328737475767778798081

الإحصائيات

سورة الأنبياء
ترتيب المصحف21ترتيب النزول73
التصنيفمكيّةعدد الصفحات10.00
عدد الآيات112عدد الأجزاء0.50
عدد الأحزاب1.00عدد الأرباع4.00
ترتيب الطول22تبدأ في الجزء17
تنتهي في الجزء17عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 4/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (74) الى الآية رقم (77) عدد الآيات (4)

القصَّةُ الثالثةُ: قصَّةُ لوطٍ عليه السلام لمَّا نجَّاه اللهُ من قريتِه سَدُومَ التي كانتْ تعملُ الفاحشةَ، والقصَّةُ الرابعةُ: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام لمَّا نادى ربَّه فنجَّاه من القومِ الذينَ كَذَّبُوا بآياتِ اللهِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (78) الى الآية رقم (82) عدد الآيات (5)

القصَّةُ الخامسةُ: قصَّةُ حكمِ داودَ وسليمانَ بينَ أصحابِ الزرعِ وأصحابِ الغنمِ، ثُمَّ ذكَرَ اللهُ النِّعَمَ التي خَصَّ بها داودَ عليه السلام ، ثُمَّ ذكَرَ النِّعَمَ التي خَصَّ بها سُلَيمانَ عليه السلام : تَسخير الرِّيحِ له، =

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة الأنبياء

دور الأنبياء في الدعوة إلى الله (الأنبياء قدوتك)/ سورة الإستجابة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • سؤال: بمن تقتدي في حياتك؟ من هو قدوتك؟: لو سألنا أكثر شباب اليوم عن قدوتهم، يا ترى كم واحدًا سيجيب أن إبراهيم عليه السلام هو قدوته؟ كم واحدًا سيجيب أن يوسف عليه السلام هو مثله الأعلى؟ وكم واحدًا سيقول أن النبي ﷺ هو قدوته؟ وكم واحدًا سيقول أن المغني الفلاني أو الممثل الفلاني هو قدوته؟ ويا ترى كم واحدًا سيجيب بأنه ليس عنده قدوة أصلاً؟
  • • السورة تجيب عن هذا السؤال: بمن تقتدي في حياتك؟: وتركز على ناحيتين مضيئتين من حياة كل نبي: طاعته وعبادته وخشيته لله، ثم دعوته وإصلاحه في قومه. وكأنها تقول لك: هؤلاء هم مثلك الأعلى في حسن التعامل مع الله وفي حسن التعامل مع الناس، أي في العبادة والدعوة إلى الله.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «الأنبياء».
  • • معنى الاسم :: الأنبياء: جمع نبي، وهو رجل اختاره الله وأوحي إليه برسالة، وأمره بتبليغها للناس.
  • • سبب التسمية :: لتضمنها الحديث عن جهاد الأنبياء والمرسلين مع أقوامهم الوثنيين، حيث ذكر فيها ستة عشر نبيًا ومريم، ‏في ‏استعراض ‏سريع ‏يطول ‏أحيانًا ‏ويَقْصُر ‏أحيانًا.
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: «سورة اقترب»؛ لأنها أول كلمة بها.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: جهود الأنبياء في الدعوة إلى الله.
  • • علمتني السورة :: دعاء الله تعالى بخضوع الأنبياء وخشوعهم.
  • • علمتني السورة :: أن الله مع رسله والمؤمنين بالتأييد والعون على الأعداء: ﴿ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءُ﴾
  • • علمتني السورة :: أن القرآن شرف وعز لمن آمن به وعمل به: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾

مدارسة الآية : [73] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا ..

التفسير :

[73] وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب قدوة للناس يدعونهم إلى عبادة الله وطاعته بإذنه تعالى، وأوحينا إليهم فِعْلَ الخيرات من العمل بشرائع الأنبياء، وإقام الصلاة على وجهها، وإيتاء الزكاة، فامتثلوا لذلك، وكانوا منقادين مطيعين لله وحده دون سواه.

ومن صلاحهم، أنه جعلهم أئمة يهدون بأمره، وهذا من أكبر نعم الله على عبده أن يكون إماما يهتدي به المهتدون، ويمشي خلفه السالكون، وذلك لما صبروا، وكانوا بآيات الله يوقنون.

وقوله:{ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ْ} أي:يهدون الناس بديننا، لا يأمرون بأهواء أنفسهم، بل بأمر الله ودينه، واتباع مرضاته، ولا يكون العبد إماما حتى يدعو إلى أمر الله.

{ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ْ} يفعلونها ويدعون الناس إليها، وهذا شامل لجميع الخيرات كلها، من حقوق الله، وحقوق العباد.

{ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ْ} هذا من باب عطف الخاص على العام، لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ولأن من كملهما كما أمر، كان قائما بدينه، ومن ضيعهما، كان لما سواهما أضيع، ولأن الصلاة أفضل الأعمال، التي فيها حقه، والزكاة أفضل الأعمال، التي فيها الإحسان لخلقه.

{ وَكَانُوا لَنَا ْ} أي:لا لغيرنا{ عَابِدِينَ ْ} أي:مديمين على العبادات القلبية والقولية والبدنية في أكثر أوقاتهم، فاستحقوا أن تكون العبادة وصفهم، فاتصفوا بما أمر الله به الخلق، وخلقهم لأجله.

وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا أى: وجعلنا هؤلاء المذكورين، أئمة في الخير، يهدون ويرشدون غيرهم إلى الدين الحق بسبب أمرنا لهم بذلك، وتكليفهم بتبليغ وحينا إلى الناس.

قال صاحب الكشاف: قوله- سبحانه-: يَهْدُونَ بِأَمْرِنا فيه أن من صلح ليكون قدوة في دين الله، فالهداية محتومة عليه، مأمور بها من جهة الله ليس له أن يخل بها، ويتثاقل عنها، وأول ذلك أن يهتدى بنفسه، لأن الانتفاع بهداه أعم، والنفوس إلى الاقتداء بالمهدى أميل» .

وقوله: وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ أى: وأوحينا إليهم أن يفعلوا الطاعات، وأن يأمروا الناس بفعلها، وأوحينا إليهم كذلك إِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ أى: أن يقيموا الصلاة وأن يؤدوا الزكاة وأن يأمروا غيرهم بذلك.

وعطف إقام الصلاة وإيتاء الزكاة على فعل الخيرات من باب عطف الخاص على العام.

للاهتمام به إذ الصلاة أفضل العبادات البدنية والزكاة أفضل العبادات المالية وَكانُوا لَنا عابِدِينَ لا لغيرنا، فهم لم يخطر ببالهم عبادة أحد سوانا، لأنهم من المصطفين الأخيار.

هذا، والمتأمل في هذه الآيات الكريمة التي وردت في قصة إبراهيم مع قومه. يراها قد حكت لنا غيرة إبراهيم- عليه السلام- على دين الله- تعالى- وقوة حجته في الدفاع عن الحق، ومجاهدته بما يعتقده بدون خوف من قومه، وجمعه في دعوته بين القول والعمل.

كما يراها قد بينت لنا أن من يدافع عن دين الله- تعالى- يدافع الله- سبحانه- عنه، وينصره على أعدائه، ويرد كيدهم في نحورهم.

كما يراها- أيضا- قد أشارت إلى أن من هاجر من أرض إلى أخرى من أجل إعلاء كلمة الله- تعالى- رزقه الله نظير ذلك الخير والبركة، والذرية الصالحة التي تهدى غيرها إلى الطريق المستقيم.

ثم ساق- سبحانه- جانبا من قصة لوط- عليه السلام- مع قومه فقال- تعالى-:

( وجعلناهم أئمة ) أي : يقتدى بهم ، ( يهدون بأمرنا ) أي : يدعون إلى الله بإذنه; ولهذا قال : ( وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) من باب عطف الخاص على العام ، ( وكانوا لنا عابدين ) أي : فاعلين لما يأمرون الناس به .

وقوله: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) يقول تعالى ذكره: وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أئمة يؤتمّ بهم في الخير في طاعة الله في اتباع أمره ونهيه، ويقتدى بهم، ويُتَّبَعون عليه.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) جعلهم الله أئمة يُقتدى بهم في أمر الله وقوله ( يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) يقول: يهدون الناس بأمر الله إياهم بذلك، ويدعونهم إلى الله وإلى عبادته، وقوله ( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ) يقول تعالى ذكره: وأوحينا فيما أوحينا أن افعلوا الخيرات، وأقيموا الصلاة بأمرنا بذلك ( وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) يقول: كانوا لنا خاشعين، لا يستكبرون عن طاعتنا وعبادتنا.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[73] ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ متى جعلهم الله أئمة؟ لما صَبروا.
وقفة
[73] ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ وهذا من أكبر نعم الله على عبده: أن يكون إمامًا يهتدي به المهتدون، ويمشي خلفه السالكون.
وقفة
[73] ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ (وجعلناهم) أي الأنبياء المذكورين، فالإضافة تفيد القصر على الإنبياء، وهذا مدح لهم ﴿وجعلنا منهم أئمة﴾ [السجدة: 24]، (وجعلنا منهم) أي من بني إسرائيل، فلفظ (منهم) يفيد التبعيض.
وقفة
[73] ﴿وَجَعَلناهُم أَئِمَّةً يَهدونَ بِأَمرِنا﴾ من أكبر نعم الله على عبده أن يكون إماما يهتدي به المهتدون
وقفة
[73] العبودية سلم للإمامة في الدين ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾، وختم الآية بقوله: ﴿وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾.
وقفة
[73] من علامات محبة الله للعبد أن يُسخِّره لفعل الخير ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ﴾.
وقفة
[73] ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾ فعل الخير والصلاة والزكاة، مما اتفقت عليه الشرائع السماوية.
وقفة
[73] فضل الدعوة إلى الله تعالى وشرف القائمين بها ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾.
عمل
[73] خفف عن مصاب مصيبته، أو تصدَّق من مالك في سبيل الله، أو صم صيام نافلة تطوعًا لله ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾.
لمسة
[73] ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ﴾: وهذا شامل لجميع الخيرات من حقوق الله وحقوق العباد، ﴿وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ﴾ هذا من باب عطف الخاص على العام؛ لشرف هاتين العبادتين، وفضلهما، ولأن من كمَّلهما كما أُمِرَ كان قائمًا بدينه، ومن ضَيَّعهما كان لما سواهما أضيع، ولأن الصلاة أفضل الأعمال التي فيها حقه تعالى، والزكاة أفضل الأعمال التي فيها الإحسان لخلقه.
وقفة
[73] ﴿وَأَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإيتاءَ الزَّكاةِ وَكانوا لَنا عابِدينَ﴾ أصلح من حالك مع الله؛ ينصلح بك عباده.
وقفة
[73] ﴿وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾، ﴿وذكرى للعابدين﴾ [84] إنها سورة العبادة وأخبار الصالحين.
وقفة
[73] من أهم أسباب ضعف تأثير الإصلاح ضعف الجانب التعبدي عند بعض المصلحين، فالإصلاح عبادة، وقد وصف الله قدوتنا الأنبياء بقوله: ﴿وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾.
وقفة
[73] ليس من الفقه التهوينُ من شأن التعبُّدِ بحجة أنه نفع قاصر! وهل يصلح المتعدي إلا بمثل هذا القاصر؟! تدبر وصفه تعالى للأنبياء عليهم السلام: ﴿وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً:
  • الواو عاطفة. جعل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و«هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به اول. أئمة: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وهي جمع «إمام».
  • ﴿ يَهْدُونَ:
  • الجملة في محل نصب حال من ضمير الغائبين «هم» او من «أئمة» على المعنى وصفة-نعت-لأئمة على اللفظ‍.وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ومفعولها محذوف بتقدير: يهدون الناس الى الحق.
  • ﴿ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا:
  • جار ومجرور متعلق بيهدون. و «نا» ضمير متصل في محل جر مضاف اليه. واوحينا: معطوفة بالواو على «جعلنا» وتعرب اعرابها.
  • ﴿ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ:
  • جار ومجرور متعلق بأوحينا. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بإلى. فعل: مفعول مطلق منصوب بالفتحة على المصدر بتقدير: وأشرنا اليهم ان يفعلوا فعلا الخيرات او فعل الخيرات. وفعل: مضاف. الخيرات: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.
  • ﴿ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ:
  • الجملتان معطوفتان بواوي العطف على فِعْلَ الْخَيْراتِ» وتعربان اعرابها. بمعنى: وان يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. و «إقام» أصلها: إقامة. حذفت التاء عند الاضافة حسب القراءة وهي سنة.
  • ﴿ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ:
  • الواو حالية. والجملة الفعلية بعدها: في محل نصب حال. كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والالف فارقة. لنا: جار ومجرور متعلق بعابدين. عابدين: خبر «كان» منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

السجدة: 24﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا
الأنبياء: 73﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ
القصص: 41﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [73] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ الله أنَّه أعطاهم رُتبةَ الصَّلاحِ في أنفُسِهم؛ ذكَرَ أنَّه أعطاهم رُتبةَ الإصلاحِ لِغَيرِهم، قال تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [74] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ ..

التفسير :

[74] وآتينا لوطاً النبوة وفَصْل القضاء بين الخصوم وعلماً بأمر الله ودينه، ونجيناه مِن قريته «سَدُوم» التي كان يعمل أهلها الخبائث. إنهم كانوا بسبب الخبائث والمنكرات التي يأتونها أهل سوء وقُبْح، خارجين عن طاعة الله.

هذا ثناء من الله على رسوله (لوط) عليه السلام بالعلم الشرعي، والحكم بين الناس، بالصواب والسداد، وأن الله أرسله إلى قومه، يدعوهم إلى عبادة الله، وينهاهم عما هم عليه من الفواحش، فلبث يدعوهم، فلم يستجيبوا له، فقلب الله عليهم ديارهم وعذبهم عن آخرهم لأنهم{ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ْ} كذبوا الداعي، وتوعدوه بالإخراج، ونجى الله لوطا وأهله، فأمره أن يسري بهم ليلا، ليبعدوا عن القرية، فسروا ونجوا، من فضل الله عليهم ومنته.

وقوله- تعالى-: وَلُوطاً منصوب بفعل مضمر يفسره المذكور بعده وهو آتَيْناهُ.

أى: وآتيناه لوطا- عليه السلام- حُكْماً أى: نبوة، أو حكمة تهديه إلى ما يجب فعله أو تركه و «علما» أى: علما كثيرا لما ينبغي علمه وفهمه.

وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ والمراد بالقرية: قرية سدوم التي أرسل الله- تعالى- لوطا لأهلها.

والأعمال الخبيثة التي كانوا يعملونها على رأسها الإشراك بالله- تعالى- وفاحشة اللواط التي اشتهروا بها دون أن يسبقهم إليها أحد. كما قال- تعالى-: وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ، وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ، فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ.. .

أى: ونجينا لوطا بفضلنا ورحمتنا من العذاب الذي حل بأهل قريته الذين كانوا يعملون الأعمال الخبائث، كالشرك بالله- تعالى- واللواط، وقطعهم الطريق، وارتكابهم المنكر في مجالسهم.

وقوله- تعالى-: إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ تعليل لنجاة لوط- عليه السلام- مما حل بهم.

أى: جعلنا هذه القرية عاليها سافلها، ونجينا لوطا ومن آمن معه من العذاب الذي حل بسكانها إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ أى: أصحاب عمل سيئ فاسِقِينَ أى: خارجين عن طاعتنا.

ثم عطف بذكر لوط - وهو لوط بن هاران بن آزر - كان قد آمن بإبراهيم ، واتبعه ، وهاجر معه ، كما قال تعالى : ( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي ) [ العنكبوت : 26 ] ، فآتاه الله حكما وعلما ، وأوحى إليه ، وجعله نبيا ، وبعثه إلى سدوم وأعمالها ، فخالفوه وكذبوه ، فأهلكهم الله ودمر عليهم ، كما قص خبرهم في غير موضع من كتابه العزيز; ولهذا قال : ( ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين)

يقول تعالى ذكره: وآتينا لوطا حكما، وهو فصل القضاء بين الخصوم، وعلما: يقول: وآتيناه أيضا علما بأمر دينه، وما يجب عليه لله من فرائضه.

وفي نصب لوط وجهان: أن ينصب لتعلق الواو بالفعل كما قلنا: وآتينا لوطا، والآخر بمضمر بمعنى: واذكر لوطا.

وقوله ( وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ ) يقول: ونجيناه من عذابنا الذي أحللناه بأهل القرية التي كانت تعمل الخبائث، وهي قرية سَدُوم التي كان لوط بعث إلى أهلها، وكانت الخبائث التي يعملونها: إتيان الذكران في أدبارهم، وخَذْفهم الناس، وتضارطهم في أنديتهم، مع أشياء أخرَ كانوا يعملونها من المنكر، فأخرجه الله حين أراد إهلاكهم إلى الشام.

كما حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: أخرجهم الله، يعني لوطا وابنتيه زيثا وزعرثا إلى الشام حين أراد إهلاك قومه.

وقوله ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ) مخالفين أمر الله، خارجين عن طاعته وما يرضى من العمل.

المعاني :

قَوْمَ سَوْءٍ :       أَهْلَ فَسَادٍ وَقُبْحٍ السراج
قوم سوْء :       فساد و فعلٍ مكروه معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[74] ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ إذا آتاك ربك طرفًا من العلم وطرفًا من الحكمة؛ فقد أُوتيت من بضاعة النبوَّة.
وقفة
[74] ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ حكمة تهديه إلى ما يجب فعله أو تركه، وعلمًا كثيرًا لما ينبغي علمه وفهمه، ومن أوتي حكمة وعلمًا، فقد حاز بعض ميراث النبوة.
وقفة
[74] ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ﴾ ارتكاب الفواحش سبب في وقوع العذاب المُسْتَأصِل.
عمل
[74] ﴿وَلوطًا آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَنَجَّيناهُ مِنَ القَريَةِ الَّتي كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ﴾ احرص على تلقى العلم؛ لتفرق بين الحق والباطل.
وقفة
[74] شؤم المعاصي ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ﴾ كانت أكثر من قرية، وعبَّر بالمفرد؛ تحقيرًا لشأنها وإهانة لهم.
وقفة
[74] الخبث إذا كثر في الأمة استوجب الهلاك والدمار ﴿وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ﴾.
وقفة
[74] ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ﴾ قرية سدوم هي القرية التي كانت تعمل الأعمال الخبيثة، وعلى رأسها الشرك بالله، وقطع الطريق، لكن الذنب الأشهر: فاحشة قوم لوط.
وقفة
[74] ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ﴾ مغادرة المدن التي تنتشر فيها الفواحش: نجاة.
وقفة
[74] ما دلالة الفسق في تعبير القرآن الكريم؟ الفسق: هو الخروج عن الطاعة ومعصية الأمر: - وقد يكون خروجًا عن الدين: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 67]. - وقد يكون خروجًا عن الفطرة كحال قوم لوط: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ﴾. - وقد يكون خروجًا عن الأمر: ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ [الكهف: 50]. - وقد يكون معصية: ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ﴾ [البقرة: 197].

الإعراب :

  • ﴿ وَلُوطاً:
  • مفعول به منصوب بمضمر يفسره ما بعده اي وآتينا لوطا او بفعل محذوف ايضا بتقدير واذكر لوطا وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون مع كونه أعجميا لخفته ولانه ثلاثي الأحرف واوسطه ساكن.
  • ﴿ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً:
  • فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به اول. حكما: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. بمعنى: منحناه حكمة او نبوة. وعلما: معطوفة بالواو على «حكما» منصوبة مثلها وتعرب اعرابها.
  • ﴿ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ:
  • معطوفة بالواو على «آتيناه» وتعرب اعرابها. من القرية: جار ومجرور متعلق بنجينا واصله من اهل القرية بدليل قوله: انهم كانوا قوم سوء ... وحذف المجرور المضاف «أهل» وحلّ المضاف اليه «القرية» محله.
  • ﴿ الَّتِي:
  • اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة-نعت-للقرية. والجملة الفعلية بعده: صلة الموصول لا محل لها.
  • ﴿ كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ:
  • فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسم «كان» ضمير مستتر جوازا تقديره هي. تعمل: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. الخبائث: مفعول به منصوب بالفتحة. والجملة الفعلية تَعْمَلُ الْخَبائِثَ» في محل نصب خبر «كان» بمعنى: كانت اعتادت الخبائث وهي اللواطة.
  • ﴿ إِنَّهُمْ كانُوا:
  • ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «إن».كانوا: فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان». والالف فارقة.
  • ﴿ قَوْمَ سَوْءٍ:
  • خبر «كان» منصوب بالفتحة. سوء: مضاف اليه مجرور بالكسرة. والجملة الفعلية كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ» في محل رفع خبر إن.
  • ﴿ فاسِقِينَ:
  • صفة-نعت-لقوم سوء. أو خبر ثان لكانوا منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. بمعنى: خارجين عن الدين.'

المتشابهات :

الأنبياء: 74﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ
الأنبياء: 77﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [74] لما قبلها :     القصَّةُ الثالثةُ: قصَّةُ لوطٍ عليه السلام لمَّا نجَّاه اللهُ من قرية سَدُومَ التي كانتْ تعملُ الفاحشةَ، قال تعالى :
﴿ وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [75] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ ..

التفسير :

[75] وأتمَّ الله عليه النعمة فأدخله في رحمته بإنجائه ممَّا حلَّ بقومه؛ لأنه كان من الذين يعملون بطاعة الله.

{ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا ْ} التي من دخلها، كان من الآمنين، من جميع المخاوف، النائلين كل خير وسعادة، وبر، وسرور، وثناء، وذلك لأنه من الصالحين، الذين صلحت أعمالهم وزكت أحوالهم، وأصلح الله فاسدهم، والصلاح هو السبب لدخول العبد برحمة الله، كما أن الفساد، سبب لحرمانه الرحمة والخير، وأعظم الناس صلاحا، الأنبياء عليهم السلام ولهذا يصفهم بالصلاح، وقال سليمان عليه السلام:{ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ْ}

وَأَدْخَلْناهُ أى: لوطا فِي رَحْمَتِنا أى: في أهل رحمتنا في الدنيا والآخرة إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ الذين سبقت لهم منا الحسنى.

ثم ذكرت السورة الكريمة جانبا من قصة نوح مع قومه. قال- تعالى-.

( وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين ) .

يقول تعالى ذكره: وأدخلنا لوطا في رحمتنا بإنجائنا إياه ما أحللنا بقومه من العذاب والبلاء وإنقاذناه منه إنه من الصالحين: يقول: إن لوطا من الذين كانوا يعملون بطاعتنا، وينتهون إلى أمرنا ونهينا ولا يعصوننا ، وكان ابن زيد يقول في معنى قوله ( وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا ) ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا ) قال: في الإسلام.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[75] ﴿وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا﴾ اشعر بالرحمة تحط بك، تغمرك، تنغمس فيها، تحفك، يا رب أدخلنا (في) رحمتك.
وقفة
[75] ﴿وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا﴾ الصلاح سبب في الدخول في رحمة الله.
وقفة
[75] ﴿وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا﴾ (في): يدل على الظرفية؛ لبيان أن من صور الرحمة أن تحيط بك الرحمة إحاطة، وأنت في داخلها مستقر، نسأل الكريم فضله.
تفاعل
[75] ﴿وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا﴾ ادعُ الله الآن أن يدخلك في رحمته.
وقفة
[75] ﴿وَأَدخَلناهُ في رَحمَتِنا﴾ كما لو كانت رحمة الله مكانًا ندخله فيحتوينا، فاللهم لا تحرمنا رحمتك.
وقفة
[75] ﴿وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين﴾ هذا في شأن لوط عليه السلام، ﴿وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين﴾ [86] وهذا في شأن إسماعيل وإدريس وذي الكفل عليهم السلام.
عمل
[75] ﴿وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين﴾ لا تحتاج إلى تفسير وشرح كثير: أبواب الرحمة مشرعة للصالحين، فكن منهم.
وقفة
[75] إذا دخلت في عداد الصالحين؛ دخلت في رحمة أرحم الراحمين ﴿وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين﴾.
وقفة
[75] الرحمة مأوى وملاذ يدخل الله فيه من يشاء من أهل الصلاح، فإذا هو آمن مطمئن ﴿وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين﴾.
وقفة
[75]﴿وَأَدخَلناهُ في رَحمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصّالِحينَ﴾ انظر من يزكيك؛ إنه الله رب العالمين.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَدْخَلْناهُ:
  • الواو عاطفة. ادخل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به.
  • ﴿ فِي رَحْمَتِنا:
  • جار ومجرور متعلق بأدخلنا. و «نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة أي في الجنة أو في أهل رحمتنا. فحذف المضاف المجرور «أهل» وحلت محله «رحمتنا» اي فحلّ المضاف اليه محله.
  • ﴿ إِنَّهُ مِنَ الصّالِحِينَ:
  • إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل بمعنى التعليل والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب اسم «إن».من الصالحين: جار ومجرور متعلق بخبر «إن» بمعنى: إنه صالح من الصالحين. وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

الأنبياء: 75﴿ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
الأنبياء: 86﴿ وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [75] لما قبلها :     وبعد أن امتنَّ اللهُ على لوط عليه السلام بأن نجاه ممَّا حلَّ بقومه، وأشار إلى هلاك القرية؛ زاد الإشارة هنا وضوحًا، قال تعالى:
﴿ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [76] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ ..

التفسير :

[76] واذكر -أيها الرسول- نوحاً حين نادى ربه مِن قبلك ومِن قبل إبراهيم ولوط، فاستجبنا له دعاءه، فنجيناه وأهله المؤمنين به من الغم الشديد.

تفسير الآيتين 76 و77:ـ

أي:واذكر عبدنا ورسولنا، نوحا عليه السلام، مثنيا مادحا، حين أرسله الله إلى قومه، فلبث فيهم ألف سنة، إلا خمسين عاما، يدعوهم إلى عبادة الله، وينهاهم عن الشرك به، ويبدي فيهم ويعيد، ويدعوهم سرا وجهارا، وليلا ونهارا، فلما رآهم لا ينجع فيهم الوعظ، ولا يفيد لديهم الزجر، نادى ربه وقال:{ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ْ} فاستجاب الله له، فأغرقهم، ولم يبق منهم أحدا، ونجى الله نوحا وأهله، ومن معه من المؤمنين، في الفلك المشحون، وجعل ذريته هم الباقين، ونصرهم الله على قومه المستهزئين.

أى: واذكر- أيضا- أيها المخاطب عبدنا «نوحا» - عليه السلام- إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ أى: حين نادانا واستجار بنا من قبل زمان إبراهيم ومن جاء بعده من الأنبياء.

وهذا النداء الذي نادى به نوح ربه، قد جاء ذكره في آيات منها قوله- تعالى-:

وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ .

وقوله- سبحانه-: وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً .

فَاسْتَجَبْنا لَهُ أى: أجبنا له دعاءه، ولم نخيب له رجاء فينا.

فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ الذين آمنوا به وصدقوه مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ أى: من الطوفان العظيم الذي أغرق الكافرين، والذي كانت أمواجه كالجبال.

وأصل الكرب: الغم الشديد. يقال: فلان كربه هذا الأمر، إذا ضايقه وجعله في أقصى درجات الهم والخوف.

قال الآلوسى: «وكأنه على ما قيل من كرب الأرض، وهو قلبها بالحفر. إذ الغم يثير النفس إثارة ذلك، أو من كربت الشمس إذا دنت للمغيب، فإن الغم الشديد، تكاد شمس الروح تغرب منه.. وفي وصفه بالعظيم تأكيد لشدته» .

يخبر تعالى عن استجابته لعبده ورسوله نوح ، عليه السلام ، حين دعا على قومه لما كذبوه : ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ) [ القمر : 10 ] ، ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) [ نوح : 26 ، 27 ] ، ولهذا قال هاهنا : ( إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله ) أي : الذين آمنوا به كما قال : ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) [ هود : 40 ] .

وقوله : ( من الكرب العظيم ) أي : من الشدة والتكذيب والأذى ، فإنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله عز وجل ، فلم يؤمن به منهم إلا القليل ، وكانوا يقصدون لأذاه ويتواصون قرنا بعد قرن ، وجيلا بعد جيل على خلافه .

يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمد نوحا إذ نادى ربه من قبلك، ومن قبل إبراهيم ولوط، وسألنا أن نهلك قومه الذين كذّبوا الله فيما توعدهم به من وعيده، وكذّبوا نوحا فيما أتاهم به من الحق من عند ربه وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا فاستجبنا له دعاءه، ( وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ) يعني بأهله: أهل الإيمان من ولده وحلائلهم ( مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) يعني بالكرب العظيم: العذاب الذي أحل بالمكذّبين من الطوفان والغرق ، والكرب: شدّة الغم، يقال منه: قد كربني هذا الأمر فهو يكربني كربا .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[76] ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ﴾، ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ﴾ [83]، ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا﴾ [87]، ﴿فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ [87]، ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ﴾ [89]؛ نجاتك في مُناجاتك.
وقفة
[76] ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ﴾ الدعاء سبب في النجاة من الكروب.
وقفة
[76] ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾، ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ﴾ [83]، ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ﴾ [89]، لم يخلق إنسان بلا حاجة، لم يرزق إنسان تمام الراحة، لكنهم لم يتخبطوا في الكروب، لجؤوا مباشرة لربهم بيقين خالص داعين بكشف الضر، فكان لهم ما أرادوا.
وقفة
[76] ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾ دعواتك تنجي أهلك؛ أدعي لهم.
وقفة
[76] ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾ نجيناه وأهله، وهبنا له، كشفنا ما به من ضر، نجيناه من الغم، أفعال جاءت بعد دعاء؛ في شدتك لا تترك الدعاء.
اسقاط
[76] ﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾ هل تشعر بكرب عظيم؟ ناد ربك: يا رب.
عمل
[76] ﴿وَنوحًا إِذ نادى مِن قَبلُ فَاستَجَبنا لَهُ فَنَجَّيناهُ وَأَهلَهُ مِنَ الكَربِ العَظيمِ﴾ فقط ناد؛ يستجيب الله لك.
وقفة
[76] ﴿وَنوحًا إِذ نادى مِن قَبلُ فَاستَجَبنا لَهُ فَنَجَّيناهُ وَأَهلَهُ مِنَ الكَربِ العَظيمِ﴾ من بركات الدعاء أن يشملك وأهلك.
وقفة
[76] ﴿نَادَى ... فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ﴾ عند الكربِ الجأْ إلى اللهِ، فلا فرجَ إلا من عندِه.
وقفة
[76] ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ يومًا ما ستزف لك الأمنيات من كل حدب وصوب، أمنيات أرسلتها حينًا من الدهر نحو السماء ونسيتها، لكن الكريم لم ينساها.
عمل
[76] ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ رُبّ دعوةٍ في ساعة ذُلِّ وفاقةٍ؛ تنالُ بها فيضًا من الأمنيات، لا تيأس، فالخيرُ آت.
وقفة
[76] ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ أكف الرجاء التي رفعتها وتوسلت وانتظرت وترقبت، سيأتي يوم وتقر عينك ويفرح فؤادك بعطاء من الكريم يذهلك.
وقفة
[76] بعد كل دعوة نبي في سورة الأنبياء قال جل وعز: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾، والسبب جاء في آخر الآيات: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ [90].
وقفة
[76] في كل شكاوى الأنبياء قال الله: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾؛ الاستجابة أمر محسوم للمتوكل على الله، لكن متى وكيف؟ الله وحده أعلم وأحكم في تدبيره؛ وتدبيره كله خير.
عمل
[76] مهما طال البلاء لا تستعجل، فنوح عليه السلام نادى من قبل: ﴿فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَنُوحاً:
  • الواو عاطفة. نوحا: مفعول به لفعل محذوف تقديره: واذكر منصوب بالفتحة ولم ينون لان اوسطه ساكن.
  • ﴿ إِذْ:
  • اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من «نوحا» وهو مضاف. مثل قوله: واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت.
  • ﴿ نادى:
  • فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «نادى» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد «إذ» بمعنى: إذ دعا على قومه بالهلاك.
  • ﴿ مِنْ قَبْلُ:
  • جار ومجرور متعلق بنادى. قبل: اسم مبني على الضم في محل جر بمن لانقطاعه عن الاضافة. أي من قبل هؤلاء المذكورين.
  • ﴿ فَاسْتَجَبْنا لَهُ:
  • الفاء سببية. استجاب: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. له: جار ومجرور متعلق باستجبنا.
  • ﴿ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ:
  • معطوفة بالفاء على «استجبنا» وتعرب اعرابها والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وأهله: معطوفة بالواو على ضمير الغائب في «نجيناه» منصوبة بالفتحة. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف اليه.
  • ﴿ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ:
  • جار ومجرور متعلق بنجينا. العظيم: صفة للكرب مجرورة مثلها. بمعنى من الغم الشديد وهو الطوفان.'

المتشابهات :

الأنبياء: 76﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَـ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
الصافات: 76﴿وَ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [76] لما قبلها :     القصَّةُ الرابعةُ: قصَّةُ نوحٍ عليه السلام لمَّا نادى ربَّه فنجَّاه من القومِ الذينَ كَذَّبُوا بآياتِ اللهِ، قال تعالى :
﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [77] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا ..

التفسير :

[77] ونصرناه مِن كيد القوم الذين كذَّبوا بآياتنا الدالة على صدقه، إنهم كانوا أهل قُبْح، فأغرقناهم بالطوفان أجمعين.

تفسير الآيتين 76 و77:ـ

أي:واذكر عبدنا ورسولنا، نوحا عليه السلام، مثنيا مادحا، حين أرسله الله إلى قومه، فلبث فيهم ألف سنة، إلا خمسين عاما، يدعوهم إلى عبادة الله، وينهاهم عن الشرك به، ويبدي فيهم ويعيد، ويدعوهم سرا وجهارا، وليلا ونهارا، فلما رآهم لا ينجع فيهم الوعظ، ولا يفيد لديهم الزجر، نادى ربه وقال:{ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ْ} فاستجاب الله له، فأغرقهم، ولم يبق منهم أحدا، ونجى الله نوحا وأهله، ومن معه من المؤمنين، في الفلك المشحون، وجعل ذريته هم الباقين، ونصرهم الله على قومه المستهزئين.

وَنَصَرْناهُ بفضلنا وإحساننا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا. وعلى أن نوحا رسولا من رسلنا.

والمراد بهؤلاء القوم: قومه الذين لبث نوح فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما. يدعوهم إلى إخلاص العبادة لله. فلم يؤمن به إلا قليل منهم.

إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ أى: إنهم كانوا قوما يعملون أعمال السوء والقبح فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ بسبب إصرارهم على الكفر والعصيان، ولم ننج منهم إلا من اتبع نوحا عليه السلام.

ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك جانبا من قصة نبيين كريمين هما داود وسليمان فقال- تعالى-:

وقوله : ( ونصرناه من القوم ) أي : ونجيناه وخلصناه منتصرا من القوم ( الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ) أي : أهلكهم الله بعامة ، ولم يبق على وجه الأرض منهم أحدا; إذ دعا عليهم نبيهم .

وقوله: ( وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) يقول: ونصرنا نوحا على القوم الذين كذّبوا بحججنا وأدلتنا، فأنجيناه منهم، فأغرقناهم أجمعين ، إنهم كانوا قوم سوء، يقول تعالى ذكره: إن قوم نوح الذين كذّبوا بآياتنا كانوا قوم سوء، يسيئون الأعمال، فيعصون الله ويخالفون أمره.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[77] ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا﴾ نصرناه يُعدِّى بـ (على) لكنَّه ضُمِّن معنى التخليص والإنجاء، فيكون المعنى: ونصرناه أي: فنجيناه من.
وقفة
[77] ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا﴾ قال البيضاوي: «لاجتماع الأمرين: تکذيب الحق والانهماك في الشر، ولعلهما لم يجتمعا في قوم إلا وأهلكهم الله تعالى».
لمسة
[77] ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا﴾ (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ) تعني: نجّيناه من، و(نصرناه على) تفيد الاستعلاء، مثل وصفه تعالى لقارون: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾ [القصص: 79].
تفاعل
[77] ﴿فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.

الإعراب :

  • ﴿ وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ:
  • الواو عاطفة. نصر: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به. من القوم: جار ومجرور متعلق بنصرنا بمعنى: على القوم او منعناه من القوم.
  • ﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا:
  • الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة-نعت-للقوم. كذبوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. بآيات: جار ومجرور متعلق بكذبوا. و «نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والجملة الفعلية كَذَّبُوا بِآياتِنا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.
  • ﴿ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ:
  • أعربت في الآية الكريمة الرابعة والسبعين.
  • ﴿ فَأَغْرَقْناهُمْ:
  • الفاء سببية. اغرقناهم: تعرب اعراب «نصرناه» والضمير «هم» ضمير الغائبين.
  • ﴿ أَجْمَعِينَ:
  • توكيد لضمير الغائبين «هم» في اغرقناهم. منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لانه ملحق بجمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد لأنه لا يجوز تنوينه. وأجمعون: جمع «أجمع» و «أجمع» واحد في معنى «جمع» لا مفرد له من لفظه. ومؤنثه: جمعاء.'

المتشابهات :

الأنبياء: 74﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ
الأنبياء: 77﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [77] لما قبلها :     ولَمَّا كان إنجاؤه وأهلِه وإهلاكُ قومِه بعد دعائه عليهم نصرًا لهم؛ فلذلك قال تعالى:
﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [78] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ..

التفسير :

[78] واذكر -أيها الرسول- نبي الله داود وابنه سليمان، إذ يحكمان في قضية عَرَضَها خصمان، عَدَت غنم أحدهما على زرع الآخر، وانتشرت فيه ليلاً، فأتلفت الزرع، فحكم داود بأن تكون الغنم لصاحب الزرع مُلْكاً بما أتلفته، فقيمتهما سواء، وكنَّا لحكمهم شاهدين لم يَغِبْ

أي:واذكر هذين النبيين الكريمين "داود "و "سليمان "مثنيا مبجلا، إذ آتاهما الله العلم الواسع والحكم بين العباد، بدليل قوله:{ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} أي:إذ تحاكم إليهما صاحب حرث، نفشت فيه غنم القوم الآخرين، أي:رعت ليلا، فأكلت ما في أشجاره، ورعت زرعه، فقضى فيه داود عليه السلام، بأن الغنم تكون لصاحب الحرث، نظرا إلى تفريط أصحابها، فعاقبهم بهذه العقوبة، وحكم فيها سليمان بحكم موافق للصواب، بأن أصحاب الغنم يدفعون غنمهم إلى صاحب الحرث فينتفع بدرها وصوفها ويقومون على بستان صاحب الحرث، حتى يعود إلى حاله الأولى، فإذا عاد إلى حاله، ترادا ورجع كل منهما بما له، وكان هذا من كمال فهمه وفطنته عليه السلام

وقوله- سبحانه-: وَداوُدَ منصوب- أيضا- بفعل مقدر، أو معطوف على قوله سبحانه- قبل ذلك: وَنُوحاً إِذْ نادى.

وسليمان هو ابن داود، وكلاهما من أنبياء الله- سبحانه-، وينتهى نسبهما إلى يعقوب- عليه السلام- وكانت وفاتهما قبل ميلاد المسيح- عليه السلام- بألف سنة تقريبا، وقد جمع الله- تعالى- لهما بين الملك والنبوة.

والحرث: الزرع. قيل: كان كرما- أى عنبا- تدلت عناقيده.

وقوله: نَفَشَتْ من النفش وهو الرعي بالليل خاصة. يقال: نفشت الغنم والإبل، إذا رعت ليلا بدون راع.

وقد ذكر المفسرون عند تفسيرهم لهذه الآيات روايات ملخصها: أن رجلين دخلا على داود- عليه السلام- أحدهما صاحب زرع، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الزرع لداود:

يا نبي الله، إن غنم هذا قد نفشت في حرثى فلم تبق منه شيئا، فحكم داود- عليه السلام- لصاحب الزرع أن يأخذ غنم خصمه في مقابل إتلافها لزرعه.

وعند خروجهما التقيا بسليمان- عليه السلام- فأخبراه بحكم أبيه. فدخل سليمان على أبيه فقال له: يا نبي الله، إن القضاء غير ما قضيت، فقال له: كيف؟ قال: ادفع الغنم إلى صاحب الزرع لينتفع بها، وادفع الزرع إلى صاحب الغنم ليقوم عليها حتى يعود كما كان. ثم يعيد كل منهما إلى صاحبه ما تحت يده، فيأخذ صاحب الزرع زرعه، وصاحب الغنم غنمه..

فقال داود- عليه السلام- القضاء ما قضيت يا سليمان .

والمعنى: اذكر- أيها الرسول الكريم- قصة داود وسليمان، وقت أن كانا يحكمان في الزرع الذي «نفشت فيه غنم القوم» أى: تفرقت فيه وانتشرت ليلا دون أن يكون معها راع فرعته وأفسدته.

قال القرطبي: «ولم يرد- سبحانه- بقوله إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ: الاجتماع في الحكم وإن جمعهما في القول، فإن حكمين على حكم واحد لا يجوز وإنما حكم كل واحد منهما على انفراده، وكان سليمان الفاهم لها بتفهيم الله- تعالى- له .

وقوله- تعالى-: وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ جملة معترضة جيء بها لبيان شمول علم الله- تعالى- وإحاطته بكل شيء.

أى: وكنا لما حكم به كل واحد منهما عالمين وحاضرين، بحيث لا يغيب عنا شيء مما قالاه.

وضمير الجمع في قوله لِحُكْمِهِمْ: لداود وسليمان، واستدل بذلك من قال إن أقل الجمع اثنان، وقيل: ضمير الجمع يعود عليهما وعلى صاحب الزرع وصاحب الحرث أى: وكنا للحكم الواقع بين الجميع شاهدين.

قال ابن إسحاق ، عن مرة ، عن ابن مسعود : كان ذلك الحرث كرما قد نبتت عناقيده . وكذا قال شريح .

قال ابن عباس : النفش : الرعي .

وقال شريح ، والزهري ، وقتادة : النفش بالليل . زاد قتادة : والهمل بالنهار .

قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب وهارون بن إدريس الأصم قالا : حدثنا المحاربي ، عن أشعث ، عن أبي إسحاق ، عن مرة ، عن ابن مسعود في قوله : ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ) قال : كرم قد أنبتت عناقيده ، فأفسدته . قال : فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم ، فقال سليمان : غير هذا يا نبي الله! قال : وما ذاك؟ قال : تدفع الكرم إلى صاحب الغنم ، فيقوم عليه حتى يعود كما كان ، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم إلى صاحبه ، ودفعت الغنم إلى صاحبها ، فذلك قوله : ( ففهمناها سليمان ) .

وهكذا روى العوفي ، عن ابن عباس .

وقال حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، حدثنا خليفة ، عن ابن عباس قال : فحكم داود بالغنم لأصحاب الحرث ، فخرج الرعاء معهم الكلاب ، فقال لهم سليمان : كيف قضى بينكم؟

فأخبروه ، فقال : لو وليت أمركم لقضيت بغير هذا! فأخبر بذلك داود ، فدعاه فقال : كيف تقضي بينهم؟ قال أدفع الغنم إلى صاحب الحرث ، فيكون له أولادها وألبانها وسلاؤها ومنافعها ويبذر أصحاب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم ، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ أصحاب الحرث الحرث وردوا الغنم إلى أصحابها .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا خديج ، عن أبي إسحاق ، عن مرة ، عن مسروق قال : الحرث الذي نفشت فيه الغنم إنما كان كرما نفشت فيه الغنم ، فلم تدع فيه ورقة ولا عنقودا من عنب إلا أكلته ، فأتوا داود ، فأعطاهم رقابها ، فقال سليمان : لا بل تؤخذ الغنم فيعطاها أهل الكرم ، فيكون لهم لبنها ونفعها ، ويعطى أهل الغنم الكرم فيصلحوه ويعمروه حتى يعود كالذي كان ليلة نفشت فيه الغنم ، ثم يعطى أهل الغنم غنمهم ، وأهل الكرم كرمهم .

وهكذا قال شريح ، ومرة ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد وغير واحد .

وقال ابن جرير : حدثنا ابن أبي زياد ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا إسماعيل ، عن عامر ، قال : جاء رجلان إلى شريح ، فقال أحدهما : إن شاة هذا قطعت غزلا لي ، فقال شريح : نهارا أم ليلا؟ فإن كان نهارا فقد برئ صاحب الشاة ، وإن كان ليلا ضمن ، ثم قرأ : ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه ) الآية .

وهذا الذي قاله شريح شبيه بما رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، من حديث الليث بن سعد ، عن الزهري ، عن حرام بن محيصة ; أن ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا ، فأفسدت فيه ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الحوائط حفظها بالنهار ، وما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها . وقد علل هذا الحديث ، وقد بسطنا الكلام عليه في كتاب " الأحكام " وبالله التوفيق .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر داود وسليمان يا محمد إذ يحكمان في الحرث.

واختلف أهل التأويل في ذلك الحرث ما كان؟ فقال بعضهم: كان نبتا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن إسحاق، عن مرّة في قوله ( إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ) قال: كان الحرث نبتا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قَتادة، قال: ذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا.

وقال آخرون: بل كان ذلك الحرث كَرْما.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا المحاربيّ، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرّة، عن ابن مسعود، في قوله ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ) قال: كَرْم قد أنبت عناقيده.

حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن شريح، قال: كان الحرث كَرما.

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قال الله تبارك وتعالى ( إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ) والحرث: إنما هو حرث الأرض، وجائز أن يكون ذلك كان زرعا، وجائز أن يكون غَرْسا، وغير ضائر الجهل بأيّ ذلك كان.

وقوله ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) (1) يقول: حين دخلت في هذا الحرث غنم القوم الآخرين من غير أهل الحرث ليلا فرعته أو أفسدته ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ) يقول: وكنا لحكم داود وسليمان والقوم الذين حكما بينهم فيما أفسدت غنم أهل الغنم من حرث أهل الحرث، شاهدين لا يخفى علينا منه شيء، ولا يغيب عنا علمه.

------------------------

الهوامش :

(1) نفشت الماشية في الزرع : تفرقت فيه ليلا ترعاه وليس معها راع والفعل من ... .

المعاني :

يَحْكُمَانِ :       يَقْضِيَانِ بَيْنَ خِصْمَيْنِ عَدَتْ غَنَمُ أَحَدِهِمَا عَلَى زَرْعِ الآخَرِ السراج
الْحَرْثِ :       الزَّرْعِ السراج
الحرث :       الزّرع أو الكرم معاني القرآن
نَفَشَتْ :       انْتَشَرَتْ فِيهِ لَيْلًا بِلَا رَاعٍ السراج
نفشت فيه :       انتشرت فيه ليلا بلا راعٍ فرعته معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[78] ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾ ذكر المفسرون أن رجلين دخلا على داود، أحدهما صاحب زرع، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الزرع لداود: «إن غنم هذا قد تفشت في حرثي، فلم تبق منه شيئًا»، فحكم داود لصاحب الزرع أن يأخذ غنم خصمه في مقابل إتلافها لزرعه، ثم التقيا بسليمان عليه السلام فأخبراه بحكم أبيه، فدخل سليمان على أبيه فقال له: «يا نبي الله، إن القضاء غير ما قضيت، ادفع الغنم إلى صاحب الزرع لينتفع بها، وادفع الزرع إلى صاحب الغنم ليقوم عليها حتى يعود كما كان، ثم يعيد كل منهم إلى صاحبه ما تحت يده، فيأخذ صاحب الزرع زرعه، وصاحب الغنم غنمه»، فقال داود: «القضاء ما قضيت يا سليمان».
وقفة
[78] ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾ نبيان ويشهد الله لحكمنها في قضية زرع وغنم، العدالة قضية كبرى.
وقفة
[78] ﴿إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾ استدل بها على جواز الاجتهاد في الأحكام ووقوعه للأنبياء, وأن المجتهد قد يخطئ وأنه مأجور مع الخطأ غير آثم, واستدل بها من قال برجوع الحاكم بعد قضائه عن اجتهاده إلي أرجح منه.
عمل
[78، 79] ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ أحضر ابنك في مجالسك، دربه على إبداء الرأي، اسمع منه، اقبل الحق منه؛ ولو خالف رأيك.
وقفة
[78، 79] ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ أي: فهمناه هذه القضية، ولا يدل ذلك أن داود لم يفهمه الله في غيرها، ولهذا خصها بالذكر؛ بدليل قوله: (وَكُلًا) من داود وسليمان (آتينا حكمًا وعلمًا) وهذا دليل على أن الحاكم قد يصيب الحق والصواب، وقد يخطئ ذلك، وليس بملوم إذا أخطأ مع بذل اجتهاده.
وقفة
[78، 79] ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ قال الحسن: «لولا هذه الآية؛ لرأيت القضاة هلكوا، ولكنه تعالى أثنى على سليمان بصوابه، وعذر داود باجتهاده».

الإعراب :

  • ﴿ وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ:
  • معطوفان بواوي العطف على وَنُوحاً إِذْ نادى» وتعربان اعرابه. ولم ينصرف-ينون-داود لعجمته وكذلك «سليمان» لانه منته بألف ونون وعلم معرفة. يحكمان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والالف ضمير الاثنين مبني على السكون في محل رفع فاعل.
  • ﴿ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ:
  • جار ومجرور متعلق بيحكمان. اذ: بدل من «إذ» الاولى وتعرب اعرابها. نفشت: فعل ماض مبني على الفتح.
  • ﴿ فِيهِ غَنَمُ:
  • جار ومجرور متعلق بنفشت. غنم: فاعل مرفوع بالضمة. والتاء في «نفشت» تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والجملة الفعلية «نفشت فيه الغنم» في محل جر بالاضافة بمعنى: اذ يحكمان في زرع رجل دخلت فيه غنم رجل آخر فرعته ليلا. ونفشت: بمعنى انتشرت ليلا.
  • ﴿ الْقَوْمِ وَكُنّا:
  • مضاف اليه مجرور بالكسرة. الواو استئنافية. كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مدغم بالنون الاولى مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
  • ﴿ لِحُكْمِهِمْ:
  • جار ومجرور متعلق بشاهدين. «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجمع الضمير لانه اراد المتحاكمين اليهما.
  • ﴿ شاهِدِينَ:
  • خبر «كان» منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم. والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [78] لما قبلها :     القصَّةُ الخامسةُ: قصَّةُ حكمِ داودَ وسليمانَ عليهما السلام بينَ خَصمين، إذ عَدَت غنم أحدهما على زرع الآخر، وانتشرت فيه ليلًا فأتلفت الزرع، فحكم داود عليه السلام بأن تكون الغنم لصاحب الزرع ملْكًا بما أتلفته، فقيمتهما سواء، قال تعالى:
﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لحكمهم:
وقرئ:
لحكمهما، والضمير لداود وسليمان، وهى قراءة ابن عباس.

مدارسة الآية : [79] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا ..

التفسير :

[79] فَفَهَّمنا سليمان مراعاة مصلحة الطرفين مع العدل، فحكم على صاحب الغنم بإصلاح الزرع التالف في فترة يستفيد فيها صاحب الزرع بمنافع الغنم من لبن وصوف ونحوهما، ثم تعود الغنم إلى صاحبها والزرع إلى صاحبه؛ لمساواة قيمة ما تلف من الزرع لمنفعة الغنم، وكلًّا من

{ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} أي:فهمناه هذه القضية، ولا يدل ذلك، أن داود لم يفهمه الله في غيرها، ولهذا خصها بالذكر بدليل قوله:{ وَكُلَا} من داود وسليمان{ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} وهذا دليل على أن الحاكم قد يصيب الحق والصواب وقد يخطئ ذلك، وليس بمعلوم إذا أخطأ مع بذل اجتهاده.

ثم ذكر ما خص به كلا منهما فقال:{ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} وذلك أنه كان من أعبد الناس وأكثرهم لله ذكرا وتسبيحا وتمجيدا، وكان قد أعطاه [الله] من حسن الصوت ورقته ورخامته، ما لم يؤته أحدا من الخلق، فكان إذا سبح وأثنى على الله، جاوبته الجبال الصم والطيور البهم، وهذا فضل الله عليه وإحسانه فلهذا قال:{ وَكُنَّا فَاعِلِينَ}

والضمير المنصوب في قوله- تعالى-: فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ يعود إلى القضية أو المسألة التي عرضها الخصمان على داود وسليمان.

أى: ففهمنا سليمان الحكم الأنسب والأوفق في هذه المسألة أو القضية، وذلك لأن داود- كما يقول العلماء. قد اتجه في حكمه إلى مجرد التعويض لصاحب الحرث. وهذا عدل فحسب.

أما حكم سليمان فقد تضمن مع العدل البناء والتعمير، وجعل العدل دافعا إلى البناء والتعمير، وهذا هو العدل الحي الإيجابى في صورته البانية الدافعة، وهو فتح من الله وإلهام يهبه من يشاء» .

وقوله- سبحانه- وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ثناء من الله- تعالى- على داود وسليمان- عليهما السلام- والمقصود من هذا الثناء دفع ما قد يتبادر إلى بعض الأذهان من أن داود لم يكن مصيبا في حكمه.

أى: وكلا من داود وسليمان قد أعطيناه من عندنا حُكْماً أى: نبوة وإصابة في القول والعمل وَعِلْماً أى: فقها في الدين، وفهما سليما للأمور.

وقد توسع بعض المفسرين في الحديث عن هذا الحكم الذي أصدره داود وسليمان في قضية الحرث أكان بوحي من الله إليهما، أم كان باجتهاد منهما، وقد رجح بعض العلماء أنه كان باجتهاد منهما فقال: اعلم أن جماعة من العلماء قالوا: إن حكم داود وسليمان في الحرث المذكور في هذه الآية كان بوحي، إلا أن ما أوحى إلى سليمان كان ناسخا لما أوحى إلى داود.

وفي الآية قرينتان على أن حكمهما كان باجتهاد لا بوحي، وأن سليمان أصاب فاستحق الثناء باجتهاده وإصابته، وأن داود لم يصب فاستحق الثناء باجتهاده، ولم يستوجب لوما ولا ذما لعدم إصابته.

كما أثنى- سبحانه- على سليمان بالإصابة في قوله فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وأثنى عليهما في قوله: وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً.

فدل قوله إِذْ يَحْكُمانِ على أنهما حكما فيها معا، كل منهما بحكم مخالف لحكم الآخر، ولو كان وحيا لما ساغ الخلاف. ثم قال: فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ فدل ذلك على أنه لم يفهمها داود، ولو كان حكمه فيها بوحي لكان مفهما إياها كما ترى.

فقوله: إِذْ يَحْكُمانِ مع قوله فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ قرينة على أن الحكم لم يكن بوحي بل باجتهاد، وأصاب فيه سليمان دون داود بتفهيم الله إياه ذلك.

والقرينة الثانية: هي أن قوله- تعالى- فَفَهَّمْناها يدل على أنه فهمه إياها من نصوص ما كان عندهم من الشرع، لا أنه- تعالى- أنزل عليه فيها وحيا جديدا ناسخا، لأن قوله- تعالى-: فَفَهَّمْناها أليق بالأول من الثاني كما ترى.. .

ثم بين- سبحانه- نماذج من النعم التي أنعم بها على داود- عليه السلام- فقال:

وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ.

والتسخير: التذليل أى: وجعلنا الجبال والطير يسبحن الله- تعالى- ويقدسنه مع داود، امتثالا لأمره- سبحانه-.

قال ابن كثير: وذلك لطيب صوته، بتلاوة كتابه الزبور، وكان إذا ترنم به تقف الطير في الهواء فتجاوبه، وترد عليه الجبال تأويبا. ولهذا لما مر النبي صلّى الله عليه وسلّم على أبى موسى الأشعرى، وهو يتلو القرآن من الليل، وكان له صوت طيب، فوقف واستمع إليه وقال:

«لقد أوتى هذا من مزامير آل داود» .

وقال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لم قدمت الجبال على الطير؟ قلت: لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز، لأنها جماد، والطير حيوان، إلا أنه غير ناطق، روى أنه كان يمر بالجبال مسبحا وهي تجاوبه، وقيل: كانت تسير معه حيث سار. .

وتسبيح الجبال والطير مع داود- عليه السلام- هو تسبيح حقيقى، ولكن بكيفية يعلمها الله- تعالى- كما قال- سبحانه- تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ.. .

وشبيه بالآية التي معنا قوله- تعالى-: وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ .

وقوله- سبحانه-: اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ .

ثم ختم- سبحانه- الآية الكريمة بقوله: وَكُنَّا فاعِلِينَ أى: وكنا فاعلين ذلك لداود من تسخير الجبال والطير معه يسبحن الله وينزهنه عن كل سوء، على سبيل التكريم له.

والتأييد لنبوته، إذ أن قدرتنا لا يعجزها شيء، سواء أكان هذا الشيء مألوفا للناس أم غير مألوف.

وقوله : ( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما ) قال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، عن حميد; أن إياس بن معاوية لما استقضى أتاه الحسن فبكى ، قال ما يبكيك؟ قال يا أبا سعيد ، بلغني أن القضاة : رجل اجتهد فأخطأ ، فهو في النار ، ورجل مال به الهوى فهو في النار ، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة . فقال الحسن البصري : إن فيما قص الله من نبأ داود وسليمان - عليهما السلام - والأنبياء حكما يرد قول هؤلاء الناس عن قولهم ، قال الله تعالى : ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ) فأثنى الله على سليمان ولم يذم داود . ثم قال - يعني : الحسن - : إن الله اتخذ على الحكماء ثلاثا : لا يشترون به ثمنا قليلا ولا يتبعون فيه الهوى ، ولا يخشون فيه أحدا ، ثم تلا ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ] ) وقال : ( فلا تخشوا الناس واخشون ) [ المائدة : 44 ] ، وقال ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) [ المائدة : 44 ] .

قلت : أما الأنبياء ، عليهم السلام ، فكلهم معصومون مؤيدون من الله عز وجل . وهذا مما لا خلاف فيه بين العلماء المحققين من السلف والخلف ، وأما من سواهم فقد ثبت في صحيح البخاري ، عن عمرو بن العاص أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " فهذا الحديث يرد نصا ما توهمه " إياس " من أن القاضي إذا اجتهد فأخطأ فهو في النار ، والله أعلم .

وفي السنن : " القضاة ثلاثة : قاض في الجنة ، وقاضيان في النار : رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة ، ورجل حكم بين الناس على جهل فهو في النار ، ورجل علم الحق وقضى بخلافه ، فهو في النار .

وقريب من هذه القصة المذكورة في القرآن ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، حيث قال : حدثنا علي بن حفص ، أخبرنا ورقاء عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما امرأتان معهما ابنان لهما ، جاء الذئب فأخذ أحد الابنين ، فتحاكمتا إلى داود ، فقضى به للكبرى ، فخرجتا . فدعاهما سليمان فقال : هاتوا السكين أشقه بينهما ، فقالت الصغرى : يرحمك الله هو ابنها ، لا تشقه ، فقضى به للصغرى " .

وأخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وبوب عليه النسائي في كتاب القضاء : ( باب الحاكم يوهم خلاف الحكم ليستعلم الحق ) .

وهكذا القصة التي أوردها الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في ترجمة " سليمان عليه السلام " من تاريخه ، من طريق الحسن بن سفيان ، عن صفوان بن صالح ، عن الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن بشر ، عن قتادة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس - فذكر قصة مطولة ملخصها - : أن امرأة حسناء في زمان بني إسرائيل ، راودها عن نفسها أربعة من رؤسائهم ، فامتنعت على كل منهم ، فاتفقوا فيما بينهم عليها ، فشهدوا عليها عند داود ، عليه السلام ، أنها مكنت من نفسها كلبا لها ، قد عودته ذلك منها ، فأمر برجمها . فلما كان عشية ذلك اليوم ، جلس سليمان ، واجتمع معه ولدان مثله ، فانتصب حاكما وتزيا أربعة منهم بزي أولئك ، وآخر بزي المرأة ، وشهدوا عليها بأنها مكنت من نفسها كلبا ، فقال سليمان : فرقوا بينهم . فقال لأولهم : ما كان لون الكلب؟ فقال : أسود . فعزله ، واستدعى الآخر فسأله عن لونه ، فقال : أحمر . وقال الآخر : أغبش . وقال الآخر : أبيض . فأمر بقتلهم ، فحكي ذلك لداود ، فاستدعى من فوره بأولئك الأربعة ، فسألهم متفرقين عن لون ذلك الكلب ، فاختلفوا عليه ، فأمر بقتلهم .

وقوله : ( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ) : وذلك لطيب صوته بتلاوة كتابه الزبور ، وكان إذا ترنم به تقف الطير في الهواء ، فتجاوبه ، وترد عليه الجبال تأويبا; ولهذا لما مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي موسى الأشعري ، وهو يتلو القرآن من الليل ، وكان له صوت طيب [ جدا ] . فوقف واستمع لقراءته ، وقال : " لقد أوتي هذا مزامير آل داود " . قال يا رسول الله ، لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا .

وقال أبو عثمان النهدي : ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا مزمار مثل صوت أبي موسى رضي الله عنه ، ومع هذا قال : لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود .

وقوله (فَفهَّمْناها) يقول: ففهَّمنا القضية في ذلك (سُلَيْمانَ) دون داود ، ( وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ) يقول: وكلهم من داود وسليمان والرسل الذين ذكرهم في أوّل هذه السورة آتينا حكما وهو النبوة، وعلما: يعني وعلما بأحكام الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كريب وهارون بن إدريس الأصمّ قالا ثنا المحاربيّ، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرّة، عن ابن مسعود، في قوله ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: كرم قد أنبت عناقيده فأفسدته، قال: فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم، فقال سليمان غير هذا يا نبيّ الله، قال: وما ذاك؟ قال: يدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها، حتى إذا كان الكرم كما كان دَفعت الكرم إلى صاحبه، ودَفعت الغنم إلى صاحبها، فذلك قوله ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ).

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ )... إلى قوله ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ) يقول: كنا لما حكما شاهدين، وذلك أن رجلين دخلا على داود، أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: إن هذا أرسل غنمه في حرثي، فلم يُبق من حرثي شيئا، فقال له داود: اذهب فإن الغنم كلها لك، فقضى بذلك داود، ومرّ صاحب الغنم بسليمان، فأخبره بالذي قضى به داود، فدخل سليمان على داود فقالا يا نبيّ الله إن القضاء سوى الذي قضيت، فقال: كيف؟ قال سليمان: إن الحرث لا يخفى على صاحبه ما يخرج منه في كل عام، فله من صاحب الغنم أن يبيع من أولادها وأصوافها وأشعارها حتى يستوفي ثمن الحرث، فإن الغنم لها نسل في كلّ عام، فقال داود: قد أصبت، القضاء كما قضيت، ففهَّمها الله سليمان.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن علي بن زيد، قال: ثني خليفة، عن ابن عباس قال: قضى داود بالغنم لأصحاب الحرث، فخرج الرُّعاة معهم الكلاب، فقال سليمان: كيف قضى بينكم؟ فأخبروه، فقال: لو وافيت أمركم لقضيت بغير هذا، فأُخبر بذلك داود، فدعاه فقال: كيف تقضي بينهم؟ قال: أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث، فيكون لهم أولادها وألبانها وسلاؤها ومنافعها، ويبذر أصحاب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه، أخذ أصحاب الحرث الحرث، وردّوا الغنم إلى أصحابها.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، قال: ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث، وحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها لأهل الحرث، وعليهم رعايتها على أهل الحرث، ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كهيئته يوم أُكل، ثم يدفعونه إلى أهله ويأخذون غنمهم.

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثني ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج بنحوه، إلا أنه قال: وعليهم رعيها.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن إسحاق، عن مرّة في قوله ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: كان الحرث نبتا، فنفشت فيه ليلا فاختصموا فيه إلى داود، فقضى بالغنم لأصحاب الحرث. فمرّوا على سليمان، فذكروا ذلك له، فقال: لا تُدفع الغنم فيصيبون منها، يعني أصحاب الحرث ويقوم هؤلاء على حرثهم، فإذا كان كما كان ردوا عليهم. فنـزلت ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ).

حدثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن شريح، في قوله ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: كان النفْش ليلا وكان الحرث كرما، قال: فجعل داود الغنم لصاحب الكرم، قال: فقال سليمان: إن صاحب الكرم قد بقي له أصل أرضه وأصل كرمه، فاجعل له أصوافها وألبانها! قال: فهو قول الله ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ).

حدثنا ابن أبي زياد، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل، عن عامر، قال: جاء رجلان إلى شُرَيح، فقال أحدهما: إن شياه هذا قطعت غَزْلا لي، فقال شريح: نهارا أم ليلا؟ قال: إن كان نهارا فقد برئ صاحب الشياه، وإن كان ليلا فقد ضمن، ثم قرأ ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: كان النفش ليلا.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن شريح بنحوه.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، عن شريح، مثله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ )... الآية، النفْش بالليل، والهَمَل بالنهار.

وذُكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا فُرفع ذلك إلى داود، فقضى بالغنم لأصحاب الزرع، فقال سليمان: ليس كذلك، ولكن له نسلها ورَسْلها وعوارضها وجُزازها، حتى إذا كان من العام المقبل كهيئته يوم أكل، دفعت الغنم إلى ربها وقبض صاحب الزرع زرعه، فقال الله ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ).

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتَادة والزهري ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: نفشت غنم في حرث قوم، قال الزهري: والنفش لا يكون إلا ليلا فقضى داود أن يأخذ الغنم، ففهمها الله سليمان، قال: فلما أخبر بقضاء داود، قال: لا ولكن خذوا الغنم، ولكم ما خرج من رسلها وأولادها وأصوافها إلى الحول.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: في حرث قوم، قال معمر: قال الزهري: النفش لا يكون إلا بالليل، والهمل بالنهار، قال قَتادة: فقضى أن يأخذوا الغنم، ففهمها الله سليمان، ثم ذكر باقي الحديث نحو حديث عبد الأعلى.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ )... الآيتين، قال: انفلت غنم رجل على حرث رجل فأكلته، فجاء إلى داود، فقضى فيها بالغنم لصاحب الحرث بما أكلت، وكأنه رأى أنه وجه ذلك، فمرّوا بسليمان، فقال: ما قضى بينكم نبيّ الله؟ فأخبروه، فقال: ألا أقضي بينكما عسى أن ترضيا به؟ فقالا نعم. فقال: أما أنت يا صاحب الحرث، فخذ غنم هذا الرجل فكن فيها كما كان صاحبها، أصب من لبنها وعارضتها وكذا وكذا ما كان يصيب، وأحرث أنت يا صاحب الغنم حرث هذا الرجل، حتى إذا كان حرثه مثله ليلة نفشت فيه غنمك، فأعطه حرثه، وخذ غنمك، فذلك قول الله تبارك وتعالى ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) وقرأ حتى بلغ قوله ( وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ).

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، في قوله ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) قال: رعت.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: النفش: الرعية تحت الليل.

قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن حرام بن محيصة بن مسعود، قال: " دخلت ناقة للبراء بن عازب حائطا لبعض الأنصار فأفسدته، فرُفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) فقضى على البراء بما أفسدته الناقة، وقال عَلى أصحَابِ المَاشِيةِ حِفْظُ المَاشِيَةِ باللَّيْلِ، وَعَلى أصحَابِ الحَوَائِطِ حِفْظُ حِيطانِهِمْ بالنَّهارِ".

قال الزهري: وكان قضاء داود وسليمان في ذلك أن رجلا دخلت ماشيته زرعا لرجل فأفسدته، ولا يكون النفوش إلا بالليل، فارتفعا إلى داود، فقضى بغنم صاحب الغنم لصاحب الزرع، فانصرفا فمرا بسليمان، فقال: بماذا قضى بينكما نبيّ الله؟ فقالا قضى بالغنم لصاحب الزرع، فقال: إن الحكم لعلى غير هذا، انصرفا معي! فأتى أباه داود، فقال: يا نبيّ الله، قضيت على هذا بغنمه لصاحب الزرع؟ قال نعم. قال: يا نبيّ الله، إن الحكم لعلى غير هذا، قال: وكيف يا بنيّ؟ قال: تدفع الغنم إلى صاحب الزرع، فيصيب من ألبانها وسمونها وأصوافها، وتدفع الزرع إلى صاحب الغنم يقوم عليه، فإذا عاد الزرع إلى حاله التي أصابته الغنم عليها، ردّت الغنم على صاحب الغنم، وردّ الزرع إلى صاحب الزرع، فقال داود: لا يقطع الله فمك، فقضى بما قضى سليمان، قال الزهري: فذلك قوله ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ )... إلى قوله ( حُكْمًا وَعِلْمًا ).

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، وعليّ بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق، قال: فحدثني من سمع الحسن يقول: كان الحكم بما قضى به سليمان، ولم يعنف الله داود في حكمه.

وقوله ( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ) يقول تعالى ذكره: وسخرنا مع داود الجبال، والطير يسبحن معه إذا سبح.

وكان قَتادة يقول في معنى قوله ( يُسَبِّحْنَ ) في هذا الموضع ما حدثنا به بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ) : أي يصلين مع داود إذا صلى.

وقوله ( وَكُنَّا فَاعِلِينَ ) يقول: وكنا قد قضينا أنا فاعلو ذلك، ومسخرو الجبال والطير في أمّ الكتاب مع داود عليه الصلاة والسلام.

المعاني :

يُسَبِّحْنَ :       تُسَبِّحُ الجِبَالُ مَعَهُ إِذَا سَبَّحَ السراج

التدبر :

وقفة
[79] ﴿فَفَهَّمْنَاهَا﴾ الإنسانُ مفتقرٌ إلى ربِّه في فَهمِه للأمورِ، فيا من فهَّمتَ سليمانَ فهـمِّنا.
وقفة
[79] ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ هو صاحب الحكم الأنسب في هذه القضية؛ لأن داود اتجه في حكمه إلى مجرد التعويض لصاحب الحرث، وهذا عدل فحسب، أما حکم سليمان فقد تضمن مع العدل البناء والتعمير، وهذا هو العدل الإيجابي في صورته الهادفة البانية.
وقفة
[79] ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ مهما بلغ الذكاء بالمرء، لن يَفهم الأمور -كما ينبغي- حتى يُفهمهُ ربه، انظروا إلى الذين اعتمدوا على ذكائهم كيف يتخبطون.
وقفة
[79] ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ كذا ببساطة يفهم الابن فهمًا أصوب من الأب، وتصبح: (أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) هباء.
وقفة
[79] ليس هناك علم بلا تعلم، هناك وحي يأتي الأنبياء، وهناك علم يتأتى من التعلم، وهناك فهم دقيق لكتاب الله، وهو فضل من الله لعباده ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾.
وقفة
[79] قد يفتح الله لطالب علم صغير من الفهم ما لا يكون للكبار ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾، العلم لا يفاضل فيه بالسن.
وقفة
[79] من فضيلة العلم على المال: أن الله فهم سليمان مسألة فمن عليه: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾، وأعطاه الملك ولم يمن عليه: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِك﴾ [ص: 39].
وقفة
[79] ﴿فَفَهَّمناها سُلَيمانَ﴾ الفهم منحة ربانية
وقفة
[79] ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ قد يتفوق الابن على أبيه، وليس في ذلك ذم للأب ﴿وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾.
وقفة
[79] ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾ خطأ المجتهد لا يقدح فيه، حتى وإن كان الصواب خلاف ما توصل إليه المجتهد ﴿وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾.
وقفة
[79] ﴿فَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ من التَّأديبِ الإلَهِي: التأديبُ على الإنصافِ وذكرِ الفضائلَ عندَ المقارنةِ والتفضيلِ.
تفاعل
[79] ﴿فَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ قل: «اللهم يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني».
وقفة
[79] ﴿وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ قد يَمُنُّ الله بالعلم على من يشاء، لكنه يمتن بالفهم على بعض العلماء ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾.
وقفة
[79] ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾ وذلك أنه كان من أعبد الناس وأكثرهم لله ذكرًا، وتسبيحًا، وتمجيدًا.
وقفة
[79] ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾ مر النبي ﷺ على أبي موسى الأشعري، وهو يتلو القرآن من الليل، فوقف واستمع إليه وقال: «يَا أَبَا مُوسَى لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» [البخاري 5048]، وفي رواية: «لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُهُ لَكَ تَحْبِيرًا»، والتحبير: التحسين والتزيين، وفي هذا جواز تحسين الصوت وتجويد التلاوة لأجل انتفاع السامعين.
لمسة
[79] ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾ قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لم قدم الجبال على الطير؟ قلت: لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز؛ لأنها جماد، والطير حيوان، إلا أنه غير ناطق، روي أنه كان يمر بالجبال مسبحًا وهي تجاوبه، وقيل: كانت تسير معه حيث سار».
وقفة
[79] ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾ والظاهر أن قوله: (وَكُنَّا فَاعِلِينَ) مؤكد لقوله: (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ)، والموجب لهذا التأكيد أن تسخير الجبال وتسبيحها أمر عجب خارق للعادة، مظنة لأن يكذب به الكفرة الجهلة.
تفاعل
[79] ﴿يُسَبِّحْنَ﴾ سَبِّح الله الآن.

الإعراب :

  • ﴿ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ:
  • الفاء استئنافية. فهم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و«ها» ضمير الغائبة مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان مقدم على المفعول الاول والضمير يعود على الحكمة او الفتوى التي ابداها ابنه سليمان. سليمان: مفعول به منصوب بالفتحة وهو ممنوع من الصرف-التنوين-.
  • ﴿ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً:
  • اعربت في الآية الكريمة الثانية والسبعين والآية الكريمة الثالثة والسبعين.
  • ﴿ وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ:
  • معطوفة بالواو على «آتينا» وتعرب اعرابها. مع: ظرف مكان منصوب على الظرفية يدل على المصاحبة متعلق بسخرنا. وهو مضاف. داود: مضاف اليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف-التنوين-.
  • ﴿ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ:
  • الجبال: مفعول به منصوب بالفتحة. يسبحن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الاناث والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «يسبحن» في محل نصب حال. بمعنى: مسبحات. ويجوز ان تكون استئنافية لا محل لها اي جوابا لسؤال مقدر: كيف سخرهن؟ فقال: ليسبحن. الواو عاطفة. الطير: اسم معطوف على «الجبال» منصوب مثلها بالفتحة. ويجوز ان يكون مفعولا معه منصوبا بالفتحة.
  • ﴿ وَكُنّا فاعِلِينَ:
  • تعرب اعراب «وكنا شاهدين» الواردة في الآية الكريمة السابقة. ومفعول اسم الفاعل «فاعلين» محذوف بمعنى: وكنا فاعلين امثال هذه المعجزات.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [79] لما قبلها :     ولَمَّا حكمَ داود عليه السلام؛ راعى سليمان عليه السلام مصلحة الطرفين مع العدل، فحكم على صاحب الغنم بإصلاح الزرع التالف في فترة يستفيد فيها صاحب الزرع بمنافع الغنم من لبن وصوف ونحوهما، ثم تعود الغنم إلى صاحبها والزرع إلى صاحبه، قال تعالى: ) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ( وبعد أن مدحَ اللهُ حكمَ سليمان عليه السلام؛ أثنى هنا على داود وسليمان عليهما السلام؛ دفعًا لما قد يتبادر إلى بعض الأذهان من أن داود عليه السلام لم يكن مصيبًا في حكمه، فقال تعالى: ) وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ( وبعد الثناء على داود وسليمان عليهما السلام؛ ذكَرَ اللهُ هنا ما خَصَّ به كل واحد منهما مِنَ نعم، وبدأ بداود عليه السلام؛ لأنه الوالد: 1- تسبيح الجبال والطير معه إذا سبَّح، قال تعالى:
﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ففهمناها:
1- بالتضعيف، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- فأفهمناها، عدى بالهمزة، وهى قراءة عكرمة.

مدارسة الآية : [80] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم ..

التفسير :

[80] واختصَّ الله داود عليه السلام بأن علَّمه صناعة الدروع يعملها حِلَقاً متشابكة، تسهِّل حركة الجسم؛ لتحمي المحاربين مِن وَقْع السلاح فيهم، فهل أنتم شاكرون نعمة الله عليكم حيث أجراها على يد عبده داود؟

{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} أي:علم الله داود عليه السلام، صنعة الدروع، فهو أول من صنعها وعلمها وسرت صناعته إلى من بعده، فألان الله له الحديد، وعلمه كيف يسردها والفائدة فيها كبيرة،{ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} أي:هي وقاية لكم، وحفظ عند الحرب، واشتداد البأس.

{ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} نعمة الله عليكم، حيث أجراها على يد عبده داود، كما قال تعالى:{ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}

يحتمل أن تعليم الله لداود صنعة الدروع وإلانتها أمر خارق للعادة، وأن يكون - كما قاله المفسرون-:إن الله ألان له الحديد، حتى كان يعمله كالعجين والطين، من دون إذابة له على النار، ويحتمل أن تعليم الله له، على جاري العادة، وأن إلانة الحديد له، بما علمه الله من الأسباب المعروفة الآن، لإذابتها، وهذا هو الظاهر، لأن الله امتن بذلك على العباد وأمرهم بشكرها، ولولا أن صنعته من الأمور التي جعلها الله مقدورة للعباد، لم يمتن عليهم بذلك، ويذكر فائدتها، لأن الدروع التي صنع داود عليه السلام، متعذر أن يكون المراد أعيانها، وإنما المنة بالجنس، والاحتمال الذي ذكره المفسرون، لا دليل عليه إلا قوله:{ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} وليس فيه أن الإلانة من دون سبب، والله أعلم بذلك.

وقوله- تعالى-: وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ بيان لنعمة أخرى من النعم التي أنعم الله بها على داود.

واللبوس: كل ما يلبس كاللباس والملبس: والمراد به هنا: الدروع.

أى: وبجانب ما منحنا داود من فضائل، فقد علمناه من لدنا صناعة الدروع بحذق وإتقان، وهذه الصناعة التي علمناه إياها بمهارة وجودة لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ.

أى: لتجعلكم في حرز ومأمن من الإصابة بآلة الحرب. وتقى بعضكم من بأس بعض، لأن الدرع تقى صاحبها من ضربات السيوف، وطعنات الرماح.

يقال: أحصن فلان فلانا، إذا جعله في حرز وفي مكان منيع من العدوان عليه.

والاستفهام في قوله: فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ للحض والأمر أى: فاشكروا الله- تعالى- على هذه النعم، بأن تستعملوها في طاعته- سبحانه-.

قال القرطبي- رحمه الله-: «وهذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب. لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء، فالسبب سنة الله في خلقه، فمن طعن في ذلك فقط طعن في الكتاب والسنة، وقد أخبر الله- تعالى- عن نبيه داود أنه كان يصنع الدروع، وكان- أيضا- يصنع الخوص، وكان يأكل من عمل يده، وكان آدم حراثا، ونوح نجارا، ولقمان خياطا، وطالوت دباغا، فالصنعة يكف بها الإنسان نفسه عن الناس، ويدفع بها عن نفسه الضرر والبأس، وفي الحديث: «إن الله يحب المؤمن المحترف المتعفف، ويبغض السائل الملحف» .

وقوله : ( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم ) يعني صنعة الدروع .

قال قتادة : إنما كانت الدروع قبله صفائح ، وهو أول من سردها حلقا . كما قال تعالى : ( وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد ) [ سبأ : 10 ، 11 ] أي : لا توسع الحلقة فتقلق المسمار ، ولا تغلظ المسمار فتقد الحلقة; ولهذا قال : ( لتحصنكم من بأسكم ) يعني : في القتال ، ( فهل أنتم شاكرون ) أي : نعم الله عليكم ، لما ألهم به عبده داود ، فعلمه ذلك من أجلكم .

يقول تعالى ذكره: وعلمنا داود صنعة لبوس لكم، واللبوس عند العرب: السلاح كله، درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رمحا، يدلّ على ذلك قول الهُذليّ:

وَمَعِـــي لَبُـــوسٌ لِلَّبِيسِ كأنَّــهُ

رَوقٌ بِجَبْهَــةِ ذِي نِعــاجٍ مُجْــفِلِ (2)

وإنما يصف بذلك رمحا، وأما في هذا الموضع فإن أهل التأويل قالوا: عنى الدروع.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ )... الآية، قال: كانت قبل داود صفائح، قال: وكان أوّل من صنع هذا الحلق وسرد داود.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ ) قال: كانت صفائح، فأوّل من سَرَدَها وحَلَّقها داود عليه السلام.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله (لِتُحْصِنَكُمْ) فقرأ ذلك أكثر قرّاء الأمصار ( لِيُحْصِنَكُمْ ) بالياء، بمعنى: ليحصنكم اللَّبوس من بأسكم، ذَكَّروه لتذكير اللَّبوس، وقرأ ذلك أبو جعفر يزيد بن القعقاع (لِتُحْصِنَكُمْ) بالتاء، بمعنى: لتحصنكم الصنعة، فأنث لتأنيث الصنعة، وقرأ شيبة بن نصاح وعاصم بن أبي النَّجود ( لِنُحْصِنَكُمْ) بالنون، بمعنى: لنحصنكم نحن من بأسكم.

قال أبو جعفر: وأولى القراءات في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالياء، لأنها القراءة التي عليها الحجة من قرّاء الأمصار، وإن كانت القراءات الثلاث التي ذكرناها متقاربات المعاني، وذلك أن الصنعة هي اللبوس، واللَّبوس هي الصنعة، والله هو المحصن به من البأس، وهو المحصن بتصيير الله إياه كذلك، ومعنى قوله: (لِيُحْصِنَكُمْ) ليحرزكم، وهو من قوله: قد أحصن فلان جاريته، وقد بيَّنا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل، والبأس: القتال، وعلَّمنا داود صنعة سلاح لكم ليحرزكم إذا لبستموه، ولقيتم فيه أعداءكم من القتل.

وقوله ( فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ) يقول: فهل أنتم أيها الناس شاكرو الله على نعمته عليكم بما علَّمكم من صنعة اللبوس المحصن في الحرب وغير ذلك من نعمه عليكم، يقول: فاشكروني على ذلك.

------------------------

الهوامش :

(2) البيت في ( اللسان : لبس ) . واللبوس : ما يلبس ، واللبوس : الثياب والسلاح ، مذكر ، فإن ذهبت به إلى الدرع أنثت وقال الله تعالى : ( وعلمناه صنعة لبوس لكم ) : قالوا : هي الدرع تلبس في الحروب .

واستشهد المؤلف بالبيت على أن اللبوس عام في السلاح كله : الدرع والسيف والرمح والجوشن . والتشبيه في البيت يعطي ما قاله المؤلف ، لأن الشاعر يشبه رمحا بروق الثور المجفل ، يدافع عن نعاجه ، وهي بقر الوحش .

المعاني :

صَنْعَةَ لَبُوسٍ :       صِنَاعَةَ الدُّرُوعِ يَعْمَلُهَا حِلَقًا مُتَشَابِكَةً السراج
صنعة لَبوس :       عمل الدّروع تلبس في الحرب معاني القرآن
لِتُحْصِنَكُم :       لِتَحْمِيَكُمْ السراج
لِتُحصنكم :       لتحفظكم و تقيكم معاني القرآن
بَاسِكُمْ :       حَرْبِكُمْ السراج
بأسكم :       حرب عدوّكم و إصابتكم بسلاحه معاني القرآن

التدبر :

عمل
[80] ﴿وَعَلَّمْنَاهُ﴾، ﴿أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ [العنكبون: 49]، ﴿مِمَّا عُلِّمْتَ﴾ [الكهف: 66]؛ لا تغتر بعلمك، إنما هو شيء أوتيته وعُلمته، ليس لك منه شيء.
وقفة
[80] من الأنبياء من أتقن صنع الدروع الواقية من القتل (داود)، وليس فيهم من أتقن صنع آلة القتل فيما أعلم ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ﴾.
عمل
[80] شارك في دورة مهارية تتعلم فيها صنعة نافعة ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ﴾.
وقفة
[80] ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ﴾ شكر العبد لربه: هو أن يستعين بنعمه على طاعته، وشكر الرب لعبده: هو أن يثيبه الثواب الجزيل من عمله القليل.
وقفة
[80] ﴿صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ﴾ هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب، لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء! فالسبب سنة الله في خلقه؛ فمن طعن في ذلك فقد طعن في الكتاب والسنة.

الإعراب :

  • ﴿ وَعَلَّمْناهُ:
  • الواو عاطفة. علّم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به اول. اي وعلمنا داود.
  • ﴿ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ:
  • صنعة: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. لبوس: مضاف اليه مجرور بالكسرة. لكم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «لبوس».والميم علامة جمع الذكور بمعنى صنعة الدروع اي عملها وهو ما يلبس.
  • ﴿ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ:
  • بمعنى: لتحميكم او لتقيكم من شدتكم في الحروب. اللام حرف جر للتعليل. تحصن: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الصنعة او اللبوس. من بأسكم: جار ومجرور متعلق بتحصن. والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «تحصنكم من بأسكم» صلة «أن» المضمرة لا محل لها من الاعراب ... و «أن» المصدرية المضمرة وما بعدها: بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بعلمناه.
  • ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ:
  • الفاء استئنافية. هل: حرف استفهام لا محل له من الاعراب. انتم: ضمير رفع منفصل-ضمير المخاطبين-في محل رفع مبتدأ. شاكرون: خبر المبتدأ-انتم-مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.'

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [80] لما قبلها :     2- علَّمه صناعة الدروع، قال تعالى:
﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لبوس:
1- بفتح اللام، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بضمها.
لتحصنكم:
1- بالتاء وإسكان الحاء، أي: لتحصنكم الصنعة، واللبوس، على معنى الدرع، ودرع الحديد مؤنثة، وهى قراءة ابن عامر، وحفص، والحسن، وسلام، وأبى جعفر، وشيبة، وزيد بن على.
وقرئ:
2- بياء الغيبة وإسكان الحاء، أي الله، فيكون التفاتا، إذ جاء بعده ضمير متكلم فى «علمناه» ، وهى قراءة الجمهور.
3- بالنون وإسكان الحاء، وهى قراءة أبى حنيفة، ومسعود بن صالح، ورويس، والجعفي، وهارون، ويونس المنقري، كلهم عن أبى عمرو.
4- بالياء وفتح الحاء وتشديد الصاد، وهى قراءة الفقيمي، عن أبى عمرو، وابن أبى حماد، عن أبى بكر.
5- بالتاء والتشديد، وهى قراءة ابن وثاب، والأعمش.

مدارسة الآية : [81] :الأنبياء     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ ..

التفسير :

[81] وسخَّرنا لسليمان الريح شديدة الهبوب تحمله ومَن معه، تجري بأمره إلى أرض «بيت المقدس»ﺑ«الشام» التي باركنا فيها بالخيرات الكثيرة، وقد أحاط علمنا بجميع الأشياء.

{ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} أي:سخرناها{ عَاصِفَةً} أي:سريعة في مرورها،{ تَجْرِي بِأَمْرِهِ} حيث دبرت امتثلت أمره، غدوها شهر ورواحها شهر{ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} وهي أرض الشام، حيث كان مقره، فيذهب على الريح شرقا وغربا، ويكون مأواها ورجوعها إلى الأرض المباركة،{ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} قد أحاط علمنا بجميع الأشياء، وعلمنا من داود وسليمان، ما أوصلناهما به إلى ما ذكرنا.

ثم بين- سبحانه- بعد ذلك جانبا من نعمه على سليمان بن داود فقال: وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها.

وقوله: وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ معطوف على معمول «سخرنا» في قوله- تعالى- قبل ذلك: وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ و «عاصفة» حال من الريح.

أى: وسخرنا لسليمان الريح حال كونها عاصفة أى: شديدة الهبوب، كما سخرنا مع أبيه الجبال يسبحن والطير.

يقال: عصفت الريح تعصف إذا اشتدت، فهي عاصف وعاصفة وعصوف سميت بذلك لتحطيمها ما تمر عليه فتجعله كالعصف وهو التبن.

وقوله- تعالى-: تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها أى: جعلناها مع قوتها وشدتها تجرى بأمر سليمان وإذنه إلى الأرض التي باركنا فيها وهي أرض الشام. وقيل: يحتمل أن يكون المراد بها ما هو أعم من أرض الشام.

ووصفت الريح هنا بأنها عاصفة، وفي آية أخرى بأنها رخاء قال- تعالى-: تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ . لأنها تارة تكون عاصفة، وتارة تكون لينة رخاء. على حسب ما تقتضيه حكمته- سبحانه-.

وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله: «فإن قلت: وصفت هذه الرياح بالعصف تارة وبالرخاوة أخرى، فما التوفيق بينهما؟.

قلت: كانت في نفسها رخية طيبة كالنسيم، فإذا مرت بكرسيه أبعدت به في مدة يسيرة، على ما قال: «غدوها شهر ورواحها شهر» فكان جمعها بين الأمرين أن تكون رخاء في نفسها وعاصفة في عملها، مع طاعتها لسليمان على حسب ما يريد» .

وقال- سبحانه- هنا: تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها أى تجرى بأمره إلى تلك الأرض في حال إيابه ورجوعه إليها، حيث مقر مملكته ومسكنه. فالمقصود من الآية الكريمة الإخبار عن جريانها في حال عودته إلى مملكته.

أما الآية الأخرى التي تقول: فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ أى: حيث أراد لها أن تجرى، فالمقصود منها الإخبار عن جربها بإذنه في غير حال عودته إلى مملكته، وبذلك أمكن الجمع بين الآيتين، إذ الجهة فيهما منفكة.

وقوله- تعالى-: وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ أى: وكنا بكل شيء يجرى في هذا الكون عالمين علما مطلقا لا كعلم غيرنا من خلقنا. فإنه علم محدود بما نشاؤه ونقدره.

فالجملة الكريمة بيان لإحاطة علم الله- تعالى- بكل شيء، والتنبيه بأن ما أعطاه الله- تعالى- لسليمان، إنما كان بإرادته- سبحانه- وعلمه.

وقوله : ( ولسليمان الريح عاصفة ) أي : وسخرنا لسليمان الريح العاصفة ، ( تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) يعني أرض الشام ، ( وكنا بكل شيء عالمين ) وذلك أنه كان له بساط من خشب ، يوضع عليه كل ما يحتاج إليه من أمور المملكة ، والخيل والجمال والخيام والجند ، ثم يأمر الريح أن تحمله فتدخل تحته ، ثم تحمله فترفعه وتسير به ، وتظله الطير من الحر ، إلى حيث يشاء من الأرض ، فينزل وتوضع آلاته وخشبه ، قال الله تعالى : ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ) ، وقال ( غدوها شهر ورواحها شهر ) [ سبأ : 12 ] .

قال ابن أبي حاتم : ذكر عن سفيان بن عيينة ، عن أبي سنان ، عن سعيد بن جبير قال : كان يوضع لسليمان ستمائة ألف كرسي ، فيجلس مما يليه مؤمنو الإنس ، ثم يجلس من ورائهم مؤمنو الجن ، ثم يأمر الطير فتظلهم ، ثم يأمر الريح فتحمله صلى الله عليه وسلم .

وقال عبد الله بن عبيد بن عمير : كان سليمان يأمر الريح ، فتجتمع كالطود العظيم ، كالجبل ، ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها ، ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة ، فترتفع حتى تصعد على فراشه ، ثم يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء ، وهو مطأطئ رأسه ، ما يلتفت يمينا ولا شمالا تعظيما لله عز وجل ، وشكرا لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله تعالى حتى تضعه الريح حيث شاء أن تضعه

يقول تعالى ذكره (وَ) سخرنا(لِسُلَيْمانَ) بن داود ( الرِّيحَ عَاصِفَةً ) وعصوفُها: شدة هبوبها؛( تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ) يقول: تجري الريح بأمر سليمان إلى الأرض التي باركنا فيها، يعني: إلى الشام، وذلك أنها كانت تجري بسليمان وأصحابه إلى حيث شاء سليمان، ثم تعود به إلى منـزله بالشام، فلذلك قيل: ( إِلَى الأرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ).

كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه قال: كان سليمان إذا خرج إلى مجلسه عكفت عليه الطير، وقام له الجنّ والإنس حتى يجلس إلى سريره، وكان امرءا غزّاء، قلما يقعد عن الغزو، ولا يسمع في ناحية من الأرض بملك إلا أتاه حتى يذله، وكان فيما يزعمون إذا أراد الغزو، أمر بعسكره فضَرب له بخشب، ثم نصب له على الخشب، ثم حمل عليه الناس والدوابّ وآلة الحرب كلها، حتى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح، فدخلت تحت ذلك الخشب فاحتملته، حتى إذا استقلت أمر الرخاء، فمدّته شهرا في روحته، وشهرا في غدوته إلى حيث أراد، يقول الله عزّ وجل فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ قال وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ قال: فذكر لي أن منـزلا بناحية دجلة مكتوب فيه كتاب كتبه بعض صحابة سليمان، إما من الجنّ وإما من الإنس، نحن نـزلناه وما بنيناه، ومبنيا وجدناه، غدونا من إصطخر فقلناه، ونحن راحلون منه إن شاء الله قائلون الشام.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً )... إلى قوله ( وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ) قال: ورث الله سليمان داود، فورثه نبوّته وملكه وزاده على ذلك أن سخر له الريح والشياطين.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ ) قال: عاصفة شديدة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها، قال: الشام.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار بالنصب على المعنى الذي ذكرناه، وقرأ ذلك عبد الرحمن الأعرج ( الرِّيحُ) رفعا بالكلام في سليمان على ابتداء الخبر عن أن لسليمان الريح.

قال أبو جعفر: والقراءة التي لا أستجيز القراءة بغيرها في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجة من القرّاء عليه.

وقوله ( وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) يقول: وكنا عالمين بأن فعلنا ما فعلنا لسليمان من تسخيرنا له، وإعطائنا ما أعطيناه من الملك وصلاح الخلق، فعلى علم منا بموضع ما فعلنا به من ذلك فعلنا، ونحن عالمون بكل شيء لا يخفى علينا منه شيء.

المعاني :

عَاصِفَةً :       شَدِيدَةَ الهُبُوبِ السراج

التدبر :

وقفة
[81] ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً﴾، وفي موضع آخر قال تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ [ص: 36]، والعاصفة هي السريعة، والرخاء هي اللينة الناعمة الهادئة، فجمع الله فيها صفتي السرعة واللين؛ فلا تؤذي كبقية الرياح العاصفة.
وقفة
[81] ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ﴾ إذا دعوت الله ورضيت به وليًّا ووكيلًا؛ سخر لك من جنوده ما لم يكن في حسبانك.
وقفة
[81] ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ امتن عليه بالريح، وبوجهة الريح، سفرك إلى بيت المقدس نعمة من الله.
لمسة
[81] ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ لا تظن تخصيص الله لعبد بنعمة يقع بغير حكمة، فالله أعلم بمن يصلح لمشيئته، ومن هو أهل لنعمته وسيقوم بشكرها؛ ولذا غالبًا ما يذكر صفة العلم بعد ذكر التخصيص، حيث ذکر علمه عقب تخصيصه سليمان بتسخير الريح له: ﴿وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً:
  • معطوفة بالواو على وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ» الواردة في الآية الكريمة التاسعة والسبعين وتعرب اعرابها. و«سليمان» مجرور باللام.
  • ﴿ تَجْرِي بِأَمْرِهِ:
  • الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية من الريح. بمعنى: وسخرنا لسليمان الريح شديدة الهبوب تحمل لبساطه وتجري به. تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. بأمره: جار ومجرور متعلق بتجري. والهاء ضمير متصل-ضمير الغائب-في محل جر مضاف إليه.
  • ﴿ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي:
  • جار ومجرور متعلق بتجري. التي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة-نعت-للارض.
  • ﴿ بارَكْنا فِيها:
  • الجملة الفعلية: صلة الموصول لا محل لها. بارك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. فيها: جار ومجرور متعلق بباركنا.
  • ﴿ وَكُنّا بِكُلِّ:
  • الواو عاطفة. كنا: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل في محل رفع اسم «كان».بكل: جار ومجرور متعلق بعالمين.
  • ﴿ شَيْءٍ عالِمِينَ:
  • مضاف اليه مجرور بالكسرة. عالمين: خبر «كان» منصوب بالياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.'

المتشابهات :

الأنبياء: 81﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
ص: 36﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [81] لما قبلها :     ولَمَّا ذكَرَ اللهُ ما خَصَّ به داودَ عليه السلام من نعم، ذكَرَ هنا ما خَصَّ به ابنه سُلَيمانَ عليه السلام من نعم: 1- تسخير الريح له، قال تعالى:
﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

الريح:
1- بالإفراد والنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالإفراد والرفع، وهى قراءة ابن هرمز، وأبى بكر.
3- بالجمع والنصب، وهى قراءة الحسن، وأبى رجاء.
4- بالجمع والرفع، وهى قراءة أبى حيوة.

البحث بالسورة

البحث في المصحف