236567891011121314

الإحصائيات

سورة يوسف
ترتيب المصحف12ترتيب النزول53
التصنيفمكيّةعدد الصفحات13.50
عدد الآيات111عدد الأجزاء0.60
عدد الأحزاب1.20عدد الأرباع4.90
ترتيب الطول11تبدأ في الجزء12
تنتهي في الجزء13عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
حروف التهجي: 6/29آلر: 3/5

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (5) الى الآية رقم (6) عدد الآيات (2)

يعقوبُ عليه السلام يأمرُ يوسفَ عليه السلام بإخفاءِ الرؤيا عن إخوتِه حتى لا يحسدُوه ويكيدُوا له، ثُمَّ بيانُ اصطفاءِ اللهِ ليوسفَ عليه السلام نبيًا.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (7) الى الآية رقم (14) عدد الآيات (8)

الحسدُ يدفعُ إخوةَ يوسفَ إلى تدبيرِ مؤامرةٍ لقتلِه أو إلقائِه في أرضٍ بعيدةٍ، أو إلقائِه في بئرٍ يأخذُه بعضُ المسافرينَ، ثُمَّ طلبُوا من أبيِهم أنْ يرسلَه معَهم فخافَ عليه.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة يوسف

الثقة في تدبير الله (اصبر ولا تيأس)/ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ/ الصبر الجميل/ يوسف الإنسان قصة نجاح

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • إلى هؤلاء وإلى كل مسلم نزلت سورة يوسف.: نزلت تهمس في أذن كل مسلم في فترات الضيق أو البلاء؛ لتقول له: تعلَّم من يوسف عليه السلام الصبر، والأمل، وعدم اليأس رغم كل الظروف. وبالمقابل: تعلَّم منه كيف تواجه فترات الراحة والاطمئنان، وذلك بالتواضع والإخلاص لله عز وجل. فالسورة ترشدنا أن حياة الإنسان هي عبارة عن فترات رخاء وفترات شدة، فلا يوجد إنسان قط كانت حياته كلها فترات رخاء أو كلها فترات شدة، وهو في الحالتين: الرخاء والشدة، يُختبر.
  • • سورة يوسف أحسن القصص:: لأنها اشتملت على حاسد ومحسود، ومالك ومملوك، وشاهد ومشهود، وعاشق ومعشوق، وحبس وإطلاق، وخصب وإجداب، وذنب وعفو، وفراق ووصال، وسقم وصحة، وحل وترحال، وذل وعز. وعالجت مشاكل تربوية واجتماعية ونفسية وأخلاقية واقتصادية وسياسية.
  • • سورة يوسف أحسن القصص:: لأن في نهايتها حسن المآل وطيب العافية، فيعقوب عليه السلام رد إليه بصره وظفر بفلذة كبده، ويوسف عليه السلام آتاه الله الملك والحكمة، والأخوة تاب الله عليهم، ومنهم أو من ذريتهم اصطفى الله أسباط بني إسرائيل، وامرأة العزيز أقرت بذنبها وحسنت توبتها، وأهل مصر اجتازوا السبع الشداد حتى صار الناس يأتونهم من جميع الأقطار للمؤنة.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي :: «‏يوسف».
  • • معنى الاسم :: هو نبي الله يوسف بن نبي الله يعقوب بن نبي الله إسحاق بن نبي الله إبراهيم عليهم السلام.
  • • سبب التسمية :: لأنها ذكرت قصة ‏يوسف عليه السلام كاملة، ولم تذكر قصته في غيرها، بل لم يذكر اسمه إلا في سورة الأنعام آية (84) ، وغافر آية (34).
  • • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة :: الثقة بتدبير الله، والأمل، والصبر، وعدم اليأس رغم كل الظروف.
  • • علمتني السورة :: رعاية الله عز وجل لأوليائه ولطفه بهم في أوقات المحن.
  • • علمتني السورة :: أن القصص فيها الحسن والسيِّئ، وأن قصص القرآن أحسن القصص: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾
  • • علمتني السورة :: العفو والصفح ثم الإحسان بالدعاء من أخلاق الأنبياء: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾

مدارسة الآية : [5] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ ..

التفسير :

[5] قال يعقوب عليه السلام لابنه يوسف:يا بني لا تذكر لإخوتك هذه الرؤيا فيحسدوك، ويعادوك، ويحتالوا في إهلاكك، إن الشيطان للإنسان عدو ظاهر العداوة.

ولما بان تعبيرها ليوسف، قال له أبوه:{ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ْ} أي:حسدا من عند أنفسهم، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم.

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ْ} لا يفتر عنه ليلا ولا نهارا، ولا سرا ولا جهارا، فالبعد عن الأسباب التي يتسلط بها على العبد أولى، فامتثل يوسف أمر أبيه، ولم يخبر إخوته بذلك، بل كتمها عنهم.

ثم حكى- سبحانه- بعد ذلك ما قاله يعقوب لابنه يوسف بعد أن قص عليه رؤياه فقال: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً، إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ.

وقوله يا بُنَيَّ تصغير ابن. والتصغير هنا سببه صغر سنه مع الشفقة عليه، والتلطيف معه.

وقوله رُؤْياكَ من الرؤيا التي هي مصدر رأى العلمية الدالة على ما وقع للإنسان في نومه، أما رأى البصرية فيقال في مصدرها الرؤية.

وقوله «فيكيدوا لك..» من الكيد وهو الاحتيال الخفى بقصد الإضرار والفعل كاد يتعدى بنفسه، فيقال: كاده يكيده كيدا، إذا احتال لإهلاكه. ولتضمنه معنى احتال عدى باللام.

والمعنى: قال يعقوب لابنه يوسف- عليهما السلام- بشفقة ورحمة، بعد أن سمع منه ما رآه في منامه: «يا بنى» لا تخبر إخوتك بما رأيته في منامك فإنك إن أخبرتهم بذلك احتالوا لإهلاكك احتيالا خفيا، لا قدرة لك على مقاومته أو دفعه..

وإنما قال له ذلك، لأن هذه الرؤيا تدل على أن الله- تعالى- سيعطى يوسف من فضله عطاء عظيما. ويهبه منصبا جليلا، ومن شأن صاحب النعمة أن يكون محسودا من كثير من الناس، فخاف يعقوب من حسد إخوة يوسف له، إذا ما قص عليهم رؤياه، ومن عدوانهم عليه.

والتنوين في قوله «كيدا» للتعظيم والتهويل، زيادة في تحذيره من قص الرؤيا عليهم.

وجملة «إن الشيطان للإنسان عدو مبين» واقعة موقع التعليل للنهى عن قص الرؤيا على إخوته، وفيها إشارة إلى أن الشيطان هو الذي يغريهم بالكيد له إذا ما قص عليهم ما رآه، وهو بذلك لا يثير في نفسه الكراهة لإخوته.

أى: لا تخبر إخوتك بما رأيته في منامك، فيحتالوا للإضرار بك حسدا منهم لك، وهذا الحسد يغرسه الشيطان في نفوس الناس، لتتولد بينهم العداوة والبغضاء، فيفرح هو بذلك، إذ كل قبيح يقوله أو يفعله الناس يفرح له الشيطان.

هذا، وقد أخذ العلماء من هذه الآية أحكاما منها:

أنه يجوز للإنسان في بعض الأوقات أن يخفى بعض النعم التي أنعم الله بها عليه، خشية حسد الحاسدين، أو عدوان المعتدين.

وأن الرؤيا الصادقة حالة يكرم الله بها بعض عباده الذين زكت نفوسهم فيكشف لهم عما يريد أن يطلعهم عليه قبل وقوعه. ومن الأحاديث التي وردت في فضل الرؤيا الصالحة ما رواه البخاري عن عائشة- رضى الله عنها- أنها قالت: «أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحى الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح..» .

وفي حديث آخر: «الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» .

وفي حديث ثالث: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة للرجل الصالح، يراها أو ترى له» .

كذلك أخذ جمهور العلماء من هذه الآية أن إخوة يوسف لم يكونوا أنبياء.

قال الآلوسى عند تفسيره لهذه الآية ما ملخصه: «والظاهر أن القوم- أى إخوة يوسف- كانوا بحيث يمكن أن يكون للشيطان عليهم سبيل، ويؤيد هذا أنهم لم يكونوا أنبياء .

وهذا ما عليه الأكثرون سلفا وخلفا. أما السلف فإنه لم ينقل عن أحد من الصحابة أو التابعين أنه قال بنبوتهم.

وأما الخلف فكثير منهم نفى عنهم أن يكونوا أنبياء، وعلى رأى من قال بذلك الإمام ابن تيمية، في مؤلف له خاص بهذه المسألة، وقد قال فيه:

الذي يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار، أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن ولا في السنة ما يشير إلى أنهم كانوا أنبياء ... » .

يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا ، التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيما زائدا ، بحيث يخرون له ساجدين إجلالا وإكراما واحتراما فخشي يعقوب ، عليه السلام ، أن يحدث بهذا المنام أحدا من إخوته فيحسدوه على ذلك ، فيبغوا له الغوائل ، حسدا منهم له; ولهذا قال له : ( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) أي : يحتالوا لك حيلة يردونك فيها . ولهذا ثبتت السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به ، وإذا رأى ما يكره فليتحول إلى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثا ، وليستعذ بالله من شرها ، ولا يحدث بها أحدا ، فإنها لن تضره " . وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد ، وبعض أهل السنن ، من رواية معاوية بن حيدة القشيري أنه قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر ، فإذا عبرت وقعت " ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر ، كما ورد في حديث : " استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود "

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)

قال أبو جعفر : يقول جل ذكره قال: يعقوب لابنه يوسف: " يا بنيّ لا تقصص رؤياك "، هذه،" على إخوتك "، فيحسدوك (1) ، " فيكيدوا لك كيدًا "، يقول: فيبغوك الغوائل، ويناصبوك العداوة ، ويطيعوا فيك الشيطان (2) .(إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ، يقول: إن الشيطان لآدم وبنيه عدو ، قد أبان لهم عداوته وأظهرها (3) . يقول: فاحذر الشيطان أن يغريَ إخوتك بك بالحسد منهم لك، إن أنت قصصت عليهم رؤياك .

* * *

وإنما قال يعقوب ذلك ، لأنه قد كان تبين له من أخوته قبلَ ذلك حسدًا، (4) كما:-

18788- حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن أسباط ، عن السدي ، قال: نـزل يعقوب الشأم ، فكان همُّه يوسف وأخاه ، فحسده إخوته لما رأوا حبَّ أبيه له. ورأى يوسف في المنام كأن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رآهم له ساجدين ، فحدث بها أباه فقال: (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا ) ، الآية.

* * *

واختلف أهل العربية في وجه دخول " اللام " في قوله (فيكيدوا لك كيدا) .

فقال بعض نحويي البصرة: معناه: فيتخذوا لك كيدا ، وليست مثل: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [ سورة يوسف : 43 ] تلك أرادوا أن يوصل الفعل إليها باللام، كما يوصل بالباء ، كما تقول: " قدمت له طعامًا " ، تريد قدّمت إليه، وقال: يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ ،[ سورة يوسف : 48 ] ومثله قوله: قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ [ سورة يونس : 35 ] قال: وإن شئت كان: ( فيكيدوا لك كيدا) ، في معنى: " فيكيدوك " ، وتجعل اللام مثل: لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ [ سورة الأعراف : 154] وقد قال لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ إنما هو بمكان: " ربَّهم يرهبون " .

* * *

وقال بعضهم: أدخلت اللام في ذلك ، كما تدخل في قولهم: " حمدت لك " و " شكرت لك " ، و " حمدتك " و " شكرتك " . وقال: هذه لام جلبها الفعل ، (5) فكذلك قوله: (فيكيدوا لك كيدا) تقول: فيكيدوك ، ، أو: يكيدوا لك، فيقصدوك ، ويقصدوا لك ، قال: " وكيدًا ": توكيدٌ .

* * *

----------------------

الهوامش:

(1) انظر تفسير" القصص" فيما سلف ص : 551 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

(2) انظر تفسير" الكيد" فيما سلف ص : 361 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

(3) انظر تفسير" مبين" فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .

(4) في المطبوعة :" حسده" بالإضافة ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو جيد جدًا .

(5) في المطبوعة والمخطوطة :" هذه لام عليها الفعل" ، والصواب ما أثبت .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ﴾ تحبب إلى طفلك، وناده بلفظ البنوّة، اغرسها في قلبه صغيرًا، علّها تثمر فيه البرّ كبيرًا.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ﴾ استخدام أسلوب النداء بالبنوة يعين علي الاصغاء، ويهىء الابن للامتثال، ويشعره بصدق المربي وعطفه وشفقته.
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ في النفوس البشرية مقاومة شرسة للمتفوقين؛ لا تظهر تفوقك إلا عندما تكون مضطرًا.
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ براءة الأطفال تجعلهم يخبرون بما يقع لهم، فعلى الأبوين تحذيرهم من بث خصوصياتهم دفعًا للضرر أو الحسد.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ عَنْ مُعَاذ بن جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْتَعِينُوا عَلَى إِنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ، فَإِنَّ كُلّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُود» [أبونعيم في الحلية 5/215، وصححه الألباني].
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ احذر أنْ تخبر أحدًا عَن جميعِ أمورك الخاصَّة، حتى لو كان قريبًا أو أخًا لك؛ فبعضُ الصمتِ سلَامة.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ هذه الآية أصل في ألا نقص الرؤيا على غير شفيق ولا ناصح، ولا على من لا يحسن التأويل فيها.
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ اكتم النعمة، اكتم النعمة ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، فالنفوس ليست واحدة.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ هناك نفوس ضعيفة حتى الرؤى والأحلام تستنزف طاقة الحسد لديها.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ قص الرؤى والأحلام وغرائب الأمور على الآخرين عادة إنسانية عتيقة.
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ لا بأس أن تحذر الأخ من إخوته، والقريب من قريبه إن علمت شره يقينًا.
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ وضح مرادك وأفصح خطابك لدى الصغار، لاحظ فك إدغام: تقصّ إلى تقصص.
وقفة
[5]﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ يعقوب عليه السلام عرف تأويل الرؤيا، ولم يبال بذلك، فإن الرجل يود أن يكون ولده خيرًا منه، والأخ لا يود ذلك لأخيه.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ ليس شرطًا أن تعبر كل الرؤى، بعض الرؤى اكتف معها بالتوجيه العام.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ من أشد الفراسات مواطأة للحق فراسة الوالدين في أبنائهم.
اسقاط
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ لكل نعمة حاسد! كبرت أو صغرت، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد.
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ أطفئ نار الحاسدين بإخفاء مميزاتك عنهم، فهناك نفوس ضعيفة حتى وإن كانت طيبة، فقد تثق بمن تحب لكن لا تأمن عليهم من الشيطان! حتى الرؤى والأحلام قد تستفز طاقة الحسد عندهم، فتنبه.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِين يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَيَتَعَوَّذْ مِن شَرِّهَا؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ »، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: «وَإِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيّ مِن الْجَبَلِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا». [البخاري 5747].
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا؛ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاَثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِى كَانَ عَلَيْهِ» [مسلم 2262].
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ في المحافظة على أسباب المودة والرحم سد منافذ الشيطان.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ ما كل ما عُلم يقال.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ رؤيا المؤمن تسره ولا تغره، أي يستبشر بها لكن لا تقعده عن العمل والأخذ بالأسباب.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ قال ابن العربي: «هذا يدل على معرفة يعقوب بتأويل الرؤيا؛ لأن نهيه لابنه عن ذكرها، وخوفه على إخوته من الكيد له من أجلها علم بأنها تقتضي ظهوره عليهم وتقدمه فيهم، ولم يبال بذلك يعقوب؛ فإن الرجل يود أن يكون ولده خيرًا منه، والأخ لا يود ذلك لأخيه».
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ تعليل الأحكام ضروري حتى للصغار؛ وذلك للإقناع، وكثير من الأساليب التربوية الخاطئة تعتمد على إصدار الأوامر دون توضيح الأسباب، فتورث العناد والصدام مع الآباء والأمهات.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ في الآية دليل على أنه يباح للمسلم أن يحذر أخاه المسلم إذا خاف عليه خطرًا من معتد يريد به شرًا، ولا يكون ذلك داخلًا في الغيبة.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ لا يغني حذر من قدر! لم يخبر يوسف إخوته برؤياه، ومع هذا وقع ما قدره الله من طريق آخر.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ قد يقع الحسد على رؤيا في المنام، فيجب إخفاء النِّعم عن بعض الأنام.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ من هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ أعظم نعمة الإقبال على الله، ولكل نعمة حاسد على قدرها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد.
وقفة
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ الألم أن يظلمك من تحب.
عمل
[5] ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ كف عنك شر الحاسدين بإخفاء نعمك عنهم.
وقفة
[5] لجميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي: تأمل قول الله تعالى: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾، إذا كان الأخ قد تحتاج أن تخفي عنه بعض النعم التي لديك، فما بالك بالغريب؟! حافظوا على أسرار بيوتكم واتركوا التباهي.
عمل
[5] اقرأ أحاديث في تعبير النبي ﷺ لرؤيا بعض أصحابه رضي الله عنهم، ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾.
وقفة
[5] من الحكمة كتمان الأمور عن من هو مظنة الغيرة أو الحسد ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾.
وقفة
[5] (كُلّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُود) إن حسَدَ القريب أو الصديق قد يفُوقُ في الخُطورة عداوةَ العدوِّ، ولا أدلَّ على ذلكم من قول يعقوب لابنه عليهما السلام: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾.
عمل
[5] أحب يعقوب يوسف حتى قال: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ﴾ فابتلي بفقده حتى قال: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [84]، إن أحببت شيئًا فوطن نفسك على فقده ليعلم الله توحيدك له.
وقفة
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ يدل على جواز ترك إظهار النعمة لمن يخشى منه حسد أو مكر.
وقفة
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ إنما قال ذلك لأنه علم أن تأويلها ارتفاع منزلته؛ فخاف عليه من الحسد.
وقفة
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ البعض يحسدك على رؤيا!
وقفة
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ من الخير حجب ذكر بعض النعم عن الأقارب حتى لا نثير ضغائن نفوسهم.
عمل
[5] يقول ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ﴾ وهم إخوته! فلا تقصص رؤياك على كل أحد، أو تنشرها في الإعلام.
وقفة
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ يود البعض (حجب) رؤيا الخير عنك، أعوذ بالله من نفس (تقهرها) رؤيا.
عمل
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ لا تقصص رؤياك؛ لا توقد النيران حولك.
وقفة
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ يعقوب عرف تأويل الرؤيا، ولم يبال بذلك؛ فإن الرجل يود أن يكون ولده خيرًا منه، والأخ لا يود ذلك لأخيه.
عمل
[5] ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ تأمل قوله: (عَلَىٰ إِخْوَتِكَ)! النفس البشرية تضعف، وربما يدخلها الحقد والحسد؛ فلا تقصص محاسنك على كل أحد.
وقفة
[5] سيحسدونك ولو على رؤياك فكيف بواقعك؟ فلا تخرج كل ما عندك ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليهِ وسَلم: «لاَ تَقُصُّوا الرُّؤْيَا إِلاَّ عَلَى عَالِمٍ أَوْ نَاصِحٍ» [الدارمي 2176، وقال الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين].
عمل
[5] قلة قليلة تستحق أن تذكر لها أسرارك بعد نظر في صدق معدنهم؛ كما في حال موسى مع صالح مدين: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [القصص: 25]، أمّا الأصل فألا تروي للناس خاصّتك؛ فقد تجلب لنفسك حسدهم وظلمهم، والبلاء موكل بالمنطق، وتذكر: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾.
عمل
[5] لا تظهر ما فضلك الله به لمن تخشى غيرته وحسده، تأمل: ﴿لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾.
وقفة
[5] في تحذيره لولده نسب يعقوب الكيد الذي يحذره منه للشيطان ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للانسان عدو مبين﴾؛ حتى لا يوغر قلب يوسف على إخوته؛ فعقلها يوسف وقال في ختام السورة: ﴿مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ [100]، ما أحوجنا أن نتعلم حسن تربية الأبناء!
وقفة
[5] ﴿إِخْوَتِكَ﴾ طاقة الحسد تتيقظ لدى الأقربين ومن تربطك بهم علاقة أكثر من غيرهم.
وقفة
[5] ﴿فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ كيد البشر يأتي من القوي على الضعيف، وكيد الله يأتي لمصلحة الضعيف على القوي.
وقفة
[5] ﴿فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ وأي كيد هو؟! كيد فَطَّر قلب والدهم! وغيب وشرد أخاهم! بئس ما فعلوا، لكل كائد ألا يردعك قوله تعالى: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [القلم: 45].
وقفة
[5] ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ العدو المبين هو واضح المعالم، وبالإمكان أخذ الحذر منه، لكن المشكلة في العدو المستتر.
وقفة
[5] بداية القصة: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾، ونهايتها: ﴿مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ [100]؛ الشيطان: العنصر الأخطر في بؤس البشر.

الإعراب :

  • ﴿ قال يا بني:
  • أي فقال له. قال: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. يا: أداة نداء. بني: منادى منصوب بالفتحة وهو مضاف والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة والكلمة تصغير \"ابن
  • ﴿ لا تقصص رؤياك على إخوتك:
  • الجملة في محل نصب مفعول به -مقول القول- لا: ناهية جازمة. تقصص: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. رؤياك: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. و \"على إخوتك\" جار ومجرور متعلق بتقصص والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ فيكيدوا لك كيدًا:
  • الفاء: واقعة في جواب النهي -الطلب- المعنى: إنْ قصصتها عليهم كادوك. يكيدوا: فعل مضارع منصوب بأنْ مضمرة وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. لك: جار ومجرور متعلق بيكيدوا. كيدًا: مفعول مطلق -مصدر- منصوب بالفتحة. وقد تعدّى الفعل باللام ليفيد معنى فعل الكيد مع إفادة معنى الفعل المضمن فهو أكد وأبلغ في التخويف. والفاء هي سببية بمعنى \"لكيلا\" وأن المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق. التقدير: ليكن منك عدم قصّ الرؤيا فعدم الكيد لك. وجملة \"يكيدوا\" صلة الحرف المصدري \"أن\" لا محل لها.
  • ﴿ إنّ الشيطان للإنسان:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الشيطان: اسم \"إنّ\" منصوب بالفتحة. للإنسان: جار ومجرور متعلق بعدوّ.
  • ﴿ عدو مبين:
  • خبر \"إنّ\" مرفوع بالضمة. مبين: صفة -نعت- لعدو مرفوعة مثلها بالضمة. '

المتشابهات :

يوسف: 5﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
الإسراء: 53﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [5] لما قبلها :     ولمَّا رأى يوسف عليه السلام الرؤيا وقصها على أبيه يعقوب عليه السلام ؛ فهم يعقوب عليه السلام أن اللهَ سيرفع شأن يوسف؛ فخاف عليه من حسد إخوته، فنهاه أن يقص الرؤيا عليهم، قال تعالى:
﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يا بنى:
قرئ:
1- يا بنى، بفتح الياء، وهى قراءة حفص.
2- يا بنى، بالكسر، وهى قراءة باقى السبعة.
لا تقصص:
1- لا تقصص، بالفك، وهى لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور.
وقرئ:
2- لا تقص، مدغما، وهى لغة تميم، وبها قرأ زيد بن على.
رؤياك:
قرئ:
1- بالهمز من غير إمالة، وهى قراءة الجمهور.
2- بالإمالة وبغير الهمز، وهى لغة أهل الحجاز، وهى قراءة الكسائي.

مدارسة الآية : [6] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن ..

التفسير :

[6] وكما أراك ربك هذه الرؤيا فكذلك يصطفيك ويعلمك تفسير ما يراه الناس في منامهم من الرؤى مما تؤول إليه واقعاً، ويتمُّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب بالنبوة والرسالة، كما أتمها من قبل على أبويك إبراهيم وإسحاق بالنبوة والرسالة. إن ربك عليم بمن يصطفيه من عباده، حك

{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ْ} أي:يصطفيك ويختارك بما يمنُّ به عليك من الأوصاف الجليلة والمناقب الجميلة،.{ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ْ} أي:من تعبير الرؤيا، وبيان ما تئول إليه الأحاديث الصادقة، كالكتب السماوية ونحوها،{ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ْ} في الدنيا والآخرة، بأن يؤتيك في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة،{ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ْ} حيث أنعم الله عليهما، بنعم عظيمة واسعة، دينية، ودنيوية.

{ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ْ} أي:علمه محيط بالأشياء، وبما احتوت عليه ضمائر العباد من البر وغيره، فيعطي كلا ما تقتضيه حكمته وحمده، فإنه حكيم يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها.

ثم حكى- سبحانه- ما توقعه يعقوب لابنه يوسف من خير وبركة فقال:

وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ، وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ، كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ، إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.

والكاف في قوله وَكَذلِكَ حرف تشبيه بمعنى مثل، وهي داخلة على كلام محذوف.

وقوله يَجْتَبِيكَ من الاجتباء بمعنى الاصطفاء والاختيار، مأخوذ من جبيت الشيء إذا اخترته لما فيه من النفع والخير.

وتَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ معناه تفسيرها تفسيرا صحيحا، إذ التأويل مأخوذ من الأول بمعنى الرجوع، وهو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه.

والأحاديث جمع تكسير مفردة حديث، وسميت الرؤى أحاديث باعتبار حكايتها والتحدث بها.

والمعنى: وكما اجتباك ربك واختارك لهذه الرؤيا الحسنة، فإنه- سبحانه- يجتبيك ويختارك لأمور عظام في مستقبل الأيام، حيث يهبك من صدق الحسّ، ونفاذ البصيرة، ما يجعلك تدرك الأحاديث إدراكا سليما، وتعبر الرؤى تعبيرا صحيحا صادقا.

«ويتم نعمته عليك» بالنبوة والرسالة والملك والرياسة «وعلى آل يعقوب» وهم إخوته وذريتهم، بأن يسبغ عليهم الكثير من نعمه.

كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ أى: من قبل هذه الرؤيا أو من قبل هذا الوقت.

وقوله «إبراهيم وإسحاق» بيان لأبويه.

أى: يتم نعمته عليك إتماما كائنا كإتمام نعمته على أبويك من قبل، وهما إبراهيم وإسحاق بأن وهبهما- سبحانه- النبوة والرسالة.

وعبر عنهما بأنهما أبوان ليوسف، مع أن إبراهيم جد أبيه، وإسحاق جده، للإشعار بكمال ارتباطه بالأنبياء عليهم السلام-، وللمبالغة في إدخال السرور على قلبه، ولأن هذا الاستعمال مألوف في لغة العرب، فقد كان أهل مكة يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم يا ابن عبد المطلب، وأثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا النبي لا كذب- أنا ابن عبد المطلب. وجملة «إن ربك عليم حكيم» مستأنفة لتأكيد ما سبقها من كلام.

أى: إن ربك عليم بمن يصطفيه لحمل رسالته، وبمن هو أهل لنعمه وكرامته، حكيم في صنعه وتصرفاته.

وبذلك نرى الآيات الكريمة قد نوهت بشأن القرآن الكريم، وساقت بأسلوب حكيم ما قاله يعقوب لابنه يوسف- عليهما السلام- بعد أن قص ما رآه في المنام.

ثم حكى- سبحانه- بعد ذلك حالة إخوة يوسف وهم يتآمرون عليه، وحالتهم وهم يجادلون أباهم في شأنه. وحالتهم وهم ينفذون مؤامراتهم المنكرة وحالتهم بعد أن نفذوها وعادوا إلى أبيهم ليلا يتباكون فقال- تعالى-:

يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لولده يوسف : إنه كما اختارك ربك ، وأراك هذه الكواكب مع الشمس والقمر ساجدة لك ، ( وكذلك يجتبيك ربك ) أي : يختارك ويصطفيك لنبوته ، ( ويعلمك من تأويل الأحاديث ) قال مجاهد وغير واحد : يعني تعبير الرؤيا .

( ويتم نعمته عليك ) أي : بإرسالك والإيحاء إليك; ولهذا قال : ( كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم ) وهو الخليل ، ) وإسحاق ) ولده ، وهو الذبيح في قول ، وليس بالرجيح ، ( إن ربك عليم حكيم ) أي : [ هو ] أعلم حيث يجعل رسالاته ، كما قال في الآية الأخرى .

القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن قيل يعقوب لابنه يوسف، لما قصّ عليه رؤياه: (وكذلك يجتبيك ربك) وهكذا يجتبيك ربك . يقول: كما أراك ربك الكواكب والشمسَ والقمرَ لك سجودًا ، فكذلك يصطفيك ربك، (6) كما:-

18789- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو العنقزي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة: (وكذلك يجتبيك ربك) ، قال: يصطفيك.

18790 - حدثنا بشر ، قال: حدثنا يزيد ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: (وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث) ، فاجتباه واصطفاه وعلّمه من عَبْر الأحاديث ، وهو " تأويل الأحاديث ".

* * *

وقوله: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) يقول: ويعلمك ربك من علم ما يؤول إليه أحاديثُ الناس، عما يرونه في منامهم. وذلك تعبير الرؤيا . (7)

* * *

18691- حدثنا القاسم ، قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) قال: عبارة الرؤيا.

18792- حدثني يونس ، قال، أخبرنا ابن وهب ، قال، قال ابن زيد ، في قوله: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) ، قال: تأويل الكلام: العلم والكلام. (8)

وكان يوسف أعبرَ الناس، وقرأ: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا . [ سورة يوسف : 22].

* * *

وقوله: (ويتم نعمته عليك) باجتبائه إياك، واخيتاره، وتعليمه إياك تأويل الأحاديث ، (وعلى آل يعقوب) يقول: وعلى أهل دين يعقوب، وملته من ذريته وغيرهم (9) ، (كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق) ، باتخاذه هذا خليلا وتنجيته من النار ، وفدية هذا بذبح عظيم، كالذي:-

18793- حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، أخبرنا أبو إسحاق ، عن عكرمة ، في قوله: (ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق) قال: فنعمته على إبراهيم أن نجاه من النار ، وعلى إسحاق أنْ نجَّاه من الذَّبح.

* * *

وقوله: (إن ربك عليم حكيم) يقول: ( إن ربك عليم ) بمواضع الفضل ، ومَنْ هو أهلٌ للاجتباء والنعمة ، " حكيم " في تدبيره خلقه (10) .

* * *

----------------------

الهوامش:

(6) انظر تفسير" الاجتباء" فيما سلف 13 : 341 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

(7) انظر تفسير"التأويل" فيما سلف ص : 93 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .

(8) في المطبوعة :" العلم والحلم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو جائز .

(9) انظر تفسير" الآل" فيما سلف 13 : 85 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

(10) انظر تفسير" عليم" و" حكيم" في فهارس اللغة ( علم ) و ( حكم )

المعاني :

يَجْتَبِيكَ :       يَصْطَفِيكَ السراج
يجتبيك :       يصطفيك بأمور عظام معاني القرآن
تأويل الأحاديث :       تعبير الرؤيا و تفسيرها معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[6] ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾ إذا اجتباك ربّك واصطفاك؛ فعصف المكائد هباء، وخطط الإغراء غباء، وظلام السجون ضياء.
وقفة
[6] ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾ لا اجتباء إلا بابتلاء.
وقفة
[6] ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾ هذا ما قاله الله ليوسف ﷺ، فالحاسدون ألقوه في الجب، والسماسرة باعوه بثمن بخس، والعاشقون ألقوه في السجن، والعقلاء جعلوه وزير المالية، وعليه: فلا القصر علامة الحب، ولا السجن علامة الكره، ولا الملك علامة الرضا؛ إنما الأمر كله لله تعالى.
وقفة
[6] قول يعقوب ليوسف بعد الرؤيا: ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ﴾؛ إشارة لعلم يعقوب بدلالات الرؤيا، ويؤكده قوله: (وَكَذَٰلِكَ).
وقفة
[6] ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ﴾ تحصيل العلم المُقرِّب من الله، والمُعرِّف به، والهادي إلى توحيده؛ اجتباء لا يوفق له كل أحد.
وقفة
[6] أعظم مظاهر الاجتباء الرباني تعليم الله للإنسان ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ﴾.
وقفة
[6] ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ العلم الذي برزت به، ليس مرجعه ذكاء منك بل نعمة اصطفاها الله لك، فأحسن قبولها.
وقفة
[6] ﴿وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل﴾ الثناء على الشخص بما يستحق مع أمن الفتنة من هدي الأنبياء، وإنما جاء الذم (للمدّاحين) بصيغة المبالغة، أي الذي ديدنه المدح أو المبالغة فيه.
وقفة
[6] ﴿يجتبيك ربك﴾، ﴿ويعلمك﴾، ﴿ويتم نعمته عليك﴾ رفع معنويات الابن بذكر النعم، وتذكيره بأنها من الله.
وقفة
[6] ﴿وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ الرؤيا (العظيمة) يراها الطفل، قد يستدل بها على علاقة ستربطه مستقبلًا بالرؤى، كأن يكون معبرًا.
عمل
[6] ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ﴾ اسأل الله النعمة، فإن وهبك إياها فاسأله تمامَها، وتمامُها أن تكون سببًا في دخولك الجنّة.
وقفة
[6] ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ﴾ العابد يسأل الله النعمة، والعالم يسأله تمامها.
وقفة
[6] ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ﴾ من الناس من هم بركة في حد ذاتهم، وعلى والديهم، وأسرهم، وكل من له صلة بهم.
وقفة
[6] ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ﴾ من أجل الأمور التي تعظم معها النعم أن تتجاوز هذه النعمة العبد لتشمل أسرته وعائلته وقومه.
وقفة
[6] ﴿كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ﴾ السلف الصالح أسوة حسنة ونور يهدى بهم؛ فلنربط أبناءنا بهم ليواصلوا مسيرتهم.
وقفة
[6] ﴿كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ﴾ لم يُذكر إسماعيل هنا؛ لأن يوسف من ذرية إسحق، وليس من ذرية إسماعيل.
وقفة
[6] ﴿إن ربك عليم حكيم﴾ ليس في القرآن غيرها، عليم علمك تأويل الأحاديث، حكيم باجتنابك للرسالة.
وقفة
[6] ما الفرق بين: ﴿حَكِيمٌ عَليمٌ﴾ [الأنعام: 128] و﴿عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾؟ إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم، وإذا كان الأمر في التشريع أو في الجزاء تقدم الحكمة، فقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النساء: 26] هذا تبيين، أي علم، نأتي للجزاء، وتقدير الجزاء حكمة: ﴿قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ﴾ [الأنعام: ١٢٨] هذا جزاء، وقوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام: ١٣٩]، فهذا تشريع.
وقفة
[6] ﴿حَكِيمٌ عَليمٌ﴾ [الأنعام: 128] ترددت في الأنعام بصور مختلفة، ثلاث مرات في أواخر الأنعام مسائل فقهية، والفقيه لا بد أن يكون حكيمًا فقدم (حكيم)، ﴿عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ ترددت في يوسف بصور مختلفة ثلاث مرات، سورة يوسف مبنية على العلم حيث تردد لفظ العلم سبعًا وعشرين مرة؛ فقدم (عليم).

الإعراب :

  • ﴿ وكذلك يجتبيك ربّك:
  • الواو استئنافية. الكاف: اسم بمعنى \"مثل\" مبني على الفتح في محل نصب صفة -نعت- لمفعول مطلق -مصدر- محذوف. التقدير: ومثل ذلك الاجتباء. ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام. للبعد والكاف حرف خطاب. يجتبيك: بمعنى: يصطفيك: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. ربك: فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. بمعنى يصطفيك للنبوة.
  • ﴿ ويعلمك من تأويل الأحاديث:
  • الواو استئنافية لأن الكلام مستأنف غير داخل في حكم التشبيه بتقدير وهو يعلمك و \"يعلمك\" تعرب إعراب \"يجتبيك\" وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. من تأويل: جار ومجرور متعلق بيعلمك أو تكون \"من\" من التبعيض ومفعول \"يعلِّم\" الثاني محذوفًا دلت عليه من التبعيضية. الأحاديث: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
  • ﴿ ويتمُّ نعمته عليك:
  • ويتم: معطوفة بالواو على \"يعلم\" وتعرب إعرابها. نعمته: مفعول به منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. عليك: جار ومجرور متعلق بيتم أي ويتم نعمته عليك بالنبوة.
  • ﴿ وعلى آل يعقوب:
  • الواو: عاطفة. على آل: جار ومجرور متعلق بيتم. يعقوب: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف -التنوين- على المعجمة والعلمية. بمعنى: على أهل يعقوب بالتقوى والصلاة.
  • ﴿ كما أتمها:
  • الكاف: تعرب إعراب الكاف في \"كذلك\" و \"ما\" كافة. ويجوز أن تكون الكاف هنا حرف جر للتشبيه و \"ما\" مصدرية. أتمَّ: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو و \"ها\" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به و \"ما\" المصدرية وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر والجار والمجرور متعلق بمفعول مطلق -مصدر- محذوف. التقدير: ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب إتمامًا كاتمامها على أبويك من قبل. وجملة \"أتمها\" صلة \"ما\" المصدرية لا محل لها.
  • ﴿ على أبويك من قبل:
  • جار ومجرور متعلق بأتمها. أبويك: اسم مجرور بعلى وعلامة جره الياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. من: حرف جر. قبل: اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن ولم تعرب كلمة \"أبويك\" إعراب الأسماء الخمسة لأنها مثناة والجار والمجرور \"من قبل\" متعلق بأتمها.
  • ﴿ إبراهيم وإسحاق:
  • إبراهيم: عطف بيان لأبويك مجرور مثلها وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف \"التنوين\" على المعجمة والعلمية وإسحاق: معطوف بالواو على \"إبراهيم\" ويعرب إعرابه.
  • ﴿ إنّ ربك عليم حكيم:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربك: اسم \"إنّ\" منصوب للتعظيم بالفتحة والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. عليم: خبر \"إنّ\" مرفوع بالضمة. حكيم: صفة -نعت- لعليم أو خبر ثانٍ لإنّ مرفوعة بالضمة أيضًا. أي بمعنى: إنّ ربك عليم بالمستأهلين لفضله حكيم بما يفعل. '

المتشابهات :

يوسف: 6﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ
الفتح: 2﴿لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     وبعد أن نهاه أن يقص الرؤيا على إخوته؛ بشرَ يعقوب ابنه يوسف بثلاثة أمور، قال تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [7] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ..

التفسير :

[7] لقد كان في قصة يوسف وإخوته عبر وأدلة تدل على قدرة الله وحكمته لمن يسأل عن أخبارهم، ويرغب في معرفتها.

يقول تعالى:{ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ ْ} أي:عبر وأدلة على كثير من المطالب الحسنة،{ لِلسَّائِلِينَ ْ} أي:لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال، فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات، ولا في القصص والبينات.

وقوله- سبحانه-: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ شروع في حكاية قصة يوسف مع إخوته، بعد أن بين- سبحانه- صفة القرآن الكريم، وبعد أن أخبر عما رآه يوسف في منامه، وما قاله أبوه له.

وإخوة يوسف هم: رأوبين، وشمعون، ولاوى، ويهوذا، ويساكر، وزبولون، ودان، ونفتالى، وجاد، وأشير، وبنيامين.

والآيات: جمع آية والمراد بها هنا العبر والعظات والدلائل الدالة على قدرة الله- تعالى- ووجوب إخلاص العبادة له.

والمعنى: لقد كان في قصة يوسف مع إخوته عبر وعظات عظيمة، ودلائل تدل على قدرة الله القاهرة، وحكمته الباهرة، وعلى ما للصبر وحسن الطوية من عواقب الخير والنصر، وعلى ما للحسد والبغي من شرور وخذلان.

وقوله: «للسائلين» أى: لمن يتوقع منهم السؤال، بقصد الانتفاع بما ساقه القرآن الكريم من مواعظ وأحكام.

أى: لقد كان فيما حدث بين يوسف وإخوته، آيات عظيمة، لكل من سأل عن قصتهم، وفتح قلبه للانتفاع بما فيها من حكم وأحكام، تشهد بصدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه.

وهذا الافتتاح لتلك القصة، كفيل بتحريك الانتباه لما يلقى بعد ذلك منها، ومن تفصيل لأحداثها، وبيان لما جرى فيها.

يقول تعالى : لقد كان في قصة يوسف وخبره مع إخوته آيات ، أي عبرة ومواعظ للسائلين عن ذلك ، المستخبرين عنه ، فإنه خبر عجيب ، يستحق أن يستخبر عنه

القول في تأويل قوله تعالى : لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: (لقد كان في يوسف وإخوته) الأحد عشر ، (آيات) يعني عبر وذكر (11) ، (للسائلين) يعني السائلين عن أخبارهم وقصصهم . وإنما أراد جل ثناؤه بذلك نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم.

* * *

وذلك أنه يقال: إن الله تبارك وتعالى إنما أنـزل هذه السورة على نبيه، يعلمه فيها ما لقي يوسف من أَدانيه وإخوته من الحسد ، (12) مع تكرمة الله إيَّاه ، تسليةً له بذلك مما يلقى من أدانيه وأقاربه من مشركي قريش . (13) كذلك كان ابن إسحاق يقول:

18794- حدثنا ابن حميد ، قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال: إنما قصّ الله تبارك وتعالى على محمد خبر يوسف، وبَغْي إخوته عليه وحسدهم إياه، حين ذكر رؤياه، لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بغي قومه وحسده حين أكرمه الله عز وجل بنبوته، ليأتسي به. (14)

* * *

واختلفت القراء في قراءة قوله: (آيات للسائلين). فقرأته عامة قراء الأمصار "آياتٌ" على الجماع .

* * *

وروي عن مجاهد وابن كثير أنهما قرآ ذلك على التوحيد .

* * *

والذي هو أولى القراءتين بالصواب، قراءةُ من قرأ ذلك على الجماع ، لإجماع الحجة من القراء عليه.

* * *

----------------------

الهوامش:

(11) انظر تفسير" الآية" فيما سلف من فهارس اللغة ( أيي ) .

(12) في المطبوعة :" من إخوته وأذايته من الحسد" ، وفي المخطوطة :" من أدانيه وإخوته من الحسد" ، ووضع فوق" أدانيه"" كذا" ، كأنه شك في صحتها ، وهي صواب لا شك فيه ، يعني أقرب الناس إليه . وانظر ما سيلي ، والتعليق عليه .

(13) في المطبوعة :" من أذايته وأقاربه" ، والصواب ما أثبت ، وإنما حمله عليه ما ورط فيه نفسه قبل أسطر . انظر التعليق السالف .

(14) في المطبوعة :" ليتأسى به" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[7] ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾ أي: لكل من سأل عنها بلسان الحال، أو بلسان المقال؛ فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات، ولا في القصص والبينات.
وقفة
[7] ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾ كلما زادت الأسئلة زاد الفهم، وهذا أفضل بكثير من أسلوب التلقين، ويؤدي لتوصيل المعلومة بصورة أوضح مع ترسيخها في الأذهان؛ ولذا قيل لابن عباس: كيف أصبت هذا العلم؟ فقال: لسان سؤول، وقلب عقول، وقال بعض الحكماء: ليست الإجابة هي التي تنير الدرب، بل السؤال.
وقفة
[7] ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾ قصة يوسف سلوى لكل محزون وأمل لكل مظلوم وعبرة وموعظة لكل مفتون وثبات في زمن الفتون.
وقفة
[7] ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾ مشكلة أخيك الذي ظلمته أنه مهما بلغت درجة الظلم والقطيعة بينكما؛ سيبقى أخاك! يخترق أحلامك ليلًا، ويتسلل إلى كلماتك دون ترتيب، ويظهر على سطح ذكرياتك فجأة.
وقفة
[7] ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾ قصة يوسف مع إخوته فيها كشف للأسرار الخفية في التعامل بين الأخوة، وتوجيه الوالدين لضبطها.
وقفة
[7] قد يكون من أبنائك من يجعل الله له شأنًا وفضلًا، فتفرس فيهم، وتعرف على اهتماماتهم ﴿لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾.
عمل
[7] عش حياتك العلمية بنفسية السائل؛ تنفتح لك الآيات ﴿آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ لقد كان:
  • اللام للابتداء والتوكيد. قد: حرف تحقيق. كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
  • ﴿ في يوسف وإخوته:
  • في: حرف جر. يوسف: اسم مجرور بفي وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف -التنوين- على العجمة والعلمية. وإخوته: معطوفة بالواو على يوسف مجرورة أيضًا وعلامة جرها الكسرة الظاهرة. والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة والجار والمجرور في محل نصب متعلق بخبر \"كان\" مقدم.
  • ﴿ آيات للسائلين:
  • اسم \"كان\" مؤخر مرفوع بالضمة. للسائلين: جار ومجرور متعلق بصفة من \"آيات\" وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. بمعنى: لقد كان في قصتهم وحديثهم دلائل للسائلين عن قدرة الله وحكمته. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ولمَّا كان ما قبل هذه الآية كالمقدمة للقصة؛ بدأت هنا قصة يوسف مع إخوته، قال تعالى:
﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

آيات:
1- آيات، على الجمع، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- آية، على الإفراد، وهى قراءة مجاهد، وشبل، وأهل مكة، وابن كثير.
3- عبرة، وكذا هى فى مصحف أبى.

مدارسة الآية : [8] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ ..

التفسير :

[8] إذ قال إخوة يوسف من أبيه فيما بينهم:إن يوسف وأخاه الشقيق أحب إلى أبينا منا، يفضِّلهما علينا، ونحن جماعة ذوو عدد، إن أبانا لفي خطأ بيِّن؛ حيث فضَّلهما علينا من غير موجب نراه.

{ إِذْ قَالُوا ْ} فيما بينهم:{ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ ْ} بنيامين، أي:شقيقه، وإلا فكلهم إخوة.{ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌْ} أي:جماعة، فكيف يفضلهما علينا بالمحبة والشفقة،{ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ْ} أي:لفي خطأ بيِّن، حيث فضلهما علينا من غير موجب نراه، ولا أمر نشاهده.

وقوله- سبحانه-: إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ...

بيان لما قاله إخوة يوسف فيما بينهم، قبل أن ينفذوا جريمتهم.

و «إذ» ظرف متعلق بالفعل «كان» في قوله- سبحانه- قبل ذلك: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ...

واللام في قوله لَيُوسُفُ لتأكيد أن زيادة محبة أبيهم ليوسف وأخيه، أمر ثابت، لا يقبل التردد أو التشكك.

والمراد بأخيه: أخوه من أبيه وأمه وهو «بنيامين» وكان أصغر من يوسف- عليه السلام- أما بقيتهم فكانوا إخوة له من أبيه فقط.

ولم يذكروه باسمه، للإشعار بأن محبة يعقوب له، من أسبابها كونه شقيقا ليوسف، ولذا كان حسدهم ليوسف أشد.

وجملة «ونحن عصبة» حالية. والعصبة كلمة تطلق على ما بين العشرة إلى الأربعين من الرجال، وهي مأخوذة من العصب بمعنى الشد، لأن كلا من أفرادها يشد الآخر ويقويه ويعضده، أو لأن الأمور تعصب بهم. أى تشتد وتقوى.

أى: قال إخوة يوسف وهم يتشاورون في المكر به: ليوسف وأخوه «بنيامين» أحب إلى قلب أبينا منا، مع أننا نحن جماعة من الرجال الأقوياء الذين عندهم القدرة على خدمته ومنفعته والدفاع عنه دون يوسف وأخيه.

وقولهم- كما حكى القرآن عنهم-: إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ تذييل قصدوا به درء الخطأ عن أنفسهم فيما يفعلونه بيوسف وإلقائه على أبيه الذي فرق بينهم- في زعمهم- في المعاملة.

والمراد بالضلال هنا: عدم وضع الأمور المتعلقة بالأبناء في موضعها الصحيح، وليس المراد به الضلال في العقيدة والدين.

أى: إن أبانا لفي خطأ ظاهر، حيث فضل في المحبة صبيين صغيرين على مجموعة من الرجال الأشداء النافعين له القادرين على خدمته.

قال القرطبي: لم يريدوا بقولهم إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ الضلال في الدين إذ لو أرادوه لكانوا كفارا، بل أرادوا: إن أبانا لفي ذهاب عن وجه التدبير في إيثاره اثنين على عشرة، مع استوائهم في الانتساب إليه» .

وهذا الحكم منهم على أبيهم ليس في محله، لأن يعقوب- عليه السلام- كان عنده من أسباب التفضيل ليوسف عليهم ما ليس عندهم.

قال الآلوسى ما ملخصه: يروى أن يعقوب- عليه السلام- كان يوسف أحب إليه لما يرى فيه من المناقب الحميدة، فلما رأى الرؤيا تضاعفت له المحبة.

وقال بعضهم: إن زيادة حبه ليوسف وأخيه، صغرهما، وموت أمهما، وقد قيل لإحدى الأمهات: أى بنيك أحب إليك؟ قالت: الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يقدم، والمريض حتى يشفى.

ولا لوم على الوالد في تفضيله بعض ولده على بعض في المحبة لمثل ذلك وقد صرح غير واحد أن المحبة ليست مما يدخل تحت وسع البشر ... » .

( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ) أي : حلفوا فيما يظنون : والله ليوسف وأخوه ، يعنون بنيامين ، وكان شقيقه لأمه ( أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة ) أي : جماعة ، فكيف أحب ذينك الاثنين أكثر من الجماعة; ( إن أبانا لفي ضلال مبين ) يعنون في تقديمهما علينا ، ومحبته إياهما أكثر منا .

واعلم أنه لم يقم دليل على نبوة إخوة يوسف ، وظاهر هذا السياق يدل على خلاف ذلك ، ومن الناس من يزعم أنهم أوحي إليهم بعد ذلك ، وفي هذا نظر . ويحتاج مدعي ذلك إلى دليل ، ولم يذكروا سوى قوله تعالى : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ) [ البقرة : 136 ] وهذا فيه احتمال; لأن بطون بني إسرائيل يقال لهم : الأسباط ، كما يقال للعرب : قبائل ، وللعجم : شعوب; يذكر تعالى أنه أوحى إلى الأنبياء من أسباط بني إسرائيل ، فذكرهم إجمالا لأنهم كثيرون ، ولكن كل سبط من نسل رجل من إخوة يوسف ، ولم يقم دليل على أعيان هؤلاء أنهم أوحي إليهم ، والله أعلم .

القول في تأويل قوله تعالى : إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8)

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: لقد كان في يوسف وإخوته آيات لمن سأل عن شأنهم حين قال إخوة يوسف (15) (ليوسف وأخوه) من أمه ، (أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة) ، يقولون: ونحن جماعة ذوُو عدد، أحد عشر رجلا .

* * *

و " العصبة " من الناس، هم عشرة فصاعدًا ، قيل: إلى خمسة عشرَ ، ليس لها واحد من لفظها ، كالنَّفر والرهط.

* * *

، (إن أبانا لفي ضلال مبين) ، يعنون: إنّ أبانا يعقوب لفي خطأ من فعله، في إيثاره يوسف وأخاه من أمه علينا بالمحبة ، ويعني ب " المبين ": أنه خطأٌ يبينُ عن نفسه أنه خطأ لمن تأمله ونظر إليه (16) .

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

*ذكر من قال ذلك:

18795- حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن أسباط ، عن السدي: (إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا) ، قال: يعنون بنيامين . قال: وكانوا عشرة.

18796-.... قال: حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي: (إن أبانا لفي ضلال مبين)، قال: في ضلال من أمرنا.

حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد ، في قوله: (ونحن عصبة) ، قال: " العصبة "، الجماعة .

* * *

----------------------

الهوامش:

(15) في المطبوعة :" قالوا إخوة يوسف" ، وهو رديء ، وإنما أخطأ قراءة المخطوطة ، وكان الناسخ أراد أن يكتب" قالوا" ، ثم جعلها" قال" .

(16) انظر تفسير" المبين" فيما سلف من فهارس اللغة ( بين )

المعاني :

عُصْبَةٌ :       جَمَاعَةٌ ذَوُو عَدَدٍ السراج
نحن عُصبة :       جماعة كُفاة للقيام بأمره دونها معاني القرآن
ضَلَالٍ :       خَطَإٍ السراج
ضلال مُبين :       خطأ بيّن في إيثارهما علينا معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ﴾ هنا تبدأ القصة بالشعور أنه طرف آخر، فلم يعتبروا أخوته لهم، لا تعبر عن أخيك بضمير الغائب.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ﴾ لم يظن أحد أن هذا الحب سيوصل يوسف إلى غيابة الجب! كم من مقدّمة لا تدلّ على نتيجتها.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا﴾ هذا هو المبدأ لكل حسد، لماذا هو وليس أنا؟ وبعدها تبدأ حرب المكر والكيد.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا﴾ مع أن الاهتمام بالصغير أمر فطري وطبيعي، قيل لحكيم: أي أبنائك أحب إليك؟ فقال: «الصغير حتى يكبر؛ والغائب حتى يعود، والمريض حتى يُشفي»، لكن عمى البصائر يميت الضمائر.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا﴾ ليس من المناسب دائمًا إظهار مشاعر الحب، تأكد من سلامة قلب السامع والمُشاهِد!
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا﴾ لم يحسدوه على المال! عطايا القلب أثمن من عطايا اليد.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا﴾ أحيانًا ليس من المناسب إظهار مشاعر الحب عند الآخرين، قبل أن تتأكد من سلامة القلوب.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ (ونحن عصبة) نسوا أن عصبتهم هي سبب محبة أبيهم ليوسف، فالعصبة تعني القوة، ويوسف لا يزال طفلًا ضعيفًا، والأب بطبيعته ميّال إلى الضعيف من أبنائه، لأنه يحس أنه أقصر حياة منه، فهو بحاجة إليه أكثر من بقية أبنائه.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ (ونحن عصبة) هناك أزمة حقيقية في الذهنية البشرية لا يمكن أن تزول، إنها: أمة العدد! أمة الأرقام الكبيرة! الإنبهار بها وتعظيمها وتقديسها وعدم إمكانية الخروج من سطوتها.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ الحسد يَعمی ویصم! انظر كيف دفعهم الحسد إلى كبائر الذنوب؟! فكان منهم ثلاث جرائم: استحلوا قتل يوسف عليه السلام، ووصفوا أباهم -وهو النبي المرسل- بوصف لا يليق أبدًا، واستمرؤوا الكذب ليخدعوا أباهم.
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ قال ابن الجوزی: «رأيت الناس يذمون الحاسد، ويبالغون، ويقولون: لا يحسد إلا شرير، يعادي نعمة الله، ولا يرضى بقضائه، ويبخل على أخيه المسلم، فنظرت في هذا، فما رأيته كما يقولون، وذاك أن الإنسان لا يحب أن يرتفع عليه أحد؛ فإذا رأى صديقه قد علا عليه تأثر هو، ولم يحب أن يرتفع عليه، وود لو لم ينل صديقه ما ينال، أو أن ينال هو ما نال ذاك، لئلا يرتفع عليه، وهذا معجون في الطبع، ولا لوم على ذلك، إنما اللوم أن يعمل بمقتضاه من قول أو فعل».
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ قال الحسن: «ليس من ولد آدم أحد إلا وقد خلق معه الحسد، فمن لم يجاوز ذلك بقول ولا بفعل، لم يتبعه شيء (أي ذنب) ».
وقفة
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ ليست الكثرة دائمًا علامة خيرية أو اجتماع على الحق، أحيانا تكون عکس ذلك.
عمل
[8] ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ لا تعينوا أولادكم على عقوق بتفضيل بعضهم على بعض.
عمل
[8] استعذ بالله من العين والحسد؛ فهما سبب لكثير من البلاء ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
اسقاط
[8] الغيرة فطرة، ولكن إذا استسلم لها الإنسان استخدمها الشيطان ليوصل صاحبها إلى الحسد، ثم الجريمة، ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
وقفة
[8] ﴿أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾، ﴿لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ [14] ونحن عصبة، ونحن عصبة، عندما يصاب الإنسان بمرض الرقم وبأزمة الكثرة!
عمل
[8] ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ عندما تتكلم، انتبه لعباراتك، هل هي لائقة؟ إن كانت كذلك فأخرجها، وإلا فاحتفظ بها لنفسك!
اسقاط
[8] ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ هذا اتهامهم لأبيهم وهو نبي الله، فيكون موقفه (فصبر جميل)، إنه لدرس عظيم لك أب يجد كدرًا أو اتهامًا من أبنائه.
وقفة
[8] ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ قارن بين قولهم وقول يوسف لأبيه: ﴿يَا أَبَتِ هَـٰذَا﴾، لتعرف سر حب يعقوب ليوسف، فلم يكن تفضيله له عن هوى أو جمال شکل، فإن مقام النبوة منزه عن كل هذا، لكن لحسن أدبه ورجاحة عقله، وظهور أمارات الاصطفاء عليه.
وقفة
[8] ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ الهداية هبة ربانية! تربيتهم في بيت من بيوت النبوة، لم تكن سببًا في هداية قلوبهم وصلاحهم.
وقفة
[8] في الحلقة الأولى قالوا عن أبيهم: ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، وفي الحلقة الأخيرة قالوا عنه: ﴿تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ﴾ [95]، سموا حبه لابنه ضلالًا مبينًا وذكره له ضلالًا قديمًا؛ مشكلة إن كان ميلك الطبيعي سببًا في رميك بالضلال.

الإعراب :

  • ﴿ إذ قالوا:
  • اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل مضمر أو محذوف تقديره: اذكر وهو مضاف. قالوا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجملة \"قالوا\" في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ ليوسف وأخوه:
  • الجملة وما بعدها: في محل نصب مفعول به -مقول القول- اللام للابتداء وفيها تأكيد وتحقيق لمضمون الجملة. يوسف: اسم مرفوع على الابتداء -مبتدأ- مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف \"التنوين\" للعجمة والعلمية. وأخوه: معطوف بالواو على \"يوسف\" مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. وأخوه هو بنيامين
  • ﴿ أحب إلى أبينا منا:
  • أحب: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف -التنوين- لأنه على وزن -أفعل- التفضيل وهو لا يثنى ولا يجمع أي لا يفرق فيه بين الواحد وما فوقه وهو بمعنى الفعل وقيل لا يفرق فيه بين المذكر والمؤنث إذا كان معه -من-. إلى أبينا: جار ومجرور متعلق بأحب وعلامة جر الاسم الياء لأنه من الأسماء الخمسة و \"نا\" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بإلى. منا: جار ومجرور متعلق بأحب
  • ﴿ ونحن عصبة:
  • الواو: حالية. نحن: ضمير رفع منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. عصبة: خبر مرفوع بالضمة والجملة الاسمية: في محل نصب. حال.
  • ﴿ إنّ أبانا:
  • إنّ: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. أبا: اسم \"إنّ\" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة و \"نا\" ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ لفي ضلال مبين:
  • اللام لام التوكيد -المزحلقة- في ضلال: جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر \"إنّ\". مبين: صفة -نعت- لضلال مجرورة مثلها. '

المتشابهات :

يوسف: 8﴿ِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
يوسف: 14﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     لمَّا نهى يعقوبُ ابنه يوسف أن يقص الرؤيا على إخوته خوفًا من الحسد؛ إلا أن ما خاف منه وقع، فقالوا: ليوسفُ وأخُوهُ الشقيق بنيامين أحبُّ إلى أبينا منا ونحن عشرة أبناء أقوياء، قال تعالى:
﴿ إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ..

التفسير :

[9] اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران يخلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم، ولا يلتفت عنكم إلى غيركم، وتكونوا مِن بعد قَتْل يوسف أو إبعاده تائبين إلى الله، مستغفرين له من بعد ذنبكم.

{ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ْ} أي:غيبوه عن أبيه في أرض بعيدة لا يتمكن من رؤيته فيها.

فإنكم إذا فعلتم أحد هذين الأمرين{ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ْ} أي:يتفرغ لكم، ويقبل عليكم بالشفقة والمحبة، فإنه قد اشتغل قلبه بيوسف شغلا لا يتفرغ لكم،{ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ ْ} أي:من بعد هذا الصنيع{ قَوْمًا صَالِحِينَ ْ} أي:تتوبون إلى الله، وتستغفرون من بعد ذنبكم.

فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيلا لفعله، وإزالة لشناعته، وتنشيطا من بعضهم لبعض.

ثم أخبر- سبحانه- عما اقترحوه للقضاء على يوسف فقال- تعالى-: اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ، وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ.

ولفظ «اطرحوه» مأخوذ من الطرح، ومعناه رمى الشيء وإلقاؤه بعيدا، ولفظ «أرضا» منصوب على نزع الخافض، والتنوين فيه للإبهام. أى: أرضا مجهولة.

والمعنى: لقد بالغ أبونا في تفضيل يوسف وأخيه علينا، مع أننا أولى بذلك منهما وما دام هو مصرا على ذلك، فالحل أن تقتلوا يوسف، أو أن تلقوا به في أرض بعيدة مجهولة حتى يموت فيها غريبا.

قال الآلوسى: «وحاصل المعنى: اقتلوه أو غربوه، فإن التغريب كالقتل في حصول المقصود، ولعمري لقد ذكروا أمرين مرين، فإن الغربة كربة أية كربة، ولله- تعالى- در القائل:

حسنوا القول وقالوا غربة ... إنما الغربة للأحرار ذبح

وجملة «يخل لكم وجه أبيكم» جواب الأمر.

والخلو: معناه الفراغ. يقال خلا المكان يخلو خلوا وخلاء، إذا لم يكن به أحد.

والمعنى: اقتلوا يوسف أو اقذفوا به في أرض بعيدة مجهولة حتى يموت، فإنكم إن فعلتم ذلك، خلصت لكم محبة أبيكم دون أن يشارككم فيها أحد، فيقبل عليكم بكليته، ويكون كل توجهه إليكم وحدكم، بعد أن كان كل توجهه إلى يوسف.

قال صاحب الكشاف: «يخل لكم وجه أبيكم» أى: يقبل عليكم إقبالة واحدة، لا يلتفت عنكم إلى غيركم والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها، وينازعهم إياها، فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم، لأن الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل عليه بوجهه ... » .

وقوله: وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ معطوف على جواب الأمر.

أى: وتكونوا من بعد الفراغ من أمر يوسف بسبب قتله أو طرحه في أرض بعيدة، قوما صالحين في دينكم، بأن تتوبوا إلى الله بعد ذلك فيقبل الله توبتكم، وصالحين في دنياكم بعد أن خلت من المنغصات التي كان يثيرها وجود يوسف بينكم.

وهكذا النفوس عند ما تسيطر عليها الأحقاد، وتقوى فيها رذيلة الحسد، تفقد تقديرها الصحيح للأمور، وتحاول التخلص ممن يزاحمها بالقضاء عليه، وتصور الصغائر في صورة الكبائر، والكبائر في صورة الصغائر.

فإخوة يوسف هنا، يرون أن محبة أبيهم لأخيهم جرم عظيم، يستحق إزهاق روح الأخ.

وفي الوقت نفسه يرون أن هذا الإزهاق للروح البريئة شيء هين، في الإمكان أن يعودوا بعده قوما صالحين أمام خالقهم، وأمام أبيهم، وأمام أنفسهم.

( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم ) يقولون : هذا الذي يزاحمكم في محبة أبيكم لكم ، أعدموه من وجه أبيكم ، ليخلو لكم وحدكم ، إما بأن تقتلوه ، أو تلقوه في أرض من الأراضي ، تستريحوا منه ، وتختلوا أنتم بأبيكم ، وتكونوا من بعد إعدامه قوما صالحين . فأضمروا التوبة قبل الذنب .

القول في تأويل قوله تعالى : اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)

قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: قال إخوة يوسف بعضهم لبعض: اقتلوا يوسف أو اطرحوه في أرض من الأرض ، يعنون مكانا من الأرض ، (يخلُ لكم وجه أبيكم) يعنون: يخلُ لكم وجه أبيكم من شغله بيوسف ، فإنه قد شغله عنّا، وصرف وَجهه عنَّا إليه (وتكونوا من بعده قومًا صالحين) ، يعنون أنهم يتوبون من قتلهم يوسف، وذنبهم الذي يركبونه فيه ، فيكونون بتوبتهم من قتله من بعد هلاك يوسف قومًا صالحين .

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

* ذكر من قال ذلك:

18798- حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي: (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قومًا صالحين) ، قال: تتوبون مما صنعتم ، أو: من صنيعكم.

* * *

المعاني :

اطرحوه أرضا :       ألقوه في أرض بعيدة عن أبيه معاني القرآن
يَخْلُ :       يَخْلُصْ السراج
يخلُ لكم وجه أبيكم :       يخلص لكم حبّه و إقباله عليكم معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ قد تختلف أحوال الإخوة مع اتحاد الأصل والبيئة، فمع أن كلهم أبناء نبي، لكن شتان بين يوسف وإخوانه!
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾ ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾ لا يلزم أن يكون ابن النبي نبيًا، ولا ابن التقي تقيًا، قد يطيب الأصل ويفسد الفرع.
لمسة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾ ليس معنى (اطرحوه) إيقاعه على الأرض؛ بل المعنى ألقوه في أرض بعيدة.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾، ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ [10]، ﴿لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ﴾ [32]، ورغم كل ما مضى تبوأ يوسف النبوة والوزارة، من كان معه الله فمم يخاف؟!
وقفة
[9] هل كان يتصور الإخوة وهم يخططون للتخلص من أخيهم أن أفكارهم وتهامسهم وجريمتهم سيفضحها الله في كتاب مقدس، وفي سورة تحمل اسم ذلك الأخ ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ الذي يستخدم حيل الشر والمكر، أبداً لا يوفق بمسعاه وسيرجع أمره بالخسران.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ ما علموا أن الحب لا يغادر مع الأجساد!
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ هذا قولُ إخوة يوسف، إن قلتَ: كيف قالوا ذلك وهم أنبياءُ؟! قلتُ: لم يكونوا أنبياءَ على الصحيح، وبتقدير أنهم كانوا أنبياءَ؛ إنما قالوا ذلك قبل نبوِّتهم، أما الجواب بأن ذلك من الصغائر، أو بأنهم قالوه في صغرهم ضعيفٌ.
وقفة
[9] الحب لا يموت، وإن مات الجسد ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ ... يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾.
وقفة
[9] قال إخوة يوسف: ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ ... يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ يظنون المحبة تمثيلًا.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ وهذه آية من عبر الأخلاق السيّئة؛ وهي التّخلّص من مزاحمة الفاضل بفضله لمن هو دونه فيه أو مساويه بإعدام صاحب الفضل، وهي أكبر جريمة؛ لاشتمالها على الحسد، والإضرار بالغير، وانتهاك ما أمر الله بحفظه، وهم قد كانوا أهل دين، ومن بيت نبوة وقد أصلح الله حالهم من بعد، وأثنى عليهم، وسمّاهم الأسباط.
لمسة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم؛ تسهيلًا لفعله، وإزالة لشناعته، وتنشيطًا من بعضهم لبعض.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ الذنب الواحد يستتبع ذنوبًا متعددة، ولا يتم لفاعله إلا بعدة جرائم؛ فإخوة يوسف لما أرادوا التفريق بينه وبين أبيه احتالوا لذلك بأنواعٍ من الحيل، وكذبوا عدة مرات، وزوروا على أبيهم في القميص والدم الذي فيه، وفي إتيانهم عشاء يبكون.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ حتى هذه التوبة (المعدة سَلَفًا) لم يفوا بها، فلم يتوبوا (بصدق) إلا بعد أن لم يبق لهم أي فرصة لتحقيق أطماعهم.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ وهكذا يهلك الشيطان أتباعه، يغريهم بالمعصية ثم الرجوع والتوبة حتى يدنسهم بالخطايا.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ هكذا الشيطان يوسوس بالمعصية ويمنيه بالتوبة فإذا حصلت تلك أنساه هذه.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ ورغم كل ما مضى تبوأ يوسف النبوة والوزارة؛ من كان معه الله فمم يخاف!؟
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ ... وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ أحيانًا تعلم أنك تفعل الخطأ ومعترف به لكن نزعة الشر تغلبت على نزعة الخير في نفسك.
وقفة
[9] ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ ... وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ الازدواجية أسلوب حياة! يغريك الشيطان بارتكاب الكبائر، ثم يخدرك ببعض النوافل! اسفك دم أخيك ثم توضأ للصلاة عليه!اغصب ماله ثم أطعم عياله!كل الرشوة وانهب المال العام ثم حج كل عام؟ لا بأس بظلم أخيك ما دامت لك صدقة تحميك!وقليل الدم تمسحه دمعة ندم! يا هذا: إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة!
وقفة
[9] أسلوب الشيطان مع الصالحين: اعمل المعصية ثم تب ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ ... وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾.
وقفة
[9] ﴿يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ (يخل) التفرد والرغبة في الإستحواذ وعدم المشاركة داء بشري مقلق.
وقفة
[9] أبناؤك يريدون أن توليهم وجهك وعنايتك ﴿يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾.
وقفة
[9] من أعظم ما يسعد الأبناء أن يروا وجه والدهم مقبلًا عليهم بالحب والاهتمام ﴿يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ فهل ندرك مافي نفوس أبنائنا؟
وقفة
[9] أبعدوا يوسف عن أبيه آملين: ﴿يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾، ولكن كانت النتيجة: ﴿وتولى عنهم﴾ [84]؛ لن يأتيك الخير بضررك للآخرين.
وقفة
[9] ﴿يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ حين نغار على من نحب، تدفعنا الغيرة لطرد منافسينا من قلوبهم، فنوقد نيران الشوق حتى لا نجد نحن مكانًا فيها، كادوا ليوسف؛ ليخلو لهم وجه أبيهم فتولى عنهم.
وقفة
[9] ﴿وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ لم تكن لتُهضم فكرة القتل الشنيعة لولا تلطيفها بفكرة التوبة المستقبليّة، احذر من زخرفة القبح.
وقفة
[9] ﴿وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ التسويف بالاستقامة، وتمنية النفس أن هذا آخر الأخطاء مدخل شيطاني لاقتحام المخالفة ثم الركون إلى مثلها.
وقفة
[9] ﴿وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ قد ينتج أعظم الفساد الآني من فكرة الصلاح المستقبلي.
وقفة
[9] ﴿وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ لا، لا تفسد الآن بحجة أن تصلح مستقبلًا؛ بل بادر بالإصلاح والصلاح من الآن.
عمل
[9] ﴿وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ احذر وساوس الشيطان التي تسوّل لك سهولة التوبة بعد المعصية؛ فإنك إن عصيت أنساك أن تتوب!
وقفة
[9، 10] ما بين: ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ﴾، و﴿لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ دارت أظلم اتفاقية شردت حياة صبي بريء.
وقفة
[9، 10] في خضم: ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ﴾، و﴿لَاتَقْتُلُوايُوسُفَ﴾ كان يوسف في مكان آخر، منهمكًا في طفولته، لا يدري أن هناك من يخطط لينهي طفولته البريئة.

الإعراب :

  • ﴿ اقتلوا يوسف:
  • فعل أمر مبني على حذف النون لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. يوسف: مفعول به منصوب بالفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف -التنوين- لعجمته وعلميته.
  • ﴿ أو اطرحوه أرضًا:
  • أو حرف عطف للتخيير كسر آخره لالتقاء الساكنين. اطرحوا: معطوفة على \"اقتلوا\" وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. أرضًا: ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية بالفتحة متعلق باطرحوه وقيل هي نكرة ومبهمة ومجهولة لأنها بعيدة من العمران. وهناك من ينصبها على \"في\" ويعتبرها غير مبهمة. بل هي مفعول به ثانٍ متعد بحرف جر محذوف.
  • ﴿ يخل لكم وجه أبيكم:
  • يخل: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب - الأمر- مجزوم وعلامة جزمه حذف آخره -حرف العلة-. لكم: جار ومجرور متعلق بيخلو والميم علامة جمع الذكور. وجه: فاعل مرفوع بالضمة. أبيكم: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة. الكاف: ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم علامة الجمع.
  • ﴿ وتكونوا من بعده:
  • معطوفة بالواو على \"يخل\" مجزومة مثلها وعلامة جزمها: حذف النون والفعل ناقص والواو ضمير متصل في محل رفع اسم \"تكون\" والألف فارقة. ويجوز أن يكون الفعل منصوبًا بإضمار \"أنْ\" والواو بمعنى \"مع\" والوجه الأول أصوب. من بعده: جار ومجرور متعلق بتكونوا والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة يعود إلى يوسف أو يرجع إلى مصدر \"اقتلوا\" أو \"اطرحوا\". '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     ولمَّا قوي الحسد؛ فكروا في إبعاد يوسف عن أبيه، وذلك لا يحصل إلا بأحد طريقين: القتل أو التغريب إلى أرض يحصل اليأس من اجتماعه مع أبيه، قال تعالى:
﴿ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [10] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ ..

التفسير :

[10] قال قائل من إخوة يوسف:لا تقتلوا يوسف، وألقوه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فتستريحوا منه، ولا حاجة إلى قتله، إن كنتم عازمين على فعل ما تقولون.

أي:{ قَالَ قَائِلٌ ْ} من إخوة يوسف الذين أرادوا قتله أو تبعيده:{ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ ْ} فإن قتله أعظم إثما وأشنع، والمقصود يحصل بتبعيده عن أبيه من غير قتل، ولكن توصلوا إلى تبعيده بأن تلقوه{ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ْ} وتتوعدوه على أنه لا يخبر بشأنكم، بل على أنه عبد مملوك آبق منكم، لأجل أن{ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ْ} الذين يريدون مكانا بعيدا، فيحتفظون فيه.

وهذا القائل أحسنهم رأيا في يوسف، وأبرهم وأتقاهم في هذه القضية، فإن بعض الشر أهون من بعض، والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل، .فلما اتفقوا على هذا الرأي.

وقوله- سبحانه- قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ، وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ بيان للرأى الذي اقترحه أحدهم، واستقر عليه أمرهم.

قال القرطبي ما ملخصه: قوله وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ قرأ أهل مكة وأهل البصرة وأهل الكوفة «في غيابة الجب» بالإفراد- وقرأ أهل المدينة «في غيابات الجب» - بالجمع-.

وكل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة، ومنه قيل للقبر غيابة- قال الشاعر:

فإن أنا يوما غيبتني غيابتى ... فسيروا بسيرى في العشيرة والأهل

والجب: الركية- أى الحفرة- التي لم تطو- أى لم تبن بالحجارة- فإذا طويت فهي بئر. وسميت جبا لأنها قطعت في الأرض قطعا. وجمع الجب جببة وجباب وأجباب.

وجمع بين الغيابة والجب، لأنه أراد ألقوه في موضع مظلم من الجب حتى لا يلحقه نظر الناظرين ... » .

والسيارة: جمع سيار، والمراد بهم جماعة المسافرين الذين يبالغون في السير ليصلوا إلى مقصودهم.

والمعنى: قال قائل من إخوة يوسف أفزعه ما هم مقدمون عليه بشأن أخيهم الصغير:

لا تقتلوا يوسف، لأن قتله جرم عظيم، وبدلا من ذلك، ألقوه في قعر الجب حيث يغيب خبره، إلى أن يلتقطه من الجب بعض المسافرين، فيذهب به إلى ناحية بعيدة عنكم، وبذلك تستريحون منه ويخل لكم وجه أبيكم.

ولم يذكر القرآن اسم هذا القائل أو وصفه، لأنه لا يتعلق بذكر ذلك غرض، وقد رجح بعض المفسرين أن المراد بهذا القائل «يهوذا» .

والفائدة في وصفه بأنه منهم، الإخبار بأنهم لم يجمعوا على قتله أو طرحه في أرض بعيدة حتى يدركه الموت.

وأتى باسم يوسف دون ضميره. لاستدرار عطفهم عليه، وشفقتهم به، واستعظام أمر قتله.

وجواب الشرط في قوله «إن كنتم فاعلين» محذوف لدلالة «وألقوه» عليه.

والمعنى: إن كنتم فاعلين ما هو خير وصواب، فألقوه في غيابة الجب، ولا تقتلوه ولا تطرحوه أرضا.

وفي هذه الجملة من هذا القائل، محاولة منه لتثبيطهم عما اقترحوه من القتل أو التغريب بأسلوب بليغ، حيث فوض الأمر إليهم، تعظيما لهم، وحذرا من سوء ظنهم به، فكان أمثلهم رأيا، وأقربهم إلى التقوى.

قالوا: وفي هذا الرأى عبرة في الاقتصاد عند الانتقام، والاكتفاء بما حصل به الغرض دون إفراط، لأن غرضهم إنما هو إبعاد يوسف عن أبيهم. وهذا الإبعاد يتم عن طريق إلقائه في غيابة الجب.

( قال قائل منهم ) قال قتادة ، ومحمد بن إسحاق : كان أكبرهم واسمه روبيل . وقال السدي : الذي قال ذلك يهوذا . وقال مجاهد : هو شمعون ( لا تقتلوا يوسف ) أي : لا تصلوا في عداوته وبغضه إلى قتله ، ولم يكن لهم سبيل إلى قتله; لأن الله تعالى كان يريد منه أمرا لا بد من إمضائه وإتمامه ، من الإيحاء إليه بالنبوة ، ومن التمكين له ببلاد مصر والحكم بها ، فصرفهم الله عنه بمقالة روبيل فيه وإشارته عليهم بأن يلقوه في غيابة الجب ، وهو أسفله .

قال قتادة : وهي بئر بيت المقدس .

( يلتقطه بعض السيارة ) أي : المارة من المسافرين ، فتستريحوا بهذا ، ولا حاجة إلى قتله .

( إن كنتم فاعلين ) أي : إن كنتم عازمين على ما تقولون .

قال محمد بن إسحاق بن يسار : لقد اجتمعوا على أمر عظيم ، من قطيعة الرحم ، وعقوق الوالد ، وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب له ، وبالكبير الفاني ذي الحق والحرمة والفضل ، وخطره عند الله ، مع حق الوالد على ولده ، ليفرقوا بينه وبين ابنه وحبيبه ، على كبر سنه ، ورقة عظمه ، مع مكانه من الله فيمن أحبه طفلا صغيرا ، وبين أبيه على ضعف قوته وصغر سنه ، وحاجته إلى لطف والده وسكونه إليه ، يغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين ، فقد احتملوا أمرا عظيما .

رواه ابن أبي حاتم من طريق سلمة بن الفضل ، عنه .

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: قال قائل من إخوة يوسف: (لا تقتلوا يوسف) .

* * *

وقيل: إن قائل ذلك " روبيل "، كان ابن خالة يوسف.

*ذكر من قال ذلك:

18799- حدثنا بشر ، قال، حدثنا يزيد ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة: (لا تقتلوا يوسف) ذكر لنا أنه روبيل، كان أكبر القوم ، وهو ابن خالة يوسف ، فنهاهم عن قتله.

18800- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: (اقتلوا يوسف) ، إلى قوله: (إن كنتم فاعلين) ، قال: ذكر لي، والله أعلم، أن الذي قال ذلك منهم " روبيل "، الأكبر من بني يعقوب ، وكان أقصدهم فيه رأيًا.

18801- حدثنا الحسن قال، أخبرنا عبد الرزاق ، قال، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قوله: (لا تقتلوا يوسف) قال: كان أكبر إخوته ، وكان ابن خالة يوسف ، فنهاهم عن قَتْله .

* * *

وقيل: كان قائل ذلك منهم " شمعون ". (17)

*ذكر من قال ذلك:

18802- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن الزبير ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، في قوله: (قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف) قال: هو شمعون.

* * *

وقوله: (وألقوه في غيابة الجب) يقول وألقوه في قَعْرِ الجبّ، حيث يَغيبُ خبره .

* * *

واختلفت القراء في قراءة ذلك.

فقرأته عامة قراء أهل المدينة: " غيَابَاتِ الجُبِّ" على الجماع .

* * *

وقرأ ذلك عامة قراء سائر الأمصار: (غَيابَةِ الجُبِّ) بتوحيد " الغيابة " .

* * *

قال أبو جعفر : وقراءة ذلك بالتوحيد أحبُّ إليّ .

* * *

و " الجبّ": بئر .

* * *

وقيل: إنه اسم بئر ببيت المقدس .

*ذكر من قال ذلك:

18803- حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: في: ( غيابة الجب) ، يقول: بئر ببيت المقدس.

18804- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله: (غيابة الجب) قال: بئر ببيت المقدس.

* * *

والغيابة: كل شيء غيب شيئًا فهو " غيابة " ، و " الجب "، البئر غير المطويَّة .

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

*ذكر من قال ذلك:

18805- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر ، عن قتادة في : ( غيابة الجب) ، في بعض نواحيها: في أسفلها.

18806- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: (وألقوه في غيابة الجب) ، يقول: في بعض نواحيها.

18807 - حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا عبد الوهاب ، عن سعيد ، عن قتادة ، مثله (18)

18807- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: (وألقوه في غيابة الجب) قال: قالها كبيرهم الذي تخلَّف . قال: و " الجب "، بئر بالشأم.

18809- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي ، قال: حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس: ( وألقوه في غيابة الجب) يعني: الركيَّة.

18810- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ ، قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول: " الجبّ": البئر.

* * *

وقوله: (يلتقطه بعض السيارة) يقول: يأخذه بعض مارّة الطريق من المسافرين (19) ، (إن كنتم فاعلين) ، يقول: إن كنتم فاعلين ما أقول لكم . فذكر أنه التقطه بعض الأعراب .

18811- حدثنا القاسم ، قال، حدثنا الحسين ، قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: (يلتقطه بعض السيارة) ، قال: التقطه ناس من الأعراب.

* * *

وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ: " تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ" بالتاء .

18812- حدثني بذلك أحمد بن يوسف قال حدثنا القاسم ، قال، حدثني حجاج ، عن هارون ، عن مطر الورّاق ، عن الحسن .

* * *

وكانّ الحسن ذهب في تأنيثه " بعض السيارة " إلى أنَّ فعلَ بعضها فعلُها.

والعرب تفعل ذلك في خبر كان عن مُضافٍ إلى مؤنث، (20) يكون الخبرُ عن بعضه خبرًا عن جميعه ، وذلك كقول الشاعر: (21)

أرَى مَــرَّ السِّــنِينَ أخَــذْنَ مِنِّـي

كَمَــا أخَـذَ السِّـرَارُ مِـنَ الهِـلالِ (22)

فقال: " أخذن مني" ، وقد ابتدأ الخبر عن " المرّ" ، إذ كان الخبر عن " المرّ"، خبرًا عن " السنين " ، وكما قال الآخر: (23)

إذَا مَــاتَ مِنْهُــمْ سَـيِّدٌ قَـامَ سَـيِّدٌ

فَـدَانَتْ لَـهُ أهْـلُ القُـرَى والكَنـائِسِ (24)

فقال: " دانت له " ، والخبر عن أهل القرى ، لأن الخبر عنهم كالخبر عن القرى . ومن قال ذلك لم يقل: " فدانت له غلام هند " ، لأن " الغلام " لو ألقي من الكلام لم تدلَّ" هند " عليه ، كما يدل الخبر عن " القرية " على أهلها .

وذلك أنه لو قيل ": فدانت له القرى " ، كان معلومًا أنه خبر عن أهلها. وكذلك " بعض السيارة " ، لو ألقي البعض ، فقيل: تلتقطه السيارة ، علم أنه خبر عن البعض أو الكل ، ودلّ عليه الخبر عن " السيارة " .

* * *

----------------------

الهوامش:

(17) سيأتي في الأثر رقم : 18831 ، اسم آخر ، وأنه هو قائل ذاك ، وهو :" يهوذا" .

(18) الأثر : 18807 -" الحسن بن محمد" ، هو" الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني" ، شيخ الطبري . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 36 . و" عبد الوهاب" ، هو" عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي" ، مضى مرارًا .

(19) انظر تفسير" السيارة" فيما سلف 11 : 71 - 73 .

(20) في المطبوعة :" عن المضاف إلى مؤنث" ، فأساء بفعله غاية الإساءة .

(21) هو جرير .

(22) سلف البيت وتخريجه وشرحه 11 : 86 ، وكان في المخطوطة والمطبوعة هنا" أرى" ، والرواية هناك ، وفي ديوانه" رأت" .

(23) لم أعرف قائله .

(24) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية .

المعاني :

غَيَابَةِ الْجُبِّ :       جَوْفِ البِئْرِ، والجُبُّ: هُوَ البِئْرُ الَّذِي قُطِعَ مِنَ الأَرْضِ دُونَ بِنَاءٍ يَحْمِيهِ مِنَ الِانْهِيَارِ السراج
غيابة الجبّ :       ما غاب و أظلم من قعر البئر معاني القرآن
السَّيَّارَةِ :       المَارَّةِ مِنَ المُسَافِرِينَ السراج
السّيّارة :       المسافرين معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ حين ينغمر الإنسان في كتيبة الشر لا يستحق الذكر؛ ولو قال خيرًا.
وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ إذا عرف الله صدقك وإخلاصك، ليس مهمًا أن يعرف الناس اسمك!
عمل
[10] انكر منكرًا اتفق عليه أقاربك أو أصدقاؤك ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾.
عمل
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ خفف الشر ما استطعت.
عمل
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ كان مجرد اقتراح؛ لكنه غيَّر مسار القصة والتاريخ! لا تحقر أي فكرة ورأي، وما يدريك عن أثره؟
وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ من بين الأحجار القاسية قد تجد حجرًا رقيقًا ذا ملمسٍ ناعم.
وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ أخرج الله يوسف (بتقواه) من: (غَيَابَتِ الجُبِّ)، و(السجن) إلى: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾ [56].
عمل
[10] إذا اتفق العصبة على شر أو معصية وأنت فيهم؛ فليكن لك موقف صدق ولو بتخفيف الشر ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾.
وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ أول صور لطف الله تعالى بيوسف عليه السلام: أن أنطق أحد إخوته برأي كان سبب إنقاذه من القتل، ومع أنه رأي واحد بين الأغلبية، إلا أنهم جميعًا استمعوا إليه وأنفذوا رأيه.
عمل
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ كلمة واحدة جعلها الله سبب إنقاذ يوسف من القتل، فلا تستهن بكلمة حق تنطق بها، أو نصيحة تدلي بها، لعلها تكون حجر زاوية في إنقاذ نفس كما كانت مع يوسف.
وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾ ليس كل آمر بشر نيته الشر؛ فلعله ضاقت عليه الخيارات، فاختار أقلها فسادًا.
وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾ تقليل الشر عند العجز عن إيقافه مقصد شرعي.
وقفة
[10] ﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ اختلافهم يدل على رحمة منهم بأخيهم، ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾ هذا حرص منهم على أن يكون هناك مَنْ يأخذه.
لمسة
[10] ﴿لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ لم يقل: (الجب)، وإنما قال: (غيابة الجب)، تجبرك وحشية الآخر أن تتوحش في لغتك حتى تناسبه حلولك.
وقفة
[10] ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ ألقوه، لكن رفعه الله !
لمسة
[10] ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ ما الفرق بين الجب والبئر؟ (الجُبّ) يعني البئر الذي فيه الماء كما توضح الآية ﴿وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ﴾ [19]، فهي تفيد أن الجب فيه ماء، أما (البئر) قد يكون فيها ماء، وقد لا يكون، كما قال تعالى: ﴿وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ﴾ [الحج: 45].
وقفة
[10] ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ من حفظه الله ما ضره ولو رماه الناس.
وقفة
[10] ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ التاريخ يتكرر وسيتكرر! ما الفارق بين تآمر إخوة يوسف وتآمر قریش على النبي ﷺ في دار الندوة؟ ما الفارق بين حرمان يوسف من أبيه وداره، وحرمان النبي ﷺ من أحب بلاد الله إليه؟ ما الفارق بين العصبة التي تآمرت على يوسف وعصبة اليهود وقبائل العرب الذين تآمروا على النبي ﷺ؟ الطريق واحد، والعقبات واحدة، والعاقبة كذلك واحدة، دومًا للمتقين، وهي بشارة للنبي ﷺ وأتباع النبي ﷺ، فقد نزلت سورة يوسف قبیل الهجرة إلى المدينة؛ لتبشر للمؤمنين بفتح قريب ونصر عجيب في بلد جديد.
وقفة
[10] الظلم ظلمات، ولا بد أن يلقى الظالم جزاءه وإن طالت حبال الأيام، وتأمل كيف أن إخوة يوسف لما امتدت أيديهم بالظلم لأخيهم ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ امتدت أكفهم بين يديه بالطلب، يقولون: ﴿قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ [88].
وقفة
[10] ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ تعامل الحاسد معك ينبئ عن حسده فهو لا يريدك شيئًا مذكورًا، ويريد أن يطمس كل مزاياك ويلقي بها.
وقفة
[10] ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ أرادوا إبعاده عن أبيه؛ فزادت محبته، ألقوه في الجب ليباع عبدًا؛ فأصبح ملكًا، لا تخف، الله المدبر وليس البشر.
وقفة
[10] ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ ألقاه القريب والتقطه الغريب! صدق الله: ﴿لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا﴾ [النساء: 11].
لمسة
[10] ﴿غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ يقولون إما قعر الجُبّ أو هو كهف في الجب، ويسمى غيابة؛ لأنه غائب عن عين الناظر.
وقفة
[10] ﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ (يلتقطه) فالتقطه بعض السيارة بالفعل! هناك نوع من المقادير مرتبط بكلمة تخرج من فم متفائل، أو مؤول، أو ظان بالله ظن الخير؛ فلتكن ألفاظك دائمًا تحمل توقعات الخير، لعل قدرًا ما يوافق ذلك.

الإعراب :

  • ﴿ قومًا صالحين:
  • خبر \"تكون\" منصوب بالفتحة. صالحين: صفة -نعت- لقومًا منصوبة مثلها وعلامة النصب الياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.
  • ﴿ قال قائل منهم:
  • فعل ماضٍ مبني على الفتح. قائل: فاعل مرفوع بالضمة. منهم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من \"قائل\" و \"هم\" ضمير الغائبين في محل جر بمن.
  • ﴿ لا تقتلوا يوسف:
  • لا: ناهية جازمة. تقتلوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يوسف: مفعول به منصوب بالفتحة ولم تنون لأنه ممنوع من الصرف -التنوين- على المعجمة والعلمية. والجملة في محل نصب مفعول به مقول القول.
  • ﴿ وألقوه في غيابة الجب:
  • الواو: استئنافية بمعنى \"بل\". ألقوه: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. في غيابة: جار ومجرور متعلق بألقوه. الجب: مضاف إليه مجرور بالكسرة أي في قعره.
  • ﴿ يلتقطه بعض السيَّارة:
  • يلتقطه: نعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب -الأمر- مجزوم بتسكين آخره والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. بعض: فاعل مرفوع بالضمة. السيارة: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهي جمع \"سيّار\" بمعنى بعض الأقوام الذين يسيرون في الطريق.
  • ﴿ إنْ كنتم فاعلين:
  • إنْ: حرف شرط جازم. كنتم: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإنْ. التاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم \"كان\" والميم علامة جمع الذكور و \"فاعلين\" خبر \"كان\" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. التقدير: إنْ كنتم فاعلين فألقوه في غيابة الجبّ. '

المتشابهات :

يوسف: 10﴿ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ
الكهف: 19﴿وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
الصافات: 51﴿ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ولمَّا فكروا في الأمرين: القتل أو التغريب؛ استقر أمرهم على التغريب، قال تعالى:
﴿ قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

غيابة:
وقرئ:
1- غيابات، بالتشديد والجمع، وهى قراءة ابن هرمز.
2- غيبة، وهى قراءة الحسن.
يلتقطه:
وقرئ:
تلتقطه، بتاء التأنيث، أنث على المعنى، وهى قراءة الحسن، ومجاهد، وقتادة، وأبى رجاء.

مدارسة الآية : [11] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ ..

التفسير :

[11] قال إخوة يوسف -بعد اتفاقهم على إبعاده-:يا أبانا ما لَكَ لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخونا، ونحن نريد له الخير ونشفق عليه ونرعاه، ونخصه بخالص النصح؟

أي:قال إخوة يوسف، متوصلين إلى مقصدهم لأبيهم:{ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ} أي:لأي شيء يدخلك الخوف منا على يوسف، من غير سبب ولا موجب؟{ وَ ْ} الحال{ إِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ} أي:مشفقون عليه، نود له ما نود لأنفسنا، وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام لا يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها.

ثم حكى- سبحانه- محاولاتهم مع أبيهم، ليأذن لهم بخروج يوسف معهم فقال:

قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ.

أى: قال إخوة يوسف لأبيهم- محاولين استرضاءه لاستصحاب يوسف معهم-: يا أبانا «مالك لا تأمنا على يوسف» أى: أى شيء جعلك لا تأمنا على أخينا يوسف في خروجه معنا، والحال أننا له ناصحون، فهو أخونا ونحن لا نريد له إلا الخير الخالص، والود الصادق.

وفي ندائهم له بلفظ «يا أبانا» استمالة لقلبه، وتحريك لعطفه، حتى يعدل عن تصميمه على عدم خروج يوسف معهم.

والاستفهام في قولهم «مالك لا تأمنا..» للتعجيب من عدم ائتمانهم عليه مع أنهم إخوته، وهو يوحى بأنهم بذلوا محاولات قبل ذلك في اصطحابه معهم ولكنها جميعا باءت بالفشل.

لما تواطئوا على أخذه وطرحه في البئر ، كما أشار عليهم أخوهم الكبير روبيل ، جاءوا أباهم يعقوب ، عليه السلام ، فقالوا : ( ياأبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون ) وهذه توطئة وسلف ودعوى ، وهم يريدون خلاف ذلك; لما له في قلوبهم من الحسد لحب أبيه له

القول في تأويل قوله تعالى : قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف، إذ تآمروا بينهم ، وأجمعوا على الفرقة بينه وبين والده يعقوب، لوالدهم يعقوب: (يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف) فتتركه معنا إذا نحن خرجنا خارج المدينة إلى الصحراء ، (وإنا له ناصحون)، نحوطه ونكلؤه (25) .

----------------------

الهوامش:

(25) انظر تفسير : نصح له" فيما سلف ص : 305 ، تعليق : 2

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

لمسة
[11] ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا﴾ وردت (يا أبانا) في ستة مواضع، في سياق الأبناء الذين أخطأوا في حق والدهم، ووردت (يا أبت) في ثمانية مواضع في سياق الأبناء البررة، بين يديك العِبر.
عمل
[11] ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا﴾ عندما ولجوا من باب الخيانة؛ كان أول ما طرقوا موضوع الأمانة! تنبّه لأول موضوع يطرحه خصمك، فالطُعْم فيه.
وقفة
[11] ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ﴾ ما من شخص يضمر الشر، إلا ويظهره الله من خلال تصرفاته أو فلتات لسانه، أو تقاسيم وجهه.
وقفة
[11] ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ﴾ لا يعلم الابن أن دسائسه مفضوحة ونظراته مكشوفة وهمساته مسموعة عند والده.
وقفة
[11] ﴿مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا﴾ شك في أمانة من يسألك: لماذا لا تأمني؟ وفي صدق من يسألك: لماذا لا تصدقني؟ وفي حكمة من يسألك: لماذا لا تعتمد علي؟
وقفة
[11] ﴿مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا﴾ (تَأْمَنَّا) دل هذا على وجود محاولات سابقة لهم في هذا الشأن.
عمل
[11] ﴿مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا﴾ استخدموا لفظ الأمن في الوقت الذي قرروا فيه زعزعته! دقق في عبارات وألفاظ الآخرين، فإنها قد تحوي شيئًا من أفكارهم.
اسقاط
[11] ﴿مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ﴾ حرص الوالدين على ابنهما في عدم خروجه من البيت أو ذهابه مع أصحابه أمر طبيعي، ينبغي أن يدرك الأبناء أنه من تمام حبهم لهم.
عمل
[11] ﴿وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ وصفوا أنفسهم بالنصح لأنهم علموا أن الناصح يستحيل أن يؤذي غيره، إذا رأيت ناصحًا فتمسك به، فإنه الأمان.

الإعراب :

  • ﴿ قالوا يا أبَانَا:
  • فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يا: أداة نداء. أبا: منادى مضاف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة و \"نا\" ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
  • ﴿ ما لك لا تأمنّا:
  • أي لم تخافنا عليه. الجملة: في محل نصب مفعول به -مقول القول- ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور في محل رفع متعلق بالخبر. لا: نافية لا عمل لها. تأمن: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على النون المدغمة بضمير المتكلمين والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت. و \"نا\" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وجملة \"لا تأمنا\" في محل نصب حال ويجوز أن تكون في محل رفع خبرًا لمبتدأ محذوف. التقدير: وأنت لا تأمنا. وتكون الجملة الاسمية المقدرة في هذه الحالة في محل نصب حالًا.
  • ﴿ على يوسف وإنّا له لناصحون:
  • جار ومجرور متعلق بتأمّنا وعلامة جر الاسم: الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف -التنوين- لعجمته وعلميته. الواو حالية والجملة بعدها: في محل نصب حال. إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و\"نا\" المدغمة بإنّ ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم \"إنّ\". له: جار ومجرور متعلق بخبر \"إنّ\" اللام لام التوكيد -المزحلقة-. ناصحون: خبر \"إنّ\" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. '

المتشابهات :

يوسف: 11﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَالَكَ لَا تَأۡمَ۬نَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُۥ لَنَٰصِحُونَ
يوسف: 17﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا
يوسف: 63﴿فَلَمَّا رَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيهِمۡ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلۡكَيۡلُ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَآ أَخَانَا نَكۡتَلۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ
يوسف: 65﴿وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَٰعَهُمۡ وَجَدُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ رُدَّتۡ إِلَيۡهِمۡۖ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبۡغِيۖ هَٰذِهِۦ بِضَٰعَتُنَا رُدَّتۡ إِلَيۡنَاۖ
يوسف: 97﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِ‍ِٔينَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     ولمَّا استقرَّ أمرُهم على التغريب؛ ذكرَ اللهُ عز وجل هنا محاولاتهم مع أبيهم ليأذن لهم بخروج يوسف معهم، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لا تأمنا:
وقرئ:
1- بإدغام نون «تأمن» فى نون الضمير، من غير إشمام، وهى قراءة زيد بن على، وأبى جعفر، والزهري، وعمرو بن عبيد.
2- بالإدغام والإشمام للضم، وهى قراءة الجمهور.
3- بضم الميم، فتكون الضمة منقولة إلى الميم من النون الأولى، بعد سلب الميم حركتها وإدغام النون فى النون، وهى قراءة ابن هرمز.
4- لا تأمننا، بالإظهار وضم النون على الأصل، وخط المصحف بنون واحد، وهى قراءة أبى، والحسن وطلحة بن مصرف، والأعمش.
5- لا تيمنا، على لغة تميم، وهى قراءة ابن وثاب، وأبى رزين.

مدارسة الآية : [12] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ..

التفسير :

[12] أرسِلْه معنا غداً عندما نخرج إلى مراعينا يَسْعَ وينشط ويفرح، ويلعبْ بالاستباق ونحوه من اللعب المباح، وإنا لحافظون له من كل ما تخاف عليه.

فلما نفوا عن أنفسهم التهمة المانعة من عدم إرساله معهم، ذكروا له من مصلحة يوسف وأنسه الذي يحبه أبوه له، ما يقتضي أن يسمح بإرساله معهم، فقالوا:

{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ْ} أي:يتنزه في البرية ويستأنس.{ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ْ} أي:سنراعيه، ونحفظه من أذى يريده.

ثم أضافوا إلى ذلك قولهم أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ...

والرتع والرتوع هو الاتساع في الملاذ والتنعم في العيش، يقال: رتع الإنسان في النعمة إذا أكل ما يطيب له ورتعت الدابة إذا أكلت حتى شبعت، وفعله كمنع والمراد باللعب هنا الاستجمام ورفع السآمة، كالتسابق عن طريق العدو، وما يشبه ذلك من ألوان الرياضة المباحة.

أى: أرسله معنا غدا ليتسع في أكل الفواكه ونحوها، وليدفع السآمة عن نفسه عن طريق القفز والجري والتسابق معنا.

وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ. كل الحفظ من أن يصيبه مكروه، أو يمسه سوء.

وقد أكدوا هذه الجملة والتي قبلها وهي قوله «وإنا له لناصحون» بألوان من المؤكدات، لكي يستطيعوا الحصول على مقصودهم في اصطحاب يوسف معهم.

وهو أسلوب يبدو فيه التحايل الشديد على أبيهم، لإقناعه بما يريدون تنفيذه وتحقيقه من مآرب سيئة.

( أرسله معنا ) أي : ابعثه معنا ، ( غدا نرتع ونلعب ) وقرأ بعضهم بالياء ( يرتع ويلعب )

قال ابن عباس : يسعى وينشط . وكذا قال قتادة ، والضحاك والسدي ، وغيرهم .

( وإنا له لحافظون ) يقولون : ونحن نحفظه ونحوطه من أجلك .

القول في تأويل قوله تعالى : أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)

قال أبو جعفر : واختلفت القراء في قراءة ذلك.

فقرأته عامة قراء أهل المدينة: " يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ" ، بكسر العين من " يرتع "، وبالياء في" يرتع ويلعب " ، على معنى: " يفتعل " ، من " الرعي": " ارتعيت فأنا أرتعي" ، كأنهم وجَّهوا معنى الكلام إلي: أرسله معنا غدًا يرتَع الإبل ويلعب، (وإنّا له لحافظون) .

وقرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة: " أرْسِلهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ"، بالياء في الحرفين جميعًا، وتسكين العين ، من قولهم: " رتع فلانٌ في ماله "، إذا لَهَا فيه ونَعِم وأنفقه في شهواته. ومن ذلك قولهم في مثل من الأمثال: " القَيْدُ والرَّتَعَة " ، (26) ومنه قول القطامي:

أكُفْــرًا بَعْــدَ رَدِّ المَــوْتِ عَنِّـي

وَبَعْــدَ عَطَــائِكَ المِئَــةَ الرِّتَاعَـا (27)

* * *

وقرأ بعض أهل البصرة: " تَرْتَعْ" بالنون " ونَلْعَبْ" بالنون فيهما جميعًا ، وسكون العين من " نرتع " .

18813- حدثني أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم قال، حدثنا حجاج ، عن هارون ، قال: كان أبو عمرو يقرأ: " نَرْتَعْ ونَلْعَبْ" بالنون ، قال: فقلت لأبي عمرو: كيف يقولون " نلعب "، وهم أنبياء؟ قال: لم يكونوا يومئذٍ أنبياء.

* * *

قال أبو جعفر : وأولى القراءة في ذلك عندي بالصواب ، قراءةُ من قرأه في الحرفين كليهما بالياء، وبجزم العين في" يرتع " ، لأن القوم إنما سألوا أباهم إرسال يوسف معهم ، وخدعوه بالخبر عن مسألتهم إياه ذلك، عما ليوسف في إرساله معهم من الفرح والسرور والنشاط بخروجه إلى الصحراء وفسحتها ولعبه هنالك ، لا بالخبر عن أنفسهم .

* * *

وبذلك أيضا جاء تأويل أهل التأويل .

*ذكر من قال ذلك:

18814- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي ، قال، حدثني عمي ، قال، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: (أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب) ، يقول: يسعى وينشطُ.

18815 - حدثنا القاسم ، قال، حدثنا الحسين ، قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال، قال ابن عباس: (يرتع ويلعب) قال: يلهو ، وينشط ويسعى.

18816- حدثنا بشر ، قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: (أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب) ، قال: ينشط ويلهو.

18817- حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا عبد الوهاب ، عن سعيد ، عن قتادة ، بنحوه . (28)

18818- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة: (يرتع ويلعب) ، قال: يسعى ويلهو.

18819- حدثنا القاسم ، قال، حدثنا الحسين ، قال، حدثني هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قوله: (يرتع ويلعب) ، قال: يتلهَّى ويلعب..

18820- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (يرتع ويلعب) ، قال: يتلهَّى ويلعب.

18821- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو بن محمد قال، حدثنا أسباط ، عن السدي: (يرتع ويلعب) قال: ينشط ويلعب.

18822-... قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدى: (أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب ) يلهو.

18823- قال، حدثنا حسين بن علي ، عن شيبان ، عن قتادة: (أرسله معنا غدا يرتع ويلعب)، قال: ينشط ويلعب.

18824 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا نعيم بن ضمضم العامري ، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم ، في قوله: (أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب) ، قال: يسعى وينشط. (29)

* * *

وكأن الذين يقرأون ذلك: " يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ" بكسر العين من يرتع ، يتأوّلونه على الوجه الذي:-

18825- حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال، قال، ابن زيد في قوله: " أرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ" قال: يرعى غنمه ، وينظر ويعقل ، فيعرف ما يعرف الرجُل.

* * *

وكان مجاهد يقول في ذلك بما:-

18826- حدثنا الحسن بن محمد ، قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: " نَرْتَعِ" ، بحفظ بعضنا بعضًا ، نتكالأ نتحارس . (30)

18827- حدثني محمد بن عمرو ، قال: حدثنا أبو عاصم ، قال: حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: " نَرْتَعِ" قال: يحفظ بعضنا بعضًا ، نتكالأ

18828- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ،

18829- وحدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بنحوه .

18830- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، بنحوه .

* * *

قال أبو جعفر : فتأويل الكلام: أرسله معنَا غدًا نلهو ونلعب وننعم ، وننشط في الصحراء ، ونحن حافظُوه من أن يناله شيء يكرهه أو يؤذيه .

----------------------

الهوامش:

(26) مثل ذكره الميداني في أمثاله 2 : 39 ، والمفضل الضبي في أمثاله : 62 ، والمفضل ابن سلمة في كتابه الفاخر ص : 170 ، 241 ، واللسان ( رتع ) . وأصله أن عمرو بن الصعق ، أسرته شاكر ، من همدان ، فأحسنوا إليه . وكان فارق قومه نحيفًا ، فهرب من شاكر ، فلما وصل إلى قومه قالوا : أي عمرو ، خرجت من عندنا نحيفًا ، وأنت اليوم بادن ؟ فقال :" القيد والرتعة" ، فأرسلها مثلا . و" الرتعة" الخصب .

(27) سلف البيت وتخريجه وشرحه 1 : 116 ، تعليق : 1 .

(28) الأثر : 18817 -" الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني" ، وانظر تفسير هذا الإسناد فيما سلف رقم : 18807 .

(29) الأثر : 18824 -" نعيم بن ضمضم العامري" ، لم أجد له ترجمة في غير لسان الميزان 6 : 169 ، قال :" نعيم بن ضمضم ، والضحاك ، بحديث في الوضوء . وضعفه بعضهم . انتهى . وهذا روى عنه سفيان بن عيينة ، وأبو أحمد الزبيري ، وقبيصة بن عقبة ، وعبد الرحمن ابن صالح الكوفي ، وآخرون . وذكر البخاري روايته في ترجمة عمران بن حميري ( ؟ ) ولم يفرده بترجمة . وما عرفت إلى الآن من ضعفه . وقد تقدم في" عمران ، أن ابن حبان سمى أباه جهضما ، ويقال : ضمعج . قلت : وهما خطأ ، فقد أخرج حديثه البزار ، والطبراني ، والحارث بن أبي أسامة في أسانيدهم ، وأبو الشيخ . في كتاب الثواب ، كلهم من رواية عبد العزيز بن أبان ، فقال :عن نعيم بن ضمضم ، عن عمران بن حميري ، كما وقع عند البخاري" . انتهى ما قاله الحافظ ابن حجر ، وهو جليل الفائدة ، وزادنا الطبري في إسناده أنه العامري"

(30) " نتكالأ" من قولهم :" كلأه" ، أي حفظه ورعاه وحرسه .

المعاني :

يَرْتَعْ :       يَاكُلْ مَا لَذَّ وَطَابَ السراج
يرتع :       يتّسع في أكل ما لذ و طاب معاني القرآن
يلعب :       يُسابق و يرم بالسّهام معاني القرآن

التدبر :

وقفة
[12] ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا﴾ الحقد يبحث عن أقرب فرصة لتنفيذ مخططاته.
وقفة
[12] ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا﴾ لم يطلبوه أن يرسله معهم في نفس اليوم وإنما في الغد؛ لأن الطلبات الصعبة تحتاج إلى وقت كافٍ حتى يقتنع بها الآخر.
عمل
[12] ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا﴾ إذا واجهك شخص بطيبة مفاجئة؛ فاحذر منه، فإذا كانت مفاجئة ومُلحّة؛ ففرّ منه.
عمل
[12] ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ حتى أبناء الأنبياء يحبون اللعب؛ فلا تقتل فرحة طفلك !
وقفة
[12] ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ فقط مهتمون بلعبه ومتعته! غالبًا: خلف الاعتناء الزائد غرض فاسد.
وقفة
[12] هل أنت من أهل الخروج إلى البراري والمنتزهات؟ تأمل طبيعة البشر تسترح وتسعد بالخروج من المألوف: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾، ولكن هذا لا ينسي أن فيها شيئًا من المخاطر يجب أن تتقى: ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.
وقفة
[12] ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ كم من مستأمن خان الأمانة! وكم من أسند ظهره لركن يعتقد حمايته فكانت الطعنة منه!
وقفة
[12] ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ لم ينكر والدهم ذلك بل أرسله معهم، مما يدل على مشروعية اللعب البرّي، وحاجة الأبناء إليه، وهو يرسم منهج الوسطية بين الذين اتخذوا حياتهم لهوًا ولعبًا، واشتروا لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله، وبين الذين تشددوا وغلوا، وحرَّموا زينة الله التي أخرج لعباده، فلا يجوز تحريم اللعب بإطلاق أو تحليله دون ضابط.
وقفة
[12] ﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ فقط مهتمون بلعبه ومتعته! غالبًا: خلف الاعتناء الزائد غرض فاسد.
عمل
[12] قالوا له: ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، وقال لهم: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا﴾ [64]؛ فضيعوه وحفظه الله، استحفظ ربك من تحب.
عمل
[12] أحد عشر أخ قالوا: ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ فضيعوه! وقال الأب: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا﴾ [64]؛ فحفظه، وأخرجه من البئر، ونجاه من الموت والكيد، وولاه خزائن الأرض؛ فوض أمرك وأمر أولادك إلى الله، وكن صادقًا يحفظكم ويرعاكم.

الإعراب :

  • ﴿ أرسله معنا غدًا:
  • فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. مع: ظرف مكان يدل على المصاحبة متعلق بأرسله و \"نا\" في محل جر بالإضافة. غدًا: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأرسل.
  • ﴿ يرتع ويلعب:
  • فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب -الأمر- وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. ويلعب: معطوفة بالواو على يرتع ويعرب إعرابها.
  • ﴿ وإنا له لحافظون:
  • تعرب إعراب \"وإنّا له لناصحون\" الواردة في الآية الكريمة السابقة. '

المتشابهات :

يوسف: 11﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ
يوسف: 12﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
يوسف: 63﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
الحجر: 9﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [12] لما قبلها :     ولَمَّا تلطَّفَ أخوةُ يوسف في إخراجِ يوسف معهم، وذَكَروا نُصحَهم له؛ ذَكَروا له مِن مَصلحةِ يوسُفَ وأُنسِه -الذي يُحبُّه أبوه له- ما يقتضي أن يسمَحَ بإرسالِه معهم، فقالوا:
﴿ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يرتع ويلعب:
1- بالياء والجزم، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بالنون والجزم، وهى قراءة الابنين، وأبى عمرو.
3- يرتع، بكسر العين، وهى قراءة الحرميين.
4- ويلعب، بضم الياء أي: وهو يلعب.
5- نرتع، بنون مضمومة، من «أرتعنا» ، وهى قراءة قتادة، وابن محيصن.
6- نرتع ويلعب، بإسناد اللعب إلى يوسف وحده، وهى قراءة النخعي.
7- يرتع ويلعب، بضم الياءين، مبنيا للمفعول، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [13] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ ..

التفسير :

[13] قال يعقوب:إني لَيؤلم نفسي مفارقته لي إذا ذهبتم به إلى المراعي، وأخشى أن يأكله الذئب، وأنتم عنه غافلون منشغلون.

فأجابهم بقوله:{ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ْ} أي:مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي، لأنني لا أقدر على فراقه، ولو مدة يسيرة، فهذا مانع من إرساله{ وَ ْ} مانع ثان، وهو أني{ أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ْ} أي:في حال غفلتكم عنه، لأنه صغير لا يمتنع من الذئب.

ثم أخبر- سبحانه- عما رد به عليهم أبوهم فقال: قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ.

والحزن: الغم الحاصل لوقوع مكروه أو فقد محبوب.

والخوف: فزع النفس من مكروه يتوقع حصوله.

والذئب: حيوان معروف بعدوانه على الضعاف من الإنسان ومن الحيوان، وأل فيه للجنس، والمراد به أى فرد من أفراد الذئاب.

أى: قال يعقوب لأبنائه ردا على إلحاحهم في طلب يوسف للذهاب معهم يا أبنائى إننى ليحزنني حزنا شديدا فراق يوسف لي، وفضلا عن ذلك فإننى أخشى إذا أخذتموه معكم في رحلتكم أن يأكله الذئب، وأنتم عنه غافلون، بسبب اشتغالكم بشئون أنفسكم، وقلة اهتمامكم برعايته وحفظه.

قالوا: وخص الذئب بالذكر من بين سائر الحيوانات، ليشعرهم بأن خوفه عليه مما هو أعظم من الذئب توحشا وافتراسا أشد وأولى.

أو خصه بالذكر لأن الأرض التي عرفوا بالنزول فيها كانت كثيرة الذئاب.

يقول تعالى مخبرا عن نبيه يعقوب أنه قال لبنيه في جواب ما سألوا من إرسال يوسف معهم إلى الرعي في الصحراء : ( إني ليحزنني أن تذهبوا به ) أي : يشق علي مفارقته مدة ذهابكم به إلى أن يرجع ، وذلك لفرط محبته له ، لما يتوسم فيه من الخير العظيم ، وشمائل النبوة والكمال في الخلق والخلق ، صلوات الله وسلامه عليه .

وقوله : ( وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون ) يقول : وأخشى أن تشتغلوا عنه برميكم ورعيتكم فيأتيه ذئب فيأكله وأنتم لا تشعرون ، فأخذوا من فمه هذه الكلمة ، وجعلوها عذرهم فيما فعلوه

القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: قال يعقوب لهم: إني ليحزنني أن تذهبوا به معكم إلى الصحراء ، (31) مخافة عليه من الذئب أن يأكله، وأنتم عنه غافلون لا تشعرون . (32)

* * *

----------------------

الهوامش:

(31) انظر تفسير" الحزن" فيما سلف ص : 142 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .

(32) انظر تفسير :" الغفلة" فيما سلف ص : 551 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ من أراد ألا يكون كتابًا مكشوفًا بين الناس فعليه أن يكتم بغضه وحبه؛ فيسلم ويسلم غيره.
وقفة
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ عندما تعلم مكانة أمر ما في نفس إنسان, ثم تسلبه منه، فأنت إنسان ظالم وتفتقر لشيئ اسمه (إنسانية).
اسقاط
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ الابن البار يتقي ما يحزن أباه! قال ابن عاشور: «وإنما ذكر يعقوب عليه السلام أن ذهابهم به غدًا يُحدث به حزنًا مستقبلًا؛ ليصرفهم عن الإلحاح في طلب الخروج به؛ لأن شأن الابن البار أن يتقي ما يحزن أباه».
عمل
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ فأحزنه ذهابهم به سنوات وسنوات حتى أفقده الحزن بصره، احذر من كلماتك!
عمل
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ لا تهمل الخاطر الأول، والتوقع الأول، فعادة ما يكون فيه شيء من الإلهام.
وقفة
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ مجرد الفراق يُحزنه! لا تعارض بين أعباء الدعوة والمشاعر الجيّاشة.
وقفة
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ المحب لا يرضيه فراق حبيبه وقرة عينه؛ ولو كان في نزهة يلعب فيها ويمرح، المحب نعيمه في رؤية محبوبه وقربه!
وقفة
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ الفراق أصعب لحظاتٍ تمر على القلب.
عمل
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ وطّن قلبك على فقد الأحبة.
وقفة
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾ حزن محبيك ودموعهم لما يحدث لك لا يعني أن حظك عاثر، قد يدبر لك الخير، وأحبتك -لأنهم لا يعلمون الغيب- يتألمون.
وقفة
[13] لا يُلام المرء على محبة ولده ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ﴾.
عمل
[13] ﴿قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب﴾ لا تتحدث كثيرًا عن نقاط ضعفك، لا تخبر أحدهم كيف يؤلمك.
اسقاط
[13] ﴿قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب﴾ لا تُهمل إحساس والديك فهو أصدق شعور على وجه الأرض.
عمل
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ تعلموا حسن الأدب والتوجيه غير المباشر من يعقوب عليه السلام ، فلم يقل: (أنتم تحسدون أخاكم وتحقدون عليه)، فيتهمهم صراحة بما أرادوا، فهذا مما يرسخ العداوة في نفوسهم، لكنه أخبرهم أنه يخاف تقصيرهم (غيرالمتعمد) في حفظ يوسف.
لمسة
[13] ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ الحزن يكون على ما فات، والخوف مما يقع في المستقبل، وقد اجتمع الشعوران في قلب يعقوب عليه السلام تجاه يوسف؛ مما يدل على علو مكانة يوسف في قلب أبيه.
عمل
[13] ﴿قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون﴾ اكتم مخاوفك فقد تستخدم ضدك.
عمل
[13] ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ لا تعط الآخرين السيف الذي يغتالونك به، لا تساعدهم في مخططاتهم عن حسن نية.
وقفة
[13] ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾، ﴿فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ [17]؛ أحيانًا تُلَقِّن الغادر حجته بنفسك وأنت لا تشعر، والسبب قلبك الأبيض!
عمل
[13] ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾، ﴿فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ [17]؛ الإفصاح عن مخاوفك قد تكون هي السلاح الذي يستخدمه أعدائك؛ فكن حذرًا.
وقفة
[13] ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾، ﴿فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ [17]؛ قد يستفيد أهل الباطل من أخطاء المصلحين.
وقفة
[13] ﴿َأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ ذئاب البشر أشد قسوة من ذئاب البر، إنها تعرف الرحمة، لكن لا ترحم!
وقفة
[13] ﴿َأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ سمعوا كلمة ذئب فاستخدموها في الحيلة؛ فلا تبين السهم القاتل في توجيهاتك التربوية.
وقفة
[13] قال يعقوب: ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾، وفي النهاية قال أبناؤه: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ [17]؛ كم من حجة ألقيناها لأعدائنا ونحن لا نشعر.
وقفة
[13] عندما قال: ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ﴾ غاب عنه ابنه، ولما قال: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا﴾ [64]، عاد إليه ابناه.
وقفة
[13] ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ لقنهم حجتهم وعذرهم الذي سيعتذرون به إليه، وصدق الشاعر حين قال: احفظْ لِسَانكَ لا تَقُل فتُبْتلى ... إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنْطِقِ فإن قال قائل: لقد صدرت هذه الكلمة من يعقوب عليه السلام وهو نبی؟ فالجواب: ﴿لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾ [الأنفال: 42].
وقفة
[13] ﴿وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ الذئاب تتحين غفلة الناس! فلا تسمح لها -أيا كان نوعها- أن تنقض على مبادئك على حين غفلة منك.

الإعراب :

  • ﴿ قال إنّي ليحزنني:
  • قال: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. إني: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وقد أدغم بضمير المتكلم والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم \"إنّ\" اللام لام الابتداء -المزحلقة- و \"يحزنني\" فعل مضارع مرفوع بالضمة. النون للوقاية والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم والجملة الفعلية في محل رفع خبر إنّ. إن: مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به -مقول القول-.
  • ﴿ أن تذهبوا به:
  • أنْ: حرف مصدري ناصب. تذهبوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. به: جار ومجرور متعلق بتذهبوا و\"أن وما تلاها\" بتأويل مصدر في محل رفع فاعل. التقدير: ذهابكم وجملة \"تذهبوا\" صلة أن المصدرية لا محل لها.
  • ﴿ وأخاف أن يأكله الذئب:
  • الواو عاطفة. أخاف: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. أنْ: حرف مصدرية ونصب. يأكله: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الذئب: فاعل مرفوع بالضمة. و \"أن\" وما بعدها: بتأويل مصدر في محل نصب مفعول أخاف. وجملة \"يأكله الذئب\" صلة \"أن\" لا محل له.
  • ﴿ وأنتم عنه غافلون:
  • الواو حالية والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب حال. أنتم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون ومحل رفع مبتدأ. عنه: جار ومجرور متعلق بالخبر. غافلون: خبر \"أنتم\" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. '

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [13] لما قبلها :     ولَمَّا طلبوا منه أن يرسل يوسف معهم اعتذر إليهم بأمرين: 1- أن ذهابهم به ومفارقتهم إياه مما يحزنه لأنه كان لا يصبر عنه ساعة. 2- خوفه عليه من الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم أو لعبهم لقلة اهتمامهم به، قال تعالى:
﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يحزنى:
1- بالفك، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بتشديد النون، وهى قراءة زيد بن على، وابن هرمز. وابن محيصن.
تذهبوا:
وقرئ:
1- تذهبوا، من «أذهب» ، وهى قراءة زيد بن على.
الذئب:
1- بالهمزة، وهى لغة الحجاز، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بغير همز، فى الوقف، وهى قراءة الكسائي، وورش، وحمزة.

مدارسة الآية : [14] :يوسف     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ ..

التفسير :

[14] قال إخوة يوسف لوالدهم:لئن أكله الذئب، ونحن جماعة قوية إنا إذاً لخاسرون، لا خير فينا، ولا نفع يُرْجَى منا.

{ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ْ} أي:جماعة، حريصون على حفظه،{ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ْ} أي:لا خير فينا ولا نفع يرجى منا إن أكله الذئب وغلبنا عليه.

فلما مهدوا لأبيهم الأسباب الداعية لإرساله، وعدم الموانع، سمح حينئذ بإرساله معهم لأجل أنسه.

وقوله- سبحانه-: قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ رد مؤكد من إخوة يوسف على تخوف أبيهم وتردده في إرساله معهم. إذ اللام في قوله: «لئن» موطئة للقسم، وجواب القسم قوله: «إنا إذا لخاسرون» .

أى: قال إخوة يوسف لأبيهم محاولين إدخال الطمأنينة على قلبه، وإزالة الحزن والخوف عن نفسه: يا أبانا والله لئن أكل الذئب يوسف وهو معنا، ونحن عصابة من الرجال الأقوياء الحريصين على سلامته، إنا إذا في هذه الحالة لخاسرون خسارة عظيمة، نستحق بسببها عدم الصلاح لأى شيء نافع.

وأخيرا استسلم الأب، لإلحاح أبنائه الكبار، ليتحقق قدر الله الذي قدره على يوسف.

ولتسير قصة حياته في الطريق الذي شاء الله تعالى- له أن تسير فيه.

وقالوا مجيبين عنها في الساعة الراهنة : ( لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون ) يقولون : لئن عدا عليه الذئب فأكله من بيننا ، ونحن جماعة ، إنا إذا لهالكون عاجزون .

القول في تأويل قوله تعالى : قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف لوالدهم يعقوب: لئن أكل يوسف الذئبُ في الصحراء ، ونحن أحد عشر رجلا معه نحفظه ، وهم العصبة (33) ، (إنا إذًا لخاسرون) ، يقول: إنا إذًا لعجزة هالكون . (34)

----------------------

الهوامش:

(33) انظر تفسير" العصبة" فيما سلف ص : 562 .

(34) انظر تفسير" الخسران" فيما سلف من فهارس اللغة ( خسر )

المعاني :

عُصْبَةٌ :       جَمَاعَةٌ قَوِيَّةٌ السراج

التدبر :

وقفة
[14] ﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ﴾ لكن غزة تُقصف ونحن مليار، نحن إذًا لخاسرون!
وقفة
[14] ﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ﴾ أحيانًا الذئاب الحقيقية تكون أرحم من الذئاب البشرية، على الأقل لا تخطط وتكيد!

الإعراب :

  • ﴿ قالوا لئن أكله الذئب:
  • قالوا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لئن: اللام: موطئة للقسم -المؤذنة- انْ: حرف شرط جازم. أكله: فعل ماضٍ مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإنْ والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الذئب: فاعل مرفوع بالضمة
  • ﴿ ونحن عصبة:
  • الواو حالية والجملة بعدها: في محل نصب حال. نحن: ضمير رفع منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. عصبة: خبر \"نحن\" مرفوع بالضمة
  • ﴿ إنّا إذًا لخاسرون:
  • جواب القسم المحذوف تقديره: والله. وجملة القسم لا محل لها من الإعراب. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة \"إنْ أكله الذئب\" اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها. إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل أدغمت بضمير المتكلمين و \"نا\" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم \"إنّ\". إذًا: حرف جواب لا عمل له. اللام: لام الابتداء -المزحلقة-. خاسرون: خبر \"إنّ\" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. '

المتشابهات :

يوسف: 8﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
يوسف: 14﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [14] لما قبلها :     ولَمَّا اعتذر إليهم يعقوبُ عليه السلام ؛ ردوا هنا على تخوف أبيهم وتردده في إرساله معهم، محاولين إدخال الطمأنينة على قلبه، وإزالة الخوف عنه، قال تعالى:
﴿ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

البحث بالسورة

البحث في المصحف