص العبادة لخالقهم.

ويصح أن يكون تمييزا لإحدى الكبر، لما تضمنته من معنى التعظيم، كأنه قيل: إنها لإحدى الكبر إنذارا للبشر، وردعا لهم عن التمادي في الكفر والضلال.. فالنذير بمعنى الإنذار.

أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق.

واختلف أهل التأويل في معنى قوله: ( نَذِيرًا لِلْبَشَرِ )، وما الموصوف بذلك، فقال بعضهم: عُنِيَ بذلك النار، وقالوا: هي صفة للهاء التي في قوله ( إنها ) وقالوا: هي النذير، فعلى قول هؤلاء النذير نصب على القطع من إحدى الكبر؛ لأن إحدى &; 24-34 &; الكبر معرفة، وقوله: ( نَذِيرًا ) نكرة، والكلام قد يحسُن الوقوف عليه دونه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: قال الحسن: والله ما أُنذر الناسُ بشيء أدهى منها، أو بداهية هي أدهى منها.

وقال آخرون: بل ذلك من صفة الله تعالى، وهو خبر من الله عن نفسه، أنه نذير لخلقه، وعلى هذا القول يجب أن يكون نصب قوله ( نَذِيرًا ) على الخروج من جملة الكلام المتقدم، فيكون معنى الكلام: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة نذيرا للبشر، يعني: إنذارا لهم؛ فيكون قوله ( نَذِيرًا ) بمعنى إنذارا لهم؛ كما قال: فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ بمعنى إنذاري؛ ويكون أيضا بمعنى: إنها لإحدى الكُبَرِ؛ صيرنا ذلك كذلك نذيرا، فيكون قوله: ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) مؤدّيا عن معنى صيرنا ذلك كذلك، وهذا المعنى قصد من قال ذلك إن شاء الله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبي رزين ( إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ ) قال: جهنم ( نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ) يقول الله: أنا لكم منها نذير فاتقوها.

وقال آخرون: بل ذلك من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: نصب نذيرا على الحال مما في قوله " قم "، وقالوا: معنى الكلام: قم نذيرا للبشر فأنذر.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الإعراب :

  • ﴿ نَذِيراً لِلْبَشَرِ:
  • تمييز من احدى على معنى «إنها لاحدى الدواهي انذارا» او تكون حالا منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. وقال الزمخشري: وقيل هو متصل بأول السورة يعني قم نذيرا وهو من بدع التفاسير. للبشر: جار ومجرور متعلق بنذيرا او بصفة محذوفة لها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     ولَمَّا كانت سَقَرُ عظمى العظائمِ؛ ناسَبَ أن تكونَ نذارةً للبشرِ، وكفى بها نذيرًا، قال تعالى:
﴿ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

نذيرا:
1- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، وهى قراءة أبى، وابن أبى عبلة.

مدارسة الآية : [37] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ ..

التفسير :

[37]لمن أراد منكم أن يتقرَّب إلى ربه بفعل الطاعات، أو يتأخر بفعل المعاصي.

فمن شاء منكم أن يتقدم، فيعمل بما يقربه من ربه، ويدنيه من رضاه، ويزلفه من دار كرامته، أو يتأخر [عما خلق له و] عما يحبه الله [ويرضاه]، فيعمل بالمعاصي، ويتقرب إلى نار جهنم، كما قال تعالى:{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الآية.

وقوله- سبحانه-: لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ بدل مفصل من مجمل، هذا المجمل هو قوله لِلْبَشَرِ.

أى: إن سقر لهى خير منذر للذين إن شاءوا تقدموا إلى الخير ففازوا، وإن شاءوا تأخروا عنه فهلكوا. فالمراد بالتقدم نحو الطاعة والهداية. والمراد بالتأخر: التأخر عنهما والانحياز نحو الضلال والكفر إذ التقدم تحرك نحو الأمام، وهو كناية عن قبول الحق، وبعكسه التأخر..

ويجوز أن يكون المعنى: هي خير نذير لمن شاء منكم التقدم نحوها، أو التأخر عنها.

وتعليق نَذِيراً بفعل المشيئة، للإشعار بأن عدم التذكر مرجعه إلى انطماس القلب، واستيلاء المطامع والشهوات عليه، وللإيذان بأن من لم يتذكر، فتبعة تفريطه واقعة عليه وحده، وليس على غيره.

قال الآلوسى: قوله: لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ الجار والمجرور بدل من الجار والمجرور فيما سبق، أعنى لِلْبَشَرِ وضمير «شاء» للموصول. أى: نذيرا للمتمكنين منكم من السبق إلى الخير، والتخلف عنه. وقال السدى: أن يتقدم إلى النار المتقدم ذكرها، أو يتأخر عنها إلى الجنة، وقال الزجاج: أن يتقدم إلى المأمورات أو يتأخر عن المنهيات.. .

ثم بين- سبحانه- جانبا من مظاهر عدله في أحكامه: وفي بيان الأسباب التي أدت إلى فوز المؤمنين، وهلاك الكافرين.. فقال- تعالى-:

أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق أو يتأخر عنها ويولي دبرها.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ) قال: الخلق. قال: بنو آدم، البشر. فقيل له: محمد النذير؟ قال: نعم ينذرهم.

المعاني :

أنْ يتقـدّم :       إلى الخيْر و الطاعة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ التَّقدمُ ليس أن نركبَ الفضاءَ، ولا أن نغوصَ في أعماقِ البحارِ، التَّقدمُ هو أن نطيعَ اللهَ.
وقفة
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ إما تقدم أو تأخر، دلالتها: إن لم تتقدم فأنت متأخر.
وقفة
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ (لمن شاء) تقدمك أو تأخرك يأتي بقرارك أنت.
وقفة
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ آية فيها تهديد ووعيد يدفع كل واحد منا لمحاسبة نفسه باستمرار، خوفًا من أن تتراجع أعماله الصالحة، فيحرص على اغتنام كل دقيقة من وقته آناء الليل وأطراف النهار.
عمل
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ لا وقوفَ بحالٍ من الأحوال، فإمَّا أن تكون مع المتقدمين في الصلاح والتقوى، وإمَّا مع المتقهقرين الناكصين، فاختر لنفسك.
وقفة
[37] ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ﴾ كذب من يقول أن الإنسان مسير فى اتخاذ القرار.
عمل
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ هذا أنت في الحياة، إما متقدم أو متأخر، فميز وحاسب نفسك، اصدر كشف حساب لعملك اليومي، هل أنت متقدم أم متأخر؟!
وقفة
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ لا يوجد حل منتصف، إن لم تتقدم بالطاعة؛ فأنت تتأخر.
وقفة
[37] ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ ليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البته، فمن لم يَتقدّم للعمل الصالح تأخر إلى السيئة.
وقفة
[37] تدبر هذه الآية: ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ يتضح لك أنه لا مجال للتوقف بحال، فتفقد إيمانك وعملك، فإن لم تكن تتقدم فإنك يقينًا تتأخر.
وقفة
[37] أرأيت أعقل من هذا السؤال؟ فإما نجاة وإما هلاك! لا طريق آخر.
وقفة
[37] حتى إن كنت على الطريق الصحيح فسوف يتجاوزك الجميع إذا توقفت مكانك ولم تتقدم.

الإعراب :

  • ﴿ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ:
  • اللام حرف جر. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. شاء: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «شاء» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وحذف مفعولها اختصارا. منكم:جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» والميم علامة جمع الذكور. التقدير: حالة كونه منكم.
  • ﴿ أَنْ يَتَقَدَّمَ:
  • حرف مصدري ناصب. يتقدم: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يتقدم» صلة «ان» المصدرية لا محل لها من الإعراب و «ان» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر بمعنى مطلق لمن شاء التقدم اي السبق الى الخير.
  • ﴿ أَوْ يَتَأَخَّرَ:
  • عاطفة للتخيير. يتأخر: معطوفة على «يتقدم» وتعرب إعرابها اي لمن شاء التأخر اي التخلف عن الخير ويجوز ان تكون «لمن» بدلا من «للبشر» باعادة حرف الجر اللام. وعلى هذا التقدير وعلى هذا المعنى السابق يكون الجار والمجرور «لمن» متعلقا بنذيرا والمصدر المؤول من- أن يتقدم- مفعول «شاء».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     وبعد أن أقسمَ اللهُ على أن النَّارَ إحدى العظائم؛ إنذارًا وتخويفًا للناس؛ بَيَّنَ هنا أصحاب النذارة، قال تعالى:
﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [38] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

التفسير :

[38] كل نفس بما كسبت من أعمال الشر والسوء محبوسة مرهونة بكسبها، لا تُفَكُّ حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات

{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} من أعمال السوء وأفعال الشر{ رَهِينَةٌ} بها موثقة بسعيها، قد ألزم عنقها، وغل في رقبتها، واستوجبت به العذاب،

وقوله- تعالى-: رَهِينَةٌ خبر عن كُلُّ نَفْسٍ، وهو بمعنى مرهونة. أى: كل نفس مرهونة عند الله- تعالى- بكسبها، مأخوذة بعملها، فإن كان صالحا أنجاها من العذاب، وإن كان سيئا أهلكها، وجعلها محلا للعقاب.

قالوا: وإنما كانت مرهونة، لأن الله- تعالى- جعل تكليف عباده كالدّين عليهم، ونفوسهم تحت استيلائه وقهره، فهي مرهونة، فمن وفي دينه الذي كلف به، خلص نفسه من عذاب الله- تعالى- الذين نزل منزلة علامة الرهن، وهو أخذه في الدين، ومن لم يوف عذب.

أي معتقلة بعملها يوم القيامة قاله ابن عباس وغيره.

وقوله: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) يقول تعالى ذكره: نذيرًا للبشر لمن شاء منكم أيها الناس أن يتقدّم في طاعة الله، أو يتأخر في معصية الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) قال: من شاء اتبع طاعة الله، ومن شاء تأخر عنها.

حدثني بشر؛ قال: ثنا يزيد؛ قال: ثنا سعيد؛ عن قتادة ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) يتقدّم في طاعة الله، أو يتأخر في معصيته.

يقول تعالى ذكره: كلّ نفس مأمورة منهية بما عملت من معصية الله في الدنيا، رهينة في جهنم ( إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) فإنهم غير مرتهنين، ولكنهم ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ).

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

المعاني :

بما كَسَبَتْ رَهينة :       مَرْهونة عنده تعالى بعَمَلِـها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[38] ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ أنــت المسئول الأول عن تربية نفسك، لــك عــقــل ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [البلد: 10].
وقفة
[38] ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ كل نفس مرتهنة بعملها السيئ إلا أصحاب اليمين، فإنه قد تعود بركات صلاحهم على ذراريهم.
وقفة
[38] ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ ‏مرتهنة محبوسة وموثقة بكسبها السيء وحبسها في العذاب السيئ؛ وذلك لأن الجزاء من جنس العمل، فكما حبس المجرمون ما لديهم لله.
وقفة
[38] ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ مسؤولية الإنسان عن أعماله في الدنيا والآخرة.
وقفة
[38] لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس، لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولًا وسيسأل عنها قبل غيرها ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾.
وقفة
[38] الحساب الحق ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾.
عمل
[38] بعد موتك الكل سينساك قريبًا كان أم بعيدًا، ولن يبقى لنفسك إﻻ أنت؛ فاعمل لنفسك اﻵن ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾.
وقفة
[38، 39] ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾، أي: كل نفس مرتهنة بعملها السيء إلا أصحاب اليمين، فإنه قد تعود بركات أعمالهم الصالحة على ذراريهم، كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ [الطور: 21]، أي: ألحقنا بهم ذرياتهم في المنزلة الرفيعة في الجنة، وإن لم يكونوا قد شاركوهم في الأعمال، بل في أصل الإيمان.
وقفة
[38، 39] ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾ كل نفس رهن بكسبها عند الله، غير مفكوكة ولا محرّرة إلا أصحاب اليمين، فإنهم فكوا رقابهم بأعمالهم الصالحة، كما يخلص الراهن رهنه بأداء الحق الذي عليه.

الإعراب :

  • ﴿ كُلُّ نَفْسٍ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. نفس: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ بِما كَسَبَتْ:
  • الباء حرف جر. ما: مصدرية. كسبت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي وجملة «كسبت» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الإعراب و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ التقدير والمعنى: كل نفس رهن بكسبها عند الله غير مفكوك.
  • ﴿ رَهِينَةٌ:
  • اي مرهونة عند الله والكلمة مصدر مثل شتيمة. وهي خبر المبتدأ «كل» مرفوع بالضمة وهي ليست بتأنيث «رهين» في قوله تعالى «كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ» ولو أريد الصفة لقيل رهين، لان «فعيلا» بمعنى «مفعول» يستوي فيه المذكر والمؤنث وانما هي اسم بمعنى «الرهن» كالشتيمة بمعنى «الشتم» ويجوز ان تكون ما اسما موصولا مبنيا على السكون في محل جر بالباء. وجملة «كسبت» صلته لا محل لها من الإعراب والعائد- الراجع- الى الموصول ضميرا محذوفا منصوب المحل لانه مفعول به التقدير «بما كسبته».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     وبعد ذكرِ من يتقدم بالإيمان بالله والعمل الصالح، ومن يتأخر بالكفر والمعاصي؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أن كلَّ نَفْسٍ بما عَمِلَت في الدُّنيا مِن سَيِّئاتٍ وذُنوبٍ مَحبوسةٌ بها في النَّارِ، قال تعالى:
﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [39] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ

التفسير :

[39] إلا المسلمين المخلصين أصحاب اليمين الذين فكُّوا رقابهم بالطاعة

{ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} فإنهم لم يرتهنوا، بل أطلقوا وفرحوا

والاستثناء في قوله إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ استثناء متصل أى أن كل نفس مرهونة بعملها..

إلا أصحاب اليمين وهم المؤمنين الصادقون

"إلا أصحاب اليمين" فإنهم "في جنات يتساءلون عن المجرمين" أي يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدركات.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) يقول: مأخوذة بعملها.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال: غلق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال: لا يحاسبون.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) أصحابَ اليمين لا يرتهنون بذنوبهم، ولكن يغفرها الله لهم، وقرأ قول الله: إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ قال: لا يؤاخذهم الله بسيئ أعمالهم، ولكن يغفرها الله لهم، ويتجاوز عنهم كما وعدهم.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) قال: كل نفس سبقت له كلمة العذاب يرتهنه الله في النار، لا يرتهن الله أحدا من أهل الجنة، ألم تسمع أنه قال: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) يقول: ليسوا رهينة ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ).

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال: إن كان أحدهم سبقت له كلمة العذاب جُعلَ منـزله في النار يكون فيها رهنا، وليس يرتهن أحد من أهل الجنة هم في جنات يتساءلون.

واختلف أهل التأويل في أصحاب اليمين الذين ذكرهم الله في هذا الموضع، فقال بعضهم: هم أطفال المسلمين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني واصل بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عثمان، عن زاذان، عن علي رضي الله عنه في هذه الآية ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال: هم الولدان.

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن عثمان أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر عن عليّ رضي الله عنه في قوله: ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال: أطفال المسلمين.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[39، 40] الجنة جزاء أصحاب اليمين ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ:
  • اداة استثناء. اصحاب: مستثنى بالا منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اليمين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وقيل هما الملائكة والاطفال لانهم لا اعمال لهم يرتهنون بها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     وبعد بيان أن كلَّ نَفْسٍ بما عَمِلَت في الدُّنيا مِن سَيِّئاتٍ وذُنوبٍ مَحبوسةٌ بها في النَّارِ؛ اسْتَثْنى هنا المؤمنين، فإنهم لا يُؤْخذون بذنوبهم، بل يتجاوز عنها لما لهم من عمل صالح، قال تعالى:
﴿ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ

التفسير :

[40] هم في جنات لا يُدْرَك وصفها، يسأل بعضهم بعضاً

{ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ}

أي:في جنات قد حصل لهم بها جميع مطلوباتهم، وتمت لهم الراحة والطمأنينة، حتى أقبلوا يتساءلون، فأفضت بهم المحادثة، أن سألوا عن المجرمين، أي:حال وصلوا إليها، وهل وجدوا ما وعدهم الله تعالى؟ فقال بعضهم لبعض:"هل أنتم مطلعون عليهم "فاطلعوا عليهم في وسط الجحيم يعذبون

فإنهم مستقرون ( فِي جَنَّاتٍ ) عالية ( يَتَسَآءَلُونَ . عَنِ المجرمين ) أى : يسأل بعضهم بعضا عن أحوال المجرمين .

"إلا أصحاب اليمين" فإنهم "في جنات يتساءلون عن المجرمين" أي يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدركات.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر، عن عليّ رضي الله عنه ( إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال: أولاد المسلمين.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن عليّ رضي الله عنه ( إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال: هم الولدان.

وقال آخرون: هم الملائكة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، &; 24-37 &; عن ابن عباس، قال: هم الملائكة، وإنما قال من قال: أصحاب اليمين في هذا الموضع: هم الولدان وأطفال المسلمين؛ ومن قال: هم الملائكة، لأن هؤلاء لم يكن لهم ذنوب، وقالوا: لم يكونوا ليسألوا المجرمين ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) إلا إنهم لم يقترفوا في الدنيا مآثم، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عما سلكهم في سقر، لأن كلّ من دخل من بني آدم ممن بلغ حدّ التكليف، ولزِمه فرض الأمر والنهي، قد علم أن أحدا لا يعاقب إلا على المعصية.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

تفاعل
[40] ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ سَل الله الجنة الآن.
وقفة
[40، 41] ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ﴾ من كمال نعيم أهل الجنة أنهم يتساءلون عن حال أهل النار، وهذا سببٌ في زيادة طُمَأنينة قلوبهم، وارتياح نفوسهم.

الإعراب :

  • ﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هم في جنات. يتساءلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «يتساءلون» في محل نصب حال اي يسأل بعضهم بعضا عنهم او يتساءلون غيرهم عنهم'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     وبعد أن اسْتَثْنى اللهُ أصحاب اليمين؛ بَيَّنَ هنا مآلهم، قال تعالى:
﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [41] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ عَنِ الْمُجْرِمِينَ

التفسير :

[41] عن الكافرين الذين أجرموا في حق أنفسهم

{ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ}

أي:في جنات قد حصل لهم بها جميع مطلوباتهم، وتمت لهم الراحة والطمأنينة، حتى أقبلوا يتساءلون، فأفضت بهم المحادثة، أن سألوا عن المجرمين، أي:حال وصلوا إليها، وهل وجدوا ما وعدهم الله تعالى؟ فقال بعضهم لبعض:"هل أنتم مطلعون عليهم "فاطلعوا عليهم في وسط الجحيم يعذبون

فإنهم مستقرون فِي جَنَّاتٍ عالية يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ أى: يسأل بعضهم بعضا عن أحوال المجرمين.

وهذا التساؤل إنما يكون قبل أن يروهم، فإذا ما رأوهم سألوهم بقولهم. ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ أى: قال أصحاب اليمين للمجرمين: ما الذي أدخلكم في سقر، وجعلكم وقودا لنارها وسعيرها؟ والسؤال إنما هو على سبيل التوبيخ والتحسير لهؤلاء المجرمين.

"إلا أصحاب اليمين" فإنهم "في جنات يتساءلون عن المجرمين" أي يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدركات.

وقوله: ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سلكوا في سقر، أيّ شيء سلككم في سقر؟

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[40، 41] ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ﴾ أي وهم في جنات يتنعمون، ويسأل بعضهم بعضًا عن أحوال المجرمين في النيران، قائلين لهم: ما الذي أدخلكم في جهنم؟ والمقصود من السؤال زيادة التوبيخ والتخجيل.

الإعراب :

  • ﴿ عَنِ الْمُجْرِمِينَ:
  • جار ومجرور متعلق بيتساءلون وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد وكسرت نون «عن» لالتقاء الساكنين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ أنهم يتسَاءَلُون؛ كأنه قيل: عن أي شيء يتساءلون؟؛ قيل:
﴿ عَنِ الْمُجْرِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ

التفسير :

[42] ما الذي أدخلكم جهنم، وجعلكم تذوقون سعيرها؟

فقالوا لهم:{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} أي:أي شيء أدخلكم فيها؟ وبأي:ذنب استحققتموها؟

وعبر- سبحانه- بقوله: ما سَلَكَكُمْ ... للإشعار بأن الزج بهم في سقر، كان بعنف وقهر، لأن السلك معناه: إدخال شيء بصعوبة وقسر، ومنه قوله- تعالى-:

كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ

قائلين لهم "ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين" أي ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا.

المعاني :

ما سَلكَكم ؟ :       أيّ شيء أدْخَلكمْ؟ معاني القرآن

التدبر :

تفاعل
[42] ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[42، 43] ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ تنبيهًا على أن رسوخ القدم في الصلاة مانع من مثل حالهم، وعلى أن الصلاة أعظم الأعمال، وأن الحساب بها يقدم على غيرها.
وقفة
[42، 43] عندما سأل أصحاب الجنة أصحاب النار: ﴿ما سلككم في سقر﴾؛ كان أول جوابهم: ﴿قالوا لم نك من المصلين﴾.
وقفة
[42، 43] أقصرُ قصَّةٍ مؤلمةٍ: السُّؤالُ: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾، والجواب: ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾.
عمل
[42، 43] تأملوها؛ فلا تكونوا من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ ما سَلَكَكُمْ:
  • اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. سلك:فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور اي ما ادخلكم. وجملة «سلككم» في محل رفع خبر «ما».
  • ﴿ فِي سَقَرَ:
  • جار ومجرور متعلق بسلككم وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     ولَمَّا سأل أصحاب اليمين بعضهم بعضًا عن المجرمين؛ كشف اللهُ لهم عنهم حتى رأَوْهم في النَّارِ؛ ليُقِرَّ اللهُ أعينَهم بعذابِهم، فلما رأوهم؛ سألوهم -سؤال توبيخ وتحقير- عن سبب دخول النَّار، قال تعالى:
﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ

التفسير :

[43] قال المجرمون:لم نكن من المصلِّين في الدنيا

فـ{ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} فلا إخلاص للمعبود، [ولا إحسان] ولا نفع للخلق المحتاجين.

ثم حكى- سبحانه- ما رد به المجرمون على أصحاب اليمين فقال: قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ. أى: قال المجرمون لأصحاب اليمين: الذي أدى بنا إلى الإلقاء في سقر، أننا في الدنيا لم نقم بأداء الصلاة الواجبة علينا،

أي ما عبدنا ربنا.

( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدنيا من المصلين لله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[43] ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ قال ابن مسعود: «والله ما تركوها البتة، ولكن تركوا المحافظة على أوقاتها»، وقال ابن عباس: «يؤخرونها عن وقتها».
وقفة
[43] ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ رسوخ قدم العبد في الصلاة خالصةً لله؛ مانعٌ من الهلاك ودخول النار، كيف لا والصلاةُ عَمودُ الإسلام وأعظم أركانه؟
عمل
[43] أدِّ الصلوات الخمس مع المصلين في المسجد ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾.
وقفة
[43، 44] ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ من لا يجدُ في نفسه دافعًا لإطعام مسكينٍ دون مكافأةٍ يرجوها منه؛ فإنه لن يكونَ لديه دافعٌ لعطاءٍ ينفع به غيرَه من الناس، ابتغاءَ وجه الله تعالى.
وقفة
[43، 44] المسلم الذي أضاع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مستحق حظًّا من سقر على مقدار إضاعته، وعلى ما أراد الله من معادلة حسناته وسيئاته، وظواهره وسرائره.
وقفة
[43، 44] قال الرازي: «وهذان يجب أن يكونا محمولين على الصلاة الواجبة والزكاة الواجبة؛ لأن ما ليس بواجب لا يجوز أن يُعذبوا على تركه».

الإعراب :

  • ﴿ قالُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ:
  • الجملة في محل نصب مفعول به- مقول القول-.لم: حرف نفي وجزم وقلب. نك: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره النون المحذوفة للتخفيف ولكثرة الاستعمال وحذفت جوازا لان اصلها يكون وحذفت الواو وجوبا لالتقاء الساكنين واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن. من المصلين: جار ومجرور متعلق بخبر «نكن» وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     ولَمَّا سألوهم؛ أجابوهم بأن هذا العذاب كان لأمور أربعة: ١- لم نكن من المصلِّين في الدنيا، قال تعالى:
﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [44] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ

التفسير :

[44] ولم نكن نتصدق ونحسن إلى الفقراء والمساكين

فـ{ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} فلا إخلاص للمعبود، [ولا إحسان] ولا نفع للخلق المحتاجين.

ولم نعط المسكين ما يستحقه من عطاء ، بل بخلنا عليه ، وحرمناه حقوقه . .

ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا.

( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) بخلا بما خوّلهم الله، ومنعا له من حقه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[44] ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ كفالةُ الفقراءِ = صفر.
وقفة
[44] ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ سيرهم الذاتية صفر من العمل التطوعي،من الويلات يوم القيامة أن لا يكون لك صدقة تنقذك.
وقفة
[44] ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ عدم إطعام المحتاج سبب من أسباب دخول النار.
تفاعل
[44] ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ قل: «اللهم اجعلنا من المنفقين الباذلين في سبيلك».
عمل
[44] أطعم مسكينًا حتى تنجو من النار ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. نطعم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن. المسكين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وجملة «نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ» في محل نصب خبر «نك».'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     ٢- لم نكن نتصدق ونحسن إلى الفقراء والمساكين، قال تعالى:
﴿ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [45] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ

التفسير :

[45] وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغَواية والضلالة

{ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} أي:نخوض بالباطل، ونجادل به الحق،

وكنا - أيضا - فى الدنيا نخوض فى الأقوال السيئة وفى الأفعال الباطلة مع الخائضين فيها ، دون أن نتورع عن اجتناب شئ منها .

وأصل الخوض : الدخول فى الماء ، ثم استعير للجدال الباطل ، وللأحاديث التى لا خير من ورائها .

أي نتكلم فيما لا نعلم وقال قتادة: كلما غوى غاو غوينا معه.

( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ) يقول: وكنا نخوض في الباطل وفيما يكرهه الله مع من يخوض فيه.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ) قال: كلما غوى غاوٍ غوى معه.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة قوله: ( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ) قال: يقولون: كلما غوى غاو غوينا معه.

المعاني :

كنّـا نخوض :       نـَـشْرعُ في الباطل لا نُـبالي به معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ (مَعَ الْخَائِضِينَ) مشكلته جاءته من معيته.
وقفة
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ مخالطة العصاة تعدي.
وقفة
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ تقليد اﻵخرين في الباطل ومسايرة السفهاء والبطالين والسهر على القيل والقال وإشاعة اﻷخبار دون تثبت هلاك وبوار.
تفاعل
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ قل: «اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورًا أو أغشى فجورًا».
وقفة
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ إشارة إلى عدم اكتراثهم بالباطل ومبالاتهم به؛ فكأنهم قالوا: وكنا لا نبالي بباطل.
وقفة
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ لحظات الجدال والتشكيك والخوض في الحقائق انقلبت إلى حسرة أبدية.
عمل
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ إيَّاك أن تكون إمَّعة، إن أحسنَ الناسُ أحسنتَ، وإن أساؤوا وخاضوا في كلِّ باطلٍ أسأتَ وخُضتَ معهم، فإنَّ ذلك من أسباب الهلاك البعيد.
عمل
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ احفظ لسانك، وانتبه لما تخطه يداك.
عمل
[45] ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ تجنب الحديث في الكلام الباطل وما لا علم لك فيه.
عمل
[45] حين يهيم من حولك في كلِّ واد يغتابون؛ كن أنت الأطهر، لا تأكل معهم لحمَ إخوانك، وتذكر: ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾.
وقفة
[45] أيُّ شلة، صحبة، رفقة تعصي الله أو تنتهك حرماته، أو تهون من طاعته ولا تتوب، تكون إجابتهم يوم القيامة ﴿وكنا نخوض مع الخائضين﴾.
وقفة
[45] صمت يقربك إلى الله خير من كلمة تضحك قليلًا هنا وتبكيك كثيرًا هناك ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ﴾.
وقفة
[45] ﴿مَعَ الْخَائِضِينَ﴾ الخوض الجريمة التي يستحيل أن يقوم بها الإنسان في وحدته.
اسقاط
[43-45] ﴿قالوا لم نكُ من المصلين * ولم نكُ نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين﴾ تفقد حالك مع هؤلاء الثلاث، فإنها أوردت أناسًا النار.

الإعراب :

  • ﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ:
  • الواو عاطفة. كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل- ضمير المتكلمين- مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». نخوض: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن وجملة «نخوض» في محل نصب خبر «كان» اي كنا نشرع في الباطل وما لا ينبغي.
  • ﴿ مَعَ الْخائِضِينَ:
  • ظرف مكان يدل على المصاحبة والاجتماع منصوب على الظرفية متعلق بنخوض وهو مضاف. الخائضين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد ويجوز ان تكون «مع» ظرف مكان- مفعولا فيه- متعلقا بنعت لحال محذوف تقديره خائضين كائنين مع الخائضين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     ٣- كنا نتحدث بالباطل مع أهل الغَواية والضلالة، قال تعالى:
﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [46] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ

التفسير :

[46] وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء

{ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} هذا آثار الخوض بالباطل، [وهو] التكذيب بالحق، ومن أحق الحق، يوم الدين، الذي هو محل الجزاء على الأعمال، وظهور ملك الله وحكمه العدل لسائر الخلق.

وكنا - أيضا - نكذب بيوم القيامة ، وننكر إمكانه ووقوعه ، وبقينا على هذا الإِنكار والضلال .

وقوله: ( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ) يقول تعالى ذكره: قالوا: وكنا نكذّب بيوم المجازاة والثواب والعذاب، ولا نصدّق بثواب ولا عقاب ولا حساب.

المعاني :

بيوم الدّين :       بيَوْمِ البعْثِ و الحِسَاب و الجزاء معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[46، 47] ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾ قال عمر بن عبد العزيز: «ما رأيتُ يقينًا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت، ثم لا يستعِدون له».
وقفة
[46، 47] ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾ الموتُ يقطَعُ كلَّ شكٍ ويُنهي كلَّ رَيب، إنه هادمُ اللذات، ومفرقُ الجماعات، الذي لايدعُ مجالًا لتوبةٍ ولا ندم، فيا فوزَ من أصلحَ قبل أن يأتَيهُ اليقين.

الإعراب :

  • ﴿ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. بيوم: جار ومجرور متعلق بنكذب. الدين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     ٤- كنا نكذب بيوم الحساب والجزاء، قال تعالى:
﴿ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [47] :المدثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ

التفسير :

[47] حتى جاءنا الموت، ونحن في تلك الضلالات والمنكرات.

فاستمرينا على هذا المذهب الفاسد{ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} أي:الموت، فلما ماتوا على الكفر تعذرت حينئذ عليهم الحيل، وانسد في وجوههم باب الأمل.

حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ أى: حتى أدركنا الموت، ورأينا بأعيننا صدق ما كنا نكذب به.

فأنت ترى أن هؤلاء المجرمين قد اعترفوا بأن الإلقاء بهم في سقر لم يكن على سبيل الظلم لهم، وإنما كان بسبب تركهم للصلاة وللإطعام، وتعمدهم ارتكاب الباطل من الأقوال والأفعال، وتكذيبهم بيوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء.

يعني الموت كقوله تعالى "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما هو- يعني عثمان بن مظعون - فقد جاءه اليقين من ربه".

( حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ) يقول: قالوا: حتى أتانا الموت الموقن به.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[47] ﴿حَتّى أَتانَا اليَقينُ﴾ البعض يؤجل ويؤجل التوبة حتى يأتيه الموت فجأة، فلا توبة عندها؛ احترس أن تكون منهم.
وقفة
[43-47] ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ ابتدأت صفاتهم بتركهم الصلاة, ومن لطائف ذلك: أن من ترك الصلوات تجاسر على فعل المنكرات.

الإعراب :

  • ﴿ حَتَّى أَتانَا:
  • حرف غاية وابتداء ملغاة لدخولها على جملة فعلها ماض.اتى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر و «نا» ضمير متصل- ضمير المتكلمين- مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم
  • ﴿ الْيَقِينُ:
  • فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة أي حتى جاء الموت.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     ولَمَّا اعترف هؤلاء المجرمين بأن الإِلقاء بهم في سقر لم يكن ظلمًا لهم، وإنما كان بسبب أعمال ذكروها؛ بَيَّنَوا هنا أنهم فعلوا ذلك مدة حياتهم كلها، قال تعالى:
﴿ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف