35644454647484950515253

الإحصائيات

سورة النور
ترتيب المصحف24ترتيب النزول102
التصنيفمدنيّةعدد الصفحات9.70
عدد الآيات64عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول16تبدأ في الجزء18
تنتهي في الجزء18عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 6/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (44) الى الآية رقم (50) عدد الآيات (7)

= واختلافُ الَّليلِ والنَّهارِ، وأنواعُ الحيواناتِ، وبعدَ بيانِ حالِ المؤمنينَ وحالِ الكافرينَ، ذمّ اللهُ هنا قومًا وهم المنافقونَ اعترفُوا بالدِّينِ بألسنَتِهم لا بقلوبِهم، وإذا دُعُوا إلى التَّحاكمِ بما أنزلَ اللهُ رفضُوا.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (51) الى الآية رقم (53) عدد الآيات (3)

بعدَ رفضِ المنافقينَ التحاكمَ بما أنزلَ اللهُ، ذكرَ اللهُ هنا حالَ المؤمنينَ إذا دُعُوا لذلك وقولهم: سَمِعْنَا وأَطَعْنَا، وقَسَم المنافقينَ أن يجاهدُوا معَه ﷺ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة النور

شرع الله نور المجتمع

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • بداية السورة: بداية شديدة لجريمة شديدة:: حادثة الإفك ، واتهامهم إيّاها بالزنا. وما جرى في هذه الحادثة هو أن عائشة رضى الله عنها خرجت مع النبي ﷺ في غَزوةِ بَنِى الـمُصْطَلَقِ ، ولما توقف الجيش للراحة ذهبت عائشة لتقضي حاجة لها، فجاء الرجال وحملوا الهودج الذي كانت فيه دون أن يشعروا بعدم وجودها فيه لصغر وزنها، ولما عادت عائشة وجدت أن الجيش قد سار وأصبحت وحيدة في الصحراء. وكان من عادة النبي ﷺ أن يبقي رجلًا خلف الجيش ليحمل ما سقط من المتاع، فجاء صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فوجد عائشة؛ فنزل عن راحلته وطلب منها أن تصعد، ولما ركبت الناقة انطلق بها مولّيًا ظهره لها، ولم يكلمها حتى دخل بها المدينة، فاستغل المنافقون هذا الأمر وبدأوا بإشاعة الفتنة واتهموا عائشة وصَفْوَان بن الْمُعَطَّل، وبدأ المجتمع يلوك هذا الكلام الباطل، ووقع بعض المؤمنين في هذا الخطأ، وانقطع الوحي مدة شهر كامل، وكان ذلك اختبارًا للمجتمع كله. وظل الوحي محبوسًا عن النبي ﷺ حتى يخرج المجتمع ما عنده، وكان اختبارًا صعبًا، حتى نزلت آيات سورة النور لتعلن براءة عائشة رضى الله عنها من فوق سبع سماوات: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ جَاءوا بِٱلإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإثْمِ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (11). فهذه الآية تعلن صراحةً براءة عائشة، وأن ما حصل إنما هو إفك، أي كذب شديد وافتراء شديد لا برهان عليه، وكل من ينشر مثل هذه الأكاذيب في المجتمع (وعلى رأسهم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ زعيم المنافقين) لهم عذاب عظيم.
  • • فماذا كان أول هذه الأحكام؟: فكيف بدأت السورة؟ لقد بدأت بداية غير معهودة فيما قبلها من السور القرآنية: ﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَـٰهَا وَفَرَضْنَـٰهَا ...﴾ (1)، وهي بداية شديدة، ولكن كل سور القرآن أنزلت وفرضت، فلماذا بدأت السورة بتلك البداية؟ وكأن هذه السورة تريد أن تضع سياجًا شديدًا لحماية المجتمع، فكان لا بد لهذا السياج من مقدّمة قوية للفت الأنظار إلى أهمية الأحكام القادمة.
  • • إلى النور (شرع الله هو نور المجتمع):: ﴿ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱلله إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱلله وَٱلْيَوْمِ ٱلأَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ (2).ومع أن الأصل في ديننا هو الرحمة والرأفة، لكن الآية قالت: ﴿وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ ٱلله﴾.ومع أن الإسلام يحثنا على الستر؛ لأن الله تعالى ستير يحب الستر، لكن في حد الزنا تقول الآية: ﴿وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «النور».
  • • معنى الاسم :: النور: الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار.
  • • سبب التسمية :: : لما ‏فيها ‏من ‏إشعاعات ‏النور ‏الرباني ‏بتشريع ‏الأحكام ‏والآداب ‏التي تحفظ المجتمع، ولكثرة ذكر النور فيها، فقد تكرر فيها 7 مرات (في الآيتين 35، 40).
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: أن شرع الله نور المجتمع.
  • • علمتني السورة :: تجنب الكلام في أعراض الناس: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
  • • علمتني السورة :: ضرورة التثبت تجاه الشائعات: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا﴾
  • • علمتني السورة :: وجوب الاستئذان عند دخول بيوت غيرنا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾

مدارسة الآية : [44] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ ..

التفسير :

[44] ومِن دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى أنه يقلب الليل والنهار بمجيء أحدهما بعد الآخر، واختلافهما طولاً وقِصَراً، إن في ذلك لَدلالة يعتبر بها كل مَن له بصيرة.

{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} من حر إلى برد، ومن برد إلى حر، من ليل إلى نهار، ومن نهار إلى ليل، ويديل الأيام بين عباده،{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} أي:لذوي البصائر، والعقول النافذة للأمور المطلوبة منها، كما تنفذ الأبصار إلى الأمور المشاهدة الحسية. فالبصير ينظر إلى هذه المخلوقات نظر اعتبار وتفكر وتدبر لما أريد بها ومنها، والمعرض الجاهل نظره إليها نظر غفلة، بمنزلة نظر البهائم.

وبعد أن ساق- سبحانه- هذا الدليل العلوي على وحدانيته وقدرته. أتبعه بدليل زمنى يحسه الناس ويشاهدونه في حياتهم فقال: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ أى: يعاقب بينهما فيأتى بهذا، ويذهب بذاك، وينقص أحدهما ويزيد في الآخر، ويجعل أولهما وقتا لحلول نعمه والثاني لنزول نقمه، أو العكس، فهو- سبحانه- صاحبهما والمتصرف فيها «إن في ذلك» التقليب والإزجاء والتأليف، وغير ذلك من مظاهر قدرته المبثوثة في الآفاق «لآيات» عظيمة «لأولى الأبصار» التي تبصر قدرة الله- تعالى- وتعتبر بها، فتخلص له العبادة والطاعة.

وقوله ( يقلب الله الليل والنهار ) أي : يتصرف فيهما ، فيأخذ من طول هذا في قصر هذا حتى يعتدلا ثم يأخذ من هذا في هذا ، فيطول الذي كان قصيرا ، ويقصر الذي كان طويلا . والله هو المتصرف في ذلك بأمره وقهره وعزته وعلمه .

( إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ) أي : لدليلا على عظمته تعالى ، كما قال الله تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) [ آل عمران : 190 ] . وما بعدها من الآيات الكريمات .

وقوله: ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) يقول: يعقب اللهُ بين الليل والنهار ويصرفهما، إذا أذهب هذا جاء هذا، وإذا أذهب هذا جاء هذا( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ ) يقول: إنّ في إنشاء الله السحاب، وإنـزاله منه الودق، ومن السماء البردَ، وفي تقليبه الليل والنهار لعبرة لمن اعتبر به، وعظةً لمن اتعظ به. ممن له فهم وعقل; لأن ذلك ينبئ ويدلّ على أنه له مدبِّرا ومصرِّفًا ومقلبا لا يشبهه شيء.

المعاني :

لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ :       لأصْحَابِ العُقُولِ السَّلِيمةِ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[44] ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ﴾ البعض يقول: «الكون جاء صدفة»، والبعض يقول: «أمنا الطبيعة»، والبعض يقول: «ما من خالق»؛ فليتأملوا كلمة (يُقَلِّبُ) بين برد وحر، وبين نهار وليل، وبين صيف وشتاء، كيف يكون هذا النظام البديع بغير خالق؟!
لمسة
[44] ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ إِنَّ في ذلِكَ لَعِبرَةً لِأُولِي الأَبصارِ﴾ ختمت الآية الكريمة بأولي الأبصار ولم يقل سبحانه عز وجل أولي الألباب؛ لأن الليل والنهار آيات يبصرها كل من على ظهر البسيطة.
عمل
[44] ﴿يُقَلِّبُ اللَّـهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ القادر على تقليب الكواكب قادر على تقليب المضغة التي بين جنبيك؛ فاطلبه الهداية والثبات.
وقفة
[44] ﴿يُقَلِّبُ اللَّـهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ أي لكل من له بصيرة يراجعها ويعلمها؛ فالأبصار هنا جمع بصر بمعنى البصيرة بخلافها فيما سبق، وقيل: هو بمعنى البصر الظاهر كما هو المتبادر منه، والتعبير بذلك دون البصائر للإيذان بوضوح الدلالة.
لمسة
[44] ﴿يُقَلِّبُ اللَّـهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ التقليب حسي ومعنوي؛ فالحسي بتعاقب الليل والنهار، وبالزيادة في أحدهما والنقصان من الأخر مع اختلاف الفصول، والمعنوي بتغيير الأحوال بينهما، من خوف وأمن، وحر وبرد، وشدة ورخاء، ومنع وعطاء.
وقفة
[44] ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ فكما يقلب الله الليل والنهار، يقلب ﷻ أحوالك؛ فتبصَّر!
وقفة
[44] يقف المؤمن خاضعًا، والقلب مستكينًا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في تقليب الجوِّ: برودة ودفئًا، وصحوًا وغيمًـا، وصفاءً وقترةً، كلُّ ذلك في فترات قصيرة يغشاه ذلك وهو يتدبَّر قول ربِّه: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ﴾.
وقفة
[44] يقف المؤمن خاضعًا، والقلب مستكينًا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في تقليب الجو: برودة ودفئًا، وصحوًا وغيمًا، وصفاءً وقترةً، كل ذلك في فترات قصيرة يغشاه ذلك وهو يتدبر قول ربه: ﴿يُقَلِّبُ اللَّـهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾.
وقفة
[44] ﴿لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ أهـلُ البصيرةِ الثَّـاقبةِ والعقـولِ النَّيرةِ يتَّعـِظُـونَ بآياتِ اللهِ في الكونِ.
وقفة
[44] الكلام في المسائل العلمية يستوجب تذكير العقول والألباب، لذا نجد القرآن الكريم يختم الآية بقوله: ﴿يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ [البقرة: 269] مع الحديث عن مسائل علمية، وهذا فيه تناسب، وعندما يدعو القرآن للنظر في أمور مبصرة مشاهدة يختم بقوله: ﴿لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ يُقَلِّبُ اللهُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
  • ﴿ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ:
  • مفعول به منصوب بالفتحة. والنهار: معطوفة بالواو على اللَّيْلَ» منصوبة مثلها بالفتحة بمعنى: يجعل أحدهما اثر الآخر أي معقبا له أو بنقص أحدهما وزيادة الآخر.
  • ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في: حرف جر. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف للخطاب. والاشارة الى ذلك التدبير. لعبرة: اللام: لام الابتداء -المزحلقة-للتوكيد. عبرة: اسم إِنَّ» مؤخر منصوب بالفتحة. وشبه الجملة فِي ذلِكَ» متعلق بخبر إِنَّ» المقدم بمعنى: إن في ذلك لعظة ودلالة على قدرته سبحانه
  • ﴿ لِأُولِي الْأَبْصارِ:
  • جار ومجرور متعلق بصفة لعبرة. أولي: اسم مجرور باللام وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف. والكلمة تكتب بواو ولا تلفظ‍.وهي جمع بمعنى: ذوو لا واحد له. أو هي اسم جمع واحدة ذو بمعنى صاحب. الأبصار: مضاف إليه مجرور بالكسرة.'

المتشابهات :

آل عمران: 13﴿وَاللَّـهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ
النور: 44﴿يُقَلِّبُ اللَّـهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [44] لما قبلها :     4- تعاقب الَّليلِ والنَّهارِ، قال تعالى:
﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [45] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن ..

التفسير :

[45] والله تعالى خلق كل ما يدِب على الأرض مِن ماء، فالماء أصل خلقه، فمن هذه الدواب:مَن يمشي زحفاً على بطنه كالحيَّات ونحوها، ومنهم مَن يمشي على رجلين كالإنسان، ومنهم مَن يمشي على أربع كالبهائم ونحوها. والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء، وهو قادر على كل شيء

ينبه عباده على ما يشاهدونه، أنه خلق جميع الدواب التي على وجه الأرض،{ مِنْ مَاءٍ} أي:مادتها كلها الماء، كما قال تعالى:{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}

فالحيوانات التي تتوالد، مادتها ماء النطفة، حين يلقح الذكر الأنثى. والحيوانات التي تتولد من الأرض، لا تتولد إلا من الرطوبات المائية، كالحشرات لا يوجد منها شيء، يتولد من غير ماء أبدا، فالمادة واحدة، ولكن الخلقة مختلفة من وجوه كثيرة،{ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} كالحية ونحوها،{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} كالآدميين، وكثير من الطيور،{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} كبهيمة الأنعام ونحوها. فاختلافها -مع أن الأصل واحد- يدل على نفوذ مشيئة الله، وعموم قدرته، ولهذا قال:{ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} أي:من المخلوقات، على ما يشاؤه من الصفات،{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} كما أنزل المطر على الأرض، وهو لقاح واحد، والأم واحدة، وهي الأرض، والأولاد مختلفو الأصناف والأوصاف{ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}

ثم ساق- سبحانه- دليلا ثالثا من واقع خلق كل دابة، وبديع صنعه فيما خلقه فقال:

وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ...

والدابة: اسم لكل حيوان ذي روح، سواء أكان من العقلاء أم من غيرهم. وهذا اللفظ مأخوذ من الدبيب، بمعنى المشي الخفيف.

وتطلق الدابة في العرف على ذوات الأربع، والمراد بها هنا ما هو أعم من ذلك.

قال بعض العلماء: «وهذه الحقيقة الضخمة التي يعرضها القرآن بهذه البساطة، حقيقة أن كل دابة خلقت من ماء، قد تعنى وحدة العنصر الأساسى في تركيب الأحياء جميعا، وهو الماء، وقد تعنى ما يحاول العلم الحديث أن يتبعه من أن الحياة خرجت من البحر، ونشأت أصلا في الماء، ثم تنوعت الأنواع وتفرعت الأجناس.

ولكنا نحن على طريقتنا في عدم تعليق الحقائق القرآنية الثابتة على النظريات العلمية القابلة للتعديل والتبديل.. لا نزيد على هذه الإشارة شيئا، مكتفين بإثبات الحقيقة القرآنية، وهي أن الله- تعالى- خلق الأحياء كلها من الماء، فهي ذات أصل واحد، ثم هي- كما ترى العين- متنوعة الأشكال.. .

وقال الإمام الرازي: فإن قيل لماذا نكر الماء هنا، وجاء معرفا في قوله- تعالى-:

وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ؟

والجواب: إنما جاء هنا منكرا، لأن المعنى، أنه خلق كل دابة من نوع من الماء يختص بتلك الدابة، وإنما جاء معرفا في قوله وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ لأن المقصود هناك، كونهم مخلوقين من هذا الجنس، وهاهنا بيان أن ذلك الجنس ينقسم إلى أنواع كثيرة .

وقوله- تعالى-: فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ.. تفصيل لهذه المخلوقات التي خلقت من الماء.

والضمير في «منهم» يعود إلى «كل» باعتبار معناه، وفيه تغليب العاقل على غيره.

أى: فمن هذه الدواب من يمشى على بطنه كالزواحف وما يشبهها، «ومنهم من يمشى على رجلين» كالإنس والطير «ومنهم من يمشى على أربع» كالأنعام والوحوش «يخلق الله» - تعالى- «ما يشاء» خلقه من دواب وغيرها على وفق إرادته وحكمته «إن الله على كل شيء قدير» فلا يعجزه- سبحانه- خلق ما يريد خلقه، ولا يمنعه من ذلك مانع، بل كل شيء خاضع لقدرته- عز وجل-.

وبذلك نرى هذه الآيات الكريمة قد ساقت ألوانا من الأدلة على قدرة الله- تعالى-. منها ما يتعلق بالكائن العلوي، ومنها ما يتعلق بالزمان، ومنها ما يتعلق بخلق أنواع الدواب على اختلاف أشكالها.

وبعد أن ساقت السورة ما ساقت من الأحكام والآداب ومن الأدلة على وحدانية الله-تعالى- وقدرته، أتبعت ذلك بالحديث عن طائفة المنافقين، الذين لم ينتفعوا بآيات الله، ولم يتأدبوا بأدب المؤمنين.. فقال- تعالى-:

يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم ، في خلقه أنواع [ المخلوقات ] . على اختلاف أشكالها وألوانها ، وحركاتها وسكناتها ، من ماء واحد ، ( فمنهم من يمشي على بطنه ) كالحية وما شاكلها ، ( ومنهم من يمشي على رجلين ) كالإنسان والطير ، ( ومنهم من يمشي على أربع ) كالأنعام وسائر الحيوانات; ولهذا قال : ( يخلق الله ما يشاء ) أي : بقدرته; لأنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن; ولهذا قال : ( إن الله على كل شيء قدير ) .

اختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ) فقرأته عامة قرّاء الكوفة غير عاصم: " وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ دَابَّةٍ". وقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وعاصم: ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ ) بنصب كل، وخلق على مثال فَعَلَ، وهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، وذلك أن الإضافة في قراءة من قرأ ذلك " خَالِقُ" تدلّ على أن معنى ذلك المضيّ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقوله: ( خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ) يعني: من نطفة، ( فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ) كالحيات وما أشبهها، وقيل: إنما قيل: ( فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ) والمشي لا يكون على البطن; لأن المشي إنما يكون لما له قوائم على التشبيه وأنه لما خالط ما له قوائم ما لا قوائم له جاز، كما قال: ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ) كالطير، ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ) كالبهائم.

فإن قال قائل: فكيف قيل: ( فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي ) ، و " مَنْ" للناس، وكلّ هذه الأجناس أو أكثرها لغيرهم؟ قيل: لأنه تفريق ما هو داخلٌ في قوله: ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ ) وكان داخلا في ذلك الناس وغيرهم، ثم قال: ( فمنهم ) ، لاجتماع الناس والبهائم وغيرهم في ذلك واختلاطهم، فكنى عن جميعهم كنايته عن بني آدم، ثم فسرهم ب " مِنْ"، إذ كان قد كنى عنهم كناية بني آدم خاصة ( يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) يقول : يحدث الله ما يشاء من الخلق ( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) يقول: إن الله على إحداث ذلك وخلقه، وخلق ما يشاء من الأشياء غيره، ذو قدرة لا يتعذّر عليه شيء أراد.

المعاني :

عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ :       كالحيَّاتِ ونحوِها الميسر في غريب القرآن
عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ :       كالإِنْسَانِ الميسر في غريب القرآن
عَلَىٰٓ أَرۡبَعࣲۚ :       كالبهَائِمِ ونحوِها الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[45] ﴿وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ﴾ تشير الدراسات العلمية إلى أن جسم الإنسان لا يستطيع العيش لأكثر من 8- 10 أيام بدون ماء؛ ففي حال فقد الإنسان 5 % من الماء الموجود في جسمه فإن عضلاته تبدأ بالتمزق، وإذا وصلت نسبة الفقد إلى 7٪ فإنه قد يفقد الوعي، وإذا بلغت نسبة الفقد 20٪ فقد يؤدي ذلك لموته.
وقفة
[45] ﴿وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ﴾ تشكل نسبة الماء لدى الشخص البالغ ۷۰% -۹۰% من جسمه الكلي، وتختلف من عضو لآخر، فيشكل الماء ما يقارب من: 99% من الجسم الزجاجي للعين، 90% من الدم، 79 %من القلب، 75 % من عضلات الجسم وأعضائه الداخلية، 75% من المخ، 30 % من العظام.
وقفة
[45] ﴿وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾ إن قلتَ: لمَ خصَّ الدابة بالذِّكْرِ، مع أن غيرها مثلها، كما شمله قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُل شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: 30]، قلتُ: لأن القدرة فيها أظهرُ وأعجَبُ منها في غيرها.
عمل
[45] تـأمل فـي تنـوع خـلق الله, ثم احمد الله على تسـوية خـلقك وحـسنه ﴿وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
وقفة
[45] تنوّع المخلوقات دليل على قدرة الله.
لمسة
[45] ﴿فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ﴾ قدم الله ذكر من يمشي على بطنه؛ لأنه أدل على باهر القدرة وعجيب الصنعة من غيره، ثم أتبعه بذكر من يمشي على رجلين؛ لأنه أبلغ في الإعجاب ممن يمشي على أربع، فقدم ذكر الأعجب في القدرة فالأعجب.
وقفة
[45] تتلاشى المستحيلاتُ عندما نقرأُ: ﴿إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَاللهُ خَلَقَ:
  • الواو استئنافية. الله لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. خلق: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود عليه سبحانه. وجملة خَلَقَ» في محل رفع خبر المبتدأ.
  • ﴿ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ:
  • كل: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. دابة:مضاف إليه مجرور بالكسرة. بمعنى «كل كائن حي وهو كل ما دب على الأرض من الكائنات الحية وبضمنها الانسان والكلمة اسم فاعل «داب»والهاء للمبالغة مثل: علامة فهامة. من ماء: جار ومجرور متعلق بخلق بمعنى: خلق كل دابة من نوع من الماء مختص بتلك الدابة أو خلقها من ماء مخصوص وهو النطفة ثم خالف بين المخلوقات من النطفة ولهذا نكر الماء في قوله تعالى مِنْ ماءٍ» وقد عرف الماء في قوله وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ» لأن القصد هو ان أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس الذي هو جنس الماء. هذا ما ذكره الزمخشري.
  • ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ:
  • لفاء استئنافية. من: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. من:اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يمشي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على بطنه: جار ومجرور متعلق بيمشي والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. وجملة يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. بمعنى: فمنهم من يزحف على بطنه.
  • ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ:
  • الجملتان معطوفتان على «منهم من يمشي على بطنه» وتعربان إعرابها.ورِجْلَيْنِ» مجرورة بعلى وعلامة جرها الياء لأنها مثنى والنون عوض من تنوين المفرد و أَرْبَعٍ» أي على أربع أرجل وحذف المضاف لأنه مسبوق بما يدل عليه. وعند حذف المضاف إليه نونت الكلمة. وقد سمى الزحف على البطن مشيا على سبيل الاستعارة أو على طريق المشاكلة لذكر الزاحف مع الماشين.
  • ﴿ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ:
  • فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ‍ الجلالة:فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الله سبحانه. وجملة يَشاءُ» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد ضمير منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير: ما يشاؤه.
  • ﴿ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ‍ الجلالة: اسم ان منصوب للتعظيم بالفتحة. على كل: جار ومجرور متعلق بالخبر.
  • ﴿ شَيْءٍ قَدِيرٌ:
  • شيء: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.قدير: خبر إِنَّ» مرفوع بالضمة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [45] لما قبلها :     5- خلق الدواب من الماء، قال تعالى:
﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

خلق:
1- فعلا ماضيا، «ونصب كل» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- خالق، اسم فاعل، مضاف إلى «كل» ، وهى قراءة حمزة، والكسائي، وابن وثاب، والأعمش.

مدارسة الآية : [46] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ ..

التفسير :

[46] لقد أنزلنا في القرآن علامات واضحات مرشدات إلى الحق. والله يهدي ويوفق مَن يشاء مِن عباده إلى الطريق المستقيم، وهو الإسلام.

أي:لقد رحمنا عبادنا، وأنزلنا إليهم آيات بينات، أي:واضحات الدلالة، على جميع المقاصد الشرعية، والآداب المحمودة، والمعارف الرشيدة، فاتضحت بذلك السبل، وتبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال، فلم يبق أدنى شبهة لمبطل يتعلق بها، ولا أدنى إشكال لمريد الصواب، لأنها تنزيل من كمل علمه، وكملت رحمته، وكمل بيانه، فليس بعد بيانه بيان{ لِيَهْلِكَ} بعد ذلك{ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}{ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ممن سبقت لهم سابقة الحسنى، وقدم الصدق،{ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي:طريق واضح مختصر، موصل إليه، وإلى دار كرامته، متضمن العلم بالحق وإيثاره والعمل به. عمم البيان التام لجميع الخلق، وخصص بالهداية من يشاء، فهذا فضله وإحسانه، وما فضل الكريم بممنون وذاك عدله، وقطع الحجة للمحتج، والله أعلم حيث يجعل مواقع إحسانه.

وقوله- سبحانه-: مُبَيِّناتٍ قرأها بعض القراء السبعة، بفتح الياء المشددة-

بصيغة اسم المفعول- فيكون المعنى: بالله لقد أنزلنا على عبدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم آيات بيناها ووضحناها، وجعلناها خالية من اللبس والغموض.

وقرأها الباقون بكسر الياء المشددة- بصيغة اسم الفاعل- فيكون المعنى: لقد أنزلنا آيات مبينات للأحكام والحدود والآداب التي شرعها الله- تعالى- فعلى هذه القراءة يكون المفعول محذوفا.

وقوله- تعالى-: وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أى: والله- تعالى- بفضله وإحسانه يهدى من يشاء هدايته إلى الصراط المستقيم، الذي هو طريق الإسلام.

وسبيل الحق والرشاد.

يقرر تعالى أنه أنزل في هذا القرآن من الحكم والأمثال البينة المحكمة ، كثيرا جدا ، وأنه يرشد إلى تفهمها وتعقلها أولي الألباب والبصائر والنهى; ولهذا قال : ( والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )

يقول تعالى ذكره: لقد أنـزلنا أيها الناس علامات واضحات دالات على طريق الحقّ وسبيل الرشاد ( وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يقول: والله يرشد من يشاء من خلقه بتوفيقه، فيهديه إلى دين الإسلام، وهو الصراط المستقيم والطريق القاصد الذي لا اعوجاج فيه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[46] ﴿لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ﴾ كثرة الآيات لا تنفع الأموات! وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ ... إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ
وقفة
[46] ﴿آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ﴾ يعم كل ما نصب الله تعالى من آية وصَنَعَهُ للعبرة، وكل ما نص في كتابه من آية تنبيه وتذكير.
تفاعل
[46] ﴿وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ ادع الله أن يهديك إلى صراطه المستقيم.
وقفة
[46] ﴿وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ ما ذنب من لم تشمله هذه المشيئة فلم يهتد؟ الجواب: الهداية نوعان: هداية الدلالة، وهداية المعونة، وقد هدى الله الجميع هداية الدلالة، وبَيَّن للكل أسباب الخير وسبل النجاة، فمن استجاب لهداية الدلالة أعانه بهداية المعونة، ومن امتنع عن هداية الدلالة، امتنعت عنه هداية المعونة.

الإعراب :

  • ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنا:
  • اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. انزل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى: لقد أوحينا اليك يا محمد.
  • ﴿ آياتٍ مُبَيِّناتٍ:
  • مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. مبينات: صفة-نعت-لآيات منصوبة مثلها بالكسرة بدلا من الفتحة بمعنى: تبين للناس طريقهم القويم والكلمة اسم فاعل وحذف مفعول اسم الفاعل اختصارا.
  • ﴿ وَاللهُ يَهْدِي:
  • الواو استئنافية. الله لفظ‍ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يهدي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة يَهْدِي» في محل رفع خبر المبتدأ.
  • ﴿ مَنْ يَشاءُ:
  • تعرب إعراب ما يَشاءُ» الواردة في الآية الكريمة السابقة.
  • ﴿ إِلى صِراطٍ‍ مُسْتَقِيمٍ:
  • جار ومجرور متعلق بيهدي. مستقيم: صفة-نعت- لصراط‍ مجرورة مثلها بمعنى الى طريق قويم ويجوز أن يكون الجار المجرور إِلى صِراطٍ‍» قائما مقام المفعول الثاني ليهدي.'

المتشابهات :

البقرة: 142﴿قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
البقرة: 213﴿فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
يونس: 25﴿وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
النور: 46﴿لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [46] لما قبلها :     وبعد أن ساقَ اللهُ كلَّ هذه الأدلة؛ ذكرَ هنا أن هذه وغيرها آيات واضحات دالة على وجود الخالق المدبر للكون، لا خفاء فيها، قال تعالى:
﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [47] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ..

التفسير :

[47] ويقول المنافقون:صَدَّقنا بالله وبما جاء به الرسول، وأطعنا أمرهما، ثم تُعْرِضُ طوائف منهم من بعد ذلك فلا تقبل حكم الرسول، وما أولئك بالمؤمنين.

يخبر تعالى عن حالة الظالمين، ممن في قلبه مرض وضعف إيمان، أو نفاق وريب وضعف علم، أنهم يقولون بألسنتهم، ويلتزمون الإيمان بالله والطاعة، ثم لا يقومون بما قالوا، ويتولى فريق منهم عن الطاعة توليا عظيما، بدليل قوله:{ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} فإن المتولي، قد يكون له نية عود ورجوع إلى ما تولى عنه، وهذا المتولي معرض، لا التفات له، ولا نظر لما تولى عنه، وتجد هذه الحالة مطابقة لحال كثير ممن يدعي الإيمان والطاعة لله وهو ضعيف الإيمان، وتجده لا يقوم بكثير من العبادات، خصوصا:العبادات التي تشق على كثير من النفوس، كالزكوات، والنفقات الواجبة والمستحبة، والجهاد في سبيل الله، ونحو ذلك.

والضمير في قوله- تعالى-: وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا يعود على طائفة من الذين لم يهدهم- سبحانه- إلى الصراط المستقيم، وهم المنافقون.

أى: أن هؤلاء المنافقين يقولون بألسنتهم فقط: آمنا بالله وبالرسول، وأطعنا الله والرسول في كل أمر أو نهى.

ثم بين- سبحانه- أنهم كاذبون في دعواهم الإيمان والطاعة فقال: ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ.

أى: يدعون أنهم يؤمنون بالله وبالرسول، ويطيعون أحكامهما، وحالهم أن عددا كبيرا منهم يعرضون عما يقتضيه الإيمان والطاعة، من أدب مع الله- تعالى- ومع رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ومن انقياد لأحكام الإسلام.

وقوله- سبحانه-: وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ نفى لدعواهم الإيمان، وتوبيخ لهم على أقوالهم التي يكذبها واقعهم، أى: وما أولئك المنافقون الذي يقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا، بالمؤمنين على الحقيقة، لأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ولأنهم لو كانوا يؤمنون حقا. لما أعرضوا عن أحكام الله- تعالى-، وعن طاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.

يخبر تعالى عن صفات المنافقين ، الذين يظهرون خلاف ما يبطنون ، يقولون قولا بألسنتهم : ( آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك ) أي : يخالفون أقوالهم بأعمالهم ، فيقولون ما لا يفعلون; ولهذا قال تعالى : ( وما أولئك بالمؤمنين ) .

يقول تعالى ذكره: ويقول المنافقون: صدّقنا بالله وبالرسول، وأطعنا الله وأطعنا الرسول ( ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ ) يقول: ثم تدبر كلّ طائفة منهم من بعد ما قالوا هذا القول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتدعو إلى المحاكمة إلى غيره خصمها( وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) يقول: وليس قائلو هذه المقالة، يعني قوله: ( آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ) بالمؤمنين؛ لتركهم الاحتكام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعراضهم عنه إذا دعوا إليه.

المعاني :

يَتَوَلَّىٰ :       يُعرِضُ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[47] ﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ وفي هذه الآيات دليل على أن الإيمان ليس هو مجرد القول، حتى يقترن به العمل، ولهذا نفى الإيمان عمن تولى عن الطاعة.
عمل
[47] أرسل رسالة عن خطر الاعتراض على حكم الله، وأنه من صفات المنافقين ﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَيَقُولُونَ:
  • الواو: استئنافية. يقولون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ آمَنّا:
  • الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به-مقول القول-.آمن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بآمنا. وبالرسول: معطوفة بالواو على بِاللهِ» وتعرب إعرابها.
  • ﴿ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلّى:
  • معطوفة بالواو على آمَنّا» وتعرب إعرابها.ثم: حرف عطف. يتولى: فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
  • ﴿ فَرِيقٌ مِنْهُمْ:
  • فاعل مرفوع بالضمة. من: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بصفة لفريق.
  • ﴿ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ:
  • جار ومجرور متعلق بيتولى. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب بمعنى: ثم يعرض جماعة منهم عن قولهم هذا من بعد بذلك.
  • ﴿ وَما أُولئِكَ:
  • الواو استئنافية. ما: نافية بمنزلة «ليس» عند أهل الحجاز ونافية لا عمل لها عند أهل نجد. أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع اسم ما» على اللغة الأولى: ومبتدأ على اللغة الثانية.
  • ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ:
  • الباء حرف جر زائد. المؤمنين: اسم مجرور لفظا بحرف الجر الزائد وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد منصوب محلا على أنه خبر ما» ومرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ أُولئِكَ» على اللغة الثانية. والاشارة أُولئِكَ» إلى القائلين آمنا وأطعنا أو الى الفريق المتولى-المعرض.'

المتشابهات :

المائدة: 43﴿وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّـهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
النور: 47﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [47] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ اللهُ المؤمنين الذين اهتدوا بنور الله، ثم ذكرَ الكافرين الذين لم يهتدوا به؛ ذكرَ هنا المنافقين، فهم ممن لم يهتدوا بنور الله، وكان حظُّهم من الإيمان مجرد القول دون الاعتقاد، قال تعالى :
﴿ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [48] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ..

التفسير :

[48] و إذا دُعوا في خصوماتهم إلى ما في كتاب الله وإلى رسوله؛ ليَحكُم بينهم، إذا فريق منهم معرض لا يقبل حكم الله وحكم رسوله، مع أنه الحق الذي لا شك فيه.

{ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} أي:إذا صار بينهم وبين أحد حكومة، ودعوا إلى حكم الله ورسوله{ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} يريدون أحكام الجاهلية، ويفضلون أحكام القوانين غير الشرعية على الأحكام الشرعية، لعلمهم أن الحق عليهم، وأن الشرع لا يحكم إلا بما يطابق الواقع

ثم بين- سبحانه- حالة أخرى من أحوالهم الذميمة فقال: وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ.

أى: أن هؤلاء المنافقين من صفاتهم- أيضا- أنهم إذا ما دعاهم داع إلى أن يجعلوا شريعة الله- تعالى- هي الحكم بينهم وبين خصومهم، إذا فريق كبير منهم يعرض عن هذا الداعي، ويسرع إلى التحاكم إلى الطاغوت. كما في قوله- تعالى-: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ، يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ، وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً..

.

والتعبير عنهم بقوله «إذا فريق منهم معرضون» إشعار بأنهم بمجرد دعوتهم إلى الحق، ينفرون من الداعي نفورا شديدا بدون تدبر أو تمهل، لأنهم يعلمون علم اليقين أن الحق عليهم لا لهم، أما إن لاح لهم أن الحق لهم لا عليهم، فإنهم يهرولون نحو الرسول صلّى الله عليه وسلّم يطلبون حكمه، ولذا قال- تعالى- وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ، يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ.

وقوله : ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ) أي : إذا طلبوا إلى اتباع الهدى ، فيما أنزل الله على رسوله ، أعرضوا عنه واستكبروا في أنفسهم عن اتباعه . وهذه كقوله : ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) [ النساء : 60 ، 61 ] .

وفي الطبراني من حديث روح بن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن سمرة مرفوعا : " من دعي إلى سلطان فلم يجب ، فهو ظالم لا حق له " .

وقوله: ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) يقول: وإذا دعي هؤلاء المنافقون إلى كتاب الله وإلى رسوله ( لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) فيما اختصموا فيه بحكم الله ( إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ) عن قبول الحقّ، والرضا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[48] ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ﴾ مع أنهم دعوا إلى النبي الكريم وحده؟ ذلك لأن حُكم الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخالف شرع الله عز وجل، ولا يكون إلا عن وحي وإلهام، لذلك أعقبه بقوله: ﴿لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ﴾، وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُصدر حُكمه من شرع الله تبارك وتعالى.
وقفة
[48] ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴾ قال الطبري: «إن رجلًا من المنافقين اسمه بِشر كانت بينه وبين رجل من اليهود خصومة في أرض، فدعاه اليهودي إلى التحاكم عند رسول الله ﷺ، وكان المنافق مبطلًا فأبى ذلك، وقال: إن محمدًا يحيف علينا، فلنحکم کعب بن الأشرف، فنزلت الآية فيه، وكان كعب يأخذ الرشوة، فإذا أعطاه الرشوة حكم له، والنبي ﷺ يحكم بالحق، وهو مبطل».
وقفة
[48] ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴾ عن الحسن بن أبي الحسن أنه قال: «من دعاه خصمه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم».
وقفة
[48] ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴾ (ورسوله): دعوا إليه في حياته، وإلى سنته بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
لمسة
[48] ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴾ لا بأس من العطف بين طاعة الله وطاعة رسوله، فكلاهما واحد، وهذا غير المشيئة، فتقول: «ما شاء الله، ثم شاء رسوله».
وقفة
[48] من علامات المنافقين في كل زمن: النُفرة من تحكيم شرع الله، والخوف منه وتشويهه ﴿وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون﴾.
وقفة
[48، 49] ﻻ يشرق بصوابك إﻻ حاسد، أو مَنْ صوابك يصادم مطمعه ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾.
وقفة
[48، 49] الإذعان للشريعة يجب أن يكون في كل الأحوال؛ سواء كان الحكم موافقًا لهواك، أو مخالفًا له ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِذا دُعُوا:
  • الواو استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه أداة شرط‍ غير جازمة. دعوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. وجملة دُعُوا» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف.
  • ﴿ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ:
  • جار ومجرور للتعظيم متعلق بدعوا. ورسوله:معطوف بالواو على لفظ‍ الجلالة والهاء ضمير متصل في محل جر للتعظيم بالاضافة. أي ورسول الله. بمعنى: واذا طلب اليهم أن ينزلوا على حكم الله ورسوله
  • ﴿ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ:
  • اللام لام التعليل حرف جر. يحكم: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل هو مصدر الفعل بمعنى: ليفعل الحكم بينهم. بين: ظرف مكان متعلق بيحكم وهو مضاف منصوب على الظرفية بالفتحة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة «يحكم» صلة «ان» المضمرة لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بدعوا. التقدير: اذا دعوا الى الحكم بينهم.
  • ﴿ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ:
  • اذا: فجائية-حرف فجاءة-لا عمل له. فريق: مبتدأ مرفوع بالضمة. منهم: جار ومجرور متعلق بصفة لفريق و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجملة الاسمية فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ» جواب شرط‍ غير جازم لا محل لها.
  • ﴿ مُعْرِضُونَ:
  • خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد أي معرضون عن الدعوة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وإذا دُعُوا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ: هَذِهِ الآيَةُ والَّتِي بَعْدَها نَزَلَتا في بِشْرٍ المُنافِقِ وخَصْمِهِ اليَهُودِيِّ حِينَ اخْتَصَما في أرْضٍ، فَجَعَلَ اليَهُودِيُّ يَجُرُّهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُما، وجَعَلَ المُنافِقُ يَجُرُّهُ إلى كَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ ويَقُولُ: إنَّ مُحَمَّدًا يَحِيفُ عَلَيْنا. وقَدْ مَضَتْ هَذِهِ القِصَّةُ عِنْدَ قَوْلِهِ: ﴿يُرِيدُونَ أن يَتَحاكَمُوا إلى الطّاغُوتِ﴾ [النساء: ٦٠] . في سُورَةِ النِّساءِ. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [48] لما قبلها :     وبعد ذمِّ المنافقين؛ ذمهم اللهُ هنا مرة أخرى لرفضهم حكم الله وحكم رسوله، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [49] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا ..

التفسير :

[49] وإن يكن الحق في جانبهم فإنهم يأتون إلى النبي عليه الصلاة والسلام طائعين منقادين لحكمه؛ لعلمهم أنه يقضي بالحق.

{ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ} أي:إلى حكم الشرع{ مُذْعِنِينَ} وليس ذلك لأجل أنه حكم شرعي، وإنما ذلك لأجل موافقة أهوائهم، فليسوا ممدوحين في هذه الحال، ولو أتوا إليه مذعنين، لأن العبد حقيقة، من يتبع الحق فيما يحب ويكره، وفيما يسره ويحزنه، وأما الذي يتبع الشرع عند موافقة هواه، وينبذه عند مخالفته، ويقدم الهوى على الشرع، فليس بعبد على الحقيقة

والإذعان: الانقياد والطاعة، يقال: أذعن فلان لفلان، إذا انقاد له وخضع لأمره.

أى: وإن يكن لهؤلاء المنافقين الحق على غيرهم، يأتوا إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم منقادين طائعين راضين بحكمه، لأنهم واثقون من أنه صلّى الله عليه وسلّم لن يبخسهم شيئا من حقوقهم لا يأتون إليه مذعنين في كل الأحوال، وإنما يأتون إليه صلّى الله عليه وسلّم مذعنين لحكمه عند ما يكونون أصحاب حق في قضية من القضايا الدنيوية التي تحصل بينهم وبين غيرهم.

وقوله : ( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ) ، أي : وإذا كانت الحكومة لهم لا عليهم ، جاؤوا سامعين مطيعين وهو معنى قوله : ( مذعنين ) وإذا كانت الحكومة عليه أعرض ودعا إلى غير الحق ، وأحب أن يتحاكم إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم ليروج باطله ثم . فإذعانه أولا لم يكن عن اعتقاد منه أن ذلك هو الحق ، بل لأنه موافق لهواه; ولهذا لما خالف الحق قصده ، عدل عنه إلى غيره;

يقول تعالى ذكره: وإن يكن الحق لهؤلاء الذين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم فيأبون ويعرضون عن الإجابة إلى ذلك، قِبَل الذين يدعونهم إلى الله ورسوله - يأتوا إلى رسول الله مذعنين، يقول: مذعنين منقادين لحكمه، مقرّين به طائعين غير مكرهين، يقال منه: قد أذعن فلان بحقه إذا أقرّ به طائعا غير مستكره وانقاد له وسلم.

وكان مجاهد فيما ذكر عنه يقول في ذلك ما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله: ( يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ) قال: سراعا.

المعاني :

لَّهُمُ ٱلۡحَقُّ :       أي: في قَضاءِ النَّبيِّ ﷺ وحُكْمِهِ الميسر في غريب القرآن
مُذْعِنِينَ :       طَائِعِينَ مُنْقَادِينَ السراج
مُذۡعِنِينَ :       مُسْرِعِينَ مُنْقَادِينَ الميسر في غريب القرآن
مذعنين :       منقادين مُطيعين معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[49] ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ المنافقون أصحاب إيمان مصلحي، وتدين نفعي، فلا يستفتون العلماء إلا إذا عرفوا أن الحكم في صالحهم، ولا يسترشدون بأحكام الشرع إلا إذا حكم لهم.
وقفة
[49] ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ قیم عبوديتك، قال السعدي: «فليسوا ممدوحين في هذه الحال، ولو أتوا إليه مذعنين؛ لأن العبد حقيقة، من يتبع الحق فيما يحب ويكره، وفيما يسره ويحزنه، وأما الذي يتبع الشرع عند موافقة هواه، وينبذه عند مخالفته، ويقدم الهوى على الشرع فليس بعبد على الحقيقة».
وقفة
[49] ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ بعض الناس يأتي إلى العالم ليستفتيه، ويبتغي منه جوابًا محددًا قد بيته قبل أن يعرض سؤاله، فإن لم يحصل على هذه الفتوى انطلق في طلب عالم آخر، ولا يزال كذلك حتى يسمع ما يريد.
وقفة
[49] ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾ يفزعون إلى النصوص التي تبين حقهم دون غيرها.
وقفة
[49] الذين يبحثون عن النصوص الشرعية لمقررات سابقة آمنوا بها قبل أن ينطلقوا من دليل معتبر؛ فالغالب عليهم عدم الانتفاع بنور الوحي وهداياته، لفقد شرط الإخلاص والتجرد لاتباع الوحي وإن خالف أهواءهم، تدبر هذه الآية: ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾.
وقفة
[49] القرآن يرسم منهجًا مطردًا للتعامل فيما بين الناس من حقوق، وذلك بأن يكون بـ (المعروف)، ﴿وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ﴾ [الطلاق: 6] يفقهون هذا الأصل، بل ويحتجون به إذا طالبهم الآخرون بحقوقهم، فما بالهم لا يراعونه عندما يطلبون حقوقهم من الآخرين؟! أفلا يتدبرون: ﴿وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴾.
وقفة
[49، 50] ذمَّهم اللهُ رغمَ إذعانِهم للحقِّ هنا، لأنَّه إذعانٌ انتقائيٌ يخدمُ مصالحَهم ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا﴾.
وقفة
[49، 50] من صفات أهل النفاق: تهربهم من تحكيم الشرع إذا كان ضدهم، إلا فيما يوافق مصالحهم ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنْ يَكُنْ:
  • الواو عاطفة. إن: حرف شرط‍ جازم. يكن: فعل مضارع ناقص فعل الشرط‍ مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
  • ﴿ لَهُمُ الْحَقُّ:
  • اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم ليكن. الحق: اسم يَكُنْ» مؤخر مرفوع بالضمة.
  • ﴿ يَأْتُوا إِلَيْهِ:
  • الجملة: جواب شرط‍ جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الاعراب. يأتوا: فعل مضارع جواب الشرط‍ -جزاؤه-مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.إليه: جار ومجرور اي الى الرسول متعلق بيأتوا لأنه صلتها. أو بمذعنين.
  • ﴿ مُذْعِنِينَ:
  • حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد بمعنى: مسرعين الى الطاعة أو منقادين.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [49] لما قبلها :     وبعد أن بَيَّنَ اللهُ أن المنافقين يرفضون حكمَ الله وحكمَ رسوله متى عرفوا أن الحق لغيرهم؛ بَيَّنَ هنا أنه إذا كان الحكمُ في صالحِهم رضُوا به وأقبلوا مطيعين، قال تعالى:
﴿ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [50] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا ..

التفسير :

[50] أسَبَبُ الإعراض ما في قلوبهم من مرض النفاق، أم شكُّوا في نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، أم السبب خوفهم أن يكون حكم الله ورسوله جائراً؟ كَلَّا، إنهم لا يخافون جوراً، بل السبب أنهم هم الظالمون الفجرة.

قال الله في لومهم على الإعراض عن الحكم الشرعي:{ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي:علة، أخرجت القلب عن صحته وأزالت حاسته، فصار بمنزلة المريض، الذي يعرض عما ينفعه، ويقبل على ما يضره،

{ أَمِ ارْتَابُوا} أي:شكوا، وقلقت قلوبهم من حكم الله ورسوله، واتهموه أنه لا يحكم بالحق،{ أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} أي:يحكم عليهم حكما ظالما جائرا، وإنما هذا وصفهم{ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

وأما حكم الله ورسوله، ففي غاية العدالة والقسط، وموافقة الحكمة.{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} وفي هذه الآيات، دليل على أن الإيمان، ليس هو مجرد القول حتى يقترن به العمل، ولهذا نفى الإيمان عمن تولى عن الطاعة، ووجوب الانقياد لحكم الله ورسوله في كل حال، وأن من ينقد له دل على مرض في قلبه، وريب في إيمانه، وأنه يحرم إساءة الظن بأحكام الشريعة، وأن يظن بها خلاف العدل والحكمة.

ثم يعقب القرآن الكريم على تصرفاتهم القبيحة بإثبات نفاقهم، وبالتعجيب من ترددهم وريبهم، وباستنكار ما هم عليه من خلق ذميم فيقول: أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ، أَمِ ارْتابُوا، أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ..؟!

وقوله: يَحِيفَ من الحيف، وهو الميل إلى أحد الجانبين، يقال: حاف فلان في قضائه، إذا جار وظلم.

أى: ما بال هؤلاء المنافقين يعرضون عن أحكام الإسلام ولا يقبلون على حكم الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلا إذا كانت لهم حقوق عند غيرهم أسبب ذلك أنهم مرضى القلوب بالنفاق وضعف الإيمان؟ أم سبب ذلك أنهم يشكون في صدق نبوته صلّى الله عليه وسلّم؟ أم سببه أنهم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله؟

لا شك أن هذه الأسباب كلها قد امتلأت بها قلوبهم الفاسدة، وفضلا عن ذلك فهناك سبب أشد وأعظم، وهو حرصهم على الظلم ووضع الأمور في غير مواضعها، ولذا ختم- سبحانه- الآية الكريمة بقوله: بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.

أى: بل أولئك المنافقون هم الظالمون لأنفسهم ولغيرهم، حيث وضعوا الأمور في غير موضعها، وآثروا الغي على الرشد، والكفر على الإيمان.

قال الجمل: وقوله: أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ.. إلخ استنكار واستقباح لإعراضهم المذكور، وبيان لمنشئه بعد استقصاء عدة من القبائح المحققة فيهم، والاستفهام للإنكار لكن النفي المستفاد به لا يتسلط على هذه الأمور الثلاثة، لأنها واقعة لهم، وقائمة بهم، والواقع لا ينفى، وإنما هو متسلط على منشئتها وسببيتها لإعراضهم.. .

ولهذا قال تعالى : ( أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ) يعني : لا يخرج أمرهم عن أن يكون في القلوب مرض لازم لها ، أو قد عرض لها شك في الدين ، أو يخافون أن يجور الله ورسوله عليهم في الحكم . وأيا ما كان فهو كفر محض ، والله عليم بكل منهم ، وما هو عليه منطو من هذه الصفات .

وقوله : ( بل أولئك هم الظالمون ) أي : بل هم الظالمون الفاجرون ، والله ورسوله مبرآن مما يظنون ويتوهمون من الحيف والجور ، تعالى الله ورسوله عن ذلك .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا مبارك ، حدثنا الحسن قال : كان الرجل إذا كان بينه وبين الرجل منازعة ، فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محق أذعن ، وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيقضي له بالحق . وإذا أراد أن يظلم فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرض ، وقال : أنطلق إلى فلان . فأنزل الله هذه الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان بينه وبين أخيه شيء ، فدعي إلى حكم من حكام المسلمين فأبى أن يجيب ، فهو ظالم لا حق له " .

وهذا حديث غريب ، وهو مرسل .

وقوله: ( أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يقول تعالى ذكره: أفي قلوب هؤلاء الذين يعرضون إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم، شكّ في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لله رسول، فهم يمتنعون من الإجابة إلى حكمه والرضا به ( أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ) إذا احتكموا إلى حكم كتاب الله وحكم رسوله وقال: ( أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ) والمعنى: أن يحيف رسول الله عليهم، فبدأ بالله تعالى ذكره تعظيما لله، كما يقال: ما شاء الله ثم شئت، بمعنى شئت. ومما يدلّ على أن معنى ذلك كذلك قوله: وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ فأفرد الرسول بالحكم، ولم يقل: ليحكما.

وقوله: ( بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) يقول: ما خاف هؤلاء المعرضون عن حكم الله وحكم رسوله، إذ أعرضوا عن الإجابة إلى ذلك مما دعوا إليه، أن يحيف عليهم رسول الله، فيجور في حكمه عليهم، ولكنهم قوم أهل ظلم لأنفسهم بخلافهم أمر ربهم، ومعصيتهم الله فيما أمرهم من الرضا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أحبوا وكرهوا، والتسليم له.

المعاني :

مَّرَضٌ :       نِفَاقٌ السراج
مَّرَضٌ :       أي: مِنَ النِّفاقِ الميسر في غريب القرآن
ارْتَابُوا :       شَكُّوا فِي النُّبُوَّةِ السراج
ٱرۡتَابُوٓاْ :       شَكُّوا الميسر في غريب القرآن
يَحِيفَ :       يَجُورَ السراج
أَن يَحِيفَ :       أن يَجُورَ الميسر في غريب القرآن

التدبر :

وقفة
[50] ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ﴾ فهذه الثلاث مجتمعة فيهم، وليس المقصود التساؤل: هل فيه مرض أم ارتياب أم خوف من الجور؟ بل المقصود التدرج في وصف أخلاق المنافقين وهذه الصفات الثلات موجودة فيهم، ففي قلوبهم مرض النفاق والكفر؛ ولذا فهم مرتابون شاكون في نبوة النبي ﷺ وعدله؛ ولذا يخافون أن يجور عليهم، وصيغة الاستفهام هنا أشد في التوبيخ.
وقفة
[50] ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ﴾ ذكرت أسباب اﻹعراض عن تحكيم الشريعة، إما نفاق أو شك في الدين أو طمع.
وقفة
[50] ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ﴾ لو وقَرتْ هذه الآية في قلب المسلم ما وردَ عليه أدنى واردٍ أو خاطرٍ من ضيقٍ وحرجٍ من حكم من أحكام الله، ولَرسخَ عماد التسليم والانقياد الخالص من كلّ تردّدٍ في نفسه.
وقفة
[50] ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ﴾ لاحظ كيف جاءت الجملة الأولى: ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ اسمية، ثم جاء بعدها جمل فعلية، وذلك لأن الجملة الاسمية تدل على الثبات والتمكن، فالمرض في قلوبهم متأصّل، ولم يدخلها إيمان قوي مع يقين، ثم أعقبها بجمل فعلية ليدل على الحدوث والتجدد، فقد حصل لهم الإرتياب لأن قلوبهم مريضة لم يدخلها إيمان راسخ.
وقفة
[50] ﴿أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ﴾ يسيء الظن بربه -حين يرتعد من تطبيق شرعه الرحيم- ما أدري ما الذي يختلج في صدره، هل يظن أنه سيُظلم مثلًا.
وقفة
[50] ﴿أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ﴾ يحرم إساءة الظن بأحكام الشريعة، وأن يظن بها خلاف العدل والحكمة.
لمسة
[50] ﴿بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (بل) هنا للإضراب الانتقالي، أي للانتقال من الاستفهام إلى خبر آخر مهم، وليست (بل) للإبطال؛ لأنه لا يستقيم إبطال مرض قلوبهم أم ارتيابهم أم خوفهم من الجور، فهذا ثابت في حق المنافقين، وفائدة (بل) ترقب ماذا سيؤول إليه تحقيق حالهم، فكان قوله: ﴿أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ بيانًا لا يترقبه المستمعون، وإفادة اتصافهم بالظلم دون غيرهم.
وقفة
[48-50] من صفات المنافقين الإعراض عن حكم الله إلا إن كان الحكم في صالحهم، ومن صفاتهم مرض القلب والشك، وسوء الظن بالله ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:
  • الألف ألف انكار بلفظ‍ استفهام. في قلوب: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم و قُلُوبِهِمْ» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.مرض: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. بمعنى: هل في قلوبهم مرض من النفاق.
  • ﴿ أَمِ ارْتابُوا:
  • أم: عاطفة متصلة لأنها مسبوقة بهمزة استفهام وحرك آخرها بالكسر لالتقاء الساكنين. ارتابوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى: أم شكوا في الدين؟ بحذف الجار «صلة الفعل» اختصارا.
  • ﴿ أَمْ يَخافُونَ:
  • أم: أعربت. يخافون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  • ﴿ أَنْ يَحِيفَ اللهُ:
  • أن: حرف مصدرية ونصب. يحيف: أي يجور ويظلم:فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ‍ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. وجملة يَحِيفَ اللهُ» صلة أَنْ» الحرف المصدري لا محل لها. و أَنْ» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ليخافون.
  • ﴿ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ:
  • على: حرف جر. و قُلُوبِهِمْ» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بيحيف الله. ورسوله: الكلمة معطوفة بالواو على لفظ‍ الجلالة مرفوعة بالضمة. والهاء ضمير متصل في محل جر للتعظيم بالاضافة.
  • ﴿ بَلْ أُولئِكَ:
  • بل: حرف اضراب للاستئناف. أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف للخطاب.
  • ﴿ هُمُ الظّالِمُونَ:
  • هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثان. الظالمون: خبر قُلُوبِهِمْ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.والجملة الاسمية هُمُ الظّالِمُونَ» في محل رفع خبر المبتدأ الأول أُولئِكَ» ويجوز أن تكون قُلُوبِهِمْ» ضمير فصل أو عماد لا محل له من الاعراب و الظّالِمُونَ» خبر المبتدأ أُولئِكَ» والوجه الأول أصح دفعا للبس من اعراب الظّالِمُونَ» على الوجه الثاني بدلا من اسم الاشارة أُولئِكَ» لأنها معرفة بالالف واللام ومفعول اسم الفاعل الظّالِمُونَ» محذوف بمعنى: هم الظالمون أنفسهم.'

المتشابهات :

البقرة: 229﴿وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
آل عمران: 94﴿فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
المائدة: 45﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
التوبة: 23﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
النور: 50﴿أَمۡ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَرَسُولُهُۥۚ بَلۡ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
الحجرات: 11﴿وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
الممتحنة: 9﴿وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَـ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [50] لما قبلها :     وبعد بيان تناقض تصرفات المنافقين؛ يأتي هنا التعجب من ترددهم، واستنكار ما هم عليه من خلقٍ ذميمٍ، قال تعالى:
﴿ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [51] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا ..

التفسير :

[51] أما المؤمنون حقّاً فدأبهم إذا دعوا إلى التحاكم في خصوماتهم إلى كتاب الله وحكم رسوله، أن يقبلوا الحكم ويقولوا:سمعنا ما قيل لنا وأطعنا مَن دعانا إلى ذلك، وأولئك هم المفلحون الفائزون بمطلوبهم في جنات النعيم.

أي:{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ} حقيقة، الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم حين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم، سواء وافق أهواءهم أو خالفها،{ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} أي:سمعنا حكم الله ورسوله، وأجبنا من دعانا إليه، وأطعنا طاعة تامة، سالمة من الحرج.{ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} حصر الفلاح فيهم، لأن الفلاح:الفوز بالمطلوب، والنجاة من المكروه، ولا يفلح إلا من حكم الله ورسوله، وأطاع الله ورسوله.

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك ما هو واجب على المؤمنين إذا ما دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم، أن يقولوا سمعنا وأطعنا.

ولفظ «قول» منصوب على أنه خبر «كان» واسمها أن المصدرية مع ما في حيزها، وهو:

أن يقولوا سمعنا وأطعنا.

والمعنى: أن من صفات المؤمنين الصادقين، أنهم إذا ما دعوا إلى حكم شريعة الله- تعالى- التي أوحاها إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يقولوا عند ما يدعون لذلك: سمعنا وأطعنا، بدون تردد أو تباطؤ..

«وأولئك» الذين يفعلون ذلك «هم المفلحون» فلاحا تاما في الدنيا والآخرة.

ثم أخبر تعالى عن صفة المؤمنين المستجيبين لله ولرسوله ، الذين لا يبغون دينا سوى كتاب الله وسنة رسوله ، فقال : ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) أي : سمعا وطاعة; ولهذا وصفهم تعالى بفلاح ، وهو نيل المطلوب والسلامة من المرهوب ، فقال : ( وأولئك هم المفلحون ) .

وقال قتادة في هذه الآية : ( أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) ذكر لنا أن عبادة بن الصامت - وكان عقبيا بدريا ، أحد نقباء الأنصار - أنه لما حضره الموت قال لابن أخيه جنادة بن أبي أمية : ألا أنبئك بماذا عليك وماذا لك؟ قال : بلى . قال : فإن عليك السمع والطاعة ، في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك . وعليك أن تقيم لسانك بالعدل ، وألا تنازع الأمر أهله ، إلا أن يأمروك بمعصية الله بواحا ، فما أمرت به من شيء يخالف كتاب الله ، فاتبع كتاب الله .

وقال قتادة : وذكر لنا أن أبا الدرداء قال : لا إسلام إلا بطاعة الله ، ولا خير إلا في جماعة ، والنصيحة لله ولرسوله ، وللخليفة وللمؤمنين عامة .

قال : وقد ذكر لنا أن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، كان يقول : عروة الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين .

رواه ابن أبي حاتم ، والأحاديث والآثار في وجوب الطاعة لكتاب الله [ وسنة رسوله ، وللخلفاء الراشدين ، والأئمة إذا أمروا بطاعة الله ] كثيرة جدا ، أكثر من أن تحصر في هذا المكان .

يقول تعالى ذكره: إنما كان ينبغي أن يكون قول المؤمنين إذا دعوا إلى حكم الله وإلى حكم رسوله، لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ وبين خصومهم، ( أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا ) ما قيل لنا ( وأطعنا ) مَن دعانا إلى ذلك. ولم يُعن ب ( كَانَ ) في هذا الموضع الخبر عن أمر قد مضى فيقضى، ولكنه تأنيب من الله الذي أنـزلت هذه الآية بسببهم، وتأديب منه آخرين غيرهم.وقوله: ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) يقول تعالى ذكره: والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم وبين خصومهم ( أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) المفلحون يقول: هم المنجحون المدركون طِلباتهم، بفعلهم ذلك، المخلدون في جنات الله.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[51] ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ الناس يُدعَون إلى حكم الله، وليس حكم الله يُعرَض على الناس.
وقفة
[51] ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾ (سمعنا وأطعنا) شعار المؤمنين، وكلما زاد الإيمان زاد التسليم لرب العالمين.
وقفة
[51] ﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون﴾ يحظى المؤمن من الفوز في الدارين، بقدر أخذه وتسليمه للكتاب والسنة.
تفاعل
[51] ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ:
  • انما: كافة ومكفوفة. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. قول: خبر كانَ» مقدم منصوب بالفتحة.المؤمنين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.
  • ﴿ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ:
  • أعربت في الآية الكريمة الثامنة والأربعين. وجواب الشرط‍ سدّ مسدّه مقول القول. بمعنى: انما ينبغي أن يكون قول المؤمنين اذا دعوا ... سمعنا وأطعنا.
  • ﴿ أَنْ يَقُولُوا:
  • أن: حرف مصدرية ونصب. يقولوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة يَقُولُوا» صلة كانَ» لا محل لها و كانَ» وما بعدها: بتأويل مصدر في محل رفع اسم كانَ» مؤخر. التقدير: قولهم. والأصح أن تكون إِذا» اسما بمعنى «حين» أو «يوم» مبنيا على السكون في محل نصب على الظرفية.
  • ﴿ سَمِعْنا وَأَطَعْنا:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع فاعل. الواو عاطفة. أطعنا: معطوفة على سَمِعْنا» وتعرب إعرابها.
  • ﴿ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ:
  • الواو استئنافية. أولئك هم المفلحون: تعرب إعراب أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ» الواردة في الآية الكريمة السابقة. بمعنى وأولئك المؤمنون هم الفائزون.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [51] لما قبلها :     وبعد رفضِ المنافقينَ التحاكمَ بما أنزلَ اللهُ؛ ذكرَ اللهُ هنا حالَ المؤمنينَ إذا دُعُوا لذلك وقولهم: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾، قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

قول:
1- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، وهى قراءة على، وابن أبى إسحاق، والحسن.
قال الزمخشري: والنصب أقوى، لأن أولى الاسمين بكونه اسما ل «كان» أو غلهما فى التعريف.
ليحكم:
وقرئ:
مبنيا للمفعول، وهى قراءة أبى جعفر، والجحدري، وخالد بن إلياس.

مدارسة الآية : [52] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ..

التفسير :

[52] ومن يطع الله ورسوله في الأمر والنهي، ويَخَفْ عواقب العصيان، ويحْذَر عذاب الله، فهؤلاء هم الفائزون بالنعيم في الجنة.

ولما ذكر فضل الطاعة في الحكم خصوصا، ذكر فضلها عموما، في جميع الأحوال، فقال:{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فيصدق خبرهما ويمتثل أمرهما،{ وَيَخْشَ اللَّهَ} أي:يخافه خوفا مقرونا بمعرفة، فيترك ما نهى عنه، ويكف نفسه عما تهوى، ولهذا قال:{ وَيَتَّقْهِ} بترك المحظور، لأن التقوى -عند الإطلاق- يدخل فيها، فعل المأمور، وترك المنهي عنه، وعند اقترانها بالبر أو الطاعة - كما في هذا الموضع - تفسر بتوقي عذاب الله، بترك معاصيه،{ فَأُولَئِكَ} الذين جمعوا بين طاعة الله وطاعة رسوله، وخشية الله وتقواه،{ هُمُ الْفَائِزُونَ} بنجاتهم من العذاب، لتركهم أسبابه، ووصولهم إلى الثواب، لفعلهم أسبابه، فالفوز محصور فيهم، وأما من لم يتصف بوصفهم، فإنه يفوته من الفوز بحسب ما قصر عنه من هذه الأوصاف الحميدة، واشتملت هذه الآية، على الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو:الطاعة المستلزمة للإيمان، والحق المختص بالله، وهو:الخشية والتقوى، وبقي الحق الثالث المختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، كما جمع بين الحقوق الثلاثة في سورة الفتح في قوله:{ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

ثم بين- سبحانه- ما يترتب على طاعة الله ورسوله فقال: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ- تعالى- في السر والعلن وَيَتَّقْهِ في كل الأحوال فَأُولئِكَ الذين يفعلون ذلك هُمُ الْفائِزُونَ بالنعيم المقيم، والرضوان العظيم.

وقوله ( ومن يطع الله ورسوله ) أي : فيما أمراه به وترك ما نهياه عنه ، ( ويخش الله ) فيما مضى من ذنوبه ، ( ويتقه ) فيما يستقبل .

وقوله ( فأولئك هم الفائزون ) يعني : الذين فازوا بكل خير ، وأمنوا من كل شر في الدنيا والآخرة .

يقول تعالى ذكره: ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) فيما أمره ونهاه، ويسلم لحكمهما له وعليه، ويخف عاقبة معصية الله ويحذره، ويتق عذاب الله بطاعته إياه في أمره ونهيه ( فأولئك ) يقول: فالذين يفعلون ذلك ( هُمُ الْفَائِزُونَ ) برضا الله عنهم يَوم القيامة، وأمنهم من عذابه.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[52] فضل طاعة الله ورسوله، وتقوى الله عز وجل، وأن أهلها هم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنان ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾.
وقفة
[52] ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ جمعت الآية أسباب الفوز في الآخرة وأيضًا في الدنيا.
وقفة
[52] ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ طاعة الله ورسوله والخوف من الله من أسباب الفوز في الدارين.
وقفة
[52] ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ سأل بعض الملوك عن آية كافية جامعة، فذُكرتْ له هذه الآية، وسمعها بعض بطارقة الروم فأسلم، وقال: «إنها جمعت كل ما في التوراة والإنجيل».
وقفة
[52] ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ الجائزة الكبرى (الجنة) لن تصل لها إلا إن عملت بهذه الآية.
تفاعل
[52] ﴿فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من الفائزين.

الإعراب :

  • ﴿ وَمَنْ يُطِعِ:
  • الواو استئنافية. من: اسم شرط‍ جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الشرطية من فعل الشرط‍ وجوابه-جزائه-في محل رفع خبر المبتدأ مَنْ» يطع: فعل مضارع فعل الشرط‍ مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين وحذفت الياء لأن أصله «يطيع» لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.وجملة يُطِعِ» صلة الموصول مَنْ» لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ اللهَ وَرَسُولَهُ:
  • لفظ‍ الجلالة: مفعول منصوب للتعظيم بالفتحة. ورسوله:معطوف بالواو على لفظ‍ الجلالة منصوب بالفتحة وهو مضاف. والهاء ضمير متصل في محل جر للتعظيم بالاضافة. أي ورسول الله.
  • ﴿ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ:
  • الجملتان: معطوفتان بواوي العطف على يُطِعِ اللهَ» وتعربان اعرابها. وعلامة جزم يَخْشَ» حذف آخره-حرف العلة-وعلامة جزم يَتَّقْهِ» حذف حرف العلة من آخره وبقيت الكسرة دالة عليه وحذفت الكسرة وحلّ محلها السكون تخفيفا. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. بمعنى: ويخف الله ويحذره.
  • ﴿ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ:
  • الجملة جواب شرط‍ جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة أو رابطة لجواب الشرط‍ والجملة الاسمية بعدها تعرب اعراب أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» الواردة في الآية الكريمة السابقة.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [52] لما قبلها :     وبعد الثناء على المؤمنين لقولهم: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾؛ بَيَّنَ اللهُ هنا ما يترتب على طاعة الله ورسوله، قال تعالى:
﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ويتقه:
وقرئ:
بالإشباع، والاختلاس، والإسكان.

مدارسة الآية : [53] :النور     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ ..

التفسير :

[53] وأقسم المنافقون بالله تعالى غاية اجتهادهم في الأيمان المغلَّظة:لئن أمرتنا -أيها الرسول- بالخروج للجهاد معك لنخرجن، قل لهم:لا تحلفوا كذباً، فطاعتكم معروفة بأنها باللسان فحسب، إن الله خبير بما تعملونه، وسيجاز يكم عليه.

يخبر تعالى عن حالة المتخلفين عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد من المنافقين، ومن في قلوبهم مرض وضعف إيمان أنهم يقسمون بالله،{ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ ْ} فيما يستقبل، أو لئن نصصت عليهم حين خرجت{ لَيَخْرُجُنَّ ْ} والمعنى الأول أولى. قال الله -رادا عليهم-:{ قُلْ لَا تُقْسِمُوا ْ} أي:لا نحتاج إلى إقسامكم ولا إلى أعذاركم، فإن الله قد نبأنا من أخباركم، وطاعتكم معروفة، لا تخفى علينا، قد كنا نعرف منكم التثاقل والكسل من غير عذر، فلا وجه لعذركم وقسمكم، إنما يحتاج إلى ذلك، من كان أمره محتملا، وحاله مشتبهة، فهذا ربما يفيده العذر براءة، وأما أنتم فكلا ولما، وإنما ينتظر بكم ويخاف عليكم حلول بأس الله ونقمته، ولهذا توعدهم بقوله:{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ْ} فيجازيكم عليها أتم الجزاء

ثم عادت السورة الكريمة إلى استكمال الحديث عن المنافقين، فقال- تعالى- وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ، لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ.

والجهد: الوسع والطاقة، من جهد نفسه يجهدها- بفتح الهاء فيهما- إذا اجتهد في الشيء، وبذل فيه أقصى وسعه.

أى: وأقسم هؤلاء المنافقون بالأيمان الموثقة بأشد وسائل التوثيق، بأنهم متى أمرهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالخروج معه للجهاد ليخرجن سراعا تلبية لأمره.

وهنا يأمر الله- تعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يرد عليهم ردا كله تهكم وسخرية بهم، بسبب كذبهم فيقول: قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ.

أى: قل لهم- أيها الرسول الكريم- على سبيل السخرية والزجر، لا تقسموا على ما تقولون، فإن طاعتكم معروف أمرها، ومفروغ منها، فهي طاعة باللسان فقط. أما الفعل فيكذبها.

وذلك كما تقول لمن اشتهر بالكذب: لا تحلف لي على صدقك، فأمرك معروف لا يحتاج إلى قسم أو دليل.

ثم عقب- سبحانه- على هذه السخرية منهم بقوله: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ

أى:

إن الله- تعالى- مطلع اطلاعا تاما على ظواهركم وبواطنكم فلا يحتاج منكم إلى قسم أو توكيد لأقوالكم، وقد علم- سبحانه- أنكم كاذبون في حلفكم.

يقول تعالى مخبرا عن أهل النفاق ، الذين كانوا يحلفون للرسول صلى الله عليه وسلم لئن أمرهم بالخروج [ في الغزو ] قال الله تعالى : ( قل لا تقسموا ) أي : لا تحلفوا .

وقوله : ( طاعة معروفة ) قيل : معناه طاعتكم طاعة معروفة ، أي : قد علمت طاعتكم ، إنما هي قول لا فعل معه ، وكلما حلفتم كذبتم ، كما قال تعالى : ( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) [ التوبة : 96 ] ، وقال تعالى : ( اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ) [ المنافقون : 2 ] ، فهم من سجيتهم الكذب حتى فيما يختارونه ، كما قال تعالى : ( ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون ) [ الحشر : 11 ، 12 ] 50 وقيل : المعنى في قوله : ( طاعة معروفة ) أي : ليكن أمركم طاعة معروفة ، أي : بالمعروف من غير حلف ولا إقسام ، كما يطيع الله ورسوله المؤمنون بغير حلف ، فكونوا أنتم مثلهم .

( إن الله خبير بما تعملون ) أي : هو خبير بكم وبمن يطيع ممن يعصي ، فالحلف وإظهار الطاعة - والباطن بخلافه ، وإن راج على المخلوق - فالخالق ، تعالى ، يعلم السر وأخفى ، لا يروج عليه شيء من التدليس ، بل هو خبير بضمائر عباده ، وإن أظهروا خلافها .

يقول تعالى ذكره وحلف هؤلاء المعرضون عن حكم الله وحكم رسوله، إذ دعوا إليه ( بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ) يقول: أغلظ أيمانهم وأشدّها( لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ ) يا محمد بالخروج إلى جهاد عدوك وعدو المؤمنين ( لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا ) لا تحلفوا، فإن هذه ( طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ) منكم فيها التكذيب.

كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله: ( قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ) قال: قد عرفت طاعتكم إلي أنكم تكذبون ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) يقول: إن الله ذو خبرة بما تعملون من طاعتكم الله ورسوله، أو خلافكم أمرهما، أو غير ذلك من أموركم، لا يخفى عليه من ذلك شيء، وهو مجازيكم بكل ذلك.

المعاني :

جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ :       مُجْتَهِدِينَ فِي الحَلِفِ والأَيْمَانِ السراج
جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ :       أي: بأَيمانٍ مُغَلَّظَةٍ الميسر في غريب القرآن
جهد أيمانهم :       مجتهدين في الحلف بأغلظها و أوكدها معاني القرآن
لَيَخۡرُجُنَّ :       أي: لِلْجِهَادِ الميسر في غريب القرآن
طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ :       طَاعَتُكُمْ مَعْرُوفَةٌ بِأَنَّهَا بِاللَّسَانِ فَقَطْ السراج
طاعة معروفة :       طاعتكم طاعة معروفة باللسان معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[53] ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ﴾ ذلك أن المنافقين كانوا يقولون لرسول اللّه ﷺ: «أينما كنت نكن معك، لئن خرجت خرجنا، وإن أقمت أقمنا، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا»، فقال تعالى: ﴿قُل لَّا تُقْسِمُوا﴾: لا تحلفوا، وقد تم الكلام، ثم قال: ﴿طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ﴾: يعني: هذه طاعة بالقول باللسان دون الاعتقاد، وهي معروفة؛ يعني: أمر عُرِفَ عنكم؛ أنكم تكذبون وتقولون ما لا تفعلون.
وقفة
[53] ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ﴾ الحلف على الكذب سلوك معروف عند المنافقين.
وقفة
[53] ﴿وَأَقسَموا بِاللَّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن أَمَرتَهُم لَيَخرُجُنَّ قُل لا تُقسِموا طاعَةٌ مَعروفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾ من الأمور التى تجلب الارتياح أن يكون معلومًا لديك مسبقًا ما ينتوى الآخرون فعله.
وقفة
[53] أقسم المنافقون بالأيمان المؤكَّدة أنه متى أمرهم رسول الله ﷺ بالجهاد ليخرجن، فأمر الله نبيه أن يردَّ عليهم في تهكم: ﴿قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ﴾: أي معروفٌ أن طاعتَكم طاعةٌ باللسان فحسب، وتكذِّبها الأفعال والأحوال.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللهِ:
  • الواو استئنافية. أقسموا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.بالله: الباء حرف جر للقسم. الله لفظ‍ الجلالة مقسم به مجرور للتعظيم بباء القسم وعلامة الجر الكسرة والجار والمجرور متعلق بأقسموا.
  • ﴿ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ:
  • مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره: أجهدوا وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ايمان: مضاف إليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة والجملة فيها استعارة عن المبالغة في اليمين المؤكدة من جهد نفسه اذا بلغ أقصى وسعها. وأصل أقسم جهد اليمين: أقسم يجهد اليمين جهدا فحذف الفعل وقدم المصدر فوضع موضعه مضافا إلى المفعول. وحكم هذا المنصوب حكم الحال بتقدير: أقسموا جاهدين ايمانهم.
  • ﴿ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ:
  • اللام موطئة للقسم-اللام المؤذنة-ان: حرف شرط‍ جازم.أمرت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط‍ في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به بمعنى: لئن أمرتهم بالخروج معك للقتال. وجملة «إن أمرتهم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه فلا محل لها من الاعراب. وجملة القسم المحذوف ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
  • ﴿ لَيَخْرُجُنَّ:
  • الجملة جواب القسم لا محل لها من الاعراب. وجواب الشرط‍ محذوف دل عليه جواب القسم. اللام واقعة في جواب القسم المقدر.يخرجن: فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة. وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل. والنون لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ قُلْ:
  • فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقدرية أنت.
  • ﴿ لا تُقْسِمُوا:
  • لا: ناهية جازمة. تقسموا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى: لا تقسموا لأن القسم ليس مطلوبا منكم.
  • ﴿ طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ:
  • طاعة: خبر مبتدأ محذوف تقديره: طاعتكم طاعة أو أمركم طاعة أو المطلوب منكم طاعة ويجوز أن تكون مبتدأ وخبره محذوفا بمعنى: طاعة معروفة أمثل أولى لكم من هذه الأيمان الكاذبة. وجاز الابتداء بالنكرة لأنها موصوفة. معروفة: صفة-نعت-لطاعة مرفوعة مثلها بالضمة.
  • ﴿ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ‍ الجلالة:اسم إِنَّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. خبير: خبرها مرفوع بالضمة.بمعنى: ان الله خبير بأعمالكم لا تخفى عليه خافية.
  • ﴿ بِما تَعْمَلُونَ:
  • تعرب اعراب بِما يَفْعَلُونَ» الواردة في الآية الكريمة الحادية والأربعين.'

المتشابهات :

المائدة: 53﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ
الأنعام: 109﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ لَّيُؤۡمِنُنَّ بِهَاۚ
النحل: 38﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبۡعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُۚ
النور: 53﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنۡ أَمَرۡتَهُمۡ لَيَخۡرُجُنَّۖ قُل لَّا تُقۡسِمُواْۖ طَاعَةٞ مَّعۡرُوفَةٌۚ
فاطر: 42﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [53] لما قبلها :     وبعد ذمِّ المنافقين؛ حكى اللهُ هنا نوعًا آخر من أكاذيبهم، قال تعالى:
﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف