ترتيب المصحف | 42 | ترتيب النزول | 62 |
---|---|---|---|
التصنيف | مكيّة | عدد الصفحات | 6.30 |
عدد الآيات | 53 | عدد الأجزاء | 0.34 |
عدد الأحزاب | 0.67 | عدد الأرباع | 2.70 |
ترتيب الطول | 34 | تبدأ في الجزء | 25 |
تنتهي في الجزء | 25 | عدد السجدات | 0 |
فاتحتها | فاتحتها | ||
حروف التهجي: 23/29 | الحواميم: 3/7 |
ثُمَّ ذكَرَ دليلاً آخرَ وهو: إجراءُ السُّفنِ، ثُمَّ المُقارنةُ بينَ نعيمِ الدُّنيا والآخرةِ، وذَكَرَ بعضَ صفاتِ أهلِ الجَنَّةِ: الإيمانُ باللهِ، التَّوكلُ، اجتنابُ الكبائرِ، العفوُ، الاستجابةُ لأوامرِ اللهِ، إقام الصَّلاةِ، الشُّورى، الإنفاقُ، الانتصارُ م
قريبًا إن شاء الله
لمَّا ذَكَرَ الانتصارَ ممَّن بغى أتبعَه هنا بأنَّ ذلكَ الانتصارَ يجبُ أن يكونَ مقيدًا بالمثْلِ، ثُمَّ بَيَّنَ حالَ الذينَ يظلمُونَ النَّاسَ =
قريبًا إن شاء الله
التفسير :
أي:ومن أدلة رحمته وعنايته بعباده{ الْجَوَار فِي الْبَحْرِ} من السفن، والمراكب النارية والشراعية، التي من عظمها{ كَالْأَعْلَامِ} وهي الجبال الكبار، التي سخر لها البحر العجاج، وحفظها من التطام الأمواج، وجعلها تحملكم وتحمل أمتعتكم الكثيرة إلى البلدان والأقطار البعيدة، وسخر لها من الأسباب ما كان معونة على ذلك.
ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك جانبا من دلائل قدرته عن طريق ما يشاهده الناس في البحر، فقال- تعالى-: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ.
والجوار: جمع جارية والمراد بها السفينة لأنها تجرى في البحر، وهي صفة لموصوف محذوف.
والأعلام: جمع علم وهو الجبل الكبير، وأصله الأثر الذي يعلم به الشيء كعلم الطريق، وعلم الجيش، وسمى علما لأن الناس يسترشدون به في سيرهم.
أى: ومن آياته- سبحانه- الدالة على كمال قدرته، هذه السفن الجارية في البحر، حتى لكأنها من ضخامتها وعظمها الجبال الشاهقة.
يقول تعالى : ومن آياته الدالة على قدرته وسلطانه ، تسخيره البحر لتجري فيه الفلك بأمره ، وهي الجواري في البحر كالأعلام ، أي : كالجبال ، قاله مجاهد ، والحسن ، والسدي ، والضحاك ، أي : هي في البحر كالجبال في البر ، .
القول في تأويل قوله تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (32)
يقول تعالى ذكره: ومن حجج الله أيها الناس عليكم بأنه القادر على كل ما يشاء, وأنه لا يتعذّر عليه فعل شيء أراده, السفن الجارية في البحر. والجواري: جمع جارية, وهي السائرة في البحر.
كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبى نجيح, عن مجاهد, قوله: (الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ) قال: السفن.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ(وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ) قال: الجواري: السفن.
وقوله: (كَالأَعْلامِ) يعني كالجبال: واحدها علم; ومنه قول الشاعر:
..................
كَأَنَّــه عَلَــمٌ فِــي رأسِـه نَـارُ (1)
يعني: جَبَل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد (كَالأَعْلامِ) قال: كالجبال.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: الأعلام: الجبال.
-------------
الهوامش :
(1) هذا عجز بيت للخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمي ، من قصيدة ترثي بها أخاها صخرا ( معاهد التنصيص للعباسي ) وصدره .
وإن صخــرا لتــأتم الهــداة بـه
وقد استشهد به المؤلف عند قوله تعالى : (وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ) على أن الأعلام في البيت جمع علم بالتحريك ، وهو الجبل . وقد كان العرب يوقدون النار في أعالي الجبال ، لهداية الغريب والجائع ونحوهما .
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الشورى: 32 | ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ﴾ |
---|
الرحمن: 24 | ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
ثم نبه على هذه الأسباب بقوله:{ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ} التي جعلها الله سببا لمشيها،{ فَيَظْلَلْنَ} أي:الجوار{ رَوَاكِدَ} على ظهر البحر، لا تتقدم ولا تتأخر، ولا ينتقض هذا بالمراكب النارية، فإن من شرط مشيها وجود الريح.
وإن شاء الله تعالى أوبق الجوار بما كسب أهلها، أي:أغرقها في البحر وأتلفها، ولكنه يحلم ويعفو عن كثير.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} أي:كثير الصبر على ما تكرهه نفسه ويشق عليها، فيكرهها عليه، من مشقة طاعة، أو ردع داع إلى معصية، أو ردع نفسه عند المصائب عن التسخط،{ شَكُورٍ} في الرخاء وعند النعم، يعترف بنعمة ربه ويخضع له، ويصرفها في مرضاته، فهذا الذي ينتفع بآيات الله.
إِنْ يَشَأْ- سبحانه- يُسْكِنِ الرِّيحَ التي بسببها تجرى السفن في البحار فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ أى: فيصرن ثوابت على ظهر البحر لا يجرين. يقال: ركد الماء ركودا- من باب قعد- إذا سكن، فهو راكد. وكل شيء ثابت في مكانه فهو راكد.
إِنَّ فِي ذلِكَ الذي ذكرناه لكم من السفن المسخرة في البحر بأمره- تعالى- لَآياتٍ عظيمات لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أى: لكل إنسان قد تحلى بصفتى الصبر والشكر لله- تعالى-، حتى صارتا هاتان الصفتان سجية من سجاياه.. أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا أى أو يهلكهن ويغرقهن بسبب ما اكتسبه الراكبون في هذه السفن من ذنوب وخطايا.
يقال: أوبق فلان فلانا إذا حبسه أو أهلكه. ووبق فلان- كوعد ووجل، وبوقا إذا هلك.
وهو معطوف على قوله «يسكن» وكذلك قوله «ويعفو» .
أى: إن يشأ- سبحانه- يسكن الريح فتظل السفن ساكنة على ظهر البحر، أو إن يشأ يرسل الريح عاصفة بتلك السفن بمن فيها، أو إن يشأ ينج ناسا بالعفو عنهم.
قال صاحب الكشاف: «يوبقهن» يهلكهن. والمعنى: أنه إن يشأ يبتلى المسافرين في البحر بإحدى بليتين: إما أن يسكن الريح فيركد الجواري على ظهر البحر، ويمنعهن من الجري، وإما أن يرسل الريح عاصفة فيهلكن إغراقا بسبب ما كسبوا من الذنوب وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ منها.
فإن قلت: علام عطف «يوبقهن» قلت: على «يسكن» لأن المعنى: إن يشأ يسكن الريح فيركدن، أو يعصفها فيغرقن بعصفها.
فإن قلت: فما معنى إدخال العفو في حكم الإيباق حيث جزم جزمه؟ قلت: معناه: أو إن يشأ يهلك ناسا وينج ناسا على طريق العفو عنهم.
فإن قلت: فمن قرأ «ويعفو» ؟ قلت: قد استأنف الكلام» .
( إن يشأ يسكن الريح ) أي : التي تسير بالسفن ، لو شاء لسكنها حتى لا تتحرك السفن ، بل تظل راكدة لا تجيء ولا تذهب ، بل واقفة على ظهره ، أي : على وجه الماء ( إن في ذلك لآيات لكل صبار ) أي : في الشدائد ( شكور ) أي : إن في تسخيره البحر وإجرائه الهوى بقدر ما يحتاجون إليه لسيرهم ، لدلالات على نعمه تعالى على خلقه ( لكل صبار ) أي : في الشدائد ، ( شكور ) في الرخاء .
وقوله: (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ) يقول تعالى ذكره: إن يشأ الله الذي قد أجرى هذه السفن في البحر أن لا تجري فيه, أسكن الريح التي تجري بها فيه, فثبتن في موضع واحد, ووقفن على ظهر الماء لا تجري, فلا تتقدّم ولا تتأخر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ) سفن هذا البحر تجري بالريح فإذا أمسكت عنها الريح ركدت, قال الله عزّ وجلّ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ) لا تجري.
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ) يقول: وقوفا.
وقوله: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) يقول: إن في جري هذه الجواري في البحر بقُدرة الله لعظة وعبرة وحجة بينة على قُدرة الله على ما يشاء, لكل ذي صبر على طاعة الله, شكور لنعمه وأياديه عنده.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
ابراهيم: 5 | ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ |
---|
لقمان: 31 | ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ |
---|
سبإ: 19 | ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ |
---|
الشورى: 33 | ﴿إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
الريح:
1- بالإفراد، وهى قراءة جمهور السبعة.
وقرئ:
2- الرياح، جمعا، وهى قراءة نافع.
فيظللن:
1- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسرها، وهى قراءة قتادة.
قال أبو حيان: والقياس الفتح.
التفسير :
وأما الذي لا صبر عنده، ولا شكر له على نعم الله، فإنه معرض أو معاند لا ينتفع بالآيات.
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا أى أو يهلكهن ويغرقهن بسبب ما اكتسبه الراكبون في هذه السفن من ذنوب وخطايا.
يقال: أوبق فلان فلانا إذا حبسه أو أهلكه. ووبق فلان- كوعد ووجل، وبوقا إذا هلك.
وهو معطوف على قوله «يسكن» وكذلك قوله «ويعفو» .
أى: إن يشأ- سبحانه- يسكن الريح فتظل السفن ساكنة على ظهر البحر، أو إن يشأ يرسل الريح عاصفة بتلك السفن بمن فيها، أو إن يشأ ينج ناسا بالعفو عنهم.
قال صاحب الكشاف: «يوبقهن» يهلكهن. والمعنى: أنه إن يشأ يبتلى المسافرين في البحر بإحدى بليتين: إما أن يسكن الريح فيركد الجواري على ظهر البحر، ويمنعهن من الجري، وإما أن يرسل الريح عاصفة فيهلكن إغراقا بسبب ما كسبوا من الذنوب وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ منها.
فإن قلت: علام عطف «يوبقهن» قلت: على «يسكن» لأن المعنى: إن يشأ يسكن الريح فيركدن، أو يعصفها فيغرقن بعصفها.
فإن قلت: فما معنى إدخال العفو في حكم الإيباق حيث جزم جزمه؟ قلت: معناه: أو إن يشأ يهلك ناسا وينج ناسا على طريق العفو عنهم.
فإن قلت: فمن قرأ «ويعفو» ؟ قلت: قد استأنف الكلام» .
وقوله : ( أو يوبقهن بما كسبوا ) أي : ولو شاء لأهلك السفن وغرقها بذنوب أهلها الذين هم راكبون عليها ( ويعف عن كثير ) أي : من ذنوبهم . ولو أخذهم بجميع ذنوبهم لأهلك كل من ركب البحر .
وقال بعض علماء التفسير : معنى قوله : ( أو يوبقهن بما كسبوا ) أي : لو شاء لأرسل الريح قوية عاتية ، فأخذت السفن وأحالتها عن سيرها المستقيم ، فصرفتها ذات اليمين أو ذات الشمال ، آبقة لا تسير على طريق ، ولا إلى جهة مقصد .
وهذا القول هو يتضمن هلاكها ، وهو مناسب للأول ، وهو أنه تعالى لو شاء لسكن الريح فوقفت ، أو لقواه فشردت وأبقت وهلكت . ولكن من لطفه ورحمته أنه يرسله بحسب الحاجة ، كما يرسل المطر بقدر الكفاية ، ولو أنزله كثيرا جدا لهدم البنيان ، أو قليلا لما أنبت الزرع والثمار ، حتى إنه يرسل إلى مثل بلاد مصر سيحا من أرض أخرى غيرها ; لأنهم لا يحتاجون إلى مطر ، ولو أنزل عليهم لهدم بنيانهم ، وأسقط جدرانهم .
القول في تأويل قوله تعالى : أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)
يقول تعالى ذكره: أو يوبق هذه الجواري في البحر بما كسبت ركبانها من الذنوب, واجترموا من الآثام, وجزم يوبقهنّ, عطفا على يُسْكِنِ الرِّيحَ ومعنى الكلام إن يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره,(أَوْ يُوبِقْهُنَّ) ويعني بقوله: (أَوْ يُوبِقْهُنَّ) أو يهلكهنّ بالغرق.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثنا معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: (أَوْ يُوبِقْهُنَّ) يقول: يهلكهنّ.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: (أَوْ يُوبِقْهُنَّ) : أو يهلكهنّ.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ(أَوْ يُوبِقْهُنَّ) قال: يغرقهن بما كسبوا.
وبنحو الذي قلنا في قوله: (بِمَا كَسَبُوا) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا) : أي بذنوب أهلها.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا) قال: بذنوب أهلها.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا) قال: يوبقهنّ بما كسبت أصحابهنّ.
وقوله: (وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) يقول: ويصفح تعالى ذكره عن كثير من ذنوبكم فلا يعاقب عليها.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الشورى: 34 | ﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ ﴾ |
---|
المائدة: 15 | ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ |
---|
الشورى: 30 | ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
ويعف:
1- مجزوما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- ويعفو، بالواو، وهى قراءة الأعمش.
3- بنصب الواو، ورويت عن أهل المدينة.
التفسير :
ثم قال تعالى:{ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا} ليبطلوها بباطلهم.{ مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} أي:لا ينقذهم منقذ مما حل بهم من العقوبة.
ثم بين- سبحانه- أن علمه شامل لكل شيء فقال: وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ والمحيص: المهرب والمنجى من العذاب. يقال: حاص فلان عن الشيء، إذا حاول الفرار منه.
وقراءة الجمهور بنصب «يعلم» على أنه منصوب على فعل مقدر. أى: فعل ما فعل- سبحانه- لينتقم من الظالمين، وليعلم الذين يجادلون في آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا..
أنهم لا محيص لهم ولا مهرب من عذابنا، بسبب جدالهم بالباطل ليدحضوا به الحق.
وقوله : ( ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص ) أي : لا محيد لهم عن بأسنا ونقمتنا ، فإنهم مقهورون بقدرتنا .
وقوله: (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا) يقول جلّ ثناؤه: ويعلم الذين يخاصمون رسوله محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من المشركين في آياته وعبره وأدلته على توحيده.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة " وَيَعْلَمُ الَّذِينَ" رفعا على الاستئناف, كما قال في سورة براءة: وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وقرأته قرّاء الكوفة والبصرة (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ) نصبا كما قال في سورة آل عمران وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ على الصرف; وكما قال النابغة:
فــإنْ يَهْلِــكْ أبـو قـابُوسَ يَهْلِـكْ
رَبِيــعُ النَّــاسِ والشَّــهْرُ الحَـرَامُ
وَنُمْسِـــكَ بَعْــدَهُ بذنَــاب عَيْشٍ
أجَـــبِّ الظَّهْـــرِ لَــهُ سَــنامُ (2)
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان ولغتان معروفتان, متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: (مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) يقول تعالى ذكره: ما لهم من محيص من عقاب الله إذا عاقبهم على ذنوبهم, وكفرهم به, ولا لهم منه ملجأ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط عن السديّ, قوله: (مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) : ما لهم من ملجأ.
----------------
الهوامش :
(2) البيتان للنابغة الذبياني من مقطوعة يخاطب بها عصام بن شهبرة الجرمي حاجب النعمان ، ويسأله عما بلغه من مرضه ( مختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا ص 191 ) وقوله :" ربيع الناس" جعل النعمان بمنزلة الربيع في الحصب ، لكثرة عطائه ، وهو موضع الأمن من كل مخافة لمستجير وغيره ، مثل الشهر الحرام . و" أجب الظهر" : لا سنام له . ويجوز في الظهر : الرفع والنصب والجر يقول : نبقى بعده في شدة من العيش وسوء حال . وذناب الشيء : ذنبه . والشاهد في البيتين في قوله" ونأخذ" فإنه يجوز فيه الرفع على الاستئناف ، والنصب بتقدير" أن" ، والجزم بالعطف على يهلك ( فرائد القلائد للعيني ) . وقال الفراء في معاني القرآن ( الروقة 292 ) وقوله" ويعف عن كثير ويعلم الذين" : مردودة على الجزم إلا أنه صرف ( النصف على الصرف مذهب للفراء في العطف على المجزوم كما في الآية ، وفي المفعول معه ، وفي خبر المبتدأ إذا كان ظرفا ) قال : والجزم إذا صرف عنه معطوفه نصب ، كقول الشاعر :" فإن يهلك ..." البيتين . والرفع جائز في المنصوب على الصرف . وقد قرأ بذلك قوم ، فرفعوا ويعلم الذين يجادلون . ومثله مما استؤنف فرفع :" ويتوب الله من بعد ذلك على من يشاء" في براءة . ولو جزم" ويعلم" جازم كان مصيبا . ا هـ .
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
ويعلم:
1- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، على القطع، وهى قراءة الأعرج، وأبى جعفر، وشيبة، ونافع، وابن عامر، وزيد ابن على.
التفسير :
هذا تزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة، وذكر الأعمال الموصلة إليها فقال:{ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ} من ملك ورياسة، وأموال وبنين، وصحة وعافية بدنية.{ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لذة منغصة منقطعة.{ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ} من الثواب الجزيل، والأجر الجليل، والنعيم المقيم{ خَيْرٌ} من لذات الدنيا، خيرية لا نسبة بينهما{ وَأَبْقَى} لأنه نعيم لا منغص فيه ولا كدر، ولا انتقال.
ثم ذكر لمن هذا الثواب فقال:{ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} أي:جمعوا بين الإيمان الصحيح، المستلزم لأعمال الإيمان الظاهرة والباطنة، وبين التوكل الذي هو الآلة لكل عمل، فكل عمل لا يصحبه التوكل فغير تام، وهو الاعتماد بالقلب على الله في جلب ما يحبه العبد، ودفع ما يكرهه مع الثقة به تعالى.
ثم بين- سبحانه- أن متاع الدنيا مهما كثر فهو إلى زوال، فقال: فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ... أى: فما أعطيتم من شيء من متع الحياة الدنيا كالغنى والصحة والجاه. فإنما هو متاع زائل من متع الحياة الدنيا.
وَما عِنْدَ اللَّهِ من عطاء وثواب في الآخرة. خير وأبقى، أى: هو خير في ذاته من متاع الحياة الدنيا، وأبقى منه زمانا حيث لا يزول ولا يفنى.
وقوله لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ متعلق بقوله خَيْرٌ وَأَبْقى أى: هذا الذي ذكرناه لكم من نعم الآخرة خير وأبقى، للذين آمنوا بالله- تعالى- إيمانا حقا وللذين هم يتوكلون ولا يعتمدون إلا على ربهم وحده، لا على غيره أصلا.
وبعد هذا البيان المفصل للبراهين الدالة على وحدانية الله- تعالى- وقدرته، وللنعم التي أسبغها- سبحانه- على عباده ... بعد كل ذلك أخذت السورة الكريمة في بيان الصفات الطيبة والمناقب الحميدة، التي وفق الله- تعالى- عباده المؤمنين للتحلى بها، فقال:
يقول تعالى محقرا بشأن الحياة الدنيا وزينتها ، وما فيها من الزهرة والنعيم الفاني ، بقوله : ( فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا ) أي : مهما حصلتم وجمعتم فلا تغتروا به ، فإنما هو متاع الحياة الدنيا ، وهي دار دنيئة فانية زائلة لا محالة ، ( وما عند الله خير وأبقى ) أي : وثواب الله خير من الدنيا ، وهو باق سرمدي ، فلا تقدموا الفاني على الباقي ; ولهذا قال : ( للذين آمنوا ) أي : للذين صبروا على ترك الملاذ في الدنيا ، ( وعلى ربهم يتوكلون ) أي : ليعينهم على الصبر في أداء الواجبات وترك المحرمات .
وقوله: ( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يقول تعالى ذكره: فما أعطيتم أيها الناس من شيء من رياش الدنيا من المال والبنين, فمتاع الحياة الدنيا, يقول تعالى ذكره: فهو متاع لكم تتمتعون به في الحياة الدنيا, وليس من دار الآخرة, ولا مما ينفعكم في معادكم.( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) يقول تعالى ذكره: والذي عند الله لأهل طاعته والإيمان به في الآخرة, خير مما أوتيتموه في الدنيا من متاعها وأبقى, لأن ما أوتيتم في الدنيا فإنه نافد, وما عند الله من النعيم في جنانه لأهل طاعته باق غير نافذ.
( لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يقول: وما عند الله للذين آمنوا به, وعليه يتوكلون في أمورهم, وإليه يقومون في أسبابهم, وبه يثقون, خير وأبقى مما أوتيتموه من متاع الحياة الدنيا.
المعاني :
لم يذكر المصنف هنا شيء
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
القصص: 60 | ﴿وَ مَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ |
---|
الشورى: 36 | ﴿فَـ مَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} والفرق بين الكبائر والفواحش -مع أن جميعهما كبائر- أن الفواحش هي الذنوب الكبار التي في النفوس داع إليها، كالزنا ونحوه، والكبائر ما ليس كذلك، هذا عند الاقتران، وأما مع إفراد كل منهما عن الآخر فإن الآخر يدخل فيه.
{ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} أي:قد تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، فصار الحلم لهم سجية، وحسن الخلق لهم طبيعة حتى إذا أغضبهم أحد بمقاله أو فعاله، كظموا ذلك الغضب فلم ينفذوه، بل غفروه، ولم يقابلوا المسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح.
فترتب على هذا العفو والصفح، من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم وغيرهم شيء كثير، كما قال تعالى:{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
وقوله- تعالى- وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ.. معطوف على قوله- تعالى- قبل ذلك: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ أو بدل منه.
وكبائر الإثم: هي الذنوب الكبيرة التي يترتب عليها إقامة الحد على فاعلها أو الوعيد الشديد من الله- تعالى- لمرتكبها، كقتل النفس، وتعاطى الربا، وما يشبه ذلك من الكبائر.
والفواحش: جمع فاحشة، وهي من جملة كبائر الإثم، إلا أن الله- تعالى- خصها بالذكر من باب عطف الخاص على العام، اهتماما وأكثر ما تطلق الفواحش على جريمة الزنا.
كما قال- تعالى-: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا.
والمعنى: وما عند الله- تعالى- من ثواب في الآخرة خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وللذين يجتنبون ارتكاب كبائر الآثام، كقتل النفس، وأكل أموال الناس بالباطل، ويجتنبون كذلك ما فحش وعظم قبحه من الذنوب، كالزنا والبخل بما آتاهم الله من فضله..
وليس المراد من هذه الآية الكريمة فتح الباب لارتكاب صغائر الآثام والذنوب، بل المراد بيان فضل الله- تعالى- على عباده، ورحمته بهم، وبيان أن اجتناب كبائر الإثم والفواحش، يؤدى- بفضل الله وكرمه- إلى غفران صغائر الذنوب، كما قال- تعالى-: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً .
وقوله- سبحانه-: وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ صفة أخرى من صفاتهم الكريمة.
أى: ما عند الله خير وأبقى، للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وللذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وللذين من صفاتهم- أيضا- أنهم يتجاوزون عن الشخص الذي أغضبهم، ويصفحون عنه، ويحلمون عليه.
وخص حالة غضبهم بالغفران، لأن هذه الحالة لا يقدر عليها إلا أصحاب العزائم القوية، إذ من المعروف أن الإنسان في حالة غضبه، كثيرا ما يفقد صوابه، ويغلب عليه عدم السيطرة على مشاعره، فإذا ما استطاع أن يكظم غيظه في حالة غضبه، كان ذلك دليلا على قوة إيمانه وعلى ملكه لنوازع نفسه.
قال صاحب الكشاف: «هم يغفرون» أى: هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس. والمجيء بلفظ «هم» وإيقاعه مبتدأ وإسناد «يغفرون» إليه، لهذه الفائدة، ومثله «هم ينتصرون».
ثم قال : ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ) وقد قدمنا الكلام على الإثم والفواحش في " سورة الأعراف " ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) أي : سجيتهم [ وخلقهم وطبعهم ] تقتضي الصفح والعفو عن الناس ، ليس سجيتهم الانتقام من الناس .
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما انتقم لنفسه قط ، إلا أن تنتهك حرمات الله وفي حديث آخر : " كان يقول لأحدنا عند المعتبة : ما له ؟ تربت جبينه " .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن زائدة ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : كان المؤمنون يكرهون أن يستذلوا ، وكانوا إذا قدروا عفوا .
القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)
يقول تعالى ذكره: وما عند الله للذين آمنوا(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ) , وكبائر فواحش الإثم, قد بينَّا اختلاف أهل التأويل فيها وبينَّا الصواب من القول عندنا فيها فى سورة النساء, فأغنى ذلك عن إعادته ها هنا.(وَالْفَوَاحِشَ) قيل: إنها الزنى.
* ذكر من قال ذلك:
محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ(وَالْفَوَاحِشَ) قال: الفواحش: الزنى.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (كَبَائِرَ الإِثْمِ) فقرأته عامة قرّاء المدينة على الجماع كذلك في النجم, وقرأته عامة قرّاء الكوفة " كبير الإثم " على التوحيد فيهما جميعا; وكأن من قرأ ذلك كذلك, عنى بكبير الإثم: الشرك, كما كان الفرّاء يقول: كأني أستحب لمن قرأ كبائر الإثم أن يخفض الفواحش, لتكون الكبائر مضافة إلى مجموع إذ كانت جمعا, وقال: ما سمعت أحدا من القرّاء خفض الفواحش.
والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء على تقارب معنييهما, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) يقول تعالى ذكره: وإذا ما غضبوا على من اجترم إليهم جرما, هم يغفرون لمن أجرم إليهم ذنبه, ويصفحون عنه عقوبة ذنبه.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
الشورى: 37 | ﴿وَ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ |
---|
النجم: 32 | ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
كبائر:
1- جمعا، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالإفراد، وهى قراءة حمزة، والكسائي.
التفسير :
{ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ} أي:انقادوا لطاعته، ولبَّوْا دعوته، وصار قصدهم رضوانه، وغايتهم الفوز بقربه.
ومن الاستجابة للّه، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فلذلك عطفهما على ذلك، من باب عطف العام على الخاص، الدال على شرفه وفضله فقال:{ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} أي:ظاهرها وباطنها، فرضها ونفلها.{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} من النفقات الواجبة، كالزكاة والنفقة على الأقارب ونحوهم، والمستحبة، كالصدقات على عموم الخلق.
{ وَأَمْرُهُمْ} الديني والدنيوي{ شُورَى بَيْنَهُمْ} أي:لا يستبد أحد منهم برأيه في أمر من الأمور المشتركة بينهم، وهذا لا يكون إلا فرعا عن اجتماعهم وتوالفهم وتواددهم وتحاببهم وكمال عقولهم، أنهم إذا أرادوا أمرا من الأمور التي تحتاج إلى إعمال الفكر والرأي فيها، اجتمعوا لها وتشاوروا وبحثوا فيها، حتى إذا تبينت لهم المصلحة، انتهزوها وبادروها، وذلك كالرأي في الغزو والجهاد، وتولية الموظفين لإمارة أو قضاء، أو غيره، وكالبحث في المسائل الدينية عموما، فإنها من الأمور المشتركة، والبحث فيها لبيان الصواب مما يحبه الله، وهو داخل في هذه الآية.
ثم ذكر- سبحانه- صفات كريمة لهم فقال: وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ أى: أطاعوه في كل ما أمرهم به، أو نهاهم عنه..
وَأَقامُوا الصَّلاةَ أى: حافظوا عليها، وأدوها في أوقاتها بخشوع وإخلاص لله رب العالمين.
وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ أى: شأنهم أنهم إذا حدث بينهم أمر هام يحتاج إلى المراجعة والمناقشة، تجمعوا وتشاوروا فيما هو أنفع وأصلح.
قال القرطبي ما ملخصه: «قوله- تعالى-: وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ أى: يتشاورون في الأمور.
والشورى مصدر شاورته- والتشاور: استخراج الرأى من الغير..
قال الحسن: ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمورهم.
وقال ابن العربي: الشورى: ألفة للجماعة، ومسبار للعقول، وسبب إلى الصواب.
وقد قال الشاعر الحكيم:
إذا بلغ الرأى المشورة فاستعن ... برأى لبيب أو نصيحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي قوة للقوادم
وقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يستشير أصحابه في الأمور التي تتعلق بالحروب وما يشبهها من الأمور الدنيوية، ولم يكن يشاورهم في الأحكام لأنها منزلة من عند الله- تعالى-.
فأما الصحابة فكانوا يتشاورون في الأحكام، ويستنبطونها من الكتاب والسنة، فقد تشاوروا في الخلافة بعد موت الرسول صلّى الله عليه وسلّم وفي ميراث الجد، وفي حروب المرتدين .
وقوله وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أى ومن صفات هؤلاء المؤمنين الصادقين- أيضا- أنهم مما أعطيناهم من الرزق، يتصدقون على غيرهم من المحتاجين.
وقوله : ( والذين استجابوا لربهم ) أي : اتبعوا رسله وأطاعوا أمره ، واجتنبوا زجره ، ( وأقاموا الصلاة ) وهي أعظم العبادات لله عز وجل ، ( وأمرهم شورى بينهم ) أي : لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا فيه ، ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها ، كما قال تعالى : ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) [ آل عمران : 159 ] ولهذا كان عليه [ الصلاة ] والسلام ، يشاورهم في الحروب ونحوها ، ليطيب بذلك قلوبهم . وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] الوفاة حين طعن ، جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر ، وهم : عثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنهم أجمعين ، فاجتمع رأي الصحابة كلهم على تقديم عثمان عليهم ، رضي الله عنهم ، ( ومما رزقناهم ينفقون ) وذلك بالإحسان إلى خلق الله ، الأقرب إليهم منهم فالأقرب .
وقوله: ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ ) يقول تعالى ذكره: والذين أجابوا لربهم حين دعاهم إلى توحيده, والإقرار بوحدانيته والبراءة من عبادة كل ما يعبد دونه ( وَأَقَامُوا الصَّلاةَ ) المفروضة بحدودها في أوقاتها.
وكان ابن زيد يقول: عنى بقوله: ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ )... الآية الأنصار.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, وقرأ ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ )
قال: فبدأ بهم ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ ) الأنصار ( وَأَقَامُوا الصَّلاةَ ) وليس فيهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) ليس فيهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أيضا.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
البقرة: 3 | ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ |
---|
الأنفال: 3 | ﴿ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ |
---|
الحج: 35 | ﴿ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ |
---|
القصص: 54 | ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ |
---|
السجدة: 16 | ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ |
---|
الشورى: 38 | ﴿وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ} أي:وصل إليهم من أعدائهم{ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} لقوتهم وعزتهم، ولم يكونوا أذلاء عاجزين عن الانتصار.
فوصفهم بالإيمان، وعلى الله، واجتناب الكبائر والفواحش الذي تكفر به الصغائر، والانقياد التام، والاستجابة لربهم، وإقامة الصلاة، والإنفاق في وجوه الإحسان، والمشاورة في أمورهم، والقوة والانتصار على أعدائهم، فهذه خصال الكمال قد جمعوها، ويلزم من قيامها فيهم، فعل ما هو دونها، وانتفاء ضدها.
وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ أى: أن من صفاتهم كذلك أنهم إذا بغى عليهم باغ، أو ظلمهم ظالم، أو اعتدى على كرامتهم أو على دينهم معتد، فإنهم لا يخضعون له، ولا يذلون أمامه، وإنما هم ينتصرون لدينهم ولكرامتهم، بأن يقابلوا بغيه وعدوانه، بما يردعه ويجعله يخشى إصابتهم بأذى.
وقوله : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) أي : فيهم قوة الانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم ، ليسوا بعاجزين ولا أذلة ، بل يقدرون على الانتقام ممن بغى عليهم ، وإن كانوا مع هذا إذا قدروا عفوا ، كما قال يوسف ، عليه السلام ، لإخوته : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم [ وهو أرحم الراحمين ] ) [ يوسف : 92 ] ، مع قدرته على مؤاخذتهم ومقابلتهم على صنيعهم إليه ، وكما عفا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أولئك النفر الثمانين الذين قصدوه عام الحديبية ، ونزلوا من جبل التنعيم ، فلما قدر عليهم من عليهم مع قدرته على الانتقام ، وكذلك عفوه عن غورث بن الحارث ، الذي أراد الفتك به [ عليه السلام ] حين اخترط سيفه وهو نائم ، فاستيقظ ، عليه السلام ، وهو في يده صلتا ، فانتهره فوضعه من يده ، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السيف من يده ، ودعا أصحابه ، ثم أعلمهم بما كان من أمره وأمر هذا الرجل ، وعفا عنه . وكذلك عفا عن لبيد بن الأعصم ، الذي سحره ، عليه السلام ، ومع هذا لم يعرض له ، ولا عاتبه ، مع قدرته عليه . وكذلك عفوه ، عليه السلام ، عن المرأة اليهودية - وهي زينب أخت مرحب اليهودي الخيبري الذي قتله محمود بن مسلمة - التي سمت الذراع يوم خيبر ، فأخبره الذراع بذلك ، فدعاها فاعترفت فقال : " ما حملك على ذلك " قالت : أردت إن كنت نبيا لم يضرك ، وإن لم تكن نبيا استرحنا منك ، فأطلقها ، عليه الصلاة والسلام ، ولكن لما مات منه بشر بن البراء قتلها به ، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جدا ، والحمد لله .
القول في تأويل قوله تعالى : وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)
يقول تعالى ذكره: والذين إذا بغى عليهم باغ, واعتدى عليهم هم ينتصرون.
ثم اختلف أهل التأويل في الباغي الذي حمد تعالى ذكره, المنتصر منه بعد بغيه عليه, فقال بعضهم: هو المشرك إذا بغى على المسلم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرني ابن وهب قال: قال ابن زيد: ذكر المهاجرين صنفين, صنفا عفا, وصنفا انتصر, وقرأ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ قال: فبدأ بهم وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ ... إلى قوله: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وهم الأنصار. ثم ذكر الصنف الثالث فقال: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) من المشركين.
وقال آخرون: بل هو كلّ باغ بغى فحمد المنتصر منه
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, فى قوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) قال: ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا.
وهذا القول الثاني أولى في ذلك بالصواب, لأن الله لم يخصص من ذلك معنى دون معنى, بل حمد كلّ منتصر بحقّ ممن بغى عليه.
فإن قال قائل: وما في الانتصار من المدح؟ قيل: إن في إقامة الظالم على سبيل الحقّ وعقوبته بما هو له أهل تقويما له, وفي ذلك أعظم المدح.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
ذكر الله في هذه الآية، مراتب العقوبات، وأنها على ثلاث مراتب:عدل وفضل وظلم.
فمرتبة العدل، جزاء السيئة بسيئة مثلها، لا زيادة ولا نقص، فالنفس بالنفس، وكل جارحة بالجارحة المماثلة لها، والمال يضمن بمثله.
ومرتبة الفضل:العفو والإصلاح عن المسيء، ولهذا قال:{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} يجزيه أجرا عظيما، وثوابا كثيرا، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به.
وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل.
وأما مرتبة الظلم فقد ذكرها بقوله:{ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الذين يجنون على غيرهم ابتداء، أو يقابلون الجاني بأكثر من جنايته، فالزيادة ظلم.
وقوله- تعالى-: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها.. بيان لوجوب عدم تجاوز الحد عند دفع الظلم.
أى: أن الله- تعالى- يأمركم أنكم إذا أردتم الانتصار من الباغي فعليكم أن تقابلوا بغيه وظلمه وعدوانه بمثله بدون زيادة منكم على ذلك، كما قال- تعالى- في آية أخرى: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ.
قال الشوكانى: «ذكر- سبحانه- المغفرة عند الغضب في معرض المدح فقال: «وإذا ما غضبوا هم يغفرون» كما ذكر الانتصار على الباغي في معرض المدح- أيضا- لأن التذلل لمن بغى، ليس من صفات من جعل الله له العزة، حيث قال- سبحانه- وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ. فالانتصار عند البغي فضيلة، كما أن العفو عند الغضب فضيلة.
قال النخعي: كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجترئ عليهم السفهاء.
ولكن هذا الانتصار مشروط بالاقتصار على ما جعله الله- تعالى- له، وعدم مجاوزته، كما بينه- سبحانه- عقب ذلك بقوله: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فبين- سبحانه- أن العدل في الانتصار، هو الاقتصار على المساواة..» .
ثم بين- سبحانه- ما هو أسمى من مقابلة السيئة بمثلها فقال: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.
أى: فمن عفا عمن أساء إليه، وأصلح فيما بينه وبين غيره فأجره كائن على الله- تعالى- وحده، وسيعطيه- سبحانه- من الثواب مالا يعلمه إلا هو- عز وجل-.
إنه- تعالى- لا يحب الظالمين بأى لون من ألوان الظلم.
وفي الحديث القدسي: «يا عبادي إنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» .
قوله تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) كقوله تعالى : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) [ البقرة : 194 ] وكقوله ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) [ النحل : 129 ] فشرع العدل وهو القصاص ، وندب إلى الفضل وهو العفو ، كقوله [ تعالى ] ( والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ) [ المائدة : 45 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) أي : لا يضيع ذلك عند الله كما صح في الحديث : " وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا " وقوله : ( إنه لا يحب الظالمين ) أي : المعتدين ، وهو المبتدئ بالسيئة .
[ وقال بعضهم : لما كانت الأقسام ثلاثة : ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات ، ذكر الأقسام الثلاثة في هذه الآية فذكر المقتصد وهو الذي يفيض بقدر حقه لقوله : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) ، ثم ذكر السابق بقوله : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) ثم ذكر الظالم بقوله : ( إنه لا يحب الظالمين ) فأمر بالعدل ، وندب إلى الفضل ، ونهى من الظلم ] .
وقوله: ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) وقد بينا فيما مضى معنى ذلك, وأن معناه: وجزاء سيئة المسيء عقوبته بما أوجبه الله عليه, فهي وإن كانت عقوبة من الله أوجبها عليه, فهي مساءة له. والسيئة: إنما هي الفعلة من السوء, وذلك نظير قول الله عز وجل وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وقد قيل: إن معنى ذلك: أن يجاب القائل الكلمة القزعة بمثلها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب, قال: قال لي أبو بشر: سمعت. ابن أبي نجيح يقول في قوله: ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) قال: يقول أخزاه الله, فيقول: أخزاه الله.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) قال: إذا شتمك بشتمة فاشمته مثلها من غير أن تعتدي.
وكان ابن زيد يقول في ذلك بما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) من المشركين ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ )... الآية, ليس أمركم أن تعفوا عنهم لأنه أحبهم وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ , ثم نسخ هذا كله وأمره بالجهاد.
فعلى قول ابن زيد هذا تأويل الكلام: وجزاء سيئة من المشركين إليك, سيئة مثلها منكم إليهم, وإن عفوتم وأصلحتم في العفو, فأجركم في عفوكم عنهم إلى الله, إنه لا يحب الكافرين; وهذا على قوله كقول الله عز وجل فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وللذي قال من ذلك وجه. غير أن الصواب عندنا: أن تحمل الآية على الظاهر ما لم ينقله إلى الباطن ما يجب التسليم لها, ولم يثبت حجة في قوله: ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) أنه مراد به المشركون دون المسلمين, ولا بأن هذه الآية منسوخة, فنسلم لها بأن ذلك كذلك.
وقوله: ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) يقول جل ثناؤه: فمن عفا عمن أساء إليه إساءته إليه, فغفرها له, ولم يعاقبه بها, وهو على عقوبته عليها قادر ابتغاء وجه الله, فأجر عفوه ذلك على الله, والله مثيبه عليه ثوابه.( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) يقول: إن الله لا يحب أهل الظلم الذين يتعدّون على الناس, فيسيئون إليهم بغير ما أذن الله لهم فيه.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
يونس: 27 | ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ |
---|
الشورى: 40 | ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} أي:انتصر ممن ظلمه بعد وقوع الظلم عليه{ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} أي:لا حرج عليهم في ذلك.
ودل قوله:{ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ} وقوله:{ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} أنه لا بد من إصابة البغي والظلم ووقوعه.
وأما إرادة البغي على الغير، وإرادة ظلمه من غير أن يقع منه شيء، فهذا لا يجازى بمثله، وإنما يؤدب تأديبا يردعه عن قول أو فعل صدر منه.
ثم أكد- سبحانه- ما سبق أن بينه من أن دفع بغى الباغي أمر محمود، فقال تعالى وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ.
واللام في قوله وَلَمَنِ انْتَصَرَ هي لام الابتداء، وقوله بَعْدَ ظُلْمِهِ مصدر مضاف لمفعوله و «من» شرطية، وجوابها فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ والمراد بالسبيل:
المؤاخذة والحرج.
أى: أن من انتصر لدينه وعرضه، بعد ظلم الظالم له، فأولئك الذين يفعلون ذلك، لا يؤاخذون من أحد، ولا يلامون من غيرهم، لأنهم باشروا حقهم الذي شرعه الله- تعالى- لهم، وهو مقابلة السيئة بمثلها.
ثم قال : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) أي : ليس عليهم جناح في الانتصار ممن ظلمهم .
قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا معاذ بن معاذ ، حدثنا ابن عون قال : كنت أسأل عن الانتصار : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد - امرأة أبيه - قال ابن عون : زعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين عائشة - قالت : قالت أم المؤمنين : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندنا زينب بنت جحش ، فجعل يصنع بيده شيئا فلم يفطن لها ، فقلت بيده حتى فطنته لها ، فأمسك . وأقبلت زينب تقحم لعائشة ، فنهاها ، فأبت أن تنتهي . فقال لعائشة : " سبيها " فسبتها فغلبتها ، وانطلقت زينب فأتت عليا فقالت : إن عائشة تقع بكم ، وتفعل بكم . فجاءت فاطمة فقال لها " إنها حبة أبيك ورب الكعبة " فانصرفت ، وقالت لعلي : إني قلت له كذا وكذا ، فقال لي كذا وكذا . قال : وجاء علي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلمه في ذلك .
هكذا ورد هذا السياق ، وعلي بن زيد بن جدعان يأتي في رواياته بالمنكرات غالبا ، وهذا فيه نكارة ، والحديث الصحيح خلاف هذا السياق ، كما رواه النسائي وابن ماجه من حديث خالد بن سلمة الفأفاء ، عن عبد الله البهي ، عن عروة قال : قالت عائشة ، رضي الله عنها : ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن وهي غضبى ، ثم قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حسبك إذا قلبت لك ابنة أبي بكر ذريعتيها ثم أقبلت علي فأعرضت عنها ، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " دونك فانتصري " فأقبلت عليها حتى رأيتها وقد يبس ريقها في فمها ، ما ترد علي شيئا . فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتهلل وجهه . وهذا لفظ النسائي .
وقال البزار : حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من دعا على من ظلمه فقد انتصر " .
ورواه الترمذي من حديث أبي الأحوص ، عن أبي حمزة - واسمه ميمون - ثم قال : " لا نعرفه إلا من حديثه ، وقد تكلم فيه من قبل حفظه " .
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41)
يقول تعالى ذكره: ولمن انتصر ممن ظلمه ممن بعد ظلمه إياه (فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) يقول: فأولئك المنتصرون منهم لا سبيل للمنتصر منهم عليهم بعقوبة لا أذى, لأنهم انتصروا منهم بحقّ, ومن أخذ حقه ممن وجب ذلك له عليه, ولم يتعد, لم يظلم, فيكون عليه سبيل.
وقد اختلف أهل التأويل في المعنيّ بذلك, فقال بعضهم: عني به كلّ منتصر ممن أساء إليه, مسلما كان المسيء أو كافرا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع, قال: ثنا معاذ, قال: ثنا ابن عون, قال: كنت أسأل عن الانتصار (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ). .. الآية, فحدثني علي بن زيد بن جدعان, عن أمّ محمد امرأة أبيه, قال ابن عون: زعموا أنها كانت تدخل على أمّ المؤمنين قالت: قالت أم المؤمنين: دخل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, وعندنا زينب بنت جحش, فجعل يصنع بيده شيئا, ولم يفطن لها, فقلت بيده حتى فطَّنته لها, فأمسك, وأقبلت زينب تقحم (3) عائشة, فنهاها, فأبت أن تنتهي, فقال لعائشة: " سُبيها " فسبتها وغلبتها وانطلقت زينب فأتت عليا, فقالت: إن عائشة تقع بكم وتفعل بكم, فجاءت فاطمة, فقال لها: " إنها حبة أبيك وربّ الكعبة ", فانصرفت وقالت لعليّ: إني قلت له كذا وكذا, فقال كذا وكذا; قال: وجاء عليّ إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فكلَّمه في ذلك.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ)... الآية, قال: هذا في الخمش (4) يكون بين الناس.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) قال: هذا فيما يكون بين الناس من القصاص, فأما لو ظلمك رجل لم يحلّ لك أن تظلمه.
وقال آخرون: بل عُنِيَ به الانتصار من أهل الشرك, وقال: هذا منسوخ.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) قال: لمن انتصر بعد ظلمه من المؤمنين انتصر من المشركين وهذا قد نسخ, وليس هذا في أهل الإسلام, ولكن في أهل الإسلام الذي قال الله تبارك وتعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ .
والصواب من القول أن يقال: إنه معنيّ به كل منتصر من ظالمه, وأن الآية محكمة غير منسوخة للعلة التي بينت في الآية قبلها.
--------------------
الهوامش :
(3) في النهاية لابن الأثير في حديث عائشة : أقبلت زينب تقحم لها ، أي تتعرض لشتمها ، وتدخل عليها فيه ؛ كأنها أقبلت تشتمها من غير روية ولا تثبت .
(4) المقصود بالخمش : ما كان دون القتل والدية من قطع أو جدع أو جرح أو ضرب أو نهب ونحو ذلك . من أنواع الأذى التي لا قصاص فيها ( انظر النهاية لابن الأثير ) .
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ إِنَّمَا السَّبِيلُ} أي:إنما تتوجه الحجة بالعقوبة الشرعية{ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} وهذا شامل للظلم والبغي على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.{ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي:موجع للقلوب والأبدان، بحسب ظلمهم وبغيهم.
ثم بين- سبحانه- على من تقع المؤاخذة والمعاقبة فقال: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.
أى: إنما المؤاخذة والمعاقبة كائنة على الذين يظلمون غيرهم من الناس، ويتكبرون ويتجاوزون حدودهم في الأرض بغير الحق.
وقيد- سبحانه- البغي في الأرض بكونه بغير الحق، لبيان أنه لا يكون إلا كذلك، إذ معناه في اللغة تجاوز الحد. يقال: بغى الجرح، إذ تجاوز الحد في فساده، فهذا القيد إنما هو لبيان الواقع، وللتنفير منه.
أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أى: أولئك الذين من صفاتهم الظلم والبغي لهم عذاب أليم، بسبب ما اجترحوه من ظلم وبغى.
وقوله : ( إنما السبيل ) أي : إنما الحرج والعنت ( على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ) أي : يبدؤون الناس بالظلم . كما جاء في الحديث الصحيح : " المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم " .
( أولئك لهم عذاب أليم ) أي : شديد موجع .
قال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا سعيد بن زيد - أخو حماد بن زيد - حدثنا عثمان الشحام ، حدثنا محمد بن واسع قال : قدمت مكة فإذا على الخندق منظرة ، فأخذت فانطلق بي إلى مروان بن المهلب ، وهو أمير على البصرة ، فقال : حاجتك يا أبا عبد الله . قلت حاجتي إن استطعت أن تكون كما قال أخو بني عدي . قال : ومن أخو بني عدي ؟ قال : العلاء بن زياد ، استعمل صديقا له مرة على عمل ، فكتب إليه : أما بعد فإن استطعت ألا تبيت إلا وظهرك خفيف ، وبطنك خميص ، وكفك نقية من دماء المسلمين وأموالهم ، فإنك إذا فعلت ذلك لم يكن عليك سبيل ، ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) فقال صدق والله ونصح ثم قال : ما حاجتك يا أبا عبد الله ؟ قلت : حاجتي أن تلحقني بأهلي . قال : نعم رواه ابن أبي حاتم .
وقوله: ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ) يقول تبارك وتعالى: إنما الطريق لكم أيها الناس على الذين يتعدّون على الناس ظلما وعدوانا, بأن يعاقبوهم بظلمهم لا على من انتصر ممن ظلمه, فأخذ منه حقه.
وقوله: ( وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) يقول: ويتجاوزون في أرض الله الحدّ الذي أباح لهم ربهم إلى ما لم يأذن لهم فيه, فيفسدون فيها بغير الحق.
يقول: فهؤلاء الذين يظلمون الناس, ويبغون في الأرض بغير الحق, لهم عذاب من الله يوم القيامة في جهنم مؤلم موجع.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
يونس: 23 | ﴿فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم﴾ |
---|
الشورى: 42 | ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَي يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
{ وَلَمَنْ صَبَرَ} على ما يناله من أذى الخلق{ وَغَفَرَ} لهم، بأن سمح لهم عما يصدر منهم،{ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أي:لمن الأمور التي حث الله عليها وأكدها، وأخبر أنه لا يلقاها إلا أهل الصبر والحظوظ العظيمة، ومن الأمور التي لا يوفق لها إلا أولو العزائم والهمم، وذوو الألباب والبصائر.
فإن ترك الانتصار للنفس بالقول أو الفعل، من أشق شيء عليها، والصبر على الأذى، والصفح عنه، ومغفرته، ومقابلته بالإحسان، أشق وأشق، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، وجاهد نفسه على الاتصاف به، واستعان الله على ذلك، ثم إذا ذاق العبد حلاوته، ووجد آثاره، تلقاه برحب الصدر، وسعة الخلق، والتلذذ فيه.
ثم ختم- سبحانه- هذه الصفات الكريمة للمؤمنين فقال: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ.
أى: وللإنسان الصابر على الأذى الذي يصفح عمن أساء إليه، الثواب الجزيل، والعاقبة الحسنة، لأن ذلك الصبر والمغفرة منه، لمن الأمور التي تدل على علو الهمة، وقوة العزيمة..
هذا، والمتأمل في هذه الآيات الكريمة، يراها قد مدحت المؤمنين الصادقين بجملة من الصفات الحميدة، التي تعتبر على رأس الصفات الأساسية، لكل أمة تريد أن تنال الظفر والسعادة في دنياها وآخرتها.
وبعد هذا الحديث عن المؤمنين وعن صفاتهم الكريمة وعما أعده سبحانه لهم من ثواب، جاء الحديث عن الظالمين وما أعد لهم من عقاب، وأمرهم- سبحانه- بالاستجابة لدعوة الحق من قبل أن يأتى يوم الحساب، الذي لا ينفعهم فيه شفيع أو نصير، فقال- تعالى-:
ثم إنه تعالى لما ذم الظلم وأهله وشرع القصاص ، قال نادبا إلى العفو والصفح : ( ولمن صبر وغفر ) أي : صبر على الأذى وستر السيئة ، ( إن ذلك لمن عزم الأمور )
قال سعيد بن جبير : [ يعني ] لمن حق الأمور التي أمر الله بها ، أي : لمن الأمور المشكورة والأفعال الحميدة التي عليها ثواب جزيل وثناء جميل .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمران بن موسى الطرسوسي ، حدثنا عبد الصمد بن يزيد - خادم الفضيل بن عياض - قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلا فقل : " يا أخي ، اعف عنه " . فإن العفو أقرب للتقوى ، فإن قال : لا يحتمل قلبي العفو ، ولكن أنتصر كما أمرني الله عز وجل . فقل له إن كنت تحسن أن تنتصر وإلا فارجع إلى باب العفو ، فإنه باب واسع ، فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله ، وصاحب العفو ينام على فراشه بالليل ، وصاحب الانتصار يقلب الأمور .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد القطان - عن ابن عجلان ، حدثنا سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجب ويتبسم ، فلما أكثر رد عليه بعض قوله ، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام ، فلحقه أبو بكر فقال : يا رسول الله إنه كان يشتمني وأنت جالس ، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ! قال : " إنه كان معك ملك يرد عنك ، فلما رددت عليه بعض قوله حضر الشيطان ، فلم أكن لأقعد مع الشيطان " . ثم قال : " يا أبا بكر ، ثلاث كلهن حق ، ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله ، إلا أعز الله بها نصره ، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة ، إلا زاده الله بها كثرة ، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة ، إلا زاده الله بها قلة "
وكذا رواه أبو داود ، عن عبد الأعلى بن حماد ، عن سفيان بن عيينة - قال : ورواه صفوان بن عيسى ، كلاهما عن محمد بن عجلان ورواه من طريق الليث ، عن سعيد المقبري ، عن بشير بن المحرر ، عن سعيد بن المسيب مرسلا .
وهذا الحديث في غاية الحسن في المعنى ، وهو سبب سبه للصديق .
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43)
يقول تعالى ذكره: ولمن صبر على إساءة إليه, وغفر للمسيء إليه جرمه إليه, فلم ينتصر منه, وهو على الانتصار منه قادر ابتغاء وجه الله وجزيل ثوابه.(إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) يقول: إن صبره ذلك وغفرانه ذنب المسيء إليه, لمن عزم الأمور التي ندب إليها (5) عباده, وعزم عليهم العمل به.
----------------
الهوامش :
(5) كذا في الأصول . ولعل فيه تحريفا من الناسخ ، وأصل العبارة : الذي ندب إليه ، بدليل ما بعده .
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
آل عمران: 186 | ﴿وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَـ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ |
---|
لقمان: 17 | ﴿وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ |
---|
الشورى: 43 | ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ |
---|
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء
التفسير :
يخبر تعالى أنه المنفرد بالهداية والإضلال، وأنه{ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} بسبب ظلمه{ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ} يتولى أمره ويهديه.
{ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} مرأى ومنظرا فظيعا، صعبا شنيعا، يظهرون الندم العظيم، والحزن على ما سلف منهم، و{ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} أي:هل لنا طريق أو حيلة إلى رجوعنا إلى الدنيا، لنعمل غير الذي كنا نعمل، وهذا طلب للأمر المحال الذي لا يمكن.
وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ.. أى: ومن يخذله الله تعالى ويبعده عن طريق الهداية بسبب زيغه وإيثاره الغي على الرشد، فليس لهذا الضال من ناصر ينصره بعد الله- تعالى- فالمراد بالضلال هنا: ما هو ضد الهداية والتوفيق للخير. والضمير في قوله «من بعده» يعود إلى الله- عز وجل- وقيل: يعود للخذلان المفهوم من قوله «يضلل» .
ثم بين- سبحانه- حال الظالمين عند ما يعرضون على النار فقال: وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ.
أى: وترى- أيها العاقل- الظالمين حين رأوا العذاب المعد لهم يوم القيامة، تراهم في نهاية الحسرة والذلة، ويقولون في ندامة وانكسار: هل إلى مَرَدٍّ أى: مرجع إلى الدنيا من سبيل أو طريق، فنعمل غير الذي كنا نعمل.
يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة : إنه ما شاء كان ولا راد له ، وما لم يشأ لم يكن فلا موجد له وأنه من هداه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، كما قال : ( ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) [ الكهف : 17 ]
ثم قال مخبرا عن الظالمين ، وهم المشركون بالله ( لما رأوا العذاب ) أي : يوم القيامة يتمنون الرجعة إلى الدنيا ، ( يقولون هل إلى مرد من سبيل ) ، كما قال [ تعالى ] ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) [ الأنعام : 27 ، 28 ] .
( وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ ) يقول: ومن خذله الله عن الرشاد, فليس له من ولي يليه, فيهديه لسبيل الصواب, ويسدده من بعد إضلال الله إياه ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: وترى الكافرين بالله يا محمد يوم القيامة لما عاينوا عذاب الله يقولون لربهم: ( هَلْ ) لنا يا رب ( إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ) وذلك كقوله وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا ... الآية, استعتب المساكين في غير حين الاستعتاب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ) يقول: إلى الدنيا.
واختلف أهل العربية في وجه دخول " إنَّ" في قوله: ( إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) مع دخول اللام في قوله: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ ) فكان نحوي أهل البصرة يقول في ذلك: أما اللام التي في قوله: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ ) فلام الابتداء, وأما إن ذلك فمعناه والله أعلم: إن ذلك منه من عزم الأمور, وقال: قد تقول: مررت بالدار الذراع بدرهم: أي الذراع منها بدرهم, ومررت ببرّ قفيز بدرهم, أي قفيز منه بدرهم. قال: وأما ابتداء " إنَّ" في هذا الموضع, فمثل قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ يجوز ابتداء الكلام, وهذا إذا طال الكلام في هذا الموضع.
وكان بعضهم يستخطئ هذا القول ويقول: إن العرب إذا أدخلت اللام في أوائل الجزاء أجابته بجوابات الأيمان بما, ولا وإنَّ واللام: قال: وهذا من ذاك, كما قال: لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ فجاء بلا وباللام جوابا للام الأولى. قال: ولو قال: لئن قمت إني لقائم لجاز ولا حاجة به إلى العائد, لأن الجواب في اليمين قد يكون فيه العائد, وقد لا يكون; ألا ترى أنك تقول: لئن قمت لأقومنّ, ولا أقوم, وإني لقائم فلا تأتي بعائد. قال: وأما قولهم: مررت بدار الذراع بدرهم وببرّ قفيز بدرهم, فلا بد من أن يتصل بالأوّل بالعائد, وإنما يحذف العائد فيه, لأن الثاني تبعيض للأولّ مررت ببر بعضه بدرهم, وبعضه بدرهم; فلما كان المعنى التبعيض حذف العائد. قال: وأما ابتداء " إن " فى كل موضع إذا طال الكلام, فلا يجوز أن تبتدئ إلا بمعنى: قل إن الموت الذي تفرّون منه, فإنه جواب للجزاء, كأنه قال: ما فررتم منه من الموت, فهو ملاقيكم.
وهذا القول الثاني عندي أولى في ذلك بالصواب للعلل التي ذكرناها.
المعاني :
التدبر :
الإعراب :
المتشابهات :
لم يذكر المصنف هنا شيء
أسباب النزول :
لم يذكر المصنف هنا شيء
الترابط والتناسب :
القراءات :
جاري إعداد الملف الصوتي
لم يذكر المصنف هنا شيء