53028293031323334353637383940414243444546474849

الإحصائيات

سورة القمر
ترتيب المصحف54ترتيب النزول37
التصنيفمكيّةعدد الصفحات2.80
عدد الآيات55عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع1.20
ترتيب الطول56تبدأ في الجزء27
تنتهي في الجزء27عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 10/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (28) الى الآية رقم (32) عدد الآيات (5)

ثمودُ قتلُوا النَّاقةَ فأرسلَ اللهُ عليهم صيحةً واحدةً.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (33) الى الآية رقم (40) عدد الآيات (8)

4- قومُ لوطٍ: كَذَّبُوا لوطًا عليه السلام وفعلُوا الفاحشةَ وراودُوه عن ضيوفِه من الملائكةِ، فأهلكَهم اللهُ بريحٍ ترميهُم بالحجارةِ، إلا آلَ لوطٍ عليه السلام .

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (41) الى الآية رقم (49) عدد الآيات (9)

5- آلُ فرعونَ: كَذَّبُوا الآياتِ، ثُمَّ خاطبَ اللهُ أهلَ مكَّةَ موبِّخًا لهم بطريقِ الاستفهامِ الإنكاري، ليبيِّنَ لهم أنَّ ما أصابَ غيرَهم من العذابِ سيُصيبُهم، ثُمَّ بَيَّنَ عذابَ =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة القمر

تذكير كفار العرب من قريش وغيرهم بما نزل بمن تقدمهم من مكذبي الأمم

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سنة كونية وقاعدة لا تتغير:: • ثم تعقب السورة على قصص الأمم السابقة بالإشارة أن كفار مكة ليسوا أفضل من الأقوام السابقة: ﴿أَكُفَّـٰرُكُمْ خَيْرٌ مّنْ أُوْلَـئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِى ٱلزُّبُرِ﴾ (43)، فالقاعدة واحدة، لكل من كذب واستكبر، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَـٰعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ (51). • فإن لم تكفهم تلك الآيات، من انشقاق القمر إلى قصص الأمم السابقة، فهناك آية أخرى تتوعدهم: ﴿سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ﴾ (45)، إنذار رهيب من الله تعالى، يشير إلى غزوة بدر وما سيرافقها من هزيمة منكرة لكفار قريش، ثم إنذار أشد من بدر ومن كل ما في الدنيا من مصائب: ﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾ (46).
  • • ولقد يسرنا القرآن للذكر:: • والسورة أثناء الحديث عن هلاك المكذبين، تبيّن أن القرآن هو السبيل للنجاة من العذاب، وأن هذا القرآن ميسّر للناس، حتى يتدبروا آياته ويتعلموا منها، فتكررت الآية: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾، وكأن المعنى: إلزم طريق الله، وتعهّد هذا القرآن بالحفظ والرعاية والتدبر، حتى تتعرف على الله وتأمن عذابه وتختار طريق الرشاد.
  • • فلِمَ سميت السورة باسم «القمر»؟: للإشارة إلى: 1- استحقاق مشركي مكة للعذاب لتكذيبهم بآية انشقاق القمر كما كذب الأولون، وكانت من أعظم الآيات وقتها، فقد طلبوها تحديدًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- بيان تعنت المشركين بالآيات الحسية كما كذبوا بالآيات المعنوية.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «القمر».
  • • معنى الاسم :: القمر: جرم سماوي صغير يدور حول كوكب أكبر منه، ويكون تابعًا له، ومنه القمر التابع للأرض.
  • • سبب التسمية :: لافتتاحها بذكر معجزة انشقاق القمر.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: «اقْتَرَبَتِ»، و«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ» وهو تسمية للسورة بما افتتحت به.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: أن تكذيب الكافرين من الأمم السابقة هو سبب هلاكهم.
  • • علمتني السورة :: أن عدم الاتعاظ بهلاك الأمم صفة من صفات الكفار: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾
  • • علمتني السورة :: أن العذاب دائمًا تسبقه النُذُر، وهذا من رحمة الله بعباده؛ أنه لا يوقع العذاب إلا بعد الإنذار: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾
  • • علمتني السورة :: أن القرآن سهل ميسر لمن تذكر واتعظ: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾

مدارسة الآية : [28] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ..

التفسير :

[28] وأخبرهم أن الماء مقسوم بين قومك والناقة:للناقة يوم، ولهم يوم، كل شِرْب يحضره مَن كانت قسمته، ويُحظر على من ليس بقسمة له.

{ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} أي:وأخبرهم أن الماء أي:موردهم الذي يستعذبونه، قسمة بينهم وبين الناقة، لها شرب يوم ولهم شرب يوم آخر معلوم،{ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} أي:يحضره من كان قسمته، ويحظر على من ليس بقسمة له.

وقوله: قِسْمَةٌ بمعنى المقسوم، وعبر عنه بالمصدر للمبالغة.

والضمير في «بينهم» يعود عليهم وعلى الناقة، وجيء بضمير العقلاء على سبيل التغليب.

وقوله: مُحْتَضَرٌ اسم مفعول من الحضور الذي هو ضد الغيبة، وحذف المتعلق لظهوره.

أى: محتضر عنده صاحبه.

والشّرب: النصيب والمرة من الشّرب.

أى: وقلنا لنبينا صالح على سبيل الإرشاد والتعليم، بعد أن طلب منه قومه معجزة تدل على صدقه. قلنا له. أخبرهم أننا سنرسل الناقة، وسنخرجها لهم أمام أعينهم، لتكون دليلا على صدقك، ولتكون امتحانا واختبارا لهم، حتى يظهر لك وللناس أيؤمنون أم يصرون على كفرهم.

فَارْتَقِبْهُمْ- أيها الرسول الكريم-، وانتظر ماذا سيصنعون بعد ذلك وَاصْطَبِرْ على أذاهم صبرا جميلا، حتى يحكم الله بينك وبينهم.

وَنَبِّئْهُمْ أى. وأخبرهم خبرا هاما، هذا الخبر هو أَنَّ الْماءَ الذي يستقون منه قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ وبين الناقة، أى: مقسوم بينهم وبينها، فهم لا يشاركونها في يوم شربها، وهي لا تشاركهم في يوم شربهم.

كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ أى: كل نصيب من الماء يحضره من هوله، فالناقة تحضر إلى الماء في يومها، وهم يحضرون إليه في يوم آخر.

ففي هاتين الآيتين تعليم حكيم من الله- تعالى- لنبيه صالح، وإرشاد له إلى ما يجب أن يسلكه معهم، بيقظة واعية يدل عليها قوله- تعالى-: فَارْتَقِبْهُمْ وبصبر جميل لا يأس معه ولا ضجر، كما يشير إليه قوله- تعالى-: وَاصْطَبِرْ.

وسياق القصة ينبئ عن كلام محذوف، يعلم من سياقها، والتقدير: أرسلنا الناقة، وقلنا له أخبرهم، أن الماء مقسوم بينهم وبين الناقة واستمروا على ذلك فترة من الزمان، ولكنهم ملوا هذه القسمة، ولم يرتضوها، وأجمعوا على قتل الناقة..

( ونبئهم أن الماء قسمة بينهم ) أي : يوم لهم ويوم للناقة ; كقوله : ( قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ) [ الشعراء : 155 ] .

وقوله : ( كل شرب محتضر ) قال مجاهد : إذا غابت حضروا الماء ، وإذا جاءت حضروا اللبن .

القول في تأويل قوله تعالى : وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)

وقوله ( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ) يقول تعالى ذكره: نبئهم: أخبرهم أن الماء قسمة بينهم, يوم غبّ الناقة, وذلك أنها كانت ترد الماء يوما, وتغبّ يوما, فقال جلّ ثناؤه لصالح: أخبر قومك من ثمود أن الماء يوم غبّ الناقة قسمة بينهم, فكانوا يقتسمون ذلك يوم غبها, فيشربون منه ذلك اليوم, ويتزوّدون فيه منه ليوم ورودها.

وقد وجه تأويل ذلك قوم إلى أن الماء قسمة بينهم وبين الناقة يوما لهم ويوما لها, وأنه إنما قيل بينهم, والمعنى: ما ذكرت عندهم, لأن العرب إذا أرادت الخبر عن فعل جماعة بني آدم مختلطا بهم البهائم, جعلوا الفعل خارجا مخرج فعل جماعة بني آدم, لتغليبهم فعل بني آدم على فعل البهائم.

وقوله ( كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ) يقول تعالى ذكره: كلّ شرب من ماء يوم غبّ الناقة, ومن لبن يوم ورودها محتضر يحتضرونه.

كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ) قال: يحضرون بهم الماء إذا غابت, واذا جاءت حضروا اللبن.

حدثني الحارث, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ) قال: يحضرون بهم الماء إذا غابت, وإذا جاءت حضروا اللبن.

المعاني :

وَنَبِّئْهُمْ :       أَخْبِرْهُمْ السراج
وَنَبِّئۡهُمۡ :       وَأَخْبِرْهُم الميسر في غريب القرآن
قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ :       مَقْسُومٌ بَيْنَ قَوْمِكَ وَالنَّاقَةِ؛ يَوْمٌ لَهُمْ، وَيَوْمٌ لِلنَّاقَةِ السراج
قِسۡمَةُۢ :       مَقْسُومٌ الميسر في غريب القرآن
بَيۡنَهُمۡۖ :       بَيْنَ ثَمُودَ والنَّاقَةِ الميسر في غريب القرآن
قِـسْمَة بينهم :       مَقـسومٌ بَـيـْـنهم و بين النـّـاقة معاني القرآن
شِرْبٍ :       نَصِيبٍ مِنَ المَاءِ السراج
كُلُّ شِرۡبࣲ :       كُلُّ نَصِيبٍ مِن الشَّرابِ الميسر في غريب القرآن
كلّ شِرْب :       كلّ نصيب و حصّة من الماء معاني القرآن
مُّحْتَضَرٌ :       يَحْضُرُهُ صَاحِبُهُ فِي يَوْمِهِ، وَيُحْرَمُ مِنْهُ الآخَرُ السراج
مُّحۡتَضَرࣱ :       يَحْضُرُهُ صاحِبُهُ وَيَسْتَحِقُّهُ الميسر في غريب القرآن
مُحْـتـَـضرٌ :       يحْضره صاحبه في نـَوبته معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[28] ﴿وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾ يومٌ تشرب فيه الناقة، ويومٌ يشرب فيه القوم، والمحتضر من الحضور، وهذا من جملة ما أمر الله رسولهم بأن ينبِّئهم به، أي لا يحضر القوم في يوم شرب الناقة، وهي بإلهام الله لن تحضر في أيام شربهم.
وقفة
[28] ﴿وَنَبِّئهُم أَنَّ الماءَ قِسمَةٌ بَينَهُم كُلُّ شِربٍ مُحتَضَرٌ﴾ وما على الرسول إلا البلاغ.

الإعراب :

  • ﴿ وَنَبِّئْهُمْ:
  • الواو عاطفة. نبيء: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الماء: اسم «أن» منصوب بالفتحة. قسمة: خبرها مرفوع بالضمة. بمعنى: مقسوم بينهم لها شرب يوم ولهم شرب يوم.
  • ﴿ بَيْنَهُمْ:
  • مفعول فيه-ظرف مكان-منصوب على الظرفية متعلق بقسمة أو بصفة محذوفة لها. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وقال: بينهم: تغليبا للعقلاء.
  • ﴿ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ:
  • مبتدأ مرفوع بالضمة. شرب: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. محتضر: خبر «كل» مرفوع بالضمة. بمعنى: محضور لهم أو للناقة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     وبعد أن أمَرَ نبيَّه بأن ينتظر ما يحلُّ بهم من العذاب، ويصبر على أذاهم؛ أمَرَه هنا أن يخبرَهم أن الماءَ مقسومٌ بينهم وبين الناقة، قال تعالى:
﴿ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

قسمة:
1- بكسر القاف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحها، وهى قراءة معاذ، عن أبى عمرو.

مدارسة الآية : [29] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ

التفسير :

[29] فنادوا صاحبهم بالحض على عقرها، فتناول الناقة بيده، فنحرها فعاقبْتُهم،

{ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ} الذي باشر عقرها، الذي هو أشقى القبيلة{ فَتَعَاطَى} أي:انقاد لما أمروه به من عقرها{ فَعَقَرَ}

فَنادَوْا صاحِبَهُمْ وهو «قدار بن سالف» وهو المعبر عنه بقوله- تعالى- في آية أخرى: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها.

وعبر عنه- سبحانه- بصاحبهم، لأنه كان معروفا، وزعيما من زعمائهم..

والمقصود بندائهم إياه: إغراؤه بعقر الناقة وقتلها، مخالفين بذلك وصية نبيهم لهم بقوله وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ.

وقوله- تعالى-: فَتَعاطى فَعَقَرَ مفرع على ما قبله، وقوله: فَتَعاطى مطاوع للفعل عاطاه، وهو مشتق من عطا يعطو، إذا تناول الشيء.

وهذه الصيغة «تعاطى» تشير إلى تعدد الفاعل، فكأن هذا النداء بقتل الناقة، تدافعوه فيما بينهم، وألقاه بعضهم على بعض، فكان كل واحد منهم يدفعه إلى غيره، حتى استقر عند ذلك الشقي الذي ارتضى القيام به وتولى كبره، حيث عقر الناقة، فمفعول «عقر» محذوف للعلم به.

قال الآلوسى: قوله: فَتَعاطى العقر، أى: فاجترأ على تعاطيه مع عظمه غير مكترث به.

فَعَقَرَ أى: فأحدث العقر بالناقة، وجوز أن يكون فتعاطى الناقة فعقرها.

أو: فتعاطى السيف فقتلها، وعلى كل فمفعول تعاطى محذوف.. .

ولا تعارض بين هذه الآية التي تثبت أن الذي عقر الناقة هو هذا الشقي، وبين الآيات الأخرى التي تصرح بأنهم هم الذين عقروها، كما في قوله- تعالى- فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ....

لأن المقصود أن القوم قد اتفقوا على هذا القتل للناقة، فنادوا واحدا منهم لتنفيذه، فنفذه وهم له مؤيدون، فصاروا كأنهم جميعا عقروها، لرضاهم بفعله، والعقر. يطلق على القتل والذبح والجرح، والمراد هنا: قتلها ونحرها.

ثم قال تعالى : ( فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ) قال المفسرون : هو عاقر الناقة ، واسمه قدار بن سالف ، وكان أشقى قومه . كقوله : ( إذ انبعث أشقاها ) [ الشمس : 12 ] . ) فتعاطى ) أي : فجسر

القول في تأويل قوله تعالى : فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)

يقول تعالى ذكره: فنادت ثمود صاحبهم عاقر الناقة قدار بن سالف ليعقر الناقة حضّا منهم له على ذلك.

وقوله ( فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ) يقول: فتناول الناقة بيده فعقرها.

المعاني :

فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ :       دَعَوْهُ لِيَعْقِرَ النَّاقَةَ السراج
فَتَعَاطَى :       تَنَاوَلَ النَّاقَةَ بِيَدِهِ السراج
فَتَعَاطَىٰ :       فَتَناوَلَ النَّاقَةَ بِيَدِهِ لِيَعْقِرَها الميسر في غريب القرآن
فَتـَـعاطى :       فتناول النّـاقة بسيْـفِه اجْتراءً منه معاني القرآن
فَعَقَرَ :       نَحَرَ السراج
فَعَقَرَ :       فَقَتَلَ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

لمسة
[29] ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ﴾ عبر عنه بصاحبهم للإِشارة إلى أنهم راضون بفعله؛ إذ هم مصاحبون له وممالئون.
وقفة
[29] ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ﴾ شمول العذاب للمباشر للجريمة والمُتَمالئ معه عليها.
وقفة
[29] ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ﴾ كانوا قوم سوء، فكان يتدافعون ويتنافسون على هذا الفعل العظيم، فأخذ عاقر الناقة المبادرة بعد هذا التدافع، وكأن القوم جعلوا له على قتل الناقة أجرًا، فتعاطاه وعقر الناقة.
وقفة
[29] ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ﴾ غيَّب ضميره وعقله ليرتكب جريمته، فلا تستغرب من البشر عندما يرتكبون جرائمهم بغياب ضمائرهم.
عمل
[29] ﴿فَنادَوا صاحِبَهُم فَتَعاطى فَعَقَرَ﴾ اعمل عقلك أولًا، ولا تستجب مباشرة لكل نداء وطلب، حتى ولو كان من أقرب الناس إليك.

الإعراب :

  • ﴿ فَنادَوْا:
  • الفاء: استئنافية. نادوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة دالة عليها. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة.
  • ﴿ صاحِبَهُمْ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَتَعاطى:
  • الفاء سببية. تعاطى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وحذف المفعول اختصارا أي فتعاطى الناقة أي فتناول الناقة أو فتناول السيف.
  • ﴿ فَعَقَرَ:
  • معطوفة بالفاء على «تعاطى» وتعرب اعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة. أي فذبحها.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     وبعد بيان ما أمَرَ اللهُ به نبيَّه صالحًا عليه السلام؛ بَيَّنَ هنا عُتُوَّهم عن أمر ربهم، قال تعالى:
﴿ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [30] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

التفسير :

[30]فكيف كان عقابي لهم على كفرهم، وإنذاري لمن عصى رسلي؟ إنه كان عظيماً مؤلماً.

{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} كان أشد عذاب

والتعبير بقوله- تعالى- بعد ذلك: فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ يشير إلى هول العقوبة التي نزلت بهم، بسبب ما فعلوه من عقر الناقة، ومن تكذيبهم لنبيهم.

أى: انظر وتدبر- أيها العاقل- كيف كان عذابي وإنذارى لهؤلاء القوم؟ لقد كان شيئا هائلا لا تحيط به العبارة.

أي فعاقبتهم فكيف كان عقابي لهم على كفرهم بي وتكذيبهم رسولي.

وقوله ( فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ) يقول جلّ ثناؤه لقريش: فكيف كان عذابي إياهم معشر قريش حين عذبتهم ألم أهلكهم بالرجفة. ونُذُر: يقول: فكيف كان إنذاري من أنذرت من الأمم بعدهم بما فعلت بهم وأحللت بهم من العقوبة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد, قال: ثنى أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس , قوله ( فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ) قال: تناولها بيده ( فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ) قال: يقال: إنه ولد زنية فهو من التسعة الذين كانوا يُفسدون في الأرض, ولا يصلحون, وهم الذين قالوا لصالح لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ولنقتلنهم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[30] ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ كرر السؤال لاختلاف أنواع العذاب وألوان الإنذار.
تفاعل
[30] ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ استعذ بالله الآن من عذابه.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ
  • أعربت في الآية الكريمة السادسة عشرة.'

المتشابهات :

القمر: 16﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
القمر: 18﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
القمر: 21﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
القمر: 30﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [30] لما قبلها :     وبعد بيان ما حدثَ لثمود؛ بَيَّنَ سبحانه شديد نكاله وعقابه؛ تهديدًا لمشركي قريش أن يُصيبهم العذاب جزاء تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم كما أصابَ عاد، قال تعالى:
﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [31] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً ..

التفسير :

[31] إنا أرسلنا عليهم جبريلَ، فصاح بهم صيحة واحدة، فبادوا عن آخرهم، فكانوا كالزرع اليابس السريع الانكسار الذي يجعله صاحب الحظيرة سياجاً لحفظ المواشي.

أرسل الله عليهم صيحة ورجفة أهلكتهم عن آخرهم، ونجى الله صالحا ومن آمن معه

ثم فصل- سبحانه- هذا العقاب فقال: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ.

والهشيم: ما تهشم وتفتت وتكسر من الشجر اليابس، مأخوذ من الهشم بمعنى الكسر للشيء اليابس، أو الأجوف.

والمحتظر: هو الذي يعمل الحظيرة التي تكون مسكنا للحيوانات.

أى: إنا أرسلنا عليهم- بقدرتنا ومشيئتنا- صيحة واحدة صاحها بهم جبريل- عليه السلام- فصاروا بعدها كغصون الأشجار اليابسة المكسرة، يجمعها إنسان ليعمل منها حظيرة لسكنى حيواناته.

والمقصود بهذا التشبيه، بيان عظم ما أصابهم من عقاب مبين، جعلهم، كالأعواد الجافة حين تتحطم وتتكسر ويجمعها الجامع ليصنع منها حظيرته، أو لتكون تحت أرجل مواشيه.

وهذا العذاب عبر عنه هنا وفي سورة هود بالصيحة فقال: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ....

وعبر عنه في سورة الأعراف بالرجفة فقال: فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ... وعبر عنه في سورة فصلت بالصاعقة فقال: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى. فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ.

وعبر عنه في سورة الحاقة بالطاغية، فقال: فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ....

ولا تعارض بين هذه التعبيرات لأنها متقاربة في معناها، ويكمل بعضها بعضا، وهي تدل على شدة ما أصابهم من عذاب.

فكأنه- سبحانه- يقول: لقد نزل بهؤلاء المكذبين الصيحة التي زلزلت كيانهم، فصعقتهم وأبادتهم، وجعلتهم كعيدان الشجر اليابس..

( إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ) أي : فبادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقية ، وخمدوا وهمدوا كما يهمد يبيس الزرع والنبات . قاله غير واحد من المفسرين . والمحتظر - قال السدي - : هو المرعى بالصحراء حين يبس وتحرق ونسفته الريح .

وقال ابن زيد : كانت العرب يجعلون حظارا على الإبل والمواشي من يبيس الشوك ، فهو المراد من قوله : ( كهشيم المحتظر ) .

وقال سعيد بن جبير : ( كهشيم المحتظر ) : هو التراب المتناثر من الحائط . وهذا قول غريب ، والأول أقوى ، والله أعلم .

وقوله ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً ) وقد بيَّنا فيما مضى أمر الصيحة, وكيف أتتهم, وذكرنا ما روي في ذلك من الآثار, فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.

وقوله ( فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) يقول تعالى ذكره فكانوا بهلاكهم بالصيحة بعد نضارتهم أحياء, وحسنهم قبل بوارهم كيبس الشجر الذي حظرته بحظير حظرته بعد حُسن نباته, وخضرة ورقه قبل يُبسه.

وقد اختلف أهل التأويل في المعنيّ بقوله ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) فقال بعضهم: عني بذلك: العظام المحترقة, وكأنهم وجهوا معناه إلى أنه مَثَّلَ هؤلاء القوم بعد هلاكهم وبلائهم بالشيء الذي أحرقه محرق في حظيرته.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني سليمان بن عبد الجبار, قال: ثنا محمد بن الصلت, قال ثنا أبو كُدينة, قال: ثنا قابوس, عن أبيه, عن ابن عباس ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) &; 22-594 &; قال: كالعظام المحترقة.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثنى أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) قال: المحترق . ولا بيان عندنا في هذا الخبر عن ابن عباس, كيف كانت قراءته ذلك, إلا أنا وجهنا معنى قوله هذا على النحو الذي جاءنا من تأويله قوله ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) إلى أنه كان يقرأ ذلك كنحو قراءة الأمصار, وقد يحتمل تأويله ذلك كذلك أن يكون قراءته كانت بفتح الظاء من المحتظر, على أن المحتظر نعت للهشيم, أضيف إلى نعته, كما قيل : إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ قد ذُكر عن الحسن وقتادة أنهما كانا يقرآن ذلك كذلك, ويتأوّلانه هذا التأويل الذي ذكرناه عن ابن عباس.

حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث, قال: ثني أبي, عن الحسن, قال: كان قتادة يقرأ ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) يقول: المحترق.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) يقول: كهشيم محترق.

وقال آخرون: بل عنى بذلك التراب . الذي يتناثر من الحائط.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بن حميد, قال: ثنا مهران, عن يعقوب, عن جعفر, عن سعيد بن جبير ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) قال: التراب الذي يتناثر من الحائط.

وقال آخرون: بل هو حظيرة الراعي للغنم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن أبي إسحاق وأسنده, قال ( الْمُحْتَظِرِ ) حظيرة الراعي للغنم.

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: &; 22-595 &; سمعت الضحاك يقول في قوله ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) المحتظر: الحظيرة تتخذ للغنم فتيبس, فتصير كهشيم المحتظر, قال: هو الشوك الذي تحظر به العرب حول مواشيها من السباع والهشيم: يابس الشجر الذي فيه شوك ذلك الهشيم.

وقال آخرون: بل عني به هشيم الخيمة, وهو ما تكسَّر من خشبها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, عن مجاهد, في قوله ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) قال: الرجل يهشِم الخيمة.

وحدثني الحارث, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) الهشيم: الخيمة.

وقال آخرون: بل هو الورق الذي يتناثر من خشب الحطب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( كَهَشِيمِ ) قال: الهشيم: إذا ضربت الحظيرة بالعصا تهشم ذاك الورق فيسقط. والعرب تسمي كل شيء كان رطبا فيبس هشيما.

المعاني :

كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ :       كَالزَّرْعِ اليَابِسِ الَّذِي دَاسَتْهُ البَهَائِمُ فَتَهَشَّمَ السراج
كَهَشِيمِ :       كالشَّجَرِ اليابِسِ الَّذِي يَسْقُطُ وَيَتَناثَرُ الميسر في غريب القرآن
كهشيم :       كاليابس المُـتـفـتـّـت من شجر الحظيرة معاني القرآن
ٱلۡمُحۡتَظِرِ :       الَّذِي يُرِيدُ أَن يَعْمَلَ سِياجاً لِحِفْظِ المواشِي فَيَحْتَطِبَ لِذَلِكَ الميسر في غريب القرآن
المُحتظِر :       صانع الحظيرة (الزّريبة) لمواشيه من هذا الشجر معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[31] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ مهما كانوا أقوياءَ تكفيهم صيحةٌ واحدةٌ تدمِّرهم.
وقفة
[31] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ العاقر واحد والعذاب للجميع، رضوا بعقرها ولم يأخذوا على يديه؛ فلنحذر.
وقفة
[31] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ أعتى الأمم وأقواها لم يتطلب إهلاكها سوي صيحة واحدة، أتت عليها بقضها وقضيضها, فأني للعبد التجبر والتعاظم؟!
تفاعل
[31] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ استعذ بالله الآن من عذاب الدنيا والآخرة.
وقفة
[31] ﴿إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم صَيحَةً واحِدَةً فَكانوا كَهَشيمِ المُحتَظِرِ﴾ هى صيحة فى الدنيا من فرط قوتها صاروا ورق يابس مبعثر، فكيف بــ ﴿صَيحَةً واحِدَةً تَأخُذُهُم وَهُم يَخِصِّمونَ﴾ [يس: ٤٩]؟!
وقفة
[31] ﴿إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم صَيحَةً واحِدَةً فَكانوا كَهَشيمِ المُحتَظِرِ﴾ ربما عقر الناقة شخصان أو ثلاثة على أكثر تقدير، ولكن العذاب عم الكل، تفكر لماذا؟!

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة التاسعة عشرة. الفاء سببية. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» هشيم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. المحتظر: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. والصيحة: صيحة جبريل وهشيم محتظر: شجر أو حشيش يابس تتوطّأه البهائم فيتهشم.'

المتشابهات :

القمر: 19﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ
القمر: 31﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ
القمر: 34﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [31] لما قبلها :     وبعد ذكرِ العذاب إجمالًا؛ بَيَّنَه هنا، قال تعالى:
﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

المحتظر:
1- بكسر الظاء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحها، على أنه موضع الاحتظار، وهى قراءة أبى السمال، وأبى رجاء، وأبى عمرو بن عبيد.

مدارسة الآية : [32] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ ..

التفسير :

[32] ولقد سَهَّلْنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ، ومعانيه للفهم والتدبر لمن أراد أن يتذكر ويعتبر، فهل مِن متعظ به؟

{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}

ثم ختم- سبحانه- هذه القصة بما ختم به سابقتها فقال: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.

وجاءت بعد قصة قوم صالح، قصة قوم لوط- عليهما السلام- فقال- تعالى-:

أي سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراده ليتذكر الناس كما قال "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" وقال تعالى "فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا".

قال مجاهد "ولقد يسرنا القرآن للذكر" يعني هونا قراءته وقال السدي يسرنا تلاوته على الألسن وقال الضحاك عن ابن عباس لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل قلت ومن تيسيره تعالى على الناس تلاوة القرآن ما تقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف" وأوردنا الحديث بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته ههنا ولله الحمد والمنة وقوله "فهل من مدكر" أي فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يسر الله حفظه ومعناه؟ وقال محمد بن كعب القرظي فهل من منزجر عن المعاصي؟ وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا الحسن بن رافع حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر هو الوراق في قوله تعالى "فهل من مدكر" هل من طالب علم فيعان عليه وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم عن مطر الوراق ورواه ابن جرير وروى عن قتادة مثله.

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)

يقول تعالى ذكره: ولقد هوّنا القرآن بيَّناه للذكر: يقول: لمن أراد أن يتذكر به فيتعظ ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) يقول: فهل من متَّعظ به ومعتبر فيعتبر به, فيرتدع عما يكرهه الله منه.

المعاني :

مُّدَّكِرٍ :       مُتَّعِظٍ السراج

التدبر :

وقفة
[32] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ سهلناه للفهم والاتعاظ به لما تضمن من البراهين والحكم البليغة.
وقفة
[32] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ أيسر شيء بحمد الله تعالى على النفوس تحصيله وحفظه وفهمه هو كتاب الله الذي يسره للذكر، وإنما الذي هو في غاية الصعوبة والمشقة مقدرات الأذهان، وأغلوطات المسائل، والفروع والأصول التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وقفة
[32] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ تيسير القرآن للحفظ وللتذكر والاتعاظ.
عمل
[32] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ أيها المتدبر: تدبر القرآن يسير، هذا وعد الله؛ فلا يغلبنك التسويف.
وقفة
[32] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ من أقبل على القرآن بصدق، يسر الله له مطلوبه.
وقفة
[32] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ تكررت هذه الآية في هذه السورة، مع ذكر قصص الأنبياء، إشارة إلى هيمنة القرآن على الكتب السماوية الأخرى.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابعة عشرة.'

المتشابهات :

القمر: 17﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
القمر: 22﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
القمر: 32﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
القمر: 40﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [32] لما قبلها :     ولَمَّا كانت هذه النِّذارةُ بُلِغت بالقرآنِ، والمشركون مُعرضون عن استماعه، حارمون أنفسَهم من فوائدِه؛ جاء هنا الامتنان بالقرآن، وبيان أن اللهَ يسَّرَه وسَهَّله، وحثَّ على تَدَبُّرِه؛ لأنَّ التَّدبُّرَ يأتِي بِتَجَنُّبِ الضَّلالِ ويُرشِدُ إلى مَسالِكِ الاهتِداءِ، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [33] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ

التفسير :

[33] كذَّبت قوم لوط بآيات الله التي أُنذِروا بها.

أي:{ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ} لوطا عليه السلام، حين دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن الشرك والفاحشة التي ما سبقهم بها أحد من العالمين،

وقصة لوط- عليه السلام- قد وردت في سور متعددة، منها: سور الأعراف، وهود، والشعراء، والنمل، والعنكبوت ...

ولوط- عليه السلام- هو- على الراجح- ابن أخى إبراهيم- عليه السلام-، وكان قد آمن به وهاجر معه إلى أرض الشام، فبعثه الله- تعالى- إلى أهل سدوم. وهي قرية بوادي الأردن وكالوا يأتون الفواحش التي لم يسبقهم إليها أحد..

وقوله- تعالى- كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ أى: كذبوا بالإنذارات والتهديدات التي هددهم بها نبيهم لوط، إذا لم يستجيبوا لإرشاداته وأمره ونهيه....

يقول تعالى مخبرا عن قوم لوط كيف كذبوا رسولهم وخالفوه ، وارتكبوا المكروه من إتيان الذكور ، وهي الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين ; ولهذا أهلكهم الله هلاكا لم يهلكه أمة من الأمم ، فإنه تعالى أمر جبريل عليه السلام ، فحمل مدائنهم حتى وصل بها إلى عنان السماء ، ثم قلبها عليهم وأرسلها ، وأتبعت بحجارة من سجيل منضود ; ولهذا قال هاهنا .

وقوله ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ) يقول تعالى ذكره: كذّبت قوم لوط بآيات الله التي أنذرهم وذكرهم بها.

المعاني :

بِالنُّذُرِ :       بِآيَاتِ اللهِ الَّتِي أُنْذِرُوا بِهَا السراج

التدبر :

وقفة
[33] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ﴾ الحكم على قوم لوط بالتكذيب عام، ذلك أن معظمهم كذبوا لوطًا، وما آمن معه إلا قليل.
وقفة
[33] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ﴾ أنذر لوط قومه بنذر شتي, وعلي الداعية أن ينوع أساليب دعوته, وإقامة حججه, وإنذار قومه بمختلف أنواع النذر.

الإعراب :

  • ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة الثامنة عشرة. لوط‍: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وأنث الفعل على معنى الجماعة. بالنذر: جار ومجرور متعلق بكذبت.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [33] لما قبلها :     4- قومُ لوطٍ: كَذَّبُوا لوطًا عليه السلام، قال تعالى :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [34] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا ..

التفسير :

[34] إنا أرسلنا عليهم ريحاً شديدة ترميهم بالحجارة إلا آل لوط، نجَّيناهم من العذاب في آخر الليل،

إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ

فكانت نتيجة هذا التكذيب والفجور الذي انغمسوا فيه الهلاك والدمار كما قال- تعالى-: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً....

والحاصب: الريح التي تحصب، أى: ترمى بالحصباء، وهي الحجارة الصغيرة التي تهلك من نصيبه بأمر الله- تعالى-.

فقوله: حاصِباً صفة لموصوف محذوف وهو الريح، وجيء به مذكرا لكون موصوفه وهو الريح في تأويل العذاب، أى: إنا أرسلنا عليهم عذابا حاصبا أهلكهم..

والاستثناء في قوله- سبحانه-: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ استثناء متصل، لأنهم من قومه. والسحر: هو الوقت الذي يختلط فيه سواد آخر الليل، ببياض أول النهار وهو قبيل مطلع الفجر بقليل.

أى: إنا أرسلنا عليهم ريحا شديدة ترميهم بالحصباء فتهلكهم، إلا آل لوط، وهم من آمن به من قومه، فقد نجيناهم من هذا العذاب المهلك في وقت السحر، فالباء في قوله بِسَحَرٍ بمعنى «في» الظرفية. أو هي للملابسة، أى: حال كونهم متلبسين بسحر.

( إنا أرسلنا عليهم حاصبا ) وهي : الحجارة ، ( إلا آل لوط نجيناهم بسحر ) أي : خرجوا من آخر الليل فنجوا مما أصاب قومهم ، ولم يؤمن بلوط من قومه أحد ولا رجل واحد حتى ولا امرأته ، أصابها ما أصاب قومها ، وخرج نبي الله لوط وبنات له من بين أظهرهم سالما لم يمسسه سوء ; ولهذا قال تعالى :

وقوله ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا ) يقول تعالى ذكره: إنا أرسلنا عليهم حجارة.

وقوله ( إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ) يقول: غير آل لوط الذين صدّقوه واتبعوه على دينه فإنا نجيناهم من العذاب الذي عذّبنا به قومه الذين كذبوه, والحاصب الذي حصبناهم به بسحر: بنعمة من عندنا: يقول: نعمة أنعمناها على لوط وآله, وكرامة أكرمناهم بها من عندنا.

المعاني :

حَاصِبًا :       حِجَارَةً السراج
حَاصِبًا :       رِيحاً شَدِيدَةً تَرْمِيهِم بِحِجارَةٍ الميسر في غريب القرآن
حاصبًا :       ريحًا ترميهم بالحصباء معاني القرآن
بِسَحَرٍ :       فِي آخِرِ اللَّيْلِ السراج
بِسَحَرࣲ :       في آخِرِ الليلِ الميسر في غريب القرآن
نجّـيناهم بسَحَر :       عـند اصداع الفجْر معاني القرآن

التدبر :

تفاعل
[34] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[34] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ﴾ نبي يُبعث إلى قومه، فلا يتبعه إلا آل بيته، وليسوا جميعًا، بل كانت امرأته كافرة، فمفتاح الهداية بيد الله وحده، والنتائج ليست عليك؟
وقفة
[34] ﴿نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ﴾ السحر موعدنا مع النجاة، اللهم نج كل مؤمن مما يخاف.
وقفة
[34] ﴿نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ﴾ اختار الله لنجاة أوليائه أبرك الأوقات؛ وقت السحر, وكم من عبد أذن الله بنجاته وتفريج كربه بدعوات السحر!
لمسة
[34] ﴿نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ﴾ استخدام (الباء) أعمق من (في)؛ لأنها تدل على الاستعانة والمصاحبة، فالسحر ظرف أعانهم على النجاة من العذاب، وفي الوقت نفسه كان مصاحبًا لفترة نجاتهم.
وقفة
[34، 35] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ * نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ قال القشيري: «والشكر على نعم الدفع أتم من الشكر على نعم النفع، ولا يعرف ذلك إلا كل موفق كيس».
وقفة
‏[34، 35] ﴿نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ * نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ مِن جزاء شكر النِعم، نجـاتك إذا نـزل الغمّ.

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً:
  • أعربت في الآية الكريمة التاسعة عشرة. أي ريحا حاصبا فحذف المفعول الموصوف وأقيمت الصفة مقامه. أي ريحا تثير الحصباء أي الحصى.
  • ﴿ إِلاّ آلَ لُوطٍ‍:
  • أداة استثناء. ال: مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. لوط‍: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو اسم أعجمي انصرف لأنه ثلاثي أوسطه ساكن.
  • ﴿ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ:
  • الجملة الفعلية: في محل نصب حال وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. بسحر: أي في وقت السحر: جار ومجرور متعلق بنجينا. وصرفت الكلمة لأنها نكرة ولأنها لا تعني يوما معينا وليست ظرفا بمعنى: بقطع من الليل وهو السدس الأخير منه.'

المتشابهات :

الحجر: 59﴿ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ
القمر: 34﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [34] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ تكذيبَهم؛ ذكرَ هنا جزاءهم على هذا التكذيب، وأنجى من آمن، قال تعالى:
﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [35] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي ..

التفسير :

[35] نعمة من عندنا عليهم، كما أثبنا لوطاً وآله وأنعمنا عليهم، فأنجيناهم مِن عذابنا، نُثيب مَن آمن بنا وشكرنا.

وقوله- تعالى- نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا ... علة الإيحاء، والنعمة بمعنى الإنعام، أى:

أنجينا آل لوط من العذاب الذي نزل بقومه على سبيل الإنعام الصادر من عندنا عليهم لا من عند غيرنا.

وقوله- تعالى-: كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ بيان لسبب هذا الإنعام والإيحاء..

أى: مثل هذا الجزاء العظيم، المتمثل في إيحائنا للمؤمنين من آل لوط وفي إنعامنا عليهم..

نجازي كل شاكر لنا، ومستجيب لأمرنا ونهينا.

فالآية الكريمة بشارة للمؤمنين الشاكرين حتى يزدادوا من الطاعة لربهم، وتعريض بسوء مصير الكافرين الذين لم يشكروا الله- تعالى- على نعمه.

وفي قوله- تعالى-: مِنْ عِنْدِنا تنويه عظيم بهذا الإنعام، لأنه صادر من عنده- تعالى- الذي لا تعد ولا تحصى نعمه.

وقوله ( كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ) يقول: وكما أثبنا لوطًا وآله, وأنعمنا عليه, فأنجيناهم من عذابنا بطاعتهم إيانا كذلك نثيب من شكرنا على نعمتنا عليه, فأطاعنا وانتهى إلى أمرنا ونهينا من جميع خلقنا. وأجرى قوله بسحر, لأنه نكرة, وإذا قالوا: فعلت هذا سحر بغير باء لم يجروه.

المعاني :

نَجۡزِي :       نُثِيبُ الميسر في غريب القرآن
مَن شَكَرَ :       مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَوَحّدَهُ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[35] ﴿نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا﴾ امتن الله على آل لوط بنعمتين: النجاة من العذاب، وإهلاك العدو.
وقفة
[35] ﴿نِعمَةً مِن عِندِنا كَذلِكَ نَجزي مَن شَكَرَ﴾ نجاتك تكون بإقرارك بالنعم وشكرها.
عمل
[35] ﴿كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ اشكر اللهَ على نِعمِه باللسانِ والعملِ.
وقفة
[35] ﴿كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ شُكْر الله على نعمه سبب السلامة من العذاب.
وقفة
[35] ﴿كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ هذه قاعدة عامة، وسنة جارية، فلو أحسنتم كما أحسنوا، وشكرتم كما شكروا، لجازيناكم خير الجزاء كما جازيناهم.
وقفة
[35] ﴿كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ الشكر على نعم الدفع أخفى من الشكر على نعم النفع، فقليل من يشكر الله على أن عافاهم الله من المرض والفقر والإصابة، ولا يعرف هذا اللون من الشكر إلا المتقون الموفّقون.
وقفة
[35] ﴿نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ تتضاعف لذة النعمة حين نستشعر أنها من الله، ليس الشأن في حجم النعمة، الشأن أنها من الله العظيم لك أنت.
وقفة
[35] ﴿نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ قال أحد العلماء: لم أر في كتاب الله القرآن أمرًا يجلب النعم ويدفع النقم؛ أعظم من الشكر.
وقفة
[35] ﴿نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ سنة إلهية: زيادة النعم قرينة الشكر.
وقفة
[35] ﴿نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾ نعمة الإنجاء أعظم من نعمة الإعطاء.
وقفة
[35] الشكر وقت الرخاء من أهم أسباب النجاة وقت الشدة، تأمل منة الله على نبيه لوط عليه السلام بنجاته: ﴿نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾.
عمل
[35] اشكر الله على نعمه عليك بلسانك، واشكره بعملك بالتقرب إليه بطاعة من الطاعات ﴿نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ﴾.
وقفة
[35] كيف نجمع بين: ﴿وهل نجازي إلا الكفور﴾ [سبأ: 17]، ﴿كذلك نجزي من شكر﴾، ﴿وسيجزي الله الشاكرين﴾ [آل عمران: 144]؟ الجواب: المراد: هل يجازى بالظلم والمعاصى حتمًا إلا الكفور، لأن المؤمن قد يعفى عنه، فلا يجازى بمعصية تفضلًا عليه، ولشرف الإيمان.

الإعراب :

  • ﴿ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا:
  • مفعول له-أي إنعاما: منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من عند: جار ومجرور متعلق بصفة محذوف لنعمة. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ كَذلِكَ:
  • الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة لمفعول مطلق-مصدر-محذوف أو نائبة عنه بتقدير: نجزي جزاء مثل ذلك. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب أي مثل ذلك الإنجاء.
  • ﴿ نَجْزِي:
  • فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
  • ﴿ مَنْ شَكَرَ:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. شكر: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «شكر» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. وحذف مفعولها اختصارا لأن ما قبله يفسره. أي من شكر نعمة الله بايمانه وطاعته.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [35] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ نجاةَ من آمن؛ بَيَّنَ هنا أن سبب النجاة هو شكران النعم، قال تعالى:
﴿ نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [36] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ

التفسير :

[36] ولقد خوَّف لوط قومه بأس الله وعذابه، فلم يسمعوا له، بل شكُّوا في ذلك، وكذَّبوه.

فكذبوه واستمروا على شركهم وقبائحهم، حتى إن الملائكة الذين جاءوه بصورة أضياف حين سمع بهم قوم لوط، جاؤوهممسرعين، يريدون إيقاع الفاحشة فيهم، لعنهم الله وقبحهم، وراودوه عنهم،

فأمر الله جبريل عليه السلام، فطمس أعينهم بجناحه، وأنذرهم نبيهم بطشة الله وعقوبته{ فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ}

ثم بين- سبحانه- الأسباب التي أدت بقوم لوط إلى الدمار والهلاك فقال: وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ....

والبطشة: المرة من البطش، بمعنى الأخذ بعنف وقوة، والمراد بها هنا: الإهلاك الشديد.

والتمارى: تفاعل من المراء بمعنى الجدال، والمراد به هنا: التكذيب والاستهزاء، ولذا عدى بالباء دون في. أى: والله لقد أنذرهم لوط- عليه السلام- وخوفهم من عذابنا الشديد الذي لا يبقى ولا يذر، ولكنهم كذبوه واستهزءوا به، وبتهديده وبتخويفه إياهم.

أي : ولقد كان قبل حلول العذاب بهم قد أنذرهم بأس الله وعذابه ، فما التفتوا إلى ذلك ، ولا أصغوا إليه ، بل شكوا فيه وتماروا به ،

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)

يقول تعالى ذكره: ولقد أنذر لوط قومه بطشتنا التي بطشناها قبل ذلك ( فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ) يقول: فكذّبوا بإنذاره ما أنذرهم من ذلك شكا منهم فيه .

وقوله ( فَتَمَارَوْا ) تفاعلوا من المرية.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل:

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ) لم يصدّقوه، وقوله ( وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ ) يقول جلّ ثناؤه: ولقد راود لوطا قومه عن ضيفه الذين نـزلوا به حين أراد الله إهلاكهم ( فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ ) يقول: فطمسنا على أعينهم حتى صيرناها كسائر الوجه لا يرى لها شقّ, فلم يبصروا ضيفه. والعرب تقول: قد طمست الريح الأعلام: إذا دفنتها بما تسفي عليها من التراب, كما قال كعب بن زُهَير:

مِـنْ كُـلّ نَصَّاخَةِ الذّفْرَى إذَا أعْتَرَقَتْ

عُرْضَتهـا طـامِسُ الأعْـلام مَجْهُولُ (1)

يعني بقوله ( طامِسُ الأعْلامِ ) : مندفن الأعلام.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

------------------------

الهوامش:

(1) البيت : لكعب بن زهير من لاميته المشهورة " بانت سعاد " التي مدح بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد شرحناه ثلاث مرات في ( 2 : 402 ، 5 : 123 ، 9 : 157 ) من هذه الطبعة ، فراجعه في أحد هذه المواضع ، أو فيها كلها، لزيادة الفائدة .

المعاني :

أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا :       خَوَّفَهُمْ لُوطٌ - عليه السلام - بَاسَ اللهِ السراج
وَلَقَدۡ أَنذَرَهُم :       خَوَّفَهُم الميسر في غريب القرآن
بَطۡشَتَنَا :       بَأْسَنَا وَعَذَابَنا الميسر في غريب القرآن
أنذرهم بَطْـشتنا :       أخْذتـَـنـَـا الشديدة بالعذاب معاني القرآن
فَتَمَارَوْا :       شَكُّوا، وَكَذَّبُوا السراج
فَتَمَارَوۡاْ :       فَشَكُّوا الميسر في غريب القرآن
بِٱلنُّذُرِ :       بالإنْذارِ الميسر في غريب القرآن
فتمارَوْا بالنّـذر :       فكَذبوا بها مُتشاكّين معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[36] ﴿وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ الحذر من نزول عقوبة الله تعالى بمن كذب وعصى.
وقفة
[36] ﴿وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ (بَطْشَتَنَا) أي: أخذتنا لهم المقرونة بشدة ما لنا من العظمة، ووحد إشارة إلى أنه لا يستهان بشيء من عذابه سبحانه، بل الأخذة الواحدة كافية لما لنا من العظمة؛ فهي غير محتاجة إلى التثنية.
وقفة
[36] ﴿وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ لم ينزل عذاب الله حتى توالت الإنذارات، فقابلوها بالشك، فأهلكهم الله.
وقفة
[36] ﴿وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ اللبيب العاقل من يأخذ الإنذرات بالمخاطر والهلاك علي محمل الجد, والسفيه الخائب من يشكك بها ويماري ويجادل.
وقفة
[36] ﴿بَطْشَتَنَا﴾ إشارة إلى أنها بطشة معروفة لديهم، وعذابًا كان يخوِّفهم به، فالتخويف بما يعرفون أجدي نفعًا وأعظم أثرًا مما يجهلون.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ:
  • الواو: استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. أنذر: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «لوط‍» و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أول.
  • ﴿ بَطْشَتَنا:
  • مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف اليه. بمعنى: أخذتنا بالعذاب.
  • ﴿ فَتَمارَوْا:
  • الفاء استئنافية. تماروا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أي فكذبوا.
  • ﴿ بِالنُّذُرِ:
  • جار ومجرور متعلق بتماروا. أو متعلق بحال محذوفة التقدير: فكذبوا متشاكين بالنذر.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [36] لما قبلها :     وبعد بيان إهلاك قوم لوط؛ بَيَّنَ اللهُ هنا أنه ما أهلك من أهلك إلا بعد أن أنذرهم عذابه وخوفهم بأسه، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [37] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا ..

التفسير :

[37] ولقد طلبوا منه أن يفعلوا الفاحشة بضيوفه من الملائكة، فطمسنا أعينهم فلم يُبصروا شيئاً، فقيل لهم:ذوقوا عذابي ونتيجة إنذاري الذي أنذركم به لوط عليه السلام.

ثم يحكى- سبحانه- صورة أخرى من فجورهم فقال: وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ، فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ، فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ.

والمراودة: مقابلة، من راد فلان يرود، إذا جاء وذهب، لكي يصل إلى ما يريده من غيره عن طريق المحايلة والمخادعة.

والمراد بضيفه ضيوفه من الملائكة الذين جاءوا إلى لوط- عليه السلام- لإخباره بإهلاك قومه، وبأن موعدهم الصبح ... أى: والله لقد حاول هؤلاء الكفرة الفجرة المرة بعد المرة، مع لوط- عليه السلام- أن يمكنهم من فعل الفاحشة مع ضيوفه ...

فكانت نتيجة محاولاتهم القبيحة أن فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ أى حجبناها عن النظر، فصاروا لا يرون شيئا أمامهم.

قال القرطبي: يروى أن جبريل- عليه السلام- ضربهم بجناحه فعموا، وقيل: صارت أعينهم كسائر الوجه لا يرى لها شق. كما تطمس الريح الأعلام بما تسفى عليها من التراب.

وقيل: طمس الله على أبصارهم فلم يروا الرسل .

وعدى- سبحانه- فعل المراودة بعن. لتضمينه معنى الإبعاد والدفع. أى: حاولوا دفعه عن ضيوفه، ليتمكنوا منهم.

وأسند المراودة إليهم جميعا: لرضاهم عنها، بقطع النظر عمن قام بها.

وقوله: فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ مقول لقول محذوف، أى طمسنا أعينهم وقلنا لهم:

ذوقوا عذابي الشديد الذي سينزل بكم، بسبب تكذيبكم لرسولي، واستخفافكم بما وجه إليكم من تخويف وإنذار.

والمراد من هذا الأمر: الخبر. أى: فأذقتهم عذابي الذي أنذرهم به لوط- عليه السلام-.

( ولقد راودوه عن ضيفه ) وذلك ليلة ورد عليه الملائكة : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل في صورة شباب مرد حسان محنة من الله بهم ، فأضافهم لوط [ عليه السلام ] وبعثت امرأته العجوز السوء إلى قومها ، فأعلمتهم بأضياف لوط ، فأقبلوا يهرعون إليه من كل مكان ، فأغلق لوط دونهم الباب ، فجعلوا يحاولون كسر الباب ، وذلك عشية ، ولوط ، عليه السلام ، يدافعهم ويمانعهم دون أضيافه ، ويقول لهم : ( هؤلاء بناتي ) يعني : نساءهم ، ( إن كنتم فاعلين ) [ الحجر : 71 ] ( قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق ) أي : ليس لنا فيهن أرب ، ( وإنك لتعلم ما نريد ) [ هود : 79 ] فلما اشتد الحال وأبوا إلا الدخول ، خرج عليهم جبريل ، عليه السلام ، فضرب أعينهم بطرف جناحه ، فانطمست أعينهم . يقال : إنها غارت من وجوههم . وقيل : إنه لم تبق لهم عيون بالكلية

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ ) قال: عمى الله عليهم الملائكة حين دخلوا على لوط.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ ) وذُكر لنا أن جبريل عليه السلام استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطا, وأنهم عالجوا الباب ليدخلوا عليه, فصفقهم بجناحه, وتركهم عميا يتردّدون.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله ( وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ ) قال: هؤلاء قوم لوط حين راودوه عن ضيفه, طمس الله أعينهم, فكان ينهاهم عن عملهم الخبيث الذي كانوا يعملون, فقالوا: إنا لا نترك عملنا فإياك أن تُنـزل أحدا أو تُضيفه, أو تدعه ينـزل عليك, فإنا لا نتركه ولا نترك عملنا. قال: فلما جاءه المرسلون, خرجت امرأته الشقية من الشقّ, فأتتهم فدعتهم, وقالت لهم: تعالوا فإنه قد جاء قوم لم أر قطّ أحسن وجوها منهم, ولا أحسن ثيابًا, ولا أطيب أرواحا منهم, قال: فجاءوه يهرعون إليه, فقال: إن هؤلاء ضيفي, فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي, قالوا: أولم ننهك عن العالمين؟ أليس قد تقدمنا إليك وأعذرنا فيما بيننا بينك؟ قال: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم فقال له جبريل عليه السلام: ما يهولك من هؤلاء؟ قال: أما ترى ما يريدون؟ فقال: إنا رسل ربك لن يصلوا إليك, لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك, لتصنعن هذا الأمر سرّا, وليكوننّ فيه بلاء; قال: فنشر جبريل عليه السلام جناحا من أجنحته, فاختلس به أبصارهم, فطمس أعينهم, فجعلوا يجول بعضهم في بعض, فذلك قول الله ( فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ) .

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ ) جاءت الملائكة في صور الرجال, وكذلك كانت تجيء, فرآهم قوم لوط حين دخلوا القرية. وقيل: إنهم نـزلوا بلوط, فأقبلوا إليهم يريدونهم, فتلقَّاهم لوط يناشدهم الله أن لا يخزوه في ضيفه, فأبوا عليه وجاءوا ليدخلوا عليه, فقالت الرسل للوط خلّ بينهم وبين الدخول, فإنا رسل ربك, لن يصلوا إليك, فدخلوا البيت, وطمس الله على أبصارهم, فلم يروهم; وقالوا: قد رأيناهم حين دخلوا البيت, فأين ذهبوا؟ فلم يروهم ورجعوا.

وقوله ( فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ) يقول تعالى ذكره: فذوقوا معشر قوم لوط من سدوم, عذابي الذي حلّ بكم, وإنذاري الذي أنذرت به غيركم من الأمم من النكال والمثلات.

المعاني :

رَاوَدُوهُ :       طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَفْعَلُوا الفَاحِشَةَ بِهِمْ السراج
راوَدوه عنْ ضيـْـفه :       طَلـَـبوا منه تمكينهم منهم معاني القرآن
فَطَمَسْنَا :       أَعْمَيْنَا، وَحَجَبْنَا عَاقَبَهُمُ اللهُ بِالطَّمْسِ، ثُمَّ بِقَلْبِ قُرَاهُمْ، ثُمَّ أَمْطَرَهُمْ حِجَارَةً مِن طِينٍ السراج
فطمسْنا أعينهم :       أعميْناهم أو أزلنا أثرَها بمَسْحِها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[37] ﴿فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ﴾ لما كان الأصل في معصية قوم لوط هي إطلاق البصر في وجوه المردان، كانت أول العقوبة هكذا.
تفاعل
[37] ﴿فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
عمل
[37] ﴿فَطَمَسنا أَعيُنَهُم ﴾ كن مع الله وانتظر النجاة، فلا تدرى من أين تأتيك؟!
وقفة
[37] ﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ خُصُّوا بالأمر بالذوق لما في فاحشتهم الخبيثة ما يستلذونه.
وقفة
[37] ﴿فذوقوا عذابي ونذر﴾ مرة بعد مرة إيقاظ مستمر للقلوب, وتنبيه دائم للعقول؛ ألا تغفل عن ربها لحظة.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ راوَدُوهُ:
  • أعربت. راودوه: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. أي ولقد طالبوه بتسليمهم.
  • ﴿ عَنْ ضَيْفِهِ:
  • جار ومجرور متعلق براودوه والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. أي في ضيوفه وهم الملائكة.
  • ﴿ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ:
  • الفاء عاطفة. سببية. طمس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أعين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. بمعنى فمسحنا أعينهم.
  • ﴿ فَذُوقُوا:
  • الفاء عاطفة. ذوقوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «ذوقوا» في محل نصب مفعول به لفعل مضمر تقديره: فقلنا لهم. أو فقلت لهم ذوقوا على ألسنة الملائكة.
  • ﴿ عَذابِي وَنُذُرِ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. ونذر: معطوفة الواو على «عذابي» وتعرب اعرابها. أي ونذري وحذفت الياء خطا واختصارا ومراعاة لفواصل الايات وبقيت الكسرة دالة عليها.'

المتشابهات :

القمر: 37﴿وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ
القمر: 39﴿ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [37] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ أنه ما أهلك من أهلك إلا بعد أن أنذرهم عذابَه؛ بَيَّنَ هنا جُرمَهم الذي استحقوا به العذاب، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فطمسنا:
1- بتخفيف الميم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتشديدها، وهى قراءة ابن مقسم.

مدارسة الآية : [38] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ

التفسير :

[38] ولقد جاءهم وقت الصباح عذاب دائم استقر فيهم حتى يُفضي بهم إلى عذاب الآخرة، وذلك العذاب هو رجمهم بالحجارة وقلب قُراهم وجعل أعلاها أسفلها،

{ وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ} قلب الله عليهم ديارهم، وجعل أسفلها أعلاها، وتتبعهم بحجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك للمسرفين، ونجى الله لوطا وأهله من الكرب العظيم، جزاء لهم على شكرهم لربهم، وعبادته وحده لا شريك له.

ثم بين- سبحانه- ما حل بهم من عذاب فقال: وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ.... والبكرة: أول النهار وهو وقت الصبح، وجيء بلفظ بكرة للإشعار بتعجيل العذاب لهم، أى: والله لقد نزل بهم عذابنا في الوقت المبكر من الصباح نزولا دائما ثابتا مستقرا لا ينفك عنهم، ولا ينفكون عنه..

قال الله تعالى : ( ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ) أي : لا محيد لهم عنه ، ولا انفكاك لهم منه

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)

يقول تعالى ذكره: ولقد صُبِّحَ قوْمُ لوط بُكْرةً ذكر أن ذلك كان عند طلوع الفجر.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( بُكْرَةً ) قال: عند طلوع الفجر.

وقوله ( عَذَابِ ) وذلك قلب الأرض بهم, وتصيير أعلاها أسفلها بهم, ثم إتباعهم بحجارة من سجيل منضود.

كما حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ ) قال: حجارة رموا بها.

وقوله ( مُسْتَقِرّ ) يقول: استقرّ ذلك العذاب فيهم إلى يوم القيامة حتى يوافوا عذاب الله الأكبر في جهنم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ) يقول: صبحهم عذاب مستقرّ, استقرّ بهم إلى نار جهنم.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً ) ... الآية, قال: ثم صبحهم بعد هذا, يعني بعد أن طمس الله أعينهم, فهم من ذلك العذاب إلى يوم القيامة, قال: وكل قومه كانوا كذلك, ألا تسمع قوله حين يقول : أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ .

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( مُسْتَقِرّ ) استقرّ.

المعاني :

بُكْرَةً :       أَوَّلَ النَّهَارِ السراج
صَبَّحَهُم بُكۡرَةً :       جاءَهُم وَقْتَ الصَّباحِ الميسر في غريب القرآن
مُّسْتَقِرٌّ :       دَائِمٌ مُتَّصِلٌ بِعَذَابِ الآخِرَةِ السراج
مُّسۡتَقِرࣱّ :       نازلٌ بِهم الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[38] ﴿وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ﴾ عذابٌ في الدنيا إلى أن استقر بهم في الآخرة، فهو لا ينقطِع.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً:
  • أعربت. صبح: فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى: ولقد أتاهم. بكرة: مفعول فيه-ظرف زمان-منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة، صرفت الكلمة لأنها نكرة ولا تعني يوما معينا بمعنى غدوة. أي أول النهار.
  • ﴿ عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. مستقر: صفة-نعت-لعذاب مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [38] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ جرمَهم الذي استحقوا به العذاب؛ بَيَّنَ هنا وقت مجىء العذاب، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

عذاب مستقر:
وقرئ:
بغير تنوين «عذاب» ، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [39] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ

التفسير :

[39] فقيل لهم:ذوقوا عذابي الذي أنزلته بكم؛ لكفركم وتكذيبكم، ونتيجة إنذاري الذي أنذركم به لوط عليه السلام.

وقلنا لهم: ذوقوا عذابي، وسوء عاقبة تكذيبكم لرسولي لوط- عليه السلام-.

فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ

وقوله ( فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ) يقول تعالى ذكره لهم: فذوقوا معشر قوم لوط عذابي الذي أحللته بكم, بكفركم بالله وتكذيبكم رسوله, وإنذاري بكم الأمم سواكم بما أنـزلته بكم من العقاب.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[39] ﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ فائدة تكرير هذه العبارة عبر السورة تكرار الإنذار، وقرع الأسماع للاعتبار؛ لئلا يغلبنا السهو، وتستولي عليهم الغفلة، فتظل العبر حاضرة للقلوب، مصورة للأذهان، مذكورة غير منسية في كل أوان.
وقفة
[39] ﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ جاءت هنا بخلاف قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ [٢١]؛ إشارة إلى أن جريمتهم أعظم، وعقابهم أشد.

الإعراب :

  • ﴿ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ
  • أعربت في الآية الكريمة السابعة والثلاثين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [39] لما قبلها :     وبعد بيان ما حدثَ لقوم لوط؛ بَيَّنَ سبحانه شديد نكاله وعقابه؛ تهديدًا لمشركي قريش أن يُصيبهم العذاب جزاء تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم كما أصابَ عاد، قال تعالى:
﴿ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [40] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ ..

التفسير :

[40] ولقد سَهَّلْنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ، ومعانيه للفهم والتدبر لمن أراد أن يتذكر، فهل مِن متعظ به؟

سبق تفسيرها

ثم ختم- سبحانه- قصتهم بما ختم به القصص السابقة فقال: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما فائدة تكرير قوله: فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟.

قلت: فائدته أن يجددوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ادكارا واتعاظا، وأن يستأنفوا تنبها واستيقاظا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه، وأن يقرع لهم العصا مرات، ويقعقع لهم الشن تارات لئلا يغلبهم السهو، ولا تستولى عليهم الغفلة، وهذا حكم التكرير، كقوله:

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ عند كل نعمة عدها في سورة الرحمن.

وكقوله: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ عند كل آية أوردها في سورة المرسلات، وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها، لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب، مصورة للأذهان، مذكورة غير منسية في كل أوان.. .

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة، ببيان ما حل بفرعون وقومه، وبتحذير مشركي قريش من سوء عاقبة كفرهم، وببيان ما أعد لهم من عذاب يوم القيامة، وبتبشير المتقين بحسن العاقبة فقال- تعالى-:

أي سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراده ليتذكر الناس كما قال "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" وقال تعالى "فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا".

قال مجاهد "ولقد يسرنا القرآن للذكر" يعني هونا قراءته وقال السدي يسرنا تلاوته على الألسن وقال الضحاك عن ابن عباس لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل قلت ومن تيسيره تعالى على الناس تلاوة القرآن ما تقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف" وأوردنا الحديث بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته ههنا ولله الحمد والمنة وقوله "فهل من مدكر" أي فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يسر الله حفظه ومعناه؟ وقال محمد بن كعب القرظي فهل من منزجر عن المعاصي؟ وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا الحسن بن رافع حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر هو الوراق في قوله تعالى "فهل من مدكر" هل من طالب علم فيعان عليه وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم عن مطر الوراق ورواه ابن جرير وروى عن قتادة مثله.

وقوله ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) يقول تعالى ذكره: ولقد سهَّلنا القرآن للذكر لمن أراد التذكر به فهل من متعظ ومعتبر به فينـزجر به عما نهاه الله عنه إلى ما أمره به وأذن له فيه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[40] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ صرَّفنا لكم في القرآن أنواع المواعظ وألوان العبر، فمن منكم اتعظ؟ وأيكم اعتبر؟!
عمل
[40] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ تدبر القرآن يسير، هذا وعد الله؛ فلا يغلبنك التسويف.
اسقاط
[40] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ إذا عسُر عليك فهم القرآن فتفقد قلبك، فمُحال أن يعسُر على من أخلصه لله وأخذ بالأسباب، إنه وعد لا يتخلف.
وقفة
[40] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ من أقبل على القرآن بصدق؛ يسر الله له مطلوبه.
وقفة
[40] ﴿وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُدَّكِرٍ﴾ شكوتك من عدم الفهم سببها قلبك.
عمل
[40] استخرج فائدتين من خلال قراءتك للآيات في هذه الصفحة ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
  • تعرب إعراب الآية الكريمة السابعة عشرة.'

المتشابهات :

القمر: 17﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
القمر: 22﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
القمر: 32﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
القمر: 40﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [40] لما قبلها :     ولَمَّا كانت هذه النِّذارةُ بُلِغت بالقرآنِ، والمشركون مُعرضون عن استماعه، حارمون أنفسَهم من فوائدِه؛ جاء هنا الامتنان بالقرآن، وبيان أن اللهَ يسَّرَه وسَهَّله، وحثَّ على تَدَبُّرِه؛ لأنَّ التَّدبُّرَ يأتِي بِتَجَنُّبِ الضَّلالِ ويُرشِدُ إلى مَسالِكِ الاهتِداءِ، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [41] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ

التفسير :

[41] ولقد جاء أتباعَ فرعون وقومَه إنذارُنا بالعقوبة لهم على كفرهم.

أي:{ وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ} أي:فرعون وقومه{ النُّذُرُ} فأرسل الله إليهم موسى الكليم، وأيده بالآيات الباهرات، والمعجزات القاهرات

وقصة فرعون وملئه مع موسى- عليه السلام- قد تكررت في سور متعددة، منها سور:

الأعراف، ويونس، وهود، وطه، والشعراء، والقصص.

وهنا جاء الحديث عن فرعون وملئه في آيتين، بين- سبحانه- ما حل بهم من عذاب، بسبب تكذيبهم لآيات الله- تعالى-، فقال- سبحانه-: وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ.

والمراد بآل فرعون: أقرباؤه وحاشيته وأتباعه الذين كانوا يؤيدونه ويناصرونه.

والنذر: جمع نذير، اسم مصدر بمعنى الإنذار، وجيء به بصيغة الجمع، لكثرة الإنذارات التي وجهها موسى- عليه السلام- إليهم.

أى: والله لقد جاء إلى فرعون وآله، الكثير من الإنذارات والتهديدات على لسان نبينا موسى- عليه السلام- ولكنهم لم يستجيبوا له ...

يقول تعالى مخبرا عن فرعون وقومه إنهم جاءهم رسول الله موسى وأخوه هارون بالبشارة إن آمنوا ، والنذارة إن كفروا ، وأيدهما بمعجزات عظيمة وآيات متعددة ، فكذبوا بها كلها ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، أي : فأبادهم الله ولم يبق منهم مخبرا ولا عينا ولا أثرا .

القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)

يقول تعالى ذكره: ولقد جاء أتباع فرعون وقومه إنذارنا بالعقوبة بكفرهم بنا وبرسولنا موسى .

المعاني :

آلَ فِرْعَوْنَ :       أَتْبَاعَهُ، وَقَوْمَهُ السراج
ءَالَ فِرۡعَوۡنَ :       أَتْباعَ فِرْعَونَ الميسر في غريب القرآن
النُّذُرُ :       الإِنْذَارُ بِالعُقُوبَةِ السراج
ٱلنُّذُرُ :       الإِنْذارُ تِلْو الإنْذارِ مِن مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ بالعُقُوبةِ عَلَى كُفْرِهِم الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[41، 42] ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ أي رأفة أعظم من رأفة الله بخلقه, وأي حلم أعظم من حلم الله علي عباده؛ يقدم لهم الإنذارات بعد الإنذارات؛ رجاء أن يتوبوا, وإلي الحق يؤوبوا.
وقفة
[41، 42] ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ هنا اختصار قصة فرعون من البداية إلى النهاية في آيتين اثنتين! إنذار فتكذيب فهلاك.

الإعراب :

  • ﴿ وَلَقَدْ جاءَ آلَ:
  • أعربت. جاء: فعل ماض مبني على الفتح. آل: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ فِرْعَوْنَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة.
  • ﴿ النُّذُرُ:
  • فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهم موسى وهارون وغيرهما من الأنبياء أو جمع نذير وهو الانذار.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [41] لما قبلها :     5- آلُ فرعونَ: كَذَّبُوا الآياتِ، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [42] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ ..

التفسير :

[42] كذَّبوا بأدلتنا كلها الدالة على وحدانيتنا ونبوة أنبيائنا، فعاقبناهم بالعذاب عقوبة عزيز لا يغالَب، مقتدر على ما يشاء.

وأشهدهم من العبر ما لم يشهد عليه أحدا غيرهمفكذبوا بآيات الله كلها، فأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فأغرقهم في اليم هو وجنودهوالمراد من ذكر هذه القصص تحذير [الناس و] المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم.

بل كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها أى: بل كذبوا بجميع المعجزات التي أيدنا موسى- عليه السلام- بها، والتي كانت تدل أعظم دلالة على صدقه فيما يدعوهم إليه.

وأكد- سبحانه- هذه المعجزات بقوله، كلها للإشعار بكثرتها، وبأنهم قد أنكروها جميعا دون أن يستثنوا منها شيئا.

وقوله: فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ بيان لشدة العذاب الذي نزل بهم إذ الأخذ مستعار، للانتقام الشديد، وانتصاب أَخْذَ ... على المفعولية المطلقة، وإضافته إلى «عزيز مقتدر» من إضافة المصدر إلى فاعله.

والعزيز: الذي لا يغلبه غالب، والمقتدر: الذي لا يعجزه شيء يريده.

أى: فأخذناهم أخذا لم يبق منهم أحدا، بل أهلكناهم جميعا، لأن هذا الأخذ صادر عن الله- عز وجل- الذي لا يغلبه غالب، ولا يعجزه شيء.

ووصف- سبحانه- ذاته هنا بصفة العزة والاقتدار، للرد على دعاوى فرعون وطغيانه وتبجحه، فقد وصل به الحال أن زعم أنه الرب الأعلى.. فأخذه- سبحانه- أخذ عزيز مقتدر، يحق الحق ويبطل الباطل.

وبعد هذا الحديث المتنوع عن أخبار الطغاة الغابرين، التفتت السورة الكريمة بالخطاب إلى كفار مكة، لتحذرهم من سوء عاقبة الاقتداء بالكافرين، ولتدعوهم إلى التفكر والاعتبار، فقال- تعالى-: أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ.

والاستفهام للنفي والإنكار، والمراد بالخيرية، الخيرية الدنيوية، كالقوة والغنى والجاه، والسلطان، والخطاب لأهل مكة.

والبراءة من الشيء: التخلص من تبعاته وشروره، والمراد بها التخلص من العذاب الذي أعده الله- تعالى- للكافرين، والسلامة منه.

والزبر: جمع زبور، وهو الكتاب الذي يكتب فيه.

يقول تعالى مخبرا عن فرعون وقومه إنهم جاءهم رسول الله موسى وأخوه هارون بالبشارة إن آمنوا ، والنذارة إن كفروا ، وأيدهما بمعجزات عظيمة وآيات متعددة ، فكذبوا بها كلها ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، أي : فأبادهم الله ولم يبق منهم مخبرا ولا عينا ولا أثرا .

( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا ) يقول جلّ ثناؤه كذّب آل فرعون بأدلتنا التي جاءتهم من عندنا, وحججنا التي أتتهم بأنه لا إله إلا الله وحده كلها( فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ) يقول تعالى ذكره: فعاقبناهم بكفرهم بالله عقوبة شديد لا يغلب, مقتدر على ما يشاء, غير عاجز ولا ضعيف.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتاده, قوله ( فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ) يقول: عزيز في نقمته إذا انتقم.

المعاني :

بِٔايَٰتِنَا :       بِأَدلَّتِنا الدَّالّةِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِنا وَنُبُوَّةِ أَنْبِيائِنَا الميسر في غريب القرآن
فَأَخَذۡنَٰهُمۡ :       فَعاقَبْناهُم الميسر في غريب القرآن
عَزِيزٍ :       غَالِبٍ، قَوِيٍّ لَا يُغْلَبُ السراج
عَزِيزࣲ :       لا يُغالَبُ الميسر في غريب القرآن
مُّقۡتَدِرٍ :       قادِرٍ عَلَى هَلَاكِكُم الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[42] ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ في الآية تعريض بعزة فرعون واقتداره على البغي والظلم، فقد ضاعت العزة الباطلة، وأسقط الله هذا الاقتدار المزعوم.
تفاعل
[42] ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾ استعذ بالله الآن من انتقامه.

الإعراب :

  • ﴿ كَذَّبُوا:
  • فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  • ﴿ بِآياتِنا كُلِّها:
  • جار ومجرور متعلق بكذبوا: و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة. كل: توكيد للآيات مجرور مثلها وعلامة جره الكسرة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ فَأَخَذْناهُمْ:
  • الفاء سببية. أخذ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به..
  • ﴿ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ:
  • مفعول مطلق-منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. عزيز: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. أي لا يغالب. مقتدر: صفة-نعت-لعزيز مجرور مثلها وعلامة جره الكسرة أي لا يعجز شيء.'

المتشابهات :

طه: 56﴿وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى
القمر: 42﴿كذَّبُوا بِـ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [42] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ مجيء النذر؛ بَيَّنَ هنا ما فعلوه على توالي النذر، قال تعالى: كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا ولَمَّا ذكرَ اللهُ تكذيبَهم؛ ذكرَ هنا جزاءَهم، قال تعالى:
﴿ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [43] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ ..

التفسير :

[43] أكفاركم -يا معشر قريش- خير مِنَ الذين تقدَّم ذكرهم ممن هلكوا بسبب تكذيبهم، أم لكم براءة مِن عقاب الله في الكتب المنزلة على الأنبياء بالسلامة من العقوبة؟

{ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} أي:هؤلاء الذين كذبوا أفضل الرسل، خير من أولئك المكذبين، الذين ذكر الله هلاكهم وما جرى عليهم؟ فإن كانوا خيرا منهم، أمكن أن ينجوا من العذاب، ولم يصبهم ما أصاب أولئك الأشرار، وليس الأمر كذلك، فإنهم إن لم يكونوا شرا منهم، فليسوا بخير منهم،{ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} أي:أم أعطاكم الله عهدا وميثاقا في الكتب التي أنزلها على الأنبياء، فتعتقدون حينئذ أنكم الناجون بإخبار الله ووعده؟ وهذا غير واقع، بل غير ممكن عقلا وشرعا، أن تكتب براءتهم في الكتب الإلهية المتضمنة للعدل والحكمة، فليس من الحكمة نجاة أمثال هؤلاء المعاندين المكذبين، لأفضل الرسل وأكرمهم على الله، فلم يبق إلا أن يكون بهم قوة ينتصرون بها،

والمعنى: أكفاركم- يا أهل مكة- خير من أولئكم السابقين في القوة والغنى والتمكين في الأرض ... ؟ أم أن لكم عندنا عهدا في كتبنا، بأن لا نؤاخذكم على كفركم وشرككم ... ؟

كلا، ليس لكم شيء من ذلك فأنتم لستم بأقوى من قوم نوح وهود وصالح ولوط، أو من فرعون وملئه، وأنتم- أيضا- لم تأخذوا منا عهدا بأن نبرئكم من العقوبة عن كفركم..

وما دام الأمر كذلك فكيف أبحتم لأنفسكم الإصرار على الكفر والجحود؟ إن ما أنتم عليه من شرك لا يليق بمن عنده شيء من العقل السليم.

ثم قال : ( أكفاركم ) أي : أيها المشركون من كفار قريش ( خير من أولئكم ) يعني : من الذين تقدم ذكرهم ممن أهلكوا بسبب تكذيبهم الرسل ، وكفرهم بالكتب : أأنتم خير أم أولئك ؟ ( أم لكم براءة في الزبر ) أي : أم معكم من الله براءة ألا ينالكم عذاب ولا نكال ؟ .

القول في تأويل قوله تعالى : أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)

يقول تعالى ذكره لكفار قريش الذين أخبر الله عنهم أنهم وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أكفاركم معشر قريش خير من أولئكم الذين أحللت بهم نقمتي من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون, فهم يأملون أن ينجوا من عذابي, ونقمي على كفرهم بي, وتكذيبهم رسولي. يقول: إنما أنتم في كفركم بالله وتكذيبهم رسوله, كبعض هذه الأمم التي وصفت لكم أمرهم, وعقوبة الله بكم نازلة على كفركم به, كالذي نـزل بهم إن لم تتوبوا وتنيبوا.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) : أي من مضى.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا الحسن, عن يزيد النحويّ, عن عكرِمة ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) يقول: أكفاركم يا معشر قريش خير من أولئكم الذين مضوا.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) يقول: أكفاركم خير من الكفار الذين عذبناهم على معاصي الله ، وهؤلاء الكفار خير من أولئك. وقال ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) استنفاها.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال. ثني أبي عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ) يقول: ليس كفاركم خيرا من قوم نوح وقوم لوط.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع بن أنس ( أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) قال: كفار هذه الأمة.

وقوله ( أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ) يقول جلّ ثناؤه: أم لكم براءة من عقاب الله معشر قريش, أن تصيبكم بكفركم بما جاءكم به الوحي من الله في الزبر, وهي الكتب.

كما حدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا أبو عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( الزُّبُرِ ) يقول: الكتب.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ) في كتاب الله براءة مما تخافون.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا الحسين, عن يزيد, عن عكرمة ( أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ) يعني في الكتب.

المعاني :

أَكُفَّارُكُمۡ :       يا مَعْشَرَ العَرَبِ الميسر في غريب القرآن
بَرَآءَةࣱ :       مِنَ العذَابِ ألَّا يُصِيبَكُم ما أَصابَهُم الميسر في غريب القرآن
الزُّبُرِ :       الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَام السراج
ٱلزُّبُرِ :       الكُتُبِ المنَزَّلةِ عَلَى الأنبياءِ المُتقَدِّمِينَ الميسر في غريب القرآن
في الزّبر :       في الكتب السّماويّة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[43] ﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ لستم خيرًا من أولئك الذين أهلكوا، حتى تعيشوا هذا الأمان العجيب من العذاب!
وقفة
[43] ينسى أهل الظلم عقوبة الظالمين السالفين؛ فقد بين الله لقريش أنهم ليسوا بمأمن عن ما أصاب قوم فرعون ﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾.
وقفة
[43] ﴿أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ لم تكتب لهم برآءة في الزبر، وإنما كتبت فيه أعمالهم وتكذيبهم وسيحاسبون ﴿وكل شيء فعلوه في الزبر﴾ [52].
وقفة
[43] ﴿أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ ليس لأحد من البشر براءة ولا عصمة, وإن الله لا يحابي أحدًا من عباده, فالجميع خاضع لسننه التي لا تتختلف ولا تتبدل.
وقفة
[43] ﴿أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ بعض الناس يتبجح بالعصيان وكأنه استلم صكًّا بالبراءة من العذاب، قال ابن عباس: «أم لكم في اللوح المحفوظ براءة من العذاب؟!».

الإعراب :

  • ﴿ أَكُفّارُكُمْ خَيْرٌ:
  • الهمزة همزة استفهام. كفاركم: مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. خير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
  • ﴿ مِنْ أُولئِكُمْ:
  • حرف جر. أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخير. الكاف للخطاب والميم علامة جمع الذكور. بمعنى: أكفاركم يا أهل مكة أفضل من أولئك الكفار المعدودين قوم نوح وهود وصالح ولوط‍ وآل فرعون. أي أهم خير قوة ومكانة في الدنيا أو أقل كفرا. يعني كفاركم مثل أولئك بل شر منهم.
  • ﴿ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ:
  • أم «المتصلة» حرف عطف. لكم: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. براءة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. أي أم نزلت عليكم يا أهل مكة براءة من العذاب
  • ﴿ فِي الزُّبُرِ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لبراءة. أي في الكتب المتقدمة'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [43] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون، وفصَّلَ ما أصيبوا به من عذاب الله بسبب كفرهم؛ خاطبَ أهلَ مكَّةَ موبِّخًا لهم بطريقِ الاستفهامِ الإنكاري؛ ليبيِّنَ لهم أنَّ ما أصابَ غيرَهم من العذابِ سيُصيبُهم إن استمروا على كفرهم، قال تعالى:
﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [44] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ

التفسير :

[44] بل أيقول كفار «مكة»:نحن أولو حزم ورأي وأمرنا مجتمع، فنحن جماعة منتصرة لا يغلبنا من أرادنا بسوء؟

فأخبر تعالى أنهم يقولون:{ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ}

ثم انتقل- سبحانه- إلى توبيخهم على شيء آخر من أقوالهم الباطلة فقال: أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ. أى. بل أيقولون نحن جميع يد واحدة، وسننتصر على من خالفنا وعادانا؟ ولقد توهموا ذلك فعلا، وجاهروا به.

وقد رد الله- تعالى- عليهم بما يبطل دعاواهم فقال: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ والتعريف في الْجَمْعُ للعهد، والدبر: الظهر وما أدبر من المتجه إلى الأمام.

ثم قال مخبرا عنهم : ( أم يقولون نحن جميع منتصر ) أي : يعتقدون أنهم مناصرون بعضهم بعضا ، وأن جمعهم يغني عنهم من أرادهم بسوء

وقوله ( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ) يقول تعالى ذكره: أيقول هؤلاء الكفار من قريش: نحن جميع منتصر ممن قصدنا بسوء ومكروه, وأراد حربنا وتفريق جمعنا, فقال الله جلّ ثناؤه: سيهزم الجمع يعني جمع كفار قريش ( وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) يقول: ويولون أدبارهم المؤمنين بالله عن انهزامهم عنه. وقيل: الدبر فوحد والمراد به الجمع كما يقال ضربنا منهم الرأس: أي ضربنا منهم الرءوس: إذ كان الواحد يؤدي عن معنى جمعه, ثم إن الله تعالى ذكره صدّق وعده المؤمنين به فهزم المشركين به من قريش يوم بدر وولوهم الدُّبر.

المعاني :

نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ :       جَمَاعَةٌ مُنْتَصِرَةٌ لَا يَغْلِبُنَا مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ السراج
جَمِيعࣱ :       نَحْنَ يَدٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مَن خالَفَنا الميسر في غريب القرآن
نحن جميعٌ :       جماعة ، مجتمعٌ أمْرنا معاني القرآن
مُّنتَصِرࣱ :       نَغْلِبُ غَيرَنا الميسر في غريب القرآن
مُنتصر :       مُـمْـتـَـنِعٌ ، لا نُغلب معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[44] ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ﴾ الاجتماع وعدم التفرق والكثرة من أهم أسباب الفخر والاعتداد بالنفس، لكن: ماذا تساوي أمام قوة الله؟!
وقفة
[44، 45] عبارة صدرت من الطغاة، وتردد من طغاة هذا العصر: ﴿نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ﴾، بل: ﴿سيهزم الجمع﴾ بأمر الله.
وقفة
[44، 45] ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ من اتكل علي قوته وكله الله إلي ضعفه, ومن اغتر بقدرته أولاه الله إلي عجزه, ومن اعتصم بجمعه وكثرته فرق الله شمله وأذهب ريحه.
وقفة
[44، 45] ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ لا يغني المعاندين للحق جمع ولا قوة ولا اتحاد هدف, ومآلهم إلي تفرق وهلاك, سنة من قد خلا من قبل من المكذبين المستكبرين.
وقفة
[44، 45] إذا راهن أعداءُ اللهِ على جمعِهم وقوتِهم راهن المؤمنون على وعدِ الله الذي لا يتخلف: ﴿أم يقولون نحن جميع منتصر * سيهزم الجمع ويولون الدبر﴾.
وقفة
[44، 45] قلة بحق أقوى من جموع بباطل؛ ﻷن الله هو الحق المبين، وسينصر القلة بحقهم على الجموع بباطلهم ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾.
وقفة
[44، 45] إذا زعم الطغاة أنهم سينتصرون على أهل الإسلام وجنده فسيُهزمون قطعًا ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾.
وقفة
[44، 45] منطق الكفار في كل زمن ثابت وهو: ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ﴾, والجواب الشرعي التاريخي الثابت: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ والسين تدل على قرب النهاية.

الإعراب :

  • ﴿ أَمْ يَقُولُونَ:
  • حرف عطف. يقولون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ:
  • ضمير رفع منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. جميع: خبر «نحن» مرفوع بالضمة. منتصر: صفة-نعت-لجميع مرفوعة مثلها بالضمة. وجاءت الكلمة مفردة على لفظ‍ «جميع» لا معناها. بمعنى: نحن جيش منتصر أو حي مجتمع منتصر. يعني نحن جماعة أمرنا مجتمع سننتصر والجملة الاسمية: في محل نصب مفعول به-مقول القول-.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     وبعد أن وَبَّخَهم اللهُ؛ وَبَّخَهم هنا على شىء آخر من أقوالهم الباطلة، قال تعالى:
﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يقولون:
1- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتاء الخطاب، وهى قراءة أبى حيوة، وموسى الأسوارى، وأبى البرهسم.

مدارسة الآية : [45] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ

التفسير :

[45] سيهزم جمع كفار «مكة» أمام المؤمنين، ويولُّون الأدبار، وقد حدث هذا يوم «بدر».

قال تعالى مبينا لضعفهم، وأنهم مهزومون:{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فوقع كما أخبر، هزم الله جمعهم الأكبر يوم بدر، وقتل منصناديدهم وكبرائهم ما ذلوا بهونصر الله دينه ونبيه وحزبه المؤمنين.

أى: سيهزم جمع هؤلاء الكافرين ويولون أدبارهم نحوكم- أيها المؤمنون- ويفرون من أمامكم..

والتعبير بالسين لتأكيد أمر هزيمتهم في المستقبل القريب، كما في قوله- تعالى-: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ.

والآية الكريمة من باب الإخبار بالغيب، الدال على إعجاز القرآن الكريم.

قال الآلوسى: والآية من دلائل النبوة، لأن الآية مكية، وقد نزلت حيث لم يفرض جهاد، ولا كان قتال، ولذا قال عمر يوم نزلت: أى جمع يهزم، أى: من جموع الكفار. فلما كان يوم بدر، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ فعرفت تأويلها يومئذ.. .

قال الله تعالى : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) أي : سيتفرق شملهم ويغلبون .

قال البخاري : حدثنا إسحاق ، حدثنا خالد ، عن خالد - وقال أيضا : حدثنا محمد ، حدثنا عفان بن مسلم ، عن وهيب ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - وهو في قبة له يوم بدر - : " أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا " . فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده وقال : حسبك يا رسول الله ! ألححت على ربك . فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) .

وكذا رواه البخاري والنسائي في غير موضع ، من حديث خالد - وهو ابن مهران الحذاء - به .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا حماد عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : لما نزلت ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) [ قال ] قال عمر : أي جمع يهزم ؟ أي جمع يغلب ؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع ، وهو يقول : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) فعرفت تأويلها يومئذ .

كما حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن أيوب قال: لا أعلمه إلا عن عكرمة أن عمر قال لما نـزلت ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ) جعلت أقول: أيّ جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يثب في الدرع ويقول : ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) .

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع بن أنس ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) قال: يوم بدر.

قال ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا الحسين, عن يزيد, عن عكرِمة, قوله ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ) يعني جمع بدر ( وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) .

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ) ...الآية ذُكر لنا أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال يوم بدر " هزموا وولوا الدبر ".

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) قال: هذا يوم بدر.

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا أيوب, عن عكرِمة, أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : " كان يثب في الدرع ويقول: هُزِمَ الجَمْعُ وَوَلَّوُا الدُّبُرَ".

حدثني إسحاق بن شاهين, قال: ثنا خالد بن عبد الله, عن داود, عن عليّ بن أبي طلحة, عن ابن عباس ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) قال: كان ذلك يوم بدر. قال: قالوا نحن جمع منتصر, قال: فنـزلت هذه الآية.

المعاني :

الْجَمْعُ :       جَمَاعَةُ كُفَّارِ مَكَّةَ السراج
ٱلۡجَمۡعُ :       جَمْعُ كُفَّارِ مَكَّةَ أمامَ المُؤمِنِينَ الميسر في غريب القرآن
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ :       يَفِرُّونَ مُنْهَزِمِينَ، قَدْ وَلَّوْكُمْ أَدْبَارَهُمْ؛ وَقَدْ حَصَلَ هَذَا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ السراج

التدبر :

عمل
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ﴾ وعَدَ اللهُ رسولَه بهزيمةِ الكُفَّارِ ولم يره إلَّا بعد سنواتٍ من نزولِ الآيةِ، كن واثقًا بوعدِ اللهِ ونصرِه.
عمل
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ كن واثقًا بوعد الله ونصره.
وقفة
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ وعد الله رسوله بهزيمة الكفار، ولم يره إلا بعد سبع سنوات من نزول الآية، فالنصر آت ولو تأخر.
وقفة
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ الجمع بلا إيمان مقرون بالهزيمة، اللهم اهزم الروس والمجوس، ونج المؤمنين في سوريا.
وقفة
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ إخبار القرآن بهزيمة المشركين يوم بدر قبل وقوعها من الإخبار بالغيب الدال على صدق القرآن.
تفاعل
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ استبشر الآن.
وقفة
[45] ﴿سَيُهزَمُ الجَمعُ وَيُوَلّونَ الدُّبُرَ﴾ سنة إلهية، حتى وإن تأخرت ستأتى يقينًا.
وقفة
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ التفاؤل طليعة النصر.
عمل
[45] ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ وعد الله المؤمنين بهزيمة عدوهم وهم في مكة، وما تحقق إلا في بدر بعد الهجرة، فلا تيأس من تحقق النصر.
وقفة
[45] قال الآلوسي: «والآية من دلائل النبوة؛ لأن الآية مكية، وقد نزلت حيث لم يفرض جهاد، ولا كان قتال؛ ولذا قال عمر يوم نزلت: أي جمع يهزم؟! أي من جموع الكفار، فلما كان يوم بدر، رأيت رسول الله يثب في الدرع وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ فعرفت تأويلها يومئذ».
وقفة
[45، 46] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ»، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ، وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾، وَقَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، يَوْمَ بَدْرٍ. [البخاري 2915].

الإعراب :

  • ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ:
  • السين حرف تسويف-استقبال-يهزم: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. الجمع: نائب فاعل مرفوع بالضمة.
  • ﴿ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ:
  • الواو عاطفة. يولون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الدبر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي الظهر وهو في الآية للجماعة أي يولون الأدبار والقول الكريم كناية عن الهرب. أي ينهزمون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     وبعد توبيخهم وبيان ما قالوه؛ رَدَّ اللهُ عليهم بما يبطل دعاواهم، قال تعالى:
﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

سيهزم:
1- بالياء، مبنيا للمفعول، و «جمع» بالرفع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- ستهزم، بفتح التاء وكسر الزاى، ونصب «الجمع» خطابا بالرسول ﷺ، وهى قراءة أبى حيوة، وموسى الأسوارى، وأبى البرهسم.
3- بالنون مفتوحة وكسر الزاى، ونصب «الجمع» ، وهى قراءة أبى حيوة أيضا، ويعقوب.
4- بفتح الياء مبنيا للفاعل، ونصب «الجمع» ، أي: صيهزم الله الجمع، وهى قراءة أبى حيوة، وابن أبى عبلة.
ويولون:
1- بياء الغيبة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتاء الخطاب، وهى قراءة أبى حيوة، وداود بن أبى سالم، عن أبى عمرو.
الدبر:
وقرئ:
الأدبار.

مدارسة الآية : [46] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى ..

التفسير :

[46] والساعة موعدهم الذي يُجازون فيه بما يستحقون، والساعة أعظم وأقسى مما لحقهم من العذاب يوم «بدر».

ومع ذلك، فلهم موعد يجمع به أولهم وآخرهم، ومن أصيب في الدنيا منهم، ومن متع بلذاته، ولهذا قال:{ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ} الذي يحازون به، ويؤخذ منهم الحق بالقسط،{ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} أي:أعظم وأشق، وأكبر من كل ما يتوهم، أو يدور بالبال

ثم بين- سبحانه- أن هزيمة المشركين ستعقبها هزيمة أشد منها، وأنكى فقال: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ.

والمراد بالساعة، يوم القيامة «وأدهى» : اسم تفضيل من الداهية، وهي الأمر المنكر الفظيع الذي لا يعرف طريق للخلاص منه.

وقوله وَأَمَرُّ أى: وأشد مرارة وقبحا. أى: ليس هذا الذي يحصل لهم في الدنيا من هزائم نهاية عقوباتهم، بل يوم القيامة هو يوم نهاية وعيدهم السيئ، ويوم القيامة هو أعظم داهية، وأشد مرارة مما سيصيبهم من عذاب دنيوى.

وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا هشام بن يوسف ; أن ابن جريج أخبرهم : أخبرني يوسف بن ماهك قال : إني عند عائشة أم المؤمنين ، قالت : نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بمكة - وإني لجارية ألعب -( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) هكذا رواه هاهنا مختصرا . ورواه في فضائل القرآن مطولا ، ولم يخرجه مسلم .

القول في تأويل قوله تعالى : بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)

يقول تعالى ذكره: ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون من أنهم لا يبعثون بعد مماتهم ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ) للبعث والعقاب ( وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) عليهم من الهزيمة التي يهزمونها عند التقائهم مع المؤمنين ببدر.

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا جرير, عن مغيرة, عن عمرو بن مرّة, عن شهر بن حوشب, قال: إن هذه الآية نـزلت بهلاك إنما موعدهم الساعة, ثم قرأ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ... إلى قوله ( وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ) .

المعاني :

أَدْهَى وَأَمَرُّ :       أَعْظَمُ وَأَشَدُّ مَرَارَةً مِمَّا لَحِقَهُمْ مِنَ العَذَابِ فِي بَدْرٍ السراج
أَدۡهَىٰ :       أَفْظَعُ وَأَعْظَمُ الميسر في غريب القرآن
السّاعة أدْهى :       أعظم داهية و أفظع معاني القرآن
وَأَمَرُّ :       أَشدُّ مَرارَةً مِنَ القَتْلِ والأَسْرِ الميسر في غريب القرآن
أمَرّ :       أشدّ مرارة منْ عذاب الدنيا معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[46] ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾ ما يلقاه الكافر من عذاب دنيوي هو قطرة في بحر ما ينتظره غدًّا من عذاب أخروي، وما لحق المشركين من هزيمة يوم بدر لا يُعدّ شيئًا أمام عذاب النار.
وقفة
[46] ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾ الدنيا بأسرها هي جولة في صراع الحق مع الباطل، لكن الفصل الختامي والجولة الأخيرة لن تكون إلا في الآخرة.
وقفة
[46] ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾ عندما ترى طغيان الطاغاة؛ فتذكر أن هزيمتهم المؤجلة ستكون أشد من هزيمتهم في الدنيا.
اسقاط
[46] عن القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة بهذه الآية: ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ﴾، يرددها ويبكي ويتضرع، والسؤال: كم مرة مررنا بهذه الآية ولم تحرك فينا ساكنًا؟!

الإعراب :

  • ﴿ بَلِ السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ:
  • حرف عطف للاضراب عن قول محذوف بتقدير: انهم لا يعتقدون بيوم بعثهم للحساب. وكسر آخر «بل» لالتقاء الساكنين الساعة: مبتدأ مرفوع بالضمة. موعد: خبر «المبتدأ» مرفوع بالضمة. و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ وَالسّاعَةُ أَدْهى:
  • معطوفة على السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ» وتعرب اعرابها. وعلامة رفع «أدهى» الضمة المقدرة على الألف للتعذر. أي بل القيامة موعدهم وهي أشد وأفظع من هزيمتهم. ولم تنون الكلمة لأنها صيغة تفضيل على وزن أفعل وبوزن الفعل.
  • ﴿ وَأَمَرُّ:
  • معطوفة بالواو على «أدهى» وتعرب اعرابها وعلامة رفعها الضمة الظاهرة. أي وأمر مذاقا من الهزيمة والقتل والأسر. ولم تنون الكلمة شأنها شأن «أدهى» وللسبب نفسه.'

المتشابهات :

هود: 81﴿مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ
الحجر: 43﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَـ مَوْعِدُهُمْ أَجۡمَعِين
القمر: 46﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَر

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     ولَمَّا وقَعَ هَذا في الدُّنْيا -وكانَ في يَوْمِ بَدْرٍ-، وكانَ ذَلِكَ مِن أعْلامِ النُّبُوَّةِ، وكانَ رُبَّما ظَنَّ ظانٌّ أنَّ ذَلِكَ هو النِّهايَةُ؛ كانَ كَأنَّهُ قِيلَ: لَيْسَ ذَلِكَ المَوْعِدَ الأعْظَمَ، بل القِيامَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيها الجَمْعُ الأعْظَمُ والهَوْلُ الأكْبَرُ، قال تعالى:
﴿ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [47] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ

التفسير :

[47] إن المجرمين في تيه عن الحق وعناء وعذاب.

{ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ} أي:الذين أكثروا من فعل الجرائم، وهي الذنوب العظيمة من الشرك وغيره، من المعاصي{ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} أي:هم ضالون في الدنيا، ضلال عن العلم، وضلال عن العمل، الذي ينجيهم من العذاب، ويوم القيامة في العذاب الأليم، والنار التي تتسعر بهم، وتشتعل في أجسامهم، حتى تبلغ أفئدتهم.

ثم فصل- سبحانه- ما سينزل بهم من عذاب يوم القيامة فقال: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ. أى: في بعد عن الاهتداء إلى الحق بسبب انطماس بصائرهم، وإيثارهم الغي على الرشد، وفي نار مسعرة تغشاهم من فوقهم ومن تحتهم.

يخبرنا تعالى عن المجرمين أنهم في ضلال عن الحق ، وسعر مما هم فيه من الشكوك والاضطراب في الآراء ، وهذا يشمل كل من اتصف بذلك من كافر ومبتدع من سائر الفرق .

وقوله ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) يقول تعالى ذكره: إن المجرمين في ذهاب عن الحقّ, وأخذ على غير هدى ( وَسُعُرٍ ) يقول: في احتراق من شدّة العناء والنصب في الباطل.

كما حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) قال: في عناء.

المعاني :

ضَلَٰلࣲ :       تِيهٍ عَنِ الحقِّ الميسر في غريب القرآن
وَسُعُرٍ :       عَذَابٍ السراج
وَسُعُرࣲ :       جُنُونٍ أو نارٍ تَسْتَعِرُ عَلَيهِم الميسر في غريب القرآن
سُعُر :       نيران مسعّرة أو جُـنـُـون معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[47] ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ﴾ أي: الذين أكثروا من فعل الجرائم؛ وهي الذنوب العظيمة من الشرك وغيره، من المعاصي، ﴿فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ أي: هم ضالون في الدنيا: ضلال عن العلم، وضلال عن العمل، الذي ينجيهم من العذاب، ويوم القيامة في العذاب الأليم.
وقفة
[47] ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ كانوا في ضلال عن العلم النافع، وضلال عن العمل الذي ينجيهم من عذاب يوم القيامة، وهذا هو أهم أنواع العلوم، والجهل به أفدح جريمة في حق نفسك.
وقفة
[47] ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ ما هم فيه اليوم من باطل وضلال هو الإجرام التي استحقوا عليها أن يساقوا إلى النار في الأغلال.
تفاعل
[47] ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من المجرمين.
وقفة
[47] قارن بين المآلين، وانظر مآلك لأي الحالين؟ ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾، ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ [54].
وقفة
[47] كل ما في القرآن العظيم من (سعير) فهو: النار والوقود, إلا ﴿ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾, المراد: العناء.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المجرمين: اسمها منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين في المفرد.
  • ﴿ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «ان» أي في هلاك أو في ضلال عن الحق في الدنيا. وسعر: معطوفة بالواو على «ضلال» وتعرب اعرابها. أي في نيران متأججة أو نيران في الآخرة.'

المتشابهات :

الزخرف: 74﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
القمر: 47﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ

أسباب النزول :

  • حَدَّثَنا أبُو القاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرّاجُ إمْلاءً، قالَ: حَدَّثَنا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسى الكَعْبِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا حَمْدانُ بْنُ صالِحٍ الأشَجُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أبِي رَوّادٍ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيادِ بْنِ إسْماعِيلَ المَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: جاءَتْ قُرَيْشٌ يَخْتَصِمُونَ في القَدَرِ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ وكِيعٍ، عَنْ سُفْيانَ.قالَ الشَّيْخُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ أخْبَرَنا أبُو الحارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الحافِظُ بِجُرْجانَ، قالَ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ أخْبَرَنا أبُو نُعَيْمٍ أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْراهِيمَ البَزّارُ، قالَ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَنْدَلٍ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ أبا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ أحْمَدَ بْنِ أبِي خُراسانَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّقْرِ الحافِظَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عُفَيْرَ بْنَ مَعْدانَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عامِرٍ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ أبا أُمامَةَ الباهِلِيَّ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ”إنَّ هَذِهِ الآيَةَ أُنْزِلَتْ في القَدَرِيَّةِ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾“ . الآياتِ.أخْبَرَنا أبُو بَكْرِ بْنُ الحارِثِ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأصْفَهانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرُ بْنُ هارُونَ، قالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الطَّنافِسِيِّ، قالَ: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسى، قالَ: حَدَّثَنا بَحْرٌ السَّقاءُ، عَنْ شَيْخٍ مِن قُرَيْشٍ، عَنْ عَطاءٍ قالَ: جاءَ أُسْقُفُّ نَجْرانَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، تَزْعُمُ أنَّ المَعاصِيَ بِقَدَرٍ، والبِحارَ بِقَدَرٍ، والسَّماءَ بِقَدَرٍ، وهَذِهِ الأُمُورَ تَجْرِي بِقَدَرٍ ؟ فَأمّا المَعاصِي فَلا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”أنْتُمْ خُصَماءُ اللَّهِ“ . فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَنِ، قالَ: حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ الخَلِيلِ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ الأزْدِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ العَلاءِ أخُو أبِي عَمْرِو بْنِ العَلاءِ، قالَ: حَدَّثَنا خالِدُ بْنُ سَلَمَةَ القُرَشِيُّ، قالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ المَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ أبِي زُرارَةَ الأنْصارِيِّ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . فَقالَ: ”أُنَزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في أُناسٍ مِن آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِقَدَرِ اللَّهِ تَعالى“ .أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ الحِيرِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ المَعْقِلِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو عُتْبَةَ أحْمَدُ بْنُ الفَرَجِ، قالَ: حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ ثَوْبانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ أسِيدٍ، عَنْ أبِيهِ قالَ: حَضَرْتُ مُحَمَّدَ بْنِ كَعْبٍ وهو يَقُولُ: إذا رَأيْتُمُونِي أنْطِقُ في القَدَرِ فَغُلُّونِي فَإنِّي مَجْنُونٌ، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآياتُ إلّا فِيهِمْ. ثُمَّ قَرَأ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ الساعةَ؛ فَصَّلَ هنا ما سينزل بهم من عذاب يوم القيامة، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [48] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى ..

التفسير :

[48] يوم يُجرُّون في النار على وجوههم، ويقال لهم:ذوقوا شدة عذاب جهنم.

{ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ} التي هي أشرف ما بهم من الأعضاء، وألمها أشد من ألم غيرها، فيهانون بذلك ويخزون، ويقال لهم:

{ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} أي:ذوقوا ألم النار وأسفها وغيظها ولهبها.

ويقال لهم يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ أى: يوم يجرّون في النار على وجوههم، على سبيل الإهانة والإذلال.

ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ أى: ويقال لهم: ذوقوا مس جهنم التي كنتم تكذبون بها، وقاسوا آلامها وعذابها.

فقوله- تعالى-: سَقَرَ علم على جهنم، مأخوذ من سقرت الشمس الشيء وصقرته، إذا غيرت معالمه وأذابته، وهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.

ثم قال : ( يوم يسحبون في النار على وجوههم ) أي : كما كانوا في سعر وشك وتردد أورثهم ذلك النار ، وكما كانوا ضلالا سحبوا فيها على وجوههم ، لا يدرون أين يذهبون ، ويقال لهم تقريعا وتوبيخا : ( ذوقوا مس سقر ) .

وقوله ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ) يقول تعالى ذكره: يوم يُسحب هؤلاء المجرمون في النار على وجوههم. وقد تأوّل بعضهم قوله ( فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ) إلى النار. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ إِلَى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ).

وقوله ( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) يقول تعالى ذكره: يوم يُسحبون في النار على وجوههم, يقال لهم: ذوقوا مَسَّ سقَر, وترك ذكر " يقال لهم " استغناء بدلالة الكلام عليه من ذكره.

فإن قال قائل: كيف يُذاق مسّ سقر, أوَله طعم فيُذاق؟ فإن ذلك مختلف فيه; فقال بعضهم: قيل ذلك كذلك على مجاز الكلام, كما يقال: كيف وجدت طعم الضرب وهو مجاز؟ وقال آخر: ذلك كما يقال: وجدتُ مسّ الحمى يُراد به أوّل ما نالني منها, وكذلك وجدت طعم عفوك. وأما سَقَرُ فإنها اسم باب من أبواب جهنم (2) وترك إجراؤها لأنها اسم لمؤنث معرفة.

------------------------

الهوامش:

(2) الذي في كتب اللغة ، أنها اسم جهنم .

المعاني :

يُسۡحَبُونَ :       يُجَرُّونَ الميسر في غريب القرآن
مَسَّ سَقَرَ :       إِصَابَةَ جَهَنَّمَ، وَعَذَابَهَا لَكُمْ السراج
مَسَّ سَقَرَ :       شِدَّةَ عَذابِ جَهَنَّمَ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[48] ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ لما كان وجه المرء أشرف أعضائه وعنوان عزته, جعل الله من عقوبة المستكبرين سحبهم علي وجوههم, إهانة وإذلالًا.
وقفة
[48] ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ التي هي أشرف ما بهم من الأعضاء، وألمها أشد من ألم غيرها؛ فيهانون بذلك ويخزون.
وقفة
[48] ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ لما كفروا بأعز شيء وهو (التوحيد)؛ سحبوا على النار بأعز ما في أجسادهم (الوجوه)، جزاءً وفاقًا.
تفاعل
[48] ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
عمل
[48] حدث شخصًا عن أهوال جهنم، أو اكتب مقالًا عن ذلك ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾.
وقفة
[48] في الآخرة عذابان: بدَنيٌّ: ﴿يُسحَبون على وجوههم﴾، ونفسيٌّ: ﴿ذوقوا مسَّ سقَر﴾، والنفسيُّ أعظم وأشدُّ إيلامًا، وقليل من يتفطَّن لذلك.

الإعراب :

  • ﴿ يَوْمَ:
  • ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بسعر. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره: اذكر والجملة بعده في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ:
  • فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. في النار: جار ومجرور متعلق بيسحبون
  • ﴿ عَلى وُجُوهِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير «يسحبون» و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ ذُوقُوا مَسَّ:
  • أعربت في الآية الكريمة السابعة والثلاثين وعلامة نصب «مس» الفتحة الظاهرة.
  • ﴿ سَقَرَ:
  • مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للتعريف والتأنيث والكلمة اسم علم لجهنم. من سقرته النار وصقرته اذا لوحته.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • حَدَّثَنا أبُو القاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرّاجُ إمْلاءً، قالَ: حَدَّثَنا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسى الكَعْبِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا حَمْدانُ بْنُ صالِحٍ الأشَجُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أبِي رَوّادٍ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيادِ بْنِ إسْماعِيلَ المَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: جاءَتْ قُرَيْشٌ يَخْتَصِمُونَ في القَدَرِ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ وكِيعٍ، عَنْ سُفْيانَ.قالَ الشَّيْخُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ أخْبَرَنا أبُو الحارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الحافِظُ بِجُرْجانَ، قالَ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ أخْبَرَنا أبُو نُعَيْمٍ أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْراهِيمَ البَزّارُ، قالَ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَنْدَلٍ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ أبا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ أحْمَدَ بْنِ أبِي خُراسانَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّقْرِ الحافِظَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عُفَيْرَ بْنَ مَعْدانَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عامِرٍ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ أبا أُمامَةَ الباهِلِيَّ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ”إنَّ هَذِهِ الآيَةَ أُنْزِلَتْ في القَدَرِيَّةِ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾“ . الآياتِ.أخْبَرَنا أبُو بَكْرِ بْنُ الحارِثِ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأصْفَهانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرُ بْنُ هارُونَ، قالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الطَّنافِسِيِّ، قالَ: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسى، قالَ: حَدَّثَنا بَحْرٌ السَّقاءُ، عَنْ شَيْخٍ مِن قُرَيْشٍ، عَنْ عَطاءٍ قالَ: جاءَ أُسْقُفُّ نَجْرانَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، تَزْعُمُ أنَّ المَعاصِيَ بِقَدَرٍ، والبِحارَ بِقَدَرٍ، والسَّماءَ بِقَدَرٍ، وهَذِهِ الأُمُورَ تَجْرِي بِقَدَرٍ ؟ فَأمّا المَعاصِي فَلا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”أنْتُمْ خُصَماءُ اللَّهِ“ . فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَنِ، قالَ: حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ الخَلِيلِ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ الأزْدِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ العَلاءِ أخُو أبِي عَمْرِو بْنِ العَلاءِ، قالَ: حَدَّثَنا خالِدُ بْنُ سَلَمَةَ القُرَشِيُّ، قالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ المَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ أبِي زُرارَةَ الأنْصارِيِّ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . فَقالَ: ”أُنَزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في أُناسٍ مِن آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِقَدَرِ اللَّهِ تَعالى“ .أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ الحِيرِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ المَعْقِلِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو عُتْبَةَ أحْمَدُ بْنُ الفَرَجِ، قالَ: حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ ثَوْبانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ أسِيدٍ، عَنْ أبِيهِ قالَ: حَضَرْتُ مُحَمَّدَ بْنِ كَعْبٍ وهو يَقُولُ: إذا رَأيْتُمُونِي أنْطِقُ في القَدَرِ فَغُلُّونِي فَإنِّي مَجْنُونٌ، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآياتُ إلّا فِيهِمْ. ثُمَّ قَرَأ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ عذابَ يوم القيامة؛ بَيَّنَ هنا ما يلحقهم من الإهانة والإذلال حينئذ، قال تعالى:
﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فى النار:
وقرئ:
إلى النار، وهى قراءة عبد الله.
مس سقر:
وقرئ:
سقر، بإدغام السين فى السين، وهى قراءة محبوب، عن أبى عمرو.

مدارسة الآية : [49] :القمر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ

التفسير :

[49] إنَّا كل شيء خلقناه بمقدار قدرناه وقضيناه، وسبق علمنا به، وكتابتنا له في اللوح المحفوظ.

{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وهذا شامل للمخلوقات والعوالم العلوية والسفلية، أن الله تعالى وحده خلقها لا خالق لها سواه، ولا مشارك له في خلقها

وخلقها بقضاء سبق به علمه، وجرى به قلمه، بوقتها ومقدارها، وجميع ما اشتملت عليه من الأوصاف، وذلك على الله يسير،

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك مظاهر كمال قدرته وحكمته فقال: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ.

وقوله: كُلَّ منصوب بفعل يفسره ما بعده، والقدر: ما قدره الله- تعالى- على عباده، حسب ما تقتضيه حكمته ومشيئته.

أى: إنا خلقنا كل شيء في هذا الكون، بتقدير حكيم، وبعلم شامل، وبإرادة تامة وبتصريف دقيق لا مجال معه للعبث أو الاضطراب، كما قال- تعالى-: وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ، وكما قال- سبحانه-: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ، وكما قال- عز وجل-: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً.

قال الإمام ابن كثير ما ملخصه: وقد استدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة، على إثبات قدر الله السابق لخلقه، وهو علمه بالأشياء قبل كونها. وردوا بهذه الآية وبما شاكلها، وبما ورد في معناها من أحاديث على الفرقة القدرية، الذين ظهروا في أواخر عصر الصحابة.

ومن ذلك ما أخرجه الإمام أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة عن أبى هريرة قال: جاء مشركوا قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت: يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ، إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ .

والباء في قوله بِقَدَرٍ للملابسة. أى: خلقناه ملتبسا بتقدير حكيم، اقتضته سنتنا ومشيئتنا في وقت لا يعلمه أحد سوانا ...

وقوله : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، كقوله : ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) [ الفرقان : 2 ] وكقوله : ( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ) [ الأعلى : 1 - 3 ] أي : قدر قدرا ، وهدى الخلائق إليه ; ولهذا يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على إثبات قدر الله السابق لخلقه ، وهو علمه الأشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برئها ، وردوا بهذه الآية وبما شاكلها من الآيات ، وما ورد في معناها من الأحاديث الثابتات على الفرقة القدرية الذين نبغوا في أواخر عصر الصحابة . وقد تكلمنا على هذا المقام مفصلا وما ورد فيه من الأحاديث في شرح " كتاب الإيمان " من " صحيح البخاري " رحمه الله ، ولنذكر هاهنا الأحاديث المتعلقة بهذه الآية الكريمة :

قال أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان الثوري ، عن زياد بن إسماعيل السهمي ، عن محمد بن عباد بن جعفر ، عن أبي هريرة قال : جاء مشركو قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخاصمونه في القدر ، فنزلت : ( يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .

وهكذا رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ، من حديث وكيع ، عن سفيان الثوري ، به .

وقال البزار : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، حدثنا يونس بن الحارث ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : ما نزلت هذه الآيات : ( إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، إلا في أهل القدر .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي ، حدثني قرة بن حبيب ، عن كنانة حدثنا جرير بن حازم ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة ، عن ابن زرارة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تلا هذه الآية : ( ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، قال : " نزلت في أناس من أمتي يكونون في آخر الزمان يكذبون بقدر الله " .

وحدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا مروان بن شجاع الجزري ، عن عبد الملك بن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : أتيت ابن عباس وهو ينزع من زمزم ، وقد ابتلت أسافل ثيابه ، فقلت له : قد تكلم في القدر . فقال : أو [ قد ] فعلوها ؟ قلت : نعم . قال : فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم : ( ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، أولئك شرار هذه الأمة ، فلا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا على موتاهم ، إن رأيت أحدا منهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين .

وقد رواه الإمام أحمد من وجه آخر ، وفيه مرفوع ، فقال :

حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا الأوزاعي ، عن بعض إخوته ، عن محمد بن عبيد المكي ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قيل له : إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر فقال : دلوني عليه - وهو أعمى - قالوا : وما تصنع به يا أبا عباس قال : والذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه ، ولئن وقعت رقبته في يدي لأدقنها ; فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج ، تصطفق ألياتهن مشركات ، هذا أول شرك هذه الأمة ، والذي نفسي بيده لينتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيرا ، كما أخرجوه من أن يكون قدر شرا " .

ثم رواه أحمد عن أبي المغيرة ، عن الأوزاعي ، عن العلاء بن الحجاج ، عن محمد بن عبيد ، فذكر مثله . لم يخرجوه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني أبو صخر ، عن نافع قال : كان لابن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه ، فكتب إليه عبد الله بن عمر : إنه بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر ، فإياك أن تكتب إلي ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر " .

رواه أبو داود ، عن أحمد بن حنبل ، به .

وقال أحمد : حدثنا أنس بن عياض ، حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة ، عن عبد الله بن عمر ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون : لا قدر . إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم " .

لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه .

وقال أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا رشدين ، عن أبي صخر حميد بن زياد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " سيكون في هذه الأمة مسخ ، ألا وذاك في المكذبين بالقدر والزنديقية " .

ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث أبي صخر حميد بن زياد ، به . وقال الترمذي : حسن صحيح غريب .

وقال أحمد : حدثنا إسحاق بن الطباع ، أخبرني مالك ، عن زياد بن سعد ، عن عمرو بن مسلم ، عن طاوس اليماني قال : سمعت ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كل شيء بقدر ، حتى العجز والكيس " .

ورواه مسلم منفردا به ، من حديث مالك .

وفي الحديث الصحيح : " استعن بالله ولا تعجز ، فإن أصابك أمر فقل : قدر الله وما شاء فعل ، ولا تقل : لو أني فعلت لكان كذا ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " .

وفي حديث ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : " واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء ، لم يكتبه الله لك ، لم ينفعوك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يكتبه الله عليك ، لم يضروك . جفت الأقلام وطويت الصحف " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا الحسن بن سوار ، حدثنا الليث ، عن معاوية ، عن أيوب بن زياد ، حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة ، حدثني أبي قال : دخلت على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت ، فقلت : يا أبتاه ، أوصني واجتهد لي . فقال : أجلسوني . فلما أجلسوه قال : يا بني ، إنك لما تطعم طعم الإيمان ، ولم تبلغ حق حقيقة العلم بالله ، حتى تؤمن بالقدر خيره وشره . قلت : يا أبتاه ، وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره ؟ قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك . يا بني ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن أول ما خلق الله القلم . ثم قال له : اكتب . فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " يا بني ، إن مت ولست على ذلك دخلت النار .

ورواه الترمذي عن يحيى بن موسى البلخي ، عن أبي داود الطيالسي ، عن عبد الواحد بن سليم ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن الوليد بن عبادة ، عن أبيه ، به . وقال : حسن صحيح غريب .

وقال سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعي بن خراش ، عن رجل ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، بعثني بالحق ، ويؤمن بالموت ، ويؤمن بالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر خيره وشره " .

وكذا رواه الترمذي من حديث النضر بن شميل ، عن شعبة ، عن منصور ، به . ورواه من حديث أبي داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن منصور ، عن ربعي ، عن علي ، فذكره وقال : " هذا عندي أصح " . وكذا رواه ابن ماجه من حديث شريك ، عن منصور ، عن ربعي ، عن علي ، به .

وقد ثبت في صحيح مسلم من رواية عبد الله بن وهب وغيره ، عن أبي هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " زاد ابن وهب : ( وكان عرشه على الماء ) [ هود : 7 ] . ورواه الترمذي وقال : حسن صحيح غريب .

وقوله ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) يقول تعالى ذكره: إنا خلقنا كل شيء بمقدار قدرناه وقضيناه, وفي هذا بيان, أن الله جلّ ثناؤه, توعد هؤلاء المجرمين على تكذيبهم في القدر مع كفرهم به.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس بن عبد الأعلى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثنا هشام بن سعد, عن أبي ثابت, عن إبراهيم بن محمد, عن أبيه, عن ابن عباس أنه كان يقول: إني أجد في كتاب الله قوما يسحبون في النار على وجوههم, يقال لهم ( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) لأنهم كانوا يكذّبون بالقَدَرِ, وإني لا أراهم, فلا أدري أشيء كان قبلنا, أم شيء فيما بقي.

حدثنا ابن بشار وابن المثنى, قالا ثنا عبد الرحمن بن مهدي, قال: ثنا سفيان, عن زياد بن إسماعيل السَّهْمِيّ, عن محمد بن عباد بن جعفر, عن أبي هريرة أن مشركي قريش خاصمت النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في القَدَر, فأنـزل الله ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .

حدثنا ابن بشار وابن المثنى وأبو كُرَيب, قالوا: ثنا وكيع بن الجرّاح, قال: ثنا سفيان, عن زياد بن إسماعيل السَّهميّ, عن محمد بن عباد بن جعفر المخزوميّ, عن أبي هريرة, قال: جاء مشركو قريش إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يخاصمونه في القَدَرِ, فنـزلت ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) .

حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا أبو عاصم, عن سفيان, عن زياد بن إسماعيل السهمي, عن محمد بن عباد بن جعفر المخزوميّ, عن أبى هريرة, بنحوه .

حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا هشيم, قال: أخبرنا حصين, عن سعد بن عبيدة, عن أبي عبد الرحمن السُّلَميّ, قال: ولما نـزلت هذه الآية ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) قال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ أفي شيء نستأنفه, أو في شيء قد فرغ منه؟ قال: فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: اِعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلقَ لَهُ, سنُيسِّرُهُ للْيُسْرَى, وَسَنُيَسِّرُهُ للعُسْرَى ".

حدثنا ابن أبي الشوارب, قال: ثنا عبد الواحد بن زياد, قال: ثنا خصيف, قال: سمعت محمد بن كعب القرظيّ يقول: لما تكلم الناس في القَدَرِ نظرت, فإذا هذه الآية أنـزلت فيهم ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) ... إلى قوله ( خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أبو عاصم ويزيد بن هارون, قالا ثنا سفيان, عن سالم, عن محمد بن كعب, قال: ما نـزلت هذه الآية إلا تعبيرا لأهل القدر (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن سالم بن أبي حفصة, عن محمد بن كعب القُرَظي ( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) قال: نـزلت تعييرا لأهل القَدَرِ.

قال : ثنا مهران, عن سفيان, عن زياد بن إسماعيل السَّهمي, عن محمد بن عباد بن جعفر المخزوميّ, عن أبي هريرة, قال: جاء مشركو قريش إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يخاصمونه في القدر, فنـزلت ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .

قال: ثنا مهران, عن حازم, عن أسامة, عن محمد بن كعب القُرَظِيّ مثله.

حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) قال: خلق الله الخلق كلهم بقدر, وخلق لهم الخير والشرّ بقدر, فخير الخير السعادة, وشرّ الشرّ الشقاء, بئس الشرّ الشقاء .

واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله ( كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) فقال بعض نحويي البصرة: نصب كلّ شيء في لغة من قال: عبد الله ضربته; قال: وهي في كلام العرب كثير. قال: وقد رفعت كلّ في لغة من رفع, ورفعت على وجه آخر. قال ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) فجعل خلقناه من صفة الشيء; وقال غيره: إنما نصب كل لأن قوله خلقناه فعل, لقوله (إِنَّا), وهو أولى بالتقديم إليه من المفعول, فلذلك اختير النصب, وليس قيل عبد الله في قوله: عبد الله ضربته شيء هو أولى بالفعل, وكذلك إنا طعامك, أكلناه الاختيارُ النصب لأنك تريد: إنا أكلنا طعامك الأكل, أولى بأنا من الطعام. قال: وأما قول من قال: خلقناه وصف للشيء فبعيد, لأن المعنى: إنا خلقناه كلّ شيء بقدر, وهذا القول الثاني أولى بالصواب عندي من الأوّل للعلل التي ذكرت لصاحبها.

المعاني :

بِقَدَرࣲ :       بمِقَدارٍ قَدَّرْناهُ، وسَبَق عِلْمُنا بِهِ، وكِتابَتُنا لَهُ في اللَّوحِ المَحْفُوظِ الميسر في غريب القرآن
خلقـناه بقـَـدَر :       بتقدير سابق أو مُـقدّرًا مُحْكَما معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ وجوب الإيمان بالقضاء والقدر.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ كل شيء حتى غيمة الحزن تمر بقلبك.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ في كل شيء حكمة؛ قد لا تَنكشف لك الآن.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ منهج حياتك مرسوم بدقّـة؛ فاطمئن.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ وأحيانًا يتطاول الزمن بين المبدأ والمصير في عمرهم القصير، فتخفى عليهم حكمة التدبير، فيستعجلون ويقترحون، وقد يسخطون، أو يتطاولون! والله يُعلِّمهم في هذا القرآن أن كل شيء بقدر؛ ليسلِّموا الأمر لصاحب الأمر، وتطمئن قلوبهم وتستريح ويسيروا مع قدر الله في توافق وفي تناسق وفي أنس، بصحبة القدر في خطوه المطمئن الثابت الوثيق.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ القدر يشمل المخلوقات كلها، والعوالم العلوية والسفلية، فالله وحده خلقها، وخلقها بقضاء سبق به علمه، وجرى به قلمه، بوقتها ومقدارها وأنواعها، وجميع ما اشتملت عليه من أوصاف، وكل ذلك على الله يسير.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ عن عبد الله بن عمر: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُلُّ شَىْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ» [مسلم 2655]، والعجز هو عدم القدرة ويشمل أمور الدنيا والآخرة، والكَيس ضد العجز، وهو النشاط.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ حقيقة القدر أن جميع الأشياء علِمَها الله، وسطرها عنده في اللوح المحفوظ، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وهذا سر طمأنينة المؤمن وعدم تعلق قلبه إلا بربه.
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ قال ابن عباس: «كل شيء بقدَر، حتى وضعك يدك على خدّك».
وقفة
[49] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ مخاوفك، أحزانك، وكل متاعِبك هي بقدر، لذا لن تطول، املأ قلبك يقين، وامض مطمئن، فكل أقدار الله خير.
وقفة
[49] ﴿إنا كلَّ شيء خلقناه بقدَر﴾ مَن ضجر مما يصيبُه لم يؤمن بهذه الآية تمام الإيمان، فأين الصبرُ والرضا والإيمان بالقضاء والقدر؟!
وقفة
[49] (بعض الأُمنيات إن جاءت متأخرة تأتي خالية من الفرح) انتشرت كثيرًا مثل هذه الجمل أو ما يشابهها، فبالإضافة إلى سلبيتها الواضحة، فيها اعتراض كذلك على خيرية أقدار الله والتشكيك في حكمته، والله عز وجل يقول: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾.
وقفة
[49] ساعة الفرج ترجمةٌ لليالي الدعاء وأيام الرجاء وابتهالات وسؤالات، إنها تفسير لقوله: ﴿إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾.
عمل
[49، 50] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾: إذا استحكم البلاء وأقفلت الأبواب فعلّق قلبك بالرجاء، فالله قادر على تحويل القدر بِـ (كن).

الإعراب :

  • ﴿ إِنّا كُلَّ شَيْءٍ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها وحذفت احدى النونين اختصارا ولكثرة الاستعمال. كل: مفعول به منصوب بفعل مضمر يفسره الظاهر. أي انا خلقنا كل شيء بقدر. شيء: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ خَلَقْناهُ:
  • الجملة الفعلية: في محل رفع خبر «ان» ويجوز أن تكون تفسيرية لا محل لها وخبر «ان» الجملة المضمرة «انا خلقنا كل شيء» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ بِقَدَرٍ:
  • جار ومجرور في محل نصب حال. بمعنى مقدرا محكما أو مكتوبا في اللوح المحفوظ‍.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • حَدَّثَنا أبُو القاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرّاجُ إمْلاءً، قالَ: حَدَّثَنا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسى الكَعْبِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا حَمْدانُ بْنُ صالِحٍ الأشَجُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أبِي رَوّادٍ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيادِ بْنِ إسْماعِيلَ المَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: جاءَتْ قُرَيْشٌ يَخْتَصِمُونَ في القَدَرِ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ وكِيعٍ، عَنْ سُفْيانَ.قالَ الشَّيْخُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ أخْبَرَنا أبُو الحارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الحافِظُ بِجُرْجانَ، قالَ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ أخْبَرَنا أبُو نُعَيْمٍ أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْراهِيمَ البَزّارُ، قالَ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَنْدَلٍ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ أبا الحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ أحْمَدَ بْنِ أبِي خُراسانَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الصَّقْرِ الحافِظَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ عُفَيْرَ بْنَ مَعْدانَ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عامِرٍ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ أبا أُمامَةَ الباهِلِيَّ يَقُولُ: أشْهَدُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ”إنَّ هَذِهِ الآيَةَ أُنْزِلَتْ في القَدَرِيَّةِ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾“ . الآياتِ.أخْبَرَنا أبُو بَكْرِ بْنُ الحارِثِ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأصْفَهانِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرُ بْنُ هارُونَ، قالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الطَّنافِسِيِّ، قالَ: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسى، قالَ: حَدَّثَنا بَحْرٌ السَّقاءُ، عَنْ شَيْخٍ مِن قُرَيْشٍ، عَنْ عَطاءٍ قالَ: جاءَ أُسْقُفُّ نَجْرانَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، تَزْعُمُ أنَّ المَعاصِيَ بِقَدَرٍ، والبِحارَ بِقَدَرٍ، والسَّماءَ بِقَدَرٍ، وهَذِهِ الأُمُورَ تَجْرِي بِقَدَرٍ ؟ فَأمّا المَعاصِي فَلا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”أنْتُمْ خُصَماءُ اللَّهِ“ . فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿إنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ .أخْبَرَنا أبُو بَكْرٍ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَنِ، قالَ: حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ الخَلِيلِ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ الأزْدِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ العَلاءِ أخُو أبِي عَمْرِو بْنِ العَلاءِ، قالَ: حَدَّثَنا خالِدُ بْنُ سَلَمَةَ القُرَشِيُّ، قالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ المَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ أبِي زُرارَةَ الأنْصارِيِّ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . فَقالَ: ”أُنَزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في أُناسٍ مِن آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِقَدَرِ اللَّهِ تَعالى“ .أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ الحِيرِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ المَعْقِلِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو عُتْبَةَ أحْمَدُ بْنُ الفَرَجِ، قالَ: حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ ثَوْبانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ أسِيدٍ، عَنْ أبِيهِ قالَ: حَضَرْتُ مُحَمَّدَ بْنِ كَعْبٍ وهو يَقُولُ: إذا رَأيْتُمُونِي أنْطِقُ في القَدَرِ فَغُلُّونِي فَإنِّي مَجْنُونٌ، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآياتُ إلّا فِيهِمْ. ثُمَّ قَرَأ: ﴿إنَّ المُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ﴾ . إلى قَوْلِهِ: ﴿خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ . '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ اللهُ الساعةَ وجزاء المجرمين، وكان ربما ظنَّ ظانٌّ أنَّ تَمادِيَهم على الكفر لم يكن بإرادته سبحانه؛ بَيَّنَ هنا أن كلَّ شىء فهو بقضاء الله وقدره، قال تعالى:
﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

كل شيء:
1- بنصب «كل» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- برفعها، وهى قراءة أبى السمال.
قال أبو الفتح: هو الوجه فى العربية، وقراءتنا بالنصب مع الجماعة.

البحث بالسورة

البحث في المصحف