50920212223242526272829

الإحصائيات

سورة محمد
ترتيب المصحف47ترتيب النزول95
التصنيفمدنيّةعدد الصفحات4.00
عدد الآيات38عدد الأجزاء0.19
عدد الأحزاب0.38عدد الأرباع1.50
ترتيب الطول44تبدأ في الجزء26
تنتهي في الجزء26عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 8/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (20) الى الآية رقم (23) عدد الآيات (4)

= ثُمَّ بَيَّنَ الفارقَ بينَ المؤمنينَ والمنافقينَ عندَ نزولِ آياتِ الجهادِ ونحوها: فالمؤمنُ كان ينتظرُ نزولَها ليتقرَّبَ إلى ربِّه، والمنافقُ إذا نزلَ شيءٌ من التكاليفِ شقَّ عليهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (24) الى الآية رقم (29) عدد الآيات (6)

بعدَ إعراضِ المنافقينَ عن الخيرِ واستماعِ القرآنِ، أمرَهُم اللهُ هنا بتدبُّرِ القرآنِ، وبَيَّنَ أنهم ارتدُّوا إلى الكفرِ بعدما تبينَ لهُم صدقُه ﷺ، وبَيَّنَ سببَ ردَّتِهم، ثُمَّ بَيَّنَ حالَهم عندَ قبضِ أرواحِهم، وهدَّدَهُم =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة محمد

اتِّباع النَّبي ﷺ مقياس قبول الأعمال

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • إذن فعن أي شيء تحدثت سورة محمد؟: فما موضوع هذه السورة؟ هل تتحدث سورة محمد عن فضائل النبي ﷺ؟ الجواب: لا. هل تتحدث سورة محمد عن أخلاق النبي ﷺ أو صفاته أو سيرته؟ الجواب: لا.
  • • فما علاقة العمل بمحمد ﷺ؟: أكثر شيء تكرر في السورة هو قضية العمل. عدد آيات السورة 38 آية، يتكرر الحديث عن قبول العمل أو إحباط العمل 12 مرة.
  • • الطاعة ميزان الاتباع:: الجواب: في كل مرة من هذه المرات تربط الآيات هذا المعنى بطاعة الله وطاعة الرسول ﷺ، كقوله تعالى: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ ...﴾ (33). ومن هنا نستخلص محور السورة: طاعة النبي ﷺ واتباعه هما مقياس قبول الأعمال وإحباطها. معنى غالٍ ومهم، استشعره وأنت تقرأ هذه السورة الكريمة، واسأل نفسك: أين أنا من سنة النبي ﷺ وعبادته وأخلاقه.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «محمد».
  • • معنى الاسم :: محمد: هو خاتم الأنبياء والمرسلين، خير خلق الله.
  • • سبب التسمية :: لورود هذا الاسم في الآية (2).
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: «سورة القتال»؛ لذكر أحكام القتال والأسرى والغنائم فيها، وسورة «الذين كفروا» تسمية للسورة بأولها.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: أن اتِّباع النَّبي ﷺ هو مقياس قبول الأعمال.
  • • علمتني السورة :: أن الله لن يقبل أعمال الكفار بسبب: كفرهم بالله، وصدهم عن سبيل الله، وأنهم كرهوا ما أنزل الله (القرآن الكريم): ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾
  • • علمتني السورة :: خطورة قطيعة الأرحام: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾
  • • علمتني السورة :: أهمية تدبر كتاب الله، وخطر الإعراض عنه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾

مدارسة الآية : [20] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ ..

التفسير :

[20] ويقول الذين آمنوا بالله ورسوله:هلَّا نُزِّلت سورة من الله تأمرنا بجهاد الكفار، فإذا أُنزِلت سورة محكمة بالبيان والفرائض وذُكر فيها الجهاد، رأيت الذين في قلوبهم شك في دين الله ونفاق ينظرون إليك -أيها النبي- نظر الذي قد غُشِي عليه خوفَ الموت، فأولى له

يقول تعالى:{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} استعجالا ومبادرة للأوامر الشاقة:{ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ} أي:فيها الأمر بالقتال.

{ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ} أي:ملزم العمل بها،{ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ} الذي هو أشق شيء على النفوس، لم يثبت ضعفاء الإيمان على امتثال هذه الأوامر، ولهذا قال:{ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} من كراهتهم لذلك، وشدته عليهم.

وهذا كقوله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً}

قال الإمام الرازي ما ملخصه: لما بين الله حال المنافق والكافر، والمهتدى المؤمن عند استماع الآيات العلمية، من التوحيد والحشر وغيرهما.. أتبع ذلك ببيان حالهم في الآيات العملية، فإن المؤمن كان ينتظر ورودها، ويطلب تنزيلها، وإذا تأخر عنه التكليف كان يقول: هلا أمرت بشيء من العبادة.

والمنافق كان إذا نزلت الآية أو السورة وفيها تكليف كره ذلك.. فذكر- سبحانه- تباين حال الفريقين في العلم والعمل. فالمنافق لا يفهم العلم ولا يريد العمل، والمؤمن يعلم ويحب العمل..

فقوله- تعالى-: وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ حكاية لتطلع المؤمنين الصادقين إلى نزول القرآن، وتشوقهم إلى الاستماع إليه، والعمل بأحكامه.

أى: ويقول الذين آمنوا إيمانا حقا، لرسوله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله هلا نزلت سورة جديدة من هذا القرآن الكريم، الذي نحبه ونحب العمل بما فيه من هدايات وآداب وأحكام وجهاد في سبيل الله- عز وجل-.

قوله: فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ، رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ.. بيان لموقف المنافقين من الجهاد في سبيل الله، وتصوير بديع لما انطوت عليه نفوسهم من جبن خالع.

والمراد بقوله مُحْكَمَةٌ: أى: واضحة المعاني فيما سيقت له من الأمر بالجهاد في سبيل الله، بحيث لا يوجد مجال لتأويل معناها على الوجه الذي سيقت له.

أى: هذا هو حال المؤمنين بالنسبة لحبهم للقرآن الكريم، أما حال المنافقين فإنك تراهم إذا ما أنزلت سورة فاصلة بينة تأمر أمرا صريحا بالقتال لإعلاء كلمة الله تراهم ينظرون إليك كنظر من حضره الموت فصار بصره شاخصا لا يتحرك من شدة الخوف والفزع.

والمقصود أنهم يوجهون أبصارهم نحو النبي صلّى الله عليه وسلّم بحدة وهلع، لشدة كراهتهم للقتال معه، إذ في هذا القتال عز للإسلام، ونصر للمؤمنين، والمنافقون يبغضون ذلك.

فالآية الكريمة ترسم صورة خالدة بليغة لكل نفس لئيمة خوارة، مبتوتة عن الإيمان، وعن الفطرة السليمة، متجردة عن الحياء الذي يستر مخازيها.

وقوله- تعالى- فَأَوْلى لَهُمْ تهديد ووعيد لهم على جبنهم وخبث طويتهم.

وقوله فَأَوْلى يرى بعضهم أنه فعل ماض بمعنى قارب، وفاعله ضمير يعود إلى الموت، أى: قاربهم ما يهلكهم وهو الموت الذي يرتعدون منه..

ويرى آخرون أن قوله فَأَوْلى اسم تفضيل بمعنى أحق وأجدر، وأنه خبر لمبتدأ محذوف، واللام بمعنى الباء. أى: فالعقاب والهلاك أولى بهم وأحق وأجدر. ويكون قوله- تعالى- بعد ذلك طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ كلام مستأنف والخبر محذوف.

يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين أنهم تمنوا شرعية الجهاد ، فلما فرضه الله - عز وجل - وأمر به نكل عنه كثير من الناس ، كقوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا ) [ النساء : 77 ] .

وقال هاهنا : ( ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة ) أي : مشتملة على حكم القتال ; ولهذا قال : ( فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ) أي : من فزعهم ورعبهم وجبنهم من لقاء الأعداء . ثم قال مشجعا لهم : ( فأولى لهم)

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20)

يقول تعالى ذكره: ويقول الذين صدّقوا الله ورسوله: هلا نـزلت سورة من الله تأمرنا بجهاد أعداء الله من الكفار ( فَإِذَا أُنـزلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ ) يعني: أنها محكمة بالبيان والفرائض. وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( فَإِذَا أُنـزلَتْ سُورَةٌ مُحْدَثَةٌ ) .

وقوله ( وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ) يقول: وذُكر فيها الأمر بقتال المشركين.

وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثني بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نـزلَتْ &; 22-175 &; سُورَةٌ فَإِذَا أُنـزلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ) قال: كلّ سورة ذُكر فيها الجهاد فهي محكمة, وهي أشدّ القرآن على المنافقين.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ) قال كل سورة ذُكر فيها القتال فهي محكمة.

وقوله ( رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يقول: رأيت الذين في قلوبهم شك في دين الله وضعف ( يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ ) يا محمد,( نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ) , خوفا أن تغزيهم وتأمرهم بالجهاد مع المسلمين, فهم خوفا من ذلك وتجبنا عن لقاء العدوّ ينظرون إليك نظر المغشيّ عليه الذي قد صرع. وإنما عنى بقوله ( مِنَ الْمَوْتِ ) من خوف الموت, وكان هذا فعل أهل النفاق.

كالذي حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ) قال: هؤلاء المنافقون طبع الله على قلوبهم, فلا يفقهون ما يقول النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وقوله ( فَأَوْلَى لَهُمْ ) يقول تعالى ذكره: فأولى لهؤلاء الذين في قلوبهم مرض.

وقوله ( فَأَوْلَى لَهُمْ ) وعيد توعَّد الله به هؤلاء المنافقين.

كما حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( فَأَوْلَى لَهُمْ ) قال: هذه وعيد, فأولى لهم, ثم انقطع الكلام فقال: ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ).

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَأَوْلَى لَهُمْ ) قال: وعيد كما تسمعون.

المعاني :

لَوۡلَا :       هَلَّا الميسر في غريب القرآن
مُّحۡكَمَةࣱ :       لا نَسْخَ فِيها الميسر في غريب القرآن
مَّرَضٌ :       شَكٌّ، وَنِفَاقٌ السراج
مَّرَضࣱ :       شَكٌّ في دينِ اللهِ ونِفاقٌ الميسر في غريب القرآن
الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ :       المُغْمَى عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الخَوْفِ السراج
ٱلۡمَغۡشِيِّ عَلَيۡهِ :       المُحْتضَرِ الذَّي في سَكْرةِ الموتِ لا يَطْرِفُ بَصَرُه الميسر في غريب القرآن
المغشيّ عليه :       منْ أصابته الغشْـيَـة و السّـكرة معاني القرآن
مِنَ ٱلۡمَوۡتِ :       خَوْفَ الموتِ الميسر في غريب القرآن
فَأَوۡلَىٰ لَهُمۡ :       وَلِيَهُم شرٌّ فَلْيَحْذَرُوا الميسر في غريب القرآن
فأولى لهم :       قاربهمْ ما يهلكهم و اللام مزيدةٌ أو العقاب أحقّ و أوْلى لهم معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[20] كان الصحابة رضي الله عنهم يتشوفون لنزول القرآن، ويحزنون إذا تأخر.
وقفة
[20] المؤمن شوق إلى الوحي، وحرص على الجهاد، والمنافق كراهية للوحي، وجبن عن اللقاء.
عمل
[20] ﴿ويقول الذين آمنوا لولا نُزّلت سورة﴾ فإذا أُنزلت فرحوا وعملوا بها، وزادتهم إيمانًا، ونحن الآن نجد القرآن كاملًا، فلنحمد الله ونشكره على هذه النعمة العظيمة، ولنعطِ القرآن حقه من التلاوة والتدبر.
وقفة
[20] ﴿سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ﴾ مجرد ذكر الجهاد في القرآن يرعب قلوب المنافقين والكفار، كيف بالأمر به؟!
وقفة
[20] ﴿رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت﴾ وكم مُخفٍ حقيقته ولكن دليلُ القلبِ نظْراتُ العيون!
وقفة
[20] ﴿رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت﴾ الجهاد على النفاق كالملح على الجرح.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ:
  • الواو استئنافية. يقول: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
  • ﴿ آمَنُوا:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة وما بعدها في محل نصب مفعول به-مقول القول-.
  • ﴿ لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ:
  • حرف تحضيض بمعنى «هلا» لا عمل لها. نزلت:فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا عمل لها. سورة: نائب فاعل مرفوع بالضمة
  • ﴿ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ:
  • الفاء استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط‍.انزلت سورة: تعرب اعراب نُزِّلَتْ سُورَةٌ» والجملة في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ:
  • صفة-نعت-لسورة مرفوعة مثلها بالضمة والواو عاطفة.ذكر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح بمعنى ويقولون هلا انزلت سورة في معنى الجهاد فاذا انزلت وامروا فيها بما تمنوا هابوا وترددوا. و «محكمة» بمعنى: مبينة غير متشابهة.
  • ﴿ فِيهَا الْقِتالُ:
  • جار ومجرور متعلق بذكر. القتال: نائب فاعل مرفوع بالضمة اي الجهاد.
  • ﴿ رَأَيْتَ الَّذِينَ:
  • الجملة الفعلية جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها من الاعراب. رأيت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع فاعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:
  • الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.في قلوب: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. مرض: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة اي مرض الخوف والتردد والنفاق
  • ﴿ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب حال وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. اليك: جار ومجرور متعلق بينظرون.
  • ﴿ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ:
  • مفعول مطلق-مصدر-لبيان نوع الفعل وهو مضاف المغشي: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. عليه: جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل للمغشي لان «المغشي» اسم مفعول يعمل عمل فعله المبني للمجهول.
  • ﴿ مِنَ الْمَوْتِ:
  • جار ومجرور في محل نصب تمييز و «من» حرف جر بياني وتفسيري والعامل في الجار والمجرور الفعل من اسم المفعول «المغشي» مثل القول: وتفيض اعينهم من الدمع على تقدير: تفيض دمعا او مثل افديه من رجل او تكون بمعنى لاجل الموت.
  • ﴿ فَأَوْلى لَهُمْ:
  • الفاء استئنافية. اولى: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر وهو على وزن «افعل» من الولي. وهو القرب ومعناه فويل لهم اي الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه. وفي الكلمة وعيد وتهديد. لهم: اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ المحذوف.'

المتشابهات :

التوبة: 86﴿وَ إِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّـهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ
التوبة: 124﴿وَ إِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا
التوبة: 127﴿وَ إِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ
محمد: 20﴿فَـ إِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [20] لما قبلها :     ٢- كراهية الجهاد، قال تعالى:
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أنزلت:
وقرئ:
نزلت.
سورة محكمة.
وقرئ:
بنصبهما، وهى قراءة زيد بن على.
وذكر:
وقرئ:
مبنيا للفاعل، أي: الله، وهى قراءة زيد بن على، وابن عمر.

مدارسة الآية : [21] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ..

التفسير :

[21]أن يطيعوا الله، وأن يقولوا قولاً موافقاً للشرع. فإذا وجب القتال وجاء أمر الله بِفَرْضه كره هؤلاء المنافقون ذلك، فلو صدقوا الله في الإيمان والعمل لكان خيراً لهم من المعصية والمخالفة.

ثم ندبهم تعالى إلى ما هو الأليق بحالهم، فقال:{ فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} أي:فأولى لهم أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم، ويجمعوا عليه هممهم، ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم، وليفرحوا بعافية الله تعالى وعفوه.

{ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} أي:جاءهم الأمر جد، وأمر محتم، ففي هذه الحال لو صدقوا الله بالاستعانة به، وبذل الجهد في امتثاله{ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} من حالهم الأولى، وذلك من وجوه:

منها:أن العبد ناقص من كل وجه، لا قدرة له إلا إن أعانه الله، فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده.

ومنها:أنه إذا تعلقت نفسه بالمستقبل، ضعف عن العمل، بوظيفة وقته، وبوظيفة المستقبل، أما الحال، فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره، والعمل تبع للهمة، وأما المستقبل، فإنه لا يجيء حتى تفتر الهمة عن نشاطها فلا يعان عليه.

ومنها:أن العبد المؤمل للآمال المستقبلة، مع كسله عن عمل الوقت الحاضر، شبيه بالمتألي الذي يجزم بقدرته، على ما يستقبل من أموره، فأحرى به أن يخذل ولا يقوم بما هم به ووطن نفسه عليه، فالذي ينبغي أن يجمع العبد همه وفكرته ونشاطه على وقته الحاضر، ويؤدي وظيفته بحسب قدرته، ثم كلما جاء وقت استقبله بنشاط وهمة عالية مجتمعة غير متفرقة، مستعينا بربه في ذلك، فهذا حري بالتوفيق والتسديد في جميع أموره.

أى: طاعة وقول معروف منكم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم خير لكم من هذا السلوك الذميم.

ويصح أن يكون قوله- سبحانه- فَأَوْلى مبتدأ. وقوله لَهُمْ متعلق به. والخبر قوله طاعَةٌ. واللام في لَهُمْ أيضا. بمعنى الباء.

ويكون المعنى: أولى بهؤلاء المنافقين من أن ينظروا إليك نظر المغشى عليه من الموت،الطاعة التامة لك، والقول المعروف أمامك.. لأن ذلك يحملهم متى أخلصوا قلوبهم لله- تعالى- على الإقلاع عن النفاق.

ولعل هذا القول الأخير هو أقرب الأقوال إلى سياق الآيات، لأن فيه إرشادا لهم إلى ما يحميهم من تلك الأخلاق المرذولة التي على رأسها الخداع والجبن والخور.

وقوله: فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ متعلق بما قبله.

أى: أولى لهم الطاعة والقول المعروف، وأولى لهم وأجدر بهم إذا جد الجد، ووجب القتال، أن يخلصوا لله- تعالى- نياتهم، فإنهم لو صدقوا الله في إيمانهم، لكان صدقهم خيرا لهم، من تلك المسالك الخبيثة التي سلكوها مع نبيهم صلّى الله عليه وسلّم.

قال الشوكانى: قوله فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ عزم الأمر أى جد الأمر والقتال ووجب وفرض.

وأسند العزم إلى الأمر وهو لأصحابه على سبيل المجاز. وجواب فَإِذا قيل هو فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ وقيل محذوف والتقدير: كرهوه أى: إذا جد الأمر ولزم القتال خالفوا وتخلفوا .

أي : وكان الأولى بهم أن يسمعوا ويطيعوا ، أي : في الحالة الراهنة ، ( فإذا عزم الأمر ) أي : جد الحال ، وحضر القتال ، ( فلو صدقوا الله ) أي : أخلصوا له النية ، ( لكان خيرا لهم )

وقوله ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن قيل هؤلاء المنافقين من قبل أن تنـزل سورة محكمة, ويذكر فيها القتال, وأنهم إذا قيل لهم: إن الله مفترض عليكم الجهاد, قالوا: سمع وطاعة, فقال الله عزّ وجلّ &; 22-176 &; لهم ( فَإِذَا أُنـزلَتْ سُورَةٌ ) وفرض القتال فيها عليهم, فشقّ ذلك عليهم, وكرهوه ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) قبل وجوب الفرض عليكم, فإذا عزم الأمر كرهتموه وشقّ عليكم.

وقوله ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) مرفوع بمضمر, وهو قولكم قبل نـزول فرض القتال ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ).

ورُوي عن ابن عباس بإسناد غير مرتضى أنه قال: قال الله تعالى ( فَأَوْلَى لَهُمْ ) ثم قال للذين آمنوا منهم ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) فعلى هذا القول تمام الوعيد فأولى, ثم يستأنف بعد, فيقال لهم ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) فتكون الطاعة مرفوعة بقوله ( لهم ).

وكان مجاهد يقول في ذلك كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ) قال: أمر الله بذلك المنافقين.

وقوله ( فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ ) يقول: فإذا وجب القتال وجاء أمر الله بفرض ذلك كرهتموه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ ) قال: إذا جد الأمر, هكذا قال محمد بن عمرو في حديثه, عن أبي عاصم, وقال الحارث في حديثه, عن الحسن يقول: جدّ الأمر.

وقوله ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ) يقول تعالى ذكره: فلو صدقوا الله ما وعدوه قبل نـزول السورة بالقتال بقولهم: إذ قيل لهم: إن الله سيأمركم بالقتال طاعة, فَوَفَّوا له بذلك, لكان خيرا لهم في عاجل دنياهم, وآجل معادهم.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ ) يقول: طواعيه الله ورسوله, وقول معروف عند حقائق الأمور خير لهم.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن مَعمر, عن قتادة يقول: طاعة الله وقول بالمعروف عند حقائق الأمور خير لهم.

المعاني :

طاعة :       خيرٌ لهم أو أمرنا طاعة ٌ معاني القرآن
عَزَمَ الْأَمْرُ :       وَجَبَ القِتَالُ السراج
عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ :       جَدَّ وعُزِمَ عَلَيهِ الميسر في غريب القرآن
عزم الأمر :       جدّ و لزم الجهاد معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[21] ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ﴾ لا يعزم الأمر عليك إلا إذا كان فيه خير لك، فالأمر هو الذي يعزم نفسه عليك.
عمل
[21] كن من الصادقين مع الله ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾.
عمل
[21] زُر أحد أقاربك أو اتصل به حتى تحافظ على صلة الرحم ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾.
وقفة
[21] ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ الصدق قرين الخير في العسر واليسر.
وقفة
[21] ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ قال ابن القيم: «ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره».
وقفة
[21] ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ الصدق لا يأتي إلا بخير.
وقفة
[21] ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ بعض الآيات خطب كاملة.
عمل
[21] ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ من صَدَق الله صدَقه الله؛ فاصدق النيَّة وتوكَّل ثم أبشر.
عمل
[21] استعد! فبعد أن تفتح قلبك، فلتكن عازمًا على تنفيذ ما يمر بك من أوامر، والكف عما يمر بك من نواهي، فهذا الصدق في البداية له أثره في النهاية، وتذكر: ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾، وتذكر أنك إن تقدمت خطوة في هذا الطريق، فربك أكرم.
وقفة
[21] لا يُوفَّق للخير في عمله إلا من صدق مع الله في قلبه ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾.
وقفة
[21] ما أعظم الصدق مع الله! تأمل: ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾، ﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: ١٨]، ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾.
وقفة
[21] كثيرون ممن ينتقدون العاملين في خدمة دينهم وبلدهم ومجتمعهم، إنما ينطلقون من حالة نفسية يخفون بها تقصيرهم: ﴿فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم﴾.
وقفة
[21] رسالة: عندما تكون مع الله بصدق؛ فلن يصيبك ضنك، حتى أحداث الحياة الصعبة إذا نزلت بك، نزلت معها السكينة عليك، الحياة مع الله طمأنينة قلب ﴿فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ:
  • مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وقول:معطوفة بالواو على «طاعة» مرفوعة مثلها بالضمة. معروف: صفة-نعت- لقول مرفوعة مثلها بالضمة. والخبر محذوف تقديره خير لهم. وقيل هي حكاية قولهم. اي قالوا: طاعة وقول معروف امرنا. ويجوز على قلب الحكاية ان تكون طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ» خبر مبتدأ محذوف تقديره أمرنا طاعة وقول معروف.
  • ﴿ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ:
  • الفاء استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط‍.عزم:فعل ماض مبني على الفتح. الامر: فاعل مرفوع بالضمة بمعنى جد. والعزم والجد لاصحاب الامر وانما يسندان الى الأمر اسنادا مجازيا بمعنى فاذا عزم أصحاب الأمر مثل قوله تعالى فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» اي من عزم أصحاب الأمور. وجملة عَزَمَ الْأَمْرُ» في محل جر بالاضافة. وجواب «اذا» محذوف دل عليه جواب الشرط‍ الثاني. ويجوز ان تكون الجملة الشرطية الثانية من الشرط‍ والجزاء جوابا لإذا لا محل لها من الاعراب. اي فاذا عزم أصحاب الأمر على الجهاد.
  • ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا:
  • الفاء عاطفة. لو: حرف شرط‍ غير جازم. صدقوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
  • ﴿ اللهَ لَكانَ:
  • الله لفظ‍ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. اللام واقعة في جواب «لو».كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. بمعنى فلو صدقوا في ايمانهم لكان ذلك الصدق او الحرص على الجهاد خيرا لهم. واسم «كان» ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
  • ﴿ خَيْراً لَهُمْ:
  • خبر «كان» منصوب بالفتحة واللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بخيرا.'

المتشابهات :

آل عمران: 110﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ
النساء: 46﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم وَأَقْوَمَ
النساء: 66﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا
محمد: 21﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم
الحجرات: 5﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [21] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ حالهم عند ذكرِ الجهاد؛ ندَبَهم هنا إلى ما هو الأليقُ بحالِهم، قال تعالى:
﴿ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [22] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن ..

التفسير :

[22] فلعلكم إن أعرضتم عن كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أن تعصوا الله في الأرض، فتكفروا به وتسفكوا الدماء، وتُقَطِّعوا أرحامكم.

ثم ذكر تعالى حال المتولي عن طاعة ربه، وأنه لا يتولى إلى خير، بل إلى شر، فقال:{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} أي:فهما أمران، إما التزام لطاعة الله، وامتثال لأوامره، فثم الخير والرشد والفلاح، وإما إعراض عن ذلك، وتولٍ عن طاعة الله، فما ثم إلا الفساد في الأرض بالعمل بالمعاصي وقطيعة الأرحام.

ثم بين- سبحانه- ما هو متوقع منهم، ووجه الخطاب إليهم على سبيل الالتفات ليكون أزجر لهم، فقال: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ.

قال الفخر الرازي ما ملخصه: وهذه الآية فيها إشارة إلى فساد قول قالوه، وهو أنهم كانوا يقولون: كيف نقاتل العرب وهم من ذوى أرحامنا وقبائلنا.

والاستفهام للتقرير المؤكد، وعسى للتوقع، وفي قوله إِنْ تَوَلَّيْتُمْ وجهان: أحدهما:

أنه من الولاية، يعنى: فهل يتوقع منكم- أيها المنافقون- إن أخذتم الولاية وسار الناس بأمركم، إلا الإفساد في الأرض وقطع الأرحام؟

وثانيهما: أنه من التولي بمعنى الإعراض وهذا أنسب- أى: إن كنتم تتركون القتال، وتقولون فيه الإفساد وقطع الأرحام، لكون الكفار أقاربنا، فإن في هذه الحالة لا يتوقع منكم إلا الإفساد وقطع الأرحام كما كان حالكم في الجاهلية.

وعلى كلا القولين فالمقصود من الآية توبيخهم على جبنهم وكراهتهم لما يأمرهم به النبي صلّى الله عليه وسلّم من الجهاد في سبيل الله- تعالى-، وتقريعهم على أعذارهم الباطلة، ببيان أنهم لو أعرضوا عن القتال وخالفوا تعاليم الإسلام فلن يكون منهم إلا الإفساد وقطع الأرحام، وكذلك سيكون حالهم لو تولوا أمور الناس، وكانوا حكاما لهم.

وقوله: أَنْ تُفْسِدُوا.. خبر عسى، وقوله: إِنْ تَوَلَّيْتُمْ.. جملة معترضة، وجواب إِنْ محذوف لدلالة قوله: فَهَلْ عَسَيْتُمْ.. عليه.

أى: ما يتوقع منكم إلا الإفساد وقطع الأرحام، إن أعرضتم عن تعاليم الإسلام، أو إن توليتم أمور الناس، فاحذروا أن يكون منكم هذا التولي الذي سيفضى بكم إلى سوء المصير، الذي بينه- سبحانه- في قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ

وقوله : ( فهل عسيتم إن توليتم ) أي : عن الجهاد ونكلتم عنه ، ( أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) أي : تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء ، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام

القول في تأويل قوله تعالى : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)

يقول تعالى ذكره لهؤلاء الذين وصف أنهم إذا نـزلت سورة محكمة, وذُكر فيها القتال نظروا إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نظر المغشيّ عليه ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ ) أيها القوم, يقول: فلعلكم إن توليتم عن تنـزيل الله جلّ ثناؤه, وفارقتم أحكام كتابه, وأدبرتم عن محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وعما جاءكم به ( أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ ) يقول: أن تعصوا الله في الأرض, فتكفروا به, وتسفكوا فيها الدماء ( وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) وتعودوا لما كنتم عليه في جاهليتكم من التشتت والتفرّق بعد ما قد جمعكم الله بالإسلام, وألَّف به بين قلوبكم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ )... الآية. يقول: فهل عسيتم كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله, ألم يسفكوا الدم الحرام, وقطَّعوا الأرحام, وعَصَوا الرحمن.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) قال: فعلوا.

حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي, قال: ثنا ابن أبي مريم, قال: أخبرنا محمد بن جعفر وسليمان بن بلال, قالا ثنا معاوية بن أبي المزرّد المديني, عن سعيد بن يسار, عن أبي هريرة, عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: " خَلَقَ اللّهُ الخَلْقَ, فَلَمَّا فَرغ مِنْهُمْ تَعَلَّقَتِ الرَّحِمُ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ فَقالَ مَهْ: فَقالَتْ: هَذَا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ, قالَ: أَفمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ, وَأصِلَ مَنْ وَصَلَكِ؟ قالَتْ: نَعَمْ, قالَ: فَذلكِ لَكِ".

قال سليمان في حديثه: قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) وقد تأوّله بعضهم: فهل عسيتم إن توليتم أمور الناس أن تفسدوا في الأرض بمعنى الولاية, وأجمعت القرّاء غير نافع على فتح السين من عَسَيتم , وكان نافع يكسرها عَسِيتم.

والصواب عندنا قراءة ذلك بفتح السين لإجماع الحجة من القرّاء عليها, وأنه لم يسمع في الكلام: عَسِيَ أخوك يقوم, بكسر السين وفتح الياء; ولو كان صوابا كسرها إذا اتصل بها مكنّى, جاءت بالكسر مع غير المكنّى, وفي إجماعهم على فتحها مع الاسم الظاهر, الدليل الواضح على أنها كذلك مع المكنّى, وإن التي تَلِي عسيتم مكسورة, وهي حرف حزاء, و " أن " التي مع تفسدوا في موضع نصب بعسيتم.

المعاني :

فَهَلْ عَسَيْتُمْ :       لَعَلَّكُمْ السراج
فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ :       فَلَعَلَّكُم الميسر في غريب القرآن
فهل عسيتمْ :       فهل يُتوقّع منكم ؟ (أي يُتوقّع) معاني القرآن
تَوَلَّيْتُمْ :       أَعْرَضْتُمْ عَنِ الإِيمَانِ السراج
تَوَلَّيۡتُمۡ :       أَعْرَضْتُم الميسر في غريب القرآن
توليتم :       الحُكم و كنتم ولاة أمر الأمّة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[22] ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ قال ابن عاشور: «وفي الآية إشعار بأن الفساد في الأرض وقطيعة الأرحام من شعار أهل الكفر، فهما جرمان كبيران يجب على المؤمنين اجتنابهما».
وقفة
[22] ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ إن توليتم عن الجهاد ولم تقوموا به عمَّ الفساد الأرض وقطعت الأرحام.
وقفة
[22] ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ قال قتادة: «كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله؟! ألم يسفكوا الدم الحرام، وقطعوا الأرحام، وعصوا الرحمن؟».
وقفة
[22] ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ قال البقاعي: «وقد عُلِم من هذا أن من أمر بالمعروف وجاهد أهل المنكر أمن الإفساد في الأرض وقطيعة الرحم، ومن تركه وقع فيهما».
وقفة
[22] ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ الخطاب هنا للمنافقين: إن كنتم توليتم عن الجهاد بذريعة أن فيه إفسادًا وقطع أرحام، لكون الكفار أقاربكم، فلا يُتوقع منكم إلا أن تفسدوا في الأرض بعدم معونة أهل الإسلام، فإن لم تعينوهم قطعتم ما بينكم وبينهم من أرحام.
وقفة
[22] ﴿فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعوا أَرحامَكُم﴾ من علامات البعد والتولى: الإفساد، وقطيعة الرحم، وذكرت القطيعة خاصة؛ لإنها من أشد أمور الإفساد
وقفة
[22] ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ أي: فهما أمران، إما التزام لطاعة الله، وامتثال لأوامره، فثم الخير والرشد والفلاح، وإما إعراض عن ذلك، وتولٍ عن طاعة الله، فما ثم إلا الفساد في الأرض بالعمل بالمعاصي وقطيعة الأرحام.
وقفة
[22] قطيعة الأرحام والفساد متلازمان، فإن الأرحام يستحي بعضهم من بعض فيتركون الشر مروءة ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.
وقفة
[22] قطيعة الرحم مقرونة بالإفساد ويترتب عليها اللعنة ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.
وقفة
[22] خطورة قطيعة الأرحام ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.
اسقاط
[22] من أجل أمر حقير من الدنيا قطعت الرحم، ومن أجل زينة زائفة صددت، ولو خصصت يومًا في الشهر تتصل بأرحامك وأقاربك لكان حسنًا، فإن السلام، وسماع الصوت نصف الزيارة، فمتى آخر مرة بادرت أرحامك خاصة القربين منهم بزيارة أو إتصال؟! تأمل قوله تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾.
وقفة
[22] الفُرقة والتقاطع من الإفساد في الأرض، قال الله تعالى: ﴿فَهَل عَسَيتُمْ إنْ تَوَلَّيتُمْ أنْ تُفسدُوا في الأرضِ وتُقَطِّعُوا أَرحَامَكُم﴾ قال ابن عبّاس: «الجماعة الجماعة، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها، أما سمعت قول الله: ﴿واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]».
وقفة
[22] ﴿وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ الرحم على وجهين: عامة وخاصة؛ فالعامة رحم الدين، ويجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله، ونصرتهم، والنصيحة، وترك مضارتهم، والعدل بينهم، والنصفة في معاملتهم، والقيام بحقوقهم الواجبة؛ كتمريض المرضى، وحقوق الموتى من: غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لهم. وأما الرحم الخاصة -وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه- فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة؛ كالنفقة، وتفقد أحوالهم، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة، حتى إذا تزاحمت الحقوق بدئ بالأقرب فالأقرب.
وقفة
[22] ﴿وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ مقاطعتك للناس واعتزالك لهم قد تعذر به وتجد ما يبرره، لكن قطيعتك لمن هم جزء منك بل وقطعة من روحك، فكيف يبرر؟!
وقفة
[22،23] الإفساد في الأرض وقطع الأرحام من أسباب قلة التوفيق والبعد عن رحمة الله.

الإعراب :

  • ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ:
  • الفاء استئنافية. عسيتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع اسم «عسى» والميم علامة جمع الذكور وقد نقل الكلام من الغيبة في الآية السابقة الى الخطاب على طريقة الالتفات ليكون ابلغ في التوكيد بمعنى هل يتوقع منكم.
  • ﴿ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ:
  • حرف شرط‍ جازم. توليتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والفعل «تولى» فعل الشرط‍ في محل جزم بإن وحذف جواب الشرط‍ لتقدم معناه وحذف مفعول «توليتم» لانه معلوم بمعنى: ان توليتم أمور الناس.
  • ﴿ أَنْ تُفْسِدُوا:
  • حرف مصدري ناصب. تفسدوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وجملة «تفسدوا» صلة «أن» المصدرية لا محل لها من الاعراب.و«أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب خبر «عسى» التقدير الافساد.
  • ﴿ فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا:
  • جار ومجرور متعلق بتفسدوا. وتقطعوا: معطوفة بالواو على «تفسدوا» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ أَرْحامَكُمْ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين-في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [22] لما قبلها :     ٣- قطيعة الأرحام، قال تعالى:
﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

توليتم:
وقرئ:
بضم التاء والواو وكسر اللام، وهى قراءة على، ورويس.
وتقطعوا:
1- بالتشديد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتح التاء والقاف، وهى قراءة الحسن.
3- بالتخفيف، مضارع «قطع» ، وهى قراءة أبي عمرو، فى رواية، وسلام، ويعقوب، وأبان، وعصمة.

مدارسة الآية : [23] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ ..

التفسير :

[23] أولئك الذين أبعدهم الله من رحمته، فجعلهم لا يسمعون ما ينفعهم ولا يبصرونه، فلم يتبينوا حجج الله مع كثرتها.

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ} أفسدوا في الأرض، وقطعوا أرحامهم{ لَعَنَهُمُ اللَّهُ} بأن أبعدهم عن رحمته، وقربوا من سخط الله.

{ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} أي:جعلهم لا يسمعون ما ينفعهم ولا يبصرونه، فلهم آذان، ولكن لا تسمع سماع إذعان وقبول، وإنما تسمع سماعا تقوم به حجة الله عليها، ولهم أعين، ولكن لا يبصرون بها العبر والآيات، ولا يلتفتون بها إلى البراهين والبينات.

أى: طردهم من رحمته فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ بأن جعلهم بسبب إعراضهم عن الحق- كالصم الذين لا يسمعون، وكالعمى الذين لا يبصرون، لأنهم حين عطلوا أسماعهم وأبصارهم عن التدبر والتفكر صاروا بمنزلة الفاقدين لتلك الحواس.

ولهذا قال : ( أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) وهذا نهي عن الإفساد في الأرض عموما ، وعن قطع الأرحام خصوصا ، بل قد أمر [ الله ] تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام ، وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والأفعال وبذل الأموال . وقد وردت الأحاديث الصحاح والحسان بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طرق عديدة ، ووجوه كثيرة .

قال البخاري : حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا سليمان ، حدثني معاوية بن أبي مزرد ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن عز وجل ، فقال : مه ! فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، فقال : ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذاك . قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) .

ثم رواه البخاري من طريقين آخرين ، عن معاوية بن أبي مزرد به . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اقرءوا إن شئتم : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . ) ورواه مسلم من حديث معاوية بن أبي مزرد به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن ، عن أبيه ، عن أبي بكرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من ذنب أحرى أن يعجل الله عقوبته في الدنيا - مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة - من البغي وقطيعة الرحم " .

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث إسماعيل - هو ابن علية - به . وقال الترمذي : هذا حديث صحيح .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا ميمون أبو محمد المرئي ، حدثنا محمد بن عباد المخزومي ، عن ثوبان ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من سره النساء في الأجل ، والزيادة في الرزق ، فليصل رحمه " ، تفرد به أحمد ، وله شاهد في الصحيح .

وقال أحمد أيضا : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا حجاج بن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن لي ذوي أرحام ، أصل ويقطعون ، وأعفو ويظلمون ، وأحسن ويسيئون ، أفأكافئهم ؟ قال : " لا إذن تتركون جميعا ، ولكن جد بالفضل وصلهم ; فإنه لن يزال معك ظهير من الله - عز وجل - ما كنت على ذلك " .

تفرد به من هذا الوجه ، وله شاهد من وجه آخر .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يعلى ، حدثنا فطر ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها " ، رواه البخاري .

وقال أحمد : حدثنا بهز ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا قتادة ، عن أبي ثمامة الثقفي ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " توضع الرحم يوم القيامة لها حجنة كحجنة المغزل ، تتكلم بلسان طلق ذلق ، فتصل من وصلها وتقطع من قطعها " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو ، عن أبي قابوس ، عن عبد الله بن عمرو - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء ، والرحم شجنة من الرحمن ، من وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته " .

وقد رواه أبو داود والترمذي من حديث سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار به . وهذا هو الذي يروى بتسلسل الأولية ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه : أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض ، فقال له عبد الرحمن : وصلتك رحم ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله عز وجل : أنا الرحمن ، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي ، فمن يصلها أصله ، ومن يقطعها أقطعه فأبته - أو قال : من يبتها أبته " .

تفرد به من هذا الوجه . ورواه أحمد أيضا من حديث الزهري ، عن أبي سلمة ، عن الرداد - أو أبي الرداد - عن عبد الرحمن بن عوف به . ورواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة ، عن أبيه . والأحاديث في هذا كثيرة .

وقال الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن عمار الموصلي ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن محمد بن عبد الله بن علاثة ، عن الحجاج بن الفرافصة ، عن أبي عمر البصري ، عن سلمان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف " .

وبه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا ظهر القول ، وخزن العمل ، وائتلفت الألسنة ، وتباغضت القلوب ، وقطع كل ذي رحم رحمه ، فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم " .

وقوله ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين يفعلون هذا, يعني الذين يفسدون ويقطعون الأرحام الذين لعنهم الله, فأبعدهم من رحمته فأصمهم ، يقول: فسلبهم فَهْمَ ما يسمعون بآذانهم من مواعظ الله في تنـزيله ( وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) يقول: وسلبهم عقولهم, فلا يتبيَّنون حُجج الله, ولا يتذكَّرون ما يرون من عبره وأدلته.

المعاني :

لَعَنَهُمُ :       أَبْعَدَهُم الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[23] ﴿أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ﴾ صمم الآذان عن الخير وعمى البصائر عن الحق ليست إلا عقوبات ربانية على السيئات كالإفساد وقطع الأرحام.
تفاعل
[23] ﴿أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[23] جعل عليه الصلاة والسلام الرحم متعلقة بالعرش، وهدد قاطع الرحم باللعنة ﴿أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ﴾ لم يلعنهم فقط بل: ﴿فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ﴾.
وقفة
[23] قاطع الرحم يقسو قلبه فلا يتعظ بما يسمع، ولا يعتبر بما يرى، إذ حجبت جوارحه عن الانتفاع ﴿أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ﴾.
وقفة
[23] ﴿فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ﴾ صوت الهدى إن لم يسمعك الله له فلن تسمعه، طريق الخير إن لم يسيرك الله له فلن تسيره، فالإستقامة رزق من الله.

الإعراب :

  • ﴿ أُولئِكَ الَّذِينَ:
  • اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هم. والجملة الاسمية «هم الذين» في محل رفع خبر اولئك.
  • ﴿ لَعَنَهُمُ اللهُ:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. لعن:فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والاشارة الى المذكورين لعنهم الله لافسادهم وقطعهم الأرحام فحرمهم نعمه وخذلهم.
  • ﴿ فَأَصَمَّهُمْ:
  • معطوفة بالواو على «لعنهم» وتعرب اعرابها والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو اي فأصم الله آذانهم فحذف المضاف المفعول واقيم المضاف اليه مقامه.
  • ﴿ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ:
  • الواو عاطفة. أعمى: تعرب اعراب «أصم» وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الالف للتعذر. أبصار: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.'

المتشابهات :

النساء: 52﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا
محمد: 23﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [23] لما قبلها :     ولَمَّا بَيَّنَ لهم ما يكونُ ممَّن تَثاقَلَ عن أمرِ اللهِ؛ بَيَّنَ حالَهمُ الَّذي أنتجَ لهم ذلك، قال تعالى:
﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أقفالها:
وقرئ:
1- بكسر الهمزة، وهو مصدر.
2- أقفلها، بالجمع، على «أفعل» .

مدارسة الآية : [24] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى ..

التفسير :

[24] أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ القرآن ويتفكرون في حججه؟ بل هذه القلوب مغلَقة لا يصل إليها شيء من معاني هذا القرآن، فلا تتدبر مواعظ الله وعبره.

أي:فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل.

{ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} أي:قد أغلق على ما فيها من الشر وأقفلت، فلا يدخلها خير أبدا؟ هذا هو الواقع.

ثم ساق- سبحانه- ما يدعو إلى التعجيب من حالهم فقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ.. والفاء للعطف على جملة محذوفة، والاستفهام للإنكار والزجر. أى: أيعرضون عن كتاب الله- تعالى- فلا يتدبرونه مع أنه زاخر بالمواعظ والزواجر والأوامر والنواهي.

أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها، أى، بل على قلوب هؤلاء المنافقين أقفالها التي حالت بينهم وبين التدبر والتفكر. والأقفال: جمع قفل- بضم فسكون- وهو الآلة التي تقفل بها الأبواب وما يشبهها، والمراد: التسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة، لا يدخلها الإيمان، ولا يخرج منها الكفر والنفاق.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم نكرت القلوب وأضيفت الأقفال إليها؟

قلت: أما التنكير ففيه وجهان: أن يراد على قلوب قاسية مبهم أمرها في ذلك. أو يراد على بعض القلوب وهي قلوب المنافقين. وأما إضافة الأقفال، فلأنه يريد الأقفال المختصة بها، وهي أقفال الكفر التي استغلقت فلا تنفتح .

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً.

وقد أخذ العلماء من هذه الآية وأمثالها، وجوب التدبر والتفكر في آيات القرآن الكريم، والعمل بما فيها من هدايات وإرشادات، وأوامر ونواه، وآداب وأحكام، لأن عدم الامتثال لذلك يؤدى إلى قسوة القلوب وضلال النفوس، كما هو الحال في المنافقين والكافرين.

ثم تواصل السورة حديثها عن المنافقين، فتفصح عن الأسباب التي حملتهم على هذا النفاق، وتصور أحوالهم السيئة عند ما تتوفاهم الملائكة، وتهددهم بفضح رذائلهم، وهتك أسرارهم.. قال- تعالى-:

يقول تعالى آمرا بتدبر القرآن وتفهمه ، وناهيا عن الإعراض عنه ، فقال : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) أي : بل على قلوب أقفالها ، فهي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه .

قال ابن جرير : حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد قال : حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ، فقال شاب من أهل اليمن : بل عليها أقفالها حتى يكون الله عز وجل يفتحها أو يفرجها . فما زال الشاب في نفس عمر - رضي الله عنه - حتى ولي ، فاستعان به .

القول في تأويل قوله تعالى : أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)

يقول تعالى ذكره: أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنـزله على نبيه عليه الصلاة والسلام , ويتفكَّرون في حُججه التي بيَّنها لهم في تنـزيله فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) يقول: أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون ما أنـزل الله في كتابه من المواعظ والعِبَر.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) إذا والله يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله, لو تدبره القوم فعقلوه, ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا عند ذلك.

حدثنا إسماعيل بن حفص الأيلي, قال: ثنا الوليد بن مسلم, عن ثور بن يزيد, عن خالد بن مَعدان, قال: ما من آدميّ إلا وله أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه, وما يصلحه من معيشته, وعينان في قلبه لدينه, وما وعد الله من الغيب, فإذا أراد الله بعبد خيرا أبصرت عيناه اللتان في قلبه, وإذا أراد الله به غير ذلك طَمسَ عليهما, فذلك قوله ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ).

حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا ثور بن يزيد, قال: ثنا خالد بن معدان, قال: ما من الناس أحد إلا وله أربع أعين, عينان في وجهه لمعيشته, وعينان في قلبه, وما من أحد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره, عاطف عنقه على عنقه, فاغر فاه إلى ثمرة قلبه, فإذا أراد الله بعبد خيرا أبصرت عيناه اللتان في قلبه ما وعد الله من الغيب, فعمل به, وهما غيب, فعمل بالغيب, وإذا أراد الله بعبد شرّا تركه, ثم قرأ ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ).

حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا الحكم, قال: ثنا عمرو, عن ثور, عن خالد بن مَعدَان بنحوه, إلا أنه قال: ترك القلب على ما فيه.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, قال: ثنا حماد بن زيد, قال: ثنا هشام بن عروة, عن أبيه قال: " تلا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوما( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) فقال شاب من أهل اليمن: بل عليها أقفالها, حتى يكون الله عزّ وجلّ يفتحها أو يفرجها, فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولي فاستعان به ".

المعاني :

يَتَدَبَّرُونَ :       يتأمَّلُونَ الميسر في غريب القرآن
أَمْ :       بَلْ السراج
أَقْفَالُهَا :       مُغْلَقَةٌ؛ فَلَا تَفْهَمُ القُرْآنَ السراج
عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ :       قُلُوبُهم مُقْفَلَةٌ فلا يَصِلُ إِلَيها ذِكْرُ اللهِ الميسر في غريب القرآن
أقفالها :       مَغاليقها التي لا تفتح معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ لو تدبروه؛ لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان.
وقفة
[24] ﴿أم على قلوب أقفالها﴾ قال البيضاوي: «لا يصل إليها ذكر، ولا ينكشف لها أمر».
وقفة
[24] ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ﴾ القرآن هو عهد الله إلى الناس أجمعين، فهل عقدت عليه عزمك، وأبرمت عليه ميثاقـك، أم أنك لا تـزال من المتـرددين؟!
وقفة
[24] ﴿أفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ السكينة تنزل عند قراءة القرآن، إذا قرأه الإنسان بتمهُّل وتدبُّر، فإنَّ السكينة تنزل حتى تصل إلى قلب القارئ؛ فيُنزل الله السكينة في قلبه.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ القلوب مع القرآن: 1- قلب متدبر تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. 2- قلب غافل فذكر بالقرآن. 3- قلب أغلف.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ إن المنادين بعزل القرآن عن نظم الحياة قوم أصيبوا بمرض في قلوبهم، وتلك وراثة ورثوها من إخوانهم أهل الكفر والضلال والنفاق، فلقد ذكر الله عن الكفار أنهم إذا سمعوا القرآن استهزءوا به: ﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا﴾ [لقمان: 7].
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ القرآن كالرفيق النفيس لا يفتح عن أسراره إلا لمن فتح له قلبه، وأقبل عليه بصدق واهتمام.
تفاعل
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ قل: اللهم ارزقنا فهم كتابك وتدبر آياتك، اللهم أحيي قلوبنا بالقرآن، اللهم افتح لنا بابًا لتدبره وتفهمه والتلذذ به.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ جاءت في معرِض ذكر النفاق في سورة النساء؛ لتعلم أن الإعراض عن تدبر القرآن خصلة نفاق.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ القرآن مفتوح للمتدبر، ولكن القلوب يقفلها الله عنه عقوبةً بسبب ذنب، أو حرمانًا بسبب كِبر.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ تدبر القرآن من أعظم مفاتيح القلوب.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ أمر لابد منه للمسلمين، والمنشغلون به هم خير الناس.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ لا يدخل الإيمان والقرآن قلبك ما لم تذهب الغشاوة، ويُرفع الختم، ويُفتح القفل.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ والمعنى: أفلا يتفهمونه، فيعلمون بما اشتمل عليه من المواعظ الزاجرة والحجج الظاهرة والبراهين القاطعة، التي تكفي من له فهم وعقل وتزجره عن الكفر بالله والإشراك به والعمل بمعاصيه.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ وكأن القلبَ بمنْزلة الباب الْمُرتَج، الذي قد ضُرِبَ عليه قفل؛ فإنه ما لم يُفْتَح القفل لا يمكن فتح الباب والوصول إلى ما وراء، وكذلك ما لم يرفع الختم والقفل عن القلب لم يدخل الإيمان والقرآن.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ أهمية تدبر كتاب الله، وخطر الإعراض عنه.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ قال ابن القيم: «فلو رُفعَت الأقفال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن، واستنارت فيها مصابيح الإيمان».
لمسة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ما الفرق بين الران والطبع والقفل؟ قال مجاهد: «الران أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد ذلك كله».
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ قيل لحكيم: «ألا تعظ فلانًا»، فقال: «ذلك على قلبه قفل ضاع مفتاحه، فلا سبيل إلى معالجة فتحه».
لمسة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ولم يقل: (أقفال)، وكأن كل قلب من قلوب هؤلاء المنافقين عليه قفل خاصٌّ يناسبه ويحكم إغلاقه.
لمسة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ولم يقل: (أم على قلوبهم)، وأراد بذلك العموم، والمعنى: أي قلوب هؤلاء وقلوب أمثالهم، فأي عبد لا يستمع لكتاب الله، ولا يعيه، ولا يتدبره، فعلى قلب صاحبه قفل.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ كان عبد الله بن مسعود ﷺ يقول: «ثوروا القرآن» أي: استخرجوا منه كنوزه بالتدبر.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ قرأها قارئ عند عمر ﷺ، فقال شاب عنده: «اللهم عليها أقفالها، وبيدك مفاتيحها لا يفتحها سواك»، فأعجب به عمر واستعان به.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ هل نفهم من هذه الآية أنه من لم يتمكن من تدبر القرآن فليراجع قلبه وإيمانه؟ الجواب: نعم، فقد يكون حيل بينه وبين فهم القرآن لمعصية أو ذنب.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ لا تجعل ذنبك يحول بينك وبين تدبر كلام ربك.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ أول التدبر: انفتاح القلب لتلقي كنوز القرآن.
وقفة
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ قل: «اللهم افتح أقفال قلوبنا».
عمل
[24] ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ تعلمنا سورة محمد خطر المنافقين على الصف الداخلي، وغفلتهم عن تدبر القرآن، والسبب تلك الأقفال على قلوبهم، لنتدبر الآيات ولنحذر.
وقفة
[24] لا نُنكِر أنَّ لقارئِ القرآنِ أجرًا على كلِّ حال، لكن اللهَ يقولُ: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، فمتى نكسِرُ هذه الأقفالَ حتَّى نفهمَ ما يقالُ؟!
وقفة
[24] حتى هذه الآية: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ نقرأها ونتجاوزها كغيرها من الآيات دون أن نشعر بها، فأي حرمان هذا؟!
وقفة
[24] إنك لتجد في بيت الله الحرام خمسين ألف بأيديهم المصاحف يقرؤون القرآن، ولكنك لا تجد خمسين منهم يفهمون معاني ما يقرؤون، وإنا لا ننكر أن لقارئ القرآن أجرًا على كل حال؛ لكن الله يقول: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، فمتى نكسر هذه الأقفال حتى نفهم ما يقال؟.
وقفة
[24] إذا ضعُفت صلة العبد بكتاب الله، وانتفاعُه بتدبر آياته؛ فاعلم أن ذلك بسبب الذنوب! قال الله: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.
وقفة
[24] ملحظ دقيق قال بعض الصالحين في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ جرأك على تلاوة خطابه، ولولا ذاك لكلت الألسن عن تلاوته.
وقفة
[24] تدبر القرآن يورث الإيمان، لهذا ذكر الله من أوصاف المنافقين عدم تدبره ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.
وقفة
[24] قرأ قارئ عند عمر: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، فقال شاب عنده: «اللهم عليها أقفالها وبيدك مفاتيحها لا يفتحها سواك»، فأُعجب بها عمر.
وقفة
[24] التدبر يجب أن يزيل الأقفال، كيف لا والله يقول: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ فافتح قلبك.
عمل
[24] اقرأ هذا الوجه من القرآن بتدبر، ثم استخرج منه ثلاث فوائد غير ما ذكر ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.
وقفة
[24] القلب الذي يجد أُنسًا عند قراءة حكم الأدباء والفلاسفة، وانقباضًا عند كلام الله؛ مقفل بذنب ومعاقب بحرمان ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾.
وقفة
[24] القرآن علم وفكر، ولن ترى كنوزه ما دامت الأبصار والقلوب مغلقة عنه ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾.
وقفة
[24] الذنوب أقفال القلوب عن فهم القرآن وتدبره ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها﴾.
وقفة
[24] إن القلوبَ إذا غفَلَت قسَت، وإذا قسَت خلَت من دواعِي التدبُّر والخُشوع والإخبات، ولقد صدقَ الله إذ يقول: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.
وقفة
[24] ﴿أَقْفَالُهَا﴾ نسب الأقفال للقلوب, فمن لطائف ذلك: أن داء قلوبِهم من قلوبِهم ذاتُها, فأقفالُها منها وفيها.
وقفة
[22-24] والله لن يقطع أحد رَحمَهُ إذا تدبر القرآن ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ... أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.
وقفة
[22-24] القرآن يُربِّي: ﴿وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ... أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ لَن تَقطع رَحمك إذا فهـمت القرآن.
وقفة
[24، 25] ﴿إِنَّ الَّذينَ ارتَدّوا عَلى أَدبارِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى الشَّيطانُ سَوَّلَ لَهُم وَأَملى لَهُم﴾ يثور تساؤل ولماذا تمكن منهم الشيطان لهذه الدرجة؟ والإجابة جاءت فى الآية السابقة: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها﴾

الإعراب :

  • ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ:
  • الهمزة همزة انكار والفاء زائدة-تزيينية-.لا: نافية لا عمل لها. يتدبرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى: أفلا يتأملون.
  • ﴿ الْقُرْآنَ أَمْ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أم: حرف عطف للاضراب بمعنى «بل» وهمزة التقرير للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مقفلة لا يتوصل اليها ذكر.
  • ﴿ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها:
  • بمعنى قلوبهم مغلقة بالاقفال. على قلوب: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. اقفال: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة وقد نكرت «قلوب» لان المراد قلوب قاسية مبهم امرها في ذلك او يراد بعض القلوب وهي قلوب المنافقين واضيفت الاقفال اليها فالمراد الاقفال المختصة بها وهي اقفال الكفر التي استغلقت فلا تنفتح.'

المتشابهات :

النساء: 82﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
محمد: 24﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [24] لما قبلها :     ٤- عَدَمُ تدبُّرِ القُرآن، وعَدَمُ الانتفاعِ بما فيه، قال تعالى :
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

أقفالها:
وقرئ:
1- بكسر الهمزة، وهو مصدر.
2- أقفلها، بالجمع، على «أفعل» .

مدارسة الآية : [25] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم ..

التفسير :

[25] إن الذين ارتدُّوا عن الهدى والإيمان، ورجعوا على أعقابهم كفاراً بالله من بعد ما وَضَح لهم الحق، الشيطان زيَّن لهم خطاياهم، ومدَّ لهم في الأمل.

يخبر تعالى عن حالة المرتدين عن الهدى والإيمان على أعقابهم إلى الضلال والكفران، ذلك لا عن دليل دلهم ولا برهان، وإنما هو تسويل من عدوهم الشيطان وتزيين لهم، وإملاء منه لهم:{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}

والمراد بارتدادهم على أدبارهم: رجوعهم إلى ما كانوا عليه من كفر وضلال.

أى: إن الذين رجعوا إلى ما كانوا عليه من الكفر والضلال، وهم المنافقون، الذين يتظاهرون بالإسلام ويخفون الكفر.

وقوله: مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ذم لهم على هذا الارتداد، لأنهم لم يعودوا إلى الكفر عن جهالة، وإنما عادوا إليه من بعد أن شاهدوا الدلائل الظاهرة، والبراهين الساطعة على أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم صادق فيما يبلغه عن ربه، وعلى أن الإسلام هو الدين الحق.

وقوله: الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ جملة من مبتدأ وخبر، وهي خبر إن في قوله- سبحانه-: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا.

وقوله: سَوَّلَ من التسويل بمعنى التزيين والتسهيل. يقال: سولت لفلان نفسه هذا الفعل، أى: زينته وحسنته له، وصورته له في صورة الشيء الحسن مع أنه قبيح.

وقوله: وَأَمْلى من الإملاء وهو الإبقاء ملاوة من الدهر، أى: زمنا منه أى:

الشيطان زين لهؤلاء المنافقين سوء أعمالهم، ومد لهم في الأمانى الباطلة، والآمال الفاسدة، وأسباب الغواية والضلال.

وأسند- سبحانه- هذا التسويل والإملاء إلى الشيطان، مع أن الخالق لذلك هو الله- تعالى- لأن الشيطان هو السبب في هذا الضلال والخسران.

ثم قال تعالى : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم ) أي : فارقوا الإيمان ورجعوا إلى الكفر ، ( من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم ) أي : زين لهم ذلك وحسنه ، ( وأملى لهم ) أي : غرهم وخدعهم

وقوله ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) يقول الله عزّ وجلّ إن الذين رجعوا القهقرى على أعقابهم كفارا بالله من بعد ما تبين لهم الحقّ وقصد السبيل, فعرفوا واضح الحجة, ثم آثروا الضلال على الهدى عنادا لأمر الله تعالى ذكره من بعد العلم.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) هم أعداء الله أهل الكتاب, يعرفون بعث محمد نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وأصحابه عندهم, ثم يكفرون به.

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) إنهم يجدونه مكتوبا عندهم.

وقال آخرون: عنى بذلك أهل النفاق.

* ذكر من قال ذلك:

حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ )... إلى قوله فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ هم أهل النفاق.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثنى عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ )... إلى إِسْرَارَهُمْ هم أهل النفاق. وهذه الصفة بصفة أهل النفاق عندنا, أشبه منها بصفة أهل الكتاب, وذلك أن الله عزّ وجلّ أخبر أن ردّتهم كانت بقيلهم لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَـزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ ولو كانت من صفة أهل الكتاب, لكان في وصفهم بتكذيب محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم الكفاية من الخبر عنهم بأنهم إنما ارتدّوا من أجل قيلهم ما قالوا.

وقوله ( الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ) يقول تعالى ذكره: الشيطان زين لهم ارتدادهم على أدبارهم, من بعد ما تبين لهم الهدى.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ) يقول: زين لهم.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( سَوَّلَ لَهُمْ ) يقول: زين لهم.

وقوله ( وَأَمْلَى لَهُمْ ) يقول: ومدّ الله لهم في آجالهم مُلاوة من الدهر, ومعنى الكلام: الشيطان سوّل لهم, والله أملى لهم.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الحجاز والكوفة ( وَأَمْلَى لَهُمْ ) بفتح الألف منها بمعنى: وأملى الله لهم. وقرأ ذلك بعض أهل المدينة والبصرة ( وَأُمْلِيَ لَهُمْ ) على وجه ما لم يسمّ فاعله. وقرأ مجاهد فيما ذُكر عنه ( وَأُمْلِي ) بضم الألف وإرسال الياء على وجه الخبر من الله جلّ ثناؤه عن نفسه أنه يفعل ذلك بهم.

وأولى هذه القراءات بالصواب, التي عليها عامة قرّاء الحجاز والكوفة من &; 22-182 &; فتح الألف في ذلك, لأنها القراءة المستفيضة في قراءة الأمصار, وإن كان يجمعها مذهب تتقارب معانيها فيه.

المعاني :

ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم :       رَجَعُوا كُفَّارًا السراج
سَوَّلَ لَهُمْ :       زَيَّنَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ السراج
سَوَّلَ :       زَيَّنَ الميسر في غريب القرآن
سوّل لهم :       زيّن و سهّـل لهم خطاياهم و منّـاهم معاني القرآن
وَأَمْلَى لَهُمْ :       مَدَّ لَهُمْ فِي الأَمِلِ السراج
وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ :       أَطَالَ لَهُم أَمَلَهُم الميسر في غريب القرآن
أملي لهم :       مدّ لهمْ في الأماني الباطلة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[25] ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ﴾ كل العثرات قد تقال والحال يستقيم إلا الانتكاسة عن الدين، لأنه عرف النور فآثر الظلام.
وقفة
[25] يخبر تعالى عن حالة المرتدين عن الهدى والإيمان على أعقابهم إلى الضلال والكفران؛ ذلك لا عن دليل دلهم ولا برهان، وإنما هو تسويل من عدوهم الشيطان وتزيين لهم، وإملاء منه لهم.
وقفة
[25] من علامات الانتكاس: قال حذيفة بن اليمان ﷺ: «من أحب أن يعلم أصابته الفتنة أو لا؛ فلينظر فإن رأى حلالًا كان يراه حرامًا، أو يرى حرامًا كان يراه حلالًا، فليعلم أن قد أصابته».
وقفة
[25] يزيِّن الشيطان للمنتكسين سوء أعمالهم، ويمدّ في آجالهم وآمالهم، فلا يعاجلون بعقوبة، فيستمرون في ضلالتهم.
تفاعل
[25] ﴿الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ﴾ استعذ بالله الآن من الشيطان الرجيم.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ الَّذِينَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «ان».
  • ﴿ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ:
  • الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. على أدبار: جار ومجرور متعلق بارتدوا و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى نكصوا.
  • ﴿ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ:
  • جار ومجرور متعلق بارتدوا. ما: مصدرية. تبين:فعل ماض مبني على الفتح.
  • ﴿ لَهُمُ الْهُدَى:
  • اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتبين. الهدى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الالف للتعذر. وجملة تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى» صلة «ما» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «ما» المصدرية وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالاضافة. التقدير: من بعد تبيين الهدى لهم.
  • ﴿ الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ:
  • الجملة الاسمية في محل رفع خبر «ان».الشيطان:مبتدأ مرفوع بالضمة. سول: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لهم: اعربت. والجار والمجرور «لهم» متعلق بسول بمعنى سهل لهم ركوب العظائم.
  • ﴿ وَأَمْلى لَهُمْ:
  • معطوفة بالواو على سَوَّلَ لَهُمْ» وتعرب اعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الالف للتعذر بمعنى: ومد لهم في الآمال والاماني.'

المتشابهات :

الأنفال: 6﴿يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلۡحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ
البقرة: 109﴿وۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ
النساء: 115﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
التوبة: 113﴿يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ
محمد: 25﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ
محمد: 32﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡ‍ٔٗا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [25] لما قبلها :     ٥- الرُّجُوعُ عن الحَقِّ إلى الضَّلَال، قال تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وأملى لهم:
1- مبنيا للفاعل، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مبنيا للمفعول، وهى قراءة ابن سيرين، والجحدري، وشيبة، وأبى عمرو، وعيسى.
3- بهمزة المتكلم، مضارع «أملى» ، وهى قراءة مجاهد، وابن هرمز، والأعمش، وسلام، ويعقوب.

مدارسة الآية : [26] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ..

التفسير :

[26] ذلك الإمداد لهم حتى يتمادوا في الكفر؛ بسبب أنهم قالوا لليهود الذين كرهوا ما نزل الله:سنطيعكم في بعض الأمر الذي هو خلاف لأمر الله وأمر رسوله، والله تعالى يعلم ما يخفيه هؤلاء ويسرونه. فليحذر المسلم من طاعة غير الله فيما يخالف أمر الله سبحانه، وأمر رسو

وذلك أنهم قد تبين لهم الهدى، فزهدوا فيه ورفضوه، و{ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ} من المبارزين العداوة لله ولرسوله{ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} أي:الذي يوافق أهواءهم، فلذلك عاقبهم الله بالضلال، والإقامة على ما يوصلهم إلى الشقاء الأبدي، والعذاب السرمدي.

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} فلذلك فضحهم، وبينها لعباده المؤمنين، لئلا يغتروا بها.

ثم بين- سبحانه- أسباب هذا الارتداء فقال: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ.

أى: ذلك الارتداء عن الحق والتردي في الباطل. بسبب أن هؤلاء المنافقين قالوا للذين كرهوا ما نزل الله من الهدى على نبيه صلّى الله عليه وسلّم وهم اليهود ومن على شاكلتهم، قالوا لهم:

سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ أى: سنطيعكم في بعض أموركم وأحوالكم التي على رأسها:

العداوة لهذا الرسول صلّى الله عليه وسلّم ولما جاء به من عند ربه.

كما قال- تعالى- حكاية عنهم في آية أخرى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ. لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ، وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً، وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ، وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ .

وقوله- سبحانه-: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ تهديد لهم على هذا الدس والكيد والتآمر على الإسلام وأتباعه. أى: والله- تعالى- يعلم ما يسرونه من أقوال سيئة، ومن أفعال قبيحة، وسيعاقبهم على ذلك عقابا شديدا.

وكلمة إِسْرارَهُمْ- بكسر الهمزة- مصدر أسررت إسرارا، بمعنى كتمت الشيء وأخفيته وقرأ بعض القراء السبعة إِسْرارَهُمْ- بفتح الهمزة- جمع سر. أى: يعلم الأشياء التي يسرونها ويخفونها.

( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر ) أي : مالئوهم وناصحوهم في الباطن على الباطل ، وهذا شأن المنافقين يظهرون خلاف ما يبطنون ; ولهذا قال الله عز وجل : ( والله يعلم إسرارهم ) أي : [ يعلم ] ما يسرون وما يخفون ، الله مطلع عليه وعالم به ، كقوله : ( والله يكتب ما يبيتون ) [ النساء : 81 ] .

القول في تأويل قوله تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26)

يقول تعالى ذكره: أملى الله لهؤلاء المنافقين وتركهم, والشيطان سول لهم, فلم يوفقهم للهدى من أجل أنهم ( قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نـزلَ اللَّهُ ) من الأمر بقتال أهل الشرك به من المنافقين: ( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمْرِ ) الذي هو خلاف لأمر الله تبارك وتعالى , وأمر رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نـزلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمْرِ ) فهؤلاء المنافقون ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ) يقول تعالى ذكره: والله يعلم إسرار هذين الحزبين المتظاهرين من أهل النفاق, على خلاف أمر الله وأمر رسوله, إذ يتسارّون فيما بينهم بالكفر بالله ومعصية الرسول, ولا يخفى عليه ذلك ولا غيره من الأمور كلها.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء أهل المدينة والبصرة ( أَسْرَارَهُمْ ) بفتح الألف من أسرارهم على وجه جماع سرّ. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة ( إِسْرَارَهُمْ ) بكسر الألف على أنه مصدر من أسررت إسرارا.

والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.

المعاني :

لِلَّذِينَ كَرِهُوا :       هُمُ اليَهُودُ السراج
إِسْرَارَهُمْ :       مَا يُخْفُونَهُ، وَيُسِرُّونَهُ السراج
يعلم إسرارهم :       إخفاءهم كل قبيح معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[26] قال المنافقون ذلك لليهود، فالمنافقون دائمًا طابور خامس لأعداء الله ومنهم اليهود، ويطيعون أوامر اليهود في الكيد والتآمر على الإسلام وأهله.
وقفة
[26] ﴿وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ﴾ لو تجمَّلتَ للنَّاسِ بما تستطيعُ، وبرهنتَ لهم أنَّك أفضلَ إنسانٍ في العالمِ، فانتبِه: هناك من يعرفُك على حقيقتِك.

الإعراب :

  • ﴿ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ:
  • أعربت في الآية الثالثة. و «هم»: ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أنّ» و «قالوا» فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة «قالوا» في محل رفع خبر «أنّ».اللام: حرف جر. الذين:اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقالوا. والجملة بعدها صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ:
  • أعربت في الآية التاسعة.
  • ﴿ سَنُطِيعُكُمْ:
  • الجملة في محل نصب مفعول به-مقول القول-.السين:حرف استقبال-تسويف-.نطيع: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
  • ﴿ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ:
  • جار ومجرور متعلق بنطيع. الأمر: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ وَاللهُ يَعْلَمُ:
  • الواو استئنافية. الله لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يعلم: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «يعلم» في محل رفع خبر.
  • ﴿ إِسْرارَهُمْ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة اي كتمانهم.'

المتشابهات :

الأعراف: 71﴿أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيٓ أَسۡمَآءٖ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٖۚ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ
محمد: 26﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ
الملك: 9﴿قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [26] لما قبلها :     ٦- إِرضَاءُ غيرِ المسلمين على حِسَاب الدِّين، قال تعالى :
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

إسرارهم:
1- بكسر الهمزة، وهو مصدر، وهى قراءة ابن وثاب، وطلحة، والأعمش، وحمزة، والكسائي، وحفص.
وقرئ:
2- بفتح الهمزة، وهى قراءة الجمهور.

مدارسة الآية : [27] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ ..

التفسير :

[27] فكيف حالهم إذا قبضت الملائكة أرواحهم وهم يضربون وجوههم وأدبارهم؟

{ فَكَيْفَ} ترى حالهم الشنيعة، ورؤيتهم الفظيعة{ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَة} الموكلون بقبض أرواحهم،{ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} بالمقامع الشديدة؟!.

ثم بين- سبحانه- حالهم- عند ما تقبض الملائكة أرواحهم فقال: فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ.

والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها، والاستفهام للاستعظام والتهويل، و «كيف» منصوب بفعل محذوف هو العامل في الظرف «إذا» .

والمراد بوجوههم: كل ما أقبل منهم، وبأدبارهم: كل ما أدبر من أجسامهم.

أى: هؤلاء الذين ارتدوا على أدبارهم، وقالوا ما قالوا من كفر وضلال، كيف يكون حالهم إذا توفتهم الملائكة وقبضت أرواحهم؟ لا شك أن حالهم سيكون أسوأ حال وأقبحه، لأن ملائكة الموت يضربون عند قبض أرواحهم وجوه هؤلاء المنافقين وأدبارهم، ضربا أليما موجعا.

وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ، وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ.

ثم قال : ( فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) أي : كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة لقبض أرواحهم وتعصت الأرواح في أجسادهم ، واستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب ، كما قال : ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) الآية [ الأنفال : 50 ] ، وقال : ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ) أي : بالضرب ( أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) [ الأنعام : 93 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم )

القول في تأويل قوله تعالى : فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)

يقول تعالى ذكره: والله يعلم إسرار هؤلاء المنافقين, فكيف لا يعلم حالهم إذا توفتهم الملائكة, وهم يضربون وجوههم وأدبارهم, يقول: فحالهم أيضا لا يخفى عليه في ذلك الوقت ويعني بالأدبار: الأعجاز, وقد ذكرنا الرواية في ذلك فيما مضى قبل.

المعاني :

فَكَيۡفَ :       فَكَيفَ حَالُهُم؟ الميسر في غريب القرآن
تَوَفَّتۡهُمُ :       قَبَضَتْ أَرْواحَهُم الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[27] ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ هنالك نهاية ستشاهدها بنفسك ولوحدك، سترى وجوه قد تكون مفزعة أو مؤنسة، وهذا كله سيتوقف على عملك بالدنيا.
وقفة
[27] ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ قال ابن عباس: «لا يتوفى أحد على معصية إلا بضرب شديد لوجهه وقفاه».
تفاعل
[27] ﴿الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.
وقفة
[27، 28] ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ۞ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ الجمع بين الإخبار عنهم باتباعهم ما أسخط الله وكراهتهم رضوانه، مع إمكان الاجتزاء بأحدهما عن الآخر للإيماء إلى أن ضرب الملائكة وجوه هؤلاء مناسب لإقبالهم على ما أسخط الله، وأن ضربهم أدبارهم مناسب لكراهتهم رضوانه؛ لأن الكراهة تستلزم الإعراض والإدبار.

الإعراب :

  • ﴿ فَكَيْفَ:
  • الفاء استئنافية. كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والعامل فيه محذوف اي كيف يصنعون.
  • ﴿ إِذا:
  • ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط‍.
  • ﴿ تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ:
  • الجملة الفعلية في محل جر بالاضافة. توفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الالف المحذوفة لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة التي لا محل لها من الاعراب و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. الملائكة: فاعل مرفوع بالضمة اي قبضت ارواحهم.
  • ﴿ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب حال وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجوه:مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة بمعنى وهم يضربون وجوهم. وقد أنث الفعل في «توفتهم» على اللفظ‍ وذكر في «يضربون» على المعنى.
  • ﴿ وَأَدْبارَهُمْ:
  • معطوفة بالواو على «وجوههم» وتعرب اعرابها بمعنى:وظهورهم.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [27] لما قبلها :     ٧- سُوءُ خَاتِمةِ المُنَافقين، قال تعالى :
﴿ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

توفتهم:
وقرئ:
توفاهم، وهى قراءة الأعمش.

مدارسة الآية : [28] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ ..

التفسير :

[28] ذلك العذاب الذي استحقوه ونالوه؛ بسبب أنهم اتبعوا ما أسخط الله عليهم من طاعة الشيطان، وكرهوا ما يرضيه عنهم من العمل الصالح، ومنه قتال الكفار بعدما افترضه عليهم، فأبطل الله ثواب أعمالهم من صدقة وصلة رحم وغير ذلك.

{ ذَلِكَ} العذاب الذي استحقوه ونالوه{ بـ} سبب{ أنهم اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ} من كل كفر وفسوق وعصيان.

{ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} فلم يكن لهم رغبة فيما يقربهم إليه، ولا يدنيهم منه،{ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} أي:أبطلها وأذهبها، وهذا بخلاف من اتبع ما يرضي الله وكره سخطه، فإنه سيكفر عنه سيئاته، ويضاعف أجره وثوابه.

واسم الإشارة في قوله: ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ يعود إلى توفى الملائكة لهم، وقبضهم لأرواح هؤلاء المنافقين. أى: ذلك الضرب الأليم لهم من الملائكة عند قبضهم لأرواحهم بسبب أن هؤلاء المنافقين قد اتبعوا ما يغضب الله- تعالى- من الكفر والمعاصي، وبسبب أنهم كرهوا ما يرضيه من الإيمان والطاعة.

فَأَحْبَطَ- سبحانه-: أَعْمالَهُمْ بأن أبطلها ولم يقبلها منهم، لأنها لم تصدر عن قلب سليم.

وقوله ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ) يقول تعالى ذكره: تفعل الملائكة هذا الذي وصفت بهؤلاء المنافقين من أجل أنهم اتبعوا ما أسخط الله, فأغضبه عليهم من طاعة الشيطان ( وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ ) يقول: وكرهوا ما يرضيه عنهم من قتال الكفار به, بعد ما افترضه عليهم.

وقوله ( فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) يقول: فأبطل الله ثواب أعمالهم وأذهبه, لأنها عملت في غير رضاه ولا محبته, فبطلت, ولم تنفع عاملها.

المعاني :

فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ :       أَبْطَلَ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمْ السراج

التدبر :

وقفة
[28] ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ عندما تطلق بصرك، عندما تطلق لسانك؛ فأنت اتبعت سخط الله واشتريت غضبه بيدك.
وقفة
[28] ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ تضرب الملائكة وجوههم عقوبة لهم على إقبالهم على ما يسخط الله ويضربون أدبارهم عقوبة لهم على إدبارهم عن رضوان الله، فالكاره للشيء هو في حقيقته مدبر عنه.
وقفة
[28] ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ من كراهية المنافقين لما أنزل الله: 1- أنهم يكرهون انتشار الإسلام وعلوه. 2- ويكرهون التزام الناس بتعاليمه وأحكامه. 3- ويكرهون انتصار أتباعه؛ لأن انتصارهم انتصار للدين.
وقفة
[28] ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ كم من مُصَلٍّ صائم وهو كاره لبعض أحكام الشريعة، ولا يشعر أن ذلك محبط لعمله؛ مورد لهلاكه، فالحذر الحذر.
وقفة
[28] ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعوا ما أَسخَطَ اللَّهَ وَكَرِهوا رِضوانَهُ فَأَحبَطَ أَعمالَهُم﴾ من الصفات المذمومة: كراهية رضوان الله -والعياذ بالله- وإحباط العمل من آثار هذه الكراهية.
وقفة
[28] ﴿وَكَرِهوا رِضوانَهُ﴾ كيف للمرء أن يستوعب أن هناك من يكره رضوان الله؟! ولكنه حقيقة ويحدث ذلك ﴿بِأَنَّهُمُ اتَّبَعوا ما أَسخَطَ اللَّه﴾
تفاعل
[28] ﴿فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اِتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ
  • هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة التاسعة. ولفظ‍ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة وفاعل «اسخط‍» ضمير مستتر جوازا تقديره هو بمعنى ما أغضب الله
  • ﴿ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ:
  • معطوفة بالواو على «اتبعوا» وتعرب اعرابها.رضوانه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. اي الايمان برسول الله.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [28] لما قبلها :     ٨- إِبْطَالُ ثَوَابِ أعمالِ المنافقين الصالحة، قال تعالى :
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [29] :محمد     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم ..

التفسير :

[29] بل أظنَّ المنافقون أن الله لن يُخرِج ما في قلوبهم من الحسد والحقد للإسلام وأهله؟ بلى فإن الله يميز الصادق من الكاذب.

يقول تعالى:{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} من شبهة أو شهوة، بحيث تخرج القلب عن حال صحته واعتداله، أن الله لا يخرج ما في قلوبهم من الأضغان والعداوة للإسلام وأهله؟ هذا ظن لا يليق بحكمة الله، فإنه لا بد أن يميز الصادق من الكاذب، وذلك بالابتلاء بالمحن، التي من ثبت عليها، ودام إيمانه فيها، فهو المؤمن حقيقة، ومن ردته على عقبيه فلم يصبر عليها، وحين أتاه الامتحان، جزع وضعف إيمانه، وخرج ما في قلبه من الضغن، وتبين نفاقه، هذا مقتضى الحكمة الإلهية، مع أنه تعالى قال:{ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ}

ثم هددهم- سبحانه- بكشف أستارهم، وفضح أسرارهم فقال: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ.

و «أم» منقطعة بمعنى بل والهمزة، والاستفهام للتقريع والتوبيخ، و «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة بعدها خبرها، وأن وصلتها سادة مسد مفعولي حسب.

والأضغان: جمع ضغن، وهو الحقد الشديد. يقال: ضغن صدر فلان ضغنا- بزنة تعب-، إذا اشتد حقده وغيظه، والاسم الضّغن، بمعنى الالتواء والاعوجاج الذي يكون في كل شيء، ويقال: تضاغن القوم، إذا انطوت قلوبهم على البغض والحقد.

أى: بل أحسب هؤلاء المنافقون الذين امتلأت قلوبهم بمرض الكفر والضلال، أن الله- تعالى- غير قادر على إظهار أحقادهم الشديدة لرسوله صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين؟

إن حسبانهم هذا هو لون من جهالاتهم ومن غباوتهم وانطماس بصائرهم.

لأن الله- تعالى- لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

يقول تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أي : اعتقد المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين ؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر ، وقد أنزل تعالى في ذلك سورة " براءة " ، فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ; ولهذا إنما كانت تسمى الفاضحة . والأضغان : جمع ضغن ، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام وأهله والقائمين بنصره .

القول في تأويل قوله تعالى : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)

يقول تعالى ذكره: أحسب هؤلاء المنافقون الذين في قلوبهم شكّ في دينهم, وضعف في يقينهم, فهم حيارى في معرفة الحقّ أن لن يُخرج الله ما في قلوبهم من الأضغان على المؤمنين, فيبديه لهم ويظهره, حتى يعرفوا نفاقهم, وحيرتهم في دينهم.

المعاني :

أَمْ حَسِبَ :       بَلْ ظَنَّ السراج
أَمۡ حَسِبَ :       بَلْ أَظَنَّ؟ الميسر في غريب القرآن
مَّرَضٌ :       نِفَاقٌ، وَشَكٌّ السراج
أَضْغَانَهُمْ :       أَحْقَادَهُمْ السراج
أَضۡغَٰنَهُمۡ :       أَحْقادَهُم وعَدَاوَتَهُم الميسر في غريب القرآن
أضغانـَـهم :       أحقادهم الشديدة الكامنة معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[29] ﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ﴾ فلنعد قراءة الوجه مرة أخرى وثالثة لنعلم سبب مرض القلوب، عافانا الله وإياكم.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ من ثمرات المحن: خروج أضغان المنافقين وافتضاح مشاعرهم.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ توعدهم الله بكشف أستارهم، ووعد الله حق.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ قال ابن عقيل في الفنون: «وقلَّ أن يضمر مضمِر شيئًا إلا وظهر مع الزمان على فلتات لسانه وصفحات وجهه».
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ عن عثمان رضي الله عنه قال: «لو أنَّ عبدًا دخل بيتًا في جوف بيت فأدمن هناك عملًا، أوشك الناس أن يتحدَّثوا به، وما من عامل يعمل إلا كساه الله رداء عمله إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرٌّ».
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ يمكن إخفاء الكثير من المشاعر إلا الحقد والحسد والضغينة، لا يقوى أصحابها على الكتم.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ نكره اﻷحداث؛ بينما هي تخرج ضغائن النفاق.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ لا تحزن لأنك رأيتَ في ديار الإسلام من يشمتون بمسلمين غزاهم عدوُّهم، بل اسجد لله شكرًا لله إذْ فضحهم.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ هذه سنته الجارية فهو تعالى يظهر ما في قلوبهم على المؤمنين من الضغائن بخلاف هرولتهم إلى خصوم الدين ﴿فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم﴾ [المائدة: 52]، وديدنهم طول اللسان على المؤمنين ﴿سلقوكم بألسنة حداد﴾ [الأحزاب: 19]، بخلاف حميم محبتهم للمنافقين.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ من لم يتعظ بهذه الآية اليوم، فموعده غدًا أمام الملأ، يوم تبلى السرائر.
وقفة
[29] ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾ لا بد من انكشاف المنافق يومًا مهما حاول إخفاء مكره ومافي قلبه.
وقفة
[29] مهما كان متخفيًا خلف اسم وهمي؛ سيتولى الله فضيحته وإخراج ما في قلبه ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
وقفة
[29] عند الشدائد تتكشف الحقائق، وتظهر مُخَبَّآت النفوس، فيتهاوى أقوام ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
وقفة
[29] كثرة حديث القرآن عن صفات المنافقين لنحذرهم، ولنعلم كراهيتهم لكل خير ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
وقفة
[29] ما أسر عبد سريرة إلا الله قادر على إظهارها سبحانه ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
عمل
[29] ادع الله أن يجـعل قلبك سليمًا ويطـهره من النفـاق والرياء والعجـب ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
وقفة
[29] ما أسر مريض القلب سريرة إلا أظهرها الله ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ﴾.
وقفة
[29] ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷ‌ﺯﻣﺎﺕ ﻟﻴُﺨﺮﺝ ﻣﺎ ﺗﺨﻔﻴﻪ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺣﻘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻓﺮﺡ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﴿ﺃﻡ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺮﺽ ﺃﻥ ﻟﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺿﻐﺎﻧﻬﻢ﴾.
وقفة
[29] ﴿في قلوبهم مرضٌ﴾ كل ما ناقض التوحيد كالشك والشرك والشبهات والنفاق والمعاصي فهو مرضٌ؛ يجب توقيه أعظم مما نتوقى من أمراض البدن.
تفاعل
[29] ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ ادعُ اللهَ أن يطـهِّر قلبكَ.

الإعراب :

  • ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ:
  • حرف عطف للاضراب. حسب: فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
  • ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:
  • الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.في قلوب: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. مرض: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة اي مرض الشك والنفاق.
  • ﴿ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ:
  • مخففة من «ان» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن مستتر تقديره انه. لن: حرف نصب ونفي واستقبال. يخرج:فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ اللهُ أَضْغانَهُمْ:
  • لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. اضغان:مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ» في محل رفع خبر «ان» المخففة. واسم «ان» وخبرها صلة «ان» لا محل لها من الاعراب. و «ان» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي حسب. بمعنى: أم ظنوا ان لن يظهر او يبرز الله احقادهم لرسول الله وللمؤمنين واظهارهم على نفاقهم وعداوتهم لهم. ويجوز أن تكون «أن» ملغاة لأنه اذا اجتمع حرفان عاملان ألغي احدهما.'

المتشابهات :

العنكبوت: 4﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا
الجاثية: 21﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
محمد: 29﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [29] لما قبلها :     ٩- كَشْفُ مَا في قُلُوبِ المُنافقين من الضَّغَائِنِ، قال تعالى :
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف